الكتاب: فضائل الصحابة
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
المحقق: د. وصي الله محمد عباس
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت
الطبعة: الأولى، 1403 - 1983
عدد الأجزاء: 2
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
 


عن المؤلف:

ابن حنبل (164 - 241هـ، 780 - 855م).

أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني. الفقيه والمحدث، صاحب المذهب.
ولد ببغداد ونشأ بها ومات والده وهو صغير فتعهدته أمه ووجهته إلى دراسة العلوم الدينية، فحفظ القرآن وتعلم اللغة. وفي الخامسة عشرة من عمره بدأ دراسة الحديث وحفظه، وفي العشرين من عمره بدأ في رحلات طلب العلم، فذهب إلى الكوفة ومكة والمدينة والشام واليمن ثم رجع إلى بغداد ودرس فيها على الشافعي أثناء قيام الشافعي برحلاته إليها في المدة من 195 إلى 197هـ، وكان من أكبر تلاميذ الشافعي ببغداد. كما تعلم أحمد على يد كثير من علماء العراق منهم إبراهيم بن سعيد وسفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد ويزيد ابن هارون وأبو داود الطيالسي ووكيع بن الجراح وعبدالرحمن بن مهدي. بعد ذلك أصبح مجتهدًا صاحب مذهب مستقل وبرز على أقرانه في حفظ السنة وجمع شتاتها حتى أصبح إمام المحدثين في عصره، يشهد له في ذلك كتابه المسند الذي حوى نيفًا وأربعين ألف حديث. وقد أعطى الله أحمد من قوة الحفظ ما يتعجب له، يقول الشافعي: خرجت من بغداد وما خلفت فيها أفقه ولا أورع ولا أزهد ولا أعلم ولا أحفظ من ابن حنبل. وكان ابن حنبل قوي العزيمة صبورًا ثابت الرأي قوي الحجة، جريئًا في التكلم عند الخلفاء مما كان سببًا له في محنته المشهورة. وهي أنه في عصر خلافة المأمون العباسي أثيرت في سنة 212هـ مسألة القول بخلق القرآن، التي كانت عقيدة المعتزلة. حتى قيل من لم يعترف بهذه المسألة من العلماء والفقهاء فعقابه الحرمان من وظائف الدولة مع العقاب بالضرب والسجن. وكان ابن حنبل على خلاف ما يقولون ولم يعترف بقولهم، وكان في ذلك كالطود الثابت الراسخ، لم يركن إلى ما قاله المأمون، فكان نتيجة ذلك أن طبق عليه العقاب ومنع من التدريس وعذِّب وسجن في سنة 218هـ على يد إسحاق بن إبراهيم الخزاعي نائب المأمون، ثم سيق مكبلاً بالحديد حيث يقيم المأمون خارج بغداد، غير أن الخليفة المأمون مات قبل وصول أحمد بن حنبل إليه. وتولى الخلافة بعد المأمون أخوه، المعتصم، فسار على طريقة المأمون في هذه المسألة بوصية منه فسجن أحمد وأمر بضربه بالسياط عدة مرات حتى كان يغمى عليه في كل مرة من شدة الضرب، واستمر في ضرب أحمد وتعذيبه نحو ثمانية وعشرين شهرًا. ولما لم يغير أحمد ولم يرجع عن عقيدته ومذهبه أطلق سراحه وعاد إلى التدريس. ثم مات المعتصم سنة 227هـ وتولى بعده الواثق بالله فأعاد المحنة لأحمد ومنعه مخالطة الناس ومنعه من التدريس أكثر من خمس سنوات، حتى توفي الواثق سنة 232هـ، وتولى الخلافة بعده المتوكل، فأبطل بدعة خلق القرآن سنة 232 وترك للناس حرية اعتقادهم وكرَّم أحمد وبسط له يد العون وظل أحمد على منهاجه ثابتًا على رأيه حتى توفي ببغداد.
جمع تلاميذ أحمد من بعده مسائل كثيرة في الفقه والفتوى ودونوها ونقلوها بعضهم عن بعض في مجاميع كبيرة كما صنع ابن القيم في كتابيه، المغني، والشرح الكبير. ولم يدون أحمد مذهبه في الفقه كما لم يمله على أحد من تلاميذه كراهة اشتغال الناس به عن الحديث، وهو بهذا على غير منهج أبي حنيفة، الذي كان يدون عنه تلاميذه في حضوره، ومالك الذي كان يدون بنفسه وكذا الشافعي، فالجميع قد تركوا فقهًا مدونًا بخلاف أحمد فلم يترك فقهًا مدونًا، إلا أن تلاميذه بعده قاموا بتدوين ما سمعوه منه. ومن هؤلاء التلاميذ: محمد بن إسماعيل البخاري، صاحب الصحيح، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، صاحب الصحيح، وأبو داود صاحب السنن. ومن تلاميذه البررة الذين دونوا ما سمعوه من فتاوى وآراء فقهية ولداه صالح (ت 266هـ) وعبدالله (ت 290هـ). ومن تلاميذه أيضًا أبوبكر أحمد بن محمد بن هانئ البغدادي المعروف بالأثرم (ت 273هـ). وهو من أشهر من دون الفقه لأحمد في كتاب، السنن في الفقه، على مذهب أحمد وشواهده من الحديث. ومن أشهرهم أيضًا أبوبكر أحمد بن الخلاّل (ت 311هـ)، في كتاب الجامع ويقع في عشرين سفرًا، وما دونه أبوبكر في هذا الكتاب يعد نقلاً من تلاميذ أحمد. أما في الحديث فلأحمد مسنده المعروف والمشهور.
وقد بنى الإمام أحمد مذهبه على أصول هي: كتاب الله أولاً ثم سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثانيًا، ثم فتوى الصحابي الذي لا يعلم له مخالف، ثم فتوى الصحابي المختلف فيها، ثم القياس وهو آخر المراتب عنده. وكان أحمد يعترف بالإجماع إذا ما تحقق، ولكنه كان يستبعد تحققه ووجوده، بجانب هذا كان أحمد يعمل بالاستصحاب والمصالح المرسلة وسد الذرائع متبعًا في ذلك سلف الأمة.

