أسد الغابة في
معرفة الصحابة، ط العلمية حرف السين
باب السين مع الألف
(2/379)
1883- سابط بن أبي
حميضة
سابط بْن أَبِي حميضة بْن عمرو بْن وهب بْن حذافة بْن جمح
القرشي الجمحي يجتمع هو وصفوان بْن أمية بْن خلف بْن وهب
في وهب، روى عنه ابنه عبد الرحمن، قال: قال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أصيب بمصيبة
فليذكر مصيبته بي، فإنها أعظم المصائب ".
وكان يحيى بْن معين، يقول: هو عبد الرحمن بْن عَبْد
اللَّهِ بْن سابط، سابط جده.
وفيه نظر.
(2/379)
1884- سابق خادم
النبي صلى الله عليه وسلم
ب د ع: سابق خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ روى عنه حديث واحد، ومخرجه من أهل الكوفة، اختلف
فيه عَلَى شعبة.
فرواه عبد الرحمن بْن مهدي، عن شعبة، عن أَبِي عقيل، عن
أَبِي سلام، قال: كنا في مسجد حمص، فمر رجل، فقالوا: هذا
خدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت:
حدثنا ما سمعت من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقال: سمعته يقول: " من قال حين يمسي وحين يصبح:
رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا، كان حقًا
عَلَى اللَّه أن يرضيه يَوْم القيامة ".
واختلف أيضًا فيه عَلَى مسعر، فرواه عبد العزيز بْن أبان،
عن مسعر، عن أَبِي عقيل، عن أَبِي سلام، عن سابق خادم
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الدعاء.
قَالُوا: وهو وهم، والصواب، رواية أصحاب مسعر عن أَبِي
عقيل سالم بْن بلال قاضي واسط، عن سابق بْن ناجية، عن
أَبِي سلام،
(494) أخبرنا عبد الوهاب بْن هبة اللَّه بْن أَبِي حبة
بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، حدثني أَبِي،
أخبرنا أسود بْن عامر، أخبرنا شعبة، عن أَبِي عقيل قاضي
واسط، عن سابق بْن ناجية، عن أَبِي سلام، قال: مر رجل في
مسجد حمص، فقالوا: هذا خدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فقمت إليه فقلت: حدثني حديثًا
سمعته من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين
يمسي، ثلاث مرات: رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا،
وبمحمد نبيًا ...
" الحديث مثله سواء.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا يصح سابق في الصحابة
(2/379)
1885- سارية بن أوفى
س: سارية بْن أوفى وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعقد له النَّبِيّ، فسار إِلَى بني
مرة، فعرض عليهم الإسلام، فأبطئوا عليه، فعرض عليهم السيف،
فلماه أسرف في القتل أسلموا، وأسلم من حولهم من قيس، فسار
إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
ألفٍ.
أخرجه أَبُو موسى في ترجمة: الْوَلِيد بْن زفر.
(2/380)
1886- سارية بن زنيم
س: سارية بْن زنيم بْن عمرو بْن عَبْد اللَّهِ ابن جابر
بْن محمية بْن عبد بْن عدي بْن الديل بْن بكر بْن عبد مناة
بْن كنانة.
كان من أشد الناس حضرًا، وهو الذي ناداه عمر بْن الخطاب
رضي اللَّه عنه: يا سارية الجبل.
(495) أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ
الزرزارِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ
الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ سَعِيدٍ، فِي مَنْزِلِهِ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: حدثنا
أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ مُرْسِي بْنِ مَرْدُوَيْهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حدثنا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أخبرنا
جَعْفَرٌ الصَّائِغُ، حدثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْمَرُّوذِيُّ، أخبرنا فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عن
مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عن ابْنِ عُمَرَ، عن أَبِيهِ: "
أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،
فَعَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ أَنْ قَالَ: يَا سَارِيَةَ،
الْجَبَلَ الْجَبَلَ، مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ ظَلَمَ.
فَالْتَفَتَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ
عَلِيٌّ: لَيَخْرُجَنَّ مِمَّا قَالَ، فَلَمَّا فَرَغَ
مِنْ صَلاتِهِ قَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا شَيْءٌ سَنَحَ لَكَ
فِي خُطْبَتِكَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: قَوْلُكَ: يَا
سَارِيَةَ، الْجَبَلَ الْجَبَلَ، مَنِ اسْتَرْعَى
الذِّئْبَ ظَلَمَ، قَالَ: وَهَلْ كَانَ ذَلِكَ مِنِّي؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: وَقَعَ فِي خَلَدِي أَنَّ الْمُشْرِكِينَ هَزَمُوا
إِخْوَانَنَا فَرَكِبُوا أَكْتَافَهُمْ، وَأَنَّهُمْ
يَمُرُّونَ بِجَبَلٍ، فَإِنْ عَدَلُوا إِلَيْهَ قَاتَلُوا
مَنْ وَجَدُوا، وَقَدْ ظَفَرُوا، وَإِن جَاوَزُوا
هَلَكُوا، فَخَرَجَ مِنِّي مَا تَزْعُمُ أَنَّكَ
سَمِعْتَهُ.
قَالَ: فَجَاءَ الْبَشِيرُ بِالْفَتْحِ بَعْدَ شَهْرٍ،
فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمَ، فِي تِلْكَ
السَّاعَةِ، حِينَ جَاوَزُوا الْجَبَلَ، صَوْتًا يُشْبِهُ
صَوْتَ عُمَرَ: يَا سَارِيَةَ، الْجَبَلَ الْجَبَلَ،
قَالَ: فَعَدَلْنَا إِلَيْهِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا
".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى
(2/380)
1887- ساعدة بن حرام
ب د ع: ساعدة بْن حرام بْن محيصة روى عنه بشير بْن يسار،
لا تصح له صحبة، وحديثه في كسب الحجام.
روى ابن إِسْحَاق، عن بشير بْن يسار، أن ساعدة بْن حرام
بْن محيصة حدثه، أَنَّهُ كان لمحيصة بْن مسعود عبد حجام،
يقال له: أَبُو طيبة.
فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
أنفقه عَلَى ناضحك ".
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: هو عندي مرسل.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: ساعده ابن محيصن، آخره نون،
وقالا: ذكره البخاري في الصحابة.
ولم يخرجا شيئًا
(2/381)
1888- ساعدة الهذلي
ب د ع: ساعدة الهذلي والد عَبْد اللَّهِ، روى عنه ابنه
عَبْد اللَّهِ، أَنَّهُ قال: كنا عند صنمنا سواع، وقد
جلبنا إليه غنمًنا مائتي شاة، وقد أصابها جرب نطلب بركته،
فسمعت مناديًا من جوف الصنم ينادي: قد ذهب كيد الجن،
ورمينا بالشهب لنبي اسمه أحمد.
قال: فصرفت وجه غنمي منحدرًا إِلَى أهلي، فلقيت رجلًا،
فخبرني بظهور رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الثلاثة، وقال أَبُو عمر: في صحبته نظر.
(2/381)
1889- ساعدة بن
هلواث
س: ساعدة أو ساعد بْن هلواث المازني والد أسمر، له ولابنه
أسمر صحبة وقد ذكرناه في أسمر أتم من هذا.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/382)
1890- ساعدة
س: ساعدة غير منسوب، أقطعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بئرًا في الفلاة، ذكرناه في ترجمة إياس
بْن قتادة.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/382)
1891- سالف بن عثمان
س: سالف بْن عثمان بْن عامر بْن معتب بْن مالك بْن كعب بْن
عوف بْن ثقيف الثقفي روى المدائني، بِإِسْنَادِهِ قال: لما
قدم وفد ثقيف عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فسالوه أن يتركهم عَلَى دينهم، فقال: " يأتي
اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ذلك ".
ثم ذكر إسلامهم، فلما أسلم وفد ثقيف استعمل عليهم رَسُول
اللَّهِ من الأحلاف سالف بْن عمرو بْن معتب عَلَى صدقة
ثقيف.
وذكره الكلبي وقال: ولي الطائف، وهو الذي مدحه النجاشي.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/382)
1892- سالم مولى أبي
حذيفة
ب د ع: سالم مولى أَبِي حذيفة وهو سالم بْن عبيد بْن ربيعة
قاله ابن منده، وقيل: سالم بْن معقل، يكنى أبا عَبْد
اللَّهِ.
وهو مولى أَبِي حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بْن
عبد مناف القرشي العبشمي، كان من أهل فارس من إصطخر، وكان
من فضلاء الصحابة والموالي وكبارهم، وهو معدود في
المهاجرين، لأنه لما أعتقته مولاته ثبيتة الأنصارية، زوج
أَبِي حذيفة، تولى أبا حذيفة، وتبناه أَبُو حذيفة، فلذلك
عد من المهاجرين، وهو معدود في بني عبيد من الأنصار، لعتق
مولاته زوج أَبِي حذيفة له، وهو معدود في قريش لما ذكرناه،
وفي العجم أيضًا لأنه منهم، ويعد في القراء لقول رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خذوا القرآن
من أربعة "، فذكره منهم.
وكان قد هاجر إِلَى المدينة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان يؤم المهاجرين بالمدينة، فيهم:
عمر بْن الخطاب، وغيره، لأنه كان أكثرهم أخذًا للقرآن.
(496) أخبرنا يحيى بْنُ أَسْعَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ
بَوْشٍ، إِذْنًا، أخبرنا أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّا،
أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الآبْنُوسِيِّ، أخبرنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الْجِلِّيُّ،
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُوسَى الصَّفَّارُ،
أخبرنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ بْنِ
نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، عن
حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عن ابْنِ سَابِطٍ، أَنَّ
عَائِشَةَ احْتُبِسَتْ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَا حَبَسَكِ؟ "
قَالَتْ: سَمِعْتُ قَارِئًا يَقْرَأُ.
فَذَكَرَتْ مِنْ حُسْنِ قِرَاءَتِهِ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ
وَخَرَجَ، فَإِذَا هُوَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ،
فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي
مِثْلَكَ "
وكان عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، يكثر الثناء عليه،
حتى قال: لما أوصى عند موته: لو كان سالم حيًّا ما جعلتها
شورى.
قال أَبُو عمر: معناه أَنَّهُ كان يصدر عن رأيه فيمن يوليه
الخلافة.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بينه وبين معاذ بْن ماعض.
وكان أَبُو حذيفة قد تبناه كما تبنى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بْن حارثة، فكان أَبُو
حذيفة يرى أَنَّهُ ابنه، فأنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت
الْوَلِيد بْن عتبة، وهي من المهاجرات، وكانت من أفضل
أيامى قريش، فلما أنزل اللَّه تعالى: {ادْعُوهُمْ
لآبَائِهِمْ} رد كل أحد تبنى ابنًا من أولئك إِلَى أبيه،
فإن لم يعلم أبوه رد إِلَى مواليه، فجاءت سهلة بنت سهيل
بْن عمرو العامرية إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت:
(497) مَا أخبرنا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ
مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ وَأَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ
بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبَّةَ،
بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ،
قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ
بْنُ أَبِي عُمَرَ، جَمِيعًا، عن عَبْدِ الْوَهَّابِ
الثَّقَفِيِّ، عن أَيُّوبَ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن
الْقَاسِمِ هُوَ ابْنُ أَبِي بَكْرٍ، عن عَائِشَةَ، أَنَّ
سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ كَانَ مَعَ أَبِي
حُذَيْفَةَ، وَأَهْلِهِ فِي بَيْتِهِمْ، فَأَتَتْ، يَعْنِي
سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ، النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ سَالِمًا بَلَغَ مَا
يَبْلُغُ الرِّجَالُ، وَعَقَلَ مَا عَقَلُوا، وَإِنَّهُ
يَدْخُلُ عَلَيْنَا، وَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ فِي نَفْسِ
أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهَا
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ وَيَذْهَبُ مَا فِي نَفْسِ
أَبِي حُذَيْفَةَ ".
فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُهُ
فَذَهَبَ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ.
فَأَخَذَتْ بِذَلِكَ عَائِشَةُ، وَأَبَى سَائِرُ أَزْوَاجِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وشهد سالم بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل
يَوْم اليمامة شهيدًا.
(498) أخبرنا يحيى بْنُ أَسْعَدَ بْنِ بَوْشٍ، أخبرنا
أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّا، أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ الآبْنُوسِيِّ، أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ الْفَتْحِ الْجِلِّيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ
سُفْيَانَ بْنِ مُوسَى، أخبرنا أَبُو عُثْمَانَ، عن ابْنِ
الْمُبَارَكِ، عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَنْظَلَةَ، عن
أَبِيهِ: " أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ قِيلَ
لَهُ يَوْمَئِذٍ، يَعْنِي يَوْمَ الْيَمَامَةِ فِي
اللِّوَاءِ أَنْ يَحْفَظَهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: نَخْشَى
مِنْ نَفْسِكَ شَيْئًا فَنُوَلِّي اللِّوَاءَ غَيْرَكَ،
فَقَالَ: بِئْسَ حَامِلُ الْقُرْآنِ أَنَا إِذًا،
فَقُطِعَتْ يَمِينُهُ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ بِيَسَارِهِ،
فَقُطِعَتْ يَسَارُهُ فَاعْتَنَقَ اللِّوَاءَ، وَهُوَ
يَقُولُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ} {وَكَأَيِّنْ
مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ}
فَلَمَّا صُرِعَ قَالَ لأَصْحَابِهِ: مَا فَعَلَ أَبُو
حُذَيْفَةَ؟ قِيلَ: قُتِلَ.
قَالَ: فَمَا فَعَلَ فُلانٌ؟ لِرَجُلٍ سَمَّاهُ، قِيلَ:
قُتِلَ.
قَالَ: فَأَضْجِعُونِي بَيْنَهُمَا " ولما قتل أرسل عمر
بميراثه إِلَى معتقته ثبيتة بنت يعار، فلم تقبله، وقالت:
إنما أعتقته سائبة، فجعل عمر ميراثه في بيت المال.
وروى عنه: ثابت بْن قيس بْن شماس، وعبد اللَّه بْن عمرو،
وعبد اللَّه بْن عمرو بْن العاص.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو نعيم: قال بعض المتأخرين، يعني
ابن منده: سالم بْن عبيد، وهو وهم فاحش.
قلت: أظنه صحف عتبة بعبيد، أو أَنَّهُ رَأَى في نسب معتقته
ثبيتة عبيدًا فظنه نسبًا له، فإنها ثبيتة بنت يعار بْن زيد
بْن عبيد بْن زيد بْن مالك والله أعلم
(2/382)
1893- سالم بن حرملة
ب د ع: سالم بْن حرملة بْن زهير بْن عَبْد اللَّهِ بْن حشر
العدوي وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سليمان بْن عبد العزيز بْن عتبة بْن سالم بْن
حرملة العدوي، عن أبيه عبد العزيز، عن أبيه، أن أباه سالم
بْن حرملة وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فيمن وفد إليه، وهو غلام، وله ذؤابة، وقد قارب
البلوغ، فتطهر من فضل طهور رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه، ودعا له.
أخرج الثلاثة، والذي رأيته في نسخ كتابي ابن منده، وأبي
نعيم، خنيس والذي ضبطه الأمير أَبُو نصر: حشر، بالحاء
المهملة المفتوحة، وبالشين المعجمة، فقال: هو حرملة بْن
زهير بْن عَبْد اللَّهِ بْن حشر العدوي، له صحبة، روى
حديثًا واحدًا، قاله عبد الغني بْن سَعِيد.
وقال أَبُو أحمد العسكري: هو من عدي الرباب.
(2/384)
1894- سالم مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ع س: سالم مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ روى عمر بْن هارون، عن جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عن
أبيه، عن سالم مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أن أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كن يجعلن رءوسهن أربع قرون، فإذا
اغتسلن جمعنهن عَلَى أوساط رءوسهن ".
ورواه خارجة بْن مصعب، عن جَعْفَر، فقال: سلمى بدل سالم.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى
(2/385)
1895- سالم بن أبي
سالم أبو شداد
ب د ع: سالم بْن أَبِي سالم أَبُو شداد العبسي الحمصي شهد
وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ونزل حمص ومات بها.
روى معن بْن عِيسَى، عن معاوية بْن صالح، عن أَبِي شداد
أَنَّهُ شهد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الثلاثة.
(2/385)
1896- سالم بن أبي
سالم، أبو هند
ب د ع: سالم بْن أَبِي سالم أَبُو هند الحجام وقيل: اسم
أَبِي هند سنان.
روى عنه، أَنَّهُ قال: حجمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشربت الدم من المحجمة، وقلت: يا
رَسُول اللَّهِ، شربته؟ فقال: " ويحك يا سالم، أما علمت أن
الدم حرام؟ لا تعد ".
أخرجه الثلاثة.
(2/385)
1897- سالم بن عبيد
ب د ع: سالم بْن عبيد الأشجعي من أهل الصفة، سكن الكوفة.
روى عنه: هلال بْن يساف، ونبيط بْن شريط، وخالد بْن عرفطة.
(499) أخبرنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ
بِإِسْنَادِهِ، عن يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن سَلَمَةَ
بْنُ نُبَيْطٍ، عن أَبِيهِ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ
الأَشْجَعِيِّ، عن سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَكَانَ مِنْ
أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عُمَرُ
بِسَيْفِهِ مُخْتَرِطَةٌ، فَقَالَ: " وَاللَّهِ لا
أَسْمَعُ أَحَدًا يَقُولُ: إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ إِلا ضَرَبْتُهُ
بِسَيْفِي هَذَا.
قَالَ سَالِمٌ: فَقِيلَ لِي: اذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَادْعُهُ،
فَذَهَبْتُ فَوَجَدْتُ أَبَا بَكْرٍ، فَأَجْهَشْتُ
أَبْكِي، فَقَالَ: لَعَلَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ
لَيَقُولُ: لا أَسْمَعُ أَحَدًا يَذْكُرُ وَفَاتَهُ إِلا
ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي، فَأَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى أَتَى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ
وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} فَقَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُول
اللَّهِ، تُوُفِّيَ رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ،
فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ "
(500) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
عَلِيٍّ الصُّوفِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ
بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، أخبرنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن هِلالِ بْنِ
يَسَافٍ، عن سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا عَطَسَ
أَحَدُكُمْ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلْيَقْلُ
مَنْ عِنْدَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ.
وَلْيَرُدَّ عَلَيْهِمْ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ ".
وَقَدْ رُوِيَ عن هِلالٍ، عن رَجُلٍ، عن سَالِمٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/385)
1898- سالم العدوي
ب: سالم العدوي أخرجه أَبُو عمر، وقال: مخرج حديثه عن
ولده، وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وهو شاب، فشمت عليه، ودعا له، وتطهر سالم وضوء
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال
أَبُو عمر: ولا أحسبه من عدي قريش.
قلت: هذا سالم العدوي، هو سالم بْن حرملة الذي تقدم ذكره،
وهو من عدي بْن عبد مناة بْن أدّ، وهو عدي الرباب، وذكره
أَبُو علي بْن السكن، فقال: سالم بْن حرملة بْن زهير بْن
عَبْد اللَّهِ بْن خنبش بْن عدي بْن مالك بْن تميم بْن
الدؤل بْن حسل بْن عدي بْن عبد مناة بْن أدّ بْن طابخة،
كذا قال.
خنبش: بالخاء المعجمة، والنون، والباء الموحدة، والشين
المعجمة، وقال ابن ماكولا، وعبد الغني، والدارقطني: حشر
بالحاء المهملة المفتوحة، والشين الساكنة المعجمة، والراء،
والله أعلم.
(2/386)
1899- سالم بن عمرو
س: سالم بْن عمرو العمري روى مجمع بْن جارية قال: الذين
استحملوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فقال: {لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا
وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} سبعة نفر: علبة
بْن زيد الحارثي وعمرو بْن غنم الساعدي، وعمرو بْن هرمي
الواقفي، وابن ليلى المزني، وسالم بْن عمرو العمري، وسلمة
بْن صخر الزرقي، وعبد اللَّه بْن كعب.
أخرجه أَبُو موسى، وقد أخرجه ابن منده، إلا أَنَّهُ قال:
سالم بْن عمير، ويذكر بعد هذا، إن شاء اللَّه تعالى.
(2/387)
1900- سالم بن عمير
ب د ع: سالم بْن عمير بْن ثابت بْن النعمان ابن أمية بْن
امرئ القيس بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عوف وهو ابن عم خوات
بْن جبير، وقيل في نسبه: سالم بْن عمير بْن كلفة بْن ثعلبة
بْن عمرو بْن عوف الأنصاري العوفي العمري.
شهد العقبة، وبدرًا، وأحدًا، والمشاهد كلها مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوفي في خلافة
معاوية، وهو أحد البكائين.
روى عطاء، والضحاك، عن ابن عباس في قوله عَزَّ وَجَلَّ:
{وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ
قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا
وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا} ، قال
منهم: " سالم بْن عمير، أحد بني عمرو بْن عوف، وثعلبة بْن
زيد، أحد بني حارثة في آخرين ".
أخرجه الثلاثة، وقد تقدم إخراج أَبِي موسى له في الترجمة
التي قبل هذه، وهو هو
(2/387)
1901- سالم بن وابصة
د ع: سالم بْن وابصة مجهول، وذكره الطبري فيمن روى عن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني أسد.
روى بقية، عن مبشر بْن عبيد، عن الحجاج بْن أرطأة، عن
الفضيل بْن عمرو، عن سالم بْن وابصة، قال: سمعت رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن شر
هذه السباع الأثعل "، يعني الثعلب.
وقد رواه مُحَمَّد بْن شعيب، عن مبشر، عن سالم، عن وابصة،
عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن منده،
وَأَبُو نعيم.
(2/387)
1902- السائب بن
الأقرع
ب د ع: السائب بْن الأقرع بْن عوف ابن جابر بْن سفيان بْن
عبد ياليل بْن سالم بْن مالك بْن حطيط بْن جشم بْن ثقيف
الثقفي وأمه مليكة.
دخل السائب مع أمه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح برأسه، ودعا له، وولى أصبهان،
ومات بها، وعقبة بها.
وشهد فتح نهاوند مع النعمان بْن مقرن، وكان عمر بْن الخطاب
بعثه بكتابه إِلَى النعمان، ثم استعمله عمر عَلَى المدائن.
أخرجه الثلاثة، وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: هو ابن عم
عثمان بْن أَبِي العاص، وقد ذكرا نسب عثمان، فقالا: عثمان
بْن أَبِي العاص بْن بشر بْن عبيد بْن دهمان، وقيل: عبد
دهمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن همام بْن أبان بْن يسار بْن
مالك بْن حطيط فليس بابن عم له دنيا، وَإِنما هما من بطن
واحد من ثقيف، يجتمعان في مالك بْن حطيط، يجتمعان في الأب
الثامن، فلو لم يريدا ابن عم دنيا لم يكن لتخصيصه بالذكر
فائدة.
(2/388)
1903- السائب بن
الحارث بن صبيرة
ب د ع: السائب بْن الحارث بْن صبيرة ابن سَعِيد بْن سعد
بْن سهم بْن عمرو بْن هصيص بْن كعب بْن لؤي القرشي السهمي
والحارث هو أَبُو وداعة، كان مع الكفار يَوْم بدر، فأسره
أَبُو مرثد الغنوي، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تمسكوا به فإن له ابنا كيسا ".
فخرج المطلب ابنه، ففاداه بأربعة آلاف، وهو أول أسير فدى
من بدر، وقاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، فقال: السائب،
وصوابه المطلب، وأما أَبُو عمر فذكر السائب بْن أَبِي
وداعة، وقال: هو أخو المطلب، وقال هو، وابن منده: توفي سنة
سبع وخمسين، وتصدق بداريه.
قاله أَبُو عمر، عن البخاري.
أخرجه الثلاثة.
قلت: إن أراد أَبُو نعيم في الرد عَلَى ابن منده أن الأسير
المطلب، فكلاهما غير صحيح، وَإِنما الذي أسر هو أَبُو
وداعة، والذي افتداه هو المطلب، قاله الزبير وغيره.
وقد قال ابن منده، وَأَبُو نعيم، في المطلب بْن أَبِي
وداعة: إنه قدم في فداء أبيه يَوْم بدر، فكفى بقولهما ردً
عَلَى أنفسهما، وَإِن أراد أن السائب لم يكن صحابيًا،
وَإِنما كان المطلب، فقد وافق ابن منده جماعة منهم البخاري
وَأَبُو عمر، وغيرهما، جعلوه صحابيًا، وقد قال الزبير بْن
بكار، وَإِليه انتهت المعرفة بأنساب قريش: والسائب بْن
أَبِي وداعة، زعموا أَنَّهُ كان شريكًا للنبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، وأمه خناس من بني أسعد
بْن مشنوء بْن عبد، من خزاعة.
سعيد: بضم السين، وفتح العين، واللَّه أعلم.
(2/388)
1904- السائب بن
الحارث بن قيس
ب د ع: السائب بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم
القرشي السهمي قتل يَوْم الطائف شهيدًا، قاله ابن
إِسْحَاق، وكان من مهاجرة الحبشة.
وقال أَبُو عمر: خرج السائب يَوْم الطائف، وقتل بعد ذلك
يَوْم فحل بالأردن من أرض الشام شهيدًا، وكانت فحل في ذي
القعدة سنة ثلاث عشرة أول خلافة عمر، وقال الكلبي: كانت
سنة أربع عشرة، وقد انقرض بنو الحارث بْن قيس بْن عدي.
فحل: من أرض الشام، بكسر الفاء.
(2/389)
1905- السائب بن أبي
حبيش
ب د ع: السائب بْن أَبِي حبيش بْن المطلب ابن أسد بْن عبد
العزى بْن قصي بْن كلاب بْن مرة القرشي الأسدي أخو فاطمة
بنت أَبِي حبيش، وهو معدود في أهل المدينة.
وهو الذي قال فيه عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه: ذاك رجل
لا أعلم فيه عيبًا، وما أحد بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا وأنا أقدر أن أعيبه، وروى
أن عمر قال هذا في عَبْد اللَّهِ بْن السائب هذا، وكان
شريفًا أيضًا وسيطًا، والأصح أَنَّهُ قاله، في السائب.
روى عن السائب: سلمان بْن يسار.
أخرجه الثلاثة.
(2/389)
1906- السائب بن حزن
ب: السائب بْن حزن بْن أَبِي وهب بْن عمرو ابن عايذ بْن
عمران بْن مخزوم القرشي المخزومي عم سَعِيد بْن المسيب.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال
معصب الزبيري: المسيب، وعبد الرحمن، والسائب، وَأَبُو معبد
بنو حزن بْن أَبِي وهب، وأمهم: أم الحارث بنت شعبة بْن
أَبِي قيس بْن عبد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل، قال: ولم
يرو عن أحد منهم إلا عن المسيب بْن حزن، أخرجه أَبُو عمر.
عايذ: بالياء تحتها نقطتان.
(2/390)
1907- السائب بن
خباب
ب د ع: السائب بْن خباب أَبُو مسلم وقيل: أَبُو عبد
الرحمن: صاحب المقصورة: مولى فاطمة بنت عتبة بْن ربيعة بْن
عبد شمس.
روى عنه حديث واحد، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " لا وضوء إلا من صوت أو ريح ".
روى عنه: مُحَمَّد بْن عمرو بْن عطاء، وَإِسْحَاق بْن
سالم، وابنه مسلم بْن السائب.
توفي سنة سبع وسبعين، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
أخرجه الثلاثة.
(2/390)
1908- السائب بن
خلاد الجهني
ب د ع: السائب بْن خلاد الجهني أَبُو سهلة روى عنه عطاء
بْن يسار، وصالح بْن حيوان، فأما حديث عطاء، فهو مرفوع عن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أخاف
أهل المدينة ".
وحديث صالح عنه، في الإمام الذي بصق في القبلة، هذا جميع
ما أخرجه أَبُو عمر.
وقال أَبُو نعيم: السائب بْن خلاد الجهني، والد خلاد، روى
عنه ابنه خلاد أَنَّهُ قال: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إذا دخل أحدكم الخلاء فليمسح
بثلاثة أحجار ".
ومثله قال ابن منده، ورويا أيضًا عنه، أن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا دعا رفع راحتيه إِلَى
وجهه.
أخرجا هذا الحديث في هذه الترجمة، وأخرجه أَبُو عمر في
ترجمة السائب أَبِي خلاد الجهني، جعله ترجمة ثالثة.
(501) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ
بِإِسْنَادِهِ، عن سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حدثنا
أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
وَهْبٍ، أخبرنا عَمْرٌو، عن بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ
الْجُذَامِيِّ، عن صَالِحِ بْنِ حَيْوَانَ، عن أَبِي
سَهْلَةَ السَّائِبِ بْنِ خَلادٍ، قَالَ أَحْمَدُ: مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّ رَجُلًا أَمَّ قَوْمًا فَبَصَقَ فِي الْقِبْلَةِ،
وَرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَنْظُرُ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ: " لا يُصَلِّ لَكُمْ "، فَأَرَادَ
بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يُصَلِّيَ لَهُمْ، فَمَنَعُوهُ
بِقَوْلِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: نَعَمْ، وَحَسِبْتُ
أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّكَ آذَيْتَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ "
حيوان: بالحاء المهملة، كذلك ذكره البخاري في باب الحاء،
فيمن اسمه صالح.
أخرجه الثلاثة.
ويرد الكلام عليه في ترجمة السائب بْن خلاد بْن سويد.
(2/390)
1909- السائب بن
خلاد الأنصاري
ب د ع: السائب بْن خلاد بْن سويد بْن ثعلبة بن عمرو بْن
حارثة بْن امرئ القيس بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب
بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي أَبُو
سهلة قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم، وهما كنياه، وجعل أَبُو
عمر هذه للسائب بْن خلاد الجهني المقدم ذكره، ولهذا السائب
أيضًا، وقال في هذه الترجمة: السائب بْن خلاد بْن سويد
الأنصاري الخزرجي، من بني كعب بْن الخزرج، أَبُو سهلة، فقد
اتفقوا عَلَى أَنَّهُ من بني كعب بْن الخزرج، وهذا كعب ليس
والد ساعدة القبيلة المشهورة التي منها سعد بْن عبادة،
وَإِنما هو كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج المذكور
في هذا النسب، فساعدة والخزرج أَبُو هذا كعب ابنا عم،
والله أعلم.
روى عنه ابنه خلاد.
(502) أخبرنا إِسْمَاعِيل بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُ
وَاحِدٍ، قَالُوا: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْكُرُوخِيُّ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ:
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عن
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عن خَلادِ بْنِ السَّائِبِ، عن أَبِيهِ،
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ
فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا
أَصْوَاتَهُمْ بِالإِهْلالِ وَالتَّلْبِيَةِ ".
أَخْرَجَهُ هَاهُنَا الثَّلاثَةُ وروى ابن منده، وَأَبُو
نعيم، بإسناديهما الحديث الذي
(503) أخبرنا بِهِ أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْد اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا يحيى بْنُ سَعِيدٍ، عن مُسْلِمِ
بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن
السَّائِبِ بْنِ خَلادٍ، أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخَافَ أَهْلَ
الْمَدِينَةِ أَخَافَهُ اللَّهُ وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ
اللَّهِ، وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا
يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ ".
وَهَذَا الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ فِي
السَّائِبِ بْنِ خَلادٍ الْجُهَنِيُّ الْمَذْكُورُ قَبْلَ
هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ، فَمِنْهُمْ
مَنْ رَوَاهُ عن السَّائِبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ رَوَاهُ عن
زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، وَالصَّحِيحُ مَا رَوَاهُ مَالِكٌ،
وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَمْعَمَرٌ،
رَوَوْهُ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عن عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عن خَلادِ بْنِ السَّائِبِ، عن
أَبِيهِ السَّائِبِ بْنِ خَلادٍ قال أَبُو نعيم، عن أَبِي
عبيد الْقَاسِم بْن سلام: إن السائب بْن خلاد شهد بدرًا،
وهذا عندي فيه نظر، واستعمله معاوية عَلَى اليمن، قاله ابن
الكلبي.
قال ابن منده، وَأَبُو نعيم، عن الواقدي: إنه توفي سنة
إحدى وتسعين.
أخرجه الثلاثة.
(2/391)
1910- السائب والد
خلاد
ب: السائب والد خلاد الجهني روى عنه ابنه خلاد عن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاستنجاء
بثلاثة أحجار، رواه الزُّهْرِيّ، وقتادة، عن خلاد، عن أبيه
السائب.
أخرجه أَبُو عمر.
قلت: قد جعل أَبُو عمر السائب بْن خلاد، والسائب أبا خلاد،
ثلاث تراجم، وجعلهم ابن منده، وَأَبُو نعيم، ترجمتين،
إحداهما السائب بْن خلاد بْن سويد الأنصاري، والثانية
السائب بْن خلاد أَبُو خلاد الجهني، ووافقهما أَبُو عمر،
وزاد السائب أَبُو خلاد.
أما الحديث الأول الذي رواه أَبُو عمر في هذه الترجمة
وحديث الاستنجاء، فقد أخرجاه في السائب بْن خلاد الجهني،
فليحقق، إن شاء اللَّه تعالى، والذي يغلب عَلَى ظني أنهما
اثنان، وأن هذا السائب والد خلاد هو السائب بْن خلاد
الجهني، وله ابن اسمه خلاد، روى عنه، إنما اشتبه عَلَى
أَبِي عمر، حيث لم يذكر في السائب بْن خلاد الجهني رواية
ابنه عنه، إنما ذكر رواية عطاء، وصالح، فلما رَأَى رواية
خلاد، عن أبيه السائب ظنه غير الأول، والله أعلم، ومما
يقوي الظن أنهما واحد اتحاد اسم الابن الراوي والقبيلة.
وقد كنى أَبُو عمر السائب بْن خلاد الجهني، والسائب
الأنصاري: أبا سهلة، وأما أَبُو نعيم، وابن منده، فجعلاها
كنية الأنصاري.
وجعلهما البخاري اثنين: أحدهما أَبُو سهلة، والثاني
الجهني، مثل ابن منده، وأبي نعيم.
وقد ترجم أحمد بْن حنبل في مسنده، فقال: حديث السائب بْن
خلاد أَبُو سهلة، وروى له حديث رفع الصوت بالإهلال، وحديث
من أخاف أهل المدينة، وقال فيه: عن عطاء عن السائب بْن
خلاد، أخي بني الحارث بْن الخزرج، فقد جعلهما واحدًا، لأنه
أخرج عنه الحديثين اللذين أخرجهما ابن منده، وَأَبُو نعيم،
في ترجمتين، والله أعلم.
(2/393)
1911- السائب بن أبي
السائب
ب د ع: السائب بْن أَبِي السائب واسم أَبِي السائب صيفي
بْن عائذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم القرشي
المخزومي، وقيل: اسم أبيه نميلة، قاله ابن منده، وَأَبُو
نعيم.
وكان شريك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قبل المبعث بمكة، وقد اختلف فيمن كان شريك النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقيل هذا، وقيل: إن
أباه كان شريك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وقيل: قيس بْن السائب، وقيل غيرهم.
وقد اختلف في إسلام السائب، فقال ابن إِسْحَاق، والزبير
بْن بكار: إن السائب قتل يَوْم بدر كافرًا ونقض الزبير
عَلَى نفسه بأن روى أن معاوية حج فطاف بالبيت، ومعه جنده،
فزحموا السائب بْن صيفي، فسقط، فوقف عليه معاوية، وهو
يومئذ خليفة، فقال: ارفعوا الشيخ، فلما قام، قال: ما هذا
يا معاوية تصرعوننا حول البيت، أما والله لقد أردت أن
أتزوج أمك، فقال معاوية: ليتك فعلت، فجاءت بمثل أَبِي
السائب، يعني عَبْد اللَّهِ بْن السائب، وهذا يدل عَلَى
إسلامه.
وقال ابن هشام: ذكر عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن
عتبة بْن مسعود، عن ابن عباس، أن السائب بْن أَبِي السائب،
ممن هاجر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وأعطاه من غنائم حنين.
والسائب بْن أَبِي السائب من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن
إسلامه منهم.
وذكر مسلم بْن الحجاج أن له ولولده صحبة من النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: السائب بْن أَبِي
السائب المخزومي، وعبد اللَّه بْن السائب، ومثله قال ابن
المديني.
وقال ابن شهاب: السائب بْن أَبِي السائب، هو الذي جاء فيه
الحديث، عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " نعم الشريك، كان لا يشارى ولا يماري "، قاله
أَبُو عمر.
وهو مولى مجاهد بْن جبر من فوق وروى مجاهد، عن قائد
السائب، عن السائب، قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعلوا يثنون علي، ويذكرونني،
فقال رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أنا
أعلمكم به "، قلت: صدقت بأبي أنت وأمي، كنت شريكك فنعم
الشريك، لا تداري ولا تماري.
ورى إسرائيل، عن إِبْرَاهِيم بْن مهاجر، عن مجاهد، عن
السائب بْن عَبْد اللَّهِ، وكان شريك النَّبِيّ.
أخرجه الثلاثة قلت: قال بعض العلماء: أما السائب بْن نميلة
فرجل غير هذا، له حديث واحد: " صلاة القاعد عَلَى النصف من
صلاة القائم ".
قال: ولا نعمل أحدًا من المتقدمين ذكر في اسم أبيه: نميلة،
ولا يبعد أن يكونا واحدًا، فأن بْن منده، وأبا نعيم، رويا
عن أَبِي الجواب، عن عمار بْن رزيق، عن ابن أَبِي ليلى، عن
عبد الكريم، عن مجاهد، عن السائب بْن نميلة، عن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكراه في هذه الترجمة،
والله أعلم.
(2/393)
1912- السائب بن
سويد
ب د ع: السائب بْن سويد مدني.
روى عنه مُحَمَّد بْن كعب القرظي، أن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما من شيء يصيب من زرع
أحدكم من العوافي، إلا أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يكتب له به
أجرًا ".
(2/395)
1913- السائب بن عبد
الله
س: السائب بْن عَبْد اللَّهِ
(504) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ الْوَهَّابِ بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا
أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أخبرنا إِسْرَائِيلُ، عن
إِبْرَاهِيمَ، يَعْنِي ابْنَ مُهَاجِرٍ، عن مُجَاهِدٍ، عن
السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: جِيءَ بِي إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ
فَتْحِ مَكَّةَ، جَاءَ بِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ،
فَجَعَلُوا يَثْنُونَ عَلَيَّ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا
تُعْلِمُونِي بِهِ، قَدْ كَانَ صَاحِبِي فِي
الْجَاهِلِيَّةِ "، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُول
اللَّهِ، نِعْمَ الصَّاحِبُ كُنْتَ، قَالَ: فَقَالَ: " يَا
سَائِبُ، انْظُرْ أَخْلاقَكَ الَّتِي كُنْتَ تَصْنَعُهَا
فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَاصْنَعْهَا فِي الإِسْلامِ، أَقِرَّ
الضَّيْفَ، وَأَكْرِمِ الْيَتِيمَ، وَأَحْسِنْ إِلَى
جَارِكَ " وروى الفضل بْن دكين، عن سفيان، عن ابن جريج، عن
يحيى بْن عبيد، عن أبيه، عن السائب بْن عَبْد اللَّهِ،
قال: " رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بين الركن اليماني، والحجر الأسود يقول:
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ
حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ".
كذا رواه غير واحد عن الفضل بْن دكين، ورواه الحسين بْن
حفص، ومحمد بْن كثير، عن سفيان، فقالا: عَبْد اللَّهِ بْن
السائب.
ورواه أَبُو عاصم، وعبد الرزاق، وهشام بْن يوسف، وأمية بْن
شبل، ومحمد بْن ثور الصنعانيون.
عن ابن جريج، عن يحيى بْن عبيد، عن عَبْد اللَّهِ بْن
السائب، وهو الصواب.
أخرجه أَبُو موسى قلت: قد استدرك أَبُو موسى هذا عَلَى ابن
منده، وقد أخرج ابن منده في ترجمة السائب بْن أَبِي السائب
حديث إِبْرَاهِيم بْن المهاجر، عن مجاهد، وروى أيضًا حديث
مجاهد أَنَّهُ قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعلوا يثنون علي، وجعل هذا جميعه
اختلافًا فيه، والله أعلم.
(2/395)
1914- السائب بن عبد
الرحمن
د ع: السائب بْن عبد الرحمن روى محمود بْن آدم، عن الفضل
بْن موسى، عن جعيد بْن عبد الرحمن، عن السائب بْن عبد
الرحمن: " أن خالته ذهبت به إِلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا له، فبلغ أربعًا وتسعين
سنة ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وأعاد كلام ابن
منده، وقال: وهم فيه بعض النقلة، وهو السائب بْن يَزِيدَ،
ويرد ذكره، إن شاء اللَّه تعالى
(2/396)
1915- السائب بنت
عبيد
س: السائب بْن عبيد بْن عبد يزيد بْن هاشم بْن المطلب بْن
عبد مناف أَبُو شافع جد الشافعي.
وأمه الشفاء بنت الأرقم بْن نضلة بْن هاشم بْن عبد مناف،
وكان السائب يشبه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الخطيب أَبُو بكر أحمد بْن عَلِيِّ بْنِ ثابت
الْبَغْدَادِيّ، عن القاضي أَبِي الطيب الطبري، أَنَّهُ
قال: أسلم السائب، يعني ابن عبيد جد الشافعي، يَوْم بدر،
وَإِنما كان صاحب راية بني هاشم، وأسر وفدى نفسه، وأسلم،
فقيل له: " لو أسلمت قبل أن تفدي نفسك، فقال: ما كنت أحرم
المؤمنين طعمًا لهم ".
أخرجه أَبُو موسى
(2/396)
1916- السائب بن
عثمان
د ع: السائب بْن عثمان بْن مظعون بْن حبيب بْن وهب بْن
حذافة بْن جمح قال ابن إِسْحَاق: أسلم أول الإسلام وهاجر
مع أبيه وعمه قادمة، وعبد اللَّه، إِلَى أرض الحبشة الهجرة
الثانية، وذكره فيمن شهد بدرًا وجميع المشاهد، وقتل السائب
يَوْم اليمامة شهيدًا، وهو ابن بضع وثلاثين سنة، وذكره
موسى بْن عقبة، وَأَبُو معشر، والواقدي في البدريين،
وخالفهم ابن الكلبي.
أخرجه الثلاثة.
(2/396)
1917- السائب بن
عمير
د ع: السائب بْن عمير الأزدي قال إِسْمَاعِيل بْن
مُحَمَّدِ بْنِ سعد، عن حميد بْن عبد الرحمن بْن عوف
أَنَّهُ أخبره السائب بْن يَزِيدَ ابن أخت نمر، عن العلاء
بْن الحضرمي، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
يمكث المهاجر بعد قضاء نسكه ثلاث ليال ".
قال ابن إِسْمَاعِيل: وأمر رَسُول اللَّهِ السائب بْن عمير
القاري، إن مات سعد بْن خولة فلا يقبر بمكة، وأراد بنو
عَبْد اللَّهِ بْن عمر أن يخرجوه من مكة فمنعهم عَبْد
اللَّهِ بْن خَالِد، وقال: قد حضره الناس.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وأخرجا الحديث المذكور، عن
السائب ابن أخت نمر، عن العلاء.
(2/397)
1918- السائب بن
العوام
ب د ع: السائب بْن العوام بْن خويلد بْن أسد بْن عبد العزى
بْن قصي القرشي الأسدي أخو الزبير بْن العوام، أمه صفية
عمة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل:
أمه هالة بنت أهيب بْن عبد مناف بْن زهرة القرشية الزهرية،
والأول أصح.
وقالت صفية للسائب، وكان يؤذيها:
(2/397)
1919- السائب
الغفاري
ب د ع: السائب الغفاري روى ابن لهيعة، عن أَبِي قبيل، قال:
سمعت رجلًا من بني عفار، يقول: أتى بي رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلي تميمة، فقطعها
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده،
وقال: " ما اسمك؟ " قلت: السائب، قال: " بل اسمك عَبْد
اللَّهِ ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/398)
1920- السائب مولى
غيلان
د ع: السائب مولى غيلان بْن سلمة الثقفي.
روى عنه ابنه نافع.
حدث ابن لهيعة، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عن نافع بْن
السائب، أن أباه كان عبدًا لغيلان بْن سلمة، وأنه أسلم،
فأعتقه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما
أسلم غيلان رد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عليه ولاءه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
1816
يسبني السائب من خلف الجدر لكن أَبُو الطاهر زبار أمر
وكانت صفية تكني الزبير: أبا الطاهر.
شهد أحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل يَوْم اليمامة
شهيدًا، قاله ابن منده، عن ابن إِسْحَاق، واستشهد من
المسلمين يَوْم اليمامة، من بني عبد الدار، من بني أسد بْن
عبد العزى: السائب بْن العوام بْن خويلد، رجل.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده، عن ابن إِسْحَاق فيمن قتل من المسلمين،
من بني عبد الدار، من بني أسد: السائب بْن العوام، وهم،
وَإِنما الذي روى عن ابن إِسْحَاق أَنَّهُ شهد أحدًا من
بني أسد بْن عبد العزى بْن قصي: السائب، وهو الصواب،
وَإِنما استشهد باليمامة من بني عبد الدار: يزيد بْن أوس،
حليف لهم، وقد سقط من النسخة بعد عبد الدار اسم المقتول،
وذكر بني أسد فقال: ومن بني أسد: السائب بْن العوام، فظن
أن السائب من بني عبد الدار، والذي رويناه من كتاب ابن
إِسْحَاق رواية يونس بْن بكير، عنه، ورواية سلمة بْن
الفضل، عنه، أيضًا.
قال: واستشهد من بني عبد الدار: يزيد بْن أوس حليف لهم،
رجل، ومن بني أسد بْن عبد العزى: السائب بْن العوام، رجل،
فبان بهذا أن النسخة التي نقل منها سقط منها شيء.
وليس للسائب عقب.
(2/398)
1921- السائب بن أبي
لبابة
ب د ع: السائب بْن أَبِي لبابة بْن عبد المنذر ولد عَلَى
عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد
ذكرنا أباه، والاختلاف في اسمه.
قال إِبْرَاهِيم بْن المنذر: ولد السائب بْن أَبِي لبابة
بْن عبد المنذر في عهد رَسُول اللَّهِ، يكنى: أَبُو عبد
الرحمن، وروايته عن عمر رضي اللَّه عنه، قال سهل بْن سعد:
لما ولد السائب بْن أَبِي لبابة أتى به النَّبِيّ.
روى الزُّهْرِيّ، عن حسين بْن السائب بْن أَبِي لبابة، عن
أبيه، قال: لما تاب اللَّه عَلَى أَبِي لبابة، قال: جئت
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت:
يا رَسُول اللَّهِ، إني أهجر دار قومي التي أصبت فيها
الذنب، وأنخلع من مالي كله صدقة، فقال: " يا أبا لبابة،
يجزى عنك الثلث ".
فتصدقت بالثلث.
أخرجه الثلاثة
(2/399)
1922- السائب بن
مظعون
ب: السائب بْن مظعون بْن حبيب بْن حذافة بْن جمح القرشي
الجمحي أخو عثمان بْن مظعون لأبيه وأمه.
كان من المهاجرين الأولين إِلَى أرض الحبشة، وشهد بدرًا،
ولم يذكره موسى بْن عقبة في البدريين، وذكره هشام بْن
الكلبي، وغيره من المهاجرين الأولين والبدريين مع أخيه
عثمان، وليس له، ولا لأخيه عثمان عقب.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/399)
1923- السائب بن
نميلة
ب: السائب بْن نميلة مذكور في الصحابة.
روى عنه مجاهد.
روى عمار بْن زريق، عن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الكريم، عن
مجاهد، عن السائب بْن نميلة، قال: قال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صلاة القاعد عَلَى
النصف من صلاة القائم ".
أخرجه أَبُو عمر، وقال: لا أعرفه بغير هذا، وأخشى أن يكون
حديثه مرسلًا قلت: أظن أن هذا السائب هو ابن أَبِي السائب
المخزومي الذي ذكرناه قبل، وذكر ابن منده، وَأَبُو نعيم أن
اسم أبيه صيفي، قالا: وقيل: نميلة، وأما أَبُو عمر فلم
يذكر نميلة في اسم أبيه، وَإِنما ذكر صيفيا، فلهذا ظنه
غيره، ومما يقوى أنهما واحد، أن مجاهدًا يروي عنهما، كما
تقدم ذكره، وقد قال بعض العلماء: إنهما اثنان، واحتج بأنه
لا يعلم أحدًا من المتقدمين سمى أبا السائب نميلة، وَإِنما
اسمه صيفي، وروى عن الدارقطني، وابن ماكولا: السائب بْن
نميلة، ورويا له حديث صلاة القاعد، واستدل هذا بأبي عمر،
وأنه أفرده بترجمة، والله أعلم.
نميلة: بالنون، ورزيق بتقديم الراء.
(2/399)
1924- السائب بن
هشام
السائب بْن هشام بْن عمرو بْن ربيعة القرشي العامري من بني
عامر بْن لؤي، يأتي نسبه عند ذكر أبيه، وكان أبوه ممن
يتعاهد مع بني هاشم في الشعب بمكة، قال ابن ماكولا: وابنه
السائب بْن هشام، يقال: إنه رَأَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر، وولي القضاء
بها، والشرط لمسلمة بْن مخلد، وكان من جبناء قريش.
مخلد: بضم الميم، وتشديد اللام المفتوحة.
(2/400)
1925- السائب بن أبي
وداعة
ب د ع: السائب بْن أَبِي وداعة واسم أَبِي وداعة الحارث
القرشي السهمي.
روى عنه أخوه المطلب، وتوفي بعد سنة سبع وخمسين، لأنه تصدق
بداريه سنة سبع وخمسين، قاله البخاري، وقد تقدم ذكره في
السائب بْن الحارث.
أخرجه الثلاثة.
(2/400)
1926- السائب بن
يزيد
ب د ع: السائب بْن يَزِيدَ بْن سَعِيد بْن ثمامة بْن
الأسود وقيل: السائب بْن يَزِيدَ بْن سَعِيد بْن عائد بْن
الأسود بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، وهو المعروف بابن
أخت نمر، يكنى أبا يزيد، قيل: إنه كناني ليثي، وقيل: أزدي،
وقيل: كندي.
قال ابن شهاب: هو من الأزد، وعداده في بني كنانة، وقيل:
إنه هذلي، وهو حليف أمية بْن عبد شمس.
ولد في السنة الثانية من الهجرة، وهو ترب ابن الزبير،
والنعمان بْن بشير في قول.
(505) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ،
وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِم إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى،
قَالَ: حدثنا قُتَيْبَةُ، أخبرنا حَاتِمُ بْنُ
إِسْمَاعِيل، عن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عن السَّائِبِ
بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: " حَجَّ بِي أَبِي مَعَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ
الْوَدَاعِ، وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ ".
وَكَانَ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، عَلَى سُوقِ الْمَدِينَةِ، مَعَ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ
(506) أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً، أخبرنا زَاهِرُ
بْنُ طَاهِرٍ وَأَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيل إِذْنًا، قَالا: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ، أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الأَدِيبُ،
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، حدثنا أَبُو
أَحْمَدَ بْنُ زِيَادٍ، حدثنا ابْنُ أَبِي عُمَر، أخبرنا
سُفْيَانُ، أخبرنا الزُّهْرِيُّ، عن السَّائِبِ بْنِ
يَزِيدَ، قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَبُوكَ، خَرَجَ النَّاسُ
يَتَلَقَّوْنَهُ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، فَخَرَجْتُ
مَعَ النَّاسِ وَأَنَا غُلامٌ فَتَلَقَّيْنَاهُ "
(507) وأخبرنا إِسْمَاعِيل بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
الْمَذْكُورُ، وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ، إِلَى أَبِي
عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، أخبرنا قُتَيْبَةُ، أخبرنا حَاتِمُ
بْنُ إِسْمَاعِيل، عن الْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عن السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: ذَهَبَتْ
بِي خَالَتِي إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: " يَا رَسُول اللَّهِ،
إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ.
فَدَعَا لِي، ومَسَحَ بِرَأْسِي، ثُمَّ تَوَضَّأَ،
فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، وَقُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ،
فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، كَأَنَّهُ
زِرُّ الْحَجْلَةِ " وروى أَبُو نعيم، عن إِبْرَاهِيم بْن
إِسْحَاق، عن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الأعلى، عن معتمر، عن
أبيه، عن الزُّهْرِيّ، عن السائب بْن يَزِيدَ، قال: " كان
بلال مؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَإِذا جلس رَسُول اللَّهِ عَلَى المنبر يَوْم
الجمعة أذن، فإذا نزل أقام، ثم كان ذلك في زمن أَبِي بكر،
وعمر " وتوفي سنة ثمانين، وقيل: سنة اثنتين وثمانين، وقيل:
سنة ست وثمانين، وقيل: سنة إحدى وتسعين، وكان عمره أربعًا
وتسعين، وقيل: ست وتسعون.
قال الواقدي: ولد السائب بْن يَزِيدَ ابن أخت نمر، وهو رجل
من كندة، من أنفسهم، له حلف في قريش، سنة ثلاث من الهجرة.
أخرجه الثلاثة.
(2/401)
1927- السائب بن
يزيد
د ع: السائب بْن يَزِيدَ مولى عطاء.
من فوق، ولده بمرو، وبحوزان من أرض الشام.
روى عطاء مولى السائب، قال: كان السائب بْن يَزِيدَ، من
مقدم رأسه إِلَى هامته أسود، وسائر رأسه ولحيته أبيض،
فقلت: يا مولاي، ما رأيت أعجب شيبًا منك؟ قال: مر بي
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ألعب مع
الصبيان، فقال لي: " من أنت؟ " قلت: السائب بْن يَزِيدَ،
فمسح رأسي فهو لا يشيب أبدًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: أخرجه بعض
المتأخرين، وهو عندي السائب ابن أخت نمر، والله أعلم.
(2/402)
باب السين والباء
(2/402)
1928- سباع بن ثابت
سباع بْن ثابت روى ابن قانع بِإِسْنَادِهِ، عن ابن عيينة،
عن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي يزيد، عن سباع بْن ثابت، قال:
أدركت أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة.
(2/402)
1929- سباع بن زيد
س: سباع بْن زيد أو ابن يزيد قال أَبُو الشعب العبسي: وفد
عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
تسعة رهط من المهاجرين الأولين، منهم: سباع بْن زيد بْن
قنزعة بْن عَبْد اللَّهِ بْن مخزوم بْن مالك بْن غالب بْن
قطيعة بْن عبس العبسي، وَأَبُو حصين بْن لقمان بْن شبة بْن
معبط بْن مخزوم، فأسلموا، فدعا لهم رَسُول اللَّهِ بخير،
وعقد لهم لواء، وجعل شعارهم عشرة، وقال: ابغوني عاشرًا.
روى عائذ بْن حبيب العبسي من مشيخة بني عبس، عن سباع بْن
يَزِيدَ العبسي أنهم وفدوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكروا له خَالِد بْن سنان
العبسي، فقال: ذاك نبي ضيعه قومه.
وذكره ابن الكلبي، فقال: يزيد.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/403)
1930- سباع بن عرفطة
ب د: سباع بْن عرفطة الغفاري استعمله النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المدينة لما خرج إِلَى
خيبر، وَإِلى دومة الجندل، وهو من مشاهير الصحابة.
روى عراك بْن مالك، عن أَبِي هريرة، قال: لما خرج رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خيبر
استعمل عَلَى المدينة سباع بْن عرفطة الغفاري، فقدمنا،
فشهدنا معه صلاة الصبح، فقرأ في أول ركعة: {كهيعص} وفي
الثانية: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقلت في نفسي: ويل
لأبي فلان له مكيالان، يستوفي بواحد، ويبخس بآخر، فأتينا
سباع بْن عرفطة، فجهزنا، فأتينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الفتح بيوم، أو بعده بيوم،
غير أَنَّهُ قسم لهم مع المسلمين.
أخرجه الثلاثة.
(2/403)
1931- سبرة بن أبي
سبرة
ب د ع: سبرة بْن أَبِي سبرة الجعفي واسم أَبِي سبرة يزيد
بْن مالك بْن عَبْد اللَّهِ بْن ذؤيب بْن سلمة بْن عمرو
بْن ذهل بْن مران بْن جعفي بْن سعد العشيرة، له، ولأبيه
أَبِي سبرة، ولأخيه عبد الرحمن بْن أَبِي سبرة صحبة، وسبرة
هذا هو عم خيثمة بْن عبد الرحمن بْن أَبِي سبرة صاحب عَبْد
اللَّهِ بْن مسعود، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: هو جد خيثمة بْن عبد الرحمن،
والأول أصح.
وقدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فقال له: " ما ولدك؟ " فقال: الحارث، وسبرة، وعبد العزى،
فغير عبد العزى، وسماه: عبد الرحمن، وقد ذكرناه، ودعا له
رَسُول اللَّهِ، ولولده.
أخرجه الثلاثة.
(2/403)
1932- سبرة بن عمرو
بن قيس
ب: سبرة بْن عمرو بْن قيس أَبُو سليط ويرد نسبه في كنيته،
إن شاء اللَّه تعالى، فإنه بكنيته أشهر، وهو والد عَبْد
اللَّهِ بْن أَبِي سليط.
واختلف في اسمه، فقيل: سبرة، وقيل: أسيرة، شهد بدرًا
وخيبر، وروى في لحوم الحمر الأهلية، وقد تقدم في أسير.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/404)
1933- سبرة بن عمرو
ب: سبرة بْن عمرو ذكره ابن إِسْحَاق فيمن وفد عَلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع القعقاع
بْن معهد، وقيس بْن عاصم، والأقرع بْن حابس، وغيرهم من وفد
تميم.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/404)
1934- سبرة بن فاتك
ب د ع: سبرة بْن فاتك الأسدي أخو خريم بْن فاتك، من بني
أسد بْن خزيمة، تقدم نسبه عند أخويه أيمن، وخريم.
روى عنه جبير بْن نفير، وبسر بْن عَبْد اللَّهِ، وقال
عَبْد اللَّهِ بْن يوسف: سبرة بْن فاتك، هو الذي قسم دمشق
بين المسلمين، وعداده في الشاميين.
قال أيمن بْن خريم: شهد أَبِي وعمي بدرًا، وعهد إلي أن لا
أقاتل مسلمًا، ومن حديثه، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الموازين بين الرحمن، يرفع
قومًا، ويضع قومًا آخرين ".
أخرجه الثلاثة.
(2/404)
1935- سبرة بن
الفاكه
ب د ع: سبرة بْن الفاكه ويقال: ابن أَبِي الفاكه، قيل: إنه
مخزومي، وذكر ابن أَبِي عاصم أَنَّهُ أسدي، من أسد بْن
خزيمة.
روى عنه سالم بْن أَبِي الجعد، وعمارة بْن خزيمة، ويعد في
الكوفيين.
(508) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ
الثَّقَفِيُّ، أخبرنا جَدِّي لأُمِّي أَبُو الْقَاسِمِ
إِسْمَاعِيل بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، أخبرنا
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيُّ، أخبرنا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ زَاذَانَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
النَّسَائِيُّ، أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
أخبرنا أَبُو النَّضْرِ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عُقَيْلٍ أَبُو عُقَيْلٍ، أخبرنا ابْنُ الْمُسَيَّبِ، عن
سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن سَبْرَةَ بْنِ أَبِي
الْفَاكِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ
قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ، فَقَعَدَ لَهُ
بِطَرِيقِ الإِسْلامِ، فَقَالَ: أَتُسْلِمُ وَتَذَرُ
دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ؟ فَعَصَاهُ، فَأَسْلَمَ،
وَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ:
أَتُهَاجِرُ وَتَذَرُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ، وَإِنَّمَا
مِثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي طُولِهِ؟
فَعَصَاهُ، فَهَاجَرَ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ
الْجِهَادِ، فَقَالَ: أَتُجَاهِدُ، وَهُوَ جَهْدُ
النَّفْسِ وَالْمَالِ، فَتُقَاتِلُ، فَتُقْتَلُ،
فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَيُقْسَمُ الْمَالُ؟ فَعَصَاهُ،
فَجَاهَدَ "، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ: " فَمَنْ فَعَلَ
ذَلِكَ فَمَاتَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ
يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، إِنْ غَرِقَ كَانَ عَلَى اللَّهِ
أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّةٌ
كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ،
وَمَنْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ
الْجَنَّةَ ".
وَرَوَاهُ ابْنُ عَجْلانَ، عن أَبِي جَعْفَرٍ مُوسَى بْنِ
الْمُسَيِّبِ، عن سَالِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ
بْنُ أَبِي سَبْرَةَ.
ورَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عن ابْنِ فُضَيْلٍ، عن
مُوسَى، نَحْوَهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/405)
1936- سبرة بن معبد
ب د ع: سبرة بْن معبد ويقال: سبرة بْن عوسجة بْن حرملة بْن
سبرة الجهني، ويذكر نسبه في عوسجة، إن شاء اللَّه تعالى،
وكنيته أَبُو الربيع، وقيل: أَبُو ثرية، بضم الثاء
المثلثة، وقيل: بفتحها، والأول أصح.
روى عنه ابنه الربيع في المتعة، ومن حديثه: سترة المصلي،
ويؤمر الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين.
