الإصابة في تمييز الصحابة

حرف الألف
القسم الأول
باب الهمزة بعدها ألف [ (1) ]
1- آبي اللحم الغفاريّ [ (2) ] :
صحابي مشهور، روى حديثه الترمذي، والنسائي، والحاكم، وروى بسنده عن أبي عبيدة، قال: آبي اللحم اسمه عبد اللَّه بن عبد الملك بن عبد اللَّه بن غفار، وكان شريفا شاعرا، وشهد حنينا [ (3) ] ومعه مولاه عمير، وإنما سمّي آبي اللحم، لأنه كان يأبى أن يأكل اللّحم. وقال الواقدي: كان ينزل «الصّفراء» [ (4) ] ، وكذا قال خليفة بن خيّاط في اسمه ونسبه. وقال الهيثم بن عدي، وهشام بن الكلبي: اسمه خلف بن عبد الملك، وقال غيرهما. اسمه عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن مالك. وقيل: اسمه الحويرث بن عبد اللَّه بن خلف بن مالك. وقال المرزباني: اسمه عبد اللَّه بن عبد ملك، كان شريفا شاعرا أدرك الجاهلية.
قلت: رأيته بخط الرضيّ الشاطبي عبد ملك بفتح اللام مجردا عن الألف واللام.
وروى مسلم في صحيحه حديث عمير مولى آبي اللحم، قال: أمرني مولاي أن أقدّد لحما، فجاءني مسكين فأطعمته ... الحديث. وفيه: قلت: يا رسول اللَّه- أتصدق من مال سيّدي
__________
[ (1) ] في د حرف الألف بعدها باء.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة، أسد الغابة ت (1) الاستيعاب (137) ، تهذيب الكمال 1/ 71 تهذيب التهذيب 1/ 188، تقريب التهذيب 1/ 29، تلقيح فهوم أهل الأثر ص 378، تصحيفات المحدثين ص 23.
[ (3) ] حنين: وهو موضع قريب من مكة وقيل هو وادي قبل الطائف وقيل واد بجنب ذي المجاز. انظر معجم البلدان 2/ 359.
[ (4) ] الصفراء: بالتأنيث وادي الصفراء: من ناحية المدينة وهو واد كثير النخل والزّرع في طريق الحاج بينه وبين بدر مرحلة وماؤها عيون كلها. وماؤها يجري إلى ينبع ورضوى غريبها. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 844.

(1/167)


بشيء؟ قال: «نعم، والأجر بينكما» [ (1) ] .
وقال ابن عبد البر: هو من قدماء الصحابة وكبارهم، ولا خلاف أنه شهد حنينا وقتل بها.

باب الألف بعدها موحدة [ (2) ]
2- أبان بن سعيد:
بن العاص [ (3) ] بن أمية بن عبد مناف القرشي الأموي. قال البخاريّ، وأبو حاتم الرّازيّ، وابن حبّان: له صحبة، وكان أبوه من أكابر قريش، وله أولاد نجباء، أسلم منهم قديما خالد، وعمرو، فقال فيهما أبان الأبيات المشهورة التي أولها:
ألا ليت ميتا بالظّريبة [ (4) ] شاهد ... لما يفتري في الدّين عمرو وخالد [ (5) ]
[الطويل] ثم كان عمرو وخالد ممن هاجرا إلى الحبشة، فأقاما بها، وشهد أبان بدرا مشركا، [ (6) ] فقتل بها أخواه العاص وعبيدة على الشرك، ونجا هو، فبقي بمكّة حتى أجار عثمان زمن الحديبيّة [ (7) ] ، فبلّغ رسالة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وقال له أبان:
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح عن يزيد بن أبي عبيد بزيادة في أول كتاب الزكاة (12) باب ما أنفق العبد من مال مولاه (26) حديث رقم (83/ 1025) والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 194، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 1953.
[ (2) ] في د القسم الأول باب الأول.
[ (3) ] نسب قريش: 174، 175، طبقات خليفة: 298، تاريخ خليفة 120، 1131، التاريخ الكبير 1/ 450، التاريخ الصغير 1/ 35، 52، الجرح والتعديل 2/ 295، مشاهير علماء الأمصار ت: 70 تاريخ الإسلام 1/ 376- 378، تهذيب تاريخ ابن عساكر 2/ 127، 133، أسد الغابة ت (2) .
[ (4) ] ظريبة: تصغير ظربة: موضع بالطائف. قال أبان بن سعيد:
ألا ليت ميتا بالظريبة شاهد ... لما يفتري في الدين عمرو بن خالد
انظر: مراصد الاطلاع 2/ 904.
[ (5) ] ينظر في معجم البلدان «ظريبة، أسد الغابة ترجمة «2» ، والاستيعاب في ترجمة أبان بن سعيد «4» والإصابة.
[ (6) ] بدر: ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصّفراء ويقال إنه ينسب إلى قريش بن الحارث بن يخلد ويقال مخلّد بن النضر بن كنانة، به سميت قريش فغلبت عليها لأنه كان دليلها وصاحب ميرتها فكانوا يقولون: جاءت عير قريش وخرجت عير قريش قال: وابنه بدر بن قريش به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة لأنه كان احتفرها، انظر معجم البلدان 1/ 425.
[ (7) ] الحديبيّة: بضم الحاء وفتح الدال وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وياء اختلفوا فيها فمنهم من شددها ومنهم من خففها وهي قرية متوسطة وليست كبيرة سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول اللَّه تحتها وقال الخطابي في أماليه: سميت الحديبيّة بشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع وبين الحديبيّة

(1/168)


أسبل وأقبل ولا تخف أحدا ... بنو سعيد أعزّة الحرم [ (1) ]
[المنسرح] ثم قدم عمرو وخالد من الحبشة فراسلا أبان فتبعهما حتى قدموا جميعا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم أبان أيام خيبر. وشهدها مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأرسله النبيّ صلّى الله عليه وسلم في سرية.
ذكر جميع ذلك الواقديّ، ووافقه عليه أهل العلم بالأخبار وهو المشهور، وخالفهم ابن إسحاق فعدّ أبان فيمن هاجر إلى الحبشة ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية، فاللَّه أعلم.
وروى ابن أبي خيثمة من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذيّ أحد الضعفاء عن إياس بن معاوية بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عثمان بن عفان إلى مكة، فأجاره أبان بن سعيد، فحمله على سرجه، أردفه حتى قدم مكة.
وقال الهيثم بن عدي: بلغني أن سعيد بن العاص قال: لما قتل أبي يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص، وكان وليّ صدق، فخرج تاجرا إلى الشام. فذكر قصة طويلة اتفقت له مع راهب يقال له «يكا» ، وصف له صفة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، واعترف بنبوته، وقال له: أقرئ الرجل الصالح السلام. فرجع أبان فجمع قومه، وذكر لهم ذلك، ورحل إلى المدينة [ (2) ] فأسلم.
وفي البخاريّ، وأبي داود، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أبان بن سعيد بن العاص على سرية قبل نجد [ (3) ] ، فقدم هو وأصحابه على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بخيبر ... الحديث.
وقال الواقديّ: حدثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن عمر بن عبد العزيز، قال:
مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأبان بن سعيد على البحرين [ (4) ] ، ثم قدم أبان على أبي بكر، وسار إلى
__________
[ () ] ومكة مرحلة وبينها وبين المدينة تسع مراحل.
[ (1) ] رواية البيت في الاستيعاب هكذا: أقبل وأدبر.... انظر الترجمة «4» .
[ (2) ] المدينة لها أسماء: المدينة، وطابة، وطيبة، بفتح الطاء وقيد بفتح الطاء احترازا من طيبة بكسرها فإنّها قرية قرب زرود ويثرب كان اسمها قديما فغيره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما فيه من التثريب وهو التعبير والاستقصاء في اللوم وتسميتها في القرآن يثرب حكاية لقول من قالها من المنافقين المطلع/ 158.
[ (3) ] نجد بفتح النون وسكون الجيم قال صاحب المطالع: وهو ما بين جرش إلى سواد الكوفة وحدّه مما يلي المغرب: الحجاز، على يسار الكعبة ونجد كلها من عمل اليمامة وقال الجوهري ونجد من بلاد العرب وهو خلاف الغور وهو تهامة كلها وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد وهو مذكر. انظر:
المطلع/ 166.
[ (4) ] البحرين: روى ابن عباس: البحرين من أعمال العراق وحدّه من عمان ناحية جرّفار واليمامة على جبالها

(1/169)


الشام، فقتل يوم أجنادين [ (1) ] سنة ثلاث عشرة، قاله موسى بن عقبة وأكثر أهل النسب.
وقال ابن إسحاق: قتل يوم اليرموك [ (2) ] ، ووافقه سيف بن عمر في الفتوح. وقيل: قتل يوم مرج الصفر [ (3) ] ، حكاه ابن البرقي. وقال أبو حسان الزيادي: مات سنة سبع وعشرين في خلافة عثمان.
ومما يدل على أنه تأخّرت وفاته عن خلافة أبي بكر ما روى ابن أبي داود والبغوي من طريق سليمان بن وهب الأنباري، قال: حدثنا النعمان بن بزرج قال: لما توفي رسول صلّى اللَّه عليه وسلم بعث أبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن [ (4) ] ، فكلّمه فيروز في دم دادويه الّذي قتله قيس بن مكشوح، فقال أبان لقيس: أقتلت رجلا مسلما! فأنكر قيس أن يكون دادويه مسلما، وأنه إنما قتله، بأبيه وعمّه، فخطب أبان فقال: إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قد وضع كلّ دم كان في الجاهلية، فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به، ثم قال أبان لقيس: الحق بأمير المؤمنين عمر، وأنا أكتب لك أني قضيت بينكما. فكتب إلى عمر بذلك فأمضاه.
قال البغويّ: لا أعلم لأبان بن سعيد مسندا غيره.
__________
[ () ] وربما ضمت إلى المدينة وربما أفردت هذا كان في أيام بني أميّة فلما ولي بنو العباس صيّروا عمان والبحرين واليمامة عملا واحدا، قاله ابن الفقيه وهي الآن مدينة مستقلة. انظر: معجم البلدان 1/ 412.
[ (1) ] أجنادين: بالفتح ثم السكون ونون وألف وفتح الدال فتكسر معها النون فيصير بلفظ التثنية وتكسر الدال وتفتح النون بلفظ الجمع وأكثر أصحاب الحديث يقولون إنه بلفظ التثنية ومن المحصّلين من يقوله بلفظ الجمع: وهو موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين، ويكتب خالد بن الوليد بالفتح إلى أبي بكر الصديق «وأخبرك أيها الصديق أنا لقينا المشركين وقد جمعوا لنا جموعا جما بأجنادين فخرجنا لهم واثقين باللَّه متوكلين عليه فطاعناهم بالرماح شيئا ثم صرنا إلى السيوف فقارعناهم ثم إن اللَّه أنزل نصره وهزم الكافرين والحمد للَّه والسلام» . الروض المعطار/ 12، معجم البلدان 1/ 129.
[ (2) ] يرموك: واد بناحية الشام في طرف الغور يصبّ في نهر الأردن كانت به حرب للمسلمين مع الروم في أيام أبي بكر رضي اللَّه عنه. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1477.
[ (3) ] مرج الصّفّر: بالتشديد: بدمشق وقال خالد بن سعيد بن العاص وقتل بمرج الصفر:
هل فارس كره النزال يعيرني ... رمحا إذا نزلوا بمرج الصفر.
انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1254.
[ (4) ] اليمن: قال صاحب المطالع اليمن: كلّ ما كان عن يمين الكعبة من بلاد الغور قال الجوهري، اليمن:
بلاد العرب والنّسبة إليها يمني، ويمان مخففة والألف عوض عن ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه:
وبعضهم يقول: يمانيّ بالتشديد قال أمية بن خلف:
يمانيا يظلّ يشدّ كيرا ... وينفخ دائما لهب الشواظ

(1/170)


قلت: وذكره البخاريّ في ترجمته مختصرا، ورجّح ابن عبد البر القول الأول، ثم ختم الترجمة بأن قال: وكان أبان هو الّذي تولى إملاء مصحف عثمان على زيد بن ثابت، أمرهما بذلك عثمان. ذكر ذلك ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه. انتهى.
وهو كلام يقتضي التناقض والتدافع، لأن عثمان إنما أمر بذلك في خلافته، فكيف يعيش إلى خلافة عثمان من قتل في خلافة أبي بكر؟ بل الرواية التي أشار إليها ابن عبد البر رواية شاذة تفرّد بها نعيم بن حماد، عن الدّراوردي. والمعروف أن المأمور بذلك سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وهو ابن أخي أبان بن سعيد. واللَّه أعلم.

3- أبان المحاربي [ (1) ] :
من بني محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. فيقال [ (2) ] له أبان العبديّ أيضا. قال ابن السكن: له صحبة، حديثه في البصريين.
وقال ابن حبّان: أبان العبديّ، وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عداده في أهل البصرة. وأخرج له البغويّ من طريق أبان بن أبي عياش، عن الحكم بن حيان المحاربي، عن أبان المحاربي، وكان من الوفد الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من عبد القيس- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ما من عبد مسلم يقول إذا أصبح: الحمد للَّه ربّي، لا أشرك به شيئا، إلّا غفرت له ذنوبه» .
قال البغوي: لا أعلم له غيره.
قلت: وجدت له آخر أخرجه ابن شاهين، ورويناه في الجزء الثاني من فوائد أبي بكر بن خلاد النّصيبي من طريق زياد البكّائي، قال: حدثنا أبو عبيدة العتكيّ، عن الحكم بن حيان، عن أبان المحاربي، قال: كنت في الوفد فرأيت بياض إبط رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حين رفع يديه يستقبل بهما القبلة [ (3) ] .
وأشار الدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» إلى أنّ أبان بن أبي عياش تفرّد بالحديث الأول، وهو ضعيف واه، فإن كان أبان بن أبي عياش يكنى أبا عبيدة صح أنه تفرّد بالحديث عن الحكم المذكور.

4- إبراهيم بن جابر [ (4) ] :
كان عبدا لخرشة [ (5) ] الثّقفي. نزل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من حصن الطائف في جملة من نزل من عبيدهم أيام حصارهم، فأعتقه ودفعه إلى أسيد بن حضير
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 1، أسد الغابة ت (4) ، الاستيعاب ت (5) .
[ (2) ] في د ويقال.
[ (3) ] أورده الهيثمي في الزوائد 2/ 128 عن جابر وقال رواه أحمد والطبراني في الثلاثة ورجال أحمد رجال الصحيح.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 1.
[ (5) ] في ج لخوشة.

(1/171)


وأمره أن يمونه ويعلمه. ذكره الواقدي واستدركه ابن فتحون، [لأنه عاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دهرا] [ (1) ] .

5- إبراهيم بن الحارث [ (2) ] :
بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن تيم بن مرّة القرشي التيمي. قال البخاريّ: هاجر مع أبيه، وروى ابن مندة بسند صحيح عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، وكان أبوه من المهاجرين، وقال ابن عبد البر في ترجمة أبيه الحارث بن خالد: هاجر إلى الحبشة، فولد له بها موسى وزينب وإبراهيم، وهلكوا بأرض الحبشة، قاله مصعب.
وقال غيره: خرج بهم الحارث يريد المدينة فشربوا من ماء فماتوا إلا الحارث.
قلت: لعله كان له ابن آخر يقال له إبراهيم غير إبراهيم والد محمد، إذ كيف يهلك في ذلك الزمان من يولد له محمد بعد دهر طويل؟ وأخرج ابن مندة من طريق لا بأس بها عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: بعثنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في سرية ... الحديث. فإن ثبت هذا فإبراهيم واحد، وعاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.

6- إبراهيم بن عباد:
بن إساف [ (3) ] بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي. شهد أحدا [ (4) ] ، قاله ابن الكلبيّ، وأخرجه ابن شاهين وغيره، واستدركه أبو موسى.

7-[إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف [ (5) ]
يأتي في القسم الثاني] [ (6) ] .
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 1، العقد الثمين 1/ 209-، أسد الغابة ت (8) .
[ (3) ] أسد الغابة ت 11، الاستيعاب ت 3.
[ (4) ] أحد: بضم أوله وثانيه معا: اسم الجبل الّذي كانت عنده غزوة أحد وعنده كانت الوقعة الفظيعة التي قتل فيها حمزة عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وسبعون من المسلمين وكسرت رباعية النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشجّ وجهه الشريف وكلمت شفته وكان يوم بلاء وتمحيص وذلك لسنتين وتسعة أشهر وسبعة أيام من مهاجرة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في سنة ثلاث وقيل سمي بهذا الاسم لتوحده وانقطاعه عن جبال أخر. معجم البلدان 1/ 135.
[ (5) ] طبقات ابن سعد 5/ 55، طبقات خليفة ت/ 2076، تاريخ البخاري 1/ 295، المعارف 237، المعرفة والتاريخ 1/ 367، الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الأول 111، تاريخ ابن عساكر 2/ 230، تهذيب الكمال 59، تاريخ الإسلام 3/ 335، العبر 1/ 112، تهذيب التهذيب 1/ 38، تهذيب التهذيب 1/ 139، خلاصة تهذيب التهذيب 19 شذرات الذهب 1/ 111، تهذيب ابن عساكر 2/ 228، الاستيعاب ت 2.
[ (6) ] هذه الترجمة سقط في أ.

(1/172)


8- إبراهيم بن قيس [ (1) ]
بن حجر بن معديكرب الكندي، أخو الأشعث: قال هشام ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، وهو والد إسحاق الأعرج النسابة، ذكره ابن شاهين في الصحابة، واستدركه ابن فتحون وأبو موسى.

9- إبراهيم، أبو رافع [ (2) ] :
مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، مشهور بكنيته. قال البغوي: سماه مصعب الزبيري إبراهيم، وسماه غيره أسلم واللَّه أعلم.
قلت: وقيل غير ذلك [ (3) ] . وسأذكر ترجمته في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.

10- إبراهيم الطائفي [ (4) ] :
روى البغويّ والطّبرانيّ من طريق أبي عاصم، عن عبد اللَّه بن مسلم بن هرمز، عن يحيى بن عطاء بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده- أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يعلّم الناس بمنى [ (5) ] يقول: «قابلوا النّعال» [ (6) ] .
قال البغويّ: ولا أعلم له غيره، ونقل الذّهبيّ عن ابن عبد البر أنه قال: لا يصح ذكره في الصحابة، لأن حديثه مرسل- يعني فهو تابعي. قلت: لفظ ابن عبد البر: إسناد حديثه ليس بالقائم، ولا تصح صحبته عندي، وحديثه مرسل. انتهى.
فإن عنى بالإرسال انقطاعا بين أحد رواته فذاك، وإلا فقد صرح بسماعه من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فهو صحابي إن ثبت إسناد حديثه، لكن مداره على عبد اللَّه بن مسلم بن هرمز، وهو ضعيف، وشيخه مجهول. وقد اختلف في سياقه عن أبي عاصم: فقيل هكذا. وقيل عن
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 17.
[ (2) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 73، الجرح والتعديل 2/ 149، الثقات لابن حبان 3/ 16، تجريد أسماء الصحابة 2/ 64، تهذيب التهذيب 12/ 92، تقريب التهذيب 2/ 421، معرفة الصحابة 2/ 147، أسد الغابة ت (10) .
[ (3) ] في أوقيل هرمز.
[ (4) ] الجرح والتعديل 2/ 118 معرفة الصحابة 2/ 151، أسد الغابة ت (16) ، الاستيعاب ت (1) .
[ (5) ] منى: بكسر الميم وفتح النون مخففة بوزن ربا. قال أبو عبيد البكري تذكر وتؤنث فمن أنث لم يجره أي لم يصرفه وقال الفراء: الأغلب عليه التذكير وقال العرجي في تأنيثه:
ليومنا بمنى إذ نحن ننزلها ... أشدّ من يومنا بالعرج أو ملك
وقال أبو دهبل:
سقى منّى ثم روّاه وساكنه ... وما ثوى فيه واهي الودق منبعق
وقال الحازمي في أسماء الأماكن: منّى بكسر الميم وتشديد النون الصّقع قرب مكة والصواب الأول.
انظر: المطلع/ 194.
[ (6) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 315، 17/ 171. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 141 وقال رواه الطبراني وعبد اللَّه بن هرمز ضعيف. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41611.

(1/173)


يحيى بن إبراهيم بن عطاء عن أبيه عن جده. حكاه ابن أبي حاتم، وعلى هذا فالصحابيّ عطاء، ورجحها ابن السكن، وأخرجها هو وابن شاهين من طريق عمرو بن علي الفلّاس، عن أبي عاصم. ورواه البغوي أيضا عن ابن الجنيد عن أبي عاصم، فقال: إبراهيم بن يحيى بن عطاء. وقيل: عن يحيى بن عبد الرحمن بن عطاء. وقيل: عن يحيى بن عبيد بن عطاء، رواه الطبراني، وترجم لعطاء في الصحابة كذلك ابن حبّان، وابن أبي عاصم، ومطيّن، وآخرون، ويقوي الرواية الأولى ما حكاه أبو العباس الدّغولي قال: قلت لأبي حاتم الرازيّ: هل في الصحابة أحد اسمه إبراهيم؟ قال: نعم، إبراهيم اسم قديم تسمّى به رجل سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، رواه المكيّون عن عطاء بن إبراهيم، عن أبيه. واللَّه أعلم.

11- إبراهيم النجار [ (1) ] :
روى الطبراني في «الأوسط» من طريق أبي نضرة، عن جابر- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فذكر الحديث في اتخاذ المنبر، وفيه: فدعا رجلا، فقال: ما اسمك؟ قال: إبراهيم. قال: خذ في صنعته. استدركه أبو موسى، وقال في رواية أخرى: إن اسم النجار «باقوم» ، فيحتمل أن يكون إبراهيم اسمه، و «باقوم» لقبه.
قلت: هذا على تقدير الصّحة، وإلا ففي الإسناد العلاء بن مسلمة الرّواسي، وقد كذّبوه.

12- إبراهيم الأشهلي [ (2) ] :
روى ابن مندة من طريق إسحاق بن محمد الفروي عن أبي الغصن ثابت بن قيس، عن إسماعيل بن إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، قال: خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بني سلمة [ (3) ] .
قال ابن مندة: يقال إنه وهم. وقال أبو نعيم: هو وهم.
قلت: ولم يبينا وجه الوهم فيه. واللَّه أعلم.

13- أبرهة الحبشي [ (4) ] :
ذكره إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره فيمن نزل فيه:
وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ ... [المائدة: 83] الآية..

14- أبرهة [ (5) ] بن شرحبيل
بن أبرهة [ (6) ] بن الصباح بن شرحبيل بن لهيعة بن زيد الخير
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 18.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 1، وأسد الغابة ت (7) .
[ (3) ] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 14/ 251.
[ (4) ] في ت، ج، د إبراهيم الحبشي، أسد الغابة ت (20) .
[ (5) ] ، (6) في د إبراهيم.

(1/174)


أبو [ (1) ] أبو مكنف [ (2) ] بن شرحبيل بن معديكرب بن مصبح بن عمرو بن ذي أصبح الأصبحي الحميري. ذكره الرشاطي في «الأنساب» ، وقال: إنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ففرش له رداء، وإنه كان بالشام، وكان يعد من الحكماء. حكاه الهمدانيّ في «النّسب» ، قال: وكان يروي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث.

15- أبرهة بن الصباح الحبشي
أو الحميري. قال الفاكهي في كتاب مكة: وممن كان بمكة، يقال إنه من حمير، وهو حبشي- أبرهة بن الصباح، أسلم ولم تصبه منة لأحد، كذا قال، وما أدري أهو جدّ الّذي قبله أو غيره. [ثم ظهر لي أنه غيره، فقد ذكره ابن الكلبيّ فقال: إنه كان ملك تهامة، وأمّه بنت أبرهة الأشرم الّذي غزا الكعبة، وسيأتي أبو شمر بن أبرهة بن الصباح في الكنى] [ (3) ] .

16- أبرهة- آخر:
قال ابن فتحون في الذيل: هو أحد الثمانية الشاميين الّذي وفدوا مع جعفر مع اثنين وثلاثين من الحبشة، وإياهم عنى اللَّه بقوله: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ [القصص: 52] ، حكاه الماوردي عن قتادة انتهى.
وسمى مقاتل الثمانية المذكورين: أبرهة، وإدريس، وأشرف، وأيمن، وبحيرا، وتماما، وتميما، ونافعا. حكاه أبو موسى في «الذّيل» ، وظن ابن الأثير أنّ بحيرا هذا هو الراهب المشهور الّذي رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل البعثة. فقال: قد ذكره ابن مندة فلا وجه لاستدراكه انتهى.
والظاهر أنه غيره، لأنه إنما رآه في أرض الشام، وهذا الآخر [ (4) ] إنما هو من الحبشة، وأين الجنوب من الشمال؟ ولا مانع من أن يتسمّى اثنان باسم واحد.
وروى أبو الشّيخ وغيره في «التّفسير» عن سعيد بن جبير في هذه الآية، قال: قال الذين آمنوا من أصحاب النجاشي للنجاشي: ائذن لنا فلنأت هذا النبي الّذي كنّا نجده في الكتاب، فأتوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فشهدوا معه أحدا. فهذا يدلّ على أن للقصة أصلا، واللَّه أعلم.

17- أبزى الخزاعي [ (5) ]
مولاهم، والد عبد الرحمن. قال ابن السكن: ذكره البخاريّ في «الوحدان» . روي عنه حديث واحد إسناده صالح، وقع حديثه بخراسان:
حدثنا أحمد بن محمد بن بسطام، حدثنا أحمد بن بكير، حدثنا أبو وهب محمد بن مزاحم، حدثنا
__________
[ (1) ] في أ: ابن.
[ (2) ] في د مكيف.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] في د الأخير.
[ (5) ] أسد الغابة ت 21.

(1/175)


بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن علقمة بن عبد الرحمن بن أبزى. عن أبيه، عن جده. عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه خطب الناس، فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا، ثم قال: «ما بال أقوام لا يتعلّمون من جيرانهم ولا يتفقّهون..» [ (1) ] الحديث
- قال: لا يروى إلا بهذا الإسناد.
وقال ابن مندة: لا تصحّ له صحبة ولا رؤية. ثم أخرج حديثه عن ابن السكن واستغربه، وقال: رواه إسحاق بن راهويه في المسند عن محمد بن أبي سهل وهو محمد بن مزاحم بهذا الإسناد.
قلت: وهو كما قال: قد رويناه في مسند إسحاق رواية ابن مردويه عنه هكذا: لكن رواه محمد بن إسحاق بن راهويه عن أبيه، فقال في إسناده: عن علقمة بن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده. أورده الطبراني في ترجمة عبد الرحمن بن أبزى. ورجّح أبو نعيم هذه الرواية، وقال: لا يصح لأبزى رواية ولا رؤية، واستصوب ابن الأثير كلامه.
قلت: وكلام ابن السّكن يرد عليه. والعمدة في ذلك على البخاري، فإليه المنتهى في ذلك، ورواية محمد بن إسحاق بن راهويه شاذّة. لأن علقمة أخو سعيد لا ابنه. واللَّه أعلم.

18- أبيض بن أسود [ (2) ] :
أحد من توجه لقتل ابن أبي الحقيق. ذكره عمر بن شبّة من طريق ابن إسحاق عن الزّهريّ عن عبد الرحمن بن كعب، واستدركه ابن فتحون.

19- أبيض بن حمّال [ (3) ]
بالحاء المهملة- ابن مرثد بن ذي لحيان- بضم اللام- ابن سعد بن عوف بن عديّ بن مالك المأربي السّبائي روى حديثه أبو داود والترمذي والنّسائيّ في «الكبرى» ، وابن ماجة، وابن حبّان في صحيحه: أنه استقطع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما وفد عليه
__________
[ (1) ] أورده الهيثمي في الزوائد 1/ 169 عن علقمة بن سعد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جده ...
الحديث وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه بكير بن معروف قال البخاري ارم به ووثقه أحمد في رواية وضعفه في أخرى وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به، وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 301.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، الثقات 3/ 14، تهذيب الكمال 1/ 71، الطبقات 1/ 123، تهذيب التهذيب 1/ 188، تقريب التهذيب 1/ 49، الوافي بالوفيات 6/ 194، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 2، الكاشف 1/ 99، الجرح والتعديل 2/ 1167، حسن المحاضرة 1/ 167، التاريخ الكبير 2/ 59، معالم الإيمان 1/ 153، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 107، دائرة المعارف للأعلمي 3/ 38، الجامع في الرجال ص 38، الجامع للرواة 1/ 39، الطبقات الكبرى 5/ 382، الإكمال 2/ 544، تبصير المنتبه 4/ 1337، بقي بن مخلد 206، الاستيعاب ت (143) .

(1/176)


الملح الّذي بمأرب [ (1) ] ، فأقطعه إياه، ثم استعاده منه.
ومن طريق أخرى أن أبيض بن حمّال كان بوجهه حزازة وهي القوباء، فالتقمت أنفه، فمسح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على وجهه فلم يمس ذلك اليوم وفيه أثر.
قال البخاريّ وابن السّكن: له صحبة وأحاديث. يعدّ في أهل اليمن.
وروى الطّبرانيّ أنه وفد على أبي بكر لما انتقض عليه عمّال اليمن، فأقرّه أبو بكر على ما صالح عليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من الصدقة، ثم انتقض ذلك بعد أبي بكر وصار إلى الصدقة.

20- أبيض بن عبد الرحمن [ (2) ] :
بن النعمان بن الحارث بن عوف بن كنانة بن بارق البارقي، يكنى أبا عزيز- بفتح المهملة وزاءين- وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد عن رجاله، [وكذا هو في جمهرة ابن الكلبي [ (3) ]] .
وذكره ابن فتحون عن الطّبريّ.

21- أبيض بن هني [ (4) ]
بن معاوية، أبو هبيرة، أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد فتح مصر [ (5) ] ، ذكره ابن مندة في تاريخه، واستدركه أبو موسى، وذكره ابن الكلبيّ أيضا في «الجمهرة» .

22- أبيض الجنّي:
وقع ذكره في كتاب السنن لأبي علي بن الأشعث أحد المتروكين المتهمين، فأخرج بإسناده من طريق أهل البيت أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لعائشة: «أخزى اللَّه شيطانك ... » الحديث، وفيه: «ولكنّ اللَّه أعانني عليه حتّى أسلم» [ (6) ] ،
واسمه أبيض، وهو في الجنة. وهامة بن هيم [ (7) ] بن لاقيس بن إبليس في الجنة.
__________
[ (1) ] مأرب: بهمزة ساكنة وكسر الراء والباء الموحّدة: هو بلاد الأزد باليمن وقيل: هو اسم قصر كان لهم وقيل هو اسم لملك سبإ وهي كورة بين حضرموت وصنعاء. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1218.
[ (2) ] أسد الغابة ت (24) .
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، حسن المحاضرة 1/ 68.
[ (5) ] مصر: المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث عن ابن السراج ويجوز صرفه وترك صرفه قال أبو البقاء في قوله تعالى: اهْبِطُوا مِصْراً [البقرة رقم 61] «مصرا» نكرة فلذلك انصرف وقيل: هو معرفة وصرف لسكون أوسطه وترك الصرف جائز وقد قرئ به، وهو مثل: هند، ودعد، وفي تسميتها بذلك قولان: أحدهما:
أنها سميت بذلك لأنها آخر حدود المشرق وأول حدود المغرب فهي حد بينهما والمصر: الحد قاله المفضّل الضبي والثاني أنها سميت بذلك لقصد الناس إياها لقولهم: مصرت الشاة إذا حلبتها فالناس يقصدونها ولا يكادون يرغبون إذا نزولها حكاه ابن فارس عن قوم. المطلع/ 164، 165.
[ (6) ] أخرجه أحمد 1/ 397.
[ (7) ] في د: هيمة.

(1/177)


23- أبيض [ (1) ]- غير منسوب:
كان اسمه أسود. فغيّره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، نزل مصر، قال ابن يونس: له ذكر فيمن نزل [ (2) ] ، مصر، وروى من طريق ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن سهل بن سعد، قال: كان رجل يسمى أسود فسمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أبيض [ (3) ] .
قال الطّبرانيّ: تفرد به ابن لهيعة. وقال أبو عمر- في ترجمة أبيض بن حمّال: في حديث سهل بن سعد أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غيّر اسم رجل كان اسمه أسود فسماه أبيض، فلا أدري أهو ذا أم غيره.

24- أبيض- آخر:
يحتمل أن يكون هو الّذي قبله، وروى أبو موسى [المديني] [ (4) ] في «الذّيل» من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن موسى بن الأشعث- أن الوليد حدّثه أنه انطلق هو وأبيض- رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى رجل يعودانه فذكر قصته.

25- أبيّ بن أميّة: [ (5) ]
بن حرثان بن الأسكر الكناني الليثي. أسلم هو وأخوه كلاب، وهاجر إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال أبو هما أميّة:
إذا بكت الحمامة بطن وجّ ... على بيضاتها أدعو كلابا [ (6) ]
[الوافر] ذكره أبو عمرو الشيبانيّ، ولما ذكره ابن الكلبي قال: إن القصة وقعت لهم في زمن عمر. واستدركه ابن الأثير.
قلت: وذكر الفاكهيّ في «أخبار مكّة» ، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن أبي سعد، قال: كان عمر إذا قدم قادم سأله عن الناس، فقدم قادم، فقال: من أين؟ قال: من الطائف:
قال: فمه؟ قال: رأيت بها شيخا يقول:
تركت أباك مرعشة يداه ... وأمّك ما تسيغ لها شرابا
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، حسن المحاضرة 1/ 167، الأعلام 1/ 82.
[ (2) ] في أدخل.
[ (3) ] أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 58 عن سهيل بن سعد وقال رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] أسد الغابة ت (27) . انظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم «27» .
[ (6) ] أمية بن أبي الصلت.

(1/178)


إذا نعت الحمام ببطن وجّ [ (1) ] ... على بيضاته ذكرا كلابا
[الوافر] قال: ومن كلاب؟ قال ابن الشيخ المذكور، وكان غازيا فكتب فيه عمر فأقبل.
قلت: وستأتي هذه القصة مطولة في ترجمة أمية إن شاء اللَّه تعالى.

26- أبيّ بن ثابت [ (2) ] الأنصاري [ (3) ] :
أخو حسّان: قال ابن الكلبي، والواقدي، وابن حبّان وغيرهم: هو أبو شيخ، شهد بدرا، وخالفهم ابن إسحاق، فقال: إن أبيّ بن ثابت مات في الجاهلية، وإن الّذي شهد بدرا وأحدا ابنه أبو شيخ بن أبيّ بن ثابت، وكذا قال موسى بن عقبة: فيمن شهد بدرا أبو شيخ بن أبيّ بن ثابت. واللَّه أعلم.

27- أبيّ [ (4) ] بن شريق:
بفتح الشين [المعجمة] [ (5) ] الثقفي [ (6) ] حليف بني زهرة. هو المعروف بالأخنس. وسيأتي قريبا.

28- أبيّ [ (7) ] بن عجلان الباهلي
أخو أبي أمامة. ذكره ابن شاهين، عن ابن أبي داود، وأنه روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.

29- أبيّ بن عمارة [ (8) ] :
- بكسر العين، وقيل بضمها. له حديث: إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى في بيته، فسأله عن المسح على الخفين. أخرجه أبو داود، وابن ماجة، والحاكم، لكن الإسناد ضعيف.
وذكر أبو حاتم أنه خطأ، والصواب أبو أبيّ بن أمّ حرام. فاللَّه أعلم. وحكى البغويّ
__________
[ (1) ] وجّ: بالفتح ثم التشديد: واد موضع بالطائف به كانت غزاة النبي عليه الصلاة السلام. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1426.
[ (2) ] في ج أبيّ بن أبي ثابت.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4، الثقات 3/ 5، الطبقات الكبرى 7/ 504، التحفة اللطيفة 1/ 156 الاستبصار 53.
[ (4) ] في ج شريف.
[ (5) ] سقط في ج، د.
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، الوافي بالوفيات 6/ 189.
[ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4.
[ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4، الثقات 3/ 6، الاستيعاب ت (8) ، تهذيب الكمال 1/ 69، تقريب التهذيب 1/ 48، الكاشف 1/ 98، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 62، الوافي بالوفيات 6/ 192، التحفة اللطيفة 1/ 157، تهذيب التهذيب 1/ 187، الجرح والتعديل 2/ 1059، تبصير المنتبه 3/ 969، بقي ابن مخلد 725.

(1/179)


أنه أبيّ بن عبادة [ (1) ] . وقال ابن حبّان: صلّى القبلتين، غير أني لست أعتمد على إسناد خبره.
قلت: وذكر ابن الكلبيّ عن أبيه أنه أدركه، وأن أباه عمارة أدرك خالد بن سنان العبسيّ الّذي يقال إنه كان نبيّا [ (2) ] ، وسأذكر ذلك في ترجمة خالد.

30- أبي بن القشب [ (3) ] الأزدي:
روى ابن مندة من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دخل المسجد بعد ما أقيمت الصلاة وأبيّ بن القشب يصلّي ركعتين فقال: «أتصلّي الصّبح أربعا» [ (3) ] ؟
قال [ (4) ] أبو نعيم: وهم فيه بعض الرواة، وإنما هو عبد اللَّه بن مالك بن القشب، وهو عبد اللَّه ابن بحينة، وبحينة أمه.
قلت: ورواه مسدد في «مسندة» ، عن يحيى بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه- أنّ بلالا أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يؤذنه بالصلاة، فخرج فإذا هو بابن القشب، ورويناه من وجه آخر، فقال: إنه رأى ابن بحينة. والأمر فيه محتمل.

31- أبيّ بن كعب [ (5) ]
بن عبد ثور المزني، أحد من وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من «مزينة» [ (6) ] ، ذكره ابن شاهين عن المدائني عن رجاله.

32- أبي بن كعب [ (7) ]
بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار
__________
[ (1) ] في أ، د علاثة.
[ (2) ] في د الّذي كان يقال أنه نبي.
[ (3) ] أسد الغابة ت 32.
[ (4) ] أخرجه مسلم 1/ 494 في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب إكراهه الشروع في نافلة بعد شروع المؤذن حديث رقم 66/ 711 والنسائي 2/ 117 في كتاب الإمامة باب 60 ما يكره من الصلاة عند الإقامة حديث رقم 866 وأحمد في المسند 1/ 238، الحاكم في المستدرك 1/ 307 والدارميّ 1/ 338، البيهقي في السنن الكبرى 2/ 482 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 4005، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 253، وأبو نعيم في الحلية 8/ 386 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 22033.
[ (5) ] أسد الغابة ت 33.
[ (6) ] مزينة: بطن من مضر، من العدنانية. اختلف فيه، فقال القلقشندي: هم بنو عثمان وأوس وبني عمرو بن أدّ بن طابخة، ومزينة أمهما عرفوا بها، وهي مزينة بنت كلب بن وبرة وقال ابن دريد: مزينة قبيلة، وهم: عمرو بن طابخة، ومزينة أم ولده، وهي ابنة كلب بن وبرة. وقال السهيليّ: مزينة هم بنو عثمان ابن لاطم بن أدّ بن طابخة، ومزينة أمهم بنت كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن الحاف بن قضاعة، وقال ابن منظور: مزينة قبيلة من مضر، وهم مزينة بن أدّ بن طابخة. وقال ابن خلدون: هم بنو مرّ بن أدّ ابن طابخة بن إلياس بن مضر واسم ولده عثمان وأوس، وأمهما مزينة، فسمي جميع ولديها بها، كانت مساكن مزينة بين المدينة ووادي القرى. ومن ديارهم وقراهم: فيحة، الروحاء، العمق، الفرع. معجم قبائل العرب 3/ 1083
[ (7) ] الاستيعاب ت (6) ، مسند أحمد: 5/ 113، 144-، الطبقات لابن سعد 3/ 2/ 59، طبقات خليفة 88،

(1/180)


الأنصاري، أبو المنذر وأبو الطفيل سيّد القراء. كان من أصحاب العقبة الثانية، وشهد بدرا والمشاهد كلها.
قال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ليهنك العلم أبا المنذر» . [ (1) ] وقال له: «إنّ اللَّه أمرني أن أقرأ عليك» [ (2) ] ،
وكان عمر يسمّيه سيد المسلمين، ويقول: اقرأ يا أبيّ [ (3) ] . ويروى ذلك عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أيضا. وأخرج الأئمة أحاديثه في صحاحهم، وعدّه مسروق في الستة من أصحاب الفتيا.
قال الواقديّ: وهو أوّل من كتب للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان ابن فلان، وكان ربعة أبيض اللحية لا يغيّر شيبة.
وممن روى عنه من الصحابة عمر، وكان يسأله عن النوازل، ويتحاكم إليه في المعضلات، وأبو أيوب، وعبادة بن الصامت، وسهل بن سعد، وأبو موسى، وابن عباس، وأبو هريرة، وأنس، وسليمان بن صرد، وغيرهم.
قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: مات أبيّ بن كعب سنة عشرين أو تسع عشرة. وقال الواقديّ: ورأيت آل أبيّ وأصحابنا يقولون: مات سنة اثنتين وعشرين.
فقال عمر: اليوم مات سيد المسلمين. قال: وقد سمعت من يقول: مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، وهو أثبت الأقاويل، وقال ابن عبد البر: الأكثر على أنه في خلافة عمر.
__________
[ () ] 89، تاريخ خليفة 167، التاريخ الكبير 2/ 39- 40، المعارف 261، الجرح والتعديل 2/ 290، الاستبصار 148، حلية الأولياء 1/ 250، ابن عساكر 2/ 292، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 108- 110، تهذيب الكمال 70، تاريخ الإسلام 2/ 27، دول الإسلام 1/ 16، تذكرة الحفاظ 1/ 16، العبر 1/ 23، طبقات القراء: 1/ 31، تهذيب التهذيب 1/ 187، طبقات الحفاظ 5 خلاصة تذهيب الكمال 24، شذرات الذهب 1/ 32- 33، كنز العمال 13/ 261- 268، تهذيب تاريخ ابن عساكر 2/ 325، 334.
[ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 556 عن أبي بن كعب في كتاب صلاة المسافرين (6) باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي (44) حديث رقم (258/ 810) والطبراني في الكبير 1/ 165، والبغوي في شرح السنة 1/ 267 وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 322.
[ (2) ] أخرجه البخاري في صحيحه 6/ 217. ومسلم 1/ 550 كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب 38 فضل الماهر بالقرآن والّذي ينتفع فيه حديث رقم 246 والترمذي 5/ 624 كتاب المناقب باب 33 مناقب معاذ ابن جبل حديث رقم 3792، 3793 وقال هذا حديث حسن صحيح وأحمد في المسند 3/ 130، 185، 273، 284، 5/ 132 والحاكم في المستدرك 2/ 224، والهيثمي في الزوائد 7/ 140.
[ (3) ] أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 240 ومسلم 1/ 560 كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف حديث رقم 270- 818 والطبراني في الكبير 5/ 144، 17/ 337 والنسائي 2/ 153 في كتاب الافتتاح باب 37 جامع ما جاء في القرآن حديث رقم 940، والهيثمي في الزوائد 1/ 152.

(1/181)


قلت: وصحّح أبو نعيم أنه مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، واحتج له بأن زر بن حبيش لقيه في خلافة عثمان.
وروى البخاريّ في «تاريخه» ، عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: قلت لأبيّ لما وقع الناس في أمر عثمان ... فذكر القصة [ (1) ] .
وروى البغويّ عن الحسن في قصة له أنه مات قبل قتل عثمان بجمعة. وقال ابن حبّان: مات سنة ثنتين وعشرين في خلافة عمر. وقد قيل إنه بقي إلى خلافة عثمان، [وثبت
عن أبي سعيد الخدريّ أنّ رجلا من المسلمين قال: يا رسول اللَّه، أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا فيها؟ قال: «كفارات» [ (2) ] ، فقال أبي بن كعب: يا رسول اللَّه، وإن قلّت؟ قال:
«وإن شوكة فما فوقها» .
فدعا أبيّ ألّا يفارقه الوعك حتى يموت، وألّا يشغله عن حجّ ولا عمرة ولا جهاد ولا صلاة مكتوبة في جماعة. قال: فما مسّ إنسان جسده إلا وجد حرّه حتى مات. رواه أحمد وأبو يعلى وابن أبي الدنيا، وصححه ابن حبّان، ورواه الطبراني من حديث أبيّ بن كعب بمعناه، وإسناده حسن] [ (3) ] .

33- أبيّ بن مالك [ (4) ] القشيري،
ويقال الحرشيّ. من بني عامر بن صعصعة. عداده في أهل البصرة. قال ابن حبّان: يقال إن له صحبة، ونسبه،
فقال: أبيّ بن مالك بن عمرو بن ربيعة بن عبد اللَّه بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري، أبو مالك. روى عنه البصريون. وقال أبو داود الطيالسي في مسندة: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبيّ بن مالك- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من أدرك والديه أو أحدهما ثمّ دخل النّار فأبعده اللَّه» [ (5) ] .
وتابعه علي بن الجعد، وغندر، وعاصم بن علي، وعمرو بن مرزوق، وآدم بن أبي إياس، وبهز بن أسد، عن شعبة، ورواه عبد الصمد عن شعبة، فقال: عن مالك أو أبيّ بن مالك. ورواه خالد بن الحارث عن شعبة، فقال: عن رجل ولم يسمّه. ورواه
__________
[ (1) ] في أقصة.
[ (2) ] أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 692 وأحمد في المسند 3/ 23، والحاكم في المستدرك 4/ 308 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 305 عن أبي سعيد الخدريّ وقال هو في الصحيح بغير هذا السياق رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات وابن عساكر في التاريخ 2/ 329، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29614.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4، الثقات 3/ 6، الوافي بالوفيات 6/ 192، التاريخ الكبير 2/ 40، بقي بن مخلد 312. الاستيعاب (9) .
[ (5) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 344 والطبراني في الكبير 19/ 292 والخطيب في التاريخ 7/ 417.

(1/182)


شبابة عن شعبة، فقال: عمرو بن مالك. والأول أصحّ عن قتادة.
قال ابن السّكن: قال البخاريّ: يقال في هذا الحديث مالك بن عمرو، ويقال ابن الحارث، ويقال ابن مالك. والصحيح من ذلك: أبيّ بن مالك. وكذلك رجّح البغوي وغيره. وأما ابن أبي خيثمة فحكى عن ابن معين أنه ضرب على أبيّ بن مالك، وقال: هذا خطأ، ليس في الصحابة أبيّ بن مالك، وإنما عمرو بن مالك.
قلت: لعله اعتمد رواية شبابة، ولكنها شاذّة وقد روى عليّ بن زيد بن جدعان هذا الحديث عن زرارة بن أوفى، عن رجل من قومه يقال له مالك أو أبو مالك أو ابن مالك. ورواه الثوري وهشيم عن علي بن زيد عن زرارة عن مالك القشيري، ورواه أشعث عن علي بن زيد، فقال: مالك [أو] [ (1) ] أبو مالك. أو عامر بن مالك، وقيل: مالك بن عمرو [وقيل: ابن الحارث] [ (2) ] [وهي رواية عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد. وقيل: عمرو بن مالك. وهي رواية الثّوري عن عليّ. وكلاهما عن أحمد. وقيل: مالك بن عوف وقيل: ابن الحارث، وهي رواية هشيم عن علي عن أحمد] [ (3) ] .
قلت: وما يقوّي رواية شعبة عن قتادة ما ذكره ابن إسحاق في «المغازي» في أمر غنائم حنين، قال: فقال أبيّ بن مالك القشيري: يا رسول اللَّه، فذكر قصته [وفي «الأخبار المنثورة» لابن دريد، قال: فقال أبيّ بن مالك بن معاوية القشيري، وهو أخو نهيك بن مالك الشاعر المشهور، فذكر قصة] [ (4) ] فيها أنّ الضحاك بن سفيان عتب على أبيّ بن مالك في شيء بعد ذلك فقال:
أتنسى بلائي يا أبيّ بن مالك ... غداة الرّسول معرض عنك أشوس
[الطويل] وسيأتي هذا الخبر في ترجمة مروان بن قيس الدّوسي، وهذا كله يقوّي ما رجحه البخاري، واللَّه أعلم.

34- أبي بن معاذ
بن أنس [ (5) ] بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري. قال الواقديّ: شهد بدرا وأحدا. وقال البلوي: شهد أنس بن معاذ وأخوه
__________
[ (1) ] سقط في د.
[ (2) ] سقط في ج.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] سقط في أ، د.
[ (5) ] أسد الغابة ت 36، الاستيعاب ت 7.

(1/183)


أبيّ بن معاذ أحدا، وقتلا يوم بئر معونة [ (1) ] شهيدين.

باب الألف بعدها ثاء مثلثة
35- أثال [ (2) ] بن النعمان الحنفي
روى عن عبدان من طريق الحارث بن عبيد الإيادي، عن أبيه، عن أثال بن النعمان الحنفي، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنا وفرات بن حيّان فسلمنا عليه فرد علينا، ولم نكن أسلمنا بعد، فأقطع فرات بن حيّان.
وروى [ (3) ] الطّبريّ أنه كان مع ثمامة بن أثال في قتال مسيلمة في الردّة. قال ابن فتحون: لعله والد ثمامة.
قلت: بل والد ثمامة اسمه أثال بن سلمة، كما سيأتي في ترجمة عامر بن سلمة.

36- أثبج العبديّ [ (4) ] :
بوزن أحمد، بعد المثلثة موحدة ثم جيم. ذكره الماورديّ في الصحابة. وقال أبو داود الطيالسيّ في مسندة: حدثني مطر بن الأعنق، قال: حدثتني أمّ أبان بنت الوازع بن الزّراع عن جدها الزارع، قالت: خرج جدي الزارع وافدا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأخرج معه ابن أخ له يقال له أثبج، وساق الحديث. استدركه ابن فتحون.

37- أثوب [ (5) ] :
بوزن الّذي قبله وآخره موحدة- ابن عتبة.
ذكره ابن قانع، وأخرج له من طريق هارون بن نجيد، عن جابر بن مالك عنه مرفوعا: «الدّيك الأبيض خليلي» [ (6) ] الحديث.
وذكره الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف» ، وقال: لا يصح سنده، واستدركه ابن فتحون.

38- أثيلة الخزاعي
قال أبو قرة موسى بن طارق في السّنن له: ذكر ابن جريج، عن
__________
[ (1) ] بئر معونة: بالنون، قال ابن إسحاق: بئر معونة بين أرض بني عامرة وحرّة بني سليم وقيل: بئر معونة بين جبال يقال لها أبلى في طريق المصعد بين المدينة إلى مكة وهي لبني سليم، قاله عرّام وقال أبو عبيدة في كتاب مقاتل الفرسان: بئر معونة ماء لبني عامر بن صعصعة. انظر معجم البلدان 1/ 359
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4.
[ (3) ] في أو ذكر.
[ (4) ] الثقات 3/ 16.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4، تاريخ العروس 1/ 170.
[ (6) ] أورده ابن حجر في المطالب العالية عن عائشة وأنس مرفوعا حديث رقم 2290، والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 497 وقال عزاه في الدرر لابن أبي أسامة وأبي الشيخ عن أنس بلفظ الديك الأبيض صديقي فقط وقال وهو منكر، وقال في المقاصد رواه أبو نعيم عن عائشة مرفوعا ورواه أيضا في الضعفاء بسند فيه أحمد بن محمد بن أبي بزة ضعفوه عن أنس. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35273، 35275.

(1/184)


ابن أبي حسين أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى سهيل بن عمرو: «إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحنّ، أو نهارا فلا تمسينّ حتّى تبعث إليّ من ماء زمزم» [ (1) ] .
قال: فاستعان سهيل بأثيلة الخزاعي، حتى جعلا مزادتين، وفرغا منهما، فملأهما سهيل من ماء زمزم [ (2) ] ، وبعث بهما علي بعير، [ورواه المفضل بن محمد الجندي عن أبي عمر [ (3) ] عن سفيان، عن إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي حسين نحوه] [ (4) ] . وسيأتي أنّ المبعوث بذلك من عند سهيل مولاه [ (5) ] أزيهر.

باب الألف بعدها جيم
39- أحمد بن عجيان [ (6) ] :
بجيم ومثناة تحتانية، بوزن عثمان- ضبطه ابن الفرات.
وقيل بوزن عليّان، حكاه ابن الصّلاح. همداني، وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- وشهد فتح «مصر» ، ذكره ابن يونس في «تاريخه» وقال: لا أعلم له رواية، وخطّته معروفة بجيزة مصر. وذكره الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف» أيضا، وضبطه القاضي ابن العربيّ بالحاء المهملة فوهم. واللَّه أعلم.

باب الألف بعدها حاء
40- أحقب:
ذكر ابن دريد أنه أحد الجن الذين آمنوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وسمعوا منه القرآن من جنّ نصيبين. [ (7) ] .

41- أحمد بن حفص [ (8) ]
بن المغيرة، أبو عمرو المخزومي، مشهور بكنيته، مختلف
__________
[ (1) ] أورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 223 وعزاه إلى عبد الرزاق في المصنف. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 9127.
[ (2) ] زمزم بالزاي المكررة، غير مصروفة، للتأنيث والعلمية: البئر المشهورة المباركة بمكة: قيل: سميت بذلك، لكثرة مائها ويقال: ماء زمازم وزمزم وقيل اسم لها علم. وقيل: بل من ضمّ هاجر لها حين انفجرت وزمها إياها وقيل بل من زمزمة جبريل عليه السلام وكلامه عليها وتسمى برّة والمضنونة وتكتم بوزن: تكتب: وهزمه جبريل وشفاء سقم وطعام طعم وشراب الأبرار ذكرها صاحب «المطالع» وقولهم: بئر زمزم من إضافة المسمى إلى الاسم. انظر: المطلع/ 200 وشفاء الغرام 1/ 251.
[ (3) ] في ج ابن أبي عمر.
[ (4) ] سقط في أ، د.
[ (5) ] في أأخوه لأمه.
[ (6) ] أسد الغابة ت 39، الاستيعاب ت 160.
[ (7) ] نصيبين: بالفتح ثم الكسر ثم ياء مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من موصل إلى الشام وبينها وبين سنجار تسعة فراسخ، وهي من قرى حلب ونصيبين أيضا: مدينة على شاطئ الفرات كبيرة تعرف بنصيبين الروم بينها وبين آمد أربعة أيام. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1374.
[ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، العقد الثمين 3/ 35.

(1/185)


في اسمه، سماه النّسائيّ عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، أنه سأل أبا هشام المخزومي- وكان علّامة بأنسابهم- عن اسم أبي عمرو بن حفص زوج فاطمة بنت قيس، فقال: اسمه أحمد، وسيأتي ذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.

42- أحمد:
حكى ابن حبّان أنه اسم أبي محمد الّذي كان يزعم أن الوتر واجب.
والمشهور أن اسمه مسعود بن زيد بن سبيع.

43- أحمر:
آخره راء- ابن جزء بن ثعلبة بن زيد بن مالك بن سنان السدوسي [ (1) ] وقال ابن عبد البرّ: أحمر بن جزء بن معاوية بن سليمان مولى الحارث السدوسي. روي عنه حديث في التجافي في السجود، رواه أبو داود، وابن ماجة، وأحمد، والطحاوي من طريق الحسن البصري: حدثنا أحمر صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال عباد بن راشد، عن الحسن:
حدثني أحمر مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، رجاله ثقات، وساق له الباوردي حديثا آخر. وقيل: هو أحمر بن سواء بن جزء، قال البخاري: بصري له صحبة. انتهى. وجزء منهم من يضبطه بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة، ومنهم من يضبطه بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها مثناة تحتانية.

