الإستيعاب في معرفة الأصحاب

كتاب النساء وكناهن [1]
بسم اللَّه الرحمن الرحيم [قَالَ أَبُو عمر يوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عبد البر النمري رحمه اللَّه] [2] :
الحمد للَّه الَّذِي أنشأ الإنسان إنشاء من آدم وحواء. وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساء، وصلى اللَّه عَلَى سيدنا مُحَمَّد خاتم النبيين. وعلى آله وصحبه أجمعين وهذا كتاب أفردته أَيْضًا بذكر النساء الرواة وغيرهن ممن أتى فِي الروايات ذكرهن ممن رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع منه، وحفظ عنه منهن، وجعلته أَيْضًا عَلَى حروف المعجم [3] ليقرب تناوله، وقدمت فِي كل باب من الحروف مَا وافق اسمها من أزواجه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كل منهن فِي بابها من الحروف، ثم نتبع الباب بسائر الصواحب من النساء، حَتَّى نأتي عَلَى مَا تضمنته الأبواب فيهن من الأسماء، ثم نردفه أَيْضًا بالمشهورات منهن بالكنى، وباللَّه عَزَّ وَجَلَّ توفيقنا وَهُوَ حسبنا ونعم الوكيل.
باب الألف
(3224) أثيمة المخزومية.
تعد فِي أهل المدينة، وهي جدة عطاف بْن خالد، وَهُوَ روى عنها.
(3225) أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكرها أَبُو جعفر العقيلي فِي الصحابة. وذكر أيضا عاتكة بنت
__________
[1] أ: كتاب النساء
[2] من أ
[3] لم يرتبه أيضا فرتبناه ليسهل البحث فيه والإفادة منه.

(4/1778)


عبد المطلب وأبى غيره من ذلك، وهما مختلف فِي إسلامهما، فأما مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ ومن قَالَ بقوله فذكر أنه لم يسلم من عمات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا صفية. وغيره يقول: إن أروى وصفية أسلمتا جميعًا من عمات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى [بْنُ مُحَمَّدِ] [1] ابن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه، قال: لَمَّا أَسْلَمَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَدَخَلَ عَلَى أُمِّهِ أَرْوَى بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ لَهَا: قد أسلمت وتبعت محمدا صلى الله الله وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ الْخَبَرَ. وَفِيهِ أَنَّهُ قَالَ لَهَا: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمِي وَتَتْبَعِيهِ، فَقَدْ أَسْلَمَ أَخُوكِ حَمْزَةُ؟ فَقَالَتْ: أَنْتَظِرُ [2] مَا يَصْنَعُ أَخَوَاتِي، ثُمَّ أَكُونُ إِحْدَاهُنَّ.
قَالَ: فَقُلْتُ: فَإِنِّي أَسْأَلُكِ باللَّه إِلا أَتَيْتِهِ وَسَلَّمْتِ عَلَيْهِ وَصَدَّقْتِهِ، وَشَهِدْتِ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. قَالَتْ: فَإِنِّي أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ.
ثُمَّ كَانَتْ بَعْدُ تُعَضِّدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِسَانِهَا، وَتَحُضُّ ابْنَهَا عَلَى نُصْرَتِهِ، وَالْقِيَامِ بِأَمْرِهِ.
وَذَكَرَ المدائني، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: دَخَلْتُ عَلَى خَالَتِي أَعُودُهَا أَرْوَى بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَقَدْ ظَهَرَ مِنْ شَأْنِهِ يَوْمَئِذٍ شَيْءٌ. فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: مالك يَا عُثْمَانُ؟
قُلْتُ: أَعْجَبُ مِنْكَ وَمِنْ مَكَانِكَ فِينَا، وَمَا يُقَالُ عَلَيْكَ! قَالَ عُثْمَانُ: فَقَالَ:
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فاللَّه يَعْلَمُ، لَقَدِ اقْشَعْرَرْتُ، ثُمَّ قَالَ: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا توعدون، فو ربّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تنطقون. ثم قام فخرج، فخرجت خلفه وأدركته فأسلمت.
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: انظر ما تصنع أخواتي.

(4/1779)


وَذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ [أَبِي] [1] مُعَيْطٍ، عَنْ عَاتِكَةَ [بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ] [1] ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَاكِبًا أَخَذَ صَخْرَةً مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ فَرَمَى بِهَا [إِلَى] [2] الرُّكْنِ، فَتَفَلَّقَتِ الصَّخْرَةُ، فَمَا بَقِيَتْ دَارٌ مِنْ دُورِ قُرَيْشٍ إِلا دَخَلَتْهَا مِنْهَا كِسْرَةٌ، غَيْرَ دَارِ بَنِي زُهْرَةَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ لعبد المطلب ست بنات عمات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهن:
(1) أم حكيم بنت عبد المطلب، يقال لَهَا: البيضاء، ويقال: إنها توأمة عَبْد اللَّهِ بْن عبد المطلب وقد اختلف فِي ذلك، ولم يختلف فِي أنها شقيقة عبد الله بن وأبي طالب والزبير بني عبد المطلب، وكانت أمّ حكيم هذه عند كريز ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، فولدت له عامرًا وبنات [له] ، [2] وهي القائلة: إني لحصان فما أكلم، وصناع فما أعلم.
(2) وعاتكة بنت عبد المطلب. كانت عند أبي أمية بْن الْمُغِيرَةِ المخزومي، فولدت له عَبْد اللَّهِ وزهيرًا وقريبة.
(3) وبرة بنت عبد المطلب كانت عند أبي رهم بْن عبد العزى العامري، ثم خلف عليها بعده عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بْن عُمَرَ بْن مخزوم.
وقد قيل: إن عبد الأسد كَانَ عليها قبل أبي رهم.
__________
[1] من أ.
[2] ليس في أ.

(4/1780)


(4) وأميمة بنت عبد المطلب، كانت عند جحش بن رئاب أخى بنى غنم ابن دودان بْن أسد بْن خزيمة، وهي أم عَبْد اللَّهِ، وعبيد اللَّه، وأبي أَحْمَد، وزينب، وأم حبيبة، وحمنة بني جحش بْن رئاب.
(5) وأروى بنت عبد المطلب، كانت تحت عمير بْن وهب [بْن أبي كبير] [1] بْن عبد بْن قصي، فولدت له طليبًا، ثم خلف عليها كلدة بن عبد مناف ابن عبد الدار بْن قصي فولدت له أروى، فهؤلاء خمس من الست (6) ونذكر صفية فِي باب الصاد من هَذَا الكتاب إن شاء اللَّه تعالى.
وقد اختلف فِي أم أروى بنت عبد المطلب، فقيل: أمها فاطمة بنت [عمرو ابن] [1] عائذ بْن عمران بْن مخزوم، فلو صح هَذَا كانت شقيقة عَبْد اللَّهِ والزبير وأبي طالب وعبد الكعبة وأم حكيم وأميمة وعاتكة وبرة. وقيل: بل أمها صفية بنت جندب [2] بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بْن عامر بْن صعصعة.
فلو صح هَذَا كانت شقيقة الحارث بْن عبد المطلب. وقد ذكرنا أعمام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمهاتهم عند ذكر حمزة بْن عبد المطلب. وأهل النسب لا يعرفون لعبد المطلب بنتًا إلا من المخزومية، إلا صفية وحدها فإنها من الزهرية.
(3226) أسماء بنت أبي بكر الصديق.
وقد تقدم ذكر نسبها [3] عند ذكر أبيها، فلا وجه لإعادته هاهنا، أمها قيلة- ويقال قتيلة- بنت عبد العزى بْن عبد أسعد بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي. ويقال: بنت عبد العزى بْن عبد أسعد بْن جابر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بن لؤيّ.
__________
[1] من أ.
[2] أ: جنيدب.
[3] صفحة 963.

(4/1781)


كانت أسماء بنت أبي بكر تحت الزُّبَيْر بْن العوام، وَكَانَ إسلامها قديمًا بمكة، وهاجرت إِلَى المدينة وهي حامل بعَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر، فوضعته بقباء.
وقد ذكرنا [1] خبر مولده وسائر أخباره فِي بابه من هَذَا الكتاب.
وتوفيت أسماء بمكة فِي جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر بيسير، لم تلبث بعد إنزاله من الخشبة ودفنه إلا ليالي، وكانت قد ذهب بصرها، وكانت تسمى ذات النطاقين، وإنما قيل لَهَا ذلك لأنها صنعت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفرة حين أراد الهجرة إِلَى المدينة فعسر عليها مَا تشدها به فشقت خمارها، وشدت السفرة بنصفه، وانتطقت النصف الثاني [2] ، فسماها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات النطاقين. هكذا ذكر ابْن إِسْحَاق وغيره.
وَقَالَ الزُّبَيْر فِي هَذَا الخبر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لَهَا: أبدلك اللَّه بنطاقك هَذَا نطاقين فِي الجنة، فقيل لَهَا ذات النطاقين.
وَقَدْ حَدَّثَنِي عبد: الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال:
حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنُ أبى عقرب، قال: قَالَتْ أَسْمَاءُ لِلْحَجَّاجِ: كَيْفَ تُعَيِّرُهُ بِذَاتِ النِّطَاقَيْنِ- يَعْنِي ابْنَهَا؟ أَجَلْ، قَدْ كَانَ لِي نِطَاقٌ أُغَطِّي بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّمْلِ وَنِطَاقٌ لا بُدَّ لِلنِّسَاءِ مِنْهُ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لَمَّا بَلَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الْحَجَّاجَ يُعَيِّرُهُ بِابْنِ ذَاتِ النطاقين أنشد قول الهذلي متمثلا [3] :
وَعَيَّرَهَا الْوَاشُونَ أَنِّي أُحِبُّهَا ... وَتِلْكَ شَكَاةٌ نَازِحٌ [4] عنك عارها
__________
[1] صفحة 905
[2] أ: الآخر.
[3] هو أبو ذؤيب الهذلي. وانظر أشعار الهذليين (1- 21) .
[4] في الأشعار: ظاهر.

(4/1782)


فَإِنْ أَعْتَذِرْ مِنْهَا فَإِنِّي مُكَذَّبٌ ... وَإِنْ تَعْتَذِرْ يَرْدُدْ عَلَيْكَ [1] اعْتِذَارُهَا
قَالَ ابْن إِسْحَاق: إن أسماء بنت أبي بكر أسلمت بعد [إسلام] [2] سبعة عشر إنسانًا. واختلف فِي مكث أسماء بعد ابنها عَبْد اللَّهِ، فقيل: عاشت بعده عشر ليال [3] . وقيل عشرين يومًا، وقيل بضعًا وعشرين يومًا، حَتَّى أتى جواب عبد الملك بإنزال ابنها من الخشبة، وماتت وقد بلغت مائة سنة.
(3227) أسماء بنت سلمة.
ويقال سلامة بْن مخرمة [4] بْن جندل بْن أبير بْن نهشل بْن دارم الدارمية التميمية، كانت من المهاجرات، هاجرت مَعَ زوجها عياش بْن أبي ربيعة إِلَى أرض الحبشة، وولدت له بها عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، ثم هاجرت إلى المدينة، وتكنى أم الجلاس. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروى عنها ابنها عَبْد اللَّهِ بْن عياش بْن أبي ربيعة، وأما أم عياش ابْن أبي ربيعة فهي أم أبي جهل والحارث ابني هشام بْن الْمُغِيرَةِ، وهي أَيْضًا أم عَبْد اللَّهِ بْن أبي ربيعة أخي عياش بْن أبي ربيعة، وأمها أسماء بنت مخرمة [5] ابن جندل، [وهي عمة أسماء بنت سلمة] [6] زوجة عياش بْن أبي ربيعة هذه المذكورة، وما أظن تلك أسلمت. قَالَ ابْن إِسْحَاق: أسلم عياش بْن أبي ربيعة وامرأته أسماء بنت سلامة بن مخرمة [5] التميمية.
(3228) أسماء بنت الصلت السلمية.
اختلف فِيهَا وفي اسمها. فَقَالَ أَحْمَد بْن صالح المصري: أسماء بنت الصلت السلمية من أزوج النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى عن قتادة نحوه. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية [7]
__________
[1] أ: عليها.
[2] ليس في أ.
[3] أ: عشرة أيام.
[4] أ: مخربة.
[5] أ، وأسد الغابة: مخربة. وفي الإصابة: مخربة بمعجمة وموحدة.
[6] من أ.، وأسد الغابة.
[7] أ: السلمي

(4/1783)


تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلقها. وَقَالَ علي بْن عبد العزيز بْن علي بْن الحسن الجرجاني النسابة: هي وسناء بنت الصلت بْن حبيب بْن جارية ابن هلال بْن حرام بْن سماك بْن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية تزوجها رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فماتت قبل أن تصل إِلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: قول من قَالَ سناء بنت الصلت أولى بالصواب إن شاء اللَّه تعالى. وفي سبب فراقها اختلاف أَيْضًا، ولا يثبت فِيهَا شيء من جهة الإسناد.
(3229) أسماء بنت عمرو بن عدي بن نانى بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب ابن سلمة أم منيع الأنصارية
من المبايعات بيعة القبة.
(3230) أسماء بنت عميس بْن معد بْن الحارث بْن تيم بْن كعب بْن مالك بْن قحافة بْن عامر بْن ربيعة بْن عامر بْن معاوية بْن زيد بْن مالك بْن بشر [1] بْن وهب اللَّه بْن شهران بْن عفرس بْن خلف بْن أقبل [2] ،
وَهُوَ جماعة خثعم بْن أنمار عَلَى الاختلاف فِي أنمار هَذَا. وقيل أسماء بنت عميس بْن مالك بن النعمان ابن كعب بْن مالك بْن قحافة بْن عامر بْن زيد بشر [3] . بْن وهب اللَّه الخثعمية، من خثعم. وأمها هند بنت عوف بْن زهير بْن الحارث بْن كنانة، وهي أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت لبابة أم الفضل زوجة العباس وأخت أخواتها [4] ، فأسماء وأختها سلمى وأختها سلامة الخثعميات هن أخوات ميمونة لأم، وهن تسع، وقيل عشر أخوات لأم وست لأب وأم، قد ذكرناهن جملة فِي باب لبابة أم الفضل زوجة العباس، وذكرنا كل واحدة منهن فِي بابها بما يحسن [5] ذكرها، والحمد تعالى.
كانت أسماء بنت عميس من المهاجرات إِلَى أرض الحبشة مَعَ زوجها جعفر بْن
__________
[1] أ: بسر.
[2] أ: أفتل.
[3] أ: نسر.
[4] أ: أخواتهما.
[5] بما يجب من ذكرها.

(4/1784)


أبي طالب، فولدت له هناك محمدًا أَوْ عَبْد اللَّهِ وعونًا، ثم هاجرت إِلَى المدينة، فلما قتل جعفر بْن أبي طالب تزوجها أَبُو بَكْر الصديق، فولدت له مُحَمَّد بْن أبي بكر، ثم مات عنها فتزوجها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فولدت له يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، لا خلاف فِي ذلك.
وزعم ابْن الكلبي أن عون بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ أمه أسماء بنت عميس الخثعمية، ولم يقل هَذَا أحد غيره فِيمَا علمت وقيل: كانت أسماء بنت عميس الخثعمية تحت حمزة بْن عبد المطلب فولدت له ابنة تسمى أمة اللَّه [وقيل أمامة] [1] ، ثم خلف عليها بعده شداد بْن الهاد الليثي ثم العتواري حليف بني هاشم، فولدت له عَبْد اللَّهِ وعَبْد الرَّحْمَنِ ابني شداد، ثم خلف عليها بعد شداد جعفر بْن أبي طالب، وقيل: إن التي كانت تحت حمزة وشداد سلمى بنت عميس لا أسماء أختها. روى عَنْ أسماء بنت عميس من الصحابة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وأبو مُوسَى الأشعري، وابنها عَبْد اللَّهِ بْن جعفر بْن أبي طالب.
(3231) أسماء بنت مرثد [2] الحارثية. روى عنها حديثها فِي الاستحاضة جابر بْن عَبْد اللَّهِ، من حديث حرام بْن عُثْمَانَ المدني، عَنِ ابني جابر: محمد، وعبد الرحمن، عن أبيها جابر بْن عَبْد اللَّهِ، ولا يصح لأنه انفرد به حرام بْن عُثْمَانَ، وَهُوَ متروك عند جميعهم. قَالَ الشافعي: الحديث عَنْ حرام بن عثمان حرام.
(3232) أسماء بنت النعمان بْن الجون بْن شرحبيل [3] .
وقيل: أسماء بنت النعمان بْن الأسود بْن الحارث بْن شراحيل بْن النعمان بْن كندة [4] ، أجمعوا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوجها. واختلفوا فِي قصة فراقه لَهَا، فَقَالَ بعضهم: لما دخلت [5] عَلَيْهِ دعاها، فقالت: تعال أنت، وأبت أن تجيء. هذا
__________
[1] من أ.
[2] الإصابة: مرثد. ثم قال: وذكر ابن سعد في الطبقات: أسماء بن مرثدة- بزيادة هاء- ابن جبير بن مالك بن حويرثة. ثم قال: قلت: ويظهر لي أنها التي ذكرت في حديث جابر، ويحتمل أن تكون غيرها وفي أسد الغابة: أسماء بن مرشد. وفي أ: بنت مرشدة.
[3] أ، وأسد الغابة، والإصابة: شراحيل.
[4] أ: من كندة. وفي أسد الغابة: بن كندى.
[5] أ: أدخلت.

(4/1785)


قول قتادة وأبي عبيدة. قَالَ قتادة: وهي أسماء بنت النعمان من بني الجون. وزعم بعضهم أنها قالت له: أعوذ باللَّه منك، فَقَالَ: قد عذت بمعاذ، وقد أعاذك اللَّه مني، فطلقها.
قَالَ قتادة: وهذا باطل، إنما قَالَ هَذَا لامرأة جميلة تزوجها من بني سليم، فخاف نساؤه أن تغلبهن عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلن لَهَا: إنه يعجبه أن تقولي له: أعوذ باللَّه منك. فقالت- لما دخلت عَلَيْهِ: أعوذ باللَّه منك. قَالَ: قد عذت بمعاذ. وَقَالَ أَبُو عبيدة: كلتاهما عاذتا باللَّه منه.
وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل: ونكح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأة من كندة وهي الشقية التي سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يردها إِلَى قومها وأن يفارقها، ففعل وردها مَعَ رجل من الأنصار يقال له أَبُو أسيد الساعدي.
وَقَالَ آخرون: كانت أسماء بنت النعمان الكندية من أجمل النساء، فخاف نساؤه أن تغلبهن عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلن لَهَا: إنه يحب إذا دنا منك أن تقولي له: أعوذ باللَّه منك. فلما دنا منها قالت: إني أعوذ باللَّه منك. فَقَالَ:
قد عذت بمعاذ فطلقها ثم سرحها إِلَى قومها، وكانت تسمي نفسها الشقية.
وَقَالَ الجرجاني النسابة صاحب كتاب الموفق [1] : أسماء بنت النعمان الكندية هي التي قالت لَهَا نساء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أردت أن تحظي عنده فتعوذي باللَّه منه. فلما دخل عليها قالت: أعوذ باللَّه منك، فصرف وجهه عنها، وَقَالَ: الحقي بأهلك، فخلف عليها المهاجر بْن أبي أمية المخزومي، ثم خلف عليها قيس بْن مكشوح المرادي.
__________
[1] أ: المونق.

(4/1786)


وَقَالَ آخرون: التي تعوذت باللَّه من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي من سبي بني العنبر يوم ذات الشقوق، وكانت جميلة، وأراد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتخذها فقالت له هَذَا وَقَالَ آخرون: بل كان بأسماء وضح كوضح العامرية، ففعل بها مثل مَا فعل بالعامرية. وَذَكَرَ ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قَالَ:
وَفَارَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخْتَ بَنِي الْجَوْنِ مِنْ أَجْلِ بَيَاضٍ كَانَ بِهَا.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: الاختلاف فِي الكندية كثير جدًا، منهم من يقول:
هي أسماء بنت النعمان، ومنهم من يقول: هي أميمة بنت النعمان ومنهم من يقول: أمامة بنت النعمان، واختلافهم فِي سبب فراقها عَلَى مَا رأيت، والاضطراب فِيهَا وفي صواحبها اللواتي لم يجتمع عليهن من أزواجه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اضطراب عظيم عَلَى مَا ذكرنا كثيرا منه فِي صدر هَذَا الكتاب، والحمد للَّه.
(3233) أسماء بنت يَزِيد بْن السكن الأنصارية،
أحد نساء بني عبد الأشهل، هي من المبايعات. وهي ابنه عمة معاذ بْن جبل، تكنى أم سلمة، وقيل أم عامر، مدنية. كانت من ذوات العقل والدين. روي عنها أنها أتت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: إني رَسُول من ورائي من جماعة نساء المسلمين، كلهن يقلن بقولي، وعلى مثل رأيي، إن اللَّه تعالى بعثك إِلَى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات، قواعد بيوت ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم، وإنّ الرجال فضّلوا

(4/1787)


بالجمعات وشهود الجنائز والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم وربينا أولادهم، أفنشاركهم فِي الأجر يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فالتفت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوجهه إِلَى أصحابه، فقال: هل سمعتم مقلة امرأة أحسن سؤالًا عَنْ دينها من هذه؟ فَقَالُوا: بلى [والله] [1] يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
انصرفي يَا أسماء وأعلمي من ورائك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته، يعدل كل مَا ذكرت للرجال. فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارًا بما قال لها رسول الله صلى الله.
روى عنها محمود بْن مُحَمَّد، وشهر بْن حوشب، وإسحاق بْن راشد، وغيرهم.
(3234) أسيرة [2] الأنصارية.
روت عنها حميضة بنت ياسر.
(3235) أمامة بنت الحارث بن حزن الهلالية.
أخت ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كذا قَالَ بعض الرواة. فأوهم وصحف، ولا أعلم لميمونة أختًا من أب ولا من أم، اسمها أمامة، وإنما أخواتها من أبيها: لبابة الكبرى زوج العباس، ولبابة الصغرى زوج الوليد بْن الْمُغِيرَةِ، وثلاث أخوات [سواهما مذكورات فِي هَذَا الكتاب فِي أبوابهن. ولهن ثلاث أخوات] [3] من أمهن تمام تسع يأتى ذكرهن إن شاء اللَّه تعالى [كلهن] [3] فِي مواضعهن من هَذَا الكتاب.
(3236) أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بْن عبد مناف،
أمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ولدت عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه] [4] وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحبها، وَكَانَ ربما حملها عَلَى عنقه في الصلاة.
__________
[1] ليس في أ.
[2] بالتصغير- الإصابة.
[3] ليس في أ.
[4] من أ.

(4/1788)


حدثنا عبد الوارث [بن سفيان] [1] قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال:
حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، قَالَ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ. عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ هَدِيَّةٌ فِيهَا قِلادَةٌ مِنْ جَزْعٍ، فَقَالَ: لأَدْفَعَنَّهَا إِلَى أَحَبِّ أَهْلِي إِلَيَّ. فَقَالَ النِّسَاءُ: ذَهَبَتْ بِهَا ابْنَةُ أَبِي قُحَافَةَ. فَدَعَا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامة بِنْتُ زَيْنَبَ فَأَعْلَقَهَا فِي عُنُقِهَا. وَتَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ فَاطِمَةَ، زَوَّجَهَا مِنْهُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَكَانَ أَبُوهَا أَبُو الْعَاصِ قَدْ أَوْصَى بِهَا إِلَيْهِ [2] ، فَلَمَّا قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَآمَتْ مِنْهُ أُمَامَةُ قَالَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ النَّخَعِيَّةُ [3] :
أَشَابَ ذَوَائِبِي وَأَذَلَّ رُكْنِي ... أُمَامَةُ حِينَ فَارَقَتِ الْقَرِينَا
تَطِيفُ بِهِ لِحَاجَتِهَا إِلَيْهِ ... فَلَمَّا اسْتَيْأَسَتْ رَفَعَتْ رَنِينًا
وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ أَمَّرَ الْمُغِيرَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يَتَزَوَّجَ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ زَوْجَتَهُ بَعْدَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مُعَاوِيَةُ، فَتَزَوَّجَهَا الْمُغِيرَةُ، فَوَلَدَتْ لَهُ يَحْيَى، وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى، وَهَلِكَتْ عِنْدَ الْمُغِيرَةِ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِعَلِيٍّ وَلا لِلْمُغِيرَةِ، وَكَذَلِكَ قَالَ الزُّبَيْرُ:
إِنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ. قَالَ: وَلَيْسَ لِزَيْنَبَ عَقَبٌ.
وذكر عمر بْن شبة، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد النوفلي، عَنْ أبيه- أنه حدثه عَنْ أهله أن عليًا لما حضرته الوفاة قَالَ لأمامة بنت أبي العاص: إني لا آمن أن يخطبك هَذَا الطاغية بعد موتي [يعني معاوية] ، [4] فإن كان لك في الرجال حاجة
__________
[1] من أ.
[2] قد أوصى بها إلى الزبير.
[3] أ: الخثعمية.
[4] ليس في أ.

(4/1789)


فقد رضيت لك الْمُغِيرَة بْن نوفل عشيرًا. فلما انقضت عدتها كتب معاوية إِلَى مروان يأمره أن يخطبها عَلَيْهِ، ويبذل [1] لَهَا مائة ألف دينار. فلما خطبها أرسلت إِلَى الْمُغِيرَة بْن نوفل: إن هَذَا قد أرسل يخطبني، فإن كَانَ لك بنا حاجة فأقبل. فأقبل وخطبها من [2] الحسن بْن علي، فزوجها منه. رَوَى هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ، بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَتْ أُمَامَةُ عِنْدَ عَلِيٍّ فَذَكَرَ مَعْنَى مَا تَقَدَّمَ سَوَاءٌ.
(3237) أمة اللَّه بنت أبي بكرة الثقفية،
فِي الصحابة. روى عنها عطاء بن أبى ميميونة. تعد فِي أهل البصرة.
(3238) أمة [3] بنت أبي الحكم الغفارية.
ويقال أمية. روى عنها ابنها سُلَيْمَان بْن سحيم، حديثها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القدر.
(3239) أمة [3] بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بْن عبد شمس،
تكنى أم خالد، مشهورة بكنيتها، ولدت بأرض الحبشة مَعَ أخيها سَعِيد بن خالد بن سعيد بن العاص. أمّنها أميمة- ويقال هميمة- بنت خلف بْن أسعد بْن عامر بْن بياضة بْن خزاعة، تزوج أمة بنت خالد الزُّبَيْر بْن العوام. ولدت له عمرو ابن الزُّبَيْر وخالد بْن الزُّبَيْر، وبخالد ابنها من الزُّبَيْر كانت تكنى أم خالد روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها سمعته يتعوذ من عذاب القبر. روى عنها مُوسَى وإبراهيم ابنا عقبة.
(3240) أميمة بنت خلف بْن أسعد بْن عامر الخزاعية.
زوج خالد بن سعيد ابن العاص بْن أمية، هاجرت معه إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك سعيد
__________
[1] أ: وبذل.
[2] أ: إلى.
[3] أ: أمامة. والمثبت في د، وأسد الغابة وفي الإصابة: أمة بنت الحكم أو بنت أبي الحكم.

(4/1790)


ابن خالد، وأمة بنت خالد. ويقال فِي أميمة هميمة [1] بنت خلف بْن أسعد بْن عامر الخزاعية، وقد قَالَ [فِيهَا] [2] بعض الناس: أمينة [3] فصحّف والله أعلم.
(3241) أميمة بنت رقيقة
أمها رقيقة بنت خويلد بْن أسد بْن عبد العزى، أخت خديجة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي أميمة بنت عبد [4] بْن بجاد بْن عمير ابن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بْن مرة. روى عَنْ أميمة بنت رقيقة محمد ابن المنكدر وابنتها حكيمة بنت أميمة.
(3242) أميمة بنت النَّجَّارِ الأَنْصَارِيَّةُ،
حَدِيثُهَا عِنْدَ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ حَكِيمَةَ بِنْتِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ أُمِّهَا أُمَيْمَةَ- أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَهُنَّ عَصَائِبُ فِيهَا الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ فَيُغَطِّينَ بها أسافل رءوسهن قَبْلَ أَنْ يُحْرِمْنَ ثُمَّ يُحْرِمْنَ. كَذَلِكَ جَعَلَ الْعَقِيلِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ لأُمَيْمَةَ بِنْتِ النَّجَّارِ الأَنْصَارِيَّةِ، وَأَنَا أَظُنُّهُ لأُمَيْمَةَ بِنْتِ رَقِيقَةَ، بِدَلِيلِ حَدِيثِ حجاج عن ابن جريح عَنْ حَكِيمَةَ بِنْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رَقِيقَةَ، عَنْ أُمِّهَا، قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَحٌ مِنْ عَيْدَانٍ يَبُولُ فِيهِ. ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ حَجَّاجٍ.
(3243) أميمة مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنها جبير بْن نفير الحضرمي، حديثها عند أهل الشام.
(3244) أنيسة بنت خبيب بْن أساف الأَنْصَارِيّ [5]
عمة خبيب بن عبد الرحمن ابن [خبيب] [6] بْن أساف تعد فِي أهل البصرة، حَدِيثُهَا عِنْدَ شُعْبَةَ، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ عَمَّتِهِ أُنَيْسَةَ. وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى شُعْبَةَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يقول فيه: إنّ ابن أم مكتوم
__________
[1] في أسد الغابة: همينة.
[2] ليس في أ
[3] في د: أمية. والمثبت في أ، وأسد الغابة. وفي الإصابة: ذكرها أبو عمر فيمن اسمها أميمة فصحف. وذكرها ابن مندة لكن قال: أميمة بنت خالد فصحف اسم أبيها أيضا، والصواب أمينة بنون بدل الميم الثانية. وقيل فيها همينة- بهاء بدل الهمزة
[4] أ: عبد الله.
[5] أ، وأسد الغابة: الأنصارية.
[6] ليس في أ. وقد تقدم أن خبيب بن إساف جد خبيب بن عبد الرحمن (صفحة 443) .

(4/1791)


يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِي بِلالٌ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ فِيهِ- كَمَا رَوَى ابْنُ عُمَرَ- إِنَّ بِلالا يُنَادِي بِلَيْلٍ، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ. وَالصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
(3245) أنيسة بنت عدي.
امرأة من بلي، يقال: لَهَا صحبة. يروى عنها سعيد ابن عُثْمَانَ البلوي، وهي جدته، وهي أم عَبْد اللَّهِ بْن سلمة العجلاني المقتول بأحد.
(3246) أنيسة النخعية.
ذكرت قدوم معاذ بْن جبل عليهم باليمن رسولًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت: قَالَ لنا معاذ: أنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم، صلوا خمسًا، وصوموا شهر رمضان، وحجوا البيت من استطاع إليه سبيلًا. [قالت] [1] : وَهُوَ يومئذ ابْن ثماني عشرة سنة.
باب الباء
(3247) بجيدة.
فِيمَا ذكر ابْن أبي خيثمة، عَنْ أبيه، عَنْ يَزِيد بْن هارون، عَنِ ابْن أبي ذئب، عَنِ الْمَقْبُرِيّ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن بجيدة، عَنْ أمه بجيدة، قالت: قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجعل فِي يد السائل ولو ظلفًا محرقًا. هكذا قَالَ بالإسناد المذكور بجيدة، وإنما هي أم بجيد [2] يقال اسمها حواء.
وسنذكرها فِي باب الحاء، وفي باب الباء من الكنى. وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنِ ابْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ، لا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ فِرْسِنَ [3] شَاةٍ.
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ، والإصابة: أم بجيدة. وفي التهذيب مثل د، قال: أم بجيد الأنصارية اسمها حواء- بالتصغير بجيم. وفي الإصابة: والصواب: عن عبد الرحمن بن أم بجيدة عن أم بجيدة (4- 248) .
[3] الفرسن- كزبرج- للبعير كالحافر للدابة (القاموس) .

(4/1792)


وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَلا وَجْهَ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ فِيهَا بُجَيْدَةَ.
(3248) بحينة [1] بنت الحارث،
أقطع لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر ثلاثين وسقًا. ذكرها ابْن هشام، عَنِ ابْن إِسْحَاق.
(3249) بديلة بنت مسلم بْن عميرة بْن سلمى [2] الحارثية
من الأنصار، حديثها فِي تحويل القبلة، مدنية.
(3250) برة بنت أبي تجراة العبدرية.
من حلفائهم، مكية، ذكر [3] . الزُّبَيْر أن بني أبي تجراة [4] قوم من كندة قدموا [5] بمكة. روت عنها صفية أم منصور ابن عَبْد الرَّحْمَنِ. من حديثها فِي أعلام النبوة، وفي الإبعاد عند حاجة الإنسان.
(3251) برة بنت عامر بْن الحارث بْن السباق بْن عبد الدار بْن قصي القرشية العبدرية.
كانت تحت أبي إسرائيل، من بني الحارث، وَهُوَ الَّذِي جاء فِي قصة الحديث فِي النذر، فولدت له إسرائيل بْن أبي إسرائيل. قتل يوم الجمل، وكانت برة بنت عامر من المهاجرات
(3252) بركة بنت ثعلبة بْن عَمْرو بْن حصن [6] بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان.
وهي أم أيمن غلبت عليها كنيتها، كنيت بابنها أيمن بْن عبيد، وهي بعد أم أسامة بْن زيد. تزوجها زيد بْن حارثة بعد عبيد الحبشي، فولدت له أسامة، يقال لَهَا مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بأم الظباء، هاجرت الهجرتين إِلَى أرض الحبشة وإلى المدينة جميعًا.
ذكر المفضل بْن غسان الْغَلابِيّ، عَنِ الْوَاقِدِيّ، قَالَ: كانت أم أيمن اسمها بركة، وكانت لعَبْد اللَّهِ بْن عبد المطلب، وصارت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميراثًا، وهي أم أسامة بْن زيد.
__________
[1] في د: بهيمة؟. والمثبت في أ، والإصابة، وأسد الغابة- وهي بمهملة ونون مصغر.
[2] في أ: بنت سلم.
[3] في ى: ذكرها. والمثبت في أ.
[4] في أسد الغابة: أن بنى تجراة. والمثبت في أ، ى.
[5] أ: وقعوا.
[6] أ: حصين.

