الإستيعاب في معرفة الأصحاب

حرف الواو
باب واقد
(2713) واقد بْن الحارث الأَنْصَارِيّ،
له صحبة وَهُوَ القائل عند ابْن عباس:
أما كلام الناس فكلام خائف، وأما العمل منهم فعمل آمن.
(2714) واقد بْن عَبْد اللَّهِ التميمي اليربوعي الحنظلي.
من ولد يربوع بْن مالك ابْن زيد مناة بْن تميم، حليف بني عدي بْن كعب، وينسبونه واقد بْن عَبْد اللَّهِ ابْن عبد مناف بْن عرين [1] بْن ثعلبة بْن يربوع بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة ابْن تميم، كَانَ حليفًا للخطاب بْن نفيل. أسلم قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بينه وبين بشر ابن البراء بْن معرور، وَهُوَ الَّذِي قتل عَمْرو بْن الحضرمي فِي أول يوم من رجب، وَكَانَ واقد التميمي مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن جحش حين بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نخلة، فلقي عَمْرو بْن الحضرمي خارجًا نحو العراق، فقتله واقد التميمي، فبعث المشركون. أهل مكة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنكم تعظمون الشهر الحرام، وتزعمون أن القتال فيه لا يصلح، فما بال صاحبكم قتل صاحبنا؟ فأنزل اللَّه عَزَّ وجل [2] : يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ ... 2: 217 الآية. واقد هَذَا أول قاتل من المسلمين، وعمرو بن الحضرميّ أول قتل من المشركين فِي الإسلام. وشهد واقد بْن عَبْد اللَّهِ بدرًا، وأحدًا، والمشاهد كلها مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتوفي فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وَكَانَ حليفًا للخطاب بْن نفيل.
وفي قتل واقد اليربوعي هَذَا عَمْرو بْن الحضرمي قَالَ عُمَر بْن الخطاب:
سقينا من ابْن الحضرمي رماحنا ... بنخلة لما أوقد الحرب واقد
__________
[1] في الطبقات: عزيز.
[2] سورة البقرة، آية 217.

(4/1550)


(2715) واقد
مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه راذان قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أطاع اللَّه فقد ذكره وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن. ومن عصى اللَّه فلم يذكره وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن.
باب وبرة
(2716) وبرة [1] بن يحنّس.
ويقال ابْن محصن الخزاعي، له صحبة، وَهُوَ الَّذِي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى داذويه الإصطخري وفيروز الديلمي وجشيش [2] الديلمي باليمن ليقتلوا الأسود العنسي الَّذِي ادعى النبوة. ذَكَرَ سَيْفٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ يَرْبُوعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَاتَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَسْوَدَ وَمُسَيْلِمَةَ وَطُلَيْحَةَ بِالرُّسُلِ وَلَمْ يَشْغَلْهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ الْوَجَعِ عَنِ الْقِيَامِ بِأَمْرِ اللَّهِ وَالذَّبِّ عَنْ دِينِهِ-[يَعْنِي كَانَتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ فِي مَرَضِهِ الّذي مات فيه] [3] .
(2717) وبرة،
ويقال وبر بْن مشهر الحنفي. له صحبة، كَانَ أرسله مسيلمة الكذاب فِي جماعة منهم ابْن النواحة إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم من بينهم.
باب الوليد
(2718) الوليد بْن جابر بْن ظالم البحتري،
من بني بحتر بْن عتود، وفد إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا فهو عندهم. ومن بني بحتر بْن عتود أبو عبادة
__________
[1] وقيل فيه وبر كالذي بعده وضبط (يحنس) من القاموس والطبقات.
[2] في أ: وخشين.
[3] من أ.

(4/1551)


الوليد بْن عبيد الشاعر البحتري. [هُوَ بحتر بْن عتود بْن عنيز بْن سلامان بْن ثعل بْن عَمْرو بْن الغوث من طيِّئ] [1] .
(2719) الوليد بْن عبادة بْن الصامت.
له صحبة، قاله هشام بْن عمار [2] عَنْ حنظلة، عَنْ أبى حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الوليد بْن عبادة بْن الصامت، قَالَ: كنت أخرج مَعَ أبي، وكانت له صحبة ... فذكر الحديث. وقد سمع عبادة بْن الوليد من أبي اليسر كعب بْن عَمْرو، [وذكر مُحَمَّد بْن سعد أن الوليد ابْن عبادة ولد فِي آخر زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الهيثم بْن عدي:
توفي فِي آخر خلافة عبد الملك بالشام] [3] .
(2720) الوليد بْن عبد شمس بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ [4] بْن مخزوم القرشي المخزومي.
قتل يوم اليمامة شهيدًا تحت لواء ابْن عمه خالد بْن الوليد، وَكَانَ قد أسلم يوم الفتح.
(2721) الوليد بْن عُقْبَةَ بْن أبي معيط،
واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو، واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بْن عبد مناف [وقد قيل:
إن ذكوان كَانَ عبدًا لأمية فاستلحقه، والأول أكثر] [5] وأمه أروى بنت كريز بْن ربيعة بْن حبيب بْن عبد شمس أم عُثْمَان بْن عفان، فالوليد بْن عُقْبَةَ أخو عُثْمَان لأمه. يكنى أبا وهب. أسلم يوم الفتح هُوَ وأخوه خالد بْن عُقْبَةَ، وأظنه يومئذ كَانَ قد ناهز الاحتلام. قَالَ الوليد: لما افتتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم، فيمسح عَلَى رءوسهم، ويدعو لهم بالبركة، قَالَ: فأتي بي إليه وأنا مضمخ بالخلوق، فلم يمسح على رأسي، ولم
__________
[1] من أ، وذكر هنا بعده في أالوليد بن القاسم، ولم يذكر ابن الأثير أن أبا عمر ذكره
[2] في ى: عمارة.
[3] من أ، والطبقات: 5- 57.
[4] في أ: عمرو.
[5] ليس في أ.

