الإستيعاب في
معرفة الأصحاب حرف الضاد
باب الضحاك
(1247) الضحاك بن أبي جبيرة،
[وقيل أبو جبيرة بن الضحاك [1]] ، روى عنه الشعبي، واختلف
فيه على الشعبي، فَقَالَ حماد بن سلمة، عن داود بن أبي
هند، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن الضحاك بن أبي جبيرة، قَالَ:
كانت الألقاب ...
وذكر الحديث.
وروى بشر بن المفضل، وإسماعيل بن علية، عن داود بن أبي
هند، عن الشعبي، عن أبي جبيرة بن الضحاك، قَالَ: فينا نزلت
[2] : وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ. 49: 11 [وذكر الحديث
[3]] .
وَقَالَ قوم: إن الضحاك بن أبي جبيرة هو الضحاك بن خليفة
المتقدم [4] ذكره، والله أعلم.
(1248) الضحاك بن حارثة بن زيد [بن حارثة [5]] بن ثعلبة بن
عبيد بن عدىّ ابن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي.
شهد العقبة، ثم شهد بدرا.
(1249) الضحاك بن خليفة
الأنصاري الأشهلي،
هو ابن خليفة بن ثعلبة بن عدىّ ابن كعب بن عبد الأشهل. شهد
أحدا، وتوفي في آخر خلافة عمر بن الخطاب
__________
[1] ليس في أ.
[2] سورة الحجرات: 11.
[3] من أ.
[4] سيأتي بعد، على حسب ترتيبنا للكتاب.
[5] من أ.
(2/741)
رضي الله عنه، وهو أبو ثابت بن الضحاك،
وأبو أبي جبيرة [1] بن الضحاك، ولهما أخت تسمى نبيشة [2] ،
وكلهم بنو الضحاك بن خليفة، وهو الذي تنازع مع محمد بن
مسلمة في الساقية، وارتفعا إلى عمر، فَقَالَ عمر لمحمد بن
مسلمة:
والله ليمرن بها ولو على بطنك.
وقيل [3] : إن أول مشاهده غزوة بني النضير، ولا أعلم له
رواية.
(1250) الضحاك بن سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب
الكلبي،
يكنى أبا سعيد. معدود في أهل المدينة، كان ينزل باديتها.
وقيل: كان نازلا بحرة [4] ، وولاه رسول الله صلى الله عليه
وسلم على من أسلم من قومه، وكتب إليه أن يورث امرأة أشيم
الضبابي من دية زوجها، وكان قتل أشيم خطأ، وشهد بذلك
الضحاك بن سفيان عند عمر بن الخطاب، فقضى به وترك رأيه.
وبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سرية، وأمر عليهم الضحاك بن سفيان هذا، فذكره عباس بن
مرداس في شعره، فقال:
إن الذين وفوا بما عاهدتهم ... جيش بعثت عليهم الضحاكا
أمرته ذرب السنان كأنه ... لما تكنفه [5] العدو يراكا
طورا يعانق باليدين وتارة ... يفرى الجماجم صارما [6]
بتّاكا
__________
[1] في أ: جبير.
[2] في أ: بثينة.
[3] في أ: ويقال.
[4] في أ: بنجدة. وفي أسد الغابة: وكان ينزل في بادية
المدينة، وقال ابن سعد: كان ينزل نجدا في موالي ضرية.
[5] في أسد الغابة والإصابة: لما تكشفه العدو.
[6] في أسد الغابة: حازما.
(2/742)
وكان الضحاك بن سفيان الكلابي أحد الأبطال،
وكان يقوم على رأس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ متوشحا سيفه، وكان يعد بمائة فارس وحده.