(4/1793)


أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: أُمُّ أَيْمَنَ اسْمُهَا بَرَكَةُ، وَكَانَتْ لأُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أُمُّ أَيْمَنَ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي، قَالَ: وَسَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أُمُّ أَيْمَنَ أُمُّ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُ أُمُّ أَيْمَنَ بَرَكَةَ هَذِهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَزُورَانِهَا فِي مَنْزِلِهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا.
رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ. عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن قاسم، حدثنا محمد بن معاوية، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عن ابن جريح، قَالَ:
أَخْبَرَتْنِي حَكِيمَةُ بِنْتُ أُمَيْمَةَ، عَنْ أُمَيْمَةَ أُمِّهَا- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبُولُ فِي قَدَحٍ مِنْ عَيْدَانٍ وَيُوضَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَبَالَ فِيهِ لَيْلَةً، فَوُضِعَ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَجَاءَ فَإِذَا الْقَدَحُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَقَالَ لامْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا بَرَكَةٌ- كَانَتْ تَخْدُمُهُ لأُمِّ حَبِيبَةَ جَاءَتْ مَعَهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ: الْبَوْلُ الَّذِي كَانَ فِي هَذَا الْقَدَحِ مَا فَعَلَ؟
فَقَالَتْ: شَرِبْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أظن بركة هذه هي أم أيمن المذكورة، والله أعلم، إنما هذه بركة بنت يسار مولاة أبي سفيان بن حرب، هاجرت مَعَ زوجها قيس بْن

(4/1794)


عبد الأسد إِلَى أرض الحبشة، ذكرها ابْن هشام، عَنِ ابْن إِسْحَاق، وقد ذكرها أَبُو عمر فِي باب قيس. وذكرها مُوسَى بن عقبة في مغازيه.
(3253) بروع [1] بنت واشق الأشجعية
مات عنها زوجها هلال بْن مرة الأشجعي، ولم يفرض لَهَا صداقًا. فقضى لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثل صداق نسائها. روى حديثها أَبُو سنان معقل بْن سنان وجراح الأشجعيان وناس من أشجع، وشهدوا بذلك عند ابْن مَسْعُودٍ، رواه عنهم ابْن عقبة [2] بْن مَسْعُود.
(3254) بريرة مولاة عائشة بنت أبي بكر الصديق،
كانت مولاة لبعض بني هلال فكاتبوها، ثم باعوها من عائشة، وجاء الحديث فِي شأنها بأن الولاء لمن أعتق. وعتقت تحت زوج [3] ، فخيرها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكانت سنة. واختلف فِي زوجها هل كَانَ عبدًا أَوْ حرًا، ففي نقل أهل المدينة أنه كَانَ عبدًا يسمى مغيثًا، وفي نقل أهل العراق أنه كَانَ حرًا. وقد أوضحنا ذلك فِي كتاب التمهيد.
رَوَى عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ حَدَّثَهُ [4] ، قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ بَرِيرَةَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ أَلِيَ هَذَا الأَمْرَ، فَكَانَتْ تَقُولُ لِي: يَا عَبْدَ الْمَلِكِ، إِنِّي أَرَى فِيكَ خِصَالا، وَإِنَّكَ لَخَلِيقٌ أَنْ تَلِيَ هَذَا الأَمْرَ، فَإِنْ وُلِّيتَ هَذَا الأَمْرَ فَاحْذَرِ الدِّمَاءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْفَعُ عَنْ بَابِ الْجَنَّةِ بَعْدَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا بِمِلْءِ مِحْجَمَةٍ مِنْ دَمٍ يُرِيقُهُ مِنْ مُسْلِمٍ بغير حق.
__________
[1] بروع- كجرول- ولا يكسر: بنت واشق (القاموس) . وفي (أ) وضعت ضمة فوق الراء.
[2] أ: رواه عنهم عبد الله بن عتبة بن مسعود.
[3] أ: زوجها.
[4] أ: حدثهم.

(4/1795)


قَالَ أَبُو عُمَرَ: زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ هَذَا ثِقَةٌ مِنْ ثِقَاتِ الشَّامِيِّينَ لَقِيَ وَاثِلَةَ بْنَ الأسقع.
(3255) بسرة بنت صفوان بْن نوفل بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي القرشية الأسدية،
أمها سالمة بنت أمية بْن حارثة بْن الأوقص السلمية، وهي ابنة أخي ورقة بْن نوفل، وأخت عقبة بْن أبي معيط لأمه، كانت بسرة بنت صفوان عند الْمُغِيرَة بْن أبي العاص فولدت له معاوية وعائشة، فكانت عائشة تحت مروان بْن الحكم، وهي أم عبد الملك بْن مروان. وَقَالَ الزُّبَيْر وطائفة من أهل العلم بالنسب: إن بسرة بنت صفوان هي أم معاوية بْن الْمُغِيرَةِ بْن أبي العاص وجدة عائشة بنت معاوية، وهي أم عبد الملك بْن مروان. وَقَالَ ابْن البرقي:
قد قيل إن بسرة بنت صفوان من كنانة.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: ليس قول من قَالَ إنها من كنانة بشيء. والصواب أنها من بني أسد بْن عبد العزى من قريش وعمها ورقة بْن نوفل. روى عنها من الصحابة أم كلثوم بنت عقبة بْن أبي معيط. وروى عنها مروان بْن الحكم حديث مس الذكر، وهي من المبايعات.
(3256) البغوم بنت المعدل الكنانية.
أسلمت يوم الفتح، وهي [1] امرأة صفوان ابن أمية، قاله الواقدي.
(3257) بقيرة [2] امرأة القعقاع بْن أبي حدرد الأسلمي.
وَقَالَ ابْن أبي خيثمة:
لا أدري أسلمية هي أم لا؟ وَقَالَ غيره: هي هلالية. روى عنها محمد بن إبراهيم
__________
[1] ى: فهي.
[2] بقيرة- كسفينة- كما في التاج.

(4/1796)


ابْن الحارث التيمي أنها سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يَا هؤلاء، إذا سمعتم بجيش قد خسف به فقد أظلت الساعة. تعد فِي أهل المدينة.
(3258) بهية [1]
امرأة تروي عَنْ عائشة. روى عنها أَبُو عقيل يَحْيَى بْن المتوكل وينسب إليها. قَالَ أَبُو عقيل: قالت بهية: سمتني عائشة أم المؤمنين بهية.
وقد خرج عنها أَبُو دَاوُدَ السجستاني في مصنّفه.
(3259) بهية،
ويقال [2] بهيمة، بنت بسر [3] ، أخت عَبْد اللَّهِ بْن بسر [المازني] [4] ، تعرف بالصماء.
حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ، بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الطَّائِيَّ يَقُولُ: أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ اسْمُهَا [بُهَيَّةُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَقَالَ لِي دُحَيْمٌ: أَهْلُ بَيْتٍ أَرْبَعَةٌ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُسْرٌ، وَابْنَاهُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَطِيَّةُ، وَابْنَتُهُ أُخْتُهُمَا الصماء.
قال أبو عمر: ذكر الدار قطنى أَنَّ الصَّمَّاءَ بِنْتَ بُسْرٍ أُخْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ اسْمُهَا] [5] بُهَيْمَةَ بِزِيَادَةِ مِيمٍ. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن صيام يوم السبت إلا فِي فريضة. رَوَى عَنْهَا أَخُوهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ، وَقَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الطَّائِيَّ يَقُولُ: إِنَّ أُخْتَ عَبْدِ اللَّهِ بن بسر اسمها بهيّة، فهي الصماء.
__________
[1] في ى: بهيمة.
[2] الضبط في أ، والقاموس. وفي الإصابة: بهية- بالتشديد مصغرة. ويقال بالميم بهيمة- بالميم.
[3] في الإصابة: بشر.
[4] ليس في أ.
[5] ليس في

(4/1797)


(3260) بهية بنت عَبْد اللَّهِ البكرية،
من بكر بْن وائل، وفدت مَعَ أبيها إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت، فبايع الرجال وصافحهم، وبايع النساء ولم يصافحهن، ونظر إلي فدعا لي [1] ، ومسح رأسي، ودعا لي ولولدي. فولد لَهَا ستون ولدًا: أربعون رجلا وعشرون امرأة.
باب التاء
(3261) تماضر بنت عَمْرو بْن الشريد السلمية.
هي الخنساء الشاعرة، وسنذكرها فِي باب الخاء، لأنه أغلب عَلَيْهِ.
(3262) تملك [2] الشيبية العبدرية،
من بني شيبة بْن عُثْمَانَ بْن طلحة بْن أبي طلحة. حديثها فِي وجوب السعي بين الصفا والمروة. روت عنها صفية بنت شيبة تعد فِي أهل مكة.
(3263) تميمة بنت وهب.
لا أعلم لَهَا غير قصتها مَعَ رفاعة بْن سموأل؟ حديث العسيلة، من رواية مالك فِي الموطأ
باب الثاء
(3264) ثبيتة [3] بنت الضحاك بْن خليفة.
ولدت عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أخت أبي جبيرة بْن الضحاك بْن خليفة وثابت بْن الضحاك بْن خليفة الأَنْصَارِيّ الأشهلي، هكذا هُوَ عند أكثرهم بالثاء [4] . قَالَ علي بْن المديني:
إنما هي نبيتة بالنون [5] ، ولم يقلها غيره فِيمَا أعلم. روى إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاقَ، قَالَ:
قَالَ علي بْن المديني: أَبُو جبيرة بْن الضحاك بْن خليفة الأَنْصَارِيّ وثابت بن
__________
[1] أ: فدعاني.
[2] تملك- كتضرب (القاموس) .
[3] بمثلثة ثم موحدة ثم مشاة مصغر (الإصابة)
[4] أ: هكذا هي عند أكثرهم بالتاء.
[5] في أسد الغابة: واسمها عند أكثر العلماء هكذا: ثبيتة. وقبل بثينة- بالباء الموحدة والثاء المثلثة. ثم قال: وفي رواية عن الحجاج اسمها نبيهة وفي أخرى نبيثة.

(4/1798)


الضحاك بْن خليفة أخو أبي جبيرة وثبيته [1] بنت الضحاك بْن خليفة أختهما هي التي كَانَ مُحَمَّد بْن مسلمة يطاردها لينظر إليها حين أراد نكاحها.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: روى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن أبي حثمة، عَنْ عمه سهل بْن أبي حثمة، قَالَ: كنت جالسا عند محمد بن مسلمة وَهُوَ عَلَى إجار له يطارد ثبيتة [2] بنت الضحاك، فجعل ينظر إليها، فقلت: سبحان اللَّه! تفعل هَذَا وأنت صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فَقَالَ: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إذا ألقى اللَّه فِي قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها.
(3265) ثبيتة بنت يعار بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو ابن عوف الأنصارية.
كانت من المهاجرات الأول، ومن فضلاء النساء الصحابيات [3] وهي زوج أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وهي مولاة سالم بْن معقل الَّذِي يقال له سالم مولى أبي حذيفة، أعتقته سائبة فوالى سالم أبا حذيفة، وقتل سالم مولى أبي حذيفة يوم اليمامة هُوَ وأبو حذيفة قَالَ أَبُو عُمَرَ: اختلف فِي اسم مولاة سالم الَّذِي يقال له سالم مولى أبي حذيفة، فَقَالَ مصعب: ثبيتة [4] كما وصفنا. وَقَالَ أَبُو طوالة: عمرة بنت يعار الأنصارية. وَقَالَ ابن إسحاق في رواية الأموي عنه: اسمها سلمى [هذه [5]] بنت تعار [6] . وَقَالَ غيره- عَنِ ابْن إِسْحَاق: سالم مولى امرأة من الأنصار.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ الأَصْبَغِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُلَيْحٍ، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قَالَ:
سَالِمُ بْنُ مَعْقِلٍ مَوْلَى سَلْمَى بِنْتِ تَعَارَ- بِالتَّاءِ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: وَإِنَّمَا هو يعار- بالياء.
__________
[1] أ: ونبيتة.
[2] أ: ثببتة؟. والمثبت في ى، وأسد الغابة والإصابة.
[3] أ: ومن فضلاء نساء الصحابة
[4] أ: بثينة.
[5] من أ
[6] أ: يعار.

(4/1799)


باب الجيم
(3266) جبلة بنت المصفح [1] .
أدركت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: روى عنها فضيل بْن مرزوق.
(3267) جدامة [2] بنت جندل.
ذكرها ابْن إِسْحَاق فيمن هاجر من نساء بني غنم بْن دودان. يذكرها أَبُو عمر فِي الدور، وذكر الطبري فِي «ذيل المذيل» أن جدامة بنت جندل هي بنت وهب، فإن المحدثين هم الَّذِينَ قَالُوا فِيهَا هي بنت وهب، فانظره.
(3268) جدامة [3] بنت وهب الأسدية.
أسلمت بمكة، وبايعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهاجرت [4] مَعَ قومها إِلَى المدينة، وكانت تحت أنيس بْن قتادة ابن ربيعة، من بني عَمْرو بْن عوف. روت عنها عائشة حديث الغيلة.
(3269) جرباء [5] بنت قسامة بْن قيس بْن عبيد بْن طريف بْن مالك.
أخت حنظلة بْن قسامة، وعمة زينب بنت حنظلة. ذكرها أَبُو عمر مدرجًا ذكرها [6] وذكر أخيها حنظلة فِي باب زينب بنت حنظلة [فِي حرف الحاء] [7] من كتاب النساء من هَذَا الديوان، ولم يذكر الجرباء هذه فِي حرف الجيم وحنظلة فِي حرف الحاء، فاستدركنا الجرباء ها هنا واستدرك ابْن فتحون حنظلة في بابه.
__________
[1] في التهذيب: ويقال بالموحدة بدل الفاء.
[2] جدامة- كثمامة (القاموس) . والتراجم،: 2، 4، 5، 6، 9، 11، 14 ليست في كل النسخ. قال في هامش د: لم توجد هذه التراجم إلا في نسخة واحدة من الاستيعاب، والظاهر أنها من الملحقات على الاستيعاب.
[3] د: جذامة: والمثبت في القاموس والإصابة والتهذيب.
[4] أ: وهاجرت.
[5] في أ، وأسد الغابة: الجرباء.
[6] أ: مدرجا في ذكر أخيها حنظلة
[7] من أ.

(4/1800)


قَالَ أَبُو عُمَرَ: فِي باب زينب، وكانت زينب بنت حنظلة قدمت وأبوها وعمتها الجرباء بنت قسامة عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3270) جعدة بنت عبد [1] بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار،
أخت عفراء وأم حارثة بْن النعمان والحارث بْن الحباب بْن الأرقم. وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتي إِلَى منزل جعدة، وَكَانَ يأكل عندها- قاله العدوي وابن القداح.
(3271) جمانة بنت أبي طالب.
ذكر ابْن إِسْحَاق أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاها من خيبر ثلاثين وسقًا، ولم يكن ليعطيها إلا وهي مسلمة، وذكرها أَبُو عمر فِي باب أختها أم هانئ فِي أولاد فاطمة بنت أسد أم عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ وإخوته.
(3272) جمرة بنت عَبْد اللَّهِ الحنظلية التميمية.
أتت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإبل من الصدقة، فمسح عَلَى رأسها، ودعا لَهَا. روى عنها عطوان بْن مشكان، يختلف فِي حديثها، ولا يصح من جهة الإسناد.
(3273) جمرة بنت قحافة الكندية
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
روى عنهما شبيب بْن غرقدة، روت عنها ابنتها أم كلثوم، إن صح حديثها ذلك فإنه لا يغبأ بإسناده.
(3274) جميل [2] بنت يسار أخت معقل.
سماها الكلبي في تفسيره، فهي
__________
[1] أ: بنت عبيد بن غنم. وفي أسد الغابة: بنت عبد الله بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة ابن غنم. وفي الإصابة: بنت عبيد بن ثعلبة.
[2] هكذا قال عبد الغنى: جميل بالجيم مضمومة. وقال ابن الحذاء فيما حكاه عن إسماعيل القاضي: جمل. وفي أسد الغابة: اسمها جميل وسماها الكلبي في تفسيره جميل. وقال الأمير أبو نصر: وأما جميل- بضم الجيم وفتح الميم فهي جميل بنت يسار.

(4/1801)


التي عضلها أخوها معقل، وَكَانَ زوجها أَبُو البداح بْن عَاصِم، هكذا قَالَ عبد الغني جميل- بالتصغير.
(3275) جميلة بنت أبي بْن سلول،
امرأة ثابت بْن قيس بْن شماس، وهي التي خالعته وردت عَلَيْهِ حديقته. هكذا روى البصريون، وخالفهم أهل المدينة، فَقَالُوا: إنها حبيبة بنت سهل الأنصارية.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبَنَّانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ جَمِيلَةَ بِنْتِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ- أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، فَنَشَزَتْ عَلَيْهِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا جَمِيلَةُ، مَا كَرِهْتِ مِنْ ثَابِتٍ؟ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا كَرِهْتُ مِنْهُ شَيْئًا إِلا دَمَامَتَهُ فَقَالَ لَهَا: أَتَرُدِّينَ [عَلَيْهِ [1]] الْحَدِيقَةَ؟ قَالَتْ:
نَعَمْ. فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَنَّاهَا ابْنُ الْمُسَيِّبِ أُمَّ جَمِيلٍ، وَكَانَتْ قَبْلَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ تَحْتَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْغَسِيلِ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ خُبَيْبُ [2] بْنُ أَسَافَ الأنصاري.
(3276) جميلة بنت أوس المزنية [3] .
لَهَا رواية عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرنا حديث أبيها أوس فِي بابه [4] .
(3277) جميلة بنت ثابت بْن أبي الأقلح [الأنصارية، أخت عَاصِم بن ثابت بن أبى الأقلح [1]] ،
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أسد الغابة: ويقال خولة وقيل خويلة.
[3] في الإصابة: المرية وابن قانع صحف نسب أوس فقاله بالزاي والنون وإنما هو بالراء بلا إعجام.
[4] في أسد الغابة: وقال أبو نعيم كذا قال- يعنى ابن مندة: جميلة، وإنما هي خويلد فأوصل الواو بالياء، فقال جميلة.

(4/1802)


امرأة عُمَر بْن الْخَطَّابِ. تكنى أم عَاصِم بابنها عَاصِم بْن عُمَر بْن الْخَطَّابِ، كَانَ اسمها عاصية، فسماها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جميلة.
تزوجها عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي سنة سبع من الهجرة، فولدت له عَاصِم بْن عُمَر بْن الْخَطَّابِ، ثم طلقها عُمَر بْن الْخَطَّابِ، فتزوجها يَزِيد بْن جارية، فولدت له عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن جارية، فعَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن جارية أخو عاصم ابن عُمَر بْن الْخَطَّابِ لأمه. وهي التي أتى فِيهَا الحديث فِي الموطأ وغيره- أن عمر ركب إلى قباء فوجد ابنه عاصمًا يلعب مَعَ الصبيان فحمله بين يديه، فأدركته جدته الشموس بنت أبي عامر، فنازعته إياه حَتَّى انتهى إِلَى أبي بكر الصديق، فَقَالَ له أَبُو بَكْر: خل بينها وبينه، فما راجعه، وسلمه إليها.
(3278) جميلة بنت سعد بْن الربيع الأَنْصَارِيّ.
أدركت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروت عنه. روى عنها ثابت بْن عبيد الأَنْصَارِيّ أن أباها وعمها قتلا يوم أحد فدفنا فِي قبر واحد.
(3279) جميلة بنت عُمَر بْن الْخَطَّابِ
عَلَى مَا رَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- أَنَّ ابْنَةً لِعُمَرَ كَانَ يُقَالُ لَهَا [2] عَاصِيَةُ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيلَةَ مِنْ رِوَايَةِ ابن أبى شيبة، من الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى، عَنْ حَمَّادٍ وَرَوَى حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- قال: كانت أم عاصي تُسَمَّى عَاصِيَةَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم جميلة.
__________
[1] من أ.
[2] أ: عن ابن عمر، عن أبيه عمر أنه كان له بنت يقال لها عاصية.

(4/1803)


(3280) جمينة [1] بنت عبد العزى
بْن قطن، من بني الْمُصْطَلِق، من خزاعة، كانت من المبايعات، وهي زوج عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوام- أخي الزُّبَيْر بْن العوام أم بنيه، لا أعلم لها رواية.
(3281) جهدمة امرأة بشير بن الخصاصية،
وهي من بني شيبان. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثين أَوْ ثلاثة.
(3282) جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ [2] بن مالك ابن جذيمة،
وجذيمة هُوَ الْمُصْطَلِق من خزاعة، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سباها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم المريسيع، وهي غزوة بني الْمُصْطَلِق فِي سنة خمس من التاريخ. وقيل: فِي سنة ست، ولم يختلفوا أنه أصابها فِي تلك الغزوة، وكانت قبله تحت مسافع بْن صفوان المصطلقي، وكانت قد وقعت في سهم ثابت بن قيس بْن شماس أَوِ ابْن عم له، فكاتبته عَلَى نفسها، وكانت امرأة جميلة، قالت عائشة. كانت جويرية عليها حلاوة وملاحة، لا يكاد يراها أحد إلا وقعت فِي نفسه [3] . قالت: فأتت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تستعينه على كتابتها. قلت: فو الله مَا هُوَ إلا أن رأيتها عَلَى باب الحجرة فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها مَا رأيت. فقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أنا جويرية بنت الحارث بْن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من الأمر مَا لم يخف عليك، فوقعت فِي السهم لثابت بْن قيس أَوْ لابن عم له، فكاتبته عَلَى نفسي، وجئت أستعينك. فَقَالَ لَهَا: هل [4] لك فِي خير من ذلك؟ قالت: وما هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أقضي كتابتك وأتزوجك. قالت: نعم. قَالَ: قد فعلت. وخرج الخبر إِلَى الناس أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم تزوّج جويرية بنت
__________
[1] في أسد الغابة: جميلة. والضبط في أ.
[2] أ: عابد.
[3] أ: بنفسه.
[4] أ: فهل.

(4/1804)


الحارث، فَقَالَ الناس: صهر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأرسلوا مَا فِي أيديهم من سبايا بني الْمُصْطَلِق: قالت عائشة: فلا نعلم امرأة كانت أعظم بركة عَلَى قومها منها.
وَرَوَى اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ أَحَدُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ فَحَجَبَهَا وَقَسَمَ لَهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ مِنَ التَّارِيخِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ فَغَيَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَهَا وَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ، هَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَةُ، وَمِسْعَرٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ- مَوْلَى [آلِ] [1] طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَى إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: كان اسم ميمونة برة، فسماها رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ حَفِظَتْ جُوَيْرِيَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَتْ عَنْهُ، وَتُوُفِّيَتْ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سنة ست وخمسين.
(3283) جويرية بنت المجلل،
تكنى أم جميل وهي مشهورة بكنيتها.
واختلف فِي اسمها، وهي زوج حاطب بْن الحارث الجمحي، وسنذكرها فِي بابها من الكنى بما ينبغي إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[1] من أ

(4/1805)


باب الحاء
(3284) حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بْن زرارة.
تزوجها سهل بْن حنيف، فولدت له أبا أمامة، [فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسعد، وكناه أبا أمامة] [1] ، وأختها الفارعة امرأة نبيط بْن جابر، من بني مالك بْن النجار.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْزَجَانِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمَارَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ [2] ، عَنْ زينب بنت نبيط- امرأة أنس ابن مَالِكٍ، قَالَتْ: أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ بِأُمِّي وَخَالَتِي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ [عَلَيْهِ] [3] حُلِيٌّ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤٍ يُقَالُ لَهُ الرِّعَاثُ [4] ، فَحَلاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ الرِّعَاثِ قَالَتْ زَيْنَبُ: فَأَدْرَكْتُ بَعْضَ ذَلِكَ الْحُلِيِّ عِنْدَ أَهْلِي.
(3285) حبيبة،
ويقال [لها] [5] حبيبة [6] ، بنت أبى تجراة الشيبية العبدرية.
مكية، حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسعوا فإن اللَّه كتب عليكم السعي. مثل حديث تملك الشيبة، روت عنها صفية بنت شيبة. رَوَى الشَّافِعِيُّ، ومعاذ ابن هاني، وَطَائِفَةٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، [قَالَ] [7] :
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَيْصِنٍ [8] ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ:
حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي تِجْرَاةَ، قَالَتْ: دَخَلْنَا دَارَ أَبِي حُسَيْنٍ فِي نِسْوَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يطوف
__________
[1] ليس في أ
[2] أ: المديني.
[3] ليس في أ
[4] من حلى الأذن، جمع رعثة.
[5] ليس في أ
[6] بالتشديد (أسد الغابة)
[7] من أ
[8] في ى: محيص.

(4/1806)


بِالْبَيْتِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهُ لَيَدُورُ بِهِ، وَهُوَ يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: اسْعَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ هَانِئٍ وَإِسْنَادُهُ. ذَكَرَهُ الطَّحَاوِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ مُعَاذٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَا الاضْطِرَابَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ في كتاب التمهيد
(3286) حبيبة بنت جحش.
قاله قوم، وزعموا أنها تكنى أم حبيبة [1] ، والأشهر أنها أم حبيبة، مشهورة بكنيتها، وسنذكرها فِي الكنى إن شاء الله تعالى.
(3287) حبيبة،
ويقال مليكة. والصواب حبيبة بنت خارجة [2] بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ابن الحارث بْن الخزرج زوجة أبي بكر الصديق. هي بنت خارجة التي قَالَ فِيهَا أَبُو بَكْر فِي مرضه الَّذِي مات منه، إن ذا بطن بنت خارجة قد ألقي فِي خلدي أنها جارية، فكانت كذلك جارية ولدت بعد موته، فسمتها عائشة أم كلثوم، ثم تزوجها طلحة بْن عبيد اللَّه فولدت له زكريا وعائشة ابني طلحة، هَذَا قول أهل النسب.
وروى ابْن عيينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن أبي خالد، قَالَ: خطب عُمَر بْن الْخَطَّابِ أم كلثوم بنت أبي بكر إِلَى عائشة فأطمعته، وقالت: أين المذهب بها عنك؟
فلما ذهبت [3] قالت الجارية: تزوجيني عمر، وقد عرفت غيرته وخشونة عيشه، والله لئن فعلت لأخرجن إِلَى قبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم [4] ولأصيحنّ به،
__________
[1] أ: أم حبيب.
[2] في أسد الغابة: بنت زيد بن خارجة. وفي الإصابة: حبيبة بنت خارجة بن زيد- أو بنت زيد بن خارجة. وقال في أسد الغابة: والصواب قول أبى عمر.
[3] أ، ذهب.
[4] أ: ثم.

(4/1807)


إنما أريد فتى من قريش يصب علي الدنيا صبًا. قَالَ: فأرسلت عائشة إِلَى عَمْرو ابن العاص، فأخبرته الخبر، فقال عمرو: وأبا أكفيك. فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين، لو جمعت إليك امرأة! فَقَالَ: عسى أن يكون ذلك فِي أيامك هذه. قَالَ:
ومن ذكر أمير المؤمنين؟ قَالَ: أم كلثوم بنت أبي بكر. قَالَ مالك ولجارية تنعى إليك أباها بكرة وعشيًا. قَالَ عمر: أعائشة أمرتك بذلك؟ قَالَ: نعم، فتركها. قَالَ: فتزوجها طلحة بْن عبيد اللَّه. وَقَالَ علي: لقد تزوجها أفتى أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: أما أمها حبيبة بنت خارجة بْن زيد بْن أبي زهير فتزوجها بعد أبي بكر الصديق خبيب بْن أساف، وله معها قصة فِي جارية لَهَا قذفته بها، اختلفت الرواية فِي حكم عمر فِيهَا.
(3288) حبيبة ابنة أبى سفيان.
قاله أبان بن صمعة؟: سمع مُحَمَّد بْن سيرين يقول:
حدثتني حبيبة بنت أبي سُفْيَان، [وقد ذكرها ابْن عيينة [1]] ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيمن مات له ثلاثة من الولد. ولم يرو عنها غير مُحَمَّد بْن سيرين. ولا يعرف لأبي سُفْيَان ابنة يقال لَهَا حبيبة، والذي أظنه حبيبة بنت أم حبيبة ابنة أبي سُفْيَان. وَقَدْ ذَكَرَهَا ابْنُ عُيَيْنَةَ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمٍ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ... الْحَدِيثُ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ [كُلُّهُنَّ قَدْ رَأَيْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1]] اثْنَتَانِ مِنْ أزواجه:
__________
[1] ليس في أ

(4/1808)


أُمُّ حَبِيبَةَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ. وَثِنْتَانِ رَبِيبَتَاهُ: زَيْنَبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَةَ، وَحَبِيبَةُ بِنْتُ أُمِّ حَبِيبَةَ. [وَحَبِيبَةُ] [1] أَبُوهَا عُبَيْدُ اللَّهِ [2] بْنُ جَحْشٍ مَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَهَذَا كُلُّهُ قَوْلُ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا الاخْتِلافَ عَلَى [3] الزُّهْرِيِّ وَعَلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْهُ أَيْضًا فِي ذِكْرِ حَبِيبَةَ [فِي هَذَا الْحَدِيثِ] [4] مُجَوَّدًا فِي كِتَابِ التَّمْهِيدِ، وَذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ حَبِيبَةَ بِنْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ. قَالَ: ثم تنصر هنالك أبوها ومات نصرانيا.
(3289) حبيبة بنت سهل الأنصارية
التي اختلعت من ثابت بْن قيس فِيمَا روى أهل المدينة. روت عنها عمرة، وجائز أن تكون حبيبة هذه وجميلة بنت أبي ابْن سلول اختلعتا من ثابت بْن قيس بْن شماس.
(3290) حبيبة ابنة شريق [5] .
ويقال ابنة أبي شريق الأنصارية. هي جدة عِيسَى بْن مَسْعُود بْن الحكم. وهو يروى عنها.
(3291) حبيبة بنت عبيد [6] اللَّه بْن جحش بْن رياب،
وأمها أم حبيبة رملة بنت أبي سُفْيَان زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبها كانت تكنى. هاجرت مَعَ أبيها إِلَى أرض الحبشة فتنصر أبوها هنالك، ومات نصرانيًا، وقدمت مَعَ أمها عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة.
(3292) حذافة [7] بنت الحارث السعدية،
أخت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، وهي بنت حليمة السعدية. قَالَ ابن إسحاق: يقال لها الشيماء [8] غلب
__________
[1] ليس في أ
[2] أ: عبد الله.
[3] أ: عن
[4] ليس في أ
[5] في الإصابة، والتقريب: بفتح المعجمة.
[6] في أسد الغابة: عبد الله. والمثبت في أ، ى والإصابة (4- 261) .
[7] بحاء وذال معجمة. وقيل: جذامة- بجيم وذال معجمة. وقيل خذامة- بخاء معجمة مكسورة. ودال مهملة وميم (هامش أ) .
[8] في الإصابة: وقيل اسمها جذامة بالجيم والميم.

(4/1809)


عليها ذلك، فلا تعرف فِي قومها إلا به، وذكروا أن الشيماء كانت تحضن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مع أمها إذ كان عندهم.
(3293) حريملة [1] بنت عبد الأسود،
ماتت بأرض الحبشة، هكذا ذكره الطبري.
(3294) حزمة [2] بنت قيس الفهرية،
أخت فاطمة بنت قيس الفهرية، تزوجها سَعِيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفيل، فولدت له. حديثها عند الزهري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن [3] عبيد الله.
(3295) حسانة المزنية [4]
كَانَ اسمها جثامة، فَقَالَ لَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنت حسانة المزنية. كانت صديقة خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلها ويقول: حسن العهد من الإيمان. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنْتَ؟
قَالَتْ: أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ. قَالَ: بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ، كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الإِقْبَالِ! قَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا أَيَّامَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذِهِ الرِّوَايَةُ أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ رِوَايَةِ من روى ذلك في الحولا، بِنْتِ تُوَيْتٍ؟، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، فَالْحَدِيثُ عِنْدَ أَبِي عاصم واختلف عليه فيه،
__________
[1] في أسد الغابة: حرملة وقيل حريملة؟. أخرجها أبو عمر حريملة مصغرة. كذا ذكرها الطبري. وسماها ابن حبيب حرملة.
[2] حزمة- بسكون الزاى المنقوطة (الإصابة) وفي أسد الغابة: بفتح الحاء وسكون الزاى.
[3] أ: ابن عبد الله.
[4] في الإصابة: المدنية.

(4/1810)


وَرَوَى ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُهْدِيَتْ إِلَيْهِ هَدِيَّةٌ قَالَ: اذْهَبُوا بِبَعْضِهَا إِلَى فُلانَةَ [1] ، فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةً لِخَدِيجَةَ، وَإِنَّهَا كَانَتْ تُحِبُّ خديجة.
(3296) حسنة أم شرحبيل [بْن حسنة] [2] ،
هاجرت إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ زوجها سُفْيَان بْن معمر الجمحي، ذكرها أَبُو عمر فِي باب زوجها [3] .
(3297) حفصة بنت عُمَر بْن الْخَطَّابِ
زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد تقدم [4] ذكر نسبها فِي ذكر أبيها، وهي أخت عَبْد اللَّهِ [بْن عُمَرَ] [5] لأبيه وأمه، وأمهما زينب بنت مظعون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح. كانت حفصة من المهاجرات، وكانت قبل رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تحت خنيس ابن حذافة بْن قيس بْن عدي السهمي، فلما تأيمت ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عَلَيْهِ فلم يرجع [إليه] [5] أَبُو بَكْر كلمة، فغضب من ذلك عمر، ثم عرضها عَلَى عُثْمَان حين ماتت رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُثْمَان:
مَا أريد أن أتزوج اليوم. فانطلق عمر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشكا إليه عُثْمَان وأخبره بعرضه حفصة عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يتزوج حفصة من هُوَ خير من عُثْمَان، ويتزوج عُثْمَان من هي خير من حفصة. ثم خطبها إِلَى عمر فتزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلقي أَبُو بَكْر عُمَر بْن الْخَطَّابِ فَقَالَ له: لا تجد علي فِي نفسك، فإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولو تركها لتزوجتها. وتزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أكثرهم فِي سنة ثلاث من الهجرة. وقال أبو عبيدة: تزوّجها سنة اثنتين من التاريخ.
__________
[1] أ: الغلابة.
[2] من أ.
[3] صفحة 631.
[4] صفحة 1144.
[5] ليس في أ.

(4/1811)


وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: طلقها تطليقة ثم ارتجعها، وذلك أن جبرائيل عَلَيْهِ السلام قَالَ: راجع حفصة، فإنها قوامة صوامة، وإنها زوجتك فِي الجنة.
وَرَوَى مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ:
طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَحَثَا عَلَى رَأْسِهِ التُّرَابَ، وَقَالَ: مَا يَعْبَأُ اللَّهُ بعمر وابنته بعد هذا، فنزل جبريل الْغَدِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُرَاجِعَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ رَحْمَةً لِعُمَرَ.
وَأَوْصَى عُمَرُ بَعْدَ مَوْتِهِ إِلَى حَفْصَةَ، وَأَوْصَتْ حَفْصَةُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِمَا أَوْصَى بِهِ إِلَيْهَا عُمَرُ بِصَدَقَةٍ تَصَدَّقَتْ بِهَا وَبِمَالٍ وَقَفَتْهُ بالغابة.
وتوفيت في حين بايع الحسين [1] بْن علي عليهما السلام لمعاوية، وذلك فِي جمادى [الأولى] [2] سنة إحدى وأربعين وكذلك قَالَ أَبُو معشر وَقَالَ غيره:
توفيت حفصة سنة خمس وأربعين. وذكر الدَّوْلابِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أيوب- أن حفصة توفيت سنة سبع وعشرين.
(3298) حقة بنت عَمْرو،
كانت قد صلت القبلتين. روى عنها أَبُو مجلز أنها كانت تلبس المعصفر فِي الإحرام.
(3299) حكيمة [3] بنت غيلان الثقفية،
امرأة يعلى بْن مرة. روت عَنْ زوجها يعلى بْن مرة، مَا أدري أسمعت من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [شَيْئًا] [4] أم لا.
(3300) حليمة السعدية.
هي حليمة بنت أبي ذؤيب، وأبو ذؤيب هو عبد الله
__________
[1] أ: الحسن.
[2] ليس في أ.
[3] في أسد الغابة: حكيمة- بضم الحاء وفتح الكاف- قاله الأمير.
[4] ليس في أ

(4/1812)


ابن الحارث بْن شجنة [1] بْن جابر بْن رزام بْن ناضرة بْن سعد بْن بكر بْن هوازن ابن منصور بْن عكرمة بْن حفصة بْن غيلان بْن مضر، أم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، هي التي أرضعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أكملت رضاعه، ورأت له برهانًا وعلمًا جليلًا، تركنا ذكره [2] لشهرته. روى زيد بْن أسلم، عَنْ عطاء بْن يسار، قَالَ: جاءت حليمة ابنة عَبْد اللَّهِ أم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين، فقام إليها وبسط لَهَا رداءه، فجلست عَلَيْهِ. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنها عَبْد الله ابن جعفر.
(3301) حمامة [3] ،
ذكرها أَبُو عمر فِي جملة من اشتراه أَبُو بَكْر من المعذبين فِي اللَّه فأعتقهم
(3302) حمنة بنت جحش بْن رياب الأسدية،
[من بني أسد بْن خزيمة، أخت زينب بنت جحش [4]] ، كانت عند مصعب بْن عمير، وقتل عنها يوم أحد فتزوجها طلحة بْن عبيد اللَّه، فولدت له محمدًا وعمران ابني طلحة بْن عبيد اللَّه، وكانت حمنة ممن خاض فِي الإفك عَلَى عائشة وجلدت فِي ذلك مَعَ من جلد فيه عند من صحح جلدهم، وكانت تستحاض هي وأختها أم حبيبة [5] بنت جحش.
روى عنها ابنها عمران بْن طلحة بْن عبيد اللَّه.
(3303) حواء بنت يَزِيد [6] بْن السكن الأنصارية،
من بنى عبد الأشهل، مدنية،
__________
[1] شجنة- بكسر الشين المعجمة وسكون الجيم بعدها نون. رزام، بكسر المهملة.
[2] أ: تركنا ذلك.
[3] في الإصابة: هي أم بلال المؤذن.
[4] ليس في أ.
[5] في أسد الغابة: جعل ابن مندة حمنة هي حبيبة. وجعل أبو نعيم أم حبيبة كنية حمنة. وجعلهما أبو عمر اثنتين.
[6] هكذا في ى، والإصابة. وفي أ، وأسد الغابة: زيد.

(4/1813)


جدة عَمْرو بْن معاذ الأشهلي. روت [1] عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها سمعته يقول: ردوا السائل ولو بظلف محرق. روى عنها عَمْرو بْن معاذ المذكور.
(3304) حواء بنت يَزِيد بْن سنان بْن كرز بْن زعوراء الأنصارية.
قَالَ مصعب:
أسلمت، وكانت تكتم [من] [2] زوجها قيس بْن الخطيم الشاعر إسلامها، فلما قدم قيس مكة حين خرجوا يطلبون الحلف فِي قريش عرض عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإسلام، فاستنظره قيس حَتَّى يقدم المدينة، وسأله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يجتنب زوجته حواء بنت يَزِيد، وأوصاه بها خيرًا، وَقَالَ له: إنها قد أسلمت، ففعل قيس، وحفظ وصية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: وفى الأديعج. وقد أنكرت هذه القصة عَلَى مصعب، وَقَالَ منكروها [3] : إن صاحبها قيس بْن شماس. وأما قيس بْن الخطيم فقتل قبل الهجرة، والقول عندنا قول مصعب، وقيس ابن شماس أسن من قيس بْن الخطيم، ولم يدرك الإسلام، إنما أدركه ابنه ثابت بْن قيس.
(3305) حواء الأنصارية جدة ابْن بجيد [4] ،
كانت من المبايعات، من حديثها مَا حَدَّثَنَا به يعيش بْن سَعِيد، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ. حَدَّثَنَا أَبُو يعقوب الحنينى، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ بُجَيْدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ حَوَّاءَ- وكانت من المبايعات، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَسْفِرُوا بِالصُّبْحِ فَإِنَّهُ كُلَّمَا أَسْفَرْتُمْ- أَعْظَمُ لِلأَجْرِ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
__________
[1] في أسد الغابة: أخرج أحمد بن حنبل هذا المتن في ترجمة حواء جدة عمرو بن معاذ، فعلى هذا تكون حواء جدة ابن بجيد أيضا. وأخرج أبو نعيم وأبو عمر هذا المتن في ترجمة حواء أم مجيد. وأخرجه أبو عمر في هذه الترجمة أيضا فيكون أبو عمر أخرجه في ترجمتين وهذا يدل على أنهما واحدة وقد جعلهما اثنتين.
[2] ليس في أ
[3] أ: منكرها.
[4] د أ: جدة ابن أبى مجيد المثبت في أ، والإصابة، وأسد الغابة.

(4/1814)


مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ [1] بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ حَوَّاءَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ [2] . وَرَوَى الْمَقْبُرِيُّ عَنْ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: يا نساء المؤمنات، لا تحقرن إِحْدَاكُنَّ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ. وَقَدْ ذَكَرْنَا الاضطراب في هذا لإسناد فِي كِتَابِ التَّمْهِيدِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ حَوَّاءَ هذه هي التي قبلها [3] .
(3306) الحولاء بنت تويت [4] ابن حبيب بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي القرشية الأسدية،
هاجرت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت من المجتهدات فِي العبادة، وفيها جاء الحديث أنها كانت لا تنام الليل. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن اللَّه لا يمل حَتَّى تملوا اكلفوا من العمل مَا لكم به طاقة. وَرَوَى أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مُخَلَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اسْتَأْذَنَتِ الْحَوْلاءُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنَ لَهَا، وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا، وَقَالَ: كَيْفَ أَنْتِ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ هَذَا الإِقْبَالَ؟ فَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِيَنَا فِي زَمَنِ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ. هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّامِيُّ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ بِإِسْنَادِهِ الْمَذْكُورِ، اسْتَأْذَنَتِ الْحَوْلاءُ، وَلَمْ يَقُلْ بِنْتَ تُوَيْتٍ وَلا نَسَبَهَا، وَقَدْ غَلَطَ فِي ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّامِيُّ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ، لأَنَّهُ قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عن
__________
[1] أ: جعفر.
[2] أ: محترق.
[3] في أسد الغابة: فقد جعل أبو عمر حواء ثلاثا: حواء الأنصارية أم بجيد، وحواء بنت يزيد بن السكن. وحواء بنت يزيد بن سفيان. وجعلهن ابن مندة اثنتين: حواء بنت يزيد بن السكن أم بجيد. وحواء بنت رافع. وجعلهن أبو نعيم واحدة: حواء بنت زيد بن السكن وهي أم بجيد، وهي بنت رافع.
[4] بمثناتين مصغر.

(4/1815)


أَبِي عَاصِمٍ بِخِلافِ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّامِيُّ، وَنَذْكُرُهُ فِي هَذَا الْبَابِ عِنْدَ ذِكْرِ حَسَّانَةِ [1] الْمُزَنِيَّةِ.
(3307) الحويصلة بنت قطبة بْن حوي [2] .
قَالَ أَبُو عمر- فِي باب قطبة [3] أبيها:
إنه قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبايعك عَلَى نفسي وعلى الحويصلة.
باب الخاء
(3308) خالدة بنت الأسود بْن عبد يغوث
ذكرها بقي بْن مخلد فِي تفسير آل عمران في قوله تعالى: يُخْرِجُ الْحَيَّ من الْمَيِّتِ 6: 95. وذكر بِسَنَدِهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ [4] عَنْ عُبَيْدِ الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة- أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَرَأَى عِنْدَهَا امْرَأَةً تُصَلِّي [4] فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَتْ مُتَعَبِّدَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [يَا عَائِشَةُ] [5] مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ:
إِحْدَى خَالاتِكَ. قَالَ: إِنَّ خَالاتِي بِهَذِهِ البلاد لغرائب، فَأَيُّ خَالاتِي [هَذِهِ] ؟
قَالَتْ: هَذِهِ خَالِدَةُ بِنْتُ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ. قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ [الَّذِي] [6] يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ. إِنْ صَحَّ هَذَا الْحَدِيثُ فَإِنَّمَا كَانَتْ خَالَتُهُ، لأَنَّ الأَسْوَدَ ابن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بْنِ زُهْرَةَ، وَالِدَ خَالِدَةَ هَذِهِ هُوَ ابْنُ أَخِي آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ أُمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَالِدَةُ [7] بِنْتُ الأَسْوَدِ بِنْتُ بن خَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهِيَ مِنْ خَالاتِهِ، وَلَمْ أَعْرِفْ مَنْ ذَكَرَهَا غَيْرَ بَقِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ.
(3309) خالدة بنت أنس الساعدية.
أم بني حزم، حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم في الرقية.
__________
[1] في الإصابة: قلت: لا يمتنع احتمال التعدد كما لا يمتنع احتمال أن تكون حسانة اسمها والحولاء وصفها أو لقبها وقد اعترف أبو عمر بأن الكديمي لم يقل بنت تويت وإذا كان كذلك فلم يصب من أورد هذه القصة في ترجمة الحولاء بنت تويت. وإنما هي أخرى إن ثبت السند والعلم عند الله تعالى.
[2] أو الإصابة: بن جزى
[3] انظر صفحة 1282 من هذا الكتاب
[4] بدل ما بين الرقمين في أ: أظنه عن حميد بن عبد الرحمن، قال: دخل النبي على عائشة وعندها امرأة تصلى ...
[5] من أ
[6] ليس في أ
[7] في أ: فالأسود ابن خال النبي وخالدة بنت الأسود.

(4/1816)


(3310) خالدة [أَوْ خلدة] [1] بنت الحارث
عمة عَبْد اللَّهِ بْن سلام، ذكر ذلك ابْن إِسْحَاق فِيمَا اقتصه [2] عَبْد اللَّهِ بْن سلام فِي إسلامه وإسلام أهل بيته.
قَالَ: وأسلمت عمتي خالدة
(3311) خديجة بنت خويلد بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي القرشية الأسدية،
زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الزُّبَيْر: كانت تدعى فِي الجاهلية الطاهرة، أمها فاطمة بنت زائدة بْن الأصم، والأصم. اسمه جندب بْن هرم بن رواحة ابن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بْن لؤي كانت خديجة تحت أبي هالة بْن زرارة بْن نباش بْن عدي بْن حبيب بْن صرد بْن سلامة بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم التميمي، هكذا نسبه الزُّبَيْر.
وأما الجرجاني النسابة فَقَالَ: كانت خديجة قبل عند أبي هالة هند بْن النباش ابن زرارة بْن وقدان بْن حبيب بْن سلامة بْن عدي بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم، فولدت له هند، ثم اتفقا فقالا: ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق ابن عائذ [3] بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو [4] بْن مخزوم، ثم خلف عليها بعد عتيق المخزومي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة: كانت خديجة تحت عتيق ابن عائذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن مخزوم، ثم خلف عليها بعده أَبُو هالة هند بْن زرارة بْن النباش، هكذا قَالَ قتادة. والقول الأول الأصح إن شاء اللَّه تعالى.
ولم يختلفوا أنه ولد له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها ولده كلهم حاشا إِبْرَاهِيم.
زوجه إياها عَمْرو بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي. وَقَالَ عَمْرو بْن أسد:
__________
[1] ليس في أ، وخلدة بسكون اللام، كما في التهذيب.
[2] في أ: فيما اقتصه من إسلام عبد الله بن سلام.
[3] في أ: عابد.
[4] أ: عمر.

(4/1817)


محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة بنت خويلد، هَذَا الفحل لا يقدع أنفه وكانت إذ تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنت أربعين سنة، فأقامت معه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعًا وعشرين سنة، وتوفيت وهي بنت أربع وستين سنة وستة أشهر.
وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ تزوج خديجة ابْن إحدى وعشرين سنة. وقيل: ابْن خمس وعشرين سنة، وَهُوَ الأكثر وقيل:
ابْن ثلاثين سنة. وأجمعوا أنها ولدت له أربع بنات كلهن أدركن الإسلام، وهاجرن، فهن: زينب، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم.
وأجمعوا أنها ولدت له ابنا يسمى القاسم، وبه كَانَ يكنى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم وَقَالَ معمر، عَنِ ابْن شهاب: زعم بعض العلماء أنها ولدت له ولدًا يسمى الطاهر. وَقَالَ بعضهم: مَا نعلمها ولدت له إلا القاسم، وولدت له بناته الأربع وقال عقيل، بن ابْن شهاب: ولدت له خديجة: فاطمة، وزينب، وأم كلثوم، ورقية، والقاسم، والطاهر. وكانت زينب أكبر بنات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ قتادة: ولدت له خديجة غلامين وأربع بنات:
القاسم وبه كَانَ يكنى، وعاش حَتَّى مشى. وعَبْد اللَّهِ مات صغيرًا. ومن النساء:
فاطمة، وزينب، ورقية، وأم كلثوم وَقَالَ الزُّبَيْر: ولد لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: القاسم، وَهُوَ أكبر ولده، ثم زينب، ثم عَبْد اللَّهِ، وَكَانَ يقال له الطيب، ويقال له الطاهر، ولد بعد النبوة. ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، هكذا الأول فالأول، ثم مات القاسم بمكة، وَهُوَ أول ميت مات من ولده، ثم مات عَبْد الله أيضا بمكة.

(4/1818)


وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: ولدت له خديجة: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وقاسمًا، وبه كَانَ يكنى، والطاهر. والطيب، فأما القاسم والطيب والطاهر فهلكوا بمكة فِي الجاهلية. وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن، وهاجرن معه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ مصعب الزبيري: ولد لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القاسم. وبه كَانَ يكنى. وعَبْد اللَّهِ، وَهُوَ الطيب والطاهر، لأنه ولد بعد الوحي. وزينب، وأم كلثوم، ورقية، وفاطمة، أمهم كلهم خديجة ففي قول مصعب- وَهُوَ قول الزُّبَيْر وأكثر أهل النسب- أن عبد الله بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الطيب وَهُوَ الطاهر، له ثلاثة أسماء.
وَقَالَ علي بْن عبد العزيز الجرجاني النسابة: أولاد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: القاسم وَهُوَ أكبر أولاده، ثم زينب، [قَالَ: وَقَالَ ابْن الكلبي.
زينب، ثم القاسم] [1] ، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، ثم عَبْد اللَّهِ وَكَانَ يقال له الطيب والطاهر. قال: وهذا وهو الصحيح، وغيره تخليط.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: لا يختلفون أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يتزوج فِي الجاهلية غير خديجة، ولا تزوج عليها أحدًا من نسائه حَتَّى ماتت، ولم تلد له من المهارى غيرها، وهي أول من آمن باللَّه عَزَّ وَجَلَّ ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا قول قتادة والزهري وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل وابن إِسْحَاق وجماعة، قَالُوا: خديجة أول من آمن باللَّه من الرجال والنساء ولم يستثنوا أحدا.
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْمَكِّيِّينَ قَالَ: وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ [2] فِيمَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن
__________
[1] ليس في أ
[2] أمن آمن برسول الله.

(4/1819)


عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَقَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو رَافِعٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ- فَذَكَرَ الأَسَانِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَابْنِ عَقِيلٍ وَقَتَادَةَ وَابْنِ إِسْحَاقَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن هاشم ابن الْبَرِيدِ [1] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [2] بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَصَلَّتْ خَدِيجَةُ آخِرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَكَذَا يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ.
حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ باللَّه مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خَدِيجَةَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ وَصَدَّق مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا جَاءَ بِهِ عَنْ رَبِّهِ وَآزَرَهُ [3] عَلَى أَمْرِهِ، فَكَانَ لا يَسْمَعُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَيْئًا يَكْرَهُهُ مِنْ رَدٍّ عَلَيْهِ وَتَكْذِيبٍ لَهُ إِلا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا، تُثَبِّتُهُ وَتُصَدِّقُهُ، وَتُخَفِّفُ عَنْهُ، وَتُهَوِّنُ عَلَيْهِ مَا يَلْقَى مِنْ قَوْمِهِ.
قَالَ: وحدثني إِسْمَاعِيل بْن أبي حكيم أنه بلغه عَنْ خديجة أنها قالت لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا بن عم، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك إذا جاءك- تعني جبرائيل عَلَيْهِ السلام- فلما جاءه جبرائيل عَلَيْهِ السلام قَالَ: يَا خديجة، هَذَا جبرائيل قد جاءني، فقالت له: قم يا بن عم فاقعد على فخذي اليمنى، ففعل، فقالت: هل تراه؟ قَالَ: نعم. قالت: فتحول إِلَى اليسرى، ففعل، فقالت: هل تراه؟ قَالَ: نعم. قالت: فاجلس فِي حجري، [ففعل، فقالت: هل تراه؟
قَالَ: نعم] [4] ، فألقت خمارها وحسرت عَنْ صدرها، فقالت: هل تراه؟ فَقَالَ:
لا، قالت: أبشر، فإنه والله ملك، وليس بشيطان.
__________
[1] أ: اليزيد.
[2] أ: عبد الله.
[3] أ: وآزرته.
[4] من أ

(4/1820)


وروى من وجوه أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا خديجة، إن جبرئيل عَلَيْهِ السلام يقرئك السلام. وبعضهم يروي هَذَا الخبر أن جبرئيل قَالَ: يَا مُحَمَّد، اقرأ عَلَى خديجة من ربها السلام، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خديجة، هَذَا جبرئيل يقرئك السلام من ربك. فقالت خديجة: اللَّه هُوَ السلام، ومنه السلام، وعلى جبرئيل السلام. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
أَوَّلُ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ خَدِيجَةُ [بِنْتُ خُوَيْلِدٍ] [1] زَوْجَتُهُ.
قَالَ زُهَيْرٌ: وَأَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ اللَّهِ [2] بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السلام، قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَابْنَةُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا دَاوُدَ- يَعْنِي ابْنَ الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمرَ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امرأة فرعون
__________
[1] ليس في أ
[2] أ: عبد الملك.

(4/1821)


قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ [1] ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَخْبَرَنَا قَاسِمُ بن محمد، حدثنا خالد بن سعد، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ [2] ، حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ عَنْ علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَرَوَى عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ [3] ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس- أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، فَآسِيَةُ [بِنْتُ مُزَاحِمٍ] [4] امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هَكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. وَقَالَ فِيهِ غَيْرُهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ بِإِسْنَادِهِ: أَفْضَلُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ، وذكره مِثْلَهُ.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ [5] ، عَنِ الدراوَرْديّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: سيدة نساء الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ، ثُمَّ فَاطِمَةُ، ثُمَّ خَدِيجَةُ، ثُمَّ آسية، هكذا رواه الزبير.
__________
[1] أ: حدثنا تميم بن زياد الرازيّ، حدثنا أبو جعفر الرازيّ.
[2] أ: وحدثنا ابن سنجر.
[3] أ: وروى عبد الرزاق.
[4] ليس في أ
[5] أ: حسن.

(4/1822)


وَذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: سيدة نساء أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ فَاطَمَةُ [بِنْتُ مُحَمَّدٍ] [1] وَخَدِيجَةُ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ وَمَتْنِهِ، وَإِنَّمَا رِوَايَةُ [2] الدراوَرْديّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ لا عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ [3] أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا بِي أَنْ أَكُونَ أَدْرَكْتُهَا، وَلَكِنْ ذلك لكثرة ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياها، وإن كان ليذبح الشاة فيتنّبع بِذَلِكَ صَدَائِقَ خَدِيجَةَ يَهْدِيهَا لَهُنَّ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن جعفر، عن علي، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ. أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَكَادُ يَخْرُجُ مِنَ الْبَيْتِ حَتَّى يَذْكُرَ خَدِيجَةَ فَيُحْسِنُ الثَّنَاءَ عليها، فذكرها يوما
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: رواه
[3] حازم.

(4/1823)


مِنَ الأَيَّامِ فَأَدْرَكَتْنِي الْغَيْرَةُ، فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ إِلا عَجُوزًا، فَقَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، فَغَضِبَ حَتَّى اهْتَزَّ مُقَدَّمُ شَعْرِهِ مِنَ الْغَضَبِ، ثُمَّ قَالَ: لا وَاللَّهِ، مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، آمَنَتْ [بِي] [1] إِذْ كَفَرَ النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي فِي مَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ مِنْهَا أَوْلادًا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلادَ النِّسَاءِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لا أَذْكُرُهَا بِسَيِّئَةٍ أَبَدًا. وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَتَنَاوَلْتُهَا، فَقُلْتُ: عَجُوزُ كَذَا وَكَذَا، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا. قَالَ: مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِينَ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي حِينَ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِينَ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ وَلَدَهَا وَحَرَمَنِي وَلَدَ غَيْرِهَا. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أُعَاتِبُكَ فِيهَا بَعْدَ الْيَوْمِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بن محمد بن عبد المؤمن، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الصَّيْدَلانِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، فَذَكَرَهُ.
حدثنا سعيد بن نصر، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. وَرَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَأَبُو معاوية.
__________
[1] ليس في أ

(4/1824)


واختلف فِي وقت وفاتها، فَقَالَ أَبُو عبيدة معمر بْن المثنى: توفيت خديجة قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل بأربع سنين. وكانت وفاتها قبل تزويج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عائشة. وَقَالَ قتادة: توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قول قتادة عندنا أصحّ لما حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي [1] ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ معمر، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاثِ سِنِينَ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ. وَرَوَى يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاةُ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَذَلِكَ بَعْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَعْوَامٍ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ وَخَدِيجَةُ قَبْلَ مُهَاجِرِ النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بِثَلاثِ سِنِينَ، قَالَ: فلما توفي أَبُو طالب خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس من ثقيف المنعة، ثم رجع من الطائف إِلَى مكة.
وَحَدَّثَنَا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن معاوية، عن هشام ابن عُرْوَةَ- أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي عَنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ مَتَى تُوُفِّيَتْ. وَإِنَّهَا تُوُفِّيَتْ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ بِثَلاثِ سِنِينَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: يُقَالُ إِنَّهَا كَانَتْ وَفَاتُهَا بَعْدَ مَوْتِ أَبِي طَالِبٍ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ.
وَقِيلَ: إِنَّهَا كَانَتْ يَوْمَ تُوُفِّيَتْ بِنْتَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةٍ، تُوُفِّيَتْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَدُفِنَتْ فِي الْحَجُونِ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ.
__________
[1] أ: عمر.

(4/1825)


(3314) خزيمة بنت جهم بْن قيس العبدرية.
من بني عبد الدار بْن قصي، هاجرت مَعَ أبيها وأمها خولة أم حرملة إِلَى أرض الحبشة [روى عنها أَبُو السفر سَعِيد بْن مُحَمَّد، ذكرها ابْن السكن فِي الصحابيات، وليس فِي حديثها دليل عَلَى صحبتها ولا عَلَى رؤيتها [1]] .
(3315) خليدة بنت قعنب الضبية.
كانت من المبايعات، حديثها فِي السوارين ذكره ابْن أبي خيثمة، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عرعرة، عَنْ حميد بْن حماد السعدي، عَنْ عمته ثعلبة بنت الحوار، سمعت خالتها خليدة بنت قعنب الضبية أنها كانت فِي النسوة اللاتي بايعن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وذكر الحديث.
(3316) خنساء بنت خدام [2] بْن وديعة [3] الأنصارية،
[وهي] [4] من الأوس، أنكحها أبوها، وهي كارهة، فرد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكاحها. واختلفت الأحاديث فِي حالها فِي ذلك الوقت، ففي نقل مالك، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن القاسم، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ ومجمع ابْني يزيد بْن جارية، عَنْ خنساء- أنها كانت ثيبًا، وذكر ابْن المبارك، عَنِ الثوري، عَنْ عَبْد الرحمن ابن القاسم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن يَزِيد بْن وديعة، عَنْ خنساء بنت خدام أنها كانت يومئذ بكرًا. والصحيح نقل مالك فِي ذلك إن شاء اللَّه تعالى.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِدَامِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: وَكَانَتْ أَيِّمًا مِنْ رَجُلٍ، فَزَوَّجَهَا أَبُوهَا رَجُلا مِنْ بَنِي عَوْفٍ، وَإِنَّهَا خُطِبَتْ [5] إِلَى أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، فَارْتَفَعَ شَأْنُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أباها أَنْ يُلْحِقَهَا بِهَوَاهَا، فَتَزَوَّجَتْ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ. رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وغيره، عن ابن إسحاق.
__________
[1] ليس في أ.
[2] بالخاء المعجمة المكسورة والدال المهملة. (التقريب) . وفي أسد الغابة: خذام.
[3] في أسد الغابة: بن وديعة بن خالد الأنصارية.
[4] ليس في أ
[5] أ: فخطبت.

(4/1826)


(3317) خنساء بنت عَمْرو بْن الشريد الشاعرة السلمية.
وهو الشريد بن رباح [1] ابن ثعلبة [2] بن عصيّة بْن خفاف بْن امرئ القيس بْن بهثة بْن سليم. قدمت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ قومها من بني سليم فأسلمت معهم، فذكروا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يستنشدها فيعجبه شعرها، وكانت تنشده، وَهُوَ يقول: هيه يَا خناس، أَوْ يومي بيده. قَالُوا: وكانت الخنساء فِي أول أمرها تقول البيتين والثلاثة، حَتَّى قتل أخوها لأبيها وأمها معاوية بْن عَمْرو، قتله هاشم وزيد المريان، وصخر أخوها لأبيها، وَكَانَ أحبهما إليها، لأنه كَانَ حليمًا جوادًا محبوبًا فِي العشيرة، وَكَانَ غزا بني أسد فطعنه أَبُو ثور الأسدي، فمرض منها قريبًا من حول ثم مات، فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر، وأجادت، فمن قولها فِي صخر أخيها [3] :
أعيني جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيدا
طويل العماد عظيم الرماد [4] ... ساد عشيرته أمردا
ومن قولها أَيْضًا فِي صخر أخيها:
أشم أبلج يأتم الهداة به [5] ... كأنه علم فِي رأسه نار
وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم يكن امرأة قط قبلها ولا بعدها أشعر منها، وقالوا: اسم الخنساء تماضر.
ذكر الزُّبَيْر بْن بكار، عَنْ مُحَمَّد بْن الحسن المخزومي، عن عبد الرحمن
__________
[1] ابن سلام: رباح.
[2] ابن سلام، وأسد الغابة: يقظة.
[3] الديوان: 15.
[4] في الديوان: طويل النجاد رفيع العماد.
[5] في الديوان (27) :
«وإن صخرا لتأتم الهداة به» . والمثبت في الشعر والشعراء لابن قتيبة أيضا.

(4/1827)


ابن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبيه، عَنْ أبي وجزة، عَنْ أبيه، قَالَ [1] : حضرت الخنساء بنت عَمْرو بْن الشريد السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم من أول الليل: يَا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وو الله الّذي لا إله إلّا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة مَا خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غبرت [2] نسبكم، وقد تعلمون مَا أعد اللَّه للمسلمين من الثواب الجزيل فِي حرب الكافرين.
واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول اللَّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 3: 200. فإذا أصبحتم غدًا إن شاء اللَّه سالمين فاغدوا إِلَى قتال عدوكم مستبصرين، وباللَّه عَلَى أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عَنْ ساقها، واضطرمت لظى عَلَى سياقها [3] ، وجللت نارًا عَلَى أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة فِي دار الخلد والمقامة. فخرج بنوها قابلين لنصحها، عازمين عَلَى قولها فلما أضاء لهم الصبح باكروا مراكزهم وأنشأ أولهم يقول:
يَا إخوتي إن العجوز الناصحة ... قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه
مقالة [4] ذات بيان واضحة ... [فباكروا الحرب الضروس الكالحه [5]]
وإنما تلقون عند الصائحة [6] ... من آل ساسان الكلاب النابحه [7]
قد أيقنوا منكم بوقع الجائحة ... وأنتم بين حياة صالحه
أو ميتة تورث غنما رابحه
__________
[1] خزانة الأدب: 1- 395.
[2] أ: غيرت.
[3] أ: سباقها.
[4] أ: بمقالة.
[5] ليس في الإصابة.
[6] في الإصابة: الصابحة.
[7] الإصابة: كلابا نابحة.

(4/1828)


وتقدم [1] فقاتل حَتَّى قتل (رحمه اللَّه) . ثم حمل الثاني، وهو يقول:
إن العجوز ذات حزم وجلد ... [والنظر الأوفق والرأي السدد [2]]
وقد أمرتنا بالسداد والرشد ... نصيحة منها وبرا بالولد
فباكروا الحرب حماة فِي العدد ... [إما لفوز بارد عَلَى الكبد
أَوْ ميتة تورثكم عز الأبد ... فِي جنة الفردوس والعيش الرغد [2]]
فقاتل حَتَّى استشهد (رحمه اللَّه) ، ثم حمل الثالث، وهو يقول:
والله لا نعصي العجوز حرفا ... [قد أمرتنا حدبا [3] وعطفا [2]]
نصحًا وبرًا صادقًا ولطفًا ... فبادروا الحرب الضروس زحفا
حَتَّى تلفوا آل كسرى لَفَّا ... [أَوْ تكشفوهم عَنْ حماكم كشفا
إنا نرى التقصير منكم ضعفًا ... والقتل فيكم نجدة وزلفى [4]] [2]
فقاتل حَتَّى استشهد رحمه اللَّه. ثم حمل الرابع وهو يقول:
لست لخنساء ولا للأخرم ... ولا لعمر وذي السناء [5] الأقدم
إن لم أرد فِي الجيش جيش الأعجم ... ماض عَلَى الهول [6] خضم خضرم
[إما لفوز عاجل ومغنم ... أَوْ لوفاة فِي السبيل الأكرم [2]]
فقاتل حَتَّى قتل رضي [7] اللَّه عنه وعن إخوته.
فبلغها الخبر فقالت: الحمد للَّه الَّذِي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم فِي مستقر رحمته. وَكَانَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ رضي اللَّه عنه يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة لكل واحد مائتي درهم حتى قبض رضى الله عنه.
__________
[1] أ: ثم تقدم.
[2] ليس في أ.
[3] ى: حربا.
[4] أ: وعرفا.
[5] في الإصابة: ذي السعاء.
[6] ى: الحول. والمثبت في أ، والإصابة.
[7] أ: رحمة الله عليه وعلى أخويه.

(4/1829)


(3318) خولة بنت الأسود [1] بْن حذافة،
تكنى أم حرملة، هاجرت مَعَ زوجها جهيم بْن قيس إِلَى أرض الحبشة، هكذا قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق:
أم حرملة بنت الأسود هاجرت مَعَ زوجها جهيم بْن قيس.
(3319) خولة بنت ثامر الأنصارية.
روى عنها النعمان بْن أبي عياش الزَّرْقِيّ أنها سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الدنيا خضرة حلوة، وإن رجالًا سيخوضون فِي مال اللَّه وبغير الحق لهم النار يوم القيامة قيل: هي ابنة قيس بن قهد، وثامر لقب.
(3320) خولة بنت ثعلبة.
ويقال خويلة. وخولة أكثر. وقيل خولة بنت حكيم. وقيل خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بْن ثعلبة بْن غنم بْن عوف. وأما عروة ومحمد بْن كعب وعكرمة فَقَالُوا: خولة بنت ثعلبة كانت تحت أوس بْن الصامت أخي عبادة بْن الصامت، فظاهر منها، وفيها نزلت:
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ في زوجها وتشتكي إلى الله ... إِلَى آخر القصة فِي الظهار. وقيل: إن التي نزلت فيها هذا الآية جميلة امرأة أوس بْن الصامت.
وقيل: بل هي خولة بنت دليج [2] ، ولا يثبت شيء من ذلك والله أعلم. والذي قدمنا أثبت وأصح إن شاء اللَّه تعالى.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ:
سمعت أبي يقول: خولة بنت ثعلبة زوج أوس بْن الصامت، وهي المجادلة.
وروينا من وجوه عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّابِ أنه خرج ومعه الناس، فمر بعجوز، فاستوقفته، فوقف، فجعل يحدثها وتحدثه، فَقَالَ له رجل: يَا أمير المؤمنين، حبست الناس عَلَى هذه العجوز! فَقَالَ: ويلك! تدري من هي؟ هذه امرأة
__________
[1] أ: بنت أبي الأسود.
[2] أ: دليم.

(4/1830)


سمع اللَّه شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل اللَّه فِيهَا:
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ في زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى الله. 58: 1 والله لو أنها وقفت إِلَى الليل مَا فارقتها إلا للصلاة [1] ثم أرجع إليها.
وروى عَنْ خولة هذه يوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام، وَقَالَ فِيهَا خويلة، وكذلك قَالَ فِيهَا معمر خويلة. وقد روى خليد بْن دعلج، عَنْ قتادة، قَالَ:
خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي، فإذا بامرأة برزت عَلَى ظهر الطريق، فسلم عليها عمر، فردت عَلَيْهِ السلام، وقالت: هيهات يَا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميرًا فِي سوق عكاظ ترعى [2] الضأن بعصاك، فلم تذهب الأيام حَتَّى سميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حَتَّى سميت أمير المؤمنين، فاتق اللَّه فِي الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عَلَيْهِ البعيد. ومن خاف الموت خشي عَلَيْهِ الفوت.
فَقَالَ الجارود: قد أكثرت أيتها المرأة عَلَى أمير المؤمنين. فَقَالَ عمر: دعها، أما تعرفها! فهذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بْن الصامت التي سمع اللَّه قولها من فوق سبع سماوات، فعمر والله أحق أن يسمع لَهَا.
هكذا فِي هَذَا الخبر خولة بنت حكيم امرأة عبادة بْن الصامت، وَهُوَ وهم، وخليد ضعيف سيء الحفظ، وإنما هي امرأة أوس بْن الصامت عَلَى الاختلاف فِي اسم أبيها.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، قال:
__________
[1] أ: إلا للصلاة.
[2] أ: ترعى الصبيان بعصاك.

(4/1831)


حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ خُوَيْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ قَالَتْ: فِي وَفِي أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ صَدْرَ سُورَةِ الْمُجَادَلَةِ.
(3321) خولة، ويقال خويلة، بنت حكيم بْن أمية بْن حارثة بْن الأوقص بْن مرة بْن هلال السلمية،
امرأة عُثْمَان بْن مظعون، تكنى أم شريك، وهي التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قول بعضهم، وكانت امرأة صالحة فاضلة، روى عنها سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي التعوذ بكلمات اللَّه عند النزول فِي السفر. وروى عنها سَعِيد بْن المسيب، ومحمد بن يحيى ابن حبان، وعمر بْن عبد العزيز. وحديث سعد عنها من حديث سَعِيد بْن المسيب عنه، ومن حديث بسر [1] بْن سَعِيد عنه- اختلف فيه ابْن عجلان، والحارث بْن يعقوب، وهي التي قالت لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن فتح اللَّه عليك الطائف فأعطني حلي بادية ابنة غيلان بْن سلمة أَوْ حلي الفارعة ابنة عقيل، وكانت من أجل نساء ثقيف، فَقَالَ لَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم: وإن كَانَ لم يؤذن لي فِي ثقيف يَا خولة؟ فذكرت [2] ذلك لعمر، فأقبل إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، أما أذن لك فِي ثقيف؟
قال: لا.
(3322) خولة أم صبية [3] الجهنية،
حديثها أنها اختلفت يدها ويد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إناء واحد. قيل: اسمها خولة بنت قيس الجهينة، وسنذكرها فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[1] بسر- بضم أوله وبإسكان المهملة (الخلاصة) .
[2] أ: فذكر.
[3] صبية- بصاد مهملة ثم موحدة، مصغر مع التثقيل (الإصابة) .

(4/1832)


(3323) خولة بنت عَبْد اللَّهِ الأنصارية،
سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: الناس دثار، والأنصار شعار. فِي إسناد حديثها مقال.
(3324) خولة بنت قيس بْن قهد بْن قيس بن ثعلبة [بن عبيد بن ثعلبة [1]] ابن غنم بْن مالك بْن النجار الأنصارية،
تكنى أم محمد [2] وهي امرأة حمزة ابن عبد المطلب. وقد قيل: إن امرأة حمزة خولة بنت ثامر. وقد قيل:
إن ثامرا لقب لقيس بْن قهد، والأول أصح إن شاء اللَّه تعالى. خلف عليها بعد حمزة بْن عبد المطلب رجل من الأنصار من بني زريق. روى عَنْ خولة هذه عبيد أَبُو الوليد سنوطي أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تذاكر هُوَ وحمزة بْن عبد المطلب الدنيا، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الدنيا خضرة حلوة، فمن أخذها بحقها بورك له فِيهَا، ورب متخوض [3] فِي مال اللَّه له النار- يوم القيامة.
(3325) خولة بنت المنذر بْن زيد بْن أسيد [4] بْن خداش بْن عامر بْن غنم بْن عدي بن النجار،
أرضعت إِبْرَاهِيم بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قاله العدوي.
وقد ذكرها أَبُو عمر [5] فِي الكنى ولم يذكر لَهَا اسمًا.
(3326) خولة بنت يسار.
قالت قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني أحيض وليس لي إلا ثوب واحد. قَالَ: اغسلي ثوبك ثم صلي فيه. قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يبقى أثر الدم. قَالَ: لا يضرك. روى عنها أَبُو سلمة، وأخشى أن تكون خولة
__________
[1] ليس في أسد الغابة والإصابة.
[2] في أسد الغابة: تكنى أم محمد، وقيل أم حبيبة.
وقال ابن مندة: تكنى أم صبية. وقيل أم محمد. وهذا وهم منه، صحف حبيبة بصبية، أم صبية جهنية وهذه أنصارية من أنفسهم.
[3] أي رب متصرف في مال الله بما لا يرضاه الله. وقيل هو التخليط في تحصيله من غير وجهه كيف أمكن (النهاية) .
[4] أ، الإصابة: لبيد.
[5] وكأن الترجمة ليست في الاستيعاب، بل أضيفت إليه، وبخاصة أنها ليست في أسد الغابة.

(4/1833)


بنت اليمان، لأن إسناد حديثهما [1] واحد، وإنما هو على بن ثابت، عن الوازع ابن نافع، عَنْ أبي سلمة بالحديث الَّذِي ذكرنا [2] فِي اسم خولة بنت اليمان، وبالذي ذكرناها هنا إلا أن من دون عَلَى بْن ثابت يختلف فِي الحديثين.
وفي ذلك نظر.
(3327) خولة بنت اليمان أخت حذيفة بْن اليمان.
روى عنها أَبُو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ قالت: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا خير فِي جماعة النساء إلا عند ميت، فإنهن إذا اجتمعن قلن وقلن.
(3328) خولة خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
جدة حفص بْن سَعِيد.
روى حديثها حفص هَذَا، عَنْ أمه، عنها فِي تفسير قول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى. ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى. 93: 1- 3 وليس إسناد حديثها فِي ذلك مما يحتج به.
(3329) خولة التغلبية.
وهي خولة بنت الهذيل بْن هبيرة بن قبيصة بن الحارث ابن حبيب [3] حرفة [4] بْن ثعلبة بْن بكر بْن حبيب بْن عَمْرو بْن غنم بْن تغلب.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فِيمَا ذكر الجرجاني النسابة فهلكت فِي الطريق قبل وصولها إليه.
(3330) خيرة [5] بنت أبي حدرد، أم الدرداء
يأتي ذكرها فِي الكنى إن شاء الله تعالى.
__________
[1] في الإصابة: قلت: لا يلزم من كون الإسناد إليها واحدا مع اختلاف المتن أن تكونا واحدة
[2] سيأتي بعد هذا على حسب الترتيب الجديد للكتاب.
[3] أ: حنيف.
[4] في الإصابة: بضم المهملة وسكون الراء بعدها فاء.
[5] بفتح أولها وسكون التحتانية (التقريب) .

(4/1834)


(3331) خيرة، امرأة كعب بْن مالك الأنصارية الشاعرة.
ويقال حيرة- بالحاء المهملة. حديثها عند الليث بن سعد بن من رواية ابْن وهب وغيره بإسناد ضعيف لا تقوم به الحجة- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يجوز لامرأة فِي مالها أمر إلا بإذن زوجها.
باب الدال
(3332) دجاجة [1] بنت أسماء بنت الصلت، أم عَبْد اللَّهِ بْن عامر.
مذكورة [2] فِي باب ابنها عَبْد اللَّهِ بْن عامر مدرجًا.
(3333) درة بنت أبي سلمة بْن عبد الأسد القرشية المخزومية،
ربيبة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنت [امرأته [3]] أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي معروفة عند أهل العلم بالسير والخبر والحديث فِي بنات أم سلمة ربائب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وعبد الوارث بن سفيان، قالا:
حدثنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ- أنّ زينب بنت أبى سلمة أخبره أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا تَحَدَّثْنَا أَنَّكَ نَاكِحٌ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، لَوْ أَنِّي لَمْ أَنْكِحْ [4] أُمَّ سَلَمَةَ لَمْ تَحِلَّ لِي، إِنَّ أَبَاهَا أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ.
(3334) درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم [القرشية] [5]
كانت عند الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عبد المطلب، فولدت له عتبة ووليدًا وأبا مسلم
__________
[1] دجاجة- بكسر الدال (التاج) .
[2] صفحة 931
[3] من أ.
[4] في الإصابة: إنها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي لأنها ابنة أخى من الرضاعة.
[5] ليس في أ.

(4/1835)


روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي الناس خير؟ فَقَالَ: أتقاهم للَّه، وآمرهم بالمعروف، وأنها هم عَنِ المنكر، وأوصلهم لرحمه. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أبو بكر محمد ابن أَبِي الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْحَمَّالُ. وَأَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَنْجَرَ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ. قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرَةَ زَوْجِ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَتْقَاهُمْ للَّه، وَآمَرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ. وَمِنْ حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يُؤْذَى حَيٌّ بِمَيِّتٍ.
باب الراء
(3335) ربداء [1] بنت عَمْرو بْن عمارة بْن عطية البلوية [2] .
رَوَى أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ قُدَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ يَاسِرُ أَبُو الرَّبْدَاءِ عَبْدًا لامرأة من بلي يقال لها الربداء بنت عمرو ابن عِمَارَةَ بْنِ عَطِيَّةَ الْبَلَوِيَّةُ [2] ، فَزَعَمَ أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يرعى كما لِمَوْلاتِهِ، وَلَهُ فِيهَا شَاتَانِ، فَاسْتَسْقَاهُ، فَحَلَبَتْ [3] لَهُ شاتيه، ثم راح وقد حفلتا، فذكر ذلك لِمَوْلَاتِهِ، فَقَالَتْ: أَنْتَ حُرٌّ، فَتَكَنَّى بِأَبِي الرَّبْدَاءِ.
__________
[1] أ: الربداء. وفي الإصابة: وذكره الدولابي بالميم والدال المهملة. وقال عبد الغنى بن سعيد: هو تصحيف، وإنما هو بالموحدة والذال المعجمة (3- 611) .
[2] أ: البلوى.
[3] أ، وأسد الغابة: فحلب.

(4/1836)


(3336) الربيع بنت معوذ ابْن عفراء الأنصارية.
قد مضى ذكر نسبها [1] عند ذكر أبيها وأعمامها. لَهَا صحبة ورواية. روى عنها أهل المدينة، وكانت ربما غزت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت أبى يقول:
الرّبيّع بنت معوّذ بن عفراء من المبايعات تحت الشجرة.
ذكر الزُّبَيْر، عَنْ عمه مصعب، عَنِ الْوَاقِدِيّ، قَالَ: كانت أسماء بنت مخرمة [2] تبيع العطر بالمدينة، وهي أم عياش وعَبْد اللَّهِ ابني أبي ربيعة المخزومي، فدخلت أسماء هذه عَلَى الربيع بنت معوذ ابن عفراء ومعها عطرها فِي نسوه، فسألتها فانتسبت الربيع [بنت معوذ [3]] ، فقالت لَهَا أسماء: أنت ابنة قاتل سيده- تعني أبا جهل. قالت الربيع: فقلت: بل أنا ابنة قاتل عبده. قالت:
حرام علي أن أبيعك من عطري شَيْئًا. قلت: وحرام علي أن أشتري منه شَيْئًا، فما وجدت لعطر نتنًا غير عطرك، ثم قمت. وإنما قلت ذلك فِي عطرها لأغيظها.
قَالَ مُوسَى بْن هارون الحمال: الربيع بنت معوذ بْن عفراء قد صحبت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولها قدر عظيم.
وروي أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاها يوم عرسها فقعد عَلَى موضع فراشها. وروي عنها أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بقناع [4] من رطب وآخر من عنب، فناولها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حليًا أَوْ ذهبًا وَقَالَ: تحلي بهذا. وروي عنها أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ عندها، وأنها سكبت عَلَيْهِ الماء لوضوئه، وأن ابْن عباس أتاها فسألها عَنْ وضوء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن ابْن عمر أتاها فسألها عَنْ قضاء عُثْمَان حين اختلعت من زوجها.
__________
[1] صفحة 1442.
[2] أ، وأسد الغابة: مخربة.
[3] ليس في أ.
[4] القناع: الطبق من عسب النخل- بكسر القاف وتضم (القاموس) .

(4/1837)


روى عنها من التابعين سُلَيْمَان بْن يسار، وعباد بْن الوليد، وأبو عبيدة بْن مُحَمَّد بْن عمار بْن ياسر، ونافع وخالد بْن ذكوان، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل.
وَقَالَ أَبُو عبيدة بْن مُحَمَّد: قلت للربيع: صفي لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: رأيت الشمس طالعة.
(3337) الربيع [1] بنت النضر الأنصارية.
هي أم حارثة بْن سراقة المستشهد بين يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومن حديثها أنها جاءت إِلَى رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أخبرني عَنْ حارثة فإن كَانَ من أهل الجنة صبرت، وإن كَانَ غير ذلك فسترى مَا أصنع. فَقَالَ: يَا أم حارثة، إنها جنان كثيرة، وإن حارثة منها في الفردوس الأعلى.
(3338) رجاء الغنوية.
امرأة من الصحابة سكنت البصرة. ولها حديث واحد، روى عنها مُحَمَّد بْن سيرين.
(3339) رزينة [2] ، خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حديثها عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فض يوم عاشوراء عند أهل البصرة.
(3340) رفيدة،
امرأة من أسلم، كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جعل سعد بْن معاذ فِي خيمتها فِي مسجده ليعوده من قريب، وكانت امرأة تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها عَلَى خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين، ذكره ابْن إِسْحَاق
(3341) رقيقة بنت صيفي [3] بْن هاشم بْن عبد مناف بْن قصي.
ولدت لنوفل
__________
[1] الربيع: بضم الراء وفتح الموحدة وتشديد الياء تحتها نقطتان (أسد الغابة) .
[2] رزينة- بفتح أولها وقيل بالتصغير. وحكى أبو موسى أنه قيل بتقديم الزاى على الراء (الإصابة) .
[3] أ: بنت أبى صيفي ورقيقة- بقافين مصغرة.

(4/1838)


ابن أهيب بْن عبد مناف بْن قصي بْن زهرة مخرمة وصفوان وآسية [1] . ذكرها أَبُو سَعِيد [2] فيمن أسلم من النساء وبايع.
(3342) رقيقة بنت وهب الثقفية.
أسلمت فِي حين خروج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطائف من مكة بعد موت أبي طالب وخديجة. حديثها عند عبد ربه بْن الحكم، عَنِ ابنة رقيقة [3] ، عَنْ أمها رقيقة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث حسن فِي إسلامها يأمرها فيه بأن تترك عبادة الطواغيت وأن توليهم ظهرها إذا صلت.
(3343) رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
أمها خديجة بنت خويلد، وقد تقدم ذكرها، زعم الزُّبَيْر وعمه مصعب أنها كانت أصغر بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإياه صحح الجرجاني النسابة. وَقَالَ غيرهم [4] : أكبر بناته زينب ثم رقية.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا أعلم خلافًا أن زينب أكبر بناته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
واختلف فيمن بعدها منهن، ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال:
سمعت عَبْد اللَّهِ [5] بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن جعفر بْن سُلَيْمَانَ الهاشمي، قَالَ: ولدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابْن ثلاثين سنة، وولدت رقية بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن ثلاث وثلاثين سنة.
وَقَالَ مصعب وغيره من أهل النسب: كانت رقية تحت عتبة بْن أبي لهب، وكانت أختها أم كلثوم تحت عتبة [6] بْن أبى لهب، فلما نزلت: تبّت يدا
__________
[1] أ: وأمية.
[2] أ: أبر سعد.
[3] أ: أمه بنت رقيقة عن رقيقة.
[4] أ: غيره.
[5] أ: عبيد الله.
[6] أ: عتيبة.

(4/1839)


أبى لهب- قال لهما أبو هما أَبُو لهب وأمهما حمالة الحطب: فارقا ابنتي مُحَمَّد.
وَقَالَ أَبُو لهب: رأسي من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتي مُحَمَّد. ففارقاهما.
قَالَ ابْن شهاب: فتزوج عُثْمَان بْن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك ابنا، فسماه عَبْد اللَّهِ، فكان يكنى [1] به.
وَقَالَ مصعب: كَانَ عُثْمَان يكنى فِي الجاهلية أبا عَبْد اللَّهِ، فلما كَانَ الإسلام وولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عَبْد اللَّهِ، واكتنى به، فبلغ الغلام ست سنين، فنقر عينه ديك فتورم وجهه ومرض ومات.
وَقَالَ غيره: توفي عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَانَ من رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة، وَهُوَ ابْن ست سنين، وصلى عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل فِي حفرته أبوه عُثْمَان رضي اللَّه عنهما.
وَقَالَ قتادة: تزوج عُثْمَان رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فتوفيت عنده ولم تلد منه. وهذا غلط من قتادة ولم يقله غيره. وأظنه أراد أم كلثوم بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن عُثْمَان تزوجها بعد رقية فتوفيت عنده، ولم تلد منه. هَذَا قول ابْن شهاب وجمهور أهل هَذَا الشأن، ولم يختلفوا أن عُثْمَان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية، وهذا يشهد لصحة قول من قَالَ: إن رقية أكبر من أم كلثوم.
وفي الحديث الصحيح، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، قَالَ: تأيم عُثْمَان من رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتأيمت حفصة من زوجها، فمرّ عمر بعثمان
__________
[1] أ: وبه كان يكنى.

(4/1840)


فَقَالَ له: هل لك فِي حفصة. وَكَانَ عُثْمَان قد سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكرها، فلم يجبه، فذكر ذلك عمر للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هل لك فِي خير من ذلك؟ أتزوج أنا حفصة وأزوج عُثْمَان خيرًا منها أم كلثوم! هَذَا معنى الحديث، وقد ذكرناه بإسناده فِي التمهيد، وَهُوَ أوضح شيء فيهما قصدناه والحمد للَّه.
وأما وفاة رقية فالصحيح فِي ذلك أن عُثْمَان تخلف عليها بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي مريضة فِي [حين [1]] خروج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، وتوفيت يوم وقعة بدر، ودفنت يوم جاء زيد بْن حارثة بشيرًا بما فتح اللَّه عليهم ببدر وَقَدْ روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أَنَسٍ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لا يَدْخُلُ الْقَبْرَ رَجُلٌ قَارَفَ أَهْلَهُ، فَلَمْ يَدْخُلْ عُثْمَانُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ خَطَأٌ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يَشْهَدْ دَفْنَ رُقَيَّةَ ابْنَتَهُ، وَلا كَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْهُ فِي رُقَيَّةَ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْهُ فِي أُمِّ كُلْثُومٍ. ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: شَهِدْنَا دَفْنَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: هَلْ مِنْكُمْ [2] مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ [اللَّيْلَةَ [3]] ؟ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ:
أَنَا. فَقَالَ: انْزِلْ فِي قَبْرِهَا، فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ مِنْ حديث
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: هل فيكم أحد.
[3] ليس في أ.

(4/1841)


أَنَسٍ، لا قَوْلَ مَنْ ذَكَرَ فِيهِ رُقَيَّةَ. وَلَفْظُ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ أَيْضًا فِي ذَلِكَ مُنْكَرٌ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْوَهْمِ فِي ذِكْرِ رُقَيَّةَ.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: تَخَلَّفَ عُثْمَانُ عَنْ بَدْرٍ عَلَى امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدْ أَصَابَتْهَا الْحَصْبَةُ فَمَاتَتْ. وَجَاءَ يَزِيدُ بْنُ حَارِثَةَ بَشِيرًا بِوَقْعَةِ بَدْرٍ وَعُثْمَانُ عَلَى قَبْرِ رُقَيَّةَ.
وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عبيدة، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تَخَلَّفَ عُثْمَانُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ بَدْرٍ، وَكَانَ تَخَلَّفَ عُثْمَانُ على امرأته رقية بنت رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَا هُمْ يَدْفِنُونَهَا سَمِعَ عُثْمَانُ تَكْبِيرًا، فَقَالَ: يَا أُسَامَةَ، مَا هَذَا التَّكْبِيرُ؟ فَنَظَرُوا فَإِذَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ عَلَى نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَدْعَاءِ بَشِيرًا بِقَتْلِ أَهْلِ بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا خلاف بين أهل السير أن عُثْمَان بْن عفان إنما تخلف عن بدر على امرأته رقية بنت رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنه ضرب له بسهمه وأجره. وكانت بدر فِي رمضان من السنة الثانية من الهجرة.
وقد روى موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: توفيت رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم قدوم أهل بدر المدينة. فلم يقم مُوسَى المعنى، وجاء فيه بالمقاربة. وليس مُوسَى بْن عُقْبَةَ فِي ابْن شهاب حجة إذا خالفه غيره. والصحيح مَا رواه يونس عَنِ ابْن شهاب عَلَى مَا قدمناه وباللَّه توفيقنا.
فِي نسخة ابْن شافع الحافظ فِي الأصل عند آخر ترجمة رقية رضي الله عنها

(4/1842)


[هذه [1]] حديث دفن البنات من المكرمات وليس هَذَا موضعه لو صح، لكن قد كتبه فكتبته.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمَرِيُّ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ابن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، قال: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَبُو الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، حَدَّثَنَا عِرَاكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ صُفَيْحٍ الْمِزِّيُّ [2] ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنَتِهِ [رُقَيَّةَ] [3] قَالَ: الْحَمْدُ للَّه، دَفْنُ الْبَنَاتِ من المكرمات.
(3344) رملة بنت أبي سُفْيَان صخر بْن حرب بْن أمية،
أم حبيبة، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اختلف فِي اسمها، فقيل رملة وقيل هند والمشهور رملة، وَهُوَ الصحيح عند جمهور أهل العلم بالنسب والسير والحديث والخبر، وكذلك قَالَ الزُّبَيْر: وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، وَاسْمُهَا رَمْلَةُ، زَوَّجَهَا إِيَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، قَالَ:
وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَمَّةُ عُثْمَانَ.
وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ- أَنَّ النَّجَاشِيَّ زَوَّجَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَأَصْدَقَ عَنْهُ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ. ذَكَرَهُ الزُّبَيْرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ [4] ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عيينة، عن سعيد، عن قتادة.
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: صبيح المدني.
[3] من أ.
[4] أ: حسن.

(4/1843)


وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَاسْمُهَا رَمْلَةُ، وَاسْمُ أبيها صخر، زوّجها [1] إياه عثمان ابن عَفَّانَ، وَهِيَ بِنْتُ عَمَّتِهِ، أُمُّهَا ابْنَةُ أَبِي الْعَاصِ- زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِيُّ، وَجَهَّزَهَا إِلَيْهِ، وَأَصْدَقَهَا أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ، وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ لَحْمًا وَثَرِيدًا، وَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم شرحبيل ابن حَسَنَةَ فَجَاءَ بِهَا.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَكَذَا فِي كِتَابِ الزُّبَيْرِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، مَرَّةٌ زَوَّجَهَا إِيَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَمَرَّةٌ قَالَ: زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِيُّ. وَهَذَا تَنَاقُضٌ فِي الظَّاهِرِ.
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ النَّجَاشِيُّ هُوَ الْخَاطِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعَاقِدُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. وَقِيلَ: بَلْ خَطَبَهَا النَّجَاشِيُّ وَأَمْهَرَهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ، وَعَقَدَ عَلَيْهَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. وَقِيلَ:
عُثْمَانُ. وَكَذَلِكَ اخْتُلِفَ فِي مَوْضِعِ نِكَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا كَمَا اخْتُلِفَ فِيمَنْ عَقَدَ عَلَيْهَا، فَقِيلَ: إِنَّ نِكَاحَهَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ رُجُوعِهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ. [وَقِيلَ: بَلْ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ [2]] ، وَهَذَا هُوَ الأَكْثَرُ وَالأَصَحُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَقِيلَ: عَقَدَ عَلَيْهَا النَّجَاشِيُّ. وَقِيلَ:
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. وَقِيلَ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ.
وكانت أم حبيبة تحت عبيد اللَّه بْن جحش الأسدي- أسد خزيمة- خرج بها مهاجرًا من مكة إِلَى أرض الحبشة مَعَ المهاجرين، ثم افتتن وتنصر ومات نصرانيًا. وأبت أم حبيبة أن تتنصر. وثبتها اللَّه عَلَى الإسلام والهجرة حَتَّى قدمت المدينة، فخطبها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فزوّجه إياها عثمان بن عفان
__________
[1] أ: زوجه.
[2] ليس في أ.

(4/1844)


هَذَا قول يروى عَنْ قتادة. وكذلك رَوَى اللَّيْثُ عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ- أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِالْمَدِينَةِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ إِنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَكَانَ رَحَلَ إِلَى النَّجَاشِيِّ: فَمَاتَ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ بِأُمِّ حَبِيبَةَ، وَهِيَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، زَوَّجَهُ إِيَّاهَا النَّجَاشِيُّ، وَأَمْهَرَهَا أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ، فَبَعَثَ بِهَا مَعَ شُرَحْبِيلَ ابن حَسَنَةَ، وَجَهَّزَهَا مِنْ عِنْدِهِ، وَمَا بَعَثَ إِلَيْهَا [1] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ، وَكَانَ مُهُورُ سَائِرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُصْعَبٌ وَالزُّبَيْرُ: إِنَّ النَّجَاشِيَّ زَوَّجَهُ إِيَّاهَا خِلافَ قَوْلِ قَتَادَةَ إِنَّ عُثْمَانَ زَوَّجَهُ إِيَّاهَا بِالْمَدِينَةِ.
وَهُوَ الصَّحِيحُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وقد ذكر الزُّبَيْر فِي ذلك أخبارًا كثيرة كلها يشهد لتزويج النجاشي إياها بأرض الحبشة، إلا أنه ذكر الاختلاف فيمن زوجها وعقد عليها، فَقَالَ قوم:
عُثْمَان، وَقَالَ آخرون: خالد بْن سَعِيد بْن العاص. وَقَالَ قوم: بل النجاشي عقد عليها، فإنه أسلم، وَكَانَ وليها هناك، وإنما لم يل أبوها أبو سفيان [ابن حرب [2]] نكاحها، لأنه كَانَ يومئذ مشركًا محاربًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد روي أنه قيل له وَهُوَ يحارب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
إن محمدًا قد نكح ابنتك. فَقَالَ: ذلك الفحل لا يقدع أنفه.
وَقَالَ أَبُو عبيدة معمر بْن المثنى: تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم حبيبة فِي سنة ست من التاريخ، وتوفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين.
__________
[1] أ: إليه.
[2] ليس في أ.

(4/1845)


وفي هذه السنة- بعد موت أم حبيبة- ادعى معاوية زيادًا. وقيل: بل كَانَ ذلك قبل موت أم حبيبة والله أعلم.
وروي عَنْ علي بْن الحسين، قَالَ: قدمت منزلي فِي دار عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فحفرنا فِي ناحية منه، فأخرجنا منه حجرًا فإذا فيه مكتوب: هَذَا قبر رملة بنت صخر، فأعدناه مكانه.
(3345) رملة بنت شيبة بْن ربيعة.
كانت من المهاجرات، هاجرت مَعَ زوجها عُثْمَان بْن عفان [1] . وفي ذلك تقول لَهَا هند بنت عتبة:
لحى الرحمن صابئة بوج ... ومكة [2] عند أطراف الحجون
تدين لمعشر قتلوا أباها ... أقتل أبيك جاءك باليقين
(3346) رملة بنت أبي عوف بن ضبيرة [3] بن سَعِيد بْن سعد بْن سهم.
هلك زوجها المطلب بن أزهر بن عبد عوف [4] بن عبيد بْن الحارث بْن زهرة بأرض الحبشة إذ كَانَ المطلب وزوجه رملة هاجرًا إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك عَبْد اللَّهِ بْن المطلب، فكان يقال: إنه أول رجل ورث أباه فِي الإسلام، قاله ابْن إِسْحَاق. وقد جرى ذكر رملة هذه فِي باب المطلب من هَذَا الكتاب [5] .
(3347) رميثة [6] بنت عَمْرو بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.
جدة عاصم ابن عُمَرَ بْن قتادة، وهي أم حكيم [والد القعقاع بن حكيم [7]] ، روى عنها عاصم ابن عمر بن قتادة.
__________
[1] ى: بن مظعون. والمثبت في أ، والإصابة.
[2] في اللسان (مادة وج) :
بمكة أو بأطراف الحجون
[3] الإصابة: صبرة.
[4] أ، والإصابة: أزهر بن عوف.
[5] صفحة 1401.
[6] رميثة- بمثلثة مصغر (الإصابة) .
[7] ليس في أ.

(4/1846)


(3348) الرميصاء [1] أَوِ الغميصاء.
رَوَى النَّسَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عن عبد الله ابن عَبَّاسٍ أَنَّ الْغُمَيْصَاءَ- أَوِ الرُّمَيْصَاءَ- أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو زَوْجَهَا، فَذَكَرَ حديث العسيلة
(3349) روضة وصيفة
كانت مولاةً لامرأة من أهل المدينة، أسلمت هي ومولاتها عند قدوم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة.
(3350) ريحانة سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هي ريحانة بنت شمعون ابن زيد بْن خنافة [2] من بني قريظة. وقيل من بني النضير. والأكثر أنها من بني قريظة، ماتت قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقال: إن وفاتها كانت سنة عشر مرجعه من حجة الوداع.
(3351) ريطة بنت الحارث بْن جبلة [3] بْن عامر بْن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة زوجة الحارث بْن خالد بْن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة.
هاجرت مَعَ زوجها إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك مُوسَى وأخواته:
عائشة، وزينب، وفاطمة بني الحارث بْن خالد بْن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بْن مرة، ثم خرجوا من أرض الحبشة إِلَى المدينة، فلما وردوا ماء من مياه الطريق شربوا منه فلم يروحوا عنه حَتَّى توفيت ريطة وبنوها المذكورون إلا فاطمة بنت الحارث.
(3352) ريطة بنت سُفْيَان الخزاعية،
زوجة قدامة بْن مظعون. حديثها عن النبي
__________
[1] أ: الرميضاء أو الغميضاء- بالضاد.
[2] ى: قسامة. وفي أسد الغابة: قثامة. وفي الإصابة: قنافة- بالقاف أو خنافة- بالخاء المعجمة. والمثبت في أ.
[3] أ: جبلة. وفي الإصابة ترجم لها في «رائطة» ثم قال: وقيل اسمها ريطة.

(4/1847)


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها شهدت بيعة النساء للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابنتها معها عائشة بنت قدامة بْن مظعون.
(3353) ريطة بنت عَبْد اللَّهِ بْن معاوية الثقفية.
قيل: إنها زينب امرأة ابْن مَسْعُودٍ، وإن ريطة لقب لَهَا. وقيل: بل ريطة زوجة أخرى له. وقد قيل:
ليست امرأة ابْن مَسْعُود. حديثها مثل حديث زينب الثقفية فِي الصدقة عَلَى زوجها وولدها- قاله هشام بْن عروة، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَقَالَ بعضهم: عبيد [1] الله ابن عَبْد اللَّهِ الثقفي، عَنْ أخته ريطة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث حَمَّاد بْن سَلَمَةَ ووهيب، عَنْ هشام.
حَدَّثَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ [2] ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَيْطَةَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أُمُّ وَلَدِهِ- أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ، لَيْسَ لِي وَلا لِوَلَدِي وَلا لِزَوْجِي مَالٌ وَقَدْ شَغَلُونِي فَلا أَتَصَدَّقُ، فَهَلْ فِيهِمْ أَجْرٌ؟ قَالَ: لَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ، فَأَنْفِقِي عَلَيْهِمْ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، وَهُوَ نَحْوُ حَدِيثِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ وزينب الأنصارية مرفوعا.
__________
[1] أ: عبد الله.
[2] أ: وهب.

(4/1848)


باب الزاي
(3354) زنيرة [1] مولاة أبي بكر الصديق،
هي أحد السبعة الَّذِينَ كانوا يعذبون فِي اللَّه فاشتراهم أَبُو بَكْر وأعتقهم، وكانت مولاة لبني عبد الدار، فلما أسلمت عميت، فَقَالَ المشركون: أعمتها اللات والعزى لكفرها باللات والعزى، فرد اللَّه عليها بصرها. روى ذلك كله هشام بْن عروة عَنْ أبيه من رواية ابْن إِسْحَاق وغيره عَنْ هشام.
(3355) زينب بنت جحش زوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هي زينب بنت جحش بْن رئاب بْن يعمر بْن صبيرة [2] بْن مرة بْن كثير بن غنم بن دودان ابن أسد بْن خزيمة. أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سنة خمس من الهجرة، هَذَا قول قتادة. وَقَالَ أَبُو عبيدة: إنه تزوجها فِي سنة ثلاث من التاريخ. ولا خلاف أنها كانت قبله تحت زيد بْن حارثة، وأنها التي ذكر اللَّه تعالى قصتها فِي القرآن بقوله عَزَّ وَجَلَّ [3] : فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها. 33: 37 فلما طلقها زيد وانقضت عدتها تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأطعم عليها خبزًا ولحمًا. ولما دخلت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: مَا اسمك؟ قالت: برة، فسماها زينب. ولما تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تكلم في ذلك المنافقون
__________
[1] بكسر الزاى والنون المشددة وتسكين الياء تحتها نقطتان وآخرها راء ثم هاء (أسد الغابة) .
وفي الإصابة: بكسر أولها وتشديد النون المكسورة بعدها تحتانية مثناة ساكنة. ثم قال:
ووقع في الاستيعاب: زنبرة- بنون وموحدة- بوزن عنبرة. وتعقبه ابن فتحون. وحكى عن مغازي الأموي بزاى ونون مصغر وفي أ: زبيرة.
[2] أ: صبرة.
[3] سورة الأحزاب آية 37.

(4/1849)


وقالوا: حرم مُحَمَّد نساء الولد، وقد تزوج امرأة ابنه، فأنزل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ [1] :
مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ من رِجالِكُمْ ... 33: 40 إِلَى آخر الآية. وَقَالَ اللَّه تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5 الآية، فدعي من يومئذ زيد بْن حارثة، وَكَانَ يدعى زيد بْن مُحَمَّد.
قالت عائشة رضي اللَّه عنها: لم يكن أحد من نساء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تساميني فِي حسن المنزلة عنده غير زينب بنت جحش، وكانت تفخر عَلَى نساء النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فتقول: إنّ آباءكن أنكحوكن، وإن اللَّه أنكحني إياه من فوق سبع سماوات. وغضب عليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقولها فِي صفية بنت حيي، تلك اليهودية. فهجرها لذلك ذا الحجة والمحرم وبعض صفر، ثم أتاها بعد وعاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ معها، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة بعدها ولحوقا به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، قَالَ:
صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَكَانَتْ أَوَّلَ نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة.
حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُوقًا بِهِ.
وَذَكَرَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، عَنْ عَائِشَةَ [2] أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
__________
[1] سورة الأحزاب، آية 40.
[2] أ: عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المؤمنين.

(4/1850)


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا لِنِسَائِهِ: أَسْرَعُكُنَّ لُحُوقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا. قَالَتْ:
فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أيتهنّ أَطْوَلَ يَدًا، قَالَتْ: فَكَانَتْ أَطْوَلُنَا يَدًا زَيْنَبَ، لأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَتَصَدَّقُ.
وَرُوِّينَا مِنْ وُجُوهٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تُسَامِينِي فِي الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِي الدِّينِ مِنْ زَيْنَبَ وَأَتْقَى للَّه، وَأَصْدَقَ حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً.
وَذَكَرَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ أَبُو قُرَّةَ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَعْقُوبَ [1] ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهَا ذَكَرَتْ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، فَقَالَتْ:
وَلَمْ تَكُنِ امْرَأَةٌ خَيْرًا مِنْهَا فِي الدِّينِ، وَأَتْقَى للَّه تَعَالَى، وَأَصْدَقَ حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً، وَأَشَدَّ تَبَذُّلا لِنَفْسِهَا فِي الْعَمَلِ الَّذِي تَتَصَدَّقُ بِهِ وَتَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ [2] اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورٍ الْغَسَّالُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُغِيثٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: اذْكُرْهَا عَلَيَّ، قَالَ زَيْدٌ: فَانْطَلَقْتُ، فَقُلْتُ لَهَا: أَبْشِرِي يَا زَيْنَبُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ يَذْكُرُكِ. فَقَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُوَامِرَ رَبِّي، ثُمَّ قَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ، وَجَاءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن.
__________
[1] أ: عن يعقوب بن صالح عن يعقوب بن عطاء عن الزهري.
[2] أ: عبد الله.

(4/1851)


وَرَوَى حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَوَّاهَةٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الأَوَّاهُ؟ قَالَ:
الْخَاشِعُ الْمُتَضَرِّعُ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ. وَتُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سنة عشرين في خلافة عمر بن الخطاب، وَفِي هَذَا الْعَامِ افْتُتِحَتْ مِصْرُ. وَقِيلَ: بَلْ تُوُفِّيَتْ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَفِيهَا افْتُتِحَتِ الإِسْكَنْدَرِيَّةُ.
(3356) زينب بنت الحارث بْن خالد بْن صخر القرشية التيمية،
ولدت بأرض الحبشة مَعَ أختها عائشة وفاطمة، وماتت فِي الطريق فِي منصرفها منها، وقبرها هناك.
(3357) زينب بنت حميد، أم عَبْد اللَّهِ بْن هشام،
ذهبت بابنها عَبْد اللَّهِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صغير ليبايعه، فمسح عَلَى رأسه. حديثها عند زهرة بْن معبد أبي عقيل، عَنْ جده عَبْد الله بن هشام.
(3358) زينب بنت حنظلة بْن قسامة بْن قيس بْن عبيد بْن طريف بْن مالك بْن جدعان بْن ذهل بْن رومان
من طي، ولطريف بن مالك يقول امرؤ القيس [1] :
لعمري لنعم المرء يعشو [2] لضوئه ... طريف بْن مال ليلة الريح والخصر
كانت زينب بنت حنظلة تحت أسامة بْن زيد بْن حارثة، فطلقها، فلما حلت قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يتزوج زينب بنت حنظلة وأنا أمهره [3] ،
__________
[1] الديوان: 142.
[2] ى: نعشو. وفي الديوان:
لنعم الغنى تعشو إلى ضوء ناره.
[3] أ: صهره. فنزوجها.

(4/1852)


فزوجها نعيم بْن عَبْد اللَّهِ النحام. وكانت زينب بنت حنظلة قدمت هي وأبوها وعمتها الجرباء بنت قسامة عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم.
(3359) زينب بنت خزيمة.
أم المساكين، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هي زينب بنت خزيمة بْن الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بن عبد مناف بن هلال ابن عامر بن صعصعة العامرية، لم يختلفوا فِي نسبها، كانت تدعى أم المساكين فِي الجاهلية، وكانت تحت عَبْد اللَّهِ بْن جحش، قتل عنها يوم أحد، فتزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثلاث، ولم تلبث عنده إلا يسيرًا، شهرين أَوْ ثلاثة، وتوفيت فِي حياته.
وَقَالَ قتادة: كانت زينب بنت خزيمة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند الطفيل بْن الحارث. والقول الأول قول ابْن شهاب.
وَقَالَ أَبُو الحسن علي بْن عبد العزيز الجرجاني النسابة: كانت زينب بنت خزيمة عند الطفيل بْن الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف، ثم خلف عليها أخوه عبيدة بْن الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف. قَالَ: وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة لأمها، ولم أر ذلك لغيره، والله أعلم.
(3360) زينب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
كانت أكبر بناته رضي اللَّه عنهن. قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ السراج: سمعت عَبْد [1] اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ الهاشمي يقول: ولدت زينب بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاثين من مولد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وماتت فِي سنة ثمان من الهجرة.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كانت زينب أكبر بناته صلّى الله عليه وسلم، لا خلاف
__________
[1] أ: عبيد الله.

(4/1853)


أعلمه [1] فِي ذلك إلا مَا لا يصح ولا يلتفت إليه، وإنما الاختلاف بين [2] زينب والقاسم أيهما ولد له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولًا، فقالت طائفة من أهل العلم بالنسب:
أول من ولد له القاسم، ثم زينب. وَقَالَ ابْن الكلبي: زينب ثم القاسم.
قال أبو عمر: كان رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محبًا فِيهَا، أسلمت وهاجرت حين أبى زوجها أَبُو العاص بْن الربيع أن يسلم. وقد ذكرنا خبر أبي العاص فِي بابه ولدت من أبي العاص غلامًا يقال له علي، وجارية اسمها أمامة.
وقد تقدم ذكرها فِي باب الألف [3] من هَذَا الكتاب.
وتوفيت زينب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثمان من الهجرة، وَكَانَ سبب موتها أنها لما خرجت من مكة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمد لَهَا هبار بْن الأسود ورجل آخر فدفعها أحدهما فِيمَا ذكروا، فسقطت عَلَى صخرة فأسقطت وأهراقت الدماء، فلم يزل بها مرضها ذلك حَتَّى ماتت سنة ثمان من الهجرة، وَكَانَ زوجها محبًا فِيهَا.
قَالَ مُحَمَّد [4] بْن سعد: أنشدني هشام بْن الكلبي، عَنْ معروف بْن خربوذ، قَالَ قَالَ: أَبُو العاص بْن الربيع فِي بعض أسفاره إِلَى الشام:
ذكرت زينب لما وركت [5] إرما ... فقلت سقيًا لشخص يسكن الحرما
بنت الأمين جزاها اللَّه صالحة ... وكل بعل سيثني بالذي علما
(3361) زينب بنت أبي سلمة بْن عبد الأسد المخزومية،
ربيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
[1] أ: عليه.
[2] أ: في.
[3] صفحة 1788
[4] الطبقات: 8- 20.
[5] ى: ركبت. والمثبت في أ، والطبقات

(4/1854)


أمها أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ اسم زينب برة، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب، ذكره مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عطاء عنها وعن زينب بنت جحش أَيْضًا. حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمرو بن عطاء، حدثني زَيْنَبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَةَ- قَالَتْ: كَانَ اسْمِي بَرَّةَ فَسَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ.
قَالَتْ: وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ- وَاسْمُهَا بَرَّةُ- فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ. وَلَدَتْهَا أُمُّهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَقَدِمَتْ بِهَا، وَحَفِظَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويروى أنها دخلت عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يغتسل فتصح فِي وجهها قَالَ: فلم يزل ماء الشباب فِي وجهها حَتَّى كبرت وعجزت. وكانت زينب بنت أبى سلمة عبد عَبْد اللَّهِ بْن زمعة بْن الأسود الأسدي، فولدت له، وكانت من أفقه نساء أهل زمانها.
وروى ابْن المبارك عَنْ جرير بْن حازم [1] ، قَالَ: سمعت الحسن يقول:
لما كَانَ يوم الحرة قتل أهل المدينة، فكان فيمن قتل ابنا زينب ربيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحملا ووضعا بين يديها مقتولين، فقالت: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. 2: 156 والله إن المصيبة عليّ فيهما لكبيرة، وهي علي فِي هَذَا أكبر منها فِي هَذَا، أما هَذَا فجلس فِي بيته فكف يده، فدخل عَلَيْهِ، وقتل مظلومًا، وأنا أرجو له الجنة. وأما هَذَا فبسط يده فقاتل حَتَّى قتل فلا أدري عَلَى مَا هو في [2]
__________
[1] أ: قال: حدثنا جرير بن حازم.
[2] أ، وأسد الغابة: من ذلك.

(4/1855)


ذلك، فالمصيبة به علي أعظم منها فِي هَذَا. قَالَ جرير: وهما ابنا عَبْد اللَّهِ بن زمعة ابن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بْن قصي.
(3362) زينب بنت عَبْد اللَّهِ [1] الثقفية،
امرأة عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود. وهي زينب بنت عَبْد اللَّهِ بْن معاوية بْن عتاب بْن الأسعد بْن غاضرة [2] بْن حطيط بْن قسي، وَهُوَ ثقيف، فهي ابنة أبي معاوية الثقفي وروى عنها بسر بْن سَعِيد وابن أخيها، فَرِوَايَةُ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْهَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَجْلانَ وَغَيْرِهِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَتْ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا شهدت أحدا إِحْدَاكُنَّ الْعِشَاءَ فَلا تَمَسَّ طِيبًا. وَحَدِيثُ ابْنِ أَخِيهَا عَنْهَا، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنِ ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ الله ابن مَسْعُودٍ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَتْ: انْطَلَقْتُ فَإِذَا عَلَى الْبَابِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ حَاجَتُهَا حَاجَتِي، اسْمُهَا زَيْنَبُ. قَالَتْ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا بِلالٌ، فَقُلْنَا لَهُ: سَلْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُجْزِئُ عَنَّا مِنَ الصَّدَقَةِ النَّفَقَةُ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَأَيْتَامٍ فِي حُجُورِنَا؟ قَالَتْ: فَدَخَلَ بِلالٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى الْبَابِ زَيْنَبُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الزَّيَانِبِ؟ فَقَالَ: زَيْنَبُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَزَيْنَبُ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، تَسْأَلانِكَ عَنِ النَّفَقَةِ عَلَى أَزْوَاجِهِمَا وَأَيْتَامٍ فِي حُجُورِهِمَا، أَيُجْزِئُ ذَلِكَ عَنْهُمَا مِنَ الصَّدَقَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ لَهُمَا أَجْرَانِ: أَجْرُ القرابة، وأجر الصدقة
__________
[1] في أسد الغابة: زينب بنت معاوية. وقيل: ابنة أبى معاوية الثقفية- امرأة عبد الله ابن مسعود. قاله ابن مندة وأبو نعيم وقال أبو عمر: زينب بنت عبد الله بن معاوية. وفي الإصابة زينب بنت معاوية. وقيل بنت أبى معاوية. وبهذا الأخير جزم أبو عمر وفي الطبقات:
زينب بنت أبى معاوية.
[2] في الإصابة: عامرة بن حطيط بن جشم بن ثقيف.

(4/1856)


(3363) زينب بنت قيس بْن مخرمة القرشية المطلبية.
كانت قد صلت القبلتين جميعًا، وهي مولاة السدي المفسر، أعتقت أباه. وروى أسباط بْن نصر، عَنْ أبيه، قَالَ: كاتبتني زينب بنت قيس بْن مخرمة، من بني المطلب بْن عبد مناف عَلَى عشرة آلاف، فتركت لي ألفًا، وكانت قد صلت القبلتين مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3364) زينب [1] بنت كعب بْن عجرة.
وكانت عند أبي سَعِيد الخدري، قالت:
اشتكى الناس عليًا، فقام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فينا خطيبًا، فسمعته يقول: أيها الناس لا تشكوا عليًا، فو الله إنه لأخشى فِي ذات اللَّه من أن يشتكى به. ذكره ابْن إِسْحَاق.
(3365) زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح،
أخت عثمان ابن مظعون وزوجة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، هي أم عَبْد اللَّهِ وحفصة وعَبْد الرَّحْمَنِ الأكبر بني عُمَر بْن الْخَطَّابِ. وذكر الزُّبَيْر أنها كانت من المهاجرات، وأخشى أن يكون [2] وهما، لأنه قد قيل: إنها ماتت مسلمة بمكة قبل الهجرة، وحفصة ابنتها من المهاجرات.
(3366) زينب بنت [3] نبيط بن جابر الأنصارية،
مدينة، روي عنها حديث واحد، وقيل: إنه مرسل، وفيه نظر. قَالَ ابْن السكن: إنها أدركت زمان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم تحفظ عنه شيئا.
__________
[1] ليست هذه الترجمة في أ. وفي الإصابة: كذا في التجريد من زياداته، وكان سلفه فيه أبو إسحاق فإنه ذكرها في ذيله على الاستيعاب وكذا ذكرها ابن فتحون وذكرها غيرهما في التابعين.
[2] في الإصابة: قلت: بل الوهم ممن قال ذلك. فقد ثبت عن عمر أنه قال في حق ولده عبد الله: هاجر به أبواه.
[3] في الإصابة: وقد ذكرها أبو عمر فاختصر كلام ابن السكن فأجحف جدا وقال: وقد وهم من خلطها بزينب بنت جابر الأحمسية.

(4/1857)


وزينب بنت نبيط هذه امرأة أنس بْن مالك، وأمها الفارعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة، وكانت أمها وخالتاها: حبيبة وكبشة- فِي حجر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوصية أبي أمامة إليه بهن. وحديثها أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلى أمها وخالتيها. وبناته عَلَى اسم أمها الفارعة [1] ، وقد قَالَ أَبُو الفضل عَبْد اللَّهِ بْن واصل فِي كتاب الوحدان: إن زينب بنت شريط امرأة أنس بْن مالك، ووهم، وإنما هُوَ نبيط لا شريط.
(3367) زينب الأسدية،
مكية، حديثها عند مجاهد عنها أنها أتت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: إن أبي مات وترك جارية فولدت غلاما وإنا كنانتهمها، فَقَالَ: ائتوني به، فأتوه به فنظر إليه، فَقَالَ: أما الميراث فله، وأما أنت فاحتجبي منه.
(3368) زينب الأنصارية،
امرأة أبي مَسْعُود الأَنْصَارِيّ. روى علقمة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- أن زينب الأنصارية امرأة أبي مَسْعُود وزينب الثقفية، أتتا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسألانه عَنِ النفقة عَلَى أزواجهما ... الحديث. وَهُوَ أَيْضًا مذكور من حديث الأعمش، عَنْ أبي وائل شقيق بن سلمة، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنِ ابن أخى زينب امرأة عبد الله، عَنْ زينب امرأة عَبْد اللَّهِ، قالت: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا امرأة من الأنصار حاجتها حاجتي اسمها زينب، فذكر الحديث فِي النفقة عَلَى أزواجهما وأيتام فِي حجورهما. فَقَالَ لهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم، لكما أجران أجر الصدقة وأجر القرابة.
__________
[1] هكذا في ى. وفي أ: حلى أمها وخالتيها رعاثا من ذهب ولؤلؤ، فقد روى عنها عن النبي (ص) ، وقد روى عنها عن أمها. وقد روى عنها عن أمها وخالتيها، وبناته عَلَى اسم أمها الفارعة.

(4/1858)


(3369) زينب التميمية.
حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كره أن يفضل الذكور من البنين عَلَى الإناث فِي العطية.
باب السين
(3370) سبيعة بنت الحارث الأسلمية
وكانت امرأة سعد بْن خولة، فتوفي عنها بمكة، فَقَالَ لَهَا أَبُو السنابل بْن بعكك: إن أجلك أربعة أشهر وعشر، وقد كانت وضعت بعد وفاة زوجها بليال قيل [1] : خمس وعشرون ليلة، وقيل: أقل من ذلك، فلما قَالَ لَهَا أَبُو السنابل ذلك أتت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرته، فَقَالَ لَهَا: قد حللت فانكحي من شئت وبعضهم يروي إذا أتاك من ترضين فتزوجي. روى عنها فقهاء أهل المدينة وفقهاء أهل الكوفة من التابعين حديثها هَذَا. وروى عنها عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنه لا يموت بها أحد إلا كنت له شفيعًا أَوْ شهيدًا يوم القيامة وزعم العقيلي أن سبيعة التي روى عنها عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ هي غير الأولى، ولا يصحّ ذلك عندي.
(3371) سبيعة بنت حبيب الضبعية،
بصرية، وروى عنها ثابت البناني حديثها فِي المتحابين.
(3372) سخبرة [2] بنت تميم،
ذكرها ابْن إِسْحَاق فيمن هاجر إلى المدينة من نساء بنى غنم بن دردان- قاله ابْن هشام عنه.
(3373) سخيلة [3] بنت عبيدة،
زوج عَمْرو بْن أمية الضَّمْرِيّ. جاء ذكرها أنّ عمرو ابن أمية اشترى مرطًا [فكساه امرأته [4]] فسئل عنه، فقال: تصدقت به
__________
[1] ى: قليل
[2] بوزن عنبرة (الإصابة) .
[3] بخاء معجمة مصغر (الإصابة) .
[4] ليس في أ.

(4/1859)


عَلَى سخيلة بنت عبيدة [وكانت امرأته [1]] ، وَقَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فِي الصدقة [2] : الصدقة عَلَى الأهل صدقة.
(3374) سديسة [3] الأنصارية.
قالت: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: مَا رأى الشيطان عمر إلا خر لوجهه روى عنها سالم [4] . تعد فِي أهل المدينة.
(3375) سراء بنت نبهان الغنوية [5] .
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خطبة الوداع. روى عنها ربيعة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حصين [6] الغنوي، وساكنة بنت الجعد.
(3376) سعدة بنت قمامة.
روي عنها أنها كانت تؤمّ النساء وتقوم في وسطهنّ على حسب مَا روي عَنْ أم سلمة يقال: إنها أدركت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3377) سعدى بنت عَمْرو المرية.
قيل: إنها امرأة طلحة بن عبيد الله أم يحيى ابن طلحة. حديثها عند أهل الكوفة فِي فضل لا إله إلا اللَّه.
(3378) سلامة بنت الحر الأسدية.
ويقال الأزدية. ويقال الفزارية. أخت خرشة بْن الحر. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، منها أنها سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: يكون في ثقيف كذاب ومبير، ومنها أنها سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يأتي عَلَى الناس زمان يقومون ساعة لا يجدون من يصلي لهم. حديثها عند نساء من أهل الكوفة، من حديث وكيع روت أم داود الوابشية قالت: سمعت سلامة بنت الحر أخت خرشة بن الحر
__________
[1] من أ.
[2] أ: يقول في الصنيعة إلى الأهل صدقة.
[3] في الإصابة: ضبطت عند الأكثر بفتح السين، وذكر ابن فتحون أنه رآها بخط ابن مفرج بالتصغير.
[4] أ: سلام.
[5] أ: العنبرية. والمثبت في الطبقات والتهذيب أيضا (8- 227) . وفي التهذيب: ضبطها ابن ماكولا بالقصر.
[6] أ: حصن.

(4/1860)


تقول: كنت أرعى غنمًا لي، وذلك فِي بدء الإسلام فمر بي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: بم تشهدين؟ قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رَسُول اللَّهِ، فتبسم وضحك.
(3379) سلامة بنت معقل [1] الأنصارية،
حديثها عند مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنِ الخطاب ابن صالح، عن أمه، عنها.
(3380) سلامة الضّبية.
روت عنها أم داود الوابشية، حديثها عند عبد الله ابن داود [2] الخريبى.
(3381) سلمى بنت عميس الخثعمية،
أخت أسماء بنت عميس، لَهَا صحبة، وقد تقدم ذكر نسبها عند [3] ذكر أختها أسماء وقد ذكرنا أخواتها لأم [ولأم] [4] وأب فِي غير موضع من كتابنا هَذَا، منها فِي باب أم الفضل زوج العباس، وباب ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهي إحدى الأخوات التي قَالَ فيهن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأخوات مؤمنات. كانت تحت حمزة بْن عبد المطلب رضي اللَّه عنه، فولدت له أمة اللَّه بنت حمزة، ثم خلف عليها بعده شداد بْن أسامة بْن الهاد الليثي، فولدت له عَبْد اللَّهِ وعَبْد الرَّحْمَنِ وقد قيل:
إن التي كانت تحت حمزة أسماء بنت عميس، ثم خلف عليها بعده شداد بن أوس، ثم بعده شداد جعفر والأصح عدي- والله أعلم- أن أسماء بنت عميس كانت تحت جعفر وأن سلمى أختها كانت تحت حمزة.
(3382) سلمى بنت قيس بْن عَمْرو بْن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار،
نكنى أم المندر وهي أخت سليط بْن قيس وسليط ممن شهد بدرًا، وهي إحدى خالات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جهة أبيه،
__________
[1] في الإصابة: قلت: وفي تاريخ البخاري: نقل الخلاف في ضبط والدها هل هو بالعين المهملة والقاف أو بالمعجمة والفاء الثقيلة. ذكره يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عن ابن إسحاق بالغين المعجمة، وعن محمد بن سلمة بالعين المهملة.
[2] ى: عند داود بن عبد الله الحرينى. وفي الإصابة: وجزم أبو نعيم بأنها بنت الحر وأن بنى ضبة من بنى فزارة.
[3] صفحة 1784.
[4] من أ.

(4/1861)


كانت ممن صلى القبلتين، وبايعت بيعة الرضوان. روت عنها أم سليط بْن أيوب بْن الحكم.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، قال: سمعت أبي يقول: سَلْمَى بِنْتُ قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ، وَكَانَتْ إِحْدَى خَالاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ قَدْ صَلَّتْ مَعَهُ الْقِبْلَتَيْنِ، وَكَانَتْ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَدِيِّ ابن النَّجَّارِ، قَالَتْ: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ فِي نِسَاءٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَشَرَطَ عَلَيْنَا أَلا نُشْرِكَ باللَّه شَيْئًا، وَلا نَسْرِقَ، وَلا نَزْنِي، وَلا نَقْتُلَ أَوْلادَنَا، وَلا نأتي بهتان نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ، وَلا نَغُشُّ أَزْوَاجَنَا. قَالَتْ: فَبَايَعْنَاهُ وَرَجَعْنَا.
(3383) سلمى، خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وهي مولاة صفية بنت عبد المطلب، يقال لَهَا مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي امرأة أبي رافع مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأم بنيه. روى عنها عبيد اللَّه بْن أبي رافع.
وسلمى هذه هي التي قبلت إِبْرَاهِيم بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت قابلة بني فاطمة ابنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهي التي غسلت فاطمة مَعَ زوجها علي، ومع أسماء بنت عميس، وشهدت سلمى هذه خيبر مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
من حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما حدثنا عبد الوارث بن سفيان،

(4/1862)


حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِرْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حارثة بْنِ [1] عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، وَكَانَتْ خَادِمًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَوْصَى بِالْهِجْرَةِ، وَقَالَ: إِنَّ امْرَأَةً عُذِّبَتْ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَتْرُكْهَا تأكل من خشاش الأرض.
(3384) سلمى الأودية،
حديثها عند أهل الكوفة ليس بصحيح.
(3385) سمراء [2] بنت قيس الأنصارية،
مدنية، روى عنها أَبُو أمامة بْن سهل ابْن حنيف.
(3386) سمراء بنت نهيك الأسدية.
أدركت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وعمرت [3]] ، وكانت تمر فِي الأسواق، وتأمر بالمعروف، وتنهى عَنِ المنكر، وتضرب الناس عَلَى ذلك بسوط كَانَ معها. روى عنها أَبُو بلج جارية بْن بلج.
(3387) سمية [4] أم عمار بْن ياسر.
كانت أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله ابن عُمَرَ بْن مخزوم فزوجها من حليفه ياسر بْن عامر بْن مالك العنسي [5] ، والد عمار بْن ياسر. فولدت له عمارًا فأعتقه أَبُو حذيفة، وأبوه من عنس. وقد ذكرنا عمارًا فِي [6] بابه وكانت سمية ممن عذبت فِي اللَّه وصبرت عَلَى الأذى فِي ذات اللَّه، وكانت من المبايعات الخيرات الفاضلات رحمها اللَّه. قَالَ ابْن قتيبة: خلف عليها بعد ياسر الأزرق- وَكَانَ غلامًا روميًا للحارث بْن كلدة، فولدت له سلمة ابن الأزرق، فهو أخو عمار لأمه. وهذا غلط من ابن قتيبة فاحش، وإنما خلف
__________
[1] أ: عن.
[2] أ: سميراء.
[3] ليس في أ
[4] في الإصابة: سمية بنت خباط- بمعجمة مضمومة وموحدة: ثقيلة ويقال بمثناة تحتانية وعند الفاكهي سمية بنت خبط- بفتح أوله بغير ألف.
[5] أ: العبسيّ. والمثبت في أ، والتقريب.
[6] صفحة 1135

(4/1863)


الأزرق عَلَى سمية أم زياد زوجة [مولاه] [1] الحارث بْن كلدة منها، لأنه كَانَ مولى لهما، فسلمة بْن الأزرق أخو زياد لأمه، لا أخو عمار، وليس بين سمية أم عمار، وسمية أم زياد نسب ولا سبب، وسمية أم عمار أول شهيدة فِي الإسلام، وجأها أَبُو جهل بحربة فِي قبلها فقتلها، وماتت قبل الهجرة رضي اللَّه عنها.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، [حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ يَحْيَى] [1] ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ وَحُمَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَجَلِيُّ، قالا:
حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ طَعَنَ بِحَرْبَةٍ فِي فَخِذِ سُمَيَّةَ أُمِّ عَمَّارٍ حَتَّى بَلَغَتْ فَرْجَهَا فَمَاتَتْ، فَقَالَ عَمَّارٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَ مِنَّا- أَوْ بَلَغَ مِنْهَا- الْعَذَابُ كُلَّ مَبْلَغٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. صَبْرًا أَبَا الْيَقْظَانِ. اللَّهمّ لا تُعَذِّبْ أَحَدًا مِنْ آلِ يَاسِرٍ بِالنَّارِ. وَرَوَى سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَجَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَوَّلُ شَهِيدٍ اسْتُشْهِدَ فِي الإِسْلامِ سُمَيَّةُ أعمار. عَمَّارٍ. قَالَ: وَأَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الإِسْلامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وَبِلالٌ، وَصُهَيْبٌ، وَخَبَّابٌ، وَعَمَّارٌ، وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ، فَغَلَطَ ابْنُ قُتَيْبَةَ غَلَطًا فَاحِشًا، وباللَّه التَّوْفِيقُ.
حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبُو بَكْرٍ، وَبِلالٌ، وَخَبَّابٌ، وَصُهَيْبٌ، وعمار، وسمية أم عمار.
__________
[1] ليس في أ.

(4/1864)


فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ عَمُّهُ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ قَوْمُهُ، وَأُخِذَ الآخَرُونَ فَأُلْبِسُوا أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ ثُمَّ صَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى بَلَغَ الْجَهْدُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ، فَأَعْطَوْهُمْ مَا سَأَلُوا، فَجَاءَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ قَوْمُهُ بِأَنْطَاعِ الأَدَمِ فِيهَا الْمَاءُ، فَأَلْقَوْهُمْ فِيهَا، ثُمَّ حُمِلُوا بِجَوَانِبِهِ إِلا بِلالٌ، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ جَاءَ أَبُو جَهْلٍ، فَجَعَلَ يَشْتُمُ سُمَيَّةَ وَيَرْفُثُ، ثُمَّ طَعَنَهَا فِي قُبُلِهَا فَقَتَلَهَا، فَهِيَ أَوَّلُ شَهِيدٍ اسْتُشْهِدَ فِي الإِسْلامِ، وَذُكِرَ تَمَامُ الْخَبَرِ فِي بِلالٍ. وَمَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ طَعَنَ سُمَيَّةَ فِي قُبُلِهَا فَقَتَلَهَا. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: طَعَنَهَا فِي فَخْذِهَا، فَسَرَى الرُّمْحُ إِلَى فَرْجِهَا فَمَاتَتْ شَهِيدَةٌ.
(3388) سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية،
تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فماتت قبل أن يدخل بها فِيمَا ذَكَرَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ حَفْصِ بْنِ النَّضْرِ، وَعَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ السَّرِيِّ السُّلَمِيَّيْنِ، قَالا: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَاءَ بِنْتَ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيَّةَ، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا. وقال ابن إسحاق:
سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية تزوجها رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بها] [1] .
(3389) سهلة ابنة سهيل بْن عَمْرو القرشية العامرية
قد تقدم ذكر نسبها عند ذكر أبيها [2] ، وهي امرأة أبي حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرخصة فِي رضاع الكبير. روى عنها القاسم بْن مُحَمَّد، وهي زوجة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، خلف عليها بعد أبي حذيفة. قَالَ الزُّبَيْر: سهلة بنت سهيل أمها فاطمة بنت عبد العزى بْن أبي قيس بْن عبد ود بن نصر بن مالك بن
__________
[1] من أ.
[2] صفحة 669

(4/1865)


حسل. ولدت سهلة بنت سهيل لأبي حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة مُحَمَّد بْن أبي حذيفة، وولدت لعَبْد اللَّهِ بْن الأسود من بني مالك بْن حسل سليط بْن عَبْد الله ابن الأسود، وولدت لشماخ بن سعيد بن قائف بكير بن شماخ. وولدت لعَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف سالم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف.
(3390) سهلة بنت عَاصِم بْن عدي الأَنْصَارِيّ العجلاني،
زوجة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف أَيْضًا. وقد ذكرناها عند ذكر أبيها [1] فِي باب اسمه [2] ، تروى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أسهم لَهَا يوم خيبر
(3391) سهيمة بنت عمير المزنية
زوج ركانة بْن عبد [3] يَزِيد، طلقها زوجها ألبتة، فأخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فَقَالَ: والله مَا أردت إلا واحدة..
الحديث، من حديث الشافعي، عَنْ عمه عَبْد اللَّهِ بْن السائب [4] ، عَنْ نافع بْن عجير، [عَنْ عبد يَزِيد [5]] أن ركانة أخبر بذلك. قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عُوَيْمِرٍ الْمُزَنِيَّ، قَالَ: كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَمَّتِي سُهَيْمَةَ بِنْتِ عُمَيْرٍ قَضَاءُ مَا قُضِيَ بِهِ فِي امْرَأَةٍ غَيْرِهَا.
(3392) سوادة بنت مسرح [6] الكندية.
حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم فِي وقت وضع فاطمة ابنها الحسن عليهما السلام.
(3393) السوداء الأسدية،
قَالَ بعضهم: هي السوداء ابنة عَاصِم. حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في الخضاب.
__________
[1] أ: بنية.
[2] صفحة 781.
[3] سبق أنه ركانة بن يزيد، وأنها سهيمة بنت عويمر صفحة 507
[4] أ: عبد الله بن على.
[5] ليس في أ.
[6] بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الراء. وقيل بالشين المعجمة والتشديد (الإصابة) . وفي أ: مشرح.

(4/1866)


(3394) سودة بنت زمعة بْن قيس بْن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل
- ويقال حسيل- بْن عامر بْن لؤي. وأمها الشموس بنت قيس بْن زيد بْن عَمْرو بْن لبيد بْن خراش [1] بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار. تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد موت خديجة وقبل العقد عَلَى عائشة، هَذَا قول قتادة وأبي عبيدة وكذلك روى عقيل [2] عَنِ ابْن شهاب، وأنه تزوج سودة قبل عائشة. وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل [2] : تزوجها بعد عائشة وكذلك قَالَ يونس، عَنِ ابْن شهاب، ولا خلاف أنه لم يتزوجها إلا بعد موت خديجة، وكانت قبل ذلك تحت ابْن عم لَهَا يقال له السكران بْن عَمْرو أخو سهيل بْن عَمْرو، من بني عامر بْن لؤي وكانت امرأة ثقيلة ثبطة [3] ، وأسنت عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهم بطلاقها، فقالت: لا تطلقني وأنت فِي حل من شأني، فإنما أود أن أحشر فِي زمرة أزواجك، وإني قد وهبت يومي لعائشة، وإني لا أريد مَا تريد النساء، فأمسكها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى توفي عنها مَعَ سائر من توفي عنهن من أزواجه رضي اللَّه عنهن.
وفي سودة نزلت [4] : وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ 4: 128.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاخِهِ مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ إِلا أَنَّ بِهَا حِدَّةً. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: تُوُفِّيَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ فِي آخِرِ زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عنه.
__________
[1] أ: خداش.
[2] أ: محمد بن عبد الله بن عقيل.
[3] ثبطة: ثقيلة.
[4] سورة النساء، آية 127

(4/1867)


(3395) سودة بنت مسرح [1] .
روي عنها حديث واحد بإسناد مجهول، أنها كانت قابلة لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت الحسن، فلفته فِي خرقة صفراء، فنزعها عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولفه فِي خرقة بيضاء، وتفل فِي فيه وسمّاه الحسن.
(3396) سيرين أخت مارية القبطية،
أهداهما جميعًا المقوقس صاحب مصر والإسكندرية إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مأبور الخصي، فاتخذ رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مارية لنفسه، ووهب سيرين لحسان بْن ثابت، وهي أم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حسان بْن ثابت، روى عنها ابنها عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حسان قالت: رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرجة فِي قبر ابنه إِبْرَاهِيم، فأمر بها فسدت، وَقَالَ: إنها لا تضر ولا تنفع، ولكن تقر عين الحي، وإن العبد إذا عمل شَيْئًا أحب اللَّه منه أن يتقنه.
باب الشين
(3397) شراف بنت خليفة الكلبية
أخت دحية بْن خليفة الكلبي، تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهلكت قبل دخوله بها.
(3398) الشفاء أم سُلَيْمَان بْن أبي حثمة،
هي الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس ابن خلف بن صدّاد- ويقال ضرار- بْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كعب القرشية العدوية من المبايعات قَالَ أَحْمَد بْن صالح المصري: اسمها ليلى، وغلب عليها الشفاء. أمها فاطمة بنت أبي وهب بْن عَمْرو بْن عائذ بْن عُمَرَ [2] بْن مخزوم، [أسلمت الشفاء قبل الهجرة فهي من المهاجرات الأول، وبايعت النَّبِيّ
__________
[1] أ: مشرح- بالشين.
[2] أ: عمران بن مخزوم.

