شرح الكافية الشافية

باب أسماء الأفعال والأصوات
مدخل
...
باب أسماء الأفعال والأصوات:
"ص"
نائب فعل غير معمول ولا ... فضلة اسم الفعل والمجدي افعلا
يأتي كثيرا، وبمعنى "فعلا" ... و"أفعل" استعماله تقللا
كـ"أف" "هيهات" "نزال" "وي" و"صه" ... "شتان" "أوه" تيد" "هيا" "هيت" "مه"
"إيه" "آمين" "حيهل" "وشكانا" ... "سرعان" "ويها" "بله" "ها" "بطآنا"
"ويها"1 و"واها" كذاك و"هلم" ... في قول من تجريدها حتما يؤم
واحكم لها بحكم الأفعال التي ... تنوب عنها ذاكرا قصور "تي"
__________
1 س ش ط ع ط "واها وواها".

(3/1382)


واحكم بتنكير الذي ينون ... منها وتعريف سواه بين
وأحد الحكمين بعضها لزم ... كـ"وي" وتخيير لبعضها علم1
وليس منها ما يرى محتملا ... ضمير رفع بارزا متصلا
كمثل "هات" و"تعال" و"هلم" ... عن تميم، وهي"ها" ضمت لـ"لم"
"ش"
نائب فعل................ ... ..........................
جنس يعم المصدر العامل، واسمي2 الفاعل والمفعول، والصفة المشهبة باسم الفاعل واسم الفعل، الحروف التي فيها معاني الأفعال كـ"ليت" و"لعل"3.
فخرج بقولي:
.........غير معمول.........
ما سوى اسم الفعل والحروف4؛ لأن كلا منهما غير معمول.
__________
1 ط "اعلم".
2 ع ك "واسم".
3 في الأصل: واسمي الفاعل والمفعول والحروف التي فيها معاني الأفعال كليت، ولعل والصفة المشبهة باسم الفاعل واسم الفعل.
4 ع ك "والحرف".

(3/1383)


فلذلك1 جعل المحققون سبب بناء اسم الفعل شبهه بالحرف العامل في كونه مؤثرا غير متأثر.
وخرج بقولي:
..........................ولا ... فضله.......................
الحروف؛ لأن كل جملة بعض أجزائها حرف، فإنها يتم بدونه كونها جملة.
فيثبت2 كون الحرف أبدا فضلة؛ لأن غير الفضلة عمدة، والعمدة مسند3 أو مسند إليه، وذلك مناف للحرفية.
وإذا خرج الحرف خلص الحد لاسم الفعل، وهو المقصود.
ثم قلت:
.................... ... .........والمجدي "افعلا"
يأتي كثيرًا............ ... ....................
ففهم بذا4، بما بعده أن اسم الفعل الدال على أمر كثير، وأن ما سواه قليل.
ثم ذكرت أمثلة كثيرة بمعنى الأمر، وأمثلة قليلة بمعنى الماضي، وبمعنى المضارع.
وأنا أشرحها شرحا يميز بعضها من بعض.
__________
1 ع ك "ولذلك".
2 ع ك "فثبت".
3 ع "مسندا".
4 ع ك "بهذا".

(3/1384)


فـ"نزال" بمعنى: انزل. "صه" بمعنى "اسكت". و"تيد" بمعنى: أمهل. "هيت" بمعنى: أسرع. و"مه" بمعنى: انكفف1. و"إيه" بمعنى: امض في حديثك. و"آمين" بمعنى: استجب، و"حيهل" بمعنى: ائت أو عجل أو أقبل. "ويها" بمعنى: اغر. "بله" بمعنى: دع. "ها" و"هاء" بمعنى: خذ، وكذاك بمعنى: قلل، و"هلم" بمعنى: احضر أو2 أقبل.
فهؤلاء بمعنى "افعل".
والتي بمعنى "فعل":
"هيهات" بمعنى: بعد. و"شتان" بمعنى: افترق. و"وشكان" و"سرعان" بمعنى: سرع. و"بطآن" بمعنى: بطؤ. والتي بمعنى "أفعل":
"أف" بمعنى: أتضجر. "وي" و"وا" و"واهَا" بمعنى: أعجب. و"أوه" بمعنى: أَتَوَجَّعُ.
فمن مجيء "وي" بمعنى: "أتعجب"3 قوله4 تعالى5: {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ} 6.
__________
1 هـ "اكفف".
2 ع "وأقبل".
3 ع ك "أعجب".
4 هـ "قول الله تعالى".
5 من الآية رقم "82" من سورة "القصص".
6 ع ك سقط "يقدر".