وله خبر عجيب مع بني سليم، ذكره أهل الأخبار: روى [1]
الزبير بن بكار قَالَ: حدثتني ظمياء بنت عبد العزيز بن
موالة بن كثيف [بن حجل بن خالد [2]] الكلابي، قالت:
حَدَّثَنِي أبي عن جدي موءلة بن كثيف. قَالَ: حَدَّثَنِي
أبي عن جدي موءلة بن كثيف بن جمل [3] بن خالد الكلابي أن
الضحاك بن سفيان الكلابي كان سياف رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائما على رأسه متوشحا بسيفه،
وكانت بنو سليم في تسعمائة، فَقَالَ لهم رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل لكم في رجل يعدل
مائة يوفيكم ألفا، فوافاهم بالضحاك بن سفيان. وكان رئيسهم،
فَقَالَ عباس بن مرداس المعنى [4] المذكور في الخبر [5] :
نذود أخانا عن أخينا ولو نرى ... وصالا [6] لكنا الأقربين
نتابع
نبايع بين الأخشبين وإنما ... يد الله بين الأخشبين تبايع
عشية ضحاك بن سفيان معتص ... لسيف رَسُول اللَّهِ والموت
واقع
وروى عنه سعيد بن المسيب، والحسن البصري.
__________
[1] في أ: ذكر.
[2] من أ.
[3] في أ: جميل، وفي القاموس: حمل.
[4] في أ: بمعنى مذكور في الخبر.
[5] هذه الأبيات مضطربة مصحفة في ى، وقد صححناها من أ، ومن
سيرة ابن هشام (4- 1. 1) .
[6] في أ: مهزا، وفي السيرة: مصالا.
(2/743)
(1251) الضحاك بن
عبد عمرو بن مسعود [بن كعب [1]] بن عبد الأشهل ابن حارثة
بن دينار بن النجار الأنصاري.
شهد بدرا مع أخيه النعمان بن عبد عمرو وشهد أحدا.
(1252) الضحاك بن عرفجة السعدي
التميمي،
أصيب أنفه يوم الكلاب، فاتخذ أنفا من فضة فأنتن، قَالَ:
فسألت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمرني أن
أتخذ أنفا من ذهب. هكذا قَالَ عبد الله بن عرادة، عن عبد
الرحمن بن طرفة، عن الضحاك بن عرفجة، وَقَالَ ثابت بن زيد
أبو زيد، عن أبي الأشهب، عن عبد الرحمن بن طرفة، عَنْ
أَبِيهِ طرفة، أنه أصيب أنفه يوم الكلاب، فذكر مثله سواء.
وَقَالَ ابن المبارك، عن جعفر بن حبان [2] ، قَالَ:
حَدَّثَنِي ابن طرفة عن [3] عرفجة عَنْ جَدِّهِ- يعني
عرفجة- أنه أصيب أنفه يوم الكلاب ... مثله سواء. فقوم
جعلوا القصة للضحاك، وقوم جعلوها لطرفة، وقوم جعلوها
لعرفجة، وهو الأشبه عندي. والله أعلم. وقد تقدم في باب صخر
بن قيس أنّ الأحنف ابن قيس أيضا اسمه الضحاك بن قيس.
(1253) الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن
وائلة [4] ابن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي
الفهرىّ،
يكنى أبا أنيس. وقيل
__________
[1] من أ.
[2] في أ: حيان.
[3] في أ: بن.
[4] في ى: وائل، والمثبت من أ، وأسد الغابة، وتهذيب
التهذيب.
(2/744)
أبو عبد الرحمن- قاله خليفة. والأول قول
الواقدي. وهو أخو فاطمة بنت قيس، وكان أصغر سنا منها.
يقَالُ: إنه ولد قبل وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بسبع سنين ونحوها، وينفون سماعه من النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والله أعلم.
كان على شرطة معاوية، ثم صار عاملا له على الكوفة بعد
زياد، ولاه عليها معاوية سنة ثلاث وخمسين، وعزله سنة سبع،
وولى مكانه عبد الرحمن ابن أم الحكم، وضمه إلى الشام، وكان
معه حتى مات [معاوية [1]] ، فصلى عليه، وقام بخلافته حتى
قدم يزيد بن معاوية، فكان مع يزيد وابنه معاوية إلى أن
ماتا [2] ، ووثب مروان على بعض الشام، فبويع له، فبايع
الضحاك بن قيس أكثر أهل الشام لابن الزبير، ودعا له،
فاقتتلوا، وقتل الضحاك بن قيس، وذلك بمرج راهط.