(4/1552)


يمنعه من ذلك إلا أن أمي خلقتني، فلم يمسحني من أجل الخلوق. وهذا الحديث رواه جعفر بْن برقان، عَنْ ثابت بْن الحجاج، عن أبى موسى الهمدانيّ، ويقال الهمذانيّ، كذلك ذكره البخاري بن الحجاج، عن أبى موسى الهمدانيّ، ويقال الهمذاني، كذلك ذكره البخاري على الشك عَنِ الوليد بْن عُقْبَةَ. وقالوا:
وأبو مُوسَى هَذَا مجهول، والحديث منكر مضطرب لا يصح، ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صبيًا يوم الفتح.
ويدل أَيْضًا عَلَى فساد مَا رواه أَبُو مُوسَى المجهول أن الزُّبَيْر وغيره من أهل العلم بالسير والخبر ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عَنِ الهجرة، فكانت هجرتها فِي الهدنة؟ بين النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين أهل مكة. وقد ذكرنا الخبر بذلك فِي باب أم كلثوم، ومن كَانَ غلامًا مخلقًا يوم الفتح ليس يجيء منه مثل هَذَا، وذلك واضح والحمد للَّه رب العالمين [1] .
ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فِيمَا علمت أن قوله عَزَّ وَجَلَّ [2] :
إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ 49: 6 نزلت فِي الوليد بْن عُقْبَةَ، وذلك أنه بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بني الْمُصْطَلِق مصدقًا، فأخبر عنهم أنهم ارتدوا وأبوا من أداء الصدقة، وذلك أنهم خرجوا إليه فهابهم، ولم يعرف مَا عندهم، فانصرف عنهم وأخبر بما ذكرنا، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بْن الوليد، وأمره أن يتثبت فيهم، فأخبروه أنهم متمسّكون بالإسلام، ونزلت [2] :
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ.... 49: 6 الآية. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ مثل ما ذكرنا، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عن سفيان، عن
__________
[1] في أ: والله أعلم.
[2] سورة الحجرات، آية 6.

(4/1553)


هلال الوزان، عن ابن أَبِي لَيْلَى فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ ... 49: 6 الآيَةُ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بن أبى معيط. ومن حديث الحكم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ والوليد ابن عقبة في قصة ذكرها: فمن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ. ثم ولاه عُثْمَان الكوفة، وعزل عنها سعد بْن أبي وقاص، فلما قدم الوليد عَلَى سعد قَالَ له سعد: والله مَا أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فَقَالَ: لا تجزعن أبا إِسْحَاق فإنما هُوَ الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون. فَقَالَ سعد: أراكم والله ستجعلونها ملكًا.
وَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ:
لما قدم الوليد بن عقبة أمير عَلَى الْكُوفَةِ أَتَاهُ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَهُ: ما جاء بك؟
قال: جثت أَمِيرًا. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا أَدْرِي أَصَلُحَتْ بَعْدَنَا أَمْ فَسَدَ. النَّاسُ.
وَلَهُ أَخْبَارٌ فِيهَا نكارة وشناعة تقطع عَلَى سوء حاله وقبح أفعاله، غفر اللَّه لنا وله، فلقد كَانَ من رجال قريش ظرفًا وحلمًا وشجاعة وأدبًا، وَكَانَ من الشعراء المطبوعين، وَكَانَ الأصمعي وأبو عبيدة وابن الكلبي وغيرهم يقولون: كَانَ الوليد بن عقبة فاسقا شريب خمر، وَكَانَ شاعرًا كريمًا [تجاوز اللَّه عنا وعنه [1]] .
قَالَ أَبُو عُمَرَ: أخباره فِي شرب الخمر ومنادمته أبا زبيد الطائي مشهورة كثيرة، يسمج بنا ذكرها هنا، ونذكر منها طرفًا: ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابن شوذب، قال: صلى الوليد [ابن عُقْبَةَ] [1] بِأَهْلِ الْكُوفَةِ صَلاةَ الصُّبْحِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثم النفت إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَزِيدُكُمْ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: مَا زِلْنَا مَعَكَ فِي زِيَادَةٍ مُنْذُ اليوم.
__________
[1] ليس في أ