(509) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ
الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ
بْنُ أَحْمَدَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ
أَسْمَعُ، قَالَ: أخبرنا الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ،
أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ
الْجَابِرِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
الْمُثَنَّى، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عن عُمَرَ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ
سَبْرَةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُمْ سَارُوا
مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَتَّى بَلَغُوا عُسْفَانَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا، وفِي
آخِرِهِ، قَالَ: " إِنِّي كُنْتُ أَذِنْتُ لَكُمْ فِي
الاسْتِمْتَاعِ مِنْ هَذِهِ النِّسَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ
حَرَّمَ ذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ كَانَ
عِنْدَهُ مِنْهُنَّ شَيْءٌ، فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهُ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/406)
1937- سبيع بن حاطب
ب د ع س: سبيع بْن حاطب بْن قيس ابن هيشة بْن الحارث بْن
أمية بْن معاوية بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن
مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي حليف بني سالم من الأنصار،
قتل يَوْم أحد شهيدًا، قاله ابن شهاب، وابن إِسْحَاق، وقال
أَبُو عمر: ويقال: عيشة بدل هيشة.
أخرجه الثلاثة، واستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وقد
أخرجه ابن منده، فلا حاجة إِلَى استدراكه.
(2/406)
1938- سبيع بن قيس
ب س: سبيع بْن قيس بْن عيشة ويقال: عائشة بْن أمية بْن
مالك بْن عامرة بْن عدي بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن
الخزرج الأنصاري الخزرجي شهد بدرًا وأحدًا.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، إلا أن أبا موسى، قال:
غاضرة بدل عامرة، وذكر ابن الكلبي، وَأَبُو عمر: عامرة،
والله أعلم.
(2/407)
باب السين والجيم
(2/407)
1939- سجار السليطي
سجار السليطي قال أَبُو موسى: قال أَبُو زكريا بْن منده،
وذكره، فقال: روى عنه الحسن البصري، ولم يورد له شيئًا.
قال أَبُو موسى: وأظنه أراد ما ذكره ابن ماكولا، فقال:
علاثة بْن شجار، يعني بالشين المعجمة والجيم، من بني سليط.
وهو كعب بْن الحارث بْن يربوع بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد
مناة بْن تميم، له صحبة، ورواية عن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سكن البصرة.
قلت: الحق مع أَبِي موسى، ولا شبهة أَنَّهُ كذلك، وأن أبا
زكريا صحف، فيه والله أعلم.
(2/407)
1940- سجل
د ع: سجل كاتب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَبُو الجوزاء، عن ابن عباس، في قوله تعالى:
{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ
لِلْكُتُبِ} قال: " السجل كاتب كان للنبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
وروى نافع، عن ابن عمر، قال: " كان للنبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كاتب يقال له: السجل، فأنزل اللَّه
تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ
لِلْكُتُبِ} ".
هذا غريب، تفرد به حمدان بْن سَعِيد، عن ابن نمير، عن عبيد
اللَّه، عن نافع.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/407)
باب السين والحاء
والخاء
(2/408)
1941- سحيم
س: سحيم بالحاء المهملة.
(510) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ
بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ،
أخبرنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عن أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: "
سَأَلْتُ جَابِرًا عن الْقَتِيلِ الَّذِي قُتِلَ فَأَذَّنَ
فِيهِ سُحَيْمٌ، فَقَالَ جَابِرٌ: أَمَرَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحَيْمًا أَنْ
يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ أَنْ لا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا
مُؤْمِنٌ، قَالَ جَابِرٌ: وَلا أَعْلَمُهُ قَتَلَ أَحَدًا
".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى
(2/408)
1942- سحيم
سحيم آخر قاله أَبُو موسى وقال: أو هو الأول.
وروى عن أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبَغْدَادِيّ،
قال: وممن نزل حمص 16120
سحيم بْن خفاف، وكان من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه سهيل بْن جزء السلمي.
(2/408)
1943- سخبرة الأزدي
ب د ع: سخبرة بالخاء المعجمة، هو الأزدي، وربما قيل:
الأسدي بالسين، وهو والد عَبْد اللَّهِ بْن سخبرة، له
صحبة.
روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من ابتلى فصبر، وأعطي فشكر،
وظلم فغفر، وظلم فاستغفر، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ".
(511) وأخبرنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ،
وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ، إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ
حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَلَّى،
أخبرنا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عن أَبِي دَاوُدَ، عن
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَخْبَرَةَ، عن سَخْبَرَةَ، عن
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
قَالَ: " مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا
مَضَى ".
أَبُو دَاوُدَ هَذَا اسْمُهُ نُفَيْعٌ الأَعْمَى.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/408)
1944- سخبرة الأسدي
سخبرة الأسدي بالسين المفتوحة، من بني أسد بْن خزيمة، ذكره
أَبُو عمر في اسم أخيه الزبير، عن ابن إِسْحَاق.
أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن أحمد بْن علي بِإِسْنَادِهِ، عن
يونس بْن بكير، عن إِسْحَاق، قال: وكان بنو غنم بْن دودان
أهل إسلام، قد أوعبوا إِلَى المدينة مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هجرة، رجالهم ونساؤهم:
عَبْد اللَّهِ بْن جحش، وذكر جماعة، ثم قال: وسخبرة بْن
عبيدة.
(2/409)
1945- سخرور
س: سخرور بْن مالك الحضرمي له صحبة، سكن مصر، وشهد فتحها،
وله خطبة قام بها، وذكر فيها حديثًا عن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله ابن ماكولا، عن ابن يونس.
أخرجه أَبُو موسى.
سخرور: بضم السين، وبالخاء المعجمة، وهي ساكنة، وبراءين
بينهما واو، بوزن عصفور.
(2/409)
باب السين والراء
(2/409)
1946- سراج بن مجاعة
د ع: سراج بْن مجاعة والد هلال روى حديثه الرجيل بْن إياس،
عن عمه هلال بْن سراج بْن مجاعة بْن مرارة، عن أبيه، أن
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاه
أرضًا باليمن، يقال له: غورة، وكتب له كتابًا: " من
مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لمجاعة بْن مرارة، من بني سليم،
إن أعطيتك الغورة، فمن حاجه فيها فليأتني ".
وكتب زيد.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم
(2/409)
1947- سراج أبو
مجاهد
ب د ع: سراج أَبُو مجاهد اليمني من أهل اليمن.
روى عنه ابن ابنه علي بْن مجاهد بْن سراج، قال: وكان اسمه
فتحًا، قال: قدمنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن خمسة غلمان لتميم الداري، وكانت
تجارتهم الخمر، فلما نزل تحريم الخمر عَلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرني فشققتها، وانه
أسرج في مسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قنديلًا بزيت، وكانوا لا يسرجون فيه إلا بسعف النخل، فقال
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من
أسرج مسجدنا "، فقال تميم: غلامي هذا، فقال: " ما اسمه؟ "
فقال: فتح، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " بل اسمه سراج "، قال: فسماني رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سراجًا.
(2/410)
1948- سراقة بن
الحارث
ب: سراقة بْن الحارث بْن عدي العجلاني قتل يَوْم حنين
شهيدًا سنة ثمان.
أخرجه أَبُو عمر، ووافقه ابن هشام، عن البكائي، عن ابن
إِسْحَاق، وأما يونس بْن بكير، فقال: عن ابن إِسْحَاق، ما
أخبرنا أَبُو جَعْفَر عبيد اللَّه بْن أحمد بْن السمين،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق في
تسمية من قتل يَوْم حنين، فقال: ومن الأنصار: سراقة بْن
الحباب بْن عدي من بني العجلان، وكذلك قاله غيره، ونذكره
في الترجمة التي بعد هذه.
(2/410)
1949- سراقة بن
الحباب
ب د ع: سراقة بْن الحباب الأنصاري استشهد يَوْم حنين مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله
أَبُو عمر.
وروى ابن منده، وَأَبُو نعيم، عن ابن إِسْحَاق فيمن استشهد
يَوْم حنين من المسلمين من الأنصار: سراقة بْن الحباب بْن
عدي من العجلان.
وروى أَبُو نعيم، عن موسى بْن عقبة، عن ابن شهاب، قال:
ويقتل من المسلمين من الأنصار من بني العجلان: سراقة بْن
الحباب.
قلت: جعل أَبُو عمر سراقة بْن الحارث، وسراقة بْن الحباب
ترجمتين، وجعلهما قتلا يَوْم حنين، وأما ابن منده، وَأَبُو
نعيم فلم يذكرا إلا هذا، والحق معهما، فإنهما واحد،
وَإِنما عَبْد الْمَلِكِ بْن هشام روى، عن زياد بْن عَبْد
اللَّهِ البكائي، عن ابن إِسْحَاق فيمن قتل بحنين، فقال:
سراقة بْن الحارث، وروى يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق،
فقال: سراقة بْن حباب، فالحق مع ابن منده، وأبي نعيم، هما
واحد، فلو قالا: وقيل: سراقة بْن الحارث.
لكان حسنًا، وأما بأن يكونا اثنين فلا، والله أعلم.
(2/410)
1950- سراقة بن
سراقة
د ع: سراقة بْن سراقة مجهول.
روى عنه عبد الواحد بْن عوف، أَنَّهُ قال: أصاب سنان بْن
سلمة نفسه بالسيف يَوْم خيبر، فلم يجعل له رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دية.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: أخرجه بعض
المتأخرين يعني ابن منده، قال: والمقتول الذي رجع عليه
سيفه عامر بْن سنان، وهو عم سلمة بْن الأكوع.
(2/411)
1951- سراقة بن عمر
الأنصاري
ب د ع: سراقة بْن عمرو بْن عطية بْن خنساء بْن مبذول بْن
عمرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري الخزرجي ثم من
بني مازن بْن النجار، شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق،
والحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، قاله أَبُو عمر.
واستشهد يَوْم مؤته مع جَعْفَر بْن أَبِي طالب، رضي اللَّه
عنهما، قاله عروة، وابن إِسْحَاق.
أخرجه الثلاثة.
(2/411)
1952- سراقة بن عمرو
ب: سراقة بْن عمرو ذكروه في الصحابة، ولم ينسبوه، قال سيف
بْن عمر: رد عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه سراقة بْن عمرو
إِلَى الباب، وجعل عَلَى مقدمته عبد الرحمن بْن ربيعة
الباهلي، وسراقة هو الذي صالح أهل أرمينية، والأرمن عَلَى
الباب، وكتب إِلَى عمر بذلك، ومات سراقة هناك، واستخلف عبد
الرحمن بْن ربيعة، فأقره عمر، وكان سراقة يدعى ذا النور،
وعبد الرحمن بْن ربيعة يدعى ذا النور أيضًا، قاله سيف.
أخرجه أَبُو عمر، وهو غير الذي قبله، فإن ذلك قتل يَوْم
مؤتة في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وهذا توفي في خلافة عمر بْن الخطاب.
(2/411)
1953- سراقة بن عمير
د ع: سراقة بْن عمير أحد من طلب من رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحمله في غزوة تبوك، فلم
يكن عنده ما يحمله، فتولى، وهو يبكي، فأنزل اللَّه تعالى:
{وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ
قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا
وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} قال ابن عباس:
نزلت في نفر منهم: سراقة بْن عمير.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/412)
1954- سراقة بن كعب
ب: سراقة بْن كعب بْن عمرو بْن عبد العزى بْن غزية كذا قال
الواقدي، وابن عمارة، وَأَبُو معشر.
وقال إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن ابن إِسْحَاق: هو عبد العزى
بْن عروة، والصواب: غزية بْن عمرو بْن عبد عوف بْن غنم بْن
مالك بْن النجار.
شهد بدرًا، وأحدًا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوفي في خلافة معاوية،
أخرجه أَبُو عمر هكذا.
وقال الكلبي: قتل باليمامة، وقال في نسبه مثل الواقدي.
(2/412)
1955- سراقة بن مالك
ب د ع: سراقة بْن مالك بْن جعشم ابن مالك بْن عمرو بْن تيم
بْن مدلج بْن مرة بْن عبد مناة بْن كنانة الكناني المدلجي
يكنى أبا سفيان كان ينزل قديدًا، يعد في أهل المدينة،
ويقال: سكن مكة.
روى عنه الصحابة: ابن عباس، وجابر، ومن التابعين: سَعِيد
بْن المسيب، وابنه مُحَمَّد بْن سراقة.
(512) أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ
الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ بَدْرَانَ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ
عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ الْجَوْهَرِيُّ، أخبرنا أَبُو
بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَاهُ
عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو سَعِيدٍ، أخبرنا
إِسْرَائِيلُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن الْبَرَاءِ، قَالَ:
اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ، هُوَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، مِنْ عَازِبٍ سَرْجًا بِثَلاثَةَ عَشَرَ
دِرْهَمًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: مُرِ الْبَرَاءَ
فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى مَنْزِلِي، فَقَالَ: لا، حَتَّى
تُحدثنا كَيْفَ صَنَعْتَ لَمَّا خَرَجَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتَ مَعَهُ؟
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خَرَجْنَا فَأَدْلَجْنَا
فَأَحْيَيْنَا لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا ...
وذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَارْتَحَلْنَا
وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا إِلا
سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍِ، عَلَى فَرَسٍ
لَهُ، فَقُلْتَ: يَا رَسُول اللَّهِ، هَذَا الطَّلِبُ قَدْ
لَحِقَنَا، قَالَ: " لا تَحْزَنْ، إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا
"، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَّا قَدْرَ رُمْحٍ أَوْ
رُمْحَيْنِ، أَوْ قَالَ: رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ، قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، هَذَا الطَّلِبُ قَدْ
لَحِقَنَا، وَبَكَيْتُ، قَالَ: " لِمَ تَبْكِي؟ " قَالَ:
قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى نَفْسِي، وَلَكِنْ
أَبْكِي عَلَيْكَ، قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: "
اللَّهُمَّ، اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ "، فَسَاخَتْ
فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِهَا فِي أَرْضٍ صَلْدٍ، وَوَثَبَ
عَنْهَا، وَقَالَ: يا مُحَمَّدُ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ
هَذَا عَمَلُكَ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُنْجِيَنِي مِمَّا
أَنَا فِيهِ، فَوَاللَّهِ لأَعْمِيَنَّ عَلَى مَنْ
وَرَائِي مِنَ الطَّلِبِ، فَدَعَا لَهُ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُطْلِقَ.
وَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ.
الْحَدِيثَ
(513) وأخبرنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السُّمَيْنِ،
بِإِسْنَادِهِ عن يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ
إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ،
عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، عن
عَمِّهِ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ
مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا، جَعَلَتْ قُرَيْشٌ
فِيهِ مِائَةَ نَاقَةٍ لِمَنْ رَدَّهَ عَلَيْهِمْ،
وَذَكَرَ حَدِيثَ طَلَبِهِ، وَمَا أَصَابَ فَرَسَهُ،
وَأَنَّهُ سَقَطَ عَنْهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَلَمَّا
رَأَيْتُ ذَلِكَ عَلِمْتُ أَنَّهُ ظَاهِرٌ، فَنَادَيْتُ:
أَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، انْظُرُونِي
أُكَلِّمُكُمْ، فَوَاللَّهِ لا أُرِيبُكُمْ وَلا
يَأْتِيكُمْ مِنِّي شَيْءٌ تَكْرَهُونَهُ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ لأَبِي بَكْرٍ: " قُلْ لَهُ: مَا تَبْتَغِي
مِنَّا؟ " فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: تَكْتُبُ
لِي كِتَابًا يَكُونُ آيَةً بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَكَتَبَ
لَهُ كِتَابًا فِي عَظْمٍ، أَوْ فِي رُقْعَةٍ أَوْ
خَزَفَةٍ، ثُمَّ أَلْقَاهُ، فَأَخَذْتُهُ، فَجَعَلْتُهُ
فِي كِنَانَتِي، ثُمَّ رَجَعْتُ فَلَمْ أَذْكُرْ شَيْئًا
مِمَّا كَانَ، حَتَّى إِذَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِ
مَكَّةَ، وَفَرَغَ مِنْ حُنَيْنٍ وَالطَّائِفِ، خَرَجْتُ
وَمَعِي الْكِتَابُ لأَلْقَاهُ، فَلَقِيتُهُ
بِالْجِعِرَّانَةِ، فَدَخَلْتُ فِي كَتِيبَةٍ مِنْ خَيْلِ
الأَنْصَارِ، فَجَعَلُوا يَقْرَعُونَنِي بِالرِّمَاحِ
ويَقُولُونَ: إِلَيْكَ إِلَيْكَ، مَاذَا تُرِيدُ؟ حَتَّى
دَنَوْتُ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، وَاللَّهِ لَكَأَنِّي
أَنْظُرُ إِلَى سَاقِهِ، فِي غَرْزَةٍ كَأَنَّهُ
جُمَّارَةٌ، فَرَفَعْتُ يَدِي بِالْكِتَابِ، ثُمَّ قُلْتُ:
يَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هَذَا كِتَابُكَ لِي، وَأَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ
جُعْشُمٍ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ: " هَذَا يَوْمُ وَفَاءٍ
وَبِرٍّ، ادْنُهُ "، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَأَسْلَمْتُ وذكر
حديث سؤاله عن ضالة الإبل.
روى ابن عيينة، عن أَبِي موسى، عن الحسن، أن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لسراقة بْن
مالك: " كيف بك إذا لبست سواري كسرى ومنطقته وتاجه؟ " قال:
فلما أتى عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه، دعا سراقة بْن
مالك وألبسه إياهما.
وكان سراقة رجلًا أزب كثير شعر الساعدين، وقال له: ارفع
يديك، وقل: اللَّه أكبر، الحمد لله الذي سلبهما كسرى بْن
هرمز، الذي كان يقول: أنا رب الناس، وألبسهما سراقة رجلًا
أعرابيًا، من بني مدلج، ورفع عمر صوته.
وكان سراقة شاعرًا، وهو القائل لأبي جهل:
أبا حكم والله لو كنت شاهدًا لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
علمت ولم تشكك بأن محمدًا رسول ببرهان فمن ذا يقاومه
عليك بكف القوم عنه فإنني أرى أمره يومًا ستبدو معالمه
بأمر يود الناس فيه بأسرهم بأن جميع الناس طرًا يسالمه
مات سراقة بْن مالك سنة أربع وعشرين، أول خلافة عثمان، رضي
اللَّه عنه، وقيل: إنه مات بعد عثمان، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
(2/412)
1956- سراقة بن
المعتمر
سراقة بْن المعتمر بْن أنس بْن أذاة بْن رياح بن عَبْد
اللَّهِ بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كعب القرشي العدوي
والد عمرو، شهد سراقة بدرًا، قاله الكلبي.
(2/415)
1957- سرباتك الهندي
س: سرباتك الهندي روى مكي بْن أحمد البردعي، عن إِسْحَاق
بْن إِبْرَاهِيم الطوسي، قال: حدثني، وهو ابن سبع وتسعين
سنة، قال: رأيت سرباتك ملك الهند، في بلدة تسمى قنوح، فقلت
له: كم أتى عليك من السنين؟ قال: تسعمائة سنة وخمس وعشرون
سنة، وهو مسلم، وزعم أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أنفذ إليه عشرة من أصحابه، فمنهم: حذيفة بْن
اليمان، وعمرو بْن العاص، وأسامة بْن زيد، وَأَبُو موسى
الأشعري، وصهيب، وسفينة، وغيرهم يدعوه إِلَى الإسلام،
فأجاب وأسلم، وقبل كتاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَبُو موسى، وبحق ما تركه ابن منده وغيره، فإن
تركه أولى من إثباته، ولولا شرطنا أننا لا نخل بترجمة
ذكروها، أو أحدهم، لتركنا هذه وأمثالها.
(2/415)
1958- سرع بن سوادة
س: سرع بْن سوادة قال الحافظ أَبُو موسى: ذكر أَبُو زكريا
أن عبيد اللَّه بْن إشكاب أورده في الأفراد، ولم يورد له
شيئًا.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/415)
1959- سرق بن أسد
ب د ع: سرق بْن أسد الجهني ويقال: الأنصاري، ويقال: إنه من
بني الدئل، سكن الإسكندرية من مصر، له صحبة.
روى عنه، أَنَّهُ قال: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سماه سرق، لأنه ابتاع بعيرين من رجل من
أهل البادية، راحلتين، قدم بهما صاحبهما المدينة، فأخذهما،
ثم هرب وتغيب عنه، وأخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فقال: " التمسوه "، فلما أتوه
به، قال: " أنت سرق، ما حملك عَلَى ما صنعت؟ " قلت: قضيت
بثمنها حاجتي، قال: " فاقضه "، قلت: ليس عندي، قال: " يا
أعرابي، اذهب به حتى تستوفي حقك ".
قال: فجعل الناس يسومونه به ليفتدوه منه، فأعتقه.
(514) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، أخبرنا
أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّا، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ
الْجَوْهَرِيُّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
حَمْدَانَ، أخبرنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ، أخبرنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، أخبرنا
جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عن رَجُلٍ مِنَ
الْمِصْرِيِّينَ، عن رَجُلٍ نَزَلَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ: سُرَقٌ، قَالَ: " قَضَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَمِينٍ
وَشَاهِدٍ " قال أَبُو أحمد العسكري: هو سرق مخفف بوزن غدر
وفسق، وأصحاب الحديث يقولون: سرق، مشدد الراء، والصواب
تخفيفها.
أعتقه أَبُو عبد الرحمن القيني.
أخرجه الثلاثة.
(2/415)
1960- السري والد
الربيع
س: السري والد الربيع روى عبد العزيز بْن عمر بْن عبد
العزيز، عن الربيع بْن السري، عن أبيه، أَنَّهُ قال: " رخص
لنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
متعة النساء ثلاثة أيام، ثم أتيت النَّبِيّ فإذا هو ينهى
عنها أشد النهي ".
كذا في هذه الترجمة أخرجه أَبُو موسى، وَإِنما هو حديث
الربيع بْن سبرة بْن معبد، وقد تقدم، ولعل بعض الرواة قد
صحف سبرة بالسرى أو بعض النساخ، والله أعلم.
(2/416)
1961- سريع بن الحكم
د ع: سريع بْن الحكم السعدي من بني تميم، قدم عَلَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد تميم،
وكتب له كتابًا، روى عنه ابنه وقاص بْن سريع، أَنَّهُ قال:
خرجت في وفد بني تميم، حتى قدمنا عَلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، فأدينا إليه
صدقات أمولنا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/416)
باب السين والعين
(2/417)
1962- سعد بن الأخرم
ب د ع: سعد بْن الأخرم أبو المغيرة.
مختلف في صحبته، سكن الكوفة، روى عنه ابنه المغيرة.
روى عِيسَى بْن يونس، ويحيى بْن عِيسَى، عن الأعمش، عن
عمرو بْن مرة، عن المغيرة بْن سعد بْن الأخرم، عن أبيه، أو
عن عمه، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وأريد أن أسأله، فقيل لي: هو بعرفة، فاستقبلته،
فأخذته بزمام الناقة، فصاح بي الناس، فقال: " دعوه، فأرب
ما جاء به "، قلت: يا رَسُول اللَّهِ، دلني عَلَى عمل
يقربني من الجنة، ويباعدني من النار، فرفع رأسه إِلَى
السماء، فقال: " تعبد اللَّه لا تشرك به شيئًا، وتقيم
الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحب للناس ما تحب
لنفسك، وما كرهت لنفسك فدع الناس منه، خل سبيل الناقة ".
رواه عمرو بْن عَلِيٍّ، عن عَبْد اللَّهِ بْن داود، عن
الأعمش، فقال: عن عمه، ولم يشك، ذكره أَبُو أحمد العسكري.
أخرجه الثلاثة
(2/417)
1963- سعد بن أسعد
د ع: سعد بْن أسعد الساعدي والد سهل بْن سعد روى عنه ابنه
سهل، توفي بالروحاء متوجهًا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر.
روى عبد المهيمن بْن عباس بْن سهل بْن سعد، عن أبيه، عن
جده سهل، أن أباه سعدًا خرج مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، فلما كان بالروحاء توفي،
وأوصى للنبي برحله وراحلته، وثلاثة أوسق من شعير، فقبلها،
ثم ردها عَلَى ورثته، وضرب له بسهم.
وروى عن سهل بْن سعد، قال: كان للنبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أَبِي سعد ثلاثة أفراس يعلفها،
قال: وسمعت أَبِي يسميها: اللزاز، واللحاف، والظرب.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، ولم أعلم أن جد سهل بْن
سعد: أسعد إلا في هذه الترجمة، ويرد نسبه في اسمه سعد بْن
مالك، إن شاء اللَّه تعالى.
(2/417)
1964- سعد الأسلمي
ب: سعد الأسلمي روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن سعد،
أَنَّهُ نزل مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى سعد بْن خيثمة.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/418)
1965- سعد الأسود
س: سعد الأسود السلمي ثم الذكواني.
روى الحسن، وقتادة، عن أنس، قال: جاء رجل إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسلم عليه، وقال: يا
رَسُول اللَّهِ، أيمنع سوادي ودمامتي من دخول الجنة؟ قال:
" لا، والذي نفسي بيده ما اتقيت ربك عَزَّ وَجَلَّ وآمنت
بما جاء به رسوله "، قال: قد شهدت أن لا إله إلا اللَّه
وأن محمدً عبده ورسوله، فمالي يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: "
لك ما للقوم، وعليك ما عليهم، وأنت أخوهم "، فقال: خطبت
إِلَى عامة من بحضرتك، ومن ليس عندك، فردني لسوادي ودمامة
وجهي، وَإِني لفي حسب من قومي بني سليم، قال: " فاذهب
إِلَى عمر "، أو قال: " عمرو بْن وهب "، وكان رجلًا من
ثقيف، قريب العهد بالإسلام، وكان فيه صعوبة، فاقرع الباب،
وسلم، فإذا دخلت عليهم، فقل: " زوجني نبي اللَّه فتاتكم "،
وكان له ابنة عاتق، ولها جمال وعقل، ففعل ما أمره، فلما
فتحوا له الباب، قال: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجني فتاتكم، فردوا عليه ردًا قبيحًا،
وخرج الرجل، وخرجت الجارية من خدرها، فقالت: يا عَبْد
اللَّهِ، ارجع، فإن يكن نبي اللَّه زوجنيك فقد رضيت لنفسي
ما رضي اللَّه ورسوله، وقالت الفتاة لأبيها: النجاء النجاء
قبل أن يفضحك الوحي، فخرج الشيخ حتى أتى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " أنت الذي رددت علي
رسولي ما رددت "، قال: قد فعلت ذاك، واستغفر اللَّه، وظننا
أَنَّهُ كاذب، وقد زوجناها إياه، فقال رَسُول اللَّهِ: "
اذهب إِلَى صاحبتك فادخل بها "، فبينا هو في السوق يشتري
لزوجته ما يجهزها به، إذ سمع مناديًا ينادي: يا خيل اللَّه
اركبي، وبالجنة أبشري، فاشترى سيفًا، ورمحًا، وفرسًا، وركب
معتجرًا بعمامته إِلَى المهاجرين، فلم يعرفوه، فرآه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يعرفه،
فقاتل فارسًا حتى قام به فرسه، فقاتل راجلًا وحسر ذراعيه،
فلما رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سوادها عرفه، فقال: " سعد؟ " قال: سعد.
فلم يزل يقاتل حتى قَالُوا: صرع سعد.
فأتاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فوضع رأسه في حجره، وأرسل سلاحه وفرسه إِلَى زوجته، وقال:
قولوا لهم: " قد زوجه اللَّه خيرًا من فتاتكم، وهذا ميراثه
".
وما أشبه هذه القصة بقصة جليبيب، وقد تقدمت.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/418)
1966- سعد بن الأطول
س: سعد بْن الأطول الجهني وهو سعد بْن الأطول بْن عَبْد
اللَّهِ بْن خَالِد بْن واهب بْن غياث بْن عَبْد اللَّهِ
بْن سعية بْن عدي بْن عوف بْن غطفان بْن قيس بْن جهينة،
كذا نسبه خليفة بْن خياط، يكنى أبا مطر، سكن البصرة، روى
عنه أَبُو نضرة.
(515) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ، وَبِإِسْنَادِهِ إِلَى
أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حدثنا عَبْدُ
الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ،
أخبرنا عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو جَعْفَرٍ، عن أَبِي
نَضْرَةَ، عن سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ، أَنَّ أَخَاهُ
مَاتَ، وَتَرَكَ ثَلاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَعِيالًا
فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَهَا عَلَى عِيَالِهِ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ
أَخَاكَ مَحْبُوسٌ بِدَيْنِهِ، فَاقْضِ عَنْهُ "، فَقَضَى
عَنْهُ، وَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، قَدْ قَضَيْتُ
عَنْهُ إِلا امْرَأَةً ادَّعَتْ دِينَارَيْنِ، وَلَيْسَ
لَهَا بَيِّنَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ: " أَعْطِهَا
فَإِنَّهَا صَادِقَةٌ ".
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ
(2/419)
1967- سعد الأنصاري
س: سعد الأنصاري روى أنس بْن مالك: أن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أقبل من غزوة تبوك،
استقبله سعد الأنصاري، فصافحه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال: " ما هذا الذي أكتب يديك "،
قال: يا رَسُول اللَّهِ، أضرب بالمر والمسحاة فأنفقه عَلَى
عيالي، فقبل يده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وقال: " هذه يد لا تمسها النار ".
أخرجه أَبُو موسى، وقال: في سعود الأنصار كثرة، إلا أن في
رواية أخرى نسبه سعد بْن معاذ.
وروى بِإِسْنَادِهِ، عن أنس بْن مالك، أن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صافح سعد بْن معاذ،
فقال: " هذه يد لا تمسها النار أبدًا "، قال: فإن حفظت هذه
الرواية فلعله سعد بْن معاذ آخر غير الخزرجي المعروف، فإنه
توفي سنة خمس قبل وقعة تبوك بسنين.
قلت: كذا قال أَبُو موسى، فلعله سعد بْن معاذ آخر غير
الخزرجي، وهو وهم، فإن سعد بْن معاذ الذي مات سنة خمس هو
أوسي من بني عبد الأشهل، وهو الذي جرح في الخندق، وتوفي
بعد أن حكم في بني قريظة، وهو أوسي لا شبهة فيه، وقوله إن
موته كان قبل تبوك صحيح، ولكن هذه الرواية التي فيها ذكر
سعد بْن معاذ ليس فيها لتبوك ذكر، فإن صحت الرواية فلعله
كان قبل قتله، عَلَى أنني أعلم أن سعد بْن معاذ لم يتخلف
عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
غزوة غزاها، بدر وغيرها، وَإِنما اختلفوا في سعد بْن
عبادة: هل شهد بدرًا أم لا؟ والله أعلم، عَلَى أن من تخلف
عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
الأنصار، وغيرهم معروفون ليس فيهم سعد، ومن تخلف كان أولى
باللوم والتثريب، فكيف يقبل يده أو يصافحه.
(2/420)
1968- سعد بن إياس
الأنصاري
س: سعد بْن إياس البدري الأنصاري روى إِسْحَاق بْن إياس
بْن سعد بْن أَبِي وقاص قال: حدثني جدي أَبُو أمي، حدثني
سعد بْن إياس الأنصاري البدري، قال: شهدت رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول للعباس بْن عبد
المطلب: " يا عم، إذا كان غدًا فلا ترم أنت وبنوك "، فلما
كان الغد صبحهم، فقال: " كيف أصبحتم؟ " قَالُوا: بخير
بآبائنا وأمهاتنا أنت يا رَسُول اللَّهِ، فقال: " ليدن
بعضكم من بعض "، فلما تقاربوا نشر عليهم ملاءة، ثم قال: "
اللهم هؤلاء أهل بيتي فاسترهم، من النار كستري إياهم "،
فقالت أسكفة الباب وحوائط البيت: آمين، آمين.
هذا حديث مختلف في إسناده، يروى من عدة أوجه، رواه
الكديمي، عن عَبْد اللَّهِ بْن عثمان بْن إِسْحَاق بْن سعد
بْن أَبِي وقاص، حدثني جدي أَبُو أمي مالك بْن حمزة بْن
أَبِي أسيد الأنصاري الخزرجي البدري.
أخرجه أَبُو موسى
(2/420)
1969- سعد بن إياس
الشيباني
ب د ع: سعد بْن إياس أَبُو عمرو الشيباني من بني شيبان بْن
ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بْن عَلِيِّ بْنِ بكر بْن وائل،
فهو بكري شيباني.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم
يسمع منه، وصحب ابن مسعود واشتهر بصحبته، وسمع منه فأكثر،
روى عنه أَنَّهُ قال: أذكر أني سمعت برسول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أرعى إبلًا لأهلي بكاظمة،
فقيل: خرج نبي بتهامة، وقال: شهدت القادسية وأنا ابن
أربعين سنة.
ومات سنة خمس وتسعين، وهو ابن مائة وعشرين سنة، وسكن
الكوفة، روى عنه جماعة من أهلها.
أخرجه لثلاثة.
(2/421)
1970- سعد بن بحير
ب س: سعد بْن بحير وقيل: بجير بْن معاوية بْن قحافة بْن
نفيل بْن سدوس بْن عبد مناف بْن أَبِي أسامة بْن سحمة بْن
سعد بْن عَبْد اللَّهِ بْن قداد بْن معاوية بْن زيد بْن
الغوث بْن أنمار بْن إراش البجلي السحمي، وحلفه في
الأنصار، وهو المعروف بابن حبتة، وهي أمه، وهي ابنة مالك
بْن عمرو بْن عوف.
روى حرام بْن عثمان، عن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن، عن
جابر بْن عَبْد اللَّهِ، قال: نظر النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سعد بْن حبتة يَوْم
الخندق، فقاتل قتالًا شديدًا، وهو حديث السن، فدعاه فقال:
" من أنت يا فتى؟ " فقال: سعد بْن حبتة، فقال له النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أسعد اللَّه جدك،
اقترب مني "، فاقترب منه، فمسح رأسه.
وروى أَبُو قتادة بْن ثابت بْن أَبِي قادة الأنصاري، عن
أبيه، عن جده، أن أبا قتادة، قال: " لما خرجت في طلب سرح
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقيت مسعدة،
فضربته ضربة أثقلته، وأدركه سعد بْن حبتة، فضربه فخر
صريعًا، فاحفظوا ذلك لولد سعد بْن حبتة " وهذا سعد بْن
حبتة، هو جد أَبِي يوسف القاضي، فإنه أَبُو يوسف يعقوب بْن
إِبْرَاهِيم بْن حبيب بْن خنيس بْن سعد بْن حبتة، وخنيس جد
أَبِي يوسف هو صاحب جهار سوج خنيس بالكوفة، قاله ابن
الكلبي، وأمه حبته لها صحبة، جاءت به إِلَى النَّبِيّ،
فدعا له وبرك عليه، ومسح عَلَى رأسه، وهو ممن استصغر يَوْم
أحد.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
بحير: قيل: بفتح الباء، وكسر الحاء المهملة، وقيل: بضم
الباء، وفتح الجيم.
وحرام: بفتح الحاء والراء وخنيس بالخاء المعجمة المضمومة،
والنون المفتوحة، وآخره سين مهملة.
(2/421)
1971- سعد مولى أبي
بكر
ب د ع: سعد مولى أَبِي بكر الصديق رضي اللَّه عنه كان يخدم
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسكن البصرة.
(516) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي
الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ، عن أَبِي يَعْلَى
أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى، أخبرنا أَبُو دَاوُدَ، أخبرنا أَبُو عَامِرٍ
هُوَ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ الْخَزَّازُ، عن الْحَسَنِ، عن
سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ
لأَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ سَعْدٌ مَمْلُوكًا لَهُ، وَكَانَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُعْجِبُهُ خِدْمَتُهُ، قَالَ رَسُول اللَّهِ: " أَعْتِقْ
سَعْدًا "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا لَنَا هَاهُنَا
غَيْرَهُ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " أَعْتِقْ سَعْدًا، أَبَتْكَ الرِّجَالُ،
أَبَتْكَ الرِّجَالُ " وروى عنه الحسن، أَنَّهُ قال: شكى
رجل صفوان بْن المعطل إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: هجاني صفوان، وكان صفوان يقول
الشعر، فقال النَّبِيّ: " دعوا صفوان فإنه طيب القلب خبيث
اللسان ".
أخرجه الثلاثة.
(2/422)
1972- سعد بن تميم
ب د ع: سعد بْن تميم السكوني ويقال: الأشعري، أَبُو بلال
إمام مسجد دمشق الواعظ، روى أكثر حديثه عنه ابنه بلال.
(517) أخبرنا يحيى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ،
أخبرنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، أخبرنا صَدَقَةُ بْنُ
خَالِدٍ، عن عَمْرِو بْنِ شَرَاحِيلَ، عن بِلالِ بْنِ
سَعْدِ بْنِ تَمِيمٍ السَّكُونِيِّ، عن أَبِيهِ، قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، أَيُّ أُمَّتِكَ خَيْرٌ،
قَالَ: " أَنَا وَأَقْرَانِي "، قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا
رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْقَرْنُ الثَّانِي "،
قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ: " ثُمَّ
الْقَرْنُ الثَّالِثُ "، قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُول
اللَّهِ؟ قَالَ: " ثُمَّ يَكُونُ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلا
يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَحْلِفُونَ وَلا يُسْتَحْلَفُونَ،
وَيُؤْتَمَنُونَ وَيَخُونُونَ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/423)
1973- سعد بن جماز
ب د ع: سعد بْن جماز بْن مالك الأنصاري حليف بني ساعدة من
الأنصار وهو أخو كعب بْن جماز، شهد سعد أحدًا وما بعدها،
وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أخرجه الثلاثة.
جماز: قيل: بالجيم، وآخره زاي، وقال ابن الكلبي: حمان يعني
بالحاء المكسورة، وآخره نون، سعد بْن حمان بْن ثعلبة بْن
خرشة بْن عمرو بْن سعد بْن ذبيان بْن رشدان بْن قيس بْن
جهينة، وقال الطبري: حمار، بالحاء، وآخره راء، والميم
خفيفة.
والله أعلم.
(2/423)
1974- سعد بن جنادة
د ع: سعد بْن جنادة والد عطية العوفي.
من عوف بْن ثعلبة بْن سعد بْن ذبيان.
روى مُحَمَّد بْن الحسن بْن عطية، عن أبيه، عن جده عطية،
عن أبيه سعد بْن جنادة، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما شيء أكرم عَلَى اللَّه
من عبد مؤمن لو أقسم عَلَى اللَّه لأبره ".
وروى يونس بْن نفيع، عن سعد بْن جنادة، قال: كنت في أول من
أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل
الطائف، فأسلمت.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/424)
1975- سعد الجهني
ب: سعد الجهني والد سنان بْن سعد.
روى عنه ابنه سنان، أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن الإمام لا يخص نفسه بالدعاء
دون القوم ".
أخرجه أَبُو عمر، وقال: في إسناد حديثه مقال.
(2/424)
1976- سعد بن الحارث
ب س: سعد بْن الحارث بْن الصمة وقد تقدم نسبه عند ذكر
أبيه، وهو أنصاري خزرجي، من بني النجار.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو،
وأبوه، وشهد صفين مع علي، وقتل يومئذ، وهو أخو أَبِي
الجهيم بْن الحارث بْن الصمة.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/424)
1977- سعد بن حارثة
ب د ع: سعد بْن حارثة بْن لوذان بْن عبد ود بْن زيد بْن
ثعلبة بْن الخزرج بْن ساعدة كذا نسبه أَبُو عمر، وقال: شهد
أحدًا وما بعدها، وقتل باليمامة.
وقال ابن منده، عن يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق، في
تسمية من استشهد باليمامة من المسلمين من الأنصار، من بني
الحارث بْن الخزرج: سعد بْن جارية بْن لوذان بْن عبد ود.
وقال أَبُو نعيم، عن إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن ابن
إِسْحَاق، فيمن قتل باليمامة من الأنصار، من بني سالم بْن
عوف: سعد بْن جارية بْن لوذان بْن عبد ود بْن زيد، فقد
اختلفوا في نسبه كما ترى، وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم:
جارية بالجيم، وقال أَبُو عمر: حارثة، بالحاء والثاء
المثلثة، وقد أخرجه ابن منده ترجمتين بلفظ واحد، فلعله
نسي، وَإِلا فما هذا مما يخفى.
(2/425)
1978- سعد بم حبان
س: سعد بْن حبان البلوي حليف الأنصار.
ذكره الطبراني، وذكره ابن شاهين، فقال: سعد بْن جماز بْن
مالك بْن ثعلبة، أخو كعب بْن جماز، شهد أحدًا، وقتل يَوْم
اليمامة، وأخوه كعب شهد بدرًا.
قال أَبُو موسى بِإِسْنَادِهِ، عن عروة فيمن استشهد يَوْم
اليمامة من الأنصار من بني ساعدة: سعد بْن حبان، حليف لهم
من بلى، وقد ذكره أَبُو موسى أيضًا، عن الطبراني: سعد بْن
جماز الأنصاري، قال: وقد أورده ابن منده: سعد بْن جبان،
بالجيم، قال: وأظن أن الصحيح كما ذكره ابن شاهين، والله
أعلم.
قلت: هذا قول أَبِي موسى، ولا شك أن قوله جبان بالجيم
تصحيف من بعض النقلة، والصحيح ما تقدم ذكره في ترجمة سعد
بْن جماز بالجيم والزاي، وذكرنا الاختلاف فيه هناك، ولم
يقل أحد: جبان.
وقد أخرجه هناك ابن منده ولو لم يخرجه أَبُو موسى ههنا
لكان أحسن، ولو تركناه لجاء من يظن أننا أهملناه أو لم يصل
إلينا، وأما الرواية عن عروة بْن الزبير في تسمية من شهد
المشاهد، ومن قتل، وغير ذلك من هذا الباب، فإنها كثيرًا
تخالف ما يروى عن عامة أهل السير، فلا أعلم كيف هذا؟
وَإِذا كانت كذلك فلا اعتبار بها، ومنها قد روى في هذا
حبان، والله أعلم.
(2/425)
1979- سعد بن حرة
سعد بْن حبان بْن منقذ شهد بيعة الرضوان مع أخيه واسع،
وقتلا يَوْم الحرة، ذكره ابن الدباغ، عن العدوي، وفيه نظر.
(2/426)
1980- سعد بن خارجة
س: سعد بْن حرة أورده أَبُو بكر بْن أَبِي علي، وقال: ذكره
علي بْن سَعِيد في الأفراد.
روى عنه مُحَمَّد بْن عجلان، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيد
المقبري، عن سَعِيدِ بْنِ حرة، قال: قال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا توضأ أحدكم، ثم
خرج عامدًا إِلَى المسجد، فلا يشبكن بين أصابعه، فإنه في
صلاة ".
وهذا حديث مشهور عن ابن عجلان، عن سَعِيد، عن كعب بْن
عجرة، وقيل: عن سَعِيد، عن رجل، عن كعب، فصحفه بعض الرواة،
فقال: ابن حرة.
أخرجه موسى، وقد علم أَنَّهُ تصحيف، فتركه أولى.
(2/426)
1981- سعد بن خليفة
د ع: سعد بْن خارجة الأنصاري أخو زيد بْن خارجة.
استشهد هو، وأبوه يَوْم أحد، وزيد هو الذي تكلم عَلَى
لسانه بعد الموت.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، ورويا حديث النعمان بْن
بشير في كلام زيد بْن خارجة بعد موته، قال النعمان: وكان
أبوه وأخوه سعد بْن خارجة أصيبا يَوْم أحد، وقد تقدم حديث
كلام زيد في ترجمته.
(2/426)
1982- سعد ابن خولة
س: سعد بْن خليفة الأنصاري وهو سعد بْن خليفة بْن الأشراف
بْن أَبِي حزيمة بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة
الأنصاري الساعدي.
شهد أحدًا، وكانت له بنت يقال لها: غزية، قال ابن القداح:
قتل بالقادسية مع سعد بْن أَبِي وقاص.
أخرجه أَبُو موسى.
خزيمة: بفتح الحاء المهملة وكسر الزاي.
(2/426)
1983- سعد ابن خولة
ب د ع: سعد بْن خولة من بني مالك بْن حسل بْن عامر بْن
لؤي، من أنفسهم، وقيل: حليف لهم، وقيل: مولى ابن أَبِي رهم
بْن عبد العزى العامري.
قال ابن هشام: هو من اليمن، حليف لهم.
وهو من عجم الفرس، أسلم، من السابقين، وهاجر إِلَى أرض
الحبشة الهجرة الثانية، وذكره ابن إِسْحَاق، وموسى بْن
عقبة، وسليمان التيمي في أهل بدر.
وهو زوج سبيعة الأسلمية، فتوفي عنها في حجة الوداع، فولدت
بعد وفاته بليال، فقال لها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قد حللت فانكحي من شئت ".
ولم يختلفوا أن سعد بْن خولة مات بمكة في حجة الوداع، إلا
ما ذكره الطبري أَنَّهُ توفي سنة سبع، والأول أصح.
(518) أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْفَقِيهُ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أخبرنا أَبُو الْفَتْحِ
الْكَرُوخِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ، حدثنا ابْنُ أَبِي
عُمَرَ، أخبرنا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَامِرِ
بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عن أَبِيهِ، قَالَ:
مَرِضْتُ عَامَ الْفَتْحِ مَرَضًا أُشْفِيتُ مِنْهُ عَلَى
الْمَوْتِ، فَأَتَانِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُول
اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا وَلَيْسَ يَرِثُنِي
إِلا ابْنَتِي، أَفَأُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ وذَكَرَ
الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ،
أُخَلَّفُ عن هِجْرَتِي؟ قَالَ: " إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ
بَعْدِي، فَتَعْمَلُ عَمَلًا تُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ
تَعَالَى إِلا ازْدَدْتَ بِهِ رِفْعَةً وَدَرَجَةً ...
اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلا
تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنَّ الْبَائِسَ
سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ "، يُرْثِي لَهُ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ.
وَلَمْ يُعَقِّبْ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/427)
1984- سعد بن خولي
العامري
ب د ع س: سعد بْن خولي العامري من عامر بْن لؤي، هاجر مع
جَعْفَر بْن أَبِي طالب إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية،
ونزل فيه، وفي أصحابه قوله تعالى: {وَلا تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}
الآية، قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: سعد بْن خولي، من المهاجرين.
ذكر إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن ابن إِسْحَاق فيمن شهد بدرًا
من بني عمر بْن لؤي: سعد بْن خولي، حليف لهم من أهل اليمن.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو نعيم: وهو سعد بْن خولة الذي
أخرجه قبل، وذكره بعض المتأخرين، يعني ابن منده بترجمة.
وأخرجه أَبُو موسى، فقال: سعد مولى خولى، ذكره الطبراني،
وروى عن عروة فيمن شهد بدرًا: سعد مولى خولى من بني عامر
بْن لؤي، وذكر ابن منده سعد بْن خولة، وسعد بْن خولى
ترجمتين، ونسبوهما إِلَى عامر بْن لؤي، وهذه التراجم
مختلفة مختلطة، والله أعلم بصحتها.
قلت: الحق مع أَبِي نعيم، فإنهما واحد، فلا أدري لم جعلوه
ترجمتين، وعادتهم في أمثاله، أن يقولوا: قيل كذا، وقيل كذا
في النسب وغيره، فإن كان ابن منده، وَأَبُو عمر ظناه
اثنين، فهذا غريب، فإنه ظاهر، وأما قول أَبِي موسى إنها
مختلفة مختلطة فلا اختلاف ولا اختلاط، وَإِنما هو سعد بْن
خولة، وقد نقل عن عروة: سعد بْن خولى، وهما واحد، وقد
ذكرنا أن هذه الرواية التي ترد عن عروة تخالف جميع
الأقوال، والأولى الاعتماد عَلَى غيرها، والله أعلم.
(2/428)
1985- سعد بن خولي،
مولى حاطب
ب د ع: سعد بْن خولي مولى حاطب بْن أَبِي بلتعة.
هو من مذحج، أصابه سباء، قاله أَبُو معشر، وقيل: هو من
الفرس، شهد بدرًا.
وقال ابن هشام: هو من كلب، ووافقه غيره، ولم يختلفوا
أَنَّهُ شهد بدرًا هو، ومولاه حاطب.
أخبرنا عبيد اللَّه بْن أحمد بْن عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ
إِلَى يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد
بدرًا، من بني أسد بْن عبد العزى بْن قصي، وحاطب بْن أَبِي
بلتعة، ومولاه سعد حلفا لهم وقتل سعد يَوْم أحد شهيدًا،
وفرض عمر بْن الخطاب لابنه عَبْد اللَّهِ بْن سعد في
الأنصار.
روى عنه إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، فإن كان قتل يَوْم
أحد، فرواية إِسْمَاعِيل مرسلة، وقد روى عنه جابر بْن
عَبْد اللَّهِ، هذا كلام أَبِي عمر.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم في نسبه، وولائه، وشهوده
بدرًا مثله.
وروى عن عروة، وموسى بْن عقبة، وابن إِسْحَاق: أَنَّهُ شهد
بدرًا.
وروى عن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عن سعد مولى حاطب،
قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، حاطب في النار؟ فقال رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لن يلج
النار أحد شهد بدرًا وبيعة الرضوان ".
قال أَبُو نعيم: ولا أرى إِسْمَاعِيل أدرك سعدًا.
والله أعلم.
وقد رواه اللَّيْث بْن سعد، عن أَبِي الزبير، عن جابر، أن
عبدًا لحاطب، قال ولم يسمه.
(2/428)
1986- سعد بن خثيمة
ب د ع: سعد بْن خيثمة بْن الحارث بْن مالك ابن صعب بْن
النحاط بْن كعب بْن حارثة بْن غنم بْن السلم بْن امرئ
القيس بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي يكنى أبا خيثمة،
وقيل: أَبُو عَبْد اللَّهِ، كذا نسبه ابن الكلبي، وابن
هشام، وَأَبُو عمر، وابن منده، وَأَبُو نعيم، وغيرهم.
ونسبه ابن إِسْحَاق في بني عمرو بْن عوف، ووافقه غيره، قال
ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد العقبة: ومن بني عمرو بْن
عوف بْن مالك بْن الأوس: سعد بْن خيثمة، وساق نسبه كما
ذكرناه أول الترجمة سواء، فلا أعلم وجهًا لقوله: ومن بني
عمرو بْن عوف، ولم يسق النسب إليهم، إلا أن يكون حيث كان
نقيبًا عليهم نسبه إليهم، والله أعلم.
وهو عقبي، بدري، نقيب، كان نقيبًا لبني عمرو بْن عوف، قاله
ابن إِسْحَاق، وهو أيضًا ممن قتل يَوْم بدر شهيدًا، قتله
طعيمة بْن عدي، وقيل: بل قتله عمرو بْن عبد ود فقتل حمزة
يومئذ طعيمة، وقتل علي عمرًا يَوْم الأحزاب.
ولما أرادوا الخروج إِلَى بدر، قال له أبوه خيثمة: لا بد
لأحدنا أن يقم، فآثرني بالخروج، وأقم أنت مع نسائنا، فأبى
سعد، وقال: لو كان غير الجنة لآثرتك به، إني أرجو الشهادة
في وجهي هذا، فاستهما فخرج سهم سعد، فخرج مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر،
فقتل.
ولا عقب له، وقيل: له عقب، وقتل أبوه بأحد، قال أَبُو
نعيم: وقيل: بل عاش سعد بعد بدر حتى شهد المشاهد كلها،
وتأخر عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
غزوة تبوك، ثم لحق برسول اللَّه، وقيل: إن أبا خيثمة الذي
لحق برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتبوك
هو غير هذا، وهو الصحيح.
ولما ورد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى المدينة مهاجرًا نزل في بيت سعد بْن
خيثمة، وقيل: نزل في بيت كلثوم بْن الهدم، وكان يجلس للناس
في بيت سعد، وكان بيته يسمى بيت العزاب، فلهذا عَلَى
الناس، ثم انتقل إِلَى بني النجار، فنزل في بيت أَبِي
أيوب، وقد تقدم ذكره.
والصحيح أن سعد بْن خيثمة قتل ببدر، قاله عروة، وابن شهاب،
وسليمان بْن أبان، ولا اعتبار بقول من قال: إنه تخلف عن
تبوك، فإن المتخلف خزرجي، وهذا أوسي، ويرد في مالك بْن
قيس، وفي الكنى.
(2/429)
1987- سعد الدوسي
ب د ع: سعد الدوسي روى عنه أنس بْن مالك، أن أعرابيًا سأل
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الساعة؟
ومر سعد الدوسي، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن عمر هذا حتى يأكل عمره، لا تبقى
منهم عين تطرف ".
أخرجه الثلاثة.
(2/430)
1988- سعد الدؤلي
س: سعد الدؤلي ذكره ابن أَبِي علي، وقال: لم يورده ابن
منده، وقد صحفه ابن أَبِي علي، فإنه سعر، بالراء وكسر
السين، وقد أعاده في سعر عَلَى الصواب.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.
(2/430)
1989- سعد بن أبي
ذباب
ب د ع: سعد بْن أَبِي ذباب دوسي حجازي
(519) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ الْوَهَّابِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أخبرنا
الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أخبرنا مُنِيرُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِيهِ، عن سَعْدِ بْنِ أَبِي
ذُبَابٍ، قَالَ: " قَدِمْتُ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ، فَقَالَ: يَا
رَسُول اللَّهِ، اجْعَلْ لِقَوْمِي مَا أَسْلَمُوا
عَلَيْهِ، فَفَعَلَ، وَاسْتَعَمَلَنِي عَلَيْهِمْ، ثُمَّ
اسْتَعْمَلَنِي أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي
عُمَرُ، فَقَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ أَهْلِ السَّرَاةِ،
فَقَالَ: يَا قَوْمُ، أَدُّوا زَكَاةَ الْعَسَلِ،
فَإِنَّهُ لا خَيْرَ فِي مَالٍ لا تُؤَدَّى زَكَاتُهُ،
قَالُوا: كَمْ تَرَى؟ قَالَ: الْعُشْرُ، فَأَخَذَ مِنْهُمُ
الْعُشْرَ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى عُمَرَ، فَجَعَلَهُ فِي
صَدَقَاتِ الْمُسْلِمِينَ ".
أخرجه الثلاثة
(2/431)
1990- سعد بن ذؤيب
س: سعد بْن ذؤيب روى السدي، عن مصعب بْن سعد، عن أبيه،
قال: " لما كان يَوْم فتح مكة أمن رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس إلا أربعة أنفس: عكرمة
بْن أَبِي جهل، وعبد اللَّه بْن خطل، ومقيس بْن صبابة،
وعبد اللَّه بْن سعد بْن أَبِي سرح، فأما ابن خطل فأدرك
وهو متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعد بْن ذؤيب وعمار
بْن ياسر، فسبق سعد عمارًا وكان أشب الرجلين، فقتله، وأما
مقيس بْن صبابة فرآه الناس في السوق فقتلوه ".
أخرجه أَبُو موسى
(2/431)
1991- سعد بن أبي
رافع
ع س: سعد بْن أَبِي رافع ذكره الحسن بْن سفيان، والطبراني
ومن بعدهما.
روى يونس بْن بكير، والحجاج الثقفي، عن ابن عيينة، عن ابن
أَبِي نجيح، عن مجاهد، قال: قال سعد بْن أَبِي رافع: دخل
علي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعودني،
فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها عَلَى فؤادي، فقال: "
إنك رجل مفئود، ائت الحارث بْن كلدة، فأنه رجل يتطبب،
فليأخذ خمس تمرات من عجوة المدينة، فليجأهن بنواهن، ثم
ليدلك بهن ".
كذا نسبه يونس، ورواه قتيبة، عن سفيان، عن سعد، ولم ينسبه،
ورواه إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ سعد بْن أَبِي وقاص،
عن أبيه، عن جده، أَنَّهُ مرض وذكر نحوًا منه أخرجه أَبُو
موسى قلت: قال بعض العلماء: قيل: إنه سعد بْن أَبِي وقاص،
فإنه مرض بمكة، وعاده النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ للحارث بْن كلدة الثقفي: " عالج سعدًا مما به ".
فعالجه، فبرأ، والله أعلم.
(2/431)
1992- سعد بن الربيع
د ع: سعد بْن الربيع بْن عدي بْن مالك من بني جحجبى، قتل
يَوْم اليمامة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: صوابه
سَعِيد بْن الربيع، ذكره موسى بْن عقبة: سَعِيد بْن
الربيع، ويرد ذكره، إن شاء اللَّه تعالى.
(2/432)
1993- سعد بن الربيع
الأنصاري
ب د ع: سعد بْن الربيع بْن عمرو بْن أَبِي زهير بْن مالك
بْن امرئ القيس بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن
الخزرج الأنصاري الخزرجي
عقبي، بدري، نقيب، كان أحد نقباء الأنصار، قاله عروة، وابن
شهاب، وموسى بْن عقبة، وجميع أهل السير أَنَّهُ كان نقيب
بني الحارث بْن الخزرج هو، وعبد اللَّه بْن رواحة، وكان
كاتبًا في الجاهلية، شهد العقبة الأولى والثانية، وقتل
يَوْم أحد شهيدًا.
(520) أخبرنا أَبُو الْحَرَمِ مَكِّيُّ بْنُ زَبَّانَ بْنِ
شَبَّه الْمُقْرِي النَّحْوِيُّ بِإِسْنَادِهِ، عن يحيى
بْنِ يَحْيَى، عن مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن يحيى بْنِ
سَعِيدٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، قَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ: "
مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ؟ "
فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا، فَذَهَبَ يَطُوفُ فِي الْقَتْلَى،
فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: بَعَثَنِي
رَسُول اللَّهِ لآتِيهِ بِخَبَرِكَ، قَالَ: فَاذْهَبْ
إِلَيْهِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُ
أَنِّي قَدْ طُعِنْتُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ طَعْنَةً،
وَإِنِّي قَدْ أُنْفِذَتْ مَقَاتِلِي، وَأَخْبِرْ قَوْمَكَ
أَنَّهُمْ لا عُذْرَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ، إِنْ قُتِلَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَحَدٌ
مِنْهُمْ حَيٌّ قيل: إن الرجل الذي ذهب إليه أَبِي بْن
كعب، قاله أَبُو سَعِيد الخدري، وقال له: قل لقومك: يقول
لكم سعد بْن الربيع: اللَّه الله وما عاهدتم عليه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة،
فوالله مالكم عند اللَّه عذر إن خلص إِلَى نبيكم وفيكم عين
تطرف، قال أَبِي: فلم أبرح حتى مات، فرجعت إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فقال: " رحمه
اللَّه، نصح لله ولرسوله حيًّا وميتًا ".
ودفن هو وخارجة بْن زيد بْن أَبِي زهير في قبر واحد، وخلف
سعد بْن الربيع ابنتين فأعطاهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثلثين، فكان ذلك أول بيانه
للآية في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً
فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ} وفي ذلك
نزلت الآية، وبذلك علم مراد اللَّه منها، وأنه أراد فوق
اثنتين: اثنتين فما فوقهما، وهو الذي آخى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين عبد الرحمن
بْن عوف، فعرض عَلَى عبد الرحمن أن يناصفه أهله وماله،
وكان له زوجتان، فقال: بارك اللَّه لك في أهلك ومالك،
دلوني عَلَى السوق.
أخرجه الثلاثة.
(2/432)
1994- سعد بن
الربيع، ابن الحنظلية
ب د ع: سعد بْن الربيع بْن عمرو بْن عدي يكنى أبا الحارث،
ويعرف بابن الحنظلية.
استصغر يَوْم أحد، وهو أخو سهل بْن الحنظلية، وهما من بني
حارثة من الأنصار، وقد قيل: إن سعد ابْن الحنظلية أبوه
يسمى عقيبًا، ولهما أخ يسمى عقبة، والحنظلية أم جده، وقيل:
أمه وأم إخوته.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/433)
1995- سعد مولى رسول
الله صلى الله عليه وسلم
ب د ع: سعد مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يحيى بْن سَعِيد القطان، عن عثمان بْن غياث، عن
رجل في حلقة أَبِي عثمان النهدي، عن سعد مولى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم أمروا
بصيام يَوْم، فجاء رجل في بعض النهار، فقال: يا رَسُول
اللَّهِ، إن فلانة وفلانة بلغهما الجهد، فأعرض عنه مرتين،
أو ثلاثًا، فقال: " ادعهما "، فجاء بعس أو بقدح، فقال
لإحداهما: قيئي، فقاءت لحمًا عبيطًا، وقيحً، ودمًا، وقال
للأخرى مثل ذلك، فقاءت، فقال: " إن هاتين صامتا عما أحل
لهما، وأفطرنا عَلَى ما حرم عليهما ".
أخرجه الثلاثة
(2/433)
1996- سعد بن زرارة
ب د ع: سعد بْن زرارة الأنصاري تقدم نسبه عند ذكر أخيه
أسعد بْن زرارة، وهو جد عمرة بنت عبد الرحمن بْن سعد، قاله
أَبُو عمر.