44- أحمر بن سليم:
وقيل [ (2) ] سليم بن أحمر [ (3) ] . رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ذكره أبو موسى.

45- أحمر بن سواء [ (4) ]
بن عدي بن مرة بن حمران بن عوف بن عمرو بن الحارث بن سدوس السدوسي. عداده في أهل الكوفة [ (5) ] ، قاله ابن مندة. وأخرج له من طريق العلاء بن منهال، عن إياد بن لقيط، عن أحمر بن سواء السدوسي- أنه كان له صنم يعبده، فعمد إليه، فألقاه في بئر، ثم أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فبايعه، هذا حديث غريب والعلاء كوفي يجمع حديثه.

46- أحمر، أبو عسيب [ (6) ] :
مشهور بكنيته، ووقع في الاستيعاب أحمر بن عسيب،
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الثقات 3/ 19، تهذيب التهذيب 1/ 190، تهذيب الكمال 1/ 71، الطبقات 1/ 63، 186، تهذيب التهذيب 1/ 190، الثقات 3/ 19، تقريب التهذيب 1/ 49، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ط 1/ 115، الكاشف ط 1/ 100، الجرح والتعديل 2/ 1302، التاريخ الكبير 2/ 62، التاريخ لابن معين 2/ 31، أسد الغابة ت (43) ، الاستيعاب ت (10)
[ (2) ] في أو يقال.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الوافي بالوفيات 8/ 309، الاستيعاب ت (12) .
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الطبقات 1/ 63، 186.
[ (5) ] الكوفة: بالضم، المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق سمّيت الكوفة لاستدارتها أو لاجتماع الناس بها وقيل: سميت بموضعها من الأرض وذلك أنّ كل رملة يخالطها حصى سمي كوفة وقيل غير ذلك. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1187.
[ (6) ] الاستيعاب (11) طبقات ابن سعد 7/ 61. طبقات خليفة ت 28، التاريخ الكبير 9/ 61 الكنى 1/ 44،

(1/186)


وتعقّب.. ويحتمل أن يكون كنيته وافقت اسم أبيه، وسيأتي ترجمته في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.

47- أحمر بن قطن الهمدانيّ [ (1) ]
شيخ شهد فتح مصر، يقال له صحبة ذكره ابن ماكولا عن ابن يونس. وقال ابن يونس: كان سيدا فيهم

48- أحمر بن مازن:
بن أوس بن النابغة بن عتر بن حبيب بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن الحبيبي، وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعد حنين، قال أبو عليّ الهجريّ، حكاه الرّشاطيّ عنه، قال: ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.

49- أحمر بن معاوية
بن سليم بن لأي بن الحارث بن صريم بن الحارث [ (2) ] ، وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، يكنى أبا شعيل [ (3) ]- له حديث عند ابن السّكن وغيره. يروى من طريق محمد بن عمر بن حفص بن السكن بن سواء، عن شعيل [ (4) ] بن أحمر بن معاوية عن أبيه عن جده- أن أحمر وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وكان وافد بني تميم. فكتب له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كتابا، ولابنه شعيل، قال ابن السّكن: إسناده مجهول. وقال أبو نعيم: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه وأخرجه أيضا البغوي والطبري: وسيأتي ضبط شعيل في ترجمته.

50- أحمر، مولى أم سلمة [ (5) ] :
قيل هو اسم سفينة. وستأتي ترجمته في السين،
وروى ابن مندة من طريق عمران النخلي [ (6) ] عن أحمر مولى أم سلمة، قال: كنّا في غزاة فجعلت أعبر الناس في واد أو نهر، فقال لي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما كنت في هذا اليوم إلّا سفينة» [ (7) ]
وأخرجه الماليني في «المؤتلف» في ترجمة النخلي- بالنون والخاء المعجمة.

51- الأحمري [ (8) ] :
كذا أورده البغويّ وابن قانع وغيرهما في الأسماء، ويحتمل أن يكون الأحمري نسبة. فيحول إلى المبهمات.
__________
[ () ] الجرح والتعديل 9/ 418، الحلية 2/ 27، العقد الثمين 8/ 72.
[ (1) ] أسد الغابة ت 48.
[ (2) ] حاشية الإكمال 1/ 19، أسد الغابة ت (49) .
[ (3) ] في أأبا سعيد.
[ (4) ] في أابن سعيد.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، أسد الغابة ت 44.
[ (6) ] في ج البجلي، وفي د العجليّ.
[ (7) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33349، 37143 وعزاه لابن مندة والماليني في المؤتلف وأبو نعيم من طريق عمران البجلي عن أحمر مولى أم سلمة.
[ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 10.

(1/187)


وقد أشار إلى ذلك البغويّ،
وأخرج من طريق إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد اللَّه بن أبي سفيان عن أبيه عن الأحمري، قال: كنت وعدت امرأتي بعمرة، فغزوت فوجدت من ذلك، فشكوت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «مرها فلتعتمر في رمضان، فإنّها تعدل حجّة» .
قال البغوي: لا أدري من الأحمري هذا. وكذلك أخرجه ابن قانع عن البغوي بهذا الإسناد.

52- الأحوص بن عبد بن أمية
بن عبد شمس بن عبد مناف. ذكر ابن الكلبيّ والبلاذريّ أنه كان عاملا لمعاوية على البحرين، وسعى لمروان بن الحكم في قصة جرت له، ومقتضى هذا أن يكون له صحبة، وأن يكون عمّر، لأن أباه مات كافرا.
ومن ولده منصور بن عبد اللَّه بن الأحوص، له ذكر بالشام في أيام بني مروان، وكان ابنه عبد اللَّه أيضا عاملا لمعاوية على بعض الشام.
وفي الموطّأ: عن زيد بن أسلم، عن سليمان بن يسار [ (1) ]- أنّ الأحوص هلك بالشام حين دخلت امرأته في الدم من الحيضة الثالثة، فكتب معاوية إلى زيد بن ثابت فقال: لا ميراث [ (2) ] لامرأته [ (3) ] رواه ابن عيينة عن الزهري عن سليمان بن يسار- أنّ الأحوص بن فلان، أو فلان بن الأحوص- فذكر نحوه [قال ابن الحذاء: الأقوى أن القصة في الأحوص، وهو ابن عبد، ويحتمل أن تكون لولده عبد اللَّه بن الأحوص، ولم يسمّ في رواية ابن عيينة عن الزهري] [ (4) ] .

53- الأحوص بن مسعود [ (5) ]
بن كعب بن عامر بن عديّ الأنصاري، أخو خويّصة ومحيّصة، ذكره العدويّ في «أنساب الأنصار» . وقال: شهد أحدا وما بعدها. استدركه ابن فتحون.

54- أحيحة بن أمية
بن خلف [ (6) ] بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحيّ، أخو صفوان. مذكور في المؤلفة قلوبهم، رواه عبدان المروزي من طريق بشر بن تميم وغيره.
وحفيده أبو ريحانة علي بن أسيد بن أحيحة كان ممن شهد قتال ابن الزبير مع الحجاج.

55- أحيحة:
بمهملتين مصغّرا- ابن الجلاح- بضم الجيم وتخفيف اللام وآخره مهملة [روى مالك] [ (7) ] في «الموطأ» عن يحيى بن سعيد، عن عروة بن الزبير: أن رجلا من
__________
[ (1) ] في أسيار.
[ (2) ] في ألا ترثه.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] أسد الغابة ت 52.
[ (6) ] نقعة الصديان 175، أسد الغابة ت (53) ، الاستيعاب ت (140) .
[ (7) ] سقط في أ.

(1/188)


الأنصار يقال له أحيحة بن الجلاح كان له عمّ صغير، هو أصغر من أحيحة، وكان عند أخواله فقتله أحيحة، فقال له أخواله: كنّا أهل ثمّه ورمّه، حتى إذا استوى على غنمه غلبنا عليه وحق أمره [ (1) ] في عمه.
قال عروة: فلذلك لا يرث قاتل من قتل. قلت: لم أقف على نسب أحيحة هذا في أنساب الأنصار، وقد ذكره بعض من ألّف في الصحابة، وزعم أنه أحيحة بن الجلاح بن حريش، ويقال له: خراش بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس، وكانت تحته سلمى بنت عمرو الخزرجية، فولدت له عمرو بن أحيحة، وتزوج سليمى [ (2) ]- بعد أحيحة- هاشم بن عبد مناف، فولدت له عبد المطلب جدّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وزعم أن عمرو بن أحيحة الّذي روى عن خزيمة بن ثابت في النّهي عن إتيان النساء في الدّبر. وروى عنه عبد اللَّه بن السائب- هو هذا وقضيته أن يكون لأبيه أحيحة صحبة.
وقد أنكر ابن عبد البرّ هذا إنكارا شديدا، وقال في الاستيعاب: ذكره ابن أبي حاتم فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: وسمع من خزيمة بن ثابت، قال ابن عبد البر: وهذا لا أدري ما هو، لأن أحيحة قديم، وهو أخو عبد المطلب لأمه، فمن المحال أن يروي عن خزيمة من كان بهذا القدم، ويروي عنه عبد اللَّه بن علي بن السائب، قال: فعسى أن يكون حفيدا لعمرو بن أحيحة، يعني تسمّى باسم جده.
قلت: لم يتعين ما قال، بل لعل أحيحة بن الجلاح والد [ (3) ] عمرو آخر غير أحيحة بن الجلاح المشهور.
وقد ذكر المرزبانيّ عمرو بن أحيحة في «معجم الشّعراء» . وقيل: إنه مخضرم- يعني أدرك الجاهلية والإسلام، وأنشد له شعرا قاله لما خطب الحسن بن علي عند معاوية.
وأحيحة بن الجلاح المشهور كان جاهليا شريفا في قومه، مات قبل أن يولد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بدهر ومن ولده محمد بن عقبة بن الجلاح. أحد من سمّي محمدا في الجاهلية رجاء أن يكون هو النبيّ المبعوث. ومات محمد بن عقبة في الجاهلية، وأسلم والده المنذر بن محمد، وشهد بدرا وغيرها، واستشهد في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ببئر معونة.
وممن له صحبة من ذرية أحيحة بن الجلاح عياض بن عمرو بن بلال بن بليل بن
__________
[ (1) ] في أأمه.
[ (2) ] في أسلمى.
[ (3) ] في د والده.

(1/189)


أحيحة، شهد أحدا وما بعدها. وعمرو [ (1) ] وبليل ولدا [ (2) ] بلال بن أحيحة شهدا أحدا أيضا، ولم يذكر أحد أباهم في الصحابة.
ومن ذرية أحيحة بن الجلاح أيضا، فضالة بن عبيد بن ناقد بن قيس بن الأصرم بن جحجبي، أمه بنت محمد بن عقبة المذكور، وذلك من الأدلة على وهم من ذكر أحيحة بن الجلاح الأكبر في الصحابة.
وقال عياض، في «المشارق» : وهم بعضهم ما وقع في الموطّأ، فقال: أحيحة جاهلي لم يدرك الإسلام، والأنصار اسم إسلامي للأوس والخزرج، فكيف يقال [ (3) ] من الأنصار؟
قال عياض وهو مخرج على أن في اللفظ تساهلا لمّا كان من القبيل المذكور، وصار لهم هذا الاسم كالنسب، ذكر في جملتهم، لأنه من إخوانهم، انتهى.
وهذا تسليم منه أنه مات في الجاهلية. وقد أغرب القاضي أبو عبد اللَّه بن الحذّاء في رجال الموطّأ، فزعم أنّ أحيحة بن الجلاح قديم الوفاة، وزعم في ترجمته أنه عمّر حتى أدرك [ (4) ] الإسلام، وأنه الّذي ذكر عنه مالك ما ذكر، وأن عروة لم يدركه، وإنما وقع له الّذي وقع في الجاهلية، والخبر المذكور إنما هو قضية قضى بها في الجاهلية فأقرها الإسلام انتهى.
فجعله تارة أدرك الإسلام، وتارة لم يدركه، والحق أنه مات قديما كما قدمته. وأما صاحب القصة فالذي يظهر لي أنه غيره، وكأنه والد عمرو بن أحيحة الّذي روى عن خزيمة بن ثابت، فيكون أحيحة الصحابي والد عمرو غير أحيحة بن الجلاح جد محمد بن عقبة القديم الجاهلي، ويحتمل أن يكون الأصغر حفيد الأكبر، وافق اسمه واسم أبيه واسم جده واسم ابنه. واللَّه أعلم.

باب الألف بعدها خاء
56- الأخرم: [ (5) ]
فارس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، اسمه محرز بن نضلة [ (6) ] يأتي في الميم [إن شاء اللَّه تعالى] [ (7) ]
__________
[ (1) ] في أوعمران.
[ (2) ] في أوكذا.
[ (3) ] في أويقال فلان من.
[ (4) ] في أأدركه.
[ (5) ] أسد الغابة ت 54، الاستيعاب ت 14.
[ (6) ] في ج فضلة.
[ (7) ] سقط في ت، ج، د.

(1/190)


57- الأخرم الهجيمي [ (1) ] :
قال عبد الغنيّ، وابن ماكولا: معدود في الصحابة، وروى خليفة بن خيّاط، والبخاري في «تاريخه» ،
والبغوي من طريق يحيى بن اليمان العجليّ، عن رجل من بني تيم اللات اسمه عبد اللَّه عن عبد اللَّه بن الأخرم، عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم ذي قار: «هذا أوّل يوم انتصفت فيه العرب من العجم» [ (2) ]
وفرّق ابن ماكولا بين الأخرم الهجيمي وبين الأخرم غير المنسوب، وهو واحد، والحديث واحد، ولم ينسبه ابن عبد البر أيضا، بل قال: لا أعرف نسبه.

58- الأخرم:
بن أبي العوجاء السلمي. روى عن الزهري أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعث الأخرم هذا في سنة سبع في سرية خمسين رجلا إلى بني سليم، فقتل عامتهم وتوصل ابن أبي العوجاء جريحا. ويحتمل أن يكون هو محرز بن نضلة.

59- الأخضر بن أبي الأخضر الأنصاري [ (3) ] :
ذكره ابن السكن،
وروي من طريق الحارث بن حصيرة، عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي بن الحسين. عن أبيه، عن الأخضر بن أبي الأخضر، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «أنا أقاتل على تنزيل القرآن، وعليّ يقاتل على تأويله» [ (4) ] .
وقال ابن السكن: هو غير مشهور في الصحابة. وفي إسناد حديثه نظر، وأشار الدار الدّارقطنيّ إلى أن جابرا تفرّد به، وجابر رافضيّ.

60- الأخنس السلمي [ (5) ] :
جدّ معن بن يزيد. اسم أبيه حبيب، وقيل خبّاب. ذكره الطّبريّ وابن السّكن وغيرهما. [وقال ابن سعد في وفد بني سليم: والأخنس بن يزيد] [ (6) ] وروى البغوي في ترجمة معن من طريق يزيد بن أبي حبيب- أن معن بن يزيد بن الأخنس السلمي شهد هو وأبوه وجدّه بدرا. قال: ولا نعلم أحدا شهد هو وابنه وابن ابنه مسلمين إلا الأخنس.
وروى ابن حبّان في صحيحه من طريق صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر، عن أبي
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 10، الثقات 3/ 22، الإكمال 1/ 37. أسد الغابة ت 56.
[ (2) ] أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 214
عن بشير بن يزيد الضبعي وكان قد أدرك الجاهلية قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم ذي قار هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم
قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه سليمان ابن داود الشاذكوني وهو ضعيف.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 10.
[ (4) ] ذكره المتقي الهندي في الكنز (32968) وعزاه لابن السكن.
[ (5) ] أسد الغابة ت 58.
[ (6) ] سقط في أ.

(1/191)


أمامة الباهلي- أن يزيد بن الأخنس السلمي سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم- فذكر قصة.
وروى البخاريّ من طريق أبي الجويرية عن معن بن يزيد، قال: بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنا وأبي وجدّي. وزعم ابن مندة أنّ اسم جدّ معن ثور، فذكره في حرف الثاء المثلثة. واللَّه أعلم.

61- الأخنس بن شريق [ (1) ]
بن عمرو بن وهب بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى ابن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي، أبو ثعلبة، حليف بني زهرة. اسمه أبيّ، وإنما لقب الأخنس، لأنه رجع ببني زهرة من بدر لما جاءهم الخبر أن أبا سفيان نجا بالعير، فقيل خنس الأخنس ببني زهرة، فسمي بذلك. ثم أسلم الأخنس فكان من المؤلفة، وشهد حنينا، ومات في أول خلافة عمر. ذكره أبو موسى عن ابن شاهين قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن يزيد عن رجاله. وكذا ذكره ابن فتحون عن الطبري. [وذكر الذّهليّ في «الزّهريات» بسند صحيح، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أن أبا سفيان وأبا جهل والأخنس اجتمعوا ليلا يسمعون القرآن سرّا.. فذكر القصة، وفيها أن الأخنس أتى أبا سفيان فقال: ما تقول؟ قال: أعرف وأنكر. [قال أبو سفيان: فما تقول أنت؟ قال: أراه الحق] [ (2) ] .
وذكر ابن عطية عن السدي أن الأخنس جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأظهر الإسلام، وقال: اللَّه يعلم إني لصادق، ثم هرب بعد ذلك، فمرّ بقوم من المسلمين فحرق لهم زرعا، وقتل حمرا فنزلت: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ إلى قوله: لَبِئْسَ الْمِهادُ. [البقرة: 204- 206] . وقال ابن عطية: ما ثبت قط أن الأخنس أسلم.
قلت: قد أثبته في الصحابة من تقدم ذكره، ولا مانع أن يسلم ثم يرتدّ ثم يرجع إلى الإسلام. واللَّه أعلم.

باب الألف بعدها دال
62- الأدرس الجنّي:
يأتي ذكره في الأرقم.

63- الأدرع السلمي [ (3) ] :
روى ابن ماجة من طريق سعيد المقبري. عن الأدرع، قال:
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 57.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، والاستيعاب ت (16) ، تقريب التهذيب 1/ 50، الوافي بالوفيات 8/ 313، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 115، الكاشف 1/ 100، تهذيب التهذيب 1/ 194، تهذيب الكمال 1/ 73 بقي بن مخلد 893.

(1/192)


جئت ليلة أحرس النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فإذا رجل ميت، فخرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقيل: هذا عبد اللَّه ذو النّجادين- الحديث.
قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: فيه موسى بن عبيدة الرّبذي، وهو ضعيف، وقد رويت القصة من طريق زيد بن أسلم، عن ابن الأدرع. فاللَّه أعلم.

64- الأدرع [ (1) ]
أبو جعد الضمريّ [ (2) ] ، مشهور بكنيته. يأتي.

65- إدريس
أحد الثمانية المهاجرين من الحبشة، تقدّم في أبرهة.

66- أدهم بن حظرة [ (3) ]
اللخمي الراشدي، من بني راشدة بن أذينة بن جديلة [ (4) ] بن لخم. قال ابن ماكولا: هو صحابي، ذكره سعيد بن عفير في أهل مصر، ولم يقع له رواية، وذكره ابن يونس. قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.

باب الألف بعدها ذال [ (5) ]
67- أذينة بن سلمة [ (6) ] :
بن الحارث بن خالد بن عائذ بن سعد بن ثعلبة بن غنم [ (7) ] بن مالك بن بهثة بن عبد القيس العبديّ، والد عبد الرحمن. وقيل هو أذينة بن الحارث بن يعمر بن عمرو بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة الليثي، وهذان نسبان متغايران. وصحح ابن عبد البرّ الأول، قال: وقال بعضهم فيه: الشني، ولا يصح. وتعقبه الرّشاطيّ بأن شن بن أفصى بن عبد القيس، فلا مغايرة بين الشني والعبديّ.
وقال ابن الأثير: لعل من نسبه كنانيا ظنّه والد ابن أذينة الشاعر المشهور، وليس هو به.
وأذينة هذا مختلف في صحبته، وهو والد عبد الرحمن قاضي البصرة، قال ابن حبان:
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، الثقات 3/ 16، تهذيب الكمال 1/ 73، تهذيب التهذيب 1/ 194، تقريب التهذيب 1/ 50، الاستيعاب ت (15) .
[ (2) ] في أالصيمري.
[ (3) ] في أ، د حظيرة.
[ (4) ] في أ، د من بني راشد بن أذن بن حرملة.
[ (5) ] سقط في أ.
[ (6) ] الثقات 3/ 19، تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، تنقيح: المقال 629، الطبقات 1/ 62، 139، 1/ 205، بقي بن مخلد 879، أسد الغابة ت 63، الاستيعاب ت 138.
[ (7) ] في أ، د عثمان.

(1/193)


له صحبة، ثم ذكره في التابعين. وقال العسكري: كان رأس عبد القيس بالبصرة في زمن عثمان وشهد الجمل، وكان له فيه ذكر.
وقال المدائنيّ: هو أوّل من رأس عبد القيس، وكانت رياسته عليهم قبل المنذر بن الجارود، وقد ولي أذينة لزياد ولايات، وله ابن يقال له عبد اللَّه، وله ذكر مع معاوية بن أبي سفيان ومع المهلب بن أبي صفرة.
قال أبو داود الطّيالسيّ في مسندة: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي [ (1) ] إسحاق عبد الرحمن بن أذينة عن أبيه- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الّذي هو خير، وليكفر عن يمينه» [ (2) ] . ورواه الطبراني والبغوي وابن شاهين وابن السّكن وأبو عروبة، وغير واحد في كتبهم في الصحابة من طرق عن أبي الأحوص.
قال البغويّ: لا أعلم روى أذينة غيره، ولا أعلم رواه عن أبي إسحاق غير أبي الأحوص:
وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، ولا أعلم روى حديثه المرفوع غير أبي الأحوص وهو ثقة، غير أنه لم يذكر فيه سماعه من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وأخرجه التّرمذيّ في «العلل المفردة» عن قتيبة عن أبي الأحوص. [وقال البخاري في «تاريخه» : أذينة العبديّ سمع عمر. وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا] [ (3) ] .
وذكره أبو نعيم الكوفيّ في تابعي أهل الكوفة ومسلم في الطبقة الأولى منهم. وحديثه عن عمر أخرجه عبد الرزاق من طريق الحسن الغرني [ (4) ] ، عن عبد الرحمن بن أذينة، عن أبيه. قال: أتيت عمر.. فذكر قصته.
وذكر التّرمذيّ في العلل المفردة أنه سأل البخاري عنه، فقال: مرسل، وأذينة لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو الّذي روى عمرو بن دينار عنه، عن ابن عباس، كذا قال، فإن [ (5) ] كان قوله:
«وهو ... إلخ» من كلام البخاري فقد اختلف كلامه فيه، فإنه فرق في التاريخ بينهما، وتبعه
__________
[ (1) ] في أابن.
[ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 2/ 361 عن أبي هريرة بلفظه وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 187 عن عبد الرحمن بن أذينة ... الحديث بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وعبد اللَّه بن أذينة ثقة وبقية رجاله رجال الصحيح.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] في أالغزي.
[ (5) ] في د قال: كأن.

(1/194)


أبو حاتم الرازيّ، قال ابن أبي حاتم أذينة العبديّ بصري. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وعن عمر.
روى عنه ابنه عبد الرحمن، سمعت أبي يقول: ثم قال أذينة روى عن ابن عباس، [روى عنه عمرو بن دينار، ومحمد بن الحارث] [ (1) ] قال ابن عيينة: كان من أهل عمان [ (2) ] . وكذا فرّق بينهما ابن حبّان. وإن كان قوله: وهو الّذي روى.. إلخ من كلام الترمذي فهو وهم. واللَّه أعلم.

باب الألف بعدها راء
68- أربد [ (3) ] بن جبير [ (4) ]
وقيل: ابن حمزة [ (5) ] . [وقيل: ابن حمير] [ (6) ] ، مصغرا مثقلا.
وبهذا الأخير جزم ابن ماكولا. وأما الأول فرواه ابن مندة، من طريق جرير بن حازم عن ابن إسحاق، ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة وإلى المدينة وفيمن شهد بدرا.

69- أربد بن مخشيّ [ (7) ] :
يكنى أبا مخشي، وهو بكنيته أشهر، يأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى، ويقال اسمه سويد.

70- أربد خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم،
ذكره ابن مندة في تاريخه [ (8) ] من طريق أصبغ بن زيد، عن سعيد بن أبي راشد. عن زيد بن علي بن الحسين، عن جدته فاطمة بحديث له فيه ذكر.
استدركه أبو موسى.

71- أرطاة بن الحارث:
له وفادة، وسمع من عمر، قاله معاوية بن صالح، ولعله الّذي بعده.

72- أرطاة بن كعب [ (9) ]
بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع [ (10) ]- روى ابن شاهين بإسناد ضعيف من طريق عبد [ (11) ] بن عابس النخعي، عن قيس بن كعب النخعي- أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأخوه أرطاة بن كعب والأرقم،
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] عمّان: بالفتح والتشديد: بلد في طرف الشام كان قصبة البلقاء، جاء في حديث الحوض وحكى الخطابي فيه تخفيف الميم أيضا. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 959.
[ (3) ] الطبقات الكبرى 3/ 97، تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، معرفة الصحابة 3/ 33، أسد الغابة ت (64) ، الاستيعاب ت (141) .
[ (4) ] في أحمير.
[ (5) ] في أحميرة.
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] أسد الغابة ت 66.
[ (8) ] أسد الغابة ت (65) .
[ (9) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11.
[ (10) ] في أ، د النخعي.
[ (11) ] في د. من طريق عبد الرحمن.

(1/195)


وكانا من أجمل أهل زمانهما، وأنطقه، فدعاهما إلى الإسلام فأسلما، فدعا لهما بخير، وكتب لأرطأة كتابا، وعقد له لواء، وشهد القادسية [ (1) ] بذلك اللواء، قال: وأخذ اللواء أخوه زيد بن كعب فقتل.
وذكره الرّشاطيّ عن ابن الكلبيّ بنحوه، وسمّى أخاه دريد بن كعب، وكذا قال ابن سعد في الطبقات [ (2) ] قال: أرطاة بن شراحيل بن كعب من بني حارثة بن سعد بن مالك بن النخع [ (3) ] .
وذكر عن هشام بن الكلبيّ، عن أبيه، عن أشياخ من النخع- أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو والجهيش واسمه الأرقم. وسيأتي في الأرقم.
ولأرطاة ذكر من وجه آخر، قال ابن أبي شيبة: حدثنا ابن إدريس، عن حنش بن الحارث، عن أبيه، قال: مرت النخع بعمر فأتاهم فتصفّحهم، وهم ألفان وخمسمائة وعليهم رجل يقال له أرطاة، فقال: إني لأرى السرو فيكم متربعا، سيروا إلى إخوانكم من أهل العراق [ (4) ] ، فقاتلوا. فقاتلوا: بل نسير إلى الشام. قال: سيروا إلى العراق، فساروا إلى العراق.
رواه عن أبي نعيم، عن حنش: سمعت أبي الحارث يذكره، قال: قدمنا من اليمن فنزلنا المدينة، فخرج علينا عمر، فطاف في النخع- نحوه، وزاد: فأتينا القادسية، فقتل منا كثير، ومن سائر الناس قليل، فسأل عمر عن ذلك، فقال: إن النخع ولوا أعظم الأمر وحدّه.

73- الأرقم بن أبي الأرقم: [ (5) ]
وكان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، يكنى أبا عبد اللَّه.
__________
[ (1) ] القادسيّة: قرية قرب الكوفة من جهة البر بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا وبينها وبين العذيب أربعة أميال عندها كانت الوقعة العظمى بين المسلمين وفارس قتل فيها أهل فارس وفتحت بلادهم على المسلمين. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1054.
[ (2) ] في أ، د الطبقات الكبرى.
[ (3) ] في أ، د النخعي.
[ (4) ] العراق: المشهور هو ما بين حديثة الموصل إلى عبّادان طولا وما بين عذيب القادسية إلى حلوان عرضا وسمّي بالعراقيين الكوفة والبصرة لأنهما محل جند المسلمين بالعراق ولكل واحد منهما وال يختص به وسمّي عراقا لأن اسمها بالفارسية إيران فعربها العرب وقالوا: عراق وقيل سمّي عراقا لاستواء أرض وخلوّها من جبال تعلو وأودية تنخفض وقيل غير ذلك. م/ 2/ 926.
[ (5) ] سيرة ابن هشام 1/ 287، المغازي 103، الأسامي والكنى 306، مسند أحمد 3/ 417، طبقات ابن سعد

(1/196)


قال ابن السّكن: أمه تماضر بنت حذيم السهمية. ويقال بنت عبد الحارث الخزاعية، كان من السابقين الأولين، قيل أسلم بعد عشرة.
وقال البخاريّ: له صحبة وذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.
وروى الحاكم في ترجمته في المستدرك أنه أسلم سابع سبعة، وكانت داره على الصّفا، وهي الدار التي كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يجلس فيها [ (1) ] في الإسلام، وذكر قصة طويلة لهذه الدار، وأن الأرقم حبسها، وأن أحفاده بعد ذلك باعوها لأبي جعفر المنصور. ورواه ابن مندة من طريق أقوى من طريق الحاكم وهي عن عبد اللَّه بن عثمان [ (2) ] بن الأرقم عن جده- وكان بدريا، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في داره التي عند الصفا حتى تكاملوا أربعين رجلا مسلمين، وكان آخرهم إسلاما عمر، فلما تكاملوا أربعين رجلا خرجوا.
وروى أحمد من طريق عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم، عن أبيه- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ الّذي يتخطّى رقاب النّاس يوم الجمعة، ويفرّق بين الاثنين بعد خروج الإمام كالجارّ قصبه [ (3) ] في النّار [ (4) ] » .
وأخرجه الحاكم أيضا، لكن قال الدّار الدّارقطنيّ في الأفراد: تفرد به هشام بن زياد، وهو أبو المقدام وقد ضعّفوه.
وروى الحاكم أيضا أن الأرقم أوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقّاص.
وروى ابن مندة، من طريق إبراهيم بن المنذر، قال: توفي الأرقم في خلافة معاوية سنة خمس وخمسين. ثم روى بسند ليّن عن عثمان بن الأرقم، قال: توفي أبي سنة ثلاث
__________
[ (3) ] / 242، المعجم الكبير 1/ 306، مشاهير علماء الأمصار 31، المعين في طبقات المحدثين 19، الوافي بالوفيات 8/ 363، المنتخب من ذيل الطبري 519، البدء والتاريخ 5/ 101، أسد الغابة ت (70) طبقات خليفة 21، التاريخ الكبير 2/ 46، الجرح والتعديل 2/ 309- 310، معجم الطبراني 1/ 284، الاستبصار 117، تاريخ الإسلام 2/ 213، العبر 1/ 61 كنز العمال 13/ 269، شذرات الذهب 1/ 61، الاستيعاب ت (133) .
[ (1) ] في أعليها.
[ (2) ] في أ، د عمر.
[ (3) ] القصب- بالضمّ-: المعى. وجمعه: أقصاب، وقيل: القصب: اسم للأمعاء كلّها، وقيل: هو ما كان أسفل البطن من الأمعاء. النهاية 4/ 67.
[ (4) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 417، والطبراني في الكبير 1/ 285 قال الهيثمي في الزوائد 2/ 181 رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه هشام بن زياد وقد أجمعوا على ضعفه. والحاكم في المستدرك 3/ 504 قال الذهبي هشام واه والمنذري في الترغيب 1/ 504، وكنز العمال ح رقم 21203.

(1/197)


وخمسين وهو ابن خمس وثمانين سنة، وصلّى عليه سعد [بن أبي وقاص [ (1) ] .]
وروى أبو نعيم، وابن عبد البرّ بسند منقطع أنه توفي يوم مات أبو بكر الصديق، وحمله ابن عبد البرّ على أن المراد بذلك والده أبو الأرقم كما سيأتي في ترجمته.
[وشهد الأرقم بدرا وأحدا والمشاهد كلها، وأقطعه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دارا بالمدينة [ (2) ]] .
وقال ابن عبد البرّ: وقع لابن أبي حاتم فيه وهم، فإنه جعل الأرقم هذا والد عبد اللَّه بن الأرقم- يعني الّذي كان على بيت المال لعثمان، وهذا زهري، والأول مخزومي، ووالد الزهري اسمه عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف.
قلت:
روى الطّبرانيّ، من طريق الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس، قال: استعمل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الأرقم بن أبي الأرقم الزهري على السعاية، فاستتبع أبا رافع مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا أبا رافع، إنّ الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد [ (3) ] ،
فهذا يدل على أن للأرقم الزهري أيضا صحبة، لكن رواه شعبة عن الحكم، عن مقسم، فقال: استعمل رجلا من بني مخزوم. وكذلك أخرجه أبو داود وغيره، وإسناده أصح من الأول. واللَّه أعلم.

74- الأرقم بن أبي الأرقم الزهري،
وقد ذكرت حديثه في ترجمة الّذي قبله.

75- الأرقم بن حفينة التّجيبي [ (4) ] ،
من بني نصر بن معاوية. قال ابن مندة: سمعت ابن يونس يقول: إنه شهد فتح مصر عداده في الصحابة، وروي من طريق عبد اللَّه بن الأرقم بن حفينة عن أبيه أنه تخاصم هو وابنه إلى عمر.

76- الأرقم بن عبد اللَّه بن الحارث بن بشر بن ياسر النخعي
[وقيل: هو ابن زيد بن مالك النخعي [ (5) ]] ، له وفادة. وقيل: اسمه أوس، وقيل: جهيس، وهو أصحّ. وسيأتي.

77- الأرقم الجنّي:
أحد الجن الذين استمعوا القرآن من جن نصيبين، ذكر إسماعيل ابن أبي زياد في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] أخرجه أحمد 6/ 8، وأخرجه الطبراني في الكبير 11/ 379 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16531 وعزاه للطبراني، والبيهقي عن ابن عباس.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 12، دائرة معارف الأعلمي 4/ 185، أسد الغابة ت (71) .
[ (5) ] سقط في أ.

(1/198)


يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ.... [الأحقاف 29] الآية، قال: هم تسعة: سليط وشاطر وخاضر وحسا ومسا ولحقم [ (1) ] والأرقم، والأدرس، وحاصر، نقلته مجودا من خط مغلطاي.

78- الأريقط العبديّ [ (2) ] :
من بني عامر بن الحارث بعثه الأشجّ العبديّ [ (3) ] دليلا مع ابن أخيه عمرو بن عبد القيس إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما سمع بخبره فأسلم. وسيأتي ذلك في ترجمة الأشج إن شاء اللَّه تعالى.

باب الألف بعدها زاي
79- أزداد [ (4) ]
ويقال له يزداد بن فساءة الفارسيّ، مولى بحير بن ريسان، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حديثا في الاستنجاء أخرجه ابن ماجة قال أبو حاتم: حديثه مرسل. ومنهم من يدخله في المسند وقال ابن الأثير: قال البخاريّ: لا صحبة له. وقال غيره: له صحبة.

80- الأزرق بن عقبة:
أبو عقبة الثقفي مولاهم، وكان من عبيد كلدة الثقفي- وقيل من عبيد الحارث بن كلدة، فنزل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أيام حصار الطائف، فأسلم، فأعتقه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وسلمه لخالد بن سعيد بن العاص ليموّنه ويعلمه، فصار حليفا في بني أمية فأنكحوه ونكحوا إليه. ذكره الواقديّ في «المغازي» ، وكذا ابن إسحاق باختصار. واستدركه ابن فتحون.
قلت: سيأتي له ذكر في ترجمة الحارث بن كلدة، قال البلاذري: كان الأزرق حدادا روميا تزوج سميّة والدة عمّار بعد أن فارقها ياسر، فولدت [ (5) ] سلمة بن الأزرق، فهو أخو عمار لأمه، ثم ادّعى ولد عمار عمر وعقبة- وهم من غير سميّة- أنهم من ولد الحارث بن أبي شمر الغساني، وأنهم حلفاء بني أمية، وشرفوا بمكة. وكذا ذكره الطّبريّ.

81- أزهر بن خميصة [ (6) ] :
ذكره أبو عمر مختصرا، وقال في صحبته نظر. وذكر أنه روى عن أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه.

82- أزهر بن عبد عوف [ (7) ] :
بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، عم عبد الرحمن بن عوف، ووالد عبد الرحمن بن أزهر الآتي ذكره.
__________
[ (1) ] في د لجعم.
[ (2) ] في ج العبدري.
[ (3) ] في د من بني عاصم بن الحارث.
[ (4) ] أسد الغابة ت (75) .
[ (5) ] في أفولدت له قبل الإسلام سلمة.
[ (6) ] الجرح والتعديل 1/ 312، الثقات 4/ 39، التاريخ الكبير 1/ 455، نقعة الصديان 31.
[ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 12، الوافي بالوفيات 8/ 371. العقد الثمين 1/ 283، التاريخ الصغير 124،

(1/199)


وزعم ابن عبد البرّ أنه أزهر بن عوف، وأنه أخو عبد الرحمن [بن أزهر [ (1) ]] بن عوف، فوهم في ذلك.
وروى البغويّ من طريق يعقوب بن زيد بن طلحة، عن الزهري، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس، قال: امتريت أنا ومحمد بن الحنفية في السقاية، فشهد طلحة وعامر بن ربيعة وأزهر بن عبد عوف ومخرمة بن نوفل- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دفعها إلى العباس يوم الفتح، وفي إسناده الواقدي. وعن الزهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه: لما ولي عمر بعث أربعة فنصبوا أعلام الحرم، وهم: مخرمة، وأزهر بن عبد عوف، وسعيد بن يربوع، وحويطب بن عبد العزى.
أخرجه الفاكهي وغيره، وأورد الطبراني في ترجمة أزهر هذا عن [أحمد بن [ (2) ]] محمد بن نافع الطحان، عن أحمد بن عمرو بن السرح. قال: وجدت في كتاب خالي، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن أزهر، عن أبيه عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أتي بشارب وهو بحنين- الحديث. وهذا وهم من الطّبرانيّ أو شيخه، فقد أخرجه أبو داود والنسائي عن ابن السرح بهذا الإسناد. عن الزّهريّ، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أزهر، عن أبيه: فالحديث من مسند عبد الرحمن بن أزهر، لا من مسند أزهر. وهكذا رواه صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن أزهر نفسه، لم يقل: عن أبيه، وكذا رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن أزهر نفسه. واللَّه أعلم.

83- أزهر بن منقر [ (3) ] :
قال أبو عمر: لم يحدث عنه إلا عمير بن جابر. وقال ابن مندة: هو من أعراب البصرة، ثم
روى من طريق عمير بن جابر عن أزهر بن منقر، قال: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وصليت خلفه، فسمعته يفتتح القراءة بالحمد للَّه، ويسلم تسليمتين،
قال ابن مندة: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
قلت: وفي إسناده علي بن قرين [ (4) ] : وقد كذبه ابن معين، وموسى بن هارون، وغيرهما.
__________
[ () ] جامع الرواة 1/ 78 المعرفة والتاريخ 1/ 356، أعيان الشيعة 3/ 247، دائرة معارف الأعلمي 4/ 198، تنقيح المقال 642، معجم رجال الحديث 3/ 21، أسد الغابة ت: (77) ، الاستيعاب ت (17)
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] سقط في د.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الوافي بالوفيات 8/ 371، تنقيح المقال 6440 جامع الرجال 1/ 208 وأسد الغابة ت (79) ، الاستيعاب ت (18) .
[ (4) ] في أمدين.

(1/200)


84- أزيهر [ (1) ] :
مولى سهيل بن عمرو. له صحبة، وأرسله [ (2) ] مولاه سهيل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بماء زمزم، روى الفاكهي، من طريق محمد بن سليمان بن مسمول. عن حزام بن هشام، عن أبيه، عن أمّ معبد، قالت: مر بي بخيمتي غلام سهيل أزيهر ومعه قربتا ماء، فقلت: ما هذا؟
قال إنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى مولاي سهيل يستهديه ماء زمزم، فأنا أعجل السير لكيلا تنشف القرب.

باب الألف بعدها سين
85- إساف بن أنمار السلمي [ (3) ]
قال ابن حبّان: له صحبة.
وروى الباورديّ وابن مندة من طريق أيوب بن عتبة، عن أبي النجاشي، عن رافع بن خديج، قال: حدثني [عمي ظهير ابن رافع أنه [ (4) ]] قال: يا بن أخي، لقد نهانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن نكري محاقلنا [ (5) ] .
قال: فسمعه رجل من بني سليم [ (6) ] يقال له إساف بن أنمار فشمت بنا، فقال شعرا، فأجابه شاعرنا إساف بن نهيك أو نهيك ابن إساف، قال ابن مندة: غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قلت: ليس في سياق الحديث ما يدلّ على صحبته.

86- إساف بن نهيك [ (7) ] :
ذكر في ترجمة الّذي قبله.

87- أسامة بن أخدريّ [ (8) ] التميمي ثم الشقري:
نزل البصرة: قال ابن حبان: قدم على
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، تنقيح المقال 645.
[ (2) ] في أوأرسل به.
[ (3) ] أسد الغابة ت (48) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الثقات 3/ 16، 17، تنقيح المقال 1/ 646- 647.
[ (4) ] في أابن أخي.
[ (5) ] أخرجه أحمد 4/ 143 عن رافع بن خديج.
[ (6) ] سليم بن منصور: قبيلة عظمي من قيس بن عيلان، من العدنانية. تنسب إلى سليم بن منصور بن عكرمة ابن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان تتفرع إلى عدة عشائر وبطون. وكانت منازلهم في عالية نجد بالقرب من خيبر، ومعد منازلهم حرة سليم، حرة النارين، وادي القرى وتيماء انظر: معجم قبائل العرب 2/ 2543.
[ (7) ] أسد الغابة ت 81.
[ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الثقات 3/ 3، تهذيب الكمال 1/ 75، الطبقات 208، تهذيب التهذيب 1/ 206، تقريب التهذيب 1/ 52، الوافي بالوفيات 1/ 376، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 66، الكاشف 1/ 103، الجرح والتعديل 2/ 1032، الأنساب 1/ 132، جامع الرواة 1/ 787، تنقيح المقال 648، دائرة معارف الأعلمي 4/ 200، معجم رجال الحديث 3/ 23، أسد الغابة (82) ، والاستيعاب (24) .

(1/201)


رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مسلما. انتهى.
وله حديث من رواية بشير بن ميمون عنه، قال: قدم الحيّ من شقرة على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فيهم رجل ضخم يقال له أصرم، قد ابتاع عبدا حبشيا [ (1) ] ، فقال: يا رسول اللَّه: سمّه وادع له. قال: «ما اسمك؟» قال: أصرم قال: «بل زرعة، فما تريده؟» قال: راعيا، قال: فقبض أصابعه، وقال: «هو عاصم» .
أخرج حديثه أبو داود، والحاكم في المستدرك. وقال ابن السكن: ليس له غير هذا الحديث، وأخرجه الطبراني كذلك، ومن رواية أخرى عن بشير، عن أسامة، عن أصرم، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني اشتريت عبدا.... الحديث.

88- أسامة [ (2) ] بن خريم [ (3) ] :
ذكره ابن عبد البرّ، وقال: لا تصح له صحبة.
قلت: ذكره في التّابعين البخاريّ وغيره، وقال ابن حبّان: في التابعين أسامة بن خريم [ (4) ] يروي عن مرة بن كعب، وله صحبة [ (5) ] ، فالضمير يعود على مرة لا على أسامة.

89- أسامة:
بن زيد بن حارثة بن شراحيل [ (6) ] بن عبد العزى بن زيد بن امرئ القيس ابن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ودّ بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي، الحبّ ابن الحب، يكنى أبا محمد. ويقال أبو زيد. وأمه أم أيمن حاضنة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. قال ابن سعد: ولد أسامة في الإسلام، ومات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وله عشرون سنة، وقال ابن أبي خيثمة: ثماني عشرة. وكان أمّره على جيش عظيم، فمات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل أن يتوجّه، فأنفذه أبو بكر. وكان عمر يجلّه ويكرمه، وفضّله في العطاء على ولده عبد اللَّه بن عمر، واعتزل أسامة الفتن بعد قتل عثمان إلى أن مات في أواخر
__________
[ (1) ] في د حسنا.
[ (2) ] في أ، د أسامة بن خزيم.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الوافي بالوفيات 8/ 376، أسد الغابة ت (83) ، الاستيعاب ت (25) .
[ (4) ] في أ، د ابن خزيم.
[ (5) ] في أوله صحبة انتهى.
[ (6) ] مسند أحمد 5/ 199، طبقات ابن سعد 4/ 61، 72، التاريخ لابن معين 22 طبقات خليفة 6/ 297، تاريخ خليفة 100/ 226، التاريخ الكبير 2/ 20، المعارف لابن قتيبة 144، 145، 164، 166، تاريخ الفسوي 1/ 304، الجرح والتعديل 2/ 283، معجم الطبراني الكبير 1/ 120، 144، الاستبصار 34، 87، تهذيب الكمال 78، تذهيب التهذيب 1/ 50، تاريخ الإسلام 2/ 270، العبر 1/ 59 مجمع الزوائد 9/ 286، تهذيب التهذيب 1/ 208، خلاصة تذهيب الكمال 26، كنز العمال 13/ 270، 394- 402، أسد الغابة ت (84) ، والاستيعاب ت (21) .

(1/202)


خلافة معاوية. وكان قد سكن المزة [ (1) ] من عمل دمشق، ثم رجع فسكن وادي القرى [ (2) ] ، ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف. وصحح ابن عبد البر أنه مات سنة أربع وخمسين. وقد روى عن أسامة من الصحابة أبو هريرة وابن عباس، ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي وأبو وائل، وآخرون، وفضائله كثيرة وأحاديثه شهيرة.

90- أسامة بن شريك الثعلبي [ (3) ] :
من بني ثعلبة بن يربوع، قاله الطبراني وأبو نعيم.
وقيل: من بني ثعلبة بن سعد، قاله ابن حبّان. وقيل من بني ثعلبة بن بكر بن وائل، قاله ابن السّكن وابن مندة وابن عبد البرّ، وقال فيه أيضا الذبيانيّ الغطفانيّ. وتعقّبه الرّشاطيّ بأن بكرا ليس له من الولد من سمي ثعلبة، وبأن قولهم في نسبه الذبيانيّ الغطفانيّ دل على أنه من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان، واللَّه أعلم.
قال البخاريّ: أسامة بن شريك أحد بني ثعلبة له صحبة. روى حديثه أصحاب السنن، وأحمد، وابن خزيمة وابن حبان، والحاكم، ومن حديثه: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير، وفي بعض طرقه: خرجت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حجة الوداع، فجاء قوم، فقالوا: يا رسول اللَّه، إن بني يربوع [ (4) ] قتلونا فقالوا: لا تجني نفس على أخرى [ (5) ] . وروى أسامة بن شريك أيضا عن أبي موسى الأشعري. وذكر الأزدي وابن السكن
__________
[ (1) ] المزّة: بالكسر ثم التشديد: قرية كبيرة غنّاء في أعلى الغوطة في سفح الجبل من أعلى دمشق. انظر:
مراصد الاطلاع 3/ 1266.
[ (2) ] وادي القرى: واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى قال جميل:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بوادي القرى إني إذا لسعيد
انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1417.
[ (3) ] الثقات 213، تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، تهذيب الكمال 1/ 77، الطبقات 148، 130، تهذيب التهذيب 1/ 210، تقريب التهذيب 1/ 53 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 66، الوافي بالوفيات 18، 375، الكاشف 1/ 104، الجرح والتعديل 2/ 1021، التاريخ الكبير 2/ 21، المجروحين 2/ 269، تراجم الأحبار 1/ 111، السابق واللاحق 180، علل الحديث 76، 83، بقي بن مخلد 215، المعرفة والتاريخ 1/ 304، 2/ 113/ 619، جامع الرواة 1/ 78، أعيان الشيعة 3/ 251، مشاهير علماء الأمصار 293، تنقيح المقال 651، دائرة معارف الأعلمي 4/ 200. أسد الغابة ت (85) ، الاستيعاب ت (23) .
[ (4) ] يربوع بن حنظلة: بطن من حنظلة بن مالك، من تميم، من العدنانية، وهم: بنو يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر منهم: بنو رياح، بنو سليط، بنو صبير، بنو ثعلبة، بنو كليب، وبنو عرين، وكانت الردافة في الجاهلية لبني يربوع هؤلاء، لأنه لم يكن في العرب أحد أكثر غارة على ملوك الحيرة منهم، فصالحوهم على أن جعلوا لهم الرادفة، ويكفوا عن أهل العراق الغارة. انظر: معجم قبائل العرب 3/ 1262، الاشتقاق لابن دريد/ 135.
[ (5) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 890 عن أسامة بن شريك بلفظه قال البوصيري في الزوائد إسناده صحيح

(1/203)


وغير واحد أنّ زياد بن علاقة تفرّد بالرواية عنه.

91- أسامة بن عمرو الليثي
قيل هو شداد بن الهاد. وسيأتي في الشين.

92- أسامة [ (1) ]
بن عمير بن عامر بن الأقيشر [ (2) ] بن عبد اللَّه بن حبيب بن يسار بن ناجية ابن عمرو بن الحارث بن كثير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل الهذلي، والد أبي المليح. قال البخاريّ: له صحبة، روى حديثه أصحاب السنن وأحمد وأبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم في صحاحهم، ومن حديثه: أصابتنا السماء ونحن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم حنين، قال خليفة: نزل البصرة، ولم يرو عنه إلا ولده، قاله جماعة من الحفاظ.

93- أسامة الحنفي [ (3) ] :
ذكره الباوردي في الصحابة، وأخرج من طريق معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب، عن رجل، عن أسامة الحنفي، قال: لقيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في أصحابه بالسوق، فقلت لهم: أين يريد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قالوا: يريد أن يخط لقوم مسجدا- الحديث.
واستدركه ابن فتحون.

94- إسحاق الغنوي [ (4) ] :
روى البخاريّ في «تاريخه» وسمّويه وأبو يعلى وغيرهم من طريق بشّار بن عبد الملك المزني، قال: حدثتني جدتي أمّ حكيم بنت دينار المزنية عن مولاتها أم إسحاق الغنوية أنها هاجرت من مكة تريد المدينة هي وأخوها إسحاق، حتى إذا
__________
[ () ] محمد بن عبد اللَّه ذكره ابن حبان في الثقات وقال النسائي لا بأس به وأبو العوام القطان اسمه عمران بن داود وثقه الجمهور وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين ابن ماجة 2/ 890 كتاب الديات (21) باب لا يجني أحد على أحد (26) حديث رقم 2672، وأخرجه النسائي في السنن 8/ 53، 54 عن ثعلبة بن زهدم اليربوعي بلفظه والطبراني في الكبير 1/ 151، 2/ 79 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39816.
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الثقات 3/ 3، تهذيب الكمال 1/ 77، الطبقات 35/ 175، معجم رجال الحديث 3/ 25، تهذيب التهذيب 1/ 207 تقريب التهذيب 1/ 53، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 66، الوافي بالوفيات 8/ 375، الكاشف 1/ 104، العقد الثمين 1/ 289 الجرح والتعديل 2/ 1029، التاريخ الكبير 2/ 21، أفراد مسلم 19، الإكمال 1/ 105، 7/ 160، دارة معارف الأعلمي 4/ 200، مشاهير علماء الأمصار 230، تنقيح المقال 652، أعيان الشيعة 3/ 252، جامع الرواة 1/ 78، المعرفة والتاريخ 1/ 304، الطبقات الكبرى 7/ 30، أسد الغابة ت (86) ، الاستيعاب ت (22) .
[ (2) ] في أالأقيس.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الطبقات الكبرى 1/ 291، 2/ 263/ 300، 4/ 146، 7/ 98، 8/ 114، المنمق ص 115، 116، تنقيح المقال 1/ 646، 647.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، أسد الغابة ت (88) .

(1/204)


كانت ببعض الطريق قال لها أخوها: اجلسي حتى أرجع إلى مكة فآخذ نفقة لي أنسيتها.
قالت: إني أخشى عليك الفاسق- تعني زوجها- أن يقتلك، فذهب أخوها إلى مكة وتركها، فمر بها راكب بعد ثلاث، فقال: يا أم إسحاق، ما يقعدك ها هنا؟ قالت: أنتظر أخي إسحاق. قال: لا إسحاق لك، أدركه زوجك بعد ما خرج من مكة فقتله. فذكر الحديث في قدومها المدينة.
وبشّار: بالموحدة والشين المعجمة- ضعّفه ابن معين.

95- إسحاق، غير منسوب [ (1) ]
روى عبدان من طريق خالد بن عبد الرحمن عن إسحاق صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم نهى عن فتح التمرة وقشر الرطبة،
في إسناده ضعف وانقطاع أخرجه أبو موسى.

96- أسد
بن أسيد بن أبي أنّاس [ (2) ] بن زنيم الكناني. وسيأتي ذكر أبيه وذكر المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» عن دغفل أن أسد بن أسيد هذا أسلم يوم الفتح هو وأبوه.

97- أسد بن خويلد [ (3) ]
في نسب [ (4) ] خديجة
- روى حديثه محمد بن جابر عن سماك وعمن سمع أسد بن خويلد، كذا ذكره ابن مندة، وقال أبو عمر: أسد ابن أخي خديجة روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال: «لا تبع ما ليس عندك» .
ذكره العقيلي، وقال: في إسناده مقال.
انتهى. ولم يذكر أهل النسب لخديجة أخا سوى العوام والد الزبير، ومات في الجاهلية، ونوفل وقتل يوم بدر كافرا. وقيل: قتله ابن أخيه الزبير، وقيل: علي، فيحتمل أن يكون أسد هذا ابن نوفل لكنهم لم يذكروا ذلك.

[98- أسد بن خزيمة.
ذكر إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره أنه أحد من نزل فيه قوله تعالى: وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ... [التوبة 122] الآية، فما أدري أراد القبيلة أو اسم رجل بعينه.] [ (5) ]

99- أسد بن حارثة الكلبي [ (6) ] :
ثم العليمي، من بني عليم بن جناب. قال أبو عمر:
قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأخوه قطن في نفر من قومهم، فسألوه الدعاء لقومهم في غيث
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 89.
[ (2) ] في أ، ج أبي إياس.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، أسد الغابة ت (90) ، الاستيعاب ت (26) .
[ (4) ] في ج نسيب.
[ (5) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الوافي بالوفيات 9/ 5. والاستيعاب ت (29) أسد الغابة ت (91) .

(1/205)


السماء، وكان متكلّمهم وخطيبهم قطن بن حارثة، فذكر حديثا فصيحا كثير الغريب من رواية ابن شهاب عن عروة بن الزبير.

100- أسد بن سعية القرظي [ (1) ] .
أحد من أسلم من اليهود. روى ابن السكن من طريق سعيد بن بزيغ، عن ابن إسحاق. قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن شيخا من بني قريظة حدثه أن إسلام ثعلبة بن سعية، وأسد بن سعية، وأسد بن عبيد إنما كان عن حديث ابن الهيبان، فذكر قصته [ (2) ] بطولها، وأنه كان يعلمهم بقدوم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل الإسلام، فلما كانت الليلة التي في صبحها فتح قريظة قال لهم هؤلاء الثلاثة: يا معشر يهود، إنه واللَّه للرجل الّذي كان وصف لنا ابن الهيبان، فاتقوا اللَّه واتبعوه، فأبوا عليهم، فنزل الثلاثة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلموا، ورواه أيضا من طريق يحيى بن محمد بن عباد الشجري، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر. والإسناد الأول أقوى.
ورواه الطبري وابن مندة من طريق أخرى عن ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن سعيد أو عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما أسلم عبد اللَّه بن سلام، وثعلبة بن سعية، [وأسد ابن عبيد [ (3) ]] ، وأسد أو أسيد بن سعية، قالت يهود: ما أتى محمدا إلا شرارنا، فأنزل اللَّه تعالى: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ... إلى قوله: الصَّالِحِينَ [آل عمران 113، 114] .