(4/1868)


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [1] ، كانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتيها ويقيل عندها فِي بيتها، وكانت قد اتخذت له فراشًا وإزارًا ينام فيه، فلم يزل ذلك عند ولدها حَتَّى أخذه منهم مروان، وَقَالَ لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: علمي حفصة رقية النملة كما علمتها الكتاب وأقطعها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دارًا عند الحكاكين [2] فنزلتها مَعَ ابنها سُلَيْمَان، وَكَانَ عمر يقدمها فِي الرأي ويرضاها ويفضلها، وربما ولاها شَيْئًا من أمر السوق. وروى عنها أَبُو بَكْر بْن سُلَيْمَانَ بْن أبي حثمة، وعثمان بْن سُلَيْمَانَ بْن أبي حثمة.
وَذَكَرَ بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ] [3] بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الشِّفَاءِ أَنَّهَا كَانَتْ تَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَنَّهَا لَمَّا هَاجَرَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ قَدْ بَايَعَتْهُ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَدِمَتْ [عَلَيْهِ] [4] . فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرْقِي بِرُقَى الْجَاهِلِيَّةِ. وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَعْرِضَهَا عَلَيْكَ. قَالَ: اعْرِضِيهَا عَلَيْ، فَعَرَضَتْهَا عَلَيْهِ، فَكَانَتْ مِنْهَا النملة، فَقَالَ: ارْقِي بِهَا وَعَلِّمِيهَا حَفْصَةَ: بِسْمِ اللَّهِ، صلو صلب جبر تَعَوُّذًا [5] مِنْ أَفْوَاهِهَا فَلا تَضُرُّ أَحَدًا، اللَّهمّ اكْشِفِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ فَكَانَتْ تَرْقِي بِهَا عَلَى عُودِ كُرْكُمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَتَضَعُهُ مَكَانًا نَظِيفًا، ثُمَّ تَدْلُكُهُ عَلَى حَجَرٍ بِخَلِّ خَمْرِ ثَقِيفٍ، وَتَطْلِيهِ عَلَى النَّمْلَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، فِي مُصَنَّفِهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: رُقْيَةُ الْعَقْرَبِ شَجَّةٌ قَرْنِيَّةٌ [6] مِلْحَةُ بَحْرٍ قفط. حدثنا
__________
[1] ليس في أ.
[2] بالمدنية.
[3] بدل ما بين القوسين في أ: حدثنا عثمان بن محمد بن عثمان.
[4] ليس في أ
[5] في الإصابة: خير يعود من أفواهها. وفي أسد الغابة مثل ى.
[6] أ: قرنة.

(4/1869)


وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: عَرَضَتْهَا عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: هَذِهِ مَوَاثِيقُ.
(3399) الشفاء بنت عَبْد الرَّحْمَنِ الأنصارية.
مدنية، روى عنها أَبُو سلمة بْن عَبْد الرحمن.
(4000) الشفاء بنت عوف بْن عبد عوف،
أخت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف. هاجرت مَعَ أختها عاتكة هي أم المسور بْن مخرمة، كذا قَالَ الزُّبَيْر [1] . وقد قيل:
إن الشفاء أمه.
(4001) الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بْن زهرة،
قَالَ الزُّبَيْر فِي هذه:
أم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وأم أخيه أسود [2] بْن عوف. قَالَ الزُّبَيْر: وقد هاجرت مَعَ أختها لأمها الضيزية بنت أبي قيس بْن عبد مناف. قَالَ أَبُو عُمَرَ: عَلَى مَا ذكر الزُّبَيْر: عبد عوف جد عَبْد الرَّحْمَنِ أبو أبيه، وعوف جده أَبُو أمه أخوان ابنا عبد الحارث بْن زهرة، وكأن أباه عوفًا سمّى باسم عمه عوف بن عهد بن الحارث بْن زهرة، فانظر فِي ذلك.
(4002) الشموس بنت النعمان الأنصارية،
مدنية. روى عنها عبيد [3] بْن وديعة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بنى مسجده كَانَ جبرئيل عَلَيْهِ السلام يؤم له الكعبة ويقيم له قبلة المسجد.
(4003) الشيماء أَوِ الشماء السعدية،
أخت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، اسمها حذافة. وقد ذكرتها [4] فِي الحاء أغارت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم على هوازن، وأخذوها فيمن أخذوا من السبي، فقالت لهم: أنا أخت صاحبكم.
__________
[1] أ: الزبيري.
[2] أ، وأسد الغابة: الأسود.
[3] في أسد الغابة: عتبة. والمثبت في أأيضا.
[4] صفحة 1809

(4/1870)


فلما قدموا بها عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت له: يَا مُحَمَّد، أنا أختك، وعرفته بعلامة عرفها، فرحب بها، وبسط لَهَا رداءه، فأجلسها عَلَيْهِ، ودمعت عيناه، وَقَالَ: إن أحببت فأقيمي [1] عندي [فأقيمي] [2] مكرمة محببة، وإن أحببت أن ترجعي إِلَى قومك أوصلتك. فقالت: بل أرجع إِلَى قومي.
فأسلمت، فأعطاها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أعبد وجارية وأعطاها نعما وشاء.
باب الصاد
(4004) صفية بنت بجير الهذلية.
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشرب من ماء زمزم.
(4005) صفية بنت حيي بْن أخطب بْن شعبة [3] بْن ثعلبة [بْن عبيد] [4] بْن كعب بْن الخزرج بْن أبي حبيب بْن النضير [5] ابن النحام بن تحوم [6] من بني إسرائيل من سبط هارون بْن عمران.
وأمها برة بنت سموأل.
قَالَ أَبُو عبيدة: كانت صفية بنت حيي عند سلام بْن مشكم، وَكَانَ شاعرًا، ثم خلف عليها كنانة بْن أبي الحقيق، وَهُوَ شاعر فقتل يوم خيبر. وتزوجها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سنة سبع من الهجرة. رَوَى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ.
وَخَالَفَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَنَسٍ، فَقَالَ فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ لَمَّا جَمَعَ سَبْيَ خَيْبَرَ جَاءَهُ دِحْيَةَ، فقال: أعطنى جارية من السبي.
__________
[1] أ: أن تقيمي.
[2] من أ.
[3] أسد الغابة والإصابة: سعنة. وفي الطبقات: مسية
[4] ليس في أ
[5] أ: النضر.
[6] في أسد الغابة: ابن ناخوم. وقيل تنخوم. وقيل نخوم.
والأول قاله اليهود، وهم أعلم بلسانهم. وفي أ: تخوم كما في ى.

(4/1871)


فَقَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً، فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا سَيِّدَةُ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، مَا تَصْلُحُ إِلا لَكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: كانت مما أفاء الله عليه، فحجبها وأو لم عَلَيْهَا بِتَمْرٍ وَسَوِيقٍ، وَقَسَمَ لَهَا، وَكَانَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: اسْتَصْفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَارَتْ فِي سَهْمِهِ، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا. لا يَخْتَلِفُونَ فِي ذَلِكَ، وَهُوَ خُصُوصٌ عِنْدَ أَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ كَانَ حُكْمُهُ فِي النِّسَاءِ مُخَالِفًا لِحُكْمِ أَمَتِهِ.
وَيُرْوَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ تَنَالانِ مِنِّي وَتَقُولانِ:
نَحْنُ خَيْرٌ مِنْ صَفِيَّةَ، نَحْنُ بَنَاتُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجُهُ. قَالَ:
أَلا قُلْتِ لَهُنَّ: كَيْفَ تَكُنَّ خَيْرًا مِنِّي، وَأَبِي هَارُونُ، وَعَمِّي مُوسَى، وَزَوْجِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَتْ صَفِيَّةُ حَلِيمَةً عاقلة فاضلة.
وروينا أن أَنَّ جَارِيَةً لَهَا أَتَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَتْ: إِنَّ صَفِيَّةَ تُحِبُّ السَّبْتَ، وَتَصِلُ الْيَهُودَ. فَبَعَثَ إِلَيْهَا عُمَرُ، فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: أَمَّا السَّبْتُ فَإِنِّي لَمْ أُحِبَّهُ مُنْذُ أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. وَأَمَّا الْيَهُودُ فَإِنّ لِي فِيهِمْ رَحِمًا، وَأَنَا أَصِلُهَا.
قَالَ: ثُمَّ قَالَتْ لِلْجَارِيَةِ: مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟ قَالَتِ: الشَّيْطَانُ قَالَتِ: اذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ.
وَتُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ خَمْسِينَ.
(4006) صفية بنت الخطاب،
أخت عمر بن الخطاب، هي زوجة قدامة بْن مظعون، أتى ذكرها في باب زوجها [1] فينظر إسلامها.
__________
[1] صفحة 1277.

(4/1872)


(4007) صفية بنت شيبة [بْن عُثْمَانَ] [1] ،
من بني عبد الدار بْن قصي. روى عنها عبيد اللَّه بْن أبي نور، وميمون بْن مهران.
(4008) صفية بنت عبد المطلب بْن هاشم [بْن عبد مناف] [1]
عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأمها هالة بنت وهيب [2] بْن عبد مناف بْن زهرة. وهي شقيقة حمزة والمقوم وحجل بني عبد المطلب. كانت صفية فِي الجاهلية تحت الحارث بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس، ثم هلك عنها، وتزوجها العوام بْن خويلد بْن أسد، فولدت له الزُّبَيْر، والسائب، وعبد الكعبة، وعاشت زمانًا طويلًا. وتوفيت فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ سنة عشرين، ولها ثلاث وسبعون سنة، ودفنت بالبقيع بفناء دار الْمُغِيرَة [بْن شعبة] [1] . وقد قيل: إن العوام كَانَ عليها قبل، وليس بشيء.
(4009) صفية بنت أبي عبيد الثقفية،
زوج عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ، لَهَا رواية، روى عنها نافع مولى بن عمر.
(4010) صفية بنت محمية [3] بْن جزى [4] الزبيدي زوج، الفضل بْن العباس.
تنظر [5] فِي باب الفضل. من كتاب ابْن السكن فِي الصحابة.
(4011) صفية خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روت عنها أمة اللَّه بنت رزينة فِي الكسوف مرفوعا.
(4012) صفية، امرأة من الصحابة.
حديثها عند أهل الكوفة. روى عنها مسلم بن صفوان.
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: وهب.
[3] محمية- بفتح أوله وسكون المهملة وكسر الميم بعدها مثناة تحتانية خفيفة (الإصابة)
[4] أ: جزء.
[5] صفة 1267

(4/1873)


(4013) صفية،
امرأة. روى عنها إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث أنها قالت:
دخل علي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقربت إليه كتفًا، وأكل منها، وصلى ولم يتوضأ.
(4014) الصماء بنت بسر [1] المازنية [2] أخت عَبْد اللَّهِ بسر.
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النهي عَنِ الصيام يوم السبت. حديثها شامي. قيل: اسمها بهية. وقد ذكرناها في حرف [3] الباء.
(4015) صميتة [3] الليثية،
امرأة من بني ليث بْن بكر، كانت في حجز رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنها عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ فِي فضل المدينة.
باب الضاد
(4016) ضباعة بنت الحارث الأنصارية.
أخت أم عطية الأنصارية. روت عنها أم عطية فِي ترك الوضوء مما مست النار.
(4017) ضباعة بنت الزُّبَيْر بْن عبد المطلب بْن هاشم.
تزوجها المقداد بْن عَمْرو الْبَهْرَانِيّ حليف بني زهرة، يعرف بالمقداد بْن الأسود لتبنيه له، فولدت له عَبْد اللَّهِ وكريمة، فقتل عَبْد اللَّهِ يوم الجمل مَعَ عائشة رضي اللَّه عنها. لضباعة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث منها الاشتراط فِي الحج. روى عنها الأعرج، وعروة بْن الزُّبَيْر.
(4018) ضباعة بنت عامر [بن قرط] [4] بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة ابن عامر بْن صعصعة.
خطبها رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إلى أبيها [سلمة ابن هشام] [5] فَقَالَ: حَتَّى استأمرها. فقيل للنبي صَلَّى الله عليه وسلم. إنها
__________
[1] في الإصابة: بشر. والمثبت في أ، وأسد الغابة أيضا.
[2] في الإصابة: ويقال المازنية.
[3] صفحة 1797
[4] في الإصابة: بالتصغير. وفي أ: الصميمة
[5] ليس في أ.

(4/1874)


كبرت، فأتاها، فقالت: وفي النَّبِيّ تستأمرني؟ ارجع فزوجه. فرجع فسكت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. من تاريخ ابْن خيثمة.
(4019) الضيزية بنت أبي قيس [1] بْن عبد مناف،
هاجرت مَعَ أختها الشفاء بنت عوف بْن عبد الحارث، ذكرها أَبُو عمر فِي باب الشفاء.
باب الطاء
(4020) طليحة بنت عَبْد اللَّهِ
التي كانت تحت رشيد الثقفي، فطلقها، ونكحت فِي عدتها. ذكر الليث عَنِ ابْن شهاب أنها ابنة عبيد [2] الله.
باب الظاء
(4021) ليس [3] فِي باب الظاء من الأسماء شيء، وفيه كنى [4] نذكرها فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
باب العين
(4022) عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس،
لَهَا صحبة، ولا أعلمها روت شَيْئًا. قَالَ الزُّبَيْر: حدثني مُحَمَّد سلام، قَالَ: أرسل عُمَر بْن الْخَطَّابِ إِلَى الشفاء بنت عَبْد اللَّهِ العدوية أن أغدي علي. قالت: فغدوت عَلَيْهِ، فوجدت عاتكة بنت أسيد بْن أبي العيص [5] ببابه، فدخلنا فتحدثنا ساعة، فدعا بنمط، فأعطاها إياه، ودعا بنمط دونه فأعطانيه قالت: فقلت تربت يداك يَا عمر، أنا قبلها إسلامًا، وأنا بنت عمك دونها، وأرسلت إلي، وجاءتك من قبل
__________
[1] أ: الضيرن بنت قيس.
[2] ى: عبد الله.
[3] ذكر في أسد الغابة في هذا الحرف: ظبية بنت البراء. وظبية بنت وهب.
وزاد في الإصابة: ظبية بنت النعمان. وظمياء بنت أشرس.
[4] لم يذكر المؤلف شيئا في الكنى، كما ستراه بعد.
[5] أ: ابن أبى العاص.

(4/1875)


نقمها. فَقَالَ: مَا كنت رفعت ذلك إلا لك، فلما اجتمعتما ذكرت أنها أقرب إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منك.
(4023) عاتكة بنت خالد بْن منقذ بْن ربيعة،
أم معبد الخزاعية. ويقال عاتكة بنت خالد بْن خليف. وهي التي نزل عليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خيمتها حين خرج من مكة إِلَى المدينة مهاجرًا، وذلك الموضع يدعى إِلَى اليوم بخيمة أم معبد.
وَذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن نصر الكاغدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو [1] بْنِ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِزَامُ بْنُ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أبيه، بن جَدِّهِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ مَعْبَدٍ- وَاسْمُهَا عَاتَكَةُ بِنْتُ خَالِدٍ- قَالَتْ: لَمَّا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ وَخَرَجَ مِنْهَا يُرِيدُ الْمَدِينَةَ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَمَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ يُقَالُ لَهُ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ اللَّيْثِيُّ دَلِيلُهُمْ، فَمَرُّوا بِنَا فَدَخَلُوا خَيْمَتِي، وَأَنَا مُحْتَبِيَةٌ بِفِنَاءِ خَيْمَتِي، أَسْقِي وَأُطْعِمُ الْمَارِّينَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَدْ رُوِيَ حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ هَذَا بكماله عنها في رواية القبلي هَذِهِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ زَوْجِهَا، وَعَنْ حبيش ابن خَالِدٍ أَخِيهَا، بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَالأَلْفَاظُ مُتَقَارِبَةٌ، وَسَنَذْكُرُهَا فِي بَابِهَا [فِي الْكُنَى] [2] إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى.
(4024) عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية،
أخت سَعِيد بْن زيد. أمها أم كريز [3] بنت عَبْد اللَّهِ بْن عمار [4] بن مالك الحضرميّ. كانت من
__________
[1] أ: عمر.
[2] ليس في أ.
[3] في الطبقات: أم كرز.
[4] أ: عماد. والمثبت في الطبقات أيضا.

(4/1876)


المهاجرات، تزوجها عَبْد اللَّهِ بْن أبي بكر الصديق، وكانت حسناء جميلة ذات خلق بارع، فأولع بها وشغلته عَنْ مغازيه، فأمره أبوه بطلاقها لذلك، فقال:
يقولون طلقها وخيم مكانها ... مقيمًا تمني النفس أحلام نائم
وإن فراقي أهل بيت جميعهم [1] ... عَلَى كثرة مني لإحدى العظائم
أراني وأهلي كالعجول تروّحت ... إلى بوّها قبل العشار الروائم
فعزم عَلَيْهِ أبوه حَتَّى طلقها، ثم تبعتها نفسه، فهجم عَلَيْهِ أَبُو بَكْر، وَهُوَ يقول:
[أعاتك لا أنساك مَا ذر شارق ... وما ناح قمري الحمام المطوق
أعاتك قلبي كل يوم وليلة ... إليك بما تخفي النفوس معلق] [2]
ولم [3] أر مثلي طلق اليوم مثلها ... ولا مثلها فِي غير جرم تطلق
لَهَا خلق جزل ورأي ومنصب ... وخلق سويٌ فِي الحياء ومصدق
فرق له أبوه، فأمره فارتجعها.
[فقال حين ارتجعها:
أعاتك قد طلقت فِي غير ريبة ... وروجعت للأمر الَّذِي هُوَ كائن
كذلك أمر اللَّه غاد ورائح ... عَلَى الناس فيه ألفة وتباين
وما زال قلبي للتفرق طائرًا ... وقلبي لما قد قرب اللَّه ساكن
ليهنك أني لا أرى فيه سخطة ... وأنك قد تمت عليك المحاسن
وأنك ممن زين اللَّه وجهه ... وليس لوجه زانه اللَّه شائن] [4]
ثم شهد عَبْد اللَّهِ الطائف مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فرمى بسهم فمات
__________
[1] أ، والإصابة: جمعتهم.
[2] من أ.
[3] أ: فلم.
[4] من أ.

(4/1877)


منه بعد بالمدينة، فقالت عاتكة ترثيه:
رزئت بخير الناس بعد نبيهم ... وبعد أبي بكر وما كَانَ قصرا
فآليت لا تنفك عيني حزينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
فله عينا من رأى مثله فتى ... أكر وأحمى فِي الهياج وأصبرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها ... إِلَى الموت حَتَّى يترك الرمح أحمرا
فتزوجها زيد بْن الخطاب عَلَى اختلاف فِي ذلك، فقتل عنها يوم اليمامة شهيدا، ثم تزوجها عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي سنة اثنتي عشرة من الهجرة، فأولم عليها، ودعا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ له: يَا أمير المؤمنين، دعني أكلم عاتكة. قَالَ: نعم. فأخذ علي بجانب الخدر، ثم قَالَ: يَا عدية نفسها [أين قولك] [1] :
فآليت لا تنفك عيني حزينة [2] ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا [3]
فبكت. فَقَالَ عمر: مَا دعاك إلى هذا يا أبا حسن؟ كل النساء يفعلن هَذَا.
ثم قتل عنها عمر، فقالت تبكيه:
عين جودي بعبرة ونحيب ... لا تملي عَلَى الإمام [4] النجيب
فجعتني المنون بالفارس المعلم ... يوم الهياج والتثويب
قل لأهل الضراء والبؤس موتوا ... ظقد سقته المنون كأس شعوب
[ومما رثت به عمر رضي اللَّه عنه قولها:
منع الرقاد فعاد عيني عائد ... مما تضمن قلبي المعمود
__________
[1] ليس في أ
[2] أ: قريرة.
[3] أ: أصفرا.
[4] أ: الجواد.

(4/1878)


قد كَانَ يسهرني حذارك مرة ... فاليوم حق لعيني التسهيد
أبكي أمير المؤمنين ودونه ... للزائرين صفائح وصعيد] [1]
ثم تزوجها الزُّبَيْر بْن العوام، وقد ذكرنا قصتها فِي الخروج إِلَى المسجد معه ومع عمر قبله فِي (كتاب التمهيد) فِي باب يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ عمرة. فلما قتل الزُّبَيْر بْن العوام عنها قالت أيضا ترثيه:
غدر ابْن جرموز بفارس بهمة ... يوم اللقاء وَكَانَ غير معرد
يَا عَمْرو لو نبهته لوجدته ... لا طائشًا رعش الجنان ولا اليد
كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عنها طرادك يَا بْن فقع القردد
ثكلتك أمك إن ظفرت بمثله ... ممن [2] مضى ممن يروح ويغتدي
والله ربك إن قتلت لمسلمًا ... حلت عليك عقوبة المتعمد
[وَكَانَ الزُّبَيْر شرط ألا يمنعها من المسجد وكانت امرأة خليفة، فكانت إذا تهيأت إِلَى الخروج للصلاة قَالَ لَهَا: والله إنك لتخرجين وإني لكاره، فتقول:
فامنعني فأجلس. فيقول: كيف وقد شرطت لك ألا أفعل، فاحتال فجلس لَهَا عَلَى الطريق فِي الغلس، فلما مرت وضع يده عَلَى كفلها، فاسترجعت، ثم انصرفت إِلَى منزلها، فلما حان الوقت الَّذِي كانت تخرج فيه إِلَى المسجد لم تخرج، فَقَالَ لَهَا الزُّبَيْر: مالك لا تخرجين إِلَى الصلاة؟ قالت: فسد الناس. والله لا أخرج من منزلي. فعلم أنها ستفي بما قالت. فقال: لا روع يا بنت عمر. وأخبرها الخبر، فقتل عنها يوم الجمل] [3] .
ثم خطبها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ رضي اللَّه عنه بعد انقضاء عدتها من الزُّبَيْر،
__________
[1] من أ.
[2] أ: فيما.
[3] من أ

(4/1879)


فأرسلت إليه إني لأضنّ بك يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنِ القتل- وَكَانَ عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر إذ قتل أبوه قد أرسل إِلَى عاتكة بنت زيد بْن عَمْرو بْن نفيل يقول: يرحمك اللَّه، أنت امرأة من بني عدي، ونحن قوم من بني أسد، وإن دخلت فِي أموالنا أفسدتها علينا، وأضررت بنا. فقالت: رأيك يَا أبا بكر، مَا كنت لتبعث إلي بشيء إلا قبلته، فبعث إليها بثمانين ألف درهم، فقبلتها، وصالحت عليها. [وتزوجها الحسن بْن علي فتوفى عنها، وَهُوَ آخر من ذكر من أزواجها] [1] ، والله أعلم.
(4025) عاتكة بنت عبد المطلب بْن هاشم،
اختلف فِي إسلامها، والأكثر يأبون ذلك. وقد جرى ذكرها مَعَ أروى بنت عبد المطلب فِي أول هَذَا الكتاب، ولم يختلف فِي إسلام صفية
(4026) عاتكة بنت عوف بْن عبد عوف بْن عبد [2] الحارث بْن زهرة بْن كلاب،
أخت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وأم المسور بْن مخرمة. هاجرت هي وأختها الشفاء، فهي من المهاجرات.
(4027) عاتكة بنت نعيم الأنصارية.
حَدِيثُهَا عِنْدَ ابْنِ عُقْبَةَ [3] ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَاتِكَةَ ابْنَةِ نُعَيْمٍ أُخْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ- أَنَّهَا جَاءَتْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنَتَهَا تُوُفِّيَ زَوْجُهَا، فَحَدَّتْ عَلَيْهِ، فَرَمِدَتْ رَمَدًا شَدِيدًا، وَقَدْ خَشِيَتْ عَلَى بَصَرِهَا، أَتَكْتَحِلُ؟ فَقَالَ: لا، إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، وَقَدْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنْكُنَّ تُحِدُّ سَنَةً ثُمَّ تَخْرُجُ فَتَرْمِي بِالْبَعَرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ.
__________
[1] من أ.
[2] أ: بن عبيد بن الحارث. والمثبت في الطبقات أيضا.
[3] أ: ابن لهيعة.

(4/1880)


(4028) العالية بنت ظبيان [1] بْن عَمْرو بْن عوف بْن عبد بْن أبي بكر بْن كلاب الكلابية.
تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وكانت [2] عنده مَا شاء اللَّه ثم طلقها، وقل من ذكرها.
(4029) عائشة بنت أبي بكر الصديق،
زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تقدم ذكر أبيها فِي بابه، وأمها أم رومان بنت عامر بْن عويمر بْن عبد شمس بْن عتاب بْن أذينة بْن سبيع بْن دهمان بْن الحارث بْن غنم بْن مالك بْن كنانة.
تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة قبل الهجرة بسنتين. هَذَا قول أبي عبيدة. وَقَالَ غيره: بثلاث سنين، وهي بنت ست سنين، وقيل: بنت سبع.
وابتني بها بالمدينة، وهي ابنة تسع، لا أعلمهم اختلفوا فِي ذلك. وكانت تذكر لجبير بْن مطعم وتسمى له، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أري عائشة فِي المنام فِي سرقة من حرير، فتوفيت خديجة، فَقَالَ: إن يكن هَذَا من عند اللَّه يمضه. فتزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين فِيمَا ذكر الزُّبَيْر. وَكَانَ موت خديجة قبل مخرجه إِلَى المدينة مهاجرًا بثلاث سنين. هَذَا أولى مَا قيل فِي ذلك وأصحه إن شاء اللَّه تعالى. وقد قيل فِي موت خديجة: إنه كَانَ قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل: بأربع، عَلَى مَا ذكرناه [3] فِي بابها.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ [بْنِ مُحَمَّدِ [4]] بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُسَامَةَ ابن حَفْصٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ- أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ [5] مِنَ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، وَأَعْرَسَ بِهَا فِي الْمَدِينَةِ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجِرِهِ إلى المدينة.
__________
[1] أ: بنت أبى ظبيان.
[2] أ: فكانت.
[3] صفحة 1817
[4] ليس في أ.
[5] أ: عشرين.

(4/1881)


حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا موسى بن إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مُتَوَفَّى خَدِيجَةَ وَقَبْلَ مَخْرَجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ، وَأَنَا بِنْتُ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ:
هَذَا يَقْضِي لِقَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ بِالصَّوَابِ: إِنَّ خَدِيجَةَ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِخَمْسِ سِنِينَ. قَالَ: وَيُقَالُ بِأَرْبَعٍ قَبْلَ تَزْوِيجِ عَائِشَةَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ نِكَاحُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ فِي شَوَّالٍ، وَابْتِنَاؤُهُ بِهَا فِي شَوَّالٍ، وَكَانَتْ تُحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ النِّسَاءَ مِنْ أَهْلِهَا وَأَحِبَّتِهَا فِي شَوَّالٍ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، وَتَقُولُ: هَلْ كَانَ فِي نِسَائِهِ عِنْدَهُ أَحْظَى مِنِّي، وَقَدْ نَكَحَنِي وَابْتَنَى بِيَ فِي شَوَّالٍ، وَتُوُفِّيَ عَنْهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ مُكْثُهَا مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ.
رَوَى أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، وَبَنَى بِيَ وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَقُبِضَ عَنِّي وَأَنَا ابْنَةُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ [1] سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ...
فَذَكَرَهُ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لم ينكح صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكرًا غيرها، واستأذنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الكنية فَقَالَ لَهَا: اكتنى بابنك عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر-
__________
[1] أ: بن ممين.

(4/1882)


يعني ابْن أختها. وَكَانَ مسروق إذا حدث عن عائشة يقول: حدثني الصادقة ابنة الصديق البرية [1] المبرأة بكذا وكذا، ذكره الشعبي، عَنْ مسروق. وَقَالَ أَبُو الضحى، عَنْ مسروق: رأيت مشيخة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأكابر يسألونها عَنِ الفرائض. وَقَالَ عطاء بْن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيًا فِي العامة وَقَالَ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه: مَا رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المغيرة الحزامي، عن عبد الرحمن ابن أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَرْوَى لِشِعْرٍ مِنْ عُرْوَةَ.
فَقِيلَ لَهُ: مَا أَرْوَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَمَا رِوَايَتِي مِنْ [2] رِوَايَةِ عَائِشَةَ! مَا كَانَ يَنْزِلُ بِهَا شَيْءٌ إِلا أَنْشَدَتْ فِيهِ شِعْرًا. قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَوْ جُمِعَ عِلْمُ عَائِشَةَ إِلَى عِلْمِ جَمِيعِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِلْمِ جَمِيعِ النِّسَاءِ لَكَانَ عِلْمُ عَائِشَةَ أَفْضَلَ.
وَرَوَى أَهْلُ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَمِعَهُ يَقُولُ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ.
قُلْتُ: فَمِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا. ومن حديث أبي مُوسَى الأشعري وحديث أنس عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فضل عائشة عَلَى النساء كفضل الثريد عَلَى سائر الطعام. وفيها يقول حسان بن ثابت [3] :
حصان رزان مَا تزن بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
__________
[1] أ: البريئة.
[2] أ: في.
[3] الديوان: 324.

(4/1883)


عقيلة أصل [1] من لؤي بْن غالب ... كرام المساعي مجدهم [2] غير زائل
مهذنة؟ قد طهر اللَّه خيمها ... وطهرها من كل بغي [3] وباطل
فإن كَانَ مَا قد قيل عني [4] قلته ... فلا رفعت صوتي إلي أناملي
وإن الَّذِي قد قيل ليس بلائط ... بها الدهر بل قول امرئ [5] متماحل
فكيف وودى مَا حييت ونصرتي ... لآل رَسُول اللَّهِ زين المحافل
رأيتك وليغفر لك اللَّه حرة ... من المحصنات غير ذات الغوائل [6]
قَالَ أَبُو عُمَرَ: أمر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالذين رموا عائشة بالإفك حين نزل القرآن ببراءتها فجلدوا الحد ثمانين فِيمَا ذكر جماعة من أهل السير والعلم بالخبر. وَقَالَ قوم: إن حسان بْن ثابت لم يجلد معهم، ولا يصح عنه أنه خاض فِي الإفك والقذف، ويزعمون أنه القائل:
لقد ذاق عَبْد اللَّهِ مَا كَانَ أهله ... وحمنة إذ قَالُوا هجيرًا ومسطح
وعَبْد اللَّهِ هو عبد الله بن أبىّ بْن سلول.
وآخرون يصححون جلد حسان بْن ثابت، ويجعلونه من جملة أهل الإفك فِي عائشة. وأنشد ابْن إِسْحَاق هَذَا البيت عَلَى خلاف مَا مضى فِي أبيات ذكرها فَقَالَ قائل من المسلمين:
لقد ذاق حسان الَّذِي كان أهله ... وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح
وهذا عندي أصح، لأن عَبْد اللَّهِ بْن أبي بْن سلول لم يكن ممن يستر جلده عن الجميع لو جلد
__________
[1] في الديوان: حليلة حي.
[2] أ: مجدها.
[3] أ: سوء.
[4] في الديوان: فإن كنت قد قلت الّذي قد زعمتم
[5] أ: والديوان: بى ما حل.
[6] أ، والديوان: ذات غوائل.

(4/1884)


وقد روي أن حسان بْن ثابت استأذن على عائشة بعد ما كف بصره، فأذنت له، فدخل عليها فأكرمته، فلما خرج من عندها قيل لَهَا: أهذا من القوم؟ قالت: أليس يقول:
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض مُحَمَّد منكم وقاء
هَذَا البيت يغفر له كل ذنب.
وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين، ذكره المدائني [1] ، عَنْ سُفْيَان بْن عيينة، عَنْ هشام بْن عروة [عَنْ أبيه] [2] . وَقَالَ خليفة [بْن خياط] [3] : وقد قيل: إنها توفيت سنة ثمان وخمسين، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، أمرت أن تدفن ليلًا، فدفنت بعد الوتر بالبقيع، وصلى عليها أَبُو هريرة، ونزل فِي قبرها خمسة: عَبْد اللَّهِ وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله ابن مُحَمَّد بْن أبي بكر، وعَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي بكر. فاللَّه أعلم. ذكر ذلك صالح بْن الوجيه، والزبير، وجماعة من أهل السير والخبر.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع عن عِصَامِ [4] بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيتكنّ صاحبة الجمل الأديب، [5] يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى كَثِيرٌ، وَتَنْجُو بَعْدَ مَا كَادَتْ. وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَعْلامِ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ ثِقَةٌ وَسَائِرُ الإِسْنادِ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُحْتَاجَ لِذِكْرِهِ [6] .
(4030) عائشة بنت الحارث بْن خالد بْن صخر الفرشية التيمية،
ولدت هي وأختاها
__________
[1] أ: بن المديني.
[2] من أ.
[3] من أ.
[4] ؟: عاصم.
[5] الأديب: الأدب، والأدب الكثير وبر الوجه.
[6] أ: من أن يحتاج أن يذكر.

(4/1885)


فاطمة وزينب بأرض الحبشة. وقيل: إنهن متن فِي إقبالهن من أرض الحبشة من ماء شربنه فِي الطريق. وقد قيل: إن فاطمة نجت منهن وحدها.
(4031) عائشة بنت قدامة بْن مظعون القرشية الجمحية،
هي وأمها ريطة ابنة أبي سُفْيَان من المبايعات. تعد فِي أهل المدينة.
(4032) عزة بنت الحارث،
أخت ميمونة ولبابة. لم أر أحدا ذكرها فِي الصحابة، وأظنها لم تدرك الإسلام.
(4033) عزة بنت أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس،
أخت أم حبيبة رضي اللَّه عنهن، ذكرها يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنِ ابْن شهاب فِي حديث أم حبيبة فِي الرضاع [خرج حديثها مسلم] [1] .
(4034) عزة بنت كامل [2] ،
روي عنها حديث واحد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس إسناده بالقائم.
(4035) عزة الأشجعية،
حَدِيثُهَا عِنْدَ الأَشْعَثِ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ مَوْلاتِهِ عَزَّةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
وَيْلَكُنَّ مِنَ الأَحْمَرَيْنِ: الذَّهَبِ وَالزَّعْفَرَانِ.
(4036) عقيلة [3] ابنة عبيد بْن الحارث العتوارية.
كانت من المهاجرات والمبايعات، مدنية. حديثها عند مُوسَى بْن عبيدة [4] .
(4037) علية [5] بنت شريح الحضرميّ
هي أم السائب بن يزيد بن أخت نمر.
__________
[1] من أ.
[2] أ: كابل أو خابل. وفي الإصابة: بنت خابل- بالخاء المعجمة والباء الموحدة. ذكرها أبو عمر بالكاف بدل الخاء المعجمة وبالميم بدل الموحدة. والصواب الأول.
[3] أ: عزة بنت عبيد. وفي أسد الغابة: أوردها البخاري والطبراني بالعين المهملة والقاف وأوردها ابن مندة بالغين المعجمة والفاء.
[4] أ: عبيد.
[5] بضم العين وفتح اللام وتشديد الياء تحتها نقطتان (أسد الغابة) .