(3/1385)


وقول الشاعر:
929-
سالتاني الطلاق أن رأتاني ... قل مالي قد جئتماني بنكر
930-
ويكأن من يكن له نشب يحـ ... ـبب ومن يفتقر يعش عيش ضر
ومن مجيء "وا" بمعنى "أعجب" قول الراجز:
931-
وا بأبي أنت وفوك الأشنب
932-
كأنما ذر عليه الزرنب
و"وي" و"واها" أكثر من "وا" وفهم من قولي:
__________
929-930- من الخفيف من جلمة أبيات تنسب إلى سعيد بن زيد الصحابي، كما تنسب لزيد بن عمرو بن نفيل، وهي على هذه النسبة في كتاب سيبويه 2/ 170، كما تنسب إلى نبيه بن الحجاج "مجالس ثعلب 389، أمالي الشجري 339، الخصائص 3/ 41، 169، ابن يعيش 4/ 76 همع 2/ 106، شرح شواهد الشافية 339، معاني القرآن للفراء 2/ 312" والنشب: المال والعقار والضمير في قوله "سألتاني" يعود إلى زوجتيه في بيت سابق هو:
تلك عرساي تنطقان على العمـ ... ـد إلى اليوم قول زور وهتر
931-932- رجز ينسب لبعض بني تميم "العيني 4/ 310".
الزرنب: نبت طيب الرائحة. الأشنب: وهو برد وعذوبة في الأسنان.

(3/1386)


واحكم لها بحكم الأفعال التي ... تنوب عنها................
أن هذه الأسماء متساوية في اقتضائها مرفوعا.
وأن "شتان" لا يستغني1 بؤاحد كما لا يستغني به "افتراق".
وأن تعلق هذه الأسماء بما زاد على المرفوع مساو لتعلق2 الأفعال به.
فيعطى الاسم من ذلك ما أعطي الفعل الذي هو نائب عنه. فلذلك عدي "حيهل" بنفسه إذا ناب عن "ائت" كقولهم: "حيهل الثريد"، وعدي بالباء3 إذا ناب عن "عجل".
وعدي بـ"علي" أو"إلى"4 إذا5 ناب عن "أقبل".
ومن النائب عن "عجل": "إذا ذكر الصالحون فحيهل بعمر".
وأشرت بقولي:
....................... ... ............ذاكرا قصور"تي"
إلى أن أسماء الأفعال قاصرة عما للأفعال من التصرف في نفسها، وفي عملها، ولذا لا تعمل فيما قدم عليها.
__________
1 ع ك "لا تستغني".
2 ع "كتعلق".
3 ع "عدي بالتاء".
4 ك "بعلي وبإلى إذا ناب ... ".
5 ع "عدي بعلى وإذا ناب".

(3/1387)


وبسط الكلام على1 هذا آت إن شاء الله تعالى2.
"وتي" بمعنى: ذي.
ولماكانت هذه الكلمات من قبل المعنى أفعالًا، ومن قبل اللفظ أسماء جعل لها تعريف، وتنكير.
فعلامة تعريف المعرفة منها تجرده عن التنوين.
وعلامة تنكير النكرة منها استعماله منونًا.
ولما كان من الأسماء المحضة ما يلازم التعريف كالمضمرات، وأسماء الإشارة.
وما يلازم التنكير كـ"أحد" و"عريب".
وما يعرف وقتا، وينكر وقتا كـ"رجل" و"فرس".
جعلوا هذه الأسماء كذلك، فألزموا بعضها3 التعريف كـ"نزال" و"بله" و"آمين"، وألزموا بعضها التنكير كـ"واها" و"ويها".
واستعملوا بعضها4 بوجهين: فنون مقصودا تنكيره، وجرد مقصودا تعريفه كـ"صه وصه" و"أف وأف".
ثم أشرت إلى ما يؤمن من غلط وقع فيه بعض النحويين
__________
1 ع ك "في هذا".
2 هـ سقط "تعالى".
3، 4 هـ "بعضا".