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عن أَبِي الرجال مُحَمَّد
بْن عبد الرحمن بْن سعد بْن زرارة، عن أبيه، عن جده سعد،
أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال
يومًا، وهو يحدث عن ربه عَزَّ وَجَلَّ قال: " ما أحب
اللَّه من عبده ذكر شيء من النعم، أفضل ما أحب أن يذكره
بما هداه له من الإيمان به، وملائكته، وكتبه، ورسله،
وَإِيمانًا بقدره خيره وشره " قال أَبُو نعيم: ذكره بعض
المتأخرين واهمًا فيه، يعني ابن منده، فجعله ترجمة، ورواه
أَبُو نعيم، عن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر، عن إِسْمَاعِيل
بْن عَبْد اللَّهِ بْن مسعود، عن يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّد
الأيلي، عن الحكم بْن عَبْد اللَّهِ، عن القعقاع بْن حكيم،
عن أَبِي الرجال، عن أبيه، عن أسعد بْن زرارة، فذكر نحوه،
قال: فوهم فيه المتأخر، وجعله ترجمة، وهو أسعد بْن زرارة،
وليس بسعد، والله أعلم.
قال أَبُو عمر، وقد ذكره: قيل هو أخو سعد بْن زرارة، فإن
كان كذلك فهو سعد، وذكر نسبه، وقال: وفيه نظر، أخشى أن لا
يكون أدرك الإسلام، لأن أكثرهم لم يذكره، فإخراج أَبِي عمر
له يدل أن الوهم ليس من ابن منده.
(2/434)
1997- سعد بن زيد
الأشهلي
د ع: سعد بْن زيد بْن سعد الأنصاري الأشهلي بعثه النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نجد، قال ابن
إِسْحَاق: بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سعد بْن زيد أخا بني عبد الأشهل إِلَى نجد، وروى
سليمان بْن مُحَمَّدِ بْنِ محمود بْن مسلمة، عن سعد بْن
زيد بْن سعد الأشهلي، أَنَّهُ أهدى إِلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيفًا من نجران، فأعطاه
مُحَمَّد بْن مسلمة، وقال: جاهد بهذا في سبيل اللَّه، فإذا
اختلف الناس فاضرب به الحجر، ثم ادخل بيتك.
قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: سعد بْن زيد بْن سعد الأشهلي، بعثه
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نجد.
وقال أَبُو نعيم: أورد له بعض المتأخرين ترجمة منفردة، وهو
عندي ابن مالك الأشهلي الذي يأتي ذكره، والله أعلم.
(2/435)
1998- سعد بن زيد
الطائي
ب د ع: سعد بْن زيد الطائي وقيل: كعب بْن زيد، روى عنه
جميل بْن زيد الطائي.
(521) أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن أَبِي يحيى
مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْعَطَّارِ، عن جَمِيلِ بْنِ
زَيْدٍ الطَّائِيِّ، عن سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الطَّائِيِّ،
وَقِيلَ: الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي
غِفَارٍ، فَدَخَلَ بِهَا، فَأَمَرَهَا أَنْ تَنْزِعَ
ثَوْبَهَا، فَرَأَى بِهَا بَيَاضًا فَانْمَازَ عَنْهَا،
فَلَمَّا أَصْبَحَ أَكْمَلَ لَهَا الصَّدَاقَ، وَقَالَ: "
الْحَقِي بِأَهْلِكِ ...
".
ورواه عباد بْن العوام، ونوح بْن أَبِي مريم، عن جميل، عن
كعب بْن زيد.
ورواه يحيى بْن يوسف الذمي، عن أَبِي معاوية، عن جميل، عن
زيد بْن عبد، وقيل: جميل، عن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو، عن
زيد بْن كعب، هو ابن عجرة، والاضطراب فيه من جهة جميل لسوء
حفظه وضعفه.
أخرجه الثلاثة
(2/435)
1999- سعد بن زيد
الزرقي
د: سعد بْن زيد بْن الفاكه بْن يَزِيدَ بْن خلدة بْن عامر
ذكره ابن إِسْحَاق فيمن شهد بدرًا، فقال: سعد بْن زيد بْن
الفاكه بْن يَزِيدَ بْن خلدة بْن عامر بْن زريق الأنصاري
الخزرجي الزرقي.
أخرجه ابن منده هكذا، وأخرجه أَبُو عمر، فقال: سعد بْن
يَزِيدَ بْن الفاكه، وأخرجه أَبُو نعيم، فقال: سعد بْن
الفاكه بْن زيد، وقيل: اسمه أسعد، وقد تقدم ذكره أتم من
هذا.
(2/436)
2000- سعد بن زيد بن
مالك الأشهلي
ب د ع: سعد بْن زيد بْن مالك بْن عبد بْن كعب بْن عبد
الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي قال عروة، وابن شهاب، وابن
إِسْحَاق في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، ثم من بني عبد
الأشهل: سعد بْن زيد بْن مالك بْن كعب.
روى ابن أَبِي حبيبة، عن زيد بْن سعد، عن أبيه، أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما نعيت
إليه نفسه، خرج متلفعًا في أخلاق ثياب عليه، حتى جلس عَلَى
المنبر، فحمد اللَّه، وأثنى عليه، ثم قال: " أيها الناس،
احفظوني في هذا الحي من الأنصار، فإنهم كرشي التي أحل فيها
وعيبتي، أقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم ".
رواه أَبُو نعيم وحده.
وقال الواقدي وحده: إنه شهد العقبة، تفرد بذلك، وقال غيره:
شهد بدرًا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو عمر، وذكر هذا سعد بْن زيد بْن
مالك الأشهلي: أظنهما اثنين، وسعد بْن زيد هذا الذي بعثه
رَسُول اللَّهِ بسبايا من سبايا قريظة إِلَى نجد، فابتاع
لهم به خيلًا وسلاحًا، وهو الذي هدم المنار الذي كان
بالمشلل للأنصار، ولسعد بْن زيد حديث واحد في الجلوس في
الفتنة، آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بينه وبين عمرو بْن سراقة، قال: وسعد بْن زيد
الطائي الذي روى عنه قصة الغفارية غيرهما، عَلَى أَنَّهُ
قد قيل فيه أيضًا: إنه أنصاري.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد ذكرنا قول أَبِي نعيم في ترجمة سعد بْن زيد بْن
سعد المقدم ذكره أَنَّهُ وهم، إنما هو سعد بْن زيد بْن
مالك، وقد وافق أَبُو عمر أبا نعيم، فجعل هذا هو الذي سار
إِلَى نجد، إلا أَنَّهُ جعلهما اثنين، وقد ذكرناه قوله في
هذه الترجمة، وجعل هذا هو الذي روى حديث الفتنة، وخالفا
ابن منده، فإنه جعل الذي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نجد سعد بْن زيد بْن
سعد، وأنه هو الذي روى حديث القعود في الفتنة، وقد وافق
أَبُو أحمد العسكري أبا نعيم، وأبا عمر، فجعل الذي أهدى
السيف إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وروى حديث الفتنة، هذا وكأنه الصحيح، والله أعلم.
(2/436)
2001- سعد بن زيد
الأنصاري
ب: سعد بْن زيد الأنصاري من بني عمرو بْن عوف، ولد عَلَى
عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وروى عن عمر بْن الخطاب، وتوفي آخر أيام عَبْد الْمَلِكِ
بْن مروان، ذكره مُحَمَّد بْن سعد.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/437)
2002- سعد والد زيد
ب د ع: سعد والد زيد غير منسوب.
روى إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حبيبة، عن زيد
بْن سعد، عن أبيه، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لما نعيت إليه نفسه خرج متلفعًا في أخلاق ثياب
عليه، حتى جلس عَلَى المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم
قال: " أيها الناس، احفظوني في هذا الحي من الأنصار، فأنهم
كرشي وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم ".
أخرجه الثلاثة، أما أَبُو نعيم فأخرج هذا الحديث في هذه
الترجمة، وأخرجه في ترجمة سعد بْن زيد بْن مالك، وقد تقدم،
فلا أدري لم جعل له ترجمة ثانية، وأما ابن منده وَأَبُو
عمر فلم يخرجا هذا الحديث إلا في هذه الترجمة حسب
(2/437)
2003- سعد بن سعد
سعد بْن سعد الساعدي أخو سهل بْن سعد روى عبد المهيمن بْن
سهل، عن أبيه، عن جده: " أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرب لسعد بْن سعد بسهم يَوْم بدر ".
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى
(2/437)
2004- سعد بن أبي
سعد
ع س: سعد بْن أَبِي سعد بْن سعد بْن مري حليف القوافل، شهد
أحدًا.
أخرجه أَبُو موسى، والقواقل من الأنصار قد ذكروا في غير
موضع من الكتاب.
(2/438)
2005- سعد بن سلامة
ب د ع: سعد بْن سلامة بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد
الأشهل الأنصاري الأوسي ثم الأشهلي وهو أخو سلمة بْن وقش،
يكنى أبا نائلة، ويعرف بسلكان.
شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، وقتل يَوْم جسر أَبِي
عبيد، صدر خلافة عمر رضي اللَّه عنه بالعراق.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو نعيم: والصواب أسعد، وقد تقدم،
وقد وافق ابن منده عَلَى سعد أَبُو عمر، وهشام بْن الكلبي،
وابن حبيب، ويرد ذكره في سلكان، وفي الكنى، إن شاء اللَّه
تعالى.
(2/438)
2006- سعد بن سويد
ب د ع: سعد بْن سويد بْن قيس من بني خدرة من الأنصار.
وقال الكلبي: سعد بْن سويد بْن عبيد بْن ثعلبة بْن عبيد
بْن الأبجر، وهو خدرة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج
الأنصاري الخزرجي، ثم الخدري.
قتل يَوْم أحد شهيدًا.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، وَأَبُو عمر، إلا أن أبا
نعيم، وأبا موسى، قالا: سعد بْن سويد الأنصار، ورويا عن
ابن شهاب، في تسمية من استشهد يَوْم أحد من الأنصار، من
بني عوف بْن الخزرج: سعد بْن سويد، وقال أَبُو موسى: قال
سليمان، يعني الطبراني: من بني الحارث بْن الخزرج.
والجميع واحد، وسياق النسب الذي قدمناه يدل عليه، ويكون قد
نسب عوفًا إِلَى جده الخزرج، وَإِنما هو عوف بْن الحارث
بْن الخزرج، والله أعلم.
(2/438)
2007- سعد بن سهيل
ب د ع: سعد بْن سهل وقيل: سهيل بْن مالك بْن كعب بْن عبد
الأشهل بْن حارثة بْن دينار بْن النجار، بطن من الخزرج،
وليس هذا عبد الأشهل قبيلة سعد بْن معاذ الأشهلي، هذا غير
ذلك، فإن هذه من الخزرج وذلك من الأوس، وذلك بطن ينسب
إليه، وهذا لا ينسب إليه إلا نجاري أو ديناري أي من بني
دينار بْن النجار، ومن رَأَى نسبهما عرف الفرق بينهما.
شهد بدرًا، قاله ابن شهاب، وابن إِسْحَاق، وابن الكلبي.
أخرجه الثلاثة.
(2/439)
2008- سعد بن سهيل
ب د ع: سعد بْن سهيل الأنصاري من بني دينار بْن النجار،
وقيل: من بني خنساء، قاله أَبُو نعيم، وقال: وقيل: سهل.
وقال ابن منده: سعد بْن سهيل، من بني خنساء، وروى
بِإِسْنَادِهِ عن ابن لهيعة، عن أَبِي الأسود مُحَمَّد بْن
عبد الرحمن، عن عروة بْن الزبير، في تسمية من شهد بدرًا:
سعد بْن سهيل بْن عبد الأشهل بْن حارثة الأنصاري، من بني
خنساء بْن مبذول، شهد بدرًا، وقال أَبُو نعيم مثله، وقال:
ابن حارثة بْن دينار بْن النجار.
وأما أبو عمر فأخرج هذه الترجمة، وقال: سعد بْن سهيل بْن
عبد الأشهل بْن دينار بْن النجار، شهد بدرًا.
قلت: هذا قولهما في هذه الترجمة وفي التي قبلها، وقد تقدم
قولنا إن هذا الإسناد عن عروة فيه خبط.
لا أرى كيف هو، فإنه يخالف عامة أصحاب السير، ويخالف أيضًا
ما يرويه غيره عن عروة، فمن ذلك هذه الترجمة، جعل سعد بْن
سهيل من بني دينار من بني خنساء بْن مبذول، وهذا غريب، فإن
بني خنساء هم من بني مازن بْن النجار، منهم: منقذ بْن عمرو
بْن عطية بْن خنساء بْن مبذول، والد حبان بْن منقذ، فجعل
خنساء بْن مبذول ههنا من بني دينار، ثم إن ابن منده، وأبا
نعيم جعلا هذا والذي قبله ترجمتين، والنسب واحد، والحالة
في شهود بدر واحدة، فلا أدري لم فرقا بينهما عَلَى أن ابن
منده له بعض العذر، فإنه جعل في إحدى الترجمتين سهلًا وفي
الأخرى سهيلًا، وأما أَبُو نعيم فإنه قال في سهيل: وقيل:
سهل، فبان بهذا أنهما واحد، وأن بعض العلماء قاله: سهلًا،
وقال غيره: سهيلًا، والله أعلم.
(2/439)
2009- سعد بن ضميرة
ب د ع: سعد بْن ضميرة الضمري قاله أَبُو عمر، وقال ابن
منده، وَأَبُو نعيم: السلمي أَبُو سعد، وقيل: أَبُو ضميرة،
من أهل المدينة.
(522) أخبرنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ
بِإِسْنَادِهِ، عن يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ
ضُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ السُّلَمِيَّ، يُحَدِّثُ عن
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أَبَاهُ، وَجَدَّهُ
شَهِدَا حُنَيْنًا، وقَالا: صَلَّى بِنَا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ
الظُّهْرَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَقَامَ
إِلَيْهِ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ
وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ، يَخْتَصِمَانِ
فِي دَمِ عَامِرِ بْنِ الأَضْبَطِ الأَشْجَعِيِّ، كَانَ
قَتَلَهُ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ الْكِنَانِيُّ،
فَعُيَيْنَةُ يَطْلُبُ بِدَمِ عَامِرٍ الأَشْجَعِيِّ
لأَنَّهُمَا مِنْ قَيْسٍ، وَالأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ
يَدْفَعُ عن مُحَلِّمٍ لأَنَّهُمَا مِنْ خِنْدِفَ، وَهُوَ
يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ خِنْدِفَ.
وذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وقَالَ أَبُو عُمَرَ: صُحْبَتُهُ
صَحِيحَةٌ وَصُحْبَةُ أَبِيهِ
(2/440)
2010- سعد الظفري
ب ع س: سعد الظفري من بني ظفر، بطن من الأوس روى عنه عبد
الرحمن بْن حرملة، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ نهى عن الكي، وقال: " أكره الحمم ".
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، وَأَبُو عمر، وقال أَبُو
موسى: وقد أورد أَبُو عَبْد اللَّهِ، يعني ابن منده، سعد
بْن النعمان الظفري شهد بدرًا، فلا أدري أهذا هو أم غيره
(2/440)
2011- سعد بن عائذ
ب د ع: سعد بْن عائذ المؤذن مولى عمار بْن ياسر المعروف
بسعد القرظ.
وَإِنما قيل له ذلك، لأنه كان يتجر فيه، ومسح رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه، وبرك
عليه، وجعله مؤذن مسجد قباء، وخليفة بلال إذا غاب، ثم
استخلفه بلال عَلَى الأذان بمسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيام أَبِي بكر وعمر، لما سار
إِلَى الشام، فلم يزل الأذان في عقبه، روى حديثه أولاده.
حدث عبد الرحمن بْن سعد بْن عمار بْن سعد القرظ مؤذن
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن
أبيه، عن جده: " أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بلالًا أن يدخل أصبعيه في أذنيه،
وأن بلالًا كان يؤذن مثنى مثنى، وَإِقامته مفردة " قال
أَبُو أحمد العسكري: عاش يعني سعد القرظ إِلَى أيام
الحجاج.
أخرجه الثلاثة.
(2/440)
2012- سعد بن عبادة
ب د ع: سعد بْن عبادة بْن دليم بْن حارثة بْن أَبِي حزيمة
وقيل: حارثة بْن حزام بْن حزيمة بْن ثعلبة بْن طريف بْن
الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأنصاري الساعدي،
يكنى أبا ثابت، وقيل: أبا قيس، والأول أصح.
وكان نقيب بني ساعدة عند جميعهم، وشهد بدرًا عند بعضهم،
ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إِسْحَاق في البدريين، وذكره
فيهم الواقدي، والمدائني، وابن الكلبي.
وكان سيدًا جوادًا، وهو صاحب راية الأنصار في المشاهد
كلها، وكان وجيهًا في الأنصار، ذا رياسة وسيادة، يعترف
قومه له بها، وكان يحمل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل يَوْم جفنة مملوءة ثريدًا ولحمًا،
تدور معه حيث دار، يقال: لم يكن في الأوس ولا في الخزرج
أربعة يطعمون يتوالون في بيت واحد، إلا قيس بْن سعد بْن
عبادة بْن دليم، وله ولأهله في الجود أخبار حسنة.
(523) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
أَبِي مَنْصُورٍ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي
دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حدثنا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وهِشَامُ بْنُ مَرْوَانَ
الْمَعْنَى، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: أخبرنا الْوَلِيدُ
بْنُ مُسْلِمٍ، أخبرنا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ
يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ
زُرَارَةَ، عن قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: زَارَنَا رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
مَنْزِلِنَا فَقَالَ: " السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ
اللَّهِ "، قَالَ: فَرَدَّ سَعْدٌ رَدًّا خَفِيًّا، قَالَ
قَيْسٌ: فَقُلْتُ: أَلا تَأْذَنْ لِرَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: دَعْهُ يُكْثِرُ
عَلَيْنَا مِنَ السَّلامِ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّلامَ "، ثُمَّ رَجَعَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
واتَّبَعَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي
كُنْتُ أَسْمَعُ تَسْلِيمَكَ، وَأَرُدُّ عَلَيْكَ رَدًّا
خَفِيًّا، لِتُكْثِرَ عَلَيْنَا السَّلامَ، فَانْصَرَفَ
مَعَهُ رَسُول اللَّهِ، فَأَمَرَ لَهُ سَعْدٌ بِغُسْلٍ
فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ نَاوَلَهُ مَلْحَفَةً مَصْبُوغَةً
بِزَعْفَرَانٍ أَوْ وَرْسٍ، فَاشْتَمَلَ بِهَا، ثُمَّ
رَفَعَ رَسُول اللَّهِ يَدَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: "
اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى آل
سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ " وقد كان قيس بْن سعد من أعظم
الناس جودًا وكرمًا، وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن قيس بْن سعد بْن عبادة: إنه من بيت
جود، وفي سعد بْن عبادة، وسعد بْن معاذ جاء الخبر أن
قريشًا سمعوا صائحًا، يصيح ليلًا عَلَى أَبِي قبيس:
فإن يسلم السعدان يصبح مُحَمَّد بمكة لا يخشى خلاف مخالف
قال: فظنت قريش أَنَّهُ يعني سعد بْن زيد مناة بْن تميم،
وسعد هذيم، من قضاعة، فسمعوا الليلة الثانية قائلًا:
أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرًا ويا سعد سعد الخزرجين
الغطارف
أجيبا إِلَى داعي الهدى وتمنيا على اللَّه في الفردوس منية
عارف
وَإِن ثواب اللَّه للطالب الهدى جنان من الفردوس ذات زخارف
فقالوا: هذا سعد بْن معاذ، وسعد بْن عبادة.
ولما كان غزوة الخندق بذل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعيينة بْن حصن ثلث ثمار المدينة،
لينصرف بمن معه من غطفان، واستشار سعد بْن معاذ، وسعد بْن
عبادة، دون سائر الناس، فقالا: يا رَسُول اللَّهِ، إن كنت
أمرت بشيء فافعله، وَإِن كان غير ذلك فوالله ما نعطيهم إلا
السيف، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " لم أؤمر بشيء، وَإِنما هو رأي أعرضه عليكما
"، قالا: يا رَسُول اللَّهِ، ما طمعوا بذلك منا قط في
الجاهلية، فكيف اليوم، وقد هدانا اللَّه بك، فسر النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقولهما.
وكانت راية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بيد سعد بْن عبادة يَوْم الفتح، فمرّ بها عَلَى
أَبِي سفيان، وكان أَبُو سفيان قد أسلم، فقال له سعد:
اليوم يَوْم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل
اللَّه قريشًا، فلما مر رَسُول اللَّهِ في كتيبة من
الأنصار، ناداه أَبُو سفيان: يا رَسُول اللَّهِ، أمرت بقتل
قومك، زعم سعد أَنَّهُ قاتلنا، وقال عثمان، وعبد الرحمن
بْن عوف: يا رَسُول اللَّهِ، ما نأمن سعدًا أن تكون منه
صولة في قريش، فقال رَسُول اللَّهِ: " يا أبا سفيان، اليوم
يَوْم المرحمة، اليوم أعز اللَّه قريشًا "، فاخذ رَسُول
اللَّهِ اللواء من سعد، وأعطاءه ابنه قيسًا، وقيل: أعطى
اللواء الزبير بْن العوام، وقيل: أمر عليًا فأخذ اللواء،
ودخل به مكة.
وكان غيورًا شديد الغيرة، وَإِياه أراد رَسُول اللَّهِ
بقوله: " إن سعدًا لغيور، وَإِني لأغير من سعد، والله أغير
منا، وغيرة اللَّه أن لا تؤتي محارمه ".
وفي هذا الحديث قصة.
ولما توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
طمع في الخلافة، وجلس في سقيفة بني ساعدة ليبايع لنفسه،
فجاء إليه أَبُو بكر، وعمر، فبايع الناس أبا بكر، وعدلوا
عن سعد، فلم يبايع سعد أبا بكر ولا عمر، وسار إِلَى الشام،
فأقام به بحوران إِلَى أن مات سنة خمس عشرة، وقيل: سنة
أربع عشرة، وقيل: مات سنة إحدى عشرة، ولم يختلفوا أَنَّهُ
وجد ميتًا عَلَى مغتسله، وقد اخضر جسده، ولم يشعروا بموته
بالمدينة حتى سمعوا قائلًا يقول من بئر، ولا يرون أحدًا:
قتلنا سيد الخزرج سعد بْن عبادة
رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده
فلما سمع الغلمان ذلك ذعروا، فحفظ ذلك اليوم فوجوده اليوم
الذي مات فيه سعد بالشام قيل: إن البئر التي سمع منها
الصوت بئر منبه، وقيل: بئر سكن.
قال ابن سيرين: بينا سعد يبول قائمًا، إذ اتكأ فمات، قتلته
الجن، وقال البيتين.
قيل: إن قبره بالمنيحة، قرية من غوطة دمشق، وهو مشهور يزار
إِلَى اليوم.
روى عنه ابن عباس وغيره، من حديثه أن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما من رجل تعلم القرآن
ثم نسبه إلا لقي اللَّه وهو أجذم، وما من أمير عشيرة إلا
أتى يَوْم القيامة مغلولًا حتى يطلقه العدل ".
أخرجه الثلاثة.
حزيمة: بفتح الحاء المهملة، وكسر الزاي، وبعدها ياء تحتها
نقطتان، ثم ميم وهاء.
(2/441)
2013- سعد بن عبد
الله
د ع: سعد بْن عَبْد اللَّهِ مجهول، روى عنه يعلى بْن
الأشدق، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سئل عن قول اللَّه تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ
مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} قال: إنهم قوم من بني تميم،
لولا أنهم أشد الناس قتالًا للأعور الدجال لدعوت اللَّه
عليهم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/444)
2014- سعد أبو عبد
الله
د: سعد أَبُو عَبْد اللَّهِ روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ،
مجهول.
أخرجه ابن منده وحده، بعد الأول الذي قبله، والله أعلم.
(2/444)
2015- سعد أبو عبد
الله
د ع: سعد أَبُو عَبْد اللَّهِ قيل: هو ابن الأطول.
وقد ذكرناه، وقيل: هو غيره، قال أَبُو نعيم: والصحيح عندي
أَنَّهُ ابن الأطول، أفرد له بعض المتأخرين، يعني ابن منده
ترجمة، وأخرج له الحديث الذي رواه ابن الأطول بعينة، روى
واصل بْن عَبْد اللَّهِ بْن بدر أَبُو الحسين القشيري،
حدثني عَبْد اللَّهِ بْن بدر بْن واصل بْن عَبْد اللَّهِ
بْن سعد بْن خَالِد القحطاني، قال: كان عَبْد اللَّهِ بْن
سعد يخرج إِلَى أصحابه، إذا قدم تستر أقام بها ثلاثًا،
فيقولون له: لو أقمت؟ فيقول: سمعت أَبِي، يقول: نهاني
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن
التناوة، فمن أقام ببلاد الخراج ثلاثًا فقدتنا.
كذا أخرجه ابن منده، وقال أَبُو نعيم: عن واصل بْن عَبْد
اللَّهِ بْن بدر، حدثني أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن واصل بْن
عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأطول، قال: كان عَبْد اللَّهِ بْن
سعد يخرج إِلَى أصحابه.
وذكر نحوه، فعلى ما ساق أَبُو نعيم نسب واصل بْن عَبْد
اللَّهِ بْن الأطول هو كما قال، والله أعلم.
(2/444)
2016- سعد بن عبد بن
قيس
ب: سعد بْن عبد بْن قيس بْن لقيط بْن عامر بْن أمية بْن
الحراث بْن فهر القرشي الفهري كان مهاجرة الحبشة، وقيل:
اسمه سَعِيد، ويذكر في بابه، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/445)
2017- سعد بن عبيد
ب د ع: سعد بْن عبيد بْن النعمان بْن قيس ابن عمرو بْن زيد
بْن أمية بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن
مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي أَبُو عمير بْن سعد شهد
بدرًا لا عقب له.
قاله عروة، وابن إِسْحَاق.
وقيل: اسمه سَعِيد، ويذكر هناك، إن شاء اللَّه تعالى،
ويعرف بالقاري.
قال ابن منده: القاري من بني قارة، الأنصاري، وقتل يَوْم
القادسية، سنة خمس عشرة، وهو ابن أربع وستين سنة، وقيل:
عاش بعدها شهورًا ومات، قال ابن نمير: يكنى أبا زيد، وهو
أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنصار.
روى عنه عبد الرحمن بْن أَبِي ليلى، وطارق بْن شهب، يعد في
الكوفيين، روى عن سفيان عن قيس بْن مسلم، عن عبد الرحمن
بْن أَبِي ليلى، قال: خطبنا رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " إنا لاقو العدو غدًا،
وَإِنا مستشهدون، فلا تغسلن عنا دمًا، ولا نكفن إلا في ثوب
كان علينا ".
رواه شعبة، ومسعر، عن قيس بْن مسلم، عن طارق بْن شهاب،
قال: قال سعد بْن عبيد يَوْم القادسية ...
نحوه قلت: قال أَبُو عمر: إنه من أهل الكوفة، وروى هو
وغيره أَنَّهُ قتل يَوْم القادسية، والكوفة إنما بنيت بعد
القادسية، وبعد ملك المدائن أيضًا، فلا وجه لنسبته إليها.
أخرجه الثلاثة، وقول ابن منده: إنه من قارة أنصاري، وهم
منه، كيف يكون من القارة، وهم ولد الديش بْن محلم بْن غالب
بْن عائذة بْن يثيع بْن مليح بْن الهون بْن خزيمة، والهون
أخو أسد بْن خزيمة، وهذا أنصاري، فكيف يجتمعان، وَإِنما هو
القاري، مهموزًا، من القراءة.
وقد ذكر أَنَّهُ أول من جمع القرآن من الأنصار، ولم يجمع
القرآن من الأوس غيره، قاله أَبُو أحمد العسكري، وأما أنا
فاستبعد أن يكون هذا هو ممن جمع القرآن من الأنصار، لأن
الحديث يرويه أنس بْن مالك، وذكرهم وقال: أحد عمومتي أَبُو
زيد، وأنس من بني عدي بْن النجار خزرجي، فكيف يكون هذا،
وهو أوسي، عمًا لأنس، هذا بعيد جدًا، والله أعلم.
(2/445)
2018- سعد مولى عتبة
ب د ع: سعد مولى عتبة بْن غزوان شهد بدرًا مع مولاه عتبة
روى عطاء، والضحاك، عن ابن عباس، في قوله تعالى: {وَلا
تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} في عتبة، وسعد مولاه،
وفي حاطب، وسعد مولاه.
أخرجه الثلاثة.
(2/446)
2019- سعد بن عثمان
ب د ع: سعد بْن عثمان بْن خلدة بْن مخلد بْن عامر بْن زريق
الأنصاري الزرقي أَبُو عبادة شهد بدرًا، قاله موسى بْن
عقبة، وابن إِسْحَاق، وكان ممن فر يَوْم أحد.
أخرجه الثلاثة مختصرًا، وقيل: سَعِيد بْن عثمان، ويذكر
هناك، إن شاء اللَّه تعالى.
(2/446)
2020- سعد العرجي
ب د ع: سعد العرجي دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لما هاجر إِلَى المدينة من العرج إليها، وقال
أَبُو عمر: وقيل: إنه من بلعرج بْن الحارث بْن كعب بْن
هوازن، هكذا قال بعضهم، قال: ويقال: إنه مولى الأسلميين،
وَإِنما قيل له: العرجي، لأنه اجتمع مع رَسُول اللَّهِ
بالعرج.
روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ، أَنَّهُ قال: كنت دليل رَسُول
اللَّهِ من العرج إِلَى المدينة، فرأيته يأكل متكئًا.
وروى فائد مولى عباد، عن ابن سعد، عن أبيه، أن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه أَبُو
بكر..
وذكر حديث مسيره معهما إِلَى المدينة، فتلقاه بنو عمر بْن
عوف، فقال: " أين أَبُو أمامة؟ " فقال سعد بْن خيثمة: إنه
أهاب قبلي، فلا أخبره يا رَسُول اللَّهِ؟.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد ذكر أَبُو عمر سعدًا الأسلمي، وقد ذكرناه قبل،
وذكر ههنا سعد العرجي، وقال: يقال: إنه مولى الأسلميين،
وَإِنه كان دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى المدينة، وهما واحد، فإن هذا هو الذي قدم
مع النَّبِيّ إِلَى المدينة، فلقيه عمرو بنو عوف، وسعد بْن
خيثمة، كما سقناه، فلا أعلم لأي سبب فرق بينهما، والله
أعلم.
(2/446)
2021- سعد بن عقيب
س: سعد بْن عقيب يكنى أبا الحارث استصغر يَوْم أحد، قاله
ابن شاهين، عن مُحَمَّدِ بْنِ سعد، وشهد الخندق.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/447)
2022- سعد بن عمار
سعد بْن عمار بْن مالك بْن خنساء بْن مبذول شهد أحدًا،
والخندق، وهو أخو حمزة بْن عمار، ولا عقب له.
(2/447)
2023- سعد بن عمارة
الزرقي
ب ع س: سعد بْن عمارة وقيل: عمارة بْن سعد أَبُو سَعِيد
الزرقي، وهو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه، والأكثر
يقولون: سعد بْن عمارة.
روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن مرة، وعبد اللَّه بْن أَبِي
بكر، وسليمان بْن حبيب المحاربي، ويحيى بْن سَعِيد
الأنصاري.
(524) أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ
الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي
دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، أخبرنا شُعْبَةُ، عن أَبِي
الْفَيْضِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عن أَبِي
سَعِيدٍ الزُّرَقِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَشْجَعَ سَأَلَ
النَّبِيَّ عن الْعَزْلِ، فَقَالَ: " مَا يُقَدَّرُ فِي
الرَّحِمِ يَكُنْ "، أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو
عُمَرَ، وَأَبُو مُوسَى ونذكره في الكنى، إن شاء اللَّه
تعالى.
(2/447)
2024- سعد بن عمارة
البكري
د ع: سعد بْن عمارة أحد بني سعد بْن بكر، ذكره البخاري في
الصحابة، وروى عن عمرو بْن مُحَمَّد، عن يعقوب بْن
إِبْرَاهِيم، عن ابن إِسْحَاق، عن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي
بكر، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاري، حدثنا عن سعد بْن عمارة،
أحد بني سعد بْن بكر، وكانت له صحبة، أن رجلًا قال له:
عظني رحمك اللَّه، قال: " إذا أنت قمت إِلَى الصلاة فأسبغ
الوضوء، فإنه لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا إيمان لمن لا
صلاة له، واترك طلب كثير من الحاجات، فإنه فقر حاضر، واجمع
اليأس مما في أيدي الناس، فإنه هو الغنى، وانظر ما يعتذر
منه من القول والفعل، فاجتنبه ".
وروى عن سليمان بْن حبيب أن سعدًا بْن عمارة لما حضرته
الوفاة، جمع بنيه وأوصاهم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم
(2/448)
2025- سعد بن عمرو
الأنصار
ب: سعد بْن عمرو الأنصاري كان هو، وأخوه الحارث بْن عمرو
فيمن شهد صفين مع علي بْن أَبِي طالب، ذكرهما ابن الكلبي
وغيره، فيمن شهد صفين من الصحابة.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/448)
2026- سعد بن عمرو
بن ثقف
ع س: سعد بْن عمرو بْن ثقف واسم ثقف كعب بْن مالك بْن
مبذول بْن مالك بْن النجار، شهد أحدًا، وقتل يَوْم بئر
معونة شهيدًا، هو وابنه الطفيل بْن سعد، قتلا جميعًا بعد
أن شهدا أحدًا.
وقال عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة: قتل مع سعد
بْن عمرو بْن ثقف يَوْم بئر معونة، ابن أخيه سهل بْن عامر
بْن عمرو بْن ثقف.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
(2/448)
2027- سعد مولى عمرو
بن العاص
د ع: سعد مولى عمرو بْن العاص أخرجه يوسف القطان وغيره من
الصحابة، ولا يصح، وروى يزيد بْن هارون، عن يحيى بْن
سَعِيد، عن مُحَمَّد إِبْرَاهِيم، عن سعد مولى عمرو بْن
العاص، قال: تشاجر رجلان في آية، فارتفعا إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " لا تماروا فيه
فإن مراء فيه كفر ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم
(2/448)
2028- سعد بن عمرو
بن عبيد
سعد بْن عمرو بْن عبيد بْن الحارث بْن كعب بْن معاوية بْن
عمرو بْن مالك بْن النجار الأنصاري النجاري شهد أحدًا وما
بعدها، واستشهد يَوْم اليمامة، وهو أخو كعب بْن عمرو.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي، عن العدوي.
(2/449)
2029- سعد بن عمير
د ع: سعد بْن عمير أو عمير بْن سعد روى حديثه عمرو بْن قيس
الملائي، عن مُحَمَّدِ بْنِ جحادة، عن أبيه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/449)
2030- سعد بن عياض
ب: سعد بْن عياض الثمالي حديثه مرسل، لا تصح له صحبة،
وَإِنما هو تابعي، يروي عن ابن مسعود، والحديث الذي رواه
أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أشد
الناس بأسًا.
روى عنه أَبُو إِسْحَاقَ الهمداني.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/449)
2031- سعد بن الفاكه
ع س: سعد بْن الفاكه بْن زيد بْن خلدة بْن عامر بْن زريق
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، قال: شهد بدرًا من الأنصار من
الخزرج من بني خلدة بْن عامر بْن زريق: سعد بْن الفاكه بْن
زيد بْن خلدة بْن عامر.
أخرجه ههنا أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، وأخرجه ابن منده:
سعد بْن زيد بْن الفاكه، وذكره أَبُو عمر: سعد بْن يَزِيدَ
بْن الفاكه، والجميع واحد، وقد أخرجنا الجميع، وذكرنا في
كل ترجمة اسم من أخرجه.
وقال أَبُو موسى: سعد بْن عثمان بْن خلدة، هو هذا أيضًا.
وقال عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرًا، من بني زريق: سعد
بْن عثمان بْن خلدة.
قلت: والذي أظنه أَنَّهُ غيره، ودليله أن ابن إِسْحَاق قد
ذكر فيمن شهد بدرًا سعد بْن عثمان بْن خلدة، وسعد بْن
يَزِيدَ بْن الفاكه بْن خلدة، فلو كانا واحدًا لما ذكرهما،
وذكرهما أيضًا ابن الكلبي، فقال: أَبُو عَبْد اللَّهِ سعد
بْن عثمان بْن خلدة بْن مخلد بْن عامر بْن زريق، وقال بعد
ذلك: وأسعد بْن يَزِيدَ بْن الفاكه بْن زيد بْن خلدة، وهذا
أسعد هو سعد، قيل فيه كلاهما، فبان بهذا أنهما اثنان،
وَإِنما أَبُو موسى، قد رَأَى في نسبهم خلدة، فظن سعد بْن
عثمان أحدهم، وَإِنما هم بنو عم، والصحيح أن سعد بْن زيد،
وسعيد بْن الفاكه بْن زيد، وسعد بْن يَزِيدَ، وأسعد بْن
يَزِيدَ واحد، وأن سعد بْن عثمان غيرهم، والله أعلم.
(2/449)
2032- سعد مولى
قدامة بن مظعون
ب: سعد مولى قدامة بْن مظعون قتله الخوارج، سنة إحدى
وأربعين مع عبادة بْن قرص، في صحبته نظر أخرجه أَبُو عمر
مختصرًا.
(2/450)
2033- سعد بن قرجاء
ب: سعد بْن قرجاء له صحبة.
ذكر ابن أَبِي شيبة، عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن
سعد بْن فرجاء، رجل من أصحاب النَّبِيّ جمع بين امرأة رجل
وابنته من غيرها.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/450)
2034- سعد بن قيس
د ع: سعد بْن قيس العنزي وقيل: القرشي، سماه النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعد الخير.
روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ، والحسن البصري.
روى الحسن، عن سعد بْن قيس، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " يا ابن آدم، صل أربع ركعات أول
النهار أكفك آخره ".
روى عثمان بْن عمر، عن يونس، عن الزُّهْرِيّ، عن أَبِي
حزامة، عن الحارث بْن سعد، عن أبيه، أَنَّهُ قال: يا
رَسُول اللَّهِ، أرأيت أدوية يتداوى بها، ورقي نسترقي بها،
هل ينفع ذلك من قدر اللَّه؟ قال: " هو من قدر اللَّه ".
ورواه جماعة، عن يونس، عن الزُّهْرِيّ، عن أَبِي حزامة أحد
بني الحارث بْن سعد، وهو الصحيح.
وله حديث في الربا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: العنسي
عوض العنزي.
(2/450)
2035- سعد بن مالك
الساعدي
ب: سعد بْن مالك بْن خَالِد بْن ثعلبة بْن حارثة بْن عمرو
بْن الخزرج بْن ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي والد سهل
بْن سعد.
ذكر الواقدي، عن أَبِي بْن عباس بْن سهل بْن سعد الساعدي،
عن أبيه، عن جده، قال: " تجهز سعد بْن مالك ليخرج إِلَى
بدر، فمات، فموضع قبره عند دار بني قارظ، فضرب له رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسهمه، وأجره
".
أخرجه أَبُو عمر
(2/451)
2036- سعد بن مالك
الخدري
ب د ع: سعد بْن مالك بْن شيبان بْن عبيد بْن ثعلبة بْن
الأبجر وهو خدرة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج أَبُو
سَعِيد الأنصاري الخدري وهو مشهور بكنيته، من مشهوري
الصحابة وفضلائهم، وهو من المكثرين من الرواية، عنه وأول
مشاهده الخندق، وغزا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنتي عشرة غزوة.
روى عنه من الصحابة: جابر، وزيد بْن ثابت، وابن عباس،
وأنس، وابن عمر، وابن الزبير، ومن التابعين: سَعِيد بْن
المسيب، وَأَبُو سلمة، وعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن
عتبة، وعطاء بْن يسار، وَأَبُو أمامة بْن سهل بْن حنيف،
وغيرهم.
(525) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ
بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ،
حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، أخبرنا
الأَعْمَشُ، أخبرنا عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، قَالَ: قَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ
أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ
كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ فِي أُفُقٍ مِنْ
آفَاقِ السَّمَاءِ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْهُمْ
وَأَنْعَمَا " قال أَبُو سَعِيد: قتل أَبِي يَوْم أحد
شهيدًا وتركنا بغير مال، فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسأله شيئًا، فحين رآني قال: "
من استغنى أغناه اللَّه ومن يستعفف أعفه اللَّه " قلت: ما
يريد غيري، فرجعت.
وتوفي سنة أربع وسبعين يَوْم الجمعة، ودفن بالبقيع، وهو
ممن له عقب من الصحابة، وكان يحفى شربة ويصفر لحيته،
ونذكره في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى، أكثر من هذا.
أخرجه الثلاثة.
(2/451)
2037- سعد بن مالك
العذري
ب: سعد بْن مالك العذري قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد عذرة بْن سعد هذيم، بطن
من قضاعة أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/452)
2038- سعد بن مالك
القرشي
ب د ع: سعد بْن مالك وهو سعد بْن أَبِي وقاص واسم أَبِي
وقاص مالك بْن وهيب، وقيل: أهيب بْن عبد مناف بْن زهرة بْن
كلاب بْن مرة بْن كعب بْن لؤي بْن غالب بْن فهر بْن مالك
بْن النضر بْن كنانة القشي الزُّهْرِيّ يكنى أبا إِسْحَاق
وأمه حمنة بنت سفيان بْن أمية بْن عبد شمس، وقيل: حمنة بنت
أَبِي سفيان بْن أمية.
أسلم بعد ستة، وقيل: بعد أربعة، وكان عمره لما أسلم سبع
عشرة سنة.
روى عنه أَنَّهُ قال: أسلمت قبل أن تفرض الصلاة، وهو أحد
الذين شهد لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بالجنة، وأحد العشرة سادات الصحابة، وأحد الستة
أصحاب الشورى، الذين أخبر عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه،
أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي
وهو عنهم راض.
شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبلى يَوْم
أحد بلاء عظيمًا، وهو أول من أراق دمًا في سبيل اللَّه،
وأول من رمى بسهم في سبيل اللَّه.
(526) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ بْنِ
سَعْدٍ، قَالَ: أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ،
وأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَابِرِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُثَنَّى، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ
عَوْفٍ، أخبرنا إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عن
قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يقُولُ: " إِنِّي
لأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
واللَّهِ إِنْ كُنَّا لَنَغْزُو مَعَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلا
وَرَقُ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرِ، حَتَّى إِنَّ
أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، مَالَهُ
خَلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى
الدِّينِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي، وَكَانَ
نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ شَكَوْهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ، فَعَزَلَهُ عن الْكُوفَةِ، وَكَانَ
أَكْثَرَهُمْ شَكْوَى مِنْهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ "
(527) وأخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى، أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى، قَالَ: حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ وَأَبُو سَعِيدٍ
الأَشَجُّ، قَالا: أخبرنا أَبُو أسامة، عن مُجَالِدٍ، عن
عَامِرٍ، عن جَابِرٍ، قَالَ: أَقْبَلَ سَعْدٌ، فَقَالَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
هَذَا خَالِي فَلْيَرَنِي امْرِؤٌ خَالَهُ "، وَإِنَّمَا
قَالَ هَذَا لأَنَّ سَعْدًا زُهْرِيٌّ، وَأُمُّ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زُهْرِيَّةٌ،
وهُوَ ابْنُ عَمِّهَا، فَإِنَّهَا آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ
بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، يَجْتَمِعَانِ فِي
عَبْدِ مَنَافٍ، وَأَهْلُ الأُمِّ أَخْوَالٌ
(528) وأخبرنا أَبُو جَعْفَر عبيد اللَّه بْن أحمد بْن علي
بِإِسْنَادِهِ، عن يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق، قال:
كان أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إذا صلوا ذهبوا إِلَى الشعاب فاستخفوا بصلاتهم
من قومهم، فبينا سعد بْن أَبِي وقاص في نفر من أصحاب
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شعب
من شعاب مكة، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين، فناكروهم،
وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم، فاقتتلوا، فضرب سعد رجلًا
من المشركين بلحي جمل فشجه، فكان أول دم أهريق في الإسلام
واستعمل عمر بْن الخطاب سعدًا عَلَى الجيوش التي سيرهم
لقتال الفرس، وهو كان أميرًا لجيش الذين هزموا الفرس
بالقادسية، وبجلولاء أرسل بعض الذين عنده فقاتلوا الفرس
بجلولاء فهزموهم، وهو الذي فتح المدائن مدائن كسرى
بالعراق، وهو الذي بنى الكوفة، وولى العراق، ثم عزله، فلما
حضرت عمر الوفاة جعله أحد أصحاب الشورى، وقال: إن ولي سعد
الإمارة فذاك، وَإِلا فأوصي الخليفة بعدي أن يستعمله، فإني
لم أعزله من عجز ولا خيانة، فولاه عثمان الكوفة ثم عزله،
واستعمل الْوَلِيد بْن عقبة بْن أَبِي معيط.
(529) أخبرنا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيٍّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ
بِإِسْنَادِهِمْ، إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ
سَوْرَةَ، قَالَ: حدثنا رَجَاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْعَدَوِيُّ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْفٍ، عن
إِسْمَاعِيل بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن قَيْسِ بْنِ أَبِي
حَازِمٍ، عن سَعْدٍ، أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللَّهُمَّ استَجِبْ لِسَعْدٍ
إِذَا دَعَاكَ ".
وكَانَ لا يَدْعُو إِلا اسْتُجِيبَ لَهُ، وكَانَ النَّاسُ
يَعْلَمُونَ ذَلِكَ مِنْهُ وَيَخَافُونَ دُعَاءَهُ
(530) قال: وأخبرنا مُحَمَّد بْن عِيسَى، أخبرنا الحسن بْن
الصباح البزار، أخبرنا سفيان بْن عيينة، عن علي بْن زيد
ويحيى بْن سَعِيد، سمعا ابن المسيب، يقول: قال علي بْن
أَبِي طالب: ما جمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أباه وأمه لأحد إلا لسعد بْن أَبِي
وقاص، قال له يَوْم أحد: " ارم فداك أَبِي وأمي، ارم أيها
الغلام الحزور " وقد روى أَنَّهُ جمعهما للزبير بْن العوام
أيضًا، قال الزُّهْرِيّ: رمى سعد يَوْم أحد ألف سهم.
ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة، ولم يكن مع أحد من الطوائف
المتحاربة، بل لزم بيته، وأراده ابنه عمر، وابن أخيه هاشم
بْن عتبة بْن أَبِي وقاص أن يدعو إِلَى نفسه، بعد قتل
عثمان، فلم يفعل، وطلب السلامة، فلما اعتزل طمع فيه
معاوية، وفي عَبْد اللَّهِ بْن عمر، وفي مُحَمَّد بْن
مسلمة، فكتب إليهم يدعوهم إِلَى أن يعينوه عَلَى الطلب بدم
عثمان، ويقول: إنكم لا تكفرون ما أتيتموه من خذلانه إلا
بذلك، فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به، وكتب إليه
سعد أبيات شعر:
معاوي داؤك الداء العياء وليس لما تجيء به دواء
أيدعوني أَبُو حسن علي فلم أردد عليه ما يشاء
وقلت له: اعطني سيفًا بصيرًا تميز به العداوة والولاء
أتطمع في الذي أعيا عليا على ما قد طمعت به العفاء
ليوم منه خير منك حيا وميتًا أنت للمرء الفداء
وروت عنه ابنته عائشة أَنَّهُ قال: رأيت في المنام، قبل أن
أسلم، كأني في ظلمة لا أبصر شيئًا إذ أضاء ليل قمر،
فاتبعته، فكأني أنظر إِلَى من سبقني إِلَى ذلك القمر،
فأنظر إِلَى زيد بْن حارثة، وَإِلى علي بْن أَبِي طالب،
وَإِلى أَبِي بكر، وكأني أسألهم: متى انتهيتم إِلَى ههنا؟
قالا: الساعة، وبلغني أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو إِلَى الإسلام مستخفيًا، فلقيته
في شعب أجياد، وقد صلى العصر، فأسلمت، فما تقدمني أحد إلا
هم.
وروى داود بْن أَبِي هند، عن أَبِي عثمان النهدي، أن سعد
بْن أَبِي وقاص، قال: نزلت هذه الآية في {وَإِنْ
جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ
عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا
مَعْرُوفًا} .
قال: كنت رجلًا برا بأمي، فلما أسلمت قالت: يا سعد، ما هذا
الدين الذي أحدثت؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى
أموت فتعير بي.
فقال: لا تفعلي يا أمه، فإني لا أدع ديني، قال: فمكثت
يومًا وليلة لا تأكل، فأصبحت وقد جهدت، فقلت: والله لو
كانت لك ألف نفس، فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني هذا
لشيء.
فلما رأت ذلك أكلت وشربت، فأنزل اللَّه هذه الآية.
قال أَبُو المنهال: سأل عمر بْن الخطاب عمرو بْن معد يكرب
عن خبر سعد بْن أَبِي وقاص، فقال: متواضع في خبائه، عربي
في نمرته، أسد في تاموره، يعدل في القضية، ويقسم بالسوية،
ويبعد في السرية، ويعطف علينا عطف الأم البرة، وينقل إلينا
حقنا نقل الذرة.
وروى سعد عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أحاديث كثيرة، روى عنه ابن عمر، وابن عباس، وجابر بْن
سمرة، والسائب بْن يَزِيدَ، وعائشة، وبنوه عامر، ومصعب،
ومحمد، وَإِبْرَاهِيم، وعائشة أولاد سعد، وابن المسيب،
وَأَبُو عثمان النهدي، وَإِبْرَاهِيم بْن عبد الرحمن بْن
عوف، وقيس بْن أَبِي حازم، وغيرهم.
(531) أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أخبرنا
أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ
فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ
الْمِصِّيصِيُّ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أخبرنا أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ
أَبِي ثَابِتٍ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الصَّمَدِ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، أخبرنا
صَدَقَةُ، عن عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ، عن عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي
وَقَّاصٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: يَا أَبَهْ، إِنِّي
أَرَاكَ تَصْنَعُ بِهَذَا الْحَيِّ مِنَ الأَنْصَارِ
شَيْئًا مَا تَصْنَعُ بِغَيْرِهِمْ، فَقَالَ: أَيْ
بُنَيَّ، هَلْ تَجِدُ فِي نَفْسِكَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا؟
قَال: لا، وَلَكِنْ أَعْجَبُ مِنْ صَنِيعِكَ، قَالَ:
إِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا يُحِبُّهُمْ إِلا مُؤْمِنٌ وَلا
يَبْغَضُهُمْ إِلا مُنَافِقٌ " وتوفي سعد بْن أَبِي وقاص
سنة خمس وخمسين، قاله الواقدي، وقال أَبُو نعيم الفضل بْن
دكين: مات سنة ثمان وخمسين، وقال الزبير، وعمرو بْن
عَلِيٍّ، والحسن بْن عثمان: توفي سعد سنة أربع وخمسين.
وقال إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ سعد: كان سعد آدم
طويلًا، أفطس، وقيل: كان قصيرًا دحداحًا غليظًا، ذا هامة،
شثن الأصابع، قالته ابنته عائشة.
وتوفي بالعقيق عَلَى سبعة أميال من المدينة، فحمل عَلَى
أعناق الرجال إِلَى المدينة فأدخل المسجد فصلى عليه مروان،
وأزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنه
عامر: كان سعد آخر المهاجرين موتًا، ولما حضرته الوفاة دعا
بخلق جبة له من صوف، فقال: كفنوني فيها، فإني كنت لقيت
المشركين فيهما يَوْم بدر، وهي علي، وَإِنما كنت أخبؤها
لهذا.
أخرجه الثلاثة.
حازم: بالحاء المهملة، والزاي الحبلة: ثمر السمر، وقيل:
ثمر العضاه، يشبه اللوبياء.
التامور: عرين الأسد، وهو بيته الذي يأوي إليه.
(2/452)
2039- سعد بن محمد
س: سعد بْن مُحَمَّدِ بْنِ مسلمة صحب النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مكة والمشاهد معه،
ذكره ابن شاهين، وقال: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن سليمان
يقوله، وقد تقدم ذكر نسبه عند أبيه.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/457)
2040- سعد أبو محمد
ع س: سعد أَبُو مُحَمَّد الأنصاري غير منسوب.
روى حماد بْن أَبِي حماد، عن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ
بْنِ سعد الأنصاري، عن أبيه، عن جده، أن رجلًا من الأنصار،
قال: يا رَسُول اللَّهِ، أوصني وأوجز، قال: " عليك بالإياس
مما في أيدي الناس، وَإِياك والطمع، فإنه الفقر الحاضر،
وصل صلاتك وأنت مودع، وَإِياك وما يعتذر منه ".
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى قلت: هذا المتن قد أخرجه
ابن منده، وَأَبُو نعيم، في ترجمة سعد بْن عمارة، وقد تقدم
وجعلاه هناك من بني سعد بْن بكر، وجعله أَبُو نعيم ههنا
أنصاريًا، ولا شك أَنَّهُ حيث رآه هناك سعديًا وها هنا
أنصاريًا، والرواي ههنا غير الراوي هناك، جعلهم اثنين،
ولعل ابن منده ظنهما واحدًا فلهذا لم يخرجه، والله أعلم.
وقال أَبُو موسى: إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، يعني الذي في
الإسناد، هو إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ سعد بْن أَبِي
وقاص، وهو مهاجري، وليس من الأنصار وهو الصحيح.
(2/457)
2041- سعد بن محيصة
د ع: سعد بْن محيصة وقيل: سَعِيد، وقيل: ساعدة.
له ولأبيه صحبة.
روى معمر، عن الزُّهْرِيّ، عن حرام بْن سعد بْن محيصة، عن
أبيه، أن ناقة للبراء دخلت حائط قوم.
فأفسدت فيه، فقضى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " حفظ الأموال عَلَى أهلها بالنهار، وعلى أهل
المواشي حفظها بالليل ".
رواه أكثر أصحاب الزُّهْرِيّ، عنه عن حرام، ولم يقولوا: عن
أبيه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم حرام: بفتح الحاء والراء.
(2/457)
2042- سعد بن
المدحاس
د ع: سعد بْن المدحاس يعد في الحمصيين.
روى نضر بْن علقمة، عن أخيه محفوظ، عن عبد الرحمن بْن
عائذ، قال: سمعت سعد بْن مدحاس، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من كذب علي
متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار "، وقال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من علم شيئًا فلا
يكتمه، ومن دمعت عيناه من خشية اللَّه، لن يلج النار أبدًا
".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم
(2/458)
2043- سعد بن مسعود
الأنصاري
ع س: سعد بْن مسعود الأنصاري
(532) أخبرنا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أخبرنا أَبُو غَالِبٍ
الْكُوشِيدِيُّ ونوشروانُ، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ
رِيذَةَ.
ح قَالَ أَبُو مُوسَى: وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أخبرنا
أَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ،
واللَّفْظُ لِرَوَايَتِهِ، حدثنا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ
وَزَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، قَالا: أخبرنا عُتْبَةُ بْنُ
سِنَانٍ الدَّرَّاعُ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ
الْغَطْفَانِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عن أَبِي
سَلَمَة، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ الْحَارِثُ
الْغَطْفَانِيُّ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَعْنِي فِي وَقْعَةِ الأَحْزَابِ يَوْمَ
الْخَنْدَقِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، شَاطِرْنَا تَمْرَ
الْمَدِينَةِ، قَالَ: " حَتَّى اسْتَأْمَرَ السُّعُودَ "،
فَبَعَثَ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَسَعْدِ بْنِ
خَيْثَمَةَ، وَسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَسَعْدِ بْنِ
مَسْعُودٍ، فَقَالَ: " إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الْعَرَبَ
قَدْ رَمَتْكُمْ عن قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، وَإِنَّ الْحَارِثَ
يَسْأَلُكُمْ أَنْ تُشَاطِرُوهُ ثَمَرَ الْمَدِينَةِ،
فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَدْفَعُوهُ إِلَيْهِ حَتَّى
تَنْظُرُوا فِي أَمْرِكُمْ بَعْدُ "، قَالُوا: يا رَسُول
اللَّهِ، أَوَحْيٌ مِنَ السَّمَاءِ فَالتَّسْلِيمُ لأَمْرِ
اللَّهِ؟ أَوْ عن رَأْيِكَ وَهَوَاكَ فَرَأْيُنَا تَبِعٌ
لِرَأْيِكَ؟ وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تُرِيدُ الإِبْقَاءَ
عَلَيْنَا، فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتَنَا وَإِنَّا
وَإِيَّاهُمْ عَلَى سَوَاءٍ، مَا يَنَالُونَ مِنَّا
تَمْرَةً إِلا بِشِرَاءٍ أَوْ قِرَاءٍ، فَقَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ ذَا،
تَسْمَعُونَ مَا يَقُولُونَ "، قَالُوا: عذرت يا مُحَمَّد،
فصرفهم
(533) وَبِهَذَا الإِسْنَادِ، قَالا: أخبرنا سُلَيْمَانُ
بْنُ أَحْمَدَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ
مُسَاوِرٍ، أخبرنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أخبرنا
عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عن إِسْمَاعِيل، عن قَيْسٍ،
قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ نَعُودُهُ،
فَقَالَ: " مَا أَدْرِي مَا يَقُولُونَ، لَيْتَ مَا فِي
تَابُوتِي هَذَا جَمْرٌ "، فَلَمَّا مَاتَ نَظَرُوا
فَإِذَا فِيهِ أَلْفٌ أَوْ أَلْفَانِ أخرجه أَبُو نعيم،
وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: كذا أورد هذا الخبر
الطبراني في هذه الترجمة، وذكر ابن منده أن سعد بْن مسعود
هذا هو الكندي، وكأنه الأصح.
قلت: قولهم في هذا الحديث: استشار السعود، وذكر فيهم: سعد
بْن خيثمة، فيه نظر، لأن سعد بْن خيثمة قتل ببدر، وكانت
الخندق بعد بدر بأكثر من ثلاث سنين، ولا اعتبار بقول من
يقول: إنه بقي إِلَى غزوة تبوك، وَإِنه تخلف عن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم أتاه، وقائل هذا رد
عَلَى نفسه بأن سمى المتخلف أبا خيثمة، وهو غيره، وقد تقدم
القول فيه في سعد بْن خيثمة، وفي مالك بْن قيس، فليطلب
منه، وكذلك سعد بْن الربيع بْن عمرو، فإنه قتل بأحد لم
يدرك الخندق أيضًا، وأما سعد بْن الربيع بْن عدي، فلم يكن
في هذا المقام حتى يستشار، والله أعلم.
وأما قول أَبِي موسى: إن ابن منده ذكر أن هذا سعد بْن
مسعود هو الكندي.
فإن كان ذكره في غير كتابه في معرفة الصحابة، فلا أعلم،
وأما في معرفة الصحابة فلم يذكر من هذا شيئًا، وأنا اذكر
في ترجمة الكندي جميع ما قال ابن منده، ليعلم أَنَّهُ لم
يذكر من هذا شيئًا.
(2/458)
2044- سعد بن مسعود
الثقفي
ب ع س: سعد بْن مسعود الثقفي قال البخاري: هو عم المختار
بْن أَبِي عبيد، وقال الطبراني: له صحبة.
(534) أخبرنا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أخبرنا أَبُو
عَلِيٍّ، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ، أخبرنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، أخبرنا خَلادُ بْنُ
يَحْيَى، أخبرنا سُفْيَانُ، وَهُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ.
ح قَالَ أَبُو مُوسَى: وأخبرنا أَبُو غَالِبٍ ونوشروان،
قَالا: أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ، أخبرنا أَبُو
الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ هُوَ الْفَضْلُ بْنُ
دُكَيْنٍ، أخبرنا سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ.
ح قَالَ أَبُو مُوسَى: وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أخبرنا
أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أخبرنا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، أخبرنا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
لُوَيْنٌ، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، جَمِيعًا،
عن أَبِي حُصَيْنٍ، عن عَبْد اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، عن
سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: " كَانَ نُوحٌ
عَلَيْهِ السَّلامُ إِذَا لَبِسَ ثَوْبًا حَمِدَ اللَّهَ
تَعَالَى، وَإِذَا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ شَكَرَ، فَلِذَلِكَ
سُمِّيَ عَبْدًا شَكُورًا ".
لَفْظُ رِوَايَةِ أَبِي عَلِيٍّ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ وابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: هُوَ عَمُّ
الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى، وَأَبُو
عُمَرَ
(2/459)
2045- سعد بن مسعود
الكندي
ب د ع: سعد بْن مسعود الكندي قال ابن منده: لا تصح له
صحبة، وهو كوفي، ذكر في الصحابة، روى عنه قيس بْن أَبِي
حازم، ومسلم بْن يسار.
روى ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عن عبد الرحمن بْن زياد بْن
أنعم، عن مسلم بْن يسار، أن سعد بْن مسعود، قال: قال
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من
بث فلم يصبر، ثم قرأ: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي
إِلَى اللَّهِ}
(535) أخبرنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزُدَ،
وغَيْرُهُ، قَالُوا: أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، أخبرنا
ابْنُ غَيْلانَ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ،
أخبرنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ
يَعْنِي أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ أَسْمَاءَ، أخبرنا ابْنُ
الْمُبَارَكِ، أخبرنا يحيى بْنُ أَيُّوبَ، عن عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ زُحْرٍ، عن سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:
سُئِلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: " أَكْثَرُهُمْ
لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/460)
2046- سعد بن معاذ
ب د ع: سعد بْن معاذ بْن النعمان بْن امرئ القيس ابن زيد
بْن عبد الأشهل بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن النبيت
واسمه عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم
الأشهلي، أَبُو عمرو، وأمه كبشة بنت رافع، لها صحبة.
أسلم عَلَى يد مصعب بْن عمير، لما أرسله النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة يعلم المسلمين،
فلما أسلم، قال لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم علي
حرام حتى تسلموا.
