الإستيعاب في
معرفة الأصحاب حرف الميم
باب مازن
(2244) مازن بْن خيثمة السكوني.
بَعَثَ بِهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَافِدًا إلى النبي
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَائِرَةٍ بَيْنَ
السُّكُونِ وَالسَّكَاسِكِ. حَدِيثُهُ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ صفوان بن عمرو، عن عمرو بْنِ قَيْسِ
بْنِ ثَوْرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ جَدِّهِ
مَازِنٍ بِذَلِكَ.
(2245) مازن بْن العضوبة.
ويقال الغضوب الخطامى، فخذ من طى، الطائي العماني، لَهُ
صحبة، وَهُوَ جد أَحْمَد بْن حرب وعلي بْن حرب الطائي،
وخبره عجيب، مخرج فِي أعلام النبوة من أخبار الكهان. وفي
خبره قَالَ:
قلت: يَا رَسُول الله، إني امرؤ من خطامة طى، وإني لمولع
بالطرب، وأحب الخمر والنساء، فيذهب مالي، ولا أَحْمَد
حالي، فادع لي الله أن يذهب ذَلِكَ عني، وليس لي ولد، فادع
الله أن يهب لي ولدا، قَالَ: فدعا لي، فأذهب الله عني مَا
كنت أجد، وتزوجت أربع حرائر فرزقت الولد، وحفظت شطر
القرآن، وحججت حججا، وأنشد:
إليك رَسُول اللَّهِ خبت مطيتي ... تجوب الفيافي من عمان
إلى العرج
لنشفع لي يَا خير من وطئ الحصى ... فيغفر لي ربي فأرجع
بالفلج
إلي معشر جانبت فِي الله دينهم ... فلا دينهم ديني ولا
شرجهم شرجي
وكنت امرأً باللهو والخمر مولعا ... شبابي إِلَى أن آذن
الجسم بالنهج
فبدلني بالخمر خوفا وخشيةً ... وبالعهر إحصانا فحصن لي
فرجي
فأصبحت همي فِي الجهاد ونيتي ... فلله مَا صومي وللَّه مَا
حجي
وحديثه فِي أعلام النبوة من حديث ابْن الكلبي عَنْ أبيه.
(ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)
(3/1344)
باب ماعز
(2246) ماعز بْن مَالِك الأسلمي.
معدود فِي المدنيين، وكتب له رسول الله صلى الله عليه
وَسَلَّمَ كتابا بإسلام قومه، وَهُوَ الَّذِي اعترف على
نفسه بالزنا تائبا منيبا، وَكَانَ محصنا فرجم. روى عَنْهُ
ابنه عَبْد اللَّهِ بْن ماعز حديثا واحدا.
(2247) ماعز،
رجل آخر. لا أقف لَهُ على نسب، سأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي الأعمال أفضل؟
باب مَالِك
(2248) مالك بْن أحمر الجذامي.
قدم على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهُوَ بتبوك، وكتب لَهُ كتابا فيما رَوَى الْوَلِيد بْن
مُسْلِم عَنِ ابنه سَعِيد بْن مَنْصُور بْن مَالِك بْن
أحمر، عَنْ جده مَالِك بْن أحمر.
(2249) مالك بن أحمر اليمامي،
ويقال ابْن أخيمر، والصحيح ابْن أخيمر [1] ، رَوَى عَنْهُ
أَبُو رزين الباهلي مرفوعا: ملعون- يَعْنِي الَّذِي يدخل
على أهله الرجال يقال حديثه مرسل، لأنه لم يسمع من
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. توفي فِي
أيام عبد الملك بن مروان.
__________
[1] في أسد الغابة: مالك بن أخيمر الباهلي، ويقال أخامر.
وقال: وقد رايته في الاستيعاب في عدة نسخ صحاح: أخيمر
بالخاء المعجمة. وفي حاشية أحدها مكتوب بالخاء المعجمة
أيضا (4- 272) . وفي ع، ش: ابن أخيمر، ويقال ابن أخامر.
والصحيح ابن أخيمر.
وفي الإصابة: مالك بن أخامر- بالمعجمة. ويقال: ابن أخيمر-
بالتصغير» ويقال بالمهملة مع التصغير (3- 318) ، وانظر
هوامش الاستيعاب (49) .
(3/1345)
(2250) مالك بْن أَزهَر [1] .
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروى
عَنْهُ سَعِيد بْن أَبِي ثمر [2] . يعدّ في المصريين.
(2251) مالك بْن أُمَيَّة بْن عَمْرو السُّلَمِيّ.
من حلفاء بني أَسَد بْن خزيمة، بدري، استشهد يوم اليمامة.
(2252) مالك بْن أوس بْن عَبْد اللَّهِ الاسلمي.
لَهُ صحبة فيما ذكر بعضهم، وفيه نظر.
(2253) مالك بْن أوس بْن الحدثان بْن عوف بْن رَبِيعَة
النصري.
من بني نَصْر بْن مُعَاوِيَة، يكنى أَبَا سَعْد [3] ، زعم
أَحْمَد بْن صَالِح المصري- وَكَانَ من جلة أهل هَذَا
الشأن- أن لَهُ صحبة. وقال سَلَمَة بْن وردان: رأيت جماعة
من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فذكرهم، وذكر منهم مَالِك بْن أوس بْن الحدثان النصري.
وذكر الْوَاقِدِيّ- عَنْ شيوخه- أن مَالِك بْن أوس بْن
الحدثان ركب الخيل فِي الجاهلية، وذكر ذَلِكَ غير
الْوَاقِدِيّ. وروى أنس بْن عِيَاض، عَنْ سَلَمَة بْن
وردان، عَنْ مَالِك بْن أوس بْن الحدثان، قَالَ: كنا
عِنْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ: وجبت وجبت ... وذكر الحديث. قال ابْن رشدين:
فسألت أَحْمَد بْن صَالِح عَنْ هَذَا الحديث، فَقَالَ:
هُوَ صحيح، قد رواه أنس ابن عِيَاض، فقلت لأحمد بْن
صَالِح: لمالك بْن أوس بْن الحدثان صحبة؟ فَقَالَ:
نعم وذكر الْبُخَارِيّ فِي التاريخ الكبير، قَالَ: قَالَ
لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ:
حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
وَرْدَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ أنس بن مالك،
__________
[1] في أسد الغابة: وقيل ابن أبي أزهر. قال- بتقديم الزاى
على الألف لا غير. والأول- أزهر- أكثر. وفي ش: مالك بن
زاهر.
[2] فيء شمل. والمثبت من ع، ش.
[3] فيء: سعيد.
(3/1346)
وَمَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ،
وَسَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
أَشْيَمَ، وَكُلُّهُمْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا يُغَيِّرُونَ الشَّيْبَ.
قال أَبُو عُمَر: لا أعرف لَهُ خبرا فِي صحبته أكثر مما
ذكرت، ولا أعلم له رواية عن النبي صلى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. وأما روايته عَنْ عُمَر فأشهر من أن تذكر،
وَرَوَى عَنِ العشرة المهاجرين، وعن الْعَبَّاس بْن عبد
المطلب. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن جُبَيْر بْن مطعم،
والزهري، وَمُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِر، وجماعة، منهم:
عكرمة بْن خَالِد، وَأَبُو الزُّبَيْر، وَمُحَمَّد بْن
عَمْرو بْن حلحلة.
وتوفي مَالِك بْن أوس بْن الحدثان بالمدينة سنة اثنتين
وتسعين. وقيل:
سنة اثنتين وخمسين، وَهُوَ ابْن أربع وتسعين سنة.
(2254) مالك بْن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن
عامر بن زعوراء ابن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن
مالك بن الأوس،
وزعوراء بن جشم أخو عبد الأشهل، وهم من ساكني راتج [1] .
شهد مَالِك بْن الأوس أحدا، والخندق، وما بعدها من
المشاهد، وقتل باليمامة شهيدا.
(2255) مالك بْن إِيَاس الأَنْصَارِيّ الخزرجي قتل يَوْم
أحد شهيدا، لم يذكره ابْن إِسْحَاق.
(2256) مالك بْن أيفع بْن كرب الناعطي [2] .
قدم على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في وفد همدان،
وناعط هو ربيعة بن مرثد، بطن من همدان، ومجالد ابن سعيد
المحدّث من رهطهم.
__________
[1] راتج: أطم من آطام المدينة، وهي لبني زعوراء بن جشم
(ياقوت) .
[2] فيء: الناعظى- بالظاء. والصواب من ش، ع، واللباب. وفي
هوامش الاستيعاب والاشتقاق: ناعط جبل معرف وليس بأب ولا أم
(49) .
(3/1347)
(2257) مالك ابْن بحينة [1] .
هُوَ مَالِك بْن القشب الأزدي، من الأزد، والد عَبْد
اللَّهِ بْن مَالِك ابْن بحينة، لم أجد أحدا منهم يَزِيد
فِي نسب مَالِك هَذَا شيئا، وأجمعوا أَنَّهُ أزدي، وأن أمه
بحينة قرشية مطلبية، من بنى المطلب ابن عبد مناف، إلا أن
منهم من يَقُول: إن بحينة أم ابنه عَبْد اللَّهِ بْن
مَالِك ابْن بحينة. وسنذكر [2] عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك
ابْن بحينة فِي بابه إن شاء الله تعالى، لأن لعبد الله بْن
مَالِك ولأبيه جميعا صحبة، وتوفي ابْن بحينة فِي آخر خلافة
مُعَاوِيَة.
(2258) مالك بْن التيهان بْن مَالِك بْن عُبَيْد بْن
عَمْرو بْن عبد الأعلم،
أَبُو الهيثم البلوي، من بلي بْن الحاف بْن قضاعة، ثُمَّ
الأَنْصَارِيّ، حليف بني عبد الأشهل، وقالت طائفة من أهل
العلم: إنه أنصاري من أنفسهم من الأوس، وَهُوَ مشهور
بكنيته. شهد بيعة العقبة الأولى والثانية، وَكَانَ أحد
الستة الذين لقوا قبل ذَلِكَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعقبة، وَهُوَ أول من بايع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة
العقبة فيما زعم بنو عبد الأشهل. وأما بنو النجار فزعموا
أن أول من بايعه ليلة العقبة أَبُو أمامة أسعد بْن زرارة،
وزعم بنو سَلَمَة كَعْب بْن مَالِك وغيره أن أول من بايع
تلك الليلة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ البراء بْن معرور، والله أعلم. وشهد أَبُو
الهيثم مَالِك بْن التيهان بدرا، وأحدا والمشاهد كلها.
وتوفي فِي خلافة عُمَر بالمدينة سنة عشرين. وقيل سنة إحدى
وعشرين.
وقيل: بل قتل بصفين مع علي بْن أبى طالب سنة سبع وثلاثين.
وقيل:
__________
[1] بضم الموحدة وفتح المهملة، آخره نون- مصفر (التقريب) .
[2] سبق ذكره على حسب الترتيب الجديد للكتاب، صفحة 982.
(3/1348)
أَنَّهُ شهد صفين مع علي، ومات بعدها
بيسير. وأما عُبَيْد أخوه فقتل بصفين سنة سبع وثلاثين.
(2259) مالك بْن ثَابِت الأَنْصَارِيّ،
من بني النبيت [1] ، قتل يَوْم بئر معونة شهيدا مع أخيه
سُفْيَان بْن ثَابِت، ذكر ذَلِكَ الْوَاقِدِيّ.
(2260) مالك بن حمرة [2] بْن أيفع بْن كرب الناعطي [3]
الهمداني.
أسلم هُوَ وعماه عَمْرو ومالك ابنا أيفع بْن كرب الناعطي
[3] . وناعط هُوَ رَبِيعَة بْن مرثد الهمداني، وَهُوَ رهط
مجالد بْن سَعِيد المحدث، ورهط عَامِر بْن شهر صاحب رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2261) مَالِك بْن الحويرث بْن أشيم اللَّيْثِيّ.
يختلفون فِي نسبته إِلَى لَيْث، ولم يختلفوا أَنَّهُ ليثي
من بني لَيْث بْن بَكْر بْن عبد مناة، يكنى أَبَا
سُلَيْمَان. ويقال مَالِك بْن الْحَارِث. وقال شُعْبَة:
مَالِك بْن حويرثة، والأول هُوَ الصحيح.
سكن البصرة، ومات بها سنة أربع وتسعين. روى عَنْهُ أَبُو
قلابة، وَأَبُو عطية، وسلمة الجرمي، وابنه عَبْد اللَّهِ
بْن مَالِك بْن الحويرث.
(2262) مالك بْن الخشخاش العنبري.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ كتب لأبيه ولأخويه- قَيْس، وعبيد ابني الخشخاش-
كتاب أمان. روى عَنْهُ حُصَيْن بْن أَبِي الحر العنبري.
مخرج حديثه عَنِ البصريين وعداده فيهم.
(2263) مالك بْن أَبِي خولي العجلي.
هكذا نسبه ابْن سلام في بنى عجل
__________
[1] النبيت: أبو حي باليمن، واسمه عمرو بن مالك (القاموس،
وأسد الغابة) .
[2] حمرة- بضم المهملة والراء (الإصابة) ، وفي أسد الغابة:
بضم الحاء المهملة وتسكين الميم، وبالراء (4- 277) . وفي
هوامش الاستيعاب: حمزة بالزاي (49) .
[3] فيء: الناعظى- بالظاء. وانظر هامش صفحة 1347.
(3/1349)
ابن لجيم [1] . ونسبه ابْن إِسْحَاق وغيره
فِي جعف [2] من مذحج. شهد بدرا هُوَ وأخوه خولي بْن أَبِي
خولي، هكذا قَالَ ابْن هِشَام: إنه من بني عجل بْن لجيم
[1] . وقال إِبْرَاهِيم بْن سَعْد: مَالِك بْن أَبِي خولي،
وخولي بْن أَبِي خولي هما جعفيان من جعف، وهما ابنا عَمْرو
بْن خيثمة بْن الحارث بن معاوية بن عوف ابن سَعْد بْن جعف،
حليفان لبني عدي بْن كَعْب. قال أَبُو عُمَر: هَذَا هُوَ
الصواب لا مَا قَالَ ابْن هِشَام. والله أعلم.
(2264) مالك بْن الدخشم [3] بْن مَالِك بْن الدخشم بن غنم
بن عوف ابن عَمْرو بْن عوف.
شهد العقبة فِي قول ابْن إِسْحَاق، وموسى، والواقدي.
وقال أَبُو معشر: لم يشهد مَالِك بْن الدخشم العقبة.
وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَيْضًا، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ [4] ، عَنْ دَاوُدَ
بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: لَمْ يَشْهَدْ مَالِكُ بْنُ
الدُّخْشُمِ الْعَقَبَةَ. قال أَبُو عُمَر: لم يختلفوا
أَنَّهُ شهد بدرا وما بعدها من المشاهد. وهو الَّذِي أسر
يَوْم بدر سهيل بْن عَمْرو، وَكَانَ يتهم بالنفاق، وَهُوَ
الَّذِي أسر فِيهِ الرجل إِلَى رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس يشهد أن
لا إله الله! فَقَالَ الرجل: بلى. ولا شهادة لَهُ! فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس يصلي! قَالَ: بلى، ولا
صلاه لَهُ، فقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه: أولئك
الذين نهاني الله عنهم. والرجل الَّذِي سار رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ هُوَ عتبان بْن
مَالِك. وَرَوَى قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
قَالَ: ذُكِرَ مَالِكُ بن الدّخشم عند النبي صلى الله
__________
[1] فيء: نجيم.
[2] في أسد: الغابة والصواب أنه جعفي.
[3] في الإصابة: الدخشم- بضم المهملة والمعجمة، بينهما خاء
معجمة. ويقال بالنون بدل الميم. ويقال كذلك بالتصغير.
[4] في ش: حنيفة.
(3/1350)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبُّوهُ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا
تَسُبُّوا أَصْحَابِي. قال أَبُو عُمَر: لا يصح عَنْهُ
النفاق، وقد ظهر من حسن إسلامه مَا يمنع من اتهامه. والله
أعلم.
(2265) مالك بْن رَافِع بْن مَالِك بْن العجلان،
قد نسبنا أباه رَافِع بْن مَالِك فِي بابه [1] . شهد
مَالِك بْن رَافِع هَذَا بدرا مع أخويه: خلاد، ورفاعة ابني
رَافِع مع النبي صلى الله عليه وسلم فيما ذكر
الْوَاقِدِيّ. قال أَبُو عُمَر: لمالك بْن رَافِع هَذَا
حديث فِي الوضوء والصلاة.
(2266) مالك بْن رَبِيعَة بْن البدن [2] بْن عَامِر بْن
عوف بن حارثة بن عمرو ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن
الخزرج،
أَبُو أسيد [3] الأَنْصَارِيّ الساعدي.
صح عَنِ ابْن إسحاق ابن البدن بالباء والنون، كذلك قَالَ
يُونُس بْن بكير، وإبراهيم بْن سَعْد عَنْهُ، وكذلك رواه
مُحَمَّد بْن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: مَالِك
بْن رَبِيعَة بْن البدن بالنون. وقال إسماعيل بن إبراهيم
بن عقبة، عن عمه مُوسَى بْن عقبة، عَنِ الزُّهْرِيّ:
مَالِك بْن رَبِيعَة بْن البدي- بالياء، فصحف. والله أعلم.
وهو مشهور بكنيته. شهد بدرا، وأحدا والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ومات بالمدينة سنة ستين فيما ذكر المدائني. قال: توفي
أَبُو أسيد فِي العام الَّذِي مات فِيهِ مُعَاوِيَة وقيس
بْن سَعْد. وقيل: إن أَبَا أسيد توفي سنة ثلاثين، ذكر
ذَلِكَ الْوَاقِدِيّ، وخليفة. وهذا خلاف متباين جدا. وقيل:
مات وَهُوَ ابْن خمس وسبعين سنة. وقيل: بل كَانَ أَبُو
أسيد إذ مات ابن ثمان وسبعين سنة،
__________
[1] صفحة 484
[2] بفتح الموحدة والمهملة (التقريب)
[3] بضم أوله (التقريب)
(3/1351)
قد ذهب بصره، وَهُوَ آخر من مات من
البدريين. هذا إنما يصح على قول من قَالَ: توفي سنة ستين
أو بعدها، وقد نبهنا عَلَيْهِ فِي الكنى.
(2267) مالك بْن رَبِيعَة السلولي [1] .
من بني سلول بْن عَمْرو بْن صعصعة، أَبُو مَرْيَم السلولي.
هو مشهور بكنيته، يقال: إنه من أصحاب الشجرة، هُوَ والد
يَزِيد بْن أَبِي مَرْيَم، يعد فِي الكوفيين.
(2268) مالك بْن زمعة [2] بْن قَيْس بْن عبد شمس بن عبد ود
بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري،
كَانَ قديم الإسلام. هاجر إِلَى أرض الحبشة، ومعه امرأته
عمرة بِنْت السعدي العامرية، هُوَ أخو سودة بِنْت زمعة زوج
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2269) مالك بْن سنان بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بْن الأبجر،
والأبجر هُوَ خدرة بن عوف ابن الحارث بن الخزرج. قتل يوم
أحد شهيدا، وَهُوَ والد أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ
الأَنْصَارِيّ، قتله عراب بْن سُفْيَان الكناني.
(2270) مالك بْن صعصعة الأنصاري المازني،
من بني مازن بن النجار.
روى عَنْهُ أنس بْن مَالِك حديث الاسراء.
(2271) مالك بْن عبادة الغافقي.
وغافق هُوَ ابْن العاص بن عمرو بن مازن ابن الأزد بْن
الغوث المصري [أَبُو مُوسَى. مصري] [3] ، ويقال شامي، لَهُ
صحبة، رَوَى عَنْهُ أَبُو وداعة [4] الحميدي حديثه فِي
المصريين. مات سنة ثمان وخمسين
__________
[1] السلولي- بفتح المهملة وضم اللام الخفيفة (التقريب) .
[2] في ع: ربيعة.
[3] من ش، ع.
[4] في ش: عنه وداعة.
(3/1352)
(2272) مالك بْن عبادة الهمداني.
قدم على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
وفد همدان مع مَالِك بْن مُرَّةَ، وعقبة بْن مُرَّةَ،
فأسلموا
(2273) مالك بْن عَبْد اللَّهِ الأوسي.
رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا زَنَتِ الأَمَةُ وَلَمْ تُحْصَنْ فَاجْلِدُوهَا،
ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ
فَاجْلِدُوهَا..
الْحَدِيثَ. كَذَا قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ شِبْلِ
بْنِ حَامِدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الأَوْسِيِّ. وقد اختلف عَنِ ابْن شهاب فِي هَذَا الحديث
اختلافا كثيرا، والصواب فِيهِ عِنْدَ أكثر أهل العلم
بالحديث رواية يُونُس هَذَا عَنِ ابن شهاب.
(2274) مالك بْن [1] عَبْد اللَّهِ بْن خبيري بْن أفلت بْن
سلسلة بْن عَمْرو بْن سلسلة ابن غنم بْن ثوب بْن معن بْن
عتود بْن سلامان بْن عنين بْن سلامان بْن ثعل بْن عَمْرو
بْن الغوث بْن طي الطائي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَكَانَ ابناه: مَرَوَان وإياس شاعرين. وفد إلى النبي صلى
الله عليه وسلم مع زَيْد الخيل فأسلم.
(2275) مالك بْن عَبْد اللَّهِ الخثعمي.
كَانَ أميرا على الجيوش فِي خلافة مُعَاوِيَة، وقبل
ذَلِكَ. روى عَنْهُ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد، وعبد الله بْن
سُلَيْمَان الْبَصْرِيّ [2] .
قال الْقَاسِم بْن مُحَمَّد: كَانَ مَالِك بْن عَبْد الله
الخثعميّ رجلا صالحا. قال على ابن أَبِي جميلة: مَا يضرب
الناقوس قط بليل- وكانوا يضربونه نصف الليل- إلا ومالك بْن
عَبْد اللَّهِ الخثعمي قد جمع عَلَيْهِ ثيابه فِي مسجد
بيته يصلي.
ولمالك بْن عَبْد اللَّهِ الخثعمي فضائل جمة عِنْدَ أهل
الشام يروونها يطول
__________
[1] ليست هذه الترجمة ليست في ش، ع. ونسبه في هوامش
الاستيعاب مختلف عنه هنا.
[2] في ش، ع: المصري.
(3/1353)
ذكرها. يعد فِي البصريين، ومنهم من يجعل
حديثه مرسلا، ويجعله من التابعين.
(2276) مالك بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي،
ويقال ابْن عُبَيْد الله. ويقال مَالِك بْن أَبِي عَبْد
اللَّهِ [1] ، والأول أكثر. وهو معدود فِي الكوفيين، رَوَى
عَنْهُ ابْن أخيه سُلَيْمَان بْن بشر الخزاعي. قَالَ
البخاري: قال سُلَيْمَان بْن بشر، ويقال سلمان بْن بشر [2]
.
(2277) مالك بْن عَبْد اللَّهِ المعافري.
يعد فِي أهل مصر، حديثه عندهم.
روى عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تكثر
همك فإنه مَا قدر يكن، وما ترزق يأتك.
(2278) مالك بْن عتاهية بْن حرب بْن سَعْد الْكِنْدِيّ.
معدود فِي أهل مصر من الصحابة، وفيها كان سكناه.
(2279) مالك بْن عقبة، أو عقبة بْن مَالِك،
هكذا جرى ذكره على الشك، هُوَ مذكور فِي الصحابة، رَوَى
عَنْهُ بشير بْن عَاصِم.
(2280) مالك بْن عَمْرو.
مذكور فيمن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بنى
تيم.
(2281) مالك بْن عَمْرو بْن ثَابِت [بْن عَمْرو] [3]
الأَنْصَارِيّ.
من بني عَمْرو بْن عوف، يكنى أَبَا حبة [4] . هكذا ذكره
أَبُو حَاتِم الرازي.
(2282) مالك بْن عَمْرو الرواسي.
رَوَى عَنْهُ طارق بن علقمة، أظنّه مالك
__________
[1] في ع: ابن بى عبيد الله
[2] في ش، ع: ويقال سليمان بن بسر.
[3] ليس في ش، ع.
[4] في ش: حنة.
(3/1354)
ابن عَمْرو الكلابي الَّذِي رَوَى عَنْهُ
زرارة بْن أَبِي أوفى، لأن رواسا هُوَ ابْن كلاب، وقد تقدم
الاختلاف فِي مَالِك ذَلِكَ.
(2283) مالك بْن عَمْرو السُّلَمِيّ.
حليف بني عبد شمس. شهد بدرا هُوَ وأخوه ثقف بْن عَمْرو،
ومدلج بْن عَمْرو، وقتل مَالِك بْن عَمْرو يَوْم اليمامة
شهيدا.
وقال ابْن إِسْحَاق: شهد بدرا من حلفاء بني عبد شمس مَالِك
بْن عَمْرو، وأخوه مدلج بْن عَمْرو، وكثير بن عمرو.
(2284) مالك بْن عَمْرو [1] بْن عَتِيك بْن عَمْرو بن
مبذول، وهو عامر بن مالك بن النجار،
ومات يَوْم الجمعة اليوم الَّذِي خرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى أحد، فصلى عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلم، وَهُوَ قد لبس لامته فِي موضع الجنائز،
ثُمَّ ركب دابته إِلَى أحد.
(2285) مالك بْن عَمْرو العقيلي، [
ويقال الكلابي] [2] ، ويقال مَالِك بْن الْحَارِث [3]
الخزاعي. ويقال مَالِك بْن عَمْرو القشيري، ويقال
الأَنْصَارِيّ.
وقال الثوري: مَالِك بْن عَمْرو، أو عَمْرو بْن مَالِك-
على الشك. وقال فِيهِ هشيم:
مَالِك بْن الْحَارِث. والاختلاف فِي حديثه على علي بْن
يَزِيد، هُوَ انفرد بِهِ عَنْ زرارة بْن أَبِي أوفى، عَنْ
مَالِك هَذَا على حسب مَا ذكرناه من الاختلاف فِيهِ
أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُول: من ضم يتيما بين أبوين مسلمين إِلَى طعامه وشرابه
حَتَّى يستغني وجبت لَهُ الجنة. يعد فِي أهل البصرة، وجعل
الْبُخَارِيّ مَالِك بْن عَمْرو العقيلي غير مَالِك بْن
عَمْرو القشيري، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: هما واحد.
__________
[1] فيء: همر.
[2] من ش، ع.
[3] فيء: الحرثان. والمثبت من ع، ش، وأسد الغابة.
(3/1355)
(2286) مالك بْن عُمَيْر الحنفي.
كوفي، أدرك الجاهلية. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
مرسلا، وَرَوَى عَنْ علي. روى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بن سميع
(2287) مالك بْن عُمَيْر السُّلَمِيّ.
شهد مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الفتح وحنينا
والطائف، وَكَانَ شاعرا. روى عَنْهُ يَزِيد بْن واصل
السُّلَمِيّ. من حديثه قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول اللَّهِ، إِنِّي رجل شاعر،
فهل على شيء فِي الشعر؟ فَقَالَ: لأن تمتلئ مَا بين لبتك
إِلَى عاتقك [1] قيحا ودما خير من أن يمتلئ شعرا.
(2288) مالك بْن عميرة [2] .
أَبُو صَفْوَان. باع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رجل سراويل [3] قبل الهجرة. قال: فأمر الوزان
فأرجح لي، وأعطى الوزان أجره. وروى عَنْهُ سماك بْن حرب،
وقد قيل فِيهِ مَالِك بْن عُمَيْر، والأول أكثر.
(2289) مالك بن عميلة بن
السباق بن عبد الدار.
شهد بدرا. ذكره مُوسَى بْن عقبة فيمن شهد بدرا.
(2290) مالك بْن عوف بْن سَعْد بْن رَبِيعَة بن يربوع بن
واثلة بن دهمان ابن نَصْر بْن مُعَاوِيَة بْن بَكْر بْن
هوازن النصري،
انهزم يَوْم حنين كافرا، وَهُوَ كَانَ رئيس جيش المشركين
يومئذ، ولحق فِي انهزامه بالطائف، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو أتاني مُسْلِم
لرددت إِلَيْهِ أهله وماله، فبلغه ذَلِكَ، فلحق برسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد خرج من الجعرانة،
فأسلم
__________
[1] في أسد الغابة، ش، ع: عانتك.
[2] في ش: عمير. وعميرة- بفتح أوله كما في التقريب.
[3] يريد رجلي سراويل. لأن السراويل من لباس الرجلين.
وبعضهم يسمى السراويل رجلا (النهاية) .
(3/1356)
فأعطاه أهله وماله، وأعطاه مائة من الإبل،
كما أعطى سائر المؤلفة قلوبهم- وَهُوَ أحدهم ومعدود فيهم-
وَكَانَ مَالِك بْن عوف شاعرا، واستعمل رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالِك بْن عوف النصري
على من أسلم من قومه، ومن قبائل قَيْس، وأمره رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمعاودة ثقيف،
ففعل، وضيق عليهم، وحسن إسلامه، وَقَالَ حين أسلم:
مَا إن رأيت ولا سمعت بما أرى ... في الناس كلهم كمثل
مُحَمَّد
(2291) مالك بْن قدامة بْن عرفجة بْن كَعْب بْن النحاط بن
كعب بن حارثة ابن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مَالِك
بْن الأوس الأَنْصَارِيّ،
شهد بدرا هُوَ وأخوه منذر بْن قدامة.
(2292) مالك بْن قطبة.
رَوَى عَنْهُ زِيَاد بْن علاقة.
(2293) مالك بْن قهطم.
ويقال قحطم- بالحاء. وهو والد أَبِي العشراء [1] الدارمي.
واختلف فِي اسم أَبِي العشراء واسم أَبِيهِ، فَقَالَ
الْبُخَارِيّ: أَبُو العشراء اسمه أُسَامَة بْن مَالِك بْن
قحطم، قاله أَحْمَد بن حنبل. وقال بعضهم: اسمه عطارد ابن
بلز، قَالَ: ويقال يسار بْن بلز بْن مَسْعُود بْن خولي بْن
حرملة بْن قَتَادَة، من بني موله بْن عَبْد اللَّهِ بْن
فقيم بْن دارم. نزل البصرة. هذا كله كلام الْبُخَارِيّ فِي
أَبِي العشراء وَقَالَ أَحْمَد بن زهير: سمعت يحيى [2] بن
معين، وأحمد بْن حَنْبَل يقولان: اسم أَبِي العشراء
الدارمي أُسَامَة بْن مَالِك.
قال أَبُو عُمَر رحمه الله: وقد قيل فِي اسم فِي أَبِي
العشراء بلز بن قهطم.
__________
[1] أبو العشراء- بضم أوله وفتح المعجمة والراء والد
(التقريب) . وفيه: قيل اسمه أسامة بن مالك بن قهطم. وقيل
عطاء. وقبل يسار. وقيل؟ سنان بن برز أو بلز. وقيل اسمه
بلال بن يسار.
[2] في ع: بكر.
(3/1357)
وقيل: عطارد بْن برز- بتحريك الراء
وتسكينها أيضا. وقيل برز بْن قهطم، وَهُوَ من بني دارم بْن
مَالِك بْن زَيْد مناة بْن تميم. وأبو العشراء لا أعرف
لَهُ ولا لأبيه غير حديث ذكاة الضرورة قوله: إذا لم يوصل
إِلَى الحلق واللبة لو طعنت فِي فخذها أجزاك. ولم يرو عَنْ
أَبِي العشراء فيما علمت غير حَمَّاد بْن سَلَمَة، وحديثه
هَذَا فِي الذكاة قَالَ بِهِ أكثر الفقهاء فِي ذكاة
الضرورة، وجعلوها كالصيد، وبعضهم يأباه. وممن أنكر معناه
ولم يقل به مالك ابن أنس رحمة الله عَلَيْهِ.
(2294) مالك بْن قَيْس بْن بجيد بْن رواس بْن كلاب بْن
رَبِيعَة الرواسي.
وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع
ابنه عَمْرو بْن مَالِك وأسلما. فيه وفي الَّذِي قبله نظر
[1] .
(2295) مالك بْن قَيْس أَبُو صرمة [2] الأَنْصَارِيّ،
مشهور بكنيته. وقد ذكرنا الاختلاف فِي اسمه فِي باب الكنى،
وَهُوَ معدود فِي أهل المدينة. حديثه عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ضار أضر الله بِهِ،
ومن شاق شق الله عليه.
(2296) مالك بْن مرارة.
ويقال ابْن فزارة [3] . والصحيح ابن مرارة- قَالَ بعضهم:
الرهاوي [4] ، ولا يصح الرهاوي، والله أعلم. مذكور فِي
حديث ابْن مَسْعُود الَّذِي يرويه حميد بْن عَبْد
الرَّحْمَنِ الحميري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قَالَ: البغي إنما هُوَ من سفه الحق وغمط الناس.
__________
[1] الّذي كان قبله في الترتيب الأول للكتاب: مالك بن
عمرو. وهو برقم 2289 في هذه الطبعة.
[2] بكسر أوله وسكون الراء.
[3] في أسد الغابة: وقيل ابن مرة. والصحيح مرارة. وفي
الإصابة: ويقال ابن مرة.
ويقال ابن مزرد.
[4] في أسد الغابة- بفتح الراء. وفي الاشتقاق بضم الراء.
وفي هوامش الاستيعاب: بالفتح منسوب إلى قبيلة. وبالضم
منسوب إلى الرها من أرض الحجاز (49) .
(3/1358)
رَوَى عَطَاءُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنِ
الثِّقَةِ عِنْدَهُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مُرَارَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
حبة من خردل من كبر. وليس مَالِك بْن مرارة هَذَا مشهور
فِي الصحابة.
(2297) مالك بْن مُرَّةَ الهمداني،
وفد على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في وفد همدان مع
مَالِك بْن عبادة، وعقبة بْن عُمَر، وأسلموا، وقد ذكر فِي
ترجمة مَالِك بن عبادة [1] .
(2298) مالك بْن مَسْعُود بْن البدن بْن عَامِر بن عوف بن
حارثة بن عمرو ابن الجموح بْن ساعدة،
الأَنْصَارِيّ الساعدي. شهد بدرا، وَهُوَ ابْن عم أَبِي
أسيد الساعدي. قال مُوسَى بْن عقبة: مَالِك بْن مَسْعُود
هُوَ ابْن البدن. وذكره فِي البدريين، ولم يختلفوا أَنَّهُ
شهد بدرا، وأحدا
(2299) مالك بْن نضلة.
ويقال مَالِك بْن عوف بْن نضلة بْن جريج [2] ابن حَبِيب
بْن حديد بْن غنم بْن كَعْب بْن عصمة [3] بْن جشم بْن
مُعَاوِيَة بْن بَكْر بْن هوازن الْجُشَمِيّ، والد أَبِي
الأحوص الْجُشَمِيّ صاحب ابْن مَسْعُود.
روى عَنْهُ ابنه الأحوص، واسمه عوف بْن مَالِك. مِنْ
حَدِيثِهِ مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ
الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مُحَمَّدِ [4] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ
الْعَيْشِيُّ [5] ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عبد الله بن
محمد بن عبد اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ التُّسْتَرِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ
الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن عياش، عن
__________
[1] هذه الترجمة من ش وحدها.
[2] في أسد الغابة: خديج
[3] في ش، ع: عصيمة.
[4] في ش، ع: عثمان بن محمد بن عبد الرحمن.
[5] في ش: العتبى.
(3/1359)
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ،
عَنْ أَبِيهِ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: أَبْصَرَ
عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ثَوْبًا خَلِقًا، فَقَالَ: لَكَ مَالٌ؟ قُلْتُ:
نَعَمْ. قَالَ:
أَنْعِمْ عَلَى نَفْسِكَ كَمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْكَ.
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ رَجُلا مَرَّ بِي
فَقَرَيْتُهُ، فَمَرَرْتُ بِهِ فَلَمْ يُقْرِنِي
أَفَأُقْرِيهِ؟ قَالَ: نعم.
(2300) مالك بْن نمط الهمداني،
ثُمَّ الخارفي، وقيل اليامي. يكنى أَبَا ثور، يقال لَهُ
الخارفي، وَهُوَ الوافد ذو المشعار. وفد على رَسُول الله
صلى الله عليه وسلم، وكتب له كتابا فِيهِ إقطاع، ذكر حديثه
أهل الغريب وأهل الأخبار بطوله، لما فِيهِ من الغريب،
ورواية أهل الحديث لَهُ مختصرة.
وقد رويناه عَنْ أَبِي إِسْحَاق السبيعي الهمداني قَالَ:
قدم وفد همدان على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ منهم مَالِك بْن نمط- أَبُو ثور، وَهُوَ ذو
المشعار، ومالك بْن أيفع، وصمام بْن مَالِك السلماني،
وعميرة بْن مَالِك الخارفي [1] ، فلقوا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرجعه من تبوك، وعليهم
مقطعات الحبرات والعمائم العدنية على الرواحل المهرية
الأرحبية. ومالك بْن نمط يرتجز بين يدي رَسُول اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم ويقول [2] :
إليك جاوزن سواد الريف ... في هبوات الصيف والخريف
محطمات بحبال الليف
وذكروا لَهُ كلاما كثيرا حسنا فصيحا. فكتب لهم رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابا أقطعهم
فِيهِ مَا سألوه. فأمر عليهم مَالِك بْن نمط، واستعمله
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: لم يذكر أبو عمر صمام بن مالك ولا
عميرة بن مالك (49) .
[2] سيرة ابن هشام: 4- 269.
(3/1360)
على من أسلم من قومه، وأمره بقتال ثقيف،
وَكَانَ لا يخرج لهم سرح إلا أغار عَلَيْهِ، وَكَانَ
مَالِك بْن نمط شاعرا محسنا فقال:
ذكرت رَسُول اللَّهِ فِي فحمة الدجى ... ونحن بأعلى رحرحان
وصلدد [1]
وهن بنا خوص قلائص [2] تعتلي [3] ... بركبانها فِي لاحب
متمدد
على كل فتلاء الذراعين جعدة [4] ... تمر بنا مر الهجف
الخفيدد [5]
حلفت برب الراقصات إِلَى منى ... صوادر بالركبان من هضب
قردد
بأن رَسُول اللَّهِ فينا مصدق ... رسول أتى من عِنْدَ ذي
العرش مهتد
لما حملت من ناقة فوق رحلها ... أشد على أعدائه من
مُحَمَّد
وأعطى إذا مَا طالب العرف جاءه ... وأمضى لحد المشرفيّ
المهنّد
(2301) مالك ابْن نميلة.
ونميلة أمه، وَهُوَ مَالِك بْن ثَابِت الْمُزْنِيّ، من
مزينة، حليف لبني مُعَاوِيَة بْن عوف بْن عَمْرو [بْن عوف]
[6] بن مالك ابن الأوس. يعد فِي الأنصار، وَهُوَ حليف لهم
من مزينة، شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا. لم يذكره ابْن
إِسْحَاق فِي رواية ابْن هِشَام، وذكره إِبْرَاهِيم بْن
سَعْد عَنِ ابن إسحاق.
(2302) مالك بْن هبيرة بْن خَالِد بْن مُسْلِم
الْكِنْدِيّ.
معدود فِي الشاميين، ومنهم من يعده فِي المصريين. له حديث
واحد فِي الصف على الجنازة،
__________
[1] رحرحان وصلدد: موضعان
[2] في السيرة، ش، ع: طلائح.
[3] في السيرة: تغتلى: أي تشتد في سيرها وفي هوامش
الاستيعاب: يغتلى، والمغالاة:
المساعدة (49) .
[4] في ش، ع، والسيرة: جسرة.
[5] الهجف: الذكر من النعام. وفيء: الهجيف. والخفيدد:
السريع.
[6] من ش، ع.
(3/1361)
رواه عنه مرثد بن عبد الله البزنى؟،
وَكَانَ أميرا لمعاوية على الجيوش فِي غزو الروم.
(2303) مالك بْن نويرة بْن حَمْزَة اليربوعي التميمي.
قال الطبري: بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَالِك بْن نويرة على صدقة بني يربوع. وكان قد
أسلم هو وأخوه متمم بْن نويرة الشاعر، فقتل خَالِد بْن
الْوَلِيد مالكا- يظن أَنَّهُ ارتد حين وجهه أَبُو بَكْر
لقتال أهل الردة. واختلف فِيهِ هل قتله مسلما أو مرتدا؟
وأراه- والله أعلم- قتله خطأ. وأما متمم فلا شك فِي إسلامه
[1] .
(2304) مالك بْن يسار السكوني،
ثُمَّ العوفي، شامي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
أَنَّهُ قَالَ: إذا سألتم الله فسلوه ببطون أكفكم، ولا
تسألوه بظهورها روى عَنْهُ أَبُو بحرية، مذكور فيمن نزل
حمص.
(2305) مالك الهلالي.
رَوَى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك فِي أصحاب
الأعراف.
باب مجمع
(2306) مجمع بْن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف
الأنصاري.
من بني عمرو بن عوف بن مَالِك بْن الأوس، المعدود فِي أهل
[2] المدينة، توفي فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة. وروى عَنْهُ
ابْن أخيه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن جارية قال
ابْن إِسْحَاق: كَانَ المجمع بْن جارية غلاما حدثا قد جمع
القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوه جارية
ممن اتخذ مسجد الصرار. من حديثه عن النبي صلى الله عليه
وَسَلَّمَ مَا رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ [3] عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ
مجمع بن جارية، قال:
__________
[1] هذه الترجمة من أوحدها.
[2] فيء: يعد في أهل مكة. والمثبت من ش وأسد الغابة.
[3] فيء: بن.
(3/1362)
ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: يَقْتُلُهُ ابْنُ
مَرْيَمَ بِبَابِ لُدٍّ. قال أَبُو عُمَر: هُوَ أخو زَيْد
بْن جارية، وأبو هما يعرف بحمار الدار.
(2307) مجمع بْن يَزِيد بْن جارية ابْن أخي الأول،
وأخو عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن جارية، أدرك
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَرَوَى: لا
يمنع أحدكم أخاه أن يغرز خشبته فِي جداره. مثل حديث أَبِي
هُرَيْرَةَ فِي قصة ذكرها.
حديثه بذلك عِنْدَ ابْن جريج. قيل: إن حديثه هَذَا مرسل،
وإنما يروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وربما رواه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
باب محجن
(2308) محجن بْن الأدرع الأسلمي.
من ولد أسلم بن أفصى بن حارثه بن عمرو ابن عَامِر. كان
قديم الإسلام، وفيه قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارموا وأنا مع ابْن الأدرع. سكن
البصرة، واختط مسجدها وَعُمَر طويلا، يقال:
إنه مات فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة. وروى عَنْهُ حَنْظَلَة
بْن علي، وعبد الله بْن شقيق العقيلي، ورجاء بْن أبى رجاء
(2309) محجن الديلي،
من بني الديل بْن بَكْر بْن عبد مناة بْن كنانة. معدود فِي
أهل المدينة. روى عَنْهُ ابنه بسر [1] بْن محجن، ويقال
بشر. قال أَبُو نُعَيْم:
والصواب بسر. وذكر الطحاوي، عن أبى داود البرنسي، عَنْ
أَحْمَد بْن صَالِح المصري، قَالَ: سألت جماعة من ولده ومن
رهطه فما اختلف علي منهم اثنان أَنَّهُ بشر كما قَالَ
الثوري. قال أَبُو عُمَر: مَالِك يَقُول بسر، والثوري
يَقُول بشر، والأكثر على مَا قَالَ مالك.
__________
[1] بضم الباء والسين المهملة (أسد الغابة) .
(3/1363)
باب محرز
(2310) محرز بْن زهر الأسلمي،
لَهُ صحبة.
(2311) محرز بْن زُهَيْر الأسلمي،
يقال: لَهُ صحبة، حديثه عِنْدَ كَثِير بْن زَيْد، عَنْ أم
ولد لَهُ. رَوَى عَنْهُ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ
زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ وَلَدٍ لِمُحْرِزِ بْنِ زُهَيْرٍ:
رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ- أَنَّهَا كَانَتْ تَسْمَعُ
مُحْرِزًا مَوْلاهَا يَقُولُ: اللَّهمّ إِنِّي أَعُوذُ
بِكَ مِنْ شَرِّ زَمَنِ الْكَذَّابِينَ قَالَتْ: فَقُلْتُ
لَهُ: وَمَا زَمَنُ الْكَذَّابِينَ؟ قَالَ: زَمَنٌ
يَظْهَرُ فِيهِ الْكَذِبُ، فَيَذْهَبَ الَّذِي لا يُرِيدُ
أَنْ يَكْذِبَ فَيَتَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ لَهُمْ فَإِذَا
هُوَ قَدْ دَخَلَ مَعَهُمْ فِي كَذِبِهِمْ. قال علي بْن
عُمَر: محرز بْن زُهَيْر لَهُ صحبة.
(2312) محرز بْن عَامِر بْن مَالِك بْن عدي بْن عَامِر بن
غنم بن عدي بن النجار الأنصاري.
شهد بدرا.
وتوفي صبيحة اليوم الَّذِي غدا فيه رسول الله صلى الله
عليه وسلم إِلَى أحد فهو معدود فيمن شهد أحدا كذلك، لا عقب
له
(2313) محرز القصاب.
أدرك الجاهلية. ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ
إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ
جِدَّتِهِ أُمِّ مُوسَى- أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ
قَالَ: لا يَذْبَحُ لِلْمُسْلِمِينَ إِلا مَنْ يَقْرَأَ
أُمَّ الْكِتَابِ، فلم يقرأها إلا محرز القصاب هذا، مولى
بني عدي أحد بني ملكان وكان من سبي الجاهلية، فذبح وحده.
(2314) محرز بْن نضلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُرَّةَ بْن
كثير بن غنم بن دودان ابن أَسَد الأسدي.
من بني أَسَد بْن خزيمة، يكنى أَبَا نضلة، حليف لبني عبد
شمس، وكانت بنو عبد الأشهل يذكرون أَنَّهُ حليف لهم.
(3/1364)
شهد بدرا وأحدا والخندق، وخرج مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غزوة
الغابة بوم السرح حين أغير على نعاج رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ صاحبه ذَلِكَ اليوم،
وهي غزوة ذي قرد، سنة ست، فقتله مسعدة بْن حكمة، وَكَانَ
يَوْم قتل ابْن سبع وثلاثين أو ثمان وثلاثين سنة. يقال له
الأحزم، ويلقب فهبرة، فَقَالَ فِيهِ مُوسَى بْن عقبة: محرز
بْن وَهْب، ولم يقل محرز بْن نضلة، وذكره فيمن شهد بدرا من
حلفاء بني عبد شمس.
باب مُحَمَّد
(2315) محمد بْن أَبِي بْن كَعْب الأَنْصَارِيّ
ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، يكنى أَبَا مُعَاذ، روايته عَنْ أَبِيهِ وعن
عُمَر. روى عَنْهُ بشر بْن سَعِيد الحضرمي، والحضرمي بْن
لاحق. وقتل يَوْم الحرة سنة ثلاث وستين، كل هذا عن الواقدي
(2316) محمد بْن أسلم.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حديثه مرسل.
(2317) محمد بْن أنس [1] بْن فَضَالَة الظفري
الأَنْصَارِيّ.
روى عَنْهُ ابنه يُونُس بْن مُحَمَّد، قَالَ: قدم
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأنا ابْن أسبوعين، فأتى بي
إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح
على رأسي، وَقَالَ: سموه باسمي، ولا تكنوه بكنيتي. قال:
وحج بي معه وأنا ابْن عشر سنين. قال يُونُس:
فلقد عُمَر أَبِي حَتَّى شاب شعره كله وما شاب موضع يد
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2318) محمد بْن بشر الأَنْصَارِيّ.
رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عَنْهُ ابنه يَحْيَى زعم بعضهم أنّ حديثه مرسل.
__________
[1] هذه الترجمة ليست في ش. وفي أسد الغابة: وقيل محمد بن
فضالة بن أنس.
(3/1365)
(2319) محمد بْن بشير الأَنْصَارِيّ [1] ،
وَهُوَ الَّذِي شهد لخريم بْن أوس مع مُحَمَّد بْن مسلمة
عِنْدَ خَالِد بْن الْوَلِيد أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهْب لَهُ الشماء بِنْت نفيلة
بعد فتح الحيرة ... الحديث ذكره الدار الدارقطني فِي باب
خريم.
(2320) محمد بْن أَبِي بَكْر الصديق،
أمه أَسْمَاء بِنْت عميس الخثعمية، ولد عام حجة الوداع فِي
عقب ذي القعدة بذي الحليفة أو بالشجرة فِي حين توجه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حجته،
ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ
أَبِي عَاتِكَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ- أَنَّ عَائِشَةَ سَمَّتْ
مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ وَكَنَّتْهُ أَبَا
الْقَاسِمِ. وذكر أبو حاتم الحنظليّ الرازيّ. حدثنا عبد
العزيز ابن عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنُ عُبَيْدِ بْنِ
عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ قَدْ سَمَّى ابْنَهُ الْقَاسِمَ، فَكَانَ يُكَنَّى
بِأَبِي الْقَاسِمِ، وَإِنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تُكَنِّيهِ
بِهَا، وَذَلِكَ فِي زَمَانِ الصَّحَابَةِ، فَلا يَرَوْنَ
بِذَلِكَ بَأْسًا، ثُمَّ كَانَ فِي حَجْرِ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ، إِذْ تَزَوَّجَ أُمَّهُ أَسْمَاءَ بِنْتَ
عُمَيْسٍ، وَكَانَ عَلَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ الْجَمَلِ،
وَشَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ، ثُمَّ وَلاهُ مِصْرَ، فَقُتِلَ
بِهَا، قَتَلَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ [2] صَبْرًا،
وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ.
ومن خبره أن علي بْن أَبِي طالب ولى فِي هَذِهِ السنة
مَالِك بْن الْحَارِث الأشتر النخعي مصر، فمات بالقلزم قبل
أن يصل إليها، سم فِي زبد وعسل، قدم بين يديه فأكل منه،
فمات، فولى علي مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، فسار إِلَيْهِ
عَمْرو بْن الْعَاص فاقتتلوا، فانهزم مُحَمَّد بْن أَبِي
بَكْر، فدخل فِي خربة فيها حمار ميت، فدخل فِي جوفه فأحرق
فِي جوف الحمار. وقيل: بل قتله معاوية بن حديج [2]
__________
[1] ليست هذه الترجمة في شن. وبشير- يوزن عظيم، كما في
الإصابة.
[2] حديج- بمهملة ثم جيم- مصغر (التقريب) وفي ش. خديج.
(3/1366)
فِي المعركة، ثُمَّ أحرق فِي جوف الحمار
بعد. ويقال: إنه أتي عَمْرو بْن الْعَاص بمحمد بْن أَبِي
بَكْر أسيرا، فَقَالَ: هل معك عهد؟ هل معك عقد من أحد؟
قَالَ: لا. فأمر بِهِ فقتل، وَكَانَ علي بْن أَبِي طالب
يثني على مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر ويفضله، لأنه كانت لَهُ
عبادة واجتهاد، وَكَانَ ممن حضر قتل عُثْمَان. وقيل:
إنه شارك فِي دمه، وقد نفى جماعة من أهل العلم والخبر
أَنَّهُ شارك فِي دمه وأنه لما قَالَ لَهُ عُثْمَان: لو
رآك أبوك لم يرض هَذَا المقام منك- خرج عَنْهُ وتركه،
ثُمَّ دخل عَلَيْهِ من قتله. وقيل: إنه أشار على من كَانَ
معه فقتلوه.
وَرَوَى أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كِنَانَةُ مَوْلَى
صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، وَكَانَ شَهِدَ يَوْمَ
الدَّارِ- إِنَّهُ لَمْ يَنَلْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي
بَكْرٍ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ بِشَيْءٍ. قال مُحَمَّد بْن
طَلْحَة: فقلت لكنانة: فلم قيل إنه قتله؟ قَالَ:
مُعَاذ الله أن يكون قتله، إنما دخل عَلَيْهِ، فَقَالَ
لَهُ عُثْمَان: يَا بْن أخي، لست بصاحبي، وكلمه بكلام،
فخرج ولم ينل من دمه بشيء. فقلت لكنانة: فمن قتله، قَالَ:
رجل من أهل مصر يقال لَهُ جبلة بْن الأيهم
(2321) محمد بْن ثَابِت [1] بن قيس بن شماس الأنصاري.
أنى به أبوه إلى النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فسماه
محمدا. وحنكه بتمرة عجوة روى عنه ابنه إسماعيل ابن
مُحَمَّد، حديثه عِنْدَ زَيْد بْن الْحُبَاب.
(2322) محمد بْن جَعْفَر بْن أَبِي طالب.
ولد على عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أمه أَسْمَاء بِنْت عميس، حلق رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله
عليه وسلم رأسه ورءوس إخوته حين جاء نعي أَبِيهِ جَعْفَر
سنة ثمان، ودعا لهم، وَقَالَ: أنا وليهم فِي الدنيا
والآخرة. وقال: أما مُحَمَّد فشبيه عمنا أَبِي طالب. ومحمد
بْن جَعْفَر بْن أَبِي طالب هَذَا هُوَ الَّذِي تزوج أم
كلثوم بِنْت علي بْن أَبِي طالب بعد موت عُمَر بْن الخطاب.
قال الْوَاقِدِيّ: كَانَ مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَبِي
طالب، وَمُحَمَّد ابْن
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: قال ابن عمر: قتل يوم الحرة سنة
ثلاث وستين (48) .
(3/1367)
الحنفية، وَمُحَمَّد بْن الأَشْعَث،
وَمُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة كلهم يكنى أَبَا الْقَاسِم،
واستشهد مُحَمَّد بْن جَعْفَر بتستر.
(2323) محمد بْن أَبِي جهم بْن حذيفة بْن غنم [1] العدوي.
ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقتل يَوْم
الحرة، وذلك سنة ثلاث وستين.
(2324) محمد بْن حاطب بْن الْحَارِث بْن مَعْمَر بن حبيب
بن وهب بن حذافة ابن جمح القرشي الْجُمَحِيّ.
ولد بأرض الحبشة، كانت أمه أم جميل فاطمة بِنْت المجلل.
وقيل جويرية، [وقيل أَسْمَاء] [2] بِنْت المجلل بْن عَبْد
الله بن أبى قيس ابن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ابن
عَامِر بْن لؤي القرشية العامرية، قد هاجرت إليها مع زوجها
حاطب، فولدت لَهُ هناك محمدا والحارث ابني حاطب، وَكَانَ
مُحَمَّد بْن حاطب يكنى أَبَا الْقَاسِم وقيل: أَبَا
إِبْرَاهِيم. توفي فِي خلافة عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرَوَان
سنة أربع وسبعين بمكة فِي العام الَّذِي توفي فِيهِ عَبْد
اللَّهِ بْن عُمَر بمكة. وقيل بالكوفة، وعداده فِي
الكوفيين وَقَالَ مصعب: كَانَ ابْن حاطب فِي حين قدومه من
أرض الحبشة وَهُوَ صبي قد أصابته نار فِي إحدى يديه
وأحرقته، فذهبت بِهِ أم جميل بِنْت المجلل إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرقاه ونفث عَلَيْهِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بن عثمان
ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبِي عُثْمَانُ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ
حَاطِبٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَمِيلٍ أُمِّ مُحَمَّدِ بْنِ
حَاطِبٍ، قَالَتْ: خَرَجْتُ بِكَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ،
حَتَّى إِذَا كُنْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى لَيْلَةٍ
أَوْ لَيْلَتَيْنِ طَبَخْتُ لَكَ طَعَامًا، فَتَنَاوَلْتُ
الْقِدْرَ، فَانْكَفَأَتْ عَلَى ذِرَاعِكَ، فَقَدِمْتُ
الْمَدِينَةَ، وَأَتَيْتُ بِكَ النبي الله صلى الله عليه
وسلم فقلت: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ
حَاطِبٍ، وَهُوَ أول من
__________
[1] في أسد الغابة: غانم. وفي ش: ابن غنم بن غانم.
[2] من أسد الغابة.
(3/1368)
سُمِّيَ بِكَ، فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِكَ،
وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيكَ، وَجَعَلَ
يَتْفُلُ عَلَى يَدِكَ، وَيَقُولُ: أَذْهِبِ الْبَأْسَ
رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلا
شِفَاؤُكَ. شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا قالت: فما قمت بك
من عنده حَتَّى برئت يدك.
وقال مصعب: كانت أَسْمَاء بِنْت عميس أرضعت مُحَمَّد بْن
حاطب مع ابنها عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر، فكانا يتواصلان
على ذَلِكَ حَتَّى ماتا. روى عَنْهُ أَبُو بلج، وسماك بْن
حرب، وَأَبُو عون الثقفي.
(2325) محمد بْن حَبِيب المصري.
ويقال النصري. والصواب المصري [1] .
روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن السعدي مرفوعا: لا تنقطع
الهجرة مَا قوتل الكفار.
يختلفون فِي حديثه هَذَا. وروى عَنْهُ أَبُو إدريس
الخولاني أَنَّهُ قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألته عَنِ الهجرة.
(2326) محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن
عبد مناف القرشي العبشمي،
أَبُو الْقَاسِم، ولد بأرض الحبشة على عهد رسول الله صلى
الله عليه وَسَلَّمَ، أمه سهلة بِنْت سهيل بْن عَمْرو
العامرية، قَالَ خليفة بْن خياط:
ولي علي بْن أَبِي طالب مصر مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة،
ثُمَّ عزله، وولى قَيْس بْن سَعْد بْن عبادة، ثُمَّ عزله
وولى الأشتر مَالِك بْن الْحَارِث النخعي، فمات قبل أن يصل
إليها، فولى مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر فقتل بها، وغلب
عَمْرو بْن الْعَاص على مصر، وَكَانَ مُحَمَّد بْن أَبِي
حذيفة أشد الناس تأليبا على عُثْمَان، وكذلك كَانَ عَمْرو
بْن الْعَاص مذ عزله عَنْ مصر يعمل حيله فِي التأليب
والطعن على عُثْمَان، وَكَانَ عُثْمَان قد كفل مُحَمَّد
بْن أَبِي حذيفة، بعد موت أَبِيهِ أَبِي حذيفة، ولم يزل
فِي كفالته ونفقته سنين، فلما قاموا على عُثْمَان كَانَ
مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة أحد من أعان عَلَيْهِ، وألب وحرض
أهل مصر فلما قتل عثمان
__________
[1] هكذا فيء، وأسد الغابة وتصويب هوامش الاستيعاب (48) .
وفي ش: المضري.
(3/1369)
هرب إِلَى الشام، فوجده رشدين مولى
مُعَاوِيَة فقتله. وقال أهل النسب:
انقرض ولد أَبِي حذيفة وولده أَبِيهِ عُتْبَة إلا من قبل
الْوَلِيد بْن عُتْبَة، فإن منهم طائفة بالشام. قال
الْوَاقِدِيّ: كَانَ مُحَمَّد ابْن الحنفية، وَمُحَمَّد
بْن أَبِي حذيفة، وَمُحَمَّد بْن الأَشْعَث يكنون أبا
القاسم.
(2327) محمد بْن حطاب بْن الْحَارِث بْن مَعْمَر القرشي
الْجُمَحِيّ،
ابْن عم مُحَمَّد بْن حاطب، أتي بِهِ أيضا من أرض الحبشة
بعد أن ولد بها وقيل: إنه ولد قبل خروجهم إِلَى أرض
الحبشة، وَهُوَ أسن [1] من مُحَمَّد بْن حاطب.
(2328) محمد بْن حويطب القرشي.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه عِنْدَ خصيف
الخزرجي [2] .
(2329) محمد بْن خثيم
قَالَ ابْن السَّكَن: ولد على عهد رَسُول الله صلى الله
عليه وسلم. روى عن عمار بن ياسر
(2330) محمد بْن زَيْد.
رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ أهدى إِلَيْهِ لحم صيد وَهُوَ محرم. روى عَنْهُ
عَطَاء بْن أبى رباح [3] .
(2331) محمد بْن صَفْوَان.
أو صَفْوَان بْن مُحَمَّد. كذا يروى على الشك، والأكثر
يروون مُحَمَّد بْن صَفْوَان، يكنى أَبَا مرحب، وَهُوَ رجل
من الأنصار، لم يحدث عَنْهُ إلا الشَّعْبِيّ حديثه أَنَّهُ
قَالَ لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنِّي صدت هذين الأرنبين، ولم أجد حديدة أذكّيهما بها
فذكّيتهما بمروة، فآكلهما؟ قَالَ: كل. ويقال: مُحَمَّد بْن
صَفْوَان هَذَا، وَمُحَمَّد بْن صيفي واحد، لأنه لم يحدث
عَنْهُمَا غير الشَّعْبِيّ وقيل: إنهما اثنان، وَهُوَ أصح
عندي. والله أعلم.
قال أحمد بن زهير: لا أدري من أي الأنصار هما؟ قَالَ
الْوَاقِدِيّ: أَبُو مرحب مُحَمَّد بْن صَفْوَان رَوَى
عَنْهُ الشَّعْبِيّ فِي الأرنب.
__________
[1] في أسد الغابة: فإن كان كذلك فهو أول من سمى محمدا.
[2] في ش: الجزري. وفي أسد الغابة: الخزري.
[3] في هوامش الاستيعاب: ما لفظه: محمد بن كعب القرظي (49)
.
(3/1370)
(2332) محمد بْن صيفي بْن أُمَيَّة بْن
عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ.
لا رواية لَهُ، فِي صحبته نظر.
(2333) محمد بْن صيفي الأَنْصَارِيّ
لم يرو لَهُ غير الشَّعْبِيّ، حديثه فِي صوم يَوْم
عاشوراء، ليس له غيره.
(2334) محمد بْن طَلْحَة بْن عُبَيْد الله القرشي التيمي.
المعروف بالسجاد. أمه حمنة بِنْت جَحْش أخت زينب بنت جحش،
أنى بِهِ أبوه طَلْحَة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمسح رأسه وسماه محمدا، وكناه بأبي
الْقَاسِم. وقد قيل: كنيته أَبُو سُلَيْمَان. والصحيح
أَبُو الْقَاسِم. رَوَى يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عن أبى
شيبة إبراهيم ابن عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ مَوْلًى لِطَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ
طَلْحَةَ، قَالَ:
حَدَّثَتْنِي ظِئْرُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَتْ:
لَمَّا وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ أَتَيْنَا بِهِ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قُلْنَا: مُحَمَّدًا. فَقَالَ: هَذَا
سُمَيِّي، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْقَاسِمِ. ومن قَالَ:
كنيته أَبُو سُلَيْمَان احتج بما روي عَنْ مُحَمَّد بْن
زَيْد بْن المهاجر بْن قنفذ قَالَ: لما ولد مُحَمَّد بْن
طَلْحَة أتى بِهِ أبوه طَلْحَة إِلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سمه محمدا،
فقال: يا رسول الله، أكنّيه أَبَا الْقَاسِم؟
فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: لا أجمعهما لَهُ هُوَ أَبُو سُلَيْمَان. وروي
عَنْ مُحَمَّد بْن زَيْد بْن المهاجر بْن قنفذ، عَنْ
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَة، قَالَ: لما ولدت
حمنة بِنْت جَحْش مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن عُبَيْد الله
جاءت بِهِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فسماه محمدا، وكناه أَبَا سُلَيْمَان.
وقال أَبُو راشد [1] بْن حفص الزُّهْرِيّ: أدركت أربعة من
أبناء أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كلهم يسمى محمدا، ويكنى أَبَا القاسم: محمد بن على،
__________
[1] في ش: وقال راشد بن خلف.
(3/1371)
وَمُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، وَمُحَمَّد
بْن طَلْحَة، وَمُحَمَّد بْن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص.
وقتل مُحَمَّد بْن طَلْحَة يَوْم الجمل مع أَبِيهِ،
وَكَانَ هواه فيما ذكروا مع علي بْن أَبِي طالب، وَكَانَ
قد نهى عَنْ قتله فِي ذَلِكَ اليوم، وَقَالَ: إياكم وصاحب
البرنس وروى أن عليا مر بِهِ وَهُوَ قتيل يَوْم الجمل،
فَقَالَ: هَذَا السجاد ورب الكعبة، هَذَا الَّذِي قتله بره
بأبيه، يَعْنِي أن أباه أكرهه على الخروج فِي ذَلِكَ
اليوم. وكان طَلْحَة قد أمره أن يتقدم للقتال، فتقدم، ونثل
درعه بين رجليه، وقام عليها، وجعل كلما حمل عَلَيْهِ رجل،
قَالَ: نشدتك بحاميم، حَتَّى شد عَلَيْهِ رجل فقتله، وأنشد
يقول:
وأشعث قوامٍ بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين
مُسْلِم
ضممت إِلَيْهِ بالقناة قميصه ... فخر صريعا لليدين وللفم
على غير ذنبٍ غير أن ليس تابعا ... عليا، ومن لا يتبع الحق
يظلم
يذكرني حاميم والرمح شاجر ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم
ويروي فِي رواية أخرى:
خرقت لَهُ بالرمح جيب قميصه ... فخر صريعا لليدين وللفم
والبيت الرابع:
يناشدني حاميم والرمح شارع.
يقال: قتله رجل من بني أَسَد بْن خزيمة يقال لَهُ كَعْب
بْن مدلج. وقيل:
بل قتله شداد بْن مُعَاوِيَة العبسي. وقيل: بل قتله
الأشتر. وقيل: بل قتله عصام بْن مقشعر النصري، وَهُوَ قول
أكثرهم. وهو الّذي يقول:
وأشعث قوامٍ بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين
مُسْلِم
دلفت لَهُ بالرمح من تحت نحره ... فخر صريعا لليدين وللفم
شككت إِلَيْهِ بالسنان قميصه ... فأذريته عَنْ [1] ظهر طرف
مسوم
__________
[1] في ش: على.
(3/1372)
أقمت لَهُ فِي دفعه الخيل صلبه ... بمثل
قدامى النسر حران لهذم
على غير شيءٍ غير أن ليس تابعا ... عليا ومن لا يتبع الحق
يظلم
يذكرني حاميم لما طعنته ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم
وروينا عَنْ مُحَمَّد بْن حاطب قَالَ: لما فرغنا من قتال
يَوْم الجمل قام علي بْن أَبِي طالب، والحسن بْن علي،
وعمار بْن يَاسِر، وصعصعة بْن صوحان، والأشتر، وَمُحَمَّد
بْن أَبِي بَكْر، يطوفون فِي القتلى، فأبصر الْحَسَن بْن
علي قتيلا مكبوبا على وجهه، فأكبه على قفاه، فَقَالَ: إنا
للَّه وإنا إِلَيْهِ راجعون، هَذَا فرع قريش، والله!
فَقَالَ لَهُ أبوه: ومن هُوَ يَا بني؟ فَقَالَ: مُحَمَّد
بْن طلحة.
فقال: إنا للَّه وإنا راجعون، إن كَانَ- مَا علمته- لشابا
صالحا، ثم قعد كثيبا حزينا. فقال لَهُ الْحَسَن: يَا أبت،
قد كنت أنهاك عَنْ هَذَا المسير، فغلبك على رأيك فلان
وفلان. قال: قد كَانَ ذَلِكَ يا بني، فلوددت أني مت قبل
هَذَا بعشرين سنة. روى عَنْهُ ابنه إِبْرَاهِيم بْن
مُحَمَّد بْن طَلْحَة، وعبد الرحمن بْن أَبِي ليلى. وقال
سيف: ادعى قتل مُحَمَّد بْن طَلْحَة جماعة منهم بْن
المكعبر الضبي، وغفار بْن المسعر الْبَصْرِيّ [1] .
(2335) محمد بن عبد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة
بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة
بن إلياس بْن مضر،
وَهُوَ من حلفاء بني عبد شمس. وقيل حلفاء حرب بْن أُمَيَّة
يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، كَانَ قد هاجر مع أَبِيهِ وعميه
إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ هاجر من مكة إِلَى المدينة مع
أَبِيهِ. له صحبة ورواية، وقد ذكرنا أباه وعمه وعماته كلهم
فِي مواضعهم من هَذَا الكتاب، والحمد للَّه.
وكان عَبْد اللَّهِ بْن جَحْش قد أوصى بابنه مُحَمَّد
هَذَا إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى
__________
[1] لعله عصام بن مقشعر النصري المتقدم. وفي ش: النصري.
(3/1373)
اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ فاشترى لَهُ
مالا بخيبر وأقطعه دارا بسوق الرقيق بالمدينة. وكان مولده
قبل الهجرة بخمس سنين- ذكره مُحَمَّد بْن عُمَر. روى
عَنْهُ أَبُو كَثِير مولاه حديثا حسنا فِي أن المؤمن لا
يدخل الجنة وإن رزق الشهادة حَتَّى يقضي دينه.
(2336) محمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام الخزرجي
الأَنْصَارِيّ.
حليف لهم، وَهُوَ من بني إسرائيل، ومن ولد يوسف بن يعقوب،
كَانَ أبوه من أحبار اليهود من كبار الصحابة، وقد ذكرناه
فِي بابه من هَذَا الكتاب، ولابنه مُحَمَّد هَذَا رؤية
ورواية محفوظة. روى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ هَذَا عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أهل
قباء. حديثه مخرج فِي التفسير المسند فِي قوله عز وجل [1]
: فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا 9: 108
ويختلف فِي إسناد حديثه هَذَا، ومنهم من يجعله مرسلا.
(2337) محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق،
أَبُو عتيق القرشي التيمي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ
وأبوه وجده وأبوه جده أَبُو قحافة أربعتهم، وليست هَذِهِ
المنقبة لغيرهم، ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: مَا
نَعْلَمُ أَحَدًا فِي الإِسْلامِ أَدْرَكُوا هُمْ
وَأَبْنَاؤُهُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ إِلا هَؤُلاءِ الأَرْبَعَةُ: أَبُو
قحافة، وابنه أبو بكر، وابنه عبد الرحمن بْنُ أَبِي
بَكْرٍ، وَابْنُهُ أَبُو عَتِيقِ بْنُ عبد الرحمن بن أبي
بكر بن أبي قُحَافَةَ. قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن شيبة:
واسم أبى عتيق محمد.
(2338) محمد بْن عبلة.
ذكره عبد الغني فِي المؤتلف والمختلف، وَقَالَ:
لَهُ صحبة [2] .
(2339) محمد بْن عَمْرو بْن حزم الأَنْصَارِيّ.
ولد فِي سنة عشر من الهجرة
__________
[1] سورة التوبة، آية 105.
[2] ليست هذه الترجمة في ش.
(3/1374)
بنجران، وأبوه عامل لرسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: ولد قبل وفاة رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بسنتين، سماه
أبوه محمدا، وكناه أَبَا سُلَيْمَان، وكتب بذلك إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه رسول الله صلى الله
عليه وَسَلَّمَ: سمه محمدا، وكنه أَبَا عَبْد الْمَلِكِ،
ففعل، فلا تكاد تجد فِي آل عَمْرو بْن حزم مولودا يسمى
محمدا إلا وكنيته أَبُو عَبْد الْمَلِكِ.
وكان مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم فقيها، رَوَى عَنْهُ
جماعة من أهل المدينة، ويروى عَنْ أَبِيهِ وغيره من
الصحابة. وروي عَنْهُ أيضا أَنَّهُ قَالَ: كنت أتكنى أَبَا
الْقَاسِم عِنْدَ أخوالي بني ساعدة، فنهوني فحولت كنيتي
إِلَى أَبِي عَبْد الْمَلِكِ.
قتل يَوْم الحرة، وَهُوَ ابْن ثلاث وخمسين سنة، وكانت
الحرة سنة ثلاث وستين. ويقال: إنه قتل يَوْم الحرة مع
مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم ثلاثة عشر رجلا من أهل بيته،
يقال: إنه كَانَ أشد الناس على عُثْمَان المحمدون:
مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة،
وَمُحَمَّد بْن عَمْرو بن حزم.
(2340) محمد بْن عَمْرو بْن الْعَاص، القرشي السهمي.
قال العدوي: صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وتوفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ حدث. قال الْوَاقِدِيّ:
شهد صفين، وقاتل فيها، ولم يقاتل أخوه عَبْد اللَّهِ. وقال
الزُّبَيْر مثل ذَلِكَ، وَقَالَ: لا عقب لمحمد بْن عَمْرو
بْن الْعَاص. وَذُكِرَ عَنِ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ عُمَرَ
بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ:
أَبْلَى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِصِفِّينَ،
وَقَالَ فِي ذَلِكَ أبيات شعر:
ولو شهدت جمل مقامي ومشهدي ... بصفين يوما شاب منها
الذوائب
غداة أتى أهل العراق كأنهم ... من البحر لج موجه متراكب
وجئناهم نمشي كأن صفوفنا ... سحائب جونٍ رققتها الجنائب
فقالوا لنا: إنا نرى أن تبايعوا ... عليا فقلنا: بل نرى أن
تضاربوا
(3/1375)
فطارت إلينا بالرماح كماتهم ... وطرنا
إليهم فِي الأكف قواضب
إذا مَا أقول استهزموا عرضت لنا ... كتائب منهم وارجحنت
كتائب
فلا هم يولون الظهور فيدبروا ... ونحن كما هم نلتقي ونضارب
(2341) محمد بْن أَبِي عميرة [1] الْمُزْنِيّ
سكن الشام روى عنه جبير بن؟ فير، يروي عَنْ كبار الصحابة
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورٍ
الْعَبْشَانِيُّ بِالْقَيْرَوَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُعَتِّبٍ [2] قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ
نُفَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ- وَكَانَ
مِنْ أَصْحَاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- قَالَ: لَوْ أَنَّ عَبْدًا خَرَّ عَلَى
وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرِمًا
فِي طَاعَةِ اللَّهِ لَحَقَّرَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ [3]
، وَلَوْ أَنَّهُ يُعَادُ لكيما يَزْدَادُ مِنَ الأَجْرِ
وَالثَّوَابِ.
(2342) محمد بْن كَعْب بْن مَالِك الأَنْصَارِيّ،
من بني جشم بْن الخزرج.
ذكر التِّرْمِذِيّ، عَنْ قتيبة- أَنَّهُ ولد فِي زمان
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكره ابْن
السَّكَن، وَقَالَ: ذكر فِي بعض الروايات أَنَّهُ أدرك
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسأله عَنْ
حديث، وإسناده صَالِح، وساقه إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن
كَعْب، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أمامة، قَالَ: كنت أنا
وأبوك كَعْب وأخوك مُحَمَّد بْن كَعْب قعودا، ونحن نذكر
الرجل يحلف على مال الآخر كاذبا، فيقتطعه بيمينه، فَقَالَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ
ذَلِكَ: أيما رجل حلف على مال رجل كاذبا فاقتطعه بيمينه
فقد برئت منه الذمة، ووجبت لَهُ النار فَقَالَ مُحَمَّد
بْن كَعْب: وإن كَانَ قليلا؟
قَالَ: فقلب سواكا بين إصبعيه، وقال: وإن كان سواك أراك.
__________
[1] عميرة- بفتح العين وكسر الميم (أسد الغابة) .
[2] في ش: مغيث.
[3] في أسد الغابة: لحقر ذلك يوم القيامة. وفي ش: لحقره
ذلك اليوم.
(ظهر الاستيعاب ج 3- م 13)
(3/1376)
(2343) محمد بْن كَعْب القرظي.
يكنى أَبَا حَمْزَة. قال التِّرْمِذِيّ: سمعت قتيبة
يَقُول: بلغني أن مُحَمَّد بْن كَعْب القرظي ولد فِي حياة
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(2344) محمد بْن مسلمة الأَنْصَارِيّ الحارثي،
يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. ويقال:
بل يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ. وهو مُحَمَّد بْن مسلمة [بْن
سَلَمَة] [1] بْن خَالِد بن عدي ابن مجدعة بن حارثة بن
الحارث بن الخزرج بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن الأوس، حليف
لبني عبد الأشهل، شهد بدرا والمشاهد كلها، ومات بالمدينة،
ولم يستوطن غيرها، وكانت وفاته بها فِي صفر سنة ثلاث
وأربعين. وقيل: سنة ست وأربعين. وقيل: سنة سبع وأربعين،
وَهُوَ ابْن سبع وسبعين سنة، وصلى عَلَيْهِ مَرَوَان بْن
الحكم، وَهُوَ يومئذ أمير على المدينة.
يقال: كَانَ أسمر شديد السمرة، طويلا أصلع ذا جثة. وكان
مُحَمَّد بْن مسلمة من فضلاء الصحابة. وهو أحد الذين قتلوا
كَعْب بْن الأشرف، واستخلفه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المدينة فِي بعض غزواته. وقيل:
استخلفه فِي غزوة قرقرة الكدر، وقيل: إنه استخلفه عام
تبوك. واعتزل الفتنة واتخذ سيفا من خشب، وجعله فِي جفن،
وذكر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أمره بذلك، ولم يشهد الجمل ولا صفين، وأقام بالربذة. وقد
تقدم [2] فِي باب أُسَامَة بْن زَيْد أن الذين قعدوا فِي
الفتنة: سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص، وعبد الله بْنُ عُمَرَ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْد. وقد
قيل: إنه الَّذِي قتل مرحبا اليهودي بخيبر. وقيل: قتله
الزُّبَيْر. والصحيح الَّذِي عَلَيْهِ أكثر أهل السير وأهل
الحديث أن عليا هُوَ الَّذِي قتل مرحبا اليهودي بخيبر.
يقال: إنه كَانَ لمحمد بْن مسلمة من الولد عشرة ذكور وست
بنات.
__________
[1] ليس في أسد الغابة.
[2] صفحة 75.
(3/1377)
باب محمود
(2345) محمود بْن الربيع بْن سراقة الخزرجي الأَنْصَارِيّ،
من بني عبد الأشهل.
وقيل: إنه من بني الْحَارِث بْن الخزرج، وقيل: إنه من بني
سَالِم بْن عوف، يكنى أَبَا نُعَيْم. وقيل: يكنى أَبَا
مُحَمَّد. معدود فِي أهل المدينة. قال إِبْرَاهِيم بْن
المنذر: مات سنة سبع وتسعين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة.
قال أَبُو عُمَر: عقل عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مجة مجها من دلو من بئرهم، وحفظ ذَلِكَ
عَنْهُ، وَهُوَ ابْن أربع سنين أو خمس سنين. وحدث عَنْهُ
أنس بْن مَالِك حديث عتبان وقيل: مات مَحْمُود بْن الربيع
سنة ست وتسعين، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ مُسْهِرٌ [1] ، وقال: محمد بن على ابن
مَرَوَانَ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى،
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ
يَزْعُمُ أَنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ، وَزَعَمَ
أَنَّهُ عَقِلَ مَجَّةً مَجَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ مِنْ دَلْوٍ
مُعَلَّقٍ فِي بِئْرِهِمْ. وروى عَنْهُ ابْن شهاب ورجاء
بْن حيوة أَبُو المقدام.
(2346) محمود بْن رَبِيعَة،
رجل من الأنصار، مخرج حديثه عَنْ أهل مصر وأهل خراسان فِي
كالئ المرأة والدين الَّذِي لا يؤدى.
(2347) محمود بْن لبيد بْن رَافِع بْن امرئ القيس بْن
زَيْد الأَنْصَارِيّ الأشهلي.
من بني عبد الأشهل ولد على عهد رسول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد حدث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأحاديث، منها أن رَسُول الله
صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا
كما يحمي أحدهم سقيمه الماء. ذَكَرَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بن الغسيل، عن عاصم بن عمر،
__________
[1] في ش: أبو مسهر.
(3/1378)
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ
الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّاسُ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِمْ، فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا
مَعَهُ حَتَّى أَمَّنَا فِي الْمَسْجِدِ، فَأَطَالَ
الْقِيَامَ ... وذكر الحديث.
وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ
عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عُمَرَ، عَنْ مَحْمُودِ
بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: أَسْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَا حَتَّى انْقَطَعَتْ نِعَالُنَا
يَوْمَ مَاتَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ. وَأَدْخَلَهُ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي الْمُسْنَدِ.
وذكره الْبُخَارِيّ بعد مَحْمُود بْن الربيع فِي أول باب
مَحْمُود، وذكر ابْن أَبِي حَاتِم أن الْبُخَارِيّ قَالَ
لَهُ صحبة. قال: وَقَالَ: إِنِّي لا أعرف لَهُ صحبة.
قال أَبُو عُمَر: قول الْبُخَارِيّ أولى، وقد ذكرنا من
الأحاديث مَا يشهد لَهُ، وَهُوَ أولى بأن يذكر فِي الصحابة
من مَحْمُود بْن الربيع، فإنه أسن منه. وذكره مُسْلِم فِي
الطبقة الثانية منهم، فلم يصنع شيئا، ولا علم منه مَا علم
غيره.
وكان مَحْمُود بْن لبيد أحد العلماء، وَرَوَى مَحْمُودُ
بْنُ لَبِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ
بْنُ الْمُنْذِرِ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
بُكَيْرٍ: وُلِدَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ عَلَى عَهْدِ
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات سَنَةَ سِتٍّ
وَتِسْعِينَ.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ
عَمْرِو بن أبى عمرو، عن عاصم ابن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ،
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: إِنَّ اللَّهَ يَحْمِي عِبَادَهُ الدُّنْيَا كَمَا
تَحْمُونَ مرضاكم الطعام والشراب تحافون عليهم.
(2348) محمود بْن مسلمة،
أخو مُحَمَّد بْن مسلمة الأَنْصَارِيّ قد تقدم ذكر نسبه
عِنْدَ ذكر أخيه. شهد مَحْمُود بْن مسلمة أحدا والخندق
وخيبر، وقتل
(3/1379)
بخيبر، أدلى عَلَيْهِ مرحب رحى، فأصابت
رأسه، فهشمت البيضة رأسه، وسقطت جلدة جبينه على وجهه، فأتى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرد
الجلدة فعادت كما كانت، وعصبها رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثوبه فمكث ثلاثة أيام ومات.
وذكر مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابْن شهاب- أن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ- فيما زعموا،
والله أعلم، يومئذ: لَهُ أجر شهيدين. روى عَنْهُ جَابِر
بْن عَبْد اللَّهِ.
باب مخرمة
(2348) مخرمة بْن شريح الحضرمي.
حليف لبني عبد شمس. استشهد يَوْم اليمامة. ذكر اللَّيْث،
عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ أَنَّ مَخْرَمَةَ بْنَ شُرَيْحٍ
الْحَضْرَمِيَّ ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال: ذلك رجل لا يتوسد القرآن.
(2349) مخرمة بْن نوفل بْن أهيب بْن عبد مناف بن زهرة بن
كلاب القرشي الزهري.
أمه رقيقة بِنْت أَبِي صيفي بْن هاشم بن عبد مناف، وهو
والد المسور ابن مخرمة، كَانَ من مسلمة الْفَتْح، وَكَانَ
لَهُ سن وعلم بأيام قريش، كَانَ يؤخذ عَنْهُ النسب،
وَكَانَ أحد علماء قريش، يكنى أَبَا صَفْوَان. وقيل:
أَبَا المسور بابنه المسور. وقيل: أَبُو الأسود. وَأَبُو
صَفْوَان أكثر. رَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ
أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمِسْوَرُ بْنُ
مَخْرَمَةَ، قَالَ:
قَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لأَبِي: يَا أَبَا صَفْوَانَ- فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ، وكان
نبيها، أبيا، شهد حنينا، وَهُوَ أحد المؤلفة قلوبهم، وممن
حسن إسلامه منهم، وأحد الذين نصبوا أعلام الحرم لعمر. مات
بالمدينة زمن مُعَاوِيَة سنة ربع وخمسين، وقد بلغ مائة سنة
وخمس عشرة سنة، وكف بصره فِي زمن عُثْمَان. يعد فِي أهل
الحجاز.
(3/1380)
باب مخشى
(2350) مخشي بْن حمير الأشجعي.
حليف لبني سَلَمَة من الأنصار، كَانَ من المنافقين، وسار
مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
تبوك حين أرجفوا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وأصحابه، ثُمَّ تاب وحسنت توبته، وسمي عَبْد
الرَّحْمَنِ، وسأل الله أن يقتله شهيدا. لا يعلم مكانه،
فقتل يَوْم اليمامة، فلم يوجد له أثر.
(2351) مخشى بن وبرة
يقال وبرة بْن مخشي ويقال: وبرة بْن يحنس، وَهُوَ الأولى
عندهم بالصواب، كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بعثه إِلَى الأبناء باليمن.
باب مدرك
(2352) مدرك بْن الْحَارِث العامري.
روى عَنْهُ الْوَلِيد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الجرشي
أَنَّهُ حج مع أَبِيهِ فِي بدء الإسلام، فذكر قصة زينب
بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إذ ناولت أباها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ القدح وهي تبكي، وهي مكشوفة النحر، فَقَالَ
لَهَا: خمري عليك نحرك، فلن تخافي على أبيك غلبةً ولا ذلا
بعد اليوم. ويروى: غيلة ولا ذلا. وذكر الحديث بتمامه
رَضِيَ اللَّهُ عنه.
(2353) مدرك بْن عُمَارَة،
أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليبايعه،
فقبض يده عَنْهُ لخلوق رآه فيها، فلما غسله بايعه. في
حديثه هَذَا اضطراب، وفي صحبته نظر، فإن كَانَ مدرك بْن
عُمَارَة بْن عقبة بْن أَبِي معيط فلا تصح لَهُ صحبة ولا
لقاء ولا رواية. وحديثه هَذَا لا أصل لَهُ، وإنما روي
ذَلِكَ فِي أَبِيهِ عُمَارَة، ولا يصح ذَلِكَ أيضا، وقد
أوضحت [1] ذَلِكَ فِي باب الْوَلِيد بْن عقبة
(2354) مدرك بْن عوف الْبَجَلِيّ.
مختلف فِي صحبته واتصال حديثه. روى عَنْهُ قَيْس بْن أَبِي
حَازِم وقيس، يروي عَنْ كبار الصحابة، ويروي مدرك هَذَا
عَنْ عمر بن الخطاب.
__________
[1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب.
(3/1381)
(2355) مدرك
الغفاري،
جد خَالِد بْن الطفيل بْن مدرك، لَهُ صحبة.
باب مرة
(2356) مرة بْن الْحُبَاب بْن عدي بْن الجد بْن العجلان
البلوي الأَنْصَارِيّ،
من بلي، حليف لبني عَمْرو بْن عوف. وقال الطبري: مرة بْن
الْحُبَاب ابن العجلان: شهد أحدا مع النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلم وقال ابن الكلبي [1] : مرة ابن
الْحُبَاب بْن عدي بْن العجلان شهد بدرا مع النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقاله غير ابْن الكلبي
أيضا.
(2357) مرة بْن سراقة،
أحد النفر الذين قتلوا بحنين من المسلمين شهيدا.
(2358) مرة بْن عَمْرو بْن حَبِيب القرشي الفهري. روى عن
النبي صلى الله عليه وسلم حديثا: أنا وكافل اليتيم كهاتين
فِي الجنة. روت عنه ابنته أم سعد.
يعد فِي أهل المدينة.
(2359) مرة بْن كَعْب البهزي،
من بهز بن الحارث بن سليم بْن مَنْصُور، نزل البصرة، ثُمَّ
نزل بالشام. وقد قيل: إن اسم البهزي هَذَا كَعْب بْن
مُرَّةَ.
والصحيح- والله أعلم- مرة بْن كَعْب. وقد قيل: إنهما
اثنان، وليس بشيء.
وتوفى مرّة ابن كَعْب البهزي بالأردن سنة سبع وخمسين. روى
فِي فضل عُثْمَان.
روى عَنْهُ أَبُو الأَشْعَث الصنعاني، وجبير بْن نُفَيْر،
وعبد الله بْن شقيق.
(2360) مرة العامري،
والد يعلى بْن مُرَّةَ، كوفي، لَهُ ولابنه يعلى بْن
مُرَّةَ صحبة ورواية، وَهُوَ مرة بْن وهيب [2] بْن جَابِر.
باب مرارة
(2361) مرارة بْن رَبِيعَة.
ويقال ابْن ربيع العمري الأنصاري. من بنى عمرو
__________
[1] وفي أسد الغابة: وقال الكلبي وغيره: إنه شهد بدرا
أيضا.
[2] في ى: وهب.
(3/1382)
ابن عوف، شهد بدرا، وَهُوَ أحد الثلاثة
الذين تخلفوا عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي غزوة تبوك، وتاب الله عليهم، ونزل القرآن
فِي شأنهم.
(2362) مرارة بْن مربع.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ
أخو زَيْد بْن مربع، وعبد الرحمن بْن مربع بْن قيظي بْن
عَمْرو من بني حارثة من الأنصار، وَكَانَ أبوهم مربع بْن
قيظي أحد المنافقين، وَهُوَ الأعمى القائل: لو كنت نبيا
مَا دخلت حائطي بغير إذني.
باب مرثد
(2363) مرثد بْن الصلت الْجُعْفِيّ.
سكن البصرة، وعن اهلها يخرج حديثه روى عَنْهُ ابنه عَبْد
الرَّحْمَنِ بْن مرثد بْن الصلت الْجُعْفِيّ أَنَّهُ وفد
على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فسأله عَنْ مس
الذكر، فَقَالَ: إنه هُوَ بضعة منك
(2364) مرثد بْن أَبِي مرثد الغنوي.
اسم أَبِي مرثد كناز [1] بْن حُصَيْن. ويقال ابْن حصن. وقد
تقدم ذكره فِي باب الكاف [2] ، ونسبناه هناك إِلَى غني بْن
يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بْن مضر. شهد مرثد وأبوه
أَبُو مرثد جميعا بدرا، كانا حليفين لحمزة بْن عبد المطلب،
آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بينه وبين أوس بْن الصامت أخي عبادة بن الصامت، وشهد مرثد
بدرا وأحدا، وقتل يَوْم الرجيع شهيدا، أمره رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السرية التي وجهها
معه إِلَى مكة، وذلك فِي صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من
مهاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إلى المدينة.
وزعم بن إِسْحَاق أن مرثد بْن أَبِي مرثد الغنوي أمره
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على
السرية التي بعث فيها عَاصِم بْن ثابت بن أبى الأقلح،
وخبيب ابن عدي، إِلَى عضل والقارة وبني لحيان، وذلك فِي
آخر سنة الهجرة، وكانوا سبعة نفر، منهم مرثد هَذَا، وَهُوَ
كَانَ الأمير عليهم فيما ذكر ابن إسحاق.
__________
[1] بنون ثقيلة وزاي (الإصابة) .
[2] صفحة 1333.
(3/1383)
وذكر مَعْمَر، عَنِ ابْن شهاب- أن أميرهم
كَانَ عَاصِم بْن ثَابِت بْن أَبِي الأقلح.
والستة: مرثد بْن أَبِي مرثد، وعاصم بْن ثَابِت بْن أَبِي
الأقلح، وخبيب بْن عدي، وخالد بْن البكير، وزيد بْن
الدثنة، وعبد الله بْن طارق حليف بني ظفر، كَانَ هؤلاء
الستة قد بعثوا إِلَى عضل والقارة ليفقهوهم فِي الدين،
ويعلموهم القرآن وشرائع الإسلام، فغدروا بهم، واستصرخوا
عليهم هذيلا، وقتل حينئذ مرثد بْن أَبِي مرثد، وعاصم،
وخالد، وقاتلوا حَتَّى قتلوا، وألقى خبيب وعبد الله وزيد
بأيديهم، فأسروا. وقد ذكرنا خبر كل واحد منهم فِي موضعه من
هَذَا الكتاب.
من حديث مرثد الغنوي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إن سركم أن تقبل صلاتكم
فليؤمكم خياركم، فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم.
رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُوسَى، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الشَّامِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْثَدُ بْنُ
أَبِي مَرْثَدٍ، وَكَانَ بَدْرِيًّا أَن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم،
فإنهم وَفْدُكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ.
قال أَبُو عُمَر: هكذا فِي هَذَا الحديث بهذا الإسناد،
عَنِ الْقَاسِم أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مرثد بْن أَبِي مرثد. وهو عندي وهم وغلط، لأنه
قد قتل فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ومغازيه، لم يدركه الْقَاسِم المذكور ولا رآه،
فلا يجوز أن يقال فِيهِ حَدَّثَنِي، لأنه منقطع أرسله
الْقَاسِم أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ مرثد بْن أَبِي
مرثد هَذَا، إلا أن يكون رجل آخر وافق اسمه اسم أبيه، وشهد
أيضا بدرا.
وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَخْنَسِ، عَنْ عمرو
بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ
لَهُ مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ، وَكَانَ يَحْمِلُ
الأَسْرَى مِنْ مَكَّةَ حَتَّى يَأْتِيَ بِهِمُ
الْمَدِينَةَ، قَالَ: وَكَانَ بِمَكَّةَ بَغِيٌّ يُقَالُ
لَهَا عَنَاقُ، وَكَانَتْ
(3/1384)
صَدِيقَةٌ لَهُ، وَكَانَ وَعَد رَجُلا أَنْ
يَحْمِلَهُ مِنْ أَسْرَى مَكَّةَ، قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى
انْتَهَيْتُ إِلَى حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ مَكَّةَ فِي
لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ، فَجَاءَتْ عَنَاقُ فَأَبْصَرَتْ
سَوَادَ ظِلِّي بِجَانِبِ الْحَائِطِ، فَلَمَّا انْتَهَتْ
إِلَيَّ عَرَفَتْنِي فَقَالَتْ: مَرْثَدٌ! قُلْتُ:
مَرْثَدٌ! قَالَتْ:
مَرْحَبًا وَأَهْلا، هَلُمَّ فَبِتْ عِنْدَنَا
اللَّيْلَةَ. قَالَ: قُلْتُ: يَا عَنَاقُ، إِنَّ اللَّهَ
حَرَّمَ الزِّنَا قَالَتْ: يَا أَهْلَ الْخِبَاءِ، هَذَا
الَّذِي يَحْمِلُ الأَسْرَى. قَالَ: فَاتَّبَعَنِي
ثَمَانِيَةُ رِجَالٍ وَسَلَكْتُ الْخَنْدَمَةَ [1] حَتَّى
انْتَهَيْتُ إِلَى كَهْفٍ أَوْ غَارٍ، فَدَخَلْتُهُ،
وَجَاءُوا حَتَّى قَامُوا عَلَى رَأْسِي، وَأَعْمَاهُمُ
اللَّهُ عَنِّي، ثُمَّ رَجَعُوا وَرَجَعْتُ إِلَى
صَاحِبِي، فَحَمَلْتُهُ، وَكَانَ رَجُلا ثَقِيلا حَتَّى
انْتَهَيْتُ إِلَى الإِذْخَرِ، فَفَكَكْتُ عَنْهُ
كَبْلَهُ، ثُمَّ جَعَلْتُ أَحْمِلُهُ حَتَّى قَدِمْتُ
الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه
وسلم، فقلت:
يا رسول الله، أنكح عناقا؟ فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَرُدَّ
عَلَيَّ شَيْئًا حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةَ [2] :
الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مشركة ...
الآية. فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ وَقَالَ: لا تَنْكِحْهَا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الأَخْنَسِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَوَى عَنْ جَدِّهِ- أَنَّ مرثد
الْغَنَوِيَّ كَانَ يَحْمِلُ الأَسَارَى بِمَكَّةَ،
وَكَانَ بِمَكَّةَ بَغِيٌّ يُقَالُ لَهَا عَنَاقُ،
وَكَانَتْ صَدِيقَتَهُ، قَالَ: جِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُلْتُ: يا رسول الله، أنكح
عناقا؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنِّي، وَنَزَلَتْ [2] :
الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلا زانية ... الآية، فَدَعَانِي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَرَأَهَا عَلَيَّ،
وَقَالَ: لا تَتَزَوَّجَهَا. قَالَ: وَحَدَّثَنَا
مُسَدَّدٌ وَأَبُو مَعْمَرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَارِثِ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قال
__________
[1] الخندمة: جبل بمكة.
[2] سورة النور، آية 3.
(3/1385)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يَنْكِحُ
الزَّانِي الْمَجْلُودُ فِي حَدٍّ إِلا مِثْلَهُ. وَقَالَ
أَبُو مَعْمَر: حَدَّثَنَا حَبِيب المعلم، عَنْ عمرو بن
شعيب.
(2365) مرثد بْن وداعة،
أَبُو قتيلة، الْكِنْدِيّ. ويقال الْجُعْفِيّ. ويقال: إنه
من ساكني مصر. له صحبة فيما ذكر الْبُخَارِيّ. وقال أَبُو
حَاتِم الرازي: ليست لَهُ صحبة، وإنما يروي عَنْ عَبْد
اللَّهِ بْن حَوَالَةَ. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ،
حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، سَمِعَ
حُمَيْدَ بْنَ يَزِيدَ الرَّحْبِيَّ، قَالَ: رَأَيْتُ
أَبَا قُتَيْلَةَ مَرْثَدَ بْنَ وَدَاعَةَ صَاحِبَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي،
وَرُبَّمَا قَتَلَ الْبَرْغُوثَ فِي الصَّلاةِ. وذكره
مُسْلِم بْن الْحَجَّاج فِي التابعين.
باب مرداس
(2366) مرداس بْن عُرْوَة،
لَهُ صحبة. روى عَنْهُ زِيَاد بْن عَلْقَمَة.
(2367) مرداس بْن مَالِك الأسلمي،
كَانَ ممن بايع تحت الشجرة ثُمَّ سكن الكوفة، وَهُوَ معدود
فِي أهلها. روي عَنْهُ حديث واحد ليس لَهُ غيره- أن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يقبض
الصالحون الأول فالأول، وتبقى حثالة كحثالة التمر، رَوَى
عَنْهُ قَيْس بْن أَبِي حَازِم
(2368) مرداس بْن أَبِي مرداس،
وَهُوَ مرداس بْن عقفان التميمي العنبري. له صحبة، قَالَ:
أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعا
لي بالبركة، روى عَنْهُ ابنه بَكْر بْن مرداس.
(2369) مرداس بْن نهيك الفزاري،
فِيهِ نزلت [1] . وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ
السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ... 4: 94 الآية، كَانَ يرعى
غنما لَهُ فهجمت عَلَيْهِ سرية رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيها أُسَامَة بْن زَيْد،
وأميرها سَلَمَة بْن الأكوع، فلقيه أُسَامَة وألقى
إِلَيْهِ السلام، وَقَالَ: السلام عليكم، أنا مؤمن، فحسب
أُسَامَة أَنَّهُ ألقى إِلَيْهِ السلام متعوذا، فقتله،
فأنزل الله عز وجل [1] : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذا 4: 94
__________
[1] سورة النساء، آية 93.
(3/1386)
ضَرَبْتُمْ في سَبِيلِ الله فَتَبَيَّنُوا
... 4: 94 الآية. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تحبّ
أُسَامَة ويحب أن يثني الناس عَلَيْهِ خيرا إذا بعثه بعثا،
وَكَانَ مع ذَلِكَ يسأل عَنْهُ، فلما قتل هَذَا المسلم
مرداسا لم تكتم السريّة ذلك عن رسول صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما أعلنوه بذلك رفع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه إِلَى أُسَامَة،
فَقَالَ لَهُ: كيف أنت ولا إله إلا الله! فَقَالَ: يَا
رَسُول اللَّهِ، إنما قالها متعوذا. فَقَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هلا شققت عَنْ
قلبه، فنظرت إِلَيْهِ، فأنزل الله هَذِهِ الآية، وأخبر
أَنَّهُ إنما قتله من أجل عرض الدنيا: غنيمته، وجمله، فحلف
أُسَامَة ألا يقاتل رجلا يَقُول: لا إله إلا الله أبدا.
هذا فِي تفسير السدي، وتفسير ابْن جريج، عَنْ عكرمة. وفي
تفسير سَعِيد عَنْ قَتَادَة وقاله غيرهم أيضا. ولم يختلفوا
فِي أن المقتول يومئذ الَّذِي ألقى إِلَيْهِ السلام،
وَقَالَ: إِنِّي مؤمن- رجل يسمى مرداسا، واختلفوا فِي
قاتله، وفي أمير تلك السرية اختلافا كثيرا، وقد ذكرنا
جملته في باب محكم بْن جثامة من هَذَا الكتاب [1] .
باب مَرْوَان
(2370) مروان بْن الحكم بْن أَبِي الْعَاص بْن أمية بن عبد
شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.
يكنى أَبَا عَبْد الْمَلِكِ. ولد على عهد رسول صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة اثنتين من الهجرة. وقيل:
عام الخندق. وقال مَالِك: ولد مَرَوَان بْن الحكم يَوْم
أحد. وقال غيره: ولد مَرَوَان بمكة. ويقال: ولد بالطائف،
فعلى قول مَالِك توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْن ثمان سنين أو نحوها، ولم
يره لأنه خرج إِلَى الطائف طفلا لا يعقل، وذلك أن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ قد نفى
أباه الحكم إليها، فلم يزل بها حَتَّى ولي عُثْمَان بْن
عَفَّان، فرده عُثْمَان، فقدم المدينة هُوَ وولده فِي
خلافة عُثْمَان، وتوفي أبوه فاستكتبه عثمان، وكتب له،
__________
[1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب في الأفراد.
(3/1387)
فاستولى عَلَيْهِ إِلَى أن قتل عُثْمَان،
ونظر إِلَيْهِ علي يوما. فقال لَهُ: ويلك وويل أمة
مُحَمَّد منك، ومن بنيك إذا ساءت درعك! وَكَانَ مَرَوَان
يقال لَهُ خيط باطل، وضرب بِهِ يَوْم الدار على قفاه، فجرى
لقبه، فلما بويع لَهُ بالإمارة قَالَ فِيهِ أخوه عبد
الرحمن بن الحكم- وكان ما جنا شاعرا محسنا، وَكَانَ لا يرى
رأي مَرَوَان:
فو الله مَا أدري وأني لسائل ... حليلة مضروب القفا كيف
يصنع
لحا الله قوما أمروا خيط باطل ... على الناس يعطي مَا [1]
يشاء ويمنع
[وقيل: إنما قَالَ لَهُ أخوه عَبْد الرَّحْمَنِ ذَلِكَ حين
ولاه مُعَاوِيَة أمر المدينة] [2] ، وَكَانَ كثيرا ما
يهجوه. ومن قوله فيه:
وهبت نصيبي فيك يَا مرو كله ... لعمرو ومروان الطويل وخالد
فكل ابْن أم زائد غير ناقص ... وأنت ابْن أم ناقص غير زائد
وقال مَالِك بْن الريب يهجو مَرَوَان:
لعمرك مَا مَرَوَان يقضي أمورنا ... ولكنما تقضي لنا بِنْت
جَعْفَر
فيا ليتها كانت علينا أميرةً ... وليتك يَا مَرَوَان أمسيت
آخر [3]
وكان مُعَاوِيَة لما صار الأمر إِلَيْهِ ولاه المدينة، ثم
جمع له إلى المدينة مكة والطائف، ثُمَّ عزله عَنِ المدينة
سنة ثمان وأربعين، وولاها سَعِيد بْن أَبِي الْعَاص، فأقام
عليها أميرا إِلَى سنة أربع وخمسين، ثُمَّ عزله، وولى
مَرَوَان، ثُمَّ عزله، وولى الْوَلِيد بْن عُتْبَة، فلم
يزل واليا على المدينة حَتَّى مات مُعَاوِيَة وولى يَزِيد،
فلما كف الْوَلِيد بْن عُتْبَة عَنِ الْحُسَيْن وَابْن
الزُّبَيْر فِي شأن البيعة ليزيد، وَكَانَ الْوَلِيد رحيما
حليما سريا، عزله وولى يَزِيد عَمْرو بْن سَعِيد الأشدق،
ثُمَّ عزله وصرف الْوَلِيد بْن عُتْبَة، ثُمَّ عزله، وولى
عُثْمَان بْن محمد بن أبى سفيان، وعليه قامت
__________
[1] في ش: من.
[2] من ش.
[3] في ش: ذاخر.
(3/1388)
الحرّة، ثم لما مات يزيد، وولىّ ابنه أَبُو
ليلى مُعَاوِيَة بْن يَزِيد، وذلك سنة أربع وستين. عاش بعد
أَبِيهِ يَزِيد أربعين ليلة، ومات وَهُوَ ابْن إحدى وعشرين
سنة، وَكَانَ موته من قرحة يقال لَهَا السكتة، وكانت أمه
أم خَالِد بِنْت هاشم ابن عُتْبَة بْن رَبِيعَة، وقالت
لَهُ: اجعل الخلافة من بعدك لأخيك، فأبى، وَقَالَ:
لا يكون لي مرها ولكم حلوها، فوثب مَرَوَان حينئذ عليها
وأنشد:
إِنِّي أرى فتنةً تغلي مراجلها ... والملك بعد أَبِي ليلى
لمن غلبا
ثم التقى هُوَ والضحاك بْن قَيْس بمرج راهط على أميال من
دمشق، فقتل الضحاك، وَكَانَ مَرَوَان قد تزوج أم خَالِد
بْن يَزِيد ليضع منه، فوقع بينه وبين خَالِد يوما كلام،
فَقَالَ لَهُ مَرَوَان- واغلظ لَهُ فِي القول: اسكت يَا
بْن الرطبة. فقال لَهُ خَالِد: مؤتمن خائن. فندم مَرَوَان،
وَقَالَ: مَا أدى الأمانة إذا أؤتمن، ثُمَّ دخل خَالِد على
أمه فَقَالَ لَهَا: هكذا أردت، يَقُول لي مَرَوَان على
رءوس الناس كذا وكذا! فقالت لَهُ: اسكت، لا ترى بعد منه
شيئا تكرهه، وسأقرب عليك مَا بعد، فسمته، ثُمَّ قامت
إِلَيْهِ مع جواريها فغممته حَتَّى مات، فكانت خلافته تسعة
أشهر وقيل عشرة أشهر.
ومات فِي صدر رمضان سنة خمس وستين، وَهُوَ ابْن ثلاث
وستين. وقيل: ابْن ثمانية وستين، وقيل ابْن أربع وستين،
وَهُوَ معدود فيمن قتله النساء. روى عَنْهُ من الصحابة
سَهْل بْن سَعْد فيما ذكر صَالِح بْن كيسان. وعبد الرحمن
بْن إِسْحَاق، عَنِ ابْن شهاب، بْن سَهْل بْن سَعْد، عَنْ
مَرَوَان، عَنْ زَيْد بْن ثَابِت فِي قول الله عز وجل [1]
: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ من الْمُؤْمِنِينَ ... 4: 95
الآية.
ورواه مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ قبيصة بْن ذؤيب. عن
زيد بن ثابت. وممن
__________
[1] سورة النساء، آية 94.
(3/1389)
رَوَى عَنْهُ من التابعين عُرْوَة بْن
الزُّبَيْر، وعلي بْن الْحُسَيْن. وقال عُرْوَة: كَانَ
مَرَوَان لا يتهم فِي الحديث، ومن شعر عَبْد الرحمن فيه:
ألا من مبلغ مَرَوَان عني ... رسولا والرسول من البيان
بأنك لن ترى طردا لحر ... كإلصاق بِهِ بعض [1] الهوان
وهل حدثت قبلي عَنْ كريم ... معين فِي الحوادث أو معان
يقيم بدار مضيقة إذا لم ... يكن حيران أو خفق الجنان
فلا تقذف بي الرجوين إِنِّي ... أقل القوم من يغني مكاني
سأكفيك الَّذِي استكفيت مني ... بأمر لا تخالجه يدان [2]
ولو أنا بمنزلة جميعا ... جريت وأنت مضطرب العنان
ولولا أن أم أبيك أمي ... وأن من قد هجاك فقد هجاني
لقد جاهرت بالبغضاء إِنِّي ... إلى أمر الجهارة والعلان
(2371) مروان بْن قَيْس الأسدي
ويقال: السُّلَمِيّ، لَهُ صحبة. روى عَنْهُ عِمْرَان ابن
يَحْيَى وابنه خثيم بْن مَرَوَان [3] .
باب مَسْعُود
(2372) مسعود بْن الأسود بْن حارثة بْن نضلة بن عوف بن
عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي.
كان من السبعين الذين هاجروا من بني عدي هُوَ وأخوه مطيع
بْن الأسود، وأمهما العجماء بِنْت عَامِر بْن الْفَضْل بْن
عَفِيف بْن كليب ابن حبشية [4] بْن سلول. كَانَ من أصحاب
الشجرة، واستشهد يَوْم مؤتة.
(2373) مسعود بْن الأسود البلوي،
من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
__________
[1] في ش: طرف.
[2] في ش: اليدان.
[3] في د: خيثم وهو تحريف.
هذا الباب أول الجزء الثالث من النسخة التي نرمز إليها
بالحرف (1) .
[4] في أ: حبشه والمثبت من ت وأسد الغابة.
(3/1390)
ويقال فِيهِ مَسْعُود بْن المسور. يعد فِي
أهل مصر، شهد الحديبية، وبايع تحت الشجرة، وَكَانَ قد
استأذن عُمَر فِي غزوة إِلَى إفريقية، فقال عمر: إفريقية
غادرة ومغدور بها.
روى عَنْهُ علي بْن رباح وغيره من المصريين. وَحَدِيثُهُ
عِنْدَ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ ابن يَزِيدَ،
عَنِ الْحَارِثِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ
الْمِسْوَرِ صَاحَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ،
وَأَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عُمَرَ فِي غَزْوِ إِفْرِيقْيَةَ،
فَقَالَ عُمَرُ: إِفْرِيقْيَةُ غَادِرَةٌ وَمَغْدُورٌ
بِهَا.
(2374) مسعود بْن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن
غنم بن مالك ابن النجار.
هكذا نسبه الْوَاقِدِيّ وَأَبُو عُمَارَة. وأما ابْن
إِسْحَاق وَأَبُو معشر فإنهما قَالا: هُوَ مَسْعُود بْن
أوس بْن أصرم بْن زَيْد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن
النجار. قال أَبُو عُمَر: هُوَ أَبُو مُحَمَّد، غلبت
عَلَيْهِ كنيته، وَهُوَ الَّذِي زعم أن الوتر واجب،
فَقَالَ عبادة بْن الصامت: كذب أَبُو مُحَمَّد.
شهد بدرا وما بعدها من المشاهد، ولم يذكره ابْن إِسْحَاق
فِي البدريين، وذكره غيره. قيل: توفي فِي خلافة عُمَر بْن
الخطاب. وقال الكلبي:
شهد بدرا، وشهد صفّين مع على.
(2375) مسعود بْن حراش،
أخو ربعي بْن حراش. قال البخاري:
له صحبة. وقال أبو حاتم الرازي: ليست لَهُ صحبة روى عَنْ
عُمَر، وطلحة ابن عُبَيْد الله. روى عَنْهُ أَبُو بردة.
(2376) مسعود بْن الحكم بْن الربيع بْن عَامِر [بْن خالد
بن عامر [1]] ابن زريق الأَنْصَارِيّ الزرقي.
أمه حبيبة [2] بِنْت شريق بْن أَبِي خيثمة من [3] هذيل،
يكنى أَبَا هارون. ولد على عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ سريا لَهُ قدر وجلالة
بالمدينة، ويعد من أجلة التابعين وكبارهم. روى عَنْ عُمَر
وعثمان وعلي، وَهُوَ الَّذِي يروى عَنْ علي بْن أَبِي طالب
عَنِ النَّبِيّ
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ، ش، وأسد الغابة: أم حبيبة.
[3] في ى: بن.
(3/1391)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
قام فِي الجنائز، ثُمَّ جلس بعد. روى عَنْهُ نَافِع بْن
جُبَيْر بْن مطعم، وَمُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِر، وأبو
الزناد.
(2377) مسعود بْن خلدة [1] بْن عَامِر [بْن مخلد بن عامر]
[2] بن زريق الأنصاري الزرقي.
شهد بدرا وأحدا وقتل يَوْم بئر معونة شهيدا فِي قول
مُحَمَّد بْن عُمَر. وأما عَبْد الله بن محمد بن عمارة
فإنه قال: قتل يَوْم خيبر [شهيدا] [3] .
(2378) مسعود بْن الربيع.
ويقال مَسْعُود بْن رَبِيعَة بْن عَمْرو بْن سعد ابن عبد
العزى القاري، يكنى أَبَا عُمَيْر، من القارة، وهم الهون
بن خزيمة ابن مدركة. أسلم قديما بمكة قبل دخول رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم،
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عُبَيْد بْن
التيهان. شهد بدرا وَهُوَ أحد حلفاء بني زهرة. قال مُوسَى
بْن عقبة، وَابْن إِسْحَاق: مَسْعُود بْن رَبِيعَة. وقال
أبو معشر والواقدي: مسعود ابن الربيع.
مات سنة ثلاثين، وقد زاد سنه على الستين، يكنى أَبَا
عُمَيْر.
(2379) مسعود بْن رخيلة [4] بْن عائذ الأشجعي.
كان قائد أشجع يَوْم الأحزاب مع المشركين، ثُمَّ أسلم فحسن
إسلامه، ذكر ذَلِكَ أَبُو جَعْفَر الطبري.
(2380) مسعود بْن سَعْد بْن قَيْس بْن خَالِد بْن عَامِر
بْن زريق الأَنْصَارِيّ الزرقي.
قال الْوَاقِدِيّ: شهد بدرا وأحدا، وقتل يوم بئر معونة
شهيدا.
(2381) مسعود بْن سنان بْن الأسود،
حليف لبني غنم بْن سَلَمَة من الأنصار، شهد أحدا، وقتل
يَوْم اليمامة شهيدا.
(2382) مسعود بْن سويد بن حارثة بن فضلة بن عوف بن عبيد بن
عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي.
__________
[1] في أسد الغابة: خالد.
[2] من أ، ش.
[3] ليس في أ، ش.
[4] بالخاء المعجمة- مصغر.
(3/1392)
كان أيضا من السبعين الذين هاجروا من بني
عدي، واستشهد يَوْم مؤتة فيما زعم ابْن الكلبي وحده،
وَهُوَ ابْن عم الَّذِي قبله [1] . قال العدوي: لم يذكر
ذَلِكَ غير ابْن الكلبي. وقال الزُّبَيْر:
قتل مَسْعُود بْن سويد يَوْم مؤتة شهيدا وليس لَهُ عقب.
(2383) مسعود بْن عدي [2] بْن حرملة اللخمي،
يزعم أهله وولده أن لَهُ صحبة.
روى الحديث عَنْهُ جماعة من ولده.
(2384) مسعود بْن عبد سَعْد،
هكذا قَالَ مُوسَى بْن عقبة، وَأَبُو معشر، وعبد الله بْن
مُحَمَّد بْن عُمَارَة الأَنْصَارِيّ. وقال الْوَاقِدِيّ:
مَسْعُود بْن عبد مَسْعُود.
وقال ابْن إِسْحَاق: مَسْعُود بْن سَعْد، وكلهم ينتسب [3]
فِي الأوس. قال ابْن إِسْحَاق: مَسْعُود بْن سَعْد بْن
عَامِر بْن عدي بْن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بْن
الخزرج بْن عَمْرو بْن خَالِد [4] بْن الأوس. شهد بدرا،
وقتل يَوْم خيبر شهيدا.
(2385) مسعود بْن عبدة بْن مظهر [5] ،
قَالَ الطبري: شهد أحدا هُوَ وابنه نيار بْن مَسْعُود مع
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2386) مسعود بْن عُرْوَة،
لَهُ صحبة. قتل فِي غزوة أَبِي سَلَمَة بْن عبد الأسد
إِلَى ماء من مياه بني أَسَد من ناحية نجد.
(2387) مسعود بْن عَمْرو الثقفي [6] .
رَوَى عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
__________
[1] الّذي قبله في الترتيب الأول للكتاب هو مسعود بن عروة.
[2] في أ: بن عيسى. وش مثل ى.
[3] في ش: وكلهم نسبه.
[4] في ش: مالك.
[5] بضم الميم وسكون الظاء وكسر الهاء (الإصابة، وأسد
الغابة) .
[6] في أ: الغفاريّ.
(3/1393)
فِي كراهية السؤال. روى عَنْهُ سَعِيد بْن
يزيد، والّذي انفرد بحديثه محمد ابن جامع العطار، متروك
الحديث. [روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة] [1] .
(2388) مسعود بْن عَمْرو القاري،
من القارة. وكان على المغانم يَوْم حنين، وأمره رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحبس
السبايا والأموال بالجعرانة، قال الكلبي: هُوَ مَسْعُود
بْن عَامِر بْن رَبِيعَة بْن عَمْرو [بْن سَعْد] [2] بن
عبد العزّى ابن محلم صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يقال لَهُ القاري.
(2389) مسعود بْن قَيْس.
فيه نظر.
(2390) مسعود بن يزيد بْن سبيع بْن خنساء بْن سنان بْن
عبيد بن عدي ابن كعب بن غنم بن [كعب] [2] بن سلمة
الأَنْصَارِيّ.
شهد العقبة، ولم يشهد بدرا.
(2391) مسعود
غلام فروة الأسلمي، لَهُ صحبة، وفروة هُوَ جد بريدة بْن
سُفْيَان بْن فروة، ويقال مَسْعُود هَذَا مولى أَبِي تميم
[3] بْن حجير الأسلمي غلام فروة، وفي ذَلِكَ نظر، وذكره
مُحَمَّد بْن سَعْد، وَقَالَ [4] : مَسْعُود مولى تميم بْن
حجير الأسلمي غلام فروة، وَهُوَ كَانَ دليل النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد حفظ عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المريسيع
فِي الخمس، أَخْبَرَنِي ذَلِكَ مُحَمَّد ابن عُمَر.
[حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا
زَيْدٌ هُوَ ابْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ
بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ
فَرْوَةَ الأَسْلَمِيُّ عَنْ غُلامٍ لِجَدِّهِ يُقَالُ
لَهُ
__________
[1] ليس في أ، ش. وهي عبارة مضطربة ستأتي واضحة في الترجمة
التالية.
[2] من أ، ش.
[3] في هوامش الاستيعاب: مولى ابن أبي تميم. (53) .
[4] في أسد الغابة: وقيل: اسمه سعد. بدل مسعود وقد تقدم
(4- 360) .
(3/1394)
مَسْعُودٌ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ
فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: يَا مَسْعُودُ، إِيتِ أَبَا
تَمِيمٍ- يَعْنِي مَوْلاهُ- فَقُلْ لَهُ: يَلُمُّنَا عَلَى
بَعِيرٍ، وَيَبْعَثُ إِلَيْنَا بِزَادٍ وَدَلِيلٍ
يَدُلُّنَا فَجِئْتُ إِلَى مَوْلايَ فَأَخْبَرْتُهُ
فَبَعَثَ مَعِي بِبَعِيرٍ وَوَطْبٍ مِنْ لبن، فجعلت آخُذُ
بِهِمْ فِي إِخْفَاءِ الطَّرِيقِ. وَحَضَرَتِ الصَّلاةُ،
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وَقَامَ
أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَقَدْ عَرَفْتُ الإِسْلامَ
وَأَنَا مَعَهُمَا، فَجِئْتُ فَقُمْتُ خَلْفَهُمَا، فدفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ،
فَقُمْنَا خَلْفَهُ] [1] .
باب مُسْلِم
(2392) مسلم بْن الْحَارِث التميمي.
له صحبة. حديثه عِنْدَ الشاميين وعداده فيهم. روى عَنْهُ
ابنه الْحَارِث بْن مُسْلِم. وقد قيل فِيهِ: الْحَارِث بْن
مُسْلِم.
والصحيح مُسْلِم بْن الْحَارِث.
(2393) مسلم بْن رياح [2] الثقفي.
رَوَى عَنْهُ عون بْن أَبِي جحيفة [3] مرفوعا فِي فضل
الأذان حديثا حسنا.
(2394) مسلم بن السائب بن
خباب.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وقد ذكره بعضهم
فِي الصحابة. روى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد بْن مُسْلِم.
(2395) مسلم بْن عَبْد اللَّهِ الأزدي
رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي تغيير اسم عَبْد اللَّهِ بْن قرط، قَالَ: جاء عَبْد
اللَّهِ بْن قرط الأزدي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عليه وسلم فقال له: ما اسمك؟ قال: شيطان بْن قرط. قال:
بل أنت عَبْد اللَّهِ بْن قرط. رَوَى عَنْهُ بَكْر بْن
زرعة الخولانيّ.
__________
[1] من أ.
[2] رياح- بكسر الراء وبالمثناة التحتانية، (الإصابة وأسد
الغابة) .
[3] بضم الجيم وفتح المهملة- مصغر (التقريب) .
(3/1395)
(2396) مسلم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ.
لَهُ صحبة. روت عَنْهُ شميسة بِنْت نبهان، وَهُوَ مولاها.
(2397) مسلم بْن عُبَيْد [1] الله القرشي أيضا،
وليس بوالد رائطة.
ولا أدري أيضا من أي قريش هُوَ. واختلف فِيهِ فقيل:
مُسْلِم بْن عُبَيْد الله، وقيل: عُبَيْد الله بْن مُسْلِم
ومن قَالَ عُبَيْد الله عندي أحفظ. له حديث واحد فِي صوم
رمضان، وَالَّذِي يليه وصوم كل أربعاء وخميس، وكراهية صوم
الدهر. وقد قيل: إن الصحبة لأبيه عُبَيْد الله القرشي.
(2398) مسلم بْن [عَمْرو بْن أَبِي] [2] عقرب الأزدي.
روى عن النبيّ صلى الله عليه سلم، وَكَانَ قد أدركه من حلف
على مملوك ليضربنه فإن كفارته أن يدعه، وله مع الكفارة
خير. أو قَالَ أجر. روى عَنْهُ بكر بن وائل بن دواد، وبكر
هَذَا كوفي ثقة.
(2399) مُسْلِم بْن عُمَيْر الثقفي.
رَوَى عَنْهُ مزاحم بْن عَبْد الْعَزِيزِ الثقفي، حديثه
فِي الإنباذ فِي الجرة الخضراء.
(2400) مسلم القرشي،
والد رائطة بِنْت مُسْلِم الأزدي. لا أدري من أي قريش
هُوَ. يعد فِي أهل مكة، كَانَ اسمه غرابا، فسماه رسول الله
صلى الله عليه وسلم مسلما. روت عَنْهُ ابنته رائطة.
(2401) مسلم [3] المصطلقي
الخزاعي.
حديثه عِنْدَ يعقوب بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ
الْخُزَاعِيُّ. قال: أخبرنى أبى عن أبيه، قال:
__________
[1] في ش: بن عبد الله. وفي أسد الغابة: أبو عبد الله
القرشي. وقيل عبيد الله بن مسلم قال: وقد تقدم في عبيد
الله بن مسلم (4- 363) .
[2] من التقريب.
[3] في الإصابة وأسد الغابة: مسلم بن الحارث الخزاعي ثم
المصطلقي.
(3/1396)
كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُنْشِدٌ يُنْشِدُ قَوْلَ
سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ المصطلقي [1] :
لا تَأْمَنَنَّ وَإِنْ أَمْسَيْتَ فِي حَرَمٍ ... إِنَّ
الْمَنَايَا بِجَنْبَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ
وَاسْلُكْ طَرِيقَكَ تَمْشِي غَيْرَ مُخْتَشِعٍ ... حَتَّى
[2] تُلاقِي مَا يُمْنِي لَكَ الْمَانِي [3]
وَكُلُّ ذِي صَاحِبٍ يَوْمًا مُفَارِقُهُ ... وَكُلُّ
زَادٍ وَإِنْ أَبْقَيْتَهُ فَانِي
وَالْخَيْرُ وَالشَّرُّ مَقْرُونَانِ فِي قَرَنٍ [4] ...
بِكُلِّ ذَلِكَ يَأْتِيكَ الْجَدِيدَانِ
فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أَدْرَكَ هَذَا
الإِسْلامَ لأَسْلَمَ، فَبَكَى أَبِي، فَقُلْتُ: يَا
أَبَتِ، تَبْكِي لِمُشْرِكٍ مَاتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ!
فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مُشْرِكًا
خَيْرًا مِنْ سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ. وقال الزُّبَيْر بْن
بكار:
هَذَا الشعر لأبي قلابة الشاعر الهذلي، وَهُوَ أول من
قَالَ الشعر فِي هذيل.
قال: واسم أَبِي قلابة الْحَارِث بْن صعصعة بْن كَعْب بْن
طَلْحَة بْن لحيان ابن هذيل.
قال أَبُو عُمَر: مَا رواه يعقوب الزُّهْرِيّ أثبت من قول
الزُّبَيْر. والله أعلم.
باب مسلمة
(2402) مسلمة بْن أسلم بْن حريش بْن عدي بْن مجدعة بْن
حارثة الأَنْصَارِيّ.
قتل يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد شهيدا.
(2403) مسلمة بْن مخلد بْن الصامت بْن نيار، الأَنْصَارِيّ
الساعدي.
وقيل
__________
[1] وردت هذه الأبيات في أشعار الهذليين جزء 3 صفحة 39 من
قصيدة لأبي قلابة.
[2] في أشعار الهذليين: ولا تقولن لشيء سوف أفعله حتى تبين
...
[3] في ى: ما يفنى لك البان.
[4] في أشعار الهذليين: إن الرشاد وإن الغي في قرن.
(3/1397)
الزرقي. يكنى أَبَا معن. وقيل أَبَا
مَسْعُود. وقيل أَبَا مُعَاوِيَة. وقيل أَبَا مَعْمَر.
ولد مقدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
المدينة، ومات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْن عشر سنين. وقيل: إنه كَانَ ابْن
أربع سنين مقدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ
عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ،
قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَأَنَا
ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ
سِنِينَ. قال أَحْمَد بْن حَنْبَل: وَحَدَّثَنَا وَكِيع،
عَنْ مُوسَى بْن علي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سمعت مسلمة بْن
مخلد، قَالَ: ولدت حين قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم المدينة، ومات وأنا ابْن عشر سنين. ثم شهد
فتح مصر وسكنها، ثُمَّ تحول إِلَى المدينة، ثُمَّ ولاه
مُعَاوِيَة مصر. قال الْوَاقِدِيّ: قدم مسلمة بْن مخلد
واليا على مصر وإفريقية سنة خمسين، وَهُوَ أول من جمع لَهُ
مصر والمغرب، لم يزل على ذَلِكَ حَتَّى توفي مُعَاوِيَة،
وَهُوَ أول من جعل بمصر بنيان المنار فِي المساجد سنة ثلاث
وخمسين، وكانت ولايته على مصر وإفريقية ست عشرة سنة، ولم
يعقب، وَكَانَ يغزى مُعَاوِيَة بْن حديج إِلَى المغرب
والثغور، ويقال: مات بمصر. ويقال: مات بالمدينة سنة اثنتين
وستين. وقد قيل: إن مسلمة بْن مخلد توفي فِي آخر خلافة
مُعَاوِيَة. رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنْتُ أَرَى
أَنِّي أَحْفَظُ النَّاسَ لِلْقُرْآنِ حَتَّى صَلَّيْتُ
خلف مسلمة ابن مَخْلَدٍ الصُّبْحَ، فَقَرَأَ سُورَةَ
الْبَقَرَةِ فَمَا أَخْطَأَ واوا ولا ألفا.
(2404) مسلمة الفهري،
والد حَبِيب بْن مسلمة. روى عنه ابنه حبيب ابن مسلمة.
(3/1398)
باب مسور
(2405) المسور [1] بْن مخرمة بْن نوفل القرشي الزُّهْرِيّ.
أبو عَبْد الرَّحْمَنِ، قد ذكرنا نسب أَبِيهِ مخرمة بْن
نوفل إِلَى زهرة فغنينا بذلك. أمه الشفاء بِنْت عوف أخت
عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين،
وقدم بِهِ أبوه المدينة فِي عقب ذي الحجة سنة ثمان، وَهُوَ
أصغر من ابْن الزُّبَيْر بأربعة أشهر، وقبض النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسور ابْن ثمان
سنين، وسمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وحفظ عَنْهُ. وحدث عَنْ عُمَر بْن الخطاب، وعبد
الرحمن ابن عوف، وَعَمْرو بْن عوف. وكان فقيها من أهل
الْفَضْل والدين، لم يزل مع خاله عَبْد الرَّحْمَنِ بْن
عوف مقبلا ومدبرا فِي أمر الشورى، وبقي بالمدينة إِلَى أن
قتل عُثْمَان، ثُمَّ انحدر إِلَى مكة، فلم يزل بها حَتَّى
توفي مُعَاوِيَة- ذكره رَبِيعَة بْن يَزِيد، فلم يزل بمكة
حَتَّى قدم الحصين بْن نمير مكة لقتال ابْن الزُّبَيْر،
وذلك فِي عقب المحرم، أو صدر صفر، وحاصر مكة، وفي حصاره
ومحاربته أهل مكة أصاب المسور حجر من حجارة المنجنيق،
وَهُوَ يصلي فِي الحجر، فقتله، وذلك مستهل ربيع الأول سنة
أربع وستين، وصلى عَلَيْهِ ابْن الزُّبَيْر بالحجون،
وَهُوَ معدود فِي المكيين. توفي وَهُوَ ابْن اثنتين وستين
سنة. وقيل:
وفاته كانت يَوْم جاء نعي يَزِيد إِلَى ابْن الزُّبَيْر،
وحصين بْن نمير محاصر لابن الزُّبَيْر، وجاء نعي يَزِيد
إِلَى مكة يَوْم ثلاثاء عشرة ربيع الآخر سنة أربع وستين.
روى عَنْهُ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر، وعلي بْن الْحُسَيْن،
وعبيد الله بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبَة وَكَانَ المسور
لفضله ودينه وحسن رأيه تغشاه الخوارج، وتعظمه وتبجل رأيه،
وقد برأه الله منهم. وروى ابْن الْقَاسِم، عَنْ مَالِك،
قَالَ: بلغني أن المسور
__________
[1] بكسر الميم وسكون السين (أسد الغابة) .
(3/1399)
ابن مخرمة دخل على مَرَوَان فجلس معه،
وحادثه، فَقَالَ المسور لمروان فِي شيء سمعه: بئس مَا قلت!
فركضه مَرَوَان برجله، فخرج المسور. ثم إن مَرَوَان نام
فأتي فِي المنام فقيل له: مالك وللمسور! كل يعمل على
شاكلته، فربكم أعلم بمن هُوَ أهدى سبيلا، قَالَ: فأرسل
مَرَوَان إِلَى المسور، فَقَالَ: إِنِّي زجرت عنك فِي
المنام، وأخبره بالذي رأى. فقال المسور: لقد نهيت عَنْهُ
فِي اليقظة والنوم، وما أراك تنتهي
(2406) المسور [1] بْن يَزِيد المالكي الأسدي.
له صحبة ورواية، نزل الكوفة.
من حديث المسور بْن يَزِيد هَذَا قَالَ: سمعت رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ فِي
الصبح، فترك شيئا لم يقرأه، وَقَالَ رجل: يَا رَسُول
اللَّهِ، تركت آية كذا وكذا. قال: أفلا ذكرتنيها إذن
قَالَ: كنت أراها نسخت. حديثه عِنْدَ مَرَوَان بْن
مُعَاوِيَة، عَنْ يَحْيَى بْن كَثِير الأسدي الكاهلي،
عَنْهُ.
باب المسيب
(2407) المسيب بن حزن [2] بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن
عمران بن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ.
يكنى أَبَا سَعِيد، والد سَعِيد بْن المسيب الفقيه. هاجر
مع أَبِيهِ حزن بْن أبى وهب [3] . كان المسيب ممن بايع تحت
الشجرة.
رَوَى سُفْيَانُ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
شَهِدْتُ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ
مَعَهُمْ، ثُمَّ أُنْسُوهَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ.
روى بكير بْن الأشج، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، قَالَ: كَانَ
المسيب رجلا تاجرا، فدخل عَلَيْهِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن
سلام، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيد- فِي حديث ذكره. روى عنه
ابنه سعيد.
__________
[1] بضم الميم وفتح السين المهملة وتشديد الواو وفتحها-
قاله ابن ماكولا (أسد الغابة) .
[2] بفتح المهملة وسكون الزاى (التقريب)
[3] في التقريب: ابن وهب.
(3/1400)
(2408) المسيب بْن أَبِي السائب بْن عائذ
بْن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ.
واسم أَبِي السائب صيفي، والمسيب هَذَا هُوَ أخو السائب
بْن أَبِي السائب. قال أَبُو معشر: هاجر المسيب بْن أَبِي
السائب بعد مرجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ من خيبر.
باب مطرف
(2409) مطرف [1] بْن بهصل المازني من بني مازن بْن عَمْرو
بْن تميم.
خبره مذكور فِي قصة أعشى بني مازن، لَهُ صحبة، ولا أعلم
لَهُ رواية.
(2410) مطرف بْن مَالِك، أَبُو الريان [2] القشيري.
لا أعلم لَهُ رواية. شهد فتح تستر مع أَبِي مُوسَى. روى
عَنْهُ زرارة بْن أوفى بْن مُحَمَّد بْن سِيرِين. خبره فِي
شهوده فتح تستر.
باب المطلب
(2411) المطلب بْن أَزهَر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بْن
زهرة
أخو عَبْد الرَّحْمَنِ وطليب ابني أَزهَر، كَانَ المطلب
وطليب من مهاجرة الحبشة، وبها ماتا جميعا، وَكَانَ خروج
المطلب بْن أَزهَر إِلَى الحبشة مع امرأته رملة بِنْت أبي
عوف بن ضبيرة [3] بن سعيد بن [سَعْد بْن] [4] سهم. وولدت
لَهُ بأرض الحبشة عَبْد اللَّهِ بْن المطلب.
(2412) المطلب بْن حنطب بْن الْحَارِث بْن عُبَيْد بْن
عُمَر [5] بْن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَبُو بَكْر وَعُمَر مني بمنزلة السمع
__________
[1] بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الراء المكسورة (التقريب)
. وفي الإصابة: بن بهصلة.
[2] في الإصابة: أبو الرباب.
[3] في ى: صبرة.
[4] من الاشتقاق.
[5] في ى. عمرو.
(3/1401)
والبصر من الرأس. إسناده ليس بالقوي، ومن
ولد المطلب بْن حنطب هَذَا الحكم بْن المطلب بْن عَبْد
اللَّهِ بْن المطلب بْن حنطب، كَانَ أكرم أهل زمانه
وأسخاهم، ثُمَّ زهد فِي آخر عمره، ومات بمنبج، وفيه يقول
الراتجي يرثيه:
سألوا عَنِ الجود والمعروف مَا فعلا ... فقلت إنهما ماتا
مع الحكم
ماتا مع الراجل الموفي بذمته ... قبل السؤال إذا لم يوف
بالذمم
(2413) المطلب بْن رَبِيعَة بْن الْحَارِث بْن عبد المطلب
بْن هاشم.
كَانَ غلاما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى
عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث.
(2414) المطلب بْن أَبِي وداعة القرشي السهمي.
واسم أَبِي وداعة الْحَارِث بْن ضبيرة بْن سَعِيد بْن
سَعْد بن سهم بن عرمو بْن هصيص بْن كَعْب بْن لؤي.
أسلم يَوْم فتح مكة، ثُمَّ نزل الكوفة، ثُمَّ نزل بعد
ذَلِكَ المدينة، وله بها دار رَوَى عَنْهُ أهل المدينة.
قال مصعب الزُّبَيْرِيّ: أسر أَبُو وداعة يَوْم بدر،
فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: تمسكوا بِهِ، فإن لَهُ ابنا كيسا بمكة، فخرج
المطلب بْن أَبِي وداعة سرا حَتَّى فدى أباه بأربعة آلاف
درهم، وَهُوَ أول أسير فدي من بدر، ولامته قريش فِي بداره
ودفعه فِي الفداء، فَقَالَ: مَا كنت لأدع أَبِي أسيرا،
فشخص الناس بعده ففدوا أسراهم بعد أن قَالُوا: لا تعجلوا
فِي فدائهم، فيطمع مُحَمَّد فِي أموالكم. روى عَنْهُ
المطلب بْن السائب بْن أَبِي وداعة وغيره، وَرَوَى عَنْهُ
ابناه كَثِير وَجَعْفَر.
باب مُعَاذ
(2415) معاذ بْن أنس الجهني،
معدود فِي أهل مصر، وَهُوَ والد سَهْل بْن مُعَاذ، وسهل
بْن مُعَاذ لين الحديث، إلا أن أحاديثه حَسَّان فِي
الرغائب والفضائل
(2416) معاذ بْن جبل بْن عَمْرو بْن أوس بْن عائذ بْن عدي
بْن كَعْب بْن عمرو ابن أدي بْن سَعْد بْن علي بْن أَسَد
بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج، الأنصاري،
(3/1402)
الخزرجي، ثُمَّ الْجُشَمِيّ، يكنى أَبَا
عَبْد الرَّحْمَنِ. وقد نسبه بعضهم فِي بني سَلَمَة بْن
سَعْد بْن علي. وقال ابْن إِسْحَاق: مُعَاذ بْن جبل من بني
جشم بْن الخزرج، وإنما ادعته بنو سَلَمَة لأنه كَانَ أخا
سَهْل بْن مُحَمَّد بْن الجد بْن قَيْس لأمه ذكر
الزُّبَيْر، عَنِ الأثرم، عَنِ ابْن الكلبي، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: رهط مُعَاذ بْن جبل بنو أدي بْن سَعْد أخي سَلَمَة
بْن سَعْد بْن الخزرج.
قال: ولم يبق من بني أدي أحد، وعدادهم فِي بني سَلَمَة،
وَكَانَ آخر من بقي منهم عَبْد الرحمن بن معاذ بن جبل. مات
بالشام فِي الطاعون فانقرضوا.
قال الْوَاقِدِيّ وغيره: كَانَ مُعَاذ بْن جبل طوالا، حسن
الشعر، عظيم العينين، أبيض، براق الثنايا، لم يولد لَهُ قط
قال أَبُو عُمَر: قد قيل: إنه ولد لَهُ ولد سمي عَبْد
الرَّحْمَنِ، وإنه قاتل معه يَوْم اليرموك، وبه كَانَ
يكنى، ولم يختلفوا أَنَّهُ كَانَ يكنى أَبَا عَبْد
الرَّحْمَنِ، وَهُوَ أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من
الأنصار، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
بينه وبين عبد الله بن مَسْعُود. قال الْوَاقِدِيّ: هَذَا
مالا اختلاف فِيهِ عندنا. وقال ابْن إِسْحَاق: آخى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين مُعَاذ بْن
جبل وبين جَعْفَر بْن أَبِي طالب، شهد العقبة وبدرا
والمشاهد كلها، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاضيا إِلَى الجند من اليمن، يعلم
الناس القرآن وشرائع الإسلام، ويقضي بينهم، وجعل إِلَيْهِ
قبض الصدقات من العمّال الذين باليمين، وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال:
خَالِد بْن سَعِيد على صنعاء، والمهاجر بْن أَبِي أُمَيَّة
على كندة، وزياد بْن لبيد على حضرموت، ومعاذ بْن جبل على
الجند، وَأَبِي مُوسَى الأشعري على زبيد وعدن والساحل،
وَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لمعاذ بْن جبل- حين
(3/1403)
وجهه إِلَى اليمن: بم تقضي؟ قَالَ: بما فِي
كتاب الله. قال: فإن لم تجد.
قال: بما فِي سنة رَسُول اللَّهِ. قال: فإن لم تجد. قال:
أجتهد رأيي فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحمد للَّه الَّذِي وفق رسول رَسُول
اللَّهِ لما يحب رَسُول اللَّهِ. قال ابْن إِسْحَاق:
والذين كسروا آلهة بني سلمة معاذ بن جبل، وعبد الله ابن
أنيس، وثعلبة بْن غنمة، وَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعلمهم بالحلال والحرام
مُعَاذ بْن جبل. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يأتي مُعَاذ بْن جبل يَوْم القيامة أمام العلماء.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ الْمُفَسِّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ:
حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ
مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
كَانَ مُعَاذٌ رَجُلا شَابًّا جَمِيلا مِنْ أَفْضَلِ
سَادَاتِ [1] قَوْمِهِ، سَمْحًا لا يُمْسِكُ، فَلَمْ
يَزَلْ يُدَانُ حَتَّى أُغْلِقَ مَالُهُ كُلُّهُ مِنَ
الدَّيْنِ، فَأَتَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَسْأَلَ غُرَمَاءَهُ
أَنْ يَضَعُوا لَهُ، فَأَبَوْا، وَلَوْ تَرَكُوا لأَحَدٍ
مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ لَتَرَكُوا لِمُعَاذٍ مِنْ أَجْلِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَبَاعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَالَهُ كُلَّهُ فِي دَيْنِهِ، حَتَّى قَامَ مُعَاذٌ
بِغَيْرِ شَيْءٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ عَامُ فَتْحِ مَكَّةَ
بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَى طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ لِيُجْبِرَهُ،
فَمَكَثَ مُعَاذٌ بِالْيَمَنِ أَمِيرًا، وَكَانَ أَوَّلُ
مَنِ اتَّجَرَ فِي مَالِ اللَّهِ هُوَ. فَمَكَثَ حَتَّى
أَصَابَ، وَحَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ عُمَرُ لأَبِي
بَكْرٍ: أَرْسِلْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَدَعْ لَهُ مَا
يُعِيشُهُ، وَخُذْ سَائِرَهُ مِنْهُ، فَقَالَ أبو بكر:
إنما بعثه النبيّ
__________
[1] في ش: شباب.
(3/1404)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَلَسْتُ بِآخِذٍ مِنْهُ شَيْئًا إِلا أَنْ يُعْطِيَنِي،
فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَيْهِ إِذْ لَمْ يُطِعْهُ أَبُو
بَكْرٍ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِمُعَاذٍ، فَقَالَ مُعَاذٌ:
إِنَّمَا أَرْسَلَنِي إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُجْبِرَنِي، وَلَسْتُ بِفَاعِلٍ. بم
أَتَى مُعَاذٌ عُمَرَ، فَقَالَ: قَدْ أَطَعْتُكَ وَأَنَا
فَاعِلٌ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ فِي
الْمَنَامِ أَنِّي فِي حَوْمَةِ مَاءٍ قَدْ خَشِيتُ
الْغَرَقَ، فَخَلَّصْتَنِي مِنْهُ يَا عُمَرُ. فَأَتَى
مُعَاذٌ أَبَا بَكْرٍ، فَذَكَرَ ذَلِكَ كُلَّهُ لَهُ،
وَحَلَفَ لا يَكْتُمُ شَيْئًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لا
آخُذُ مِنْكَ شَيْئًا، قَدْ وَهَبْتُهُ لَكَ. فَقَالَ
عُمَرُ: هَذَا خَيْرٌ حَلَّ وَطَابَ، فَخَرَجَ مُعَاذٌ
عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ.
وقال المدائني: مات مُعَاذ بْن جبل بناحية الأردن فِي
طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وَهُوَ ابْن ثمان وثلاثين سنة،
قَالَ: ولم يولد لَهُ قط، كما قَالَ الْوَاقِدِيّ. وذكر
أَبُو حَاتِم الرازي أَنَّهُ مات وَهُوَ ابْن ثمان وعشرين
سنة.
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا
النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
نَصْرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِيِّ، قَالَ:
تُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ
وَثَلاثِينَ سَنَةً. وقال غيره:
كَانَ سنه يَوْم مات ثلاثا وثلاثين سنة.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ عُمَرُ قَدِ اسْتَعْمَلَهُ
عَلَى الشَّامِ حِينَ مَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَمَاتَ
مِنْ عَامِهِ ذَلِكَ فِي ذَلِكَ الطَّاعُونِ،
فَاسْتَعْمَلَ مَوْضِعَهُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ.
وَعَمْوَاسُ قَرْيَةٌ بَيْنَ الرَّمْلَةِ وَبَيْتِ
الْمَقْدِسِ.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي الْمَيْمُونِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ،
قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ
تُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ سَنَةَ
تِسْعَ عَشْرَةَ. قال أَبُو زُرْعَة، قَالَ لي أَحْمَد بْن
حَنْبَل: كَانَ طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وفيه مات
مُعَاذ وَأَبُو عُبَيْدَة. وقال أَبُو زرعة: كان الطاعون
(3/1405)
سنة سبع عشرة وثمان عشرة، وفي سنة سبع عشرة
رجع عُمَر من سرغ بجيش المسلمين لئلا يقدمهم على الطاعون،
ثُمَّ عاد فِي العام المقبل سنة ثمان عشرة حَتَّى أنى
الجابية، فاجتمع إِلَيْهِ المسلمون، فجند الأجناد. ومصر
الأمصار، وفرض الأعطية والأرزاق، ثُمَّ قفل إِلَى المدينة
فيما حَدَّثَنِي دحيم عَنِ الْوَلِيد بْن مُسْلِم،
وَذَكَرَ دُحَيْمٌ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ
الْمُوَقَّرِيِّ [1] ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَصَابَ
النَّاسَ الطَّاعُونَ بِالْجَابِيَةِ، فَقَامَ عَمْرُو
بْنُ الْعَاصِ، فَقَالَ: تَفَرَّقُوا عَنْهُ، فَإِنَّمَا
هُوَ بِمَنْزِلَةِ نَارٍ، فَقَامَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ،
فَقَالَ: لَقَدْ كُنْتَ فِينَا وَلأَنْتَ أَضَلُّ مِنْ
حِمَارِ أَهْلِكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هُوَ رَحْمَةٌ
لِهَذِهِ الأُمَّةِ، اللَّهمّ فَاذْكُرْ مُعَاذًا وَآلَ
مُعَاذٍ فِيمَنْ تَذْكُرُهُ بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ. روى
عَنْ مُعَاذ بْن جبل من الصحابة عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو
بْن الْعَاص، وعبد الله بْن عَبَّاس، وعبد الله بْن أَبِي
أوفى، وأنس بْن مَالِك، وَأَبُو أمامة الباهلي، وَأَبُو
قَتَادَة الأَنْصَارِيّ، وَأَبُو ثعلبة الخشني، وعبد
الرحمن بْن سمرة العبشمي، وجابر بْن سمرة السوائي.
حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ- النَّجَّادُ-
بِبَغْدَادَ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا
أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قُبِضَ مُعَاذُ
بْنُ جَبَلٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ
وَثَلاثِينَ سَنَةً. رَوَى الثَّوْرِيُّ عَنْ ثَوْرِ بن
يزيد، عن خالد بن معدان، قال:
كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: حُدِّثْنَا [2]
عَنِ الْعَاقِلِينَ. قَالَ: مَنْ هُمَا؟ قَالَ: هُمَا
مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ.
وروى الشَّعْبِيّ، عَنْ فروة بْن نوفل الأشجعي ومسروق،
ولفظ الحديث
__________
[1] بضم الميم وفتح الواو والقاف المشددة وفي آخرها الياء
(اللباب) .
[2] في ش: حدثونا عن العاقلين العالمين.
(3/1406)
لفروة الأشجعي، قَالَ: كنت جالسا مع ابْن
مَسْعُود، فَقَالَ: إن معاذا كَانَ أمةً قانتا للَّه حنيفا
ولم يك من المشركين. فقلت: يَا أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ،
إنما قَالَ الله تعالى [1] : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ
أُمَّةً قَانِتًا للَّه حنيفا. فأعاد قوله: إن معاذا، فلما
رأيته أعاد عرفت أَنَّهُ تعمد الأمر، فسكت. فقال: أتدري
مَا الأمة؟ وما القانت؟
قلت: الله أعلم. قال: الأمة الَّذِي يعلم الخير ويؤتم بِهِ
ويقتدي، والقانت المطيع للَّه، وكذلك كَانَ مُعَاذ بْن جبل
معلما للخير مطيعا للَّه ولرسوله.
(2417) معاذ بْن الْحَارِث الأَنْصَارِيّ.
من بني النجار. شهد الخندق.
وقد قيل: إنه لم يدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم
إلا ست سنين، ويكنى أَبَا حليمة. وقال الطبري: يكنى أَبَا
الْحَارِث، يعرف بالقاري، مدني. روى عَنْهُ عِمْرَان بْن
أَبِي أنس. غلب عَلَيْهِ مُعَاذ القاري، وعرف بذلك، وَهُوَ
الَّذِي أقامه عُمَر بْن الخطاب فيمن أقام فِي شهر رمضان
ليصلي التراويح، وَكَانَ ممن شهد يَوْم الجسر مع أَبِي
عُبَيْد، ففر حين فروا، فَقَالَ عُمَر: أنا لهم فئة. روى
عَنْهُ نَافِع، وسعيد المقبري، وعبد الله بْن الْحَارِث
الْبَصْرِيّ. وقتل يَوْم الحرة سنة ثلاث وسنتين، قَالَ
أَبُو عُمَر: يكنى أَبَا الْحَارِث، وَأَبُو حليمة أكثر.
(2418) معاذ بْن زرارة بْن عَمْرو بْن عدي بْن الْحَارِث
بْن مر بْن ظفر الأَنْصَارِيّ الظفري.
شهد أحدا هُوَ وابناه أَبُو نملة وأبو درة.
(2419) معاذ بْن الصمة بْن عَمْرو الجموح بْن حرام،
شهد أحدا، وقتل يَوْم الحرة- قاله العدوي.
(2420) معاذ بن عثمان،
أو عثمان بن معاذ، القرشي التيمي. هكذا قال ابن عيينة،
__________
[1] سورة النحل، آية 21.
(ظهر الاستيعاب ج 3- م 18)
(3/1407)
عَنِ ابْن قَيْس، عَنْ مُحَمَّد بْن
إِبْرَاهِيم بن الحارث التيمي، عن رجل من قومه، يقال لَهُ
عُثْمَان بْن مُعَاذ أو مُعَاذ بْن عُثْمَان، من بني تيم-
أَنَّهُ سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يعلم الناس مناسكهم، فكان فيما قَالَ لهم:
فارموا الجمرة بمثل حصى الخذف.
(2421) معاذ ابْن عفراء،
ونسب إِلَى أمه عفراء بِنْت عُبَيْد بْن ثعلبة بن عبيد بن
ثعلبة بن غنم بْن مَالِك بْن النجار، وَهُوَ مُعَاذ بْن
الْحَارِث بْن رفاعة بْن سواد، هكذا قَالَ ابْن إِسْحَاق.
وقال ابْن هِشَام: هُوَ مُعَاذ بن الحارث بن رفاعة بن
الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بْن النجار. وقال
مُوسَى بْن عقبة: مُعَاذ بْن الْحَارِث بْن رفاعة بْن
الْحَارِث، شهد بدرا هُوَ وأخوه عوف ومعوذ بنو عفراء، وهم
بنو الْحَارِث بْن رفاعة. وقتل عوف ومعوذ ببدر شهيدين،
وشهد مُعَاذ بعد بدر أحدا، والخندق والمشاهد كلها فِي قول
بعضهم. وبعضهم يَقُول: إنه جرح يَوْم بدر، جرحه ابْن ماعض
أحد بني زريق، فمات من جراحته بالمدينة، كذا ذكره خليفة.
وذكر ابْن إدريس عَنِ ابْن إِسْحَاق أَنَّهُ عاش إِلَى زمن
عُثْمَان.
وقال خليفة بْن خياط: مات معاذ ابن عفراء فِي خلافة علي
بْن أَبِي طالب.
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: يروى أن مُعَاذ بْن الْحَارِث،
ورافع بْن مَالِك الزرقي أول من أسلم من الأنصار بمكة،
ويجعل مُعَاذ هَذَا فِي المفر الثمانية الذين أسلموا أول
من أسلم من الأنصار بمكة، ويجعل معاذ هذا في المفر
الثمانية الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة، ويجعل
فِي النفر الستة الذين يروى أنهم أول من لقي رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنصار
فأسلموا لم يتقدمهم أحد. وقال الْوَاقِدِيّ: وأمر الستة
[1] أثبت الأقاويل عندنا. قال: وآخى رَسُول اللَّهِ
__________
[1] في أسد الغابة: وأمر الستة النفر الذين هم أول من لقي
رسول الله أثبت.
(ظهر الاستيعاب ج 3- م 18)
(3/1408)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين
مُعَاذ بْن الْحَارِث- ابْن عفراء- ومعمر بْن الْحَارِث.
قال الْوَاقِدِيّ: وتوفي مُعَاذ بْن الْحَارِث بعد قتل
عُثْمَان أيام حرب علي ومعاوية.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ
بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ
إِسْحَاقَ، قال:
حدثنا عبد الله بن أبي بكر وَرَجُلٌ آخَرُ، كِلاهُمَا عَنْ
عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ
ابْنُ عَفْرَاءَ: سَمِعْتُ الْقَوْمَ وَهُمْ فِي مِثْلِ
الْحَرَجَةِ، وَأَبُو جَهْلٍ فِيهِمْ، وَهُمْ يَقُولُونَ:
أَبُو الْحَكَمِ لا يُخْلَصُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا
سَمِعْتُهَا جَعَلْتُهُ مِنْ شَأْنِي، فَقَصَدْتُ
نَحْوَهُ، فَلَمَّا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ
فَضَرَبْتُهُ ضربة، فطننت قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ،
وَضَرَبَنِي ابْنُهُ عِكْرِمَةُ عَلَى عَاتِقِي فَطَرَح
يَدِي، فَتَعَلَّقَتْ بِجِلْدَةٍ مِنْ جَنْبِي،
وَأَجْهَضَنِي الْقِتَالُ عَنْهُ. وَلَقَدْ قَاتَلْتُ
عَامَّةَ يَوْمِي وَإِنِّي لأَسْحَبُهَا خَلْفِي، فَلَمَّا
آذَتْنِي وَضَعْتُ عَلَيْهَا قَدَمِي، ثُمَّ تَمَطَّيْتُ
بِهَا حَتَّى طَرَحْتُهَا. ثم عاش حَتَّى كَانَ زمن
عُثْمَان. هكذا ذكر ابْن أَبِي خيثمة هَذَا الخبر بالإسناد
المذكور عَنِ ابْن إِسْحَاق لمعاذ ابْن عفراء.
وذكره عَبْد الْمَلِكِ بْن هِشَام، عَنْ زِيَاد، عَنِ ابْن
إِسْحَاق لمعاذ بْن عَمْرو بْن الجموح. والله أعلم.
وَأَصَحُّ مِنْ هَذَا كُلِّهِ- وَاللَّهُ أعلم- ما رواه
أبو خيثمة زهير ابن مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- أَنّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ:
مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟ فَانْطَلَقَ ابْنُ
مَسْعُودٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ [1]
حَتَّى بَرَدَ. وصح أيضا عَنِ ابْن مَسْعُود أَنَّهُ وجده
يومئذ وبه رمق، فأجهز عَلَيْهِ، وأخذ سيفه وبه أجهز
عَلَيْهِ فنفله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إياه. ولمعاذ ابْن عفراء عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواية فِي النهي عن الصلاة بعد
الصبح وبعد العصر.
__________
[1] هما معاذ ومعوذ.
(3/1409)
مات مُعَاذ بْن عفراء فِي خلافة علي بن أبى
طالب.
(2422) معاذ بن عمرو بْن الجموح بْن يَزِيد بْن حرام بْن
كعب بن غنم بن كعب ابن سَلَمَة بْن سَعْد بْن علي بْن
أَسَد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج السُّلَمِيّ
الخزرجي الأَنْصَارِيّ.
شهد العقبة، وبدرا هُوَ وأبوه عَمْرو بْن الجموح، وقتل
عَمْرو بْن الجموح يَوْم أحد. وأما مُعَاذ بْن عَمْرو بْن
الجموح فذكر ابْن هِشَام عَنْ زِيَاد عَنِ ابْن إِسْحَاق
أَنَّهُ هُوَ الَّذِي قطع رجل أَبِي جهل بْن هِشَام،
وصرعه، قَالَ: فضرب ابنه عكرمة بْن أَبِي جهل يد مُعَاذ،
فطرحها، ثُمَّ ضربه معوذ ابْن عفراء حَتَّى أثبته، ثُمَّ
تركه وبه رمق، ثُمَّ ذفف عَلَيْهِ عَبْد اللَّهِ بْن
مَسْعُود، واحتز رأسه حين أمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يلتمس أَبَا جهل فِي
القتلى.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ،
عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أَبِي بَكْرٍ قد حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَيْضًا- قَالا:
قَالَ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ أَحَدُ بَنِي
سَلَمَةَ: سَمِعْتُ الْقَوْمَ وَأَبُو جَهْلٍ فِي مِثْلِ
الْحَرَجَةِ- قَالَ ابْنُ هِشَامٍ:
الْحَرَجَةُ: الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ- وَهُمْ يَقُولُونَ:
أَبُو الْحَكَمِ [1] لا يُخْلَصُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا
سَمِعْتُهَا جَعَلْتُهُ مِنْ شَأْنِي، فَصَمَدْتُ
نَحْوَهُ، فَلَمَّا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ
فَضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً أَطَنَّتْ قَدَمَهُ بِنِصْفِ
سَاقِهِ، فو الله مَا شَبَّهْتُهَا حِينَ طَاحَتْ إِلا
بِالنَّوَاةِ تَطِيرُ مِنْ تَحْتِ مِرْضَخَةِ النَّوَى.
قَالَ: وَضَرَبَنِي ابْنُهُ عِكْرِمَةُ عَلَى عَاتِقِي
فَطَرَحَ بِيَدِي فَتَعَلَّقَتْ بِجِلْدَةٍ مِنْ جَنْبِي،
وَأَجْهَضَنِي الْقِتَالُ عَنْهُ، فَلَقَدْ قَاتَلْتُ
عامّة نهاري، وإني لأسحبها خلفي، فلما آذنني وَضَعْتُ
عَلَيْهَا قَدَمِي ثُمَّ تَمَطَّيْتُ بِهَا حَتَّى
طَرَحْتُهَا. قال ابْن إِسْحَاق: ثُمَّ عاش بعد ذَلِكَ
حَتَّى كَانَ زمان عُثْمَان. ثُمَّ قَالَ: مر بأبي جهل
وَهُوَ عقير معوذ ابْن عفراء، فضربه حَتَّى أثبته- فتركه
وبه رمق، وقاتل
__________
[1] يعنى أبا جهل (أسد الغابة) .
(3/1410)
معوذ ابْن عفراء حَتَّى قتل يومئذ، ومر
عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود بأبي جهل فأجهز عَلَيْهِ، وأخذ
رأسه. هكذا ذكر ابْن إِسْحَاق هَذَا الخبر فِي السيرة من
رواية ابْن هِشَام، عَنْ زِيَاد البكائي، عَنْ مُعَاذ بْن
عَمْرو بْن الجموح، وذكره ابْن إدريس عَنِ ابن إسحاق لمعاذ
ابن عفراء.
وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ سَنْجَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ
إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونِ،
عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بْنِ عَوْفٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا وَاقِفٌ
فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ فَإِذَا أَنَا بَيْنَ
غُلامَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيثُهُ أَسْنَانَهُمَا،
فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلُعٍ مِنْهُمَا،
فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا، فَقَالَ: يَا عَمِّ، أَتَعْرِفُ
أَبَا جَهْلٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ
يَا بن أَخِي؟ قَالَ: أُنْبِئْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده، لَوْ
رَأَيْتُهُ لا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يقتل
الأعجل منّا. قَالَ: فَعَجِبْتُ وَغَمَزَنِي الآخَرُ
فَقَالَ مِثْلَهَا، فَلَمْ ألبث أن نظرت إلى أنى جَهْلٍ
يَجُولُ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ:
أَلا تَرَيَانِ؟ هذا صاحبكم الّذي تسألان عنه، فابتداره
بِأَسْيَافِهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاهُ، ثُمَّ
انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ قَتَلَهُ؟
فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ.
فَقَالَ: هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟ قَالا: لا،
فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ، فَقَالَ: كِلاكُمَا قَتَلَهُ،
وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
الْجَمُوحِ وَالآخَرُ مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ. مات مُعَاذ
بْن الجموح في خلافة عثمان.
(2423) معاذ بْن عَمْرو بْن قَيْس بْن عبد العزى بْن غزية
بْن عَمْرو بْن عدي بن عوف [بن غنم [1]] بن مالك بن
النجار.
شهد أحدا والمشاهد، واستشهد يَوْم اليمامة كما قال ابن
القداح، ذكره العدوي.
__________
[1] ليس في أسد الغابة.
(3/1411)
(2424) معاذ بن ما عض [1] بن قيس بن خلدة
بن عامر بن زريق الأَنْصَارِيّ الزرقي:
شهد بدرا، وأحدا، وقتل يَوْم بئر معونة فِي قول
الْوَاقِدِيّ. وَقَالَ غيره: إنه جرح ببدر ومات من جرحه
ذَلِكَ بالمدينة، وَكَانَ فارسا أعطاه رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرس أَبِي عَيَّاش
الزرقي، إذ سقط عنها أَبُو عَيَّاش فِي خبر ذكره ابْن
إِسْحَاق. وقيل: بل أعطاها أخاه عائذ بْن ماعض.
(2425) معاذ بْن معدان.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قطبة بْن جَرِير أتى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم
وبايعه. رَوَى عَنْهُ عِمْرَان بْن جدير. قيل:
إن حديثه مرسل.
(2426) معاذ بْن يَزِيد بْن السَّكَن [2] .
ذكره العدوي، وقال فيه: إنه قتل يوم أحد شهيد قَالَ:
وَهُوَ أخو حواء بِنْت يَزِيد أم ثَابِت بْن قَيْس بْن
الخطيم. وذكر أَبُو عمر في باب زِيَاد: المستشهد يَوْم أحد
إنما هُوَ زِيَاد بْن السَّكَن، لا يَزِيد، فانظر.
(2427) معاذ بْن يَزِيد
كَانَ [3] خطيبا فِي بني عَامِر يحضهم بالتمسك على الإسلام
أيام الردة. ذكره أثيمة عَنِ ابْن إِسْحَاق، وَكَانَ لَهُ
شأن في الشام.
(2428) معاذ التميمي [2]
ذكره صاحب الوحدان. وذكر بسنده عن السائب ابن يَزِيد، عَنْ
رجل من بني تميم يقال لَهُ مُعَاذ أن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظاهر يَوْم الحديبية
بين درعين.
(2429) معاذ،
أَبُو زُهَيْر الثقفي وَهُوَ ولد أَبِي بَكْر بْن أَبِي
زُهَيْر، واسم أَبِي زُهَيْر مُعَاذ. حديثه عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوشك أن تعلموا أهل
الجنة من أهل النار بالثناء الحسن والسيئ.
__________
[1] في الإصابة: ويقال ابن معاض، ويقال ابن ناعض- بالنون
(3- 409)
[2] ليست هذه الترجمة في ش.
[3] في أسد الغابة: قام
(3/1412)
باب مُعَاوِيَة
(2430) معاوية بْن ثور بْن عبادة.
كذا ذكره [1] العقيلي بكسر العين عَنْ هِشَام ابن مُحَمَّد
بْن السائب الكلبي، قَالَ: وفد على النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ شيخ كبير، ومعه ابْن
لَهُ يقال لَهُ بشر، والفجيع بْن عَبْد اللَّهِ بْن حندج
بْن البكاء، والأشج- وَهُوَ عبد عَمْرو بْن كَعْب بْن
عبادة، فَقَالَ مُعَاوِيَة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: يَا نبي الله، بأبي أنت وأمي! امسح وجه ابني.
فمسح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وأعطاه أعنزا سبعا عفرا وبرك عَلَيْهِ. حديثه عِنْدَ
الْجَعْد بْن عَبْد اللَّهِ بْن ماعز بْن مجالد بْن ثور
بْن عبادة بْن البكاء. ذكره ابْن الكلبي عَنْ أَبِي مسكين
مولى أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ الْجَعْد، قَالَ الْجَعْد:
فالسنة [2] ربما أصابت بني البكاء ولم تصبهم، وكتب للفجيع
كتابا فهو عندهم.
(2431) معاوية بْن جاهمة السُّلَمِيّ.
قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أستأذنه فِي الجهاد، قَالَ: لك أم؟ قلت: نعم. قَالَ:
فالزمها، فإن الجنة تحت قدميها. رَوَى عَنْهُ طَلْحَة بْن
يَزِيد بْن ركانة، وقد رَوَى أن هَذَا الحديث لجاهمة
أَبِيهِ، رواه عَنْهُ ابنه مُعَاوِيَة بْن جاهمة. ونسبه
بعضهم فَقَالَ: مُعَاوِيَة بن جاهمة ابن الْعَبَّاس بْن
مرداس السُّلَمِيّ، رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن طَلْحَة
وعكرمة بْن روح- مجهول.
(2432) معاوية بْن حديج [3] بْن جفنة بْن قنبرة [4] بْن
حارثة بن عبد شمس.
ابن مُعَاوِيَة بْن جَعْفَر بْن أُسَامَة بْن سَعْد بْن
أشرس بْن شبيب بْن السكون السكوني.
__________
[1] أي عبادة، وقد نص على ذلك في الإصابة (4- 410) .
[2] في ى: فأمسيته ربما أصابت من البكاء والمثبت من ش.
[3] بمهملة ثم جيم- مصغر (التقريب) .
[4] : قنبر. في ش
(3/1413)
وقد قيل: الكندي. وقد قيل الخولانيّ وقيل
التجيبي. والصواب- إن شاء الله تعالى- السكوني. قَالَ
خليفة: يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. وَقَالَ غيره: يكنى
أبا نعيم. يد فِي أهل مصر، وعندهم حديثه. رَوَى عَنْهُ
سويد بن قيس، وعرفطة ابن عُمَر، ومات قبل عَبْد اللَّهِ
بْن عُمَر بيسير، يقولون: إنه الَّذِي قتل مُحَمَّد بْن
أَبِي بَكْر بأمر عَمْرو بْن الْعَاص لَهُ بذلك.
قَالَ أَبُو عُمَر: كَانَ مُعَاوِيَة بْن حديج قد غزا
إفريقية ثلاث مرات مفترقات فيما ذكر ابْن وَهْب وغيره،
أصيبت عينه فِي مرة منها. وقيل: بل غزا الحبشة مع ابْن
أَبِي سرح، فأصيبت عينه هناك. وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بإسناده، وعن عَمْرِو بْنِ
حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ بِإِسْنَادِهِ- أَنَّ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ ثُمَامَةَ الْمَهْرِيَّ قَالَ: دَخَلْنَا
على عائشة، فسألتنا كيف كان أميركم هذا وَصَاحِبُكُمْ فِي
غَزَاتِكُمْ- تَعْنِي مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ؟
فَقَالُوا: مَا نَقَمْنَا عَلَيْهِ شَيْئًا، وَأَثْنُوا
عَلَيْهِ خَيْرًا، قَالُوا: إِنْ هَلَكَ بَعِيرٌ أَخْلَفَ
بَعِيرًا، وَإِنْ هَلَكَ فَرَسٌ أَخْلَفَ فَرَسًا، وَإِنْ
أَبَقَ خَادِمٌ أَخْلَفَ خَادِمًا. فَقَالَتْ حِينَئِذٍ:
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، اللَّهمّ اغْفِرْ لِي، إِنْ كُنْتُ
لأَبْغَضُهُ. مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَتَلَ أَخِي، وَقَدْ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهمّ مَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِي
فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ
عَلَيْهِ. قال أهل السير: غزا مُعَاوِيَة بْن حديج فِي
ذَلِكَ العام فنزل جبلا، فأصابته أمطار فسمي الجبل
الممطور، ثُمَّ غزا مُعَاوِيَة فِي ذَلِكَ العام مرة أخرى
فقتل وسبي. قَالَ ابْن لهيعة: حَدَّثَنِي بَكْر بْن الأشج،
عَنْ سُلَيْمَان بْن يسار، قَالَ:
غزونا مع مُعَاوِيَة بْن حديج إفريقية.
(2433) معاوية بْن الحكم السُّلَمِيّ.
كَانَ ينزل المدينة، ويسكن فِي بني سُلَيْم. لَهُ عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث واحد
حسن، فِي الكهانة والطيرة والخط
(3/1414)
وفي تشميت العاطس فِي الصلاة جاهلا وفي عتق
الجارية، أحسن الناس سياقا لَهُ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير،
عَنْ هِلال بْن أَبِي ميمونة، ومنهم من يقطعه فيجعله
أحاديث، وأصله حديث واحد. ومعاوية بْن الحكم هَذَا معدود
فِي أهل المدينة. رَوَى عَنْهُ عَطَاء بْن يسار. وَرَوَى
كَثِير بْن مُعَاوِيَة بْن الحكم عن أبيه، قال: كنا مع
النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنزى علي بْن الحكم
أخي فرسه خندقا، فقصرت الفرس، فدق جدار الخندق ساقه،
فأتينا بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فمسح ساقه، فما نزل حَتَّى برأ، فَقَالَ مُعَاوِيَة بْن
الحكم فِي قصيدة له:
فأنزاها علي فهو [1] يهوي ... هوي الدلو مشرعةً [2] بحبل
فعصب [3] رجله فسما عليها ... سمو الصقر صادف يَوْم ظل
فقال مُحَمَّد صَلَّى عَلَيْهِ ... مليك الناس قولا ير فعل
لعا لك فاستمر بها سويا ... وكانت بعد ذاك أصح رجل
(2434) معاوية بْن حيدة بْن مُعَاوِيَة [بْن حيدة [4]] بْن
قشير بْن كَعْب القشيري،
معدود فِي أهل البصرة، غزا خراسان، ومات بها، ومن ولده بهز
بْن حكيم الَّذِي كَانَ بالبصرة، وَهُوَ بهز بْن حكيم بْن
مُعَاوِيَة بْن حيدة. روى عَنْ معاوية ابن حيدة ابنه حكيم
بْن مُعَاوِيَة وحميد الْمُزْنِيّ، والد عَبْد اللَّهِ بْن
حميد الْمُزْنِيّ.
وَرَوَى عَنْ بهز بْن حكيم هَذَا جماعة من الأئمة أكبرهم
الزُّهْرِيّ فيما يقال- إن صح- إنه رَوَى عَنْهُ، والطبقة
التي تروي عَنْ بهز بْن حكيم حَمَّاد بْن زَيْد، والثوري،
وحماد بْن سَلَمَة، وعبد الوارث بْن سَعِيد. وقد رَوَى
عَنْهُ أصغر من هؤلاء مثل يَزِيد بْن هارون، وبشر بْن
المفضل. ويستحيل عندي أن يروى عنه
__________
[1] في ش. فهي تهوى.
[2] في ش: ينزعه برجل.
[3] في ش: فقضت رجله.
[4] ليس في الإصابة وأسد الغابة. وفي التقريب: معاوية بن
حيدة بن معاوية بن كعب.
(3/1415)
الزُّهْرِيّ. وأما أبوه حكيم بْن
مُعَاوِيَة بْن حيدة فقد رَوَى عَنْهُ قوم من الجلة، منهم
عَمْرو بْن دينار، وغير بعيد أن يروي الزُّهْرِيّ عَنْ
حكيم هَذَا، فأما عَنِ ابنه بهز فما أظنه. وحكيم بْن
مُعَاوِيَة روايته كلها عَنْ أَبِيهِ مُعَاوِيَة بْن حيدة.
وسئل يَحْيَى بْن معين عَنْ بهز بْن حكيم عن أبيه عن جده،
فقال: إسناد صحيح إذا كَانَ دون بهز ثقة.
(2435) معاوية بْن أَبِي سُفْيَان.
واسم أَبِي سُفْيَان صَخْر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بْن
عبد مناف، وأمه هند بِنْت عُتْبَة بن ربيعة بن عبد شمس بن
عبد مناف، يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ، كَانَ هُوَ وأبوه
وأخوه من مسلمة الْفَتْح. وقد رَوَى عَنْ مُعَاوِيَة
أَنَّهُ قَالَ: أسلمت يَوْم القضية [1] ، ولقيت النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما.
قَالَ أَبُو عُمَر: مُعَاوِيَة وأبوه من المؤلفة قلوبهم،
ذكره فِي ذَلِكَ بعضهم، وَهُوَ أحد الذين كتبوا لرسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولاه عُمَر على الشام
عِنْدَ موت أخيه يَزِيد. وَقَالَ صَالِح بْن الوجيه: فِي
سنة تسع عشرة كتب عُمَر إِلَى يَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان
يأمره بغزو قيسارية، فغزاها، وبها بطارقة الروم، فحاصرها
أياما، وَكَانَ بها مُعَاوِيَة أخوه، فخلفه عليها، وصار
يَزِيد إِلَى دمشق، فأقام مُعَاوِيَة على قيسارية حَتَّى
فتحها فِي شوال سنة تسع عشرة.
وتوفي يَزِيد فِي ذي الحجة من ذَلِكَ العام فِي دمشق،
واستخلف أخاه مُعَاوِيَة على عمله، فكتب إِلَيْهِ عُمَر
بعهده على مَا كَانَ يَزِيد يلي من عمل الشام، ورزقه ألف
دينار فِي كل شهر، هكذا قَالَ صَالِح بْن الوجيه، وخالفه
الْوَلِيد بْن مُسْلِم.
حَدَّثَنَا خَلَف بْن الْقَاسِم، حَدَّثَنَا أَبُو
الْمَيْمُون، حَدَّثَنَا أَبُو زرعة، حدثنا
__________
[1] يعنى في عمرة القضاء (هامش ى) .
(3/1416)
دحيم، حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم-
أن فتح بيت المقدس كَانَ سنة ست عشرة صلحا، وأن عُمَر شهد
فتحها فِي حين دخوله الشام قَالَ: وفي سنة تسع عشرة كَانَ
فتح جلولاء، وأميرها سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص، ثُمَّ كانت
قيسارية فِي ذَلِكَ العام، وأميرها مُعَاوِيَة بْن أَبِي
سُفْيَان. وَذَكَرَ الدُّولابِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ
حَمَّادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي
إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيِّ،
قَالَ: جَزَعَ عُمَرُ عَلَى يَزِيدَ جَزَعًا شَدِيدًا،
وَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِوِلايَتِهِ الشَّامَ،
فَأَقَامَ أَرْبَعَ سِنِينَ، وَمَاتَ، فَأَقَرَّهُ
عُثْمَانُ عَلَيْهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَى أَنْ
مَاتَ، ثُمَّ كَانَتِ الْفِتْنَةُ، فَحَارَبَ مُعَاوِيَةُ
عَلِيًّا خَمْسَ سِنِينَ.
قَالَ أَبُو عُمَر: صوابه أربع سنين، وَقَالَ غيره: ورد
البريد بموت يَزِيد على عُمَر، وَأَبُو سُفْيَان عنده،
فلما قرأ الكتاب بموت يَزِيد قَالَ لأبي سُفْيَان: أحسن
الله عزاك فِي يَزِيد ورحمه، ثُمَّ قَالَ لَهُ أَبُو
سُفْيَان: من وليت مكانه يَا أمير المؤمنين؟ قَالَ: أخاه
مُعَاوِيَة، قَالَ: وصلتك رحم يَا أمير المؤمنين.
وقال عُمَر إذ دخل الشام، ورأى مُعَاوِيَة: هَذَا كسرى
العرب، وَكَانَ قد تلقاه مُعَاوِيَة فِي موكب عظيم، فلما
دنا منه قَالَ لَهُ: أنت صاحب الموكب العظيم؟ قَالَ: نعم
يَا أمير المؤمنين قَالَ: مع مَا يبلغني من وقوف ذوي
الحاجات ببابك! قَالَ: مع مَا يبلغك من ذَلِكَ. قَالَ: ولم
تفعل هَذَا؟ قَالَ:
نحن بأرض جواسيس العدو بها كثيرة. فيجب أن نظهر من عز
السلطان مَا نرهبهم بِهِ، فإن أمرتني فعلت، وإن نهيتني
انتهيت. فَقَالَ عُمَر لمعاوية:
مَا أسألك عَنْ شيء إلا تركتني فِي مثل رواجب الضرس، إن
كَانَ مَا قلت حقا إنه لرأي أريب، وإن كَانَ باطلا إنه
لخدعة أديب. قَالَ: فمرني يَا أمير المؤمنين.
قَالَ: لا آمرك ولا أنهاك. فَقَالَ عَمْرو: يَا أمير
المؤمنين، مَا أحسن مَا صدر
(3/1417)
الفتى عما أوردته فِيهِ! قَالَ: لحسن
مصادره وموارده جشمناه مَا جشمناه.
وذم مُعَاوِيَة عِنْدَ عُمَر يوما، فَقَالَ: دعونا من ذم
فتى قريش من يضحك فِي الغضب، ولا ينال مَا عنده إلا على
الرضا، ولا يؤخذ مَا فوق رأسه إلا من تحت قدميه. رَوَى
جبلة بْن سحيم، عَنِ ابْن عُمَر، قَالَ: مَا رأيت أحدا بعد
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسود من
مُعَاوِيَة. فقيل لَهُ: فأبو بَكْر، وَعُمَر، وعثمان،
وعلي! فَقَالَ: كانوا والله خيرا من مُعَاوِيَة، وَكَانَ
مُعَاوِيَة أسود منهم. وقيل لنافع: مَا بال ابْن عُمَر
بايع مُعَاوِيَة. ولم يبايع عليا؟ فَقَالَ: كَانَ ابْن
عُمَر يعطي يدا فِي فرقة، ولا يمنعها من جماعة، ولم يبايع
مُعَاوِيَة حَتَّى اجتمعوا عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عُمَر:
كَانَ مُعَاوِيَة أميرا بالشام نحو عشرين سنة، وخليفة مثل
ذَلِكَ، كَانَ من خلافة عُمَر أميرا نحو أربعة أعوام،
وخلافة عُثْمَان كلها- اثنتي عشرة سنة، وبايع لَهُ أهل
الشام خاصة بالخلافة سنة ثمان أو تسع وثلاثين، واجتمع
الناس عَلَيْهِ حين بايع لَهُ الْحَسَن بْن علي وجماعة ممن
معه، وذلك فِي ربيع أو جمادى سنة إحدى وأربعين، فيسمى عام
الجماعة. وقد قيل: إن عام الجماعة كَانَ سنة أربعين،
والأول أصح. قَالَ ابْن إِسْحَاق: كَانَ مُعَاوِيَة أميرا
عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة. وَقَالَ غيره: كانت خلافته
تسع عشرة سنة وتسعة أشهر وثمانية وعشرين يوما. وتوفي فِي
النصف من رجب سنة ستين بدمشق، ودفن بها، وَهُوَ ابْن ثمان
وسبعين سنة. وقيل: ابْن ست وثمانين. قَالَ الْوَلِيد بْن
مُسْلِم: مات مُعَاوِيَة فِي رجب سنة ستين، وكانت خلافته
تسع عشرة سنة ونصفا.
وَقَالَ غيره: توفي مُعَاوِيَة بدمشق، ودفن بها يَوْم
الخميس لثمان بقين من رجب سنة تسع وخمسين، وهو ابن اثنتين
سنة، ثمانين سنة، وكانت خلافته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر
وعشرين يوما، وَكَانَ يتمثل وَهُوَ قد احتضر:
(3/1418)
فهل من خالدٍ إما هلكنا ... وهل بالموت يَا
للناس عار
وروى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحكم قَالَ: سمعت
الشافعي يَقُول: لما ثقل مُعَاوِيَة كَانَ يَزِيد غائبا،
فكتب إِلَيْهِ بحاله، فلما أتاه الرسول أنشأ يَقُول:
جاء البريد بقرطاسٍ يحث بِهِ ... فأوجس القلب من قرطاسه
فزعا
قلنا لك الويل ماذا فِي صحيفتكم؟ ... قالوا: الخليفة أمسى
مثبتا وجعا
فمادت الأرض أو كادت [1] تميد بنا ... كأن ثهلان من أركانه
انقلعا [2]
أودى ابْن هند وأوى المجد يتبعه ... كانا جميعا فظلا
يسريان معا
لا يرقع [3] الناس مَا أوهى وإن جهدوا ... أن يرقعوه ولا
يوهون مَا رقعا
أغر أبلج يستسقى الغمام بِهِ ... لو قارع الناس عَنْ
أحلامهم قرعا
قال الشافعي: البيتان الأخيران للأعشى فلما وصل إِلَيْهِ
وجده مغمورا، فأنشأ يقول:
لو عاش حىّ على الدنيا لعاش إما ... م الناس لا عاجز ولا
وكل
الحول القلب الأريب ولن ... يدفع وقت المنية الحيل
فأفاق مُعَاوِيَة، وَقَالَ: يَا بني، إِنِّي صحبت رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرج لحاجةٍ
فاتبعته بإداوة، فكساني أحد ثوبيه الَّذِي كَانَ على جلده،
فخبأته لهذا اليوم، وأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أظفاره وشعره ذات يَوْم، فأخذته
وخبأته لهذا اليوم، فإذا أنا مت فاجعل ذَلِكَ القميص دون
كفني مما يلي جلدي، وخذ ذَلِكَ الشعر والأظفار فاجعله فِي
فمي، وعلى عيني ومواضع السجود مني، فإن نفع شيء فذاك، وإلا
فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ. 2: 192 وَقَالَ ابْن بكير،
عَنِ اللَّيْث: توفي مُعَاوِيَة فِي رجب لأربع ليال بقين
منه
__________
[1] في ى: إذ كانت.
[2] في ى: انقطعا.
[3] في ى: لا ترفع.. أن رفعوه.. مارضا.
(3/1419)
سنة ستين، وَقَالَ: إنه أول من جعل ابنه
ولي العهد خليفة بعده فِي صحته وَقَالَ الزُّبَيْر: هُوَ
أول من اتخذ ديوان الخاتم، وأمر بهدايا النيروز والمهرجان.
واتخذ المقاصير فِي الجوامع وأول من قتل مسلما صبرا حجرا
وأصحابه. وأول من أقام على رأسه حرسا. وأول من قيدت بين
يديه الجنائب. وأول من اتخذ الخصيان فِي الإسلام وأول من
بلغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة.
وَكَانَ يَقُول: أنا أول الملوك.
قَالَ أَبُو عُمَر: رَوَى عَنْهُ من الصحابة طائفة وجماعة
من التابعين بالحجاز والشام والعراق. قَالَ الأوزاعي:
أدركت خلافة مُعَاوِيَة جماعة من أصحاب رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم ينتزعوا يدا من
طاعةٍ ولا فارقوا جماعةً، وَكَانَ زَيْد بْن ثَابِت يأخذ
العطاء من مُعَاوِيَة.
حدثنا خلف بن قاسم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال:
حدثنا أبو زرعة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهر، قَالَ:
حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عبد
ربه، قَالَ: رأيت مُعَاوِيَة يصفر لحيته كأنها الذهب.
وَرَوَى ابْن وَهْب، عَنْ مَالِك، قَالَ: قَالَ
مُعَاوِيَة: لقد يتفت الشيب كذا وكذا سنة. وله فضيلة جليلة
رويت من حديث الشاميين، رواها معاوية ابن صَالِحٍ، عَنْ
يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ
أَبِي رُهْمٍ السَّمَاعِيِّ- أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ
بْنَ سَارِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهمّ عَلِّمْ
مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ.
رواه عَنْ مُعَاوِيَة بْن صَالِح أَسَد بْن مُوسَى، وعبد
الله بْن صَالِح، وعبد الرحمن بْن مهدي، وبشر بْن السري،
وغيرهم، إلا أن الْحَارِث بْن زِيَاد مجهول لا يعرف بغير
هذا الحديث.
(3/1420)
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عباس أن رسول الله صلى الله عليه
وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يَكْتُبُ لَهُ.
فَقِيلَ: إِنَّهُ يَأْكُلُ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِ،
فَقِيلَ: إِنَّهُ يَأْكُلُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا أَشْبَعَ اللَّهُ
بَطْنَهُ- من مسند أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ. ومن جامع
مَعْمَر رواية عَبْد الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مَعْمَر، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُقَيْل- أن
مُعَاوِيَة لما قدم المدينة لقيه أَبُو قَتَادَة
الأَنْصَارِيّ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة: يَا أَبَا
قَتَادَة؟
تلقاني الناس كلهم غيركم يَا معشر الأنصار! مَا منعكم؟
قَالَ: لم يكن معنا دواب. قال مُعَاوِيَة: فأين النواضح،
قَالَ: أَبُو قَتَادَة: عقرناها فِي طلبك، وطلب أبيك يَوْم
بدر. قَالَ: نعم يا أبا قَتَادَة: إن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لنا: إنا نرى
بعده أثرةً. قَالَ مُعَاوِيَة: فما أمركم عِنْدَ ذَلِكَ؟
قَالَ: أمرنا بالصبر. قَالَ: فاصبروا حَتَّى تلقوه. قَالَ:
فقال عبد الرحمن ابن حسان حين بلغه ذلك:
ألا أبلغ مُعَاوِيَة بْن صَخْر ... أمير المؤمنين نثا [1]
كلامي
فإنا صابرون ومنظروكم ... إلى يَوْم التغابن والخصام
وَرَوَى ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمِسْوَرُ بْنُ
مَخْرَمَةَ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ:
فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ سَلَّمْتُ- قَالَ: فَقَالَ:
مَا فعل طعنك على الأئمة يَا مسور؟ قَالَ: قلت: دعنا من
هَذَا وأحسن فيما قدمنا لَهُ.
قَالَ: والله لتكلمن بذات نفسك. قَالَ: فلم أدع شيئا أعيبه
عَلَيْهِ إلا بينته لَهُ.
فقال: لا أتبرأ من الذنوب، فما لك يَا مسور ذنوب تخاف أن
تهلك إن لم يغفرها الله لك قَالَ: فقلت: بلى. قَالَ: فما
جعلك أحق أن ترجو المغفرة
__________
[1] في ى: عنى.
(3/1421)
مني، فو الله لما ألى من الإصلاح بين الناس
وإقامة الحدود والجهاد فِي سبيل الله والأمور العظام التي
لست أحصيها ولا تحصيها أكثر مما تلي، وإني لعلي دين يقبل
الله فِيهِ الحسنات ويعفو عَنِ السيئات، [والله لعلى
ذَلِكَ مَا كنت لا أخير بين الله وبين مَا سواه إلا اخترت
الله على مَا سواه. [1]] قَالَ مسور: ففكرت حين قَالَ مَا
قَالَ، فعرفت أَنَّهُ خصمني. قَالَ: فكان إذا ذكر بعد
ذَلِكَ دعا لَهُ بالخير.
وَهَذَا الخبر من أصح مَا يروى من حديث ابْن شهاب، رواه
عَنْهُ مَعْمَر وجماعة من أصحابه. رَوَى أَسَدُ بْنُ
مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا
أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّ هَاهُنَا نَاسًا يَشْهَدُونَ عَلَى
مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قَالَ:
لَعَنَهُمُ اللَّهُ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَنْ فِي النَّارِ.
قَالَ أَسَدٌ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ
الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ. قَالَ:
بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَا جَلَدَ
سَوْطًا فِي خِلافَتِهِ إِلا رَجُلا شَتَمَ مُعَاوِيَةَ
عِنْدَهُ، فَجَلَدَهُ ثَلاثَةَ أَسْوَاطٍ قَالَ أَسَدٌ:
وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ رَزَقَ مُعَاوِيَةَ عَلَى عَمَلِهِ الشَّامَ
عَشْرَةَ آلافِ دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ. قَالَ مُعَاوِيَةُ:
أُعِنْتُ عَلَى عَلِيٍّ بِثَلاثٍ: كَانَ رَجُلا رُبَّمَا
أَظْهَرَ سِرَّهُ، وَكُنْتُ كَتُومًا لِسِرِّي، وَكَانَ
فِي أَخْبَثِ جُنْدٍ، وَأَشَدِّهِ خِلافًا عليه، وكنت في
أطوع جند وأقلّه خلاف عَلَيَّ، وَلَمَّا ظَفَرَ
بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ لَمْ أَشُكُّ أنّ بعض جنده سعيد
ذَلِكَ وَهَنًا فِي دِينِهِ، وَلَوْ ظَفَرُوا بِهِ كَانَ
وَهَنًا فِي شَوْكَتِهِ، وَمَعَ هَذَا فَكُنْتُ أَحَبَّ
إِلَى قُرَيْشٍ مِنْهُ، لأَنِّي كُنْتُ أُعْطِيهِمْ،
وَكَانَ يَمْنَعُهُمْ، فَكَمْ سَبَّبَ مِنْ قَاطِعٍ
إِلَيَّ ونافر عنه.
__________
[1] ما بين القوسين ليس في ش.
(3/1422)
(2436) معاوية بْن صعصعة التميمي.
أحد وفود بني تميم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع، لا أعلم لَهُ رواية، هُوَ أحد
الذين نادوا من وراء الحجرات.