ذكر المدائني في كتاب المكايد له، قَالَ: لما التقى مروان
والضحاك بمرج راهط اقتتلوا، فَقَالَ عبيد الله بن زياد
لمروان: إن فرسان قيس مع الضحاك ولا تنال منه ما تريد إلا
بكيد، فأرسل إليه فاسأله الموادعة حتى تنظر في أمرك، على
أنك إن رأيت البيعة لابن الزبير بايعت. ففعل، فأجابه
الضحاك إلى الموادعة، وأصبح أصحابه قد وضعوا سلاحهم،
وكفّوا عن القتال، فقال عبيد الله ابن زياد لمروان: دونك.
فشد مروان ومن معه على عسكر الضحاك على غفلة
__________
[1] من أ.
[2] في أ: إلى مات يزيد، ومات بعده معاوية بن يزيد ووثب.
(2/745)
وانتشار منهم، فقتلوا من قيس مقتلة عظيمة.
وقتل الضحاك يومئذ. قَالَ: فلم يضحك رجال من قيس بعد يوم
المرج حتى ماتوا.
وقيل: إن المكيدة من عبيد الله بن زياد كايد بها الضحاك،
وَقَالَ له:
مالك والدعاء لابن الزبير، وأنت رجل من قريش، ومعك الخيل،
وأكثر قيس، فادع لنفسك، فأنت أسن منه وأولى، ففعل الضحاك
ذَلِكَ، فاختلف عليه الجند، وقاتله مروان فقتله. والله
أعلم.
وكان يوم المرج حيث قتل الضحاك للنصف من ذي الحجة سنة أربع
وستين.
روى عنه الحسن البصري، وتميم بن طرفة، ومحمد بن سويد
الفهري، وميمون بن مهران، وسماك بن حرب، فحديث الحسن عنه
في الفتن، وحديث تميم عنه في ذم الدنيا وإخلاص العمل للَّه
عز وجل.
باب ضرار
(1254) ضرار بن الأزور بن
مرداس بن حبيب بن عمرو بن كثير بن عمرو ابن شيبان الأسدي.
وقيل: ضرار بن الأزور، واسم الأزور مالك بن أوس بن جذيمة
[1] بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة [بن أسد [2]] بن دودان بن
أسد، يكنى أبا الأزور الأسدي. ويقَالَ أبو بلال، والأول
أكثر. كان فارسا شجاعا
__________
[1] هكذا في أ، وأسد الغابة، وفي ى: بن أنيس بن خزيمة. وفي
الإصابة: بن أوس ابن خزيمة.
[2] من أ.
(2/746)
شاعرا مطبوعا، استشهد يوم اليمامة، ولما
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم قال:
تركت الخمور وضرب القداح ... واللهو تعللة [1] وانتهالا
فيا رب لا تغبنن صفقتي ... فقد بعت أهلي ومالي بدالا
ومنهم من ينشدها [2] :
خلعت القداح وعزف القيان ... والخمر أشربها والثمالا
وكري المحبر [3] في غمرة ... وجهدي على المشركين القتالا
وقالت جميلة بددتنا [4] ... وطرحت أهلك شتى شمالا
فيا رب لا أغبنن صفقتي ... فقد بعت أهلي ومالي بدالا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: ما غبنت صفقتك يا ضرار. وهو الذي قتل مالك بن
نويرة بأمر خالد بن الوليد سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر
الصديق رضى الله عنه، ذكره ابن شهاب.
وضرار بن الأزور كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إلى بني الصيداء وبعض بني الديل.
من حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: قَالَ لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: احلب هذه الناقة ودع داعي [5] اللبن. قَالَ
موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: قتل ضرار بن الأزور يوم
أجنادين
__________
[1] في أ: تقلبة.
[2] البيت الثاني من البيتين السابقين والبيت الأول من
الأبيات الآتية ليسا في أ.
[3] المحبر: فرس ضرار بن الأزور- كما في اللسان. وفي
الأصول كلها: المجبر.
[4] في أسد الغابة: شتتنا.
[5] في أ: دواعي.
(2/747)
في خلافة أبي بكر، وَقَالَ غيره: توفي ضرار
بن الأزور في خلافة عمر بالكوفة.
وذكر الواقدي قَالَ: قاتل ضرار بن الأزور يوم اليمامة
قتالا شديدا حتى قطعت ساقاه جميعا، فجعل يحبو على ركبتيه
ويقاتل، وتطؤه الخيل حتى غلبه الموت.