(4/1554)


قَالَ: وحدثنا مُحَمَّد بْن حميد، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، عَنِ الأجلح، عَنِ الشعبي فِي حديث الوليد بْن عُقْبَةَ حين شهدوا عَلَيْهِ، فَقَالَ الحطيئة:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه ... أن الوليد أحق بالغدر
نادى وقد تمت صلاتهم ... أأزيدكم سكرًا وما يدري
فأبوا أبا وهب ولو أذنوا ... لقرنت بين الشفع والوتر
كفوا عنانك إذ جريت ولو ... تركوا عنانك لم تزل تجرى
وقال أيضا:
تكلم فِي الصلاة وزاد فِيهَا ... علانية وجاهر بالنفاق
ومج الخمر فِي سنن المصلى ... ونادى والجميع إِلَى افتراق
أزيدكم عَلَى أن تحمدوني ... فما لكم وما لي من خلاق
وخبر صلاته بهم وَهُوَ سكران، وقوله: أزيدكم- بعد أن صلى الصبح أربعًا مشهور من رواية الثقات من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار. قَالَ مصعب: كَانَ الوليد بْن عُقْبَةَ من رجال قريش وشعرائها، وَكَانَ له خلق ومروءة، استعمله عُثْمَان عَلَى الكوفة إذ عزل عنها سعدًا، فحمدوه وقتًا، ثم رفعوا عَلَيْهِ، فعزله نهم، وولى سَعِيد بْن العاص [الكوفة] [1] ، وَقَالَ بعض شعرائهم:
فررت من الوليد إِلَى سَعِيد ... كأهل الحجر إذ جزعوا فباروا
يلينا من قريش كل عام ... أمير محدث أَوْ مستشار
لنا نار نخوفها فنخشى ... وليس لهم ولا يخشون نار
وقد روى فِيمَا ذكر الطبري أنه تعصب عَلَيْهِ قوم من أهل الكوفة بغيًا وحسدًا، وشهدوا عَلَيْهِ زورًا أنه تقيأ الخمر، وذكر القصة وفيها: إن عثمان
__________
[1] ليس في أ

(4/1555)


قَالَ له: يَا أخي، اصبر، فإن اللَّه يأجرك ويبوء القوم بإثمك. وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار لا يصح عند أهل الحديث، ولا له عند أهل العلم أصل.
والصحيح عندهم فِي ذلك مَا رواه عبد العزيز بْن المختار، وسعيد بْن أبي عروبة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الداناج، عَنْ حصين بْن المنذر أبي ساسان، أنه ركب إِلَى عُثْمَان، فأخبره بقصة الوليد، وقدم عَلَى عُثْمَان رجلان فشهدا عَلَيْهِ [1] بشرب الخمر، وأنه صلى الغداة بالكوفة أربعًا، ثم قَالَ: أزيدكم، فَقَالَ أحدهما: رأيته يشربها، وَقَالَ الآخر: رأيته يتقيأها. فَقَالَ عُثْمَان: إنه لم يتقيأها حَتَّى شربها.
وَقَالَ لعلي: أقم عَلَيْهِ الحد، فَقَالَ علي لابن أخيه عَبْد اللَّهِ بْن جعفر: أقم عَلَيْهِ الحد. فأخذ السوط وجلده، وعثمان يعد، حَتَّى بلغ أربعين فَقَالَ علي: أمسك، جلد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الخمر أربعين، وجلد أَبُو بَكْر أربعين، وجلد عمر ثمانين، وكل سنة. وروى ابْن عيينة، عَنْ عَمْرو بْن دينار، عَنْ أبي جعفر مُحَمَّد بْن علي، قَالَ:
جلد علي الوليد بْن عُقْبَةَ فِي الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان. قَالَ أَبُو عمر: أضاف الجلد إِلَى علي لأنه أمر به عَلَى الوجه الَّذِي تقدم فِي الخمر.
[قَالَ أَبُو عمر:] [2] لم يرو الوليد بْن عُقْبَةَ سنة يحتاج فِيهَا إليه.
وَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ:
مَا كَانَتْ نُبُوَّةٌ إِلا كَانَ بَعْدَهَا مُلْكٌ. وسكن الوليد بن عقبة المدينة، ثم نزل الكوفة، وبنى بها دارًا، فلما قتل عُثْمَان نزل البصرة، ثم خرج إِلَى الرقة، فنزلها واعتزل عليًا ومعاوية، ومات بها، وبالرقة قبره، وعقبة في ضيعة له،
__________
[1] في أ: فشهدا عنده على الوليد بشرب الخمر
[2] من أ.

(4/1556)


وَكَانَ معاوية لا يرضاه، وَهُوَ الَّذِي حرضه عَلَى قتال علي، فرب حريص محروم، وَهُوَ القائل لمعاوية يحرّضه ويغريه بعلي:
فو الله مَا هند بأمك إن مضى النهار ... ولم يثأر بعثمان ثائر
أيقتل عبد القوم سيد أهله ... ولم يقتلوه [1] ليت أمك عاقر
وإنا متى نقتلهم لا يقد [2] بهم ... مقيد وقد دارت عليه [3] الدوائر
وهو القائل أيضا:
ألا يَا لليلي [4] لا تغور نجومه ... إذا غار نجم لاح نجم يراقبه
بني هاشم ردوا سلاح ابْن أختكم ... ولا تنهبوه لا تحل مناهبه
بني هاشم لا تعجلونا فإنه ... سواء علينا قاتلوه وسالبه
فإنا وإياكم وما كَانَ بيننا ... كصدع الصفا لا يرأب الصدع شاعبه
بني هاشم كيف التعاقد بيننا [5] ... وعند علي سيفه وحرائبه
لعمرك لا أنسى ابْن أروى وقتله ... وهل ينسين الماء مَا عاش شاربه
هم قتلوه كي يكونوا مكانه ... كما فعلت يوما بكسرى مرازبه
فأجابه الفضل بْن عباس بن عتبة بن أبى لهب:
فلا تسألونا بالسلاح فإنه ... أضيع وألقاه لدى الرّوع صاحبه
وإني لمجتاب إليكم يجحفل ... يصم السميع جرسه وجلائبه
وشبهته كسرى وما كَانَ [6] مثله ... شبيها بكسرى هديه وضرائبه
(2722) الوليد بْن عمارة بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ [7] بْن مخزوم، ابْن أخى خالد بن الوليد،
__________
[1] في ى: ولم يقتلوه.
[2] في د: لا نقد.
[3] في ى: عليك.
[4] في أ: ألا من اليل.
[5] في أ: منكم.
[6] في أ: وقد كان مثله. ثم قال في هامشه: بئس ما ذكره إن كان صحيحا عنه.
وقد أخطأ أبو عمر في إيراده هذا إن كان سهوا، وإن كان عمدا فقد أثم.
[7] في أ: عمرو.

(4/1557)


قتل هُوَ وأبوه أَبُو عبيدة بْن عمارة مع خالد ابن الوليد بالبطاح.
(2723) الوليد بْن قيس.
روى عنه وهب بْن عُقْبَةَ أنه قَالَ: كَانَ بي مرض، فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأت.
(2724) الوليد بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد الله بن عمر [1] بن مخزوم القرشي المخزومي،
أخو خالد بْن الوليد، أسر يوم بدر كافرًا، أسره عَبْد اللَّهِ بْن جحش، ويقال: أسره سليط بْن قيس المازني الأَنْصَارِيّ، فقدم فِي فدائه أخواه: خالد وهشام، فتمنع عَبْد اللَّهِ بْن جحش حَتَّى افتكاه [2] بأربعة آلاف درهم، فجعل خالد يَزِيد [3] لا يبلغ ذلك، فَقَالَ هشام لخالد: إنه ليس بابن أمك، والله لو أبى فيه إلا كذا وكذا لفعلت. ويقال: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعَبْد اللَّهِ بْن جحش: لا تقبل فِي فدائه إلا شكة أبيه الوليد، وكانت الشكة درعًا فضفاضة وسيفًا وبيضة، فأبى خالد ذلك وأطاع لذلك هشام بْن الوليد، لأنه أخوه لأبيه وأمه، فأقيمت الشكة بمائة دينار فطاعا بذلك [4] ، وسلماها إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن جحش، فلما افتكاه [5] أسلم، فقيل له: هلا أسلمت قبل أن تفتدي وأنت مَعَ المسلمين؟ فَقَالَ: كرهت أن تظنوا بي أني جزعت من الإسار، فحبسوه بمكة، فكان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له فيمن دعا له من مستضعفي المؤمنين بمكة، ثم أفلت من إسارهم، ولحق برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد عمرة القضية، وكتب إِلَى أخيه خالد، فوقع الإسلام فِي قلب خالد، وَكَانَ سبب هجرته. ذكر ابْن إسحاق، عن عمرو بن شعيب،
__________
[1] في أ: عمرو.
[2] أ: افتدياه.
[3] في أ: يريد ألا يبلغ.
[4] في أ: بهما.
[5] في أ: افتدى.

(4/1558)


عَنْ أبيه، عَنْ جده- أن الوليد بْن الوليد كَانَ يروع فِي منامه ... مثل حديث مالك سواء فِي قصة خالد بْن الوليد أنه كَانَ يروع فِي منامه ... الحديث إِلَى قوله تعالى: وأن يحضرون. وقالت أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبكي الوليد ابن الوليد بن المغيرة:
يَا عين فابكي للوليد [1] ... بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ
قد كَانَ غيثًا فِي السنين ... ورحمة فينا وميرة
ضخم الدسيعة ماجدًا ... يسمو إِلَى طلب الوتيرة
مثل الوليد بْن الوليد ... أبي الوليد كفى العشيرة
وقد قيل إن الوليد أفلت من قريش بمكة، فخرج عَلَى رجليه فطلبوه فلم يدركوه شدا، ونكبت إصبع من أصابعه فجعل يقول:
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه مَا لقيت
فمات ببئر أبي عنبة [2] عَلَى ميل من المدينة رضي اللَّه عنه. وَقَالَ مصعب:
والصحيح أنه شهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضية، وكتب إِلَى أخيه خالد، وَكَانَ خالد خرج من مكة فارًا لئلا يرى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه بمكة كراهة الإسلام وأهله، فسأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوليد فَقَالَ: لو أتانا لأكرمناه، ومثله سقط عَلَيْهِ الإسلام فِي عقله، فكتب بذلك الوليد إِلَى أخيه خالد، فوقع الإسلام في قلب خالد، وكان سبب هجرته.
__________
[1] في ى: الوليد.
[2] في أ: عتبة، وهي تحريف.

(4/1559)


باب وهب
(2725) وهب بْن الأسود القرشي الزهري.
هُوَ ابْن خال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذكر زيد بْن أسلم.
(2726) وهب بْن حذافة الغفاري.
ويقال المزني، له صحبة، يعد فِي أهل المدينة، روى عنه واسع بْن حبّان.
(2727) وهب بْن خنبش [الطائي] [1] ،
حديثه عند الشعبي. وَقَالَ داود الأودي عَنِ الشعبي: هُوَ هرم بْن خنبش. ومن قَالَ وهب أكثر وأحفظ، وقول داود هرم خطأ، والصواب وهب بْن خنبش لا هرم بْن خنبش.
(2728) وهب بْن زمعة،
أخو عَبْد اللَّهِ بْن الأسود بْن المطلب بن أسد بن عبد العزي بن قصي القرشي الأسدي، من مسلمة الفتح، له خبر فِي حجة الوداع، لا أحفظ له رواية، وأخوه قد روى أحاديث ثلاثة.
(2729) وهب بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال بْن مالك بْن ضبة بْن حارث ابْن فهر بْن مالك القرشي الفهري،
شهد بدرًا [2] مَعَ أخيه عَمْرو. وذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ وهب بْن أبي سرح فيمن شهد بدرًا من بني فهر.
(2730) وهب بْن سعد بْن أبي سرح بْن الحارث بْن حبيب بْن جذيمة بن مالك ابن حسل بْن عامر بْن لؤي،
هُوَ أخو عبد الله بن سعد بن أبي سرح، شهد أحدا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وقتل يوم مؤتة شهيدا، وكان رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد آخى بينه وبين سويد بن عمرو، فقتلا يوم مؤتة جميعا.
__________
[1] ليس في أ، وحنبش- بخاء معجمة مفتوحة بعدها نون، وباء مفتوحة معجمة بواحدة وآخره شين معجمة (أسد الغابة) .
[2] في أ: بدرا، وأحدا.

(4/1560)


(1731) وهب بْن السماع العوفي،
خبره فِي أعلام النبوة من حديث ابْن عباس، فِي طريقه ضعف.
(2732) وهب أَبُو جحيفة السوائي.
هُوَ مشهور بكنيته، لم يختلفوا فِي اسمه، [واختلفوا فِي اسم أبيه] [1] ، فَقَالَ بعضهم: وهب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مسلم بْن جنادة بْن جندب بْن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة. وقيل: وهب ابن جابر. وقيل وهب بْن وهب. توفي فِي إمارة بشر بْن مروان بالكوفة، وقد ذكرناه فِي الكنى. وروى زهير بْن معاوية عَنْ أبي إِسْحَاق عَنْ أبي جحيفة، قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورأيت هذه منه، وهي بيضاء، وأشار إلى منفقته- فقيل له: مثل من كنت يومئذ؟ قَالَ: أبري النبل وأريشها-
(2733) وهب بْن عمير بْن وهب بْن خلف بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي.
أسر يوم بدر كافرًا، ثم قدم أبوه بالمدينة، فأطلق له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنه وهب بْن عمير فأسلم، وَكَانَ له قدر وشرف، وَهُوَ الَّذِي بسط له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رداءه، إذ جاءه يطلب الأمان لصفوان بْن أمية، ومات بالشام مجاهدًا. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ [2] ، قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ- يَعْنِي مَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ- نَزَلَ فِي أَهْلِهِ، وَلَمْ يَقِفْ بِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، فَأَظْهَرَ الإِسْلامَ، وَدَعَا إِلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ صَفْوَانَ، فَقَالَ:
قَدْ عَرَفْتُ حِينَ لَمْ يَبْدَأْ بِي قَبْلَ مَنْزِلِهِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَكَسَ [3] وَصَبَأَ وَلا أُكَلِّمُهُ أَبَدًا، وَلا أَنْفَعُهُ وَلا عِيَالَهُ بِنَافِعَةٍ، فَوَقَفَ عُمَيْرٌ عَلَيْهِ وهو في الحجر
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: وهب.
[3] الارتكاس: الارتداد.

(4/1561)


وَنَادَاهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ عُمَيْرٌ: أَنْتَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا، أَرَأَيْتَ الَّذِي كُنَّا عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ وَالذَّبْحِ لَهُ، أَهَذَا دِينٌ! أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله وأن محمدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَلَمْ يُجِبْهُ صَفْوَانُ بِكَلِمَةٍ.
(2734) وهب بْن قابوس المزني.
قدم من جبل مزينة مع ابن أخيه الحارث ابن عُقْبَةَ بْن قابوس بغنم لهما إِلَى المدينة فوجداها خلوا، فسألا: أين الناس؟ فقيل: بأحد، يقاتلون المشركين، فأسلما، ثم خرجا، وأتيا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فقاتلا المشركين قتلا شديدًا حَتَّى قتلا بأحد.
(2735) وهب بْن قيس الثقفي.
حديثه عند أميمة بنت رقيقة، عَنْ أمها، هناك جرى ذكره، لا أعرفه بغير ذلك. هَذَا أخو سُفْيَان بْن قيس بْن أبان الطائي الثقفي.
باب الأفراد فِي حرف الواو
(2736) وائل بْن حجر بْن ربيعة بْن وائل بْن يعمر الحضرمي،
يكنى أبا هنيدة.
كَانَ قيلًا من أقيال حضرموت، وَكَانَ أبوه من ملوكهم، وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. ويقال: إنه بشّر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قبل قدومه، وَقَالَ: يأتيكم وائل بْن حجر من أرض بعيدة من حضرموت طائعًا راغبًا فِي اللَّه وفي رسوله، وَهُوَ بقية أبناء الملوك. فلما دخل عَلَيْهِ رحب به، وأدناه من نفسه، وقرب مجلسه، وبسط له رداءه، فأجلسه عَلَيْهِ مَعَ نفسه عَلَى مقعده، وَقَالَ: اللَّهمّ بارك فِي وائل وولده وولد ولده واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أقيال من حضرموت، وكتب معه ثلاثة كتب، منها كتاب إِلَى المهاجر بْن أبي أمية، وكتاب إِلَى الأقيال والعباهلة، وأقطعه أرضًا. وأرسل

(4/1562)


معه معاوية بْن أبي سُفْيَان، فخرج معاوية راجلًا معه ووائل بْن حجر عَلَى ناقته راكبًا، فشكا إِلَيْهِ معاوية حر الرمضاء، فَقَالَ له: ابتعل ظل الناقة، فَقَالَ معاوية:
وما يغني ذلك عني؟ لو جعلتني ردفك [1] . فَقَالَ له وائل: اسكت، فلست من أرداف الملوك. وعاش وائل بْن حجر حَتَّى ولي معاوية الخلافة، فدخل عَلَيْهِ وائل بْن حجر، فعرفه معاوية، وأذكره بذلك ورحب به وأجازه لوفوده عَلَيْهِ، فأبى من قبول جائزته وحبائه، وأراد أن يرزقه فأبى من ذلك، وَقَالَ:
يأخذه من هُوَ أولى به مني، فأنا فِي غنى عنه.
وَكَانَ وائل بْن حجر زاجرًا حسن الزجر، وخرج يومًا من عند زياد بالكوفة وأميرها الْمُغِيرَة، فرأى غرابًا ينعق، فرجع إِلَى زياد، فَقَالَ له:
يَا أبا الْمُغِيرَة، هَذَا غراب يرحّلك من هاهنا إِلَى خير. فقدم رَسُول معاوية من يومه إِلَى زياد أن سر إِلَى البصرة واليًا.
روى وائل بْن حجر عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أحاديث. روى عنه كليب بْن شهاب وابناه: علقمة وعبد الجبار بْن وائل بْن حجر، ولم يسمع عبد الجبار من أبيه فِيمَا يقولون، بينهما [2] وائل بن علقمة.
(2737) وابصة بْن معبد بْن مالك بْن عبيد الأسدي،
من بني أسد بن خزيمة، يكنى أبا شداد، ويقال أبا قرصافة، سكن الكوفة ثم تحول إِلَى الرقة ومات بها، وله أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر رَجُلا رآه يصلي خلف الصف وحده أن يعيد الصلاة.
(2738) واثلة بْن الأسقع بْن عبد العزى بْن عبد ياليل بْن ناشب بن غيرة ابن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن على بن كنانة الليثي.
__________
[1] في أ: ردفا.
[2] في أ: بينهما ابن وائل بن علقمة.