(3/1388)


بقولي:
وليس منها ما يرى محتملا ... ضمير رفع بارزا1 متصلا
وذلك أن من النوحيين من جعل من أسماء الأفعال "هات" و"تعال"، وإنما هما فعلا غير2 متصرفين. والدليل على فعليتهما وجوب اتصال ضمير الرفع البارز بهما كقولك للأنثى: "هاتي" و"تعالي". وللاثنين والثنتين: هاتيا وتعاليا. وللجماعتين3: هاتوا، وتعالوا، وهاتين، وتعالين.
فعوملا هذه المعاملة الخاصة بالأفعال مع أنهما على وزنين مختصين بالأفعال، ومدلولها كمدلولات الأفعال.
فهما بالفعلية أحق من "عسى" و"ليس"؛ لأن مدلوليهما4 كمدلولي: "لعل" و"ما".
وقد ألحقا بالأفعال لاتصال الضمائر بهما.
على أن بعض العرب يصرف "هات"، فيقول: هاتى، يهاتي، مهاتاة، ذكر ذلك 5 الجوهري6.
__________
1 ع "بارز".
2 ع سقط "غير".
3 الأصل "وللجماعة".
4 الأصل "مدلولهما" وهـ "مدلولتهما".
5 الصحاح مادة "هـ ي ت" جـ2 ص 655. بتحقيق نديم وأسامة مرعشلي "دار الحضارة بيروت".
6 إسماعيل بن حماد الجوهير أبو نصر الفارابي، إمام في اللغة =

(3/1389)


وأما "هلم" فاسم فعل على لغة الحجازيين. وفعل على لغة بني تميم.
لأن الحجازيين لا يبرزون فاعلها في التأنيث والتثنية والجمع.
وبنو تميم يبرزونه فيقولون: "هلمي" و"هلما" و"هلموا" "وهلممن"، ويؤكدونه بالنون نحو: "هلمن".
قال سيبويه1: "وقد تدخل الخفيفة والثقيلة -يعني في "هلم"-[في لغة بني تميم] .
قال: "لأنها عندهم بمنزلة "رد" و"ردا" و"ردي" و"ارددن" كما تقول: "هلم و"هلما" و"هلمي" و"هلممن".
وقد استعمل لها مضارعا من قيل له: "هلم" فقال: "لا أهلم".
__________
= والأدب. وخطه يضرب به المثل. فارس من فرسان الكلام والأصول توفي سنة 393هـ.
"البلغة 36، بغية الوعاة 1/ 446، انباه الرواة 1/ 194، دمية القصر 300، معجم الأدباء 6/ 151، معجم البلدان 6/ 322، المزهر 1/ 97، يتيمة الدهر 4/ 373، نزهة الألبا 418، الأعلام 1/ 309، معجم المؤلفين 2/ 267".
1 قال سبيويه في الكتاب 2/ 158.
"وقال تدخل الخفيفة، والثقيلة في "هلم" في لغة بني تميم؛ لأنها عندهم بمنزلة رد وردا وردي وارددن ... ".

(3/1390)


وأصل "هلم" عند "البصريين" "ها لم"1.
وعند الكوفيين: هل أم.
وقول البصريين أقرب إلى الصواب.
"ص"
وندر اسم الأمر2 من رباعي ... مقصترا فيه على السماع
كمثل "قرقار" ومن قاس على ... ما جاء من ذا فسعيد قد تلا
وبـ"عليك": الزم عنوا كما "تنح" ... معنى إليك، "خذ" بـ"دونك" اتضح
وبـ"لديك": الزم3 عنوا و"عندكا" ... ومسلك "اثبت" بـ"مكانك" اسلكا
وبـ"أمامك" أقصدن "تقدما" ... وفي نقيضه "وراءك" الزما
و"أتنحى" قصد من قال "إلي" ... و"أولني" يعني إذا قال "علي"
__________
1 قال سيبويه يتحدث عن "هلم" 2/ 158.
"والهاء فضل، وإنما هي "ها" التي للتنبيه، ولكنهم حذفوا الألف لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم".
2 ع ك "الفعل".
3 ط "لزم".

(3/1391)


وذان باليا لشذوذ عزيا ... كذا "عليه زيدا" -أيضا- رويا
ولك ذا نقل، وقائس علي ... لدى الخطاب وخلافه1 جلي
ووحده أجاز أن يقدما ... منصوب ذا الباب وإن ذا أوهما
كـ"يأيها2 الماتح دلوي3 دونكا" ... فناصبا أضمر توافق ذو ذكا
"ش" من أسماء الأفعال "قرقار" بمعنى "قرقر". وإليه أشرت بقولي:
وندر اسم الأمر4 / من رباعي ... مقتصرا فيه على السماع
وهو مع ندوره عند سعيد بن مسعدة الأخفش مقيس عليه ليكون للرباعي نصيب من صوغ اسم الفعل باطراد.
كما كان للثلاثي باتفاق منه ومن سيبويه.
والصحيح ما ذهب إليه سيبويه من كون صوغ اسم الفعل مطردا من الثلاثي خاصة بشرط كون على "فعال"5.
__________
1 هـ "وقياسه".
2 ط "أيا أيها".
3 ط "المانح".
4 ع ك "الفعل".
5 الكتاب 2/ 41 وما بعدها.

(3/1392)


ثم أخذت في بيان ما جعل اسم فعل بعد أن كان ظرفا، أو حرف جر.
وهذا النوع لا يستعمل إلا متصلا بضمير مخاطب.
وقد قرنت في النظم كل واحد منهما بشرحه، فحكمه في العمل حكم الفعل الذي قرن به شارحا له.
وشذ قولهم: "عليه رجلا" بمعنى: ليلزم. و"علي الشيء" بمعنى: "أولنيه1. "وإلي" بمعنى: انتحي2.
واختلف في الضمير المتصل بهذه الكلمات:
فموضعه: رفع عند الفراء.
ونصب عند الكسائي.
وجر عند البصريين، وهو الصحيح.
لأن الأخفش روى عن عرب فصحاء: "علي عبد الله زيدا" -بجر عبد الله.
فتبين بذلك أن الضمير مجرور الموضع لا مرفوعه، ولا منصوبه.
ومع ذلك فمع كل واحد3 من هذه الأسماء ضمير مستتر مرفوع الموضع بمقتضى الفاعلية.
__________
1 الأصل وهـ "أو لينه".
2 هكذا في جميع النسخ.
3 ع ك "واحدة".

(3/1393)


فلك أن تقول في التوكيد: "علكيم كلكم زيدا" -بالجر- توكيدا للموجود المجرور1، وبالرفع توكيدا للمستكن المرفوع2.
ولا3 يقاس عل هذه الظروف غيرها إلا عند الكسائي، فإنه لا يقتصر فيها على السماع، بل يقيس على ما سمع: ما لم يسمع.
ومما عزي إليه دون غيره جواز إعمال هذه الأسماء فيما تقدم عليها كقول الراجز:
933-
يأيها المائح دلوي دونكا
934-
إني رأيت القوم يحمدونكا
ولا حجة فيه لصحة تقدير "دلوي": مبتدأ، أو مفعولا بـ"دونك" مضمرا.
__________
1 ع "للموجود للضمير المجرور".
2 "ع "وعلى يقاس".
3 الأصل "للمرفوع المستكن".
933-934- هذا من رجز قالته جارية مني بني مازن، وله قصة ذكرها الصاغاني في العباب ونقلها صاحب الخزانة عنه 3/ 15، ولم يعزه أحد ممن استشهد به "أمالي القالي 2/ 244، العقد الفريد 5/ 211، الإنصاف 1/ 28، اللسان 3/ 447، المقاصد النحوية 4/ 311، همع الهوامع 2/ 105، الدرر اللوامع 2/ 139، الأشموني 3/ 206، التصريح 2/ 200".
المائح: من ماح -بالحاء المهملة- الذي ينزل البئر فيملأ الدلو -إذا قل الماء فيها.