وقد قيل: مكث ضرار باليمامة مجروحا، ثم مات قبل أن يرتحل
خالد بيوم.
قَالَ: وهذا أثبت عندي من غيره.
(1255) ضرار بن الخطاب بن
مرداس بن كثير بن عمرو بن حبيب بن عمرو ابن شيبان [1] بن
محارب بن فهر القرشي الفهري.
كان أبوه الخطاب بن مرداس رئيس بني فهر في زمانه، وكان
يأخذ المرباع لقومه، وكان ضرار بن الخطاب يوم الفجار على
بني محارب بن فهر، وكان من فرسان قريش وشجعانهم وشعرائهم
المطبوعين المجودين حتى قالوا: ضرار ابن الخطاب فارس قريش
وشاعرهم، وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق.
قَالَ الزبير بن بكار: لم يكن في قريش أشعر منه، ومن ابن
الزبعري.
قَالَ الزبير: ويقدمونه على ابن الزبعى، لأنه أقل منه سقطا
وأحسن صنعة.
قَالَ أبو عمر: كان ضرار بن الخطاب من مسلمة الفتح، ومن
شعره في يوم الفتح قوله:
يا نبي الهدى إليك لجا ... حي قريش وأنت [2] خير لجاء
حين ضاقت عليهم سعة الأرض ... وعاداهم إله السماء
والتقت حلقنا البطان على القوم ... ونودوا بالصيلم الصلعاء
إن سعدا يريد قاصمة الظهر ... بأهل الحجون والبطحاء
__________
[1] في الإصابة: بن سفيان.
[2] هكذا في ى، وأسد الغابة، وفي أ، والإصابة: ولات حين.
(2/748)
وتمام هذا الشعر في باب سعد بن عبادة من
هذا الكتاب.
وَقَالَ ضرار بن الخطاب يوما لأبي بكر الصديق: نحن كنا
لقريش خيرا منكم، أدخلناهم الجنة وأوردتموهم النار.
واختلف الأوس والخزرج فيمن كان أشجع يوم أحد، فمرّ بهم
ضرار ابن الخطاب فقالوا: هذا شهدها، وهو عالم بها، فبعثوا
إليه فتى منهم، فسأله عن ذَلِكَ، فَقَالَ: لا أدري ما
أوسكم من خزرجكم، ولكني زوجت يوم أحد منكم أحد عشر رجلا من
الحور العين.
باب ضمرة
(1256) ضمرة بن ثعلبة البهزي، ويقَالَ النصري.
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا
تزالون بخير ما لم تحاسدوا. روى عنه أبو بحريّة السكونيّ،
ويحيى ابن جابر الطائي. ويعد في الشاميين.
(1257) ضمرة بن عمرو.
ويقَالَ ضمرة بن بشر. والأكثر يقولون:
ضمرة بن عمرو [بن كعب [1]] بن عدي الجهني. حليف لبني طريف
من الخزرج.
وقيل: حليف لبني ساعدة من الأنصار. وَقَالَ موسى بن عقبة:
هو مولى لهم، شهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا.
(1258) ضمرة بن عياض الجهني،
حليف لبني سواد من الأنصار، شهد أحدا، وقتل يوم اليمامة
شهيدا، وهو ابن عم عبد الله بن أنيس.
__________
[1] ليس في أسد الغابة.
(2/749)
(1259) ضمرة بن
العيص [1] بن ضمرة بن زنباع الخزاعي.
روى هشيم عن أبي بشير [2] ، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى
[3] : وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى
اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ 4: 100-
قَالَ: كان رجل من خزاعة يقَالُ له ضمرة ابن العيص بن ضمرة
بن زنباع لما أمروا بالهجرة كان مريضا، فأمر أهله أن
يفرشوا له على سريره، ويحملوه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: ففعلوا فأتاه
الموت، وهو بالتنعيم، فنزلت هذه الآية.
وقد قيل في ضمرة هذا أبو ضمرة بن العيص هكذا. وقد ذكرنا من
قَالَ ذَلِكَ في الكنى، والصحيح أنه ضمرة لا أبو ضمرة.
وروينا عن يزيد بن أبي حكيم عن [الحكم بن [4]] أبان،
قَالَ: سمعت عكرمة يقول: [اسم الرجل [4]] الذي خرج من بيته
مهاجرا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ضمرة بن العيص. قَالَ عكرمة:
طلبت اسمه أربع عشرة سنة حتى وقفت عليه [5] .
(1260) ضمرة بن غزية [6] بن
عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول ابن عمرو بن غنم بن مازن
بن النجار،
شهد أحدا مع أبيه، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدا.
باب ضميرة
1- ضميرة بن حبيب،
ويقَالَ ضميرة بن جندب، ويقَالَ ضميرة ابن أنس. خرج مهاجرا
إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وقال لأهله:
اخرا من أرض المشركين إلى أرض المسلمين. فمات قبل أن يصل
إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فنزلت: وَمن يَخْرُجْ
من بَيْتِهِ مُهاجِراً ... 4: 100 الآية. قاله أشعث عن
عكرمة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ويقَالَ: إن الذي نزلت فيه
الآية ضمرة بن العيص. ويقَالَ: بل هو العيص بن ضمرة بن
زنباع.
هذا قول سعيد بن جبير. وَقَالَ ابن جريج، عن عكرمة: هو
جندب بن ضمرة الجندعي، هذا كله قد قيل في الذي نزلت فيه
هذه الآية.
2- ضميرة بن سعد السلمي
ويقَالَ الضمري. هو جد زياد بن سعيد بن ضميرة. مخرج حديثه
عن أهل المدينة وعداده فيهم. روى عنه ابنه سعد بن ضميرة من
حديث محمد بن جعفر بن الزبير، عن زياد بن سعد بن ضميرة،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، في قصة محلم بن جثامة.
3- ضميرة بن أبي ضميرة
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
له ولأبيه أبي ضميرة صحبة، وهو جد حسين بن عبد الله بن
ضميرة.
يعد في أهل المدينة. ذكر ابن وهب قَالَ: أخبرني ابن أبي
ذئب، عن حسين بن عبد الله بن ضميرة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ ضميرة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مر بأم ضميرة وهي تبكي فَقَالَ: ما يبكيك؟
أجائعة أنت أم عارية؟ قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فرق بيني
وبين ابني. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يفرق بين والدة وولدها. ثم أرسل
إلى الذي عنده ضميرة فابتاعه منه.
__________
[1] في أ: الفيض. وفي أسد الغابة، والإصابة: ابن أبى
العيص. وقيل ابن العيص.
[2] في أ: أبى بشر.
[3] سورة النساء: 99.
[4] من أ.
[5] في أ: وقعت.
[6] في أسد الغابة: عرنة.
(2/750)
باب الأفراد في حرف
الضاد
(1261) ضماد الأزدي،
من أزد شنوءة، كان صديقا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في الجاهلية، وكان رجلا يتطبب ويرقى، ويطلب
العلم، أسلم في أول الإسلام.
روى حديثه ابن عباس، وفيه خطبة النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكر حديثه يَحْيَى بن سعيد الأموي، عن
ابن إسحاق، عن داود بن أبي هند، عن عمرو بن سعيد، عن سعيد
بن جبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كان رجل من أزد
شنوءة يقَالُ له ضماد، وكان يرقى ويداوي من الريح، فقدم
مكة في أول الإسلام فذكر الحديث، قد كتبته في غير هذا
الموضع بتمامه.
وروى مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن
جبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لما توفي رسول الله صلى
الله عليه وسلم بعث أبو بكر بعثا، فمروا ببلاد صماد، فلما
جاوزوا تلك الأرض وقف أميرهم فَقَالَ: أعزم على كل رجل
أصاب شيئا من أهل هذه الأرض إلا رده. فقالوا: أصلح الله
الأمير، ما أصبنا منها شيئا. قَالَ: وجاء رجل منهم بمطهرة
فَقَالَ: إني أصبت هذه.
فَقَالَ: ارددها، إن هؤلاء قوم ضماد الذي بايع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وشرف وكرم
[1]] .