نقلا عن
الموسوعة العربية العالمية http://www.mawsoah.net
 


عن الكتاب:

[فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل]

(المؤلف)
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي البغدادي (164-241هـ) .

(اسم الكتاب الذي طبع به ووصف أشهر طبعاته)
طبع باسم:
فضائل الصحابة
تحقيق وصي الله محمد عباس، صدر عن مؤسسة الرسالة ببيروت سنة 1403هـ.
ثم أعاد نشره في طبعة ثانية منقحة ومزيدة، ونشرت هذه الطبعة مكتبة ابن الجوزي بالدمام ـ المملكة العربية السعودية، سنة1420 هـ.

(توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه)
لقد ثبتت صحة نسبة هذا الكتاب إلى مؤلفه من خلال عدة أدلة، منها:
1 - اب عن مؤلفه بالسند الصحيح المعتبر.
2 - نص على نسبته إلى مؤلفه الحافظ الذهبي في سير النبلاء (11) .
3 - نقل عنه جمع من أهل العلم في مؤلفاتهم، مع العزو إليه؛ منهم:
أ - شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (470) .
ب - الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 475) .

(وصف الكتاب ومنهجه)
احتوى هذا الكتاب على (1963) نصًا مسندًا، منها ما هو مرفوع ومنها ما دون ذلك.
وقد رتب المؤلف مادة الكتاب كما يلي:
بدأ بذكر فضل الصحابة بوجه عام، وجعل هذا كالمقدمة بين يدي الكتاب، ومن ثم فلم يضع لهذا الجزء من الكتاب عنوانًا.
ثم شرع في تراجم الصحابة على النحو التالي:
فبدأ بالخلفاء الراشدين واحد فواحد بترتيب توليهم الخلافة، ثم يليهم باقي العشرة المبشرين بالجنة رجل بعد رجل، ثم أهل البيت، ثم الأنصار، ثم باقي الصحابة كيفما اتفق.
وهذا الترتيب يشبه إلى حد كبير ترتيب مسند الإمام أحمد رضي الله عنه، وجدير بالذكر أنه ترك بعض آل البيت في مكانهم وذكرهم في مواضع أخرى.
ويبدو أن هذا الكتاب كان أول كتاب ألف في مناقب الصحابة وفضائلهم، إذ لم يصل إلينا في هذا الموضوع كتاب أقدم منه، ولا نقل شيء عن ذلك في كتب أهل العلم.
وقد سلك المؤلف في جمع النصوص مسلكًا يليق بجلالته في هذا العلم، حيث جمع طرق كل نص في موضع واحد، وإن كان لم يقتصر على الثابت من النصوص، ولم ينص على ما هو صحيح ولم يعلق على ما فيه ضعف، إلا أن المحدثين يرجع صنيعهم في هذا الباب إلى أحد أمرين وقد يكون إليهما:
الأول: يُتسامح في إيراد الضعيف في باب الفضائل.
الثاني: يقولون: " من أسند لك فقد أحالك ".

[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع جامع الحديث]

[ فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ]