الإستيعاب في
معرفة الأصحاب حرف النون
باب نافع
(2585) نافع بْن بديل بْن ورقاء الخزاعي.
كَانَ هُوَ وأبوه وإخوته من فضلاء الصحابة وجلتهم. وَقَالَ
مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ: قتل نافع بْن بديل يوم بئر معونة
مع المنذر بن عمرو، وعامر بن فهيرة، وَقَالَ عَبْد اللَّهِ
بْن رواحة:
رحم اللَّه نافع بْن بديل ... رحمة المبتغي ثواب الجهاد
صابرًا صادق اللقاء إذا مَا ... أكثر القوم قَالَ قول
السداد
(2586) نافع بْن الحارث الثقفي،
أخو أبي بكرة [1] ، سيأتي القول فِي نسبه عند ذكر أخيه أبي
بكرة نفيع إن شاء اللَّه تعالى.
روى من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ نازلًا بالطائف، فنادى مناديه: من خرج
إلينا من عبيدهم فهو حر فخرج إليه نافع ونفيع- يعني أبا
بكرة وأخاه- فأعتقهما. ونافع هَذَا أحد الشهود عَلَى
الْمُغِيرَة، وكانوا أربعة: أَبُو بَكْرة، وأخوه، وزياد
[2] ، وشبل بن معبد، إلا أن زيادًا لم يقطع الشهادة، فسلم
زياد [3] من الحد.
(2587) نافع،
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، روى عن
النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: لا يدخل الجنة متكبر ولا
شيخ زانٍ، ولا منان بعلمه [4] روى عنه خالد بن أمية [5] .
__________
[1] في أسد الغابة: أخو أبى بكرة لأمه.
[2] في أسد الغابة: وزياد ابن أبيه.
[3] في أ: فسلم من الحد. وفي أسد الغابة: فسلم المغيرة من
الحد.
[4] في أ: بعمله وفي أسد الغابة: ولا منان على الله بعمله.
[5] في أ: بعده: نافع بن سليمان، ونافع غير منسوب وفي أسد
الغابة: إنه لم يروهما أبو عمر، ولذلك لم أثبتهما.
(4/1489)
(2588) نافع بْن صبرة،
مخرج حديثه عَنْ أهل المدينة بمثل حديث أبي هريرة فِي
كفارة مَا يكون فِي المجلس من اللغط.
(2589) نافع، أَبُو طيبة [1] الحجام.
حجم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فأعطاه أجره صاعًا من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عَنْ خراجه
(2590) نافع بْن ظريب بْن عَمْرو بْن نوفل بن عبد مناف بن
قصي القرشي النوفلي.
أسلم يوم الفتح وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. ولا أعلم له رواية.
قَالَ العدوي: هُوَ الَّذِي كتب المصاحف لعمر بْن الخطاب
(2591) نافع بْن عتبة بْن أبي وقاص.
واسم أبي وقاص مالك بْن وهب [2] القرشي الزهري، ابْن أخي
سعد بْن أبي وقاص وأخو هاشم المرقال. كان قد شهد أحدًا
مَعَ أبيه كافرًا. وعتبة أبوه هُوَ الَّذِي كسر رباعية
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم
أحد. ومات عتبة كافرًا قبل الفتح، وأوصى إِلَى سعد أخيه،
ثم أسلم نافع يوم فتح مكة. روى عنه جابر بْن سمرة.
(2592) نافع بْن عبد الحارث بْن حبالة بْن عمير الخزاعي.
له صحبة ورواية.
استعمله عُمَر بْن الْخَطَّابِ عَلَى مكة وفيهم سادة قريش،
فخرج نافع إِلَى عمر واستخلف مولاه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن
أبزى، فَقَالَ له عمر: استخلفت عَلَى آل اللَّه مولاك
فعزله، وولى خالد بْن العاص بْن هشام بن المغيرة المخزومي.
وكان نافع ابن عبد الحارث من كبار الصحابة وفضلائهم.
وقد قيل: إن نافع بْن عبد الحارث أسلم يوم الفتح، وأقام
بمكة، ولم يهاجر.
روى عنه أَبُو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ وغيره. من حديثه
عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قَالَ: من سعادة
المرء المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء.
__________
[1] طيبة مثل عيبة (القاموس) .
[2] في أ: وهيب.
(4/1490)
وأنكر الْوَاقِدِيّ أن يكون لنافع بْن عبد
الحارث صحبة، وَقَالَ: حديثه هَذَا عَنْ أبي مُوسَى
الأشعري، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
(2593) نافع بْن علقمة.
يقال: إنه سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. وقد قيل:
إن حديثه مرسل.
(2594) نافع بن غيلان بن سلمة
الثقفي.
استشهد مَعَ خالد بْن الوليد بدومة الجندل، فرثاه أبوه،
وجزع عَلَيْهِ جزعًا شديدًا، فمن قوله فيه:
مَا بال عيني لا تغمض ساعة ... إلا اعترتني عبرة تغشاني
في أبيات كثيرة يرثيه بها، منها قوله:
يَا نافعا [1] من للفوارس أحجمت ... عَنْ شدة مذكورة وطعان
[2]
لو أستطيع جعلت مني نافعًا ... بين اللهاة وبين عقد لساني
(2595) نافع بْن كيسان،
والد أيوب بْن نافع. يعد فِي الشاميين، لم يرو عنه غير
ابنه أيوب بْن نافع. حديثه فِي الخمر: يشربها أمتي،
بسمونها بغير اسمها.... الحديث روى عنه حديث آخر عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: ينزل عِيسَى ابْن مريم
عَلَيْهِ السلام عند باب دمشق الشرقىّ. يختلف في هذا
الحديث، ويضطرب في إسناده
(2596) نافع الرواسي.
جد علقمة. روى عنه حميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو عوف
[3] الرواسي، فيه نظر.
__________
[1] في أ، وأسد الغابة: يا نافع.
[2] في ى: وتعاني.
[3] في أ: ابن أبى شوف.
(4/1491)
باب نبيط
(2597) نبيط [1] بْن جابر الأَنْصَارِيّ،
من بني مالك بْن النجار، زوجه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفريعة بنت أبي أمامة أسعد بْن زرارة
فولدت له عبد الملك، وَكَانَ أبوها أَبُو أمامة قد أوصى
بها وبأخواتها إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وبقي نبيط زمانا بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد قيل: إن لهذا أَيْضًا ابنا يسمى
سلمة روى عنه.
(2598) نبيط بْن شريط بْن أنس بْن مالك بْن هلال الأشجعي،
رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع
خطبته فِي حجة الوداع، وَكَانَ رديف أبيه يومئذ.
معدود فِي أهل الكوفة. روى عنه أَبُو مالك الأشجعي. ونعيم
بْن أبي هند، وَهُوَ والد ابْن نبيط المحدّث.
أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن مُحَمَّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد
بن عثمان، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا علي بْن المديني،
قَالَ: نبيط بْن شريط بْن أنس الأشجعي قد رأى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع خطبته فِي حجة
الوداع، وهو أبو سلمة ابن نبيط.
باب نبيه
(2599) نبيه [2] بْن حذيفة بْن غانم بْن عامر بن عبد الله
بن عبيد بن عويج بن عدىّ بن كعب،
له صحبة، وهو أخو أبي جهم بْن حذيفة، ولا أعلم له ولا لأحد
من إخوته رواية.
(2600) نبيه ابن صؤاب [3] ،
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وشهد
فتح مصر.
__________
[1] نبيط- بضم أوله وفتح ثانيه (القاموس) .
[2] الضبط من التقريب.
[3] في ى: صواب. والمثبت من التبصير.
(4/1492)
(2601) نبيه بْن عُثْمَانَ بْن ربيعة بْن
وهب بْن حذافة بْن جمح،
كَانَ قديم الإسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة
الثانية، هَذَا قول الْوَاقِدِيّ.
وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: الَّذِي هاجر إِلَى أرض الحبشة
أبوه عُثْمَان بْن ربيعة، ولم يذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ
ولا أَبُو معشر واحدًا منهما فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة.
(2602) نبيه
مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لا
أعرفه بأكثر من أن بعضهم ذكره فِي موالي النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلم، وأنّ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ اشتراه وأعتقه. وقد قيل فِي نبيه هَذَا مولى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النبيه
بالألف واللام وضم النون. وقيل: النبيه- بفتح النون.
(2603) نبيه الجهني،
حديثه عند ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر أن نبيها
الجهني أخبره أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نهى أن يتعاطى السيف مسلولًا حَتَّى يغمد..
الحديث عَلَى مَا ذكرنا في باب الباء [1] ، لأنّ طائفة من
رواة ابْن لهيعة يقولون فيه: بنة الجهني. وَقَالَ ابْن
معين: إنما هُوَ ينة الجهني، كذلك هُوَ فِي كتبهم كلهم،
هَذَا لفظ ابْن معين فِيمَا ذكر عنه عباس الدوري.
قَالَ أَبُو عمر: ابْن وهب يقول فيه، عَنِ ابْن لهيعة:
نبيه، وَهُوَ أثبت من غيره فِي ابْن لهيعة إن شاء الله
تعالى وذكر ابْن السكن فِي كتابه فِي الصحابة فِي باب
الياء، فَقَالَ فيه ينة- بالياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وذكر حديث ابْن لهيعة هَذَا عَنِ ابْن صاعد، عَنْ
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ المقري، عَنْ أبيه، عَنِ ابْن
لهيعة بإسناده.
باب نصر
(2604) نصر [2] بْن الْحَارِث بْن عُبَيْد بْن رزاح بْن
كعب الْأَنْصَارِيّ الظفري وكعب
هُوَ ظفر، شهد بدرًا. ويقال: ابْن عَبْد رزاح بْن ظفر،
يُكَنَّى أَبَا الحارث،
__________
[1] صفحة 188.
[2] في الإصابة: ذكره ابن القداح بضاد معجمة وصوبه ابن
ماكولا.
(4/1493)
وَكَانَ أَبُوهُ الْحَارِث مِمَّنْ صحب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهكذا أسماه
أكثر أَهْل السير نصر بْن الْحَارِث. وَقَالَ ابْن سعد:
رُوِيَ عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أنه قَالَ: نمير بْن
الْحَارِث. قَالَ ابْن سعد: وهذا غلط من قبل من رواه عنه
[1] .
(2605) نصر [2] بْن حزن
هكذا قَالَ شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاق فِي حديث ذكره.
وَقَالَ عير شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عبدة بْن
حزن، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رعي
الأنبياء الغنم فِي حديث ذكره، وَهُوَ الصواب إن شاء
اللَّه تعالى.
(2606) نصر بْن دهر بْن الأخرم بْن مالك الأسلمي
يعد فِي أَهْل الحجاز.
روى حديثه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فِي قصة رجم ماعز وله
أحاديث انفرد بها عَنْهُ ابنه الهيثم.
(2607) نصر بْن وهب الخزاعي.
روى عَنْهُ أَبُو المليح الهذلي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو حديث مُعَاذِ فِي
الْإِيمَان قوله: مَا حق اللَّه عَلَى الناس ... الحديث.
باب نضلة
(2608) نضلة بْن طريف بْن نهصل [3] الحرمازي [4] ،
ثُمَّ الْمَازِنِيّ. روى قصة الأعشى- أعشى بني مازن- مَعَ
امرأته وقدومه عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى الله
__________
[1] في أسد الغابة: ورواه ابن هشام عن البكائي عن ابن
إسحاق فقال: نضر- بالضاد المعجمة- وكذلك ذكره ابن ماكولا
بالضاد المعجمة. وقال: ذكره ابن القداح وقال: قتل
بالقادسية (5- 16) . وفي الهوامش: يقال فيه النضير،
والنضر.
[2] أ: نصير.
[3] في أ: بهصل.
[4] في ى: الهرمازى. والمثبت من ش، وأسد الغابة. وفي أ:
الجرمازى.
(4/1494)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنشاده الرجز الَّذِي
ذكرناه فِي باب الأعشى من كتابنا هَذَا، وَهُوَ خبر مضطرب
الإسناد، ولكنه رُوي من وجوه كثيرة.
(2609) نضلة بْن عُبَيْد بْن الْحَارِث، أَبُو برزة
الأسلمي.
غلبت عَلَيْهِ كنيته. واختلف فِي اسمه، فَقِيل نضلة بْن
عُبَيْد بْن الْحَارِث. وقيل: نضلة ابن عَبْد اللَّهِ بْن
الْحَارِث. وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن نضلة وقيل: سلمة بْن
عُبَيْد.
والصحيح مَا قدمنا ذكره. قَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت
أَبِي ويَحْيَى بْن معين يقولان: اسم أَبِي برزة نضلة بْن
عُبَيْد. أسلم أَبُو برزة قديما، وشهد فتح مكة، ثم تحوله
إِلَى البصرة، وولده بها، ثُمَّ غزا خراسان ومات بها فِي
أيام يَزِيد بْن مُعَاوِيَة أَوْ فِي آخر خلافة
مُعَاوِيَة. قَالَ الأزرق بْن قَيْس: رَأَيْت أَبَا برزة
الأسلمي رجلا مربوعًا آدم. وروي عَنْ أَبِي برزة أنه
قَالَ: أَنَا قتلت ابْن خطل وَهُوَ متعلق بأستار الكعبة.
روى عَنْهُ أَبُو العالية، وأبو المنهال، وأبو الوضيء،
والحسن الْبَصْرِيّ، وجماعة غيرهم.
(2610) نضلة بْن عَمْرو الغفاري،
له صحبة، كَانَ يسكن البادية ناحية العرج. روى عَنْهُ ابنه
معن بْن نضلة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: إن المؤمن يأكل فِي معي واحد والكافر
يأكل في سبعة أمعاء. لم يرو عَنْهُ غير ابنه معن بْن نضلة،
وروى هَذَا اللفظ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم
جماعة.
(2611) نضلة الْأَنْصَارِيّ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وروى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب.
باب النعمان
(2612) النعمان بْن أشيم،
أَبُو هند الأشجعي، والد نعيم بْن أَبِي هند، هُوَ مشهور
(4/1495)
بكنيته [1] ، أدرك النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع منه، وروى عنه. حدّث عنه
ابنه نعيم.
(2613) النعمان بن بازية [2]
اللهى.
كَانَ عريف الأزد، وصاحب رايتهم. سكن الشام. ذكره ابْن
أَبِي حاتم، وَقَالَ: له صحبة [ذكر ابْن عِيسَى فِي
الحمصيين- أعني النعمان بْن بازية- فَقَالَ: يُقَالُ
النعمان بْن الرازية- بتشديد الياء- حدث عَنْهُ صالح بْن
شريح السكوني وأبو مريم الغساني، قَالَ: كنت فيمن تقدم بين
يدي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بالجندل، ثُمَّ غزوت معه الثانية، فَلَمَّا كَانَتِ
الثالثة كنت مِمَّنْ يحمل لواء رسول الله صلى الله عليه
وسلم. وقال الْبُخَارِيّ: النعمان بْن دارية اللهبي كَانَ
عريفَ الأزد وصاحب رايتهم سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْ صالح بْن شريح. نقلته من خط
مُحَمَّد بْن يَحْيَى القاضي الثقة المأمون] [3] .
(2614) النعمان بْن بشير بْن سعد بْن ثَعْلَبَة الأنصاري،
من بنى كعب بن الحارث ابن الخزرج، وأمه عمرة بِنْت رواحة،
أخت عَبْد اللَّهِ بْن رواحة. ولد قبل وفاة النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثمان سنين. وقيل بست
سنين، والأول أصح إن شاء اللَّه تعالى، لأن الأكثر يقولون:
إنه وُلد هُوَ وعَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر عام اثنين من
الهجرة فِي ربيع الآخر عَلَى رأس أربعة عشر شهرا من مقدم
رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة.
وذكر الطبري قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِث بْن أَبِي أسامة،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد
__________
[1] في أسد الغابة: وقيل اسمه رافع.
[2] في الإصابة: نعمان بن رازية- براء ثم زاي مكسورة بعدها
تحتانية. وفي تجريد أسد الغابة، النعمان بن بازية، وقيل
رازية وقيل دارية (هامش ى) . وفي أسد الغابة:
أبو عمر قال: بازية، وقالا: راذية. والله أعلم (5- 22) ،
وهوامش الاستيعاب 58.
[3] من اوحدها.
(4/1496)
ابن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن
عُمَر الْوَاقِدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مصعب بْن ثابت،
عَنِ الأسود، قَالَ: ذُكر النعمان بْن بشير عند عَبْد
اللَّهِ بْن الزُّبَيْر فَقَالَ: هُوَ أسن مني بستة أشهر.
قَالَ أَبُو الأسود: ولد عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر
عَلَى رأس عشرين شهرًا من مهاجرة رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولد النعمان عَلَى رأس أربعة
عشر فِي ربيع الآخر، وَهُوَ أول مولود وُلِد للأنصار بعد
الهجرة، يُكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، لا يصححُ بعض أَهْل
الحديث سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عندي
صحيح، لأن الشَّعْبِيّ يقول عَنْهُ: سمعتُ رسول الله صلى
الله عليه وسلم في حديثين أَوْ ثلاثة. وقد حَدَّثَنِي
عَبْد الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ بِبَغْدَادَ،
قَدِمَ عَلَيْنَا وَنَحْنَ بِهَا مِنَ الشَّامِ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا
بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلابِيِّ،
وَحَمْزَةِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ.
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ،
حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ كَثِيرِ بن دينار، عن محمد ابن عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ [1] الْيَحْصِبِيِّ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ- وَاللَّفْظُ
لِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ- قَالَ: أُهْدِيَ
لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عِنَبٌ مِنَ الطَّائِفِ، فَقَالَ لي: خذ هذا العقود
فَأَبْلِغْهُ أُمَّكَ قَالَ:
فَأَكَلْتُهُ قَبْلَ أَنْ أُبْلِغَهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا
كَانَ بَعْدَ لَيَالٍ قَالَ: مَا فَعَلَ الْعُنْقُودُ؟
هَلْ بَلَّغْتَ؟ قُلْتُ: لا، فَسَمَّانِي غدرا.
__________
[1] عرق- بكسر المهملة وسكون الراء بعدها قاف (التقريب) .
(4/1497)
وَفِي حَدِيثِ بَقِيَّةَ: فَأَخَذَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي
وَقَالَ لِي: يَا غَدِرُ.
وَفِي حَدِيثِ بَقِيَّةَ أَيْضًا: إِنَّهُ أَعْطَانِي
قِطْفَيْنِ مِنْ عِنَبٍ، فَقَالَ لِي:
كُلْ هَذَا، وَبَلِّغْ هَذَا إِلَى أُمِّكَ،
فَأَكَلْتُهُمَا، ثُمَّ سَأَلَ أُمَّهُ، وَذَكَرَ
الْخَبَرَ بِمَعْنَى مَا ذَكَرْنَا. وَكَانَ النعمان
أميرًا عَلَى الكوفة لمعاوية سبعة أشهر، ثم أميرا على حمص
لمعاوية، ثم ليزبد، فلما مات بزيد صار زبيريًا، فخالفه
أَهْل حمص، فأخرجوه منها، واتبعوه وقتلوه، وذلك بعد وقعة
مرج راهط، وَكَانَ كريمًا جوادًا شاعرًا، ويروى أن أعشى
همدان تعرض ليزيد بْن مُعَاوِيَة فحرمه، فمر بالنعمان بْن
بشير الْأَنْصَارِيّ- وَهُوَ عَلَى حمص، فَقَالَ له: مَا
عندي مَا أعطيك.
ولكن معي عشرون ألفًا من أَهْل اليمن! فَإِن شئت سألتهم
لك، فَقَالَ:
قد شئت. فصعد النعمان المنبر، واجتمع إليه أصحابه، فحمد
اللَّه وأثنى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذكر أعشى همدان، فَقَالَ: إن
أخاكم أعشى همدان قد أصابته حاجة، ونزلت به جائحة، وقد عمد
إليكم، فَمَا ترون؟ قَالُوا: دينار دينار. فَقَالَ: لا،
ولكن بين اثنين دينار، فَقَالُوا: قد رضينا. فَقَالَ: إن
شئتم عجلتها له من بيت المال من عطائكم وقاصصتكم إذا أخرجت
عطاياكم. قَالُوا: نعم فأعطاه النعمان عشرة آلاف دينار من
أعطياتهم، فقبضها الأعشى وأنشأ يقول:
لم أر للحاجات عند انكماشها [1] ... كنعمان [2] الندى-
ابْن بشير
إذا قَالَ أوفى بالمقال ولم يكن ... كمدل [3] إلى الأقوام
حبل غرور
__________
[1] في أ، س: التماسها.
[2] في أسد الغابة: أعنى ذا الندى بن بشير
[3] في أ، ش: ككاذبة الأقوام.
(4/1498)
فلولا أخو الأَنْصَار كنت كنازل ... ثوى
مَا ثوى لم ينقلب بنقير
مَتَى أكفر النعمان لم أك شاكرًا ... ولا خير فيمن لم يكن
بشكور [1]
والنعمان بْن بشير هُوَ القائل- فيما زعم أهل الأخبار
ورواة الأشعار:
وإني لأغطى المال من ليس سائلًا ... وأُدركُ للمولى
المعاند بالظلم
وإني مَتَى مَا يلقني صارمًا له ... فَمَا بيننا عند
الشدائد من صرم
فلا تعدد المولى شريكك فِي الغنى ... ولكنما المولى شريكك
فِي العدم
إذا مت ذو القربى إليك برحمه ... وغشك واستغنى، فَلَيْس
بذي رحم
ومن ذاك للمولى الَّذِي يستخفه [2] ... أذاك ومن يرمي
العدو الَّذِي ترمي
وذكر المدائني عَنْ يعقوب بْن دَاوُد الثقفي، ومسلمة بْن
محارب، وغيرهما، قَالُوا: لما قتل الضحاك بْن قَيْس بمرج
راهط، وذلك للنصف من ذي الحجة سنة أربع وستين فِي أيام
مروان- أراد النعمان بْن بشير أن يهرب من حمص، وَكَانَ
عاملًا عليها، فخاف ودعا لابن الزُّبَيْر فطلبه أَهْل حمص
فقتلوه، واحتزوا رأسه، فقالت امرأته الكلبية: ألقوا رأسه
فِي حجري، فأنا أحق به، وكانت قبله عند مُعَاوِيَة بْن
أَبِي سُفْيَان، فَقَالَ لامرأته ميسون أم يَزِيد: اذهبي
فانظرى إليها، فأتتها، فنظرت، ثُمَّ رجعت فقالت: مَا
رَأَيْت مثلها. ثُمَّ قَالَتْ: لقد رأيتها ورأيت خالًا تحت
سرتها، ليوضعن رأس زوجها فِي حجرها، فتزوجها حبيب بْن سلمة
[3] ثُمَّ طلقها، فتزوجها النعمان بْن بشير، فَلَمَّا قُتل
وضعوا رأسه فِي حجرها.
قَالَ المسعودي: كَانَ النعمان بْن بشير واليًا عَلَى حمص
قد خطب لابن الزُّبَيْر ممالئا للضحاك بن قيس، فلما بلغه
وقعة راهط وهزيمة الزبيرية، وقتل الضحاك-
__________
[1] في أسد الغابة: وما خير من لا يلتقى بشكور.
[2] في أ، ش: ولكن ذا القربى الّذي يستحقه.
[3] في أ، ش: مسلمة.
(4/1499)
خرج عَنْ حمص هاربًا، فسار ليلة متحيرًا لا
يدري أَيْنَ يأخذ، فاتبعه خَالِد بْن عدي الكلابي فيمن خف
معه من أَهْل حمص، فلحقه وقتله، وبعث برأسه إِلَى مروان.
وَقَالَ الْحَسَن بْن عُثْمَانَ: وَفِي سنة أربع وستين
قتلت خيلُ مروان النعمان بْن بشير الْأَنْصَارِيّ، وَهُوَ
هارب من حمص.
وَقَالَ علي بْن المديني: قُتل النعمان بْن بشير بحمص
غيلة، قتله أَهْل حمص وَهُوَ والٍ لابن الزُّبَيْر.
وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن عِيسَى: قُتل النعمان بقرية من
قرى حمص يُقَالُ لَهَا بيران. روى عَنِ النعمان بْن بشير
من التابعين حميد بْن عَبْد الرحمن ابن عوف، والشعبي، وأبو
إِسْحَاق الهمداني، وسماك بْن حرب، وابنه مُحَمَّد بْن
النعمان.
(2615) النعمان بْن أَبِي خزمة- أَوْ خزمة بْن النعمان-
بْن أمية بْن البرك،
وَهُوَ امرؤ القيس بْن ثَعْلَبَة الْأَنْصَارِيّ الأوسي،
من بني ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عوف.
ذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ فيمن شهد بدرًا، وذكره ابْن
إِسْحَاق وغيره فيمن شهد بدرًا وأُحدًا.
(2616) النعمان بْن الزارع [1] عريف الأزد،
لا أعرفه بأكثر من هَذَا. رُوِيَ عَنْهُ أنه قَالَ: يَا
رَسُول اللَّه، كُنَّا نَعْتافُ فِي الجاهلية ... الحديث
[2] .
(2617) النعمان بْن سنان [3] ،
مَوْلَى لبني سلمة، ثُمَّ لبني عُبَيْد بْن عدي بْن غنم من
الأَنْصَار، شهد بدرا وأحدا.
(2618) النعمان بْن عَبْد عَمْرو بْن مَسْعُود بْن الأشهل
بن حارثة بن دينار بن النجار،
__________
[1] في ى: الزراع. والمثبت من هوامش الاستيعاب.
[2] في أسد الغابة: أخرج أبو عمر أيضا النعمان بن بازية
إلا أنه لم يخرج هذا الحديث فيه، ظنهما اثنين وظنهما ابن
مندة وأبو نعيم واحدا (5- 24) .
[3] في هامش أو هوامش الإستيعاب. سيار في كتاب الطبري.
(4/1500)
شهد بدرًا مَعَ أَخِيهِ الضحاك بْن عَبْد
عَمْرو، وقُتل النعمان بْن عَبْد عَمْرو يوم أحد شهيدا.
(2619) النعمان بْن العجلان الزَّرْقِيّ الْأَنْصَارِيّ.
هُوَ الَّذِي خلف عَلَى خَولة بِنْت قَيْس الأنصارية بعد
قَتل حَمْزَة بْن عَبْد المطلب عَنْهَا، وَكَانَ النعمان
بْن العجلان لسان الأَنْصَار وشاعرهم. ويقال: إنه كَانَ
رَجُلا أَحْمَر قصيرًا تزدريه العين، وكان سيدا وهو
القائل:
فقل لقريش نَحْنُ أصحاب مكة ... ويوم حنين والفوارس فِي
بدر
وأصحاب أحد والنضير وخيبر ... ونحن رجعنا من قريظة بالذكر
ويوم بأرض الشام إذ قيل [1] جَعْفَر ... وزيد وعَبْد
اللَّهِ فِي علق يجري
وَفِي كل يوم ينكر الكلب أهله ... نطاعن فِيهِ بالمثقفة
السمر
ونضرب فِي يوم العجاجة أرؤسًا ... ببيض كأمثال البروق
عَلَى الكفر
نصرنا وآوينا النبيّ ولم نحف ... صروف الليالي والعظيم من
الأمر
وقلنا لقوم هاجروا مرحبًا بكم ... وأهلًا وسهلًا قد أمنتم
من الفقر
نقاسمكم أموالنا وديارنا ... كقسمة أيسار الجزور عَلَى
الشطر
ونكفيكم الأمر الَّذِي تكرهونه ... وكنا أناسا نذهب العسر
باليسر
وَكَانَ خطاءً مَا أتينا وأنتم ... صوابًا كأنا لا نريش
ولا نبري
وقلتم حرام نصب سعدٍ ونصبكم ... عتيق ابْن عُثْمَانَ حلال
أَبَا بَكْر
وأهل أَبُو بَكْرٍ لَهَا خير قائمٍ ... وإن عليا كَانَ
أخلق للأمر
وكانا هوانا فِي علي وَإِنَّهُ ... لأهل لَهَا من حيث ندري
ولا ندري
وهذا بحمد اللَّه يشفي من العمى ... ويفتح آذانًا ثقلن من
الوقر
نجىّ رَسُول اللَّه فِي الغار وحده ... وصاحبه الصديق في
سالف الدّهر
__________
[1] في ى: وأسد الغابة: قتل.
(4/1501)
فلولا اتقاء اللَّه لم تذهبوا بها ... ولكن
هَذَا الخير [1] أجمع للصبر
ولم نرض إلا بالرضا لربما ... ضربنا بأيدينا إِلَى أسفل
القدر
(2620) النعمان بْن عدي بْن نضلة-
ويقال ابْن نضيلة- بن عبد العزّى بن حرثان ابن عوف بن عبيد
بن عويج بن عدي بْن كعب الْقُرَشِيّ العدوي، كَانَ من
مهاجرة الحبشة، هاجر إليها هُوَ وأبوه عدي بْن نضيلة أَوْ
نضلة، فمات عدي هناك بأرض الحبشة، هاجر إليها هُوَ وأبوه
عدي بْن نضيلة أَوْ نضلة، فمات عدي هناك بأرض الحبشة،
فورثه ابنه النعمان هناك، فكان النعمان أول وارثٍ فِي
الْإِسْلَام، وَكَانَ عدي أَبُوهُ أول مورث فِي
الْإِسْلَام، ثُمَّ ولى عُمَر النعمان هَذَا ميسان، ولم
يول عُمَر بْن الخطاب رَجُلا من قومه عدويًا غيره، وأراد
امرأته عَلَى الخروج معه إِلَى ميسان فأبَتْ عَلَيْهِ،
فأنشد النعمان أبياتًا كثيرة، وكتب بها إليها وهي [2] :
فمن مبلغ الحسناء أن حليلها [3] ... يميسان يسقى في زجاج
وحنتم
إذا شئت غنتى دهاقين قريةٍ ... وصناجة تحدو عَلَى كل ميسم
إذا كنت ندمانى فبالأكبر اسقى ... ولا تسقني بالأصغرِ
المُتثلم
لعل أمير المؤمنين يسوءُه ... تنادمُنا فِي الجوسَق
المُتَهدم
فبلغ ذلك عُمَر، فكتب إليه:
بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: حم، تَنْزِيلُ
الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، غافِرِ
الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي
الطَّوْلِ ... 40: 0- 3 الآية.
أما بعد فقد بلغني قولك:
لعل أمير المؤمنين يسوءُهُ ... تنادمنا فِي الجوسق
المُتَهدم
وايم اللَّه، لقد ساءني ذلك، وعزله، فَلَمَّا قدم عليه
سأله فقال: والله ما كان
__________
[1] في ى: الخبر.
[2] ياقوت (ميسان) .
[3] في ياقوت ألا هل أتى الحسناء ...
(4/1502)
من هَذَا شيء، وما كَانَ إلا فضل شعر
وجدته، وما شربتها قط. فَقَالَ:
أظن ذلك، ولكن لا تعمل لي عَلَى عملٍ أبدًا.
فنزل البصرة، فلم يزل يغزو مَعَ المسلمين حَتَّى مات.
وَهُوَ فصيح، يستشهد أَهْل اللغة بقوله: «ندمان» فِي معنى
نديم.
(2621) النعمان بْن عصر بْن الرَّبِيع بْن الْحَارِث بْن
أديم البلوى.
وقيل: هو النعمان ابن عصر بْن عُبَيْد بْن وائلة بْن حارثة
[1] البلوى، حليف للأنصار لبني معاوية ابن مالك بْن عَمْرو
بْن عوف، شهد بدرًا والمشاهد كلها. وقُتل يوم اليمامة
شهيدًا.
قَالَ موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وأبو معشر، والواقدي:
نعمان بن عصر- بكسر العين وسكون الصاد. وَقَالَ هشام بن
محمد الكلبي: نعمان بن عصر بالفتح وَقَالَ عَبْد اللَّهِ
بْن مُحَمَّد بْن عمار: هُوَ لقيط بْن عصر [2] ، شهد
بدرًا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها، وقتل يوم اليمامة-
ذكر ذلك كله الطبري.
(2622) النعمان بْن عَمْرو بن رفاعة بن سواد.
ويقال رفاعة بْن الْحَارِث بْن سواد بْن مالك بن غنم بن
مالك بن النجار. شهد بدرًا، يُقَالُ له نُعيمان، شهد
العقبة الآخرة، وَهُوَ من السبعين فِيهَا فِي قول ابْن
إِسْحَاق، وشهد بدرًا والمشاهد كلها مَعَ رسول صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: بقي
نعيمان حَتَّى تُوُفِّيَ فِي خلافة مُعَاوِيَة. قَالَ
أَبُو عُمَر: أظنه صاحب أَبِي بَكْر وسويبط رَضِيَ اللَّه
عَنْهُمْ، وأظن أنه الَّذِي جلد فِي الخمر أكثر من خمس
مِرار.
(2623) النعمان بْن قوقل.
ويقال النعمان بْن ثَعْلَبَة. وثعلبة يدعى [3] قوقلا.
__________
[1] في أ: جارية ونسبه في الطبقات على غير هذا.
[2] بفتح العين وسكون الصاد (أسد الغابة 5- 27) .
[3] في هامش أ: اسمه غنم.
(م 5- الاستيعاب- رابع)
(4/1503)
من حديثه عن النبي صلى الله عليه
وَسَلَّمَ: أرأيت إن صليتُ الخمس، وأحللتُ الحلال، وحرمت
الحرام، لأدخل [1] الجنة؟ قال: نعم: رواه عَنْهُ جَابِر،
ورواه عَنْهُ أَبُو صالح، ولم يسمعه منه. وَقَالَ مُوسَى
بْن عُقْبَةَ: النعمان بْن ثَعْلَبَة- وَهُوَ قوقل- وَهُوَ
صاحب القول يوم أحد، ذكره فِي البدريين، وذكر ابْن أَبِي
حاتم عَنْ أَبِيهِ النعمان بْن قَوقَل. كوفي له صحبة. روى
عَنْهُ بلال بْن يَحْيَى. قَالَ أَبُو عُمَر: فِي هَذَا
وَفِي الّذي بعده [2] نظر، أحسبهما واحدا.
(2624) النعمان بْن قَيْس الْحَضْرَمِيّ.
له صحبة. روى عَنْهُ إياد بْن لقيط السكوني.
(2625) النعمان بْن مالك بْن ثَعْلَبَة بْن دعد بْن فهر
بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج،
وثعلبة بْن دَعد هُوَ الَّذِي يسمى قوقلًا، وَكَانَ له عز،
فكان يُقَالُ للخائف إذا جاء قوقل حيث شئت فأنت آمن،
فَقِيلَ لبني غنم وبني سالم لذلك قواقلة، ولذلك يُدْعَون
فِي الديوان بنو قوقل.
شهد النعمان بدرًا وأُحدًا، وقُتل يوم أحدٍ شهيدًا، قتله
صفوان بْن أمية فِي قول مُحَمَّد بْن عُمَر، وأما عَبْد
اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمارة فإنه قَالَ: الَّذِي شهد
بدرًا وقتل يوم أحد النعمان الأعرج ابن مالك بن ثعلبة بن
أصرم بن فهر بن ثعلبة ابن غَنم. وَالَّذِي يدعى قوقلًا
هُوَ النعمان بْن مالك بْن ثَعْلَبَة بْن دعد بْن فهر بْن
ثَعْلَبَة بْن غَنم، لم يشهد بدرًا.
قَالَ أَبُو عُمَر: ذكر السدي أن النعمان بْن مالك
الْأَنْصَارِيّ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حين خروجه إِلَى أحد ومشاورته عبد
الله بن أبىّ بن سلول، ولم يشاوره قبلها، فَقَالَ النعمان
بْن مالك: والله يا رسول الله
__________
[1] أ، وأسد الغابة: أدخل.
[2] الّذي بعده وفي الترتيب الأول للكتاب هو النعمان بن
مالك بن ثعلبة، وسيأتي برقم 2625 في هذه الطبعة.
(ظهر الاستيعاب ج 4- م 3)
(4/1504)
لأدخلن الجنة. فقال له: بم؟ فَقَالَ: بأني
أشهد أَنَّ لا إِلَهَ إلا الله وأنك رسول الله، وأنى لا
أفِر من الزحف. قَالَ: صدقت، فقتل يومئذ.
(2626) النعمان بْن مقرن بْن عائذ المزني.
ويقال النعمان بْن عَمْرو بْن مُقرن.
يُكَنَّى أَبَا عَمْرو وقيل يُكَنَّى أَبَا حكيم، وينسبونه
النعمان بْن مقرن بْن عائذ بْن ميجا [1] بْن هجير بن نصر
بْن حبشية بْن كعب بْن عَبْد بْن ثور بن هدمة بن لاطم بن
عثمان، وَهُوَ مُزينة [2] بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة
المزني، كَانَ صاحب لواء مزينة يوم الفتح. قَالَ مصعب:
هاجر النعمان بْن مقرن، ومعه سبعة أخوة له، أخبرناه سَعِيد
بْن نصر، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا ابن وَضَّاحٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافَ،
قَالَ: عَجِلَ شَيْخٌ فَلَطَمَ خَادِمًا لَهُ، فَقَالَ
لَهُ سُوَيْدُ بْنُ مُقَرِّنٍ: أَعَجَزَ عَلَيْكَ إِلا
حُرُّ وَجْهِهَا، لَقَدْ رَأَيْتُنيِ سَابِعَ سَبْعَةٍ
مِنْ بَنِي مُقَرِّنٍ مَا لَنَا خَادِمٌ إِلا وَاحِدَةً،
فَلَطَمَهَا أَصْغَرُنَا، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَعْتِقَهَا.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السلام، حدثنا محمد
بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ،
عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سُوَيْدِ
بْنِ مُقَرِّنٍ مِثَّلُه، وَقَالَ فِيهِ: لَقَدْ
رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَنْ إِخْوَتِي مَعَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى عَنِ النعمان بن مقرن أنه قال: قدمنا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
__________
[1] في أ: منجى. وفي أسد الغابة: ميجا- بكسر الميم وبالياء
تحتها نقطتان- قاله ابن ماكولا. وحبشية- بضم الحاء المهملة
وسكون الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة، وتشديد الياء
تحتها نقطتان وآخره هاء (5- 31) .
[2] أسد الغابة: عُثْمَان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة
المزني. وولد عثمان هم مزينة نسبة إلى أمهم (5- 30) .
(4/1505)
فِي أربعمائة من مزينة. ثُمَّ سكن البصرة،
وتحول عَنْهَا إِلَى الكوفة، فوجهة سعد إِلَى تُسْتَر
فصالح أَهْل زَنْدَوَرْد. وقدم المدينة بفتح القادسية،
وورد حينئذ عَلَى عُمَر اجتماع أَهْل أصبهان وهمذان والري
وأذربيجان ونهاوند، فأقلقه ذلك، وشاور أصحاب النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ له علي بْن
أَبِي طَالِب: ابعث إِلَى أَهْل الكوفة فيسير ثلثاهم ويبقى
ثلثهم عَلَى ذراريهم، وابعَث إِلَى أَهْل البصرة. قَالَ:
فَمَنْ أستعمل عليهم، أشر علي. فَقَالَ: أنت أفضلنا رأيًا
وأعلمنا. فَقَالَ: لأستعملن عليهم رَجُلا يكون لَهَا. فخرج
إِلَى المسجد، فوجد النعمان بْن مقرن يصلي فِيهِ، فسرحه
وأمره، وكتب إِلَى أَهْل الكوفة بِذَلِك.
وقد رُوِيَ أنه كتب إِلَى النعمان بْن مقرن يستعمله ليسير
بثلثي أَهْل الكوفة وأهل البصرة، وَقَالَ: إن قُتل النعمان
فحذيفة وإن قُتل حذيفة فجرير. فخرج النعمان ومعه حذيفة،
والزبير، والمغيرة بْن شُعْبَة، والأشعث بْن قَيْس، وعَبْد
اللَّهِ بْن عُمَر، كلهم تحت رايته، وَهُوَ أمير الجيش،
ففتح اللَّه عَلَيْهِ أصبهان، فَلَمَّا أتى نهاوند قَالَ
النعمان: يَا معشر المسلمين، شهدت رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا لم يقاتل أول النهار أخر
القتال حَتَّى تزول الشمس، وتهب الرياح، وينزل النصر،
اللَّهمّ ارزق النعمان شهادةً بنصر المسلمين، وافتح عليهم،
فأمن المسلمون.
وقال لهم: إن أهز اللواء ثلاث مرات، فإذا هززت الثالثة
فاحملوا، ولا يلوي أحد عَلَى أحدٍ، وإن قتل النعمان فلا
يلوي عَلَيْهِ أحد، فَلَمَّا هز اللواء الثالثة حمل، وحمل
معه الناس، فكان أول صريح، وأخذ الراية حذيفة، ففتح اللَّه
عليهم. وكانت وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين، وَكَانَ قتل
النعمان بْن مقرن يوم جمعة، ولما جاء نعيه عُمَر بْن
الخطاب خرج، فنعاه إِلَى الناس عَلَى المنبر، ووضع يده
عَلَى رأسه يبكى.
(4/1506)
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ
حُصَيْنٍ، قَالَ، قَالَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ لِلإِيمَانِ
بُيُوتًا، وَلِلنِّفَاقِ بيوتا، وإن بَيْتَ بَنِي
مُقَرِّنٍ مِنْ بُيُوتِ الْإِيمَانِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ
مُقَرِّنٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ،
وَطَائِفَةٌ مِنَ التابعين، منهم محمد بن سِيرِينَ،
وَأَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ
باب نعيم
(2627) نعيم بْن أوس الداري،
أخو تميم بْن أوس يُقَالُ: إنه قدم مَعَ أَخِيهِ تميم وابن
عمهما أَبِي هند عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فأقطعهم مَا سألوه، وقد أبى ذلك قوم فَقَالُوا:
لم يقدم نعيم مَعَ أَخِيهِ تميم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يُذكر فِي الصحابة.
(2628) نعيم بْن عَبْد اللَّهِ النحام، الْقُرَشِيّ
العدوي.
هُوَ نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عوف بن عبيد بن عويج بن
عدي بْن كعب بْن لؤي. وإنما سمي النحام لأن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: دخلت الجنة
فسمعت نحمة من نعيمٍ فِيهَا. والنحمة السعلة. وقيل النحمة
النحنحة الممدودة آخرها، فسمي بِذَلِك النحام. كَانَ نعيم
النحام قديم الْإِسْلَام، يُقَالُ: إنه أسلم بعد عشرة
أنفسٍ قبل إسلام عُمَر بْن الخطاب. وَكَانَ يكتمُ إسلامه،
ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة، لأنه كَانَ ينفق عَلَى
أرامل بني عدي وأيتامهم ويموتهم، فَقَالُوا:
أقِم عندنا عَلَى أي دين شئت، وأقم فِي ربعك، واكفنا مَا
أنت كافٍ من أمر أراملنا، فو الله لا يتعرض لك أحد إلا
ذهبت أنفسنا جميعًا دونك. وزعموا
(4/1507)
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حين
قدم عَلَيْهِ: قومك، يَا نعيم، كانوا خيرًا لك من قومي لي.
قَالَ: بل قومك خير يَا رَسُول اللَّه. قَالَ رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قومي أخرجوني،
وأقرك قومك وزاد الزُّبَيْر- فِي هَذَا الخبر فَقَالَ
نعيم: يَا رَسُول اللَّه، قومك أخرجوك إِلَى الهجرة وقومي
حبسوني عَنْهَا. وكانت هجرة نعيم عام خيبر. وقيل: بل هاجر
فِي أيام الحديبية وقيل: إنه أقام بمكة حَتَّى كَانَ قبل
الفتح.
واختلف فِي وقت وفاته، فَقِيلَ: قُتل بأجنادين شهيدًا سنة
ثلاث عشرة فِي آخر خلافة أَبِي بَكْر. وقيل: قُتل يوم
اليرموك شهيدًا فِي رجب سنة خمس عشرة فِي خلافة عُمَر
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: كَانَ نعيم قد هاجر أيام الحديبية،
فشهد مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَا بعد ذلك من المشاهد، وقُتل يوم اليرموك فِي رجب سنة
خمس عشرة. يروي عَنْهُ نافع، ومحمد بْن إِبْرَاهِيمَ
التيمي، وما أظنهما سمعا منه [1] .
(2629) نعيم بْن مَسْعُود بْن عامر الأشجعي،
هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي الخندق، وَهُوَ
الَّذِي خذل المشركين وبني قريظة حَتَّى صرف اللَّه
المشركين بعد أن أرسل عليهم ريحًا وجنودًا لم يروها. خبره
فِي تخذيل بني قريظة والمشركين فِي السير خبر عجيب. وقيل:
إنه الَّذِي نزلت [2] فِيهِ:
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ
جَمَعُوا لَكُمْ ... 3: 173 الآية- يعني نعيم بْن مَسْعُود
وحدة، كني عَنْهُ وحده بالناس فِي قول طائفةٍ من أَهْل
التفسير.
قَالَ بعض أَهْل المعاني: إنما قيل ذلك لأن كل واحدٍ من
الناس يقوم مقام الآخر فِي مثل ذلك. وقد قيل في تأويل
الآية غير ذلك.
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: قال النووي: إنهما لم يدركاه (58)
.
[2] سورة آل عمران، آية 173.
(4/1508)
سكن نعيم بْن مَسْعُود المدينة، ومات فِي
خلافة عثمان. روى عنه ابنه سلمة ابن نعيم. وقيل: بل قتل
نعيم بْن مَسْعُود فِي الجمل الأول قبل قدوم علي مَعَ
مجاشع ابن مَسْعُود السلمي، وحكيم بْن جبلة، ونعيم بْن
مسعود الأشجعي. كان رسول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ابْن ذي اللحية.
(2630) نعيم بْن مقرن،
أخو النعمان بْن مقرن، خلف أخاه النعمان حين قُتل بنهاوند،
وكانت عَلَى يديه فتوح كثيرة، وَهُوَ وأخوهُ من جِلة
الصحابة، وكانوا من وجوه مزينة، وَكَانَ عُمَر بْن الخطاب
يعرف لنعيم والنعمان موضِعَهما.
(2631) نعيم بْن هزال الأسلمي،
من بني مالك بْن أفصى. سكن المدينة، روى عَنْهُ المدنيون
قصة رجم ماعز الأسلمي. وقد قيل: إنه لا صُحبة لنعيم هَذَا،
وإنما الصحبة لأبيه هزال، وَهُوَ أولى بالصواب، والله
أعلم.
(2632) نعيم بْن همار،
ويقال ابْن حمار [1] وابن هبار، وابن هدار، وابن [2] خمار،
وابن همام. كل هَذَا قد قيل فِيهِ، وَهُوَ غطفاني معدود
فِي أَهْل الشام. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا واحدًا فِيمَا يحكيه عَنْ ربه
تعالى، إنه قَالَ: ابْن آدم، صل لي أربع ركعات أول النهار
أكفك آخره. اختلف فِي هَذَا الخبر اختلافًا كثيرًا
كاختلافهم فِي اسم أَبِيهِ، فمنهم من يجعله عَنْ نعيم،
عَنْ عقبة بْن عامر، وحدث مكحول عَنْ نعيم، ولم يسمع منه
كثير بْن مرة، وقيس الجذامي. وقد روى عَنْ نعيم بْن همار
هَذَا أَبُو إدريس الْخَوْلَانِيّ.
يُعّد فِي الشاميين قَالَ أَحْمَد بْن حنبل- فِيمَا روى
عَنْهُ حنبل بْن إِسْحَاق:
اختلفوا فِي نسبه، فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي:
نعيم بن هيار. وقال الخياط:
__________
[1] في ى: حماد. وفي الطبقات. هبار. (7- 130) . وفي
الإصابة: همار، ويقال ابن هبار، وابن هدار، وابن حمار،
وابن خمار، وهمار أصح. (4- 539) .
[2] في ى: حمار.
(4/1509)
نعيم بْن همار. وَقَالَ الْوَلِيد بْن
مُسْلِم، عَنْ سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز: نعيم بْن حمار.
وَقَالَ الْغَلابِيّ، عَنْ يَحْيَى بْن معين: اختلف الناس
فِي نعيم بْن همار، فَقَالُوا:
هبار، وقالوا: حمار وأهل الشام يقولون: همار، وهم أعلم به.
وقال غير ابن معين وأحمد كل ما وصفنا والحمد للَّه.
باب نفير
(2633) نفير بْن مجيب [1] الثمالي.
شامي، كَانَ من قدماء الصحابة. روى عَنْهُ الحجاج بْن
عَبْد اللَّهِ الثمالي- وله صحبة أَيْضًا- حديثًا مرفوعًا
فِي صفة جهنم أعاذنا اللَّه منها وأجارنا من عذابها: إن
فِيهَا سبعين ألف وادٍ. وَهُوَ حديث منكر، لا يصح. وَقَالَ
أَبُو زرعة وأبو حاتم الرازيان: إنما هُوَ سُفْيَان ابن
مجيب [1] ، ولم يقله [2] غيرهما، والله أعلم بالصواب.
(2634) نفير بْن المغلس [3] بْن نفير الْحَضْرَمِيّ
ويقال: نُفير بْن مالك بْن عامر الْحَضْرَمِيّ وَهُوَ والد
جُبير بْن نُفير، يُكَنَّى أَبَا جُبَيْر. ويقال أبو خمير-
بالخاء المعجمة والميم. قال خَالِد بْن عِيسَى فِي تاريخ
أَهْل حمص: له صحبة، وَهُوَ معدود فِي الشاميين. روى
عَنْهُ ابنه جُبَيْر بْن نفير أحاديث منها فِي صفة الوضوء،
ومنها فِي قصة الدجال حديث طويل. وابنه جُبير بْن نفير
جاهلي إسلامي، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ولم يرد، وَهُوَ معدود فِي كبار التابعين بالشام
أَيْضًا، وقد ذكرناه.
__________
[1] في أ، ش: محبب.
[2] في أ: بلى ناله ابن قانع أيضا.
[3] في أسد الغابة: نفير بن جبير، ويقال: نفير بن المغلس.
(4/1510)
باب نمير
(2635) نمير بْن أوس الأشجعي،
ويقال الْأَشْعَرِيّ. ذكره فِي الصحابة مَنْ لم يمعن النظر
روى عَنْهُ ابنه الْوَلِيد بْن نمير، ولا يصح له عندي
صحبة، وإنما روايته عَنْ أَبِي الدرداء، وأم الدرداء،
وَكَانَ قاضي دمشق.
(2636) نمير بْن خرشة بْن ربيعة الثقفي.
حليف لهم، من بني الْحَارِث بْن كعب.
كَانَ أحد الذين قدموا مع عَبْد ياليل بإسلام ثقيف.
(2637) نمير بن أبى نمير [1]
الخزاعي.
ويقال الْأَزْدِيّ يُكَنَّى أَبَا مالك بابنه مالك ابن
نمير. سكن البصرة، ولم يَرو حديثه غير عصام بن قدامة، عن
مالك ابن نمير، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجلوس بالصلاة.
باب نَهِيك
(2638) نهيك بْن أوس بْن خزمة بْن عدي بْن أَبِي بْن غنم
بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف بْن الخزرج،
من القواقل، شهد أحدا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم. هو ابْن أخي خزيمة بْن خزمة، ذكره
الطبري وغيره.
(2639) نهيك بْن صريم [2] اليشكري.
ويقال السكوني. معدود فِي أَهْل الشام، له حديث واحد روى
عَنْ أَبِي إدريس الْخَوْلَانِيّ، عَنْهُ، عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ليقاتلن
المشركين- أو قال الكفار- حَتَّى يقاتل بقيتكم الدجال
عَلَى نهر بالأردن. الحديث.
(2640) نهيك بْن عَاصِم بْن المنتفق [3] .
قدم عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وَفدِ بني
المنتفق مَعَ أَبِي رزين لقيط بْن عامر، وَهُوَ مذكور فِي
حديث أَبِي رزين العقيلي الحديث الطويل.
__________
[1] في أسد الغابة: اسم أبى نمير مالك الخزاعي وقيل
الأزدي، أبو مالك (5- 41) .
[2] بفتح أوله وبالتصغير كما في الإصابة.
[3] في أسد الغابة: ابن عاصم بن مالك بن المنتفق.
(4/1511)
باب نوفل
(2641) نوفل بْن ثَعْلَبَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن نضلة بْن
مالك بْن العجلان بْن مالك [1] ابن غنم بن سالم بن عوف بن
عمرو [بْن عوف] [2] بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ السالمي،
ثُمَّ الخزرجي، شهد بدرًا، وقتل يوم أُحدٍ شهيدًا.
(2642) نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الْقُرَشِيّ
الهاشمي.
يُكَنَّى أَبَا الْحَارِث، كَانَ أسن من إخوته ومن سائر
مَنْ أسلم من بني هاشم، كلهم كَانَ أسن من الْعَبَّاس
وحمزة، أسر يوم بدر وفداه الْعَبَّاس، ثُمَّ أسلم وهاجر
أيام الخندق. وقيل: بل هُوَ الَّذِي فدى نفسه برماح [3] .
وآخى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين
الْعَبَّاس، وكانا شريكين فِي الجاهلية، متفاوضين فِي
المال متحابين وشهد نوفل مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة.
وشهد حُنينًا، والطائف، وَكَانَ مِمَّنْ ثبت يوم حنين مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعان يوم حُنين رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاثة آلاف
رمح، فَقَالَ له رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: كأني انظر إلى رماحك أنا الْحَارِث تقصف أصلاب
المشركين. وقيل: إنه أسلم يوم فدى نفسه. قَالَ مُحَمَّد
بْن سعد [4] :
حَدَّثَنَا علي بْن عِيسَى النوفلي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث، عن عبد الله بن
الحارث بن نوفل، قَالَ: لما أُسر نوفل بْن الْحَارِث
بِبَدر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفد نفسك.
قال: ما لي شيء أفْتَدي به.
قَالَ: افْدِ نفسك بِرِمَاحك التي بِجْدة. قَالَ: والله
مَا علم أَحد أن لي بجدة رماحًا غيري بعد اللَّه أشهد أنك
رَسُول اللَّه. ففدى نفسه بها، وكانت
__________
[1] في أ: زيد.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: برماحه.
[4] الطبقات: 4- 31.
(4/1512)
ألفَ رمح. وتوفي بالمدينة فِي داره بها سنة
خمس عشرة فِي خلافة عُمَر وصلى عَلَيْهِ عُمَر بعد أن مشى
معه إِلَى البقيع، ووقف عَلَى قبره حَتَّى دفن.
(2643) نوفل بْن فَروَة الأشجعي.
له صحبة. نزل الكوفة لم يَرو عَنْهُ غير بنيه: فروة، وعبد
الرحمن، وسحيم بنى نوفل، حديثه في قُلْ يا أَيُّهَا
الْكافِرُونَ 109: 1 مختلف فيه، مضطرب الإسناد، لا يثبت.
(2644) نوفلُ بْن مُعَاوِيَة بْن عَمْرو الديلي.
ويقال نوفل بْن مُعَاوِيَة بْن عروة الديلي. ويقال:
الكناني. وَهُوَ من بني الديل بْن بَكْر بْن عَبْد مناة
بْن كنانة، ثُمَّ أحد بني نفاثة بْن عدي بْن الديل. وقيل:
إنه عُمِّر فِي الجاهلية ستين سنة وَفِي الْإِسْلَام ستين
سنة. وقيل: بل كَانَ منتهى عمره مائة سنة.
أول مشاهده مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فتح مكة، وَكَانَ أسلم قبل، وخرج مَعَ رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منصرفه إِلَى
المدينة، ونزل بها فِي بني الديل، وحج مَعَ أَبِي بَكْر
سنة تسع ومع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سنة عشر، ولم يزل ساكنًا بالمدينة حَتَّى تُوُفِّيَ بها
فِي زمن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة روى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وعبد الرَّحْمَن بْن مطيع
بْن الأسود، وعراك بْن مالك.
باب نِيَارٍ
(2645) نِيار بْن ظالم بْن عبس الْأَنْصَارِيّ.
من بني النجار. شهد أُحُدًا- قاله الطبري.
(2646) نيار بْن مَسْعُود بْن عبدة بن مظهّر [1] .
شهد أحدا مع النبي صلى الله عليه وسلم هو وابنه مسعود-
قاله الطبري.
__________
[1] الضبط من أسد الغابة.
(4/1513)
(2647) نيار بْن مُكْرَمٍ الأسلمي.
له صحبة ورواية. هُوَ أحَدُ الَّذِينَ دفنوا عُثْمَان بْن
عفان، وهم: حكيم بْن حزام، وجبير بْن مطعم، وأبو جهم ابن
حذيفة، ونيار بْن مكرم. وَقَالَ مالك بْن أَنَس: إن جَدّه
مالك بْن عامر كَانَ خامسهم. روى نيار بْن مكرم عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تفسير
قول الله عز وجل: الم غُلِبَتِ الرُّومُ ... 30: 1- 2
إِلَى قوله: يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ...
30: 4- 5 الحديث بطوله. روى عَنْهُ عروة بْن الزُّبَيْر،
وابنه عَبْد اللَّهِ بْن نيار، والله أعلم.
باب الأفراد فِي حرف النون
(2648) النابغة الجعدي.
ذكرناه فِي باب النون لأنه غلب [1] عَلَيْهِ النابغة،
واختلف فِي اسمه، فقيل: قيس بْن عبد الله [بن عمر] [2]
وقيل: حبان [3] ابن قيس [بن عبد الله] [4] بن عمرو بن عدس
بن ربيعة بن جعدة بن كعب ابن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة
وقيل: اسمه حبان [3] بن قيس بن عبد الله ابن وحوح بْن عدس
بْن ربيعة بْن جعدة. وإنما قيل له النابغة فِيمَا يقولون
لأنه قَالَ الشعر فِي الجاهلية ثم أقام مدة نحو ثلاثين سنة
لا يقول الشعر، ثم نبغ فيه [بعد] [2] فقاله، فسمي النابغة
قَالُوا: وَكَانَ قديمًا شاعرًا محسنًا طويل البقاء فِي
الجاهلية والإسلام، وَهُوَ عندهم أسن من النابغة الذبياني
وأكبر واستدلوا عَلَى أنه أكبر من النابغة الذبياني لأن
النابغة الذبياني كَانَ مَعَ النعمان بن المنذر فِي عصره.
وَكَانَ النعمان بْن المنذر [بعد المنذر] [2] بْن محرق،
وقد أدرك النابغة الجعدي [المنذر بن محرق] [2] ، ونادمه،
ولكن
__________
[1] في أ: لأن الأغلب.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: حيان.
[4] ليس في أسد الغابة.
(4/1514)
النابغة الذبيانيّ مات قبله. وعمر الجعدي
بعده عمرًا طويلًا. ذكره عمر بْن شبة عَنْ أشياخه أنه عمر
مائة وثمانين سنة، وأنه أنشد عُمَر بن الخطاب:
لقيت [1] أناسًا فأفنيتهم ... وأفنيت بعد أناس أناسا [2]
ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وَكَانَ الإله هُوَ المستآسا [3]
فَقَالَ له عمر: كم لبثت مَعَ كل أهل؟ قَالَ: ستين سنة.
قَالَ ابْن قتيبة:
عمر النابغة الجعدي مائتين وعشرين سنة، ومات بأصبهان. وهذا
أَيْضًا لا يدفع، لأنه قَالَ فِي الشعر السيني الَّذِي
أنشده عمر أنه أفنى ثلاثة قرون كل قرن من القرون ستين سنة،
فهذه مائة وثمانون سنة، ثم عمر إِلَى زمن ابْن الزُّبَيْر
وإلى أن هاجى أوس بْن مغراء [4] ثم ليلى الأخيلية، وَكَانَ
يذكر فِي الجاهلية دين إِبْرَاهِيم والحنيفية، ويصوم
ويستغفر فِيمَا ذكروا، وَقَالَ فِي الجاهلية كلمته التي
أولها:
الحمد للَّه لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما
وفيها ضروب من دلائل التوحيد، والإقرار بالبعث والجزاء،
والجنة والنار. وصفه بعض ذلك عَلَى نحو شعر أمية بْن أبي
الصلت. وقد قيل:
إن هَذَا الشعر لأمية، ولكنه قد صححه يونس بْن حبيب، وحماد
الرواية، ومحمد بْن سلام، وعلي بْن سُلَيْمَانَ الأخفش
للنابغة الجعدي.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وفد النابغة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما. وأنشده، ودعا له رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أول
مَا أنشده قوله فِي قصيدته الرائية:
أَتَيْتُ رَسُولَ الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابا
كالمجرة نيّرا
__________
[1] في أ: لبست.
[2] المستآس: المستعاض.
[3] الشعر والشعراء: صفحة 249.
[4] في أ: معن.
(4/1515)
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ أَحْمَدَ
بْنِ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ قَاسِمَ بْنَ
أَصْبَغَ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ
أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الشَّمْسِ [1] ، قَالَ:
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّابِغَةَ الْجَعْدِيَّ
يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْشَدْتُهُ قَوْلِي:
وَإِنَّا لَقَوْمٌ مَا نُعَوِّدُ خيلنا ... إذا ما التقينا
أن تحيد وتنفرا
وننكر يوم الروع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجون
أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها ... صحاحا ولا مستنكرا أن تعقرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذَلِكَ
مَظْهَرًا
وَفِي رُوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ:
عَلَوْنَا عَلَى طُرِّ الْعِبَادِ تَكَرُّمًا ... وَإِنَّا
لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرًا
وَفِي سَائِرِ الرِّوَايَاتِ كَمَا ذَكَرْنَا، إِلا أَنَّ
مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُونَ: مَجْدُنَا وَجُدُودُنَا،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا لَيْلَى؟ قَالَ: فَقُلْتُ: إِلَى
الْجَنَّةِ.
قَالَ: نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. فَلَمَّا
أَنْشَدْتُهُ:
وَلا خَيْرَ فِي حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن
يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر
أصدرا
فقال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا
يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ. قال: وكان من أحسن الناس ثعرا.
وَكَانَ إِذَا سَقَطَتْ لَهُ سِنٌّ نَبَتَتْ [أُخْرَى] [2]
. وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ لِهَذَا
الْخَبَرِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ كَأَنَّ فَاهُ
الْبَرَدُ الْمُنْهَلُّ يَتَلَأْلَأُ وَيَبْرُقُ، مَا
سَقَطَتْ لَهُ سِنٌّ وَلا تَفَلَّتَتْ [3] لِقَوْلِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم:
__________
[1] في أعبد الله التميمي.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: نغلت.
(4/1516)
أَجَدْتَ لا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ.
قَالَ: وعاش النابغة بدعوة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أتت عَلَيْهِ. مائة واثنتا عشرة
سنة، فَقَالَ فِي ذلك:
أتت مائة لعام ولدت فيه ... وعشر بعد ذلك واثنتان [1]
وقد أبقت صروف الدهر مني ... كما أبقت من الذكر اليماني
ألا زعمت بنو سعد بأني ... وما كذبوا كبير السن فاني
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد روينا هَذَا الخبر من وجوه كثيرة
عَنِ النابغة الجعدي من طريق يَعْلَى بْن الأشدق وغيره،
وليس فِي شيء منها من الأبيات مَا فِي هذه الرواية، وهذه
أتمّها وأحسنها سياقة، إلا أنّ في رواية يعلى بن الأشدق
وعبد الله ابن جراد أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أجدت لا يفضض اللَّه فاك. وليس
فِي هذه الرواية «أجدت» . وما أظن النابغة إلا وقد أنشد
الشعر كله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وهي قصيدة طويلة نحو مائتي بيت أولها:
خليلي غضا ساعة وتهجرا ... ولو مَا عَلَى مَا أحدث الدهر
أَوْ ذرا
وقد ذكرت منها ما أنشده أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن
عبد السلام الخشني، عَنْ أبي الفضل الرياشي رحمة اللَّه
عليهما فِي آخر باب النابغة هَذَا من هَذَا الكتاب، وَهُوَ
من أحسن مَا قيل من الشعر فِي الفخر بالشجاعة سباطة ونقاوة
وجزالة وحلاوة، وفي هَذَا الشعر مما أنشده رسول الله صلى
الله عليه وسلم:
أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابا كالمجرّة
نيّرا
وجاهدت حتى ما أحسن ومن معى ... سهيلا إذا مَا لاح ثم
تحورا [2]
أقيم عَلَى التقوى وأرضى بفعلها ... وكنت من النار المخوفة
أحذرا [3]
__________
[1] في المهذب: وحجتان.
[2] في أ: ثم تغورا. وفي مهذب الأغاني: ثمت غورا.
[3] في مهذب الأغاني: أوجرا.
(4/1517)
وأسلم وحسن إسلامه، وَكَانَ يرد عَلَى
الخلفاء، ورد عَلَى عمر، ثم عَلَى عُثْمَان، وله أخبار
حسان.
وَقَالَ عمر بْن شبة: كَانَ النابغة الجعدي شاعرًا مغلبًا
[1] إلا أنه كَانَ إذا هاجى غلب. هاجى أوس بْن مغراء،
وليلى الأخيلية، وكعب بْن جعيل، فغلبوه، وَهُوَ أشعر منهم
مرارًا، ليس فيهم من يقرب منه، وكذلك قَالَ فيه ابْن سلام
[2] وغيره. وذكر الهيثم بْن عدي، قَالَ: رعت بنو عامر
بالبصرة فِي الزروع، فبعث أَبُو مُوسَى الأشعري فِي طلبهم،
فتصارخوا يَا آل عامر! فخرج النابغة الجعدي، ومعه عصبة له،
فأتى به أَبُو مُوسَى، فَقَالَ له: مَا أخرجك؟
قال: سمعت داعية قومي. قال: فضربه أسواطا. فقال النابغة في
ذلك:
رأيت البكر بكر بني ثمود [3] ... وأنت أراك بكر الأشعرينا
فإن تك لابن عفان أمينًا ... فلم يبعث بك البر الأمينا
فيا قبر النَّبِيّ وصاحبيه ... ألا يَا غوثنا لو تسمعونا
ألا صلى إلهكم عليكم ... ولا صلى عَلَى الأمراء فينا
فَأَمَّا خَبَرُهُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَنِي
عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
زُهَيْرٍ، حدثنا زبير بن بكار، حدثني هارون ابن أَبِي
بَكْرٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْبَهْزِيُّ، حدثنا سليمان بن محمد، عن يحيى ابن
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَقْحَمْتِ السَّنَةُ
نَابِغَةَ بَنِي جَعْدَةَ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ،
فَأَنْشَدَهُ:
حَكَيْتَ لَنَا الصِّدِّيقَ لَمَّا وَلِيتَنَا ...
وَعَثْمَانَ وَالْفَارُوقَ فَارْتَاحَ معدم
__________
[1] في ى: معذبا.
[2] الطبقات صفحة 105.
[3] في ى: تمور.
(4/1518)
وسويت بين الناس في الحق فاستووا [1] ...
فعاد صباحا حالك اللين مُظْلِمُ
أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى تَجُوبُ بِهِ الدُّجَى ... دجى
الليل جوّاب الفلاة عرموم [2]
لِتَجْبُرَ مِنْهُ جَانِبًا دَعْدَعَتْ [3] بِهِ ...
صُرُوفُ اللَّيَالِي والزمان المصمّم
قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ
يَا أَبَا لَيْلَى، فَإِنَّ الشِّعْرَ أَهْوَنُ
وَسَائِلِكَ عِنْدَنَا. أَمَّا صَفْوَةُ [4] مَالِنَا
فَإِنَّ بَنِي أَسَدٍ [5] شَغَلَتْنَا عَنْكَ، وَأَمَّا
صَفْوَتُهُ فَلآلِ الزُّبَيْرِ، وَلَكِنْ لَكَ فِي مَالِ
اللَّهِ حَقَّانِ: حَقٌّ لِرُؤْيَتِكَ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَقٌّ لشركتك أهل
الإسلام في فيتهم، ثُمَّ أَدْخَلَهُ دَارَ النَّعَمِ،
فَأَعْطَاهُ قَلائِصَ سَبْعًا وَفَرَسًا [وَخَيْلا] [6] ،
وَأَوْقَرَ لَهُ الرِّكَابَ بُرًّا وَتَمْرًا وَثِيَابًا،
فَجَعَلَ النَّابِغَةُ يَسْتَعْجِلُ وَيَأْكُلُ الْحَبَّ
صِرْفًا، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ:
وَيْحَ أَبِي لَيْلَى! لَقَدْ بَلَغَ مِنْهُ الْجَهْدُ.
فَقَالَ النَّابِغَةُ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: مَا وَلِيَتْ قُرَيْشٌ فَعَدَلَتْ،
وَاسْتَرْحَمَتْ فَرَحِمَتْ، وَحَدَّثَتْ فصدقت، ووعدت خير
فَأَنْجَزَتْ، فَأَنَا وَالنَّبِيُّونَ فُرَّاطُ
الْقَادِمِينَ [7] أَلا ... وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا
أَنَّهُمْ تَحْتَ النَّبِيِّينَ بِدَرَجَةٍ فِي
الْجَنَّةِ. قَالَ الزُّبَيْر: كتب يَحْيَى بْن معين هَذَا
الحديث عَنْ أخي. وذكر أَبُو الفرج الأصبهاني هَذَا
الحديث، فَقَالَ: حدثني به مُحَمَّد بْن جرير الطبري من
حفظه عَنْ أَحْمَد بْن زهير بإسناده. ومما يستحسن ويستجاد
للنابغة الجعدي:
فتى كملت خيراته غير أنه ... جواد فلا يبقى [8] من المال
باقيا
فتى تم فيه مَا يسر صديقه ... عَلَى أن فيه ما يسوء
الأعاديا
__________
[1] في ى: فاستروا
[2] في أ، والمذهب: عثمثم
[3] في المهذب: زعزعت.
[4] في أ: عفوة.
[5] في أ: فإن بنى أسد وبنى تيماء تشغلها عنك.
[6] ليس في أ.
[7] في الشعر والشعراء: القاصفين.
[8] في ى: فلا ينفق.
(م 6- الاستيعاب- 4)
(4/1519)
وأنشدني أَبُو عُثْمَان سعد بْن نصر،
قَالَ: أنشدنا أَبُو مُحَمَّد قَاسِم بْن أَصْبَغَ اليماني
[1] ، قَالَ: أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عبد
السلام الخشني، قَالَ: هَذَا مَا أنشدنا أَبُو العقيل [2]
الرياشي من قصيدة النابغة الجعدي:
تذكرت والذكرى تهيج [3] للفتى ... ومن حاجة [4] المحزون أن
يتذكرا
نداماي عند المنذر بْن محرق ... أرى اليوم منهم ظاهر الأرض
مقفرا
تقضى زمان الوصل بيني وبينها ... ولم ينقض [5] الشوق
الَّذِي كَانَ أكثرا
وإني لأستشفي برؤية جارها ... إذا مَا لقائيها علي تعذرا
وألقي عَلَى جيرانها مسحة الهوى ... وإن لم يكونوا لي
قبيلًا ومعشرا
ترديت ثوب الذل يوم لقيتها ... وَكَانَ ردائي نخوة وتجبرا
حسبنا زمانًا كل بيضاء شحمة ... ليالي إذ نغزو جذاما
وحميرا
إِلَى أن لقينا الحي بكر بْن وائل ... ثمانين ألفًا دارعين
وحسرا
فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ... ببعض أبت عيدانه أن
تكسرا
سقيناهم كأسا سقونا بمثلها ... ولكننا كنا عَلَى الموت
أصبرا
بنفسي وأهلي عصبة سلمية ... يعدون للهيجا عناجيج ضمرا
وقالوا لنا أحيوا لنا من قتلتم ... لقد جئتم إدًا [6] من
الأمر منكرا
ولسنا نرد الروح فِي جسم ميت ... وكنا نسيل [7] الروح ممن
تنشرا [8]
نميت ولا نحيي كذلك صنعنا [9] ... إذا البطل الحامي إِلَى
الموت أهجرا
__________
[1] في أ: البياني.
[2] في أ، واللباب: أبو الفضل.
[3] في أ: على الفتى.
[4] في أ: ومن حالة.
[5] في أ. ينقص.
[6] في أ: أمرا من الأمر.
[7] في أ: نسل.
[8] في ى: تبشرا.
[9] في أ: كذاك صنيعنا.
(4/1520)
ملكنا فلم نكشف قنا لحرة ... ولم نستلب إلا
الحديد المسمرا
ولو أننا شئنا سوى ذاك أصبحت ... كرائمهم فينا تباع وتشترى
ولكن أحسابًا نمتنا إِلَى العلا ... وآباء صدق أن يروم [1]
المحقرا
وإنا لقوم ما نعود خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد
وتنفرا
وننكر يوم الروع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجون
أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها ... صحاحا ولا مستنكرا أن تعقرا
أتيت رَسُول اللَّهِ إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابًا
كالمجرة نيرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن
يكدرا
ولا خير في جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... حَلِيمٌ [2]
إِذَا مَا أورد الأمر أصدرا
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن
أصبغ، حدثنا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: وقد روى عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشعراء
حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد اللَّهِ بْن رواحة، وعدي
بْن حاتم الطائي، وعباس بْن مرداس السلمي، وأبو سُفْيَان
بْن الحارث بْن المطلب، وحميد بْن ثور الهلالي، وأبو
الطفيل عامر بْن وائلة، وأيمن بْن خريم الأسدي، وأعشى بني
مازن، والأسود بْن سريع.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشعراء المحسنين ممن لم يذكره
أَحْمَد بْن زهير فِي الشعراء الرواة الحارث- بْن هشام،
وعمرو ابن شاس، وضرار بْن الأزور، وخفاف بْن ندبة، وكلّ
هؤلاء شاعر له صحبة
__________
[1] في أ: نروم.
[2] في أ: اديب.
(4/1521)
ورواية، ولم يذكر أَحْمَد بْن زهير لبيد
بْن ربيعة، ولا ضرار بْن الخطاب، ولا ابْن الزبعري، لأنهم
ليست لهم رواية، وكذلك أَبُو ذؤيب الهذلي، والشماخ بْن
ضرار، وأخوه مزرد بْن ضرار.
قَالَ مُحَمَّد بْن سلام: النابغة الجعدي، والشماخ بْن
ضرار، ولبيد بْن ربيعة، وأبو ذؤيب الهذلي طبقة. قَالَ:
وَكَانَ الشماخ أشد متونًا [1] من لبيد، ولبيد أحسن منه
منطقا.
(2649) نابل الحبشي،
والد أيمن بْن نابل، ذكروه فيمن رأى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، ولم أر له خبرا يدلّ
على لقاء ولا رؤية.
(2650) ناجية بْن جندب الأسلمي.
صاحب بدن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَهُوَ ناجية بْن جندب بْن عمير بْن يعمر بْن
دارم بْن عَمْرو بْن واثلة بن سهم ابن مازن بْن سلامان بْن
أسلم بْن أفصى معدود فِي أهل الحجاز، بل فِي أهل المدينة
قَالَ ابْن عفير. ناجية كَانَ اسمه ذكوان، فسماه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناجية، إذ نجا
من قريش. قَالَ أَبُو عُمَرَ: مات فِي خلافة معاوية
بالمدينة ويقال: ناجية بْن عُمَرَ، وناجية بْن عمير. وقد
قيل: جندب بْن ناجية فِي بعض الروايات فِي حديثه فِي
البدن، وَهُوَ حديث واحد، والصواب فيه ناجية بْن جندب بْن
عمير، وَهُوَ الَّذِي تدلى فِي البئر يوم الحديبية عَلَى
مَا مضى فِي باب خالد [2] بْن عبادة الغفاري. قَالَ ابْن
إِسْحَاق: وقد زعم لهم بعض أهل العلم أن البراء بْن عازب
كَانَ يقول: أنا الَّذِي نزلت فِي البئر بسهم رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْن
إِسْحَاق: وحدثني بعض أهل العلم أنّ رجلا
__________
[1] في ى: أشد ميزانا.
[2] صفحة 433.
(4/1522)
من أسلم حدثه أن الَّذِي نزل فِي القليب
بسهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ناجية بْن عمير بْن يعمر بْن دارم. قَالَ: وزعمت له أسلم
أن جارية من الأنصار أقبلت بدلوها، وناجية فِي القليب يميح
على الناس، فقالت:
يَا أيها المائح دلوي دونكا ... إني رأيت الناس يحمدونكا
يثنون خيرًا ويمجدونكا
وَقَالَ ناجية- وهو في القليب يميح على الناس:
قد علمت جارية يمانيه ... أني أنا المائح واسمي ناجيه
وروى عَنْ ناجية هَذَا عروة بْن الزُّبَيْر أنه سأل رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كيف أصنع بما
عطب من الهدى.. الحديث نحو حديث ذؤيب الخزاعي.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا
أحمد بن زهير، حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا
وَهْبُ [1] بْنُ خَالِدٍ، قال: حدثنا هشام ابن عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَاجِيَةَ صَاحِبِ هَدْيِ رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
كَيْفَ يُصْنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنَ الْهَدْيِ؟ فَأَمَرَهُ
أَنْ يَنْحَرَ كُلَّ بَدَنَةٍ عَطِبَتْ، ثُمَّ يُلْقَى
نَعْلَهَا [2] فِي دَمِهَا، وَيُخَلَّى بَيْنَهَا وَبَيْنَ
النَّاسِ يَأْكُلُونَهَا. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا زَاهِرٌ
الأَسْلَمِيُّ.
(2651) ناجية الطفاوي
ذكره صاحب الوحدان. وذكر بسنده عَنِ البراء بْن عَبْد
اللَّهِ الغنوي، عَنْ واصل: أدركت رَجُلا من أصحاب رَسُول
اللَّهِ صَلَّى يقال له ناجية الطفاوي، وَهُوَ يكتب
المصاحف- وذكر باقي الحديث.
(2652) نبيشة [3] الخير.
هُوَ نبيشة بْن عَمْرو بْن عوف بْن عَبْد اللَّهِ وقيل
نبيشة الخير بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتاب بْن الحارث بْن
حصين بْن نابغة بْن لحيان بْن هذيل
__________
[1] في أ: وهيب.
[2] ما علق بعنقها علامة لكونها هديا (مسلم 962) .
[3] في القاموس: الخبر.
(4/1523)
ابن مدركة بْن الياس بْن مضر. وَهُوَ ابْن
عم سلمة بْن المحبق الهذلي، من هذيل بْن مدركة، سماه
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [نبيشة.
ويقال] [1] نبيشة بْن عَبْد اللَّهِ، روى عنه أَبُو المليح
الهذلي وغيره.
(2653) نحات [2] بْن ثعلبة بْن خزمة بْن أصرم بْن عَمْرو
بْن عمارة البلوي.