(2437) معاوية بْن قرمل [1] المحاربي.
مذكور فِي الصحابة. روى عنه مودع ابن حيان المحاربي.
(2438) معاوية بْن مُعَاوِيَة الْمُزْنِيّ.
ويقال اللَّيْثِيّ. توفي في حياة النبي صلى الله.
رَوَى حديثه أنس بْن مَالِك وَأَبُو أمامة. واختلفت الآثار
فِي اسم والد مُعَاوِيَة هَذَا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ
الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ بِسِيرَافَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
حُذَيْفَةُ بْنُ غِيَاثِ بْنِ حَسَّانٍ الْعَسْكَرِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ هِلالٍ الْمَدَنِيُّ، عَنِ ابن
أبي ميمونة، عن أنس بن مالك، قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَاتَ مُعَاوِيَةُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ الْمُزْنِيُّ، أَفَتُحِبُّ أَنْ تُصَلِّي
عَلَيْهِ؟
قَالَ: نَعَمْ، فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ الأَرْضَ، فَلَمْ
يَبْقَ شَجَرَةٌ وَلا أَكْمَةٌ إِلا تَضَعْضَعَتْ،
وَرَفَعَ إِلَيْهِ سَرِيرَهُ، حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهِ،
فَصَلَّى عَلَيْهِ وَخَلْفَهُ صَفَّانِ مِنَ الْمَلائِكَةِ
فِي كُلِّ صَفٍّ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ
عَلَيْهِ السَّلامُ:
يَا جِبْرِيلُ، بِمَ نَالَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ مِنَ
اللَّهِ؟ قَالَ: بِحُبِّهِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، 112:
1 وَقِرَاءَتِهِ إِيَّاهَا جَائِيًا وَذَاهِبًا وَقَائِمًا
وَقَاعِدًا، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو
بكر محمد بن بكر بْن داسة إملاء، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد العطار، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُثْمَان ابن الهيثم المؤذن، عَنْ محبوب بْن هِلال، عَنِ
ابن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك، قَالَ: نزل جبريل
عَلَيْهِ السلام فذكر مثله سواء إلا أَنَّهُ قَالَ: ستون
ألف ملك.
__________
[1] في ى: مزمل. والمثبت من ش، أسد الغابة. وقرمل- بفتح
القاف والميم بينهما راء مسكنة. وقيل بكسر أوله وثالثة
(الإصابة 3- 415) .
(3/1423)
حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا خَالِدُ بن سعد، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بْنِ
مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سَنْجَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك، فَطَلَعَتِ الشَّمْسُ
بِضِيَاءٍ وَشُعَاعٍ وَنُورٍ، لَمْ أَرَهَا طَلَعَتْ
فِيمَا مَضَى، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ
فَقَالَ لِجِبْرِيلَ: مَا لِي أَرَى الشَّمْسَ الْيَوْمَ
طَلَعَتْ بِضِيَاءٍ وَشُعَاعٍ وَنُورٍ، لَمْ أَرَهَا
طَلَعَتْ فِيمَا مَضَى؟ قَالَ: ذَلِكَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ
بْنَ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيَّ مَاتَ الْيَوْمَ
بِالْمَدِينَةِ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ
أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَفِيمَ
ذَلِكَ؟ قَالَ: كَانَ يُكْثِرُ قِرَاءَةَ «قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ» 112: 1 بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَفِي
مَمْشَاهُ وَقِيَامِهِ وَقُعُودِهِ، فَهَلْ لَكَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أَقْبِضَ الأَرْضَ لَكَ فَتُصَلِّي
عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ
رَجَعَ. وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن
عَبْد الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بْن
الأعرابي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد
الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، فذكره بإسناد
إِلَى آخره.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ، وَخَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ،
قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ أَبُو الْحَسَنِ بِمِصْرَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ
الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ حُوَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي
أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ
السَّلامُ، وَهُوَ بِتَبُوكَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ،
اشْهَدْ جَنَازَةَ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُقَرِّنٍ
الْمُزْنِيَّ. قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ، وَنَزَلَ
جِبْرِيلُ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ،
فَوَضَعَ جَنَاحَهُ الأَيْمَنَ عَلَى الْجِبَالِ،
فَتَوَاضَعَتْ، وَوَضَعَ جَنَاحَهُ الأَيْسَرَ عَلَى
الأَرْضِ، فَتَوَاضَعَتْ، حَتَّى
(3/1424)
نَظَرَ إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ،
فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجِبْرِيلُ وَالْمَلائِكَةُ.
فَلَمَّا فَرِغَ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، بِمَ بَلَغَ
مُعَاوِيَةُ بْنُ مُقَرَنٍ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ؟ قَالَ:
بِقِرَاءَتِهِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 قَائِمًا
وَقَاعِدًا، وَرَاكِبًا وَمَاشِيًا فَقَالَ أَبُو عُمَر:
أسانيد هَذِهِ الأحاديث ليست بالقوية، ولو أَنَّهَا فِي
الأحكام لم يكن فِي شيء منها حجة، ومعاوية بْن مقرن
الْمُزْنِيّ وإخوته: النعمان، وسويد، ومعقل وسائرهم-
وكانوا سبعة- معروفون فِي الصحابة، مذكورون فِي كبارهم.
وأما مُعَاوِيَة بْن مُعَاوِيَة فلا أعرفه بغير مَا ذكرت
فِي هَذَا الباب، وفضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 لا
ينكر. وباللَّه التوفيق.
(2439) معاوية اللَّيْثِيّ،
رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قَالَ: يصبح الناس مجدبين. حديثه هَذَا عِنْدَ
قَتَادَة، عَنْ نَصْر بْن عَاصِم، عَنْهُ. وجعل
الْبُخَارِيّ مُعَاوِيَة بْن حيدة ومعاوية اللَّيْثِيّ
واحدا. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرازي: مُعَاوِيَة
اللَّيْثِيّ [1] غير مُعَاوِيَة بْن حيدة، وحديثه مطرنا
بنوء كذا يضطرب فِي إسناده.
(2440) معاوية الهذلي،
رَوَى عَنْهُ سُلَيْم بْن عَامِر الخبائري. يعد فِي
الشاميين، مذكور فيمن نزل حمص، وَهُوَ من حلفاء قريش.
باب معبد
(2441) [معبد بْن أكثم الخزاعي،
رَوَى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: عرضت النار فرأيت فيها عَمْرو بْن لحي الخزاعي يجر
قصبة، وأشبه من رأيت بِهِ معبد بْن أكثم. قَالَ معبد: يَا
رَسُول اللَّهِ، أتخشى علي من شبهه؟ قَالَ: لا، أنت مؤمن
وَهُوَ كافر، هكذا رواه أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة في
مسندة في حديث جابر
__________
[1] في أسد الغابة: قلت: والحق مع أبي حاتم، فإن ابن حيدة
قشيرى من قيس بن عيلان ومعاوية الليثي من كنانة فكيف اشتبه
على البخاري (4- 388) . وفي الإصابة: قلت: الموجود في نسخ
تاريخ البخاري التفرقة وما وقفت على وجه الاضطراب الّذي
ادعاه أبو عمر (3- 417) .
(3/1425)
ابن عَبْد اللَّهِ. وأما أَبُو هُرَيْرَةَ
فَقَالَ: وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون. وقد تقدم
هَذَا فِي ذكر أكثم فِي باب الأفراد من حرف الهمزة] [1] .
(2442) معبد بْن خَالِد الجهني،
يكنى أَبَا روعة [2] . ذكره الْوَاقِدِيّ فِي الصحابة،
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: أسلم معبد بْن خَالِد قديما، وَهُوَ
أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة يَوْم الْفَتْح.
ومات سنة اثنتين وسبعين، وَهُوَ ابْن بضع وثمانين، وَكَانَ
يلزم البادية، وَقَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم- فِي كتاب
الكنى فِي الراء: أَبُو روعة هُوَ معبد بْن خَالِد الجهني،
لَهُ صحبة، كَانَ يلزم البادية، ذكره عَنِ الْوَاقِدِيّ.
وَقَالَ عَنْهُ: توفي سنة ثلاث وسبعين، وَهُوَ ابْن ثمانين
سنة، وكذلك قَالَ ابْن أَبِي حَاتِم سواء فِي الكنية والسن
والوفاة. وقالا: لَهُ صحبة. وزاد ابْن أَبِي حَاتِم:
وَرَوَى عَنْ أَبِي بَكْر، وَعُمَر، وَقَالَ ابْن أَبِي
حَاتِم: هُوَ غير معبد بْن خَالِد الَّذِي هُوَ عندهم أول
من تكلم بالقدر بالبصرة، وَقَالَ: لا يعرف معبد الجهني
ابْن من هُوَ؟
وليس ابْن خَالِد. وَقَالَ غيره: هُوَ نفسه.
(2443) معبد بْن زُهَيْر بْن أَبِي أُمَيَّة بْن
الْمُغِيرَة
ابْن أخي أم سَلَمَة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قتل يَوْم الجمل. لَهُ رواية وإدراك،
وله صحبة له.
(2444) معبد،
أَبُو زُهَيْر النميري [3] . رَوَى عَنْهُ شريح بن عبيد.
(2445) معبد بْن صُبَيْح.
بصري. رَوَى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ قصة الأعمى
الَّذِي وقع فِي زبية فضحك القوم، فأمرهم رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعيدوا الوضوء
والصلاة. ذكره أَبُو كريب، عَنْ أَسَد بْن عَمْرو، عَنْ
أبى حنيفة،
__________
[1] من أ، ش.
[2] في الإصابة: أبو زرعة. وفي أ، ش: أبو روعة.
[3] ى: النمري. وفي ش: ابن أبى زهير النميري.
(3/1426)
عَنْ مَنْصُور بْن زاذان، عَنِ الْحَسَن،
عَنْ معبد بْن صُبَيْح، قَالَ: بينما رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصلاة ... وذكر
الحديث بتمامه، وبه يَقُول فقهاء العراقين من الكوفيين
والبصريين، وَهُوَ قول الأوزاعي، وَهُوَ حديث لا يثبته أهل
الحديث، ولا يعرفه أهل الحجاز.
(2446) معبد بْن عباد [1] بْن قشير،
من بني سَالِم بْن عوف الأَنْصَارِيّ السالمي أَبُو حميضة
[2] غلبت عَلَيْهِ كنيته. شهد بدرا. وَقَالَ إِبْرَاهِيم
بْن سَعْد، عَنِ ابْن إِسْحَاق: أَبُو خميصة [3] .
(2447) معبد بْن الْعَبَّاس بْن عبد المطلب بْن هاشم
القرشي الهاشمي،
يكنى أَبَا الْعَبَّاس. ولد على عهد رسول الله صلى الله
عليه وَسَلَّمَ ولم يحفظ عَنْهُ. قتل بإفريقية شهيدا سنة
خمس وثلاثين فِي زمن عُثْمَان، وَكَانَ غزاها مع ابْن
أَبِي سرح، وأمه أم الْفَضْل لبابة بِنْت الْحَارِث أخت
ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وهي أم الْفَضْل، وعبد الله، وعبيد الله، وقثم، ومعبد،
وعبد الرحمن، وأم حبيبة: بني الْعَبَّاس بْن عبد المطلب.
(2448) معبد بْن عبد سَعْد [4] بْن عَامِر بْن عدي بن
مجدعة بن حارثة بن الحارث الأَنْصَارِيّ الحارثي.
شهد أحدا، وشهدها معه ابنه تميم بْن معبد.
(2449) معبد بْن قَيْس بْن صَخْر بْن حرام.
ويقال معبد بْن قَيْس بن صيفي
__________
[1] في ى والطبقات: عبادة. وفي الإصابة: بن عباد بن بشير.
وفي أسد الغابة: وقال ابن الكلبي معبد بن عبادة بن فلان.
وفي الطبقات: معبد بن قشعر بن الفدم (3- 92)
[2] بمهملة ومعجمة- مصغر (الإصابة) .
[3] خميصة بوزن عجيبة. وفي ى: حميضة، وانظر أسد الغابة (4-
292) والإصابة (3- 419)
[4] في ى: معبد بن سعد.
(3/1427)
ابن صَخْر بْن حرام بْن رَبِيعَة بْن عدي
بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري.
شهد بدرا هُوَ وأخوه، وشهد أحدا.
(2450) معبد بن مخرمة بن قلع
بن حريش بن عبد الأشهل.
شهد أحدا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
(2451) معبد بْن مَسْعُود النهدي السُّلَمِيّ.
قَالَ قوم: هُوَ أخو مجاشع ومجالد ابني مَسْعُود، وحديثه
نحو حديث مجاشع. قَالَ الْبُخَارِيّ: لَهُ صحبة. رَوَى
عَنْهُ أَبُو عثمان النهدي.
(2452) معبد بْن ميسرة السُّلَمِيّ،
فِيهِ نظر.
(2453) معبد بْن هوذة الأَنْصَارِيّ،
جد أَبِي النعمان الأَنْصَارِيّ. له صحبة، روى عن النبي
صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الاكتحال بالأثمد عِنْدَ
النوم.
(2454) معبد بْن وَهْب بْن عبد القيس العبدي.
شهد بدرا، وتزوج هُرَيْرَةَ بِنْت زمعة أخت سودة بِنْت
زمعة أم المؤمنين. ويقال: إنه قاتل يَوْم بدر بسيفين.
حديثه بذلك عِنْدَ طالب بْن حجير عَنْ هوذة العصري عَنْهُ.
(2455) معبد الخزاعي.
هُوَ الَّذِي رد أَبَا سُفْيَان عَنِ انصرافه يَوْم أحد،
وَكَانَ يومئذ مشركا ثُمَّ أسلم بعد، وخبره فِي ذَلِكَ
حسن. ذكره ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن
عمرو بن حزم، قَالَ: لما انصرف المشركون يَوْم أحد عَنْ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إِلَى حمراء
الأسد- وهي من المدينة على ثمانية أميال- ليبلغ المشركين
أن بهم قوة على أتباعهم، فمر بِهِ معبد الخزاعي- وكانت
خزاعة عيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مسلمهم ومشركهم، لا يخفون عَنْهُ شيئا، ولا
يدخرون لَهُ نصيحة، ومعبد يومئذ مشرك، وَقَالَ: أيا
مُحَمَّد، أما والله لقد عزّ علينا ما أصابك
(3/1428)
فِي أصحابك، ولوددنا أن الله أعفاك منهم،
ثُمَّ خرج من عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بحمراء الأسد، حَتَّى لحق
أَبَا سُفْيَان بْن حرب ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا
الرجعة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وأصحابه، وقالوا: أصبنا أحد أصحابهم وقادتهم
وأشرافهم، ثُمَّ رجعنا قبل أن نستأصلهم، لنكرن على بقيتهم،
فلنفرغن منهم. فلما رأى أَبُو سُفْيَان معبدا قَالَ: مَا
وراءك يَا معبد؟ قَالَ: مُحَمَّد قد خرج فِي أصحابه يطلبكم
فِي جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع
إِلَيْهِ من كَانَ تخلف عَنْهُ فِي يومكم، وندموا على مَا
صنعوا، فلهم من الحنق عليكم شيء. لم أر مثله قط. قَالُوا:
ويلك مَا تقول؟ فَقَالَ: والله مَا أراك ترتحل حتى ترى
نواصي الخيل. قال: فو الله، لقد أجمعنا الكرة عليهم
لنستأصل بقيتهم قَالَ: فأنا أنهاك عن ذلك، فو الله لقد
حملني مَا رأيت على أن قلت فِيهِ أبياتا من شعر. قال:
وماذا قلت؟
قال: قلت:
كادت تهدّ من الأصوات راحلتي ... إذ سالت الأرض بالجرد
الأبابيل
وذكر الأبيات فِي المغازي، وتمام الحديث
باب معتب
(2456) معتب [1] بْن بشير.
ويقال مُعَتِّب بْن قشير بْن مليل بْن زَيْد بْن العطاف
بْن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري.
شهد بدرا، وأحدا، وَكَانَ قد شهد العقبة. يقال: إنه
الَّذِي قَالَ: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شيء ما
قتلنا هاهنا.
__________
[1] بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد التاء فوقها
نقطتان (أسد الغابة، الإصابة) .
(3/1429)
(2457) معتّب ابن الحمراء الخزاعي، أَبُو
عوف [1] .
وَهُوَ مُعَتِّب بْن عوف [ابن عُمَر [2]] بْن عَامِر بْن
الْفَضْل بْن عَفِيف بن كليب بن حبشية بن سلول ابن كَعْب
بْن عَمْرو السلولي وقيل الخزاعي حليف لبني مخزوم، يكنى
أَبَا عوف.
شهد بدرا، ذكره مُوسَى بْن عقبة، وَابْن إِسْحَاق، وَأَبُو
معشر فِي البدريين، ويعرف بابن حمراء، وَكَانَ من مهاجرة
الحبشة. قَالَ مُوسَى بْن عقبة، وأبو معشر: معتّب ابن
جمراء ذكر فيمن شهد بدرا من بني كَعْب حلفاء بني مخزوم
وقيل: إنه مات، وَهُوَ ابْن ثمان وسبعين، وآخى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين مُعَتِّب
بْن عوف وبين ثعلبة بْن حاطب الأَنْصَارِيّ.
وقيل: إنه توفي فِي سنة سبع وخمسين، قاله الطبري، وفي ذلك
نظر.
(2458) معتب بْن عُبَيْد بْن إِيَاس البلوي الأَنْصَارِيّ.
حليف لهم، ذكره ابْن إِسْحَاق وموسى بْن عقبة فيمن شهد
بدرا من بني ظفر من الأنصار. وَقَالَ فِيهِ مُحَمَّد بْن
سَعْد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَمَّار:
مغيث. وقد ذكرناه [3] فِي باب مغيث.
(2459) معتب بْن أَبِي لهب بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي
الهاشمي.
لَهُ صحبة، أسلم عام الْفَتْح، وشهد حنينا مسلما مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأخوه
عُتْبَة، وفقئت عين مُعَتِّب يَوْم حنين، واسم أَبِي لهب
عبد العزى بْن عبد المطلب. وأم مُعَتِّب هي أم جميل ابنة
حرب بْن أُمَيَّة، وهي حمالة الحطب امرأة أَبِي لهب. ومن
ولده الْقَاسِم بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن مُعَتِّب
بْن أَبِي لهب.
رَوَى عَنْهُ ابْن أَبِي ذئب، وابنه عَبَّاس بْن
الْقَاسِم، قتل يوم قديد.
__________
[1] في الإصابة: ابن الحمراء هو ابن عوف. والحمراء أمه.
[2] ليس في أسد الغابة. وفي أ، ش: بن عمرو.
[3] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب.
(3/1430)
باب معقل
(2460) معقل بْن سنان الأشجعي.
يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. وقيل: أَبَا يَزِيد.
وقيل: يكنى أَبَا مُحَمَّد. وقيل: أَبَا سنان، وَهُوَ معقل
بْن سنان بن مظهر بن عركى ابن فتيان بْن سبيع بْن بَكْر
بْن أشج. شهد فتح مكة، ونزل الكوفة، ثُمَّ أتى المدينة،
وَكَانَ فاضلا تقيا شابا، قتل يَوْم الحرة، وقتله مُسْلِم
بْن عقبة صبرا.
وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: نوفل بْن مساحق هُوَ
الَّذِي قتل يَوْم الحرة معقل بْن سنان، وَمُحَمَّد بْن
أَبِي جهم بْن حذيفة العدوي جميعا صبرا.
قال أبو عُمَر: وممن قتل يَوْم الحرة صبرا فيما ذكر ابْن
إِسْحَاق والواقدي ووثيمة وغيرهم: الْفَضْل بْن الْعَبَّاس
بْن رَبِيعَة بْن الْحَارِث بْن عبد المطلب، وَأَبُو بَكْر
بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بْن رَبِيعَة بْن الْحَارِث
بْن عبد المطلب، وأبو بكر ابن عبد الله بن جعفر بن أبي
طالب، وَأَبُو بَكْر بْن عُبَيْد الله بْن عُمَر بْن
الخطاب، ويعقوب بْن طَلْحَة بْن عُبَيْد الله، وعبد الله
بْن زَيْد بْن عَاصِم، ومعقل بْن سنان، وَمُحَمَّد بْن
أَبِي الجهم، وابنا زينب بنت أبى سلمة ربيبة رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَزِيد بْن
عَبْد اللَّهِ بْن زمعة، كل هؤلاء ضربت عنق كل واحد منهم
صبرا بأمر مُسْلِم بْن عقبة لعبد الله، وانتهى القتل يومئذ
فيما ذكروا نيفا على ثلاثمائة، كلهم من أبناء المهاجرين
والأنصار، وفيهم جماعة ممن صحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبلغ قتلى قريش يومئذ نحوا من
مائة، وقتلى الأنصاري والحلفاء والموالي نحوا من المائتين،
ونجى الله أَبَا سَعِيد وجابرا وسهل بْن سَعْد. وفي معقل
بن سنان قال القائل:
ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها ... وأشجع تبكي معقل بن سنان
(3/1431)
وروى عَنْ معقل بْن سنان هَذَا من الكوفيين
عَلْقَمَة، ومسروق، والشعبي.
وَرَوَى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وطائفة من البصريين.
(2461) معقل بْن مقرن المزني،
أخو النعمان بن مقرن، يكنى أبا عمرة. وقد ذكرته فِي باب
النعمان [1] وغيره من أخوته، كانوا سبعة إخوة كلهم هاجر،
وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس
ذَلِكَ لأحدٍ من العرب سواهم- قاله الْوَاقِدِيّ،
وَمُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نمير، وسمى الْوَاقِدِيّ
منهم خمسة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وذكر غيرهم [2] السبعة كلهم.
(2462) معقل بْن المنذر بْن سرح بْن خناس بن سنان بن عبيد
بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري.
شهد العقبة وبدرا مع أخيه زَيْد بْن المنذر.
(2463) معقل بْن أَبِي الهيثم [3] الأسدي.
يقال لَهُ معقل ابن أم معقل، ومعقل ابن أَبِي معقل، وكله
واحد. يعد فِي أهل المدينة. مات فِي عهد مُعَاوِيَة. رَوَى
عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عمرة
فِي رمضان تعدل حجة. وَرَوَى أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عَنِ استقبال القبلتين
لبول أو غائط.
(2464) معقل بْن يسار بْن عَبْد اللَّهِ بْن معبر بْن [4]
حراق بن لأى بن كعب ابن عبد بن ثور بن هدمة بن لاطم بْن
عُثْمَان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة بن الياس ابن مضر
الْمُزْنِيّ،
يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ. وقيل أَبَا يسار ذَكَرَ
السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خالد الحذاء، عن
الحكم
__________
[1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب.
[2] في أسد الغابة: وذكر أبو عمر أيضا أن بنى حارثة بن هند
الأسلميين كانوا ثمانية أسلموا كلهم، وشهدوا بيعة الرضوان.
ذكر ذلك في هند بن حارثة (4- 358) .
[3] في الإصابة: ابن الهيثم. أو ابن أبي الهيثم.
[4] في ى: صغير، والمثبت من الإصابة وأسد الغابة والطبقات.
(3/1432)
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَعْرَجِ، عَنْ
مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: إِنِّي لَرَافِعٌ غُصْنًا
مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ بِيَدِي عَلَى رَأْسِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَبَايَعْنَاهُ عَلَى أَلا نَفِرَّ. وقيل: يكنى أَبَا علي،
سكن البصرة، وابتنى بها دارا، وإليه ينسب نهر معقل الَّذِي
بالبصرة: شهد بيعة الحديبية، وتوفي بالبصرة فِي آخر خلافة
مُعَاوِيَة وقد قيل: إنه توفي فِي أيام يَزِيد بْن
مُعَاوِيَة. روى عَنْهُ عمرو بن ميمون الأودي، وأبو عثمان
الهدى، والحسن، وجماعة من أهل البصرة.
باب مَعْمَر
(2465) معمر بْن الْحَارِث بْن قَيْس بْن عدي بن سعد بن
سهم القرشي السهمي.
كان من مهاجرة الحبشة مع أخيه بشر بْن الْحَارِث. وقد ذكرت
إخوته فِي باب تميم، وَكَانَ ابْن الكلبي يَقُول فِيهِ:
مَعْمَر بْن الحارث.
(2466) معمر بْن الْحَارِث بْن مَعْمَر بْن حَبِيب بن وهب
بن حذافة بن جمح القرشي الْجُمَحِيّ.
أخو حاطب وحطاب، أمهم قتيلة بِنْت مظعون أخت عثمان ابن
مظعون، أسلم مَعْمَر قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، قَالُوا: وآخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معمر بن الحارث ومعاد
ابن عفراء، وشهد بدرا، وأحدا، والمشاهد كلها، وتوفي فِي
خلافة عُمَر.
(2467) معمر بْن أَبِي سرح بن [1] ربيعة بن هلال بن أهيب
بن ضبة بْن الْحَارِث بْن فهر القرشي الفهري.
شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ ومات فِي سنة
ثلاثين. وقد ذكره الْوَاقِدِيّ فيمن شهد بدرا من بني فهر،
ونسبه كما ذكرنا، وَقَالَ: يكنى أَبَا سَعِيد، وكذلك قَالَ
أَبُو معشر: مَعْمَر بْن أَبِي سرح. وقال مُوسَى بْن عقبة،
وَابْن إِسْحَاق، وَابْن الكلبي: عَمْرو بْن أَبِي سرح،
وقد ذكرناه في باب عمرو.
__________
[1] في ى: ابن أبى ربيعة.
(3/1433)
(2468) معمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن نضلة.
قَالَ علي بْن المديني: هُوَ مَعْمَر بْن عَبْد الله ابن
نَافِع بْن نضلة. قال أَبُو عُمَر: ينسبونه مَعْمَر بْن
عَبْد اللَّهِ بْن نَافِع بْن نضلة بْن عبد العزى بْن
حرثان بْن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بْن كَعْب القرشي
العدوي. ويقال فِيهِ: مَعْمَر بْن أَبِي مَعْمَر، كَانَ
شيخا من شيوخ بني عدي، وأسلم قديما، وتأخرت هجرته إِلَى
المدينة لأنه كَانَ هاجر الهجرة الثانية إِلَى أرض الحبشة،
وعاش عمرا طويلا، فهو معدود فِي أهل المدينة. روى عَنْهُ
سَعِيد بْن المسيب، وبسر بْن سَعِيد- حديث سَعِيد عَنْهُ
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لا يحتكر إلا
خاطئ. وكان مَعْمَر وسعيد يحتكران الزيت، فدل على أَنَّهُ
أراد بالحكرة الحنطة، وما يكون قوتا فِي الأغلب.
والله أعلم. وحديث بسر عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الطعام بالطعام مثلا
بمثلٍ.
(2469) معمر بْن عُثْمَان بْن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم
بْن مُرَّةَ.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ
ممن أسلم يَوْم الْفَتْح، وابنه عَبْد اللَّهِ بْن مَعْمَر
لَهُ صحبة أيضا.
تم القسم الثالث ويليه القسم الرابع والأخير
(3/1434)
|