فأسلموا، فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام، وشهد بدرًا،
لم يختلفوا فيه، وشهد أحدًا، والخندق.
(536) أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ السَّمِينِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ
بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ، عن عَائِشَةَ، أَنَّهَا
كَانَتْ فِي حِصْنِ بَنِي حَارِثَةَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ
وَكَانَتْ أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مَعَهَا فِي
الْحِصْنِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْهِنَّ
الْحِجَابُ، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حِينَ خَرَجُوا إِلَى
الْخَنْدَقِ قَدْ رَفَعُوا الذَّرَارِيَّ، وَالنُّسَاءَ
فِي الْحُصُونِ، مَخَافَةً عَلَيْهِمْ مِنَ الْعَدُوِّ،
قَالَتْ عَائِشَةُ: " فَمَرَّ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ،
عَلَيْهِ دِرْعٌ لَهُ مُقَلِّصَةٌ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهَا
ذِرَاعُهُ، وَفِي يَدِهِ حَرْبَةٌ، وَهُوَ يَقُولُ:
لَبِّثْ قَلِيلًا يَلْحَقِ الْهَيْجَا حَمَلْ لا بَأْسَ
بِالْمَوْتِ إِذَا حَانَ الأَجَلْ
، فَقَالَتْ أُمُّ سَعْدٍ: الْحَقْ يَا بُنَيَّ، قَدْ
وَاللَّهِ أَخَّرْتَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا أُمَّ
سَعْدٍ، لَوَدِدْتِ أَنَّ دِرْعَ سَعْدٍ أَسْبَغَ مِمَّا
هِيَ، فَخَافَتْ عَلَيْهِ حَيْثُ أَصَابَ السَّهْمُ
مِنْهُ، قَالَ يُونُسُ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
فَرَمَاهُ فِيمَا حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ
قَتَادَةَ: حِبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ، وَهُوَ مِنْ بَنِي
عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ، فَلَمَّا
رَمَاهُ، قَالَ: خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا ابْنُ
الْعَرِقَةِ، فَقَالَ سَعْدٌ: عَرَّقَ اللَّهُ وَجْهَكَ
فِي النَّارِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ مِنْ
حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْئًا فَأَبْقِنِي لَهَا، فَإِنَّهُ لا
قَوْمَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَ مِنْ قَوْمٍ آذَوْا
رَسُولَكَ وَكَذَّبُوهُ وَأَخْرَجُوهُ، وَإِنْ كُنْتَ
وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَاجْعَلْهُ
لِي شَهَادَةً، وَلا تُمِتْنِي حَتَّى تَقَرَّ عَيْنِي فِي
بَنِي قُرَيْظَةَ "
وهذا حبان، بكسر الحاء، وبالباء الموحدة، وقيل غير ذلك،
وهذا أصح، وهو ابن عبد مناف بْن عمرو بْن معيص بْن عامر
بْن لؤي، وَإِنما قيل له: ابن العرقة، لأن أمه، وهي امرأة
من بني سهم، كانت طيبة الريح.
قال: وحدثنا يونس، عن ابن إِسْحَاق، قال: حدثني من لا
أتهم، عن عَبْد اللَّهِ بْن كعب بْن مالك، أَنَّهُ كان
يقول: ما أصاب سعد يومئذ بالسهم، إلا أَبُو أسامة الجشمي
حليف بني مخزوم.
قال: وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حين أصاب سعدًا السهم أمر أن يجعل في خيمة رفيدة
الأسلمية في المسجد، ليعوده من قريب.
فلما حضر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قريظة، وأذعنوا أن ينزلوا عَلَى حكم سعد بْن
معاذ.
(537) أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ
الْقَاهِرِ الْخَطِيبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيِّ، أخبرنا شُعْبَةُ، عن سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ
سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ يُحَدِّثُ عن أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ، قَالَ: لَمَّا أَرْسَلَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَعْدِ بْنِ
مُعَاذٍ لِيَحْضَرَ يَحْكُمُ فِي قُرَيْظَةَ، فَأَقْبَلَ
عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قُومُوا إِلَى
سَيِّدِكُمْ "، أَوْ قَالَ: " خَيْرِكُمْ، احْكُمْ فِيهِمْ
".
قَالَ: إِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ
مُقَاتِلَتَهُمْ، وَتَسْبِيَ ذَرَارِيَّهُمْ، فَقَالَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
حَكَمْتَ بِحُكْمِ الْمَلِكِ " وأخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ
بِإِسْنَادِهِ، عن يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ
إِسْحَاقَ، قَالَ: فَقَامُوا إليه فَقَالُوا: يَا أَبَا
عَمْرٍو، قَدْ وَلاكَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَ مَوَالِيكَ لِتَحْكُمَ فِيهِم،
فَقَالَ سَعْدٌ: عَلَيْكُمْ بِذَلِكَ عَهْدُ اللَّهِ
وَمِيثَاقُهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: وَعَلَى مَنْ هَا
هُنَا؟ مِنَ النَّاحِيَةِ الَّتِي فِيهَا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ، وَهُوَ
مُعْرِضٌ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِجْلالًا لَهُ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ "، فَقَالَ سَعْدٌ:
أَحْكُمُ أَنْ تُقْتَلَ الرِّجَالُ، وَتُقْسَمُ
الأَمْوَالُ، وَتُسْبَى الذَّرَارِيُّ
(538) أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، أخبرنا أَبُو
الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ
الْقَيْسِيُّ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ، أخبرنا
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
أَبِي نَصْرٍ، أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: حدثنا
يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، أخبرنا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أخبرنا صَدَقَةُ، عن
عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، قَالَ: كُنَّا
جُلُوسًا عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَجَاءَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: " هَذَا
سَيِّدُكُمْ " وكان سعد لما جرح، ودعا بما تقدم ذكره،
انقطع الدم، فلما حكم في قريظة انفجر عرقه، وكان رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعوده، وَأَبُو
بكر، وعمر، والمسلمون، قالت عائشة: " فوالذي نفسي بيدي إني
لأعرف بكاء أَبِي بكر من بكاء عمر، وقال عمرو بْن شرحبيل:
إن سعد بْن معاذ لما انفجر جرحه احتضنه رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعلت الدماء تسيل
عَلَى رَسُول اللَّهِ، فجاء أَبُو بكر، وانكسار ظهراه،
فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
مه "، فقال عمر: إنا لله وَإِنا إليه راجعون.
روى أن جبريل عليه السلام نزل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معتجرا بعمامة من إستبرق،
فقال: يا نبي اللَّه، من هذا الذي فتحت له أبواب السماء،
واهتز له العرش؟ فخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سريعًا يجر ثوبه، فوجد سعدًا قد قبض.
ولما دفنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وانصرف من جنازته، جعلت دموعه تحادر عَلَى
لحيته، ويده في لحيته، وندبته أمه، فقالت:
ويل أم سعد سعدا براعة ونجدا
ويل أم سعد سعدا صرامة وجدًا
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كل
نادبة كاذبة إلا نادبة سعد ".
(539) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، أخبرنا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَطَرِ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ
سَمَاعًا، أخبرنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، أخبرنا
عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، أخبرنا عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ،
أخبرنا أَبُو رَبِيعَةَ، أخبرنا أَبُو عَوَانَةَ، عن
الأَعْمَشِ، عن أَبِي سُفْيَانَ، عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اهْتَزَّ عَرْشُ
الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ "
قال الأعمش: وحدثنا أَبُو صالح، عن جابر، عن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقيل لجابر: إن البراء
يقول: اهتز السرير؟ فقال جابر: إنه كان بين هذين الحيين
الأوس والخزرج ضغائن، سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " اهتز عرش الرحمن لموت سعد بْن
معاذ "
(540) أخبرنا إِسْمَاعِيل بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُ
وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ، إِلَى أَبِي عِيسَى
التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ،
أخبرنا وَكِيعٌ، عن سُفْيَانَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن
الْبَرَاءِ، قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبٌ حَرِيرٌ، فَجَعَلُوا
يَعْجَبُونَ مِنْ لِينِهِ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا؟
لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا "
(541) قَالَ: وأخبرنا التِّرْمِذِيُّ: أخبرنا عَبْدُ بْنُ
حُمَيْدٍ، أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عن
قَتَادَةَ، عن أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا حُمِلَتْ جِنَازَةُ
سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ الْمُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ
جِنَازَتُهُ.
وَذَلِكَ لِحُكْمِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، فَبَلَغَ
ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: " إِنَّ الْمَلائِكَةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ " وقال
سعد بْن أَبِي وقاص عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: " لقد نزل من الملائكة في جنازة
سعد بْن معاذ سبعون ألفًا ما وطئوا الأرض قبل، وبحق أعطاه
اللَّه تعالى ذلك ".
ومقاماته في الإسلام مشهودة كبيرة، ولو لم يكن له إلا
يَوْم بدر، فإن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لما سار إِلَى بدر، وأتاه خبر نفير قريش، استشار
الناس، فقال المقداد فأحسن، وكذلك أَبُو بكر، وعمر، وكان
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد
الأنصار، لأنهم عدد الناس، فقال سعد بْن معاذ: والله لكأنك
تريدنا يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: " أجل ".
قال سعد: فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به الحق،
وأعطيناك مواثيقنا عَلَى السمع والطاعة، فامض يا رَسُول
اللَّهِ لما أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو
استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد،
وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر عند الحرب، صدق
عند اللقاء، لعل اللَّه يريك فينا ما تقر به عينك، فسر بنا
عَلَى بركة اللَّه.
فسر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لقوله، ونشطه ذلك للقاء الكفار، فكان ما هو مشهور، وكفي به
فخرًا، دع ما سواه.
(2/461)
2047- سعد بن المنذر
ب د ع: سعد بْن المنذر له صحبة، روى حديثه حبان بْن واسع،
من رواية ابن لهيعة، عن حبان، عن أبيه، عن سعد بْن المنذر.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، ولم ينسبه، وقد أخرجه ابن منده،
فقال: سعد بْن المنذر بْن عمير بْن عدي بْن خرشة بْن أمية
بْن عامر بْن خطمة الأنصاري، عقبي بدري أحدي، ممن شهد
المشاهد.
وروى بِإِسْنَادِهِ، عن ابن لهيعة، عن حبان بْن واسع، عن
أبيه، عن سعد بْن المنذر الأنصاري، أَنَّهُ قال: يا رَسُول
اللَّهِ، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: " إن استطعت "، فكان
يقرؤه كذلك ورواه أَبُو نعيم، ونسبه مثله، وذكر مشاهده،
وقال: كذا نسبه بعض المتأخرين، يعني ابن منده، ونسبه إِلَى
العقبة، وبدر، ولم أر له ذكرًا في كتاب الزُّهْرِيّ، ولا
ابن إِسْحَاق في العقبة وبدر، وذكر له الحديث المقدم ذكره
في قراءة القرآن.
وقد ذكر هشام بْن الكلبي جده عميرًا، فقال عمير بْن خرشة
بْن أمية بْن عامر بْن خطمة القاري، ناصر رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالغيب، قتل اليهودية
التي هجت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الثلاثة.
حبان: بفتح الحاء، والباء الموحدة.
(2/464)
2048- سعد بن المنذر
ب: سعد بْن المنذر والد أَبِي حميد الساعدي ويذكر نسبه عند
ابنه أَبِي حميد إن شاء اللَّه تعالى، كذا ذكره ابن أَبِي
حاتم.
قال أَبُو عمر: أخاف أن يكون الأول، وهو أخرجه، ولم يخرجه
أَبُو موسى.
(2/465)
2049- سعد بن
النعمان
ب: سعد بْن النعمان بْن زيد بْن أكال بْن لوذان ابن الحارث
بْن أمية بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن
مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي ثم أحد بني عمرو بْن عوف.
وهو الذي أخذه أَبُو سفيان بْن حرب أسيرًا، ففدا به ابنه
عمرو بْن أَبِي سفيان، قال الزبير: كان سعد بْن النعمان قد
جاء معتمرًا، فلما قضى عمرته، وصدر كان معه المنذر بْن
عمرو، فطلبهما أَبُو سفيان، فأدرك سعدًا، فأسره، وفاته
المنذر، ففيه يقول ضرار بْن الخطاب:
تداركت سعدًا عنوة فأخذته وكان شفاء لو تداركت منذرًا
(542) أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ
بِإِسْنَادِهِ، عن يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ
إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي
بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: " كَانَ عَمْرُو بْنُ أَبِي
سُفْيَانَ مِنْ أَسَارَى بَدْرٍ، فِي يَدِ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لأَبِي
سُفْيَانَ: افْدِ عَمْرًا ابْنَكَ، فَقَالَ: قَتَلُوا
حَنْظَلَةَ، وَأَفْدِي عَمْرًا، مَالِي وَدَمِي، دَعُوهُ
بِأَيْدِيهِمْ مَا بَدَا لَهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ
كَذَلِكَ عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، خَرَجَ سَعْدُ بْنُ
النُّعْمَانِ بْنِ أُكَّالٍ، أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ
عَوْفٍ، مُعْتَمِرًا وَمَعَهُ مُرَيَّةٌ، وَكَانَ
مُسْلِمًا لا يَخَافُ الَّذِي صُنِعَ بِهِ، فَعَدَا
عَلَيْهِ أَبُو سُفْيَانَ، فَحَبَسَهُ بِمَكَّةَ بِابْنِهِ
عَمْرٍو، ثُمَّ قَالَ:
أَرَهْطُ ابْنِ أُكَّالٍ أَجِيبُوا دُعَاءَهْ
تَعَاقَدْتُمْ لا تُسْلِمُوا السَّيِّدَ الْكَهْلا
فَإِنَّ بَنِي عَمْرٍو لِئَامٌ أَذِلَّةٌ لَئِنْ لَمْ
يَفُكُّوا عن أَسِيرِهِمُ الْكَبْلا
فَمَشَى بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ إِلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ
خَبَرَهُمْ، وسَأَلُوهُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ عَمْرَو بْنَ
أَبِي سُفْيَانَ لِيَفْتَكُّوا بِهِ أَسِيرَهُمْ،
فَفَعَلَ، فَبَعَثُوا بِهِ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ،
فَخَلَّى سَبِيلَ سَعْدٍ، فَقَالَ حَسَّانُ:
لَوْ كَانَ سَعْدٌ يَوْمَ مكْرَز مُطْلَقًا لأَكْثَرَ
فِيكُمْ قَبْلَ أَنْ يُؤْسَرَ الْقَتْلا
بِعَضْبِ حُسَامٍ أَوْ بِصَفْرَاءَ نَبْعَةٍ تَحِنُّ إِذَا
مَا أُنْبِضَتْ تَحْفِزُ النَّبْلا "
، فَأَمَّا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، فَإِنَّهُ ذَكَرَ
هَذِهِ الْحَادِثَةَ مَعَ النُّعْمَانِ وَالِدِ سَعْدٍ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ
(2/465)
2050- سعد بن
النعمان الظفري
د ع: سعد بْن النعمان بْن قيس بْن عمرو بْن زيد بْن أمية
الظفري شهد بدرًا.
روى ابن لهيعة، عن أَبِي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد
بدرًا من الأنصار: سعد بْن النعمان بْن قيس بْن عمرو بْن
زيد بْن أمية.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/466)
2051- سعد بن ذهيل
ب د: سعد بْن هذيل وقيل: هذيم والد الحارث، روى عنه ابنه
الحارث.
حدث عثمان بْن عمر، عن يونس، عن الزُّهْرِيّ، عن أَبِي
خزامة، عن الحارث بْن سعد بْن هذيم، عن أبيه، قال: قلت: يا
رَسُول اللَّهِ، أرأيت أدوية نتداوى بها، ورقى نسترقيها،
هل ينفع ذلك من قدر اللَّه تعالى؟ قال: " هي من قدر اللَّه
تعالى ".
ورواه اللَّيْث بْن سعد، وسليمان بْن بلال، وابن المبارك،
وغيرهم، عن يونس، عن الزُّهْرِيّ، عن أَبِي خزامة أحد بني
الحارث بْن سعد، عن أبيه، وهو الصواب، وقد تقدم هذا المتن
في سعد بْن قيس العنزي.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر
(2/466)
2052- سعد بن هلال
س: سعد بْن هلال قال أَبُو موسى: ترجم له الطبراني، ولم
يورد له شيئًا.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.
(2/467)
2053- سعد بن وائل
د ع: سعد بْن وائل بْن عمرو العيذي الجذامي من أهل فلسطين،
سكن الرملة.
روى أَبُو معاوية الحكم بْن سفيان العيذي، عن سعد بْن
وائل، أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يقول: " من شهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن
محمدًا رَسُول اللَّهِ، فله الجنة ".
وروى عن الحكم العيدي، عن شيخ من قريظة، عن سعد بْن وائل،
عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم
(2/467)
2054- سعد بن وهب
الجهني
ب: سعد بْن وهب الجهني روى ابن أَبِي أويس، عن أبيه، قال:
حدثنا وهب بْن عمرو بْن سعد بْن وهب الجهني، أن أباه
أخبره، عن جده، أَنَّهُ كان يسمى في الجاهلية غيان، وكان
أهله حين أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يبايعه، ببلد من بلاد جهينة، يقال له: غواء، فسأله رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن اسمه، وأين
ترك أهله؟ فقال: اسمي غيان، وتركتهم بغواء، فقال رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بل أنت
رشدان، وأهلك برشاد "، قال: فتلك البلدة تسمى إِلَى اليوم
رشادًا، ويدعى الرجل رشدان وذكر ابن الكلبي، قال: بنو غيان
في الجاهلية قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " من أنتم؟ " قَالُوا: نحن بنو
غيان، فقال: " بل أنتم بنو رشدان "، فغلب عليهم، وكان
واديهم يسمى غويًا، فسمى رشدًا.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/467)
2055- سعد بن وهب
س: سعد بْن وهب من بني النضير، ذكره ابن عباس في تفسير
سورة الحشر، قال: لم يسلم من بني النضير إلا رجلان، أحدهما
سفيان بْن عمير، والثاني سعد بْن وهب، أسلما عَلَى
أموالهما، فأحرزاها.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/468)
2056- سعد بن يزيد
ب: سعد بْن يَزِيدَ بْن الفاكه بْن زيد بْن خلدة بْن عامر
بْن زريق الأنصاري الزرقي شهد بدرًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وقد تقدم في سعد بْن زيد، وسعد
بْن الفاكه مستوفى أغنى عن إعادته.
(2/468)
2057- سعد
د ع: سعد غير منسوب.
روى عنه زياد بْن جبير.
حدث حماد بْن سلمة، عن يونس بْن عبيد، عن زياد بْن جبير،
أن رَسُول اللَّهِ بعث رجلًا، يقال له سعد، عَلَى السعاية
...
وذكر الحديث.
وروى عبد السلام بْن حرب، عن يونس بْن عبيد، عن زياد بْن
جبير، عن سعد، قال: لما بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النساء، قامت امرأة، فقالت: يا
رَسُول اللَّهِ، ما يحل لنا من أموال أزواجنا وأولادنا.
قال: " الرطب تأكلينه وتهدينه ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: هو سعد
بْن أَبِي وقاص، وقال: قد روى يحيى الحماني هذا الحديث في
مسند سعد بْن أَبِي وقاص، وذكره الثوري عن يونس، عن زياد،
عن سعد وهو ابن أَبِي وقاص.
والله أعلم
(2/468)
2058- سعدي
س: سعدي بزيادة ياء في آخره ذكره ابن شاهين، وقال: روى عن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إبل
الصدقة، ورواه عن ابن سعد.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: سعدي من أسماء النساء، إلا أن
يكون أراد السعدي أو ابن السعدي، فعلى هذا يكون الأول
بالضم، والآخران بالفتح، والله أعلم
(2/469)
2059- سعر الكناني
ب د ع: سعر بالراء، هو سعر الكناني الدؤلي، روى عنه ابنه
جابر.
روى روح بْن عبادة، عن زكريا بْن إِسْحَاق، عن عمرو بْن
أَبِي سفيان، عن مسلم بْن شعبة، أن علقمة استعمل أباه
عَلَى عرافة قومه، قال مسلم: فبعثني عَلَى صدقة طائفة من
قومي، قال: فخرجت حتى أتيت شيخًا، يقال له: سعر، في شعب،
فقلت: إن أَبِي بعثني إليك لتعطيني صدقة غنمك، فقال: أي
ابن أخي، أي حق تأخذون؟ فقلت: نأخذ أفضل ما نجد، فقال
الشيخ: فوالله إني لفي شعب في غنم لي إذ جاءني رجلان
مرتدفان بعيرًا، فقالا: إنا رسولا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليك، فتوفينا صدقة غنمك، قلت:
وما هي؟ قالا: شاة، فعمدت إِلَى شاة ممتلئة شحمًا ولحمًا
فأخرجتها، فقالا: هذه شافع، والشافع: التي في بطنها ولدها،
وقد نهانا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أن نأخذ شافعًا، قلت: أي شيء تأخذان؟ قالا:
عناقًا، جذعة أو ثنية، فأخرج لهما عناقًا، فتناولاها،
فجعلاها معهما، وسارا.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر، قال: سعر بْن شعبة بْن
كنانة الدؤلي، حديثه عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " حقنا في الثنية أو الجذعة "، روى عنه ابنه
جابر، وقال بشر بْن السري: هو سعر بْن شعبة، وهؤلاء ولده
ههنا.
قلت: الذي ساقه أَبُو عمر فيه أوهام: أَنَّهُ سمى أباه
شعبة، وَإِنما هو ابن ثفنة، كذلك رواه أَبُو داود
السجستاني في سننه.
(543) أخبرنا بِهِ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
أَبِي مَنْصُورٍ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي
دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حدثنا الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيٍّ، أخبرنا وَكِيعٌ، عن زَكَرِيَّاءَ بْنِ
إِسْحَاقَ الْمَكِّيِّ، عن عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
الْجُمَحِيِّ، عن مُسْلِمِ بْنِ ثَفِنَةَ الْيَشْكُرِيِّ،
قَالَ الْحَسَنُ: رَوْحٌ يَقُولُ: مُسْلِمُ بْنُ شُعْبَةَ،
قَالَ: اسْتَعْمَلَ ابْنُ عَلْقَمَة أَبِي عِرَافَةَ
قَوْمَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَدِّقَهُمْ، قَالَ: "
فَبَعَثَنِي أَبِي فِي طَائِفَةٍ مِنْهُمْ، فَأَتَيْتُ
شَيْخًا كَبِيرًا يُقَالُ لَهُ: سُعْرٌ، فَقُلْتُ لَهُ:
إِنَّ أَبِي بَعَثَنِي إِلَيْكَ، يَعْنِي لأُصَدِّقَكَ،
قَالَ: أَيِ ابْنَ أَخِي، وَأَيُّ نَحْوٍ تَأْخُذُونَ؟
قُلْتُ: نَخْتَارُ حَتَّى إِنَّا نَسْبِرُ ضُرُوعَ
الْغَنَمِ، قَالَ: أَيِ ابْنَ أَخِي، إِنِّي مُحَدِّثُكَ
أَنِّي كُنْتُ فِي شِعْبٍ مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ عَلَى
عَهْدِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي غَنَمٍ، فَجَاءَنِي رَجُلانِ عَلَى بَعِيرٍ، فَقَالا:
إِنَّا رَسُولا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَيْكَ لِتُؤَدِّيَ صَدَقَةَ غَنَمِكَ،
فَقُلْتُ: مَا عَلَيَّ فِيهَا؟ قَالا: شَاةٌ، فَأَعْمَدُ
إِلَى شَاةٍ قَدْ عَرَفْتُ مَكَانَهَا، مُمْتَلِئَةٍ
مَحْضًا وَشَحْمًا، فَأَخْرَجْتُهَا إِلَيْهِمَا، فَقَالا:
هَذِهِ شَافِعٌ، وَقَدْ نَهَانَا رَسُول اللَّهِ أَنْ
نَأْخُذَ شَافِعًا، قُلْتُ: فَأَيُّ شَيْءٍ تَأْخُذَانِ؟
قَالا: عَنَاقًا، جَذَعَةً، أَوْ ثَنِيَّةً، قَالَ:
فَأَعْمَدُ إِلَى عَنَاقٍ مُعْتَاطٍ، وَالْمُعْتَاطُ
الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَلَدًا وَقَدْ حَانَ وِلادُهَا،
فَأَخْرَجْتُهَا إِلَيْهِمَا، فَقَالا: نَاوَلْنَاهَا،
فَجَعَلاهَا مَعَهُمْ عَلَى بَعِيرِهِمَا، ثُمَّ
انْطَلَقَا ".
فَهَذَا حَدِيثُ أَبِي دَاوُدَ، وَقَدْ سَمَّاهُ مُسْلِمَ
بْن ثَفِنَةَ، وَقَالَ: اسْتَعْمَلَ ابْنُ عَلْقَمَةَ،
وَقَوْلُهُ: وَقَالَ بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ: هُوَ سُعْرُ
بْنُ شُعْبَةَ، فَإِنَّمَا قَالَ بِشْرٌ ذَلِكَ رَدٌّ
عَلَى وَكِيعٍ، فَإِنَّهُ قَالَ ثَفِنَةَ، فَقَالَ:
إِنَّمَا هُوَ شُعْبَةُ، فِي نَسَبِ مُسْلِمٍ، لا فِي
نَسَبِ سُعْرٍ، ثُمَّ قَالَ: شُعْبَةُ بْنُ كِنَانَةَ،
وَلَيْسَ كَذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ مِنْ كِنَانَةَ،
فَصُحِّفَ مِنْ بِابْنِ، وَقَالَ عن النَّبِيِّ: "
حَقُّنَا فِي الْجَذَعَةِ وَالثَّنِيَّةِ "، فَهَذَا لَمْ
يَسْمَعْهُ سُعْرٌ مِنَ النَّبِيِّ، إِنَّمَا رَوَاهُ عن
رَسُولَيِ النَّبِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ
أَنَّهُ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ولا رَآهُ وذكر ابن منده، وَأَبُو نعيم، عن مسلم
بْن شعبة، أن علقمة استعمل أباه، والصحيح نافع بْن علقمة،
والله أعلم
(2/469)
2060- سعيد بن إياس
س: سَعِيد بعد العين ياء تحتها نقطتان، هو سَعِيد بْن
إياس، أَبُو عمرو الشيباني، مخضرم، ذكره الطبراني: سَعِيد
بزيادة ياء، وأورده.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/470)
2061- سعيد بن بجير
د: سَعِيد بْن بجير الجشمي عداده في أهل حمص، روى عطية بْن
سليم بْن سَعِيد أَبُو حبيب الجشمي، عن أبيه، عن جده، وروى
عن عطية أيضًا، عن أبيه أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسماه سليمًا.
أخرجه ابن منده.
(2/471)
2062- سعيد بن
البختري
د ع: سَعِيد بْن البختري أخرجه ابن خزيمة في الصحابة، ولا
يصح روى سلمة بْن كهيل، عن أبيه، عن بكير الطائي، عن
سَعِيدِ بْنِ البختري: أَنَّهُ كان يضرب غلامًا له، فجعل
يتعوذ بالله، فمر به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أعوذ برسول اللَّه، فتركه، فقال
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
استعاذ بالله فلم تتركه، واستعاذ بي فتركته؟ اللَّه أمنع
لعائذه ".
قال: فإني أشهدك أَنَّهُ حر لوجه اللَّه تعالى.
قال: " فلو لم تفعل لسفع وجهك النار ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/471)
2063- سعيد بن
الحارث الأنصاري
ب: سَعِيد بْن الحارث الأنصاري الخزرجي روى أَبُو بكر بْن
شيبة، عن الحسن بْن موسى، عن اللَّيْث، عن عقيل، عن
الزُّهْرِيّ، عن عروة بْن الزبير، عن أسامة بْن زيد، " أن
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أردفه
وراءه يعود سعد بْن عبادة، وسعيد بْن الحارث بْن الخزرج،
قبل وقعة بدر ".
أخرجه أَبُو عمر.
قلت: أظنه وهم فيه، والحديث في الصحيح أن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركب يعود سعد بْن عبادة
في بني الحارث بْن الخزرج، فقد طبع أَبُو عمر بعض من وهم
فيه، والوهم في هذا ينسب إِلَى ابن وضاح، فأنه كذا رواه.
ورواه جماعة، منهم: يونس، وشعبة، ومعمر، وعقيل، وغيرهم، عن
الزُّهْرِيّ، عَلَى الصواب كما ذكرناه.
(2/471)
2064- سعيد بن
الحارث القرشي
ب ع س: سَعِيد بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم
بْن عمرو بْن هصيص ابن كعب بْن لؤي القرشي السهمي أمه
امرأة من بني سواءة، وقال أَبُو نعيم، والزبير: أمه ضعيفة
بنت عبد عمرو بْن عروة بْن سَعِيد بْن حذيم بْن سعد بْن
سهم.
هاجر هو وَإِخوته كلهم إِلَى أرض الحبشة، وقد ذكرت كلا
منهم في بابه، منهم: تميم بْن الحارث، وقتل سَعِيد هذا
يَوْم اليرموك في رجب سنة خمس عشرة، قاله ابن إِسْحَاق،
ولا عقب له، وقيل: بل قتل بأجنادين، قاله عروة، وابن شهاب.
قلت: يقع الاختلاف كثيرًا فيمن قتل باليرموك، وأجنادين،
والصفر، وكلها بالشام، وكذلك اختلفوا في أي هذه الأيام قبل
الآخر؟ وسبب هذا الاختلاف قرب بعضها من بعض.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/472)
2065- سعيد بن حاطب
د ع: سَعِيد بْن حاطب بْن الحارث بْن معمر بْن حبيب بْن
وهب بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي ذكره البخاري في
الصحابة.
وروى ابن أَبِي زائدة، عن صالح بْن صالح، عن سَعِيدِ بْنِ
حاطب، قال: " كان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يخرج فيجلس عَلَى المنبر يَوْم الجمعة، ثم يؤذن
المؤذن، فإذا فرغ قام يخطب ".
روى عن الحسن بْن صالح، عن أبيه، عن سَعِيدِ بْنِ حاطب أتم
من هذا.
أخرجه ابن منده، وأَبُو نعيم
(2/472)
2066- سعيد بن حريث
ب د ع: سَعِيد بْن حريث بْن عمرو بْن عثمان بْن عَبْد
اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي أسلم قبل فتح
مكة، وهو أسن من أخيه عمرو بْن حريث، شهد فتح مكة مع
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن خمس
عشرة سنة، ثم نزل الكوفة، وغزا خراسان، وقتل بالحيرة، قتله
عبيد له، وقيل: بل مات بالكوفة.
ولا عقب له.
روى عنه أخوه عمرو، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده: مات بالكوفة، وقبره بها.
(544) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ
سَعْدٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ، عن ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ،
قَالَ: حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أخبرنا
قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ، عن عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عن أَخِيهِ سَعِيدِ
بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ عَقَارًا أَوْ
دَارًا وَلَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهَا فِي مِثْلِهَا لَمْ
يُبَارِكْ لَهُ فِيهِ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/472)
2067- سعيد بن حصين
سَعِيد بْن حصين روى علقمة بْن وقاص، عن عائشة، قالت:
قدمنا من حج أو عمرة، فلقينا غلمان الأنصار، فلقوا سَعِيد
بْن الحصين بموت امرأته، فجعل يبكي، قالت عائشة: فقلت له:
أنت صاحب رَسُول اللَّهِ، ولك من السابقة والقدم مالك،
تبكي عَلَى امرأة، فقال: صدقت، ولا أبكي عَلَى أحدٍ بعد
سعد بْن معاذ، وقد قال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اهتز العرش لموت سعد ".
ذكره ابن الدباغ الأندلسي مستدركًا عَلَى أَبِي عمر.
(2/473)
2068- سعيد بن حيدة
ب د ع: سَعِيد بْن حيدة القشيري والد كندير.
روى عنه ابنه كندير، أَنَّهُ قال: حججت في الجاهلية فإذا
برجل يطوف، ويقول:
يا رب رد راكبي محمدًا رد إلي واتخذ عندي يدا
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر، قال: سَعِيد بْن حيوة،
بواو عوض الدال، وقال: الباهلي عوض القشيري، وقال: أَبُو
كندير، له حديث واحد في قصة عبد المطلب، إذ فقد النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صغير، ومثله قال
أَبُو أحمد العسكري.
(2/473)
2069- سعيد بن خالد
ب: سَعِيد بْن خَالِد بْن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن
عبد شمس بْن عبد مناف القرشي الأموي.
ولد بأرض الحبشة في هجرة أبيه إليها، وهو ممن أقام بأرض
الحبشة حتى قدم مع جَعْفَر بْن أَبِي طالب في السفينتين.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وذكره أَبُو أحمد العسكري أيضًا
في الصحابة.
(2/474)
2070- سعيد بن أبي
راشد
ب د ع: سَعِيد بْن أَبِي راشد الجمحي سمع النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه عبد الرحمن بْن سابط،
وَأَبُو الزبير.
روى يونس بْن خباب، عن عبد الرحمن بْن سابط، عن سَعِيدِ
بْنِ أَبِي راشد، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن في أمتي خسفًا ومسخًا
وقذفًا ".
أخرجه الثلاثة
(2/474)
2071- سعيد بن
الربيع
س: سَعِيد بْن الربيع الأنصاري
(545) أخبرنا أَبُو موسى كتابة، أخبرنا أَبُو غالب أحمد
بْن العباس وجعفر بْن عبد الواحد، قالا: أخبرنا أَبُو بكر
بْن ريذة، أخبرنا أَبُو الْقَاسِم الطبراني، أخبرنا
مُحَمَّد بْن عمرو بْن خَالِد، حدثني أَبِي، أخبرنا ابن
لهيعة، عن أَبِي الأسود، عن عروة في تسمية من قتل يَوْم
اليمامة من الأنصار، ثم من بني جحجبي: سَعِيد بْن يربوع
بْن عدي بْن مالك.
وروى الطبراني، عن ابن شهاب مثله، إلا أَنَّهُ قال: من
الأنصار، ثم من الأوس، ثم من بني عمرو بْن عوف
(2/474)
2072- سعيد بن ربيعة
د ع: سَعِيد بْن ربيعة روى عنه عِيسَى بْن عَبْد اللَّهِ
أَنَّهُ قال: قدم وفد ثقيف عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فضرب لهم قبة في المسجد، فأسلموا في
النصف من رمضان، فأمرهم أن يصوموا ما استقبلوا منه، ولم
يأمرهم أن يقضوا ما فاتهم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: وصوابه ما
رواه عطية بْن سفيان بْن عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة الثقفي،
عن بعض وفدهم، قال: كان بلال يأتينا حين أسلمنا وصمنا مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما بقي
من رمضان بفطورنا وسحورنا من عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(2/475)
2073- سعيد بن رقيش
ب ع س: سَعِيد بْن رقيش بْن ثابت بْن يعمر بْن صبرة بْن
مرة بْن كبير بْن غنم بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة يجتمع
هو وبنو جحش في يعمر، وهو أخو يزيد بْن رقيش.
هاجر مع أهله إِلَى المدينة، فهو من الأولين في الهجرة،
قال يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق: ثم تتابع المهاجرون
يقدمون أرسالًا، فكان بنو غنم بْن دودان أهل إسلام، قد
أوعبوا إِلَى المدينة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجالهم ونساؤهم، منهم: سَعِيد بْن
رقيش.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى، وقال أَبُو
نعيم: ذكره بعض المتأخرين، يعني ابن منده، فقال: سَعِيد
بْن وقش الأنصاري، من بني غنم بْن دودان.
ووهم، لأن بني غنم من بني أسد خزيمة لا من الأنصار.
(2/475)
2074- سعيد بن زياد
س: سَعِيد بْن زياد الطائي ذكره الخطيب أَبُو بكر حمد بْن
علي الْبَغْدَادِيّ بِإِسْنَادِهِ، عن جميل بْن زيد، عن
سَعِيدِ بْنِ زياد الطائي، وكان من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " تزوج رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأة من بني غفار،
فدخل بها، فأمرها فنزعت ثيابها، فرأى بياضًا " وذكر
الحديث.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: كذا في هذه الرواية، واختلف عَلَى
جميل في اسم الصحابي، فقيل: سعد بْن زيد، وقيل: زيد بْن
كعب، وقيل: كعب بْن زيد
(2/475)
2075- سعيد بن زيد
الأنصاري
د ع: سَعِيد بْن زيد بْن سعد الأنصاري الأشهلي وقيل: سعد
بْن زيد، روى حديثه عَبْد اللَّهِ بْن عبد الوهاب الحجبي،
عن إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر بْن محمود بْن مُحَمَّد بْن
مسلمة، أخبرنا رجل منا اسمه مُحَمَّد بْن سليمان بْن
مُحَمَّدِ بْنِ مسلمة، عن سَعِيدِ بْنِ زيد بْن سعد
الأشهلي، " أَنَّهُ أهدى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيفًا من نجران، أعطاه مُحَمَّد بْن
مسلمة ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: وهم فيه
بعض المتأخرين، وصوابه سعد
(2/476)
2076- سعيد بن زيد
القرشي
ب د ع: سَعِيد بْن زيد بْن عمرو بْن نفيل ابن عبد العزى
بْن رياح بْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن
كعب بْن لؤي القرشي العدوي وهو ابن عم عمر بْن الخطاب،
يجتمعان في نفيل، أمه فاطمة بنت بعجة بْن مليح الخزاعية،
وكان صهر عمر زوج أخته فاطمة بنت الخطاب، وكانت أخته عاتكة
بنت زيد تحت عمر بْن الخطاب، تزوجها بعد أن قتل عنها عَبْد
اللَّهِ بْن أَبِي بكر الصديق، رضي اللَّه عنهم، وكان
سَعِيد يكنى أبا الأعور، وقيل: أَبُو ثور، والأول أكثر.
أسلم قديمًا قبل عمر بْن الخطاب هو وامرأته فاطمة بنت
الخطاب، وهي كانت سبب إسلام عمر عَلَى ما نذكره في ترجمته،
إن شاء اللَّه تعالى، وكان من المهاجرين الأولين، وآخى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه
وبين أَبِي بْن كعب، ولم يشهد بدرًا، وضرب له رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره،
فقيل: إنما لم يشهدها لأنه كان غائبًا بالشام، فقدم عقيب
غزاة بدر، فضرب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بسهمه وأجره، قاله موسى بْن عقبة، وابن
إِسْحَاق.
وقال الواقدي: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قد بعث قبل أن يخرج إِلَى بدر طلحة بْن عبيد
اللَّه، وسعيد بْن زيد إِلَى طريق الشام يتجسسان الأخبار،
ثم رجعا إِلَى المدينة، فقدماها يَوْم الوقعة ببدر، فضرب
لهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بسهمهما وأجرهما، وقال الزبير مثله.
وقد قيل: إنه شهد بدرًا، والأول، أصح، وشهد ما بعدها من
المشاهد، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
(546) أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ
الأَنْصَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ
عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ
هِبَةِ اللَّهِ، وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: أخبرنا
الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ، أخبرنا
الْقَاضِي أَبُو عَبْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
الْبَيْهَقِيُّ، أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ مُحَمَّدٍ الْعِرَاقِيُّ، أخبرنا
أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ
الْبَغِوُّي، أخبرنا يحيى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
الْحِمَّانِيُّ، حدثنا الدَّرَاوَرْدِيُّ، أخبرنا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ، عن أَبِيهِ حُمَيْدٍ، عن جَدِّهِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبُو بَكْرٍ فِي
الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي
الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي
الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنِ
أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي
الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي
الْجَنَّةِ ".
وَرُوِيَ عن سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ مِثْلُهُ
(547) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيِّ، أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن
أَبِيهِ، عن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عن طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَوْفٍ، عن سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ
قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " وكان مجاب الدعوة،
فمن ذلك أن أروى بنت أويس، شكته إِلَى مروان بْن الحكم،
وهو أمير المدينة لمعاوية، وقالت: إنه ظلمني أرضي، فأرسل
إليه مروان، فقال سَعِيد: أتروني ظلمتها، وقد سمعت رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من ظلم
شبرًا من أرض طوقه يَوْم القيامة من سبع أرضين؟ " اللهم إن
كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها، وتجعل قبرها في
بئرها، فلم تمت حتى ذهب بصرها، وجعلت تمشي في دارها فوقعت
في بئرها فكانت قبرها.
وقال: فكان أهل المدينة يقولون: أعماك اللَّه كما أعمى
أروى، يريدونها، ثم صار أهل الجهل يقولون: أعماك اللَّه
كما أعمى الأروى، ويريدون الأروى التي في الجبل، يظنونها،
ويقولون: إنها عمياء، وهذا جهل منهم.
وشهد اليرموك، وحصار دمشق.
روى عنه: ابن عمر، وعمرو بْن حريث، وَأَبُو الطفيل، وعبد
اللَّه بْن ظالم المازني، وزر بْن حبيش، وَأَبُو عثمان
النهدي، وعروة بْن الزبير، وَأَبُو سلمة بْن عبد الرحمن،
وغيرهم.
(548) وأخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا
مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، أخبرنا زَائِدَةُ، أخبرنا
حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن هِلالِ بْنِ
يَسَافٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ التَّمِيمِيِّ،
عن سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ،
قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: هُوَ فِي التِّسْعَةِ، وَلَوْ
شِئْتَ أَنْ أُسَمِّيَ الْعَاشِرَ، لَسَمَّيْتُهُ.
قَالَ: اهْتَزَّ حِرَاءُ، فَقَالُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اثْبُتْ حِرَاءُ فَإِنَّهُ
لَيْسَ عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ،
قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ،
وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدٌ، وَأَنَا،
يَعْنِي نَفْسَهُ
(549) وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: " كَانَ مَقَامُ
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ
وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
وَسَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، كَانُوا أَمَامَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِتَالِ،
وَوَرَاءَهُ فِي الصَّلاةِ " وتوفي سَعِيد بْن زيد سنة
خمسين، أو إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وقيل:
توفي سنة ثمان وخمسين بالعقيق من نواحي المدينة، وقيل:
توفي بالمدينة.
والأول أصح.
وخرج إليه عَبْد اللَّهِ بْن عمر، فغسله وحنطه، وصلى عليه،
قاله نافع.
وقالت عائشة بنت سعد: غسل سَعِيد بْن زيد سعد بْن أَبِي
وقاص، وحنطه ثم أتى البيت، فاغتسل، فلما خرج قال: أما إني
لم اغتسل من غسلي إياه، ولكن أغتسل من الحر، ونزل في قبره
سعد بْن أَبِي وقاص، وابن عمر، وصلى عليه ابن عمر.
أخرجه الثلاثة.
(2/476)
2077- سعيد بن سعد
ب د ع: سَعِيد بْن سعد بْن عبادة الأنصاري الساعدي تقدم
نسبه عند ذكر أبيه، له، ولأبيه، وأخيه قيس صحبة.
روى عنه ابن شرحبيل، وَأَبُو أمامة بْن سهل.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن يعقوب بْن عَبْد اللَّهِ
بْن الأشج، عن أَبِي أمامة بْن سهل بْن حنيف، عن سَعِيدِ
بْنِ سعد بْن عبادة، قال: كان بين أبياتنا رويجل ضعيف
سقيم، فلم يرع الحي إلا وهو عَلَى أمة من إمائهم يخبث بها،
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
اضربوه حده "، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، إنا إن ضربنا
حده قتلناه، إنه ضعيف.
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خذوا
عثكالًا فيه مائة شمرخ، فاضربوه ضربة واحدة ".
ورواه أَبُو الزناد، والزُّهْرِيّ، عن أَبِي أمامة، عن
أبيه.
ورواه ابن عيينة عن أَبِي الزناد، ويحيى بْن سَعِيد، عن
أَبِي أمامة، عن أَبِي سَعِيد الخدري، والمشهور أَبُو
أمامة مرسلًا، ورواه أَبُو معشر، عن عبد الوهاب بْن عمرو
بْن شرحبيل، عن أبيه، عن جده، عن سَعِيدِ بْنِ سعد، نحوه.
أخرجه الثلاثة
(2/478)
2078- سعيد بن سعيد
ب د: سَعِيد بْن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عبد شمس
القرشي وأمه صفية بنت المغيرة بنت عَبْد اللَّهِ بْن عمر
بْن مخزوم، عمة خَالِد بْن الْوَلِيد، وأبي جهل بْن هشام.
قتل يَوْم الطائف شهيدًا، وكان إسلامه قبل فتح مكة بيسير،
واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَوْم الفتح عَلَى سوق مكة، فلما خرج رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطائف خرج معه،
فاستشهد يومئذ.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر.
(2/479)
2079- سعيد بن سفيان
س: سَعِيد بْن سفيان الرعيني روى أَبُو معشر، عن يَزِيدَ
بْنِ رومان، عن رجال المدائني، قال: وأعطى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعِيد بْن سفين نخل
السوارقية وقصرها، لا يحاقه فيها أحد، ومن حاقه فلا حق له،
وحقه حق.
وكتب خَالِد بْن سَعِيد.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/479)
2080- سعيد بن سويد
ب د ع: سَعِيد بْن سويد بْن قيس بْن عامر بْن عباد وقيل:
عبيد، وهو الصواب، ابن الأبحر، وهو خدرة الأنصاري الخدري،
وهو أخو سمرة بْن جندب لأمه.
روى عنه ابناه: عقبة، وعبد الملك، قتل يَوْم أحد شهيدًا.
روى الأوزاعي، عن باب بْن عمير، عن ربيعة بْن أَبِي عبد
الرحمن، عن عَبْد الْمَلِكِ بْن سَعِيد بْن سويد، عن أبيه،
أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن
اللقطة، فقال: " عرفها سنة، ثم احفظ عفاصها ووكاءها، ثم
استنفع بها ".
والصواب رواية ربيعة، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بْن
خَالِد الجهني.
(550) أخبرنا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ، عن أَبِي
عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، أخبرنا قُتَيْبَةُ، حدثنا
إِسْمَاعِيل بْنُ جَعْفَرٍ، عن رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عن
زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن اللُّقَطَةِ،
فَقَالَ: " عَرِّفْهَا سَنَةً ".
الْحَدِيثَ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عن يَزِيدَ
مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/480)
2081- سعيد بن سهيل
سَعِيد بْن سهيل بْن مالك بْن كعب بْن عبد الأشهل بْن
حارثة بْن دينار بْن النجار وكذا قال موسى بْن عقبة،
والواقدي، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة، وقال
أَبُو معشر، وابن إِسْحَاق: سعد بْن سهيل، شهد بدرًا.
وقد ذكرناه في سعد.
أخرجه أَبُو معشر.
(2/480)
2082- سعيد بن
شراحيل
س: سَعِيد بْن شراحيل بْن قيس بْن الحارث بْن شيبان بْن
الفاتك بْن معاوية الأكرمين الكندي وفد إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، وكان معه في
الوفد ابن أخيه معروف بْن قيس بْن شراحيل فارتد، فقتل
يَوْم النجير مرتدًا، ذكره ابن شاهين.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/481)
2083- سعيد بن العاص
ب د ع: سَعِيد بْن العاص بْن سيد بْن العاص بْن أمية بْن
عبد شمس بْن عبد مناف القرشي الأموي وجده المعروف بأبي
أحيحة، وكان أشرف قريش، وأم سَعِيد، أم كلثوم بنت عمرو بْن
عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي قيس بْن عبد ود بْن نصر بْن ملك
بْن حسل بْن عامر بْن لؤي العامرية.
ولد عام الهجرة، وقيل: بل ولد سنة إحدى، وقتل أبوه العاص
يَوْم بدر كافرًا، قتله علي بْن أَبِي طالب.
قال عمر بْن الخطاب: رأيت العاص بْن سَعِيد يَوْم بدر يبحث
التراب عنه كالأسد، فصمد له علي فقتله، وقال عمر يومًا
لسعيد بْن العاص: لم أقتل أباك، وَإِنما قتلت خالي العاص
بْن هشام، وما أعتذر من قتل مشرك، فقال له سَعِيد بْن
العاص: ولو قتلته لكنت عَلَى الحق، وكان عَلَى الباطل،
فتعجب عمر من قوله.
وكان جده أَبُو أحيحة، إذا اعتم بمكة لا يعتم أحد بلون
عمامته، إعظامًا له، وكان يقال له: ذو التاج.
وكان هذا سَعِيد من أشراف قريش وأجوادهم وفصحائهم، وهو أحد
الذين كتبوا المصحف لعثمان بْن عفان، واستعمله عثمان عَلَى
الكوفة بعد الْوَلِيد بْن عقبة بْن أَبِي معيط.
وغزا طبرستان فافتتحها، وغزا جرجان فافتتحها، سنة تسع
وعشرين أو سنة ثلاثين، وانتقضت أذربيجان، فغزاها، فافتتحها
في قول.
ولما قتل عثمان لزم بيته واعتزل الفتنة، فلم يشهد الجمل
ولا صفين، فلما استقر الأمر لمعاوية أتاه، وله مع معاوية
كلام طويل، عاتبه به معاوية عَلَى تخلفه عنه في حروبه،
فاعتذر هو، فقبل معاوية عذره، ثم ولاه المدينة، فكان يوليه
إذا عزل مروان عن المدينة، ويولي مروان إذا عزله، وكان
سَعِيد كثير الجود والسخاء، وكان إذا سأله سائل، وليس عنده
ما يعطيه، كتب به دينًا إِلَى وقت ميسرته، وكان يجمع
إخوانه كل جمعة يومًا فيصنع لهم الطعام، ويخلع عليهم،
ويرسل إليهم بالجوائز، ويبعث إِلَى عيالاتهم بالبر الكثير،
وكان يبعث مولى له إِلَى المسجد بالكوفة في كل ليلة جمعه
ومعه الصرر فيها الدنانير، فيضعها بين يدي المصلين، وكان
قد كثر المصلون بالمسجد بالكوفة في كل ليلة جمعة، إلا
أَنَّهُ كان عظيم الكبر.
وروى سعد هذا عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وعن عمر، وعن عثمان، وعن عائشة.
روى عنه ابنا يحيى، وعمرو الأشدق، وسالم بْن عَبْد اللَّهِ
بْن عمر، وعروة.
روى ابن شهاب، عن يحيى بْن سَعِيد بْن العاص، عن أبيه
سَعِيد، قال: استأذن أَبُو بكر عَلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مضطجع في مرط عائشة.
فأذن له، وهو كذلك، فقضى حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر.
فأذن له، وهو عَلَى ذلك، فقضى حاجته ثم انصراف، قال عثمان:
ثم استأذنت عليه، فجلس فجمع عليه ثيابه، فقضيت حاجتي ثم
انصرفت.
فقالت له عائشة: مالك لم تفزع لأبي بكر وعمر كما فزعت
لعثمان، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " إن عثمان رجل حيي وخشيت إن أذنت له، وأنا
عَلَى حالتي تلك أن لا يبلغ في حاجته ".
وتوفي سَعِيد بْن العاص سنة تسع وخمسين، ولما حضرته
الوفاة، قال لبنيه: أيكم يقبل وصيتي؟ قال ابنه الأكبر: أنا
يا أبه.
قال: إن فيها وفاء ديني، قال: وما دينك؟ قال: ثمانون ألف
دينار.
قال: وفيم أخذتها؟ قال: يا بني في كريم سددت خلته، وفي رجل
جاءني ودمه ينزوي في وجهه من الحياء، فبدأته بحاجته قبل أن
يسألنيها.
وانقطع عقب أَبِي أحيحة إلا من سَعِيد هذا، وقد قيل: إن
خَالِد بْن سَعِيد أعقب أيضًا، وقد تقدم ذكره.
أخرجه الثلاثة.
(2/481)
2084- سعيد بن عامر
ب د ع: سَعِيد بْن عامر بْن حذيم بْن سلامان بْن ربيعة بْن
سعد بْن جمح القرشي الجمحي هذا قول أهل النسب إلا ابن
الكلبي، فإنه كان يجعل بني ربيعة وسعد بْن جمح " عريجًا "
فيقول: سلامان بْن ربيعة بْن عريج بْن سعد، قال الزبير:
هذا خطأ من الكلبي، ومن كل من قاله، لأن عريجًا لم يكن له
ولد إلا البنات، وأم سَعِيد أروى بنت أَبِي معيط، أخت
عقبة.
قيل: إن سعيدًا أسلم قبل خيبر، وهاجر إِلَى المدينة وشهد
خيبر وما بعدها من المشاهد، وكان من زهاد الصحابة
وفضلائهم، ووعظ عمر بْن الخطاب يومًا، فقال له: ومن يقوى
عَلَى ذلك؟ قال: أنت يا أمير المؤمنين، إنما هو أن تقول
فتطاع.
وولاه عمر حمص، فبلغه أَنَّهُ يصيبه لمم، فأمره بالقدوم
عليه، فلم ير معه إلا عكازًا وقدحًا، فقال له عمر: ليس معك
إلا ما أرى؟ فقال له سَعِيد: وما أكثر من هذا؟ عكاز أحمل
عليه زادي، وقدح آكل فيه، فقال له عمر: أبك لَمَمٌ؟ قال:
لا.
قال: فما غشية بلغني أنها تصيبك؟ قال: حضرت خبيب بْن عدي
حين صلب، فدعا عَلَى قريش وأنا فيهم، فربما ذكرت ذلك، فأجد
فترة حتى يغشى علي، فقال له عمر: ارجع إِلَى عملك، فأبى،
وناشده إلا أعفاه، فقيل: إنه أعفاه، وقيل: إنه لما مات
أَبُو عبيد، ومعاذ ويزيد ولاه عمر حفص، فلم يزل عليها حتى
مات، وقيل: استخلفه عياض بْن غنم الفهري، فأقره عمر رضي
اللَّه عنه.
وروى أَنَّهُ لما اجتمعت الروم يَوْم اليرموك استغاث أَبُو
عبيدة عمر، فأمده بسعيد بْن عامر بْن حذيم، وله أخبار
عجيبة في زهده لا نطول بذكرها.
(551) أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: أخبرنا
أَبِي، أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْكِنَانِيُّ،
أخبرنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، أخبرنا أَبُو
عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ، أخبرنا أَبُو يَعْقُوبَ
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ، أخبرنا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
نُوحٍ، أخبرنا مَالِكُ بْنُ دِينَاٍر، عن شَهْرِ بْنِ
حَوْشَبٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ حِمْصَ أَمَرَهُمْ
أَنْ يَكْتُبُوا لَهُ فُقَرَاءَهُمْ، فَرُفِعَ الْكِتَابُ،
فَإِذَا فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: مَنْ سَعِيدُ
بْنُ عَامِرٍ؟ قَالُوا: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
أَمِيرُنَا.
قَالَ: وَأَمِيرُكُمْ فَقِيرًا؟ قَالُوا: نَعَمْ.
فَعَجِبَ، فَقَالَ: كَيْفَ يَكُونُ أَمِيرُكُمْ فَقِيرًا؟
أَيْنَ عَطَاؤُهُ؟ أَيْنَ رِزْقُهُ؟ قَالُوا: يا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، لا يُمْسِكُ شَيْئًا، قَالَ: فَبَكَى
عُمَرُ، ثُمَّ عَمِدَ إِلَى أَلْفِ دِينَارٍ فَصَرَّهَا
وَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ، وَقَالَ: أَقْرِئُوهُ مِنِّي
السَّلامَ، وَقُولُوا لَهُ: بَعَثَ إِلَيْكَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ، فَاسْتَعن بِهَا عَلَى حَاجَتِكَ، قَالَ:
فَجَاءَ بِهَا الرَّسُولُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هِيَ
دَنَانِيرُ، فَجَعَلَ يَسْتَرْجِعُ، فَقَالَتْ لَهُ
امْرَأَتُهُ: مَا شَأْنُكَ؟ أُصِيبَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَعْظَمُ، قَالَتْ: فَظَهَرَتْ
آيَةٌ؟ قَالَ: أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَأَمْرٌ
مِنَ السَّاعَةِ؟ قَالَ: بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ،
قَالَتْ: فَمَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: الدُّنْيَا أَتَتْنِي،
الْفِتْنَةُ أَتَتْنِي، دَخَلَتْ عَلَيَّ، قَالَتْ:
فَاصْنَعْ فِيهَا مَا شِئْتَ، قَالَ لَهَا: أَعِنْدَكِ
عَوْنٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَصَرَّ الدَّنَانِيرَ فِيهَا
صُرَرًا، ثُمَّ جَعَلَهَا فِي مِخْلاةٍ، ثُمَّ بَاتَ
يُصَلِّي حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ اعْتَرَضَ بِهَا جَيْشًا
مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ، فَأَمْضَاهَا كُلَّهَا،
فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: لَوْ كُنْتَ حَبَسْتَ مِنْهَا
شَيْئًا نَسْتَعِينُ بِهِ، فَقَالَ لَهَا: سَمِعْتُ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
لَوِ اطَّلَعَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ الْجَنَّةِ إِلَى
الأَرْضِ لَمَلأَتِ الأَرْضَ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ".
فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخْتَارُ عَلَيْهِنَّ وتوفي
بقيسارية من الشام، وهو أميرها سنة تسع عشرة، قاله الهيثم
بْن عدي، وقال أَبُو نعيم: توفي بالرقة، بها قبره، وقيل:
توفي بحمص واليًا عليها بعد عياض بْن غنم.
وقيل: توفي سنة عشرين، وقيل: سنة إحدى وعشرين، وهو ابن
أربعين سنة، ولم يعقب.
روى عنه عبد الرحمن بْن سابط، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " يدخل فقراء المهاجرين
قبل الناس بسبعين عامًا ".
أخرجه الثلاثة.
(2/483)
2085- سعيد أبو عبد
العزيز
د ع: سَعِيد أَبُو عبد العزيز يعد في الصحابة، روى عنه
ابنه عبد العزيز، أَنَّهُ قال: سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن خمسة نفر كانوا في سفر،
فخطب بهم رجل يَوْم الجمعة، ثم صلى بهم، فلم يغير ذلك
عليهم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/484)
2086- سعيد بن عبد
بن قيس
ب س: سَعِيد بْن عبد بْن قيس وقيل: سَعِيد بْن عبيد بْن
قيس بْن لقيط بْن عامر بْن ربيعة، وقيل: عامر بْن أمية بْن
الحارث بْن فهر القرشي الفهري.
أسلم قديمًا، وهاجر إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية في
قول جميعهم، قاله ابن شاهين.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
قلت: كذا نسبه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، والذي ذكره ابن
الكلبي في هذا النسب، أَنَّهُ قال: نافع بْن عبد قيس بْن
لقيط بْن عامر بْن أمية بْن ظرب بْن الحارث بْن فهر، وقال:
ولد الحارث بْن فهر وديعة وضبة وظربًا، فولد ظرب عايشًا
وأمية، فولد أمية عامرًا، فولد عامر بْن أمية عَبْد
اللَّهِ، ولقيطًا، فهذا السياق يمنع أن يكون قد غلط فيه
الناسخ.
ونسبه الزبير بْن بكار، فقال: ولد الحارث بْن فهر بْن
وديعة، وظربًا، فولد ظرب بْن الحارث بْن أمية، ثم قال: ومن
ولد أمية نافع بْن عبد قيس بْن لقيط بْن عامر أمية، كان مع
هبار بْن الأسود يَوْم عرضا لزينب بنت رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وافق الكلبي في نسبه،
عَلَى أن النسابين يختلفون أكثر من هذا، وَإِنما أردنا أن
ننبه عليه، والله أعلم.
عايش: بالياء تحتها نقطتان، وشين معجمة.
(2/485)
2087- سعيد بن عبيد
الثقفي
د ع: سَعِيد بْن عبيد الثقفي الطائفي رمى يَوْم الطائف
فأصيب أنفه.
روى عنه ابنه إِسْمَاعِيل: أن أبا سفيان رمى أباه سعيدًا
يَوْم الطائف فأصاب عينه، فأتى بها رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إن
هذه عيني أصيبت في سبيل اللَّه، فقال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن شئت دعوت اللَّه
فرد عليك عينك، وَإِن شئت فعين في الجنة ".
قال: عين في الجنة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/485)
2088- سعيد بن عبيد
القاري
ع س: سَعِيد بْن عبيد القاري وقيل: سعد، وقد تقدم.
روى عبد الرزاق، عن الثوري، عن قيس بْن مسلم، عن عبد
الرحمن بْن أَبِي ليلى، عن سَعِيدِ بْنِ عبيد، وكان يدعى
في زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
القاري، وكان لقي عدوًا فانهزم منهم، فقال له عمر: " هل لك
في الشام، لعل اللَّه أن يمن عليك بالشهادة؟ قال: لا، إلا
العدو الذي فررت، قال: فخطبهم بالقادسية، فقال: إنا لاقوا
العدو غدًا إن شاء اللَّه، وَإِنا مستشهدون، فلا تغسلوا
عنا دمًا، ولا نكفن إلا في ثوب كان علينا " أخرجه أَبُو
نعيم، وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: أورده أَبُو زكريا
مستدركًا عَلَى جده، يعني ابن منده، وأورده جده في سعد،
إلا أن الطبراني وغيره أوردوه في سعد، وسعيد جميعًا، قلت:
وقد أورده أَبُو نعيم فيهما جميعا، وقد أخذ بعض العلماء،
وهو عبد الغني بْن سرور المقدسي عَلَى أَبِي نعيم هذه
الترجمة، وقال: قال يعني أبا نعيم: سعد بْن عبيد بْن
النعمان بْن قيس بْن عمرو بْن زيد بْن أمية القاري
الأنصاري، وذكر ما تقدم ذكره في سعد بْن عبيد من شهوده
بدرًا وغير ذلك، ثم قال: وقال يعني أبا نعيم، بد تراجم
كثيرة: سعد بْن النعمان بْن قيس بْن عمرو الظفري، شهد
بدرًا، قال: وروى، يعني أبا نعيم بِإِسْنَادِهِ، عن عروة
فيمن شهد بدرًا من الأنصار: سعد بْن النعمان بْن قيس بْن
عمرو بْن زيد بْن أمية الظفري، فإن أبا نعيم أسقط أباه،
ونسبه إِلَى جده، فإنه سعد بْن عبيد بْن النعمان، وقال:
ذكر أَبُو نعيم في ترجمة أخرى في باب سَعِيد: سَعِيد بْن
عبيد القاري، وكان لقي عدوًا، فانهزم منهم، فقال عمر: هل
لك في الشام؟ وقد ذكرناه في هذه الترجمة، قال عبد الغني:
هذه التراجم الثلاث لرجل واحد، وهو سعد بْن عبيد بْن
النعمان بْن قيس بْن عمرو بْن زيد بْن أمية القاري المذكور
في الترجمة الأولى، والترجمة التي قال فيها: سَعِيد، لا
قائل به.
قلت: هذا القول وهم منه، فإن أبا نعيم قد روى سعيدًا، عن
الطبراني، وهو الإمام الثقة الحافظ، وقال أَبُو موسى، كما
ذكرناه عنه أول الترجمة: أورده أَبُو زكرياء مستدركًا
عَلَى جده، وأورده جده في سعد، إلا أن الطبراني وغيره
أوردوه في سعد، وسعيد جميعًا، فهذا كلام أَبِي موسى يوافق
أبا نعيم في أن الطبراني أخرجه، وزاد عَلَى أَبِي نعيم
بقوله: وغيره، فكيف يقول عبد الغني: لا قائل به.
فلو ترك أَبُو نعيم هذه الترجمة كما تركلاها ابن منده
لاستدركوه عليه، كما استدركوه عَلَى ابن منده، وحيث ذكره
قيل: هما واحد، ولم يقل أحد إنه سَعِيد، فما الحيلة؟
اللَّه المستعان.
وقول عبد الغني إن سعد بْن النعمان بْن قيس الظفري أسقط
أَبُو نعيم أباه عبيدًا، ونسبه إِلَى جده، وجعله في
الرواية عن ابن لهيعة، عن أَبِي الأسود، عن عروة ظفريًا،
وساق نسبه إِلَى زيد بْن أمية، وهذا تناقض ظاهر، وعبد
الغني قد وافق وصرح أن هذا الإسناد إِلَى عروة لا يعتمد
عليه ولا يوثق به، لما فيه من مخالفة الناس، فأما سعد بْن
عبيد، وسعيد بْن عبيد، فهما واحد، وقد نبه أَبُو نعيم،
وَأَبُو موسى، فقالا: قيل: سعد، وقال الطبراني وغيره:
سَعِيد، وأما كونه جعل سعد بْن عبيد، هو سعد بْن النعمان،
وأن أباه نعيم نسبه في إحداهما إِلَى أبيه عبيد، وفي
الثانية إِلَى جده، فكيف يكون هو هو؟، وسعد بْن عبيد بْن
النعمان بْن قيس بْن عمرو بْن زيد بْن أمية بْن مالك بْن
عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، وسعد بْن
النعمان لم ينسبه أَبُو نعيم، إنما قال: سعد بْن النعمان
الظفري، وظفر اسمه كعب، وهو ابن الخزرج بْن عمرو بْن مالك
بْن الأوس، لا يجتمعان إلا في مالك بْن الأوس، بعد عدة
آباء، والذي يقع لي أن عبد الغني رَأَى في ترجمة سعد بْن
النعمان الظفري من كتاب أَبِي نعيم ما رواه بِإِسْنَادِهِ
عن ابن لهيعة، عن أَبِي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد
بدرًا من الأنصار: سعد بْن النعمان بْن قيس بْن عمرو بْن
زيد بْن أمية، فعبد الغني قد طعن في هذا الإسناد في غير
موضع، وقال: إنه يخالف أهل السير، فكيف يعتمد عليه الآن،
وَأَبُو نعيم قد صدر هذه الترجمة بأنه ظفري، وقد روى في
ترجمة سعد بْن عبيد، عن ابن شهاب، وموسى بْن عقبة، وابن
إِسْحَاق، وغيرهم أَنَّهُ من بني أمية بْن زيد من بني عمرو
بْن عوف، والله أعلم.
(2/485)
2089- سعيد بن عثمان
س: سَعِيد بْن عثمان الأنصاري الزرقي أخو عقبة.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن يحيى بْن عباد بْن عَبْد
اللَّهِ بْن الزبير، عن أبيه، عن عَبْد اللَّهِ بْن
الزبير، عن الزبير، قال: " والله إني لأسمع قول معتب بْن
قشير، أخي بني عمرو بْن عوف، والنعاس يغشاني، ما أسمعه إلا
كالحلم، حين قال: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا،
ثم قال: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ
الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ
الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا
اللَّهُ عَنْهُمْ} فالذين استزلهم الشيطان، ثم عفا اللَّه
عنهم: عثمان بْن عفان، وسعيد بْن عثمان، وعلقمة بْن عثمان
".
وقال الطبراني: شهد عثمان بدرًا.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: أخرجه ابن منده في سعد بْن عثمان
معتب: بضم الميم، وفتح العين، وكسر التاء المشددة فوقها
نقطتان، وآخره باء موحدة.
(2/487)
2090- سعيد العكي
س: سَعِيد العكي ثم الآهلي ذكره أَبُو بكر بْن أَبِي علي
هكذا، وقال: أخرجه ابن أَبِي عاصم في الآحاد والمثاني،
وَإِنما هو سويد الآهلي، صحفه بعضهم، وقد أورده ابن أَبِي
علي في سويد عَلَى الصواب.
أخرجه كذا أَبُو موسى.
(2/487)
2091- سعيد بن عمرو
التميمي
ب: سَعِيد وقيل: معبد بْن عمرو التميمي حليف لبني سهم، وقد
قيل: إنه كان أخا تميم بْن الحارث بْن قيس بْن عدي لأمه،
قال ابن إِسْحَاق، وموسى بْن عقبة، والزبير، وقال الواقدي،
وَأَبُو معشر: هو معبد بْن عمرو، وذكراه فيمن هاجر إِلَى
الحبشة الهجرة الثانية، وقال الزبير: قتل يَوْم أجنادين
شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/488)
2092- سعيد بن عمرو
الأنصاري
سَعِيد بْن عمرو بْن غزية الأنصاري ذكره أَبُو عمر مدرجًا
في ترجمة أخيه الحارث بْن عمرو.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
(2/488)
2093- سعيد بن عمرو
الكندي
سَعِيد بْن عمرو الكندي روى حديثه مُحَمَّد بْن المطلب
الخزاعي، عن علي بْن قرين، عن عبيدة بْن حريث الكندي، عن
الصلت بْن حبيب الشني، عن سَعِيدِ بْنِ عمرو الكندي، قال:
شهدت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ابن ماكولا.
الشني: بالشين المعجمة المفتوحة، وبعدها نون.
(2/488)
2094- سعيد بن القشب
ب: سَعِيد بْن القشب الأزدي حليف بني أمية، ولاه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جرش.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/488)
2095- سعيد بن قيس
ع س: سَعِيد بْن قيس بْن صخر بْن حرام بْن ربيعة بْن عدي
بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري السلمي روى عن عروة بْن
الزبير، في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار: سَعِيد بْن قيس
بْن صخر.
ونسبه كما ذكرناه.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
(2/489)
2096- سعيد مولى
كبيرة
د ع: سَعِيد مولى كبيرة بنت سفيان، مسح النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه.
روى يحيى بْن ورقة بْن سَعِيد، عن أبيه، قال: حدثتني
مولاتي كبيرة بنت سفيان، وكانت قد أدركت الجاهلية
والإسلام، وكانت من المبايعات، قالت: قلت: يا رَسُول
اللَّهِ، إني وأدت أربع بنات لي في الجاهلية؟ قال: " أعتقي
أربع رقاب ": قالت: فأعتقت أباك سعيدًا، وابنه ميسرة،
وجبيرًا، وأم ميسرة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/489)
2097- سعيد بن مينا
سَعِيد بْن مينا مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذكره الحافظ أَبُو بكر بْن علي الخطيب، في كتاب
المتفق والمفترق له، فقال: سَعِيد بْن مينا اثنان، أحدهما
يذكر أن له صحبة، ورواية عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه عطاء بْن أَبِي رباح، عن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال:
" فر من المجذوم فرارك من الأسد ".
ذكره الأشيري.
(2/489)
2098- سعيد بن نمران
ب: سَعِيد بْن نمران الهمداني الناعطي كان كاتبًا لعلي،
وأدرك من حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أعوامًا، وشهد اليرموك، وسار إِلَى العراق مددًا
لأهل القادسية.
وكان من أصحاب حجر بْن عدي، وسيره زياد مع حجر إِلَى
الشام، فأراد معاوية قتله مع حجر، فشفع فيه حمزة بْن مالك
الهمداني، فخلى سبيله، ولما غلب المختار عَلَى الكوفة،
استقضى عَبْد اللَّهِ بْن عتبة بْن مسعود، فتمارض، ولما
ولي مصعب بْن الزبير الكوفة، استقضى سَعِيد بْن نمران، ثم
عزله، وولى عَبْد اللَّهِ بْن عتبة بْن مسعود الهذلي، وروى
سَعِيد بْن أَبِي بكر، روى عنه عامر بْن سَعِيد.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/489)
2099- سعيد بن نوفل
د ع: سَعِيد بْن نوفل روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاستئذان، رواه علي بْن زيد بْن
جدعان، عن عمار بْن أَبِي عمار عنه بذلك.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: هو عندي
مرسل.
(2/490)
2100- سعيد بن وقش
د: سَعِيد بْن وقش الأسدي من بني غنم بْن دودان، هاجر مع
أهله إِلَى المدينة.
أخبرنا عبيد اللَّه بْن أحمد، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس
بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق، قال: ثم قدم المهاجرون
أرسالًا، وكان بنو غنم بْن دودان أهل إسلام، قد أوعبوا
إِلَى المدينة مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ هجرة رجالهم ونساؤهم، منهم: سَعِيد بْن وقش
أخرجه ههنا ابن منده، وأخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو نعيم،
وَأَبُو موسى، في سَعِيد بْن رقيش، وقد تقدم ذلك، والكلام
عليه هناك.
قلت: وقال ابن منده ههنا: سَعِيد بْن وقش، أنصاري، من بني
غنم بْن دودان، ثم ينقل عن ابن إِسْحَاق: وكان بنو غنم بْن
دودان أهل إسلام، منهم: سَعِيد بْن وقش، فكيف يكون
أنصاريًا وهو من بني غنم بْن دودان، وهم بطن من أسد بْن
خزيمة، ولعله حيث رَأَى رقيش ظنه غلطًا، ووقش من أسماء
الأنصار من بني عبد الأشهل، فجعل أنصاريًا، ولم ينظر إِلَى
أَنَّهُ متناقض، والله أعلم.
(2/490)
2101- سعيد بن وهب
س: سَعِيد بْن وهب الخيواني الهمداني أدرك الجاهلية، كوفي
يروي عن الصحابة.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.
(2/490)
2102- سعيد بن يربوع
ب د ع: سَعِيد بْن يربوع بْن عنكثة بْن عامر ابن مخزوم
القرشي المخزومي، أَبُو هود وقيل: أَبُو عبد الرحمن، وأمه
هند بنت سَعِيد بنت رئاب بْن سهم، وقال الزبير: أمه هند
بنت أَبِي المطاع بْن عثمان بْن عمرو بْن كعب بْن سعد بْن
تيم بْن مرة.
قيل: أسلم قبل الفتح وشهده، وقيل: هو من مسلمة الفتح، وكان
اسمه صرمًا، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سعيدًا، قال عَلَى بْن المديني: كان لقبه صرما،
وقال غيره: أصرم، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعيدا، وليس بشيء.
وروى عمر بْن عثمان بْن عبد الرحمن بْن سَعِيد بْن يربوع
بْن عنكثة، عن أبيه، عن جده، وكان اسمه الصرم، فسماه
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعيدًا،
وأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال
له: " أينا أكبر، أنا أو أنت؟ " فقلت: يا رَسُول اللَّهِ،
أنت أكبر مني وأخير، وأنا أقدم ميلادًا منك، وذكره في
المؤلفة قلوبهم، وأن رَسُول اللَّهِ أعطاه من غنائم حنين
خمسين بعيرًا وروى أيضًا قصة ابن خطل، والحويرث بْن نقيد،
وابن أَبِي سرح، ومقيس بْن صبابة، وأن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتلهم، فأما حويرث
فقتله علي، وأما مقيس فقتله الزبير، وأما ابن أَبِي سرح
فاستأمن له عثمان، وأماه ابن خطل فقتل أيضًا.
وتوفي سَعِيد سنة أربع وخمسين بالمدينة، وقيل: بمكة، وكان
عمره مائة سنة وأربعًا وعشرين سنة، وقيل: مائة سنة وعشرون
سنة، وله دار بالمدينة، وعمي أيام عمر بْن الخطاب، فأتاه
عمر يعزيه بذهاب بصره، وقال: لا تدع الجمعة ولا الجماعة في
مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فقال: ليس لي قائد، فبعث إليه عمر بقائد من السبي.
أخرجه الثلاثة.
(2/491)
2103- سعيد بن يزيد
ب د ع: سَعِيد بْن يَزِيدَ الأزدي من أزد بْن الغوث يعد في
المصريين، روى عنه أَبُو الخير اليزني، وزعم أن له صحبة.
روى اللَّيْث بْن سعد، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عن
أَبِي الخير، عن سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، أن رجلًا قال: يا
رَسُول اللَّهِ، أوصي، قال: " أوصيك أن تستحيي من اللَّه
عَزَّ وَجَلَّ كما تستحيي رجلًا صالحًا من قومك ".
قال أَبُو عمر: وأما الذي رأينا من روايته، فعن ابن عمر.
أخرجه الثلاثة
(2/492)
2104- سعيد بن سهيل
ب: سَعِيد بضم السين، وفتح العين، تصغير سعد، فهو سَعِيد
بْن سهيل الأنصاري الأشهلي، مذكور فيمن شهد بدرًا، ولم
يذكره ابن إِسْحَاق، أخرجه أَبُو عمر هكذا مضمومًا.
قلت: قد أخذ عليه بعض العلماء هذا، وقال: قد ذكره أَبُو
عمر في سَعِيد، بفتح العين، ابن سهيل، وعاد ذكره ههنا،
وليس عَلَى أَبِي عمر في هذا مطعن، فإن ذلك من بني عبد
الأشهل بْن حارثة بْن دينار بْن النجار خزرجي، ولا ينسب
إِلَى هذا أشهلي، فإذا قيل: أشهلي مطلقًا، فلا يراد به إلا
عبد الأشهل بْن جشم بْن الحارث من الأوس، وذلك ذكره ابن
منده، وَأَبُو نعيم: سعد بْن سهيل، وذكره أَبُو عمر:
سَعِيد بزيادة ياء، وقالوا: إن ابن إِسْحَاق ذكر أَنَّهُ
شهد بدرًا، وذكر أبو عمر هذا، وقال: لم يذكره ابن إِسْحَاق
فيمن شهد بدرًا، ويمكن أن يكون أَبُو عمر أخطأ في تصغيره،
وحيث صغره لم نر ابن إِسْحَاق ذكره، ولكنه يبعد من مثل ذلك
الإمام الفاضل أن يشتبه عليه هذا فيعدل عن تلك الترجمة،
وهو قد انتهى إِلَى هذه المصغرة من غير يقين، والله أعلم.
(2/492)
2105- سعير بن سوادة
د ع: سعير بضم السين، وفتح العين، وبعد الياء راء، هو:
سعير بْن سوادة العامري، أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه عتوارة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرًا، وقال أَبُو نعيم:
ذكره بعض المتأخرين وقال: هو سفيان بْن سوادة، ولم يذكر
ابن منده هذا في هذه الترجمة، والله أعلم.
(2/493)
2106- سعير بن
العداء
د ع: سعير بْن العداء الفريعي يعد في الحجازيين.
روى عَبْد اللَّهِ بْن يحيى بْن سليمان، قال: أتاني ابن
لسعير بْن العداء، ومعه كتاب من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لسعير بْن عداء: " إني
أحضرتك الزجيج " وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/493)
باب السين والفاء
(2/493)
2107- سفيان بن أسد
ب د ع: سفيان بْن أسد ويقال: ابن أسيد، وأسيد الحضرمي
شامي، روى عنه جبير بْن نفير.
(552) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ
الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ
بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حدثنا الْحَوْطِيُّ، عن عَبْدِ
الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، عن بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ،
عن ضُبَارَةَ بْنِ مَالِكٍ الْحَضْرَمِيِّ، عن أَبِيهِ، عن
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عن
أَبِيهِ، عن سُفْيَانَ بْنِ أَسَدٍ الْحَضْرَمِيِّ،
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَبُرَتْ جِنَايَةً أَنْ تُحَدِّثَ
أَخَاكَ حَدِيثًا هُوَ لَكَ مُصَدِّقٌ، وَأَنْتَ لَهُ
كَاذِبٌ ".
أخرجه الثلاثة
(2/493)
2108- سفيان بن ثابت
ب: سفيان بْن ثابت الأنصاري استشهد يَوْم بئر معونة هو،
وأخوه مالك بْن ثابت، ذكر ذلك الواقدي.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/494)
2109- سفيان بن حاطب
ب س: سفيان بْن حاطب بْن أمية بْن رافع بْن سويد بْن حرام
بْن الهيثم بْن ظفر الأنصاري الظفري شهد مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد، واستشهد
يَوْم بئر معونة، ذكره ابن شاهين.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/494)
2110- سفيان بن
الحكم
ب د ع: سفيان بْن الحكم بْن سفيان الثقفي
(553) أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنُ
عَلِيٍّ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ، إِلَى أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، قَالَ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ
حَرْبٍ، أخبرنا قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ، أخبرنا
سُفْيَانُ، عن مَنْصُورٍ، عن مُجَاهِدٍ، عن الْحَكَمِ بْنِ
سُفْيَانَ، أَوْ سُفْيَانَ بْنِ الْحَكَمِ الثَّقَفِيِّ،
قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَنَضَحَ فَرْجَهُ ".
وَرَوَاهُ شُعَبْةُ، وَوَهْبٌ، عن مَنْصُورٍ، عن الْحَكَمِ
بْنِ سُفْيَانَ، عن أَبِيهِ نَحْوَهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/494)
2111- سفيان بن خولي
سفيان بْن خولي بْن عبد عمرو بْن خولي ابن همام بْن الفاتك
بْن جابر بْن حدرجان بْن عساس بْن ليث بْن حداد بْن ظالم
بْن ذهل بْن عجل بْن عمرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن
عبد القيس العبدي من عبد القيس، وفد عَلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم.
ذكره ابن الكلبي.
(2/494)
2112- سفيان بن أبي
زهير
ب د ع: سفيان بْن أَبِي زهير الأزدي الشنوي من أزد شنوءة،
واسم أَبِي زهير القرد، قاله ابن المديني، وشباب، وقيل:
سفيان بْن نمير بْن مرارة بْن عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن
نصر بْن الأزد بْن الغوث، وقيل: إنه نميري، وقيل: نمري،
والأول أكثر.
ولا يختلفون أَنَّهُ من أزد شنوءة، فربما كان في أجداده من
اسمه نمر أو نمير، فنسب إليه، قال أَبُو أحمد العسكري:
يعني أَنَّهُ من النمر بْن عثمان بْن نصر بْن زهران.
وهذا النسب المتقدم ذكره ابن منده، وَأَبُو نعيم، ولا شك
قد سقط منه شيء، وهو معدود في أهل المدينة.
(554) أخبرنا يحيى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعِيدٍ وَأَبُو
يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى
مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرِ
بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أخبرنا وَكِيعٌ، عن هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ، عن سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" يُفْتَحُ الشَّامُ، فَيَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ الْمَدِينَةِ
بِأَهْلِهِمْ يَبِسُّونَ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "
(555) أخبرنا أَبُو الْحَرَمِ مَكِّيُّ بْنُ زَيَّانَ بْنِ
شَبّه النَّحْوِيُّ بِإِسْنَادِهِ، عن يحيى بْنِ يحيى، عن
مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عن
السَّائِبِ بْنِ زَيْدٍ، عن سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ
وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا لا يُغْنِي عَنْهُ زَرْعًا وَلا
ضَرْعًا، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ "،
قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِي وَرَبِّ هَذَا
الْمَسْجِدِ قال أَبُو أحمد العسكري: روى جرير، عن هشام
بْن عروة، فقال: سفيان بْن أَبِي العوجاء، وهما واحد، ولعل
أبا العوجاء لقب، وجعله ابن أَبِي عاصم ثقفيا، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
(2/495)
2113- سفيان بن زيد
د ع: سفيان بْن زيد الأزدي من أزد شنوءة، ذكره مُحَمَّد
بْن إِسْمَاعِيل البخاري في الصحابة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو نعيم: وقيل: ابن زيد، روى عنه ابن سيرين في
العتيرة.
(2/496)
2114- سفيان بن سهل
د ع: سفيان بْن سهل وقيل: ابن أَبِي سهل روى شريك، عن
عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، عن قبيصة بْن جابر، عن المغيرة
بْن شعبة، قال: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو آخذ بحجزة سفيان بْن سهل، وهو
يقول: " يا سفيان، لا تسبل إزارك، فإن اللَّه لا يحب
المسبلين ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم
(2/496)
2115- سفيان بن
صهابة
د ع: سفيان بْن صهابة المهري وهو الخريق الشاعر، قاله ابن
أَبِي داود.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، مختصرًا.
(2/496)
2116- سفيان بن عبد
الأسد
ب: سفيان بْن عبد الأسد مذكور في المؤلفة قلوبهم، فيه نظر.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/496)
2117- سفيان بن عبد
الله
ب د ع: سفيان بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة بن الحارث
بْن مالك بْن حطيط بْن جشم بْن ثقيف الثقفي الطائفي كذا
نسبه أَبُو أحمد العسكري.
له صحبة ورواية، وكان عاملًا لعمر بْن الخطاب رضي اللَّه
عنه، عَلَى الطائف، استعمله عليه إذ عزل عثمان بْن أَبِي
العاص عنها، ونقل عثمان إِلَى البحرين.
روى عن سفيان ابنه عَبْد اللَّهِ بْن سفيان، ويقال: ابنه
أَبُو الحكم بْن سفيان، وعروة بْن الزبير، ومحمد بْن عَبْد
اللَّهِ بْن ماعز، ونافع بْن جبير.
روى ابن شهاب، عن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بْن ماعز
العامري، عن سفيان بْن عَبْد اللَّهِ الثقفي، قال: قلت: يا
رَسُول اللَّهِ، حدثني بأمر أعتصم به، قال: قل: " ربي
اللَّه، ثم استقم ".
وقد رواه شعبة، عن يعلى بْن عطاء، عن عَبْد اللَّهِ بْن
سفيان، عن أبيه.
ورواه بشر بْن المفضل، عن سفيان بْن عَبْد اللَّهِ، عن
أبيه.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أَبُو عمر، قال: مُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّهِ بْن ماعز، وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: مُحَمَّد
بْن عبد الرحمن بْن ماعز، وهو أصح
(556) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، أخبرنا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطَرِ، إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ
سَمَاعًا، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يَحْيَى
الْبَيِّعُ، أخبرنا الْحُسَيْنُ الْمَحَامِلِيُّ، أخبرنا
يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، أخبرنا جَرِيرٌ، عن هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، قُلْ
لِي قَوْلًا فِي الإِسْلامِ لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا
بَعْدَكَ.
قَالَ: " قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ
اسْتَقِمْ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/496)
2118- سفيان بن عطية
ب د ع: سفيان بْن عطية بْن ربيعة الثقفي وقال ابن أَبِي
خيثمة: هو عطية بْن سفيان.
وهو طائفي، قدم مع وفد ثقيف عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن
عِيسَى بْن عَبْد اللَّهِ، عن سفيان بْن عطية بْن ربيعة
الثقفي، قال: وفدنا من ثقيف عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فضرب لهم قبة، فأسلموا في
النصف من رمضان، فأمرهم فصاموا ما استقبلوا منه، ولم
يأمرهم بقضاء ما فاتهم.
أخرجه الثلاثة.
(2/497)
2119- سفيان بن عمير
س: سفيان بْن عمير بْن وهب من بني النصير، ذكرناه في سعد
بْن وهب، أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرًا.
(2/498)
2120- سفيان بن أبي
العوجاء
ع س: سفيان بْن أَبِي العوجاء أَبُو ليلى الأنصاري أورده
الطبراني، وغيره في هذا الباب، يعرف بكنيته، ويرد في
الكنى، فإنه بها أشهر، إن شاء اللَّه تعالى، واختلف في
اسمه عَلَى وجوه كثيرة، فقيل: سفيان، وقيل: أوس، وقيل:
بلال، وقيل: داود، ويرد في غير هذا الباب إن شاء اللَّه
تعالى، من الكنى وغيرها.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
قلت: قال بعض العلماء: سفيان بْن أَبِي العوجاء رجل من
التابعين، ليست له صحبة، يكنى: أبا ليلى أيضًا، فقولهما في
اسم أَبِي ليلى: سفيان وهم منهما، قال مسلم: سفيان بْن
أَبِي العوجاء أَبُو ليلى، عن أَبِي شريح.
وقال البخاري: سفيان بْن أَبِي العوجاء، عن أَبِي شريح.
وقال أَبُو أحمد: سفيان بْن أَبِي العوجاء أَبُو ليلى
السلمي، عن أَبِي شريح خويلد بْن عمرو الخزاعي.
وقال أَبُو أحمد العسكري: سفيان بْن أَبِي العوجاء النمري.
قال: وهما واحد، يعني هو، وسفيان بْن أَبِي زهير النمري،
الذي تقدم ذكره، قال: ولعل أبا العوجاء لقب له، والله
أعلم.
(2/498)
2121- سفيان بن قيس
بن أبان
ب د ع: سفيان بْن قيس بْن أبان الثقفي الطائفي له صحبة،
ولأخيه وهب بْن قيس صحبة، روت عنهما أميمة بنت رقيقة، عن
رقيقة، قالت: جاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يطلب النصر من الطائف، فدخل علي فسقيته سويقًا،
فشرب، وقال: لا تعبدي طاغيتهم، ولا تصلي لها.
فقلت: إذن يقتلوني، فقال: إذا جاءوك فقولي: ربي رب هذه
الطاغية ووليها ظهرك إذا صليت.
قالت بنت رقيقة: حدثني أخواي وهب، وسفيان ابنا قيس، قالا:
لما أسلمت ثقيف، أتينا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقال: " ما فعلت أمكما؟ " فقلنا: ماتت عَلَى
الحال التي تركت.
فقال: " أسلمت أمكما إذًا ".
أخرجه الثلاثة.
(2/498)
2122- سفيان بن قيس
الكندي
س: سفيان بْن قيس الكندي وفد مع الأشعث بْن قيس إِلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمره أن
يؤذن لهم، فلم يزل يؤذن حتى مات.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: هذا سفيان، قيل فيه: سيف، وهو أخو الأشعث، وقد ذكرناه
في سيف.
(2/499)
2123- سفيان بن مجيب
د ع: سفيان بْن مجيب ذكر أَنَّهُ من أصحاب النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه حجاج بْن عبيد
الثمالي في صفة جهنم أن فيهما سبعين ألف واد.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، مختصرًا، وقد روى أَبُو عمر
هذا الحديث في نفير بْن مجيب بالنون، ووافقه البخاري، وابن
أَبِي حاتم، والدارقطني، وابن ماكولا، ويذكر هناك إن شاء
اللَّه تعالى، إلا أن ابن قانع، وابن منده، وأبا نعيم،
ذكروه: سفيان، وقد ذكره أَبُو أحمد العسكري، فقال: نفير
بْن مجيب، أو سفيان بْن مجيب، روى أن في جهنم سبعين ألف
واد، والله أعلم.
(2/499)
2124- سفيان بن معمر
ب د ع: سفيان بْن معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذاقة بْن جمح
القرشي الجمحي أخو جميل بْن معمر، يكنى أَبُو جابر، كان من
مهاجرة الحبشة، وابنه الحارث بْن سفيان أتى به من أرض
الحبشة.
قال ابن إِسْحَاق: هاجر سفيان بْن معمر الجمحي، ومعه ابناه
جابر وجنادة، ومعه حسنة امرأته، وهي أمهما، وأخوهما لأمهما
شرحبيل بْن حسنة.
وقال ابن إِسْحَاق: كان سفيان من الأنصار، ثم أحد بني زريق
بْن عامر، من بني جشم بْن الخزرج، قدم مكة فأقام بها، ولزم
معمر بْن حبيب الجمحي فتبناه، وزوجه حسنة، ولها شرحبيل من
رجل آخر، وغلب معمر عَلَى نسب سفيان هذا ونسب بنيه، فهم
ينسبون إليه، قال: وهلك سفيان وابناه جابر وجنادة في خلافة
عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه.
وقال الزبير بْن بكار: هو سفيان بْن معمر بْن حبيب بْن وهب
بْن حذافة بْن جمح، أمه أم ولد، وهو من مهاجرة الحبشة،
وكانت تحته حسنة التي ينسب إليها شرحبيل بْن عَبْد اللَّهِ
بْن المطاع، وتبنته وليس بابن لها، كانت مولاة لمعمر بْن
حبيب، قال: وليس لسفيان، ولا لأخيه جميل بْن معمر عقب.
وروى موسى بْن عقبة، عن ابن شهاب، في تسمية الذين هاجروا
إِلَى أرض الحبشة من بني جمح: سفيان بْن معمر بْن حبيب.
أخرجه الثلاثة.
(2/499)
2125- سفيان بن نسر
ب س: سفيان بْن نسر بْن زيد بْن الحارث الأنصاري الخزرجي
من بني جشم بْن الحارث بْن الخزرج، شهد بدرًا وأحدً، قاله
أَبُو عمر.
وقال ابن ماكولا: سفيان بْن نسر بْن عمرو الأنصاري، يعني
بالنون والسين المهملة، ومثله قال ابن الكلبي، وَأَبُو
موسى، وعبد الملك بْن هشام، والواقدي، وعبد اللَّه بْن
مُحَمَّد عمارة القداح.
قال مُحَمَّد بْن حبيب: من قال فيه: بشر، بالباء الموحدة،
والشين المعجمة، فقط أخطأ، إنما هو نسر بالنون، والسين
المهملة.
وروى البكائي، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، بشر بالباء،
والشين المعجمة.
وروى يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق: بشير بْن زيادة ياء
تحتها نقطتان، والأول أصح وأكثر.
قال ابن ماكولا: الصواب نسر، يعني بالنون، والسين المهملة.
قال: وقيل: إنه ليس من الأنصار، وَإِنما هو حليف لهم.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/500)
2126- سفيان أبو
النضر
ب س: سفيان أَبُو النصر الهذلي روى عنه ابنه النضر، قال:
خرجنا في عير لنا إِلَى الشام، فلما كنا بين الزرقان
ومعانة عرسنا من الليل، فإذا بفارس، يقول وهو بين السماء
والأرض: أيها الناس، هبوا، فليس هذا بحين رقاد، قد خرج
أحمد، وطردت الشياطين كل مطرد، ففزعنا، فرجعنا إِلَى أهلنا
فإذا هم يذكرون اختلافًا بمكة بين قريش، وقد خرج فيهم نبي
من بني عبد المطلب اسمه أحمد.
قال ابن أَبِي حاتم: النضر بْن سفيان الدؤلي، عن أَبِي
هريرة، روى عنه مسلم بْن جندب.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/501)
2127- سفيان بن هانئ
د ع: سفيان بْن هانئ بْن جبر بْن عمرو ابن سعد الفوي بْن
ذاخر بْن شرحبيل بْن عمرو بْن شرحبيل بْن عمرو بْن يعفر
بْن عريب بْن شراحيل ويقال: شرحبيل ثويب، أَبُو سالم
الجيشاني، عداده في المصريين.
وفد عَلَى علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه، وروى عنه،
وعن عقبة بْن عامر، وزيد بْن خَالِد، وكان علوي المذهب،
روى عنه الحارث بْن يَزِيدَ، وواهب بْن عَبْد اللَّهِ،
وغيرهما، اختلف في صحبته.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
الفوي: بفتح الفاء وتشديد الواو.
(2/501)
2128- سفيان بن همام
ب د ع: سفيان بْن همام المحاربي من محارب خصفة بْن قيس
عيلان، وقيل: من محارب عبد القيس.
روى يزيد بْن الفضل بْن عمرو بْن سفيان المحاربي، عن أبيه،
عن جده، عن سفيان بْن همام، قال: قال لي رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنه قومك عن نبيذ
الجر، فإنه حرام من اللَّه ورسوله " أخرجه ابن منده،
وَأَبُو نعيم، وجعلاه من محارب بْن خصفة، ووافقهما ابن
أَبِي عاصم، وجعله أَبُو عمر من عبد القيس، وهو الأظهر
عندي، لأنه قد تكرر النهي من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد القيس عن نبيذ الجر، وفي عبد
القيس محارب ينسب إليه، وهو محارب بْن عمرو بْن وديعة بْن
لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس، وقد تقدم لابن منده مثلها في
أبان المحاربي، وقد تقدم الكلام عليه.
(2/501)
2129- سفيان بن وهب
ب د ع: سفيان بْن وهب الخولاني يكنى أبا أيمن.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وحضر حجة الوداع، وشهد فتح مصر، وَإِفريقية، وسكن المغرب،
روى عنه أَبُو الخير مرثد بْن عَبْد اللَّهِ، وَأَبُو
عشانة، ومسلم بْن يسار.
حدث عَبْد اللَّهِ بْن وهب، عن عبد الرحمن بْن شريح، عن
سَعِيدِ بْنِ أَبِي شمر السبائي، قال: سمعت سفيان بْن وهب
الخولاني، يقول: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا تأتي المائة وعلى الأرض أحد
باق ".
وروى عنه غياث بْن أَبِي شبيب من أهل بيت جبرين، قال: كان
يمر بنا سفيان بْن وهب صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن بالقيروان، ونحن غلمة، فيسلم
علينا، وهو معتم بعمامة قد أرخاها من خلفه.
(557) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ
بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ،
حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، أخبرنا
ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو عُشَانَةَ: أَنَّ
سُفْيَانَ بْنَ وَهْبٍ الْخَوْلانِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ
كَانَ تَحْتَ ظِلِّ رَاحِلَةِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ،
أَوْ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ ذَلِكَ، قَالَ: قَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَوْحَةٌ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا
عَلَيْهَا، وَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ
الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ عَلَى
الْمُؤْمِنِ: عِرْضَهُ، وَمَالَهُ، وَنَفْسَهُ حَرَامٌ،
كَمَا حَرُمَ هَذَا الْيَوْمُ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/502)
2130- سفيان بن يزيد
ب د: سفيان بْن يَزِيدَ الأزدي من أزد شنوءة.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى
عنه مُحَمَّد بْن سيرين في العتيرة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو عمر.
قلت: هذا سفيان بْن يَزِيدَ، وهو سفيان بْن زيد، وتقدم
ذكره، أخرجه ابن منده ترجمتين، وهما واحدة، وأخرجه أَبُو
نعيم ترجمة واحدة، فقال: سفيان بْن زيد، وقيل: يزيد.
وأخرجه أَبُو عمر ترجمة واحدة، وهي هذه، والجميع واحد.
(2/503)
2131- سفينة
ب د ع: سفينة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وقيل: مولى أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي أعتقته، واختلف في اسمه،
فقيل: مهران، وقيل: رومان: وقيل: عبس، كنيته أَبُو عبد
الرحمن، وقيل: أَبُو البختري، والأول أكثر، روى عنه حشرج
بْن نباتة، وسعيد بْن جهمان.
روى عنه مُحَمَّد بْن المنكدر، أَنَّهُ قال: ركبت السفينة
فانكسرت، فركبت لوحًا منها، فطرحني إِلَى الساحل، فلقيني
أسد، فقلت: يا أبا الحارث، أنا سفينة مولى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فطأطأ رأسه، وجعل
يدفعني بجنبه، أو بكتفه، حتى وقفني عَلَى الطريق، فلما
وقفني عَلَى الطريق همهم، فظنت أَنَّهُ يودعني.
وسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سفينة، لأنه كان معه في سفر، فكلما أعيا بعض القوم ألقى
علي سيفه، وترسه، ورمحه، حتى حملت شيئًا كثيرًا، فقال
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أنت سفينة
"، فبقي عليه.
وكان يسكن بطن نخلة، وهو من مولدي العرب، وقيل: هو من
أبناء فارس، واسمه سقية بْن مافنة، وكان إذا قيل له: ما
اسمك.
يقول: ما أنا بمخبرك، سماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفينة، فلا أريد غيره.
وقال: أعتقتني أم سلمة، وشرطت علي خدمة النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(558) أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ
سَوْرَةَ، قَالَ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أخبرنا
سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنِي حَشْرَجُ بْنُ
نُبَاتَةَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
سَفِينَةُ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخِلافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلاثُونَ
سَنَةً، ثُمَّ مُلْكٌ بَعْدَ ذَلِكَ ".
ثُمَّ قَالَ لِي سَفِينَةُ: أَمْسِكْ خِلافَةَ أَبِي
بَكْرٍ، وَخِلافَةَ عُمَرَ، وَخِلافَةَ عُثْمَانَ، ثُمَّ
قَالَ: أَمْسِكْ خِلافَةَ عَلِيٍّ، فَوَجَدْنَاهَا
ثَلاثِينَ سَنَةً.
قَالَ سَعِيدٌ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ
يَزْعُمُونَ أَنَّ الْخِلافَةَ فِيهِمْ؟ فَقَالَ: كَذَبَ
بَنُو الزَّرْقَاءِ، بَلْ هُمْ مُلُوكٌ مِنْ شَرِّ
الْمُلُوكِ
(2/503)
باب السين والكاف
(2/504)
2132- سكبة بن
الحارث
ب د ع: سكبة بْن الحارث الأسلمي له صحبة، روى عَبْد
اللَّهِ بْن شقيق، عن رجاء الأسلمي، قال: أخذ محجن بيدي
حتى انتهينا إِلَى مسجد البصرة، فوجدنا بريدة الأسلمي
قاعدًا عَلَى باب من أبواب المسجد، ورجل في المسجد يقال
له: سكبة، يطيل الصلاة، وكان في بريدة مزاحة، فقال بريدة:
يا محجن، ألا تصلي كما يصلي سكبة، فلم يرد عليه محجن.
رواه أَبُو داود الطيالسي، عن أَبِي عوانة، عن أَبِي بشر،
عن رجاء.
أخرجه الثلاثة.
(2/504)
2133- السكران بن
عمرو
ب د ع: السكران بْن عمرو بْن عبد شمس ابن عبد ود بْن نصر
بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي أخو سهيل بْن عمرو، وهو
من مهاجرة الحبشة، هاجر إليها ومعه امرأته سودة بنت زمعة،
وتوفي هناك، قاله موسى بْن عقبة، وَأَبُو معشر، والزبير.
وقال ابن إِسْحَاق، والواقدي: رجع السكران إِلَى مكة فمات
بها، قبل الهجرة إِلَى المدينة، وخلف رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى زوجته سودة بنت
زمعة.
أخرجه الثلاثة.
(2/504)
2134- سكن الضمري
ب د ع: سكن الضمري وقيل: سكين، روى عنه عطاء بْن يسار، أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "
المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء ".
أخرجه الثلاثة.
(2/505)
2135- سكينة
س: سكينة روى الحسن بْن عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ، عن
زياد، أو ابن زياد بْن سكينة، عن أبيه، عن جده سكينة، أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لو أن
الدين معلق بالثريا لتناوله رجل من أبناء فارس ".
قال سكينة: أوصى إلي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا أسأل أحدًا شيئًا.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هذا وهم، والصواب: ابن عبيد بْن
الأسود بْن سويد بْن زياد بْن سفينة، مولى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أبيه، عن جده
الأسود، عن أبيه، عن جده سفينة، بمعناه، وهذا أصح.
أخرجه أَبُو موسى
(2/505)
باب السين واللام
(2/505)
2136- سلام ابن أخت
عبد الله بن سلام
د ع: سلام ابن أخت عَبْد اللَّهِ بْن سلام فيه وفي أصحابه
نزلت: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ} وقد ذكر مع سلمة ابن أخي عَبْد اللَّهِ بْن
سلام.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/505)
2137- سلام بن عمرو
د ع: سلام بْن عمرو له صحبة.
روى أَبُو عوانة، عن أَبِي بشر، عن سلام بْن عمرو، وكان من
أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن
النَّبِيّ، أَنَّهُ قال: " الكلاب رجس " والصواب ما رواه
شعبة، عن أَبِي بشر، عن سلام بْن عمرو، عن رجل من أصحاب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال:
" إخوانكم أحسنوا إليهم واستعينوهم عَلَى ما غلبكم،
وأعينوهم عَلَى ما غلبهم ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/506)
2138- سلامة أبو عمر
ع: سلامة بزيادة هاء هو سلامة أَبُو عمرو حديثه عند ابنه
عمرو، لا تصح له صحبة.
روى ثور بْن يَزِيدَ، عن عمرو بْن سلامة، عن أبيه، قال:
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ليس عرضة جنة الفردوس بيده، ثم
بناها لبنة من ذهب مصفى، ولبنة من مسك، وغرس فيها من جيد
الفاكهة، وطيب الريحان، وفجر فيها أنهارًا، ثم أوفى ربناه
تبارك وتعالى عَلَى عرشه، فنظر إليها، فقال: وعزتي لا
يدخلك مدمن خمر، ولا مصر عَلَى زنى ".
أخرجه أَبُو نعيم.
(2/506)
2139- سلامة بن عمير
ع س: سلامة بْن عمير بْن أَبِي سلامة بْن سعد بْن سنان ابن
الحارث بْن عبس بْن هوازن بْن أسلم أَبُو حدرد الأسلمي
قاله مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، له صحبة.
وقال أحمد بْن حنبل: اسم أَبِي حدرد عبد، ويذكر في عبد،
ويرد في الكنى أيضًا إن شاء اللَّه تعالى، وتوفي سنة إحدى
وسبعين.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
(2/506)
2140- سلامة بن قيصر
ب د ع: سلامة بْن قيصر الحضرمي وقيل: سلمة.
عداده في المصريين، ولي بيت المقدس، روى عنه أَبُو الخير
مرثد بْن عَبْد اللَّهِ اليزني، وَأَبُو الشعثاء عمرو بْن
ربيعة الحضرمي.
روى ابن لهيعة، عن زبان بْن فائد، عن لهيعة بْن عقبة، عن
عمرو بْن ربيعة، عن سلامة بْن قيصر، قال: قال رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من صام
يومًا ابتغاء وجه اللَّه تعالى، باعده اللَّه من جهنم كبعد
غراب طار وهو فرخ حتى مات هرمًا ".
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا يوجد له سماع، ولا
إدراك للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بهذا
الإسناد، وأنكر أَبُو زرعة صحبته، وقال: روايته عن أَبِي
هريرة
(2/507)
2141- سلامة الهلب
د ع: سلامة وهو الهلب روى عنه ابنه قبيصة، وقد اختلف في
اسمه، وهو بالهلب أشهر، ويرد في الهاء، إن شاء اللَّه
تعالى أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/507)
2142- سلكان بن
سلامة
ب د ع: سلكان بْن سلامة بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن
عبد الأشهل وسلكان لقبه، واسمه سعد عند بعضهم، وكنيته
أَبُو نائلة، وقد ذكرناه في سعد وأسعد، ويرد في الكنى إن
شاء اللَّه تعالى، وهو أحد النفر الذين قتلوا كعب بْن
الأشرف، وكان أخاه من الرضاعة، وهو بكنيته أشهر.
أخرجه الثلاثة.
(2/507)
2143- سلكان بن مالك
سلكان بْن مالك ذكره الواقدي فيمن دخل مصر من الصحابة.
أخرجه ابن الدباغ الأندلسي، مستدركًا عَلَى أَبِي عمر.
(2/507)
2144- سلم بن نذير
ب: سلم بْن نذير بصري، روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه يزيد بْن أَبِي حبيب.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وقال: حديثه عندي مرسل.
(2/508)
2145- سلمان بن
ثمامة
د ع: سلمان بْن ثمامة بْن شراحيل بْن الأصهب الجعفي غزا مع
علي، ونزل الرقة، له وفادة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله مسجد بالرقة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/508)
2146- سلمان بن خالد
الخزاعي
ع س: سلمان بْن خَالِد الخزاعي ذكره الطبراني في الصحابة،
وروى بِإِسْنَادِهِ، عن عمرو بْن مرة، عن سلمان بْن
خَالِد، قال: أراه من خزاعة، قال: وددت أني صليت فاسترحت،
فكأنهم عابوا عليه ذلك، فقال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يا بلال، أقم الصلاة
فأرحنا ".
كذا ذكره في المعجم، ورواه علي بْن مسهر وغيره، عن مسعر،
عن عمرو، عن سالم بْن أَبِي الجعد، عن رجل من خزاعة، ولم
يسمه.
ورواه سفيان بْن عيينة، عن مسعر، عن عمرو، عن رجل، عن
عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ علي، عن أبيه، عن رجل من
الصحابة.
ورواه أَبُو حمزة الثمالي، عن سالم، عن عَبْد اللَّهِ بْن
مُحَمَّدِ بْنِ الحنفية، عن أبيه، عن صهر له من أسلم، من
الصحابة.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى
(2/508)
2147- سلمان بن
ربيعة
ب د ع: سلمان بْن ربيعة الباهلي أدرك النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليس له صحبة، وهو أول من قضى
بالكوفة، ثم قضى بالمدائن، قاله أَبُو نعيم.
وقال ابن منده: ذكره البخاري في الصحابة، ولا يصح.
وهو سلمان بْن ربيعة بْن يَزِيدَ بْن عمرو بْن سهم بْن
ثعلبة بْن غنم بْن قتيبة بْن معن بْن مالك بْن أعصر أَبُو
عَبْد اللَّهِ الباهلي.
قال أَبُو عمر: ذكره العقيلي، وَأَبُو حاتم الرازي في
الصحابة، قال: وهو عندي كما قالا.
وشهد فتوح الشام مع أَبِي أمامة الباهلي، واستقضاه عمر
عَلَى الكوفة، قال أَبُو وائل: اختلفت إِلَى سلمان بْن
ربيعة أربعين صباحًا، فلم أجد عنده فيها خصمًا، وكان يلي
الخيل لعمر بْن الخطاب، فكان يقال له: سلمان الخيل.
وكان عمر بْن الخطاب قد أعد في كل مصر من أمصار المسلمين
خيلًا كثيرة معدة للجهاد، فكان من ذلك بالكوفة أربعة آلاف
فرس، فكان العدو إذا دهم الثغور، ركبها المسلمون، وساروا
مجدين لقتاله، فكان سلمان يتولى تلك الخيل بالكوفة.
وغزا سلمان بْن ربيعة أذربيجان، ثم غزا بلنجر في أقاصي
أران والخزر، وقتل ببلنجر سنة ثمان وعشرين في خلافة عثمان،
وقيل: سنة تسع وعشرين، وقيل: سنة ثلاثين، وقيل: سنة إحدى
وثلاثين.
روى عنه عدي بْن عدي، والصبي بْن معبد، وَأَبُو وائل شقيق
بْن سلمة.
أخرجه الثلاثة.
(2/508)
2148- سلمان بن صخر
ب د ع: سلمان بْن صخر البياضي المظاهر من امرأته، وقيل:
سلمة، وهو أكثر، ويرد في سلمة أتم من هذا إن شاء اللَّه
تعالى.
أخرجه الثلاثة.
(2/509)
2149- سلمان بن عامر
ب د ع: سلمان بْن عامر بْن أوس بْن حجر بْن عمرو بْن
الحارث بْن تيم بْن ذهل بْن مالك بْن بكر بْن سعد بْن ضبة
بْن أد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر الضبي نزل البصرة،
ومات بها.
قال مسلم بْن الحجاج: لم يكن في الصحابة ضبي غيره، روى
مُحَمَّد، وحفصة ولدا سيرين، وأم الرائح الرباب بنت صليع
بْن عامر بنت أخي سلمان.
(559) أخبرنا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُهُمَا،
بِإِسْنَادِهِم إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ:
حدثنا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ،
عن عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَةَ بِنْتَ
سِيرِينَ تُحَدِّثُ الرَّبَابَ، عن سَلْمَانَ، عن
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى التَّمْرِ،
فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَى الْمَاءِ، فَإِنَّهُ طَهُوٌر
".
ورَوَاهُ رَوْحٌ، عن شُعْبَةَ، عن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ،
وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عن حَفْصَةَ، عن سَلْمَانَ، عن
النَّبِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرِ الرَّبَابَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/509)
2150- سلمان الفارسي
ب د ع: سلمان الفارسي أَبُو عَبْد اللَّهِ ويعرف بسلمان
الخير مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وسئل عن نسبه، فقال: أنا سلمان بْن الإسلام.
أصله من فارس، من رامهرمز، وقيل: إنه من جي، وهي مدينة
أصفهان، وكان اسمه قبل الإسلام مابه بْن بوذخشان بْن
مورسلان بْن بهبوذان بْن فيروز بْن سهرك، من ولد آب الملك.
وكان ببلاد فارس مجوسيًا سادن النار، وكان سبب إسلامه
(560) مَا أخبرنا أَبُو الْمَكَارِمِ مَنْصُورُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ، أخبرنا أَبُو
الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ
الْمُعَدَّلُ، أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ سَعْدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ وَالْخَطِيبُ أَبُو الْفَضَائِلِ
الْحَسَنُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، قَالا: أخبرنا أَبُو
الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
إِدْرِيسَ، أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ الْمُظَفَّرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّاءَ يَزِيدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ
الْمَوْصِلِيُّ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ جَابِرٍ، أخبرنا
يُوسُفَ بْنُ بُهْلُولٍ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
إِدْرِيسَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.
ح قَالَ أَبُو زَكَرِيَّاءَ: أخبرنا عِمْرَانُ بْنُ
مُوسَى، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ،
أخبرنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ، عن
ابْنِ إِسْحَاقَ، عن عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ،
عن مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ.
ح قَالَ أَبُو زَكَرِيَّاءَ: وَحدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
غَنَّامِ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، وَأخبرنا نُمَيْرٌ،
أخبرنا يُونُسُ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، عن عَاصِمِ بْنِ
عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عن مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عن
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ، قَالَ: "
كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ فَارِسَ مِنْ أَصْبَهَانَ،
مِنْ جَيّ، ابْنَ رَجُلٍ مِنْ دَهَاقِينِهَا، وَفِي
حَدِيثِ ابْنِ إِدْرِيسَ: وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ
أَرْضِهِ، وَكُنْتُ أَحَبَّ الْخَلْقَ إِلَيْهِ: وَفِي
حَدِيثِ الْبَكَّائِيِّ: أَحَبَّ عِبَادِ اللَّهِ
إِلَيْهِ، فَأَجْلَسَنِي فِي الْبَيْتِ كَالْجَوَارِي،
فَاْجتَهَدْتُ فِي الْفَارِسِيَّةِ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ
بْنِ عَامِرٍ: فِي الْمَجُوسِيَّةِ، فَكُنْتُ فِي النَّارِ
الَّتِي تُوقَدُ فَلا تَخْبُو، وَكَانَ أَبِي صَاحِبَ
ضَيْعَةٍ، وَكَانَ لَهُ بِنَاءٌ يُعَالِجُهُ، زَادَ ابْنُ
إِدْرِيسَ فِي حَدِيثِهِ: فِي دَارِهِ، فَقَالَ لِي
يَوْمًا: يَا بُنَيَّ، قَدْ شَغَلَنِي مَا تَرَى
فَانْطَلِقْ إِلَى الضَّيْعَةِ، وَلا تَحْتَبِسْ
فَتَشْغِلْنِي عن كُلِّ ضَيْعَةٍ بِهَمِّي بِكَ،
فَخَرَجْتُ لِذَلِكَ فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةِ النَّصَارَى
وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَمِلْتُ إِلَيْهِمْ وَأَعْجَبَنِي
أَمْرُهُمْ، وَقُلْتُ، هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ
دِينِنَا.
فَأَقَمْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، لا أَنَا
أَتَيْتُ الضَّيْعَةَ، وَلا رَجَعْتُ إِلَيْهِ،
فَاسْتَبْطَأَنِي وَبَعَثَ رُسُلًا فِي طَلَبِي، وَقَدْ
قُلْتُ لِلنَّصَارَى حِينَ أَعْجَبَنِي أَمْرُهُمْ: أَيْنَ
أَصْلُ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا: بِالشَّامِ.
فَرَجَعْتُ إِلَى وَالِدِي، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، قَدْ
بَعَثْتُ إِلَيْكَ رُسُلًا، فَقُلْتُ: مَرَرْتُ بِقَوْمٍ
يُصَلِّونَ فِي كَنِيسَةٍ، فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ
مِنْ أَمْرِهِمْ، وَعَلِمْتُ أَنَّ دِينَهُمْ خَيْرٌ مِنْ
دِينِنَا.
فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ
مِنْ دِينِهِمْ، فَقُلْتُ: كَلا وَاللَّهِ.
فَخَافَنِي وَقَيَّدَنِي.
فَبَعَثْتُ إِلَى النَّصَارَى وَأَعْلَمْتُهُمْ مَا
وَافَقَنِي مِنْ أَمْرِهِمْ، وَسَأَلْتُهُمْ إِعْلامِي
مَنْ يُرِيدُ الشَّامَ، فَفَعَلُوا.
فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلِي، وَخَرَجْتُ
مَعَهُمْ، حَتَّى أَتَيْتُ الشَّامَ، فَسَأَلْتُهُمْ عن
عَالِمِهِمْ، فَقَالُوا: الأُسْقُفُّ، فَأَتَيْتُهُ،
فَأَخْبَرْتُهُ، وَقُلْتُ: أَكُونُ مَعَكَ أَخْدِمُكَ
وَأُصَلِّي مَعَكَ؟ قَالَ: أَقِمْ.
فَمَكَثْتُ مَعَ رَجُلٍ سُوءٍ فِي دِينِهِ، وَكَانَ
يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَإِذَا أَعْطَوْهُ شَيْئًا
أَمْسَكَهُ لِنَفْسِهِ، حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلالٍ
مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا، فَتُوُفِّيَ،
فَأَخْبَرْتُهُمْ بِخَبَرِهِ، فَزَبَرُونِي،
فَدَلَلْتُهُمْ عَلَى مَالِهِ فَصَلَبُوهُ، وَلَمْ
يُغَيِّبُوهُ وَرَجَمُوهُ، وَأَحَلُّوا مَكَانَهُ رَجُلًا
فَاضِلًا فِي دِينِهِ زُهْدًا وَرَغْبَةً فِي الآخِرَةِ
وَصَلاحًا، فَأَلْقَى اللَّهُ حُبَّهُ فِي قَلْبِي، حَتَّى
حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ: أَوْصِينِي، فَذَكَرَ
رَجُلًا بِالْمَوْصِلِ، وَكُنَّا عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ
حَتَّى هَلَكَ.
فَأَتَيْتُ الْمَوْصِلَ، فَلَقِيتُ الرَّجُلَ،
فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي، وَأَنَّ فُلانًا أَمَرَنِي
بِإِتْيَانِكَ، فَقَالَ: أَقِمْ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى
سَبِيلِهِ وَأَمْرِهِ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ،
فَقُلْتُ لَهُ: أَوْصِينِي، فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ أَحَدًا
عَلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ إِلا رَجُلًا بِعَمُورِيَّةَ.
فَأَتَيْتُهُ بِعَمُورِيَّةَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي،
فَأَمَرَنِي بِالْمَقَامِ وَثَابَ لِي شَيْءٌ،
وَاتَّخَذْتُ غَنِيمَةً وَبُقَيْرَاتٍ، فَحَضَرَتْهُ
الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ: إِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ فَقَالَ: لا
أَعْلَمُ أَحَدًا الْيَوْمَ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا
عَلَيْهِ، وَلَكِنْ قَدْ أظلك نبي يبعث بدين إِبْرَاهِيم
الحنيفية، مهاجره بأرض ذات نخل، وبه آيات وعلامات لا تخفى،
بين منكبيه خاتم النبوة، ويأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة،
فإن استطعت فتخلص إليه فتوفي.
فمر بي ركب من العرب، من كلب، فقلت: أصحبكم وأعطيكم بقراتي
وغنمي هذه، وتحملوني إِلَى بلادكم؟ فحملوني إِلَى وادي
القرى، فباعوني من رجل من اليهود، فرأيت النخل، فعلمت
أَنَّهُ البلد الذي وصف لي، فأقمت عند الذي اشتراني، وقدم
عليه رجل من بنى قريظة فاشتراني منه، وقدم بي المدينة،
فعرفتها بصفتها، فأقمت معه أعمل في نخله، وبعث اللَّه نبيه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغفلت عن ذلك حتى قدم
المدينة، فنزل في بني عمرو بْن عوف، فأني لفي رأس نخلة إذ
أقبل ابن عم لصاحبي، فقال: أي فلان، قاتل اللَّه بني قيلة،
مررت بهم آنفًا، وهم مجتمعون عَلَى رجل قدم عليهم من مكة،
يزعم أَنَّهُ نبي، فوالذي ما هو إلا أن سمعتها، فأخذني
القر، ورجفت بي النخلة، حتى كدت أن أسقط، ونزلت سريعًا،
فقلت: ما هذا الخبر؟ فلكمني صاحبي لكمة، وقال: وما أنت
وذاك؟ أقبل عَلَى شأنك.
فأقبلت عَلَى عملي حتى أمسيت، فجمعت شيئًا فأتيته به، وهو
بقباء عند أصحابه، فقلت: اجتمع عندي، أردت أن أتصدق به،
فبلغني أنك رجل صالح، ومعك رجال من أصحابك ذوو حاجة،
فرأيتكم أحق به، فوضعته بين يديه، فكف يديه، وقال لأصحابه:
كلوا.
فأكلوا، فقلت: هذه واحدة، ورجعت.
وتحول إِلَى المدينة، فجمعت شيئًا فأتيته به، فقلت: أحببت
كرامتك فأهديت لك هدية، وليست بصدقة، فمد يده فأكل، وأكل
أصحابه، فقلت: هاتان اثنتان، ورجعت.
فأتيته وقد تبع جنازة في بقيع الغرقد، وحوله أصحابه،
فسلمت، وتحولت أنظر إِلَى الخاتم في ظهره، فعلم ما أردت،
فألقى رداءه، فرأيت الخاتم، فقبلته، وبكيت، فأجلسني بين
يديه، فحدثته بشأني كله كما حدثتك يا ابن عباس، فأعجبه
ذلك، وأحب أن يسمعه أصحابه، ففاتني معه بدر وأحد بالرق،
فقال لي: " كاتب يا سلمان عن نفسك "، فلم أزل بصاحبي حتى
كاتبته، عَلَى أن أغرس له ثلثمائة ودية، وعلى أربعين أوقية
من ذهب، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " أعينوا أخاكم بالنخل "، فأعانوني بالخمس
والعشر، حتى اجتمع لي، فقال لي: " فقر لها ولا تضع منها
شيئًا حتى أضعه بيدي "، ففعلت، فأعانني أصحابي حتى فرغت،
فأتيته، فكنت آتيه بالنخلة فيضعها، ويسوي عليها ترابًا،
فانصرف، والذي بعثه بالحق فما ماتت منها واحدة، وبقي
الذهب، فبينما هو قاعد إذ أتاه رجل من أصحابه بمثل البيضة
من ذهب، أصابه من بعض المعادن، فقال: " ادع سليمان المسكين
الفارسي المكاتب "، فقال: أد هذه، فقلت: يا رَسُول
اللَّهِ، وأين تقع هذه مما علي؟ وروى أَبُو الطفيل، عن
سلمان، قال: أعانني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببيضة من ذهب، فلو وزنت بأحد لكانت
أثقل منه "
وقيل: إنه لقي بعض الحواريين، وقيل: إنه أسلم بمكة، وليس
بشيء.
وأولُ مشاهده مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الخندق، ولم يتخلف عن مشهد بعد الخندق، وآخى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه
وبين أَبِي الدرداء.
(561) أُخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ
الْقَاهِرِ، قَالَ: أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ
أَحْمَدَ الْقَارِي، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
شَاذَانَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ
بْنِ السَّمَّاكِ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، أخبرنا
حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، أخبرنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن
سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
وَدِيعَةَ، عن سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ
اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَتَطَهَّرَ بِمَا
اسْتَطَاعَ مِنَ الطُّهْرِ، ثُمَّ ادَّهَنَ مِنْ دُهْنِهِ
أَوْ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ
اثْنَيْنِ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ أَنْصَتَ، غُفِرَ
لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى ".
رَوَاهُ آدَمُ بْنُ إِيَاسٍ، عن ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عن
سَعِيدٍ، عن أَبِيهِ، عن ابْنِ وَدِيعَةَ، عن سَلْمَانَ.
وَرَوَاهُ ابْنُ عَجْلانَ، عن سَعِيدٍ، عن أَبِيهِ، عن
ابْنِ وَدِيعَةَ، عن أَبِي ذَرٍّ
(562) وأخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
وَأَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
السُّلَمِيِّ، قَالَ: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ،
أخبرنا أَبِي، عن الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عن أَبِي
رَبِيعَةَ الإِيَادِيِّ، عن الْحَسَنِ، عن أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ إِلَى
ثَلاثَةٍ عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَسَلْمَانَ "
وكان سلمان من خيار الصحابة زهادهم وفضلائهم، وذوي القرب
من رَسُول اللَّهِ، قالت عائشة: " كان لسلمان مجلس من
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالليل،
حتى كاد يغلبنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
وسئل عَلَى عن سلمان، فقال: علم العلم الأول والعلم الآخر،
وهو بحر لا ينزف، وهو منا أهل البيت.
وكان رَسُول اللَّهِ قد آخى بين سلمان وأبي الدرداء، وسكن
أَبُو الدرداء الشام، وسكن سلمان العراق، فكتب أَبُو
الدرداء إِلَى سلمان: سلام عليك، أما بعد، فإن اللَّه
رزقني بعدك مالًا وولدًا، ونزلت الأرض المقدسة.
فكتب إليه سلمان: سلام عليك، أما بعد، فإنك كتبت إلي أن
اللَّه رزقك مالًا وولدًا، فاعلم أن الخير ليس بكثرة المال
والولد، ولكن الخير أن يكثر حلمك، وأن ينفعك علمك، وكتبت
إِلَى أنك نزلت الأرض المقدسة، وَإِن الأرض لا تعمل لأحد،
اعمل كأنك ترى، واعدد نفسك من الموتى.
وقال حذيفة لسلمان: ألا نبني لك بيتًا؟ قال: لم؟ لتجعلني
ملكًا، وتجعل لي درًا مثل بيتك الذي بالمدائن، قال: لا،
ولكن نبني لك بيتًا من قصب ونسقفه بالبردي، وَإِذا قمت كاد
أن يصيبك رأسك، وَإِذا نمت كاد أن يصيب طرفيك، قال: فكأنك
كنت في نفسي.
وكان عطاؤه خمسة آلاف، فإذا خرج عطاؤه فرقه، وأكل من كسب
يده وكان يسف الخوص.
وهو الذي أشار عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحفر الخندق لما جاءت الأحزاب، فلما
أمر رَسُول اللَّهِ بحفره احتج المهاجرون والأنصار في
سلمان، وكان رجلًا قويًا، فقال المهاجرون: سلمان منا، وقال
الأنصار: سلمان منا، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سلمان منا أهل البيت ".
وروى عنه ابن عباس، وأنس، وعقبة بْن عامر، وَأَبُو سَعِيد،
وكعب بْن عجرة، وَأَبُو عثمان النهدي، وشرحبيل بْن السمط،
وغيرهم.
(563) أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ السِّيحِيِّ، أخبرنا
أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
خَمِيسٍ، أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَوْقٍ، أخبرنا أَبُو
الْقَاسِمِ بْنُ الْمُرَجَّى، أخبرنا أَبُو يَعْلَى
الْمَوْصِلِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حدثنا
جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ،
عن قَرْثَعٍ الضَّبِّيِّ، عن سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ،
قَالَ: قَالَ لِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " هَلْ تَدْرِي مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ "
قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "
هُوَ الَّذِي جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ
أَبَاكُمْ، أَوْ أَبَاكَ، آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، مَا
مِنْ عَبْدٍ يَتَطَهَّرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ يَأْتِي
الْجُمُعَةَ لا يَتَكَلَّمُ، حَتَّى يَقْضِيَ الإِمَامُ
صَلاتَهُ، إِلا كَانَ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا " وتوفي
سنة خمس وثلاثين، في آخر خلافة عثمان، وقيل: أول سنة ست
وثلاثين، وقيل: توفي في خلافة عمر، والأول أكثر.
قال العباس بْن يَزِيدَ: قال أهل العلم: عاش سلمان ثلثمائة
وخمسين سنة، فأما مائتان وخمسون فلا يشكون فيه.
قال أَبُو نعيم: كان سلمان من المعمرين، يقال: إنه أدرك
عِيسَى بْن مريم، وقرأ الكتابين، وكان له ثلاث بنات: بنت
بإصبهان، وزعم جماعة أنهم من ولدها، وابنتان بمصر.
أخرجه الثلاثة.
(2/510)
2151- سلمة بن
الأدرع
د ع: سلمة بفتح اللام هو سلمة بْن الأذرع الذي قال فيه
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لنفر
ينتضلون، وهو فيهم: " ارموا وأنا مع ابن الأدرع "، واسم
أبيهم ذكوان.
(564) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ،
حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي هِشَامُ
بْنُ سَعْدٍ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن ابْنِ
الأَدْرَعِ، قَالَ: كُنْتُ أَحْرُسُ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجَ
لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، قَالَ: فَرَآنِي، فَأَخَذَ بِيَدِي،
فَانْطَلَقْنَا فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي
يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا ".
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، نُصَلِّي نَجْهَرُ
بِالْقُرْآنِ؟ فَرَفَضَ يَدِي، وَقَالَ: " إِنَّكُمْ لا
تَنَالُونَ هَذَا الأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ "، قَالَ:
ثُمَّ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَأَنَا أَحْرُسُهُ لِبَعْضِ
حَاجَتِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ
يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ، فَقُلْتُ: عَسَى أَنْ
يَكُونَ مُرَائِيًا، قَالَ رَسُول اللَّهِ: " كَلا إِنَّهُ
أَوَّابٌ "، قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ
اللَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ
(2/515)
2152- سلمة بن أسلم
ب د ع: سلمة بْن أسلم بْن حريش بْن عدي بْن مجدعة ابن
حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس
الأنصاري الأوسي الحارثي يكنى أبا سعد شهد بدرًا والمشاهد
كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقتل يَوْم جسر أَبِي عبيد، سنة أربع عشرة، وهو ابن ثمان
وثلاثين سنة، وقيل: استشهد، وهو ابن ثلاث وستين سنة، يقال:
إنه الذي أسر السائب بْن عبيد، والنعمان بْن عمرو يَوْم
بدر، ذكر هذا كله أَبُو حاتم الرازي، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: سلمة بْن سلامة الأشهلي، شهد
بدرًا، لا تعرف له رواية ورويا، عن ابن إِسْحَاق فيمن شهد
بدرًا من الأوس، من بني عبد الأشهل: سلمة بْن أسلم بْن
الحريش بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث.
أخرجه الثلاثة، وجوده أَبُو نعيم بقوله: هو حليف لهم.
وأما ابن منده فلم يذكر الحلف، ولا بد منه، فإن سياق النسب
يدل عليه، لأنه ليس فيه عبد الأشهل، وَإِنما هو من ولد
حارثة بْن الحارث بْن الخزرج، وعبد الأشهل هو ابن جشم بْن
الحارث بْن الخزرج، فجشم أَبُو عبد الأشهل، هو أخو حارثة
بْن الحارث، والله أعلم.
وقد ذكره ابن إِسْحَاق في بني عبد الأشهل، وقال: من رواية
زياد بْن عَبْد اللَّهِ البكائي، وسلمة بْن الفضل،
وَإِبْرَاهِيم بْن سعد، كلهم عنه: إنه حليف لبني عبد
الأشهل، من بني حارثة بْن الحارث، وأما رواية يونس بْن
بكير فلم يذكر أَنَّهُ حلف.
وابن منده أخرج رواية يونس، فلهذا لم يذكر أَنَّهُ حليف.
(2/516)
2153- سلمة بن
الأسود
س: سلمة بْن الأسود بْن شجرة بْن معاوية بْن ربيعة بْن وهب
بْن ربيعة بْن معاوية الأكرمين الكندي له مسجد بالكوفة،
وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فأسلم.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/516)
2154- سلمة والد
أصيد
س: سلمة والد أصيد تقدم ذكره في ذكر ابنه أصيد.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.
(2/517)
2155- سلمة بن
الأكوع
ب د ع: سلمة بْن الأكوع وقيل: سلمة بْن عمرو بْن الأكوع،
واسم الأكوع سنان بْن عَبْد اللَّهِ بْن قشير بْن خزيمة
بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم الأسلمي، يكنى أبا مسلم،
وقيل: أَبُو إياس، وقيل: أَبُو عامر، والأكثر أَبُو إياس
بابنه إياس وكان سلمة ممن بايع تحت الشجرة مرتين، وسكن
المدينة، ثم انتقل فسكن الربذة.
وكان شجاعًا راميًا محسنًا خيرًا فاضلًا، روى جماعة من أهل
المدينة، وقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " خير رجالتنا سلمة بْن الأكوع ".
قاله في غزوة ذي قرد لما استنقذ لقاح رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عنه، أَنَّهُ قال:
بايعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَوْم الحديبية عَلَى الموت.
وروى غيره، قال: بايعناه عَلَى أن لا نفر.
والمعنى واحد، فإن البيعة إذا كانت عَلَى أن لا نفر، فهي
عَلَى الموت، أو أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بايع كلا منهم عَلَى قدر ما عنده من الشجاعة.
وقال ابن إِسْحَاق: سمعت أن الذي كلمه الذئب هو سلمة بْن
الأكوع، وليس بشيء.
وغزا مع رَسُول اللَّهِ سبع غزوات، وقال ابنه إياس: ما كذب
أَبِي قط.
ولما قتل عثمان رضي اللَّه عنه، خرج إِلَى الربذة، وتزوج
هناك وولد له أولاد، فلم يزل هناك حتى كان قبل أن يموت
بليال، عاد إِلَى المدينة.
روى عنه ابنه إياس، ويزيد بْن أَبِي عبيد مولاه، وغيرهما.
(565) أخبرنا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الطُّوسِيِّ، أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ
أَحْمَدَ السَّرَّاجِ، أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَبَنْكٍ الْقَاضِي، أخبرنا أَبُو
حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ،
أخبرنا إِسْمَاعِيل بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
أخبرنا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّقَاشِيُّ، أخبرنا يحيى
بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي
عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ: قَالَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا
يَقُولُ أَحَدٌ بَاطِلًا لَمْ أَقُلْهُ إِلا تَبَوَّأَ
مَقْعَدَهُ فِي النَّارِ " وتوفي سلمة سنة أربع وسبعين
بالمدينة، وهو ابن ثمانين سنة، وقيل: توفي سنة أربع وستين،
وكان يصفر لحيته ورأسه.
أخرجه الثلاثة.
(2/517)
2156- سلمة بن أمية
ب د ع: سلمة بْن أمية بْن أَبِي عبيدة بْن همام بْن الحارث
بْن بكر بْن زيد بْن مالك بْن زيد بْن مناة بْن تميم
التميمي أخو يعلى بْن أمية المعروف بابن منية، أمهما
جميعًا منية.
هاجر مع أخيه يعلى، يعد في المكيين.
روى يونس بْن بكير، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن خَالِد
بْن كثير الهمداني، عن عطاء بْن أَبِي رباح، عن صفوان بْن
يعلى، عن أبيه، وعمه سلمة بْن أمية: أنهما خرجا مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك،
ومعنا صاحب لنا، فقاتله رجل من الناس، فعض بذراعه،
فاجتذبها من فيه، فسقطت ثنيتاه، فذهب إِلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلتمس العقل، فقال
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يذهب
أحدكم إِلَى أخيه يعضه عض الفحل، ثم يأتي يلتمس العقل "،
فأطلها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عمرو بْن دينار، وابن جريج، وهمام بْن عطاء، عن صفوان، عن
أبيه.
أخرجه الثلاثة
(2/518)
2157- سلمة الأنصاري
ب: سلمة الأنصاري أَبُو يزيد بْن سلمة جد عبد الحميد بْن
يَزِيدَ بْن سلمة.
حديثه عند أهل البصرة مرفوعًا في تخيير الصغير بين أبويه،
إذا وقعت الفرقة بينهما، وقد قيل: إنه والد عبد الحميد لا
جده، وهو غلط، والصواب ما قدمنا ذكره، روى حديثه عثمان
البتي، عن عبد الحميد، عن أبيه، عن جده.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/519)
2158- سلمة بن بديل
ب: سلمة بْن بديل بْن ورقاء الخزاعي قال ابن أَبِي حاتم:
له صحبة، ولم أر روايته إلا عن أبيه، روى عنه ابنه عَبْد
اللَّهِ بْن سلمة.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/519)
2159- سلمة بن ثابت
ب د ع: سلمة بْن ثابت بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد
الأشهل الأنصاري الأشهلي وهو ابن عم سلكان، وسلمة ابني
سلامة بْن وقش.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا هو، وأخوه عمرو بْن
ثابت، ذكره ابن إِسْحَاق، قال: وزعم لي عاصم بْن عمر بْن
قتادة أن أباهما ثابتًا، وعمهما رفاعة بْن وقش، قتلا
يومئذ، قال ابن إِسْحَاق: وقتل سلمة بْن ثابت يَوْم أحد،
قتله أَبُو سفيان.
أخرجه الثلاثة.
(2/519)
2160- سلمة ابن
جارية
ع س: سلمة بْن جارية، وقيل: سهل روى الدراوردي، عن سعد بْن
إِسْحَاق بْن كعب بْن عجرة، عن سلمة بْن جارية، قال: جاء
قوم فشكوا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقالوا: سكنا هذه الدار، ونحن ذوو عدد، ففنوا،
فقال: " أفلا تركتموها وهي ذميمة ".
ورواه أَبُو ضمرة، عن سعد، عن سهل بْن جارية، ويذكر في سهل
إن شاء اللَّه تعالى، وقيل: سهل تابعي.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى جارية: بالجيم.
(2/520)
2161- سلمة بن حارثة
س: سلمة بْن حارثة أخو أسماء بْن حارثة، ذكرناه مع إخوته.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.
حارثة: بالحاء، والثاء المثلثة.
(2/520)
2162- سلمة بن حاطب
ب: سلمة بْن حاطب بْن عمرو بْن عتيك بْن أمية بْن زيد
الأنصاري شهد بدرًا وأحدًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/520)
2163- سلمة بن حبيش
س: سلمة بْن حبيش ذكره ابن شاهين، وقد ذكرناه في الحضرمي،
روى ابن المديني، بِإِسْنَادِهِ، قال: قال سلمة بْن حبيش،
حين قدم مع ضرار بْن الأوز:
(2/520)
2164- سلمة الخزاعي
ع س: سلمة الخزاعي أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، كذا
مختصرًا، ولم يورد له شيئًا.
(2/521)
2165- سلمة بن الخطل
سلمة بْن الخطل الكناني أحد بني عريج بْن عبد مناة بْن
كنانة، من ساكني الحجاز.
شهد معاوية يخطب بدمشق، فقال: يا معاوية، لقد أنصفت وما
كنت منصفًا، قال: ما أنت وذاك، كأني أنظر إِلَى حفش بيتك
بمهيعة، بطنب منه تيس، وبطنب منه بهمة، بفنائه أعنز عددهن
قليل.
قال: رأيت ذلك في زمان علينا ولا لنا، والله إن حشوه يومئذ
لحسب غير دنس، فهل رأيتني قتلت مسلمًا أو كسبت محرمًا؟
قال: وأين أنت حتى أراك؟ وأي مسلم تقوى عليه حتى تقتله؟
وأي مال تقدر عليه حتى تكتسبه؟ اجلس لا جلست.
قال: لا والله، لكني أذهب حيث لا أسمع صوتك.
وخرج، فقال معاوية: ردوه.
فردوه، فقال: أستغفر اللَّه منك، لقد رأيتك قد أتيت رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسلمت عليه،
فرد عليك، وأهديت فقبل منك، وأسلمت فكنت من صالحي قومك،
وَإِنك لفي شرف منهم، وَإِنك لخالي، وَإِن أباك يَوْم طرف
البلقاء لروعني، اجلس حتى أفرغ لك، فلما فرغ وصله، وأحسن
إليه.
أخرجه الحافظ أَبُو الْقَاسِم الدمشقي.
(2/521)
2166- سلمة بن ربيعة
سلمة بْن ربيعة العنزي ذكره ابن شاهين.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا، ولم يورد له شيئًا.
(2/521)
2167- سلمة بن زهير
د ع: سلمة بْن زهير أخو سمير بْن زهير، خرج مهاجرًا إِلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقتله رعاء
بني غفار.
روت أم البنين بنت شراحيل العبدية، عن عائذ بْن سَعِيد
الجسري، قال: وفدنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال سمير بْن زهير: يا رَسُول
اللَّهِ، إن أخي سلمة بْن زهير خرج مهاجرًا إِلَى اللَّه
ورسوله، فقتلوه في الشهر الحرام.
فعقله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخمسين
من الإبل.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، إلا أن ابن منده، قال: أخو
سويد بْن زهير، ولم يذكره في سويد، إنما ذكره في سمير،
فيدل عَلَى أَنَّهُ وهم ههنا، والله أعلم.
2052
إني وناقتي الخوصاء مختلف منا الهوى إذ بلغنا منزل التين
حنث لأرجعها خلفي فقلت لها إنك إن تبلغيني تنعشي ديني
تذكرت مرتعًا منها بناصفة إلى أثال وقلبي مبغي الدين
أخرجه أَبُو موسى.
(2/521)
2168- سلمة بن سحيم
ع: سلمة بْن سحيم روى مُحَمَّد بْن نضلة بْن السكن بْن
سلمة بْن سحيم الأسدي، عن أبيه، عن جده، عن سلمة بْن سحيم،
قال: كنت عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فأتاه رجل، فقال: إن صاحبًا لنا ركب ناقة ليست بمبرأة
فسقط، فمات، فقال رَسُول اللَّهِ: " غرر صاحبكم بنفسه،
صلوا عليه "، ولم يصل عليه.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى
(2/522)
2169- سلمة بن سعد
ب د ع: سلمة بْن سعد العنزي وقيل: سلمة بْن سَعِيد بْن
صريم العنزي، الوافد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه قيس بْن سلمة: أَنَّهُ وفد إِلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وجماعة من
أهل بيته وولده، فاستأذنوا عليه، فدخلوا، فقال: " من
هؤلاء؟ " قيل: هذا وفد عنزة.
فقال: " بخ بخ بخ، نعم الحي عنزة، مبغى عليهم منصورون ".
أخرجه الثلاثة.
(2/522)
2170- سلمة بن سلام
د ع: سلمة بْن سلام هو ابن أخي عَبْد اللَّهِ بْن سلام.
روى الكلبي، عن أَبِي صالح، عن ابن عباس، قال: " نزلت هذه
الآية: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ} في عَبْد اللَّهِ بْن سلام، وأسد، وأسيد ابني
كعب، وثعلبة بْن قيس، وسلام ابن أخت عَبْد اللَّهِ بْن
سلام، وسلمة ابن أخيه، ويامين بْن يامين، وهؤلاء مؤمنو أهل
الكتاب " أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم كذا: سلمة بْن سلام
ابن أخي عَبْد اللَّهِ بْن سلام، ولا شك قد سقط عليهما اسم
أبيه، وَإِلا فيكون أخا عَبْد اللَّهِ، والصحيح أَنَّهُ
أخوه لا ابن أخيه، والله أعلم.
(2/522)
2171- سلمة بن سلامة
ب د ع: سلمة بْن سلامة بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن
عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي وأمه سلمى بنت سلمة بْن
خَالِد بْن عدي الأنصارية الحارثية، يكنى أبا عوف.
شهد العقبتين الأولى والثانية، في قول الجميع، ثم شهد
بدرًا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستعمله عمر عَلَى اليمامة، وهو أخو
سلكان بْن سلامة، روى عنه محمود بْن لبيد، وجبيرة والد
زيد.
(566) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا يَعْقُوبَ، أخبرنا
أَبِي، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عن
مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَخِي بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ،
عن سَلَمَةَ بْنِ سَلامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَكَانَ مِنْ
أَصْحَابِ بَدْرٍ، قَالَ: " كَانَ لَنَا جَارٌ يَهُودِيٌّ
فِي بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا
يَوْمًا مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مَجْلِسِ بَنِي
عَبْدِ الأَشْهَلِ، قَالَ سَلَمَةُ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ
أَحْدَثُ الْقَوْمِ سِنًّا، عَلَى بُرْدَةٍ لِي
مُضْطَجِعًا فِيهَا، بِفِنَاءِ أَهْلِي، فَذَكَرَ
الْبَعْثَ وَالْقِيَامَةِ، وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ،
وَاْلجَنَّةِ وَالنَّارِ، قَالَ: ذَلِكَ لِقَوْمٍ مِنْ
أَهْلِ شِرْكٍ، أَصْحَابِ أَوْثَانٍ، فَقَالُوا: وَيْحَكَ
يَا فُلانُ، تَرَى أَنَّ هَذَا كَائِنٌ، إِنَّ النَّاسَ
يُبْعَثُونَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ، إِلَى دَارٍ فِيهَا
جَنَّةٌ وَنَارٌ، يُجْزَوْنَ بِأَعْمَالِهِمْ، قَالَ:
نَعَمْ، والَّذِي يَحْلِفُ بِهِ.
قَالُوا: وَمَا آيَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَبِيٌّ يُبْعَثُ
مِنْ نَحْوِ هَذِهِ الْبِلادِ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى
مَكَّةَ ... ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وروى اللَّيْث بْن سعد،
عن زيد بْن جبيرة، عن محمود بْن جبيرة، عن سلمة بْن سلامة،
أنهما دخلا وليمة، وسلمة عَلَى وضوء، فأكلوا ثم خرجوا،
فتوضأ سلمة، فقلنا: ألم تكن عَلَى وضوء؟ فقال: بلى، ولكن
الأمور تحدث، وهذا مما أحدث.
وروى عن محمود بْن جبيرة، عن أبيه، عن سلمة بْن سلامة، وهو
أصح.
وتوفي سنة أربع وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة، وقال أَبُو
أحمد العسكري: توفي سنة خمس وأربعين، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
(2/523)
2172- سلمة بن أبي
سلمة القرشي
ب د ع: سلمة بْن أَبِي سلمة، عَبْد اللَّهِ بْن عبد الأسد
بْن هلال بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم القرشي
المخزومي ربيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أمه أم سلمة.
هاجر به أبوه أَبُو سلمة، وأمه أم سلمة إِلَى المدينة وهو
صغير، وبه كانا يكنيان، وهو الذي عقد النكاح لرسول اللَّه
عَلَى أمه أم سلمة، فلما زوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمامة بنت حمزة بْن عبد
المطلب، أقبل عَلَى أصحابه، وقال: " هل تروني كافأته؟ "
وكان أسن من أخيه عمر بْن أَبِي سلمة، وعاش إِلَى أيام عبد
لملك بْن مروان، لا تعرف له رواية، وليس له عقب.
أخرجه الثلاثة.
(2/524)
2173- سلمة بن أبي
سلمة الجرمي
د ع: سلمة بْن أَبِي سلمة الجرمي والد عمرو بْن سلمة.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وهو سلمة بْن نفيع الجرمي، ويرد في سلمة بْن نفيع أتم من
هذا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، في باب سلمة، بفتح اللام،
والمعروف بكسرها.
(2/524)
2174- سلمة بن أبي
سلمة الكندي
د ع: سلمة بْن أَبِي سلمة الهمداني وقيل: الكندي يعد في
الصحابة.
روى ابن عمرو بْن يحيى بْن عمرو بْن سلمة الهمداني، أخبرنا
أَبِي، عن أبيه، عن جده، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إِلَى قيس بْن مالك: " أما بعد ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، مختصرًا
(2/524)
2175- سلمة أبو سنان
د ع: سلمة أَبُو سنان روى عنه ابنه سنان، أَنَّهُ قال: قال
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من
كان له حمولة يأوي إِلَى شبع، فليصم رمضان حيث أدركه ".
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: هذا
سلمة بْن المحبق، رواه أَبُو قلابة، عن عبد الصمد بْن عبد
الوارث، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم جميعًا، عن عبد الصمد بْن
حبيب، عن سنان بْن أَبِي سلمة بْن المحبق، عن أبيه.
(2/525)
2176- سلمة بن صخر
الخزرجي
ب د ع: سلمة بْن صخر بْن سلمان بْن الصمة بْن حارثة بْن
الحارث بْن زيد مناة بْن حبيب بْن عبد حارثة بْن مالك بْن
غضب بْن جشم بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي له حلف في بني
بياضة، فقيل له: البياضي، ويجتمع وبياضة في عبد حارثة بْن
مالك بْن غضب، وقيل في اسمه.
سلمان، وهذا أصح، وأكثر.
روى حديثه ابن المسيب، وَأَبُو سلمة، وسليمان بْن يسار.
(567) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ،
وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ، إِلَى أَبِي عِيسَى
التِّرْمِذِيِّ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرنا
هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيل الْخَزَّازُ، أخبرنا عَلِيُّ
بْنُ الْمُبَارَكِ، أخبرنا يحيى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ،
أخبرنا أَبُو سَلَمَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ صَخْرٍ الْبَيَاضِيَّ
جَعَلَ امْرَأَتَهُ عَلَيْهِ كَظَهْرِ أُمِّهِ، حَتَّى
يَمْضِيَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا مَضَى نِصْفُ رَمَضَانَ
وَقَعَ عَلَيْهَا لَيْلًا، فَأَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ لَهُ، فَقَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْتِقْ
رَقَبَةً ".
قَالَ: لا أَجِدُهَا، قَالَ: " فَصُمْ شَهْرَيْنِ
مُتَتَابِعَيْنِ ".
قَالَ: لا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: " أَطْعِمْ سِتِّينَ
مِسْكِينًا "، قَالَ: لا أَجِدُ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَرْوَةَ ابْنِ
عَمْرٍو: " أَعْطِهِ ذَلِكَ الْعَرَقَ "، وَهُوَ مِكْتَلٌ
يَأْخُذُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا، أَوْ سِتَّةَ عَشَرَ
صَاعًا، إِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/525)
2177- سلمة بن صخر
بن عتبة
ب د ع: سلمة بْن صخر بْن عتبة بْن صخر بْن حضير بْن الحارث
بْن عبد العزى بْن دابغة بْن لحيان بْن هذيل الهذلي وهو
سلمة بْن المحبق، واسم المحبق صخر كذا نسبه ابن الكلبي،
والأمير أَبُو نصر، وقيل: غير ذلك، قيل: سلمة بْن ربيعة
بْن المحبق، يكنى سلمة أبا سنان، بابنه سنان بْن سلمة.
شهد حنينًا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وشهد أيضًا فتح المدائن مع سعد بْن أَبِي وقاص،
يعد في البصريين.
روى عنه قبيصة بْن حريث، وجون بْن قتادة، وابنه سنان بْن
سلمة.
روى قتادة، عن الحسن، عن جون بْن قتادة، عن سلمة بْن
المحبق، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أتى عَلَى قربة معلقة، فسأل النَّبِيّ الشراب، فقالوا: إنه
ميتة.
قال: " ذكاتها دباغها ".
رواه عفان، وهمام، وهشام، وعمران القطان، عن قتادة كذا،
ورواه سَعِيد بْن أَبِي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن
سلمة، ولم يذكر جون بْن قتادة
(568) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
عَلِيٍّ الأَمِينُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سُكَيْنَةَ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ،
قَالَ: حدثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَاهُ أَبُو
قُتَيْبَةَ.
ح قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحدثنا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى،
أخبرنا هِشَامُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالا: أخبرنا عَبْدُ
الصَّمَدِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
سَمِعْتُ سِنَانَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ
الْهُذَلِيَّ يُحَدِّثُ، عن أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ
كَانَتْ لَهُ حَمُولَةٌ يَأْوِي إِلَى شِبَعٍ فَلْيَصُمْ
رَمَضَانَ حَيْثُ أَدْرَكَهُ " قال أَبُو أحمد العسكري:
أصحاب الحديث يقولون: المحبق، بفتح الباء، وقرأته عَلَى
أَبِي بكر الجوهري فأنكره، وقال: المحبق بكسر الباء، فقلت:
أصحاب الحديث كلهم عَلَى فتح الباء، فقال: المحبق المضرط،
يعني بالفتح، أفيجوز أن يسمي أحد ابنه مضرطًا، إنما هو
بالكسر، أي يضرط أعداءه قال: وحكاه ابن الكلبي بالفتح
أيضًا.
أخرجه الثلاثة.
(2/526)
2178- سلمة بن عرادة
س: سلمة بْن عرادة الضبي أحد الرهينين عند رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بني ضبة، قال
الدارقطني في أخبار بني ضبة: ذكر صاحب الكتاب العتيق الذي
جمع فيه أخبار بني ضبة وأخبار شعرائهم، فقال، ومنهم: سلمة
بْن عرادة بْن مالك، قال: وحدثني الأحوذي، وهو أَبُو صفوان
بْن سلمة بْن عرادة، أن سلمة بْن عرادة نازع عيينة بْن حصن
الفزاري، فضل وضوء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لعيينة: " دع الغلام يتوضأ "، فتوضأ، ثم شرب
البقية، فمسح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رأسه، ووجهه بيده.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/527)
2179- سلمة بن عمرو
بن الأكوع
ب د ع: سلمة بْن عمرو بْن الأكوع الأسلمي تقدم في سلمة بْن
الأكوع أخرجه الثلاثة.
(2/527)
2180- سلمة بن قيس
ب د ع: سلمة بْن قيس الأشجعي من أشجع بْن ريث بْن غطفان،
كوفي، روى عنه هلال بْن يساف، وَأَبُو إِسْحَاق السبيعي.
(569) أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ
الْقَاهِرِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيِّ، أخبرنا شُعْبَةَ، عن مَنْصُورٍ، عن
هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عن سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ
فَأَوْتِرْ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/527)
2181- سلمة بن قيصر
س: سلمة بْن قيصر قال أَبُو موسى: أورده أَبُو زكريا بْن
منده من رواية أَبِي يعلى، مستدركًا عَلَى جده، وقد أورده
جده وغيره، في سلامة، وكلاهما يقال له.
(570) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي
الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ
الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ
الْمُثَنَّى، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، أخبرنا ابْنُ
وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عن زَبَّانَ بْنِ
فَائِدٍ، أَنَّ لَهِيعَةَ بْنَ عُقْبَةَ حَدَّثَهُ، عن
عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ، عن سَلَمَةَ بْنِ قَيْصَرَ، أَنَّ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" مَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ،
بَاعَدَهُ اللَّهُ مِنْ جَهَنَّمَ كَبُعْدِ غُرَابٍ طَارَ
وَهُوَ فَرْخٌ حَتَّى مَاتَ هَرِمًا "
(2/528)
2182- سلمة بن مالك
د ع: سلمة بْن مالك السلمي له ذكر في حديث عمار بْن ياسر،
قال عمار: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أقطع سلمة بْن مالك السلمي، وكتب له: " بسم اللَّه الرحمن
الرحيم، هذا ما أقطع مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ سلمة بْن
مالك، أقطعه ما بين الحباطي إِلَى ذات الأساود، فمن حاقه
فهو مبطل، وحقه حق ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/528)
2183- سلمة بن
المجير
س: سلمة بْن المجبر لهم مسجد بالكوفة، وَإِنما سمي المجبر،
لأنه طعن فاجبر أي ترك الرمح فيه، ذكره ابن شاهين.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/529)
2184- سلمة بن مسعود
ب: سلمة بْن مسعود بْن سنان الأنصاري من بني غنم بْن كعب،
قتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/529)
2185- سلمة بن
الملياء
س: سلمة بْن الملياء الجهني ذكره ابن شاهين ولم يورد له
شيئًا.
أخرجه أَبُو موسى، نقلته من نسختين صحيحتين مسموعتين،
وأظنه غلطًا في الكتاب الذي نقل منه أَبُو موسى، أو
المصنف، وَإِنما هو الميلاء، بتقديم الياء، وقتل يَوْم فتح
مكة، كان في خيل خَالِد بْن الْوَلِيد.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/529)
2186- سلمة بن
الميلاء
ب: سلمة بْن الميلاء الجهني قتل يَوْم فتح مكة، كان في خيل
خَالِد بْن الْوَلِيد فأخطأ الطريق فقتل.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/529)
2187- سلمة بن نعيم
د ع: سلمة بْن نعيم بْن مسعود الأشجعي يرد نسبه عند أبيه،
نزل الكوفة، روى عنه سالم بْن أَبِي الجعد، وَأَبُو مالك
الأشجعي.
(571) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا حَجَّاجٌ، أخبرنا شَيْبَانُ،
أخبرنا مَنْصُورٌ، عن سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن
سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ
الْجَنَّةَ، وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ " وقد روى عنه
مَنْصُور، عن سالم، عن سلمة بْن قيس، وهو وهم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/529)
2188- سلمة بن نفيع
ب د ع س: سلمة بْن نفيع الجرمي له صحبة، روى عنه جابر
الجرمي، قاله أَبُو عمر كذاه مختصرًا.
وقاله ابن منده، وَأَبُو نعيم: سلمة بْن أَبِي سلمة
الجرمي، والد عمرو بْن سلمة الجرمي.
ورويا عن مسعر بْن حبيب، قال: سمعت عمرو بْن سلمة الجرمي،
أن أباه، ونفرًا من قومه أتوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أسلم الناس، فأسلموا، وتعلموا
القرآن، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، من يصلي لنا؟ قال: "
يصلي لكم أكثركم أخذًا للقرآن ".
قال: فلما قدموا لم يجدوا أحدًا أكثر أخذًا مما أخذت أو
جمعت، فكنت أصلي بهم، فما شهدت مجمعًا لجرم إلا وأنا
إمامهم إِلَى يومي هذا.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد أخرج ابن منده، وَأَبُو نعيم سلمة بْن نفيع عَلَى
التفصيل الذي سقناه، والحديث الذي روياه يدل عَلَى أن سلمة
هذا بكسر اللام، فإن عمرو بْن سلمة الجرمي الذي كان يؤم
قومه، هو عمرو بْن سلمة، بكسر اللام، وقد ذكروا كلهم هذا
في وسط باب سلمة بفتح اللام، ولم يذكر ابن منده وَأَبُو
نعيم غيره، فأما أَبُو عمر فإنه ذكر ترجمة أخرى: سلمة بْن
قيس الجرمي، والد عمرو بْن سلمة، وقال: هذا والد عمرو بكسر
اللام.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا، فقال: سلمة بْن نفيع، ذكره
الطبراني، ولم يورد له شيئًا.
(2/530)
2189- سلمة بن نفيل
ب د ع: سلمة بْن نفيل السكوني ويقال: التراغمي، من أهل
حمص، له صحبة، روى عنه جبير بْن نفير، وضمرة بْن حبيب،
ويحيى بْن جابر.
(572) أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ
الطَّبَرِيُّ الدّينِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي
يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ، أخبرنا زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ،
أخبرنا مُبَشِّرٌ، عن أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ
الْحِمْصِيِّ، عن ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
سَلَمَةَ بْنَ نُفَيْلٍ السَّكُونِيَّ، يقُولُ: كُنَّا
جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ: يَا
رَسُول اللَّهِ، هَلْ أُتِيتَ بِطَعَامٍ مِنَ السَّمَاءِ؟
قَالَ: " أُتِيتُ بِطَعَامِ مِسْخَنَةٍ "، قَالَ: فَهَلْ
كَانَ فِيهَا فَضْلٌ.
قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: فَمَا فَعَلَ بِهِ، قَالَ: "
رَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وهُوَ يُوحَى إِلَيَّ أَنِّي
غَيْرُ لابِثٍ فِيكُمْ إِلا قَلِيلًا، وَلَسْتُمْ
لابْثِينَ بَعْدِي إِلا قَلِيلًا، ثُمَّ تَأْتُونَ
أَفْذَاذًا، وَنَعَى بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَبَيْنَ يَدَيِ
السَّاعَةِ مَوتَانٌ شَدِيدٌ، ثُمَّ بَعْدَهُ سَنَوَاتُ
الزَّلازِلِ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ قلت: قولهم: السكوني، وقيل:
التراغمي سواء، وربما يراه فيظنه متناقضًا، وهي نسبة
واحدة، فإن التراغمي منسوب إِلَى التراغم، واسم مالك بْن
معاوية بْن ثعلبة بْن عقبة بْن السكون، بطن من السكون،
والسكون من كندة، وجعله ابن أَبِي عاصم حضرميًا، والله
أعلم.
(2/531)
2190- سلمة بن هشام
ب د ع: سلمة بْن هشام بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن
عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي أسلم قديمًا، وأمه ضباعة
بنت عامر بْن قرط بْن سلمة بْن قشير، وهو أخو أَبِي جهل
بْن هشام، وابن عم خَالِد بْن الْوَلِيد.
وكان من خيار الصحابة وفضلائهم، وهاجر إِلَى الحبشة، ومنع
سلمة من الهجرة إِلَى المدينة، وعذب في اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ فكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يدعو له في صلاته في القنوت، له ولغيره من
المستضعفين، ولم يشهد بدرًا لذلك، فكان رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قنت في الركعة من
صلاة الصبح، قال: " اللهم أنج الْوَلِيد بْن الْوَلِيد،
وسلمة بْن هشام، وعياش بْن أَبِي ربيعة، والمستضعفين بمكة
"، وهؤلاء الثلاثة من بني مخزوم، فأما الْوَلِيد بْن
الْوَلِيد فهو أخو خَالِد، وأما عياش بْن أَبِي ربيعة بْن
المغيرة فهو ابن عم خَالِد.
وهاجر سلمة إِلَى المدينة بعد الخندق، وقال الواقدي: إن
سلمة لما هاجر إِلَى المدينة، قالت أمه:
لا هم رب الكعبة المحرمة أظهر عَلَى كل عدو سلمه
له يدان في الأمور المبهمة كف بها يعطي وكف منعمه
وشهد مؤتة، وعاد منهزمًا إِلَى المدينة، فكان لا يحضر
الصلاة، لأن الناس كانوا يصيحون به، وبمن سلم من مؤتة: يا
فرارين، فررتم في سبيل اللَّه، ولم يزل بالمدينة مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى توفي
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخرج إِلَى
الشام مجاهدًا، حين بعث أَبُو بكر الجيوش إِلَى الشام،
فقتل بمرج الصفر، سنة أربع عشرة، أول خلافة عمر، وقيل: بل
قتل بأجنادين في جمادى الأولى قبل وفاة أَبِي بكر الصديق
بأربع وعشرين ليلة.
أخرجه الثلاثة.
(2/531)
2191- سلمة بن يزيد
بن مشجعة
ب د ع: سلمة بْن يَزِيدَ بْن مشجعة بْن المجمع ابن مالك
بْن كعب بْن سعد بْن عوف بْن حريم بْن جعفي الجعفي وفد
إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى
عنه علقمة بْن قيس.
روى داود بْن أَبِي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن سلمة بْن
يَزِيدَ الجعفي، قال: انطلقت أنا وأخي إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلنا: يا رَسُول
اللَّهِ، أمنا مليكة كانت تصل الرحم، وتقري الضيف، وتفعل
وتفعل، هلكت في الجاهلية، فهل ذلك نافعهًا شيئًا؟ قال: "
لا " قلنا: إنها وأدت أختًا لنا في الجاهلية.
فقال: " الوائدة والموءودة في النار إلا أن تدرك الوائدة
الإسلام فيعفو اللَّه عنها ".
ورواه إِبْرَاهِيم بْن علقمة.
والأسود، عن عَبْد اللَّهِ
(573) أخبرنا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ
الطُّوسِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيِّ، أخبرنا شُعْبَةُ، عن جَابِرٍ، عن يَزِيدَ
بْنِ مُرَّةَ، عن سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً
فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا} ، قَالَ:
" مِنَ الثَّيِّبِ وَغَيْرِ الثَّيِّبِ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ وقال أَبُو عمر: اختلف أصحاب
الشعبي، وأصحاب سماك، في اسمه، فقيل: سلمة بْن يَزِيدَ،
وقيل: يزيد بْن سلمة، والله أعلم.
حريم: بفتح الحاء المهملة، وكسر الراء.
(2/532)
2192- سلمة بن يزيد
د ع: سلمة بْن يَزِيدَ أَبُو يزيد يعد في أهل البصرة، قيل:
هو أنصاري، وقيل: هو ضمري، من بني كنانة.
روى عبد الحميد بْن يَزِيدَ بْن سلمة، أن جده أسلم، وأبت
امرأته أن تسلم، وبينهما ولد صغير، فأتيا به النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " إن شئتما
خيرتماه "، فجلس الأب جانبًا، وجلست الأم جانبًا، فذهب
الغلام إِلَى الأم، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهم اهده "، فرجع إِلَى الأب
المسلم.
وروى عن عثمان البتي، عن عبد الحميد بْن سلمة، عن أبيه، أن
رجلًا أسلم، ولم تسلم امرأته.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وجعلاه غير الأول، ولم
يخرجه أَبُو عمر، فلعله ظنهما واحدًا.
(2/533)
2193- سلمة بن قيس
ب: سلمة بكسر اللام، هو ابن قيس الجرمي.
وهو والد عمرو بْن سلمة الجرمي، وفد عَلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلام قومه، له صحبة،
سكن البصرة، روى عنه ابنه عمرو، ولابنه عمرو أيضًا صحبة،
وهو الذي كان يؤم قومه، وله سبع سنين أو ثماني سنين، وعليه
برد، كان إذا سجد بدت عورته، فقالت امرأة من الحي: غطوا
عنا است قارئكم.
ذكره البخاري.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: هذا سلمة، بكسر اللام.
(2/533)
2194- سلمى بن حنظلة
ب د ع: سلمى بْن حنظلة السحيمي من بني سحيم بْن مرة بْن
الدؤل بْن حنيفة، وهو ابن عم هوذة بْن علي السحيمي، ملك
اليمامة، يجتمعان في سحيم، يكنى أبا سالم.
روى عَبْد اللَّهِ بْن جابر، عن أبيه، عن جده، وقال: عن
أمه أم سالم، عن أَبِي سالم سلمى بْن حنظلة السحيمي، قال:
سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يقول: " ويل لبني أمية من فلان ".
أخرجه الثلاثة.
قال أَبُو عمر: له حديث واحد ليس له غيره
(2/534)
2195- سلمى خادم
رسول الله
س: سلمى خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ روى جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عن أبيه، عن سلمى
خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أن
أزواج النَّبِيّ كن يجعلن رءوسهن أربعة قرون، فإذا اغتسلن
جمعنها عَلَى أوساط رءوسهن، ويصببن عليها الماء ولا
ينفضنها ".
وفي رواية أخرى، عن جَعْفَر: سالم بدل سلمى، تقدم ذكره.
أخرجه أَبُو موسى
(2/534)
2196- سلمى بن القين
ب: سلمى بْن القين قال ابن الكلبي: سلمى بْن القين، صحب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرجه أَبُو
عمر مختصرًا، وهو سلمى بْن سلمى بْن القين بْن عمرو بْن
بكر بْن زيد بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن
تميم التميمي، والحنظلي، له صحبة، وهو مهاجري، كان مع عتبة
بْن غزوان بالبصرة، فسيره في جيش إِلَى الأهواز، وله في
قتال الفرس أثر حسن، وقد ذكرناه في حرملة بْن مريطة.
(2/534)
2197- سليط التميمي
ب: سليط التميمي له صحبة يعد في البصريين، روى عنه الحسن
البصري، وابن سيرين، ومن حديث ابن سيرين، أَنَّهُ قال: في
يَوْم الدار: نهانا عثمان عن قتالهم، لو أذن لنا لضربناهم
حتى نخرجهم من أقطارها.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/535)
2198- سليط بن ثابت
ع س: سليط بْن ثابت بْن وقش الأنصاري تقدم نسبه عند أخيه
سلمة بْن ثابت، استشهد بأحد، رواه ابن لهيعة، عن أَبِي
الأسود، عن عروة بْن الزبير.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
(2/535)
2199- سليط بن
الحارث
د ع: سليط بْن الحارث أخو ميمونة من الرضاعة، حديثه عن
أَبِي المليح الهذلي.
روى الْقَاسِم بْن مطيب أن أبا المليح خرج في جنازة، فوضع
السرير، فأقبل عَلَى القوم، فقال: سووا صفوفكم ولتحسن
شفاعتكم، ثم قال أَبُو المليح: حدثني سليط، وكان أخا
ميمونة من الرضاعة، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قال: " من صلى عليه أمة من الناس شفعوا ".
والأمة أربعون إِلَى المائة، والعصبة عشرة إِلَى الأربعين،
والنفر ثلاثة إِلَى العشرة.
ورواه غيره، فقال: سليط، عن ميمونة.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/535)
2200- سليط بن سفيان
ب: سليط بْن سفيان بْن خَالِد بْن عوف له صحبة، وهو أحد
الثلاثة الذين بعثهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلائع في آثار المشركين يَوْم أحد.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/535)
2201- سليط بن سليط
ب د ع: سليط بْن سليط بْن عمرو العامري أخبرنا أَبُو
جَعْفَر بْن السمين، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير،
عن ابن إِسْحَاق، قال في تسمية من هاجر إِلَى أرض الحبشة،
قال: ومن بني عامر بْن لؤي ...
وسليط بْن عمرو بْن عبد شمس، معه امرأته أم يقظة بنت
علقمة، ولدت له ثم سليط بْن سليط، شهد مع أبيه سليط
اليمامة، قال ابن إِسْحَاق: قتل هناك.
وقال أَبُو معشر: لم يقتل هناك، وهو أصح، لأن الزبير ذكره
في خبره أن عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، لما كسا أصحاب
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحلل،
فضلت عنده حلة، فقال: دلوني عَلَى فتى هاجر هو وأبوه،
فقالوا: عَبْد اللَّهِ بْن عمر، فقال: لا، ولكن سليط بْن
سليط، فكساه إياها، وله ذكر في حديث ابن سيرين، عن كثير
بْن أفلح.
أخرجه الثلاثة.
قلت: هذا سليط، هو ابن سليط، الذي يأتي ذكره، وأبوه هو أخو
سهيل بْن عمرو، وقتل أبوه يَوْم اليمامة، فلعله اشتبه
عَلَى ابن إِسْحَاق بهذا النسب، حيث رَأَى أن سليطًا قتل
باليمامة، وظنه هذا، وهو أبوه، والله أعلم.
(2/536)
2202- سليط أبو
سليمان
ع س: سليط أَبُو سليمان الأنصاري بدري.
روى مُحَمَّد بْن سليمان بْن سليط الأنصاري، عن أبيه، عن
جده، قال: لما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في الهجرة، ومعه أَبُو بكر الصديق، وعامر بْن
فهيرة مولى أَبِي بكر، وابن أريقط يدلهم عَلَى الطريق، فمر
بأم معبد الخزاعية، وهي لا تعرفه، فقال: " يا أم معبد، هل
عندك من لبن؟ " قالت: لا، والله إن الغنم لعازبة.
وذكر الحديث مع أم معبد.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: فرق
أَبُو نعيم بينه وبين سليط بْن قيس، وتبعه يحيى، وجمع
الطبراني بينهما، فجعلهما ترجمة واحدة، والله أعلم.
(2/536)
2203- سليط بن عمرو
العامري
ب د ع: سليط بْن عمرو بْن عبد شمس بْن عبد ود بْن نصر بْن
مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي بْن غالب العامري أخو سهيل،
والسكران، ابني عمرو، قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم، ورويا
عن ابن إِسْحَاق فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة من بني عامر
بْن لؤي: سليط بْن عمرو بْن عبد شمس ومعه امرأته ولدت له
سليطًا بْن سليط.
وقال أَبُو عمر: سليط بْن عمرو، وذكر نسبه كما سقناه
أولًا، وقال: هو أخو سهيل بْن عمرو، وكان من المهاجرين
الأولين، ممن هاجر الهجرتين، وذكره موسى بْن عقبة فيمن شهد
بدرًا، ولم يذكره غيره فيهم، وهو الذي أرسله النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هوذة بْن علي
الحنفي، وَإِلى ثمامة بْن أثال الحنفي، وهما رئيسا
اليمامة، وذلك سنة ست أو سبع من الهجرة، وقتل سنة أربع
عشرة.
وقال الطبري: قتل باليمامة سنة اثنتي عشرة.
(2/537)
2204- سليط بن عمرو
بن مالك
د ع: سليط بْن عمرو بْن مالك بْن حسل بعثه النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هوذة بْن علي
صاحب اليمامة.
ذكره ابن إِسْحَاق، عن الجعفي، عن عروة، عن المسور بْن
مخرمة: فبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سليطًا بْن عمرو إِلَى هوذة بْن علي.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، ونسباه كما ذكرناه أول
الترجمة.
قلت: هذا سليط بْن عمرو بْن مالك، هو سليط بْن عمرو بْن
عبد شمس، المذكور قبل هذه الترجمة، ولا أعلم لم فرق بينهما
ابن منده، وَأَبُو نعيم، وَإِنما اشتبه عليهما حيث رأيا في
نسب الأول عمرو بْن عبد شمس، وفي الثاني عمرو بْن مالك،
فظناه غيره، ولهذا لم يذكرا في الأول إرساله إِلَى هوذة،
وذكراه في الثاني، وقد رأيا في الأول نسبًا تامًا لم يسقط
منه شيء، وفي الثاني قد نسب عمرو إِلَى مالك بْن حسل.
فظناه تامً أيضًا، لم يسقط منه شيء، فجعلاهما اثنين، ولا
شك أن النسب الثاني قد سقط منه ما بين عمرو ومالك، وقد
جوده أَبُو عمر حيث ذكر نسبه وهجرته، وَإِرساله إِلَى
هوذة.
وقال هشام الكلبي: سهيل بْن عمرو بْن عبد شمس بْن عبد ود
بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي، ثم قال: وأخوه
السكران بْن عمرو، وأخوهما سليط بْن عمرو، قال ابن
إِسْحَاق فيمن أرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى الملوك: وسليط بْن عمرو بْن عبد شمس،
أرسله إِلَى هوذة بْن عَلِيٍّ، وَإِلى ثمامة بْن أثال،
فبان بهذا أنهما واحد، أظن أن ابن منده وهم فيه أولًا،
وتبعه أَبُو نعيم، والله أعلم.
(2/537)
2205- سليط بن قيس
ب د ع: سليط بْن قيس بْن عمرو بْن عبيد بْن مالك بْن عدي
بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم
النجاري شهد بدرًا، وما بعدها من المشاهد كلها، وقتل يَوْم
جسر أَبِي عبيد الثقفي بالعراق.
قال أَبُو نعيم: لم يعقب، وقال أَبُو عمر: روى عنه ابنه
عَبْد اللَّهِ بْن سليط.
روى النسائي بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْد اللَّهِ بْن سليط بْن
قيس، عن أبيه: " أن رجلًا من الأنصار كان له حائط، فيه
نخلة لرجل آخر، فيأتيه بكرة وعشية، فأمره النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعطيه نخلة مما يلي الحائط
الذي له ".
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو نعيم: لم يعقب، ثم يروي عن ابنه
عَبْد اللَّهِ، عنه، يعني أن عقبه انقرضوا، وقال أَبُو بكر
بْن أَبِي عاصم: إنه لم يعقب أيضًا.
(2/538)
2206- سليط
ع س: سليط غير منسوب، ذكره الحسن بْن سفيان في الوحدان.
وروى بِإِسْنَادِهِ، عن إِسْمَاعِيل بْن مسلم، عن الحسن،
عن سليط، قال: انتهيت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو محتب في أصحابه.
كأني أنظر إِلَى بياض خاتمه في سواد الليل، فسمعته يقول: "
المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، التقوى ههنا "،
وأشار بيده إِلَى صدره.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
(2/538)
2207- سليك بن عمرو
ب د ع: سليك آخره كاف، وهو ابن عمرو، وقيل: ابن هدبة
الغطفاني.
(574) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ
سَعْدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
الْوَهَّابِ، بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ
الْحَجَّاجِ، قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
وَابْنُ خَشْرَمٍ، كِلاهُمَا عن عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عن
الأَعْمَشِ، عن أَبِي سُفْيَانَ، عن جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ
سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،
وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ،
فَجَلَسَ، فَقَالَ: " يا سُلَيْكُ، قُمْ فَارْكَعْ
رَكْعَتَيْنِ، وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا "، ثُمَّ قَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ
أَحَدُكُمْ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ
وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا ".
ورَوَاهُ إِسْرَائِيلُ، وَقَيْسٌ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي
صَالِحٍ، عن أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ، عن
جَابِرٍ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي
صَالِحٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عن جَابِرٍ، مِنْهُمْ: عَمْرُو بْنُ
دِينَارٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَالْحَسَنُ،
وَأَبُو سُفْيَانَ، وَغَيْرُهُم.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/539)
2208- سليك
ع س: سليك آخر، وهو وهم.
روى حبيب بْن أَبِي ثابت، عن ابن أَبِي ليلى، أن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يصلى في معاطن
الإبل، وأمر أن يتوضأ من لحومها.
كذلك روى من هذا الوجه، وروى عن ابن أَبِي ليلى، عن
البراء، وقد تقدم الاختلاف فيه في ذي الغرة، فإنهم اختلفوا
فيه، فمنهم من رواه عن ذي الغرة، وعن غيره، والله أعلم.
(2/539)
2209- السليل
الأشجعي
ب د ع: السليل آخره لام، وهو السليل الأشجعي.
قال: فقدنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذات يَوْم، فسمعنا صوتًا كدوي الرحا، ثم قال: "
إن جبريل خيرني بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة،
فاخترت الشفاعة ".
هذا مما وهم فيه خَالِد، والصواب ما رواه ابن علبة، وغيره،
عن الجريري، عن أبيه السليل، عن أَبِي المليح، عن الأشجعي،
وهو عوف بْن مالك.
ورواه قتادة، عن أَبِي المليح، عن عوف بْن مالك.
أخرجه الثلاثة إلا أن أبا عمر اختصره، فقال: السليل
الأشجعي، روى عنه أَبُو المليح، له صحبة، ولم يذكر الوهم.
(2/540)
2210- سليم بن أحمر
س: سليم آخره ميم، هو سليم بْن أحمر.
وقيل: أحمر بْن سليم، تقدم ذكره في الهمزة، أخرجه أَبُو
موسى كذا مختصرًا.
(2/540)
2211- سليم بن أكيمة
د ع: سليم بْن أكيمة الليثي مجهول.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن سليم بْن أكيمة الليثي، عن
أبيه، عن جده، قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني أسمع منك
الحديث، ولا أستطيع أن أؤديه كما أسمع منك، أزيد حرفًا أو
أنقص حرفًا، قال: " إذا لم تحلوا حرامًا أو تحرموا حلالًا،
وأصبتم المعنى، فلا بأس ".
رواه يعقوب بْن عَبْد اللَّهِ بْن سليمان بْن أكيمة، عن
أبيه، عن جده.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/540)
2212- سليم الأنصاري
ب د ع: سليم الأنصاري السلمي من بني سلمة، شهد بدرًا، وقتل
يَوْم أحد، قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم، ونسباه، فقالا:
سليم بْن الحارث بْن ثعلبة السلمي.
(575) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ
بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي،
أخبرنا عَفَّانُ، أخبرنا وُهَيْبٌ، عن عَمْرِو بْنِ
يَحْيَى، عن مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ
بَنِي سَلَمَةَ، يُقَالُ لَهُ: سُلَيْمٌ، أَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُول
اللَّهِ، إِنَّ مُعَاذًا يَأْتِينَا بَعْدَمَا نَنَامُ،
وَنَكُونُ فِي أَعْمَالِنَا بِالنَّهَارِ، فَيُنَادِي
بِالصَّلاةِ، فَنَخْرُجُ إِلَيْهِ، فَيُطَوِّلُ عَلَيْنَا
فِي الصَّلاةِ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا مُعَاذُ، لا تَكُنْ فَتَّانًا،
إِمَّا أَنْ تُصَلِّيَ مَعِي، وَإِمَّا أَنْ تُخَفِّفَ
عَلَى قَوْمِكَ "، ثُمَّ قَالَ: " يَا سُلَيْمُ، مَاذَا
مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ " قَالَ: مَعِي أَنِّي أَسْأَلُ
اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ، مَا
أَحْسَنُ دَنْدَنَتِكَ وَلا دَنْدَنَةِ مُعَاذٍ، فَقَالَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
وَهَلْ دَنْدَنَتِي وَدَنْدَنَةُ مُعَاذٍ إِلا أَنَّا
نَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَنَعُوذُ بِهِ النَّارَ "،
قَالَ سُلَيْمٌ: سَتَرَوْنَ غَدًا إِذَا لَقِينَا
الْقَوْمَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَالنَّاسُ
يَتَجَهَّزُونَ إِلَى أُحُدٍ، فَخَرَجَ، فَكَانَ فِي
الشُّهَدَاءِ ذكر هذا الثلاثة، وزاد ابن منده عَلَى أَبِي
نعيم، وعلى أَبِي عمر، أَنَّهُ روى عن ابن إِسْحَاق في هذه
الترجمة، فيمن شهد بدرًا مع رَسُول اللَّهِ، من بني دينار
بْن النجار، ثم من بني مسعود بْن عبد الأشهل: سليم بْن
الحارث بْن ثعلبة، وروى أيضًا فيها عن ابن إِسْحَاق، فيمن
قتل يَوْم أحد من بني النجار: سليم بْن الحارث.
قلت: رواية ابن منده أن سليم بْن الحارث الذي قال للنبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صلاة معاذ، هو الذي
ذكره عن ابن إِسْحَاق أَنَّهُ شهد بدرًا، وأنه قتل يَوْم
أحد، فلهذا ساق الجميع في ترجمة واحدة، وأما أَبُو عمر
فظنهما اثنين، فجعلهما ترجمتين، هذه إحداهما، والأخرى تذكر
بعد هذه، ولم ينسب هذا، إلا قال: سليم الأنصاري، ونسب
الثاني إِلَى دينار بْن النجار عَلَى ما تراه، وذكر في هذه
الترجمة حديث معاذ، وفي الثانية أَنَّهُ قتل يَوْم أحد،
وأظن أن الحق معه، فإن ابن منده قضى عَلَى نفسه بالغلط،
فإنه قال في صلاته مع معاذ: إن رجلًا من بني سلمة، يقال
له: سليم، وذكر عن المقتول بأحد، والذي شهد بدرًا: أَنَّهُ
من بني دينار بْن النجار، فليس الشامي للعراقي برفيق، فإن
بني سلمة لا يجتمعون مع بني دينار بْن النجار إلا في
الخزرج الأكبر، فإن بني سلمة من ولد جشم بْن الخزرج،
والنجار هو ابن ثعلبة بْن مالك بْن الخزرج، ومما يقوى أن
المصلي من بني سلمة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجعل في كل قبيلة رجلًا منهم، يصلي
بهم، ومعاذ بْن جبل ينسب في بني سلمة، وكان يصلي بهم: وهذا
سليم أحدهم، ويرد تمام الكلام عليه في سليم بْن الحارث،
الذي انفرد به أَبُو عمر، عقيب هذه الترجمة، إن شاء اللَّه
تعالى.
(2/541)
2213- سليم بن ثابت
ب س: سليم بْن ثابت بْن وقش بْن زغبة تقدم نسبه عند أخيه
سلمة، شهد أحدًا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وقتل يَوْم
خيبر شهيدًا.
ذكره ابن شاهين، أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/542)
2214- سليم بن جابر
ب د ع: سليم بْن جابر أَبُو جريء الهجيمي وقيل: جابر بْن
سليم، وهو أصح، تقدم ذكره.
(576) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي الدَّقَّاقِ،
أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ
حَسْنُونٍ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ
بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ
الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمُنْذِرِ، أخبرنا
الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، أخبرنا أَبُو
خَيْثَمَةَ، أخبرنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عن زِيَادٍ
الْجَصَّاصِ، عن مُحَمَّدِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ
سُلَيْمُ بْنُ جَابِرٍ وَفَدْتُ إِلَى النَّبِيِّ مَعَ
رَهْطٍ مِنْ قَوْمِي، وَعَلَيَّ إِزَارٌ قِطْرِيٌّ،
حَوَاشِيهِ عَلَى قَدَمَيَّ، وَبُرْدَةٌ مُرْتَدٌّ بِهَا
(577) وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عن سُلَيْمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي خَيْرًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ،
فَقَالَ: " لا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا،
وَلَوْ أَنْ تَصُبَّ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ
الْمُسْتَقِي، وَأَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِبِشْرٍ حَسَنٍ،
فَإِذَا أَدْبَرَ فَلا تَغْتَابَنَّهُ "
(2/542)
2215- سليم بن
الحارث
ب: سليم بْن الحارث بْن ثعلبة بْن كعب بْن عبد الأشهل بْن
حارثة بْن دينار بْن النجار الأنصاري الخزرجي ثم من بني
دينار، شهد بدرًا، وقد قيل: إنه عبد لبني دينار، وقيل: إنه
الضحاك بْن الحارث بْن ثعلبة، وقيل: إن الضحاك أخو سليم،
والنعمان ابني عبد عمرو بْن مسعود بْن كعب بْن عبد الأشهل،
وكلهم شهد بدرًا، قال أَبُو عمرو.
أما ابن الكلبي، فإنه جعل النعمان وقطبة ابني عبد عمرو
أخوي الضحاك بْن عمرو لأبيه، وأما سليم فإنه نسبه كما
ذكرناه أولًا.