101- أسد [ (4) ] بن عبيد القرظي [ (5) ] .
ذكره ابن حبان في الصحابة. وقد ذكر في ترجمة الّذي قبله.

102 ز- أسد بن عبد اللَّه:
ذكر إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره أنه أحد من نزل فيه: وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ ... [الفتح 25] الآية.

103- أسد
بن كرز [ (6) ] بن عامر بن عبد اللَّه بن عبد شمس بن عقبة بن جرير بن شق بن صعب البجلي ثم القسري، جد خالد أمير العراق.
روى البخاريّ في تاريخه، والطّبرانيّ،
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الثقات 3/ 15، التحفة اللطيفة 1/ 303، أسد الغابة ت (93) .
[ (2) ] في أقصة.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] في أ، ج تأتي هذه الترجمة بعد ترجمة أسد بن عبد اللَّه.
[ (5) ] أسد الغابة ترجمة، رقم (93) ، الاستيعاب ت (27) . السيرة لابن هشام 1/ 213، تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، معرفة الصحابة 2/ 275.
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الثقات 3/ 18، الوافي بالوفيات 9/ 7، ذيل الكاشف رقم 62، أسد الغابة ت (95) ، الاستيعاب (28) .

(1/206)


وابن السّكن- من طريق أرطاة بن المنذر السكونيّ: حدثني مهاجر بن حبيب، عن أسد بن كرز، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «يا أسد بن كرز، لا تدخل الجنّة بعمل ولكن برحمة اللَّه» .
إسناده حسن.
وروى عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند وأبو يعلى، والبغوي من طريق إسماعيل بن واسط البجلي [ (1) ] ، عن خالد القسري عن جده أسد بن كرز: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «المريض تحات خطاياه» .
الحديث فيه انقطاع بين خالد وأسد. وروى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن الفضل بن عاصم بن عمر بن قتادة: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده قتادة بن النعمان، قال: أهدى أسد بن كرز إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قوسا. الحديث فيه انقطاع أيضا بين عاصم وقتادة. ورويناه من وجه آخر عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، قال: أسلم أسد بن كرز، ومعه رجل من ثقيف، فأهدى إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قوسا، فقال أسد: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لي. فدعا له. وليزيد بن أسد هذا أيضا صحبة.
وسيأتي ذكره.

104- أسد بن كعب القرظي [ (2) ] :
روى ابن جرير من طريق ابن جريج، قال في قوله تعالى: مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ [آل عمران 113]- قال: هم: عبد اللَّه بن سلام، وأخوه ثعلبة، وسعية، وأسد وأسيد ابنا كعب.

105- أسد:
ويقال: أسيد- بالتصغير، ابن يعمر بن وهب الخزاعي، لقبه النّعيت.
يأتي ذكره في النون إن شاء اللَّه تعالى.

106- أسد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
لم أر له ذكرا إلا في تاريخ جمعه العباس بن محمد الأندلسي للمعتصم بن صمادح، ذكر في أوله ترجمة بيوته، وقال فيها: وكان أنس بن مالك ومولاه أسد يستأذنان عليه.

107- أسعد
بن حارثة بن لوذان [ (3) ] بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيد.

108- أسعد
بن حارثة الأنصاري الساعدي. ذكره عمر بن شبّة فيمن استشهد يوم اليمامة، واستدركه ابن فتحون.

109- أسعد بن حرام الخزرجي.
أحد قتلة ابن أبي الحقيق، ذكره عمر بن شبّة، عن
__________
[ (1) ] في د العجليّ.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، معرفة الصحابة 2/ 302، أسد الغابة ت (96) .

(1/207)


محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، واستدركه ابن فتحون.

110- أسعد الخير [ (1) ] .
سكن الشام. ذكره البخاري في الوحدان. حكاه ابن مندة.

111- أسعد:
بن زرارة بن عدس [ (2) ] بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، أبو أمامة الأنصاري الخزرجي النجاري. قديم الإسلام، شهد العقبتين، وكان نقيبا على قبيلته، ولم يكن في النقباء أصغر سنّا منه. ويقال: إنه أول من بايع ليلة العقبة.
وقال الواقديّ- عن عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن خبيب، عن عبد الرحمن، قال:
خرج أسعد بن زرارة، وذكوان بن عبد القيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة، فسمعا برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتياه، فعرض عليهما الإسلام، وتلا عليهما القرآن، فأسلما ولم يقربا عتبة، ورجعا إلى المدينة، فكانا أول من قدم بالإسلام المدينة.
وأما ابن إسحاق فقال: إن أسعد إنما أسلم في العقبة الأولى مع النفر الستة. فاللَّه أعلم.
ووهم ابن مندة، فقال: كان نقيبا على بني ساعدة. وقيل: إنه أول من بايع ليلة العقبة.
وقال ابن إسحاق: شهد العقبة الأولى والثانية والثالثة، وروى أبو داود والحاكم من طريق عبد الرحمن بن كعب بن مالك، قال: كنت قائد أبي حين كفّ بصره، فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان استغفر لأسعد بن زرارة.. الحديث. وفيه: كان أسعد أول من جمع بنا المدينة قبل مقدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حرّة بني بياضة في نقيع الخضمات. وذكر الواقدي أنه مات على رأس تسعة أشهر من الهجرة،
رواه الحاكم من المستدرك من طريق الواقدي عن ابن أبي الرّجال، وفيه: فجاء بنو النجار فقالوا: يا رسول اللَّه: مات نقيبنا فنقّب علينا، فقال: أنا نقيبكم.
__________
[ (1) ] سيرة ابن هشام 1/ 507، الطبقات الكبرى 3/ 2/ 138، طبقات خليفة 90، 91، تاريخ خليفة 56، المعارف 309، الجرح والتعديل 2/ 344، الاستبصار 56، 58 العبر 1/ 3، شذرات الذهب 1/ 9، أسد الغابة ت (97) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الثقات 3/ 1، جامع الرواة 1/ 90 التاريخ لابن معين 3/ 29، الطبقات الكبرى 5/ 82، 5/ 12، الوافي بالوفيات 1/ 19، الأعلام 1/ 299، الجامع في الرجال 236، المحن 427، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 524 الطبقات الكبرى 1/ 165، 218، 219، التاريخ الصغير 20، تنقيح المقال 752، أعيان الشيعة 3/ 297، علل الحديث 55، ذيل الكاشف رقم 63 معجم رجال الحديث 3/ 84، أسد الغابة (98) .

(1/208)


وذكر ابن إسحاق: كان ذلك في شوال. قال البغوي: بلغني أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة، وأنه أول ميت صلّى عليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروى الواقدي من طريق عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم قال: أول من دفن بالبقيع أسعد بن زرارة. هذا قول الأنصار. وأما المهاجرون فقالوا: أول من دفن به عثمان بن مظعون.
وروى الحاكم من طريق السراج في «تاريخه» ، ثم من طريق محمد بن عمارة، عن زينب بنت نبيط: أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حلى أمها وخالتها رعاثا من تبر وذهب فيه لؤلؤ، وكان أبوهما أسعد بن زرارة أوصى بهما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، قال: دخل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على أسعد بن زرارة وكان أحد النقباء ليلة العقبة، وقد أخذته الشوكة فكواه ...
الحديث. وكذلك رواه الحاكم من طريق يونس عن الزهري.
قلت: هذا هو المحفوظ، ورواه عبد الأعلى، عن عمر، عن الزهري، عن أنس.
أخرجه الحاكم أيضا، وهي شاذّة. ورواه ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وهي شاذة أيضا. ورواه زمعة بن صالح، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن أبي أمامة أسعد بن زرارة وهذا موافق لرواية عبد الرزاق لأنه لم يرد بقوله: عن أبي أمامة أسعد بن زرارة الرواية، وإنما أراد أن يقول عن قصة أسعد بن زرارة. واللَّه أعلم.
وقد اتفق أهل المغازي والتّواريخ على أنه مات في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل بدر.
ووقع في الطّبرانيّ من طريق الشعبي، عن زفر بن وثيمة، عن المغيرة بن شعبة- أن أسعد بن زرارة قال لعمر: إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى الضحاك بن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضّبابي من دية زوجها. وهذا فيه نظر، ولعله كان فيه أن سعد بن زرارة فصحّف. واللَّه أعلم، وإلّا فيحمل [ (1) ] على أنه أسعد بن زرارة آخر. انتهى.

112- أسعد بن زرارة [ (2) ]
ذكر في الّذي قبله إن ثبت. [وسيأتي في ترجمة عبد اللَّه بن أسعد بن زرارة أن بعضهم روى الحديث المذكور في ترجمته، فقال: عن عبد اللَّه بن أسعد ابن زرارة، عن أبيه. فلعله كان فيه ابن [ (3) ] أسعد. قال: وهو عبد اللَّه هذا [ (4) ]] .

113- أسعد [ (5) ] بن زيد
بن الفاكه. يأتي في أسعد بن يزيد.
__________
[ (1) ] في د فيحتمل أنه.
[ (2) ] سيرة ابن هشام 1/ 429، الطبقات الكبرى 3/ 456.
[ (3) ] في ب، ج أن ابن.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] هذه الترجمة سقط في أ.

(1/209)


114- أسعد
بن سلامة الأشهلي الأنصاري. روى أبو نعيم [ (1) ] من طريق موسى بن عقبة، عن ابن شهاب- أنه استشهد يوم الجسر، وتعقّبه ابن الأثير بأن الكلبيّ ذكره «سعد» بغير ألف.
قلت: ويحتمل أن يكونا أخوين. واللَّه أعلم.

115- أسعد
بن عبد اللَّه [ (2) ] بن مالك بن ثعلبة بن مالك الخزاعي.
قال الحاكم في تاريخه: أخبرني خلف بن محمد، حدثنا موسى بن أفلح، حدثنا سعيد بن سلم [ (3) ] بن قتيبة، أخبرني جعفر بن لاهز بن قريظ، أخبرني سليمان بن كثير الخزاعي- وهو جد جعفر أبو أمه، عن أبيه كثير، عن أبيه أمية بن أسعد، عن أبيه أسعد بن عبد اللَّه [بن مالك [ (4) ]] ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «أحبّ الدّين إلى اللَّه الحنيفيّة السّمحة» .
ورويناه في الغرائب لأبيّ النّرسيّ.
وقد ذكره أبو موسى في الذّيل، ومن طريقه ابن الأثير فأسقطا من بين الحاكم وجعفر، وهو وهم فاحش، وقد أخرجه ابن عساكر في تاريخه. في ترجمة سليمان بن كثير الخزاعي على الصواب.

116- أسعد
بن يربوع [ (5) ] الأنصاري الخزرجي الساعدي، قتل يوم اليمامة [ (6) ] شهيدا، ذكره سيف بن عمر في الفتوح وتبعه أبو عمر.

117- أسعد بن يزيد بن الفاكه [ (7) ]
بن يزيد بن خلدة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة الأنصاري الخزرجي. ويقال ابن زيد. ذكره أبو موسى بن عقبة، وابن الكلبيّ، فيمن شهد بدرا، ولم يذكره ابن إسحاق، لكن ذكره سعد بن يزيد- بغير ألف، ونسبه أبو نعيم نجاريا فوهم.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، معرفة 1/ 56 الصحابة 2/ 302، أسد الغابة ت (99) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، أسد الغابة ت (101) .
[ (3) ] في أسليم، وفي ج سلمة.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] أسد الغابة ت 103، الاستيعاب ت 32.
[ (6) ] اليمامة مدينة على أربعة أيام من مكة ولها عمائر قاعدتها حجر باليمامة وتسمى العروض وكان اسمها جوّا فسميت اليمامة وهو اسم امرأة وقال ابن الأثير في النهاية: اليمامة الصّقع المعروف شرقي الحجاز وهذا يقتضي ألا يكون من الحجاز. انظر المطلع/ 226.
[ (7) ] المغازي 1/ 171، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 594، السيرة لابن هشام 1/ 700، تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، معرفة الصحابة 2/ 305، الاستيعاب ت (31) .

(1/210)


118- أسعد [ (1) ] بن عطية [ (2) ]
بن عبيد بن بجالة بن عوف بن ودم بن ذبيان بن هميم [ (3) ] بن هنيّ بن بليّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة القضاعي البلوي. ذكره ابن يونس في «تاريخ مصر» ، وقال: بايع تحت الشجرة، وشهد فتح مصر، له ذكر وليست له رواية.

119- الأسفع [ (4) ] البكري.
ويقال ابن الاسفع، قال ابن ماكولا: هو بالفاء. يقال له صحبة،
أخرج حديثه الطبراني من طريق مسلم بن خالد، عن ابن جريج. قال: أخبرني عمر ابن عطاء مولى بن الأسفع، رجل صدق، عن الأسفع البكريّ أنه سمعه يقول: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جاءهم في صفة المهاجرين، فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟ فقال: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة 255] ، رواه عبدان من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريج، عن مولى الأسفع، عن ابن الأسفع، وهو الأشهر.

120- الأسفع الجرمي،
هو ابن شريح [ (5) ] بن صريم بن عمرو بن رياح بن عوف بن عميرة بن الهون بن أعجب بن قدامة بن جرم. وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، قاله الطّبريّ تبعا لابن الكلبي وابن شاهين عن رجاله، وذكره ابن ماكولا في رياح- بكسر الراء والياء التحتانية، واستدركه ابن فتحون.

121- الأسقع:
بالقاف: والد واثلة بن الأسقع البكري الليثي الصحابي المشهور. ذكر أبو سعد في شرف المصطفى شيئا يدل على أن له صحبة، فأخرج من طريق هشام بن عمار، عن محمد بن شعيب، عن يحيى بن أبي عمرو، عن عمر بن عبد اللَّه، عن واثلة بن الأسقع، قال: خرجت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فصلّى بالناس.... الحديث. وفيه: ثم رجعت فوجدت والدي جالسا مستقبل الشمس ضحى، فسلمت عليه تسليم الإسلام، فقال: أصبوت؟ قلت:
نعم، أسلمت. قال: عسى اللَّه أن يجعل لك ولنا في ذلك خيرا، قال: فقعدت معه، يعني إلى زمن الفتح ... الحديث. ثم وجدت له أصرح من ذلك، فأخرج أبو نعيم في دلائل النّبوّة، من طريق أبي عاصم، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عمر بن الدّرفس، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي قسيمة، عن واثلة بن الأسقع، قال: كنا في الصفّة وهم عشرون رجلا، فأصابنا جوع، وكنت من أحدث أصحابي سنّا، فبعثوا بي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أشكو جوعهم.
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في ب، ت، ج، هـ وتأتي في أقبل ترجمة أسعد بن يربوع.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، معرفة الصحابة 2/ 306، أسد الغابة ت (102) .
[ (3) ] في أالهميم.
[ (4) ] أسد الغابة ت (106) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 15.
[ (5) ] أسد الغابة ت 107.

(1/211)


122- الأسلع الأعرجيّ [ (1) ]-
بالراء، من بني الأعرج بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. قال ابن السّكن: حديثه في البصريين. وفيه نظر.
وقال ابن حبّان: الأسلع السعدي رجل من بني الأعرج بن كعب، يقال: إن له صحبة، ولكن في إسناده خبره الربيع بن بدر.
وقال الطّبرانيّ في الترجمة: الأسلع بن شريك الأشجعي، ثم ساق حديثه من طريقين:
عن الربيع بن بدر، حدثني أبي، عن أبيه، عن رجل يقال له الأسلع، قال: كنت أخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأرحل له، فقال لي ذات يوم: «يا أسلع، قم فأرحل» . فقلت: يا رسول اللَّه، أصابتني جنابة، فسكت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأتاه جبريل بآية الصعيد [النساء 43] فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم:
«قم يا أسلع فتيمّم» ، قال: فقمت فتيممت، ثم رحلت له، فسار حتى مرّ بماء، فقال لي:
«يا أسلع مس- أو أمس- هذا جلدك» .
قال: فأراني التيمم ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين انتهى.
ثم ساقه من طريق يحيى الحمّانيّ، عن الربيع، فقال: الأسلع رجل من بني الأعرج ابن كعب، وكذا أخرجه إسماعيل القاضي في «الأحكام» عن يحيى، ثم ساقه الطبراني أيضا من طريق الهيثم بن رزيق، عن أبيه، عن الأسلع بن شريك، قال: كنت أرحل ناقة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأصابتني جنابة في ليلة باردة، وأراد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الرحلة، فكرهت أن أرحل ناقته وأنا جنب، وخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض، فأمرت رجلا من الأنصار فرحلها، ووضعت أحجارا فأسخنت بها ماء فاغتسلت، ثم لحقت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأصحابه، فقال: «يا أسلع، ما لي أرى رحلتك تغيّرت؟ فقلت: يا رسول اللَّه، لم أرحلها، رحلها رجل من الأنصار. قال: ولم؟ فقلت: إني أصابتني جنابة، فخشيت القرّ على نفسي، فأمرته فرحلها، ووضعت أحجارا فأسخنت ماء فاغتسلت به،
فأنزل اللَّه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى. إلى قوله: عَفُوًّا غَفُوراً [النساء 43] .
قلت: وهذه القصة فيها شبه يسير من الأولى، وبينهما مغايرة ظاهرة، فحمل الطبراني وجماعة الأمر على أن ذلك كله وقع للأسلع، ويؤيّد ذلك أن ابن مندة قال في ترجمته: أسلع ابن شريك بن عوف الأعرجي، ثم يروي من طريق قيس بن حفص الدارميّ، قال: سألت بعض بني عمّ الأسلع عنه، فقال: هو الأسلع بن شريك بن عوف. انتهى. وقال خليفة في تاريخه: ومن بني الأعرج بن كعب: الأسلع بن شريك. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في التيمم، ولم
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، الوافي بالوفيات 1/ 49، بقي بن مخلد 536.

(1/212)


أر في شيء من طرقه أنه أشجعيّ، ولا يلتئم ذلك مع كونه من بني الأعرج بن كعب. فلعله وقع فيه تصحيف سمعي، أراد أن يقول الأعرجي فقال الأشجعيّ، وأما ابن عبد البرّ ففرّق بين القصتين، وجعلهما لرجلين كل منهما يقال له الأسلع، فالأول قال إنه الأسلع بن الأسقع، روى حديثه الربيع بن بدر، والثاني الأسلع بن شريك الأعرجي التميميّ، ونسبه الثاني إلى الأعرج يدلّ على أنه الأول، فإن الأول ثبت أنه أعرجيّ، وما أدري من أين له اسم أبيه الأسقع، فإن ثبت فلعله كان يسمّى شريكا ويلقب الأسقع. ووقع في أصله بخطه الأعوجي- بالواو- وتعقبه الرشاطيّ، فقال: إنما هو بالراء، وكذا وقع التيمي، وتعقبه الرشاطيّ أيضا. وقد قال ابن السكن في الأعرجي أيضا: يقال له ابن شريك، فهذا يدل على الوحدة. واللَّه أعلم.
وحكى ابن مندة، عن علي بن سعيد العسكري- أن اسم الأسلع الحارث بن كعب، وأظنه خطأ. واللَّه أعلم.
[ (تنبيه) وقع للشيخ مغلطاي في شرح البخاري في أول كتاب التيمم نسبة قصة الأسلع هذا إلى الحافظ في كتاب البرهان، ولفظه إن الأسلع الأعرجي كان يرحل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: فقال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: إني جنب، وليس عندي ماء، فأنزل اللَّه آية التيمم. وهذا تقصير شديد منه، مع كثرة اطلاعه [ (1) ]] .

123- الأسلع [ (2) ] بن شريك [ (3) ]
وقد قدمت خبره في ترجمة الّذي قبله.

124- أسلم بن أوس بن
بجرة [ (4) ] . يأتي في الّذي بعده.

125- أسلم بن بجرة [ (5) ]-
بفتح الموحدة وسكون الجيم- الأنصاري. نسبه ابن الكلبيّ. فقال: أسلم بن بجرة بن الحارث بن غيّان- بالغين المعجمة والياء التحتانية المشدّدة- بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الخزرجي الساعدي، هكذا نسبه ابن الكلبيّ. وأما العدويّ فقال: أوس بدل غياث. وقال ابن ماكولا وقبله الدار الدّارقطنيّ: أسلم بن أوس بن بجرة والباقي مثله. وذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد عن رجاله كذلك، وتبعوا كلهم العدوي، فإنه كذلك ذكره في نسب الأنصار، وقال: إنه شهد
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] في ج ثبت.
[ (3) ] أسد الغابة ت 110، الاستيعاب ت (148) .
[ (4) ] أسد الغابة ت 111.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 16، الوافي بالوفيات 9/ 50. أسد الغابة ت (112) ، الاستيعاب ت (37) .

(1/213)


أحدا وقال ابن عبد البر: لم يصح عندي نسبه وفي صحبته نظر.
قلت: قد نسبه ابن الكلبيّ، وهو عمدة النسابين، كما ذكرناه. وتبعه ابن شاهين، وابن قانع، وغيرهما. وروى الطّبرانيّ في «الصّغير» ، من طريق الزبير بن بكار، عن عبد اللَّه بن عمرو الفهري، عن محمد بن إبراهيم بن محمد [ (1) ] بن أسلم، عن أبيه، عن جده أسلم الأنصاري، قال: جعلني النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على أسارى قريظة- الحديث. وقال لا يروى عن أسلم إلا بهذا الإسناد، تفرد به الزبير. انتهى.
وقد رواه الطّبرانيّ نفسه في «الكبير» من وجه آخر، أخرجه من طريق إسحاق بن أبي فروة، عن إبراهيم بن محمد بن أسلم بن بجرة، عن أبيه، عن أسلم بن بجرة مثله. ومن هذا الوجه الثاني أخرجه ابن السكن، وقال: لا يثبت. وابن مندة استغربه. وقال ابن عبد البر [ (1) ] :
حديثه يدور على إسحاق، كذا قال. وفرّق ابن الأثير بين أسلم بن بجرة وبين أسلم بن أوس ابن بجرة، وهما واحد كما ترى. ويحتمل على بعد أن يكون أحدهما ابن أخي الآخر، وتوافقا في الاسم، واللَّه أعلم. [و [ (2) ]] قال ابن عبد البرّ: هو أحد من منع من دفن عثمان بالبقيع، [ونقل البغويّ عن أبي عبيد قال: أسلم بن الحصين بن النعمان الأوسي، يكنى أبا جبيرة، وهو غير أبي جبيرة قيس بن الضحاك [ (3) ]] .
قلت: أخرج ذلك ابن شبّة في خبر المدينة من طريق مخلد بن خفاف عن عروة، قال:
منعهم من دفن عثمان بالبقيع أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي.

126- أسلم بن جبيرة [ (4) ]
بن حصين بن جبيرة بن حصين بن النعمان بن سنان بن عبد الأشهل. الأنصاري الأوسي الأشهلي- نسبه ابن الكلبي. وقال ابن مندة: أسلم بن الحصين.
وساق نسبه. ذكره البخاري في الصحابة، ولم يذكر له حديثا. [ونقل البغوي عن أبي عبيد، قال: أسلم بن الحصين بن النعمان الأوسي، يكنى أبا جبيرة، وهو غير أبي جبيرة قيس بن الضحاك [ (5) ]] .
قلت: فالاختلاف في نسبه كالاختلاف في الّذي قبله، والاحتمال فيهما كذلك. واللَّه أعلم.

127- أسلم بن حصين: [ (6) ]
مضى في الّذي قبله [ (7) ] .
__________
[ (1) ] في أمحمد بن إبراهيم بن أسلم.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] سقط في ج.
[ (4) ] أسد الغابة ت 113.
[ (5) ] سقط في أ.
[ (6) ] في ج تأتي هذه الترجمة بعد ترجمة أسلم بن الحارث.
[ (7) ] أسد الغابة 117.

(1/214)


128- أسلم بن الحارث:
بن عبد المطلب بن هاشم [الهاشمي] ابن عم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأخو نوفل، ذكره محمد بن عمر الحافظ الجعابيّ فيمن حدّث هو وولده عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، نقلته من خط مغلطاي.

129- أسلم حادي [ (1) ] رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم:
قال ابن مندة: روى إسحاق بن سليمان، عن سعيد بن عبد الرحمن المدني، قال: كان رافع وأسلم خادمين للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يعني اللذين ذكرهما عمر بن الخطاب في قوله:
وكن رفيق رافع وأسلما ... واخدم الأقوام كيما تخدما [ (2) ]
[الرجز] :
وهو خبر رواه ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، قال: ما شعرنا ليلة ونحن مع عمر إلا وقد رحل رواحلنا وأخذ راحلته فرحلها، وأيقظنا وهو يرتجز ... [فذكر هذا البيت [ (3) ]] .

130- أسلم [ (4) ]-
يقال: هو اسم أبي رافع مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو بكنيته أشهر.
وسيأتي هناك. وممن جزم بأن اسمه أسلم البخاري.

131- أسلم- مولى عمر [ (5) ] :
روى ابن مندة من طريق عبد المنعم بن بشير، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده- أنه سافر مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم سفرتين.
والمعروف أن عمر اشترى أسلم بعد وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. كذلك ذكره ابن إسحاق وغيره، كما سنورده في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 114، الاستيعاب ت 34.
[ (2) ] انظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (114) .
[ (3) ] سقط في أ، ج.
[ (4) ] التعديل والتجريح 119.
[ (5) ] طبقات ابن سعد 5/ 10، التاريخ الكبير 2312، الجرح والتعديل 2/ 306، تاريخ الطبري 10/ 179، طبقات خليفة 235، تاريخ خليفة 117، التاريخ لابن معين 2912، تاريخ الثقات للعجلي 63، الثقات لابن حبان 4/ 45، تهذيب تاريخ دمشق 913، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 117، تهذيب الكمال 52912، العبر 1/ 91، تذكرة الحفاظ 1/ 49، سير أعلام النبلاء 4/ 98، المعين في طبقات المحدثين 32، الكاشف 1/ 68، ربيع الأبرار 4/ 87، المعارف 189، دول الإسلام 1/ 57، البداية والنهاية 3219، مرآة الجنان 1/ 161، تهذيب التهذيب 1/ 266، تقريب التهذيب 1/ 64، طبقات الحفاظ 16، خلاصة تذهيب التهذيب 31، شذرات الذهب 1/ 88، تاريخ الإسلام 36112. أسد الغابة ت (120) .

(1/215)


132- أسلم الراعي الأسود [ (1) ] :
قال ابن إسحاق في المغازي: حدثني أبي إسحاق بن يسار [ (2) ] أنّ راعيا أسود أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو محاصر لبعض حصون خيبر، ومعه غنم كان أجيرا فيها لرجل يهودي، فقال: يا رسول اللَّه، أعرض عليّ الإسلام، فأسلم. كذا ذكره ابن عبد البرّ.
واعترضه ابن الأثير بأنه ليس في شيء من السياقات أن اسمه أسلم، وهو اعتراض متّجه. وقد [ (3) ] سماه أبو نعيم يسارا [ (4) ] كما سيأتي في الياء التحتانية إن شاء اللَّه تعالى.
وقال الرّشاطيّ في الأنساب: أسلم الحبشي أسلم يوم خيبر، وقاتل فقتل وما صلّى [ (5) ] صلاة، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ معه الآن زوجته من الحور العين» .

133- أسلم بن سليم الصّريمي [ (6) ] ،
عم خنساء بنت معاوية بن سليم. سماه ابن مندة، وقال أبو نعيم: لا يصحّ ذلك، يعني وإنما يروى عن خنساء عن عمها غير مسمى.

134- أسلم [ (7) ] بن عبيدة [ (8) ] [ (9) ] :
ذكره الدمياطيّ في موالي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولعله بعض من تقدم.

135- أسلم بن عميرة [ (10) ] :
بفتح العين- ابن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي. شهد أحدا، قاله محمّد بن سعد، والطّبريّ، وأخرجه ابن عبد البرّ.

136- أسلم الطائي:
ذكر الواقديّ أنه كان مولى لرجل من بني نبهان، وأن عليا أصابه حين بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى طيِّئ في ربيع الآخر سنة تسع، فعرض عليه الإسلام، فدلّه على عوراتهم، فأغار عليهم وسبى آل عدي بن حاتم وأخته، ثم أسلم أسلم. وذكره الطّبريّ أيضا. وأخرجه ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن يزيد [ (11) ] ، عن رجاله. وذكر ابن سعد والطبري أيضا أنه حضر مع خالد بن الوليد يوم اليمامة، وأبلى بلاء حسنا. واستدركه ابن فتحون.

137- أسماء بن حارثة:
بن سعيد [ (12) ] بن عبد اللَّه بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 16، الوافي بالوفيات 9/ 49، أسد الغابة ت 115، والاستيعاب ت 35.
[ (2) ] في أسيار.
[ (3) ] في هـ وهو.
[ (4) ] في أسيارا.
[ (5) ] في أ، هـ وما صلّى للَّه صلاة.
[ (6) ] أسد الغابة ت 119.
[ (7) ] سقطت هذه الترجمة في أ، د.
[ (8) ] في ب، ت، ج، هـ بن عبيد.
[ (9) ] الثقات 3/ 18.
[ (10) ] أسد الغابة ت 121. الاستيعاب ت 36.
[ (11) ] في أعن محمد بن يزيد.
[ (12) ] أسد الغابة (123) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، الثقات 3/ 17، الوافي بالوفيات والاستيعاب ت

(1/216)


ابن ثعلبة بن مالك بن أفصى الأسلمي. يكنى أبا هند. نسبه ابن الكلبيّ، وقال: ابن عبد البرّ أسماء بن حارثة بن هند بن عبد اللَّه ... والباقي مثله.
وذكر هند في نسبه غلط، وإنما هند أخوه.
وروى أحمد بن مندة من طريق يحيى بن هند بن حارثة، وكان هند من أصحاب الحديبيّة، وأخوه هو الّذي بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى قومه يأمرهم بصيام عاشوراء. وهو أسماء بن حارثة. قال: يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه، وقال: مر قومك فليصوموا هذا اليوم» ... الحديث.
وروي عن الأوزاعيّ، عن ابن حرملة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أسماء بن حارثة نحوه. وعن موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت، قال: بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أسماء بن حارثة.
وروى الحاكم في «المستدرك» ، من طريق الواقديّ، عن سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه، عن جده، عن أسماء بن حارثة. وأخرجه من طريق يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: ما كنت أرى هندا وأسماء ابني حارثة إلا خادمين لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، من طول لزومهما بابه وخدمتهما إياه.
قال ابن سعد، عن الواقديّ: مات أسماء سنة ست وستين بالبصرة، وهو ابن ثمانين سنة، وكان من أهل الصّفّة، قال: وقال غير الواقدي [ (1) ] : مات في خلافة معاوية أيام زياد، وكان موت زياد سنة ثلاث وخمسين.

138- أسماء [ (2) ] بن ربّان [ (3) ]
بن معاوية بن مالك بن الحارث بن رفاعة بن عذرة بن عدي ابن شمس بن طرود بن قدامة بن جرم الجرمي. قال ابن سعد في الطّبقات وابن الكلبيّ:
خاصم بني عقيل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في العقيق [ (4) ] ، فقضى به لجرم، وهو ماء في أرض بني عامر،
__________
[ () ] (38) 9/ 58، حلية الأولياء 1/ 348، تاريخ من دفن بالعراق 39، الطبقات الكبرى 1/ 497، 504، بقي بن مخلد 812، ذيل الكاشف رقم 64.
[ (1) ] في أوقال غير الواقدي.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، الوافي بالوفيات 9/ 62، تصحيفات المحدثين 659، دائرة معارف الأعلمي 4/ 281، أسد الغابة ت (124) الاستيعاب ت (39) .
[ (3) ] في أذئاب، وفي هـ رئاب.
[ (4) ] العقيق: بفتح أوله وكسر ثانيه وقافين بينهما ياء مثناة من تحت وهو كل مسيل ماء شقّه السيل في الأرض فأنهره ووسّعه وفي ديار العرب أعقّة فمنها عقيق عارض اليمامة، واد واسع، مما يلي العرمة تتدفق فيه شعاب العارض وفيه قرى ونخل كثير يقال له: عقيق تمرة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 952.

(1/217)


وليس الّذي بالمدينة. وكذا أخرجه ابن شاهين عن محمد بن محمد، عن رجاله، وهو القائل:
وإنّي أخو جرم كما قد علمتم ... إذا اجتمعت عند النّبيّ المجامع
فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه ... فإنّي بما قال النّبيّ لقانع [ (1) ]

139 ز- أسماء بن مالك الكعبي [ (2) ] :
ذكره الباوردي، وأخرجه من طريق قرّة بن خالد، سمعت يزيد بن الشخّير، قال: كنا بالمربد [ (3) ] ، فأتى علينا رجل من أهل البادية:
فذكر الحديث، وهو معروف بالنّمر بن تولب، كما سيأتي في موضعه. واستدركه ابن فتحون.
وقال ابن حبّان: أسماء بن مالك العكلي له صحبة. وروى عنه البصريون.

140- إسماعيل [ (4) ] :
رجل من الصحابة، نزل البصرة،
روى مسلم من طريق وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، ومسعر بن كدام، والبختري بن المختار. والنسائي من طريق أبي إسحاق السبيعي، ومسلم أيضا من طريق عبد الملك بن عمير، كلهم عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «لا يلج النّار رجل صلّى قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها» .
ورويناه في خبر عبد اللَّه الجابري، قال: حدثنا ابن أبي المثنى، حدثنا جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة، قال: جاء شيخ من أهل البصرة إلى أبي. فقال: حدّثنا ما سمعت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فذكره. فقال الشّيخ. أنت سمعته؟ قال: سمعته أذناي، ووعاه قلبي. فقال الشيخ: وأنا سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقوله.
وما علمت أحدا وافقني عليه. ورواه ابن خزيمة في صحيحه، عن بندار، عن يزيد بن هارون. عن إسماعيل، فقال فيه: شيخ من أهل البصرة يقال له إسماعيل. أخرجه ابن مندة، عن إبراهيم بن محمد عن ابن خزيمة. ولا نعرف تسمية هذا الشيخ إلا في هذه الرواية، وهي رواية صحيحة. واللَّه أعلم.
__________
[ (1) ] ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (124) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (94) وفي الإصابة ترجمة رقم (138) .
[ (2) ] الثقات 3/ 18.
[ (3) ] المربد: بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة ودال مهملة وهو كل موضع حبست فيه الإبل وبه سمّي مربد البصرة وهو محلّة من أشهر محالها والمربد أيضا الموضع الّذي يجمع فيه التمر وهو الجرين. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1252.
[ (4) ] أسد الغابة ت 126.

(1/218)


141 ز- إسماعيل
بن سعيد بن عبيد بن أسيد بن عمرو بن علاج الثقفي. سيأتي في ترجمة أبيه أن له صحبة. وإسماعيل المذكور كان معه، وشهد موت أمية بن أبي الصلت، وذلك فيما رواه البخاريّ في تاريخه، عن الجرّاح بن مخلد، عن العلاء بن الفضل، سمع محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل بن سعيد بن عبيد، عن أبيه، عن جده، عن جدّ أبيه، قال: شهدت أمية بن أبي الصلت عند الموت، فذكر الحديث بطوله.
وقد أخرجه ابن مندة في ترجمة طريح من طريق عمرو بن علي، عن العلاء بن الفضل عن محمد بن إسماعيل بن طريح، عن أبيه، عن جده، قال: حضرت أمية. وكذلك أخرجه ابن السكن، عن المحاملي، عن محمد بن صالح، عن العلاء.
وما قاله البخاريّ هو المعتمد. ويمكن ردّ الرواية الثانية إلى الأولى بأن يعود الضمير في جده على إسماعيل لا على محمد.
وسقط عند ابن قانع وابن مندة بين طريح وسعيد ذكر إسماعيل، وهو غلط.
وقد ساق الزّبير بن بكّار نسبه على الصواب. واللَّه أعلم.
وكانت وفاة أمية بن أبي الصلت بعد وقعة بدر بمدة.
وقد ذكر ابن عبد البرّ أنه لم يبق من قريش وثقيف أحد بعد حجة الوداع إلا أسلم.
استدركه ابن فتحون.

142- إسماعيل بن عبد اللَّه الغفاريّ:
ويقال الأشجعي ذكر الثّعلبيّ في التّفسير، وهبة اللَّه بن سلامة في الناسخ، عن الكلبي ومقاتل- أنه طلق امرأته قتيلة على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يعلم بحملها. ثم علم فراجعها، فولدت فماتت ومات ولدها فنزلت:
وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ.... الآية. استدركه ابن فتحون.

143- أسمر بن أبيض:
يأتي قريبا.

144- أسمر بن ساعد [ (1) ]
بن هلوات المازني. روى ابن مندة من طريق أحمد بن داود ابن أسمر بن ساعد، قال: حدثني أبي داود، قال: حدثنا أبي أسمر بن ساعد، قال: وفدت مع أبي على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له: إن أبانا شيخ كبير- يعني هلوات، وقد سمع بك، وليس به نهوض، وقد وجه إليك بلطف الأعراب، فقبل منه الهدية، ودعا له ولولده.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، مراسيل العلائي 173، تنقيح المقال 925، أسد الغابة ت (128) .

(1/219)


145- أسمر بن مضرّس [ (1) ] الطائي:
قال البخاري وابن السكن: له صحبة. وحديث واحد.
وقال أبو عمر: هو أخو عروة بن مضرّس، وهو أعرابي.
وقال ابن مندة: هو أسمر بن أبيض بن مضرّس، زاد في نسبه أبيض. وقال: عداده في أهل البصرة.
قلت:
وأخرج حديثه أبو داود بإسناد حسن، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فبايعته، فقال:
من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له.

146- الأسود بن أبيض [ (2) ] .
ذكر أبو موسى عن عبدان- أن حماد بن سلمة سماه في جملة من قتل ابن أبي الحقيق، والمعروف فيهم أسود بن خزاعيّ، وأسود بن حرام، كما سيأتي.

147- الأسود بن أبي الأسود [ (3) ] النهدي [ (4) ] .
روى ابن مندة من طريق يونس بن بكير، عن عنبسة بن الأزهر، عن ابن الأسود النهدي، عن أبيه، قال: ركب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الغار فدميت إصبعه، فقال:
هل أنت إلّا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه ما لقيت [ (5) ]
[الرجز] قال ابن مندة في «التّرجمة» : الأسود بن أبي الأسود، وهذه عادته فيمن لا يعرف اسم أبيه، يجعل له من اسم صاحب الترجمة كنية.
وقد ترجم له قبله البغويّ، فقال: الأسود، ولم ينسبه، ثم ساق حديثه، ووقع عنده:
عن أبي الأسود أو ابن الأسود عن أبيه، وقال: لا أعلم بهذا الإسناد غيره.
قال أبو نعيم: الصحيح ما رواه الثّوريّ، وشعبة، وابن عيينة وغيرهم، عن الأسود،
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، الثقات 3/ 18، تهذيب الكمال 1/ 111، تقريب التهذيب 1/ 75، الوافي بالوفيات 1/ 62 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 116، تهذيب التهذيب 1/ 338، الكاشف 1/ 130، الجرح والتعديل 2/ 3. الطبقات الكبرى 7/ 51، التبصرة والتذكرة 3/ 100، تنقيح المقال 956، بقي ابن مخلد 905، أسد الغابة ت (129) ، الاستيعاب ت (156) .
[ (2) ] أسد الغابة ت 130.
[ (3) ] مراسيل العلائي 173، أسد الغابة ت (131) .
[ (4) ] في ج الهندي.
[ (5) ] ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة (103) ذكره مسلم في صحيحه 3/ 1421.

(1/220)


ابن قيس عن جندب البجلي، قال: كنت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الغار فدميت إصبعه ...
الحديث.
وتعقبه ابن الأثير بأن جندبا لم يكن مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الغار- يعني الّذي دخله لمّا هاجر إلى المدينة.
قلت: وصواب العبارة: كنت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في غار، كذا ثبت في الطرق الصحيحة، وأراد غارا من الغيران لا الغار المعهود. واللَّه أعلم.

148- الأسود بن أصرم المحاربي [ (1) ] :
قال ابن حبان: عداده في أهل الشام، وروايته فيهم.
وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ، وابن سميع، وابن عبد البرّ فيمن نزل الشام من الصحابة.
وقال ابن السّكن: مخرج حديثه في أهل الشام.
ورواه الطبراني من طريق عبد الوهاب بن بخت عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أسود بن أصرم المحاربي- أنه قدم بإبل له سمان إلى المدينة في زمن محل، فأتى بها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له: ما أردت بها؟ قال: خادما. فقال:
من عنده خادم؟ فقال عثمان: عندي، فأتاه بها، فلما رآها قال: فخذها. وقبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إبله. فقال أسود: يا رسول اللَّه، أوصني. قال: «لا تقل بلسانك إلّا معروفا، ولا تبسط يدك إلّا إلى خير» .
وأخرجه البغويّ مختصرا، وقال: لا أعلم له غيره، ولم يحدّث به غير أبي عبد الرحيم عن عبد الوهاب. انتهى.
وقد أخرجه ابن السّكن والبخاريّ في تاريخه، وابن أبي الدّنيا في «الصّمت» ، من وجه آخر، عن سليمان، قال: حدثني أسود بن أصرم نحوه، لكن قال البخاري: في إسناده نظر.

149- الأسود بن أبي البختري [ (2) ] ،
واسمه العاص [بن هاشم [ (3) ]] بن الحارث بن أسد ابن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي. أمّه عاتكة بنت أمية بن الحارث بن أسد. قتل أبوه يوم بدر كافرا، وأسلم هو يوم الفتح. وقال الزّبير بن بكّار: حدثنا سفيان بن عيينة، عن
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، الثقات 3/ 8، أسد الغابة ت (132) ، الاستيعاب ت (49) . التاريخ الكبير 1/ 243، 443، الجامع في الرجال 273، جامع الرواة 1/ 105 أعيان الشيعة 3، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 49.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، العقد الثمين 1/ 315، أسد الغابة ت (133) ، الاستيعاب ت (42) .
[ (3) ] سقط في أ.

(1/221)


عمرو بن دينار، قال: بعث معاوية بسر بن أبي أرطاة إلى المدينة، وأمره أن يستثير رجلا من بني أسد يقال له الأسود بن فلان، فلما دخل المسجد سدّ الأبواب، وأراد قتلهم حتى نهاه الأسود. قال الزبير: هو الأسود بن أبي البختري، وكان الناس اصطلحوا عليه بالمدينة أيام حرب عليّ ومعاوية. وذكر الزبير أيضا أنه قال لأخته أم عبد اللَّه بنت أبي البختري لما أرسل زوجها عديّ بن نوفل يطلبها إذ استعمله عمر على حضرموت: قد بلغ الأمر من ابن عمك فاشخصي إليه. ففعلت، وفي ابنه سعيد بن الأسود تقول امرأة:
ألا ليتني أشري وشاحي ودملجي ... بنظرة عين من سعيد بن أسود [ (1) ]
[الطويل] وكان سعيد بن الأسود هذا رجلا في أيام عثمان. قال ابن أبي شيبة: حدثنا عفان، حدثنا معتمر، سمعت أبي عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد، فذكر حديث قتل عثمان بطوله، وفيه: ولقد رأيت سعيد بن الأسود بن أبي البختري، وإنه ليضرب رجلا بعرض السيف، ولو شاء أن يقتله لقتله، ولكن عثمان عزم عليهم فأمسكوا.

150- الأسود بن البختري
بن خويلد. قال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصحابة، وروى عن الحسن بن مدرك، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن أبي مالك، عن أبي حازم- أن الأسود بن البختري بن خويلد قال: يا رسول اللَّه، أعظم لأجري أن أستغني عن قومي. رجاله ثقات مع إرساله. ومال ابن الأثير إلى أنه هو الأول.
قلت: وظاهر السياق يأبى ذلك.

151- الأسود بن ثعلبة اليربوعي [ (2) ] :
ذكره ابن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة، وقال ابن حبّان: يقال إن له صحبة. وذكره ابن شاهين، وابن مندة، وأبو نعيم، وابن عبد [ (3) ] البرّ، ولم يزيدوا في ترجمته على ما حكاه ابن سعد عن الواقدي أنه [ (4) ] شهد خطبة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حجة الوداع.

152- الأسود بن حازم [ (5) ]
بن صفوان بن عرار. روى ابن مندة من طريق أبي أحمد بحير
__________
[ (1) ] ينظر البيت في الإصابة ترجمة رقم (149) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (42) وأسد الغابة ترجمة رقم (133) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، معرفة الصحابة 2/ 289.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، الثقات 3/ 9، أسد الغابة ت (134) الاستيعاب ت (47) .
[ (4) ] في أأنه ذكر أنه شهد.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، الإكمال 2/ 79، أسد الغابة ت (135) .

(1/222)


ابن النضر، عن أبي جميل عباد بن هشام، وكان مؤذنا في «بمجكث» قرية [ (1) ] من قرى بخارى- قال: رأيت رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقال له الأسود بن حازم بن صفوان، وكنت آتيه مع أبي، وأنا يومئذ ابن ستّ أو سبع سنين، فقال: شهدت غزوة الحديبيّة مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا ابن ثلاثين سنة.
قلت: إسناده ضعيف جدا.

153- الأسود بن حرام [ (2) ] :
مضى في الأسود بن أبيض. ويأتي في الّذي بعده. وذكره عمر بن شبّة عن محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة فيمن قتل ابن أبي الحقيق. لكنه قال:
أسعد بن حرام كما مضى.

154- الأسود بن خزاعيّ الأسلمي [ (3) ] :
حليف بني سلمة من الأنصار. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب في قتلة ابن أبي الحقيق، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عبد اللَّه بن عتيك، وعبد اللَّه بن أنيس، وأبا قتادة، ومسعود بن سنان، وأسود بن خزاعيّ. وأسود بن حرام، فذكر القصة، وسماه ابن إسحاق خزاعيّ بن الأسود، وكذلك معمر عن الزهري. وروى ابن مندة- من طريق الواقدي، عن أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، [ (4) ] عن عطاء بن يسار، عن أبي رافع- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما حضر خيبر أمر عليّا بقتالهم، فبرز رجل مدجّج، فنزل إليه الأسود بن خزاعيّ، فقتله الأسود وأخذ سلبه.
وقال الطّبريّ: شهد الأسود بن خزاعيّ أحدا. وذكر الواقدي أنه سار مع عليّ إلى اليمن لما بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وذكر أيضا أنه شهد لأبي قتادة بسلب قتيله يوم حنين.

155- الأسود بن خطامة الكناني [ (5) ] :
روى ابن مندة من طريق إبراهيم بن المنذر:
حدثني عبد الملك بن يحيى، حدثني إسماعيل بن النضر بن الأسود بن خطامة، من بني كنانة. عن أبيه، عن جده، قال: خرج زهير بن خطامة وافدا حتى قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، ثم قال: إن لنا حمى [ (6) ] كان في الجاهلية فاحمه لنا، ثم ذكر إسلام الأسود بطوله،
__________
[ (1) ] بمجكث: بفتح الباء وكسر الميم وسكون الجيم وفتح الكاف وثاء مثلثة وهي من قرى بخارى. انظر معجم البلدان 1/ 586.
[ (2) ] أسد الغابة ت 137.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، معرفة الصحابة 2/ 284، أسد الغابة ت (138) .
[ (4) ] في أعطاء بن سيار.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، معرفة الصحابة 1/ 71، 2/ 292، أسد الغابة ت (139) .
[ (6) ] في ألنا حمى كان في الجاهلية.

(1/223)


كذا هو في الأصل مختصرا، والإسناد مجهول.

156- الأسود بن خلف [ (1) ]
بن أسعد بن عامر بن بياضة الخزاعي. ذكره خليفة في الصحابة. وقال ابن حبّان: يقال إن له صحبة، وفي إسناده بعض النظر.
ووهم ابن سعد في ترجمته فأورد فيها حديث الأسود بن خلف بن عبد يغوث الآتي، وتفطّن لذلك الذّهبيّ، لكن ما أفصح بالمراد، بل ذكر ترجمة هذا عقب ترجمة ابن عبد يغوث، ثم قال: هو الّذي قبله فيما أرى. انتهى. وليسا واحدا، بل هما اثنان متغايران، لكن الحديث لابن عبد يغوث.

157- الأسود بن خلف
بن عبد يغوث القرشي [ (2) ] كذا نسبه البخاري في ترجمته. وفي ترجمة ابنه محمد. وقال ابن السكن: يقال إنه من بني جمح، ورجّحه ابن عبد البر. وتعقب ذلك ابن الأثير بأنه ليس في بني جمح أحد اسمه عبد يغوث.
وقال ابن مندة: هو زهري. وقال العسكريّ: قال مطيّن: هو قرشي، أسلم يوم الفتح. وعبد يغوث هو ابن وهب بن زهرة، وكان له ابن يقال له الأسود بن عبد يغوث، وكان أحد المستهزءين. ومات على كفره. وكان الأسود بن خلف يسمّى باسم عمّه. واللَّه أعلم.
وقال الإمام أحمد في مسندة: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال:
أخبرني ابن خثيم- أنّ محمد بن الأسود بن خلف أخبره أن أبا الأسود رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يبايع الناس عند قرن مصقلة، وأخرجه الحاكم من رواية ابن جريج وقال فيه: إن أباه حدثه أنه رأى. قال البغوي وابن السكن: لم يحدّث به غير ابن جريج.
وروى البغوي من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم بهذا الإسناد- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أخذ حسنا فقبله، وقال: «إنّ الولد مبخلة [ (3) ] مجبنة» [ (4) ] .
قال البغويّ وابن السّكن والدّار الدّارقطنيّ: تفرد به معمر. وقال البغوي
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، الثقات 3/ 9، العقد الثمين 1/ 313 المعرفة والتاريخ 2/ 161، الجامع في الرجال 275، جامع الرواة 1/ 5، الطبقات الكبرى 1/ 200، 3/ 43، 161، علوم الحديث لابن الصلاح 338، تنقيح المقال 949، ذيل الكاشف رقم 80.
[ (2) ] أسد الغابة ت 140، الاستيعاب ت 43.
[ (3) ] هو مفعلة من البخل ومظنّة له أي يحمل أبويه على البخل ويدعوهما إليه فيبخلان بالمال لأجله. النهاية 1/ 103.
[ (4) ] الجبان من الرجال: الّذي يهاب التقدم على كل شيء ليلا كان أو نهارا، والجمع جبناء، والجبن والجبان ضد الشجاعة والشجاع. اللسان 1/ 539.

(1/224)


وابن السكن: ليس للأسود غير هذين الحديثين انتهى.
وقد وجدت له ثالثا أخرجه البزار: عن بشر بن معاذ، عن فضيل بن سليمان، عن ابن خثيم، عن محمد بن خلف، عن أبيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أمره أن يجدّد أنصاب الحرم. وأخرجه الطبراني عن البزار. وله رابع، قال البخاري في تاريخه: حدثنا معلى، حدثنا وهيب، عن ابن خثيم، حدثني محمد بن الأسود بن خلف بن عبد يغوث، عن أبيه- أنهم وجدوا كتابا أسفل المقام، فدعت قريش رجلا من حمير، فقال: إن فيه لحرفا لو أحدّثكموه لقتلتموني.
قال: فظننا أن فيه ذكر محمد صلّى اللَّه عليه وسلم. فكتمناه.

158- الأسود بن ربيعة [ (1) ]
بن [ (2) ] الأسود اليشكري.
روى ابن مندة من طريق الحارث بن عبيد الإيادي، حدثني عباية أو ابن عباية- رجل من بني ثعلبة، عن الأسود بن ربيعة بن الأسود اليشكري أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما فتح مكة قام خطيبا، فقال: «ألا إنّ دماء الجاهليّة وغيرها تحت قدميّ إلّا السّقاية والسّدانة»
[إسناد مجهول، لكن ذكره أبو عبيدة في كتاب «الأرحام والمحاجم ومآثر العرب» قال: كان من مآثر يشكر في الجاهلية
أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خطب يوم الفتح، فقال: ألا إن كل مكرمة كانت في الجاهلية فقد جعلتها تحت قدمي إلا السقاية والسّدانة] [ (3) ] فقام إليه الأسود بن ربيعة بن أبي الأسود بن مالك بن ربيعة بن جميل بن ثعلبة بن عمرو بن عثمان بن حبيب بن يشكر، فقال: يا رسول اللَّه، إن أبي كان تصدّق بمال من ماله على ابن السبيل في الجاهلية، فإن تكن لي تكرمة تركتها، وإلّا تكن لي مكرمة فأنا أحقّ بها. فقال: بل هي لك مكرمة فتقبلها.
قال: وإياها أراد الفرزدق حين قال لجرير:
هلمّ إلى الحكّام بكر بن وائل ... ولا تك مثل الحائر المتردّد
إلى اليشكريّين الكرام فعالهم ... بني مطعم الأضياف من آل أسود [ (4) ]
[الطويل]

159- الأسود بن ربيعة الحنظليّ [ (5) ]
من بني ربيعة بن مالك بن حنظلة. ذكره ابن شاهين. وسيأتي ذكره في الأسود بن عبس.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 19، أسد الغابة ت (141) .
[ (2) ] في ج ابن أبي الأسود.
[ (3) ] سقط في ج.
[ (4) ] ديوانه 149.
[ (5) ] أسد الغابة ت 142.

(1/225)


160- الأسود بن زيد [ (1) ] :
بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة الأنصاري الخزرجي. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. وذكره ابن عبد البر فصحف ثعلبة فجعله قطبة. قال: ويقال الأسود بن رزم بن زيد بن قطبة بن غنم، كذا قال قطبة في الموضعين، فصحّف.
وفي كتاب ابن هشام قيل هو الأسود بن رزين [ابن زيد] [ (2) ] بن ثعلبة. كذا وقع فيه رزين بالنون، وقيل هو سواد بن زيد. وسيأتي في حرف السين.

161- الأسود بن سريع [ (3) ]
بن حمير بن عبادة بن النزال [ (4) ] بن مرّة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم التميمي السعدي الشاعر المشهور.
روى البخاريّ في تاريخه، عن مسلم بن إبراهيم، عن السري بن يحيى، عن الحسن البصري، قال: حدثنا الأسود بن سريع، قال: غزوت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أربع غزوات. وأخرجه ابن حبان وابن السكن من طريق السري. وروى البخاري في «الأدب المفرد» له حديثا آخر.
وقال أحمد: حدثنا علي بن عبد اللَّه، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن الأحنف بن قيس، عن الأسود بن سريع: وعن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «أربعة يدلون يوم القيامة بحجّة» ، الحديث. رواه ابن حبان في صحيحه من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن معاذ بن هشام.
وروى الحاكم من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن الأسود بن سريع أنه قال: يا رسول اللَّه، ألا أنشدك محامد ... الحديث.
قال البغويّ: كان شاعرا، وكان في أول الإسلام قاصّا، ثم روى من طريق السري بن يحيى، عن الحسن أنه كان أول من قصّ في مسجد البصرة. وقال خليفة: كانت له دار بحضرة الجامع بالبصرة، توفي في عهد معاوية. وقال ابن أبي خيثمة، عن أحمد وابن معين: مات سنة اثنتين وأربعين.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 19، معرفة الصحابة 2/ 287، أسد الغابة ت (143) ، الاستيعاب ت (46) .
[ (2) ] سقط في ج.
[ (3) ] الجامع في الرجال 274، المعرفة والتاريخ 2/ 54، تجريد أسماء الصحابة 11/ 19، الثقات 3/ 8، الطبقات الكبرى 7/ 57، تهذيب الكمال 1/ 111، الطبقات 44/ 180، تهذيب التهذيب 1/ 338، تقريب التهذيب 1/ 76، الوافي بالوفيات 9/ 252، التاريخ الكبير 1/ 445، الكاشف 1/ 130، الجرح والتعديل 2/ 1063، التاريخ الصغير 89. أسد الغابة ت (144) ، الاستيعاب ت (44) .
[ (4) ] في ج البزار.

(1/226)


وقال البخاريّ: قال علي: فقد أيام الجمل، وبذلك جزم أبو حاتم وأبو داود وابن السّكن وابن حبّان وابن زبر [ (1) ] وغيرهم.
وروى الباورديّ عن الحسن. قال: لما قتل عثمان ركب الأسود سفينة وحمل معه أهله وعياله، [فانطلق] [ (2) ] فما رئي بعد.

162- الأسود بن سفيان [ (3) ]
بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، ابن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد زوج أمّ سلمة. ذكره ابن عبد البر، وقال: في صحبته نظر.
قلت: وذكره العدوي في النسب، وقال: كان [في بدر أسيرا. انتهى] [ (4) ] .
[وذكر الزّبير أنّ أباه سفيان قتل يوم بدر كافرا: قتله حمزة بن عبد المطلب، فهو من أهل هذا القسم، وذكر أيضا أنه تزوّج أم حبيب بنت العباس بن عبد المطلب، فولدت له الأسود] [ (5) ] .
وسيأتي ذكر أخيه عبد اللَّه بن سفيان [وغيره من إخوته] [ (6) ] .

163- الأسود بن سلمة
بن حجر [ (7) ] بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي.
ذكره ابن الكلبيّ فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان معه ابنه يزيد، وهو غلام، فدعا له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره الطّبريّ. وأبو موسى في «الذّيل» . واستدركه ابن فتحون.

164- الأسود بن عبد اللَّه السدوسي:
اليماني [ (8) ] ، أحد من وفد مع بشير بن الخصاصية. يأتي في عبد اللَّه بن الأسود.

165- الأسود بن عبس [ (9) ]
بن أسماء بن وهب بن رياح بن عوذ بن منقد بن كعب بن ربيعة الجوع بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم. ذكر هشام الكلبيّ أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: جئت لأقترب إلى اللَّه بصحبتك، فسماه المقرب.
وذكر سيف بن عمر، عن ورقاء بن عبد الرحمن الحنظليّ، قال: قدم على رسول
__________
[ (1) ] في ج رزين.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] مراسيل العلائي 174، دائرة معارف الأعلمي 4/ 339، أسد الغابة ت (145) ، الاستيعاب ت (48) .
[ (4) ] في أكان له قدر.
[ (5) ] سقط في أ.
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] أسد الغابة ت 146.
[ (8) ] أسد الغابة ت 149، الاستيعاب ت 50.
[ (9) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 19، أسد الغابة ت (150) .

(1/227)


اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الأسود بن ربيعة من ولد ربيعة بن مالك بن حنظلة، فقال: «ما أقدمك» ؟ قال: أقترب بصحبتك؟
فترك الأسود، وسمي المقرب، وصحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد مع علي صفّين.
وروى [ (1) ] الطّبريّ أن عمر استعمل الأسود بن ربيعة أحد بني ربيعة بن مالك على جند البصرة، وهو صحابي مهاجريّ، وهو الّذي قال: جئت لأقترب، فسمي المقرب، قال بعض الحفاظ: لعل بعضهم نسبه إلى جده الأعلى ربيعة، واللَّه أعلم.

166- الأسود بن عمران البكري [ (2) ] .
روى ابن مندة من طريق ميسرة النهدي [ (3) ] ، عن أبي المحجّل، عن عمران بن الأسود، أو الأسود بن عمران، قال: كنت رسول قومي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لما دخلوا في الإسلام ووافدهم قال ابن عبد البر: في إسناد حديثه مقال.
قلت: ما فيه غير أبي المحجّل. وهو مجهول.

167- الأسود بن عوف الزهري [ (4) ] ،
أخو عبد الرحمن، أحد العشرة. قال ابن سعد:
أسلم هو وأخوه عبد اللَّه يوم الفتح وقال ابن عبد البرّ- تبعا للزبير: هاجر قبل الفتح، وهو والد جابر الّذي ولي المدينة لابن الزبير. ولجابر قصة في الموطأ، وقتل أخوه محمد وعباس ابنا الأسود مع ابن الأشعث بالراوية.

168- الأسود بن عويم السدوسي [ (5) ] :
روى ابن مندة، من طريق حبيب السدوسي، عن الأسود بن عويم، قال: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن الجمع بين الحرّة والأمة، فقال: للحرة يومان، وللأمة يوم [و] [ (6) ] في إسناده علي بن قرين، وقد كذّبه ابن معين.

169- الأسود بن مسعود الثقفي [ (7) ] :
ذكر عمر بن شبّة، من طريق الشعبي: أنه جاوب ظبيان بن كداد عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. في حديث طويل، ذكر وفوده فيه، وأورد له شعرا يمدح به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فمنه:
أمسيت أعبد ربّي لا شريك له ... ربّ العباد إذا ما حصّل اليسر
أنت الرّسول الّذي ترجى فواضله ... عند القحوط إذا ما أخطأ المطر
[البسيط]
__________
[ (1) ] في أوذكر.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 19، أسد الغابة، 151، الاستيعاب ت (52) .
[ (3) ] في ج الهندي.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20، معرفة الصحابة 2/ 289، أسد الغابة ت (152) ، الاستيعاب ت (40) .
[ (5) ] أسد الغابة ت (153) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 20.
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20، الوافي بالوفيات 9/ 255، المنمق 205.

(1/228)


ذكره ابن فتحون في «الذيل» .

170- الأسود بن مالك
الأسدي اليماني [ (1) ] ، أخو الحدرجان. روى ابن مندة من طريق أحفاده عنه، قال: قدمت أنا وأخي الأسود على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فآمنا به وصدقناه. قال: وكان جزء والأسود قد خدما النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وصحباه. قال ابن مندة: تفرد به إسحاق الرّملي.
قلت: وهم مجهولون.

171- الأسود بن نوفل [ (2) ]
بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي، ابن أخي خديجة كان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية، ذكره ابن إسحاق، وأمه فريعة بنت عدي بن نوفل بن عبد مناف. وهاجر إلى المدينة بعد قدوم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وهو جد أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن الأسود يتيم عروة، وكان أبوه نوفل شديدا على المسلمين في أول الإسلام.

172- الأسود بن وهب [ (3) ]
بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري، خال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
روى ابن الأعرابيّ في معجمه، من طريق عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن محمد بن رستم الثقفي، سمعت عبد اللَّه بن عمرو يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لخاله الأسود بن وهب: «ألا أعلّمك كلمات من يرد اللَّه به خيرا يعلّمهنّ إيّاه ثمّ لا ينسيه أبدا؟» قال: بلى، يا رسول اللَّه. قال: «قل اللَّهمّ إنّي ضعيف فقوّ في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلام منتهى رضاي ... » الحديث.
وروى ابن مندة، من طريق محمد بن العباس بن خلف، عن عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة السمين، عن أبي معيد حفص بن غيلان، عن زيد بن أسلم، حدثني وهب بن الأسود بن وهب [ (4) ] ، خال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «ألا أنبّئك بشيء عسى اللَّه أن ينفعك به؟» قال: بلى يا رسول اللَّه. قال: «إنّ الرّبا أبواب، الباب [ (5) ] منه عدل سبعين حوبا [ (6) ] ، أدناها فجرة كاضطجاع الرّجل مع أمّه، وإنّ أربى الرّبا استطالة المرء في عرض أخيه بغير حقّ» .
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20 أسد الغابة ت 154.
[ (2) ] العقد الثمين 3/ 317، أسد الغابة ت (155) ، الاستيعاب ت (41) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20، العقد الثمين 1/ 318، أسد الغابة ت (157) ، والاستيعاب ت (45) .
[ (4) ] في أعن أبيه الأسود بن وهب.
[ (5) ] في أالأول.
[ (6) ] سبعون حوبا قال شمر: كأنه سبعون ضربا من الإثم. اللسان 2/ 1036.

(1/229)


ورواه ابن قانع في معجمه، من طريق أبي بكر بن الأعين، عن عمرو بن أبي سلمة، فقال: عن وهب بن الأسود خال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يقل عن أبيه، وأدخل بين صدقة وزيد الحكم الأيلي، والحكم وصدقة ضعيفان.
وروي عن القاسم عن عائشة أن الأسود بن وهب خال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم استأذن عليه، فقال: «يا خال، ادخل» . فدخل فبسط له رداءه- الحديث.
رواه ابن شاهين،
وفي إسناده عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي، وهو ضعيف.

173- الأسود بن هشام
بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن خزيمة [ (1) ] بن مالك بن حسل [ (2) ] بن عامر بن لؤيّ. وكان أبوه هشام هو الّذي قام في نقض الصحيفة التي اكتتبتها قريش على بني هاشم، وذلك قبل موت أبي طالب، ثم أسلم هشام، وكان من المؤلفة، ذكره الزّبير بن بكّار.

174- الأسود [ (3) ] :
الّذي غيّر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. تقدم في أبيض.

ذكر من اسمه أسيد- بفتح الهمزة وكسر السين
175- أسيد بن أبي أناس [ (4) ]
بن زنيم بن عمرو بن عبد اللَّه بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الدئلي [ (5) ] ، ابن أخي سارية. ضبطه العسكريّ، والدّار الدّارقطنيّ بفتح أوله. والمرزبانيّ بضم أوله. وردّ ذلك ابن ماكولا.
وروى ابن شاهين، من طريق المدائني، عن رجاله من طرق كثيرة إلى ابن عباس وغيره، قالوا: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وفد بني عبد بن عدي، فيهم الحارث بن وهب، وعويمر بن الأخرم، وحبيب وربيعة ابنا ملّة، ومعهم رهط من قومهم [فذكر قصتهم مطولة، وفيها] : [ (6) ] قالوا إنا لا نريد قتالك، ولو قاتلت غير قريش لقاتلنا معك. ثم أسلموا واستأمنوا لقومهم سوى رجل منهم أهدر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دمه، يقال له أسيد بن أبي أناس، فتبرءوا منه، فبلغ أسيدا ذلك، فأتى الطائف. فأقام به، فلما كان عام الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف، فقال له: يا بن أخي، أخرج إليه، فإنه لا يقتل من أتاه، فخرج إليه فأسلم، ووضع يده في يده، فأمّنه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ومدح النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بأبيات.
[وهذه القصة أن أسيدا لما أراد الاجتماع بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خرج معه بامرأته وهي حامل،
__________
[ (1) ] في أجابر.
[ (2) ] في أحق.
[ (3) ] أسد الغابة ت 159.
[ (4) ] في د إياس.
[ (5) ] أسد الغابة ت 161.
[ (6) ] سقط في أ.

(1/230)


فوضعت له ولدا في قرن [ (1) ] الثعالب] [ (2) ] .
وذكر العسكريّ أنه كان رثى أهل بدر، فأهدر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دمه بذلك. قال: أخبرنا بذلك ابن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى.
وقد رويت نظير قصته لأنس بن زنيم كما سيأتي في ترجمته. ويحتمل وقوع ذلك لهما، واللَّه أعلم.
ونقل أبو بكر بن العربيّ القاضي، عن أبي عامر العبدريّ، أنه قال: أسلم أسيد هذا، وصحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأظنه أدرك أحدا. وردّ ذلك ابن العربيّ على شيخه بما تقدم، ثم وجدت في فضائل علي رضي اللَّه عنه جمع المفيد [ (3) ] بن النعمان الرافضيّ نحو ما ذكر العبديّ، فإنه ذكر قصة بدر، ثم قال في آخرها فيما صنعه رضي اللَّه عنه يوم بدر: يقول أسيد بن أبي أناس يخاطب قريشا بقوله:
في كلّ مجمع غاية أخزاكم ... جذع يفوق على المذاكي القرّح
هذا ابن فاطمة الّذي أفناكم ... ذبحا وقتلا بغضه لم يربح
للَّه درّكم ألمّا تذكروا ... قد يذكر الحرّ الكريم ويستحي
[الكامل] والّذي ذكره الزّبير أن أسيدا أنشد قريشا هذه الأبيات لما ساروا إلى أحد.

176- أسيد بن جارية [ (4) ]
بن أسيد بن عبد اللَّه بن سلمة بن عبد اللَّه بن غيرة بن عوف ابن ثقيف الثقفي [ (5) ] ، حليف بني زهرة. ذكره العسكريّ وغيره في الصحابة.
وقال الواقديّ: أسلم يوم الفتح، وشهد حنينا، وأعطاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مائة من الإبل.
ضبطه ابن ماكولا وغيره بالفتح، وأبوه بالجيم والياء التحتانية، وهو جدّ عمر بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية شيخ الزهري الّذي خرج حديثه في الصحيح عن أبي هريرة.
__________
[ (1) ] قرن: بسكون الراء بلا خلاف، قال صاحب المطالع: وهو ميقات نجد على يوم وليلة من مكة ويقال له قرن المنازل، وقرن الثعالب ورواه بعضهم بفتح الراء وهو غلط إنما قرن «بفتح الراء قبيلة من اليمن، آخر كلامه، وقد غلط غيره من العلماء ممن ذكره بفتح الراء وزعم أن أويسا القرني منه إنما هو من «قرن» بفتح الراء بطن من مراد. انظر المطلع/ 166.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] في أ: المعند.
[ (4) ] أسد الغابة ت (162) ، الاستيعاب ت (62) .
[ (5) ] تصحيفات المحدثين 928، الطبقات الكبرى 2/ 152.

(1/231)


177- أسيد بن سعية [ (1) ]
- تقدم في أسد- بفتح السين بغير ياء، ووقع بالكسر والياء عند ابن إسحاق. ونقل ابن عبد البرّ، عن البخاريّ، أنه مات في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وحكى ابن ماكولا الخلاف فيه هل هو بالفتح أو بالضم، وصحّح أنه بالفتح تبعا للدّارقطنيّ. وقد اختلف في ذلك عن ابن إسحاق، واختلف أيضا في اسم أبيه، فقيل سعنة- بالنون، وقيل بالياء التحتانية.

178 ز- أسيد [ (2) ] من [ (3) ] ذرية الفطيون [ (4) ] :
قال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «اللَّهمّ أدم جماله»
فلم يشب. وهو مشهور بكنيته أبو المقشعرّ، ذكره الكلبيّ في أوائل نسب قحطان كذلك [ (5) ] .

179- أسيد بن صفوان [ (6) ]
نسبه ابن قانع سلميّا. وقال الباورديّ: يقال إنه صحابي، وليس له رواية إلا عن عليّ.
وقال ابن السّكن: ليس بالمعروف في الصحابة. وروى ابن ماجة في التفسير، وأبو زكريا في طبقات أهل الموصل [ (7) ] ، وغير واحد من طريق عمر بن إبراهيم الهاشمي- أحد المتروكين، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، وكانت له صحبة مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
قال: لما توفي أبو بكر الصديق ارتجت المدينة بالبكاء، ودهش الناس، كيوم قبض النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: فذكر الحديث مطوّلا.

180- أسيد المزني [ (8) ] :
قال ابن ماكولا: له صحبة.
وروى ابن السّكن. وابن مندة،
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 163، الاستيعاب ت 59.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ، د.
[ (3) ] في ب، ت، ج ابن.
[ (4) ] في ت الغيطون.
[ (5) ] في ت هكذا.
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 21، ميزان الاعتدال 1/ 57، تهذيب الكمال 1/ 113 أسد الغابة ت (164) ، والاستيعاب ت (61) تهذيب التهذيب 1/ 345، تقريب التهذيب 1/ 77، التحفة اللطيفة 1/ 326، جامع الرواة 1/ 6، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 97، الوافي بالوفيات 1/ 261، الكاشف، الجامع في الرجال 276، مراسيل العلائي 174، تصحيفات المحدثين 926، المشتبه 24- أعيان الشيعة 3/ 446، ذيل الكاشف رقم 82.
[ (7) ] الموصل: بالفتح وكسر الصاد: المدينة المشهورة العظيمة، باب العراق ومفتاح خراسان وسميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق وقيل وصلت بين دجلة والفرات وقيل لأنها وصلت بلدها والحديثة وقيل إن الملك الّذي أحدثها كان يسمّى الموصل وهي مدينة قديمة الأساس على طرف دجلة.
انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1333.
[ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 21 أسد الغابة ت (167) .

(1/232)


من طريق ابن وهب، عن عمر بن الحارث، عن يحيى بن سعيد، عن عبد اللَّه بن أبي سلمة، عن رجل من قومه، يقال له أسيد المزني- قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أريد أن أسأله. وعنده رجل يسأله، فأعرض عنه مرتين أو ثلاثا، ثم قال: «من كان عنده أوقيّة ثمّ سأل، فقد سأل إلحافا» [ (1) ] .
قال ابن السّكن: إسناده صالح، ولم أقف على نسبه. وقال ابن مندة: تفرد به ابن وهب.

ذكر من اسمه أسيد- بالضم
181 ز- أسيد بن أحيحة
بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ، ابن أخي صفوان بن أمية، من مسلمة الفتح.
قال الزّبير بن بكّار: فولد أحيحة بن أمية بن خلف- أسيد بن أحيحة، فولد أسيد عليا، وكان يكنى أبا ريحانة، وكان من أصحاب معاوية، وكان مباينا لعبد اللَّه بن الزبير، فتقاول هو وابن عمه عبد اللَّه بن صفوان بن أمية في أمره. فسار إلى الشّام، ورجع مع جيوش يزيد بن معاوية. فحاصر ابن الزبير.
وهو ابن عم أبي دهبل وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة.
وحكى الفاكهيّ، عن الزبير- أنه كان يقال له عليل- بالتصغير- وأنه لحق بعبد الملك، فاستمده للحجاج فأمدّه بطارق في أربعة آلاف، فأشرف [ (2) ] أبو ريحانة على أبي قبيس [ (3) ] ، فصاح أبو ريحانة: أليس قد أخزاكم اللَّه؟ قال له ابن أبي عتيق- وكان مع ابن الزبير: بلى واللَّه.

182 ز- أسيد بن الأخنس
بن شريق الثقفي، حليف بني زهرة. ذكره عمر بن شبّة فيمن سكن المدينة من الصحابة. استدركه ابن فتحون.
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16773 وعزاه للباوردي وابن السكن وابن مندة عن أسيد المزني بالفتح قال ابن السكن إسناده صالح وقال ابن مندة تفرد به ابن وهب.
[ (2) ] في أفاستولى.
[ (3) ] أبو قبيس: بلفظ التصغير كأنه تصغير قبس النار: وهو اسم الجبل المشرف على مكة وجهه إلى قعيقعان من غريبها، قيل سمي باسم رجل من مذحج كان يكنى أبا قبيس لأنه أول من بني فيه قبّة قال الحميري:
أبو قبيس وأبو قابوص اسمان لجبل مكة ويقال شيخ الجبال أبو قبيس وقيل بثير. الروض المعطار/ 452 انظر معجم البلدان 1/ 103 وانظر معجم ما استعجم 3/ 1040.

(1/233)


183- أسيد بن ثعلبة الأنصاري [ (1) ] . ذكر ابن عبد البر أنه شهد بدرا، وشهد صفّين [ (2) ] مع علي.

184- أسيد بن أبي الجدعاء: [ (3) ]
ذكره ابن ماكولا، وقال: يقال له صحبة. أورده أبو موسى في «الذّيل» .
قلت: قضية كلام ابن ماكولا أنه روى عنه عبد اللَّه بن شقيق. والّذي أعرفه في اسم شيخه عبد اللَّه بن شقيق أن اسمه عبد اللَّه، فلعله أخوه.

185- أسيد بن الحضير [ (4) ]
بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. يكنى أبا يحيى، وأبا عتيك. وكان أبوه حضير فارس الأوس ورئيسهم يوم بعاث [ (5) ] ، وكان أسيد من السابقين إلى الإسلام، وهو أحد النقباء ليلة العقبة، وكان إسلامه على يد مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ.
واختلف في شهوده بدرا، قال ابن سعد: كان شريفا كاملا، وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة، وكان ممن ثبت يوم أحد، وجرح حينئذ سبع جراحات.
وقال ابن السّكن [ (6) ] : شهد بدرا [والعقبة] [ (7) ] ، وكان من النقباء. وأنكر غيره عدّه في أهل بدر. وله أحاديث في الصحيحين وغيرهما.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 168، الاستيعاب ت 55.
[ (2) ] صفّين: بكسر أوله وثانيه وتشديده: موضع بقرب الرّقة على شاطئ الفرات من غربيها قال: بين الرقة وبالس. وهي أرض فوق بالس بمقدار نصف مرحلة وهما غربي الفرات وأما الرّقة فهي شرقي الفرات أسفل من محاذاة بالس بها كانت الوقعة بين علي رضي اللَّه عنه ومعاوية. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 846.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 21. أسد الغابة ت (169) .
[ (4) ] مسند أحمد 4/ 226، 351- 352- طبقات ابن سعد 3/ 2/ 135، طبقات خليفة 77، تاريخ خليفة 149، التاريخ الكبير 2/ 47 التاريخ الصغير 1/ 46، الجرح والتعديل 2/ 310، مشاهير علماء الأمصار ت 360، الاستبصار 213، 216، ابن عساكر 3/ 7/ 1، تهذيب الكمال 115، تاريخ الإسلام 2/ 33، العبر 1/ 34، مجمع الزوائد 9/ 310، تهذيب التهذيب 1/ 347، خلاصة تذهيب الكمال 38 كنز العمال 13/ 277- 280، شذرات الذهب 1/ 31، تهذيب تاريخ ابن عساكر 3/ 53، 61، أسد الغابة ت (170) ، والاستيعاب ت (54)
[ (5) ] بعاث: بالضم وآخره ثاء مثلثة موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية. انظر معجم البلدان 1/ 535.
[ (6) ] في أالكلبي.
[ (7) ] سقط في أ.

(1/234)


وقال البغويّ: حدثنا ابن زنبور، حدثنا ابن أبي حازم، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «نعم الرّجل أسيد بن حضير» [ (1) ] .
وقال ابن إسحاق: حدثنا يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل:
سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر.
[وأخرج أحمد في مسندة، من طريق فاطمة بنت الحسين بن علي، عن عائشة، قالت: كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس، وكان يقول: لو أني أكون كما أكون على أحوال ثلاث لكنت حين أسمع القرآن أو أقرؤه، وحين أسمع خطبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وإذا شهدت جنازة] [ (2) ] .
وروى الواقديّ، من طريق طلحة بن عبد اللَّه التّيمي، قال: كان أبو بكر لا يقدّم أحدا من الأنصار على أسيد بن حضير.
وروى البخاريّ في «تاريخه» ، عن ابن عمر، قال: لما مات أسيد بن حضير قال عمر لغرمائه- فذكر قصة تدل على أنه مات في أيامه.
وروى ابن السّكن، من طريق ابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لما مات أسيد بن حضير باع عمر ماله ثلاث سنين، فوفّى بها دينه، وقال: لا أترك بني أخي عالة، فردّ الأرض وباع ثمرها.
وأرّخ البغويّ وغيره وفاته سنة عشرين. وقال المدائني: سنة إحدى وعشرين.

186 ز- أسيد بن ساعدة [ (3) ]
بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة الأنصاري الحارثي. شهد أحدا.
قال ابن ماكولا: وهو عم سهل بن أبي حثمة.

187- أسيد بن سعية الإسرائيليّ:
رجّح ابن ماكولا أنه بفتح الهمزة. وقد تقدم.
__________
[ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 2/ 419 عن أبي هريرة وابن عساكر في التاريخ 3/ 57. والحاكم في المستدرك 3/ 289 عن أبي هريرة بلفظه قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة ت 172، الاستيعاب ت 57.

(1/235)


188- أسيد بن ظهير [ (1) ]
بن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي، ابن عم رافع بن خديج. يكنى أبا ثابت، له ولأبيه صحبة.
قال البخاريّ: مدنيّ. له صحبة. وأخرج له أصحاب السنن، قال الترمذي- بعد أن أخرج له حديثا في الصلاة في مسجد قباء: لا يصحّ لأسيد بن ظهير غيره.
قلت: وقد أخرج له ابن شاهين حديثا آخر، لكن فيه اختلاف على رواته. قال ابن عبد البرّ: مات في خلافة عبد الملك بن مروان.

189- أسيد بن عمرو [ (2) ]
بن محصن الأنصاري. ذكر أبو موسى أنه أحد الأقوال في اسم أبي عمرة.

190- أسيد بن كعب القرظيّ:
تقدم ذكره في ترجمة أخيه أسد بن كعب.

191- أسيد بن يربوع
بن البدي [ (3) ] بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الحارث بن ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي، ابن عم أبي أسيد. ذكره العسكري، وقال: شهد أحدا، وقتل يوم اليمامة. وكذا قال ابن إسحاق، والواقديّ، ووثيمة، وذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن استشهد يوم اليمامة [ (4) ] .

192- أسيد بن يعمر الخزاعي،
الملقب بالنعيت. تقدم فيمن اسمه أسد.

193- أسيد الجعفي:
ذكره العسكري في الصحابة، وأخرج عن طريق عنبسة بن سعد، عن الزبير بن عدي، عن أسيد الجعفي، قال: كنت عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فكتب إلى أهل الطائف أن نبيذ الغبيراء حرام.
وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: يروي المراسيل.
قلت: لكن قوله كنت عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يدل على أن لا إرسال فيه.

194- أسير- غير منسوب،
آخره راء.
روى البخاريّ في تاريخه، وابن سعد،
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، الثقات 3/ 7، تهذيب الكمال 1/ 114، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 98، تهذيب التهذيب 1/ 349، تقريب التهذيب 1/ 78، الطبقات الكبرى 1/ 327، الوافي بالوفيات 9/ 211، التحفة اللطيفة 1/ 328 الاستبصار 239، 207، الكاشف 1/ 133، الجرح والتعديل 2/ 164، تصحيفات المحدثين 941، المشتبه 25 بقي بن مخلد 448، أسد الغابة ت (174) ، الاستيعاب ت (58) .
[ (2) ] أسد الغابة ت 165.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، معرفة الصحابة 2/ 271. أسد الغابة ت 175، الاستيعاب ت (56) .
[ (4) ] في ج استشهد باليمامة.

(1/236)


والبغويّ، وابن السّكن، وابن شاهين، من طريق أبي عوانة، عن داود بن عبد اللَّه الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: دخلنا على أسير- رجل من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا يأتيك من الحياء إلّا خير» [ (1) ] .
قال البغويّ: لا يعرف لأسير غيره. ورواه غير أبي عوانة، عن داود، فقال: عن رجل من الصحابة ولم يسمّه، وذكره البخاريّ أيضا. فقال: يسير- بالياء التحتانية، وزاد فقال يسير- حين استخلف يزيد بن معاوية، يقولون: إنّ يزيد ليس بخير أمّة محمّد، وأنا أقول ذلك، ولكن لأن يجمع اللَّه أمة محمد أحبّ إليّ من أن تفترق. وكذا ذكره محمد بن سعد، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، وسياقه أتمّ.

195- أسير بن جابر بن سليم:
[ (2) ] بن حيان بن عمير بن عمرو بن أنمار بن الهجيم بن عمرو بن تميم التميميّ.
روى ابن قانع، من طريق يونس بن عبيد، عن بعض أصحابه، عن أسير بن جابر بن سليم التميمي، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو محتب ببردة، فقلت: يا رسول اللَّه، علمني مما علمك اللَّه، فقال: «لا تحقّرنّ من المعروف شيئا» [ (3) ] .
وهذا غير أسير بن جابر [التابعي الّذي سيأتي ذكره في المخضرمين، وله أحاديث مرسلة تبين هناك إن شاء اللَّه تعالى] [ (4) ] .

196- أسير بن عروة [ (5) ]
بن سواد بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظّفري. قال ابن القداح: شهد أحدا والمشاهد بعدها، واستشهد بنهاوند [ (6) ] ، وله ذكر في ترجمة رفاعة بن زيد.
__________
[ (1) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 47 والبخاري في التاريخ الكبير 8/ 423 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 6/ 18.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، تهذيب الكمال 1/ 114، تهذيب التهذيب 1/ 349، العبر 1/ 100، تقريب التهذيب 1/ 78، الجرح والتعديل 2/ ترجمة، الطبقات الكبرى 6/ 162، 163 أسد الغابة ت 176.
[ (3) ] أخرجه من رواية أبي ذر الغفاريّ مسلم 2/ 2026 من كتاب الزكاة باب استحباب طلاقة الوجه حديث (144/ 2626) .
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] الثقات 3/ 15، تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، الطبقات الكبرى 3/ 512، أسد الغابة ت (177) والاستيعاب ت (63) .
[ (6) ] نهاوند: بالكسر وتفتح والواو مفتوحة والنون ساكنة وذال مهملة مدينة عظيمة في قبلة همذان قيل:
أصلها نوح أوند فعربت كذلك وهي أقدم مدينة في الجبل وهي ماء البصرة أي لأنها في حسابهم والدينور ماه الكوفة لأنها في حسابهم وجبلها ينقسم ماؤه قسمين: فقسم يأخذ إلى نهاوند وقسم يأخذ في الغرب

(1/237)


197- أسير الكندي [ (1) ] ،
غير منسوب. ذكره العقيليّ في الصّحابة، كذا استدركه الذّهبيّ، وكأنه أسير بن عمرو الآتي ذكره في المخضرمين.

198- أسيرة بن عمرو،
[ (2) ] أبو سليط البدري. يأتي في الكنى، سماه ابن إسحاق وموسى بن عقبة. وأما أبو عبيدة فسماه سبرة.

199- أسير بن عمرو [ (3) ]
بن يسار التجيبي، ثم الدّرمكي. ذكره ابن الكلبي. وسيأتي في يسير.

200- أسيم ز-
خاطب بها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أسامة بن زيد في حديث
أخرجه أبو نعيم في «الدّلائل» ، من طريق أبي بكر بن أبي عاصم [ (4) ] ، من رواية معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن خارجة بن زيد، عن أسامة بن زيد- أن امرأة أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بشاة مصلّية. فقال لي «يا أسيم، ناولني ذراعها»
- الحديث.

باب الألف بعدها شين
201- الأشجّ العبديّ [ (5) ]
يقال له أشجّ عبد القيس، ويقال له أشجّ بني عمر. مشهور بلقبه هذا، واسمه المنذر بن عمرو. أو ابن الحارث. يأتي إن شاء اللَّه تعالى في الميم.
قال الواقديّ: كان قدوم الأشجّ ومن معه سنة عشر من الهجرة. وسيأتي عن غيره أنّ قدومه كان سنة ثمان قبل فتح مكّة.

202- أشرس بن غاضرة الكندي [ (6) ] :
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أبو إبراهيم
__________
[ () ] فيسقي رستاقا يقال له الأشتر. مراصد الاطلاع 3/ 1397.
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، تهذيب الكمال 1/ 74، تهذيب التهذيب 1/ 349، العبر 1/ 100، تقريب التهذيب 1/ 78، الجرح والتعديل 2، الطبقات الكبرى 6/ 162، 163.
[ (2) ] الإكمال 1/ 78، الطبقات لابن سعد 3/ 512، السيرة لابن هشام 1/ 704، الثقات لابن حبان 3/ 15، تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، معرفة الصحابة 2/ 431، أسد الغابة ت 179، الاستيعاب (134) .
[ (3) ] التاريخ الكبير 8/ 422، تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، معرفة الصحابة 2/ 434: أسد الغابة، (ت 178) الاستيعاب (64) .
[ (4) ] في أأبي عاصم العبديّ ثم من رواية.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 23، تهذيب الكمال 1/ 114، الطبقات 61، الوافي بالوفيات 9/ 265، تقريب التهذيب 2/ 274 تهذيب التهذيب 1/ 301، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 3/ 55 الكاشف 3/ 452، الجرح والتعديل 2- 344، الطبقات الكبرى 7/ 85 البداية والنهاية 5/ 47، 48. أسد الغابة ت (180) ، الاستيعاب (152) .
[ (6) ] أسد الغابة ت 181.

(1/238)


التّرجمانيّ عن إسحاق بن الحارث القرشي، قال: رأيت عمير بن جابر، وأشرس بن غاضرة، وكانت لهما صحبة، يخضبان بالحناء والكتم. ورواه البغويّ وابن مندة وغيرهما.

203- أشرف،
أحد الثمانية الذين قدموا من رهبان الحبشة. تقدم في أبرهة.

204- أشرف غير منسوب [ (1) ] .
ذكره أبو إسحاق بن ياسين فيمن قدم من الصحابة هراة [ (2) ] . استدركه أبو موسى.

205- الأشعث بن [ (3) ] قيس
بن معديكرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية [الأكرمين] [ (4) ] بن ثور الكندي، يكنى أبا محمد.
قال ابن سعد: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم سنة عشر، في سبعين راكبا من كندة، وكان من ملوك كندة، وهو صاحب مرباع حضر موت [ (5) ] ، قاله ابن الكلبي.
وأخرج البخاريّ ومسلم، حديثه في الصحيح، وكان اسمه معديكرب، وإنما لقب بالأشعث.
قال محمّد بن يزيد- عن رجاله: كان اسمه معديكرب، وكان أبدا أشعث الرأس، فسمّي الأشعث.
وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم: شهدت جنازة فيها الأشعث، وجرير، فقدّم الأشعث جريرا، وقال: إنه لم يرتد، وقد كنت ارتددت، ورواه ابن السكن وغيره وكان الأشعث قد ارتد فيمن ارتدّ من الكنديين، وأسر، فأحضر إلى أبي بكر فأسلم، فأطلقه وزوّجه أخته أم فروة في قصة طويلة.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 182.
[ (2) ] هراة: بالفتح: مدينة عظيمة مشهورة من أمهات خراسان فيها بساتين كثيرة ومياه غزيرة إلّا أنّ التتار خرّبوها. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1455.
[ (3) ] مسند أحمد 5/ 211، طبقات ابن سعد 6/ 22، تاريخ خليفة 116، 193- 199، المعارف 168، 189، 333، 551، 555، 586، الطبري 3/ 138، 139، 539، 4/ 561، 569، 5/ 51، 820، ابن عساكر 3/ 17/ 2، تهذيب الكمال 119، العبر 1/ 42، 46 تهذيب التهذيب 1/ 359. خلاصة تذهيب الكمال 39 أسد الغابة ت (185) ، الاستيعاب ت (135) .
[ (4) ] بياض في ج.
[ (5) ] حضر موت: بالفتح ثم السكون وفتح الراء والميم ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف وبها قبر هود عليه السلام وقال ابن الفقيه: حضر موت مخلاف من اليمن. انظر:
معجم البلدان 2/ 311.

(1/239)


قال الواقديّ: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت الأشعث بن قيس يقول لأبي بكر- حين أتي به في الردة: استبقني لحريك، وزوّجني أختك، ففعل.
وقال الطّبرانيّ: حدثنا عبد الرحمن بن سلم، حدثنا عبد المؤمن بن علي، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: لما قدم بالأشعث أسيرا على أبي بكر أطلق وثاقه وزوّجه أخته، فاخترط سيفه، ودخل سوق الإبل، فجعل لا يرى جملا ولا ناقة إلا عرقبه، فصاح الناس: كفر الأشعث. فلما فرغ طرح سيفه، وقال: إني واللَّه ما كفرت، ولكن زوّجني هذا الرجل أخته، ولو كنا في بلادنا كانت وليمة غير هذه. يا أهل المدينة، كلوا، ويا أصحاب الإبل تعالوا خذوا شرواها.
ثم شهد الأشعث اليرموك ب «الشام» و «القادسية» وغيرها ب «العراق» ، وسكن الكوفة. وشهد مع علي صفين، وله معه أخبار.
قال خليفة وأبو نعيم وغير واحد: مات بعد قتل علي بأربعين ليلة، وصلّى عليه الحسن بن علي. وقيل: مات سنة اثنتين وأربعين.
وفي الطّبرانيّ- من طريق أبي إسرائيل الملائي عن أبي إسحاق ما يدلّ على أنه تأخّر عن ذلك، فإن أبا إسحاق كان صغيرا على عهد عليّ.
وقد ذكر في هذه القصّة أنه كان له على رجل من كندة دين، وأنه دخل مسجدهم فصلّى الفجر، فوضع بين يديه كيس وحلّة ونعل، فسأل عن ذلك، فقالوا: قدم الأشعث الليلة من مكة.
وفيه أيضا من وجه آخر: استأذن الأشعث على معاوية بالكوفة، وعنده الحسن بن علي وابن عباس، فذكر قصته، لكن هذا لا يدفع ما تقدّم.
وقال أبو حسّان الزّياديّ: مات وله ثلاث وستون سنة.

206- الأشعث الأنصاري
غير منسوب. جاء ذكره في خبر مرسل، قال ابن أبي شيبة في «مصنفه» : حدثنا وكيع، عن عاصم، عن الشّعبيّ: كان أخوان من الأنصار يقال لأحدهما أشعث. فغزا في جيش من جيوش المسلمين، فقالت زوجته لأخيه: هل لك في امرأة أخيك معها رجل يحدّثها؟ فصعد فأشرف عليه وهو معها على فراشها، وهي تنتف دجاجة، وهو يقول:

(1/240)


وأشعث عزّه الإسلام منّي ... خلوت بعرسه ليل التّمام [ (1) ]
[الوافر] الأبيات- قال: فوثب إليه الرجل فضربه بالسيف حتى قتله، ثم ألقاه، قال: فبلغ ذلك عمر، فقال: أنشد اللَّه رجلا كان عنده من هذا علم إلا قام به، فذكر القصّة.
ذكرته وإن لم يكن في القصّة تصريح بصحبته، لأن الأنصار لم يكن فيهم عند موت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحد غير مسلم، لا يتهيأ أن يغزو رجل في عهد عمر إلا وقد كان في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مميّزا وإن لم يكن رجلا.
ولهذه القصة طريق أخرى: أخرجها ابن مندة، من طريق أبي بكر الهذلي، عن عبد الملك بن يعلى الليثي أن بكر بن شداخ الليثي قتل رجلا يهوديا في عهد عمر فخرج عمر وصعد المنبر فقال. أذكر اللَّه رجلا كان عنده علم بهذا إلا أعلمني، فقام إليه بكر بن الشداخ، فقال: أنا به. فقال عمر: اللَّه أكبر، فقال بكر: خرج فلان غازيا، ووكلني بأهله، فجئت إلى بابه، فوجدت هذا اليهودي وهو يقول:
وأشعث عزّه الإسلام مني ... الأبيات- قال: فصدق عمر قوله وأبطل دمه.

207- أشيم-
بوزن أحمد [ (2) ] ، الضّبابي- بكسر المعجمة بعدها موحدة وبعد الألف أخرى. قتل في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مسلما، فأمر الضحاك بن سفيان أن يورث امرأته من ديته.
أخرجه أصحاب السّنن، من حديث الضحاك. وأخرجه أبو يعلى، من طريق مالك، عن الزهري، عن أنس، قال: قتل أشيم خطأ. وهو في الموطّأ عن الزّهريّ بغير ذكر أنس.
قال الدّار الدّارقطنيّ في «الغرائب» : وهو المحفوظ.
وروى أبو يعلى أيضا، من حديث المغيرة بن شعبة- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى الضحاك أن يورث امرأة أشيم من دية زوجها، ورواه ابن شاهين، من طريق ابن إسحاق: حدثني الزّهريّ، قال: حدّثت عن المغيرة أنه قال: حدّثت عمر بن الخطاب بقصة أشيم، فقال:
لتأتيني على هذا بما أعرف، فنشدت الناس في الموسم فأقبل رجل يقال له زرارة بن جزي، فحدثته عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بذلك.

208- الأشيم- غير منسوب:
ذكره ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن
__________
[ (1) ] والبيت بعده:
كأن مجامع الربلات ... ... فئام
انظر اللسان «ربل» .
[ (2) ] تهذيب الأسماء واللغات 1/ 123، تنقيح المقال 1003، أسد الغابة ت 186، الاستيعاب ت (144) .

(1/241)


عبد اللَّه بن مكنف [ (1) ] الحارثي فيمن قسم له عمر بن الخطاب من وادي القرى، قال: فكان مما قسم لعثمان، وعامر بن ربيعة، وعمرو بن سراقة، والأشيم، وعبد اللَّه بن الأرقم، وغيرهم، أخرجه عمر بن شبّة في «أخبار المدينة» من طريق ابن إسحاق.

باب الألف بعدها صاد
209- أصبغ بن غياث [ (2) ]-
بالمعجمة والمثلثة آخره، وقيل بالمهملة والموحدة آخره.
وروى ابن مندة من طريق جابر الجعفي- أحد الضعفاء- عن الشعبي، عن أصبغ بن غياث: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «فيكم أيّتها الأمّة خلّتان لم يكونا في الأمم قبلكم ... »
[ (3) ] الحديث.

210- أصرم الشقري [ (4) ] .
تقدم في ترجمة أسامة بن أخدريّ.

211- الأصرم
أو أصيرم بن ثابت [ (5) ] . اسمه عمرو. يأتي في العين إن شاء اللَّه تعالى.

212 ز- الأصمّ [ (6) ] العامري،
ثم البكّائي. ذكر ابن شاهين من طريق عليّ بن محمد المدائنيّ، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، وعن خلاد بن عبيدة، عن عليّ بن زيد، عن الحسن، وعن أسد بن القاسم، عن السّدّيّ، عن أبي [ (7) ] مالك، وعن رجال المدائني، قالوا:
وفد من بني البكاء [ (8) ] معاوية بن ثور بن عبادة، وابنه بشر بن معاوية، والفجيع [ (9) ] بن
__________
[ (1) ] في ج ابن أبي مليكة الحارثي.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24، التاريخ الصغير 2. أسد الغابة ت (187) .
[ (3) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5839 وعزاه لابن مندة وأبو نعيم عن أصبغ بن غياث بالمعجمة والمثلثة وقيل بالمهملة والموحدة وسنده ضعيف.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24، الطبقات 179043، الوافي بالوفيات 9/ 284 أسد الغابة ت (189) ، الاستيعاب ت (153) .
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24، معرفة الصحابة 2/ 426. أسد الغابة ت (190) .
[ (6) ] في ج الأصرم.
[ (7) ] في د ابن.
[ (8) ] بطن من عامر بن صعصعة من العرنانية وهم بنو البكّاء، واسمه عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان. من منازلهم فلجة (منزل على طريق مكة من البصرة) ينسب إليهم دار الحكيم (دار الحكيم محلة بالكوفة منسوبة إلى الحكيم بن سعد بن ثور البكائي. انظر: معجم قبائل العرب 1/ 9، الاشتقاق لابن دريد ص 179) .
[ (9) ] في أالفجع.

(1/242)


عبد اللَّه بن جندع بن البكاء، والأصم- في ناس من بني البكاء، وسيدهم معاوية بن ثور، وهو ابن مائة سنة، فأسلموا وأقاموا أياما في ضيافة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، قال: فلما حضر شخوصهم، ودعوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال له معاوية: إني أتبرّك بمسّك، وقد كبرت، وابني بشرّ يربي فامسح وجهه. قال: فمسحه وأعطاه أعنزا عفرا، ودعا له بالبركة، فتصيب السّنة بني البكاء ولا تصيب آل معاوية، وكتب للفجيع وانصرفوا.
وذكر ابن سعد هذه القصة عن الواقديّ بسنده بنحوها، وسمي الأصمّ المذكور عبد عمرو.

213- أصيد-
بوزن أحمد، بن سلمة السلمي [ (1) ] . روى أبو موسى، من طريق سعيد ابن عبيد اللَّه [ (2) ] بن الوليد الوصّافي، عن أبيه- وهو أحد الضّعفاء، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سريّة فأسروا رجلا من بني سليم يقال له الأصيد [ (3) ] بن سلمة، فلما رآه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم رقّ له، وعرض عليه الإسلام فأسلم، وكان له أب شيخ كبير فبلغه ذلك فكتب إليه:
من راكب نحو المدينة سالما ... حتّى يبلّغ ما أقول الأصيدا
أتركت دين أبيك والشّمّ العلا ... أودوا وتابعت الغداة محمّدا [ (4) ]
[الكامل] في أبيات:
قال: فاستأذن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في جوابه، فأذن له، فكتب إليه:
إنّ الّذي سمك السّماء بقدرة ... حتّى علا في ملكه وتوحّدا
بعث الّذي ما مثله فيما مضى ... يدعو لرحمته النّبيّ محمّدا [ (5) ]
[الكامل] في أبيات.
فلما قرأ كتاب ولده أقبل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم.

214 ز- أصيد بن سلمة
بن قريظ بن عبيد بن أبي بكر بن عبد اللَّه بن كلاب الكلابي.
قال الواقديّ، والطّبريّ: أسلم، وبعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في جيش مع الضحاك بن سفيان
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 191.
[ (2) ] في أعبيد.
[ (3) ] في أأصيد.
[ (4) ] انظر أسد الغابة ترجمة رقم «191» .
[ (5) ] انظر أسد الغابة ترجمة «191» .

(1/243)


الكلابي إلى قومه، فلما ضافّوهم دعا الأصيد أباه إلى الإسلام فأبى، فحمل عليه الأصيد فعرقب فرسه، فسقط سلمة وتوكأ على رمحه، وأمسك أصيد عنه تأدبا، فلحقه المسلمون فقتلوه، وذلك في شهر ربيع الأول سنة تسع.
استدركه ابن فتحون، ونقله ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله، ولكنه خلطه بالذي قبله. والصواب التفرقة.

215- أصيل-
بالتصغير واللام [ (1) ] ابن سفيان- وقيل: ابن عبد اللَّه الهذلي، [ (2) ] وقيل:
الغفاريّ، وقيل: الخزاعي.
روى الخطّابيّ في غريب الحديث، من طريق إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن الزّهريّ، قال: قدم أصيل الغفاريّ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من مكّة قبل أن يضرب الحجاب على أزواج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالت له عائشة: كيف تركت مكّة؟ قال: اخضرّت أجنابها [ (3) ] ، وابيضت بطحاؤها، وأعذق إذخرها، وانتشر سلمها- الحديث. وفيه: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «حسبك يا أصيل، لا تحزنّا» [ (4) ] .
ورواه أبو موسى في «الذّيل» من وجه آخر، من طريق أحمد بن بكار بن أبي ميمونة، عن عبد اللَّه بن سعيد، عن محمد بن عبد الرحمن القرشي، عن بديح، ويقال [ (5) ] : هو ابن سدرة السلمي، قال: قدم أصيل الهذلي، فذكر نحوه باختصار، وفيه: فقال له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم « [ويها يا أصيل] [ (6) ] دع القلوب تقرّ» [ (7) ] .
وذكره الجاحظ في كتاب «البيان» له، فقال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لأصيل الخزاعي: «يا أصيل كيف تركت مكّة» [ (8) ]
فذكر نحوه.
وفي كتاب اليشكريّ النّسّابة لمّا ذكر خفاجة بن غفار قال: وهم رهط أصيل بن سفيان الّذي سأله النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عن مكة.
__________
[ (1) ] سقط في ج.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24، الوافي بالوفيات 9/ 287، العقد الثمين 1/ 320 أسد الغابة ت (192) ، الاستيعاب ت (139) .
[ (3) ] في أأخضب جنابها.
[ (4) ] أورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 414 وعزاه للخطابي في غريب الحديث عن الزهري.
[ (5) ] في أويقال هو ابن سدرة.
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] ذكره المتقي الهندي (34702) وعزاه لأبي موسى في الذيل عن بديح بن سدرة السلمي.
[ (8) ] ذكره العجلوني في كشف الخفاء 1/ 414.

(1/244)


باب الألف بعدها ضاد
216- الأضبط بن جني [ (1) ] ،
وقيل حسين بن رعل الأكبر.
روى أبو نعيم، وأبو موسى، من طريق عبد المهيمن بن الأضبط بن جني، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا» .
وروى ابن مندة في ترجمة حارثة بن الأضبط [ (2) ] من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن أبي نهشل، عن محمد بن مروان العقيلي، عن عبد اللَّه بن يحيى بن حارثة بن الأضبط عن أبيه، عن جده- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال ... فذكر مثله، فالظاهر أن الضمير في قوله: «عن جده» يعود على يحيى.

217- الأضبط السلميّ [ (3) ] :
فرّق أبو نعيم بينه وبين الّذي قبله والظاهر عندي أنهما واحد، ولم يذكر ابن مندة غير هذا،
فأخرج هو وأبو نعيم من طريق سهل بن صقير عن مكرم بن عبد العزيز السلمي، عن عبد الرحمن بن حارثة بن الأضبط السلمي: حدثني جدي الأضبط السلمي، وكانت له صحبة، قال: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «اطّلعت في النّار فرأيت أكثر أهلها النّساء» [ (4) ] .

باب الألف بعدها عين
218- الأعرج:
اسمه عبد اللَّه بن إسحاق. يأتي إن شاء اللَّه تعالى.

219- الأعرس بن عمرو اليشكري [ (5) ] :
روى ابن شاهين، من طريق أبي غسّان، عن معتمر: سمعت كهمسا يحدث عن أبي سنان الحنفي، قال: أول حي أدوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صدقتهم حيّ من بني يشكر، فأتى الأعرس بن عمرو، فقال له: «من أنت» ؟ قال: أنا الأعرس بن عمرو، قال: «لا، ولكنّك عبد اللَّه» [ (6) ] .
وذكره ابن مندة تعليقا. وأخرج أيضا من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة- أحد
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24. أسد الغابة ت (193) .
[ (2) ] في أوروى ابن مندة في ترجمة حارثة بن الأضبط من طريق ...
[ (3) ] أسد الغابة 1/ 129، تجريد أسماء الصحابة 1/ 24. أسد الغابة ت (194) .
[ (4) ] أخرجه أحمد في المسند 1/ 234، 359، 4/ 429 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2568.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 25 أسد الغابة ت 195.
[ (6) ] أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 57 عن أبي عبيد ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم.

(1/245)


المتروكين- عن عبد اللَّه بن يزيد بن الأعرس، عن أبيه، عن جده، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بهدية فقبلها مني ودعا لنا في مرعانا. قال ابن مندة: تفرد به ابن جبلة.
قلت: وجدته في كتاب ابن شاهين الأعوس- بالواو.

220- الأعشى المازني [ (1) ] ،
ويقال الحرمازي، ومازن وحرماز أخوان من بني تميم.
اسمه عبد اللَّه بن الأعور، وقيل غير ذلك، ومدار حديثه على أبي مسعر البراء عن صدقة بن طيسلة، حدثني أبي وأخي عن أعشى بني مازن، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكره.
وأخرجه أحمد، وابن أبي خيثمة، وابن شاهين وغيرهم من هذا الوجه وغيره.
وسنذكره في العين إن شاء اللَّه تعالى.

221- الأعور بن بشامة [ (2) ]
بن نضلة بن سنان بن جندب بن الحارث بن جهمة بن عدي ابن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم. قال ابن الكلبي: اسمه ناشب، والأعور لقب.
وقال ابن عبدان في الصحابة: حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق، حدثنا سالم بن عدي بن سعيد العنبري، عن بكر بن مرداس، عن الأعور بن بشامة، ووردان بن مخرم، و [ابن] [ (3) ] ربيعة بن رفيع العنبريين- أنهم أتوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو في حجرته نائم إذ جاء عيينة بن حصن بسبي بني العنبر، فقلنا: ما لنا يا رسول اللَّه سبينا وقد جئنا مسلمين؟ قال: «احلفوا أنّكم جئتم مسلمين» [ (4) ] .
قال: فكنت أنا ووردان وخلف بن ربيعة- الحديث. في إسناده من لا يعرف.
وقال ابن شاهين: حدثنا أحمد بن عبد اللَّه بن نصر القاضي، قال: حدثنا العباس بن صالح بن مساور، قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا علي بن غراب الفزاري، قال: حدثني أبو بكر المكيّ، عن عمير [ (5) ] بن محمد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أصابت بنو العنبر دماء في قومهم، فارتحلوا فنزلوا بأخوالهم من خزاعة، فبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مصدقا إلى خزاعة فصدقهم، ثم صدق بني العنبر، فلما رأت بنو العنبر الصدقة قد أحرزها وثبوا فانتزعوها، فقدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إن بني العنبر منعوا
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 94، الثقات 3/ 21، التاريخ الكبير 2/ 61، ذيل الكاشف رقم 83، أسد الغابة ت (196) ، الاستيعاب ت (159) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، أسد الغابة ت 197.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11613.
[ (5) ] في أعمير.

(1/246)


الصدقة، فبعث إليهم عيينة بن حصن في سبعين ومائة، فوجد القوم خلوفا، فاستاق تسعة رجال وإحدى عشرة امرأة وصبيانا. فبلغ ذلك بني العنبر، فركب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منهم سبعون رجلا. منهم الأقرع بن حابس، ومنهم الأعور بن بشامة العنبريّ، وهو أحدثهم سنّا، فلما قدموا المدينة بهش إليهم النّساء والصّبيان، فوثبوا على حجر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو في قائلته، فصاحوا به: يا محمد، علام تسبى نساؤنا ولم ننزع يدا من طاعتك؟ فخرج إليهم فقال:
«اجعلوا بيني وبينكم حكما» . فقالوا: يا رسول اللَّه، الأعور بن بشامة. فقال: «بل سيّدكم ابن عمرو» [ (1) ] قالوا: يا رسول اللَّه، الأعور بن بشامة، فحكّمه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فحكم أن يفدي شطر، وأن يعتق شطر.

222- أعين بن ضبيعة [ (2) ]
بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي الحنظليّ الدارميّ، ابن أخي صعصعة بن ناجية جدّ الفرزدق. ذكره صاحب «الاستيعاب» ولم يذكر ما يدل على صحبته.
وهو والد النوار زوج الفرزدق، وكان شهد الجمل مع علي، وهو الّذي عقر الجمل الّذي كانت عائشة رضي اللَّه عنها عليه، فيقال: إنها دعت عليه بأن يقتل غيلة، فكان كذلك.
بعثه عليّ إلى البصرة [ (3) ] فلما غلب عليها عبد اللَّه بن الحضرميّ فقتل أعين غيلة سنة ثمان وثلاثين.

باب الألف بعدها غين
223- الأغرّ بن يسار [ (4) ] المزني.
ويقال الجهنيّ، من المهاجرين.
روى له مسلم وأحمد وأبو داود والنّسائيّ من طريق أبي بردة بن أبي موسى، عن الأغر المزني، أنه سمع
__________
[ (1) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 219 وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وابن سعد في الطبقات الكبرى 3: 2: 112 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36859.
[ (2) ] أسد الغابة ت 198، الاستيعاب ت 154.
[ (3) ] في أفلما.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، الثقات 3/ 15 الطبقات 39، 128- تهذيب التهذيب 1/ 365، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 102، الوافي بالوفيات 9/ 194، التحفة اللطيفة 1/ 333، تقريب التهذيب 1/ 82، الكاشف 1/ 137، تهذيب الكمال 1/ 119، تراجم الأخبار 1/ 140. أعيان الشيعة 3/ 469، ميزان الاعتدال 1/ 273، بقي بن مخلد الجامع في الرجال 280، جامع الرواة 1/ 107، الطبقات الكبرى 5/ 284، الوافي بالوفيات 9/ 294، الجرح والتعديل 2/ 308، أسد الغابة ت (201) ، الاستيعاب ت (65) .