(4/1563)


وقيل:
إنه واثلة بْن الأسقع بْن كعب بْن عامر بْن ليث بْن بكر. والأول أصح وأكثر إن شاء اللَّه تعالى. أسلم والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتجهز إِلَى تبوك.
ويقال: إنه خدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث سنين، وَكَانَ من أهل الصفة. يقال: إنه نزل البصرة وله بها دار، ثم سكن الشام، وَكَانَ منزله عَلَى ثلاثة فراسخ من دمشق بقرية يقال لها البلاط، وشهد المغازي بدمشق وحمص، ثم تحول إِلَى بيت المقدس، ومات بها، وَهُوَ ابْن مائة سنة. قيل: بل توفي بدمشق فِي آخر خلافه عبد الملك سنة خمس أَوْ ست وثمانين، وَهُوَ ابْن ثمان وتسعين سنة. يكنى أبا الأسقع. وقيل يكنى أبا مُحَمَّد. وَقَالَ ابْن معين: كنيته أَبُو قرصافة، وَهُوَ قول الْوَاقِدِيّ. سكن الشام، روى [1] عنه الشاميون: مكحول، وعَبْد اللَّهِ بْن عامر الْيَحْصِبِيّ، وشداد [2] بْن عمارة. وروى عنه أَبُو المليح بْن أسامة الهذلي.
(2739) وحشي بْن حرب الحبشي.
من سودان مكة مولى لطعيمة بْن عدي.
ويقال: هُوَ مولى جبير بْن مطعم بْن عدي، كذا قَالَ ابْن إِسْحَاق، وأكثرهم قَالَ: يكنى أبا دسمة، وَهُوَ الَّذِي قتل حمزة بْن عبد المطلب عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد، وكان يومئذ وحشي كافرا، استخفى [3] له خلف حجر ثم رماه بحربة كانت معه، وَكَانَ يرمي بها رمي الحبشة فلا يكاد يخطئ. واستشهد حمزة حينئذ، ثم أسلم وحشي بعد أخذ الطائف، وشهد اليمامة، ورمى مسيلمة بحربته التي قتل بها حمزة، وزعم أنه أصابه
__________
[1] في أ: يروى.
[2] في أ: وشداد أبو عمار
[3] في أ: اختفى.

(4/1564)


وقتله، وَكَانَ يقول: قتلت بحربتي هذه خير الناس وشر الناس، حكى ذلك جعفر بْن عَمْرو بْن أمية الضَّمْرِيّ عَنْ وحشي. وفي خبره ذلك أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لوحشي- حين أسلم: غيب وجهك عني يَا وحشي، لا أراك. وذكر ابن إسحاق عن سليمان بن أنه يسار قَالَ: سمعت ابْن عمر يقول: سمعت قائلًا يقول يوم اليمامة: قتله العبد الأسود. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: مات وحشي بْن حرب فِي الخمر فِيمَا زعموا.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: رويت عنه أحاديث مسندة مخرجها عَنْ ولده وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب، عَنْ أبيه حرب بْن وحشي، عَنْ أبيه وحشي، وَهُوَ إسناد ليس بالقوي، يأتي بمناكير. وقد ظن بعض أهل الحديث أن هَذَا الإسناد: وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب عَنْ أبيه عَنْ جده ليس هُوَ وحشي هَذَا فغلط والله أعلم. وزعم مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي الموصلي أن وحشي بْن حرب الَّذِي يروي عنه ولده وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب غير أبي دسمة قاتل حمزة، وأن ذلك كَانَ يسكن دمشق، وهذا الَّذِي روى عنه ولده سكن حمص، وليس كما قَالَ، والذي سكن حمص هُوَ الَّذِي قتل حمزة، ولا يصح وحشي بْن حرب غيره.
والدليل عَلَى ذلك مَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وعبيد الله بن عدي بن الخيار، فمرنا بِحِمْصَ وَبِهَا وَحْشِيٌّ، فَقُلْنَا: لَوْ أَتَيْنَاهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ قَتْلِهِ حَمْزَةَ كَيْفَ

(4/1565)