قلت: لم يذكر ابن منده، ولا أَبُو نعيم هذه الترجمة، إنما
ابن منده أخرج في الترجمة التي قبل هذه، وهي سليم بْن
الحارث السلمي، أَنَّهُ شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا،
من بني دينار بْن النجار، كما ذكرناه، فلو جعل هذه
الترجمة، وأثبت فيها قول ابن إِسْحَاق في شهوده بدرًا،
وأنه قتل بأحد، لكان أصاب.
وأما أَبُو نعيم فأخرج تلك الترجمة عَلَى الصواب، ولم يخلط
الصحيح منها بما ينقضه.
وأما أَبُو موسى فلم يستدرك هذه الترجمة عَلَى ابن منده،
والله أعلم.
(2/543)
2216- سليم العذري
ب د ع: سليم أَبُو حريث العذري يعد في المدنيين، روى عنه
ابنه حريث، أَنَّهُ قال: سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمن فرق في السبي بين الوالد
والولد، قال: " من فرق بينهم فرق اللَّه بينه وبين الأحبة
يَوْم القيامة ".
أخرجه الثلاثة.
قال أَبُو عمر: قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد عذرة، وهم اثنا عشر رجلًا.
(2/543)
2217- سليم بن سعيد
د ع: سليم بْن سَعِيد الجشمي له، ولأبيه صحبة.
روى حديثه ابنه أَبُو حبيب عطية بْن سليم بْن سَعِيد، رجل
من بني جشم، قال: سمعت أَبِي، يقول: قدمت مع أَبِي عَلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " ما
اسمك؟ " فقلت: اسمًا أنسيته، قال: " بل أنت سليم ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/543)
2218- سليم بن عامر
ب: سليم بْن عامر أَبُو عامر وليس بالخبائري، قال أَبُو
زرعة الرازي: أدرك سليم بْن عامر هذا الجاهلية، غير
أَنَّهُ لم ير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وهاجر في عهد أَبِي بكر، وروى عن أَبِي بكر،
وعمر، وعثمان، وعلي، وعمار بْن ياسر.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/544)
2219- سليم السلمي
ب: سليم السلمي رجل من بني سليم، روى عنه أَبُو العلاء بْن
الشخير، يعد في البصريين.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/544)
2220- سليم بن عش
سليم بْن عش العذري روى عنه، أَنَّهُ قال: صلى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد الذي
بصعيد، فعلمنا مصلاه بأحجار.
وهو المسجد الذي تجمع فيه أهل وادي القرى، ذكره ابن الدباغ
الأندلسي، مستدركًا عَلَى أَبِي عمر.
(2/544)
2221- سليم بن عقرب
ب: سليم بْن عقرب ذكره بعضهم في البدريين.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وقال: لا أعلمه بغير ذلك.
(2/544)
2222- سليم مولى
عمرو بن الجموح
س: سليم مولى عمرو بْن الجموح الأنصاري.
(578) أخبرنا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو
غَالِبِ بْنُ الْبَنَّا، أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
الآبْنُوسِيِّ، أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الْجِلِّيُّ الْمِصِّيصِيُّ،
أخبرنا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ
مُوسَى الصَّفَّارُ، أخبرنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ
رَحْمَةَ، أخبرنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عن عِكْرِمَةَ، عن
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ
شَيْخًا مِنَ الأَنْصَارِ، أَعْرَجَ فَلَمَّا خَرَجَ
رَسُول اللَّهِ إِلَى بَدْرٍ، أَذِنَ لَهُ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُقَامِ
لِعَرَجِهِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، قَالَ
لِبَنِيهِ: أَخْرِجُونِي، قَالُوا: قَدْ رَخَّصَ لَكَ
رَسُول اللَّهِ، فَقَالَ: هَيْهَاتَ، مَنَعْتُمُونِي
الْجَنَّةَ بِبَدْرٍ، وَتَمْنَعُونِيهَا بِأُحُدٍ؟ !
فَخَرَجَ، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ، قَالَ: يَا رَسُول
اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ الْيَوْمَ أَطَأُ
بِعَرْجَتِي هَذِهِ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: " نَعَمْ "،
فَقَالَ لِغُلامٍ مَعَهُ، يُقَالُ لَهُ: سُلَيْمٌ: ارْجِعْ
إِلَى أَهْلِكَ، قَالَ: وَمَا عَلَيْكَ أَنْ أُصِيبَ
الْيَوْمَ مَعَكَ خَيْرًا؟ فَتَقَدَّمَ، فَقَاتَلَ حَتَّى
قُتِلَ، ثُمَّ قَاتَلَ هُوَ حَتَّى قُتِلَ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى
(2/545)
2223- سليم بن عمرو
ب د ع: سليم بْن عمرو بْن حديدة وقيل: سليم بْن عامر بْن
حديدة بْن عمرو بْن غنم بْن سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة
الأنصاري السلمي.
بايع بالعقبة مع السبعين، شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد
شهيدًا، ومعه مولاه عنترة، وقيل: سليمان بْن عمرو، ويرد في
سليمان، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
(2/545)
2224- سليم بن قيس
الأنصاري
ب س: سليم بْن قيس بْن قهد بْن قيس بْن ثعلبة بْن عبيد بْن
ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار الأنصاري النجاري شهد
بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوفي في خلافة عثمان،
وهو أخو خولة بنت قيس، زوجة حمزة بْن عبد المطلب، رضي
اللَّه عنهم.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/545)
2225- سليم بن قيس
بن لوذان
سليم بْن قيس بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن مجدعة أخو
قيظي بْن قيس شهد أحدًا مع أخيه قيظي، وله عقب بالكوفة.
ذكره ابن الدباغ، عن العدوي.
(2/546)
2226- سليم بن كبشة
ب س: سليم أَبُو كبشة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مولدي السراة، سماه ابن شاهين،
والواقدي هكذا، وقال: شهد بدرًا، وأحدًا، والمشاهد كلها،
وتوفي أول يَوْم استخلف عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنهما.
روى عنه أزهر بْن سعد الحرازي، وَأَبُو البختري الطائي،
ولم يسمع منه، وَأَبُو عامر الهوزني، وَأَبُو نعيم بْن
زياد، يعد في أهل الشام.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/546)
2227- سليم بن ملحان
ب س: سليم بْن ملحان واسم ملحان مالك بْن خَالِد بْن زيد
بْن حرام بْن جندب بْن عامر بْن عبد غنم بْن عدي بْن
النجار الأنصاري.
وهو خال أنس بْن مالك، وأخو أم سليم، وأم حرام، شهد بدرًا
مع أخيه حرام، وشهد معه أحدًا، وقتلا جميعًا يَوْم بئر
معونة، ولا عقب لسليم.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/546)
2228- سليمان بن
أكيمة
ع س: سليمان بْن أكيمة الليثي روى يعقوب بْن عَبْد اللَّهِ
بْن سليمان بْن أكيمة الليثي، عن أبيه، عن جده، قال: أتينا
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلنا:
بأبنائنا وأمهاتنا، يا رَسُول اللَّهِ، إنا نسمع منك
الحديث فلا نقدر أن نؤديه كما سمعناه، قال: " إذ لم تحلوا
حرامًا، أو تحرموا حلالًا، وأصبتم المعنى، فلا بأس ".
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
(2/547)
2229- سليمان بن أبي
حثمة
ب د ع: سليمان بْن أَبِي حثمة الأنصاري ذكر في الصحابة،
ولا يصح.
روى عنه ابنه أَبُو بكر، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكبر عَلَى الجنائز أربعًا.
قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: سليمان بْن أَبِي حثمة بْن غانم بْن عامر
بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كعب
القرشي العدوي، هاجر صغيرًا مع أمه الشفاء بنت عَبْد
اللَّهِ، من المبايعات، وكان من فضلاء المسلمين وصالحيهم،
واستعمله عمر عَلَى سوق المدينة، وجمع عليه وعلى أَبِي بْن
كعب الناس ليصليا بهم في شهر رمضان، وهو معدود في كبار
التابعين.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر جعله عدويًا، وجعله ابن
منده، وَأَبُو نعيم أنصاريًا، والصحيح أَنَّهُ عدوي ظاهر
النسب، فلا أعلم كيف جعلاه أنصاريًا.
قلت: إن كان هذا أنصاريًا، عَلَى زعمهما، فقد فاتهما
العدوي، وهو الصحيح، وَإِن كان عدويًا فقد فاتهما
الأنصاري، عَلَى زعمهما، والله أعلم، وقد نسبه الزبير بْن
بكار إِلَى عدي، كما ذكرناه.
(2/547)
2230- سليمان بن أبي
سليمان
ب د: سليمان بْن أَبِي سليمان سكن الشام.
روى حديثه عروة بْن رويم، عن شيخ من جرش، عنه، أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إنكم
ستجندون أجنادًا، ويكون لكم ذمة وخراج، وأرض فيها مدائن
وقصور، فمن أدركه منكم، فاستطاع أن يحبس نفسه في مدينة من
تلك القصور حتى يدركه الموت، فليفعل ".
ذكره أَبُو زرعة في مسند الشاميين، وذكره أَبُو حاتم في
كتاب الوحدان، وكلاهما قال: فيه: سليمان صاحب النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن منده، وَأَبُو عمر.
(2/547)
2231- سليمان بن صرد
ب د ع: سليمان بْن صرد بْن الجون بن أَبِي الجون بْن منقذ
بْن ربيعة بْن أصرم بْن ضبيس بْن حرام بْن حبشية بْن سلول
بْن كعب بْن عمرو بْن ربيعة وهو لحي الخزاعي، وولد عمرو هم
خزاعة، كان اسمه في الجاهلية يسارًا، فسماه رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سليمان، يكنى أبا
المطرف.
وكان خيرًا فاضلًا، له دين وعبادة، سكن الكوفة أول ما
نزلها المسلمون، وكان له قدر وشرف في قومه، وشهد مع علي
بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه مشاهده كلها، وهو الذي قتل
حوشبا ذا ظليم الألهاني بصفين مبارزة، وكان فيمن كتب إِلَى
الحسين بْن علي رضي اللَّه عنهما بعد موت معاوية، يسأله
القدوم إِلَى الكوفة، فلما قدمها ترك القتال معه، فلما قتل
الحسين ندم هو، والمسيب بْن نجبة الفزاري، وجميع من خذله،
ولم يقاتل معه، وقالوا: ما لنا توبة إلا أن نطلب بدمه،
فخرجوا من الكوفة مستهل ربيع الآخر من سنة خمس وستين،
وولوا أمرهم سليمان بْن صرد، وسموه أمير التوابين، وساروا
إِلَى عبيد اللَّه بْن زياد، وكان قد سار من الشام في جيش
كبير، يريد العراق، فالتقوا بعين الوردة، من أرض الجزيرة،
وهي رأس عين، فقتل سليمان بْن صرد، والمسيب بْن نجبة،
وكثير ممن معهما، وحمل رأس سليمان، والمسيب، إِلَى مروان
بْن الحكم بالشام، وكان عمر سليمان حين قتل ثلاثًا وتسعين
سنة.
روى عنه ابن إِسْحَاق السبيعي، وعدي بْن ثابت، وعبد اللَّه
بْن يسار، وغيرهم.
(579) أخبرنا يحيى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ إِجَازَةً،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ،
قَالَ: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أخبرنا
حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عن الأَعْمَشِ، عن عَدِيِّ بْنِ
ثَابِتٍ، عن سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ، أَنَّ رَجُلَيْنِ
تَلاحَيَا، فَاشْتَدَّ غَضَبُ أَحَدِهِمَا، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي
لأَعْرِفُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَسَكَنَ عَنْهُ
غَضَبُهُ: " أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ نجبة: بفتح النون، والجيم.
(2/548)
2232- سليمان بن
عمرو
ب: سليمان بْن عمرو بْن حديدة وقد تقدم نسبه في سليم بْن
عمرو الأنصاري الخزرجي، قتل هو، ومولاه عنترة يَوْم أحد
شهيدين، والأكثر يقولون: سليم، وقد ذكرناه، وسليم أصح.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/549)
2233- سليمان بن
مسهر
د ع: سليمان بْن مسهر روى حديثه معتمر، عن فضيل أَبِي
معاذ، عن أَبِي حريز، عن رفاعة الفتياني، عن سليمان بْن
مسهر، أَنَّهُ قال: قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " أيما رجل أمن مسلمًا فقتله ...
" الحديث.
وهذا وهم، والصواب عمرو بْن الحمق.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: سليمان
بْن مسهر تابعي فزاري، من أهل الكوفة، يروي عن خرشة بْن
الحر، عن أَبِي ذر حريز: بفتح الحاء المهملة، وكسر الراء،
وآخره زاي، والفتياني: بالفاء، والتاء فوقها نقطتان،
وبعدها ياء تحتها نقطتان، وبعد الألف نون نسبه إِلَى فتيان
بطن من بجيلة.
(2/549)
2234- سليمان بن
هاشم
د ع: سليمان بْن هاشم بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس
القرشي الأموي أتي به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فوضعه في حجره روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عن
إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، قال: أتي النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسليمان بْن هاشم بْن عتبة،
فوضعه في حجره، فبال عليه، فأتي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقدح فيه ماء فصبه عَلَى مباله حيث
بال، ما زاد عليه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/550)
باب السين والميم
(2/550)
2235- سماك بن ثابت
ب س: سماك بْن ثابت بْن سفيان ذكرناه في ترجمة أبيه، وأخيه
الحارث، وشهد أحدًا مع أبيه وأخيه.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/550)
2236- سماك بن خرشة
ب د ع: سماك بْن خرشة وقيل: سماك بْن أوس بْن خرشة بْن
لوذان بْن عبد ود بْن زيد بْن ثعلبة بْن الخزرج بْن ساعدة
بْن كعب بْن الخزرج الأنصاري الساعدي أَبُو دجانة، وهو
مشهور بكنيته شهد بدرًا، وأحدًا، وجميع المشاهد مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأعطاه رَسُول
اللَّهِ سيفه يَوْم أحد، وقال: " من يأخذ هذا السيف بحقه
"، فأحجم القوم، فقال أَبُو دجانة: أن آخذه بحقه، فدفعه
رَسُول اللَّهِ إليه، ففلق به هام المشركين، وقال في ذلك:
أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل
أن لا أقوم الدهر في الكيول أضرب بسيف اللَّه والرسول
(580) أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِ، عن يُونُسَ بْنِ
بُكَيْرٍ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ،
عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ
أُحُدٍ أَعْطَى فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ سَيْفَهُ، وَقَالَ: "
يَا بُنَيَّة، اغْسِلِي عَنْهُ هَذَا الدَّمَ "،
وَأَعْطَاهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سَيْفَهُ،
وَقَالَ: وَهَذَا، فَاغْسِلِي عَنْهُ دَمَهُ، فَوَاللَّهِ
لَقَدْ صَدَقَنِي الْيَوْمَ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ: "
لَئِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ الْقِتَالَ، لَقَدْ صَدَقَهُ
سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَأَبُو دُجَانَةَ "
وكان من الشجعان المشهورين بالشجاعة، وكانت له عصابة
حمراء، يعلم بها في الحرب، فلما كان يَوْم أحد أعلم بها،
واختال بين الصفين، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن هذه مشية يبغضها اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ إلا في هذا المقام ".
(581) أخبرنا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ
وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِمَا
إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حدثنا أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أخبرنا عَفَّانُ، أخبرنا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أخبرنا ثَابِتٌ، عن أَنَسٍ، أَنَّ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ
سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: " مَنْ يَأْخُذُ هَذَا
مِنِّي؟ " فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ، كُلُّ إِنْسَانٍ
مِنْهُمْ يَقُولُ: أَنَا، أَنَا، قَالَ: " فَمَنْ
يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ؟ "، فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ، فَقَالَ
سِمَاكُ أَبُو دُجَانَةَ: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ،
فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ بِهِ هَامَّ الْمُشْرِكِينَ وهو من
فضلاء الصحابة وأكابرهم، استشهد يَوْم اليمامة بعدما أبلى
فيها بلاء عظيمًا، وكان لبني حنيفة باليمامة حديقة يقاتلون
من ورائها، فلم يقار المسلمون عَلَى الدخول إليهم، فأمرهم
أَبُو دجانة أن يلقوه إليها، ففعلوا، فانكسرت رجله، فقاتل
عَلَى باب الحديقة، وأزاح المشركين عنه، ودخلها المسلمون،
وقتل يومئذ، وقيل: بل عاش حتى شهد صفين مع علي، والأول أصح
وأكثر، وأما الحرز المنسوب إليه، فإسناده ضعيف.
أخرجه الثلاثة، ويرد في الكنى أكثر من هذا.
(2/550)
2237- سماك بن سعد
ب د ع: سماك بْن سعد بْن ثعلبة بْن خلاس ابن زيد بْن مالك
بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج
الأنصاري الخزرجي أخو بشير بْن سعد، والد النعمان بْن
بشير، شهد بدرًا مع أخيه بشير، وشهد أحدًا أيضًا، ولم
يعقب.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
خلاس: بفتح الخاء، وتشديد اللام.
(2/552)
2238- سماك بن مخرمة
ب س: سماك بْن مخرمة بْن حمين بْن ثلث بْن الهالك له صحبة،
وَإِليه ينسب مسجد سماك بالكوفة، وهو خال سماك بْن حرب،
وبه سمي ابن عمرو بْن أسد بْن حزيمة الهالكي الأسدي.
وقال سيف بْن عمرو: سماك بْن مخرمة الأسدي، وسماك بْن عبيد
العبدي، وسماك بْن خرشة الأنصاري، وليس بأبي دجانة، هؤلاء
الثلاثة أول من ولي مسالح دستبي من أرض همذان، وأرض
الديلم، وقدم هؤلاء الثلاثة عَلَى عمر في وفود أهل الكوفة
بالأخماس، فانتسبهم، فانتسبوا له: سماك، وسماك، وسماك،
فقال: " بارك اللَّه فيكم، اللهم اسمك بهم الإسلام، وأيد
بهم ".
وذكره حمزة السهمي في تاريخ جرجان، فيمن قدمها من الصحابة،
مع سويد بْن مقرن، ولم يورد عنه شيئًا.
وكان سماك بالكوفة، فلما قدمها علي هرب منه إِلَى الجزيرة،
وقيل: مات بالرقة.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/552)
2239- سمالي بن هزال
س: سمالي بْن هزال روى زيد بْن أسلم، أن سمالي بْن هزال
اعترف عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بالزنا، فأمر به، فرجم.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هذه القصة مشهورة بماعز بْن مالك
الأسلمي، وكان قريبًا لهزال، فلعله أراد نسيبا لهزال، أو
نحو ذلك، فصحفه.
(2/552)
2240- سمهج
س: سمحج الجني وقيل: سمهج، سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ.
قال أَبُو موسى: إنما أخرجناه اقتداء بإمام الصنعة أَبِي
الحسن الدارقطني، ولأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كان مبعوثًا إِلَى الإنس والجن.
روى عنه امرأة اسمها منوس في فضل سورة يس.
أخرجه أَبُو موسى.
(2/553)
2241- سمرة بن جنادة
ب د ع: سمرة بْن جنادة بْن جندب بْن حجير بْن زباب بْن
حبيب بْن سواءة بْن عامر بْن صعصعة السوائي قاله أَبُو
نعيم.
وقال أَبُو عمر: سمرة بْن عمرو بْن جندب، والباقي مثله.
وقال ابن منده: سمرة بْن جنادة بْن حجر بْن زياد السوائي،
ولا شك أن هذا غلط من الناسخ.
وهو أَبُو جابر بْن سمرة السوائي.
(582) أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ
الْقَاهِرِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيِّ، أخبرنا شُعْبَةُ، عن سِمَاكِ بْنِ
حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، يقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ يَخْطُبُ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ
السَّاعَةِ كَذَّابِينَ "، فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ
أَفْهَمْهَا، فَقُلْتُ لأَبِي: مَا قَالَ؟ فَقَالَ: قَالَ:
" فَاحْذَرُوهُمْ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/553)
2242- سمرة بن جندب
ب د ع: سمرة بْن جندب بْن هلال بْن حريج بن مرة بْن حزن
بْن عمرو بْن جابر بْن خشين وهو ذو الرأسين، ابن لأي بْن
عصم بْن شمخ بْن فزارة بْن ذبيان بْن بغيض بْن ريث بْن
غطفان الفزاري، يكنى أبا سَعِيد، وقيل: أَبُو عبد الرحمن،
وَأَبُو عَبْد اللَّهِ، وَأَبُو سليمان.
سكن البصرة، قدمت به أمه المدينة بعد موت أبيه، فتزوجها
رجل من الأنصار، اسمه مري بْن سنان بْن ثعلبة، وكان في
حجره إِلَى أن صار غلامًا، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعرض غلمان الأنصار كل سنة،
فمر به غلام، فأجازه في البعث، وعرض عليه سمرة بعده، فرده،
فقال سمرة: لقد أجزت هذا ورددتني، ولو صارعته لصرعته،
فقال: " فدونكه فصارعه "، فصرعه سمرة، فأجازه في البعث،
قيل: أجازه يَوْم أحد، والله أعلم.
وقال الواقدي: هو حليف الأنصار.
روى عَبْد اللَّهِ بْن بريدة، عن سمرة بْن جندب، أَنَّهُ
قال: لقد كنت عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلامًا، فكنت أحفظ عنه، وما يمنعني من
القول إلا أن ههنا رجالًا هم أسن مني، ولقد صليت مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امرأة
ماتت في نفاسها، فقام عليها في الصلاة وسطها.
وغزا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير
غزوة، وسكن البصرة، وكان زياد يستخلفه عليها إذا سار إِلَى
الكوفة، ويستخلفه عَلَى الكوفة إذا سار إِلَى البصرة، وكان
يكون في كل واحدة منهما ستة أشهر، وكان شديدًا عَلَى
الخوارج، وكان إذا أتى بواحد منهم قتله، ويقول: شر قتلي
تحت أديم السماء، يكفرون المسلمين، ويسفكون الدماء،
فالحرورية، ومن قاربهم في مذهبهم، يطعنون عليه، وينالون
منه.
وكان ابن سيرين، والحسن، وفضلاء أهل البصرة، يثنون عليه،
قال ابْن سيرين: في رسالة سمرة إِلَى بنيه علم كثير، روى
عنه الشعبي، وابن أَبِي ليلى، وعلي بْن ربيعة، وعبد اللَّه
بْن بريدة، والحسن البصري، وابن سيرين، وابن الشخير،
وَأَبُو العلاء، وَأَبُو الرجاء، وغيرهم.
(583) أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ
إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حدثنا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، أخبرنا عَبْدُ الأَعْلَى، عن
سَعِيدٍ، عن قَتَادَةَ، عن الْحَسَنِ، عن سَمُرَةَ، قَالَ:
" سَكْتَتَانِ حَفِظْتُهُمَا مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عِمْرَانُ
بْنُ حُصَيْنٍ، وَقَالَ: حَفِظْنَا سَكْتَةً، فَكَتَبْنَا
إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ بِالْمَدِينَةِ، فَكَتَبَ
أُبَيٌّ أَنْ حَفِظَ سَمُرَةُ قَالَ سَعِيدٌ: فَقُلْنَا
لِقَتَادَةَ: مَا هَاتَانِ السَّكْتَتَانِ؟ قَالَ: دَخَلَ
فِي صَلاتِهِ، وَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ، ثُمَّ
قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: وَإِذَا قَالَ: وَلا الضَّالِّينَ "
وتوفي سمرة سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين
بالبصرة، وسقط في قدر مملوءة ماء حارًا، كان يتعالج
بالقعود عليها، من كزاز شديد أصابه، فسقط، فمات فيها.
أخرجه الثلاثة.
(2/554)
2243- سمرة بن حبيب
سمرة بْن حبيب بْن عبد شمس القرشي الأموي والد عبد الرحمن
بْن سمرة، ذكر أَبُو بكر بْن داسة أَنَّهُ أسلم، وولاه
عثمان بْن عفان، قاله ابن الدباغ الأندلسي، فيما استدركه
عَلَى أَبِي عمر.
والصواب أن ابنه هو الذي أسلم، وولي سجستان أيام عثمان،
والله أعلم.
(2/555)
2244- سمرة بن ربيعة
ب د ع: سمرة بْن ربيعة العدواني وقيل: سمرة العدوي روى
حرام بْن عثمان، عن مُحَمَّد، وعبد اللَّه ابني جابر، عن
أبيهما، أن سمرة بْن ربيعة العدواني جاء يتقاضى أبا اليسر
حقا له، فقال أَبُو اليسر لأهله: قولوا: ليس ههنا، فجلس
سمرة يستريح، فظن أَبُو اليسر أَنَّهُ قد ذهب، فأطلع رأسه،
فرآه سمرة، فقال: ألم يقل أهلك ليس ههنا؟ قال: عن أمري كان
ذلك، قال: ولم؟ قال: لأنه لم يكن حقك عندي، فأقضيك، قال
أَبُو اليسر: فما سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من أنظر معسرًا أو فرج عنه
أظله اللَّه في ظله يَوْم القيامة " قال سمرة: أشهد لسمعته
من رَسُول اللَّهِ.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا أدري عدي قريش، أو
غيره، وذكر قصته مع أَبِي اليسر، وجعله عدويًا، وجعله ابن
منده، وَأَبُو نعيم عدوانيًا.
(2/555)
2245- سمرة بن عمرو
السوائي
ب: سمرة بْن عمرو بْن جندب بْن حجير والد جابر بْن سمرة
السوائي، تقدم في سمرة بْن جنادة.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/556)
2246- سمرة بن عمرو
العنبري
د ع: سمرة بْن عمرو العنبري من ولد قرط بْن عَبْد اللَّهِ
بْن جناب العنبري، أجاز النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ شهادته لزبيب العنبري بإسلامه، وقد تقدمت القصة،
واستخلفه خَالِد بْن الْوَلِيد عَلَى اليمامة، حين انصرف
عنها.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/556)
2247- سمرة بن
الفاتك
د ع: سمرة بْن الفاتك الأسدي من أسد بْن خزيمة بْن مدركة،
ويقال: سبرة، قاله ابن إِسْحَاق.
(584) أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا يَعْمُرُ بْنُ بِشْرٍ،
أخبرنا هُشَيٌم، عن دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو، عن بُسْرِ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ، عن سَمُرَةَ بْنِ الْفَاتِكِ، قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" نِعْمَ الرَّجُلُ سَمُرَةُ، لَوْ أَخَذَ مِنْ لِمَّتِهِ،
وَشَمَّرَ مِنْ مِئْزَرِهِ "، فَفَعَلَ ذَلِكَ سَمُرَةُ،
فَأَخَذَ مِنْ لِمَّتِهِ وَشَمَّرَ مِنْ مِئْزَرِهِ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ
(2/556)
2248- سمرة بن
معاوية
س: سمرة بْن معاوية ابن عمرو بْن سلمة المجر خفيف الراء،
ابن أَبِي كرب بْن ربيعة الكندي، وفد إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، ذكره ابن شاهين،
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.
(2/557)
2249- سمرة بن معير
ب د ع: سمرة بْن معير بْن لوذان بْن ربيعة ابن عريج بْن
سعد بْن جمح القرشي الجمحي، أَبُو محذورة المؤذن غلبت عليه
كنيته، واشتهر بها، ونذكره هناك أتم من هذا إن شاء اللَّه
تعالى، واختلف في اسمه، فقيل: سمرة، وقيل: أوس، وقيل غير
ذلك.
روى عنه: ابن عَبْد الْمَلِكِ، وابن محيريز، وابن أَبِي
مليكة، وعطاء، وعبد العزيز بْن رفيع، وغيرهم.
(585) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ
الْفَقِيهُ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، حدثنا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، أخبرنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبِي وَجَدِّي جَمِيعًا، عن أَبِي مَحْذُورَةَ: " أَنَّ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَقْعَدَهُ، وَأَلْقَى عَلَيْهِ الأَذَانَ، حَرْفًا
حَرْفًا " قال إِبْرَاهِيم: مثل أذاننا.
قال بشر: فقلت له: أعد علي، فوصف الأذان بالترجيع.
وتوفي أَبُو محذورة بمكة، سنة تسع وسبعين.
أخرجه الثلاثة.
(2/557)
2250- سمعان بن خالد
د ع: سمعان بْن خَالِد الكلابي من بني قريط.
دعا له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بالبركة، ومسح ناصيته لما وفد عليه، وقال له: " يا سمعان،
أيما أحب إليك، تجعل رزقك في الوبر أو في المدر؟ " قال: بل
في الوبر، وأنه جعل له الميسم علاطين بالسالفة اليسرى، وأن
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج
أخت سمعان.
حديثه عند أولاده.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/557)
2251- سمعان بن عمرو
د ع: سمعان بْن عمرو بْن حجر له صحبة، وفد عَلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعه عَلَى الإسلام،
وصدق إليه ماله، فأقطعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ما بين الرسلين والدركاء.
روى حديثه ابنه خيار.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
خيار بْن سمعان: بكسر الخاء المعجمة، وبعدها ياء، تحتها
نقطتان، وآخره راء.
(2/558)
2252- سميحة
سميحة أو سحيمة روى حديثه خَالِد بْن نجيح، عن بكر بْن
شريح، قال: كان رجل من الأنصار، يقال له: أَبُو لبابة،
وكان له جار، يقال له: سميحة، وكانت لسميحة نخلة، مطلة
عَلَى دار أَبِي لبابة، فذكر الحديث، وفيه أن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لسميحة: "
طب نفسً عن نخلتك لأبي لبابة، اضمن لك بها نخلة في الجنة
"، فأبى، فضمن له عشرة، فأبى، فضمن له مائة، فأبى، فأعطاه
أَبُو الدحداحة ألف نخلة مع دين كان له عليه، وأسلم النخلة
إِلَى أَبِي لبابة.
ذكره الأشيري.
(2/558)
2253- سميرة بن
الحصين
سمير بْن الحصين بْن الحارث بْن أَبِي خزيمة بْن ثعلبة بْن
طريف الخزرجي الساعدي شهد أحدًا، وكان من عمال عمر، وله
منه قرب، ومات في خلافته.
قاله العدوي، وابن ماكولا.
(2/558)
2254- سمير بن زهير
د ع: سمير بْن زهير تقدم ذكره مع أخيه سلمة بْن زهير.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/558)
2255- سمير، أبو
سليمان
د ع: سمير أَبُو سليمان قال: كنا نسمع الحديث عَلَى عهد
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حريز
بْن عثمان، عن سليمان بْن سمير، عن أبيه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/559)
2256- سميط
د ع: سميط البجلي مجهول.
روى حديثه زيد بْن الحباب، عن موسى بْن عبيدة الربذي، عن
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَنْصُور، عن سميط البجلي، قال: سمعت
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "
من رابط يومًا في سبيل اللَّه، كان كعدل شهر صيامه وقيامه
".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم
(2/559)
2257- سميفع بن
ناكور
سميفع بْن ناكور بْن عمرو بْن يعفر بْن زيد،، وهو ذو
الكلاع الحميري، تقدم ذكره في ذي الكلاع.
(2/559)
باب السين والنون
(2/559)
2258- سنان بن تيم
ب: سنان بْن تيم الجهني حليف بني عوف بْن الخزرج، وقيل:
سنان بْن وبرة.
غزا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق، وكان شعارهم يومئذ: يا
مَنْصُور، أمت أمت.
يقال: إنه الذي سمع عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي، يقول:
{لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ
الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} .
وقيل: إن الذي سمعه زيد بْن أرقم، وهو الصحيح، وَإِنما
سنان هذا هو الذي نازع جهجاه الغفاري يومئذ، وكان جهجاه
يقود فرسًا لعمر بْن الخطاب، كان أجيرًا له، فاقتتلا، فصرخ
الجهني: يا للأنصار، وصرخ جهجاه: يا للمهاجرين، فغضب عَبْد
اللَّهِ بْن أَبِي، وقال ذلك.
أخرجه ههنا أَبُو عمر وحده.
(2/559)
2259- سنان بن ثعلبة
ب: سنان بْن ثعلبة بْن عامر بْن مجدعة بْن جشم بْن حارثة
الأنصاري شهد أحدًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/560)
2260- سنان بن روح
ب: سنان بْن روح مذكور فيمن نزل حمص من الصحابة.
قال ابن ماكولا: وذكره الدارقطني، يعني سنانًا، قال: وأظنه
سيار بْن روح، قال: وقد ذكرناه في سيار.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/560)
2261- سنان بن سلمة
ب د ع: سنان بْن سلمة بْن المحبق الهذلي يكنى أبا عبد
الرحمن، وقيل: أَبُو حبتر، وَأَبُو يسر.
روى عنه، أَنَّهُ قال: ولدت يَوْم حرب لرسول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنانًا، وقيل: إنه لما ولد قال
أبوه سلمة: لسنان أقاتل به في سبيل اللَّه أحب إلي منه،
فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سنانًا.
وقال أَبُو أحمد العسكري: ولد سنان يَوْم الفتح، فسماه
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنانًا،
وكان شجاعًا بطلًا.
قال أَبُو اليقظان: لما قتل عَبْد اللَّهِ بْن سوار كتب
معاوية إِلَى زياد: انظر رجلًا يصلح لثعر الهند فوجهه،
فاستعمل زياد سنان بْن سلمة.
وقال خليفة بْن خياط: ولي زياد سنان بْن سلمة عَلَى غزو
الهند، وذلك سنة خمسين.
روى عنه سلم بْن جنادة، ومعاذ بْن سعوة، وحبيب أَبُو عبد
الصمد.
ومن حديثه أن رجلًا أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني تصدقت عَلَى أمي
بصدقة، وَإِنها هلكت، فكيف اصنع؟ فقال: " رد اللَّه عليك
مالك، وقبل صدقتك ".
وتوفي سنان بْن سلمة آخر أيام الحجاج.
أخرجه الثلاثة.
(2/560)
2262- سنان بن أبي
سنان
ب د ع: سنان بْن أَبِي سنان بْن محصن الأسدي أسد بْن
خزيمة، وهو ابن أخي عكاشة بْن محصن.
شهد بدرًا، قال ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرًا، من
بني أسد بْن خزيمة، من حلفاء بني عبد شمس: أَبُو سنان أخو
عكاشة، وابنه سنان بْن أَبِي سنان.
وشهد أيضًا سائر المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسنان هذا أول من بايع بيعة الرضوان
تحت الشجرة، في قول الواقدي، وقال غيره: بل أبوه سنان، وهو
الأشهر.
وتوفي سنان سنة اثنتين وثلاثين.
أخرجه الثلاثة.
(2/561)
2263- سنان بن سنة
ب د ع: سنان بْن سنة الأسلمي حجازي، روى عنه: حرملة بْن
عمرو، وحكيم بْن أَبِي حرة، ويحيى بْن هند، ومعاذ بْن
سعوة، يقال: إنه عم حرملة بْن عمرو الأسلمي، والد عبد
الرحمن بْن حرملة.
(586) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ
بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي، أخبرنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، أخبرنا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عن
عَمِّهِ حكيم بْن أَبِي حرة، عن سِنَانِ بْنِ سَنَّةَ،
قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " إِنَّ الطَّاعِمَ الشَّاكِرَ لَهُ مِثْلُ
أَجْرِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ سنة: بالسين المهملة والنون.
(2/561)
2264- سنان بن شفعلة
س: سنان بْن شفعلة الأوسي روى عباد بْن راشد اليمامي، عن
سنان بْن شفعلة الأوسي، قال: حدثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن جبريل عليه السلام: " إن
اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لما زوج فاطمة عليًا عليهما السلام،
أمر رضوان فأمر شجرة طوبى، فحملت رقاقًا بعدد محبي آل بيت
مُحَمَّد، فإذا كان يَوْم القيامة، أهبط اللَّه تعالى
ملائكة بتلك الرقاق، فتعطي كل رجل من محبي آل مُحَمَّد رقا
فيه براءة من النار ".
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هو حديث منكر وذكره ابن شفعلة
بالفاء، والذي عندنا من كتاب الأمير ابن ماكولا: شمعلة،
بالميم، والله أعلم.
(2/562)
2265- سنان بن صيفي
ب س: سنان بْن صيفي بْن صخر بْن خنساء بْن سنان بْن عبيد
بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي
شهد العقبة، وهو أحد السبعين الذين بايعوا النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندها، وشهد بدرًا
وأحدًا.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/562)
2266- سنان الضمري
ب: سنان الضمري استخلفه أَبُو بكر الصديق رضي اللَّه عنه،
حين خرج من المدينة لقتال أهل الردة.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/563)
2267- سنان بن ظهير
ب د ع: سنان بْن ظهير الأسدي له صحبة، قال: أهديت إِلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناقة، فقال:
دع داعي اللبن.
رواه الخريبي، عن عقبة بْن جودان، عن أبيه، عن سنان.
أخرجه الثلاثة.
(2/563)
2268- سنان بن عبد
الله الجهني
ب د ع: سنان بْن عَبْد اللَّهِ الجهني له صحبة.
روى أَبُو التياح الضبعي، عن موسى بْن سلمة الهذلي، عن ابن
عباس، قال: أمرت امرأة سنان بْن عَبْد اللَّهِ أن تسال
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أمها
ماتت، ولم تحج، أيجزي عن أمها أن تحج عنها؟ قال: " لو كان
عَلَى أمك دين، فقضيته، ألم يكن يجزى عنها؟ ".
رواه مُحَمَّد بْن كريب، عن كريب، عن ابن عباس، عن سنان
بْن عَبْد اللَّهِ الجهني.
ورواه أَبُو خَالِد الأحمر، عن مُحَمَّدِ بْنِ كريب، عن
كريب، فوهم فيه، فقال: سفيان بْن عَبْد اللَّهِ.
أخرجه الثلاثة.
(2/563)
2269- سنان بن عبد
الله بن قشير
سنان بْن عَبْد اللَّهِ بْن قشير بْن خزيمة والد سلمة بْن
الأكوع الأسلمي.
قال الطبري: أسلم سنان بْن عَبْد اللَّهِ بْن قشير بْن
خزيمة بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى الأسلمي
قديمًا، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هو وابناه سلمة، وعامر.
أخرجه الأشيري مستدركًا عَلَى ابن عبد البر.
(2/564)
2270- سنان بن عرقة
د ع: سنان بْن عرقة روى عطية بْن قيس، عن بسر بْن عبيد
اللَّه، عن سنان، وكانت له صحبة، أن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في الرجل يموت مع النساء،
وفي المرأة تموت مع الرجال: ليس لواحد منهماه محرم، ييممان
بالصعيد، ولا يغسلان ".
هكذا رواه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم ولا أدري: عرقة هل هو بالغين
المعجمة، أو المهملة، والله أعلم.
(2/564)
2271- سنان بن عمرو
ب س: سنان بْن عمرو بْن طلق هو من بني سلامان بْن سعد بْن
هذيم، من قناعة، يكنى أبا المقنع، وكانت له سابقة وشرف،
وشهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أحدًا، وغيرها من المشاهد.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/564)
2272- سنان بن مقرن
ب د ع: سنان بْن مقرن أخو النعمان بْن مقرن، له ذكر في
المغازي، وله صحبة.
أخرجه الثلاثة مختصرًا.
(2/564)
2273- سنان بن وبر
د ع: سنان بْن وبر الجهني ويقال: وبرة.
(587) أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً، أخبرنا أَبُو
الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ،
أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ، أخبرنا
مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ ابْنَا أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
نَصْرٍ، أخبرنا أَبُو سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيُّ، أخبرنا
أَبِي، أخبرنا مُحَمَّدٍ الصَّاغَانِيُّ، أخبرنا أَبُو
عَبْدِ اللَّهِ يحيى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ،
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ
الْحَسَنِ، عن خَارِجَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رَافِعٍ،
صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن
أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ سِنَانَ بْنَ وَبْرٍ
الْجُهَنِيَّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُرَيْسِيعِ غَزْوَةِ
بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَكَانَ شِعَارُهُمْ: يَا مَنْصُورُ،
أَمِتْ أَمِتْ.، أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو
نُعَيْمٍ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وأَخْرَجَهُ أَبُو
عُمَرَ فِي: سِنَانِ بْنِ تَيْمٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ
(2/565)
2274- سنان أبو هند
الحجام
د ع: سنان أَبُو هند الحجام وقيل: سالم.
حجم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد
ذكرناه في سالم، ونذكره في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/565)
2275- سنان الإراشي
د ع: سنان غير منسوب.
روى يونس بْن أَبِي إِسْحَاق؛، عن أبيه، عن سنان، أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأبي بكر
الصديق رضي اللَّه عنه: " تنق وتوق ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم
(2/565)
2276- سنبر الإراشي
س: سنبر الإراشي روى مالك بْن عمرو البلوي، قال: عقلت
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاه
عمرو بْن حسان بوادي القرى، معه رجل من إراشة، يقال له:
سنبر، حليف له، فبايعه عَلَى الإسلام، وقال لرسول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني راجع إِلَى قومي
فمبايعهم، ثم رجع إليه، فقال: ما تركت يا رَسُول اللَّهِ
ورائي أحد إلا بايعته وآمن بك، غير عجوز من كلب، إحدى بني
الجون، وهي أمي.
قال: " ارفق بها "، قال عمرو بْن حسان: يا رَسُول اللَّهِ،
أقطع لحليفي، فإنه مسكين، قال: " ما أقطع له؟ " قال:
الدومتين، الكبر وذات أفداك، ففعل، وكتبها له في عرجون.
أخرجه أَبُو موسى.
سنبر: بفتح السين، وسكون النون، وفتح الباء الموحدة، وآخره
راء.
(2/566)
2277- سندر أبو
الأسود
س: سندر أَبُو الأسود روى ابن لهيعة، عن يزيد، عن أَبِي
الخير، عن سندر، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أسلم سالمها اللَّه، وغفار غفر
اللَّه لها، وتجيب أجابوا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " قلت: يا
أبا الأسود، وسمعته يذكر تجيبًا؟ قال: نعم.
قلت: أحدث الناس به عنك؟ قال: نعم.
أخرجه أَبُو موسى
(2/566)
2278- سندر أبو عبد
الله
ب د ع: سندر أَبُو عَبْد اللَّهِ مولى زنباع الجذامي له
صحبة، روى حديثه ربيعة بْن لقيط، عن عَبْد اللَّهِ بْن
سندر، عن أبيه.
روى عمرو بْن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: كان لزنباع
الجذامي عبد، ويقال له: سندر، فوجده يقبل جارية له، فخصاه
وجدعه، فأتى سندر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فأخبره، فأرسل إِلَى زنباع يقول: " من مثل به أو
أحرق بالنار فهو حر، وهو مولى اللَّه ورسوله "، وأعتق
سندرًا، فقال له سندر: أوصي بي يا رَسُول اللَّهِ، قال "
أوصي بك كل مسلم "، فلما توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى سندر إِلَى أَبِي بكر،
فقال: احفظ في وصية رَسُول اللَّهِ، فعاله أَبُو بكر حتى
توفي، ثم أتى بعده إِلَى عمر، فقال له عمر: إن شئت أن تقيم
عندي أجريت عليك، وَإِلا فانظر أي الموضع أحب إليك، فأكتب
لك؟ فاختار مصر، فكتب إِلَى عمرو بْن العاص يحفظ فيه وصية
رَسُول اللَّهِ، فلما قدم عَلَى عمرو أقطعه أرضًا واسعة
ودارًا، فلما مات سندر قبضت في مال اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة قلت: قد ذكر أَبُو موسى سندر أبا الأسود قبل
هذا، وقد رَأَى ابن منده أخرج هذه الترجمة، فلا شك أَنَّهُ
ظنهما اثنين، ويغلب عَلَى ظني أنهما واحد، ودليله أنهما من
أهل مصر، ورأيت بعض العلماء قد ذكر حديث: " أسلم سالمها
اللَّه " وحديث سندر الجذامي في هذه الترجمة، ولا شك ظنهما
واحدًا، والله أعلم.
(2/566)
2279- سنين أبو
جميلة
ب د ع: سنين أَبُو جميلة الضمري وقيل: السلمي أخبرنا أَبُو
عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سرايا بْن علي
الفقيه، وغير واحد، قَالُوا، بإسنادهم إِلَى مُحَمَّد بْن
إِسْمَاعِيل البخاري، قال: حدثنا إِبْرَاهِيم بْن موسى،
أخبرنا هشام، أخبرنا معمر، عن الزُّهْرِيّ، عن أَبِي
جميلة، قال: وزعم أَنَّهُ أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان معه عام الفتح، وأنه التقط
منبوذًا، فأتى عمر، فسأل عنه، فأثنى عليه خير، فأنفق عليه
من بيت المال، وجعل ولاءه له.
أخرجه الثلاثة سنين: تصغير سن.
(2/567)
2280- سنين بن واقد
د ع: سنين بْن واقد الأنصاري الظفري صاحب النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يعرف له حديث مسند.
روى يزيد بْن أَبِي خَالِد، عن عثمان بْن عَبْد الْمَلِكِ،
قال: رأيت ابن عباس، وعبد اللَّه بْن جَعْفَر، وسنين بْن
واقد، صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره
بعض المتأخرين، يعني ابن منده، وزعم أن له صحبة، ولم يسند
عنه.
(2/567)
باب السين والهاء
(2/568)
2281- سهل الأنصاري
س: سهل الأنصاري وهو ابن أخي سعد بْن عبادة الساعدي.
روى عبد الرحمن بْن أَبِي الزناد، عن أبيه، عن أَبِي سلمة،
عن أَبِي أسيد الساعدي، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ، يقول: "
خير دور الأنصار دار بني النجار، ثم دار بني عبد الأشهل،
ثم دار بني الحارث بْن الخزرج، ثم دار بني ساعدة، وفي كل
دور الأنصار خير "، فبلغ ذلك سعد بْن عبادة، فوجد في نفسه،
فقال: خلفنا فكنا آخر الأربعة، اسرجوا لي حماري، آتي
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له
ابن أخيه سهل: تذهب ترد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: أفرده ابن شاهين
(2/568)
2282- سهل أبو إياس
د ع: سهل أَبُو إياس الأنصاري روى عنه ابنه، ذكره البخاري
في الصحابة.
روى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حميد، عن أَبِي
حازم، أَنَّهُ جلس إِلَى جنب إياس بْن سهل الأنصاري، من
بني ساعدة، فقال لي: ألا أحدثك عن أَبِي، عن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: "
لأن أصلي الصبح، ثم أجلس في مسجد أذكر اللَّه، من حين أصلي
حتى تطلع الشمس أحب إلي من شد عَلَى جياد الخيل في سبيل
اللَّه، من حيث أصلي حتى تطلع الشمس ".
ورواه ابن أَبِي حميد، عن عباس بْن سهل بْن سعد، عن أبيه،
عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/568)
2283- سهل ابن بيضاء
ب د ع: سهل ابْن بيضاء وهي أمه، واسم أبيه وهب بْن ربيعة
بْن عمرو بْن عامر بْن ربيعة بْن هلال بْن مالك بْن ضبة
بْن الحارث بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة القرشي
الفهري، واسم أمه البيضاء دعد بنت الجحدم بْن أمية بْن ضبة
بْن الحارث بْن فهر، وهو أخو سهيل، وصفوان ابني بيضاء،
يعرفون بأمهم، قاله أَبُو عمر.
ونسبه أَبُو نعيم نحوه، إلا أَنَّهُ لم يجعل في نسب أمه
ضبة، إنما قال: أمية بْن الحارث.
وكان سهل ممن أظهر إسلامه بمكة، وهو الذي مشى إِلَى النفر
الذين قاموا في نقض الصحيفة، التي كتبها مشركو مكة عَلَى
بني هاشم، حتى نقضوها وأنكروها، وهم: هشام بْن عمرو بْن
ربيعة، والمطعم بْن عدي بْن نوفل، وزمعة بْن الأسود بْن
المطلب بْن أسد، وَأَبُو البختري هشام بْن الحارث بْن أسد،
وزهير بْن أَبِي أمية بْن المغيرة المخزومي.
وتوفي سهل، وأخوه سهيل بالمدينة، في حياة رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصلى عليهما في المسجد،
وقيل: إن سهلًا عاش بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يعقبا، قاله ابن إِسْحَاق.
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عن ابن إِسْحَاق، قال: كان
موضع المسجد لغلامين يتيمين، سهل وسهيل، وكان في حجر أسعد
بْن زرارة.
أخرجه الثلاثة.
قلت: أخرج أَبُو عمر نسب البيضاء، فقال: دعد بنت الجحدم
بْن أمية بْن ضبة بْن الحارث بْن فهر، ولم يوافقه غيره،
وَإِنما هي من ولد عائش بْن الظرب بْن الحارث، ونسبها
أَبُو أحمد العسكري، فقال: دعد بنت جحدم بْن عمرو بْن عائش
بْن ظرب بْن الحارث بْن فهر، وأبوه من ولد ضبة بْن الحارث،
قال ذلك موسى بْن عقبة، وابن الكلبي، وابن حبيب، وغيرهم.
ولا شك أَنَّهُ اختلط عليه النسب، فأثبته ههنا، كما
ذكرناه، وأثبته في أخيه سهيل بْن بيضاء بالعكس، فجعل
البيضاء من ولد أمية بْن ضبة، وجعل سهيلًا من ولد الظرب،
فلو عكس لأصاب، فهذا يدل عَلَى أَنَّهُ اختلط عليه، ولم
يتحققه.
وأما ابن منده فإن ذكر مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه الترجمة، وأن أرضه كانت لغلامين
يتيمين، سهل، وسهيل، فظن أن ابني بيضاء هما الغلامان
اليتيمان اللذان كان لهما موضع المسجد، وَإِنما كانا من
الأنصار، ونذكرهما في موضعهما إن شاء اللَّه تعالى، وأما
ابنا بيضاء فمن بني فهر، كما ذكرناه، وَإِنما دخل الوهم
عَلَى ابن منده، حيث لم ينسبه إِلَى أب ولا قبيلة، فلو
نسبه لعلم الصواب.
(2/569)
2284- سهل بن حارثة
ب د ع: سهل بْن حارثة الأنصاري قد تقدم نسبه عند أبيه
حارثة بْن سهل، حديثه عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ناسًا شكوا إِلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم سكنوا دارًا وهم
ذوو عدد، فقلوا وفنوا، فقال: " اتركوها ذميمة "، وقيل:
اسمه سلمة، وقد تقدم ذكره، وقال ابن منده: لا تصح صحبته،
وعداده في التابعين.
أخرجه الثلاثة.
قالت: قد قال أَبُو علي الغساني: إن العدوي ذكر حارثة بْن
سهل بْن حارثة بْن قيس بْن عامر بْن مالك بْن لوذان، أجمع
أهل المغازي، وابن القداح، عَلَى أَنَّهُ شهد أحدًا، وقال
ابن القداح: وابنه سهل بْن حارثة شهد أحدًا أيضًا.
وقال الأمير أَبُو نصر في حارثة، بالحاء المهملة: وحارثة
بْن سهل بْن عامر بْن لوذان، وابنه سهل، شهدا جميعًا
أحدًا، والمشاهد، بعدها.
ولسهل عقب بالمدينة، وبغداد.
وقول ابن منده: إنه ذكره ابن أَبِي عاصم في الصحابة ولا
يصح، وعداده في التابعين، مع الاتفاق عَلَى أَنَّهُ شهد
أحدًا، غريب جدًا، والله أعلم.
(2/570)
2285- سهل بن الحارث
سهل بْن الحارث بْن عمرو بْن عبد رزاح شهد أحدًا، ولا عقب
له.
ذكره ابن الدباغ، عن العدوي.
(2/570)
2286- سهل بن أبي
حثمة
ب د ع: سهل بْن أَبِي حثمة اختلف في اسم أبيه، فقيل: عَبْد
اللَّهِ، وعبيد اللَّه، وقيل: عامر بْن ساعدة بْن عامر بْن
عدي بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث بْن عمرو، وهو النبيت
بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
ولد سنة ثلاث من الهجرة، قال الواقدي: قبض النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثماني سنين،
ولكنه حفظ عنه.
وذكر ابن أَبِي حاتم الرازي، أَنَّهُ سمع رجلًا من ولده،
يقول: كان ممن بايع تحت الشجرة، وكان دليل النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أحد، وشهد ما
بعدها من المشاهد.
وقول الواقدي أصح.
وأمه أم الربيع بنت سالم بْن عدي بْن مجدعة.
توفي أول أيام معاوية، روى عنه: نافع بْن جبير، وعبد
الرحمن بْن مسعود، وبشير بْن يسار، وصالح بْن خوات بْن
جبير.
وحديثه في صلاة الخوف صحيح مشهور.
(588) أخبرنا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ، إِلَى مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ
بَشَّارٍ، أخبرنا يحيى الْقَطَّانُ، أخبرنا يحيى بْنُ
سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن
صَالِحِ بْنِ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن سَهْلِ بْنِ
أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّهُ قَالَ فِي صَلاةِ الْخَوْفِ،
قَالَ: " يَقُومُ الإِمَامُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ،
وَتَقُومُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ قِبَلَ
الْعَدُوِّ، وُجُوهُهُمْ إِلَى الْعَدُوِّ، فَيَرْكَعُ
بِهِمْ رَكْعَةٌ ".
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/570)
2287- سهل ابن
الحنظلية الأنصاري
ب د ع: سهل بْن الحنظلية الأنصاري وهو سهل بْن الربيع بْن
عمرو بْن عدي بْن زيد الأنصاري الأوسي، من بني حارثة بْن
الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري
الأوسي، والحنظلية أمه، وقيل: أم جده.
وكان ممن بايع تحت الشجرة، وكان فاضلًا، معتزلًا عن الناس،
كثير الصلاة والذكر، كان لا يزال يصلي مهما هو بالمسجد،
فإذا انصرف لا يزال ذاكرًا من تسبيح وتهليل، حتى يأتي
أهله.
وسكن دمشق، ومات بها أول خلافة معاوية، ولا عقب له، وكان
يقول: لأن يكون لي سقط في الإسلام أحب إلي مما طلعت عليه
الشمس.
وله أخ اسمه عقبة له صحبة.
روى قيس بْن بشر الثعلبي، قال: كان أَبِي جليسًا لأبي
الدرداء، فمر سهل بْن الحنظلية بأبي الدرداء، ونحن عنده،
فسلم عليه، فقال أَبُو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك،
فقال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " المنفق عَلَى الخيل في سبيل اللَّه، كالباسط
يديه بالصدقة، لا يقبضها ".
(589) أخبرنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ
إِجَازَةً، أخبرنا ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ كِتَابَةً،
أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أخبرنا
الْمُخَلِّصُ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عن
أَبِيهِ، عن عُبَادَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ
الصَّامِتِ، عن رَجُلٍ كَانَ فِي حَرَسِ مُعَاوِيَةَ،
قَالَ: عُرِضَتْ عَلَى مُعَاوِيَةَ خَيْلٌ، فَقَالَ
لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ
الْحَنْظَلِيَّةَ: مَاذَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْخَيْلِ؟
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا
الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَصَاحِبُهَا
مُعَانٌ عَلَيْهَا، وَالْمُنْفِقُ عَلَيْهَا كَالْبَاسِطِ
يَدَهُ بِالصَّدَقَةِ، لا يَقْبِضُهَا ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/571)
2288- سهل ابن
الحنظلية العبشمي
د ع: سهل بْن الحنظلية العبشمي روى عنه أَبُو العالية، قال
البخاري: هذا غير الأول، وقيل: سهيل.
روى معتمر بْن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، عن أَبِي
العالية، عن سهل بْن الحنظلية، قال: قال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يجتمع قوم عَلَى
ذكر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إلا قيل لهم: قوموا مغفورًا لكم،
فقد بدلت سيئاتكم حسنات ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم
(2/572)
2289- سهل بن حنيف
ب د ع: سهل بْن حنيف بْن واهب بْن العكيم ابن ثعلبة بْن
مجدعة بْن الحارث بْن عمرو بْن خناس ويقال: ابن خنساء،
وقيل: حنش بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس،
قاله أَبُو عمر، وَأَبُو نعيم.
وقال الكلبي كذلك، إلا أَنَّهُ قال: ثعلبة بْن الحارث بْن
مجدعة، قدم الحارث.
وهو أنصاري أوسي، يكنى أبا سعد، وقيل: أبا سَعِيد، وقيل:
أبا عَبْد اللَّهِ، وأبا الْوَلِيد، وأبا ثابت.
شهد بدرًا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وثبت يَوْم أحد مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما انهزم
الناس، وكان بايعه يومئذ عَلَى الموت، وكان يرمي بالنبل عن
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(590) أخبرنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ،
أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْحَرِيرِيُّ، أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ، أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ بُخَيْتٍ
الدَّقَّاقُ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْحَاسِبُ،
أخبرنا جُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْغَسِيلُ، أخبرنا
مَسْلَمَةُ بْنُ خَالِدٍ، عن أَبِي دُجَانَةَ
السَّاعِدِيِّ، عن أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ
حُنَيْفٍ، عن أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ، فَمَرَّ
بِنَهْرٍ فَاغْتَسَلَ فِيهِ، وَكَانَ رَجُلًا حَسَنَ
الْجِسْمِ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ،
فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلا جِلْدٍ
مُخَبَّاةٍ، وَتَعَجَّبَ مِنْ خِلْقَتِهِ، فَلُبِطَ بِهِ،
فَصُرِعَ، فَحُمِلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَحْمُومًا، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ،
فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا رَأَى مِنْ
أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فِي نَفْسِهِ، أَوْ فِي مَالِهِ،
فَلْيُبَرِّكْ عَلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ " ثم إن
سهل بْن حنيف صحب علي بْن أَبِي طالب، حين بويع له، فلما
سار علي من المدينة إِلَى البصرة، استخلفه عَلَى المدينة،
وشهد معه صفين، وولاه بلاد فارس، فأخرجه أهلها، فاستعمل
زياد بْن أبيه، فصالحوه، وأدوا الخراج.
ومات سهل بالكوفة سنة ثمان وثلاثين، وصلى عليه علي، وكبر
عليه ستا، وقال: إنه بدري.
روى عنه ابناه: أَبُو أمامة، وعبد الملك، وعبيد بْن
السباق، وَأَبُو وائل، وعبد الرحمن بْن أَبِي ليلى،
وغيرهم.
أخرجه الثلاثة.
(2/572)
2290- سهل بن رافع
بن خديج
ب: سهل بْن رافع بْن خديج بْن مالك بْن غنم بْن سري بْن
سلمة بْن أنيف البلوي حليف الأنصار، صاحب الصاع، وقيل:
صاحب الصاعين، الذي لمزه المنافقون لما تصدق بالصاعين،
فأنزل اللَّه تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ
الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ}
الآية.
أخرجه أَبُو عمر كذا، وقال: لا أدري إن كان سهل بْن رافع
بْن أَبِي عمرو أم لا؟ سري: بضم السين، وفتح الراء، وتشديد
الياء.
(2/574)
2291- سهل بن رافع
بن أبي عمرو
ب د ع: سهل بْن رافع بْن أَبِي عمرو بْن عائذ بْن ثعلبة
بْن غنم البلوي شهد أحدًا، وتوفي في خلافة عمر، وهو الذي
لمزه المنافقون، روت عنه ابنته عميرة، أَنَّهُ خرج بزكاته
من تمر، وبابنته عميرة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصبه، ثم قال: يا رَسُول اللَّهِ، إن
لي إليك حاجة، قال: " وما هي؟ " قال: تدعو اللَّه لي ولها،
فليس لي ولد غيرها، قالت: " فوضع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يد علي، وأقسم بربه " لكأن برد
يد رَسُول اللَّهِ عَلَى كبدي.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
هكذا.
وأما أَبُو عمر، فإنه قال: سهل بْن رافع بْن أَبِي عمرو
بْن عائذ بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار، له أخ
يسمى سهيلًا، وهما اليتيمان اللذان كان لهما المربد، الذي
بنى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه
المسجد، كانا يتيمين في حجر أَبِي أمامة أسعد بْن زرارة،
لم يشهد بدرًا، وشهدها أخوه سهيل.
قلت: لم يذكر ابن منده ولا أَبُو نعيم أيضًا أَنَّهُ صاحب
المربد الذي بنى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فيه مسجده، أما ابن منده فلأنه جعل صاحبي المربد
سهلًا وسهيل ابني بيضاء، وأما أَبُو نعيم فلأنه ذكر
أَنَّهُ صاحبي المربد سهل وسهيل ابنا عمرو الأنصاريان،
ونذكره بعد هذه الترجمة، ووافقه ابن إِسْحَاق، وأما أَبُو
عمر، فجعل هذا وأخاه صاحبي المربد، ووافقه غيره من
العلماء، منهم: هشام بْن الكلبي، وابن حبيب، ومن العجب أن
أبا نعيم ذكر سهيل بْن رافع بْن أَبِي عمرو الأنصاري
النجاري، وقال: هو أخو سهل صاحب المربد، ولم يذكر في هذا
أَنَّهُ صاحب المربد، وجعل هذا بلويا، وجعل أخاه أنصاريا،
من بني مالك بْن النجار، وهذا تناقض ظاهر، والله أعلم.
(2/574)
2292- سهل بن الربيع
ب: سهل بْن الربيع بْن عمرو بْن عدي بْن جشم بْن حارثة
الأنصاري الحارثي شهد أحدًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/575)
2293- سهل بن رومي
ب: سهل بْن رومي بْن وقش بْن زعبة الأنصاري الأشهلي قتل
يَوْم أحد شهيدًا، ذكره الواقدي.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/575)
2294- سهل بن سعد
ب د ع: سهل بْن سعد بْن مالك بْن خَالِد بن ثعلبة بْن
حارثة بْن عمرو بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج
الأنصاري الساعدي وقال العدوي في نسبه: سهل بْن سعد بْن
سعد بْن مالك بْن خَالِد، وهذا يؤيد قول أَبِي عمر في
ثعلبة بْن سعد، فإنه قال فيه: عم سهل بْن سعد، يكنى سهل:
أبا العباس، وقيل: أَبُو يحيى.