(1262) ضمام بن ثعلبة،
أحد بني سعد بن بكر السعدي، ويقَالَ التميمي، وليس بشيء،
قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعثه
بنو سعد بن بكر وافدا. قيل:
__________
[1] ليس في أ.
(2/751)
إن ذَلِكَ في سنة خمس، قاله محمد بن حبيب
وغيره. وذكر ابن إسحاق قدوم ضمام بن ثعلبة ولم يذكر العام.
وقيل: كان قدومه في سنة سبع. وقيل في سنة تسع، ذكره ابن
هشام عن أبي عبيدة- فساءله عن الإسلام فأسلم، ثم رجع
إليهم، فأسلموا، وفي حديثه وصف الإسلام ودعائمه، وأنه من
أتى بها دخل الجنة.
روى حديثه ابن عباس، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، وطلحة بن
عبيد الله، ولم يسمه طلحة، كلها طرق صحاح، وقد ذكرتها في
التمهيد.
ومن أكملها حديث ابن عباس قَالَ: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام
بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم
عليه، وأناخ بعيره على باب المسجد، ثم عقله ورسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس في المسجد في
أصحابه، وكان ضمام بن ثعلبة رجلا جعد الشعر [1] ذا
غديرتين- قَالَ: فأقبل حتى وقف على رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في أصحابه، فَقَالَ: أيكم
ابن عبد المطلب؟
فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا ابن عبد
المطلب. قَالَ: محمد؟ قَالَ:
نعم. قَالَ: يا بن عبد المطلب. أني سائلك ومغلظ عليك في
المسألة، فلا تجدن في نفسك. قَالَ: لا أجد في نفسي، سل عما
بدا لك. قَالَ: أنشدك باللَّه إلهك وإله من كان قبلك، وإله
من هو كائن بعدك، الله أمرك أن نعبده [2] وحده لا نشرك [2]
به شيئا، وأن نخلع هذه الأوثان التي كان آباؤنا يعبدون
معه.
قَالَ: اللَّهمّ نعم. قَالَ: فأنشدك باللَّه إلهك وإله من
كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، الله أمرك أن نصلي هذه
الصلوات الخمس؟ قَالَ: اللَّهمّ نعم. قَالَ: ثم جعل
__________
[1] في أ: جلدا أشعر.
[2] الرواية في ابتاء الخطاب: تعبده ... لا تشرك به.
(2/752)
يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة: الزكاة،
والصيام، والحج، وشرائع الإسلام، كلها يناشده عند كل فريضة
كما يناشده في التي قبلها. حتى إذا فرغ قَالَ: فإني أشهد
أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول اللَّهِ، وسأؤدي
هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتني عنه، لا أزيد ولا أنقص.
قَالَ: ثم انصرف إلى بعيره، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: إن يصدق ذو العقيصتين يدخل
الجنة. قَالَ: فأتى بعيره، فأطلق عقاله، ثم خرج حتى قدم
على قومه، فاجتمعوا إليه، فكان أول ما تكلم به أن قَالَ:
بئست اللات والعزى! قالوا: مه يا ضمام، اتق البرص، اتق
الجذام، اتق الجنون. قَالَ: ويلكم! إنهما والله ما تضران
وما تنفعان، وإن الله قد بعث رسولا، وأنزل عليه كتابا
استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده
بما آمركم به وأنهاكم عنه، قال: فو الله ما أمسى من ذَلِكَ
اليوم في حاضرته من رجل ولا امرأة إلا مسلما.
قَالَ ابن عباس: فما سمعنا بوافد قط كان أفضل من ضمام بن
ثعلبة.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ مَوْلَى ابْنِ
الزُّبَيْرِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ- أَنَّ
ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ أَخَا بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ
لَمَّا أَسْلَمَ سَأَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
فَرَائِضِ الإِسْلامِ، فَعَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ
لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِنَّ، ثُمَّ الزَّكَاةَ، ثُمَّ صِيَامَ
رَمَضَانَ، ثُمَّ حَجَّ الْبَيْتِ، ثُمَّ أَعْلَمَهُ بِمَا
حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ:
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّكَ
لَرَسُولُ اللَّهِ، وَسَأَفْعَلُ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ.
وَلا أَزِيدُ وَلا أَنْقُصُ. فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة.
(2/753)
|