(1/247)


النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يا أيّها النّاس، توبوا إلى اللَّه، فإنّي أتوب [ (1) ] إليه في اليوم واللّيلة مائة مرّة» [ (2) ] .
وفي رواية مسلم وأحمد، عن الأغر المزني: وكانت له صحبة.
وفي رواية للبغويّ، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، قال: دخلت على رجل من المهاجرين يعجبني تواضعه.
قال أبو نعيم: وروى عن نافع عن ابن عمر، عن الأغر- وهو رجل من مزينة كانت له صحبة مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأنه كانت له أوسق من تمر على رجل من بني عمرو بن عوف، فذكر الحديث في «السلم» [ (3) ] .
وقد أخرجه البغويّ في ترجمة الأغر المزني، [وسمعناه في الأدب المفرد للبخاريّ، وفيه أنّ الأغر كانت له أوسق على رجل من بني عمرو بن عوف، قال: فجئت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأرسل معي أبا بكر الصديق. فذكر قصة السّلم] [ (4) ] .
ثم
ذكر أبو نعيم حديث معاوية بن قرّة، عن الأغر المزني في الوتر من طريق خالد بن أبي كريمة، عن معاوية، ولفظه: أن رجلا أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إني أصبحت ولم أوتر. قال: «إنّما الوتر باللّيل» [ (5) ] .
وقال أبو نعيم: غاير بعض الناس- يعني ابن مندة- بين صاحب حديث الوتر وبين الّذي قبله، وهو واحد.
وكذا جزم ابن عبد البرّ بأن الأغر المزني والجهنيّ واحد.
وقال أبو عليّ بن السّكن: حدثنا محمد بن الحسن، عن البخاريّ، قال: كان مسعر يقول في روايته عن الأغرّ الجهنيّ: والمزني أصحّ وقال ابن عبد البر: يقال إن سليمان بن
__________
[ (1) ] في أفإنّي أتوب إليه في اليوم.
[ (2) ] أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة 11/ 101 في كتاب الدعوات (6307) ومن رواية الأغر مسلم 4/ 2075 (42/ 2702) 4/ 2076 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب (12) استحباب الاستغفار والاستكثار منه حديث رقم 42/ 2702 والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 43.
[ (3) ] في أالسلام.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] أخرجه أحمد 3/ 4 وأخرجه الطبراني في الكبير 1/ 281 وأخرجه عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 4607 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 479، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 21901.

(1/248)


يسار روى عن الأغر المزني ولا يصح، ومال ابن الأثير إلى التفرقة بين المزني والجهنيّ، وليس بشيء، لأن مخرج الحديث واحد.
وقد أوضح البخاريّ العلّة فيه، وأن مسعرا تفرد بقوله الجهنيّ، فأزال الإشكال.

224- الأغر آخر-
غير منسوب [ (1) ] . وقال بعضهم: إنه غفاري.
روى أحمد والنسائيّ، من طريق الثّوريّ، عن عبد الملك بن عمير، عن شبيب [ (2) ] بن أبي روح، عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى بأصحابه الصبح فقرأ الروم ... » الحديث.
وأخرجه الطّبرانيّ، من طريق بكر بن خلف، عن مؤمل بن إسماعيل، عن شعبة، عن عبد الملك، عن شبيب، عن الأغرّ- رجل من الصحابة،
لكن أدخل الطبراني حديثه هذا في أحاديث الأغر المزني. وتبعه أبو نعيم.
وممن غاير بينهما البغويّ، فأورد حديثه عن زياد بن يحيى، عن مؤمل بسنده، وقال فيه: عن الأغرّ- رجل من بني غفار، ورواه البزار في مسندة عن زياد بن يحيى بهذا الإسناد، فوقع عنده عن الأغر المزني. وهو خطأ. واللَّه أعلم.

225- الأغلب بن جشم [ (3) ]
بن عمرو بن عبيدة بن حارثة بن دلف بن جشم بن قيس [ (4) ] ابن سعد بن عجل العجليّ الراجز المشهور. قال ابن قتيبة، أدرك الإسلام فأسلم وهاجر، ثم كان ممن سار إلى العراق مع سعد، فنزل الكوفة، واستشهد في وقعة نهاوند. واستدركه ابن الأثير.
قلت: ليس في قوله: «وهاجر» - ما يدل على أنه هاجر إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فيحتمل أنه أراد هاجر إلى المدينة بعد موته صلّى اللَّه عليه وسلم، ولهذا لم يذكره أحد في الصحابة.
وقد قال المرزبانيّ في معجمه: هو مخضرم. وروى أبو الفرج الأصبهاني بإسناده إلى الشّعبيّ، قال: كتب عمر إلى المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة أن استنشد من قبلك من الشعراء عما قالوه في الإسلام: قال: فانطلق لبيد فكتب سورة البقرة في صحيفة، وقال: قد أبدلني اللَّه بهذه في الإسلام مكان الشعر. وجاء الأغلب إلى المغيرة فقال له:
__________
[ (1) ] الطبقات الكبرى 6/ 49 التاريخ الكبير 2/ 43، الجرح والتعديل 2/ 308، تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، تهذيب التهذيب 1/ 365، تقريب التهذيب 1/ 82، معرفة الصحابة 2/ 399، أسد الغابة ت (199) ، الاستيعاب ت (66) .
[ (2) ] في أعن شبيب بن أبي روح.
[ (3) ] في ج جشم.
[ (4) ] أسد الغابة ت (202)

(1/249)


أرجزا تريد أم قصيدا ... لقد طلبت هيّنا موجودا
[الرجز] فكتب بذلك إلى عمر، فكتب إليه: أنقص [ (1) ] من عطاء الأغلب خمسمائة فزدها في عطاء لبيد.
ورواه ابن دريد في الأخبار «المنثورة» عن الرّياشيّ، عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عن أبي عمرو بن العلاء نحوه. وأنشد له المرزباني:
الغمرات ثمّ تنجلينا ... ثمّت تذهبن ولا تجينا
[الرجز] وقوله:
المرء توّاق إلى ما لم ينل ... والموت يتلوه ويلهيه الأمل
[الرجز] وأنشد أبو الفرج أرجوزة، يهجو فيها سجاح التي ادعت النبوة وتزوجت بمسيلمة الكذاب.

باب الألف بعدها فاء
226- الأفطس [ (2) ]-
قال أبو عمر: رجل من الصحابة. وروى الطبراني في مسند الشّامّيين، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وابن مندة من طريق بقيّة، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: أدركت رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقال له الأفطس عليه ثوب خزّ.

227- أفلح أخو أبي القعيس [ (3) ]
عم عائشة من الرضاعة. قال ابن مندة: عداده في بني سليم، وقال أبو عمر: يقال: إنه من الأشعريين، وروينا في حديث زيد بن أبي أنيسة تخريج الإسماعيلي، من طريق عراك، عن عروة، عن عائشة، قالت: دخلت [ (4) ] على أفلح بن قعيس المخزومي. فاحتجبت منه ... فذكر الحديث، وأصله مسلم.
وثبت ذكره في الصحيحين وغيرهما من طريق مالك، عن الزهري، عن عروة، عن
__________
[ (1) ] في أفكتب إليه أن أنقص.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، معرفة الصحابة 3/ 37، أسد الغابة ت (203) ، الاستيعاب ت (147) .
[ (3) ] أسد الغابة (204) تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، الثقات 3/ 15، الجامع في الرجال 28، الاستيعاب ت (68) الوافي بالوفيات 9/ 299، التحفة اللطيفة 1/ 335 جامع الرواة 1/ 107- أعيان الشيعة 3/ 47، بقي من مخلد 496.
[ (4) ] في أدخل.

(1/250)


عائشة- أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمّها من الرّضاعة بعد ما أنزل الحجاب. وهكذا يجيء في أكثر الروايات.
ووقع في رواية لمسلم: أفلح بن أبي القعيس، وكذا وقع عند البغوي من وجه آخر، وفي أخرى لمسلم أفلح بن قعيس، وهي أشبه. ووقع عنده أيضا من طريق عطاء، عن عروة، عن عائشة: استأذن عليّ عمّي أبو الجعد، وكأنها كنية أفلح.
ووقع في رواية له: استأذن عليها أبو القعيس، وهذا وهم من بعض رواته، وهو أبو معاوية راويه عن هشام، فقد خالفه حماد بن زيد، عنه: وهو أحفظ منه لحديث هشام، فقال: إن أخا أبي القعيس. وقد رواه الطبراني في «الأوسط» من وجه آخر موافق لرواية أبي معاوية، قال: حدثنا إبراهيم- هو ابن هاشم- قال: حدثنا هدبة، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا عباد بن منصور، عن القاسم بن محمد، قال: حدثنا أبو القعيس أنه أتي [ (1) ] عائشة يستأذن عليها. وهذه الرواية، وإن كان فيها خطأ في التسمية، لكن يستفاد منها أن صاحب القصة عاش إلى أن سمع منه القاسم. واللَّه أعلم.
وروى البغويّ من طريق خلف الأزديّ، عن الحكم، عن عراك بن مالك، عن أفلح بن أبي القعيس- أنه أتى عائشة فاحتجبت منه. فقال: أنا عمك- الحديث.
قال البغويّ: هكذا أسنده عن أفلح، وقد رواه شعبة عن الحكم فقال: عن عراك، عن عروة، عن عائشة.

228- أفلح:
يقال هو اسم أبي فكيهة [ (2) ] ، سماه أبو جعفر الطبري. وسيأتي ذكره في الكنى، وقيل: اسمه يسار.

229- أفلح مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم [ (3) ] :
مذكور في مواليه، قاله أبو عمر.
وقال ابن مندة: روى حديثه يوسف بن خالد، عن سلم بن بشير- أنه سمع حبيبا المكيّ يقول: إنه سمع أفلح مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «أخاف على أمّتي من بعدي ضلالة الأهواء واتّباع الشّهوات» [ (4) ] .
قال: ونسيت الثالثة. انتهى.
__________
[ (1) ] في أأنه أتى على عائشة.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، أسد الغابة ت (207) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، أسد الغابة ت (205) الاستيعاب ت (67) .
[ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 567 وعزاه إلى ابن عدي وكنز العمال حديث رقم 14632، 28966.

(1/251)


ورواه الحكيم التّرمذيّ في «نوادره» من هذا الوجه، وسمى الثالثة «العجب» ، ورواه ابن شاهين، فسمى الثالثة «الغفلة» بعد المعرفة، ومداره على يوسف بن خالد وهو السّمتي، وهو متروك الحديث.

230- أفلح مولى أم سلمة [ (1) ] :
روى الترمذي من طريق أبي حمزة ميمون، عن أبي صالح، عن أم سلمة، قالت: رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم غلاما لنا يقال له أفلح إذا سجد نفخ، فقال: «يا أفلح، ترب وجهك» [ (2) ] . قال: غريب.
وقال بعضهم: عن أبي حمزة رباح، وميمون أبو حمزة، ضعيف.
قلت: تابعه طلق بن غنام، عن سعيد [ (3) ] أبي عثمان الوراق، عن أبي صالح به، وأخرج النّسائيّ من طريق كريب، عن أم سلمة نحو هذا الحديث، فقال فيه: فرأى غلاما لنا يقال له رباح، ويحتمل التعدد. واللَّه أعلم.

باب الألف بعدها قاف
231- الأقرع بن حابس [ (4) ]
بن عقال [ (5) ] بن محمد بن سفيان التميمي المجاشعيّ الدرامي.
تقدم ما في نسبه في ترجمة أعين. قال ابن إسحاق: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مكة وحنينا والطائف، وهو من المؤلفة [قلوبهم] [ (6) ] وقد حسن إسلامه.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26 أسد الغابة ت (206) .
[ (2) ] أخرجه الترمذي في السنن 2/ 221 عن أم سلمة بلفظه كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء في كراهية النفخ في الصلاة حديث رقم 381، 382 قال أبو عيسى وحديث أم سلمة إسناده ليس بذاك وميمون أبو حمزة ضعفه بعض أهل العلم وأورده التبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 1002 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19776، 22247.
[ (3) ] في أسعيد بن عثمان.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الثقات 3/ 18، الجامع في الرجال 281، الطبقات 41/ 178، الوافي بالوفيات 9/ 307، التحفة اللطيفة 1/ 337، جامع الرواة 1/ 107، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 531، الطبقات الكبرى 1/ 288، 294، 358، 447، 2/ 153، 161، 4/ 246، 273، 282، التاريخ الصغير 59، البداية والنهاية 7/ 141، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 124، أعيان الشيعة 3/ 470، تراجم الأخبار 1/ 13 تهذيب تاريخ دمشق 3/ 89، المعرفة والتاريخ ط- 338، 3/ 293 علوم الحديث لابن الصلاح 340، در السحابة 755، تنقيح المقال 1034 أسد الغابة ت 208، الاستيعاب ت 69.
[ (5) ] في ج غفال.
[ (6) ] سقط في أ.

(1/252)


وقال الزّبير في «النّسب» : كان الأقرع حكما في الجاهلية وفيه يقول جرير، وقيل غيره، لما تنافر إليه هو والفرافصة أو خالد بن أرطاة:
يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إن تصرع اليوم أخاك تصرع [ (1) ]
[الرجز]
وروى ابن جرير، وابن أبي عاصم، والبغويّ- من طريق وهيب، عن موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن الأقرع بن حابس، أنه نادى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من وراء الحجرات: يا محمد، فلم يجبه، فقال: يا محمد، واللَّه إن حمدي لزين، وإن ذمي لشين.
فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ذلكم اللَّه» [ (2) ] .
قال ابن مندة: روي عن أبي سلمة أن الأقرع بن حابس نادى، فذكره مرسلا، وهو الأصح. وكذا رواه الرّويانيّ من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه، قال: نادى الأقرع. فذكره مرسلا.
وأخرجه أحمد على الوجهين، ووقع في رواية ابن جرير التصريح بسماع أبي سلمة من الأقرع، فهذا يدل على أنه تأخر.
وفي الصّحيحين من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: أبصر الأقرع بن حابس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقبّل الحسن- الحديث، وفيهما من حديث أبي سعيد الخدريّ، قال: بعث عليّ إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بذهيبة من اليمن، فقسّمها بين أربعة، أحدهم الأقرع بن حابس.
وفي البخاريّ، عن عبد اللَّه بن الزبير، قال: قدم ركب من بني تميم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه، أمر الأقرع ... الحديث.
وروى ابن شاهين من طريق المدائنيّ، عن رجاله، قالوا: لما أصاب عيينة بن حصن من بني العنبر قدم وفدهم، فذكر القصة، وفيها: فكلم الأقرع بن حابس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في السبي، وكان بالمدينة قبل قدوم السّبي، فنازعه عيينة بن حصن، وفي ذلك يقول الفرزدق يفخر بعمه الأقرع:
وعند رسول اللَّه قام ابن حابس ... بخطّة إسوار إلى المجد حازم
__________
[ (1) ] ينظر القرطبي 2/ 227.
[ (2) ] أورده الحسين في اتحاف السادة المتقين 8/ 292.

(1/253)


له أطلق الأسرى الّتي في قيودها ... مغلّلة أعناقها في الشّكائم [ (1) ]
[الطويل] وروى البخاريّ في «تاريخه الصّغير» ، ويعقوب بن سفيان بإسناد صحيح، من طريق محمد بن سيرين، عن عبيدة بن عمرو السّلماني- أن عيينة والأقرع استقطعا أبا بكر أرضا، فقال لهما عمر: إنما كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يتألّفكما على الإسلام، فأما الآن فاجهدا جهدكما، وقطع الكتاب.
قال عليّ بن المدينيّ في «العلل» : هذا منقطع، لأن عبيدة لم يدرك القصة، ولا روى عن عمر أنه سمعه منه. قال: ولا يروى عن عمر بأحسن من هذا الإسناد.
ورواه سيف بن عمر في الفتوح مطولا، وزاد: وشهدا مع خالد بن الوليد اليمامة وغيرها، ثم مضى الأقرع، فشهد مع شرحبيل بن حسنة دومة الجندل [ (2) ] ، وشهد مع خالد حرب أهل العراق وفتح الأنبار [ (3) ] .
وقال ابن دريد: اسم الأقرع بن حابس فراس، وإنما قيل له الأقرع لقرع كان برأسه، وكان شريفا في الجاهلية والإسلام، واستعمله عبد اللَّه بن عامر على جيش سيّره إلى خراسان [ (4) ] ، فأصيب بالجوزجان هو والجيش، وذلك في زمن عثمان.
وذكر ابن الكلبيّ أنه كان مجوسيّا قبل أن يسلم. وقرأت بخط الرضيّ الشاطبي قتل الأقرع بن حابس باليرموك في عشرة من بنيه. واللَّه أعلم

232- الأقرع بن شفيّ العكيّ [ (5) ]-
عادة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في مرضه، لم يرو عنه إلا لفاف بن كرز وحده، هكذا أورده أبو عمر. قال الرشاطيّ: كذا وقع عنده لفاف ابن كرز- براء وزاي.
__________
[ (1) ] ينظر ديوانه.
[ (2) ] دومة الجندل بالضم ويفتح وأنكر ابن دريد الفتح وعدّه من أغلاط المحدّثين وجاء في حديث الواقدي دوما الجندل. قيل: هي من أعمال المدينة: حصن على سبعة مراحل من دمشق بينها وبين المدينة قيل:
هي غائط من الأرض خمسة على فراسخ ومن قبل مغربه عين تثج فتسقي ما به من النخل والزرع وحصنها مارد وسميت دومة الجندل: لأنها مبنية به وهي قرب جبلي طيِّئ. مراصد الاطلاع 2/ 542.
[ (3) ] الأنبار: بفتح أوله: مدينة قرب بلخ وهي قصبة ناحية جوزجان وبها كان مقام السلطان وهي على الجبل ولها مياه وكروم وبساتين كثيرة. انظر معجم البلدان 1/ 305.
[ (4) ] خراسان: بلاد واسعة، أول حدودها مما يلي العراق أزاذوار قصبة جوين وبيهق وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنة، وسجستان وكرمان وتشتمل على أمهات من البلدان منها نيسابور وهراة ومرو وغير ذلك. انظر معجم البلدان 2/ 401.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الوافي بالوفيات 9/ 308، أسد الغابة ت 209، الاستيعاب ت (70) .

(1/254)


والصّواب ابن كدن- بدال مفتوحة بعدها نون.
والحديث الّذي أشار إليه أخرجه ابن السكن وابن مندة، من طريق محمد بن فهر بن جميل بن أبي كريم بن لفاف، عن أمية، ولفاف بن الفضل بن أبي كريم، عن المفضل بن أبي كريم، عن أبيه، عن جدّه لفاف بن كدن، عن الأقرع بن شفيّ العكيّ، قال: قال: دخل عليّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في مرضي، فقلت: لا أحسب إلا أني ميّت في مرضي. قال: «كلا لتبقينّ ولتهاجرنّ إلى أرض الشّام وتموت وتدفن بالرّبوة من أرض فلسطين» [ (1) ] .
قال ابن السّكن: لا نعرف من رجال هذا الإسناد أحدا.
وقال ابن مندة: ورواه إسماعيل بن رشيد عن ضمرة بن ربيعة، عن قادم بن ميسور، عن رجل من عكّ، عن الأقرع العكي نحوه، قال ضمرة: وتوفي الأقرع هذا في خلافة عمر.
قلت: فهذا طريق ثان يردّ على ما جزم به أبو عمر، ورواه هشام بن عمار في فوائده عن المغيرة بن المغيرة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيبانيّ، قال: مرض رجل من عك يقال له الأقرع، فذكر نحوه. وقال في آخره: ودفن بالرملة [ (2) ] ، أخرجه ابن عساكر في مقدمة تاريخه من هذا الوجه، فهذه طريق ثالثة.

233- الأقرع بن عبد اللَّه الحميري [ (3) ] :
بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى ذي مرّان وذي رود إلى طائفة من اليمن، كذا أورده أبو عمر مختصرا. وقد ذكر ذلك سيف في «الفتوح» ، عن الضّحّاك بن يربوع، عن أبيه، عن ماهان، عن ابن عباس بذلك.
وذكر الطّبريّ، عن سيف- أن أسامة بن زيد لما توجه بالعسكر بعد موت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وجه رسلا [ (4) ] فرجعوا إليه بخبر أهل الرّدة، ومنهم الأقرع بن عبد اللَّه، وجرير بن عبد اللَّه البجلي، فذكر القصة.

234- الأقرع الغفاريّ [ (5) ] :
قال ابن مندة: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي سعد [ (6) ] ، حدثنا علي بن سعيد، حدثنا علي بن مسلم، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن عاصم، عن
__________
[ (1) ] أورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 10.
[ (2) ] الرملة: واحدة الرمل: مدينة بفلسطين، كانت قصبتها وكانت رباطا للمسلمين وبينها وبين بيت المقدس اثنا عشر ميلا وهي كورة منها. انظر مراصد الاطلاع 2/ 633.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الوافي بالوفيات 9/ 308 أسد الغابة ت 210، الاستيعاب ت (71) .
[ (4) ] في أرجلا.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 26 أسد الغابة ت 211.
[ (6) ] في أسعيد.

(1/255)


أبي حاجب، عن الأقرع الغفاريّ، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه نهى أن يتوضأ الرجل من فضل [ (1) ] وضوء المرأة [ (2) ] .
قال ابن مندة: لا أعلم أحدا سماه غير هذا الرجل. ورويناه من طريق عن أبي داود قال فيه: عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، لم يسمّه.
قلت: هذا الحديث معروف من طريق شعبة عن عاصم، عن أبي [ (3) ] حاجب، عن الحكم بن عمرو الغفاريّ، كذلك رواه حفّاظ أصحابه عنه.
وقد رواه يعقوب بن سفيان، عن ابن بشار، عن أبي داود بسنده، فقال: عن الحكم ابن عمرو- هو الأقرع، فظهر أن الأقرع هو الحكم بن عمرو، وتضمّن ذلك الرد على ابن مندة في زعمه، تفرّد علي بن مسلم بتسميته. وقد سمّاه غيره عن شعبة أيضا.
قال ابن شاهين: حدثنا أحمد بن محمد بن عصمة، قال: حدثنا أحمد بن عمر بن بسطام بمرو، قال: حدثنا خلف بن عبد العزيز، قال: أخبرني أبي، عن جدي، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي حاجب، قال: حدثنا الأقرع الغفاريّ- فذكره.
قال ابن شاهين: أحسبه وهما من بعض الرواة، كذا قال.

235- أقرم بن زيد الخزاعي [ (4) ] .
يأتي ذكره في ترجمة ولده عبد اللَّه بن أقرم إن شاء اللَّه تعالى.

236- الأقعس بن سلمة [ (5) ] :
عداده في أهل اليمامة، له صحبة. قال ابن حبان: ويقال اسمه الأقيصر بن سلمة الحنفي، قال البغوي: حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا سليمان بن محمد، حدثنا عمارة بن عقبة، حدثنا محمد بن جابر، عن المنهال بن عبيد اللَّه بن ضمرة بن
__________
[ (1) ] في أبفضل.
[ (2) ] أخرجه النسائي 1/ 179 عن سواده بن عاصم عن الحكم بن عمرو كتاب المياه باب النهي عن فضل وضوء المرأة حديث رقم 343 وابن ماجة في السنن 1/ 132 عن الحكم بن عمرو ... الحديث كتاب الطهارة وسننها (1) باب النهي عن ذلك (34) حديث رقم 373 قال السندي في سنن ابن ماجة 1/ 132 قال في شرح السنة لم يصحح محمد بن إسماعيل حديث الحكم بن عمرو وإن ثبت فمنسوخ وأخرجه أحمد في المسند 4/ 213.
[ (3) ] في أعن ابن حاجب.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الثقات 3/ 140، بقي بن مخلد 379 أسد الغابة ت 212، الاستيعاب ت 150.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الثقات 3/ 22، الوافي بالوفيات 9/ 321 الطبقات الكبرى 1/ 316، 317، أسد الغابة ت 213، الاستيعاب ت 146.

(1/256)


هوذة، سمعت أبي يقول: أشهد لجاء الأقيصر بن سلمة بالإداوة التي بعث بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فنضح بها في مسجد قرّان. واعتمد العسكري على ذلك فترجم للأقيصر [ (1) ] .
وقال ابن مندة: الصّواب أن اسمه الأقعس، ثم أخرج الحديث من وجه آخر عن محمد بن جابر، فقال: عن المنهال بن عبيد اللَّه بن ضمرة بن هوذة عن أبيه، قال: أشهد لجاء الأقعس.
وذكر الرّشاطيّ عن أبي عبيد أن الأقعس بن سلمة بن عبيد بن عمرو بن عبد اللَّه بن عبد العزى [ (2) ] بن سحيم قدم عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في [ (3) ] وفد بني سحيم، فأسلم وحسن إسلامه، فردهم إلى قومهم، وأمرهم أن يدعوهم إلى الإسلام، وأعطاهم إداوة من ماء قد تفل فيها أو مجّ، وقال، «ألكني إلى بني سحيم فلينضحوا بهذه الإداوة مسجدهم، وليرفعوا رءوسهم إذ رفعها اللَّه» .
قال: فما تبع مسيلمة منهم رجل، ولا خرج منهم خارجي قط.
وقوله: ألكني- بفتح الهمزة وكسر اللام وسكون الكاف- أي أدّ رسالتي. والرسالة تسمّى ألوكة.

237- الأقمر الوداعيّ [ (4) ] :
والد عليّ وكلثوم. قيل اسمه عمرو بن الحارث بن معاوية ابن عمرو بن ربيعة بن عبد اللَّه بن وداعة الهمدانيّ. ذكره ابن شاهين، وقال: إن صحّ أنه صحابي وإلا فالحديث مرسل ثم
أخرج من طريق أبي حنيفة، عن علي بن الأقمر، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «المطعون شهيد ... »
[ (5) ] الحديث، وكذا ذكره [أبو] [ (6) ] موسى في «الذّيل» .

باب الألف بعدها كاف
238- أكال بن النعمان:
الأنصاري المازني ذكره وثيمة فيمن استشهد يوم اليمامة.

239- أكبر الحارثي [ (7) ] :
غيّره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فسماه بشيرا. يأتي في الموحدة.
__________
[ (1) ] في أالأقيصر.
[ (2) ] في ب، ت عبد العزيز.
[ (3) ] بياض في ج.
[ (4) ] أسد الغابة ت 214.
[ (5) ] أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 169، وأحمد في المسند 2/ 522، 5/ 315، 329، وعبد الرزاق في المصنف حديث 6695 وابن سعد في الطبقات 3: 1: 301، وابن عساكر 7/ 218 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11221، 11228.
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] أسد الغابة ت 215.

(1/257)


240- أكثم بن الجون [ (1) ] :
أو ابن أبي الجون. واسمه عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي، وهو عمّ سليمان بن صرد الخزاعي.
قال أحمد: حدثنا محمد بن بشير، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «عرضت عليّ النّار فرأيت فيها عمرو بن لحيّ بن قمعة بن خندف يجرّ قصبه في النّار، وهو أوّل من غيّر عهد إبراهيم فسيّب السّوائب، وبحّر البحائر، وحمى الحامي، ونصب الأوثان. وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون» فقال أكثم: يا رسول اللَّه، أيضرني شبهه؟ قال: «لا، إنّك مسلم وهو كافر» [ (2) ] .
ورواه الحاكم، من طريق محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، عن محمد بن عمرو مثله، ورويا أيضا من طريق عبيد اللَّه بن عمرو الرقي، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن الطفيل ابن أبيّ بن كعب، عن أبيه في قصة طويلة.
وروى ابن أبي عروبة وابن مندة من طريق ابن إسحاق: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول لأكثم بن أبي الجون: «يا أكثم، رأيت عمرو بن لحيّ بن قمعة بن خندف يجرّ قصبه في النّار» [ (3) ]
- الحديث. وفيه قول أكثم بن الجون وجوابه، ورواية أبي سلمة أتمّ. والحديث مخرج عند مسلم من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه أخصر منه دون قصة أكثم.
وأخرج الزّبير في كتاب «النّسب» قصة أكثم من وجهين آخرين منقطعين.
وأخرجه أحمد من وجه آخر، عن جابر، فقال: أشبه من رأيت به معبد بن أكثم، فذكره.
ويحتمل التعدد. ورأيت في الجمهرة لابن الكلبي- لما ذكر أكثم- هذا وجزم بأنه
ابن
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 27، الثقات 3/ 21، الوافي بالوفيات 9/ 431، العقد الثمين 1/ 326، الجرح والتعديل 2/ 339، 349، جامع الرواة 1/ 108، أنساب الأشراف 1/ 262، 391، أعيان الشيعة 3/ 471 دائرة معارف الأعلمي 5/ 259، أسد الغابة ت 217، الاستيعاب ت 155.
[ (2) ] أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 224، 6/ 69 ومسلم في الصحيح 4/ 2191 كتاب الجنة وصفه نعيمها وأهلها باب (13) النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء حديث رقم (50/ 2856) والحاكم 4/ 605 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 173، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34095 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 338.
[ (3) ] أخرجه الطبري في التفسير 7/ 56 عن أبي هريرة قال سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون يا أكثم رأيت ... الحديث والبغوي في شرح السنة 2/ 100.

(1/258)


أبي الجون، قال: هو الّذي قال فيه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «رفع لي الدّجّال فإذا رجل آدم جعد، وأشبه بني عمرو بن كعب بن أكثم بن عبد العزى. فقام أكثم فقال: يا رسول اللَّه، أيضرني شبهي إياه شيئا؟ قال: «لا، أنت مسلم وهو كافر» .
قلت: وهذا ظاهره [ (1) ] يخالف ما تقدم، ويمكن أن يكون الضمير في قوله «به» لعمرو بن كعب [ (2) ] ، وهو عمرو بن لحيّ، فلا يتخالفان، فكأنهما حديثان مستقلان:
أحدهما: في صفة الدجّال، والآخر: في شبه عمرو بن كعب. والّذي ورد أنه يشبه الدّجّال عبد العزّى بن قطن.
وروى الطّبرانيّ وابن مندة من طريق ضمرة، عن ابن شوذب، عن أبي نهيك، عن شبل بن خليد المزني، عن أكثم بن الجون الخزاعي، قال: قلنا: يا رسول اللَّه، «إنّ فلانا لجريء في القتال» ، قال: «هو في النّار» .
الحديث بطوله إسناده حسن.
وهذه القصة وقعت بخيبر، كما في الصحيح من حديث سهل بن سعد الساعدي [ (3) ] ، فيستفاد من ذلك أنّ أكثم بن أبي الجون شهدها.
وروى ابن أبي حاتم في «العلل» ، والعسكريّ في «الأمثال» ، والبغويّ، وابن مندة، من طريق أبي سلمة العاملي، عن الزهري، عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «يا أكثم، اغز مع غير قومك يحسن خلقك» .
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أبو سلمة العاملي متروك. والحديث باطل. انتهى.
وأخرجه ابن مندة من طريق أخرى، عن أكثم نفسه، وأشار إليها ابن عبد البر. واللَّه أعلم

241- الأكوع الأسلمي [ (4) ] .
اسمه سنان. يأتي في السين. [و] [ (5) ] ذكر ابن سعد والطبري أنه أسلم، وصحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.

242- أكيدر دومة [ (6) ] .
اختلف فيه. والأكثر على أنه قتل كافرا. وسنذكر خبره مفصلا في القسم الأخير إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[ (1) ] في أقلت وهذا ظاهره.
[ (2) ] في ألعمرو بن لحي.
[ (3) ] في أسهل بن سعد الساعدي.
[ (4) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 226.
[ (5) ] سقط في ج.
[ (6) ] أسد الغابة 1/ 135، تجريد أسماء الصحابة 1/ 27، معرفة الصحابة 3/ 29، أسد الغابة ت 220.

(1/259)


243- أكيمة بن عبادة الليثي [ (1) ] :
ويقال الزهري. روى ابن السّكن، من طريق عمر بن إبراهيم- أحد المتروكين، عن محمد بن إسحاق بن أكيمة بن عبادة، عن أبيه، عن جده أكيمة بن عبادة، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أكل كتفا وصلّى ولم يتوضّأ. قال ابن السّكن: لم أسمعه إلا من ابن عقدة.
قلت: وإسناده مجهول.
وأخرج أبو موسى في الذّيل، من طريق عبدان بسنده إلى محمد بن إسحاق بن سليمان ابن أكيمة، عن أبيه، عن جده: أن أكيمة قال: يا رسول اللَّه، فذكر حديثا في جواز الرواية بالمعنى.
سيأتي في ترجمة سليم بن أكيمة، إن شاء اللَّه تعالى.

244- أكينة [ (2) ] ،
جد رزق اللَّه بن عبد الوهاب التميمي. قال ابن ماكولا: قال لي رزق اللَّه: إن لجده أكينة صحبة، وحدّث ابن ماكولا أيضا عن رزق اللَّه أن جده عبد اللَّه قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان اسمه عبد اللّات [ (3) ] فسمّاه عبد اللَّه، وهو رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد اللَّه التميمي.
وقد أخرج الخطيب، عن عبد الوهاب والد رزق اللَّه، عن آبائه حديثا ينتهي إلى أكينة المذكور، قال: سمعت عليّ بن أبي طالب، فذكر أثرا ولم يقع يزيد في النسب الّذي ساقه الخطيب، وكذلك أورده ابن الصّلاح في علوم الحديث، ونصّ الخطيب على أنهم تسعة آباء، ولا يصح ذلك إلا بإثبات يزيد، وقد ساق ابن ماكولا نسب أكينة، فقال: ابن يزيد بن الهيثم بن عبد اللَّه بن الحارث بن كلدة بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم.
ورويناه في المجلس الّذي أملاه رزق اللَّه التميمي بأصبهان.
قال: سمعت أبي عبد الوهاب يقول: سمعت أبي أبا الحسن عبد العزيز يقول: سمعت أبي أبا بكر الحارث يقول: سمعت أبي أسدا يقول: سمعت أبي سليمان يقول: سمعت أبي الأسود يقول:
يقول: سمعت أبي سفيان يقول: سمعت أبي يزيد يقول: سمعت أبي أكينة يقول: سمعت أبي الهيثم يقول: سمعت أبي عبد اللَّه يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «ما اجتمع قوم على ذكر إلّا حفّتهم الملائكة وغشيتهم الرّحمة» .
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 27.
[ (2) ] في أهذه الترجمة قبل ترجمة أكيمة بن عبادة.
[ (3) ] في أالحارث.

(1/260)


قال الذّهبيّ: أكثر آبائه لا ذكر لهم في تاريخ ولا في أسماء الرجال. وقد سقط من هذا الإسناد الليث والد أسد، وقد أثبته الخطيب في تاريخه لما ترجم عبد العزيز.
قلت: ولكنه لم يقع عنده ذكر الهيثم، وقاله شيخ شيوخنا الحافظ العلائي في الوشي المعلم.

باب الألف بعدها لام
245- الأشر:
- بفتح الهمزة وتخفيف [ (1) ] اللام- أحد ما قيل في اسم أبي ثعلبة [الخشنيّ] [ (2) ]

246- الياس نبي اللَّه عليه السلام.
سيأتي في ترجمة الخضر أشياء من خبره، ويلزم من ذكر الخضر في الصحابة أن نذكره. ومن أغرب ما روي فيه أنه هو الخضر،
فأخرج ابن مردويه في تفسير سورة الأنعام، من طريق هشام بن عبيد اللَّه الرازيّ، عن إبراهيم بن أبي جزي، عن ابن أبي نجيح، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «الخضر هو الياس» . أخرجه عن طاهر بن أحمد بن حمدان، عن محمد بن جعفر الأشناني، عن محمد بن يوسف الفراء، عن هشام.

باب الألف بعدها ميم
247- أماناه:
- بالنون- ابن قيس بن [ (3) ] شيبان بن العاتك بن معاوية الأكرمين الكنديّ. ذكر ابن سعد عن ابن الكلبي أنه وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان قد عاش دهرا، وله يقول عوضة [ (4) ] من بني براء الشاعر النخعي:
ألا ليتني عمّرت يا أمّ مالك ... كعمر أماناه بن قيس بن شيبان
لقد عاش حتّى قيل ليس بميّت ... وأفنى فئاما من كهول وشبّان [ (5) ]
[الطويل] [ويقال: إنه عاش ثلاثمائة وعشرين سنة] [ (6) ] وذكره أيضا الطبري، وابن شاهين في الصحابة، وابن فتحون في الذيل، وابنه يزيد أسلم معه، ثم ارتد فقتل في خلافة أبي بكر.

248- أمد بن أبد الحضرميّ [ (7) ] .
قال الطبرانيّ: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو
__________
[ (1) ] من أول ولم يقع يزيد إلى هنا سقط في أ.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة ت 222.
[ (4) ] في أعويصة.
[ (5) ] أسد الغابة ت (222) .
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] أسد الغابة ت 223، تجريد أسماء الصحابة 1/ 27.

(1/261)


عبيد القاسم، حدثنا أبو عبيدة معمر، حدثني أخي يزيد بن المثنى، عن سلمة بن سعيد، قال: كنا عند معاوية، فقال: وددت أن عندنا من يحدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه اليوم؟ فقيل له: بحضر موت رجل قد أتت عليه ثلاثمائة سنة، فأرسل إليه معاوية، فأتى به، فلما دخل عليه أجلسه، ثم قال: ما اسمك؟ قال: أمد بن أبد، فذكر قصة طويلة، وفيها: فهل رأيت محمدا؟ قال: ألا قلت رسول اللَّه! نعم رأيته، قال: فصفه لي، قال:
رأيته- بأبي وأمي- فما رأيت قبله ولا بعده مثله، أخرجه أبو موسى في الذيل. وفي الإسناد إرسال ظاهر. وفي القصة نكارة من جهة أنه وقع فيها أنه رأى الظعينة تخرج من الشام إلى مكة لا تحتاج إلى طعام ولا إلى شراب، تأكل من الثمار، وتشرب من العيون. وهذا باطل.
وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب المعمرين عن أبي عامر، عن رجل من أهل البصرة، قال: وحدث به أبو الجنيد الضرير، عن أشياخه، قالوا: قال معاوية: إنّي لأحبّ أن ألقي رجلا قد أتى عليه سن يخبرنا عما رأى، فذكر القصة، وليس فيها تلك الزيادة المنكرة، بل فيها أنه رأى هاشم بن عبد مناف، وأمية بن عبد شمس، وأنه قال له: ما كان صنعتك؟ قال: كنت تاجرا قال: فما بلغت تجارتك؟ قال: كنت لا أشتري غبنا، ولا أردّ ربحا. وإن معاوية قال له: سلني، قال: أسألك أن تردّ عليّ شبابي. قال: ليس ذاك بيدي.
قال: فاسألك أن تدخلني الجنة، قال: ليس ذاك بيدي. قال: لا أرى بيدك شيئا من الدنيا والآخرة، فردّني من حيث جئت بي. قال: أما هذه فنعم.

249- امرؤ القيس
بن الأصبغ الكلبيّ [ (1) ] . كان زعيم قومه، وبعثه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عاملا على كلب في حين إرساله إلى قضاعة، ذكره ابن عبد البر، قال: أظنه خال أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. انتهى.
وقال سيف في «الفتوح» : لما مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كانت عمّاله على قضاعة من كلب امرأ القيس بن الأصبغ الكلبي من بني عبد اللَّه فلم يرتد وذكره في مواضع أخر من كتابه.

250- امرؤ القيس
بن عابس بن المنذر [ (2) ] بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية الأكرمين الكنديّ.
قال البغويّ [ما نصه] [ (3) ] : في كتاب البخاريّ في تسمية من روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: امرؤ القيس بن عابس سكن الكوفة.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 224، الاستيعاب ت 73.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 28، الوافي بالوفيات 6/ 1، أسد الغابة ت 225 الاستيعاب ت 72.
[ (3) ] سقط في أ.

(1/262)


وروى النّسائيّ، وأحمد، والبغويّ، من طريق رجاء بن حيوة، عن عدي بن عميرة، قال: كان بين امرئ القيس ورجل من حضرموت خصومة، فارتفعا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال للحضرمي: بيّنتك وإلا فيمينه. فقال: يا رسول اللَّه إن خلف ذهب بأرضي. فقال: «من حلف على يمين كاذبة يقتطع بها حقّ أخيه لقي اللَّه وهو عليه غضبان» . فقال امرؤ القيس: يا رسول اللَّه، فما لمن تركها وهو [ (1) ] يعلم أنه محق؟ قال: «الجنّة» . قال: فإنّي أشهدك أني قد تركتها،
إسناده صحيح. وسيأتي الحديث في ترجمة ربيعة بن عيدان من وجه آخر، وأنه هو المخاصم.
وعيدان بفتح العين بعدها ياء تحتانية.
وقال سيف بن عمر في «الفتوح» : كان امرؤ القيس يوم «اليرموك» على كردوس.
وذكر المرزبانيّ أنه كان ممن حضر حصار حصن النّجير، فلما أخرج المرتدون ليقتلوا وثب على عمه ليقتله، فقال له عمه: ويحك! أتقتلني وأنا عمّك! قال: أنت عمّي، واللَّه ربي، فقتله.
وقال ابن السّكن: كان ممن ثبت على الإسلام، وأنكر على الأشعث ارتداده، وأنشد له ابن إسحاق شعرا يحرّض فيه قومه على الثّبات على الإسلام، ومن شعره:
قف بالدّيار وقوف حابس ... وتأنّ أنّة غير آيس
لعبت بهنّ العاصفا ... ت الرّائحات من الرّوامس
[مجزوء الكامل] يقول فيها:
يا ربّ باكية عليّ ... ومنشد لي في المجالس
لا تعجبوا أن تسمعوا ... هلك امرؤ القيس بن عابس [ (2) ]
[مجزوء الكامل] وكتب إلى أبي بكر في الردة:
ألا بلّغ أبا بكر رسولا ... وبلّغها جميع المسلمينا
فليس مجاورا بيتي بيوتا ... بما قال النّبيّ مكذّبينا [ (3) ]
[الوافر]
__________
[ (1) ] في أوهو محق يعلم أنه محق.
[ (2) ] الاستيعاب ترجمة رقم 72 وأسد الغابة ترجمة رقم (226) .
[ (3) ] ينظر في الآمدي: 5.

(1/263)


وجد أبيه امرؤ القيس بن السّمط كان يقال له ابن تملك- بمثناة فوقانية، وهي أمه.
وقد ذكره امرؤ القيس الشاعر في قصيدته الرائية، فقال امرؤ القيس ابن تملك- نسبه لأمه.
قال [ (1) ] ابن الكلبيّ: ومن رهطه رجاء بن حيوة التابعي الشهير صاحب عمر بن عبد العزيز، وهو رجاء بن حيوة بن جندل بن الأحنف بن السّمط، ولأبيه إدراك، ولم يصرحوا بصحبته، فكأنه لم يفد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.

251- امرؤ القيس [ (2) ] بن الفاخر
بن الطماح [ (3) ] الخولانيّ، أبو شرحبيل. شهد فتح مصر، وله ذكر في الصحابة، قال ابن مندة: قاله لي أبو سعيد بن يونس.
قلت: لم أر في تاريخ ابن يونس التصريح بأنه من الصحابة.

252 ز- أمية بن أسعد
بن عبد اللَّه الخزاعي. تقدم ذكر أبيه، وأما هو فذكر أحمد بن سيار المروزي في تاريخ مرو في أسماء النقباء لبني العباس، قال: فأما السبعة الذين من العرب فمنهم: أبو محمد سليمان بن كثير بن أمية بن أسعد بن عبد اللَّه الخزاعيّ من أهل المدينة، من ربع حرثان، وأمية جده كان أحد السبعين الذين بايعوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تحت الشّجرة.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق ابن مندة، عن القاسم [ (4) ] بن القاسم السيّاريّ، عن جده أحمد بن سيار، ومثله سواء، ذكره محمد بن حمدويه في تاريخ مرو، ولكنه قال: أمية بن سعد- بغير ألف، وهو خطأ. وخبط أبو زكريا بن مندة في ترجمته خبطا آخر ذكرناه في القسم الأخير.

353- أمية بن الأسكر [ (5) ]-
بالسين المهملة فيما صوبه الجيّاني- وضبطه ابن عبد البر بالمعجمة- ابن عبد اللَّه بن زهرة بن زبينة بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي الجندعيّ. كان يسكن الطائف، وقد تقدم ذكر ابنه أبي.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: قال أبو عمرو الشّيبانيّ: هاجر كلاب بن أمية بن الأسكر.
__________
[ (1) ] في أقاله.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 28، تهذيب التهذيب 12/ 54، تقريب التهذيب 2/ 405، معرفة الصحابة 3/ 5.
[ (3) ] في ج الصماح.
[ (4) ] في أالقسيم.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 28، معرفة الصحابة 2/ 339، أسد الغابة ت 227، الاستيعاب ت (78) .

(1/264)


فقال أبوه فيه شعرا، فأمره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بصلة أبيه وملازمة طاعته. قال أبو الفرج: هذا خطأ من أبي [ (1) ] عمرو، وإنما أمره بذلك عمر لما غزا الفرس في خلافة عمر، ثم نقل عن ابن المدائني، عن أبي بكر الهذلي، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، قال: لما هاجر كلاب بن أمية بن الأسكر إلى المدينة في خلافة عمر أقام بها مدة، ثم لقي طلحة والزّبير فسألهما: أيّ الأعمال أفضل؟ قالا: الجهاد في سبيل اللَّه، فسأل عمر فأغزاه. وكان أبوه قد كبر وضعف، فلما طالت غيبة كلاب قال أبوه:
لمن شيخان قد نشدا كلابا ... كتاب اللَّه لو قبل الكتابا
أناديه فيعرض في إباء ... فلا وأبى كلاب ما أصابا
وإنّك والتماس الأجر بعدي ... كباغي الماء يتّبع السّرابا
[الوافر] ثم أنشد عمر أبياتا يشكو فيها شدّة شوقه إليه، فبكى وأمر بردّه إليه.
وقال إبراهيم الحربيّ في «غريب الحديث» له: حدثنا ابن الجنيد، حدثنا ابن أبي الزنّاد، عن أبيه، عن [ (2) ] الثقة- أن عمر رد رجلا على أبيه كان في الغزو، فكان أبوه يبكي عليه ويقول:
أبرّا بعد ضيعة والديه ... فلا وأبى كلاب ما أصابا
[الوافر] فقال عمر: أجل وأبي كلاب ما أصابا، وقال الفاكهيّ في «أخبار مكة» : حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن أبي سعيد [ (3) ] الأعور- أن عمر بن الخطاب كان إذا قدم عليه قادم سأله عن الناس، فقدم قادم فسأله من أين؟ قال: من الطّائف، قال: فمه؟ قال: رأيت بها شيخا يقول:
تركت أباك مرعشة يداه ... وأمّك ما تسيغ لها شرابا
إذا نعب الحمام ببطن وجّ ... على بيضاته ذكرا كلابا [ (4) ]
[الوافر] قال: ومن كلاب؟ قال: ابن الشيخ، كان غازيا، قال: فكتب عمر فيه فأقفله.
وروى عليّ بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أدرك أمية بن الأسكر
__________
[ (1) ] في أابن عمرو.
[ (2) ] في أعن الثور الثقة.
[ (3) ] في أعن ابن سعد الأعور.
[ (4) ] ينظر البيتان في أسد الغابة ت 277.

(1/265)


الإسلام وهو شيخ كبير، وكان شريفا في قومه، وكان له ابنان ففرّا منه، وكان أحدهما يسمّى كلابا، فبكاهما بأشعار، فردهما عليه عمر بن الخطاب، وحلف عليهما ألا يفارقاه حتى يموت.
[وروى الدّولابيّ في «الكنى» - من طريق أبي سعد عبد اللَّه بن عبد الرحمن الجمحيّ، عن الزّهريّ، قال: مررت بعروة وهو جالس في سقيفة، فقال: هل لك في حديث غريب؟
إن أمية بن الأسكر الجندعي خرف، وقد هاجر ابنان له مع سعد بن أبي وقاص، فقال أمية في شعره:
أتاه مهاجران فربّخاه ... عباد اللَّه قد عقّا وخابا
[الوافر] تركت أباك ... البيت.
وفيها:
أناديه فولّاني قفاه ... فلا وأبى كلاب ما أصابا
[الوافر] وروى الزّبير في «الموفقيّات» هذه القصة بطولها] [ (1) ] .
ولأمية بن الأسكر خبر في حرب الفجار، ذكره ابن إسحاق في السّيرة الكبرى، قال:
فقال ابن أبي أسماء بن الضريبة:
نحن كنّا الملوك من أهل نجد ... وحماة الدّيار عند الذّمار
وضربنا به كنانة ضربا ... حالفوا بعده سوام العشار
[الخفيف] قال: فأجابه أمية بن الأسكر:
أبلغا حمّة الضّريبة أنّا ... قد قتلنا سراتكم في الفجار
وسقيناكم المنيّة صرفا ... وذهبنا بالنّهب والأبكار
[الخفيف] وأنشد له محمّد بن حبيب، عن أبي عبيدة، شعرا آخر في حرب الفجار قاله في وهب ابن معتب الثقفي:
المرء وهب وهب آل معتّب ... ملّ الغواة وأنت لمّا تملل
__________
[ (1) ] سقط في أ.

(1/266)


يسعى توقّدها بحرك وقودها ... وإذا تهيّأ صلح قومك تأتلي
[الكامل] لكنه قال فيه أمية بن حرثان بن الأسكر.
وروى قصته أيضا أسلم بن سهل في تاريخ واسط، من طريق شبيب بن شيبة بن عبد اللَّه بن الأهتم التميميّ، عن أبيه، قال: كان رجل له أبوان شيخان كبيران ... فذكر القصة وفيها الشعر.
وقال المدائنيّ، عن أبي عمرو بن العلاء: عمّر أمية طويلا حتى خرف.
وقال أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب «المعمّرين» : عاش أمية بن الأسكر دهرا طويلا، وقال يتشوق إلى ابنه كلاب:
أعاذل قد عذلت بغير علم ... وما يدريك ويحك ما ألاقي
فإمّا كنت عاذلتي فردّي ... كلابا إذا توجه للعراق
سأستعدي على الفاروق ربّا ... له رفع الحجيج إلى بساق
إن الفاروق لم يردد كلابا ... إلى شيخين هامهما زواقي
[الوافر] فبلغ عمر شعره، فكتب إلى سعد يأمره بإقفال كلاب، فلما قدم أرسل عمر إلى أمية، فقال له: أيّ شيء أحب إليك؟ قال: النظر إلى ابني كلاب، فدعاه له، فلما رآه اعتنقه وبكى بكاء شديدا، فبكى عمر، وقال: يا كلاب، الزم أباك وأمك ما بقيا.
قلت: إنما لم أؤخره إلى المخضرمين لقول أبي عمرو الشيبانيّ الّذي صدّرنا به، فإنه ليس في بقية الأخبار ما ينفيه، فهو على الاحتمال، ولا سيما من رجل كناني من جيران قريش. وسيأتي خبر كلاب في الكاف.
وذكر ابن الكلبيّ أن اسم الابن الآخر أبيّ بن أمية.

254 ز- أمية بن أمية الذبيانيّ:
ذكره خليفة بن خياط في الصحابة، واستدركه ابن فتحون.

255- أميّة بن ثعلبة [ (1) ] .
قال الأشيري: له حديثان في المسند الّذي جمعه محمد بن أحمد بن مفرج الأندلسي، من حديث قاسم بن أصبغ. وقال الذّهبيّ في «التّجريد» : لعله
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 228، تجريد أسماء الصحابة 1/ 28.

(1/267)


الّذي ذكر ابن إسحاق وفادته- يعني الّذي بعده.

256- أمية بن ضفارة [ (1) ]
من بني الضّبيب. ذكر ابن إسحاق في المغازي أنه قدم مع رفاعة بن زيد الجذامي في وفد جذام على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم استدركه ابن فتحون وغيره.

257- أمية بن أبي عبيدة:
[ (2) ] بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظليّ، حليف بني نوفل، والد يعلى بن أمية الّذي يقال له يعلى بن منية [ (3) ]- ويعلى: صحابي مشهور.
روى النّسائيّ من طريق عمرو بن الحارث، عن الزهريّ- أن عمرو بن عبد الرحمن ابن أخي يعلى بن أمية حدثه أن أباه أخبره أن يعلى بن أمية قال: جئت بأبي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الفتح، فقلت: يا رسول اللَّه، بايع أبي على الهجرة، فقال: «لا هجرة بعد الفتح» .
ورواه ابن أبي عاصم، عن أبي الربيع، عن فليح، عن الزهري، عن عمرو بن عبد الرحمن بن يعلى، عن أبيه عن يعلى- نحوه.
قال ابن مندة: ورواه عقيل، عن الزّهريّ نحوه، إلا أنه قال: عمرو بن عبد اللَّه.
قلت: قد أخرجه النّسائيّ من طريق عقيل، فقال: عمرو بن عبد الرحمن.
ورواه ابن مندة من طريق عبيد اللَّه بن أبي زياد القداح عن أمه بنت يعلى بن أمية عن ابنها فذكر نحوه، وزاد «ولا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية» رواه ابن عيينة [ (4) ] ، عن داود بن سابور، عن مجاهد، عن يعلى،
وهذه أسانيد يقوّي بعضها بعضا.

258- أميّة بن عوف الكناني،
أبو ثمامة. يأتي في جنادة في حرف الجيم.

259- أميّة بن لوذان [ (5) ]
بن سالم بن مالك- وقيل ثابت بن هزال بن عمرو بن قربوس بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ.
ذكره ابن إسحاق، وعروة، وموسى بن عقبة، فيمن شهد بدرا، وساق نسبه أبو نعيم من طريق سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق. وقال ابن مندة: لا يعرف له حديث.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 231.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، الوافي بالوفيات 9/ 391، العقد الثمين 1/ 334، أسد الغابة ت 235، والاستيعاب ت 74.
[ (3) ] في أأمية.
[ (4) ] في أمن طريق عبيد اللَّه بن أبي زياد القداح عن أمه بنت يعلى بن أمية عن ابنها فذكر نحوه وزاد لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية رواه ابن عيينة.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، معرفة الصحابة 2/ 335، أسد الغابة ت 238.

(1/268)


260- أميّة بن مخشيّ الخزاعي [ (1) ]
ويقال الأزدي، صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ثم سكن البصرة وأعقب بها، قاله ابن سعد.
وقال البخاريّ، وابن السّكن: له صحبة، وحديث واحد. روى أبو داود والنّسائيّ وأحمد والحاكم، من طريق جابر بن صبح [ (2) ] ، قال: حدثني المثنى بن عبد الرحمن- وكان إذا أكل سمّى، فإذا صار في آخر لقمة قال: بسم اللَّه أوّله وآخره، فقلت له في ذلك، فقال:
إنّ جدّى أمية بن مخشيّ حدثني- وكان من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن رجلا كان يأكل ...
فذكر قصته.
قال الدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» : تفرد به جابر بن صبح [ (3) ] . وقال البغوي: لا أعلم أميّة روى إلا هذا الحديث.

باب الألف بعدها نون
261- أنجشة الأسود الحادي [ (4) ] .
كان حسن الصوت بالحداء.
وقال البلاذريّ: كان حبشيا، يكنى أبا مارية، روى أبو داود الطّيالسيّ في مسندة، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: كان أنجشة يحدو بالنساء، وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال، فإذا أعنقت الإبل قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير.
ورواه الشيخان مختصرا. من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، ومن طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس.
ورواه مسلم، من طريق سليمان بن طرخان التيمي، عن أنس، قال: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حاد يقال له أنجشة، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «رويدا سوقك بالقوارير» .
قال ابن مندة: هو مشهور عن سليمان، ومن طريق أبي قلابة، عن أنس. كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض أسفاره وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو.
ومن طريق قتادة، عن أنس: كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حاد حسن الصوت.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، الثقات 3/ 15، أسد الغابة ت 239، الاستيعاب ت 77 تقريب التهذيب 1/ 84، تهذيب الكمال 1/ 121- الكاشف 1/ 139، الطبقات 108، 187، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 104 الوافي بالوفيات 9/ 392- العقد الثمين 1/ 335، الجرح والتعديل 2/ ترجمة 1113، تهذيب التهذيب 1/ 373، الإكمال 7/ 228.
[ (2، 3) ] في ج صبيح.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، الثقات 3/ 15، الوافي بالوفيات 9/ 409، التحفة اللطيفة 1/ 339، أسد الغابة ت 240، الاستيعاب ت 151.