(3/1394)


فإن إضمار اسم الفعل متقدما لدلالة متأخر عليه جائز عند سيبويه1. و"ذو" من قولي:
............................ ... ............توافق ذو ذكا
بمعنى "الذي".
و"ذكا": فعل، ومعه فاعل منوي، والجملة صلة "ذو".
و"دونك" وأمثاله من الظروف المجعولة أسماء أفعال مبنية كغيرها من أسماء الأفعال.
قال أبو الفتح ابن جني:
"ولا الفتحة في نحو: "دونك زيدا" فتحة إعراب كفتحة الظرف في قولك: "جلت دونك" بل هي [فتحة بناء؛ لأن هذا الاسم بمنزلة "صه" و"مه" غير أنه بني على الحركة التي كانت له] 2 في حال3 الظرفية.
كما أن فتحة لام "رجل" من قول: "لا رجل في الدار" هي غير الحركة التي تحدثها "لا" إعرابًا.
وكذا قوله تعالى: {مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ} 4 فتحته فتحة بناء، لأنه اسم كقولك5: "اثبتوا "مكانكم"6، وليست كفتحة "إلزموا مكانكم" هذه إعراب، وتلك في الآية بناء".
__________
1 الكتاب 1/ 127 وما بعدها.
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 ع "في حالة".
4 من الآية رقم "28" من سورة "يونس".
5 الأصل وك "لقولك".
6 سقط من جميع النسخ.

(3/1395)


فصل في أسماء الأصوات:
"ص"
وما به خوطب ما لا يعقل ... من مشبه اسم الفعل صوتا يجعل
كذاك ما أجدى3 حكاية كـ"قب" ... و"غاق" "ماء" ومن الأول "حب"
وكل ما يعد من ذا الباب ... مستوجب البناء لا الإعراب
"ش" أسماء الأصوت: ما وضع لخطاب ما لا يعقل، أو ما هو في حكم ما لا يعقل من صغار الآدميين. أو لحكاية الأصوات.
فمن الأول: "زجر البعير بـ: "حب" و"حل".
ودعاء الإبل بـ: "حوب" والربع4 بـ"دوه".
__________
1 الأصل وك "لقولك".
2 سقط من جميع النسخ.
3 ع "إحدى".
4 جمع: ربعي وهو الفصيل الذي نتج في الربيع، نسب على غير قياس.

(3/1396)


وإناخة البعير بـ: "نخ". وتسكين صغار الإبل بـ: "هدع"، وإيراد الحمار1 بـ: "تشا"2 وبـ" تشو".
ومن الثاني: "قب" في وقع السيف و"طق" في وقع الحجارة، و"غاق" في صياح الغراب، "ماء" في صياح الظبية.
وأشرت بـ"ذا" من قولي:
وكل ما يعد من ذا الباب ... ......................
إلى "باب أسماء الأفعال والأصوات"، فإنها كلها مبنية.
أما أسماء الأفعال فإنها أشبهت الحروف العاملة في أنها عاملة. غير معمولة. مع الجمود، ولزوم طريقة واحدة.
فاستغنت عن الإعراب؛ لأن فائدته الدلالة على ما يحدث من المعاني بالعوامل.
وذلك غير موجود في أسماء الأفعال.
وأما أسماء الأصوات فهي أحق بالبناء؛ لأنها غير عاملة ولا معمولة، فأشبهت الحروف المهملة.
ولأن فائدة الإعراب: إبانة مقتضيات العوامل3، وذلك غير موجود فيها فلم يكن لها في الإعراب نصيب.
__________
1 أي عرضه على الماء.
2 في النسخ "ساء" لكن في اللسان ضبطه بـ"تشا".
3 ع ك، هـ "العامل".

(3/1397)