(4/1886)


وهي أخت مخرمة بْن شريح الَّذِي ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ذلك رجل لا يتوسد القرآن.
(4038) عمرة بنت الحارث بْن أبي ضرار الخزاعية.
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الدنيا خضرة حلوة ... الحديث. هي أخت جويرية بنت الحارث زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنها ابْن أخيها مُحَمَّد بْن الحارث.
(4039) عمرة بنت حزم الأنصارية.
روى عنها جابر بْن عَبْد اللَّهِ رضي اللَّه عنهم، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ترك الوضوء مما مسّت النار.
(4040) عمرة بنت رواحة،
أخت عبد الله بن رواحة زوجة بشير بْن سعد الأَنْصَارِيّ، وأم النعمان بْن بشير رضي اللَّه عنهم، لما ولدت النعمان بْن بشير حملته إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعا بتمرة فمضغها، ثم ألقاها فِي فيه فحنكه بها، فقالت:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادع اللَّه أن يكثر ماله وولده، فَقَالَ: أما ترضين أن يعيش كما عاش خاله حميدًا، وقتل شهيدًا، ودخل الجنة. من حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: وجب الخروج عَلَى كل ذات نطاق.
(4041) عمرة بنت مَسْعُود بْن قيس بْن عَمْرو بْن زيد مناة بن عدي بن عمرو ابن مالك بْن النجار،
أم سعد بْن عبادة، وكانت من المبايعات، توفيت فِي سنة خمس من الهجرة.
(4042) عمرة بنت يَزِيد بْن الجون الكلابية.
وقيل: عمرة بنت يزيد بن عبيد ابن رواس بْن كلاب الكلابية، وهذا أصح. تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبلغه أن بها برصًا فطلقها ولم يدخل بها. وقيل: إنها التي تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتعوذت منه حين أدخلت عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: لقد عذت بمعاذ،

(4/1887)


فطلقها، وأمر أسامة بْن زيد فمتعها بثلاثة أثواب. هكذا روى عَبْد اللَّهِ بْن [1] القاسم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. وَقَالَ أَبُو عبيدة: إنما ذلك لأسماء بنت النعمان بْن الجون. وَقَالَ قتادة: إنما قَالَ ذلك فِي امرأة من بني سليم [2] ، فالاختلاف فِيهَا كثير عَلَى مَا ذكرناه فِي باب أسماء [3] وغيره.
(4043) عمرة بنت يعار الأنصارية
زوجة أبي حذيفة مولاة سالم. واختلف فِي اسمها، وقد ذكرناها فِي باب الباء.
(4044) عميرة بنت سهل بْن رافع الأنصارية.
صاحب الصاعين الَّذِي لمزه المنافقون، وَكَانَ قد خرج بابنته هذه عميرة وبصاع من تمر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما أتاها قَالَ له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن لي إليك حاجة. فَقَالَ: وما هي؟ قَالَ: ابنتي هذه تدعو اللَّه لي ولها وتمسح رأسها، فإنه ليس لي ولد غيرها.
قالت عميرة: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفه علي قالت: فأقسم باللَّه لكان برد كف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كبدي بعد.
باب الغين
(4045) غزيلة [4]
ويقال غزية، أم شريك الأنصارية. من بني النجار.
والصواب غزيلة إن شاء اللَّه تعالى. روى عنها جابر بْن عَبْد اللَّهِ أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: ليفرن الناس من الدجال فِي الجبال. قالت:
أم شريك: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فأين العرب يومئذ؟ قَالَ: هم قليل. هي غير أم شريك العامرية، وإحداهما التي وهبت نفسها [للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [5] وفيها نظر، وسيأتي ذكر أم شريك فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى. وقد اختلف فِي التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم اختلافا كثيرا.
__________
[1] أ: عبيد بن القاسم.
[2] أ: من بنى سلمة.
[3] صفحة 1785
[4] بالتصغير، ويقال غزية- بالتشديد بلا لام (الإصابة)
[5] ليس في أ.

(4/1888)


باب الفاء
(4046) فاختة بنت أبي طالب بْن عبد المطلب بْن هاشم،
أم هانئ بنت أبي طالب، أخت علي وعقيل وجعفر وطالب وشقيقتهم. وأمهم فاطمة بنت أسد ابن هاشم بْن عبد مناف. واختلف فِي اسمها. فقيل: هند. وقيل: فاختة. وَهُوَ الأكثر، وسنذكرها في الكنى بأتم من هذا إن شاء اللَّه تعالى. يقولون: كَانَ إسلام أم هانئ يوم الفتح.
(4047) فاختة بنت الوليد بْن الْمُغِيرَةِ.
أسلمت قبل زوجها صفوان بْن أمية بشهر- قاله داود بن الحصين.
(4048) الفارعة بنت أبي أمامة أسعد بْن زرارة الأَنْصَارِيّ.
كَانَ أَبُو أمامة أبوها أوصى بها وبأختيها حبيبة وكبشة بنات أبي أمامة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيط بْن جابر، من بني مالك بْن النجار.
(4049) الفارعة بنت أبي الصلت،
أخت أمية بْن أبي الصلت الثقفي. قدمت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد فتح الطائف، وكانت ذات لب وعفاف وجمال، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعجب بها، وَقَالَ لَهَا يومًا: هل تحفظين من شعر أخيك شَيْئًا؟ فأخبرته خبره، وما رأت منه، وقصت قصته فِي شق جوفه، وإخراج قلبه، ثم صرفه [1] مكانه وَهُوَ نائم، وأنشدت له الشعر الّذي أوله:
باتت همومي تسري طوارقها ... أكف عيني والدمع سابقها
نحو ثلاثة عشر بيتًا، منها قوله:
مَا رغب النفس فِي الحياة وإن ... تحيا قليلا فالموت سائقها
__________
[1] في الإصابة: ثم رده.

(4/1889)


يوشك من فر من منيته ... يومًا عَلَى غرة يوافقها
من لم يمت غبطة يمت هرمًا ... للموت كأس والمرء ذائقها
وفي الخبر لما [1] حضرت وفاته قال عند المعاينة:
إن تعف يَا ربي [2] تعف جما ... وأي عبد لك لا ألمّا
ثم قال:
كل عيش وإن تطاول دهرًا ... صائر مرة إِلَى أن يزولا.
ليتني كنت قبل مَا قد بدا لي ... فِي قلال الجبال أرعى الوعولا
ثم مات. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا فارعة، كَانَ مثل أخيك كمثل الَّذِي آتاه اللَّه آياته [3] فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين. وذكر الخبر بتمامه مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنِ ابْن شهاب، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، واختصرته واقتصرت منه عَلَى النكت التي يجب الوقوف عليها، حدثنيه بتمامه أَبُو القاسم خَلَف بْن قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الحسن بْن عتبة الرازي، قَالَ:
حَدَّثَنَا روح بْن الفرج القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا وثيمة بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سلمة ابن الفضل، عَنِ ابْن إِسْحَاق، قَالَ: حدثني مُحَمَّد بْن شهاب، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، قَالَ: قدمت الفارعة بنت أبي الصلت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث بتمامه.
(4050) الفارعة بنت عَبْد الرَّحْمَنِ الخثعمية.
تذكر فِي الصحابة. روى عنها السري بْن عَبْد الرَّحْمَنِ.
(4051) فاضلة الأنصارية،
زوج عَبْد اللَّهِ بْن أنيس الجهني، قالت: خطبنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فحثّنا على الصدقة حديثها عند أهل المدينة.
__________
[1] أ: حضور وفاته وأنه قال عند المعاينة.
[2] أ: تغفر اللَّهمّ تغفر جما.
[3] أ: آتيناه آياتنا.

(4/1890)


(4052) فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أم عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ
وإخوته قيل: إنها ماتت قبل الهجرة، وليس بشيء، والصواب أنها هاجرت إِلَى المدينة وبها ماتت.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الْمُؤْمِنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ [الْحُطَيْمِيُّ] [1] قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبْدُوسٍ، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أُمُّ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب [فاطمة بنت أسد بن هاشم] [1] ، أَسْلَمَتْ، وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَتُوُفِّيَتْ بِهَا.
قَالَ الزُّبَيْرُ: هِيَ أَوَّلُ هَاشِمِيَّةٍ وَلَدَتْ لِهَاشِمِيٍّ [هَاشِمِيًّا] [2] قَالَ: وَقَدْ أَسْلَمَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [وَشَهِدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [3] .
قَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى سَعْدَانُ بْنُ الْوَلِيدِ السَّابِرِيُّ [4] ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ أُمُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَلْبَسَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ، وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ مَا صَنَعْتَ بِهَذِهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ أَبَرُّ بِي مِنْهَا، إِنَّمَا أَلْبَسْتُهَا قَمِيصِي لِتُكْسَى مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا لِيُهَوَّنَ عَلَيْهَا.
(4053) فاطمة بنت الأسود [5] بْن عبد الأسد المخزومية.
هي التي قطع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدها، لأنها سرقت حليًا، وتكلمت قريش فِيهَا إِلَى أسامة بْن زيد ليشفع فِيهَا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو غلام، فشفع
__________
[1] ليس في أ.
[2] من أ.
[3] ليس في أ.
[4] ؟: السايرى.
[5] في الإصابة: بنت أبي الأسد، وقيل بنت الأسود بن عبد الأسد.

(4/1891)


فِيهَا أسامة، فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أسامة، لا تشفع فِي حد، فإنه إذا انتهى إلي لم يكن فيه مترك، ولو أن فاطمة بنت مُحَمَّد سرقت لقطعت يدها. روى حديثها وسماها حبيب بْن أبي ثابت.
(4054) فاطمة بنت الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة القرشية التيمية.
ولدت هي وأختاها زينب وعائشة بأرض الحبشة. وقد قيل: إن أخاهن مُوسَى ولد بأرض الحبشة أَيْضًا، وقدمت فاطمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من أرض الحبشة، وكانت قد نجت من الماء الَّذِي شربه إخوتها فماتوا فِي انصرافهم من أرض الحبشة [بالطريق] [1] .
(4055) فاطمة بنت أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بْن قصي القرشية الأسدية.
هي التي استحيضت فشكت ذلك لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهَا: إنما ذلك عرق، وليس بالحيضة- الحديث. روى عنها عروة بْن الزُّبَيْر، وسمع منها حديثها فِي الاستحاضة فِيمَا روى الليث عَنْ يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنْ بكير بْن الأشج، عَنِ المنذر بْن الْمُغِيرَةِ، عَنْ عروة بْن الزُّبَيْر- أن فاطمة بنت أبي حبيش حدثته، ورواه مالك وجماعة، عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه، عَنْ عائشة رضي اللَّه عنها أن فاطمة [بنت أبي حبيش] [2] وَهُوَ الصواب.
(4056) فاطمة بنت الخطاب بْن نفيل بْن عبد العزى القرشية العدوية.
أخت عُمَر بْن الْخَطَّابِ زوجة سَعِيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفيل، أسلمت قديمًا. وقيل:
[أسلمت] [3] قبل زوجها. وقيل: مَعَ زوجها، وذلك قبل إسلام عمر أخيها رضي اللَّه عنها، وخبرها فِي إسلام عمر خبر عجيب.
__________
[1] ليس في أ.
[2] ليس في أ.
[3] ليس في أ.

(4/1892)


(4057) فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، سيدة نساء العالمين، عَلَى أبيها وعليها السلام.
كانت هي وأختها أم كلثوم أصغر بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واختلف فِي الصغرى منها، وقد قيل: إن رقية أصغر منها، وليس ذلك عندي بصحيح. وقد ذكرنا فِي باب رقية مَا تبين به [1] صحة مَا ذهبنا إِلَيْهِ فِي ذلك، ومضى فِي باب زينب وباب خديجة من ذلك مَا فيه كفاية.
وقد اضطرب مصعب والزبير فِي بنات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أيتهن أكبر وأصغر اضطرابًا يوجب ألا يلتفت إليه [2] فِي ذلك. والذي تسكن إليه النفس عَلَى مَا تواترت به الأخبار فِي ترتيب بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن زينب الأولى، ثم الثانية رقية، ثم الثالثة أم كلثوم، ثم الرابعة فاطمة الزهراء والله أعلم.
قَالَ ابْن السراج: سمعت عَبْد اللَّهِ [3] بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن جعفر الهاشمي يقول: ولدت فاطمة رضي اللَّه عنها سنة إحدى وأربعين من مولد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنكح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ بعد وقعة أحد. وقيل: إنه تزوجها بعد أن ابتنى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعائشة بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد تزويجه إياها بتسعة أشهر ونصف، وَكَانَ سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفًا، وكانت سن علي إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر.
وَذَكَرَ أَبُو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لأُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ: اكْفِي بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخِدْمَةَ خارجا وسقاية الماء الحاج [4] ،
__________
[1] أ: ما يبين صحة.
[2] أ: إليها.
[3] أ: عبيد الله.
[4] أ: والحاج

(4/1893)


وَتَكْفِيكِ الْعَمَلَ فِي الْبَيْتِ: الْعَجْنَ وَالْخَبْزَ وَالطَّحْنَ. قَالَ: أَبُو عُمَرَ: فَوَلَدَتْ لَهُ الْحَسَنَ، وَالْحُسَيْنَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَزَيْنَبَ، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ عَلِيٌّ عَلَيْهَا غَيْرَهَا حَتَّى مَاتَتْ.
واختلف فِي مهره إياها، فروي أنه أمهرها درعه، وأنه لم يكن له فِي ذلك الوقت صفراء ولا بيضاء. وقيل: إن عليًا تزوج فاطمة رضي اللَّه عنهما عَلَى أربعمائة وثمانين، فأمر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يجعل ثلثها فِي الطيب. وزعم أصحابنا أن الدرع قدمها علي من أجل الدخول بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه فِي ذلك [1] .
وتوفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير. قَالَ مُحَمَّد بْن علي: بستة أشهر. وقد روي عَنِ ابْن شهاب مثله. وروي عنه بثلاثة أشهر. وقال عمرو ابن دينار: توفيت فاطمة بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثمانية أشهر. وَقَالَ ابْن بريدة: عاشت فاطمة بعد أبيها سبعين يومًا.
رَوَى الشَّعْبِيُّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ قَالَتْ: أَسَرَّ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ جَبْرَئِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لِحَاقًا بِي [2] ، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ. قَالَتْ: فَبَكَيْتُ.
ثُمَّ قَالَ: أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ [3] ! فَضَحِكَتْ. وروى عبد الرحمن بن أبي نعم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بنت عمران.
__________
[1] ى: بذلك.
[2] أ: لحوقا.
[3] أ: المؤمنين.

(4/1894)


وَذَكَرَ ابْنُ السَّرَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ فَاطِمَةَ وَهِيَ مَرِيضَةٌ، فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ تَجِدِينَكِ يَا بُنَيَّةُ؟ قَالَتْ: إِنِّي لَوَجِعَةٌ، وَإِنَّهُ لَيَزِيدُنِي أَنِّي مَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ. قَالَ: يَا بُنَيَّةَ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنَّكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ! قَالَتْ: يَا أَبَتِ، فَأَيْنَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ؟ قَالَ: تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ زَوَّجْتُكَ سَيِّدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا قَدِمَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَأْتِي فَاطِمَةَ، ثُمَّ يَأْتِي أَزْوَاجَهُ- وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ.
وَذَكَرَ الدراوَرْديّ، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَرْيَمُ، ثُمَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ [1] بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَنْجَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فرعون.
__________
[1] أ: خالد.

(4/1895)


وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال: حدثنا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا.
عَبْدُ السَّلامِ، قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي بَابِ خَدِيجَةَ [1] نَظِيرُ هَذَا وَشَبَهُهُ مِنْ وُجُوهٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا بِطُرُقِهَا هُنَالِكَ، فأغني عن إعادتها ها هنا.
وَذَكَرَ السَّرَّاجُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ- أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ كَلامًا وَحَدِيثًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَاطِمَةَ، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَرَحَّبَ بِهَا، كَمَا كَانَتْ تَصْنَعُ هِيَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن يحيى بْنِ عِبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ فَاطِمَةَ، إِلا أَنْ يَكُونَ الَّذِي وَلَدَهَا صَلَّى الله عليه وسلم.
__________
[1] صفحة 1817.
[2] أ: ابن السراج.

(4/1896)


أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلْتُ [1] أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فَاطِمَةُ. قُلْتُ: فَمِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَتْ: زَوْجُهَا، إِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُهُ صَوَّامًا قَوَّامًا.
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَاذَانُ، عَنْ جَعْفَرٍ الأَحْمَرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةُ، وَمِنَ الرِّجَالِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ [2] ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عون ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَعْفَرِ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ [3] الْمُهَاجِرِ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ- أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: يَا أَسْمَاءَ، إِنِّي قَدِ اسْتَقْبَحْتُ مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ، إِنَّهُ يُطْرَحُ عَلَى الْمَرْأَةِ الثَّوْبُ فَيَصِفُهَا. فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، أَلا أُرِيكِ شَيْئًا رَأَيْتُهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ! فَدَعَتْ بِجَرَائِدَ رَطِبَةٍ فَحَنَّتْهَا ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَيْهَا ثَوْبًا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا أَحْسن هَذا وَأَجملَهُ! تعْرَف بِهِ المَرْأة من الرجال، فإذا أنا مِتّ فاغْسلينِي أنتِ وعلِيٌّ، وَلا تُدْخِلِي عَلَيَّ أَحَدًا. فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ جَاءَتْ عَائَشَةُ تَدْخُلُ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: لا تَدْخُلِي. فَشَكَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ: إِنَّ هَذِهِ الْخَثْعَمِيَّةَ تَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقد جَعَلَتْ لَهَا مِثْلَ هَوْدَجِ الْعَرُوسِ- فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَوَقَفَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: يَا أَسْمَاءُ، ما حملك على أن منعت
__________
[1] أ: فسئلت.
[2] أ: سعد.
[3] أ: عمارة.

(4/1897)


أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْخُلْنَ عَلَى بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلْتِ لَهَا مِثْلَ هَوْدَجِ الْعَرُوسِ؟ فَقَالَتْ: أَمَرَتْنِي أَلا يَدْخُلَ عَلَيْهَا أَحَدٌ، وَأَرَيْتُهَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُ، وَهِيَ حَيَّةٌ، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أَصْنَعَ ذَلِكَ لَهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٌ:
فَاصْنَعِي مَا أَمَرَتْكِ. ثُمَّ انْصَرَفَ، فَغَسَّلَهَا عَلِيٌّ وَأَسْمَاءُ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: فاطمة رضي اللَّه عنها أول من غطي نعشها من النساء فِي الإسلام عَلَى الصفة المذكورة فِي هَذَا الخبر، ثم بعدها زينب بنت جحش رضي اللَّه عنها، صنع ذلك بها أَيْضًا.
وماتت فاطمة رضي اللَّه عنها بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت أول أهله لحوقًا به، وصلى عليها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ. وَهُوَ الَّذِي غسلها مَعَ أسماء بنت عميس، ولم يخلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بنيه غيرها. وقيل:
توفيت فاطمة بعده بخمس وسبعين ليلة. وقيل بستة أشهر إلا ليلتين، وذلك يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان، وغسلها زوجها علي رضي اللَّه عنه، وكانت أشارت عَلَيْهِ أن يدفنها ليلًا. وقد قيل: إنه صلى عليها العباس بْن عبد المطلب ودخل قبرها هُوَ وعلي والفضل.
واختلف فِي وقت وفاتها، فَقَالَ مُحَمَّد بْن علي أَبُو جعفر: توفيت بعد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر.
وروي عنه أَيْضًا أنها لبثت بعد وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أشهر وقيل: بل ماتت بعد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمائة يوم.
وَقَالَ الواقدي: حدثنا معمر، عَنِ الزهري، عَنْ عروة، عَنْ عائشة، قَالَ:
وأخبرنا ابْن جريج، عَنِ الزهري، عَنْ عروة- أن فاطمة توفيت بعد النَّبِيّ صَلَّى

(4/1898)


اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بستة أشهر. قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَرَ: وَهُوَ أشبه عندنا. قَالَ: وتوفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
وذكر عَنْ جعفر بْن مُحَمَّد، قَالَ: كانت كنية فاطمة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم أبيها [1] . وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، وعمرو بْن دينار: توفيت بعد أبيها بثمانية أشهر. وَقَالَ ابْن بريدة: عاشت بعده سبعين يومًا. وَقَالَ المدائني:
ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة، وهي ابنة تسع وعشرين سنة ولدت قبل النبوة بخمس سنين، صلى عليها العباس رضي اللَّه عنه.
واختلف فِي سنها وقت وفاتها، فذكر الزُّبَيْر بْن بكار أن عَبْد اللَّهِ بْن الحسن ابن الحسن دخل عَلَى هشام بْن عبد الملك وعنده الكلبي، فقال هشام لعبد الله ابن الحسن: يَا أبا مُحَمَّد، كم بلغت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من السن؟ فَقَالَ: ثلاثين سنة. فَقَالَ هشام للكلبي: كم بلغت من السن؟ فَقَالَ:
خمسا وثلاثين سنة. فَقَالَ هشام لعَبْد اللَّهِ بْن الحسن: [يَا أبا مُحَمَّد] [2] ، اسمع، الكلبي يقول مَا تسمع، وقد عني بهذا الشأن، فَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن الحسن: يَا أمير المؤمنين سلني عَنْ أمي، وسل الكلبي عَنْ أمه.
(4058) فاطمة بنت الضحاك بْن سُفْيَانَ الكلابي.
قَالَ ابْن إِسْحَاق: تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاة ابنته زينب وخيرها حين نزلت آية التخيير، فاختارت الدنيا، ففارقها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكانت بعد ذلك تلقط البعر، وتقول: أبا الشقية [التي] [3] اخترت الدنيا. هكذا قَالَ، وهذا عندنا غير صحيح، لأن ابْن شهاب يروي عن أبى سلمة بن عبد الرحمن
__________
[1] أ: أم البهاء.
[2] ليس في أ.
[3] ليس في أ.

(4/1899)


وعروة عَنْ عائشة- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين خير أزواجه بدأ بها، فاختارت اللَّه ورسوله. قالت: وتتابع أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهن عَلَى ذلك. وَقَالَ قتادة وعكرمة: كَانَ عنده حين خيرهن تسع نسوة، وهن اللاتي توفي عنهن.
وقد قَالَ جماعة: إن التي كانت تقول أنا الشقية هي التي استعاذت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واختلف فِي المستعيذة من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اختلافًا كثيرًا، ولا يصح فِيهَا شيء.
وقد قيل: إن الضحاك بْن سُفْيَانَ عرض عَلَيْهِ فاطمة ابنته، وَقَالَ: إنها لم تصدع قط. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا حاجة لي بها. قيل: إنه تزوجها سنة ثمان، والله أعلم.
(4059) فاطمة بنت عَبْد اللَّهِ، أم عُثْمَان بْن أبي العاص الثقفي.
شهدت ولادة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين وضعته أمه آمنة. وَكَانَ ذلك ليلًا، قالت:
فما شيء [1] أنظر إِلَيْهِ من البيت إلا نور، وإني لأنظر إِلَى النجوم تدنو مني حَتَّى إني لأقول لتقعن عليّ.
(4060) فاطمة بنت عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بن عبد مناف، خالة معاوية ابن أبي سُفْيَان.
روت عنها أم مُحَمَّد بْن عجلان، وهي مولاتها.
(4061) فاطمة بنت عَمْرو بْن حرام عمة جابر بْن عَبْد اللَّهِ.
ذكرها فِي حديث مُحَمَّد بْن المنكدر، عَنْ جابر، قَالَ: أصيب أبي يوم أحد، فجعلت أكشف الثوب عَنْ وجهه، وأبكي، وجعلوا ينهونني ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
__________
[1] أ: فرأيتني.

(4/1900)


لا ينهاني. قَالَ: وجعلت فاطمة بنت عَمْرو تبكيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: تبكيه أَوْ لا تبكيه مَا زالت الملائكة تظله بأجنحتها حَتَّى رفعتموه.
(4062) فاطمة ابنة قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بْن واثلة [1] بْن عَمْرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر القرشية الفهرية،
أخت الضحاك بْن قيس، يقال: إنها كانت أكبر منه بعشر سنين، كانت من المهاجرات الأول، وكانت ذات جمال وعقل وكمال، وفي بيتها اجتمع أصحاب الشورى عند قتل عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وخطبوا خطبهم [2] المأثورة.
قَالَ الزُّبَيْر: وكانت امرأة نجودًا- والنجود النبيلة- وكانت عند أبي عمرو ابن حفص بْن الْمُغِيرَةِ، فطلقها، فخطبها معاوية وأبو جهم بْن حذيفة، فاستشارت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهما، فأشار عليها بأسامة بْن زيد، فتزوجته، وفي طلاقها ونكاحها بعد سنن كثيرة مستعملة. روى عنها جماعة منهم الشعبي، والنخعي، وأبو سلمة.
(4063) فاطمة ابنة الوليد بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بْن عبد مناف.
كانت زوج سالم مولى أبي حذيفة، زوجها منه أَبُو حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس ابن عبد مناف. قَالَ ابْن شهاب: كانت ابنة أخيه، وكانت من المهاجرات الأول. قَالَ: فهي يومئذ من أفضل أيامى قريش، ثم تزوجها بعده الحارث بْن هشام فِيمَا ذكر إِسْحَاق بْن أبي فروة، وليس ممن يحتج به، هكذا ذكر العقيلي فِي نسبها. وَذَكَرَ فِي ذَلِكَ حَدِيثَ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي فروة، عن إبراهيم ابن الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الحارث، عن فاطمة بنت الوليد
__________
[1] أسد الغابة: وائلة.
[2] أ: خطبتهم.

(4/1901)


أُمِّ أَبِي بَكْرٍ- أَنَّهَا كَانَتْ فِي الشَّامِ تَلْبَسُ الْجِبَابَ مِنَ ثِيَابِ الْخَزِّ، ثُمَّ تَأْتَزِرُ، فَقِيلَ لَهَا: أَمَا يُغْنِيكِ هَذَا عَنِ الإِزَارِ؟ فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِالإِزَارِ. وَهَذَا الْحَدِيثُ حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الوارث بن سفيان، قال:
حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، حَدَّثَنَا مالك بْن إِسْمَاعِيلَ أَبُو غسان، حَدَّثَنَا عبد السلام بْن حرب، عَنْ إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي فروة. ولم ينسبها ابْن أبي خيثمة، ونسبها العقيلي، وغيره يخالفه فِيهَا فيقول: هي فاطمة بنت الوليد ابن المغيرة المخزومي.
(4064) فاطمة بنت الوليد بْن الْمُغِيرَةِ المخزومي.
أخت خالد بْن الوليد. أسلمت يوم فتح مكة، وبايعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي زوج الحارث بْن هشام المخزومي. يقال: إنه تزوجها بعده عُمَر بْن الْخَطَّابِ. وفي ذلك نظر.
(4065) فاطمة بنت اليمان، أخت حذيفة بْن اليمان،
واليمان اسمه حسيل.
وقد تقدم ذكره فِي [1] بابه. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الَّذِينَ يلونهم، ثم الَّذِينَ يلونهم، ولها أحاديث. روى عنها ابْن أخيها أَبُو عبيدة بْن حذيفة، وروي عنها حديث فِي كراهية تحلي النساء بالذهب، إن صح فهو منسوخ، وقد أوضحنا هَذَا المعنى فِي (التمهيد) ، رواه منصور، عَنْ ربعي بْن حراش، عَنِ امرأته، عَنْ أخت لحذيفة بْن اليمان. قَالَ:
ولحذيفة أخوات قد أدركن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت. [خطبنا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ] [2] : يَا معشر النساء، أليس لكن فِي الفضة مَا تحلين به، أما إنه ليس منكن امرأة تحلى ذهبًا تظهره إلا عذبت به.
__________
[1] صفحة 408.
[2] ليس في أ.

(4/1902)


(4066) فريعة بنت مالك بْن سنان أخت أبي سَعِيد الخدري،
كَانَ يقال لَهَا الفارعة، شهدت بيعة الرضوان وأمها حبيبة بنت عَبْد اللَّهِ بن أبى بن سلول. روت عَنِ الفريعة هذه زينب بنت كعب بن هجرة حديثها فِي سكنى المتوفى عنها زوجها فِي بيتها حَتَّى يبلغ الكتاب أجله. استعمله أكثر فقهاء الأمصار.
(4067) فريعة بنت معوذ بْن عفراء.
لَهَا صحبة، وكانت مجابة الدعوة. حديثها فِي الرخصة فِي الغناء وضرب الدف فِي العرس من حديث أهل البصيرة، هي أخت الربيع بنت معوذ.
باب القاف
(4068) قتيلة [1] ابنة صيفي الجهنية.
ويقال الأنصارية. كانت من المهاجرات الأول روى عنها عَبْد اللَّهِ بْن يسار.
(4069) قتيلة بنت قيس بن معديكرب الكندية، أخت الأشعث بْن قيس الكندي.
ويقال: قيلة، وليس بشيء. والصواب قتيلة، تزوجها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في سنة عشر، ثم اشتكى فِي النصف من صفر، ثم قبض يوم الاثنين ليومين مضيا من ربيع الأول من سنة إحدى عشرة، ولم تكن قدمت عَلَيْهِ ولا رآها ولا دخل بها. وَقَالَ بعضهم: كَانَ تزويجه إياها قبل وفاته بشهرين.
وزعم آخرون أَيْضًا أنه تزوجها فِي مرضه.
وَقَالَ منهم قائلون: إنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوصى أن تخير، فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وتحرم عَلَى المؤمنين، وإن شاءت فلتنكح من شاءت، فاختارت النكاح، فتزوجها عكرمة بْن أبي جهل بحضرموت، فبلغ أبا بكر،
__________
[1] بالمثناة والتصغير (التقريب)

(4/1903)


فقال: لقد همت أن أحرق عليهما بيتهما، فَقَالَ له عمر: مَا هي من أمهات المؤمنين، ولا دخل بها، ولا ضرب عليها الحجاب.
وَقَالَ الجرجاني: زوجها أخوها منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمات عَلَيْهِ الصلاة والسلام قبل خروجها من اليمن، فخلف عليها عكرمة بْن أبي جهل. وَقَالَ بعضهم:
مَا أوصى فِيهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيء، ولكنها ارتدت حين ارتد أخوها، فاحتج عمر عَلَى أبي بكر بأنها ليست من أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بارتدادها، ولم تلد لعكرمة بْن أبي جهل، وفيها اختلاف كثير جدًا.
(4070) قتيلة بنت النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بْن عبد الدار.
قَالَ الزُّبَيْر: كانت تحت عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أمية الأصغر بْن عبد شمس بْن عبد مناف، فولدت له عليًا والوليد ومحمدًا وأم الحكم. قَالَ أَبُو عُمَرَ:
قتل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أباها يوم بدرٍ صبرًا.
حَدَّثَنَا خَلَف بْن قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن رشيق، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّوْلابِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد بْن سنان أَبُو خالد، قَالَ: حدثنا عبد الله بن خالد ابن نمير أَبُو بَكْر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو محصن، عَنْ سُفْيَان بْن حصين، عَنْ أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قَالَ: قتل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ صبرًا النضر بْن الحارث من بني عبد الدار، وقتل طعيمة بْن عدي من بني نوفل، وقتل عقبة بْن أبي معيط من بني أمية. قَالَ الْوَاقِدِيّ: أسلمت قتيلة يوم الفتح.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كانت شاعرة محسنة، ولما انصرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم من بدر كتبت إليه قتيلة ابنة النضر بْن الحارث فِي أبيها، وذلك قبل إسلامها [1] :
يَا راكبًا إن الأثيل مظنة ... من صبح خامسة وأنت موفق
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2- 419.

(4/1904)


أبلغ به ميتًا فإن [1] تحية ... مَا إن تزال بها النجائب تخفق
مني إليه [2] وعبرة مسفوحة ... جادت بواكفها وأخرى تخفق
هل يسمعن النضر إن ناديته ... بل [3] كيف تسمع ميتًا لا ينطق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه ... للَّه أرحام هناك تشقق
صبرًا يقاد إِلَى المنية متعبًا ... رسف المقيد وَهُوَ عان موثق
أمحمد ولدتك صنو نجيبة [4] ... من قومها والفحل فحل معرق
مَا كَانَ ضرك لو مننت وربما ... من الفتى وَهُوَ المغيظ المحنق
النضر [5] أقرب من أسرت قرابة ... وأحقهم إن كَانَ عتق يعتق
فلما بلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك بكى حَتَّى أخضلت الدموع لحيته، وَقَالَ: لو بلغني شعرها قبل أن أقتله لعفوت عنه. ذكر هَذَا الخبر عَبْد اللَّهِ بْن إدريس فِي حديثه. وذكر الزُّبَيْر، وَقَالَ: فرق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا حَتَّى دمعت عيناه، وَقَالَ لأبي بكر: يَا أبا بكر، لو كنت سمعت شعرها مَا قتلت أباها.
قَالَ الزُّبَيْر: وسمعت بعض أهل العلم يغمز أبياتها هذه، ويذكر أنها مصنوعة، وضرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنقه وعنق عقبة بْن أبي معيط صبرًا يوم بدر.
__________
[1] السيرة: بأن.
[2] السيرة، أ: إليك.
[3] السيرة، والإصابة: أم كيف يسمع ميت.
[4] السيرة: أمحمد يا خير ضنّ كريمة في ...
[5] أ، والسيرة: فالنضر.