(1/269)


وروى النّسائيّ، من طريق زهير، عن سليمان التيمي، عن أنس، عن أمه: أنها كانت مع نساء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وسوّاق يسوق بهنّ، فذكره.
ووقع في حديث واثلة بن الأسقع أن أنجشة كان من المخنثين في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم،
فأخرج الطبراني بسند ليّن من طريق عنبسة بن سعيد، عن حماد مولى بني أمية، عن جناح، عن واثلة بن الأسقع، قال: لعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم المخنثين، وقال: «أخرجوهم من بيوتكم» .
وأخرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنجشة، وأخرج عمر فلانا.

262- أنس بن أرقم
بن زيد [أو يزيد- بن قيس] [ (1) ] بن النعمان بن ثعلبة بن كعب [ (2) ] بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد. وقال عبدان: لا يذكر له حديث إلا أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم شهد له بالشهادة.

263- أنس بن أبي أنس [ (3) ]
ويقال ابن عمرو، أبو سليط البدري. ويقال أسير، مشهور بكنيته يأتي.

264- أنس بن أوس
بن عتيك [ (4) ] بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن قتل يوم الخندق، قال: رماه خالد بن الوليد بسهم فقتله فاستشهد، وكان قد شهد أحدا ولم يشهد بدرا. وقال ابن إسحاق: لم يقتل من المسلمين يوم الخندق سوى ستة نفر، منهم أنس بن أوس بن عتيك.

265- أنس بن أوس الأنصاري [ (5) ] ،
من بني عبد الأشهل. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيدة في خلافة عمر. وذكره أبو نعيم- بعد الّذي قبله- فأصاب، وظنّ ابن فتحون أنه هو الّذي قبله فلم يصب.

266- أنس بن الحارث [ (6) ]
بن نبيه قال ابن السكن: في حديثه نظر. وقال ابن مندة:
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] أسد الغابة ت 241.
[ (3) ] أسد الغابة ت 242.
[ (4) ] أسد الغابة ت 244.
[ (5) ] التحفة اللطيفة 1/ 340، عنوان النجابة 47، تاريخ من دفن بالعراق 44، الطبقات الكبرى 2/ 70 أسد الغابة ت 245، الاستيعاب ت 83.
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، الوافي بالوفيات 9/ 421، التاريخ الكبير 2/ 30، أسد الغابة ت 246، الاستيعاب ت 88.

(1/270)


عداده في أهل الكوفة. وقال البخاريّ: أنس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي، سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قاله محمد عن سعيد بن عبد الملك الحرانيّ، عن عطاء بن مسلم، حدثنا أشعث بن سحيم، عن أبيه، سمعت أنس بن الحارث.
ورواه البغويّ، وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه، ومتنه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ ابني هذا- يعني الحسين- يقتل بأرض يقال لها كربلاء، [ (1) ] فمن شهد ذلك منكم فلينصره» .
قال: فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء، فقتل بها مع الحسين.
قال البخاريّ: يتكلمون في سعيد- يعني رواية.
وقال البغويّ: لا أعلم رواه غيره. وقال ابن السّكن، ليس يروى إلا من هذا الوجه، ولا يعرف لأنس غيره.
قلت: وسيأتي ذكر أبيه الحارث بن نبيه في مكانه، ووقع في التجريد للذهبي: لا صحبة له، وحديثه مرسل. وقال المزّي: له صحبة، فوهم. انتهى.
ولا يخفى وجه الرد عليه مما أسلفناه، وكيف يكون حديثه مرسلا وقد قال سمعت؟
وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدّغولي وابن زبر، والباوردي وابن مندة وأبو نعيم وغيرهم.

267- أنس بن زنيم الكناني [ (2) ] :
تقدم تمام نسبه في ترجمة ابن أخيه أسيد بن أبي أناس بن زنيم. ذكر ابن إسحاق في «المغازي» أن عمرو بن سالم الخزاعي خرج في أربعين راكبا يستنصرون رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على قريش فأنشده:
لاهمّ إنّي ناشد محمّدا ... عهد أبينا وأبيه الأتلدا
[الطويل] الأبيات، ثم قال: يا رسول اللَّه، إن أنس بن زنيم هجاك، فأهدر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دمه، فبلغه ذلك، فقدم عليه معتذرا، وأنشده أبياتا مدحه بها، وكلمه فيه نوفل بن معاوية الديلي فعفا عنه. وهكذا أورد الواقدي والطبري القصة لأنس بن زنيم، وساق ابن شاهين بسند منقطع إلى حرام بن هشام بن خالد الكعبي عن أبيه قال: لما قدم وفد خزاعة يستنصرون
__________
[ (1) ] كربلاء: بالمد: هو الموضع الّذي قتل فيه الحسين بن عليّ رضي اللَّه عنه في طرف البرية عند الكوفة على جانب الفرات. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1154.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، تهذيب الكمال 1/ 120 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 104، الوافي بالوفيات 9/ 422، أسد الغابة ت 149.

(1/271)


النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر نحو هذه القصة، وفيها: فلما كان يوم الفتح أسلم أنس بن زنيم، وهو القائل من أبيات:
تعلّم رسول اللَّه أنّك مدركي ... وأنّ وعيدا منك كالأخذ باليد
[الطويل] وأخرجه ابن سعد، عن محمد بن عمر، حدثني حرام بن هشام بن خالد، عن أبيه نحوها، وفيها: فقال نوفل: أنت أولى بالعفو، ومن منا لم يؤذك ولم يعادك، وكنا في الجاهلية لا ندري ما نأخذ وما ندع، حتى هدانا اللَّه بك، وأنقذنا من الهلكة؟ فقال: قد عفوت عنه فقال: فداك أبي وأمي، وأول القصيدة يقول فيها:
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد [ (1) ]
ويقول فيها:
ونبّي رسول اللَّه أن قد هجوته ... فلا رفّعت سوطي إليّ إذا يدي
فإنّي لا عرضا خرقت ولا دما ... هرقت فذكّر عالم الحقّ واقصد
سوى أنّني قد قلت يا ويح فتية ... أصيبوا بنحس يوم طلق وأسعد
أصابهم من لم يكن لدمائهم ... كفيئا فعزت غيرتي وتلدّدي
ذؤيبا وكلثوما وسلما وساعدا ... جميعا فإلّا تدمع العين تكمد
على أنّ سلما ليس فيهم كمثله ... وإخوته وهل ملوك كأعبد
[الطويل] وفي هذه القصيدة قوله:
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أعفّ وأوفى ذمّة من محمّد
قال دعبل بن عليّ في «طبقات الشّعراء» : هذا أصدق بيت قالته العرب.
قلت: ولأنس بن زنيم مع عبيد اللَّه بن زياد أمير العراق أخبار أوردها أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة حارثة بن بدر الغداني، منها أنّ عبيد اللَّه بن زياد كان يحرّش بين الشعراء، فأمر حارثة أن يهجو أنس بن زنيم، فقال فيه أبياتا، منها قوله:
وخبّرت عن أنس أنّه ... قليل الأمانة خوّانها
[المتقارب]
__________
[ (1) ] ينظر البيت في الشعر والشعراء 714، وسيرة ابن هشام 4/ 46.

(1/272)


فأجابه أنس بأبيات أولها:
أتتني رسالة مستنكر ... فكان [ (1) ] جوابي غفرانها
[ذكر المرزبانيّ، من طريق الوليد بن هشام الجعديّ، قال: وعد عبد اللَّه بن عامر أنس بن أبي أناس شيئا، وقد كان عوّده ذلك، فأبطأ عليه، فقام إليه منشدا:
ليت شعري عن خليلي ما الّذي ... غاله في الودّ حتّى ودعه
لا يكن مزنك برقا خلّبا ... إنّ خير البرق ما الغيث معه
لا تهنّي بعد إذ أكرمتني ... فشديد عادة مستنزعه
[الرمل] قلت: وهذا أخو أسيد بن أبي أناس لا عمّه، فلعله سمي باسمه.
وأنس بن زنيم أخو سارية بن زنيم، وسيأتي سارية في مكانه] [ (2) ] .

268- أنس بن صرمة.
يأتي في صرمة بن أنس.

269- أنس بن ضبع [ (3) ]
بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاريّ الحارثيّ [ (4) ] وهو عمّ عبيد السهام بن سليم بن ضبع [ (5) ] ، قال أبو عمر: شهد أحدا. وكذا ذكره أبو موسى، عن ابن شاهين.

270- أنس بن ظهير [ (6) ]
أخو أسيد بن ظهير. ذكر أبو حاتم والعسكري أنه شهد أحدا.
وقال البخاريّ في «تاريخه» : قال لي إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن طلحة، عن حسين بن ثابت بن أنس بن ظهير، عن أخته سعدى بنت ثابت، عن أبيها، عن جدها، قال:
لما كان يوم أحد حضر رافع بن خديج، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم استصغره، وهمّ أن يردّه، فقال عمه ظهير: يا رسول اللَّه، إن ابن أخي رجل رام، فأجازه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
ورواه ابن السّكن، من طريق البخاريّ، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، وأخرجه ابن
__________
[ (1) ] في أوكان.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] في ج إصبع.
[ (4) ] أسد الغابة ت 251، الاستيعاب ت 87.
[ (5) ] في ح أصبغ.
[ (6) ] التاريخ الكبير 2/ 28، الجرح والتعديل 2/ 287، تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، معرفة الصحابة 2/ 214، أسد الغابة ت 252، الاستيعاب ت 86.

(1/273)


مندة، عن علي بن العباس المصري، عن جعفر بن سليمان، عن إبراهيم بن المنذر كذلك، لكن قال فيه: فقال له عمي رافع بن ظهير بن رافع.
وقال الطّبرانيّ في ترجمة أسيد بن ظهير: حدثنا محمد بن عبد اللَّه العدني، حدثنا عثمان بن يعقوب العثماني، حدثنا محمد بن طلحة، حدثنا بشير بن ثابت، وأخته سعدى بنت ثابت، عن أبيهما ثابت، عن جدهما أسيد بن ظهير- كذا وقع عنده، وهو خطأ في مواضع.
واغتر أبو نعيم بذلك، فزعم أن ابن مندة صحّف أسيد بن ظهير فجعله أنس بن ظهير.
والصّواب مع ابن مندة كما ترى إلا قوله: رافع بن ظهير، فالصواب ظهير بن رافع. واللَّه أعلم.

271- أنس بن عباس
بن أنس بن عامر بن حي بن رعل بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي ثم الرّعلي ذكر ابن سعد، عن أبي معشر، عن شيوخه، قالوا: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عام الفتح سبعمائة من بني سليم، منهم عباس بن مرداس، وأنس بن عباس بن رعل، وراشد بن عبد ربه، فأسلموا.
قلت: وسيأتي ذكر أبيه أيضا. وقوله عباس بن رعل نسبه إلى جدّ جده.
وذكر ابن الكلبيّ أن أنسا هذا رأس ثم قتلته خثعم، ولابنه رزين بن أنس بن عباس ذكر. وسيأتي في حرف الرّاء. فإن صح فهم ثلاثة في نسق صحابة: رزين بن أنس بن عباس. ذكر سيف في «الفتوح» أنه كان أميرا على ساقة خيل العراق، إذ صرفهم إليها أبو عبيدة بعد فتح دمشق بأمر عمر، فشهد القادسية. وذكره ابن عساكر فيمن شهد اليرموك.
واستدركه ابن فتحون. وسيأتي له ذكر في ترجمة والده عباس.

272- أنس بن عبدة
بن جابر بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر القرشيّ العامريّ. ذكره الزّبير، وقال قتل ابنه عبيد اللَّه يوم الجمل.

273- أنس بن فضالة [ (1) ]
بن عدي بن حرام بن الهتيم [ (2) ] بن ظفر الأنصاري الظفريّ.
قال أبو حاتم. له صحبة. وقال البخاريّ: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأبوه، وأتاهم زائرا في بني ظفر.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، الاستبصار 259، الوافي بالوفيات 9/ 421- التحفة اللطيفة 1/ 342، الطبقات الكبرى 2/ 37، 8/ 342، الإكمال 7/ 300، أسد الغابة ت 254، الاستيعاب ت 90.
[ (2) ] في أ، ح، د الهيثم.

(1/274)


وقال يعقوب بن محمّد الزّهريّ، عن سفيان بن حمزة، عن عمرو بن أبي فروة، عن مشيخة أهل بيته، قالوا: قتل أنس بن فضالة يوم أحد، فأتى ابنه محمد بن أنس إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فتصدق عليه بعذق لا يباع ولا يوهب.
وذكر الواقديّ أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه هو وأخاه مؤنّسا حين بلغه دنوّ قريش يريدون أحدا فاعترضاهم بالعقيق، فصارا معهم، ثم أتيا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأخبراه خبرهم وعددهم ونزولهم، وشهدا معه أحدا.

274- أنس بن قتادة [ (1) ]
بن ربيعة الأنصاري. يأتي في أنيس.

275 ز- أنس بن قتادة الباهلي [ (2) ]-
يأتي في أنيس أيضا.

276- أنس بن قيس
بن المنتفق العقيلي. قدم في وفد بني عقيل فبايع وأسلم. ذكره ابن سعد، كذا نقلته من خط شيخنا أبي حفص البلقيني في [حاشية التجريد] [ (3) ] ، ولم أره في ابن سعد بعده. [ثم راجعته فوجدته فيه، وستأتي قصته في ترجمة مطرف بن عبد اللَّه بن الأعلم إن شاء اللَّه تعالى] [ (4) ] .

277- أنس بن مالك
بن النضر [ (5) ] بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن
__________
[ (1) ] الطبقات الكبرى 3/ 464، تجريد أسماء الصحابة 1/ 31، معرفة الصحابة 2/ 226، أسد الغابة ت 255، الاستيعاب ت 80.
[ (2) ] أسد الغابة ت 256.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] طبقات ابن سعد 7/ 17، طبقات خليفة 91، التاريخ لابن معين 2/ 43، تاريخ خليفة 99، التاريخ الكبير 2/ 27، التاريخ الصغير 91، تاريخ الثقات للعجلي 73، المحبر 301، المعارف 372، السير والمغازي لابن إسحاق 94، المغازي للواقدي 280، المعرفة والتاريخ 1/ 506، الأخبار الطوال 118، أخبار القضاة لوكيع 2/ 3، تاريخ اليعقوبي 2/ 272، الزاهر للأنباري 2/ 239، الأخبار الموفقيات 328، البيان والتبيين للجاحظ 1/ 308، الجرح والتعديل 2/ 286، الثقات لابن حبان 3/ 4، رجال صحيح البخاري 1/ 86، رجال صحيح مسلم 1/ 65، مشاهير علماء الأمصار 215، جمهرة أنساب العرب 351، مروج الذهب 1756، البدء والتاريخ 5/ 117، المستدرك على الصحيحين 3/ 573، طبقات الفقهاء للشيرازي 44، عيون الأخبار 1/ 246، تاريخ الإسلام 3/ 288، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 35، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 142. المرصع لابن الأثير 77، جامع الأصول 9/ 88، نهاية الأرب 21/ 319، تهذيب الكمال 3/ 353، تحفة الأشراف 1/ 80، العبر 1/ 107، تذكرة الحفاظ 1/ 42، سير أعلام النبلاء 3/ 395، الكاشف 1/ 88، المعين في طبقات المحدثين 19، مرآة الجنان 1/ 182، البداية والنهاية 9/ 88، دول الإسلام 1/ 64، مختصر التاريخ لابن الكازروني 57، وفيات

(1/275)


غنم بن عدي بن النجار، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأحد المكثرين من الرواية عنه، صحّ عنه أنه قال: قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وأن أمه أم سليم أتت به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما قدم. فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك، فقبله.
وأن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كناه أبا حمزة ببقله كان يجتنبها، ومازحه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له: «يا ذا الأذنين» [ (1) ] .
وقال محمّد بن عبد اللَّه الأنصاريّ. خرج أنس مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه. أخبرني أبي، عن مولى لأنس- أنه قال لأنس: أشهدت بدرا؟ قال: وأين أغيب عن بدر، لا أمّ لك! قلت: وإنما لم يذكروه في البدريين، لأنه لم يكن في سنّ من يقاتل. وقال التّرمذيّ:
حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود عن أبي خلدة، قلت لأبي العالية أسمع أنس من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: خدمه عشر سنين، ودعا له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرّتين، وكان فيه ريحان ويجيء منه ريح المسك، وكانت إقامته بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بالمدينة، ثم شهد الفتوح، ثم قطن البصرة ومات بها.
قال عليّ بن المدينيّ: كان آخر الصحابة موتا بالبصرة، وقال البخاريّ: حدثنا موسى، حدثنا إسحاق بن عثمان، سألت موسى بن أنس: كم غزا أنس مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: ثماني غزوات.
وروى ابن السّكن، من طريق صفوان بن هبيرة، عن أبيه، قال: قال لي ثابت البنانيّ:
قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فضعها تحت لساني قال: فوضعتها تحت لسانه، فدفن وهي تحت لسانه.
وقال معتمر، عن أبيه: سمعت أنس بن مالك يقول: لم يبق أحد صلّى القبلتين غيري. قال جرير بن حازم: قلت لشعيب بن الحبحاب: متى مات أنس؟ قال: سنة تسعين.
أخرجه ابن شاهين.
وقال سعيد بن عفير، والهيثم بن عدي، ومعتمر بن سليمان: مات سنة إحدى
__________
[ () ] الأعيان 1/ 250، فوات الوفيات 2/ 29، غاية النهاية 1/ 172 الوافي بالوفيات 9/ 411، الفصل لابن حزم 4/ 152، تدريب الراويّ 2/ 217، تهذيب التهذيب 1/ 376، تقريب التهذيب 1/ 84، النجوم الزاهرة 1/ 224، خلاصة تذهيب التهذيب 35، شذرات الذهب 1/ 100، وأسد الغابة ت (258) ، والاستيعاب ت (84) ،
[ (1) ] أخرجه أبو داود (5002) والترمذي (192، 1992، 3828) وأحمد 3/ 127، 260 والبيهقي 10/ 248 وابن عساكر كما في التهذيب 6/ 363.

(1/276)


وتسعين. وقال ابن شاهين: حدثنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا معتمر بن سليمان، عن حميد مثله، وزاد: وكان عمره مائة سنة إلا سنة.
قال ابن سعد، عن الواقديّ، عن عبد اللَّه بن زيد الهذلي- أنه حضر أنس بن مالك سنة اثنتين وتسعين.
وقال أبو نعيم الكوفيّ: مات سنة ثلاث وتسعين. وفيها أرّخه المدائني، وخليفة، وزاد: وله مائة وثلاث سنين.
وحكى ابن شاهين، عن يحيى بن بكير- أنه مات وله مائة سن وسنة، قال: وقيل مائة وسبع سنين، ورواه البغويّ، عن عمر بن شبّة، عن محمد بن عبد اللَّه الأنصاريّ كذلك.
قال الطّبرانيّ: حدثنا جعفر الفريابيّ، حدثنا إبراهيم بن عثمان المصّيصي، حدثنا مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسّان، عن حفصة، عن أنس، قال: قالت أم سليم: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لأنس فقال: «اللَّهمّ أكثر ماله وولده، وبارك له فيه» .
قال أنس: فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين، وإنّ أرضي لتثمر في السنة مرتين.
وقال جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس: جاءت بي أم سليم إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا غلام، فقالت: يا رسول اللَّه، أنس ادع اللَّه له فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «اللَّهمّ أكثر ماله وولده وأدخله الجنّة» [ (1) ] .
قال: قد رأيت اثنتين، وأنا أرجو الثالثة.
وقال جعفر، أيضا، عن ثابت: كنت مع أنس، فجاء قهرمانه، فقال: يا أبا حمزة عطشت أرضنا. قال: فقام أنس متوضئا، وخرج إلى البريّة فصلّى ركعتين، ثم دعا فرأيت السّحاب تلتثم. قال: ثم مطرت حتى ملأت كل شيء. فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله، فقال: انظر أين بلغت السماء؟ فنظر فلم تعد أرضه إلا يسيرا، وذلك في الصيف.
وقال عليّ بن الجعد، عن شعبة، عن ثابت، قال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من ابن أم سليم- يعني أنسا.
وروى الطّبرانيّ في «الأوسط» ، من طريق عبيد بن عمرو الأصبحي، عن أبي هريرة،
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أنس بن مالك رضي اللَّه عنه 4/ 1929 وأحمد في المسند 3/ 194، والطبراني في الكبير 1/ 221، وأبو نعيم في الحلية 8/ 267 وأخرجه الترمذي في سننه 5/ 640 كتاب المناقب باب 46 مناقب أنس بن مالك رضي اللَّه عنه حديث رقم 3829 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح وأخرجه البخاري في كتاب الدعوات باب قول اللَّه تبارك وتعالى وصلّى عليهم 8/ 91، 93، 101.

(1/277)


أخبرني أنس بن مالك أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان يشير في الصّلاة [ (1) ] ،
وقال: لا نعلم روى أبو هريرة عن أنس غير هذا الحديث.
وقال محمّد بن عبد اللَّه الأنصاريّ: حدثنا ابن عون، عن موسى بن أنس- أن أبا بكر لما استخلف بعث إلى أنس ليوجّهه إلى البحرين على السعاية، فدخل عليه عمر فاستشاره، فقال: ابعثه فإنه لبيب كاتب. قال: فبعثه، ومناقب أنس وفضائله كثيرة جدّا.

278- أنس بن مالك
الكعبي القشيري [ (2) ] ، أبو أمية، وقيل أبو أميمة، وقيل أبو ميّة.
نزل البصرة، وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حديثا في وضع الصيام على المسافر، وله معه فيه قصّة.
أخرجه أصحاب السنن وأحمد، وصححه الترمذي وغيره، ووقع فيه عند ابن ماجة أنس بن مالك- رجل من بني عبد الأشهل، وهو غلط.
وفي رواية أبي داود، عن أنس بن مالك: رجل من بني عبد اللَّه بن كعب، إخوة قشير.
وهذا هو الصواب. وبذلك جزم البخاري في ترجمته.
وعلى هذا فهو كعبي لا قشيري، لأن قشيرا هو ابن كعب، ولكعب ابن اسمه عبد اللَّه، فهو من إخوة قشير، لا من قشير نفسه.
وقد تعقب الرّشاطيّ قول ابن عبد البرّ فيه القشيريّ، ويقال الكعبيّ. وكعب أخو قشير لا من قشير، فإن كعبا والد قشير لا أخوه. واللَّه أعلم.
ووقع في رواية البغويّ وابن شاهين من طريق عصام بن يحيى عن أبي قلابة عن عبيد اللَّه بن زياد، عن أبي أميمة أخي بني جعدة ... فذكر الحديث.

279- أنس بن مخاشن.
له في مسند بقيّ بن مخلد حديثان. ذكره صاحب التجريد.

280- أنس بن مدرك بن كعب [ (3) ]
بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك بن جابر بن
__________
[ (1) ] أخرجه أبو داود (943) وأخرجه أحمد 3/ 138، 6/ 12 والشافعيّ كما في البدائع 291 والحميدي (184) والطبراني في الكبير 8/ 35 وابن سعد 1/ 2/ 6 وعبد الرزاق (3597) وابن أبي شيبة 2/ 74، 14/ 281 والدار الدّارقطنيّ 2/ 84 والحاكم 3/ 12 والبيهقي 2/ 262.
[ (2) ] أسد الغابة ت (257) الاستيعاب ت (85) ، الثقات 3/ 5، تجريد أسماء الصحابة 1/ 31، تهذيب الكمال 5/ 125 الطبقات 58، 184، الكاشف 1/ 140، تهذيب التهذيب 1/ 379 تقريب التهذيب 1/ 85، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 105 الوافي بالوفيات 9/ 420، التحفة اللطيفة 1/ 343، تاريخ من دفن بالعراق 45، الاستبصار 25، 26، تذكرة الحفاظ 1/ 48، طبقات القراء للذهبي 1/ 44 الجرح والتعديل 2، ترجمة 137- تراجم الأخبار 1/ 9، الطبري 3/ 2792، بقي بن مخلد 384.
[ (3) ] أسد الغابة ت 259.

(1/278)


عامر بن تيم اللَّه بن مبشّر بن أكلب- بضم اللام- الخثعميّ ثم الأكلبيّ، يكنى أبا سفيان.
ذكره ابن شاهين في الصحابة. ونقل عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد عن رجاله، فذكر نسبه، ثم قال: لا أعرف له حديثا.
وذكره ابن الكلبيّ ونسبه، وقال: كان شاعرا، وقد رأس، ولم يقل: إن له صحبة كعادته في أمثاله، وتبعه أبو عبيد وابن جندب وابن حزم وذكره ابن فتحون في ذيل الاستيعاب عن الطبري، وقال: كان شاعرا، وقتل مع علي. وقد ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين، قال: وكان سيد خثعم في الجاهلية وفارسها، وأدرك الإسلام فأسلم، وعاش مائة وأربعا وخمسين سنة، وقال لما بلغها:
إذا ما امرؤ عاش الهنيدة سالما ... وخمسين عاما بعد ذاك وأربعا
تبدّل مرّ العيش من بعد حلوه ... وأوشك أن يبلى وأن يتسعسعا
رهينة قعر البيت ليس يريمه ... لقي ثاويا لا يبرح المهد مضجعا
يخبّر عمّن مات حتّى كأنّما ... رأى الصّعب ذا القرنين أو راء تبّعا [ (1) ]
[الطويل] وقل غيره: تزوج خالد بن الوليد بنته، فأولدها عبد الرحمن، وعبد اللَّه، والمهاجر.
وقال المرزبانيّ: كان أحد فرسان خثعم في الجاهلية، ثم أسلم وأقام بالكوفة، وهو القائل:
أغشى الحروب وسربالي مضاعفة ... تغشى البنان وسيفي صارم ذكر
[البسيط] وأخباره في الجاهلية كثيرة، منها ما حكاه أبو عبيدة في «الدّيباج» عن المنتجع بن نبهان، قال: كان السّليك بن سلكة الشاعر المشهور يعطي عبد ملك بن مويلك الخثعميّ إتاوة من غنيمته على الحيرة [ (2) ] ، فمرّ قافلا من غزوة له فإذا بيت من خثعم، ونفره خلوف، وفيه امرأة شابة، بضة، فسألها أين الحي؟ فقالت: خلوف، فتسنّمها، فلما فرغ وقام عنها بادرت إلى الماء، فأخبرت القوم بأمرها. فركب أنس بن مالك بن مدرك الخثعميّ، فلحقه فقتله، فقال عبد ملك: لأقتلن قاتله أو ليدينّه، فقال له أنس: واللَّه لا أديه أبدا لفجوره.
وذكر له أبو الفرج الأصبهانيّ قصة طويلة مع دريد بن الصمة في الجاهليّة أيضا. وذكر
__________
[ (1) ] تنظر الأبيات في المعمرين: 42.
[ (2) ] الحيرة: بالكسر ثم السكون وراء: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النّجف.
انظر: معجم البلدان 2/ 376.

(1/279)


الزّبير بن بكّار في «النّسب» : كان عبد اللَّه بن الحارث الوادعيّ يأتي مكة كل سنة، فلقيه أنس بن مدرك الخثعميّ، فأغار عليه وسلبه، فقال في ذلك شعرا منه:
وما رحلت من شرّ وجهي ناقتي ... ليحجبها من دون سيبك [ (1) ] حاجب
عتا أنس بعد المقيل فصدّنا ... عن البيت إذ أعيت عليه المكاسب
[الطويل] :

281- أنس بن أبي مرثد الغنوي [ (2) ] .
واسم أبي مرثد كنّاز بن الحصين. يأتي تمام نسبه في ترجمة أبيه، يكنى أبا يزيد.
قال ابن مندة: كان بينه وبين أبيه في السن عشرون. روى أبو داود، والنّسائيّ، والبغويّ، والطّبرانيّ، وابن مندة- من طريق أبي توبة، عن معاوية بن سلام عن زيد بن سلام، أنه سمع أبا سلام يقول: حدثنا السّلولي- يعني أبا كبشة- أنه حدثه سهل، ابن الحنظلية أنهم ساروا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم حنين، فأطنبوا السير حتى كان عشية، وحضرت صلاة الظهر ... فذكر الحديث، وفيه: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من يحرسنا اللّيلة؟» فقال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول اللَّه. وفي آخر الحديث: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «هل نزلت اللّيلة؟» قال: لا، إلا مصلّيا أو قاضي حاجة فقال: «قد أوجبت، فلا عليك ألّا تعمل بعدها» [ (3) ] .
إسناده على شرط الصحيح.
وذكر ابن حبّان وابن عبد البرّ أنه يسمّى أنيسا. وفرّق البغويّ بين أنس بن أبي مرثد وأنيس بن أبي مرثد. وفرق ابن شاهين بين أنس بن أبي مرثد الغنوي وأنيس بن مرثد بن أبي مرثد، فقال في ترجمة أنيس: قال ابن سعد: هو كان عين النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بأوطاس، ويكنى أبا يزيد. ومات سنة عشرين، وكان بينه وبين أبيه إحدى وعشرون سنة، وهذا كله وصف
__________
[ (1) ] في ح، د بينك.
[ (2) ] أسد الغابة ت 260 تجريد أسماء الصحابة 1/ 31.
[ (3) ] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 12 عن سهل بن الحنظلية بزيادة في أوله كتاب الجهاد باب من فضل الحرس في سبيل اللَّه حديث رقم 2501 وأحمد في المسند 1/ 391، وابن أبي شيبة في المصنف 5/ 350 والبخاري في التاريخ الكبير 4/ 264، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 7، 9/ 149، الطبراني في الكبير 6/ 116، 10/ 278، وابن عساكر 6/ 342 والبيهقي في دلائل النبوة 4/ 275، 5/ 126 وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 323 عن عبد اللَّه بن مسعود ... الحديث وقال رواه رواه أحمد البزار والطبراني في الكبير وأبو يعلى باختصار عنهم وفيه عبد الرحمن بن عبد اللَّه المسعود وقد اختلط في آخر عمره والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36845.

(1/280)


أنس بن أبي مرثد كما مضى. واللَّه أعلم. وقد أوضح البخاريّ ذلك، فقال: أنس بن أبي مرثد، ويقال أنيس بن أبي مرثد.

282- أنس بن معاذ [ (1) ]
بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجار الأنصاريّ. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، والواقدي- فيمن شهد بدرا. وذكره أبو الأسود، عن عروة، لكنه قال: أنيس- بالتصغير.
وقال عبد اللَّه بن محمّد بن عمارة: قتل يوم بئر معونة شهيدا، وأما الواقديّ فذكر أنه مات في خلافة عثمان.

283- أنس بن النضر: [ (2) ]
بن ضمضم الأنصاريّ الخزرجي، عمّ أنس بن مالك خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. تقدم تمام نسبه في ترجمة أنس بن مالك.
وروى البخاريّ، من طريق حميد، عن أنس: أن عمه أنس بن النضر غاب عن قتال بدر، فقال: يا رسول اللَّه، غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين، واللَّه لئن أشهدني اللَّه قتال المشركين ليرينّ اللَّه ما أصنع فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون، فقال: اللَّهمّ إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء- يعني المسلمين، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء- يعني المشركين، ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: أي سعد، هذه الجنّة وربّ أنس، إني أجد ريحها دون أحد. قال سعد: فما استطعت ما صنع فقتل يومئذ. فذكر الحديث. وهو عند البخاريّ من طريق ثمامة عن أنس أيضا، وأخرجه ابن مندة من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس. وله ذكر يأتي في ترجمة الرّبيع بنت النضر إن شاء اللَّه تعالى.

284- أنس بن هزلة [ (3) ]
ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أبواه، ثم إنه روى عنه ابنه عمرو بن أنس. وفي كلام العسكري ما يدل على أن أنس بن هزلة هذا هو أنس بن الحارث فليحرر.

285 ز- أنس [ (4) ] مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم:
قال الواقديّ، عن ابن أبي الزناد، عن محمد بن
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 31، تنقيح المقال 74، الوافي بالوفيات 9/ 418 الاستبصار 49، أصحاب بدر 222، أعيان الشيعة 3/ 503 جامع الرواة 1/ 110، الجامع في الرجال 1/ 286، الاستيعاب ت (81) ، أسد الغابة ت (261) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (263) ، الاستيعاب ت (82) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 31، الثقات 3/ 3، الوافي بالوفيات 9/ 419، حلية الأولياء 1/ 121، الاستبصار 31، المعرفة والتاريخ 20/ 532، صفوة الصفوة 1/ 623، تهذيب الأسماء واللغات 128- التمييز والفصل 1/ 668، 1291.
[ (3) ] أسد الغابة ت 264، الاستيعاب ت 89.
[ (4) ] أسد الغابة ت 265.

(1/281)


يوسف، قال: مات أنس مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعده في ولاية أبي بكر الصديق. وهذا غير أنس الّذي قيل فيه أبو أنسة مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.

286- أنس الجهنيّ [ (1) ]
والد معاذ. ذكره خليفة فيمن نزل الشام من الصحابة.
وفي تاريخ الطّبريّ، عن أبي كريب، عن رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن جدّه، قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «ألا أخبركم لم سمّى اللَّه خليله: الّذي وفّى؟ لأنّه كان يقول كلّما أصبح وكلّما أمسى: فسبحان اللَّه حين تمسون وحين تصبحون» [ (2) ] .
وروى ابن مندة، من طريق نعيم بن حماد، عن رشدين بهذا الإسناد في تفسير:
وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ [الطارق: 12] .
وروى أحمد في مسندة، وتمّام في «فوائده» ، من طريق ابن لهيعة، والطبراني في مسند الشّامّيين، وأبو الميمون بن راشد في «فوائد» ، من طريق سعيد بن عبد العزيز، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاذ بن سهل بن أنس، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي الدّرداء، حديثا في فضل الصداع والمرض، فكأن سهلا نسب في هذه الرواية إلى جده والصواب معاذ بن سهل بن معاذ بن أنس، فهو من رواية معاذ بن أنس عن أبي الدرداء.
وقد أخرج أصحاب السنن لمعاذ بن أنس، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث ليس فيها عن أبيه، ووقع عند بعض من صنّف في الصحابة أحاديث أخرى فيها اختلاف، منها ما رواه البغوي،
قال: حدثنا عباس، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاد بن أنس، عن أبيه- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم رفعه، قال: «اركبوا هذه الدّوابّ سالمة، ولا تتّخذوها كراسيّ» [ (3) ] .
وعن ليث، عن زبّان بن فائد، عن معاذ بن أنس، عن أبيه، قال البغويّ: وقد روى يزيد بن أبي حبيب، وزبّان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث ليس فيها عن معاذ بن أنس عن أنس غير هذا.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 262.
[ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3581 وعزاه لأحمد بن حنبل وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير والبيهقي في الدعوات عن معاذ بن أنس وابن عساكر في تاريخه 2/ 153.
[ (3) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 444، 2/ 100 وصححه ووافقه الذهبي فقوله صحيح وأحمد في المسند 3/ 440، 4/ 234- والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 255، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2002 وابن عساكر 3/ 154- وكنز العمال حديث رقم 24957.

(1/282)


قلت: وقع في طريقة حذف أوجب هذا الخطأ، وذلك أن أحمد رواه في مسندة عن حجاج بن محمد، عن الليث بالإسنادين جميعا، فقال: عن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وأخرجه أيضا عن موسى بن داود، وأبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن الليث،.
عن يزيد، وعن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن زبّان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكذا رواه أبو يعلى، عن أبي خيثمة، عن يونس بن محمد بالإسنادين معا فرقهما، وكذلك رواه الحاكم، من طريق عاصم بن علي، وسعيد بن سليمان، كلاهما عن اللّيث. قال ابن عساكر في تاريخه: رواية البغويّ وهم واللَّه أعلم.
ووقع عند الحاكم، من طريق إبراهيم بن ديزيل، عن شبابة عن الليث مثل ما وقع عند البغويّ سواء على الخطإ. وقد رواه الدارميّ في مسندة عن عثمان بن أبي شيبة، عن شبابة على الصواب، كما وقع عند أحمد وغيره.
قلت: ويؤيد أن ذلك هو الصواب أن يزيد بن أبي حبيب وزبان بن فائد لم يلحقا معاذ بن أنس، وإنما يرويان عن أبيه سهل بن معاذ بن أنس، واللَّه أعلم.

287- أنسة [ (1) ] مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وقيل أبو أنسة.
استشهد يوم بدر، وقيل هو أبو مسروح، وقيل أبو مسرح، وقال مصعب الزبيري: أنسة يكنى أبا مسرح، [وكان يأذن على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان من مولّدة السراة [ (2) ] ، ومات في خلافة أبي بكر.
وقال الخطيب: لا أعلمه روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا] [ (3) ] .
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، واستشهد بها [ (4) ] . وكذا ذكره ابن إسحاق والواقدي فيمن شهد بدرا. وقال المدائنيّ: حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس مثله، لكن قال أبو أنسة. ورواه ابن عساكر في تاريخه، من طريق خليفة، عن المدائنيّ، فقال: استشهد، كذا ذكره الواقدي، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين بسنده.
وقال أبو عمر، إنه المحفوظ. وقال الواقديّ: رأيت أهل العلم يثبتون أنه شهد أحدا، وبقي بعد ذلك زمانا، قال: وحدثني أنيسة بن أبي الزّناد، عن محمد بن يوسف، قال: مات
__________
[ (1) ] تبصير المنتبه 4/ 1291، الاستيعاب ت (142) .
[ (2) ] السّراة: جمع سري: جبل مشرف على عرفة، ينقاد إلى صنعاء، فيه الأعناب وقصب السكر وهو أعلى جبال الحجاز. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 702.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] في أواستشهد بها أنسة مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.

(1/283)


أنسة بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في خلافة أبي بكر الصديق، وقال خليفة: كان يأذن على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنسة [ (1) ] مولاه، فما أدري أراد هذا أو غيره؟ ثم رأيت مصعبا قد ذكر أن أنسة مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان يأذن عليه، [وكان يكنى أبا مسروح وأنه شهد بدرا وأحدا. وكان من مولدة السراة ومات في خلافة أبي بكر الصّديق رضي اللَّه عنه وقال الخطيب لا أعلمه روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا] [ (2) ] . واللَّه أعلم

288 ز- أنّة [ (3) ] المخنث،
ذكره الباورديّ، وأخرج من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن حفص، قال: قالت عائشة لمخنّث كان بالمدينة يقال له أنّة: ألا تدلّنا على امرأة نخطبها على عبد الرحمن بن أبي بكر؟ قال: بلى. فوصف امرأة إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان، فسمعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «يا أنّة، اخرج من المدينة إلى حمراء الأسد، فليكن بها منزلك، ولا تدخلنّ المدينة إلّا أن يكون للنّاس عيد» [ (4) ] .

ذكر من اسمه أنيس
289- أنيس بن جنادة [ (5) ]
بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار الغفاريّ، أخو أبي ذرّ.
وكان أكبر منه.
وروى مسلم، والبغويّ من طريق سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد اللَّه بن الصّامت، قال: قال أبو ذرّ، قال لي أخي أنيس: قد بدت لي حاجة إلى مكة، فهل أنت كافيّ حتى أرجع إليك؟ قلت: نعم فخرج أنيس إلى مكة، قال: فراث عليّ ثم جاء فقال: إني لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن اللَّه أرسله يسمّونه الصابئ. قلت: ما يقول الناس؟ قال: يزعمون أنه كاذب، وأنه ساحر، وأنه شاعر، وقد سمعت قوله، فو اللَّه ما هو بقولهم، وقد سمعت قولهم، وو اللَّه إني لأراه صادقا، فذكر الحديث بطوله، وفيه: فقال أنيس: ما بي رغبة عن دينك، فإنّي قد أسلمت فصدقت.
وفي المستدرك، من طريق عروة بن رويم حدثني عامر بن لدّ بن الأشعريّ، سمعت أبا ليلى الأشعري، حدثني أبو ذر ... فذكر قصة إسلامه بطولها، وفي آخرها: فخرجت حتى
__________
[ (1) ] في ج أنيسة.
[ (2) ] سقط في أ، د.
[ (3) ] في أأنس، وفي ج أنسة.
[ (4) ] ذكره ابن حجر في فتح الباري 9/ 334.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، أسد الغابة ت (297) ، الاستيعاب ت (93) .

(1/284)


أتيت أمي وأخي فأعلمتهما الخبر، فقالا: ما لنا رغبة عن الّذي دخلت فيه، فأسلما ثم خرجنا حتى أتينا المدينة.

290- أنيس بن الضحاك الأسلمي [ (1) ] :
ذكره أبو حاتم الرازيّ، وقال: لا يعرف.
وروى ابن مندة من طريق بقية، قال: حدثنا حسان بن سليمان عن عمرو بن مسلم، عن أنيس بن الضحاك، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأبي ذرّ: «يا أبا ذرّ البس الخشن الضّيق حتّى لا يجد العزّ والفخر فيك مساغا» [ (2) ] .
قال ابن مندة: غريب، وفيه إرسال.
وجزم ابن حبان وابن عبد البر بأنه هو الّذي قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «أغد يا أنيس على امرأة هذا ... » [ (3) ]
الحديث وفيه نظر والظاهر في نقدي أنه غيره. واللَّه أعلم.

291- أنيس بن عتيك [ (4) ]
بن عامر الأنصاريّ الأشهليّ، ذكره أبو الأسود، عن عروة، فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيد. وذكره ابن إسحاق، لكن سماه أوسا، فلعلهما أخوان.

292- أنيس بن قتادة الباهليّ [ (5) ] :
بصريّ، قال ابن عبد البر. روى عنه أبو نضرة، قال: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في رهط من بني ضبيعة، قال: ويقال فيه أنس. والأول أصح.

293- أنيس بن قتادة
بن ربيعة [ (6) ] بن خالد بن الحارث بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ شهد بدرا، واستشهد بأحد.
قال الواقديّ: حدثنا ابن أخي الزهري، عن الزهريّ عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية [ (7) ] عن [عمه] مجمّع بن جارية- أن خنساء بنت خذام كانت تحت أنيس بن قتادة،
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، الوافي بالوفيات 9/ 433، أسد الغابة ت (268) ، الاستيعاب ت (95) .
[ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5623 وعزاه لابن مندة عن أنيس بن الضحاك السلمي وقال غريب وفيه انقطاع.
[ (3) ] أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 134، 241، 250، 8/ 208 ومسلم 3/ 1325 في كتاب الحدود باب 5 من اعترف على نفسه بالزنا حديث 25- 1697/ 1698 والنسائي 8/ 41، كتاب آداب القضاة باب 22 صون النساء عن مجلس الحكم حديث رقم 5410، وابن ماجة 2/ 852 كتاب الحدود باب 7 حد الزنا حديث رقم 2549، البيهقي في السنن الكبرى 8/ 213، 219، 222.
[ (4) ] أسد الغابة ت 269.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، معرفة الصحابة 2/ 235، أسد الغابة ت (271) والاستيعاب ت (92) .
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، الثقات 3/ 8، الوافي بالوفيات 9/ 434، التحفة اللطيفة 1/ 345، عنوان النجاة 48 أصحاب بدر 155، الطبقات الكبرى 3/ 86، 1/ 243، 456، أسد الغابة ت (272) ، الاستيعاب ت (91) .
[ (7) ] سقط في د.

(1/285)


فقتل عنها يوم أحد، فزوجها أبوها رجلا من مزينة فكرهته، وجاءت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فرد نكاحه. فتزوجها أبو لبابة، فجاءت بالسائب بن أبي لبابة، رواه البخاريّ وغيره من طريق مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عبد الرّحمن ومجمّع ابني يزيد بن جارية الأنصاريّ، عن خنساء بنت خدام- أن أباها زوّجها وهي كارهة ولم يسمّ زوجها. قال ابن عبد البرّ: قتل شهيدا يوم أحد. وسماه غير الواقدي أنسا، وأنكر ذلك ابن عبد البرّ. واللَّه أعلم.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن حميد، عن معمر، عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشيّ، قال: كانت امرأة يقال لها خنساء بنت خدام تحت أنيس بن قتادة الأنصاريّ، فقتل عنها يوم أحد، فأنكحها أبوها رجلا، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقالت: إن عمّ ولدي أحبّ إليّ، فجعل أمرها إليها. وسيأتي مزيد في طرق هذا الخبر في ترجمة خنساء بنت خدام إن شاء اللَّه تعالى.

294- أنيس بن معاذ
بن قيس الأنصاريّ [ (1) ] . تقدم في أنس، سماه عروة.

295- أنيس بن أبي مرثد الأنصاريّ [ (2) ] :
روى البغوي في معجمه، وبقيّ بن مخلد في مسندة، والبخاريّ في تاريخه، وأبو علي بن السكن من طريق الليث، عن يحيى بن سعيد، عن خالد بن أبي عمران- أن الحكم بن مسعود حدثه أن أنيس بن أبي مرثد الأنصاريّ حدّثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ستكون فتنة بكماء عمياء صمّاء، المضطجع فيها خير من القاعد»
[ (3) ] الحديث.
وأورده ابن شاهين من هذا الوجه، لكن قال: عن أنيس بن مرثد الأنصاريّ، وترجم له ابن عبد البرّ أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنويّ، وأشار إلى هذا الحديث في ترجمته، فقال:
روى عنه الحكم بن مسعود حديثه في الفتنة. انتهى.
وقد فرّق ابن السّكن وغيره بين أنيس بن أبي مرثد الأنصاريّ، وأنس بن أبي مرثد الغنويّ وهو الصّواب.
__________
[ (1) ] معرفة الصحابة 2/ 238، أسد الغابة ت (274) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، الوافي بالوفيات ج 9/ 434 الثقات 3/ 7، الأعلام 2/ 29، البداية والنهاية 7/ 102 أسد الغابة ت (273) ، الاستيعاب ت (94) .
[ (3) ] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 504 عن أبي هريرة ولفظه ستكون فتنة صماء بكماء عمياء ... الحديث في كتاب الفتن والملاحم باب كف اللسان حديث رقم 4264 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30884، 31088 وعزاه لأبي داود في السنن وبقي بن مخلد في مسندة والبخاري في التاريخ والبغوي وابن السكن والباوردي وابن قانع وابن شاهين عن أنيس بن أبي مرثد الأنصاري.

(1/286)


وذكر العسكريّ أنيس بن أبي مرثد الأنصاريّ في الصحابة.
وأما ابن حبّان فذكره في ثقات التابعين، وإن كان أنس بن مرثد بن أبي مرثد الغنويّ يدعى أنيسا مصغّرا فهو غير هذا. واللَّه أعلم.

296- أنيس الأسلمي:
مذكور في حديث العسيف،
روى البخاري ومسلم وغيرهما من طريق الزّهريّ، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن بحينة، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهنيّ- أنّ رجلين اختصما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث، وفيه: إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته، وإني أخبرت أن على ابني الرّجم، فافتديت منه بمائة شاة ووليدة، فسألت أهل العلم فأخبروني أنّ على ابني جلد مائة وتغريب عام. وأن على امرأة هذا الرجم- الحديث، وفي آخره: أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «واغد يا أنيس- لرجل من أسلم- على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها» .
فغدا عليها فاعترفت فرجمها قال ابن السّكن: لست أدري من أنيس المذكور في هذا الحديث، ولم أجد له رواية، غير ما ذكر في هذا الحديث. ويقال هو أنيس بن الضحاك الأسلميّ، وقال غيره: يقال هو أنيس بن أبي مرثد، وهو خطأ، لأن ابن أبي مرثد غنويّ، وهذا ثبت في هذا الحديث أنه أسلمي.

297- أنيس الأنصاري [ (1) ] .
روى البغويّ وابن شاهين والطبراني في الأوسط، من حديث عباد بن راشد، عن ميمون بن سياه، عن شهر بن حوشب، قال: قام رجال خطباء [ (2) ] يشتمون عليا ويقعون فيه، فقام رجل من الأنصار يقال له أنيس فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: إنكم قد أكثرتم اليوم في سبّ هذا الرجل وشتمه، وأقسم باللَّه لأنا سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّي لأشفع يوم القيامة لأكثر ممّا على وجه الأرض من حجر ومدر، أترون شفاعته تصل إليكم، ويعجز عن أهل بيته؟» [ (3) ] .
قال الطّبرانيّ في «الأوسط» : لا يروى عن أنيس إلا بهذا الإسناد، قال: وأنيس الّذي روى هذا الحديث هو عندي البياضي، له ذكر في المغازي. وتبعه أبو موسى.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، أسد الغابة ت (266) ، الاستيعاب ت (96) .
[ (2) ] في أخطب.
[ (3) ] أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 382 وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن عمرو صاحب علي ابن المديني ويعرف بالقلوري ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39064. وابن الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 330.

(1/287)


298- أنيس،
أبو فاطمة [ (1) ] . مشهور بكنيته. ويقال اسمه إياس، وذكر ابن السكن أنه يقال إنه أنيس بن الضحاك الأسلمي.

299- أنيس-
قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لأنس بن مالك: «يا أنيس» . رواه مسلم من طريق عكرمة بن عمار عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس:
[وخاطبته به عائشة في حديث أخرجه البيهقيّ في «فضائل الأوقات» من طريق أبي رجاء العطاردي، عن أنس] [ (2) ] .

300- أنيسة
- تقدم في أنسة.

[ذكر من اسمه] [ (3) ] أنيف
301- أنيف بن جشم [ (4) ]
بن عوذ اللَّه بن تيم بن إراش بن عامر بن حميلة القضاعيّ حليف الأنصار. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، قال ابن مندة: ليست له رواية.

302- أنيف بن حبيب [ (5) ] ،
من بني عمرو بن عوف. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد يوم خيبر، وعزاه أبو عمر للطّبريّ.

303- أنيف بن ملة الجذامي [ (6) ]
من بني الضيب، له صحبة سكن الرّملة، ومات ببيت جبرين من كورة فلسطين، ذكره ابن حبان في الصحابة.
وقال ابن السّكن: ذكره ابن إسحاق فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من جذام، وهو أخو حيان الآتي ذكره في الحاء.
وروى ابن مندة، من طريق معروف بن طريف، قال: حدثتني عمتي ظبية بنت عمرو بن حزابة عن نهيسة مولاة لهم، قالت: خرج رفاعة ونعجة ابنا زيد وأنيف وحيان ابنا ملة في اثني عشر رجلا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم- فلما رجعوا قلنا لأنيف: ما أمركم به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم؟
قال: أمرنا أن نضجع الشاة على شقّها الأيسر، ثم نذبحها، ونتوجه للقبلة ونسمّي اللَّه- الحديث.

304- أنيف بن واثلة [ (7) ] ،
ذكره ابن إسحاق والواقديّ فيمن استشهد بخيبر، واختلف في ضبط أبيه، فقيل بالمثلثة، وقيل بالتحتانية.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، أسد الغابة ت (270) .
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] سقط في ج.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، معرفة الصحابة 2/ 430، أسد الغابة ت (275) .
[ (5) ] أسد الغابة ت 276، الاستيعاب ت 98.
[ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 33 تبصير المنتبه 4/ 1316، أسد الغابة ت (277) .
[ (7) ] أسد الغابة ت 278، الاستيعاب ت 97.

(1/288)


باب الألف بعدها هاء
305- أهبان بن الأكوع [ (1) ]
بن عياذ بن ربيعة الخزاعي. ويقال أهبان بن عياذ بن ربيعة بن كعب بن أمية. روى ابن السّكن، وابن مندة، من طريق أسباط بن نصر: حدثني وهب بن عقبة البكائي، حدثني يزيد بن معاوية البكّائي، عن أهبان بن عياذ الخزاعي، وهو الّذي كلّمه الذئب، وكان من أصحاب الشّجرة، وأنه كان يضحّي عن أهله بالشاة الواحدة، وسيأتي ذكره في أهبان بن أوس.

306- أهبان بن الأكوع:،
عم سلمة الأسلمي- وقيل هو أهبان بن عمرو بن الأكوع، أخو سلمة، واسم الأكوع سنان، ذكره الطبري في الصحابة، قال: ومن ولده جعفر بن محمد بن الأشعث بن عقبة بن أهبان، وكان عمر قد استعمل عقبة بن أهبان على صدقات كلب وبلقين وغسّان.

307- أهبان بن أوس الأسلمي [ (2) ] :
ويقال وهبان، قديم الإسلام، صلّى القبلتين ونزل الكوفة، ومات بها في ولاية المغيرة.
قال البخاريّ: له صحبة، يعدّ في أهل الكوفة، وروى له في صحيحه حديثا موقوفا من رواية مجزأة بن زاهر عنه، وفيه أنه كان له صحبة، وكان من أصحاب الشّجرة، وروى في تاريخه من طريق أنيس بن عمرو، عن أهبان بن أوس- أنه كان في غنم له فشدّ الذئب على شاة منها، فصاح عليه فأقعى على ذنبه، قال: فخاطبني، فقال: من لها يوم يشغل عنها.
قال البخاريّ: إسناده ليس بالقويّ.
قلت: لأن فيه عبد اللَّه بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف.
وأورد ابن السكن في ترجمته حديث أبي نضرة عن أبي سعيد، قال: بينما راع يرعى
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] أسد الغابة ت (280) ، الاستيعاب ت (99) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، الثقات 3/ 17، تهذيب الكمال 1/ 125، الطبقات 1/ 37، تهذيب التهذيب 1/ 380، الإكمال 4/ 445، تقريب التهذيب 1/ 85، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 105 الكاشف 1/ 141، تبصير المنتبه 3/ 1037، الجرح والتعديل 2/ ترجمة 1156 ذكر إخبار أصبهان 174، تراجم الأخبار 1/ 74، التعديل والتجريح 126، الجامع في الرجال 287، جامع الرواة 1/ 110، الجمع بين الصحبة 1/ 50، الطبقات الكبرى 4/ 309، دائرة معارف الأسلمي 11/ 132.

(1/289)


غنما بظهر المدينة إذ عدا الذئب على شاة من غنمه، فحال بينه وبينها. فأقعى الذئب، فقال:
تحول بيني وبين رزق ساقه اللَّه إليّ؟ الحديث.
وذكر ابن الكلبيّ وأبو عبيد، والبلاذريّ، والطّبريّ، أن مكلّم الذئب هو أهبان بن الأكوع بن عياذ.
قال ابن حبّان: مات أهبان بن أوس في ولاية المغيرة بن شعبة بالكوفة حيث كان واليا عليها لمعاوية.

308- أهبان بن صيفي الغفاريّ [ (1) ] ،
ويقال وهبان يكنى أبا مسلم.
وروى له التّرمذيّ حديثا، وحسّن حديثه، وابن ماجة، وأحمد.
قال الطّبرانيّ: مات بالبصرة، وروى المعلّى بن جابر بن مسلم، عن أبيه، عن عديسة بنت وهبان بن صيفي- أن أباها لما حضرته الوفاة أوصى أن يكفّن في ثوبين، فكفنوه في ثلاثة، فأصبحوا فوجدوا الثوب الثالث على السرير. وكذلك رواه الطبراني من طريق عبد اللَّه بن عبيد، عن عديسة بنت أهبان. ونقل ابن حبان أن أهبان ابن أخت أبي ذرّ الغفاريّ، هو أهبان بن صيفي، وردّ ذلك ابن مندة.