وشهد قضاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في المتلاعنين، وأنه فرق بينهما، وكان اسمه
حزنًا، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سهلًا، قال الزُّهْرِيّ: رَأَى سهل بْن سعد
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع منه،
وذكر أَنَّهُ كان له يَوْم توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمس عشرة سنة.
وعاش سهل وطال عمره، حتى أدرك الحجاج بْن يوسف، وامتحن
معه، أرسل الحجاج سنة أربع وسبعين إِلَى سهل بْن سعد رضي
اللَّه عنه، وقال له: ما منعك من نصر أمير المؤمنين عثمان؟
قال: قد فعلته، قال: كذبت، ثم أمر به فختم في عنقه، وختم
أيضًا في عنق أنس بْن مالك رضي اللَّه عنه، حتى ورد عليه
كتاب عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان فيه، وختم في يد جابر بْن
عَبْد اللَّهِ، يريد إذلالهم بذلك، وأن يجتنبهم الناس، ولا
يسمعوا منه.
وروى عن سهل أَبُو هريرة، وسعيد بْن المسيب، والزُّهْرِيّ،
وَأَبُو حازم، وابنه عباس بْن سهل، وغيرهم.
(591) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ،
وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا، بِإِسْنَادِهِمْ، عن أَبِي
عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، أخبرنا قُتَيْبَةُ، حدثنا
الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، عن أَبِي
حَازِمٍ، عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا
وَمَا فِيهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطٍ، فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ
مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " وتوفي سهل سنة ثمان
وثمانين، وهو ابن ست وتسعين سنة، وقيل: توفي سنة إحدى
وتسعين، وقد بلغ مائة سنة، ويقل: إنه آخر من بقي من أصحاب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة.
قال أَبُو حازم: سمعت سهل بْن سعد، يقول: لو مت لم تسمعوا
من أحد، يقول: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يصفر لحيته.
أخرجه الثلاثة.
(2/575)
2295- سهل بن أبي
سهل
ب: سهل بْن أَبِي سهل مخرج حديثه عن أهل مصر.
روى حديثه سَعِيد بْن أَبِي هِلالٍ، عن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: " تهادوا فإنها
تذهب الأضغان ".
أخرجه أَبُو عمر.
(2/576)
2296- سهل بن صخر
ب د ع: سهل بْن صخر الليثي وقيل: سهيل، يعد في أهل
المدينة، وسكن البصرة، وهو سهل بْن صخر بْن واقد بْن عصمة
بْن أَبِي عوف بْن وهب بْن عبد مناة بْن شجع بْن عامر بْن
ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة، يجتمع هو، وَأَبُو
واقد الليثي في عبد مناة بْن شجع.
روى يوسف بْن خَالِد السمتي، عن أبيه، عن جده، عن سهل بْن
صخر، وكانت له صحبة، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا ملك أحدكم ثمن عبد
فليشتر به عبدًا، فإن الجدود في نواصي الرجال ".
أخرجه الثلاثة
(2/577)
2297- سهل بن أبي
صعصعة
سهل بْن أَبِي صعصعة أخو قيس، وأبي كلاب، وجابر، والحارث،
شهد أحدًا.
قاله ابن الدباغ، مستدركًا عَلَى أَبِي عمر، عن العدوي.
(2/577)
2298- سهل مولى بني
ظفر
ب س: سهل مولى بني ظفر شهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدًا.
قاله ابن شاهين، أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى مختصرًا.
(2/577)
2299- سهل بن عامر
ب د ع: سهل بْن عامر بْن سعد قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم،
وقال أَبُو عمر: سهل بْن عامر بْن عمرو بْن ثقيف الأنصاري
النجاري، استشهد يَوْم بئر معونة، مع عمه سهل بْن عمرو.
أخرجه الثلاثة.
(2/577)
2300- سهل بن عتيك
بن النعمان
ب د ع: سهل وقيل: سهيل بْن عتيك بْن النعمان بْن عمرو بْن
عتيك بْن عمرو بْن مبذول بْن مالك بْن النجار الأنصاري
الخزرجي، وصحفه ابن منده، فقال: عبيد.
قاله أَبُو نعيم.
شهد العقبة، وبدرًا، قاله ابن إِسْحَاق، وابن شهاب، وقال
أَبُو عمر: قال جمهور أهل السير: سهل بْن عتيك، وقال أَبُو
معشر: عبيد، قال الطبري: هو خطأ عندهم، يعني عبيدًا.
أخرجه الثلاثة.
(2/578)
2301- سهل بن عتيك
د ع: سهل بْن عتيك الأنصاري شهد العقبة الثانية، وتوفي
عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتبة، عن ابن
عباس: " أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لما أتي بجنازة سهل بْن عتيك، كبر عليه أربعًا،
وقرأ بفاتحة الكتاب ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: كذا رواه
بعض المتأخرين، يعني ابن منده، وقال: وهو الذي تقدم ذكره.
(2/578)
2302- سهل بن عدي بن
مالك
ع س: سهل بْن عدي الأنصاري شهد بدرًا، قاله أَبُو نعيم،
مختصرًا.
وأخرجه أَبُو موسى، فقال: سهل بْن عدي بْن مالك بْن حرام
بْن خديج بْن معاوية بْن عوف بْن الخزرج، أخو ثابت، وعبد
الرحمن، شهد أحدًا، تقدم ذكره في ترجمة أخيه ثابت.
(2/578)
2303- سهل بن عدي بن
زيد
ب: سهل بْن عدي بْن زيد بْن عامر بْن عمرو بْن جشم وعمرو
بْن جشم أخو عبد الأشهل بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج قتل
يَوْم أحد شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/578)
2304- سهل بن عدي
التميمي
س: سهل بْن عدي التميمي روى عروة بْن الزبير في تسمية من
استشهد يَوْم اليمامة من الأنصار، ثم من بني عبد الأشهل:
سهل بْن عدي، من بني تميم، حليف لهم، كذا ذكره الطبراني،
وقال: حليف الأنصار، ويمكن أن يكون الرجل من تميم حليفًا
للأنصار، شهد بدرًا، واستشهد يَوْم اليمامة، والله أعلم.
(2/578)
2305- سهل بن عمرو
الأنصاري
ع س: سهل بْن عمرو الأنصاري النجاري أخو سهيل، وهما صاحبا
المربد الذي بنى فيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسجده، وكانا في حجر أسعد بْن زرارة،
توفي في عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَبُو نعيم، عن إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن ابن
إِسْحَاق، قال: بركت ناقة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى باب مسجده، وهو يومئذ مربد
لغلامين يتيمين، من بني مالك بْن النجار، وهما سهل، وسهيل
ابنا عمرو.
وذكر أَبُو عمر أن المربد كان لسهل، وسهيل ابني رافع.
أخرجه كذا أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، وَإِنما لم يخرجه ابن
منده، لأنه ظن أن صاحبي المربد ابنا بيضاء، وأما أَبُو عمر
فقد ذكر سهل بْن رافع، وقد تقدم الكلام عليه فيه.
(2/579)
2306- سهل بن عمرو
القرشي
ب س: سهل بْن عمرو بْن عبد شمس القرشي العامري من بني عامر
بْن لؤي، وهو أخو سهيل بْن عمرو، وتقدم نسبه عند أخيه
السكران، أسلم يَوْم الفتح، وله عقب بالمدينة ودار، قاله
ابن شاهين، وقال: بقي بعد النَّبِيّ دهرًا.
وقال أَبُو عمر: توفي في خلافة أَبِي بكر، أو أول خلافة
عمر، رضي اللَّه عنهما.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/579)
2307- سهل بن عمرو
بن عدي
ب: سهل بْن عمرو بْن عدي بْن زيد بْن جشم بْن حارثة
الأنصاري الحارثي شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو
عمر.
(2/579)
2308- سهل بن قرظة
س: سهل بْن قرظة بْن قيس بْن عنترة بْن أمية بْن زيد بْن
مالك بْن الأوس شهد أحدًا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن شاهين، أخرجه أَبُو موسى هكذا.
ولا يبعد أن يكون قد سقط من نسبه شيء، فإن أمية بْن زيد
ليس والده مالك بْن الأوس، إنما هو ابن زيد بْن مالك بْن
عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، والله أعلم.
والذي ذكره عنترة، وفي كتاب الأمير أَبِي نصر عبدة، بفتح
العين، والباء الموحدة.
(2/580)
2309- سهل بن قيس
الأنصاري
سهل بْن قيس الأنصاري روى أَبُو أحمد العسكري
بِإِسْنَادِهِ، عن موسى بْن إِسْمَاعِيل، حدثنا طالب بْن
حبيب بْن سهل بْن قيس، أخبرنا أَبِي، قال: خرجت مع أَبِي
أيام الحرة، فأصابه حجر، فقال: تعس من أفزع رَسُول
اللَّهِ.
قلت: وما ذاك؟ قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من أفزع الأنصار فقد أفزع ما
بين هذين "، وأشار إِلَى جنبيه.
(2/580)
2310- سهل بن قيس بن
أبي كعب
ب د ع: سهل بْن قيس بْن أَبِي كعب واسمه عمرو بْن القين
بْن كعب بْن سواد بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي
السلمي.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا.
أخرجه الثلاثة.
قلت: ذكره ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عن موسى بْن عقبة، عن
ابن شهاب، فيمن شهد بدرًا، فقال: من سواءة بْن غنم، سهل
بْن قيس بْن أَبِي كعب بْن القين، وكذا ذكره أول الترجمة
سواءة، وهو وهم، والصواب سواد، والله أعلم.
(2/580)
2311- سهل بن قيس
المزني
د ع: سهل بْن قيس المزني من مزينة.
حديثه عند كثير بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن عوف
المزني، عن عامر بْن عَبْد اللَّهِ المزني، عن سهل بْن قيس
المزني، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " ليس عَلَى من أسلف مالًا زكاة ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/581)
2312- سهل بن مالك
ب د ع: سهل بْن مالك بْن عبيد بْن قيس وقيل: سهل بْن عبيد
بْن قيس، ولا يصح سهل بْن عبيد، ولا سهل بْن مالك، ولا
يثبت لأحدهما صحبة، ولا رؤية ولا رواية، يقال: إنه حجازي،
سكن المدينة، قيل: إنه أخو كعب بْن مالك.
لم يرو عنه إلا ابنه مالك بْن سهل، أو ابنه يوسف بْن سهل،
حديثه يدور عَلَى خَالِد بْن عمرو القرشي، وهو منكر
الحديث، متروكه، وحديثه في فضل أَبِي بكر، وعمر وغيرهما،
قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: سهل بْن مالك، يقال: إنه أخو
كعب بْن مالك، روى عنه ابنه يوسف: أن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما رجع من حجة الوداع صعد
المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: " أيها الناس،
إني راض عن أَبِي بكر الصديق، وَإِن أبا بكر لم يسؤني قط،
فاعرفوا له ذلك، أيها الناس، إني راض عن عمر، وعثمان،
وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بْن عوف،
والمهاجرين الأولين، فاعرفوا ذلك لهم، أيها الناس، إن
اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قد غفر لأهل بدر والحديبية، أيها
الناس، احفظوني في أصحابي وأصهاري، وَإِذا مات أحد من
المسلمين، فقولوا فيه خيرًا ".
أخرجه الثلاثة.
(2/581)
2313- سهل بن منجاب
سهل بْن منجاب التميمي استعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صدقات بطون من بني تميم، فإن
تميمًا لما أسلمت فرق النَّبِيّ فيهم عماله، منهم: قيس بْن
عاصم، وسهل، ومالك بْن نويرة، والزبرقان، وصفوان بْن
صفوان، وغيرهم.
ذكرهم الطبري.
(2/581)
2314- سهل
د ع: سهل غير منسوب، كان اسمه حزنًا فسماه النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سهلًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم ورويا، عن عبد المهيمن بْن
عباس بْن سهل بْن سعد، عن أبيه، عن جده، أن رجلًا كان اسمه
حزنًا، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سهلًا، وهذا لفظ ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: عن أبيه، عن جده، أَنَّهُ كان اسمه
حزنًا، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سهلًا، فهو سهل بْن سعد الساعدي.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/582)
2315- سهم بن مازن
د ع: سهم آخره ميم، هو سهم بْن مازن وقيل: ابن مدرك، مولى
زيد الديلمي، وهو جد يزيد بْن سنان، تقدم ذكره في حرف
الزاي.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/582)
2316- سهيل ابن
بيضاء
ب د ع: سهيل تصغير سهل، هو سهيل بْن بيضاء.
وقد تقدم نسبه عند أخيه سهل بْن بيضاء، وهو قرشي، من بني
فهر.
قديم الإسلام، هاجر إِلَى أرض الحبشة، ثم عاد إِلَى مكة،
وهاجر إِلَى المدينة، فجمع الهجرتين جميعًا، ثم شهد بدرًا
وغيرها، ومات بالمدينة في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع، وصلى عليه رَسُول اللَّهِ في
المسجد، ولم يعقب، قاله يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق.
(592) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ،
وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ، إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ، قَالَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ،
أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عن عَبْدِ
الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ، عن عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن عَائِشَةَ، قَالَت: " صَلَّى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ فِي الْمَسْجِدِ " قال أنس بْن
مالك: كان أسن أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بكر، وسهيل بْن بيضاء.
أخرجه الثلاثة.
(2/582)
2317- سهيل ابن
الحنظلية
د ع: سهيل ابن الحنظلية وقيل: ابن حنظلة العبشمي.
قاله مسلم بْن إِبْرَاهِيم، عن أبان بْن يَزِيدَ، عن
قتادة، عن أَبِي العالية، عن سهيل بْن الحنظلية العبشمي،
عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
قال: " لا يجتمع قوم عَلَى ذكر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إلا
قيل لهم: قوموا مغفورًا لكم ".
ورواه سليمان التيمي، وشيبان، عن قتادة، فقالا: سهل.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/583)
2318- سهيل بن خليفة
د ع: سهيل بْن خليفة يكنى أبا سوية المنقري.
نسيب قيس بْن عاصم، عداده في المهاجرين، تقدم ذكره.
(2/583)
2319- سهيل بن رافع
ب د ع: سهيل بْن رافع بْن أَبِي عمرو بْن عائذ قال ابن
هشام: عائذ بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار
الأنصاري النجاري.
شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال موسى بْن
عقبة: كان له، ولأخيه سهل مربد، وهو موضع مسجد النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوفي في خلافة عمر بْن
الخطاب.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده لم يذكر أَنَّهُ صاحب
المربد، لأنه يظن أن صاحب المربد سهل وسهيل ابنا بيضاء،
والله أعلم.
(2/583)
2320- سهيل بن سعد
د ع: سهيل بْن سعد أخو سهل بْن سعد الساعدي، تقدم نسبه في
ترجمة أخيه.
روى عمرو بْن قيس، عن سعد بْن سَعِيد أخي يحيى بْن سَعِيد،
قال: سمعت سهيل بْن سعد أخا سهل، يقول: دخلت المسجد،
والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة،
فصليت، فلما انصرف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رآني أركع ركعتين، فقال: " ما هاتان الركعتان؟ "
فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، جئت وقد أقيمت الصلاة، فأحببت أن
أدرك معك الصلاة، ثم أصلي، فسكت، وكان إذا رضي شيئًا سكت.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض
المتأخرين، وهو وهم، والصواب ما رواه ابن عيينة، وابن
نمير، وغيرهما، عن سعد بْن سَعِيد، عن مُحَمَّدِ بْنِ
إِبْرَاهِيم، عن قيس بْن عمرو جد سعد بْن سَعِيد، قال:
انصرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وأنا أصلي بعد الصبح، فذكر نحوه.
(2/584)
2321- سهيل بن عامر
ب: سهيل بْن عامر بْن سعد الأنصاري استشهد يَوْم بئر
معونة.
أخرجه أَبُو عمر كذا.
(2/584)
2322- سهيل بن عبيد
ع س: سهيل بْن عبيد بْن النعمان الأنصاري روى موسى بْن
عقبة، عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، من
بني النجار: سهيل بْن عبيد بْن النعمان.
لا عقب له.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
(2/584)
2323- سهيل بن عتيك
د ع: سهيل بْن عتيك بْن النعمان وقيل: سهل، من بني النجار،
شهد بدرًا، وقد ذكرناه في سهل، وهو أكثر.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/584)
2324- سهيل بن عدي
ب: سهيل بْن عدي الأزدي من أزد شنوءة، حلف بني عبد الأشهل،
من الأنصار، قتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/585)
2325- سهيل بن عمرو
س: سهيل بْن عمرو وقيل: سهل، صاحب المربد، ذكر في ترجمة
أخيه سهل، وقيل: سهيل بْن رافع بْن أَبِي عمرو، وهذا قد
ذكروه، أَنَّهُ شهد بدرًا.
أخرجه أَبُو موسى، وقد تقدم القول في أخيه، في ترجمتيهما.
(2/585)
2326- سهيل بن عمرو
القرشي
ب د ع: سهيل بْن عمرو بْن عبد شمس ابن عبد ود بْن نصر بْن
مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي بْن غالب بْن فهر القرشي
العامري أمه حبى بنت قيس بْن ضبيس بْن ثعلبة بْن حيان بْن
غنم بْن مليح بْن عمرو الخزاعية.
يكنى أبا يزيد.
أحد أشراف قريش وعقلائهم وخطبائهم وساداتهم.
أسر يَوْم بدر كافرًا، وكان أعلم الشفة، فقال عمر: يا
رَسُول اللَّهِ، أنزع ثنيتيه، فلا يقوم عليك خطيبًا أبدًا؟
فقال: " دعه يا عمر، فعسى أن يقوم مقامًا تحمده عليه "،
فكان ذلك المقام أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما توفي ارتجت مكة، لما رأت قريش من
ارتداد العرب، واختفى عتاب بْن أسيد الأموي أمير مكة للنبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقام سهيل بْن عمرو
خطيبًا، فقال: يا معشر قريش، لا تكونوا آخر من أسلم، وأول
من ارتد، والله إن هذا الدين ليمتدن امتداد الشمس والقمر
من طلوعهما إِلَى غروبهما....
في كلام طويل، مثل كلام أَبِي بكر في ذكر وفاة النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأحضر عتاب بْن أسيد،
وثبتت قريش عَلَى الإسلام.
وكان الذي أسره يَوْم بدر مالك بْن الدخشم.
وأسلم سهيل يَوْم الفتح.
روى جرير بْن حازم، عن الحسن، قال: حضر الناس باب عمر بْن
الخطاب رضي اللَّه عنه، وفيهم سهيل بْن عمرو، وَأَبُو
سفيان بْن حرب، والحارث بْن هشام، وأولئك الشيوخ من مسلمة
الفتح، فخرج آذنه، فجعل يأذن لأهل بدر كصهيب، وبلال،
وعمار، وأهل بدر، وكان يحبهم، فقال أَبُو سفيان: ما رأيت
كاليوم قط، إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد، ونحن جلوس لا يلتفت
إلينا، فقال سهيل بْن عمرو، قال الحسن: ويا له من رجل، ما
كان أعقله، فقال: أيها القوم، إني والله قد أرى ما في
وجوهكم، فأن كنتم غضابًا فاغضبوا عَلَى أنفسكم، دعي القوم
ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من
الفضل أشد عليكم فوتًا من بابكم هذا الذي تنافسون عليه.
ثم قال: أيها الناس، إن هؤلاء سبقوكم بما ترون، فلا سبيل
والله إِلَى ما سبقوكم إليه، فانظروا هذا الجهاد فالزموه،
عسى اللَّه أن يرزقكم الشهادة، ثم نفض ثوبه، فقام، فلحق
بالشام.
قال الحسن: صدق والله، لا يجعل اللَّه عبدًا أسرع إليه
كعبد أبطأ عنه.
وخرج سهيل بأهل بيته إلا ابنته هندًا إِلَى الشام مجاهدا،
فماتوا هناك، ولم يبق إلا ابنته هند، وفاختة بنت عتبة بْن
سهيل، فقدم بهما عَلَى عمر، وكان الحارث بْن هشام قد خرج
إِلَى الشام، فلم يرجع من أهله إلا عبد الرحمن بْن الحارث،
فلما رجعت فاختة وعبد الرحمن، قال عمر: زوجوا الشريد
الشريدة، ففعلوا، فنشر اللَّه منهما عددًا كثيرًا، فقيل:
مات سهيل في طاعون عمواس، في خلافة عمر، سنة ثمان عشرة.
وهذا سهيل هو صاحب القضية يَوْم الحديبية مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين اصطلحوا،
ذكر مُحَمَّد بْن سعد، عن الواقدي، عن سَعِيدِ بْنِ مسلم،
قال: لم يكن أحد من كبراء قريش الذي تأخر إسلامهم، فأسلموا
يَوْم الفتح، أكثر صلاة، ولا صومًا، ولا صدقة، ولا أقبل
عَلَى ما يعنيه من أمر الآخرة، من سهيل بْن عمرو، حتى إنه
كان قد شحب وتغير لونه، وكان كثير البكاء، رقيقًا عند
قراءة القرآن، لقد رؤي يختلف إِلَى معاذ بْن جبل، يقرئه
القرآن، وهو يبكى، حتى خرج معاذ من مكة، فقال له ضرار بْن
الأزور: يا أبا يزيد، تختلف إِلَى هذا الخزرجي يقرئك
القرآن، ألا يكون اختلافك إِلَى رجل من قومك؟ فقال: يا
ضرار، هذا الذي صنع بنا ما صنع حتى سبقنا كل السبق، لعمري
اختلف، لقد وضع الإسلام أمر الجاهلية، ورفع اللَّه أقوامًا
بالإسلام، كانوا في الجاهلية لا يذكرون، فليتنا كنا مع
أولئك فتقدمنا، وَإِني لأذكر ما قسم اللَّه لي في تقدم أهل
بيتي الرجال والنساء، ومولاي عمير بْن عوف، فأسر به، وأحمد
اللَّه عليه، وأرجو أن يكون اللَّه نفعني بدعائهم، ألا
أكون هلكت عَلَى ما مات عليه نظرائي وقتلوا، فقد شهدت
مواطن كلها أنا فيها معاند للحق، يَوْم بدر، ويوم أحد،
ويوم الخندق، وأنا وليت أمر الكتاب يَوْم الحديبية، يا
ضرار، إني لأذكر مراجعتي رَسُول اللَّهِ يومئذ، وما كنت
ألظ به من الباطل، فأستحي من رَسُول اللَّهِ وأنا بمكة،
وهو يومئذ بالمدينة، ثم قتل ابني عَبْد اللَّهِ يَوْم
اليمامة شهيدًا، فعزاني به أَبُو بكر، وقال: قال رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الشهيد
ليشفع لسبعين من أهل بيته "، فانا أرجو أن أكون أول من
يشفع له.
قيل: استشهد باليرموك، وهو عَلَى كردوس، وقيل: بل استشهد
يَوْم الصفر، وقيل: مات في طاعون عمواس، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
(2/585)
2327- سهيل بن قيس
سهيل بْن قيس بْن أَبِي كعب واسم أَبِي كعب عمرو بْن القين
الأنصاري الخزرجي، وهو ابن عم كعب بْن مالك الصحابي
المشهور، شهد بدرًا.
قاله ابن الكلبي.
(2/587)
باب السين والواو
(2/587)
2328- سواء بن
الحارث
د ع: سواء بْن الحارث النجاري قال المطلب بْن عَبْد
اللَّهِ بْن حنطب: قلت لبني سواء بْن الحارث: أبوكم الذي
جحد بيعة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقالوا: لا تقل إلا خيرًا، قد أعطاه بكرة، وقال:
" إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يبارك لك فيها "، فما أصبحنا
نسوق من الغنم سارحًا، ولا بارحًا، ولا مملوكًا إلا منها.
وهذا سواء هو الذي باع الفرس من النَّبِيّ، وشهد به خزيمة
بْن ثابت، وقيل: هو سواء بْن قيس، ونذكره بعد، إن شاء
اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
قلت: كذا قال أَبُو نعيم: النجاري، وأظنه تصحيفًا، فإن بني
النجار كانوا أعرف بالله وبرسول اللَّه من أن يبيعوه بيعة
ويجحدونها، وَإِنما هو محاربي، عَلَى ما نذكره في سواء بْن
قيس، والمحارب يتصحف بالنجاري.
(2/587)
2329- سواء بن خالد
ب د ع: سواء بْن خَالِد من بني عامر بْن ربيعة بْن عامر
بْن صعصعة، وهو أخو حبة بْن خَالِد، وقد اختلف في نسبهما،
فقيل ما ذكرناه، وقيل: هو خزاعي، وقد تقدم ذكره عند أخيه
حبة، وكذلك حديثهما.
(593) أخبرنا يحيى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ،
قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أخبرنا
أَبُو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن سَلامِ بْنِ
شُرَحْبِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَوَاءَ وَحَبَّةَ ابْنَيْ
خَالِدٍ، يَقُولانِ: دَخَلْنَا عَلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُعَالِجُ
شَيْئًا، فَأَعَنَّاهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ:
" لا تَيْأَسَا مِنَ الرِّزْقِ مَا تَهَزْهَزَتْ
رُءُوسُكُمَا، فَإِنَّ الإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ
لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرٌ، ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/588)
2330- سواء بن قيس
س: سواء بْن قيس المحاربي
(594) أخبرنا أَبُو مُوسَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ
الْمَدِينِيُّ إِذْنًا، عن كِتَابِ أَبِي بَكْرِ بْنِ
الْحَارِثِ كِتَابَةً، أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْعَطَّارُ،
أخبرنا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ، أخبرنا نَصْرُ بْنُ
الْقَاسِمِ الْفَرَائِضِيُّ، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ، أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ،
يَعْنِي زَيْدَ بْنَ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ زُرَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي
عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عن أَبِيهِ،
أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ سَوَاءِ بْنِ قَيْسٍ
الْمُحَارِبِيِّ، فَجَحَدَهُ، فَشَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ،
فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " وَمَا حَمَلَكَ عَلَى الشَّهَادَةِ، وَلَمْ
تَكُنْ مَعَنَا حَاضِرًا؟ " قَالَ: صَدَّقْتُكَ بِمَا
جِئْتَ بِهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّكَ لا تَقُولُ إِلا حَقًّا،
فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " مَنْ شَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ، أَوْ شَهِدَ
عَلَيْهِ، فَحَسْبُهُ " ومنهم من قاله: سواء بْن الحارث،
وقد تقدم ذكره، وفرق بينهما ابن شاهين، فجعلهما ترجمتين،
وهما واحد.
أخرجه أَبُو موسى، وقد تقدم الكلام في سواء بْن الحارث،
والله أعلم.
(2/588)
2331- سواد بن زيد
سواد بزيادة دال في آخره، وهو سواد بْن زيد بْن ثعلبة بْن
عبيد الأنصاري الخزرجي السلمي.
شهد بدرًا.
قاله ابن الكلبي.
(2/589)
2332- سواد بن عمرو
ب د ع: سواد بْن عمرو بْن عطية بْن خنساء ابن مبذول بْن
عمرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري النجاري ثم من
بني مازن، وقيل: سوادة، بزيادة هاء.
سكن البصرة، وهو أخو غزية، وسراقة ابني عمرو بْن عطية.
روى إِسْحَاق بْن عمرو بْن سليط، عن أبيه، عن الحسن، عن
سواد بْن عمرو الأنصاري، وكان يصيب من الخلوق، فتلقاه
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين أو
ثلاثًا، فنهاه، وأنه لقيه ذات يَوْم، ومعه جريدة، فطعن بها
في بطنه، فخدشه، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أقصني، أو
أقدني.
فحسر رَسُول اللَّهِ عن بطنه، وقال: " اقتص ".
فلما رَأَى بطن رَسُول اللَّهِ ألقى الجريدة، وعلق يقبلها.
قاله أَبُو عمر.
(595) أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِم الْمُؤَدِّبُ
بِإِسْنَادِهِ، عن أَبِي زَكَرِيَّاءَ يَزِيدَ بْنِ
إِيَاسٍ، قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
شُعَيْبٍ الْبَغْدَادِيُّ، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ،
أخبرنا الْمُعَافَى، عن هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عن ابْنِ
سِيرِينَ، عن سَوَادِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ قَالَ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي
رَجُلٌ قَدْ أُعْطِيتُ الْجَمَالَ، وَأُعْطِيتُ مَا تَرَى،
فَلا أُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى مِثْلَهُ أَحَدٌ، أَفَمِنَ
الْكِبْرِ هَذَا يَا رَسُول اللَّهِ؟ فَقَالَ: " لا،
وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ بَطَرَ الْحَقَّ وَغَمِصَ، أَوْ
غَمِطَ، النَّاسَ ".
أخرجه الثلاثة
(2/589)
2333- سواد بن غزية
ب: سواد بْن غزية الأنصاري من بني عدي بْن النجار، وقيل:
هو حليف لهم، من بني بلي بْن عمرو بْن الحاف بْن قضاعة.
شهد بدرًا، والمشاهد بعدها، وهو الذي أسر خَالِد بْن هشام
المخزومي يَوْم بدر، وهو كان عامل رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي خيبر، فأتاه بتمر جنيب، قد
اشترى منه صاعًا بصاعين من الجمع.
(596) أخبرنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ
بِإِسْنَادِهِ، عن يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ
إِسْحَاقَ، قَالَ: حدثنا حِبَّانُ بْنُ وَاسِعٍ، عن ++
أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَدَلَ الصُّفُوفَ يَوْمَ
بَدْرٍ، وَفِي يَدِهِ قِدْحٌ يُعَدِّلُ بِهِ الْقَوْمَ،
فَمَرَّ بِسَوَادِ بْنِ غَزِيَّةَ، حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ
بْنِ النَّجَّارِ، وَهُوَ مُسْتَنْتِلٌ مِنَ الصَّفِّ،
فَطَعَنَهُ رَسُول اللَّهِ بِالْقِدْحِ فِي بَطْنِهِ،
وَقَالَ: اسْتَوِ يَا سَوَادُ، فَقَالَ: يَا رَسُول
اللَّهِ، أَوْجَعْتَنِي، وَقَدْ بَعَثَكَ اللَّهُ
بِالْحَقِّ، فَأَقِدْنِي.
فَكَشَفَ رَسُول اللَّهِ عن بَطْنِهِ، وَقَالَ: "
اسْتَقْدِ ".
فَاعْتَنَقَهُ، وَقَبَّلَ بَطْنَهُ، وَقَالَ: " مَا
حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا سَوَادُ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُول
اللَّهِ، حَضَرَ مَا تَرَى، وَلَمْ آمَنِ الْقَتْلَ،
فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ آخِرَ الْعَهْدِ بِكَ أَنْ
يَمَسَّ جِلْدِي جِلْدَكَ، فَدَعَا لَهُ رَسُول اللَّهِ
بِخَيْرٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ
رُوِيَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ لِسَوَادِ بْنِ عَمْرٍو، لا
لِسَوَادِ بْنِ غَزِيَّةَ
(2/590)
2334- سواد بن قارب
ب د ع: سواد بْن قارب الأزدي الدوسي قاله ابن الكلبي،
وسعيد بْن جبير، وقال ابن أَبِي خيثمة: هو سدوسي من بني
سدوس.
وكان كاهنًا في الجاهلية، له صحبة، وكان شاعرًا.
روى أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ، قال: دخل سواد
بْن قارب السدوسي عَلَى عمر بْن الخطاب، فقال له: يا سواد،
هل تحسن اليوم من كهانتك شيئًا؟ قال: سبحان اللَّه، والله
ما استقبلت أحدًا من جلسائي بمثل الذي استقبلتني به.
فقال: سبحان اللَّه يا سواد، ما كنا عليه من شركنا أعظم
مما كنت عليه من كهانتك، والله يا سواد، قد بلغني عنك
حديث، إنه يعجب، فحدثنيه.
قال: كنت كاهنًا في الجاهلية، فبينا أنا ذات ليلة نائم إذ
أتاني رئيي، فضربني برجله، وقال لي: يا سواد، اسمع ما أقول
لك، قلت: هات، فقال:
(2/590)
2335- سواد بن قطبة
س: سواد بْن قطبة أخرجه حمزة بْن يوسف السهمي، في تاريخ
جرجان، فيمن دخلها من الصحابة مع سويد بْن مقرن، سنة ثمان
عشرة.
أخرجه أَبُو موسى مختصرًا.
(2/591)
2336- سواد بن مالك
سواد بْن مالك بْن سواد سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرحمن، قاله ابن الكلبي.
(2/591)
2337- سوابد بن يزيد
ب: سواد بْن يَزِيدَ ويقال: رزن، ويقال: ابن رزين، ويقال:
ابن زريق بْن ثعلبة بْن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن
سلمة الأنصاري السلمي.
شهد بدرًا، وأحدًا، أخرجه أَبُو عمر، وهو نسبه، ومثله نسبه
ابن الكلبي، إلا أَنَّهُ قال: سواد بْن زيد، ولم يشك.
(2/591)
2338- سوادة بن
الربيع
ب: سوادة بزيادة هاء بعد الدال، هو ابن الربيع الجرمي.
روى عنه سلم بْن عبد الرحمن.
وقيل: روى سلم، عن سريع مولى سوادة، عن سوادة.
عجبت للجن وأنجاسها ورحلها العيس بأخلاسها
تهوي إِلَى مكة تبغي الهدى ما مؤمنوها مثل أرجاسها
فارحل إِلَى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إِلَى راسها
وذكر الحديث، وقال: فعلمت أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قد أراد
بي خيرًا، فسرت حتى أتيت النَّبِيّ، فأخبرته.
أخرجه الثلاثة.
2211
(597) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا أَبُو
النَّضْرِ، أخبرنا الْمُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ
الْيَشْكُرِيُّ، حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَوَادَةَ بْنَ الرَّبِيعِ،
قَالَ: أَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ، فَأَمَرَ لِي بَذَوْدٍ، ثُمَّ
قَالَ لِي: " إِذَا رَجَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ فَمُرْهُمْ
فَلْيُحْسِنُوا غِذَاءَ رِبَاعِهِمْ، وَمُرْهُمْ
فَلْيُقَلِّمُوا أَظْفَارَهُمْ، وَلا يَعْبِطُوا بِهَا
ضُرُوعِ مَوَاشِيهِمْ إِذَا حَلَبُوا ".
ورَوَاهُ أَبُو مَعْشَرٍ، عن سَلْمِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عن سريعٍ مَوْلَى سَوَادَةَ، عن سَوَادَةَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ
(2/591)
2339- سوادة بن عمرو
القاري
ب: سوادة بْن عمرو القاري وقيل: سواد وهو الذي أقاده
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
نفسه.
روى عنه الحسن، وابن سيرين، وقد ذكرناه في سواد.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/592)
2340- سوادة بن عمرو
ب: سوادة بْن عمرو روى عنه أَبُو سلمة بْن عبد الرحمن.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وقال: أظنه الأول، يعني الذي قبل
هذه الترجمة، وهذه الترجمة، والتي قبلها أخرجهما أَبُو
عمر، وهما وسواد بْن عمرو بْن عطية واحد، وَإِنما بعضهم
زاد فيه هاء، وبعضهم أسقطها، ولهذا لم يخرجهما ابن منده،
ولا أَبُو نعيم، والله أعلم.
(2/592)
2341- سويبط بن
حرملة
ب د ع: سويبط بْن حرملة وقيل: سويبط بْن سعد بْن حرملة بْن
مالك بْن عميلة بْن السباق بْن عبد الدار بْن قصي بْن كلاب
القرشي العبدري، أمه امرأة من خزاعة، تسمى هنيدة.
أسلم قديمًا، وهاجر إِلَى الحبشة، ولم يذكره موسى بْن عقبة
فيمن هاجر إِلَى الحبشة، وذكره غيره، وشهد بدرًا، وهو الذي
سار مع أَبِي بكر ونعيمان إِلَى الشام، فباعه نعيمان، وقد
ذكرنا القصة في نعيمان.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر ذكر ههنا أو سويبطًا باع
نعيمان، وذكر في ترجمة نعيمان أن نعيمان هو الذي باع
سويبطًا، وهو الصحيح.
(2/592)
2342- سويبق بن حاطب
ب: سويبق بْن حاطب بْن الحارث بْن هيشة الأنصاري قتل يَوْم
أحد شهيدًا، قتله ضرار بْن الخطاب.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/593)
2343- سويد بن جبلة
ب د ع: سويد بْن جبلة الفزاري لا تصح له صحبة، روى عنه
لقمان بْن عامر، وراشد بْن سعد، ذكره أَبُو زرعة الدمشقي
في الصحابة، وأنكره أَبُو حاتم، وحديثه مرسل.
روى الجراح بْن مليح، عن الزبيدي، عن لقمان، عن سويد بْن
جبلة، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال: " لتزدحمن هذه الأمة عَلَى الحوض ازدحام إبل وردت
لخمس ".
وله حديث: العارية مؤداة.
أخرجه الثلاثة.
(2/593)
2344- سويد بن
الحارث
س: سويد بْن الحارث الأزدي أورده أَبُو نعيم في غير كتاب
المعرفة.
(598) أخبرنا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أخبرنا أَبُو
عَلِيٍّ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أخبرنا
الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، أخبرنا
الْقَاضِي عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الأُشْنَانِيُّ، حدثنا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ
بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ
الدَّارَانِيَّ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ بِسَاحِلِ دِمَشْقَ،
يُقَالُ لَهُ: عَلْقَمَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سُوَيْدٍ
الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عن جَدِّي سُوَيْدِ بْنِ
الْحَارِثِ، قَالَ: وَفَدْتُ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعَ سَبْعَةٍ مِنْ
قَوْمِي، فَأَعْجَبَهُ مَا رَأَى مِنْ سَمْتِنَا
وَزِيِّنَا، فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ؟ قُلْنُا: مُؤْمِنُونَ.
فَتَبَسَّمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وقَالَ: " إِنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةً،
فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكُمْ؟ " قَالَ سُوَيْدٌ: قُلْنَا:
خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً، خَمْسٌ مِنْهَا أَمَرَتْنَا
رُسُلُكَ أَنْ نُؤْمِنَ بِهَا، وَخَمْسٌ أَمَرَتْنَا
رُسُلُكَ أَنْ نَعْمَلَ بِهَا، وَخَمْسٌ مِنْهَا
تَخَلَّقْنَا بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَنَحْنُ
عَلَيْهَا إِلا أَنْ تَكْرَهَ مِنْهَا شَيْئًا، فَقَالَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا
الْخَمْسُ الَّتِي أَمَرَكُمْ رُسُلِي أَنْ تُؤْمِنُوا
بِهَا؟ " قُلْنَا: أَنْ نُؤْمِنَ بِاللَّهِ،
وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ
بَعْدَ الْمَوْتِ.
قَالَ: " وَمَا الْخَمْسُ الَّتِي أَمَرَتْكُمْ رُسُلِي
أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا؟ " قُلْنَا: نَقُولُ لا إِلَهَ إِلا
اللَّهُ وَمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَنُقِيمُ
الصَّلاةَ، وَنُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَنَحُجَّ الْبَيْتَ،
وَنَصُومُ رَمَضَانَ.
قَالَ: " وَمَا الْخَمْسُ الَّتِي تَخَلَّقْتُمْ بِهَا فِي
الْجَاهِلِيَّةِ؟ " قُلْنَا: الشَّكْرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ،
وَالصَّبْرُ عِنْدَ الْبَلاءِ، وَالصَّبْرُ فِي مَوَاطِنِ
اللِّقَاءِ، وَالرِّضَا بِمُرِّ الْقَضَاءِ، وَالصَّبْرُ
عِنْدَ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
حُلَمَاءُ عُلَمَاءُ، كَادُوا مِنْ صِدْقِهِمْ أَنْ
يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ ".
أخبرنا أَبُو موسى
(2/593)
2345- سويد بن حنظلة
ب د ع: سويد بْن حنظلة سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سكن البادية
(599) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
أَبِي مَنْصُورِ بْنِ سُكَيْنَةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى
أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حدثنا
أَبُو عَمْرٍو النَّاقِدُ، أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ
الزُّبَيْرِيُّ، أخبرنا إِسْرَائِيلُ، عن إِبْرَاهِيمَ
بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عن عَمَّتِهِ، عن أَبِيهَا
سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعْنَا
وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، فَأَخَذَهُ قَوْمٌ
عَدُوٌّ لَهُ، فَتَحَرَّجَ الْقَوْمُ أَنْ يَحْلِفُوا،
وَحَلَفْتُ أَنَا أَنَّهُ أَخِي، فَخُلِّيَ سَبِيلُهُ،
فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنَّ الْقَوْمَ أَبَوْا
أَنْ يَحْلِفُوا، وَتَقَدَّمْتُ أَنَا فَحَلَفْتُ أَنَّهُ
أَخِي.
فَقَالَ: " صَدَقْتَ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عن يَزِيدَ، عن
إِسْرَائِيلَ، عن يُونُسَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن
إِبْرَاهِيمَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/594)
2346- سويد بن زيد
د ع: سويد بْن زيد الجذامي أخو رفاعة، وفد مع أخويه عَلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر موسى بْن
سهل فيمن نزل فلسطين.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرًا.
(2/594)
2347- سويد ابن مولى
سلمان
د ع: سويد مولى سلمان الفارسي.
ذكره البخاري، وقال: له صحبة، ذكره، عن ابن قهزاذ.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرًا.
(2/595)
2348- سويد بن
الصامت
ب س: سويد بْن الصامت بْن خَالِد بْن عقبة بْن خوط بْن
حبيب بْن عمرو بْن عوف الأنصاري الأوسي
(600) أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ، عن يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن
ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ
بْنِ قَتَادَةَ، عن أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالُوا:
قَدِمَ سُوَيْدُ بْنُ الصَّامِتِ، أَخُو بَنِي عَمْرِو
بْنِ عَوْفٍ مَكَّةَ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا،
فَتَصَدَّى لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ودَعَاهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَى
الإِسْلامِ، فَقَالَ لَهُ سُوَيْدٌ: لَعَلَّ الَّذِي
مَعَكَ مِثْلُ الَّذِي مَعِي.
فَقَالَ رَسُول اللَّهِ: " وَمَا الَّذِي مَعَكَ؟ قَالَ:
مَجَلَّةُ لُقْمَانَ.
يَعْنِي حِكْمَةَ لُقْمَانَ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْرِضْهَا عَلَيَّ
".
فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا لَكَلامٌ
حَسَنٌ، وَالَّذِي مَعِي أَفْضَلُ مِنْهُ، قُرْآنٌ
أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَيَّ، وَهُوَ هُدًى وَنُورٌ "،
فَتَلا عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَدَعَاهُ إِلَى الإِسْلامِ، فَلَمْ يَبْعُدْ،
وَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَقَوْلٌ حَسَنٌ، ثُمَّ انْصَرَفَ،
وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ عَلَى قَوْمِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ
أَنْ قَتَلَتْهُ الْخَزْرَجُ، فَكَانَ رِجَالٌ مِنْ
قَوْمِهِ يَقُولُونَ: إِنَّا لَنَرَاهُ مَاتَ مُسْلِمًا،
وَكَانَ قَتْلُهُ يَوْمَ بُعَاثٍ قال أَبُو عمر: أنا أشك
في إسلام سويد بْن الصامت، كما شك فيه غيري ممن ألف في
هذا، وكان شاعرًا محسنًا كثير الحكم في شعره، وكان قومه
يدعونه الكامل، لحكمة شعره وشرفه فيهم، وهو القائل:
ألا رب من تدعو صديقًا ولو ترى مقالته بالغيب ساءك ما يفري
مقالته كالشهد ما كان شاهدًا وبالغيب مأثور عَلَى ثغرة
النحر
يسرك باديه وتحت أديمه نميمة غش تبتري عقب الظهر
تبين لك العينان ما هو كاتم من الغل والبغضاء بالنظر الشزر
فرشني بخير طالما قد بريتني وخير الموالي من يريش ولا يبري
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
(2/595)
2349- سويد بن صخر
سويد بْن صخر الجهني أسلم قديمًا، وشهد الحديبية، وبايع
بيعة الرضوان، وهو أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة.
قاله الطيري.
(2/596)
2350- سويد بن طارق
ب د ع: سويد بْن طارق ويقال: طارق بْن سويد وهو الصواب،
وهو من حضرموت.
(601) أخبرنا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ
الْوَاعِظُ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِم إِلَى
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ، قَالَ: حدثنا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، أخبرنا أَبُو دَاوُدَ، أخبرنا
شُعْبَةُ، عن سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ
عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ، عن أَبِيهِ، أَنَّهُ شَهِدَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَأَلَهُ
سُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ، أَوْ طَارِقُ بْنُ سُوَيْدٍ، عن
الْخَمْرِ، فَنَهَاهُ، فَقَالَ: إِنَّهَا يُتَدَاوَى
بِهَا، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ: " لَيْسَتْ بِدَوَاءٍ،
وَلَكِنَّهَا دَاءٌ ".
وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عن سِمَاكٍ، عن
عَلْقَمَةَ، عن طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ، وَلَمْ يَشُكَّ،
وَلَمْ يَقُلْ: عن أَبِيهِ.
رَوَاهُ أَبُو النَّضْرِ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عن شُعْبَةَ،
عن سِمَاكٍ، عن عَلْقَمَةَ، عن أَبِيهِ، عن سُوَيْدِ بْنِ
طَارِقٍ.
وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/596)
2351- سويد بن عامر
ب د ع: سويد بْن عامر بْن زيد بْن حارثة الأنصاري سكن
الكوفة، روى عنه مجمع بْن يحيى، لا تعرف له صحبة، قاله ابن
منده.
روى يزيد بْن هارون، عن مجمع بْن يحيى، عن سويد بْن عامر
الأنصاري، قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى عليه وسلم: " بلوا
أرحامكم ولو بالسلام ".
ورواه وكيع، وعبد الواحد بْن زياد، وابن المبارك، عن مجمع.
أخرجه الثلاثة.
(2/597)
2352- سويد أبو عبد
الله
د ع: سويد أَبُو عَبْد اللَّهِ الباهلي وقيل: الألهاني
العكي.
وهم فخذ من الأشعريين، قاله أَبُو نعيم.
وقال ابن منده: الألهاني العكي، وهم فخذ من الأشعريين.
روى عتبة بْن أَبِي حكيم، عن عَبْد اللَّهِ بْن سويد
الألهاني فخذ من الأشعريين، عن أبيه، قال: سمعت رَسُول
اللَّهِ، أو حدثني من سمعه، قال: " إن اللَّه جعل هذا الحي
من لخم وجذام بالشام قوتهم لأهل اليمن معونة، كما جعل يوسف
معونة لأهل يعقوب ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/597)
2353- سويد أبو عقبة
ب د ع: سويد أَبُو عقبة الأنصاري وقيل: الجهني.
وقيل: المزني.
روى عنه ابنه عقبة.
(602) أخبرنا يحيى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ إِجَازَةً،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حدثنا أَبُو
سَعِيدٍ دُحَيْمٌ، أخبرنا أَبُو الْيَمَانِ، أخبرنا
شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن
عُقْبَةَ بْنِ سُوَيْدٍ، عن أَبِيهِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
قَفَلْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ،
فَبَدَا لَهُ أَحُدٌ، فَقَالَ: " اللَّهُ أَكْبَرُ، جَبَلٌ
يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ " وروى عن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اللقطة.
أخرجه الثلاثة.
(2/597)
2354- سويد بن علقمة
د ع: سويد بْن علقمة بْن معاذ الأنصاري مجهول، لا تعرف له
صحبة، من ولده إِبْرَاهِيم بْن حيان.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/598)
2355- سويد بن عمرو
ب: سويد بْن عمرو قتل يَوْم مؤتة شهيدًا، وكان رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخى بينه وبين
وهب بْن سعد بْن أَبِي سرح العامري.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
(2/598)
2356- سويد بن عياش
دع: سويد بْن عياش الأنصاري أحد من بعثه رَسُول اللَّهِ في
هدم مسجد الضرار.
روى عكرمة، عن ابن عباس: " أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث عامر بْن قيس، وعاصم بْن عدي،
وسويد بْن عَيَّاشٍ، ليهدموا المسجد، يعني الذي بني عَلَى
النفاق ".
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/598)
2357- سويد بن غفلة
ب د ع: سويد بْن غفلة بْن عوسجة بْن عامر بن وداع بْن
معاوية بْن الحارث بْن مالك بْن عوف بْن سعد بْن عوف بْن
حريم بْن جعفي بْن سعد العشيرة الجعفي أدرك الجاهلية
كبيرًا، وأسلم في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، وأدى صدقته إِلَى مصدق
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قدم
المدينة، فوصل يَوْم دفن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان مولده عام الفيل، وسكن الكوفة.
(603) أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
عَلِيٍّ الأَمِينُ الصُّوفِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي
دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ
الصَّبَّاحِ، أخبرنا شَرِيكٌ، عن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي
زُرْعَةَ، عن أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ، عن سُوَيْدِ
بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأْتُ فِي
عَهْدِهِ: " لا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، وَلا
يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمَعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ ".
ورَوَاهُ مَيْسَرَةُ، وَصَالِحٌ، عن سُوَيْدٍ، وَزَادَ
فِيهِ: فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ عَظِيمَةٍ، فَأَبَى
أَنْ يَأْخُذَهَا، ثُمَّ أَتَاهُ بِأُخْرَى دُونَهَا،
فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا، وَقَالَ: أَيُّ أَرْضٍ
تَقِلَّنِي، وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي إِذَا أَتَيْتُ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ
أَخَذْتُ خِيَارَ مَالِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وشهد سويد
القادسية، فصاح الناس: الأسد الأسد.
فخرج إليه سويد بْن غفلة، فضرب الأسد عَلَى رأسه، فمر سيفه
في فقار ظهره، وخرج من عكوة ذنبه.
وشهد سويد صفين مع علي، وعاش إِلَى أن مات بالكوفة زمن
الحجاج، سنة ثمانين، وقيل: سنة اثنتين وثمانين، وقيل: إحدى
وثمانين، وكان عمره مائة سنة وثمانيًا وعشرين سنة، وقيل:
سبع وعشرون سنة.
أخرجه الثلاثة.
(2/598)
2358- سويد بن قيس
ب د ع: سويد بْن قيس العبدي، أَبُو مرحب وقيل: أَبُو صفوان
(604) أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِمَ بْنِ
أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ الْمَوْصِلِيُّ، أخبرنا
أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ صَفْوَانَ، أخبرنا الْخَطِيبُ أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، أخبرنا أَبُو
طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ،
أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ طَوْقٍ، أخبرنا أَبُو جَابِرٍ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ حِبَّانَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، أخبرنا الْمُعَافَى بْنُ
عِمْرَانَ، عن سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عن سِمَاكِ بْنِ
حَرْبٍ، عن سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: جَلَبْتُ أَنَا
وَمَخْرَمَةُ الْعَبْدِيُّ بَزًّا مِنْ هَجَرَ،
فَأَتَيْنَا مَكَّةَ، فَأَتَانَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَابْتَاعَ مِنَّا سَرَاوِيلَ،
وَثَمَّ وَزَّانٌ يَزِنُ بِالأَجْرِ، فَقَالَ لَهُ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زِنْ
وَأَرْجِحْ ".
فَقَالَ رَجُلٌ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: هَذَا رَسُول
اللَّهِ وقد اختلف في حديثه، فرواه ابن المبارك، وَأَبُو
الأحوص، والحماني، وَأَبُو عبد الرحمن المقرى، عن الثوري،
عن سماك، عن سويد مثل ما ذكرناه.
ورواه غندر، عن شعبة، عن سماك، قال: سمعت مالكًا أبا صفوان
بْن عميرة، يقول: بعت من رَسُول اللَّهِ قبل الهجرة رجل
سراويل.
أخرجه الثلاثة
(2/599)
2359- سويد بن مخشي
ب: سويد بْن مخشي، أَبُو مخشي الطائي وقيل فيه: أربد بْن
مخشي.
ذكره أَبُو معشر، وغيره فيمن شهد بدرًا.
أخرجه أَبُو عمر.
(2/600)
2360- سويد بن مقرن
ب د ع: سويد بْن مقرن بْن عائذ بْن ميجا بن هجير بْن نصر
بْن حبشية بْن كعب بْن ثور بْن هذمة بْن لاطم بْن عثمان
بْن عمرو بْن أد المزني، أخو النعمان بْن مقرن، ويقال لولد
عثمان بْن عمرو، وأخيه أوس: مزينة، نسبوا إِلَى أمهم مزينة
بنت كلب بْن وبرة، يكنى أبا عدي، وقيل: أَبُو عمرو.
سكن الكوفة.
(605) أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ،
وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى
التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حدثنا
الْمُحَارِبِيُّ، عن شُعْبَةَ، عن حُصَيْنٍ، عن هِلالِ
بْنِ يَسَافٍ، عن سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: "
لَقَدْ رَأَيْتُنَا سَبْعَةَ إِخْوَةٍ مَا لَنَا خَادِمٌ
إِلا وَاحِدَةٌ، فَلَطَمَهَا أَحَدُنَا، فَأَمَرَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ
نَعْتِقَهَا " وروى عنه، أَنَّهُ قال: سمعت رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " من قتل دون
ماله فهو شهيد ".
أخرجه الثلاثة.
(2/600)
2361- سويد بن
النعمان
ب د ع: سويد بْن النعمان بْن مالك بْن عامر بن مجدعة بْن
جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك
بْن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي.
شهد أحدًا، وما بعدها من المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعد في أهل المدينة.
(606) أخبرنا مِسْمَارُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعُوَيْسِ
أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ،
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ يُوسُفَ، أخبرنا مَالِكٌ، عن يحيى بْنِ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيِّ، عن بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، عن سُوَيْدِ
بْنِ النُّعْمَانِ، أَخْبَرَهُ: " أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ
خَيْبَرَ، فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَعَا بِالأَزْوَادِ،
فَلَمْ يُؤْتَ إِلا بِالسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ
فَثُرِّيَ، فَأَكَلَ رَسُول اللَّهِ، وَأَكَلْنَا مَعَهُ،
ثُمَّ قَامَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَمَضْمَضَ،
وَمَضْمَضْنَا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(2/601)
2362- سويد بن هبيرة
ب د ع: سويد بْن هبيرة بْن عبد الحارث الديلي وقيل:
العبدي، قاله أَبُو عمر، سكن البصرة.
روى عنه إياس بْن زهير: أن النَّبِيّ، قال: " خير مال
الرجل المسلم سكة مأبورة، أو مهرة مأمورة ".
رواه كذا روح بْن عبادة، عن أَبِي نعامة، عن إياس بْن
زهير، عن سويد بْن هبيرة.
ورواه عبد الوارث، ومعاذ بْن معاذ، عن أَبِي نعامة، عن
إياس، عن سويد، قال: بلغني، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نعامة اسمه: عمرو بْن عِيسَى.
وقول أَبِي عمر: ديلي، وقيل: عبدي.
هما واحد، فإن الديل بطن من عبد القيس، وهو الديل بْن عمرو
بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس.
وقال أَبُو أحمد الحاكم: هو عدوي، من عدي بْن عبد مناه بْن
أد، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
(2/601)
2363- سويد
د ع: سويد غير منسوب.
وقيل: أَبُو سويد، وهو الصواب.
رواه يونس بْن يحيى أَبُو نباتة، عن هشام بْن سعد، عن حاتم
بْن أَبِي نصر، عن عبادة بْن نسي، عن سويد رجل من أصحاب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المتسحرين.
رواه ابن وهب، عن هشام بِإِسْنَادِهِ، فقال: أَبُو سويد.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/602)
باب السين والياء
(2/602)
2364- سيابة بن عاصم
ب د ع: سيابة بْن عاصم السلمي وهو سيابة بْن عاصم بْن
شيبان بْن خزاعي بْن محارب بْن مرة بْن هلال بْن فالج بْن
ذكوان بْن ثعلبة بْن بهثة بْن سليم.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قال يَوْم حنين: " أنا ابن العواتك ".
وله وفادة.
روى عنه عمرو بْن سَعِيد بْن العاص: أقبل هو وابن أخيه
الجحاف بْن حكيم من الكوفة، وله بسروج والرها عقب كثير.
أخرجه الثلاثة.
(2/602)
2365- سيار بن بلز
ع س: سيار بْن بلز والد أَبِي العشراء الدارمي اختلف في
اسمه، فقيل: مالك، وعطارد.
وغير ذلك، وأورده الطبراني في هذه الترجمة.
(607) أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِمَ بْنِ
أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ، أخبرنا أَبُو
الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
صَفْوَانَ، أخبرنا الْخَطِيبُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ
هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ، أخبرنا
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
طَوْقٍ، أخبرنا أَبُو جَابِرِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ حِبَّانَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، أخبرنا الْمُعَافَي بْنُ
عِمْرَانَ، عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عن أَبِي
الْعَشْرَاءِ الدَّارِمِيِّ، عن أَبِيهِ، قَالَ: قِيلَ:
يَا رَسُول اللَّهِ، أَمَا تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلا فِي
الْحَلْقِ وَاللَّبَّةِ؟ قَالَ: " لَوْ طُعِنَتْ فِي
فَخْذِهَا لأَجْزَأَكَ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى
(2/603)
2366- سيار بن روح
ب د ع: سيار بْن روح أو روح بْن سيار هكذا جاء الحديث فيه
عَلَى الشك، من حديث الشاميين، رواه بقية، عن مسلم بْن
زياد، قال: رأيت أربعة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنس بْن مالك، وفضالة بْن
عبيد، وأبا المنيب، وروح بْن سيار، أو سيار بْن روح، يرخون
العمائم من خلفهم، وثيابهم إِلَى الكعبين.
أخرجه الثلاثة.
(2/603)
2367- سيدان
ع س: سيدان والد عَبْد اللَّهِ روى عبيد اللَّه بْن
الغسيل، عن عَبْد اللَّهِ بْن سيدان، عن أبيه، قال: أشرف
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أهل
القليب، فقال: " يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟
" فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، وهل يسمعون؟ فقال: " يسمعون
كما تسمعون، ولكن لا يجيبون ".
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
(2/603)
2368- سيف بن ذي يزن
د ع: سيف بْن ذي يزن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخبر جده عبد المطلب بنبوة مُحَمَّد
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصفته.
روى ثابت، عن أنس بْن مالك: أن ملك ذي يزن أهدى إِلَى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلة، قد
أخذت بثلاثة وثلاثين بعيرًا.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(2/604)
2369- سيف بن قيس
ب د ع: سيف بْن قيس بْن معديكرب الكندي أخو الأشعث بْن
قيس.
قال ابن الكلبي: وفد إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمره أن يؤذن لهم، فلم يزل يؤذن لهم
حتى مات.
قال ابن شاهين: وفد سيف بْن قيس الكندي مع أخيه الأشعث.
أخرجه الثلاثة، ونسبه أَبُو عمر هكذا، وَأَبُو موسى أيضًا،
وأما ابن منده وَأَبُو نعيم، فقالا: سيف بْن معديكرب.
روى يحيى بْن معين، عن علي بْن ثابت، عن الحارث بْن
سليمان، قال: حدثني غير واحد من بني جبلة، عن سيف، وهو من
ولد سيف بْن معد يكرب، قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، هب لي
أذان قومي.
فوهب لي.
وأما أَبُو موسى، فقال: سيف بْن قيس، وفد مع الأشعث بْن
قيس إِلَى لنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمره
أن يؤذن لهم، فلم يزل يؤذن حتى مات، فاستدركه عَلَى ابن
منده، ظنًا منه أن ابن منده لم يخرجه، وقد أخرجه، فقال:
سيف بْن معديكرب، نسبه إِلَى جده، وهذا سيف هو سيف بْن قيس
بْن معديكرب أخو الأشعث بْن قيس، وهو الذي سأل الأذان،
والله أعلم.
(2/604)
2370- سيف بن مالك
سيف بْن مالك بْن الأسحم بْن عن ابْن حبال بْن نمران بْن
الحارث بْن حبران بْن وائل بْن رعين الرعيني، ثم الجيشاني
وهو أخو أَبِي تميم الجيشاني، وهو أكبر من أَبِي تميم.
أسلم في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وقرأ القرآن عَلَى معاذ بْن جبل، وهاجر في خلافة
عمر، وشهد فتح مصر.
روى عنه عقبة بْن مسلم، وعبد اللَّه بْن هبيرة، وغيرهم.
قاله ابن ماكولا.
(2/605)
2371- سيمويه
ب د ع: سيمويه البلقاوي روى عنه مَنْصُور بْن صبيح، أخو
الربيع بْن صبيح أَنَّهُ قال: رأيت النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمعت من فيه إِلَى أذني،
وحملنا القمح من البلقاء إِلَى المدينة، فبعنا، وأردنا أن
نشترى تمرا من تمر المدينة، فمنعونا، فأتينا النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرناه، فقال للذين
منعونا: " أما يكفيكم رخص هذا الطعام بغلاء هذا التمر الذي
يحملونه، ذروهم يحملوه ".
وكان سيمويه من أهل البلقاء نصرانيًا شماسًا، فأسلم، وحسن
إسلامه، وعاش عشرين ومائة سنة.
أخرجه الثلاثة.
(2/605)
|