(4/1905)


(4071) قسرة بنت [1] رواس الكندية.
قالت: قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا قسرة، اذكري اللَّه عند الخطيئة يذكرك عندها بالمغفرة، وأطيعي زوجك يكفك من شر الدنيا والآخرة. وبري والديك بكثر خير بيتك.
(4072) قيلة ابنة مخرمة الغنوية.
قيل العنزية [2] . وقيل التميمية. روت عنها صفية ودحيبة ابنتا عليبة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن حسان الحديث الطويل الفصيح، فهي ربيبتهما، وقيل جدة أبيهما. وقد شرح حديثها أهل العلم بالحديث، فهو حديث حسن.
(4073) قيلة الأنمارية.
وقال ابن أبى خيثمة الأنصارية، أخت بني أنمار، حديثها فِي البيوع عند عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَانَ بْن خثيم، عنها
(4074) قيلة الخزاعية،
فهي أم سباع بْن عبد العزى بْن عَمْرو بْن نضلة بْن عباس ابن سُلَيْمَانَ بْن خزاعة، ومن خلفاء بني زهرة. فِيهَا وفي التي قبلها نظر.
باب الكاف
(4075) كبشة بنت حكيم الثقفية،
جدة أم الحكم بنت يَحْيَى بْن عُقْبَةَ، رأت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا صحبة.
(4076) كبشة بنت رافع بْن عبيد بْن ثعلبة بْن عبيد بن الأبجر،
وهو خدرة ابن عوف بْن الحارث بْن الخزرج. هي أم سعد بن معاذ، لما صحبة. روى سعد ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا خُرِجَ بِجِنَازَةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ جَعَلَتْ أُمُّهُ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا عُمَرُ: انْظُرِي مَا تَقُولِينَ يَا أُمُّ سعد؟
__________
[1] في الإصابة: قال أبو عمر: قسرة- بكسر القاف وسكون المهملة. وقال غيره:
بالشين المعجمة. وقيل بفتح القاف مع إهمال السين.
[2] أ: العنبرية.

(4/1906)


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَعْهَا يَا عُمَرُ، كُلُّ [1] بَاكِيَةٍ مُكْثِرَةٌ إِلا أُمَّ سَعْدٍ مَا قَالَتْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ تكذب.
(4077) كبشة الأنصارية.
تعرف بالبرصاء، وهي جدة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي عمرة، وَهُوَ الراوي عنها. قال أحمد بن زهير: سمعت أبي يقول: كبشة هذه من بني مالك بْن النجار، لَهَا صحبة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إسماعيل ابن محمد الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْن إِسْحَاق، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد بْنُ جابرُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ يُقَالُ لَهَا كَبْشَةُ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَرِبَ مِنْ فَمِ [2] قِرْبَةٍ مُعَلَّقَةٍ، قَالَتْ: فَقَطَعْتُ فَمَهَا فَرَفَعْتُهُ.
(4078) كبيرة [3] بنت سُفْيَان.
ويقال: ابنة أبي سُفْيَان الثقفية. ليس حديثها بالقائم، لأنه يدور عَلَى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن مسمول، أَوْ هُوَ مجهول
(4079) كعيبة [4] بنت سَعِيد الأسلمية،
شهدت خيبر مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسهم لَهَا سهم رجل فِيمَا رواه الْوَاقِدِيّ.
باب اللام
(4080) لبابة بنت الحارث بْن حزن الهلالية،
من بني هلال بْن عامر بْن صعصعة، ينسبونها لبابة بنت الحارث بْن حزن بْن بجير بْن الهرم بْن رويبة بْن عَبْد اللَّهِ بن
__________
[1] في أسد الغابة: كل نائحة تكذب إلا نائحة سعد.
[2] في أ: من في قربة معلقة قائما فقمت إلى فيها فقطعته.
[3] بالتصغير (الإصابة) .
[4] في أسد الغابة: أخرجها الثلاثة وأبو موسى بالباء الموحدة، إلا أن ابن مندة وأبا نعيم قالا كثيرة- بالثاء المثلثة. وفي الإصابة كبيرة. وقيل بالثاء بدل الموحدة.

(4/1907)


هلال بْن عامر بْن صعصعة. هي أم الفضل أخت ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزوجة العباس بْن عبد المطلب، وأم أكثر بنيه. يقال: إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة، فكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزورها ويقيل عندها. وروت عنه أحاديث كثيرة، وكانت من المنجبات، ولدت للعباس ستة رجال لم تلد امرأة مثلهم، وهم: الفضل، وبه كانت تكنى ويكنى زوجها العباس أَيْضًا أَبُو الفضل- وعَبْد اللَّهِ الفقيه، وعبيد اللَّه الفقيه، ومعبد، وقثم، وعَبْد الرَّحْمَنِ، وأم حبيبة سابعة- وفي أم الفضل هذه يقول عبد الله بن يزيد الهلالي:
مَا ولدت نجيبة من فحل ... بجبل نعلمه وسهل
كستة من بطن أم الفضل ... أكرم بها من كهلة وكهل
عم النَّبِيّ المصطفى ذي الفضل ... وخاتم الرسل وخير الرسل
وأخوات أم الفضل لأبيها وأمها ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولبابة الصغرى، وعصمة، وعزة، وهزيلة، أخوات لأب وأم، كلهن بنات الحارث بْن حزن الهلالي، وأخواتهن لأمهن، أسماء، وسلمى، وسلامة بنات عميس الخثعميات، وأخوهن لأمهم محمية بْن جزء الزبيدي، فهن ست أخوات لأب وأم، وتسع أخوات لأم، أمهن كلهن هند بنت عوف الكنانية، وقيل الحميرية. ومن قَالَ الحميرية قَالَ: هند بنت عوف بن الحارث ابن حماطة بْن جرش بْن حمير، قَالُوا: وهي العجوز التي قيل فِيهَا أكرم الناس أصهارا وقد قيل: إن زينب بنت خزيمة الهلالية أختهن لأم.

(4/1908)


حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد، قال: حدثنا أحمد بن الفضل [ابن الْعَبَّاسِ الدينَوَريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ] [1] بْنِ مُنِيرٍ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: الأَخَوَاتُ الْمُؤْمِنَاتُ: مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَأُمُّ الْفَضْلِ سَلْمَى، وَأَسْمَاءُ. وَقَالَ فِيهِ [الزُّبَيْرُ، عَنْ] [2] إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنِ الدراوَرْديّ بِإِسْنَادِهِ: الأَخَوَاتُ الأَرْبَعُ مُؤْمِنَاتٌ: مَيْمُونَةُ، وَأُمُّ الْفَضْلِ، وَسَلْمَى، وَأَسْمَاءُ.
(4081) لبابة الصغرى بنت الحارث بْن حزن بْن بجير بْن الهرم [3] الهلالية
أخت لبابة الكبرى المتقدم ذكرها. ولبابة الصغرى هي أم خالد بْن الوليد، فِي إسلامها وصحبتها نظر.
(4082) ليلى بنت أبي حثمة بْن حذيفة بْن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كعب القرشية العدوية،
امرأة عامر بْن ربيعة، هاجرت الهجرتين وصلت القبلتين. روت عنها الشفاء. ويقال: إنها أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة. وقيل: بل تلك أم سلمى. وَقَالَ الزُّبَيْر ومصعب: ليلى بنت أبي حثمة هي أول ظعينة قدمت المدينة مَعَ زوجها عامر بْن ربيعة.
(4083) ليلى بنت حكيم الأنصارية الأوسية،
التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ذكرها أَحْمَد بْن صالح المصري فِي أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكرها غيره فِيمَا علمت.
__________
[1] من أ
[2] ليس في أ
[3] في ى: هرم.

(4/1909)


(4084) ليلى مولاة عائشة.
حديثها ليس بقائم الإسناد. وروى عنها أَبُو عَبْد اللَّهِ المدني وَهُوَ مجهول.
(4085) ليلى عمة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى.
بايعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروت عنه.
(4086) ليلى بنت قانف [1] الثقفية
كانت فيمن شهد غسل أم كلثوم بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووصفت ذلك فأتقنت.
حَدَّثَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ- أَنَّ لَيْلَى بِنْتَ قَانِفٍ الثَّقَفِيَّةَ قَالَتْ:
كُنْتُ فِيمَنْ غَسَّلَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: فَأَوَّلُ مَا أَعْطَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَفَنِهَا الْحَقْوُ، ثُمَّ الدِّرْعُ، ثُمَّ الْخِمَارُ، ثُمَّ الْمِلْحَفَةُ، ثُمَّ أُدْرِجَتْ فِي الثَّوْبِ الأَكْبَرِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَ الْبَابِ يُنَاوِلُنَا.
(4087) ليلى السدوسية.
امرأة بشير بن الخصاصية، حديثها عند إياد بْن لقيط فِي تغيير اسم زوجها بشير.
(4088) ليلى الغفارية.
كانت تخرج مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مغازيه تداوي الجرحى، وتقوم عَلَى المرضى. حديثها أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعائشة: هَذَا عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ أول الناس إيمانًا. روى عنها محمد بن قاسم الطائي.
__________
[1] بالقاف والنون والفاء (التقريب)

(4/1910)


باب الميم
(4089) مارية أَوْ ماوية مولاة حجير بْن أبي أهاب التميمي.
حليف بني نوفل.
هي التي حبس فِي بيتها خبيب بْن عدي. ذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ مَارِيَّةَ مَوْلاةِ حُجَيْرٍ، وَكَانَ خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ حُبِسَ فِي بَيْتِهَا، قَالَ: فَكَانَتْ تُحَدِّثُ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَتْ، قَالَتْ: وَاللَّهِ، إِنَّهُ لَمَحْبُوسٌ فِي بَيْتِي مُغْلَقٌ دُونَهُ إِذَا طلّعت مِنْ خَلَلِ الْبَابِ، وَفِي يَدِهِ قِطْفُ عِنَبٍ مِثْلُ رَأْسِ الرَّجُلِ يَأْكُلُ مِنْهُ، وَمَا أَعْلَمُ فِي الأَرْضِ حَبَّةَ عِنَبٍ تُؤْكَلُ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْقَتْلُ قَالَ: يَا مَارِيَّةُ، الْتَمِسِي لِي حَدِيدَةً أَتَطَهَّرُ بِهَا. قَالَتْ: فَأَعْطَيْتُ الْمُوسِيَّ غُلامًا مِنَّا وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَأْتِيَهُ بِهَا. فَدَخَلَ بِهَا عَلَيْهِ. قالت: فو الله مَا هُوَ إِلا أَنْ وَلَّى دَاخِلا عَلَيْهِ، فقلت: أَصَابَ الرَّجُلُ ثَأْرَهُ، يَقْتُلُ هَذَا الْغُلامَ بِهَذِهِ الْحَدِيدَةِ لِيَكُونَ رَجُلٌ بِرَجُلٍ. فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ الْغُلامُ أَخَذَ الْحَدِيدَةَ مِنْ يَدِهِ، وَقَالَ: لَعَمْرِي مَا خَافَتْ أُمُّكَ غَدْرِي حِينَ أَرْسَلَتْكَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْحَدِيدَةِ، ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ. هَكَذَا قَالَ: قَالَتْ مَارِيَّةُ. وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ مَاوِيَّةُ، قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ مَاوِيَّةَ مَوْلاةِ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ، قَالَتْ: حُبِسَ خُبَيْبٌ بِمَكَّةَ فِي بَيْتِي، فَلَقَدِ اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا، وَإِنَّ فِي يَدِهِ لَقِطْفًا مِنْ عِنَبٍ أَعْظَمُ مِنْ رَأْسِهِ، يَأْكُلُ مِنْهُ وَمَا فِي الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ حَبَّةُ عِنَبٍ.
(4090) مارية خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تكنى أم الرباب، حديثها عند أهل البصرة أنها تطأطأت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صعد حائطًا ليلة فر من المشركين. لا أدري أهي الأولى قبلها أم لا.

(4/1911)


(4091) مارية القبطية مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأم ولده إِبْرَاهِيم،
وهي مارية بنت شمعون، أهداها له المقوقس القبطي صاحب الإسكندرية ومصر، وأهدى معها أختها سيرين وخصيًا يقال له مأبور، فوهب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيرين لحسان بْن ثابت، وهي أم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حسان.
حَدَّثَنَا عبد لوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابن سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ- أَنَّ رَجُلا كَانَ يُتَّهَمُ بِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ أُمِّ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: اذْهِبْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَأَتَاهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ، فَإِذَا هُوَ فِي رَكِيٍّ يَتَبَرَّدُ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: اخْرُجْ، فَنَاوَلَهُ يَدَهُ، فَأَخْرَجَهُ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ، فَكَفَّ عَلِيٌّ عَنْهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَمَجْبُوبٌ. وَرَوَى الأَعْمَشُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ فِيهِ. قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكُونُ كَالسِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ أَوِ الشَّاهِدِ يَرَى مَا لا يَرَى الْغَائِبُ. فَقَالَ: بَلِ الشَّاهِدِ يَرَى مَا لا يَرَى الْغَائِبُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذَا الرَّجُلُ الْمُتَّهَمُ كَانَ ابْنَ عَمِّ مَارِيَّةَ الْقِبْطِيَّةِ، أَهْدَاهُ مَعَهَا الْمُقَوْقِسُ، وَذَلِكَ مَوْجُودٌ فِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وَأَظُنُّهُ الْخَصِيَّ الْمَأْبُورَ الْمَذْكُورَ، مِنْ حِينَئِذٍ عُرِفَ أَنَّهُ خَصِيٌّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وتوفيت مارية فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وذلك فِي المحرم من سنة ست عشرة، وَكَانَ عمر يحشر الناس بنفسه لشهود جنازتها، وصلى عليها عمر، ودفنت بالبقيع، وقد ذكرنا خبر ابنها إِبْرَاهِيم فِي أول هَذَا الديوان مستوعبًا، والحمد للَّه.

(4/1912)


روى من حديث ابْن عباس عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لما ولدت مارية القبطية لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنه إِبْرَاهِيم قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أعتقها ولدها. وإسناده لا تقوم به حجة لضعفه.
(4092) مارية، خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جدة المثنى بْن صالح بْن مهران مولى عَمْرو بْن حريث،
لَهَا حديث واحد من حديث أهل الكوفة، رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَدَّتِهِ مَارِيَّةَ، قَالَتْ: صَافَحْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ أَرَ كَفًّا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(4093) مريم ابنة إياس الأنصارية،
مدنية. روى عنها عَمْرو بْن يَحْيَى المازني.
(4094) معاذة بنت عَبْد الله.
وقيل مسيكة. مولاة عَبْد الله بن أبي بن سلول، فِيهَا نزلت: وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا. وَكَانَ ابْن أبي يكرهها عَلَى ذلك فتأبى وتمتنع منه لإسلامها، هكذا قَالَ الزهري هي معاذة. وَقَالَ الأعمش، عَنْ أبي سُفْيَان، عَنْ جابر:
اسمها مسيكة. والصحيح مَا قاله ابْن شهاب إن شاء اللَّه تعالى. ذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
كَانَتْ مُعَاذَةُ مَوْلاةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بن سَلُولٍ امْرَأَةً مُسْلِمَةً فَاضِلَةً، وَكَانَتْ تَأْبَى عَلَيْهِ مِمَّا يَدْعُوهَا إِلَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ مُعَاذَةَ عُتِقَتْ فَكَانَتْ فِيمَا بَلَغَنِي مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ النِّسَاءِ فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَ ذَلِكَ سَهْلُ بْنُ قَرَظَةَ أَخُو بَنِي عَمْرِو [1] بْنِ عَوْفٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ، وَأُمَّ سَعِيدٍ بِنْتَ سَهْلٍ، ثُمَّ هَلِكَ عَنْهَا أَوْ فَارَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا الْحُمَيِّرُ بْنُ عَدِيٍّ الْقَارِي، أَخُو بَنِي خَطْمَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ تَوْأَمًا الْحَارِثَ بْنَ الْحُمَيِّرِ، وَعَدِيَّ بْنَ الْحُمَيِّرِ، وأم سعد بنت الحمير،
__________
[1] أ: بنى عامر بن عوف.

(4/1913)


ثُمَّ فَارَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا عَامِرُ بْنُ عَدِيٍّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي خَطْمَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ عَامِرٍ، قَالَ: وَكَانَتْ مُعَاذَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ الضَّرِيرِ بْنِ أُمَيَّةَ بن خدارة ابن الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَوْلُ ابْنِ شِهَابٍ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ كَانَ يَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَيَمْلِكُونَ مَا يَسْبُونَ كَسَائِرِ مَا كَانَتِ الْعَرَبُ تصنعه.
(4095) مليكة، جدة إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي طلحة،
لَهَا صحبة. روى عنها أنس بْن مالك. قيل: إنها أم سليم. وقيل: أم حرام، ولا يصح ذلك والله أعلم. والاختلاف فِي اسم أم سليم كثير عَلَى ما نذكره فِي بابها من الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
(4096) مليكة،
ويقال حبيبة بنت خارجة بْن زيد بْن أبي زهير الأَنْصَارِيّ، قد تقدم [1] ذكرها فِي باب الحاء.
(4097) مليكة بنت عَمْرو الزيدية من زيد اللات بن سعد.
حديثها عند زهير ابن معاوية عَنِ امرأة من أهله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فِي البقرة: لبنها [2] شفاء، وسمنها دواء، ولحمها داء.
(4098) مليكة بنت عويمر [3] الهذلية.
إحدى المرأتين من هذيل اللتين ضربت إحداهما بطن الأخرى، فألقت جنينًا، وكانتا ضرتين هذليتين. قَالَ ابْن عباس: كَانَ اسم إحداهما مليكة والأخرى أم غطيف. من حديث سماك عَنْ عكرمة عَنِ ابْن عباس.
(4099) ميمونة بنت الحارث الهلالية، زوج النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم،
هي ميمونة
__________
[1] صفحة 1807.
[2] أ: ألبانها.
[3] في الإصابة: وقيل بنت عويم- بغير راء. وفي أ: بنت عمرو.

(4/1914)


بنت الحارث بْن حزن بْن بجير بْن الهرم بْن رويبة بْن عَبْد اللَّهِ بْن هلال بن عامر ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بْن منصور بْن عكرمة بْن حفصة بْن قيس عيلان بْن مضر.
أمها هند بنت عوف بْن زهير بْن الحارث بْن حماطة من حمير. وقيل: من كنانة عَلَى مَا ذكرنا فِي باب أسماء بنت عميس، وأخوات ميمونة لأبيها وأمها:
أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث بْن حزن زوج العباس بْن عبد المطلب، ولبابة الصغرى بنت الحارث [زوج الوليد بْن الْمُغِيرَةِ المخزومي،] [1] هي أم خالد بْن الوليد. وعصماء بنت الحارث كانت تحت أبي بْن خلف الجمحي، فولدت له أبان [2] وغيره، وعزة بنت الحارث بْن حزن كانت تحت زياد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مالك الهلالي، فهؤلاء أخوات ميمونة لأب وأم. وأمهن هند بنت عوف.
وأخوات ميمونة لأمها أسماء بنت عميس، كانت تحت جعفر بْن أبي طالب، فولدت له عَبْد اللَّهِ، وعونًا، ومحمدًا، ثم خلف عليها أَبُو بَكْر الصديق، فولدت له محمدًا، ثم خلف عليها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فولدت له يَحْيَى. وقد قيل: إن أسماء بنت عميس كانت تحت حمزة. قيل: ولا يصح. وسلمى بنت عميس الخثعمية أخت أسماء، كانت تحت حمزة بْن عبد المطلب، فولدت له أمة اللَّه بنت حمزة، ثم خلف عليها بعده شداد بْن أسامة بْن الهادي الليثي، فولدت له عَبْد اللَّهِ، وعَبْد الرَّحْمَنِ، وسلامة بنت عميس أخت أسماء وسلمى كانت تحت عَبْد اللَّهِ بْن كعب بْن منبه الخثعمي. وزينب بنت خزيمة أخت ميمونة لأمها. وَكَانَ اسم ميمونة برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة.
__________
[1] ليس في أ.
[2] أ: أبا أبي.

(4/1915)


حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبًا أَبَا رِشْدِينَ يُحَدِّثُ عَنِ ابن عباس قال: كان اسم ميمونة برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة.
وكذلك روى عطاء ابن أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنِ ابْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَأَمَّا جُوَيْرِيَةُ فَلَمْ يَخْتَلِفُوا أَنَّ اسْمَهَا كَانَ بَرَّةَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ.
وَقَالَ أَبُو عبيدة: لما فرغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر توجه إِلَى مكة معتمرًا سنة سبع، وقدم عَلَيْهِ جعفر بْن أبي طالب من أرض الحبشة، فخطب عَلَيْهِ ميمونة بنت الحارث الهلالية، وكانت أختها لأمها أسماء بنت عميس عند جعفر، وسلمى بنت عميس عند حمزة، وأم الفضل عند العباس، فأجابت جعفر بْن أبي طالب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجعلت أمرها إِلَى العباس، فأنكحها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رجع بنى بها بسرف [1] حلالا، وكانت قبله عند أبي رهم بْن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ. وقال: يقال بن عند سبرة بْن أبي رهم، قَالَ: وماتت بسرف. هَذَا كله قول أبي عبيدة.
وَقَالَ عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عقيل: كانت ميمونة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند حويطب بْن عبد العزى. وَقَالَ عقيل، عَنِ ابْن شهاب: كانت تحت أبي رهم ابن عبد العزى. قَالَ ابْن شهاب: وهي التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
[1] موضع على ستة أميال من مكة. وقيل سبعة وتسعة واثنى عشر (ياقوت) .

(4/1916)


وكذلك قَالَ قتادة، قَالَ: وفيها نزلت: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ... 33: 50 الآية. قَالَ قتادة: وكانت قبله عند فروة بْن عبد العزى بْن أسد بْن غنم بْن دودان، هكذا قَالَ قتادة، وَهُوَ خطأ، والصواب مَا تقدم ذكره فِي زوجها أنه من بني عامر، وقد غلط أَيْضًا قتادة فِي نسبها، فَقَالَ: ميمونة بنت الحارث بْن فروة، وإنما هي ميمونة بنت الحارث بْن حزن عند جميعهم غيره، وقول ابْن شهاب الصواب، والله أعلم.
وذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ، عَنِ ابْن شهاب، قَالَ: خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من العام القابل- يعني من عام الحديبية- معتمرًا فِي ذي القعدة سنة سبع، وَهُوَ الشهر الَّذِي صده فيه المشركون عَنِ المسجد الحرام، فلما بلغ موضعًا ذكره بعث جعفر بْن أبي طالب بين يديه إِلَى ميمونة بنت الحارث بْن حزن الهلالية، فخطبها عَلَيْهِ جعفر، فجعلت أمرها إِلَى العباس، فزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَذَكَرَ سُنَيْدٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: لَقِيَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجُحْفَةِ حِينَ اعْتَمَرَ عُمْرَةَ الْقَضِيَّةَ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأَيَّمَتْ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، هَلْ لَكَ فِي أَنْ تَزَوَّجَهَا فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمَّا أَنْ قَدِمَ مَكَّةَ أَقَامَا ثَلاثًا، فَجَاءَهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اخْرُجْ عَنَّا، الْيَوْمَ آخِرُ شَرْطِكَ. فَقَالَ: دَعُونِي أَبْتَنِي بِامْرَأَتِي، وَأَصْنَعُ لَكُمْ طَعَامًا، فَقَالَ:
لا حَاجَةَ لَنَا بِكَ وَلا بِطَعَامِكَ، اخْرُجْ عَنَّا، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: يَا عَاضَّ بَظْرِ أُمِّهِ أَرْضُكَ وَأَرْضُ أُمِّكَ! نَحْنُ دُونَهُ، لا يَخْرُجُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

(4/1917)


إِلا أَنْ يَشَاءَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهُمْ فَإِنَّهُمْ زَارُونَا لا نؤذيهم. فَخَرَجَ فَبَنَى بِهَا بِسَرِفَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ وَأَهْلُ السِّيَرِ فِي حَالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عَقَدَ نِكَاحَهُ مَعَ مَيْمُونَةَ، وَقَدْ أَوْضَحْنَا ذَلِكَ فِي كِتَابِ «التَّمْهِيدِ» وَالْحَمْدُ للَّه.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ صفية بنت شيبة، فقالت: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ، وَبَنَى بِهَا بِسَرِفَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَتُوُفِّيَتْ مَيْمُونَةُ بِسَرِفَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي ابْتَنَى بِهَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَتْ بِسَرِفَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ بِسَرِفَ، وَصَلَّى عَلَيْهَا ابْنُ عَبَّاسٍ، وَدَخَلَ قَبْرَهَا هُوَ، وَيَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِي، وَهُمْ بَنُو أَخَوَاتِهَا، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْخَوْلَانِيُّ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حجرها.
(4100) ميمونة أخرى، مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حديثها عند أهل الشام فِي فضل بيت المقدس، إن أشد عذاب القبر في الغيبة والبول. روى عنها زياد بْن أبي سودة، والقاسم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ.
(4101) ميمونة بنت سعد مولاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنها أَبُو يَزِيد الضبي أيوب بْن أبي خالد حديثًا مرفوعًا فِي قبلة الصائم وعتق ولد الزنا، حديث ليس بالقوى.

(4/1918)


(4102) ميمونة بنت أبي عنبسة [1] مولاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدعاء.
(4103) ميمونة بنت كردم الثقفية.
روى عنها يَزِيد بْن مقسم، حديثها عند أهل البصرة، وليس يَزِيد هَذَا بمعروف.
باب النون
(4104) نسيبة [2] بنت الحارث، أم عطية الأنصارية.
غلبت عليها كنيتها، ويقال نبيشة.
(4105) نسيبة [3] بنت كعب بْن عَمْرو، أم عمارة الأنصارية.
غلبت عليها كنيتها، يأتي ذكرها مجودا فِي باب الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
(4106) نفيسة بنت أمية لتميمية، أخت يعلى بْن أمية،
لَهَا صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(4107) النوار بنت مالك بْن صرمة،
من بني عدي بْن النجار، هي أم زيد بْن ثابت الأَنْصَارِيّ الفقيه القاري الفارض، كاتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روت عنها أم سعد بنت أسعد بْن زرارة.
(4108) نولة [4] بنت أسلم الأنصارية،
صلت القبلتين. حديثها يروى عَنْ جعفر ابن محمود [بْن مُحَمَّد بْن سلمة بْن مخلد] [5] ، عَنْ جدته أم أبيه نولة بنت أسلم-
__________
[1] في أسد الغابة: أو بنت عتبة- قاله ابن مندة وأبو عمر. وقال أبو نعيم: هو تصحيف وإنما هو عسيب. وفي الإصابة: ميمونة بنت أبي عسيب. ويقال بنت أبى عنبسة. جزم بالأول أبو نعيم وبالثاني أبو عمر.
[2] في أسد الغابة: نسيبة هذه بضم النون وفتح السين.
[3] في أسد الغابة: نسيبة هذه بفتح النون وكسر السين، قاله الأمير أبو نصر.
[4] في أسد الغابة: نويلة. وفي القاموس: أو هي كجهينة. وفي الإصابة: نويلة. ويقال أولها مثناة فوقية، وهذه التي بالنون رواية إسحاق بن إدريس.
[5] ليس في ى.

(4/1919)


أنها قالت: صلينا الظهر أَوِ العصر فِي مسجد بني حارثة، فاستقبلنا بيت المقدس، فصلينا سجدتين، ثم جاءنا من يخبرنا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد استقبل البيت الحرام فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال، فصلينا السجدتين، ونحن نستقبل البيت الحرام، قَالَ: فحدثني رجال من الأنصار من بني حارثة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بلغه ذلك قَالَ: أولئك قوم أيقنوا بالغيب.
باب الهاء
(4109) هزيلة بنت الحارث بْن حزن الهلالية، أم حفيد،
هي أخت ميمونة وأخواتها، نكحت فِي الإعراب، وهي التي أهدت إِلَى أختها ميمونة الضباب والأقط والسمن فِي حديث سُلَيْمَان بْن يسار، وعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ عَنْ ميمونة.
(4110) هند بنت أسيد بْن الحضير [1] الأَنْصَارِيّ.
روى عنها أَبُو الرجال عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كَانَ يخطب بالقرآن- قالت: وما تعلمت «ق والقرآن المجيد» إلّا من كثرة ما كنت أسمها منه وهو بخطب بها عَلَى المنبر.
(4111) هند بنت أبي أمية، أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ.
أبوها أَبُو أمية بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ بْن مخزوم. واسمه حذيفة، يعرف بزاد الراكب، وَهُوَ أحد أجواد قريش المشهورين بالكرم. وأمها عاتكة بنت عامر ابن ربيعة بْن مالك بْن خزيمة بْن علقمة بْن فراس.
واختلف فِي اسم أم سلمة، فقيل رملة، وليس بشيء. وقيل: هند، وَهُوَ الصواب، وعليه جماعة من العلماء فِي اسم أم سلمة. وكانت قبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى
__________
[1] أ، وأسد الغابة، والإصابة: حضير.

(4/1920)


اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت أبي سلمة بْن عبد الأسد، وكانت هي وزوجها أَبُو سلمة أول من هاجر إِلَى أرض الحبشة. ويقال أَيْضًا: إن أم سلمة أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة. وقيل: بل ليلى بنت أبي حثمة زوجة عامر بْن ربيعة، تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم سلمة سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر، عقد عليها فِي شوال، وابتنى بها فِي شوال، وَقَالَ لَهَا: إن شئت سبعت عندك وسبعت لنسائي، وإن شئت ثلثت ودرت. فقالت: بل ثلث. وتوفيت أم سلمة فِي أول خلافة يَزِيد بْن معاوية سنة ستين. وقيل: إنها توفيت فِي شهر رمضان أَوْ شوال سنة تسع وخمسين، وصلى عليها أَبُو هريرة. وقد قيل: إن الَّذِي صلى عليها سَعِيد بْن زيد.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَيْمُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَوْصَتْ أَنْ يُصَلِّي عَلَيْهَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، وَكَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ مَرْوَانُ.
وَقَالَ الْحَسَنُ [بْنُ عُثْمَانَ] [1] : بَلْ كَانَ الْوَالِي يَوْمَئِذٍ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، وَصَلَّى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَةَ، وَدَخَلَ قَبْرَهَا عُمَرُ وَسَلَمَةُ ابْنَا أَبِي سَلَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، وَدُفِنَتْ بِالْبَقِيعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
(4112) هند بنت ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن هاشم.
ولدت عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي التي كانت عند حبان بْن واسع هي وامرأة له أخرى أنصارية، فطلق الأنصارية وهي ترضع، فمرت بها سنة، ثم هلك عنها ولم
__________
[1] ليس في أ.

(4/1921)


تحص، فقالت: أنا أرثه، ولم أحض، فاختصمتا إِلَى عُثْمَان بْن عفان فقضى لَهَا بالميراث، ولا مت الهاشمية عُثْمَان فَقَالَ لَهَا: هَذَا عمل ابْن عمك، قد أشار علينا بهذا- يعني عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ.
(4113) هند بنت أبي طالب، أم هانئ.
قد اختلف فِي اسمها، فقيل: هند.
وقيل: فاختة، وكلاهما قاله جماعة من العلماء بهذا الشأن، وقد ذكرناها فِي الفاء [1] ، وسنذكرها فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى. ومن حجة من قَالَ: إن اسمها هند- قول زوجها هبيرة بْن أبي وهب بْن عمرو بن عائذ [2] بن عمران بن مخزوم حين هرب إِلَى نجران، وأسلمت أم هانئ زوجته، فبلغه إسلامها، فقال:
أشاقتك هند أم أتاك [3] سؤالها ... كذاك النوى أسبابها وانتقالها
وقد أرقت فِي رأس حصن ممرد ... بنجران يسري بعد نوم خيالها
وهي أبيات سنذكرها بكمالها فِي باب كنيتها إن شاء الله تعالى.
(4114) هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بْن عبد مناف، أم معاوية،
أسلمت عام الفتح بعد إسلام زوجها أبي سُفْيَان بْن حرب، فأقرهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نكاحهما، وكانت امرأة [فِيمَا ذكره] [4] لَهَا نفس وأنفة [5] ، شهدت أحدًا كافرة مَعَ زوجها أبي سُفْيَان بْن حرب، وكانت تقول يوم أحد:
نحن بنات طارق ... نمشي عَلَى النمارق
[والمسك في المفارق ... ولدر في المخانق] [6]
إن تقبلوا نعانق ... [ونفرش النمارق] [7]
أَوْ تدبروا نفارق ... فراق غير وامق
قَالَ الزُّبَيْر: سمعت يحيى بن عبد الملك الهديرى- وقد ذكر قول هند يوم
__________
[1] صفحة 1889.
[2] أ: عابد.
[3] أ: نآك.
[4] من أ
[5] أ: نفس واثقة.
[6] من أ.
[7] من أ

(4/1922)


أحد نحن بنات طارق فَقَالَ: أرادت: نحن بنات النجم، من قوله عَزَّ وَجَلَّ:
وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ. وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ 86: 1- 3 تقول: نحن بنات النجم.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَالُوا: فلما قتل حمزة وثبت عَلَيْهِ فمثلت به، وشقت بطنه، واستخرجت كبده فشوت منه وأكلت فِيمَا يقال، لأنه كَانَ قد قتل أباها يوم بدر. وقد قيل: إن الَّذِي مثل بحمزة بْن عبد المطلب معاوية بْن الْمُغِيرَةِ بْن أبي العاص بْن أمية، وقتله النبي صلى الله عليه وسلم ضرا؟ منصرفه من أحد فِيمَا ذكر الزُّبَيْر، ثم ختم اللَّه لَهَا بالإسلام، فأسلمت يوم الفتح، فلما أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البيعة عَلَى النساء- ومن الشرط فِيهَا ألا يسرقن ولا يزنين- قالت له هند بنت عتبة: وهل تزني الحرة وتسرق يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فلما قَالَ: وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ. قالت: قد ربّيناهم صغار وقتلتهم أنت ببذر كبارًا- أَوْ نحو هَذَا من القول. وشكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زوجها أبا سُفْيَان لا يعطيها من الطعام مَا يكفيها وولدها. فَقَالَ لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خذي من ماله بالمعروف مَا يكفيك أنت وولدك. وتوفيت هند بنت عتبة فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي اليوم الَّذِي مات فيه أَبُو قحافة والد أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنهما.
(4115) هند بنت عَمْرو بْن حرام عمة جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصارية.
كانت تحت عَمْرو بْن الجموح، فقتل عنها يوم أحد، وقتل أخوها عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن حرام يومئذ أَيْضًا، ودفنا في قبر واحد.
(4116) هند بنت يَزِيد بْن البرصاء:
من بني [أبى] [1] بكر بن كلاب،
__________
[1] من أ، وأسد الغابة.

(4/1923)


هكذا ذكرها أَبُو عبيدة فِي أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ أَحْمَد بْن صالح المصري: هي عمرة بنت يَزِيد، وفيها نظر، لأن الاضطراب فِيهَا كثير جدًا.
باب الياء
(4117) يسيرة [1] الأنصارية.
[تكنى [2]] أم ياسر. وقيل: بل هي يسيرة بنت ياسر، تكنى أم حميضة، كانت من المهاجرات الأول المبايعات من حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: يَا نساء المؤمنات، عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس، واعقدن بالأنامل فإنّهنّ مسئولان مستنطقات. هي جدة هانئ بْن عُثْمَانَ. حديثها عند أهل الكوفة، عَنْ هانئ بْن عُثْمَانَ، عَنْ حميضة بنت ياسر، عَنْ جدتها يسيرة.