309- أهبان بن عمرو
بن الأكوع سبق في أهبان بن الأكوع.

310- أهبان بن عياذ [ (2) ]
سبق في أهبان بن الأكوع بن عياذ أيضا.

311- أهبان بن عياض الأزديّ [ (3) ] .
ذكر وثيمة في الردة عن ابن إسحاق، قال: بينما حمير مجتمعة إلى مقاولها إذ أقبل راكب من الأزد يقال له أهود بن عياض، فقال: يا معشر حمير، أنعى إليكم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له ابن ذي أصبح، جدّعك اللَّه وافد قوم، كذبت، ما مات، قال: بلى، والّذي بعثه بالحق، فما جزعكم؟ فو اللَّه لأنا أجزع منكم، ولو وجدت أرقّ منكم أفئدة وأغزر عيونا لنعيته إليهم، فأخرجوه من بينهم وكان عابدا، فقال: اللَّهمّ إني إنما
__________
[ (1) ] الثقات 3/ 17، تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، تهذيب الكمال 1/ 125، الطبقات 33، 175، تهذيب الكمال 1/ 125، الطبقات، تقريب التهذيب 1/ 85، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، الوافي بالوفيات 9/ 438، الكاشف 1/ 141، تاريخ من دفن بالعراق 26، الجرح والتعديل 2/ 1157، التاريخ الصغير 86، 87، بقي بن مخلد 390، مسند أحمد 5/ 69، أسد الغابة ت (281) ، الاستيعاب ت (100) التاريخ الكبير 2/ 45، طبقات خليفة 33، الجرح والتعديل 2/ 309، مشاهير علماء الأمصار 42، الكنى والأسماء 2/ 293، الطبقات لابن سعد 7/ 80، تحفة الأشراف 2/ 1.
[ (2) ] أسد الغابة ت 282.
[ (3) ] أسد الغابة ت 283.

(1/290)


نعيت إليهم رسولك لئلا يفتتنوا بعده، وليواسوني في جزعي عليه. فلما تواترت الركبان بموته آووه بعد ذلك، وفي ذلك يقول ابن ذي أصبح:
جزع القلب أهود [ (1) ] ... إذ نعى لي محمّدا
ليتني لم أكن رأيت ... - أخا الأزد أهودا
[الخفيف] في أبيات ذكرها.

باب الألف بعدها الواو
312- أوس بن الأرقم الأنصاري [ (2) ] ،
يأتي تمام نسبه في أخيه زيد بن الأرقم.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد.

313- أوس بن الأعور [ (3) ]
بن جوشن بن مسعود. ذكره البخاريّ، قاله ابن مندة، وذكر المرزبانيّ أن اسم ذي الجوشن الضّبابي أوس بن الأعور بن عمرو بن معاوية، فقيل هو هذا، وقيل غيره. واللَّه أعلم.

314 ز- أوس بن أقرم الأنصاري
ذكره أبو الأسود بن عروة فيمن نقل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنّ عبد اللَّه بن أبي قال في غزوة «المريسيع» [ (4) ] ما قال. أخرجه الحاكم في «الإكليل» . وقال:
إنه من خطأ أصحاب المغازي.
والصحيح أن قائل ذلك هو زيد بن أرقم، ولا بعد في أن يقع ذلك لزيد ولأوس. واللَّه أعلم.

315- أوس بن أوس الثقفي [ (5) ]
روى له أصحاب السنن الأربعة أحاديث صحيحة من
__________
[ (1) ] في ج أهودا.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، معرفة الصحابة 2/ 363، أسد الغابة ت (284) ، والاستيعاب ت (106) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، معرفة الصحابة 2/ 365، أسد الغابة ت (285) .
[ (4) ] المريسيع: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وسين مهملة مكسورة وياء أخرى وآخره عين مهملة ورواه بعضهم بالغين المعجمة: ماء من ناحية قديد إلى الساحل به غزوة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بني المصطلق من خزاعة فقاتلهم وسباهم واصطفى منهم جويرية فتزوّجها. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1263.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، تهذيب الكمال 1/ 126، تقريب التهذيب 1/ 85، الطبقات 54، 285، الجرح والتعديل 2، ترجمة 1126، تهذيب التهذيب 1/ 381، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، الوافي بالوفيات 9/ 442، المغني 1/ 94، التحفة اللطيفة 1/ 346، حلية الأولياء 1/ 347، العقد الثمين

(1/291)


رواية الشاميين عنه، نقل عباس، عن ابن معين أن أوس بن أوس الثقفيّ وأوس بن أبي أوس الثقفي واحد.
وقيل: إن ابن معين أخطأ في ذلك، وإن الصواب أنهما اثنان، وقد تبع ابن معين على ذلك أبو داود وغيره. والتحقيق أنهما اثنان، ومن قال في أوس بن أوس: أوس بن أبي أوس- أخطأ، كما قيل في أوس بن أبي أوس: أوس بن أوس، وهو خطأ، وأما أوس بن أبي أوس فاسم والده حذيفة كما سيأتي.

316- أوس بن أبي أوس الثقفي [ (1) ] .
فرّق بعضهم بينه وبين أوس بن حذيفة، كما سيأتي.

317- أوس بن ثابت
بن المنذر بن حرام، أخو حسّان الأنصاري [ (2) ] ، أمه سخطى بنت حارثة بن لوذان بنت عم والدة أخيه حسان، وهو والد شداد بن أوس الصحابيّ المشهور.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة الثانية وبدرا وأحدا، وقتل بها. وكذا قال عبد اللَّه ابن محمّد بن عمارة القداح في نسب الأنصار، وفيه يقول حسان بن ثابت في قصيدة:
ومنّا قتيل الشّعب [ (3) ] أوس بن ثابت ... شهيدا وأسنى الذّكر منه المشاهد [ (4) ]
[الطويل] وزعم الواقديّ أنه شهد الخندق وخيبر والمشاهد، وعاش إلى خلافة عثمان. فاللَّه أعلم.
ويؤيده ما ذكره ابن زبالة في أخبار المدينة، وأوردته في شداد بن أوس. والأول أثبت لشهادة حسان بأنه شهد الشعب، والقصيدة المذكورة ثابتة في ديوان حسان صنعة أبي سعيد السكري، وأولها:
__________
[ () ] 1/ 336، الكاشف 1/ 147، الجامع في الرجال 286، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 129، جامع الرواة 1/ 110، بقي بن مخلد 114، أسد الغابة ت (287) ، الاستيعاب (112) .
[ (1) ] أسد الغابة ت 288.
[ (2) ] أسد الغابة ت 290، تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، الثقات 1/ 9، 6/ 731، التحفة اللطيفة 1/ 346، عنوان النجاة 48، الاستبصار 54، معجم الثقات 243، أصحاب بدر 222، الطبقات الكبرى 3/ 55، الجامع في الرجال 286.
[ (3) ] شعب: بكسر أوله: الطريق في الجبل وقيل ما انفرج بين جبلين وهو اسم لماء بين العقبة والقاع في طريق مكة على ثلاثة أميال حبس للماء عند قباب خراب وهو جبل باليمامة، وشعب بضم أوله وسكون ثانيه واد بين مكة والمدينة يصبّ في وادي الصفراء. انظر: مراصد الاطلاع: 2/ 800.
[ (4) ] انظر ديوانه 117.

(1/292)


ألا أبلغ المستمعين بوقعة ... تخفّ لها شمط النّساء القواعد [ (1) ]
[الطويل] وسأذكر شيئا منها في ترجمة ولده شداد بن أوس إن شاء اللَّه.

318 ز- أوس بن ثابت الأنصاريّ [ (2) ] :
روى أبو الشيخ في تفسيره، من طريق عبد اللَّه ابن الأجلح الكنديّ، عن الكلبيّ عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: كان أهل الجاهلية لا يورثون البنات ولا الأولاد الصغار حتى يدركوا، فمات رجل من الأنصار يقال له أوس بن ثابت، وترك بنتين وابنا صغيرا، فجاء ابنا عمّه خالد وعرفطة فأخذا ميراثه، فقالت امرأته للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ذلك، فأنزل اللَّه: لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ [النساء: 7] .
فأرسل إلى خالد وعرفطة، فقال: لا تحرّكا من الميراث شيئا.
ورواه أبو الشّيخ من وجه آخر، عن الكلبيّ، فقال قتادة وعرفطة، ورواه الثعلبي في «تفسيره» ، فقال: سويد وعرفطة، ووقع عنده أنهما أخوا أوس.
وذكر ابن مندة في ترجمة هذا أنه أوس بن ثابت أخو حسان، وهو خطأ، لأن أوسا ليس له أحد من إخوته ولا من أعمامه يسمّى عرفطة ولا خالدا.
ورواه مقاتل في تفسيره، فقال: إن أوس بن مالك توفي يوم أحد، وترك امرأته أم كجّة، وبتين- فذكر القصة.
وسيأتي لهذا مزيد في ترجمة أم كجّة في كنى النساء إن شاء اللَّه تعالى.

319- أوس بن ثابت الأنصاري-
آخر. استدركه ابن فتحون، وأخرج من طريق عبدان عن إسحاق بن الضّيف، عن عبد اللَّه بن يوسف، عن إسماعيل بن عيّاش، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كانت غزوة بدر، وأنا ابن ثلاث عشرة، فلم أخرج وكانت غزوة أحد وأنا ابن أربع عشرة فخرجت، فلما رآني النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم استصغرني وردّني، وخلّفني في حرس المدينة في نفر منهم: أوس بن ثابت، وأوس بن عرابة، ورافع بن خديج، هكذا أورده.
وقد رواه ابن أبي خيثمة، عن عبد الوهاب بن نجدة، عن إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر الهذلي، عن نافع، فقال فيه: عن زيد بن ثابت، وعرابة بن أوس. ويحتمل أن يكون محفوظا. واللَّه أعلم.

320- أوس بن ثعلبة [ (3) ] .
[بن زفر بن عمرو بن أوس] [ (4) ] التيمي.
__________
[ (1) ] انظر ديوانه 113.
[ (2) ] أسد الغابة ت 290.
[ (3) ] أسد الغابة ت 291.
[ (4) ] سقط في أ.

(1/293)


قال الحاكم في «تاريخه» . كان من الصحابة، ثم روي من طريق يزيد بن عمرو بن عباد التيمي أن أوس بن ثعلبة ورد مع سعيد بن عثمان خراسان، ثم وجهه سعيد إلى هراة.
وذكر سلمويه أن عبد اللَّه بن عامر بعث أوس بن ثعلبة إلى بو شيخ- يعني سنة إحدى وثلاثين.
وقال ابن عساكر في تاريخه: أوس بن ثعلبة بن زفر بن الحارث بن وديعة بن مالك بن تيم اللَّه بن ثعلبة، نسبه أبو القاسم الزجاجي عن ابن دريد.
قلت: وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، ونسبه كذلك، ولكن قال: زفر بن عمرو بن أوس بن وديعة. ونقل عن دعبل أنه شاعر مخضرم.
وروى ابن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة، عن يونس بن عبيد- أن أوس بن ثعلبة صاحب قصر أوس بالبصرة، وقع بينه وبين طلحة الطلحات معارضة، فخرج أوس هاربا إلى معاوية، فذكر له القصة وشعرا.
قلت: ولولا أن الحاكم قال: إنه من الصّحابة لما ذكرته في هذا القسم.

321 ز- أوس بن ثعلبة الأنصاري [ (1) ] :
ذكر يحيى بن سعيد الأمويّ في المغازي، عن ابن عباس، أنه كان أحد من تخلف عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غزوة تبوك، وأنه أحد من ربط نفسه في السّارية حتى نزلت: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ... [التوبة: 102] الآية.
وقال عبد بن حميد في تفسيره: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة أنها نزلت في سبعة نفر، منهم أربعة ربطوا أنفسهم في السّواري، وهم: أبو لبابة، ومرداس، وأوس، ولم ينسبه، وآخر أبهمه.
ورواه ابن جرير من هذا الوجه وسمى الرابع خداما، وذكر القصة من عدة طرق، ولم يسمّ فيها إلا أبا لبابة. وسيأتي في ترجمة أوس بن خدام عدّتهم بأسمائهم، وأنهم كانوا ستة.

322- أوس بن جبير الأنصاري [ (2) ] ،
من بني عمرو بن عوف. قتل بخيبر شهيدا على حصن ناعم. أورده ابن شاهين، وتبعه أبو موسى.

323- أوس بن جهيش النخعي.
تقدم في الأرقم، وقيل اسمه جهيش بن أوس.

324- أوس بن حارثة الطائي [ (3) ] .
روى ابن قانع، من طريق حميد بن منهب، عن
__________
[ (1) ] التحفة اللطيفة 1/ 347.
[ (2) ] أسد الغابة ت 292.
[ (3) ] أسد الغابة ت 293، الاستبصار 266، تجريد أسماء الصحابة 1/ 35.

(1/294)


جده أوس بن حارثة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في سبعين راكبا من طيِّئ، فبايعته على الإسلام.
استدركه ابن الدّبّاغ، وساق ابن قانع نسب أوس بن حارثة فقال: ابن لأم بن عمرو ... إلى آخره. وهو وهم، فإن أوس بن حارثة بن لأم مات في الجاهلية، وإنما أدرك الإسلام أحفاده، كعروة بن مضرّس [ (1) ] بن حارثة، وهانئ بن قبيصة بن أوس.
وقد ذكر ابن عبد البرّ بحير بن أوس بن حارثة بن لأم، وقال: في إسلامه نظر.
قلت: وأوس بن حارثة ليس هو جد حميد بن منهب الأدنى، فإنه حميد بن منهب بن حارثة بن خريم بن أوس بن حارثة بن لأم بن عمرو بن طريف بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيِّئ. ولجد أبيه خريم بن أوس صحبة كما سيأتي، ولعله كان فيه عن جده خريم بن أوس بن حارثة فقط خريم، واللَّه أعلم.
وقد وقفت على ما يؤيّد ذلك، وهو أن ابن قانع قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب الأخباري، حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا زحر بن حصين، عن جده حميد بن منهب، عن جده أوس بن حارثة بن لأم الطائي، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في سبعين راكبا من قومي، فبايعته على الإسلام- الحديث بطوله.
قلت: اختصره ابن قانع، فذكر طرفا منه ثم قال: فذكر حديثا طويلا، والحديث المذكور رويناه في جزء أبي السّكين، وهو زكريا بن يحيى الطائفي المذكور، ورواية أبي عبيد بن جرمويه القاضي عنه، قال: حدثنا عم أبي زحر بن حصن، عن جده حميد بن منهب، قال: قال جدّي خريم بن أوس بن حارثة: هاجرت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منصرفه من تبوك، فقدمت عليه، فأسلمت، فذكر حديثا طويلا.
فظهر أن الحديث لخريم بن أوس لا لأوس، واللَّه أعلم.
وفي التاريخ المظفري: أتي أوس بن حارثة بن لأم الطائي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «ابسط يدك» . قال: على ماذا؟ قال: «على أن أشهد أن لا إله إلّا اللَّه غير شاكّ» ، «وأنّك رسول اللَّه غير مرتاب، وعلى أن أضرب بهذا- وأشار إلى سيفه- من أمرتني» ، فقال: «أحسنت، بارك اللَّه عليك» [ (2) ] .
وابنه خريم بن أوس صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. انتهى.
ولعل أوسا عمّر إلى أن أدرك الإسلام.
__________
[ (1) ] في أكعروة بن مضرس بن أوس بن حارثة.
[ (2) ] أورده المتقي الهندي في الكنز (6341) .

(1/295)


ثم رأيت في جمهرة ابن الكلبيّ أن أوس بن حارثة عاش مائتي سنة. وذكر أبو مخنف لوط بن يحيى في كتاب «المعمرين» : أن أوس بن حارثة المذكور عاش مائتي سنة حتى هرم وذهب سمعه وعقله، وكان سيد قومه، فرحل بنوه، وتركوه في عرصتهم حتى هلك فيها ضيعة، فيهم يسبون بذلك إلى اليوم، وفي ذلك يقول الأسحم بن الحارث بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء [ (1) ] الطائي:
أتاني في المحلّة أنّ أوسا ... على لحمان مات من الهزال
تحمّل أهله واستودعوه ... كساء من نسيج الصّوف بالي
[الطويل] انتهى. وهذا يدلّ على أنه مات في الجاهلية.

325- أوس بن حبيب الأنصاريّ [ (2) ] .
قتل بخيبر، قاله ابن عبد البر.
وقد تقدم أوس بن جبير فقيل هو هو.

326- أوس بن حجر
يأتي في عبد اللَّه بن حجر [ (3) ] .

326 م- أوس بن الحدثان [ (4) ]
بن عوف بن ربيعة بن سعيد بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصريّ- بالنون. قال ابن حبان: يقال له صحبة.
وروى ابن أبي عاصم من طريق عمر [ (5) ] بن صهبان- وهو ضعيف، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن أبيه- مرفوعا: «أخرجوا زكاة الفطر صاعا من طعام ... »
الحديث [ (6) ] .
وذكره ابن مندة، وقال: إنه خطأ.
__________
[ (1) ] في ج، د جدعان.
[ (2) ] أسد الغابة ت 296، والاستيعاب ت 107.
[ (3) ] مثبتة من أ.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 35، الثقات 1/ 11، الإكمال 2/ 40، الطبقات 55، الوافي بالوفيات 9/ 445، المنمق 186، التمييز والفصل 2/ 690، أسد الغابة ت (297) ، الاستيعاب ت (109) .
[ (5) ] في أعمرو.
[ (6) ]
أخرجه الدار الدّارقطنيّ عن مالك بن أوس بن الحدثان عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أخرجوا زكاة الفطر صاعا من طعام ...
الحديث. سنن الدار الدّارقطنيّ 2/ 147 قال الهيثمي في الزوائد 3/ 84 رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بعضه وإسناده له طريق رجالها رجال الصحيح. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال 24120، الطبراني في الكبير 1/ 195، وابن عدي في الكامل 5/ 1674.

(1/296)


وروى ابن مندة، من طريق أبي ضمرة، عن سلمة بن وردان، عن مالك بن أوس، عن أبيه- مرفوعا: «من ترك الكذب وهو مبطل بني له في ربض الجنّة..»
[ (1) ] الحديث.
وقد اختلف في إسناده على سلمة مع ضعفه، قرأت بخط ابن عبد البر: لولا حديث كعب بن مالك لم أثبت [ (2) ] له صحبة.
قلت: يشير بذلك إلى ما
أخرجه مسلم، من طريق أبي الزبير، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان ينادي أيام التشريق: «إنّ أيّام منى أيّام أكل وشرب» .
وقال ابن مندة: هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

327- أوس بن حذيفة [ (3) ]
[بن ربيعة بن أبي سلمة بن غيرة بن عوف وقيل: إن حذيفة] [ (4) ] هو ابن أبي عمرو بن عمرو [بن عوف] [ (5) ] بن وهب بن عامر بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي، وهو أوس بن أبي أوس.
روى له أبو داود والنّسائيّ وابن ماجة، وصح من طريقه أحاديث، وهو والد عمرو بن أوس، وجدّ عثمان بن عبد اللَّه بن أوس.
قال أحمد: أوس بن أبي أوس هو أوس بن حذيفة، وقال البخاريّ في تاريخه وابن حبّان: أوس بن حذيفة والد عمرو، ويقال هو أوس بن أبي أوس، ويقال أوس بن أوس.
وقال أبو نعيم: اختلف المتقدمون في هذا، فمنهم من قال ... فذكر الخلافات الثلاثة، ثم قال: وأما أوس بن أوس الثقفيّ فيروي عنه الشاميّون، وقيل فيه أوس بن أبي أوس أيضا، ثم قال: وتوفي أوس بن حذيفة سنة تسع وخمسين.

328- أوس بن حذيفة.
وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مسلما وليس بالثقفيّ، قاله ابن حبّان في الصّحابة.
__________
[ (1) ] أورده السيوطي في الجامع الكبير 2/ 296، 297، 596.
[ (2) ] في ألم تثبت له صحبة.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 35، الثقات 3/ 10، الوافي بالوفيات 9/ 445، التحفة اللطيفة 1/ 347، العقد الثمين 1/ 337، مشاهير علماء الأمصار 58، بقي بن مخلد 457، جامع الرواة 1/ 110، الطبقات الكبرى 5/ 510، الجامع في الرجال 286، الجرح والتعديل 2/ 303، أسد الغابة ت (298) ، الاستيعاب ت (113) .
[ (4) ] سقط في أ، ج.
[ (5) ] سقط في أ.

(1/297)


329- أوس بن حوشب [ (1) ] الأنصاري:
روى أبو موسى في الذيل، من طريق الجريريّ عن أبي السّليل، قال: أخبرني أبي، قال: شهدت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم جالسا في دار رجل من الأنصار يقال له أوس بن حوشب، فأتى بعنب فوضع في يده ... فذكر الحديث.
وأبو السّليل اسمه ضريب بن نقير- بتصغير الاسمين، والأب بالنون والقاف.

330- أوس بن خالد
بن عبيد [ (2) ] بن أمية بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ.
قال ابن الكلبيّ: شهد اليرموك، وهو الّذي قال فيه حسان بن ثابت يومئذ:
وأفلت يوم الرّوع أوس بن خالد ... يمجّ دما كالرّعف مختضب النّحر [ (3) ]
[الطويل]

331 ز- أوس بن خالد
بن قرط بن قيس بن وهب بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري النّجّاري.
أغفلوا ذكره في الصحابة، وهو صحابي، لأن ابنه صفوان بن أوس تابعي معروف، كانت تحته عمرة بنت أبي أيوب الأنصاري.
وأمّ صفوان هذا هي نائلة بنت الربيع بن قيس بن عامر، وكانت إحدى المبايعات، فأوس على هذا صحابي، لأنه لو كان مات في الجاهلية لكان لابنه صحبة، ولكنه تابعي، فيدل على أن أباه مات بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يبق بالمدينة من الأنصار في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحد كافرا.

332 ز- أوس بن خالد
بن يزيد بن منهب الطائي ابن عمّ زيد الخيل. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: له وفادة.
وله قصة في زمن عمر بن الخطاب، وذلك أن عمر بعث في خلافته رجلا يقال له أبو سفيان يستقرئ أهل البوادي فمن لم يقرأ ضربه، فاستقرأ أوس بن خالد فلم يقرأ، فضربه أبو سفيان أسواطا، فمات منها، فقامت أمّه تندبه، فأقبل حريث بن زيد الخيل الطائيّ لما أخبرته أمه الخبر فشدّ على أبي سفيان فقتله، وقال في ذلك أبياتا منها:
فلا تجزعي [ (4) ] يا أمّ أوس فإنّه ... يلاقي المنايا كلّ حاف وذي نعل
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 35، أسد الغابة ت (299) .
[ (2) ] أسد الغابة ت 300.
[ (3) ] انظر ديوانه 185 وأسد الغابة ت 300.
[ (4) ] في ج، د لا تجزعي.

(1/298)


فإن يقتلوا أوسا عزيزا فإنّني ... قتلت أبا سفيان ملتزم الرّحل
[الطويل] وذكر ذلك أبو الفرج الأصبهانيّ، عن أبي [ (1) ] عمرو الشيبانيّ، وزاد فيه أن أبا سفيان المقتول كان رجلا من قريش.

333 ز- أوس بن خدام الأنصاري [ (2) ] .
روى أبو الشيخ في تفسيره من طريق الثوري، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال كان ممن تخلّف عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في تبوك ستة: أبو لبابة، وأوس بن خدام، وثعلبة بن وديعة، وكعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أميّة، فجاء أبو لبابة وأوس وثعلبة فربطوا أنفسهم بالسّواري، وجاءوا بأموالهم، فقالوا: يا رسول اللَّه، خذها، هذا الّذي حبسنا عنك. فقال: «لا أحلّهم حتّى يكون قتال» [ (3) ] .
قال: فنزل القرآن: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ...
[التوبة: 102] الآية. إسناده قوي.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه. وقال عقبة: ورواه غيره عن الأعمش. وأورده ابن مردويه من طريق العوفيّ، عن ابن عباس مثله وأتمّ منه، لكن لم يسم منهم إلا أبا لبابة. وقد تقدم في ترجمة أوس بن ثعلبة أنهم سبعة واللَّه أعلم.

334- أوس بن خولي [ (4) ]
بن عبد اللَّه بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. ويقال أوس بن عبد اللَّه بن الحارث بن خولي.
وقال ابن المدينيّ: يكنى أبا ليلى.
وقال البغويّ في معجمه: حدّثنا علي بن مسلم. حدثنا يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف، حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: كان الّذي غسّل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم علي والفضل، فقالت الأنصار: نشدناكم اللَّه وحقّنا، فأدخلوا معهم رجلا [يقال له أوس بن خولي رجلا] [ (5) ] شديدا يحمل الجرّة من الماء بيده. تابعه غير واحد عن يزيد بن أبي زياد.
__________
[ (1) ] في أابن عمرو.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 38، معرفة الصحابة 2/ 362، أسد الغابة ت (301) .
[ (3) ] أورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 273.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، الثقات 3/ 11، تنقيح المقال 1105، الوافي بالوفيات 9/ 446، التحفة اللطيفة 1/ 348، عنوان النجاة 48، الاستبصار 186- أصحاب بدر 181، الأنساب 5/ 232، تصحيفات المحدثين 1555 الطبقات الكبرى 2/ 279، 280، 300، 301، 8/ 132، 190، أسد الغابة ت (302) .
[ (5) ] سقط في أ.

(1/299)


ورواه ابن شاهين، من طريق أبي جعفر المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس نحوه.
وقد ذكر نحو ذلك ابن إسحاق في المغازي بغير إسناد.
وقال البغويّ: لا أعلم لأوس حديثا مسندا.
قلت:
قد أورد له ابن مندة حديثا من طريق هند بن أبي هالة، عن أوس بن خولي أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «من تواضع للَّه رفعه اللَّه» [ (1) ] .
وفي إسناده خارجة بن مصعب، وهو ضعيف. وفيه من لا يعرف أيضا.
قلت: وله ذكر في أحاديث أخرى، منها ما ذكره ابن إسحاق في السيرة، عن الزّهريّ، عن علي بن الحسين، قال: الّذي نزل في قبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم علي، والفضل، وقثم، وشقران، وأوس بن خولي.
ورواه أيضا عن حسين بن عبد اللَّه، عن عكرمة، عن ابن عباس. ومن هذا الوجه أخرجه الطّبرانيّ. وحسين ضعيف.
وذكر المدائنيّ وغيره أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خلّفه في عمرة القضاء بذي طوى ليقطع كيدا إن كادته قريش، وخلّف بشير بن سعد ب «مرّ الظّهران» [ (2) ] .
وذكره إبراهيم بن سعد عن الزّهريّ، عن ابن كعب بن مالك فيمن توجّه لقتل ابن أبي الحقيق.
وذكره الزّهريّ، وموسى بن عقبة، وابن إسحاق، وغيرهم، فيمن شهد بدرا، وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين شجاع بن وهب.
وقال ابن سعد: مات أوس بن خولي قبل حصر عثمان.
__________
[ (1) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1398 عن أبي سعيد ولفظه من يتواضع سبحانه درجه يرفعه اللَّه ...
الحديث. كتاب الزهد (37) باب البراءة من الكبر والتواضع (16) حديث رقم 4176 وقال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 1398 هذا إسناده ضعيف ودراج بن سمعان أبو السمح المصري وإن وثقه ابن معين فقد قال أبو داود غير مستقيم إلا ما كان عن أبي الهيثم وقال ابن عدي عامة أحاديث دراج مما يتابع عليه وضعفه أبو حاتم والنسائي والدار الدّارقطنيّ. وأبو نعيم في الحلية 7/ 129، 8/ 46، وابن عساكر في التاريخ 4/ 20 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 335. وأورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 114، والهيثمي في الزوائد 8/ 85
عن عمر بن الخطاب قال: أيها الناس تواضعوا فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول من تواضع ...
قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن سلام العطار وهو كذاب.
[ (2) ] مرّ الظّهران: موضع على مرحلة من مكّة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1257.

(1/300)


335- أوس بن ساعدة الأنصاري [ (1) ] .
له ذكر في حديث،
روى أبو موسى من طريق لوين عن إبراهيم بن حبان- أحد الضعفاء المتروكين، عن شعبة، عن الحكم، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: دخل أوس بن ساعدة الأنصاري على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فرأى في وجهه الكراهية، فقال: يا رسول اللَّه، إن لي بنات، وأنا أدعو عليهنّ بالموت، فقال: «لا تدع ... »
الحديث.

336 ز- أوس بن سعد
بن أبي سرح العامري، من مسلمة الفتح، وسكن المدينة، واختط بها دارا. ذكره ابن فتحون عن عمر بن شبّة، وقد وجدت له خبرا فيه أنه عاش إلى ولاية عبد الملك بن مروان على المدينة أو إلى خلافته.
روى الفاكهيّ من طريق ابن جريج: أخبرني عكرمة بن خالد بن أوس بن سعد بن أبي سرح أخى بني عامر بن لؤيّ، قال: كان لنا مسكن في دار الحكم. فقال عبد الملك في إمارته: بعني مسكنك الّذي في دار أبي العاص فقلت: ما هي بدار أبي العاص ولكنها دارنا، كانت لنا في الجاهلية، ثم أسلمنا فيها. فقال: ما كانت لكم إلّا عمري. فقال: أيما كانت فهي لنا بقضاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: صدقت. قال: فبعنيها، فقلت له: أمّا بمال فلا، ولكن بدار. قال: فبعتها إياه بدار حرمانس.

337- أوس بن سعد،
أبو زيد الأنصاري [ (2) ] ، من بني أمية بن زيد.
ذكره أبو موسى من جهة عبدان، عن أحمد بن سيار، عن ابن يحيى بن بكير عن أبيه وعن مشيخة له: أن عمر ولّاه بعض الشام، ومات في خلافته سنة ستّ عشرة وهو ابن أربع وستين سنة.

338- أوس بن سلامة
بن وقش، أخو سلمة وسعد وأبي نائلة. قال ابن الكلبيّ في «الجمهرة» : قتل يوم أحد.

339 ز- أوس بن سمعان الأنصاري [ (3) ] .
قال ابن عبد البر: له حديث ليس إسناده بالقوي.
قلت:
أخرجه ابن مندة من طريق إبراهيم بن سويد، عن هلال بن زيد بن يسار، وهو أبو عقال أحد الضعفاء، قال: أخبرني أنس بن مالك أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «بعثني اللَّه هدى
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (303) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 36.
[ (2) ] أسد الغابة ت 304.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، أسد الغابة ت (306) ، الاستيعاب ت (117) .

(1/301)


ورحمة للعالمين، وبعثني لأمحو المزامير والمعازف [ (1) ] .
فقال أوس بن سمعان: يا رسول اللَّه. والّذي بعثك بالحق إنّي لأجدها في التوراة كذلك.
قال ابن مندة: تفرّد به سعيد بن أبي مريم عن إبراهيم.

340 ز- أوس بن سويد الأنصاري،
ذكره الباوردي في الصحابة، وأخرج من طريق ابن جريج، عن عكرمة أنه نزل فيه: لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ [النساء 7] . وقد تقدم في أوس بن ثابت شيء من هذا.

341- أوس بن شرحبيل [ (2) ] ،
أحد بني المجمّع له صحبة، حديثه عند أهل الشّام، قاله ابن حبان، يأتي في شرحبيل بن أوس.
وفرّق بينهما أبو بكر بن عيسى في «تاريخ الحمصيّين» . فقال: وممن نزل حمص من الصّحابة شرحبيل بن أوس، وأوس بن شرحبيل، كذا جعلهما اثنين، وكذا جوّز ذلك ابن شاهين.
وقال البغويّ: والأصح عندي شرحبيل بن أوس.
وأخرج له البخاريّ في «التّاريخ» تعليقا وابن شاهين والطّبرانيّ بإسناد شاميّ من طريق الزبيديّ، عن عياش بن يونس، عن نمران أبي الحسن بن محمد- أنّ أوس بن شرحبيل أحد بني المجمّع حدّثه أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنّه ظالم فقد خرج من الإيمان [ (3) ] » .

342- أوس بن الصامت [ (4) ]
بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن
__________
[ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 233. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32096 وعزاه لابن مندة وأبو نعيم وابن النجار عن أنس، وضعف.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، الثقات 3/ 10، الوافي بالوفيات 9/ 447، تعجيل المتعة 43، أسد الغابة ت (307) ، الاستيعاب ت (111) .
[ (3) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 197. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 256. والهيثمي في الزوائد 4/ 208 عن أوس بن شرحبيل ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه عباس بن مؤنس ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله وثقوا وفي بعضهم كلام. وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 389.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، الثقات 3/ 10، تهذيب الكمال 1/ 126، الطبقات 99. تهذيب الكمال 1/ 126، تهذيب التهذيب 1/ 383، تقريب التهذيب 1/ 85، الاستبصار 190، بقي بن مخلد 440، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 157، الوافي بالوفيات 9/ 447، التحفة اللطيفة 1/ 348، شذرات الذهب 1/ 19، الكاشف 1/ 142، الطبقات الكبرى 3/ 48، 8/ 377، 379، الجامع في الرجال

(1/302)


عوف بن الخزرج الأنصاري، أخو عبادة بن الصامت. ذكروه فيمن شهد بدرا والمشاهد.
وقال أبو داود: حدثنا هارون بن عبد اللَّه، حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة- أنّ جميلة كانت تحت أوس بن الصامت، وكان رجلا به لمم، فذكر حديث الظهار، وتابع عازما على وصله شاذان، ورواه موسى بن إسماعيل- عن حماد- مرسلا، وهكذا رواه إسماعيل بن عيّاش وجماعة عن هشام عن أبيه مرسلا.
وروى البزّار، من طريق أبي حمزة الثّمالي، وفيه ضعف، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان الرجل إذا قال لزوجته في الجاهلية: أنت عليّ كظهر أمي- حرمت عليه، وكان أول من ظاهر في الإسلام رجل كان تحته بنت عم له يقال لها خويلة، كذا أخرجه مبهما.
وقد رواه ابن شاهين وابن مندة من هذا الوجه بلفظ: أول ظهار كان في الإسلام من أوس بن الصّامت، كانت تحته بنت عم له.
وأخرجه عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة، عن ثابت الثمالي، عن عكرمة- مرسلا، فسماها خولة، وسماه أويس بن الصّامت- بالتصغير، وساق القصّة مطوّلة.
وروى أبو داود من طريق يوسف بن عبد اللَّه بن سلام، عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة، قالت: ظاهر منّى زوجي أوس بن الصّامت ... فذكر الحديث، وإسناده حسن.
وروى الدّار الدّارقطنيّ والطّبرانيّ في مسند الشّاميين، من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس- أنّ أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة، قال ابن مندة: تفرد بوصله سعيد بن بشير. ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلا.
وروى أبو داود، من طريق عطاء بن أبي رباح، عن أوس بن الصّامت- حديثا، وقال بعده: عطاء لم يدرك أوسا: هو من أهل بدر قديم الموت.
وقال ابن حبّان: مات في أيام عثمان، وله خمس وثمانون سنة، وقال غيره: مات سنة أربع وثلاثين بالرملة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.

343- أوس بن عابد [ (1) ] الأنصاري:
قتل يوم خيبر شهيدا، ذكره ابن عبد البرّ.
__________
[ (286،) ] جامع الرواة 1/ 110، تاريخ جرجان 389، أعيان الشيعة 3/ 510، تنقيح المقال 1106، دائرة معارف الأعلمي 11/ 70، أسد الغابة ت (308) ، الاستيعاب ت (105) .
[ (1) ] أسد الغابة ت 310، الاستيعاب ت 114.

(1/303)


344- أوس
بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي [ (1) ] ، يكنى أبا تميم، وربما ينسب إلى جدّه، فقيل أوس بن حجر. روى البغويّ وابن السّكن وابن مندة من طريق فيض بن وثيق، عن صخر بن مالك بن إياس بن مالك بن أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي شيخ من أهل العرج، قال: أخبرني أبي مالك بن إياس بن مالك أن أباه إياسا أخبره أن أباه مالك بن أوس أخبره أن أباه أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي مر به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ومعه أبو بكر، وهما متوجّهان إلى المدينة «خذوات [ (2) ] » بين الجحفة وهرشى [ (3) ] ، وهما على جمل، فحملهما على فحل إبله، وبعث معهما غلاما يقال له مسعود، فقال له: اسلك بهما حيث تعلم من مخارم الطريق، ولا تفارقهما ... فذكر الحديث.
ورواه الطّبرانيّ- وفي سياقه أن أباه مالك بن أوس بن حجر أخبره أن أباه أوس بن عبد اللَّه بن حجر قال: مرّ بي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فذكره.
ورواه أبو العبّاس السّراج في «تاريخه» ، عن محمد بن عباد العكلي، عن أخيه موسى، عن عبد اللَّه بن يسار، عن إياس بن مالك بن أوس، قال: لما هاجر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ...
فذكره مرسلا.
قال ابن عبد البرّ: مخرج حديثه عن ولده، وهو حديث حسن.
قال: وقد قيل إنه أبو أوس بن تميم بن حجر.
قلت: قلبه بعض الرواة.
وقد أخرج الحاكم في «الإكليل» من طريق الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عن الحارث بن فضيل، حدثني ابن مسعود بن هنيدة، عن أبيه، عن جده مسعود، قال: لقيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: «أين تريد يا مسعود؟» قلت: جئت لأسلّم عليك، وقد أعتقني أبو تميم أوس بن حجر. قال: «بارك اللَّه عليك» [ (4) ]
وسيأتي طريق لخبره في ترجمة مالك بن أوس.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، معرفة الصحابة 2/ 356، أسد الغابة ت (311) ، الاستيعاب ت (119) .
[ (2) ] في أبقحدوات.
[ (3) ] هرشى: بالفتح ثم السكون وشين معجمة والقصر ثنيّة في طريق مكة قريبة من الجحفة من البحر وقيل هرشى هضبة ململمة لا تنبت شيئا وهي على طريق الشام وطريق المدينة إلى مكة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1455.
[ (4) ] أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 102. والترمذي في السنن 3/ 400 كتاب النكاح باب 7 ما جاء فيما يقال للمتزوج حديث رقم 1091 وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح وأخرجه أبو داود وفي السنن 1/ 647 كتاب النكاح باب ما يقال للمتزوج رقم 2130. وابن ماجة في السنن 1/ 614 كتاب

(1/304)


قلت: وأبوه ضبطه ابن ماكولا بفتحتين، وقيل بضم أوله وإسكان ثانيه.

345- أوس بن عتيك الأنصاري.
تقدم في أنيس.

346 ز- أوس بن عمرو الأنصاري المازني.
ذكره وثيمة فيمن استشهد يوم اليمامة.

347 ز- أوس بن عمرو
بن عبد القاري، نزيل مصر، قال القضاعي في «الخطط» : له صحبة، قال: وكان عراك بن مالك عصبة لورثة أوس.

348- أوس بن عوف [ (1) ]
بن جابر بن سفيان بن عبد ياليل بن سالم بن مالك بن حطيط ابن جشم بن ثقيف- كذا نسبه ابن حبّان في الصّحابة، وقال: كان في وفد ثقيف.
وزعم أبو نعيم أنه هو أوس بن حذيفة، نسب إلى عوف أحد أجداده.
قلت: وليس كذلك لاختلاف النسبين.

349- أوس بن فائد [ (2) ] .
وقيل ابن فاتك، وقيل: ابن الفاكه، من بني عمرو بن عوف.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بخيبر. وروى عبدان من طريق يحيى بن بكير أن أوس بن الفاتك من الصحابة، قتل بخيبر.

350- أوس بن قتادة الأنصاري.
ذكره ابن إسحاق أيضا فيمن استشهد بخيبر.

351- أوس بن قيظي [ (3) ]
بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن أوس الأنصاريّ الأوسيّ والد عرابة.
شهد أحدا هو وابناه: عرابة، وعبد اللَّه. ويقال: إن أوس بن قيظي كان منافقا، وإنه الّذي قال إن بيوتنا عورة.
__________
[ () ] النكاح باب 23 تهنئة النكاح حديث رقم 1905. والدارميّ في السنن 2/ 134، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1284، والحاكم في المستدرك 2/ 183، وأحمد في المسند 3/ 451 والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 148.
[ (1) ] انظر التاريخ لابن معين 2/ 45، الطبقات الكبرى 5/ 501، سيرة ابن هشام 4/ 180، المغازي 961، طبقات خليفة 54، التاريخ الكبير 15، الجرح والتعديل 2/ 303، مقدمة مسند بقي بن مخلد 199، تاريخ الطبري 3/ 97، مشاهير علماء الأمصار 85، المعجم الكبير 1/ 220، تحفة الأشراف 2/ 4، تهذيب الكمال 3/ 388، تجريد أسماء الصحابة 1/ 35، الوافي بالوفيات 9/ 445، خلاصة تذهيب التهذيب 41، تهذيب التهذيب 1/ 381، تقريب التهذيب 1/ 85، أسد الغابة ت (314) ، الاستيعاب ت (115) .
[ (2) ] أسد الغابة ت 315.
[ (3) ] أسد الغابة ت 316، الاستيعاب ت 118.

(1/305)


وروى أبو الشّيخ في تفسيره من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني الثقة عن زيد بن أسلم، قال: مرّ شاس بن قيس- وكان يهوديا عظيم الكفر- على نفر من الأوس والخزرج يتحدثون، فغاظه ما رأى من تألّفهم بعد العداوة، فأمر شابا معه من يهود أن يجلس بينهم فيذكرهم يوم بعاث، ففعل، فتنازعوا وتشاجروا حتى وثب رجلان: أوس بن قيظي من الأوس وجبّار بن صخر من الخزرج، فتقاولا وغضب الفريقان وتواثبوا للقتال، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فجاء حتى وعظهم، وأصلح بينهم، فسمعوا وأطاعوا، فأنزل اللَّه في أوس وجبّار ومن كان معهما: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ [آل عمران 100] .
وفي سنن ابن قيس: يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ ... [آل عمران 99] الآية. والحديث طويل أنا اختصرته، وإسناده مرسل، وفيه راو مبهم، أخرجه أبو عمر.

352- أوس بن مالك الأشجعيّ [ (1) ] .
له ذكر في حديث رواه مكي بن إبراهيم، ذكره ابن مندة مختصرا.

353- أوس بن مالك [ (2) ]
بن قيس بن محرّث بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار، أبو السّائب المازنيّ. شهد أحدا، ذكره ابن شاهين مختصرا، وكذا ذكره الطّبريّ.

354- أوس بن مالك الأنصاري.
تقدم في أوس بن ثابت.

355 ز- أوس بن مالك
بن نمط الهمدانيّ. يأتي في نمط بن قيس.

356- أوس بن معاذ [ (3) ]
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بئر معونة، وكذا ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب.

357- أوس بن المعلّى [ (4) ]
بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عديّ بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج.
قال ابن الكلبيّ: له صحبة. واستدركه ابن الأثير.

358- أوس بن معير [ (5) ] ،
أبو محذورة. يأتي في الكنى.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 318.
[ (2) ] أسد الغابة ت 319.
[ (3) ] أسد الغابة ت (322) ، انظر تجريد أسماء الصحابة 1/ 38، معرفة الصحابة 2/ 362.
[ (4) ] أسد الغابة ت (323) .
[ (5) ] أسد الغابة ت (324) ، الاستيعاب ت (116) .

(1/306)


سماه خليفة، والزّبير بن بكّار أوسا، وسماه أحمد بن حنبل، وابن معين، وابن سعد، وأبو خيثمة: سمرة. وقيل- عن ابن معين: اسمه معير بن نفير، كذا نقله عن ابن شاهين.
وقال أبو عمر: قد قيل إن أوس بن معير أخو أبي محذورة، وفي ذلك نظر، والأول- يعني أنه اسم أبي محذورة- أصحّ وأشهر. ثم نقل عن ابن الزبير أن اسم أبي محذورة أوس، وأن له أخا اسمه أنيس قتل كافرا. وبه جزم ابن حزم، وخطأ من خالفه. وعن أبي اليقظان أن اسم أبي محذورة سمرة وأنّ أخاه اسمه أوس، وقتل يوم بدر كافرا.

359 ز- أوس بن مغراء الأنصاريّ.
ذكره وثيمة فيمن استشهد باليمامة.

360- أوس بن المنذر الأنصاري [ (1) ] ،
من بني عمرو بن مالك بن النجار. ذكره ابن إسحاق وأبو الأسود، عن عروة، فيمن استشهد بأحد.

361 ز- أوس بن يزيد [ (2) ] بن أصرم [ (3) ] .
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد العقبة.

362 ز- أوس الأنصاريّ [ (4) ]
أفرده الطبرانيّ عمن تقدّم.
وروي بسنده إلى أبي الزّبير، عن سعيد بن أوس الأنصاري، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «إذا كان يوم الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطّرق، فنادوا: يا معشر المسلمين، اغدوا إلى ربّ كريم يمنّ بالخير، ثمّ يثيب عليه الجزيل..» وفي آخره: «فهو يوم الجوائز
[ (5) ] » .
ورواه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق سعيد بن عبد الجبار، عن توبة أو أبي توبة، عن سعيد بن أوس، عن أبيه- نحوه، كذا أخرجه المعافي في «الجليس» من طريق سعيد بن عبد الجبار، عن أبي توبة بغير شكّ.

363 ز- أوس الأنصاريّ-
آخر. له ذكر.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (325) .
[ (2) ] سقط في ب.
[ (3) ] أسد الغابة ت (326) . معرفة الصحابة 2/ 364
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36. معرفة الصحابة 2/ 360، أسد الغابة ت (332) .
[ (5) ] قال الهيثمي في الزوائد 2/ 204 رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وثقه الثوري وروى عنه هو وشعبة وضعفه الناس وهو متروك والطبراني في الكبير 1/ 196. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 23740.

(1/307)


روى الحاكم في «الإكليل» من طريق الواقديّ، عن ابن أبي سبرة، عن الحارث بن فضيل، عن ابن مسعود بن هنيدة، عن أبيه مسعود ... فذكر الحديث في غزاة بني المصطلق، وفي آخره: وكان هاشم بن صبابة قد خرج في طلب العدوّ، فرجع في ريح شديدة وعجاج، فتلقّاه رجل من رهط عبادة بن الصامت يقال له أوس، فظنّ أن هاشما من المشركين، فحمل عليه فقتله، فعلم بعد أنه مسلم، فأمره رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن يخرج ديته ...
فذكر الحديث مطوّلا.

364 ز- أوس الكلابيّ.
روى ابن قانع، من طريق يحيى بن راشد. عن المعلّى بن حاجب بن أوس الكلابيّ، عن أبيه عن جدّه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فبايعته على ما بايعه الناس.
وقد ذكر البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان: أن أوسا الكلابي يروي عن الضّحّاك ابن سفيان، وعنه ابنه حاجب. فاللَّه أعلم.

365- أوس المرئيّ:
بالراء بعدها همزة. من بني امرئ القيس. له ذكر في حديث ابنته، رواه عبدان:
حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق، حدثتنا جيدة بنت أبي العلانية محمد ابن أعين، حدثني أبي، عن أم جميل بنت أوس المرئية [ (1) ] ، قالت: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع أبي وعليّ ذوائب لي وقزّعة، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «احلق عنها زيّ أهل الجاهليّة وائتني بها» ،
فذهب بي أبي فحلقه عني وردّني، فدعا لي وبارك عليّ، ومسح يده على رأسي.
وأورده ابن قانع من هذا الوجه، لكنه قال أوس المزنيّ- بالزاي والنون. وهو تصحيف.
وذكر أبو عليّ في ذيل «الاستيعاب» أنّ اسمها جميلة.

366- أوس مولى [ (2) ] النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
جزم ابن حبّان بأنه اسم أبي كبشة. وقال الطّبرانيّ:
أوس، ويقال: سليم وسيأتي في الكنى.

367- أوس:
يقال هو اسم أبي زيد الأنصاريّ الّذي جمع القرآن، قاله إسماعيل القاضي، عن علي بن المديني، وسيأتي في الكنى.

368- أوفى بن عرفطة [ (3) ] :
له صحبة، قاله ابن عبد البر، قال: واستشهد أبوه يوم الطّائف.
__________
[ (1) ] في أالمزية.
[ (2) ] الثقات لابن حبان 3/ 12، معرفة الصحابة 2/ 364.
[ (3) ] أسد الغابة ت 329، الاستيعاب ت 121.

(1/308)


قلت: وهو عرفطة بن حباب الأزديّ حليف بني أميّة. كما سيأتي.

369- أوفى [ (1) ] بن مولة التميمي
العنبري. ذكره البغوي وغيره في الصحابة.
وروى الطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق عبد الغفار بن منقذ بن حصين بن حجار بن أوفى بن مولة، عن أبيه، عن جده، عن أوفى بن مولة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فأقطعني الغميم، وشرط عليّ: «وإنّ ابن السّبيل أوّل ريّان [ (2) ] » ،
وأقطع ساعدة- رجلا منّا- بئرا بالفلاة، وأقطع إياس بن قتادة الجابية [ (3) ] ، وهي دون اليمامة، وكنا أتيناه جميعا، قال ابن عبد البرّ: ليس إسناد حديثه بالقوي.

370- أويس بن الصامت.
تقدم في أوس.

باب الألف بعدها ياء
371- إياد، أبو السّمح،
مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم [ (4) ] . مشهور بكنيته، يأتي في الكنى.

372- إياس بن أوس [ (5) ]
بن عتيك الأنصاريّ الأشهليّ.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد بأحد، وكذا ذكره ابن إسحاق، وأبو الأسود، عن عروة، وخالفهم ابن الكلبيّ، فزعم أنه استشهد بالخندق.

373- إياس بن البكير [ (6) ] :
ويقال: ابن أبي البكير بن عبد ياليل بن ناشب [ (7) ] بن غيرة ابن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي، حليف بني عدي.
قال البخاريّ في صحيحه: قال اللّيث: حدثني الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 38، الطبقات 197، الوافي بالوفيات 9/ 454، أسد الغابة ت (330) ، الاستيعاب ت (120) .
[ (2) ] ذكره الهيثمي في المجمع 6/ 12 في كتاب الجهاد، باب ما يقطع من الأرض والمياه وقال وفيه من لم أعرفهم.
[ (3) ] الجابية: بكسر الباء وياء مخففة، وأصله في اللغة الحوض الّذي يجبى فيه الماء للإبل وهي قرية من أعمال دمشق ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان.
[ (4) ] أسد الغابة ت (332) ، الاستيعاب ت (162) .
[ (5) ] أسد الغابة ت (333) ، الاستيعاب ت (126) ، السيرة لابن هشام 1/ 123، تجريد أسماء الصحابة 1/ 39، معرفة الصحابة 2/ 327.
[ (6) ] في أإياس بن البكير ويقال ابن أبي البكير.
[ (7) ] طبقات ابن سعد 3/ 1/ 283، طبقات خليفة 23، العقد الثمين 3/ 339، أسد الغابة ت (334) ، الاستيعاب ت (122) .

(1/309)


ابن ثوبان أن محمد بن إياس بن البكير حدثه، وكان أبوه شهد بدرا ووصله في تاريخه.
وقال ابن إسحاق: لا نعلم أربعة إخوة شهدوا بدرا غير إياس وإخوته: عاقل، وخالد، وعامر، وذكر أنهم هاجروا جميعا فنزلوا على رفاعة بن عبد المنذر.
وقال ابن يونس: شهد إياس فتح مصر، وتوفّي سنة أربع وثلاثين، واستشهد أخوه عاقل يوم بدر، وأخوه خالد يوم الرّجيع [ (1) ] ، وأخوه عامر باليمامة.

374- إياس بن ثعلبة [ (2) ] ،
أبو أمامة البلوي، حليف بني حارثة من الأنصار، ويأتي في الكنى.

375- إياس بن رئاب، [ (3) ]
هو ابن هلال بن رئاب، نسب إلى جده. وسيأتي قريبا.

376- إياس بن سلمة [ (4) ]
بن الأكوع، ذكره ابن عبد البر في الصّحابة.، وقال: مدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بشعر، وفيه نظر.
قلت: إن كان هو الّذي روى عنه أبو العميس فليست له صحبة، لأنه ولد في زمن عثمان. وإن كان لسلمة ابن يقال له إياس أيضا فهو محتمل. وقد سبق ابن عبد البر إلى ذلك المرزباني في معجمه، لكن لم يصرح بأنّ له صحبة، بل قال في ترجمته: هو القائل يمدح النبي صلّى اللَّه عليه وسلم:
سمح الخليقة ماجد وكلامه ... حق وفيه رحمة ونكال
أولاد قيلة حوله في غابة ... كالأسد ترفأ [ (5) ] حولها الأشبال
[الكامل]
__________
[ (1) ] رجيع: بفتح أوله وبالعين المهملة على فعيل هو الموضع الّذي غدرت فيه عضل والقارة بالسبعة نفر الذين بعثهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. فهم عاصم بن ثابت الّذي حمته الدّبر وهو ماء الهذيل، قرب الهذّة بين مكة والطائف والرجيع: واد قرب خيبر. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 606.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 39، تقريب التهذيب 871، تهذيب الكمال 1/ 127، أسد الغابة ت (335) ، الاستيعاب ت (130) ، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 107، الوافي بالوفيات 9/ 462، تهذيب التهذيب 3/ 387، بقي بن مخلد 207.
[ (3) ] أسد الغابة ت (336) .
[ (4) ] طبقات ابن سعد 5/ 248، طبقات خليفة 249، التاريخ الكبير 4391، الجرح والتعديل 2/ 279، تهذيب الكمال 129، تذهيب التهذيب 1- 76/ 1، تاريخ الإسلام 4/ 233، تهذيب التهذيب 1/ 388، خلاصة تذهيب الكمال 42.
[ (5) ] في ج، د ترقى.

(1/310)


وكان وجه النظر من كونه لا يلزم من مدحه للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يكون له صحبة.

377- إياس بن سهل الجهنيّ [ (1) ]
حليف الأنصار.
ذكره ابن مندة، قال أبو نعيم: أظنه تابعيا،
روى ابن مندة من طريق موسى بن جبير:
سمعت من حدثني عن إياس الجهنيّ أنه كان يقول: قال معاذ: يا نبي اللَّه، أيّ الإيمان أفضل؟ قال: «تحبّ للَّه، وتبغض للَّه، وتعمل لسانك في ذكر اللَّه» .
قال: وروى مصعب بن المقدام، عن محمد بن إبراهيم المدني، عن أبي حازم، أنه جلس إلى إياس بن سهل الأنصاري في مسجد بني ساعدة، فقال لي: أقبل عليّ أبا حازم أحدّثك عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
قلت: الإسناد الأول منقطع. وفي الثاني محمد بن إبراهيم، وهو ابن أبي حميد- أحد الضّعفاء.

378 ز- إياس بن شراحيل [ (2) ]
بن قيس بن يزيد بن امرئ القيس بن بكر بن الحارث بن معاوية الكندي.
وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قاله ابن الكلبيّ، وابن سعد، والطبريّ، واستدركه ابن معوز، وحكاه الرشاطيّ.

379 ز- إياس بن عبد الأسد القاري [ (3) ] ،
حليف بني زهرة.
ذكره سعيد بن عفير فيمن شهد فتح مصر من الصحابة، واختطّ بها دارا. أخرجه ابن مندة.

380- إياس بن عبد اللَّه [ (4) ] :
ويقال ابن عبد الفهري. أبو عبد الرحمن. مشهور بكنيته. يأتي في: «الكنى» .