حليف الأنصار، شهد بدرًا، وقد اختلف فيه، فقيل بحاث [وقد
ذكرناه فِي الباء] [1]
(2654) نذير، أَبُو مريم الغساني جد أبي بكر بْن عَبْد
اللَّهِ بْن أبي مريم.
قَالَ أَبُو حاتم الرازي: سألت بعض الشاميين عَنِ اسم أبي
مريم الغساني الشامي، فَقَالَ: نذير. روى بقية بْن الوليد،
عن أبي بكر بن أبي مريم، عَنْ أبيه، عَنْ جده أبي مريم،
قَالَ: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورميت بين
يديه. فأعجبه ذلك مني، ودعا لي.
(2655) النزال بْن سبرة الهلالي،
من بني هلال بْن عامر بْن صعصعة. ذكروه فيمن رأى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع منه، ولا أعلم له
رواية إلا عَنْ علي وابن مَسْعُود. وَهُوَ معروف فِي كبار
التابعين وفضلائهم. روى عنه الشعبي، والضحاك، وعبد الملك
بْن ميسرة، وإسماعيل بْن رجاء.
(2156) النضر بْن سُفْيَانَ الهذلي
روى عَنْ عمر قَالَ الْوَاقِدِيُّ: ولد على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
(2657) نضرة بْن أكثم الخزاعي.
ويقال الأَنْصَارِيّ. حديثه عند يَحْيَى بْن أبي كثير،
عَنْ يَزِيد بْن أبي نعيم، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، عَنْ
نضرة بْن أكثم، أنه تزوج امرأة، فلما جامعها وجدها حبلى،
فرفع شأنها إِلَى النبي صلى الله
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أسد الغابة: تقدم الكلام عليه في بحاث بالباء
الموحدة. أخرجه أبو عمر هنا بالنون والحاء المهملة وآخره
تاء فوقها نقطتان. وأخرحه أبو موسى نجاب- بالنون والجيم
وآخره باء موحدة، وأخرجه أبو نعيم مثله. وفي هامش أ: قد
ذكر في حرف الباء وجعلهما رجلين والصواب أنه رجل واحد.
(4/1524)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقضى أن لَهَا صداقها،
وأن مَا فِي بطنها عبد له، وجلدت مائة، وفرق بينهما.
وَرَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ رجل من أصحاب النبي
صلى الله عليه وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ نَضْرَةُ، قَالَ:
تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً بِكْرًا فِي سِتْرِهَا، فَدَخَلْتُ
عَلَيْهَا فَإِذَا هِيَ حُبْلَى، فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَهَا الصَّدَاقُ
بِمَا اسْتَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا، وَالْوَلَدُ عَبْدٌ
لَكَ، فَإِذَا وَلَدَتْ فَاجْلِدْهَا.
(2658) النضير بْن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف
بْن عبد الدار بْن قصي، القرشي العبدي،
كَانَ من المهاجرين. وقيل: بل كَانَ من مسلمة الفتح،
والأول أكثر وأصح. يكنى أبا الحارث، وأبوه الحارث بْن
علقمة يعرف بالرهين. ومن ولده مُحَمَّد بْن المرتفع بْن
النضير بْن الحارث، يروى عنه ابْن جريج وابن عيينة،
وَكَانَ للنضير من الولد علي، ونافع، والمرتفع. وَكَانَ
النضير بْن الحارث يكثر الشكر للَّه عَلَى مَا من به
عَلَيْهِ من الإسلام، ولم يمت عَلَى مَا مات عَلَيْهِ أخوه
وآباؤه، وأمر له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يوم حنين بمائة بعير، فأتاه رجل من بني الديل
يبشره بذلك، وَقَالَ له: اخدمني منها، فَقَالَ النضير: مَا
أريد أخذها، لأني أحسب أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعطني ذلك إلا تألفًا عَلَى
الإسلام، وما أريد أن أرتشي عَلَى الإسلام. ثم قَالَ:
والله مَا طلبتها، ولا سألتها، وهي عطية من رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقبضها وأعطى الديلي
منها عشرة، ثم خرج إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجلس معه فِي مجلسه، وسأله عَنْ فرض
الصلاة وتوقيتها. قال: فو الله لقد كَانَ أحب إلي من نفسي،
وقلت له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أي الأعمال أحب إِلَى
اللَّه؟ قَالَ:
الجهاد، والنفقة فِي سبيل الله.
(4/1525)
وهاجر النضير إِلَى المدينة، ولم يزل بها
حَتَّى خرج إِلَى الشام غازيًا، وحضر اليرموك، وقتل بها
شهيدًا، وذلك فِي رجب سنة خمس عشرة، وَكَانَ يعد من حكماء
قريش.
وأما النضر بْن الحارث أخوه فقتله عَلِيّ بْن أَبِي
طَالِبٍ يوم بدر كافرًا، قتله بالصفراء صبرًا بأمر رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ شديد
العداوة لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
(2659) نعيمان بْن عَمْرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن
مالك بن غنم بن مالك ابن النجار،
شهد بدرًا، وَكَانَ من قدماء الصحابة وكبرائهم، وكانت فيه
دعابة زائدة. وله أخبار ظريفة فِي دعابته، منها خبره مَعَ
سويبط بْن حرملة.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا محمد
جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا رُوحٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ
صَالِحٍ، سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ ابن وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ تَاجِرًا إِلَى بُصْرَى،
وَمَعَهُ نُعَيْمَانُ وَسُوَيْبِطُ بْنُ حَرْمَلَةَ،
وَكِلاهُمَا بَدْرِيٌّ، وَكَانَ سُوَيْبِطٌ عَلَى
الزَّادِ، فَجَاءَهُ نُعَيْمَانُ، فَقَالَ: أَطْعِمْنِي.
فَقَالَ: لا، حَتَّى يَجِيءَ أَبُو بَكْرٍ- وَكَانَ
نُعَيْمَانُ رَجُلا مِضْحَاكًا مَزَّاحًا، فَقَالَ:
لأَغِيظَنَّكَ، فَذَهَبَ إِلَى نَاسٍ جَلَبُوا ظَهْرًا،
فَقَالَ: ابْتَاعُوا مِنِّي غُلامًا عَرَبِيًّا فَارِهًا،
وَهُوَ ذُو لِسَانٍ، وَلَعَلَّهُ يَقُولُ: أَنَا حُرٌّ،
فَإِنْ كُنْتُمْ تَارِكِيهِ لِذَلِكَ فَدَعُوهُ، لا
تُفْسِدُوا عَلَيَّ غُلامِي. فَقَالُوا: بَلْ نَبْتَاعُهُ
مِنْكَ بِعَشْرَةِ قَلائِصَ.
فَأَقْبَلَ بِهَا يَسُوقُهَا، وَأَقْبَلَ بِالْقَوْمِ
حَتَّى عَقَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: دُونَكُمْ هو هذا. فَجَاءَ
الْقَوْمُ، فَقَالُوا: قَدِ اشْتَرَيْنَاكَ. فَقَالَ
سُوَيْبِطٌ: هُوَ كَاذِبٌ، أَنَا رَجُلٌ حُرٌّ. قَالُوا:
قَدْ أَخْبَرَنَا خَبَرَكَ، فَطَرَحُوا الْحَبْلَ فِي
رَقَبَتِهِ، فَذَهَبُوا بِهِ، وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ.
فَأُخْبِرَ، فَذَهَبَ هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ فَرَدُّوا
الْقَلائِصَ، وَأَخَذُوهُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُه مِنْ ذَلِكَ
حولا.
(4/1526)
وَرَوَى عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو
بَكْرٍ الصِّدِّيقُ قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
بِعَامٍ فِي تِجَارَةٍ إِلَى بُصْرَى، وَمَعَهُ
نُعَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، وَسَلِيطُ: بْنُ
حَرْمَلَةَ، وَهُمَا مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ
سَلِيطُ بْنُ حَرْمَلَةَ عَلَى الزَّادِ، وَكَانَ
نُعَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو مَزَّاحًا، فَقَالَ لِسَلِيطٍ.
أَطْعِمْنِي. فَقَالَ: لا أُطْعِمُكَ حَتَّى يَأْتِيَ
أَبُو بَكْرٍ. فَقَالَ نُعَيْمَانُ لِسُوَيْبِطٍ:
لأَغِيظَنَّكَ. فَمَرُّوا بِقَوْمٍ. فَقَالَ نُعَيْمَانُ
لَهُمْ: تَشْتَرُونَ مِنِّي عبدا؟
قالوا. نعم. قال: إنه عبد له كَلامٌ، وَهُوَ قَائِلٌ
لَكُمْ: لَسْتُ بِعَبْدٍ، وَأَنَا ابْنُ عَمِّهِ. فَإِنْ
كَانَ إِذَا قَالَ لَكُمْ هَذَا تَرَكْتُمُوهُ فَلا
تَشْتَرُوهُ، وَلا تُفْسِدُوا عَلَيَّ عَبْدِي. قَالُوا:
لا، بَلْ نَشْتَرِيهِ، وَلا نَنْظُرُ إِلَى قَوْلِهِ.
فَاشْتَرَوْهُ مِنْهُ بَعَشْرِ قَلائِصَ. ثُمَّ جَاءُوا
لِيَأْخُذُوهُ، فَامْتَنَعَ مِنْهُمْ فَوَضَعُوا فِي
عُنُقِهِ عِمَامَةً، فَقَالَ لَهُمْ:
إِنَّهُ يَتَهَزَّأُ، وَلَسْتُ بِعَبْدِهِ. فَقَالُوا:
قَدْ أَخْبَرَنَا خَبَرَكَ. وَلَمْ يَسْمَعُوا كَلامَهُ،
فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأُخْبِرَ خَبَرَهُ، فَاتَّبَعَ
الْقَوْمَ، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ يَمْزَحُ [1] وَرَدَّ
عَلَيْهِمُ الْقَلائِصَ، وَأَخَذَ سَلِيطًا مِنْهُمْ،
فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَضَحِكَ مِنْ
ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَصْحَابُهُ حَوْلا.
قَالَ الزُّبَيْرُ: وَأَكْثَرَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: هكذا فِي خبر الزُّبَيْر هَذَا: سليط
بْن حرملة، وهذا خطأ، إنما هُوَ سويبط بْن حرملة من بني
عبد الدار، بدري، ثم قَالَ بعد:
سليط بْن عَمْرو، فأخطأ أَيْضًا.
وَبِالإِسْنَادِ عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي
مُصْعَبٌ، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ
رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَدَخَلَ
__________
[1] في ى: يفرح.
(4/1527)
الْمَسْجِدَ، وَأَنَاخَ نَاقَتَهُ
بِفِنَائِهِ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنُعَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو
الأَنْصَارِيِّ- وَكَانَ يُقَالُ لَهُ النُّعَيْمَانُ:
لَوْ نَحَرْتَهَا فَأَكَلْنَاهَا، فَإِنَّا قَدْ قَرَمْنَا
[1] إِلَى اللَّحْمِ، وَيَغْرَمُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَنَهَا قَالَ:
فَنَحَرَهَا النُّعَيْمَانُ، ثُمَّ خَرَجَ الأَعْرَابِيُّ،
فرأى راحلته، فصاح وا عقراه يَا مُحَمَّدُ! فَخَرَجَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالُوا: النُّعَيْمَانُ، فَاتَّبَعَهُ
يَسْأَلُ عَنْهُ، فَوَجَدَهُ فِي دَارِ ضُبَاعَةَ بِنْتِ
الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَدِ اخْتَفَى فِي
خَنْدَقٍ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ الْجَرِيدَ وَالسَّعْفَ،
فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، وَرَفَعَ صَوْتَهُ يَقُولُ:
مَا رَأَيْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَشَارَ
بِإِصْبَعِهِ حَيْثُ هُوَ، فَأَخْرَجَهُ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ تَغَيَّرَ
وَجْهُهُ بِالسَّعْفِ الَّذِي سَقَطَ عَلَيْهِ، فقال له:
مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟
قَالَ: الَّذِينَ دَلُّوكَ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ
هُمُ الَّذِينَ أَمَرُونِي. قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَنْ
وَجْهِهِ وَيَضْحَكُ. قَالَ: ثُمَّ غَرِمَهَا رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ
الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ،
قَالَ: كَانَ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ أَهْيَبَ [2]
الزُّهْرِيُّ شَيْخًا كَبِيرًا بِالْمَدِينَةِ أَعْمَى،
وَكَانَ قَدْ بَلَغَ مِائَةً وَخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً،
فَقَامَ يَوْمًا فِي الْمَسْجِدِ يُرِيدُ أَنْ يَبُولَ،
فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ، فَأَتَاهُ نُعَيْمَانُ بْنُ
عَمْرِو بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادٍ
النَّجَّارِيُّ فَتَنَحَّى بِهِ نَاحِيَةً مِنَ
الْمَسْجِدِ، ثُمَّ قَالَ: اجْلِسْ هَاهُنَا، فَأَجْلَسَهُ
يَبُولُ وَتَرَكَهُ، فَبَالَ، وَصَاحَ بِهِ النَّاسُ.
فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: مِنْ جَاءَ بِي وَيْحَكُمْ فِي
هَذَا الْمَوْضِعِ؟
قَالُوا لَهُ: النُّعَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو. قَالَ: فَعَلَ
اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ، أَمَا إِنَّ للَّه عَلَيَّ إِنَ
ظَفِرْتُ بِهِ أَنْ أَضْرِبَهُ بِعَصَايَ هَذِهِ ضَرْبَةً
تَبْلُغُ مِنْهُ مَا بَلَغَتْ. فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ
حَتَّى
__________
[1] القرم: شدة الشهرة إلى اللحم.
[2] في أ: وهب.
(4/1528)
نَسِيَ ذَلِكَ مَخْرَمَةُ، ثُمَّ أَتَاهُ
يَوْمًا وَعُثْمَانُ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي نَاحِيَةِ
الْمَسْجِدِ، وَكَانَ عُثْمَانُ إِذَا صَلَّى لَمْ
يَلْتَفِتْ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ فِي نُعَيْمَانَ؟
قَالَ: نَعَمْ. أَيْنَ هُوَ؟
دُلَّنِي عَلَيْهِ! فَأَتَى بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى
عُثْمَانَ، فَقَالَ: دُونَكَ هَذَا هُوَ، فَجَمَعَ
مَخْرَمَةُ يَدَيْهِ بِعَصَاهُ فَضَرَبَ عُثْمَانَ
فَشَجَّهُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا ضَرَبْتَ أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ بَنُو
زُهْرَةَ، فَاجْتَمَعُوا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ عُثْمَانُ:
دَعُوا نُعَيْمَانَ، لَعَنَ اللَّهُ نُعَيْمَانَ، فَقَدْ
شَهِدَ بَدْرًا.
[قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي
كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو طُوَالَةَ الأَنْصَارِيُّ] [1]
، عَنْ مُحَمَّدِ ابن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ
نُعَيْمَانُ يُصِيبُ الشَّرَابَ، فَكَانَ يُؤْتَى بِهِ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[فَيَضْرِبُهُ بِنَعْلِهِ] [2] ، وَيَأْمُرُ أَصْحَابَهُ
فَيَضْرِبُونَهُ بِنِعَالِهِمْ، وَيَحْثُونَ عَلَيْهِ
التُّرَابَ، فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ مِنْهُ قَالَ لَهُ
رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: لَعَنَكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَفْعَلْ،
فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولَهُ قَالَ:
وَكَانَ لا يَدْخُلُ [فِي] [3] الْمَدِينَةِ رَسَلٌ وَلا
طُرْفَةٌ إِلا اشْتَرَى مِنْهَا، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّهِ،
هَذَا هَدِيَّةٌ لَكَ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَطْلُبُ
ثَمَنَهُ مِنْ نُعَيْمَانَ جَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَعْطِ هَذَا
ثَمَنَ هَذَا، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه
وسلم: أو لم تهذه لِي؟ فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
لَمْ يَكُنْ عِنْدِي ثَمَنُهُ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ
تَأْكُلَهُ، فَيَضْحَكُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأْمُرُ لِصَاحِبِهِ بِثَمَنِهِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ نعيمان رَجُلا صالحًا على ما
كان فيه من دعابة،
__________
[1] من أ، ش.
[2] من أ.
[3] ليس في أ.
(4/1529)
وَكَانَ له ابْن قد انهمك فِي شرب الخمر،
فجلده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِيهَا أربع مرات، فلعنه رجل كَانَ عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: لا
تلعنه، فإنه يحب اللَّه ورسوله. وفي جلد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه فِي الخمر أربع
مرات نسخ لقوله عَلَيْهِ السلام: فإن شربها الرابعة
فاقتلوه. يقال:
إنه مات فِي زمن معاوية، ويقال: بل ابنه الَّذِي مات فِي
زمن معاوية.
(2660) نفيع، أَبُو بَكْرة،
ويقال: نفيع بْن مسروح. ويقال: نفيع بن الحارث ابن كلدة.
وَكَانَ أَبُو بَكْرة من عبيد الحارث بْن كلدة بْن عَمْرو
الثقفي فاستلحقه، وَهُوَ ممن غلبت عَلَيْهِ كنيته. وأمه
سمية أمة للحارث بْن كلدة، وهي أم زياد بْن أبي سُفْيَان.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
أَبُو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بْنُ مَسْرُوحٍ قَالَ:
وَحَدَّثَنَا أَبِي: قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّوَّاسِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
أَرَادُوا أَبَا بَكْرَةَ عَلَى الدَّعْوَةِ فَأَبَى،
وَقَالَ لِبَنِيهِ عِنْدَ الْمَوْتِ: أَبِي مَسْرُوحٌ
الْحَبَشِيُّ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ
يَقُولُ: أَبُو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ.
وَالأَكْثَرُ يَقُولُونَ نُفَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ، كَمَا
قَالَ أَحْمَدُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ
يحيى بن معين يقول: أملى علي هوذة بْنُ خَلِيفَةَ
نَسَبَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى أَبِي بَكْرَةَ قُلْتُ:
ابْنُ مَنْ؟ قَالَ: لا تَزِدْ، دَعْهُ.
وَذَكَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ فِي مَوَالِيَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ
الْحَكَمِ، عَنْ مقاسم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
خَرَجَ غُلامَانِ يَوْمَ الطائف إلى رسول الله صلى الله
عليه وَسَلَّمَ فَأَعْتَقَهُمَا، أَحَدُهُمَا أَبُو
بَكْرَةَ، فَكَانَا مِنْ مواليه.
(4/1530)
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُثْمَانُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة، قال: حدثنا على ابن زَيْدٍ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ:
أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فِي فِئَةٍ فَقَالَ
لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
أَبِي بَكْرَةَ. قُلْنَا: أَمَا تَذْكُرُ الرَّجُلَ
الَّذِي وَثَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنْ سُورِ الطَّائِفِ، فَرَحَّبَ بِي.
وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا بَكْرَةَ تَدَلَّى مِنْ حِصْنِ
الطَّائِفِ بِبَكَرَةٍ، وَنَزَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وسلم، فكناه رسول الله صلي الله عليه
وسلم أَبَا بَكْرَةَ.
سكن أَبُو بَكْرة البصرة، ومات بها فِي سنة إحدى وخمسين،
وَكَانَ ممن اعتزل يوم الجمل، لم يقاتل مَعَ واحد من
الفريقين، وَكَانَ أحد فضلاء الصحابة، قَالَ الحسن: لم
يسكن البصرة أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أفضل من عمران بْن حصين، وأبي بكرة. ولة عقب كثير، ولهم
وجاهة وسؤدد بالبصرة، وَكَانَ ممن شهد عَلَى الْمُغِيرَة
بْن شعبة فلم يتم تلك الشهادة، فجلده عمر، ثم سأله
الانصراف عَنْ ذلك، فلم يفعل، وأبى فلم يقبل له شهادة، وقد
ذكرناه فِي باب الكنى بأكثر من هَذَا.
(2661) نفيع بْن المعلي بْن لوذان.
أخو رافع، وهلال، وعبيد، أسلم بعد قدوم النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينه- قاله العدوي وأبو
عبيد.
(2662) نقادة الأسدي.
ويقال نقادة بْن عَبْد اللَّهِ، وقيل: نقادة بْن خلف.
وقيل نقادة بْن سعد [1] . وقيل نقادة بْن مالك. هُوَ معدود
فِي أهل الحجاز، سكن البادية. روى عنه زيد بْن أسلم، وابنه
سعد بْن نقادة.
(2663) النمر بْن تولب العكلي
الشاعر ينسبونه النمر بْن تولب بن زهير بن
__________
[1] في أسد الغابة، والإصابة: سعر- بالراء، وقد ذكره أبو
عمر بالدال وليس بشيء.
(4/1531)
أقيش بْن عبد كعب [1] بْن عوف بْن الحارث
بْن عوف بْن وائل بْن قيس بْن عوف بْن عبد مناة بْن أد بْن
طابخة، وعوف هُوَ عكل. يقال: إنه وفد على النبي صلى الله
عليه وسلم مسلما، ومدحه بشعر أوله:
إنا أتيناك وقد طال السفر ... نقود خيلًا ضمرًا فِيهَا ضرر
[2]
نطعمها اللحم إذا عز الشجر ... والخيل فِي إطعامها اللحم
عسر [3]
وفيها يقول:
يَا قوم إني رجل عندي خبر ... اللَّه من آياته هَذَا القمر
والشمس والشعرى وآيات أخر
وروى قرة [4] بْن خالد، وسعيد الْجَرِيرِيّ، عَنْ أبي
العلاء بْن الشخير، قَالَ: كنا بالربذة [5] فجاء أعرابي
بكتاب [6] وصحيفة، فَقَالَ: اقرءوا مَا فِيهَا فإذا
فِيهَا: هَذَا كتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبني زهير بْن أقيش، إنكم إن أقمتم
الصلاة وآتيتم الزكاة وأديتم [خمس [7]] مَا غنمتم إِلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنتم آمنون
بأمان اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. قلنا: أنت سمعت هَذَا من
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ.
نعم، قلنا: حَدَّثَنَا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله
عليه وسلم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ
يقول: صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وغر
الصدر. وَقَالَ الْجَرِيرِيّ، وحر [8] الصدر. قلنا: أنت
سمعت هَذَا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
__________
[1] في أ: بن عبد عوف. وفي ش: بن عبد بن عوف.
[2] في الشعر والشعراء: فيها عسر
[3] في الشعر والشعراء: ضرر.
[4] في أ: فروة، وفي ابن سلام: خلاد بن قرة.
[5] في الإصابة وطبقات الشعراء: بالمربد.
[6] في أ: بكتف.
[7] من أ.
[8] وحر الصدر: ما يكون فيه من الغش والغيظ والحسد والغضب.
(4/1532)
ألا أراكم تتهمونني، فأخذ الصحيفة ومضى،
فسألنا عنه فقيل: هُوَ النمر بْن تولب. قَالَ الأصمعي:
كَانَ النمر بْن تولب العكلي أحد المخضرمين من الشعراء،
وَكَانَ أَبُو عَمْرو بْن العلاء يسميه الكيس. وَقَالَ
أَبُو عبيدة: النمر بْن تولب عكلي، وَكَانَ شاعر الرباب
فِي الجاهلية، ولم يمدح أحدًا ولا هجا، وأدرك الإسلام
وَهُوَ كبير وَقَالَ مُحَمَّد بْن سلام [1] : كَانَ النمر
بْن تولب جوادًا لا يكاد يمسك شَيْئًا، وَكَانَ فصيحًا
جريًا عَلَى النطق [2] ، وهو الّذي يقول:
لا تغضبن عَلَى أمرئ فِي ماله ... وعلى كرائم صلب مالك
فاغضب
وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى ... وإلى الَّذِي يعطي الرغائب
فارغب
كذا رواها مُحَمَّد بْن سلام، وغيره يروي: ومتى تصبك.
وهو القائل:
أعذني رب من حصر وعي ... ومن نفس أعالجها علاجا
ويستحسن للنمر بْن تولب قوله:
تدارك مَا قبل الشباب وبعده ... حوادث أيام تمر وأغفل
يود الفتى طول السلامة والغنى ... فكيف يرى طول السلامة
يفعل
يرد الفتى بعد اعتدال وصحة ... ينوء إذا رام القيام ويحمل
(2664) نميلة بْن عَبْد اللَّهِ الليثي،
نسبه ابْن الكلبي، وَقَالَ: له صحبة. قَالَ ابْن الكلبي:
نميلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن فقيم بْن حزن بْن سيار بْن
عَبْد اللَّهِ بْن عبد بْن [3] كليب بْن عوف بْن كعب بْن
عامر بْن ليث. صحب النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم
__________
[1] صفحة 134، وعبارته: والنمر بن تولب جواد لا يليق شيئا.
[2] في ابن سلام: المنطق.
[3] في أ: بن عبد كلب، وفي أسد الغابة. ابن عبد الله بن
كلب.
(4/1533)
وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: نميلة بْن عَبْد
اللَّهِ قتل مقيس بْن [1] حبابة- يعني يوم الفتح قَالَ:
وَكَانَ رَجُلا من قومه، ذكره إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنِ
ابْن إِسْحَاق.
(2665) نهير بْن الهيثم.
من بني نابي بْن مجدعة بْن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن
عمرو بْن مالك بْن أوس الأَنْصَارِيّ، شهد العقبة، ولم
يشهد بدرا.
(2666) النواس بْن سمعان بْن خالد بْن عَبْد اللَّهِ بْن
أبي بكر بْن كلاب بْن ربيعة الكلابي.
معدود فِي الشاميين، يقال: إن أباه سمعان بْن خالد وفد
عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا
له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وأعطاه نعليه، فقبلهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزوجه أخته. فلما دخلت عَلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعوذت منه فتركها، وهي
الكلابية روى عَنِ النواس بْن سمعان جبير بْن نفير، ونفير
بْن عَبْد اللَّهِ، وجماعة.
(2667) نوح بْن مخلد الضبيعي [2] .
جد أبي جمرة الضبيعي. وروى عنه أَبُو جمرة [3] أنه أتى
النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، فَقَالَ له: ممن أنت؟
قَالَ: من ضبيعة بْن ربيعة فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خير ربيعة عبد القيس،
ثم الحي الَّذِي أنت منهم. قَالَ: ثم أبضع معى في حلّتين
من اليمن.
__________
[1] في أ: ضبابة. وفي ى: صبابة.
[2] في أ، ش. الضبعي.
[3] ؟: أبو حمزة.
(4/1534)
|