قَتَلَهُ؟ فَأَقْبَلْنَا نَحْوَهُ فَلَقِينَا رَجُلا وَنَحْنُ نَسْأَلُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ رَجُلٌ قَدْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الْخَمْرُ، فَإِنْ تَجِدَاهُ صَاحِيًا تَجِدَاهُ رَجُلا عَرَبِيًّا يُحَدِّثُكُمَا مَا شِئْتُمَا مِنْ حَدِيثٍ، وَإِنْ تَجِدَاهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَانْصَرِفَا عَنْهُ. قَالَ: فَأَقْبَلْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ ...
وَذَكَرَ تَمَامَ الْخَبَرِ.
وَفِي هَذَا مَا يدل عَلَى أن وحشيًا قاتل حمزة سكن حمص، وَهُوَ الَّذِي يحدث عنه ولده. وَهُوَ إسناد ضعيف لا يحتج به. وقد جاء بذلك الإسناد أحاديث منكرة لم ترو بغير ذلك الإسناد، والله أعلم.
(2740) وحوح بْن الأسلت.
واسم الأسلت عامر بْن جشم بْن وائل بْن زيد بْن قيس بْن عامر بْن مرة بْن مالك الأوسي الأَنْصَارِيّ، أخو أبي قيس بْن الأسلت الشاعر، ولم يسلم أَبُو قيس بْن الأسلت. ذكر الزُّبَيْر، عَنْ عمه مصعب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمارة، قَالَ: كانت لوحوح صحبة، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد، وله يقول أَبُو قيس أخوه- حين خرج إِلَى مكة مع أبى عامر:
أرى وحوحًا ولى علي بأمره [1] ... كأني امرؤ من حضرموت غريب
كأني امرؤ ولى ولا ودّ بينا ... وأنت حبيب فِي الفؤاد قريب
وإن بني العلات قوم وإنني ... أخوك فلا يكذبك عنك كذوب
أخوك إذا تأتيك [2] يومًا عظيمة ... تحملها والنائبات تنوب
فِي أبيات ذكرها. وذكروا أن أبا قيس بْن الأسلت أقبل يريد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ له عَبْد اللَّهِ بْن أبي: خفت والله سيوف بني الخزرج، فَقَالَ: لا جرم! والله لا أسلم العام، فمات في الحول.
__________
[1] في أ: بوده
[2] في أ: نأتبك

(4/1566)


(2741) وداعة بن أبى زيد الأَنْصَارِيّ.
ذكره الكلبي [1] فيمن شهد صفين من الصحابة مَعَ علي. قَالَ: وقتل أبوه أَبُو زيد [2] شهيدًا يوم أحد.
(2742) ودقة [3] بْن إياس بْن عَمْرو بْن غنم بْن أمية بْن لوذان الأَنْصَارِيّ.
شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا.
(2743) وديعة بْن عَمْرو بْن جراد بْن يربوع الجهني،
حليف لبني سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري، شهد بدرا وأحدا.
(2744) ورد بْن خالد،
كَانَ عَلَى ميمنة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفتح.
(2745) وردان بْن مخرم [4] بْن مخرمة بْن قرط بْن جناب الْعَنْبَرِيّ التميمي،
من بني العنبر بْن عَمْرو بْن تميم. قَالَ الطبري: له ولأخيه حيدة بْن مخرم صحبة. وفدا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلما ودعا لهما.
(2746) وقاص بْن مجزز [5] المدلجي.
ذكر غير واحد من أهل العلم أنه قتل فِي غزوة ذي قرد مَعَ محرز بْن نضلة. قاله ابْن هشام، وأما ابْن إِسْحَاق فإنه قَالَ: لم يقتل من المسلمين يومئذ غير محرز بن نضلة.
(2747) وهبان بْن صيفي الغفاري.
ويقال أهبان، قد تقدم [6] ذكره فِي باب الألف من هَذَا الكتاب، هُوَ من ولد حرام بْن غفار، نزل البصرة وله
__________
[1] في أ: ابن الكلبي
[2] في ى: أبو يزيد.
[3] هكذا في ى: وفي أسد الغابة: جعله أبو عمر بالذال المعجمة والفاء. وأما أبو موسى وأبو نعيم فجعلاه بالدال المهملة والقاف. وفي الإصابة- بعد أن ذكر الوجهين المتقدمين قال: وذكره ابن هشام بالراء.
[4] في أسد الغابة: مخرم- بالخاء المعجمة وكسر الراء المشددة وآخره ميم. والّذي ذكره ابن مندة وأبو نعيم: محرز.
[5] في ى: محرز. وفي أسد الغابة: مجزز- بجيم وزايين.
[6] صفحة 116.

(4/1567)


بها دار بحضرة باب الأصبهاني. سمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا كانت الفتنة فاتخذ سيفًا من خشب. ولم يقاتل مَعَ علي لهذا الحديث، فلما حضره الموت قَالَ: كفنوني فِي ثوبين. قالت ابنته عديسة: فزدنا ثوبًا ثالثًا قميصًا، ودفناه، فأصبح ذلك القميص عَلَى المشجب موضوعًا.
وروى خبره هَذَا ثقات أهل البصرة، منهم معتمر بْن سُلَيْمَانَ، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن المثنى الأَنْصَارِيّ، عن المعلى بن جابر، قال: حدثني عديسة [1] بنت وهبان الغفاريّ بذلك كله
__________
[1] عديسة- بالتصغير والإهمال (التقريب) .

(4/1568)