381 ز- إياس بن عبد اللَّه الفهري [ (5) ] .
382 ز- إياس [ (6) ]
بن عبد اللَّه بن أبي ذباب الدّوسي [ (7) ] . من أهل مكّة. قال ابن حبّان:
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 39، معرفة الصحابة 2/ 328.
[ (2) ] أسد الغابة ت (338) .
[ (3) ] أسد الغابة ت (339) .
[ (4) ] انظر الثقات 3/ 13، تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، الاستيعاب ت (128) .
[ (5) ] أسد الغابة ت (340) .
[ (6) ] سقط في أ.
[ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، الثقات 3/ 12، تهذيب الكمال 1/ 127، تهذيب التهذيب 1/ 389، تقريب التهذيب 1/ 87، الوافي بالوفيات 9/ 463، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 108، التاريخ

(1/311)


يقال: إنّ له صحبة. ثم أعاده في التابعين، وقال: لا يصحّ عندي أنّ له صحبة.
روى أبو داود والنّسائيّ وغيرهما حديثا بإسناد صحيح، لكن قال ابن السكن: لم يذكر سماعا، وقال البخاريّ: لا نعرف له صحبة.

383- إياس بن عبد.
أبو عوف المزني [ (1) ] قال البخاريّ، وابن حبان: له صحبة، روى له أصحاب السنن وأحمد حديثا في بيع الماء.
قال البغويّ وابن السّكن: لم يرو غيره، ويقال كنيته أبو الفرات.
نزل الكوفة، قال البغويّ: حدّثنا عليّ بن سلمة، حدّثنا ابن عيينة، قال: سألت عنه بالكوفة فأخبرت أنه من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وروي أيضا من طريق ابن عيينة، قال: سألت عبد اللَّه بن الوليد بن عبد اللَّه بن معقل ابن مقرّن المزني قلت: تعرف إياس بن عبد المزني؟ فقال: هو جدّي أبو أمي. وروي أيضا من طريق عمرو بن دينار عن أبي المنهال- وهو عبد الرحمن بن مطعم، قال: سمعت إياس ابن عبد صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر حديثا موقوفا.

384- إياس بن عبس [ (2) ]
بن أمية بن ربيعة بن عامر بن ذبيان بن الدّيل بن صباح العبديّ الصباحي.
ذكره الرّشاطيّ عن أبي عمرو الشّيبانيّ أنه ممن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع الأشجّ هو وأخوه القائف. وسيأتي الخبر بذلك في ترجمة القائف إن شاء اللَّه تعالى.

385- إياس بن عديّ الأنصاري [ (3) ]
من بني عمرو بن مالك بن النجار.
استشهد يوم أحد، قاله ابن عبد البرّ، وقال: لم يذكره ابن إسحاق.
قلت: قد ذكره ابن هشام [ (4) ] من زياداته.
__________
[ () ] الكبير 1/ 440، العقد الثمين 1/ 340، الجرح والتعديل 2/ 1008، الكاشف 1/ 144، بقي بن مخلد 770، أسد الغابة ت (341) ، الاستيعاب ت (129) .
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، الثقات 9/ 13، تهذيب الكمال 1/ 127، تقريب التهذيب 1/ 87، الكاشف 1/ 144، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 108، الوافي بالوفيات 9/ 462، العقد الثمين 1/ 340، تهذيب التهذيب 1/ 389، الجرح والتعديل 14، ترجمة 44، بقي بن مخلد 480، أسد الغابة ت (348) ، الاستيعاب ت (127) .
[ (2) ] في ج عيسى.
[ (3) ] أسد الغابة ت (343) والاستيعاب ت (125) .
[ (4) ] في أفي.

(1/312)


386- إياس بن قتادة التميمي [ (1) ]
العنبري تقدم ذكره في ترجمة أوفى بن مولة، وهم فيه بعضهم فصحّفه فقال: العنزي- بالزاي.
وفي بني تميم آخر يقال له إياس بن قتادة، لكنه مجاشعيّ لا صحبة له.
ذكر المبرّد في «الكامل» أن الأحنف دفعه إلى الأزد رهينة من أجل الدّيات التي تحمّل بها في الفتنة الواقعة بين الأزد وتميم بعد عبيد اللَّه بن زياد سنة بضع وستين.

387- إياس بن معاذ [ (2) ]
الأنصاري الأشهلي. قال ابن السّكن، وابن حبّان: له صحبة.
وذكره البخاريّ في تاريخه «الأوسط» فيمن مات على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من المهاجرين الأولين والأنصار، وترجم له في التاريخ الكبير.
وقال مصعب الزّبيريّ: قدم إياس مكة وهو غلام قبل الهجرة فرجع ومات قبل هجرة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وذكر قومه أنه مات مسلما.
وقال ابن إسحاق في «المغازي» : حدّثني الحصين [ (3) ] بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن محمود بن لبيد، قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذ، يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتاهم فجلس إليهم، فقال لهم: «هل لكم إلى خير ممّا جئتم له؟» قالوا: وما ذاك؟ قال: «أنا رسول اللَّه، بعثني إلى العباد، أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا [ (4) ] » ،
ثمّ ذكر لهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فقال إياس بن معاذ: يا قوم، هذا واللَّه خير مما جئتم له. فأخذ أبو الحيسر حفنة من البطحاء، فضرب وجهه بها، وقال: دعنا منك، فلعمري لقد جئنا لغير هذا، فسكت، وقام وانصرفوا، فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج، ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك.
قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومه أنّهم لم يزالوا يسمعونه يهلّل اللَّه
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، معرفة الصحابة 2/ 329، أسد الغابة ت (345) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، الثقات 3/ 12، الوافي بالوفيات 9/ 464، التحفة اللطيفة 1/ 350، الاستبصار 212، 213، التاريخ الكبير 1/ 442، الطبقات الكبرى 3/ 438، التاريخ الصغير 20، معجم رجال الحديث 3/ 249، أسد الغابة ت (347) ، الاستيعاب ت (123) .
[ (3) ] في ج الحسين.
[ (4) ] أخرجه أحمد في المسند 5/ 427، والطبراني في الكبير 1/ 351، والحاكم في المستدرك 3/ 180، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله مسلم مرسلا والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 162 وكنز العمال حديث رقم 36849.

(1/313)


ويكبّره ويحمده ويسبّحه، فكانوا لا يشكون أنه مات مسلما.
رواه جماعة عن ابن إسحاق هكذا، وهو من صحيح حديثه، لكن رواه زياد البكّائي، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن بن عمرو- بدل الحصين، والأول أرجح. أشار إلى ذلك البخاريّ في تاريخه.

388- إياس
بن هلال بن رئاب بن عبد اللَّه المزني، أبو قرّة. له ولولده صحبة، قاله ابن قتيبة.
وروى النّسائيّ وابن ماجة وابن أبي خيثمة وابن السّكن والباورديّ وغيرهم من طريق يوسف بن المبارك، عن عبد اللَّه بن إدريس، عن خالد بن أبي كريمة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث أباه جدّ معاوية إلى رجل عرّس بامرأة ابنه، فضرب عنقه وخمّس ماله. إسناده حسن.
وهكذا رواه عبد اللَّه بن الوضّاح، وأحمد بن عبد اللَّه العتكيّ، عن عبد اللَّه بن إدريس.
وقال ابن السّكن: هو معروف ب «يوسف» لم يروه من الثّقات غيره.
قلت: قد رواه إسحاق بن راهويه، عن عبد اللَّه بن إدريس، فلم يذكر قرّة في إسناده.
وقال ابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: هذا حديث صحيح. كأن ابن إدريس أسنده لقوم وأرسله لآخرين.
وروى ابن قانع والباورديّ وابن عديّ في «الكامل» ، من طريق فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه- أنه ذهب مع أبيه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فرآه محلول الإزار، فأدخل يده فوضعها في الخاتم.

389- إياس بن ودقة الأنصاري [ (1) ] ،
من بني سالم بن عوف بن الخزرج.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد يوم اليمامة.
قال أبو موسى المدينيّ: رأيته في نسخة بالفاء، والصّواب بالقاف، والدال مفتوحة بالاتفاق، مختلف في إعجامها وإهمالها.

390 ز- أيسر-
لقب أبي ليلى الأنصاري، والد عبد الرّحمن. واسم أبي ليلى داود بن بلال. كذا سمّاه ونسبه حفيده محمد بن عمران بن عبد اللَّه بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وسيأتي ذكر أبي ليلى في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[ (1) ] تبصير المنتبه 4/ 1470، أسد الغابة ت (349) والاستيعاب ت (124) .

(1/314)


391 ز- أيفع بن عبد كلال الحميري.
قال أبو الفتح الأزدي: له صحبة. قال:
وروى أيفع عن عبد اللَّه بن عمر، فإن صحّ فهو آخر.
قلت: الرّاوي عن ابن عمر آخر بلا شك، لكن لهم ثالث، وهو أيفع بن عبد الكلاعي حمصي، روى عن راشد بن سعد وغيره، وأرسل أحاديث، وسيأتي في القسم الأخير.

392- إيماء بن رحضة [ (1) ]
بن خرّبة بن خفاف بن حارثة بن غفار. قديم الإسلام. قال ابن المدينيّ: له صحبة. قال: وقد روى حنظلة الأسلمي عن خفاف بن إيماء بن رحضة حديث القنوت. وقال بعضهم: عن إيماء بن رحضة.
وروى مسلم في صحيحه قصة إسلام أبي ذرّ من طريق عبد اللَّه بن الصّامت، عن أبي ذرّ، وفيها: فجئنا قومنا فأسلم نصفها قبل أن يقدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة. وكان يؤمّهم إيماء بن رحضة الغفاريّ. [ولكن ذكر أحمد في هذا الحديث الاختلاف على رواية سليمان بن المغيرة هل هو خفاف بن إيماء أو أبوه إيماء بن رحضة؟ وعلى هذا فيمكن أن يكون إسلام خفاف تقدّم على إسلام أبيه. واللَّه أعلم] [ (2) ] .
وذكر الزّبير بن بكّار من حديث حكيم بن حزام أن إيماء بن رحضة حضر بدرا مع المشركين، فيكون إسلامه بعد ذلك.
وذكر ابن سعد أنه أسلم قريبا من الحديبيّة. وهذا يعارض رواية مسلم.
وقال ابن سعد: كان سكن غيقة [ (3) ] من ناحية السّقيا [ (4) ] ، ويأوي إلى المدينة، وسيأتي ذكر ابنه خفاف في موضعه، والقصة المذكورة عن حكيم بن حزام فيها، قال: فخرج عتبة ابن ربيعة مبادرا، وخرجت معه لئلا يفوتني من الخير شيء، وعتبة يبكي على إيماء بن رحضة الغفاريّ، وقد أهدى إلى المشركين عشر جزائر [ (5) ] وفيها أن أبا جهل لما كلمه عتبة بن
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 41، الثقات 3/ 109، التحفة اللطيفة 1/ 351، الطبقات الكبرى 4/ 221.
[ (2) ] سقط في أ، أسد الغابة ت (351) ، الاستيعاب ت (136) .
[ (3) ] غيقة: بالفتح ثم السكون ثم القاف ثم الهاء موضع بظهر الحرة، حرّة النار لبني ثعلبة وقيل: بين مكة والمدينة في بلاد غفار، وقيل: خيت في ساحل بحر الحجاز فيه أودية وقيل: حساء على شاطئ البحر فوق العذببة وقيل: مويهة عليها نخل بطرف جبل جهينة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 1007.
[ (4) ] سقيا: بالضم ثم السكون «ثم مثناة تحتانية مقصور» قرية جامعة من عمل م 2/ 721 الفرع بينهما مما يلي الجحفة تسعة عشر ميلا وقيل تسعة وعشرون وقيل السّقيا: من أسافل أودية تهامة وقيل السقيا: بركة وأحساء غليظة دون شميراء للمصعد إلى مكة منها إليها أربعة أميال والسقيا: قرية على باب منبج ذات بساتين كثيرة وقبل بئر بالمدينة وهي ظلّة كانوا يجلسون تحتها.
[ (5) ] ثبت في أ. وفيها أن أبا جهم لما كلمه عتبة بن ربيعة أن يرجع يوم بدر عن القتال فقال: انتفخ سحرك

(1/315)


ربيعة أن يرجع يوم بدر عن القتال فقال: انتفخ سحرك وسل سيفه فضرب به متن فرسه، فقال إيماء بن رحضة ليس القاتل هذا.

393- أيمن بن خريم
بن الأخرم [ (1) ] بن شدّاد بن عمرو بن فاتك بن القليب بن عمرو ابن أسد بن خزيمة بن مدركة الأسديّ. قال المبرد في «الكامل» : له صحبة، وأنشد له شعرا قاله في قتل عثمان يقول فيه:
إنّ الّذين تولّوا قتله سفها ... لقوا أثاما وخسرانا وما ربحوا
[البسيط] وقال المرزبانيّ: قيل له صحبة.
وقال ابن عبد البرّ: أسلم يوم الفتح، وهو غلام يفعة. وقال ابن السّكن: يقال له صحبة. وأخرج له التّرمذيّ حديثا عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم واستغربه، وقال: لا نعرف لأيمن سماعا من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يقف ابن عبد البر على هذا الحديث، فقال: قال الدّار الدّارقطنيّ: روى أيمن عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأما أنا فما وجدت له رواية إلا عن أبيه وعمّه.
قال الصّوليّ: كان أيمن يسمى خليل الخلفاء، لإعجابهم به وبحديثه لفصاحته وعلمه، وكان به وضح يغيّره بزعفران، فكان عبد العزيز بن مروان وهو أمير مصر يواكله ويحتمل له ما به من الوضح لإعجابه به.
وقال ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، قال مروان بن الحكم لأيمن ابن خريم يوم المرج: ألا تخرج تقاتل معنا؟ فقال: إن أبي وعمّي شهدا بدرا، وعهدا إليّ ألا أقاتل مسلما.... الحديث.
كذا فيه شهدا بدرا، وهو خطأ كما سنبينه في ترجمة خريم إن شاء اللَّه تعالى.

394- أيمن
بن أم أيمن [ (2) ] ، وهو أيمن بن عبيد بن زيد بن عمرو بن بلال بن أبي الجرباء بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج.
كذا نسّبه ابن سعد وابن مندة.
__________
[ () ] وسل سيفه فضرب به متن فرسه وقال ايماء بن رخصة: ليس القاتل هذا.
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 41، الإكمال 7/ 70، تهذيب الكمال 1/ 132، تهذيب التهذيب 1/ 392، تقريب التهذيب 1/ 88، الجرح والتعديل 2/ 1206، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 109، الكاشف 1/ 144، الطبقات الكبرى 6/ 38، التاريخ الكبير 2/ 24 أسد الغابة ت (352) ، الاستيعاب ت (132) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 41، معرفة الصحابة 2/ 372، الاستيعاب ت (131) .

(1/316)


وأما أبو عمر فقال: أيمن بن عبيد الحبشي. وهو أيمن بن أم أيمن أخو أسامة بن زيد لأمّه وكانت أم أيمن تزوّجت في الجاهلية بمكة عبيد بن عمرو المذكور، وكان قدم مكّة، وأقام بها، ثم نقل أم أيمن إلى يثرب، فولدت له أيمن، ثم مات عنها فرجعت إلى مكّة، فتزوّجها زيد بن حارثة: قاله البلاذريّ عن حفص بن عمر، عن الهيثم بن عدي عن الشعبي.
وقع ذكره في صحيح البخاريّ، وسيأتي ذلك في ترجمة ابنه الحجاج بن أيمن في قسم من له رؤية.
ويقال إنه الّذي روى عنه عطاء ومجاهد حديث القطع في السرقة، وقد أوضحت صحة ذلك بشواهده في مختصر التهذيب [ (1) ] .
وقال إبراهيم الحربيّ: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو- أنّ سليمان بن زياد حدّثه أنّ عبد اللَّه بن الحارث حدثه أن أيمن وفتية معه تعرّوا واجتلدوا، فجعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا من اللَّه استحيوا ولا من رسوله استتروا» .
وأم أيمن تقول: يا رسول اللَّه، استغفر لهم فيأبى، ما استغفر لهم.
ورواه الطّبرانيّ أيضا. وقد فرق ابن أبي خيثمة بين أيمن الحبشي، وبين أيمن بن أم أيمن. وهو الصّواب.

395 ز- أيمن-
أحد من جاء مع جعفر بن أبي طالب [ (2) ] ، كما تقدم في أبرهة.

396- أيوب بن مكرز [ (3) ]
قال ابن شاهين: حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمّد بن يزيد، قال: وممن عدّ في أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أيوب بن مكرز.
وذكره أبو جعفر الطّبريّ أيضا في الصحابة.
أما أيّوب بن عبد اللَّه بن مكرز بن حفص بن الأحنف القرشي العامري فهو تابعي، له رواية عن ابن مسعود وغيره، وولي غزو الرّوم في أيام معاوية، وكان صاحب الترجمة عمّه.
__________
[ (1) ] المسمى بالتقريب.
[ (2) ] أسد الغابة ت 355.
[ (3) ] أسد الغابة ت 357.

(1/317)


القسم الثاني من حرف الألف
[في ذكر من له رؤية باب الهمزة بعدها الألف] [ (1) ]
397 ز- آدم بن ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.
ذكر ابن حزم وغيره أنه الّذي قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فيه: «وأوّل دم أضعه دم ابن ربيعة بن الحارث» [ (2) ]
وسمّاه الزبير بن بكّار أيضا.
وقد قال البلاذريّ: كان حذيفة بن أنس الهذلي الشاعر خرج بقومه يريد بني عدي بن الدّيل، فوجدهم قد رحلوا عن منزلهم، ونزله بنو سعد بن ليث، فأغار عليهم.
وآدم بن ربيعة مسترضع له فيهم، فقتل، فوضع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دمه يوم الفتح، ويقال هو تصحيف.
قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : وإنما هو دم ابن ربيعة، كذا قال، وفيه نظر. وقيل اسمه إياس، ذكره أبو سعد النيسابورىّ، وقيل غير ذلك.
وسيأتي في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى.

[باب الهمزة بعدها الباء] [ (3) ]
398- إبراهيم ابن [ (4) ] سيد البشر
محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم. أمّه مارية القبطية، ولدته في ذي الحجة سنة ثمان.
قال مصعب الزّبيريّ. ومات سنة عشر، جزم به الواقديّ، وقال: يوم الثلاثاء لعشر خلون من شهر ربيع الأول.
وقالت عائشة: عاش ثمانية عشر شهرا. وقال محمد بن المؤمّل: بلغ سبعة عشر شهرا وثمانية أيام. وأخرج ابن مندة، من طريق ابن لهيعة، عن عقيل ويزيد بن أبي حبيب، كلاهما عن ابن شهاب، عن أنس: لما ولد إبراهيم من مارية جاريته كان يقع في نفس النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم،
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] الطبقات الكبرى 1/ 134، تجريد أسماء الصحابة 1/ 8، معرفة الصحابة 1/ 142،
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] أسد الغابة ت (6) .

(1/318)


حتى أتاه جبريل عليه السّلام، فقال: «السّلام عليك يا أبا إبراهيم» ، هذا حديث غريب من حديث الزهريّ.
وقال أحمد في مسندة: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عروة، عن عائشة، قالت: لقد توفّي إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو ابن ثمانية عشر شهرا، فلم يصلّ عليه. إسناده حسن، ورواه البزّار وأبو يعلى، وصحّحه ابن حزم، لكن قال أحمد في رواية حنبل عنه: حديث منكر.
وقال الخطّابيّ: حديث عائشة أحسن اتصالا من الرواية التي فيها أنه صلّى عليه، قال:
ولكن هي أولى.
وقال ابن عبد البرّ: حديث عائشة لا يصح. ثم قال: وقد يحتمل أن يكون معناه لم يصلّ عليه في جماعة، أو أمر أصحابه فصلّوا عليه ولم يحضرهم.
وروى ابن ماجة من حديث ابن عباس، قال: لما مات إبراهيم ابن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ له مرضعا في الجنّة، فلو عاش لكان صدّيقا نبيّا، ولو عاش لأعتقت أخواله من القبط، وما استرقّ قبطيّ» [ (1) ] .
وفي سنده أبو شيبة الواسطيّ إبراهيم بن عثمان، وهو ضعيف.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، ووقع لنا من طريقة بعلوّ. وقال: غريب.
وروى ابن سعد، وأبو يعلى من طريق عطاء بن عجلان، وهو ضعيف، عن أنس- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى على ابنه إبراهيم وكبّر عليه أربعا
[ (2) ] .
وروى البزّار من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد- مثله، وفيه عبد الرحمن بن مالك بن معقل- وهو ضعيف.
وروى أحمد من طريق جابر الجعفي- أحد الضعفاء، عن الشعبي، عن البراء. قال:
__________
[ (1) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 484 عن ابن عباس ولفظه لما مات إبراهيم ابن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وقال إن له مرضعا في الجنة ولو عاش لكان صديقا نبيا، ولو عاش لعتقت أخواله القبط وما استرق قبطي. كتاب الجنائز (6) باب ما جاء في الصلاة على ابن رسول اللَّه وذكر وفاته (27) حديث رقم 1511، وأحمد 4/ 289، وابن سعد 1: 1: 92 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 1/ 484 في إسناده إبراهيم بن عثمان أبو شيبة قاضي واسط قال فيه البخاري سكتوا عنه وقال ابن المبارك ارم به، وقال ابن معين ليس بثقة وقال أحمد منكر الحديث وقال النسائي متروك الحديث. وأخرجه ابن عساكر في التاريخ 1/ 296.
[ (2) ] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 431 عن جعفر بن محمد عن أبيه وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 38 عن أنس وقال رواه أبو يعلى وفيه محمد بن عبيد اللَّه العزرمي وهو ضعيف.

(1/319)


قد صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على ابنه إبراهيم. ومات وهو ابن ستة عشر شهرا، ورواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، فلم يذكر البراء، وكذا عبد الرزاق.
وروى البيهقيّ في «الدّلائل» - من طريق سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى على ابنه إبراهيم حين مات.
قال النّوويّ: الّذي ذهب إليه الجمهور أنه صلّى عليه وكبّر عليه أربع تكبيرات.
وفي صحيح البخاريّ أنه عاش سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا على الشكّ.
وأخرج ابن مندة، من طريق أبي عامر الأسدي، عن سفيان، عن السّديّ، عن أنس، قال: توفّي إبراهيم ابن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو ابن ستة عشر شهرا، فقال: «ادفنوه بالبقيع، فإنّ له مرضعا تتمّ رضاعه في الجنّة» [ (1) ] ،
وقال: غريب، لا نعرفه من حديث الثوريّ إلّا من هذا الوجه.
قلت: أخرج البخاريّ من طريق محمد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، قلت:
لعبد اللَّه بن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم [أكبر] ؟ قال: مات صغيرا، ولو قضى أن يكون بعد محمد نبيّ عاش ابنه إبراهيم، ولكني لا نبيّ بعده.
وأخرجه أحمد عن وكيع، عن إسماعيل: سمعت ابن أبي أوفى يقول: لو كان بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم نبيّ ما مات ابنه إبراهيم.
وروى إسماعيل السّدّيّ، عن أنس، كان إبراهيم قد ملأ المهد، ولو بقي لكان نبيّا، لكن لم يكن ليبقى، فإنّ نبيكم آخر الأنبياء.
وأخرج ابن مندة أيضا، من طريق إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل بن أبي خالد، قلت لابن أبي أوفى: هل رأيت إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: نعم كان أشبه الناس به، مات وهو صغير.
وقد استنكر ابن عبد البرّ حديث أنس، فقال- بعد إيراده في التمهيد: لا أدري ما هذا؟
فقد ولد نوح عليه السلام غير نبي، ولو لم يلد النبي إلا نبيّا لكان كل أحد نبيّا، لأنهم من ولد نوح، ولا يلزم من الحديث المذكور ما ذكره لما لا يخفى.
وقال النّوويّ في ترجمة إبراهيم من تهذيبه: وأما ما روي عن بعض المتقدمين: لو
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40454 وعزاه لعبد الرزاق في المصنف وابن عساكر في تاريخه وأحمد في المسند 4/ 297، وابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 112 وعزاه للبراء بن عازب.

(1/320)


عاش إبراهيم لكان نبيّا فباطل وجسارة على الكلام على المغيّبات، ومجازفة وهجوم على عظيم. انتهى.
وهو عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة، وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فبالغ في إنكاره. وجوابه أنّ القضية الشرطية لا تستلزم الوقوع، ولا نظنّ بالصّحابي أنه يهجم على مثل هذا بظنه، واللَّه أعلم.
قال ثابت البنانيّ: قال أنس: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ولد لي اللّيلة غلام فسمّيته باسم أبي إبراهيم ... »
الحديث.
أخرجه البخاريّ ومسلم، وفيه قصّة موته، وأنه دخل عليه وهو يجود بنفسه، فجعلت عيناه تذرفان، وفيه: «إنّ العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلّا ما يرضي ربّنا، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون» [ (1) ] .
ولمسلم من طريق عمرو بن سعيد عن أنس: ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، كان إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة، وكان ينطلق ونحن معه فيأخذه ويقبّله، فذكر قصة موته.
وكانت وفاة إبراهيم في ربيع الأول. وقيل: في رمضان: وقيل في ذي الحجة. [وهذا الثالث باطل على القول بأنه مات سنة عشر، لأن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان في حجة الوداع إلا إن كان مات في آخر ذي الحجة. وقد حكى البيهقيّ قولا بأنه عاش سبعين يوما فقط، فعلى هذا يكون مات سنة ثمان واللَّه أعلم] [ (2) ] .

399-[إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم [ (3) ]
آخر. ذكر عليّ بن الحسين بن الجنيد الرّازي في تاريخه، وهو جزء لطيف- أن خديجة ولدت للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بناته الأربع، ثم ولدت من بعد البنات: القاسم، والطّاهر، وإبراهيم، والطّيب، فذهبت الغلمة وهم مرضعون، ولم يذكر مارية القبطية. وقال في قصتها: ولدت إبراهيم ومات صغيرا. وهذا لم يره لغيره، ولم يذكر
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري في صحيحه 2/ 105. والنسائي 4/ 19 كتاب الجنائز باب 16 الرخصة في البكاء على الميت حديث رقم 1859. والحاكم في المستدرك 3/ 412. وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1424، وابن أبي شيبة 7/ 416 وأحمد في المسند 2/ 110.
[ (2) ] بدل ما في القوسين في أ. ثم اختلفوا وقيل: كانت في رابع الشهر، وقيل: في عشرة، وقيل: في آخره، ولا يصح على هذه الأقوال أن يكون في ذي الحجة لأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذ ذاك في الحج، وإبراهيم مات بالمدينة بلا خلاف.
[ (3) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 134، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 102، تجريد أسماء الصحابة 1/ 8، معرفة الصحابة 2/ 142.

(1/321)


مارية وما له منها، ولم يكن ما ذكره غلطا محضا بل يكون انتقل ذهنه فظنّ أن الأولاد كلهم من خديجة، وغفل عن مارية] [ (1) ] .

400- إبراهيم بن الحارث
بن خالد بن صخر التيمي [ (2) ] . تقدم ذكره في القسم الأول.

401- إبراهيم بن الحارث
بن هشام. يأتي [ذكره] [ (3) ] في عبد الرحمن [بن الحارث] [ (4) ] .

402- إبراهيم بن خلّاد
بن سويد الأنصاري [ (5) ] . قال ابن مندة: أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو صغير، وجاء عنه حديث مرسل، روى الباوردي من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد اللَّه، عن إبراهيم بن خلّاد بن سويد، قال: جاء جبريل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «يا محمّد، كن عجّاجا ثجّاجا» [ (6) ] ، ورواه أبو تميلة عن ابن إسحاق، فقال: عن إبراهيم بن خلّاد، عن أبيه.
قلت: ولا يصحّ أيضا سماعه من أبيه.
وقد رواه الثّوريّ وموسى بن عقبة، عن عبد اللَّه بن أبي لبيد، عن المطلب، عن خلّاد بن السّائب، عن خلّاد بن سويد، عن زيد بن خالد الجهنيّ، وهو المحفوظ.
وتعقّب الدّمياطيّ قول ابن مندة بأن قال: الصّواب في نسب إبراهيم هذا أنه إبراهيم ابن خلّاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصاريّ، قال: وأبوه خلّاد بن السّائب ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من التابعين، فكيف يمكن أن يكون ولده ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم؟.
قلت: وفي هذا التعقيب نظر، فيحتمل أن يكون صاحب الترجمة أخا السّائب بن خلّاد الصّحابيّ الآتي ذكره. وهو جدّ إبراهيم الّذي ذكره الدمياطيّ، فيكون صاحب الترجمة عمّ أبيه. واللَّه أعلم.

403- إبراهيم بن صالح.
هو [أبو] [ (7) ] ابن نعيم. يأتي.
__________
[ (1) ] سقط في أ، ج، د.
[ (2) ] أسد الغابة ت 8.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] سقط في أ.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 2 وأسد الغابة ت (9) .
[ (6) ] العجّ: رفع الصوت بالتلبية، وقد عجّ- يعجّ فهو عاجّ وعجّاج. النهاية 3/ 184. والثّجّ: سيلان دماء الهدي والأضاحي يقال ثجّه يثجّه ثجّا. النهاية 1/ 207.
[ (7) ] سقط في أ.

(1/322)


404- إبراهيم بن عبد الرحمن
بن عوف الزهري المدني [ (1) ] .
قال الواقديّ وغيره: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.
قال البخاريّ في «الأوسط» : روى يونس عن ابن شهاب، قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: استسقى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال بعضهم: استسقى بنا، قال: ولا يصحّ، لأن أمّه أمّ كلثوم زوجها أخوها الوليد أيام الفتح.
وقال يعقوب بن شيبة: كان يعدّ في الطبقة الأولى من التابعين، ولا نعلم أحدا من ولد عبد الرحمن روى عن عمر سماعا غيره.
وقال ابن أبي شيبة: حدثنا ابن عليّة، عن إسماعيل بن أمية، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: إني لأذكر مسك شاة أمرت بها أميّ فذبحت حين ضرب عمر أبا بكرة فجعل مسكها على ظهره من شدة الضّرب.
ووقع عند أبي نعيم ما يقتضي أنه ولد قبل الهجرة، فعلى هذا يكون من أهل القسم الأول، لكنه لا يصح. والصواب قبل موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من تابعي المدينة.
مات سنة خمس أو ست وسبعين من الهجرة.

405- إبراهيم بن عبيدة
بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف. قتل والده عبيدة يوم بدر شهيدا، وهو من السّابقين الأولين إلى الإسلام. وابنه هذا ذكره البلاذريّ. وغيره من النسّابين في أولاده، قالوا: ولم يعقب عبيدة.

406- إبراهيم بن أبي موسى الأشعري [ (2) ] :
ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فحنّكه وسمّاه، جاء ذلك في الصحيح من طريق يزيد بن عبد اللَّه، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: ولد لي غلام على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فسماه إبراهيم وحنّكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إليّ، وكان أكبر ولد أبي موسى.
قال ابن حبّان: لم يسمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا. وذكره في الصحابة للمعنى المتقدم، ثم ذكره في التابعين.
__________
[ (1) ] الاستيعاب ت 2.
[ (2) ] الجرح والتعديل 2/ 108، تجريد أسماء الصحابة 1/ 2، تهذيب التهذيب 1/ 135، تقريب التهذيب 1/ 37، معرفة الصحابة 2/ 149.

(1/323)


407- إبراهيم بن نعيم
بن النحام العدوي [ (1) ] . يأتي نسبه في ترجمة أبيه. ويأتي سند حديث هناك أنّ نعيما كان يسمّى نعيما فسماه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم صالحا.
قال الزّبير بن بكّار: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكر ابن سعد أن أسامة طلّق امرأة له وهو شابّ في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فتزوجها نعيم بن النحام فولدت له إبراهيم.
وقال الزّبير: زوّج عمر بن الخطاب إبراهيم هذا ابنته.
قلت: وعند البلاذريّ أنه كانت عنده رقية بنت عمر من أم كلثوم بنت علي.
وذكره البخاريّ في تاريخه، وقال: قتل يوم الحرّة، وابن حبّان في ثقات التّابعين.
وروى البخاريّ في تاريخه من طريق مجاهد، قال: قلت له العلوج، فقال لي إبراهيم ابن نعيم: تب إلى اللَّه، فإن العلج [ (2) ] كافر.
وجاء له ذكر في حديث فيه وهم، أخرجه ابن مندة، من طريق أبي يوسف، عن أبي حنيفة، عن عطاء، عن جابر- أن عبدا كان لإبراهيم بن النحام فدبّره [ (3) ] ، ثم احتاج إلى ثمنه، فباعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بثمانمائة درهم.
وقال ابن مندة: روي من غير وجه عن جابر أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم باع عبدا لابن النّحام- يعني ليس فيه إبراهيم- وتعقبه أبو نعيم بأنّ ابن مندة صحّف فيه، قال: وإنما كان فيه أن عبدا كان لابن نعيم فجعله لإبراهيم.
قلت: هذا لا يستقيم، لأنه لو كان فيه لابن نعيم لا يثبت ذلك لابن نعيم الصحبة، وإنما الّذي رواه الأثبات عن عطاء قالوا: نعيم بن النحام، وكذا رواه ابن المنكدر، وأبو الزّبير، وغيرهم، عن جابر، فبعضهم لا يسمّيه. وأما إبراهيم فلا يصحّ له ذكر في هذا الحديث.
وقال مصعب الزّبيريّ: كانت تحت إبراهيم بن نعيم بن النحّام بنت لعبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب، فماتت، فأخذ عاصم بن عمر بن الخطاب بيده فأدخله منزله، وأخرج إليه ابنتيه أم عاصم وحفصة، وقال له: اختر، فاختار حفصة فزوّجها لها، فقيل له: تركت أم عاصم وهي أجملهما، فقال: رأيت جارية رائعة، وبلغني أنّ آل مروان ذكروها، فقلت:
__________
[ (1) ] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 331، تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، معرفة الصحابة 2/ 154.
[ (2) ] العلج: الرجل القوي الضّخم من كفار العجم وغيرهم. اللسان 4/ 3065.
[ (3) ] التدبير: أن يعتق الرّجل عبده عن دبر، وهو أن يعتق موته فيقول: أنت حر بعد موتي، وهو مدبّر. اللسان 2/ 1321.

(1/324)


لعلّهم أن يصيبوا من دنياهم. فتزوّجها عبد العزيز بن مروان فولدت عمر بن عبد العزيز، ثم ماتت أمّ عاصم عن عبد العزيز، وقتل إبراهيم يوم الحرّة، فتزوج عبد العزيز أختها حفصة.
ورأيت له ذكرا فيمن شهد على عبد اللَّه بن عمر بوقف أرضه.

باب الهمزة بعدها حاء مهملة
408- أحمد بن جعفر
بن أبي طالب الهاشمي. قال الواقديّ: ولدت أسماء لجعفر:
عبد اللَّه، وعونا، ومحمّدا، وأحمد، حكاه أبو القاسم بن مندة واستدركه ابن فتحون.

409- أحمر [ (1) ] بن سليم [ (2) ] :
ويقال سليم بن أحمر. رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره أبو موسى.

باب الهمزة بعدها زاي
410- أزهر بن مكمّل
بن عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة القرشيّ الزّهريّ.
قال الزّبير بن بكّار في ترجمة بني زهرة: ومن ولد الحارث بن زهرة أزهر بن مكمل، فذكره، ثم قال: كان ناس يقولون: إنه يلي الخلافة، ثم ساق بسند له عن حفص وعبد العزيز ابني عمر بن عبد الرحمن بن عوف- أنهما تنازعا في شيء، فأمر عبد الملك بن مروان بحملهما إليه، فقدما فتأخّر حفص عن أخيه. فقال له عبد الملك بن مروان: ما حبسك؟
قال: مررت على أزهر بن مكمل، وهو في الموت، فأقمت عنده حتى مات فدفنته، وكان عبد الملك متكئا فجلس، وقال: أحقّا تقول؟ قال: نعم، قال: وإن ما يقول أهل الكتاب لباطل- يشير إلى ما كانوا يقولون إنه سيلي الخلافة.
قلت: وأزهر هذا غير أزهر والد عبد الرحمن بن أزهر الّذي تقدّم. وسياق نسبهما يوضّح تغايرهما، ولم أر لمكمل في الصّحابة ذكرا، فكأنه مات على الشّرك، وخلف هذا صغيرا في العهد النبوي. والعلم عند اللَّه تعالى.

باب الهمزة بعدها السين
411- أسامة بن عبد اللَّه
بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى [ (3) ] بن قصيّ الأسديّ.
ذكر الزّبير بن بكّار: أنّ عليا قتل أباه بأحد، وأن ولده عبيد اللَّه بن أسامة قتل مع ابن
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في ج، د.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الوافي بالوفيات 8/ 309.
[ (3) ] في أعبد العزيز.

(1/325)


الزبير، فيكون أسامة من هذا القسم، إن لم يكن له صحبة.
وقد وقع في حديث ابن عباس في البخاريّ في قصة مع ابن الزبير فآثر التويتات [ (1) ] والأسامات والحميدات: أبطن من بني أسد، فكان عبيد اللَّه بن أسامة ممن دخل في ذلك.

412 ز- إسحاق بن سعد
بن عبادة الخزرجي، أخو قيس. ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وله رواية عند أبي داود من طريق إسحاق بن سعد عن أبيه.

413 ز- إسحاق بن سعد بن أبي وقاص.
أكبر أولاد سعد، وبه كان يكنى. ولد له في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ومات صغيرا.
قال الزّبير في الأنساب: فولد سعد إسحاق الأكبر، وبه كان يكنّى.

414- أسعد بن سهل
بن حنيف بن واهب الأنصاريّ [ (2) ] أبو أمامة مشهور بكنيته.
ولد قبل وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعامين، وأتى به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فحنّكه وسمّاه باسم جده لأمّه أبي أمامة أسعد بن زرارة.
وقد روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث أرسلها.
وروي عن جماعة من الصحابة كعمر، وعثمان، وزيد بن ثابت، وأبيه وعمه عثمان وغيرهم. وأنكر أبو زرعة سماعه من عمر.
وقال البخاريّ: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يسمع منه، وكذا قال البغوي، وابن السكن وابن حبان وغيرهم.
وقال ابن أبي داود: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وبايعه، وأنكر ذلك عليه ابن مندة وقال: قول البخاريّ أصح.
وقال الباورديّ: مختلف في صحبته، إلا أنه ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال أحمد بن صالح: أخبرنا عنبسة، عن يونس، عن ابن شهاب: حدّثني أبو أمامة بن سهل، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وسماه وحنّكه.
__________
[ (1) ] في أالنونيات.
[ (2) ] الثقات 3/ 30، تهذيب الكمال 1/ 92، الكاشف 1/ 116، تقريب التهذيب 1/ 64، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 116، تهذيب التهذيب 1/ 263، الجرح والتعديل 2/ 1305، التاريخ الكبير 2/ 62، معجم رجال الحديث 3/ 83، الإكمال 1/ 89، التعديل والتجريح 127. وأسد الغابة ت (100) ، الاستيعاب ت (33) .

(1/326)


وقال الطّبرانيّ: له رؤية.
وقال خليفة وغيره: مات سنة مائة.
وقال ابن الكلبيّ، تراضى الناس أن يصلّي بهم، وعثمان محصور.

415- أسير بن عمرو:
يأتي في ترجمته في القسم الآتي.

الهمزة بعدها الياء
416 ز- إياس بن عمرو
بن مؤمّل بن حبيب بن تميم بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عديّ بن كعب القرشيّ العدويّ له إدراك. لم أر لأبيه ذكرا يقتضي صحبته، فكأنه مات قبل أن يسلم أهل مكّة في الفتح، فيكون من أهل هذا القسم. ولإياس هذا ولد اسمه محمد، له ذكر في ترجمة قيس بن عمرو بن المؤمل- يأتي. وسيأتي ذكر أخيه الحارث وأن له صحبة.

417- أيوب بن بشير
بن سعد بن النعمان الأنصاري [ (1) ] ، [كذا نسبه المزي في «التهذيب» ، وكناه أبا سليمان.
وقال أبو عبيد الآجرّيّ، عن أبي داود: أيوب بن بشير بن النعمان بن أكّال من الأنصار، وكذا نسب العدويّ عن ابن القداح أباه، وقال: شهد أحدا والخندق والمشاهد مع أبيه.
وأما بشير بن سعد والد النّعمان فاسم جده ثعلبة] [ (2) ] ، أورده ابن شاهين في الصحابة،
وروي بسنده عن الزهري عن أيوب بن بشير، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «أفضل الصّدقة على ذي الرّحم الكاشح [ (3) ] » [ (4) ]
وهذا مرسل لا يقتضي له صحبة وقد جزم بأنه تابعيّ البخاريّ وابن حبّان وغير واحد، ووثقه أبو داود. وقال المزّي: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأرسل عنه، ثم
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 42، الكاشف 1/ 145، تهذيب الكمال 1/ 133، الطبقات 247، و 254، تهذيب التهذيب 1/ 396، تقريب التهذيب 1/ 88، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 109، التحفة اللطيفة 1/ 358، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 407، المحن 172، الثقات 4/ 29، الطبقات الكبرى 5/ 79، دائرة معارف الأعلمي 12/ 127، أسد الغابة ت (356) .
[ (2) ] في أما بين القوسين يأتي في نهاية الترجمة السابقة.
[ (3) ] الكاشح: العدو الّذي يضمر عداوته ويطوي عليها كشحة: أي باطنه، والكشح: الخصر أو الّذي يطوي عنك كشحة ولا يألفك. النهاية 4/ 175.
[ (4) ] أخرجه ابن خزيمة في صحيحة 4/ 78 حديث رقم 2386 والدارميّ 1/ 397، وأحمد في المسند 5/ 416، والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 178، كنز العمال حديث رقم 16228، وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 880.

(1/327)


نقل عن ابن سعد قال: كان ثقة ليس بكثير الحديث، شهد الحرّة، وجرح بها جراحات، ثم مات بعد ذلك بسنتين، وهو ابن خمس وسبعين سنة.
قلت: فعلى هذا يكون أدرك من حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عشرين سنة، وما أظن هذا المقدار في سنّه إلا غلطا، وكذا غلط ابن حبان في تاريخ وفاته لما ذكره في ثقات التابعين فقال: مات سنة مائة وثلاث عشرة، فالتبس عليه بأيوب بن بشير- بالضّمّ فإنه هو الّذي مات في تلك السّنة.
والمعتمد في تاريخ وفاته قول ابن سعد. وفي سند ابن شاهين المذكور من يضعّف.
وهذا الحديث أخرجه الإمام عبد اللَّه بن أحمد في زياداته. والطّبرانيّ في الكبير، من طريق سفيان بن حسين، عن الزهريّ، عن أيّوب بن بشير بن حزام، فهذا أولى، مع أنه معلول، لأنه اختلف فيه على أيوب بن بشير، فرواه سعيد بن عبد الرحمن الأعشى، عن أيّوب بن بشير، عن أبي سعيد الخدريّ، أخرجه بهذه الترجمة البخاريّ في الأدب المفرد، وأبو داود والترمذي، من طريق سهيل بن أبي صالح، عن سعيد بن عبد الرحمن.
[وله حديث آخر مرسل
أخرجه الذهلي في الزهريات، عن أحمد بن خالد الوهبي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أيوب بن بشير بن النعمان بن أكّال الأنصاريّ- أحد بني معاوية، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: صبّوا عليّ من سبع قرب من آبار شتّى، حتّى أخرج على النّاس فأعهد إليهم ... » [ (1) ] الحديث.
وقد أخرجه الطّبرانيّ في «الأوسط» من وجه آخر: عن ابن إسحاق،
فوقع له تصحيف شنيع نبّه عليه ابن عساكر. ولفظه: عن أيوب بن بشير، سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فذكره. قال ابن عساكر: كان فيه: عن أيّوب بن بشير بن النعمان أحد بني معاوية، فظنّ قوله أحد بني معاوية حدثني معاوية، ثم غيّر حدثني بسمعت، وزاد نسبه لأبي سفيان.
وأخرجه التّرمذيّ من طريق الدراوَرْديّ عن سهيل، فلم يذكر أيوب بن بشير في سنده.
وقد أخرجه غيره عن الدراوَرْديّ، فذكر فيه أيوب. وقيل: عن أيوب بن بشير، عن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن عائشة.
__________
[ (1) ] أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1/ 127 جماع أبواب غسل التطهير باب ذكر الدليل على أن اغتسال النبي من الإغماء.... حديث رقم 258. وأحمد في المسند 6/ 151، 228، عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 179 والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 31، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18842.

(1/328)


وعلى هذا الأخير اقتصر ابن أبي حاتم في التعريف به، فقال في ترجمته: روي عن عبّاد بن عبد اللَّه بن الزبير والزهريّ.
وذكره في الصّحابة أيضا عبدان بن محمد المروزيّ، حكاه أبو موسى في الذّيل عنه، وساق من طريقه من رواية الحكم بن عبد اللَّه بن سعد، عن محمد بن يحيى بن حبّان- أن أيوب بن بشير قال لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: إني قد أجمعت أن أجعل لك ثلث صلاتي دعاء لك ...
الحديث.
قال أبو موسى: الظاهر أن هذا صحابي غير شيخ الزهريّ، قال: إن هذا الكلام قد روي لغيره أنه قال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأخرجه أحمد وغيره من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، قال: قال رجل: يا رسول اللَّه، أرأيت إن جعلت صلاتي لك ... » الحديث.
قلت: وهو معروف لأبيّ بن كعب، لكنه لا يمنع أن يفسره بأيّوب إن كان محفوظا.

القسم الثالث من حرف الألف
[الهمزة بعدها باء]
418 ز- أبا يوه الفارسيّ.
يأتي خبره في جد جميرة.

419- الأبّاء
- بوزن الفعّال- ابن قيس الأسديّ [ (1) ] . شاعر مخضرم، ذكره المرزبانيّ في معجمه، وقال: كان في الرّده، وله يمدح خالد بن الوليد:
لن يهزم اللَّه قوما أنت قائدهم ... يا بن الوليد ولن يشقى بك الدّبر
كفاك كفّ عذاب عند سطوتها ... على العدوّ وكفّ مرة غفر
[البسيط] [وهكذا ذكره الزّبير بن بكّار في ترجمة خالد بن الوليد من كتاب النّسب] [ (2) ] .

420- أبير-
بموحدة مصغّرا، ابن يزيد بن عبد اللَّه بن صرمة [ (3) ] ، بن وائلة بن عمرو ابن عبد اللَّه التيمي- تيم الرّباب. له إدراك. وهو والد عصمة بن أبير الّذي أجار عتبة بن أبي سفيان يوم الجمل، ذكره ابن الكلبي.
__________
[ (1) ] في أبن رشدي.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] في أصريم.

(1/329)


421 ز- أبيض بن هني.
تقدم في الأوّل.

422 ز- أبيّ بن أشيم النهشلي:
سيد بني جرول. يأتي خبره في ترجمة الأشهب بن رميلة.

423 ز- أبيّ بن عمارة [ (1) ]
بن مالك بن جزء بن شيطان بن حذيم بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس العبسيّ.
[قال هشام بن الكلبيّ في «الجمهرة» :] [ (2) ] أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، [وعاش حتى أدركه أبي، وتبعه ابن حزم في الجمهرة] [ (3) ] .
وحكى ابن الكلبيّ عنه، عن أبيه عمارة [ (4) ] ، أنه أدرك خالد بن سنان العبسيّ، وقد ذكرت ذلك في ترجمة أبيّ بن عمارة، فيحتمل أن يكونا واحدا.

424 ز- أبيّ بن قيس النخعي،
أخو علقمة. هاجر مع أخيه زمن عمر، فله إدراك.
وقد ذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» .

الهمزة بعدها جيم
425 ز- الأجدع بن مالك
بن أمية الهمدانيّ الوادعي. ذكر ابن ماكولا أنه مخضرم.
وذكر أبو عبيد البكريّ في شرح أمالي القالي أنه شاعر جاهلي إسلامي.
وفد على عمر بن الخطاب، وكان من الفرسان المذكورين، وهو والد مسروق بن الأجدع، فسمّاه عمر عبد الرحمن. [قال ابن الكلبي: جدّه أمية هو ابن عبد اللَّه بن جزء بن سلامان بن يعمر بن الحارث بن سعد بن عبد اللَّه بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح بن قانع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان. كان شاعرا وقد رأس، وفد على عمر، وهلك في أيامه رحمه اللَّه] [ (5) ] .

426 ز- الأجلح بن وقّاص.
له إدراك.
قال أبو عبيدة: قدم عمرو بن معديكرب والأجلح بن وقاص على عمر، فأتياه وبين يديه مال يوزن، فلما فرغ نحّاه ثم أقبل عليهما، فقال: هيه؟ فقال عمرو: يا أمير المؤمنين، هذا الأجلح شديد المرّة، بعيد الغرة، وشيك الكرّة، واللَّه ما رأيت مثله. فقال عمر للأجلح-
__________
[ (1) ] الاستيعاب ت 8.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] بدل ما في القوسين في أقاله ابن حزم في الجمهرة.
[ (4) ] في أعمارة أبيه.
[ (5) ] سقط في أ، د.

(1/330)


والغضب يعرف في وجهه. هيه؟ فقال: الناس صالحون، كثير نسلهم، دارّة أرزاقهم، خصب نباتهم، أجرياء على عدوهم، صالحون بصلاح إمامهم.
قال: ما منعك أن تقول في صاحبك مثل ما قال فيك؟ قال: ما رأيت في وجهك من الغضب؟ قال: أصبت. وقد تركتك لبنيتك [ (1) ] وتركته لك.

427 ز- الأجم [ (2) ] بن قيس بن مشجعة
بن مجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي. له إدراك. قال ابن الكلبيّ: شهد هو وأخواه زهير ومرثد القادسيّة.

الهمزة بعدها حاء
428 ز- أحزاب بن أسيد [ (3) ] ،
أبو رهم السّمعي- بفتحتين. ويقال له الظّهريّ.
واختلف في أبيه. فقيل بالفتح وقيل بالضم.
قال ابن يونس: أدرك الجاهلية، وعداده في التابعين، وكذا ذكره في التابعين البخاريّ وابن حبّان. وقال أبو حاتم: ليست له صحبة، وذكر ابن أبي خيثمة وابن سعد أبا رهم السماعي في الصّحابة فيمن نزل الشام منهم ولم يسمّياه.
وروى ابن مندة من طريق بقيّة، عن معاوية بن سعيد التجيبي، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللَّه اليزني، عن أبي رهم السّمعي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ من أعظم الخطايا من اقتطع مال امرئ بغير حقّ» .
تابعه معاوية بن يحيى الطرابلسي، عن معاوية بن سعيد. فإن كان أبو رهم هذا هو أحزاب فلا دليل على صحبته بهذا الخبر، لاحتمال أن يكون أرسله وإن كان غيره فيحتمل.

429- الأحنف بن قيس [ (4) ]
بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن
__________
[ (1) ] في أليلتك.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ، ج.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الطبقات 1/ 293، تهذيب الكمال 1/ 71، تهذيب التهذيب 1/ 190، تقريب التهذيب 1/ 49، الكاشف 1/ 99، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 114، الجرح والتعديل 2/ 1321- التاريخ الكبير 2/ 64، تبصير المنتبه 3/ 885.
[ (4) ] أسد الغابة ت (51) ، الاستيعاب ت (161) ، طبقات ابن سعد 7/ 93، طبقات خليفة ت 1555، تاريخ البخاري 2/ 50، المعارف 423، الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الثاني 322، أخبار أصبهان 1/ 224، تاريخ ابن عساكر 8/ 210، وفيات الأعيان 2/ 499، تهذيب الكمال 72، تاريخ الإسلام 3/ 129- العبر 1/ 80، البداية والنهاية 8/ 326، تهذيب التهذيب 1/ 191، النجوم الزاهرة 1/ 184،

(1/331)


مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. أبو بحر التميميّ السّعديّ.
أمّه حبة بنت عمرو بن قرط بن ثعلبة الباهليّة، واسمه الضّحاك على المشهور. وقيل صخر، وهو قول سليمان بن أبي شيخ. رواه ابن السكن، وكذا قال خليفة في رواية يعقوب بن أبي شيبة والفلّاس. وقيل الحارث. وقيل حصن، حكاهما المرزباني وجزم ابن حبّان في الثقات بالحارث، ولقبه الأحنف. وهو مشهور به. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يجتمع به. وقيل: إنه دعا له.
قال ابن أبي عاصم: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا حجاج، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، قال: بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ أخذ رجل من بني ليث بيدي فقال: ألا أبشّرك؟ قلت: بلى، قال: أتذكر إذ بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى قومك، فجعلت أعرض عليهم الإسلام، وأدعوهم إليه، فقلت أنت: إنك لتدعونا إلى خير، وتأمر به، وإنه ليدعو إلى الخير، فبلغ ذلك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «اللَّهمّ اغفر للأحنف» [ (1) ] .
فكان الأحنف يقول: فما شيء من عملي أرجى عندي من ذلك- يعني دعوة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
تفرد به علي بن زيد، وفيه ضعف.
وأخرج أحمد في كتاب «الزّهد» ، من طريق خير بن حبيب: أن رجلين بلّغا الأحنف بن قيس أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دعا له، فسجد.
وكان يضرب بحلمه المثل. وقال له عمر: الأحنف سيد أهل البصرة.
وفي الزهد لأحمد، عن الحسن، عن الأحنف: لست بحليم ولكني أتحلم.
وروى ابن السكن من طريق النضر بن شميل، عن الخليل بن أحمد، قال: قال رجل للأحنف بن قيس: بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال: بتركي ما لا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك.
وذكر الحاكم أنه افتتح مروالروذ.
__________
[ () ] خلاصة الكمال 44، شذرات الذهب 1/ 78، تهذيب ابن عساكر 7/ 10.
[ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 5/ 372، والطبراني في الكبير 8/ 33 والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 50 والبخاري في التاريخ الصغير 1/ 157 والحاكم في المستدرك 3/ 614، وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 65.

(1/332)


وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وقال: كان ثقة مأمونا قليل الحديث.
وكان ممن اعتزل وقعة الجمل، ثم شهد صفّين.
روى عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبي ذرّ وغيرهم، وروى عنه أبو العلاء بن الشّخير، والحسن البصريّ، وطلق بن حبيب، وغيرهم.
وله قصص يطول ذكرها مع عمر، ثم عثمان، ثم مع علي، ثم مع معاوية، ثم مع من بعده إلى أن مات بالبصرة زمن ولاية مصعب بن الزبير سنة سبع وستين، ومشى مصعب في جنازته، وقال مصعب يوم موته: ذهب اليوم الحزم والرّأي.

الهمزة بعدها الدال والراء
430- أديم
- بالتصغير- التغلبي [ (1) ]- ويقال هديم، يأتي في الهاء.
وهو الّذي استفتاه الصّبيّ بن معبد، عن القران بين الحجّ والعمرة. وقع ذلك في كتاب السّنن لأبي داود.

431- أدهم بن محرز الباهليّ [ (2) ]
أبو مالك. ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين وأنه عاش إلى زمن عبد الملك بن مروان فدخل عليه ورأسه كالثّغامة.

432- أربد بن عبد اللَّه البجلي.
أدرك الجاهلية، وحكّمه عمر في قضية [ (3) ] .
قال عبد الرّزّاق عن ابن عيينة عن المخارق بن عبد اللَّه: سمعت طارق بن شهاب يقول: خرجنا حجّاجا، فأوطأ رجل منّا يقال له أربد بن عبد اللَّه ضبّا، فأتينا عمر نسأله، فقال له عمر: احكم فيه. قال: أنت خير مني وأعلم. قال: أنا أمرتك أن تحكم. قال: قلت
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، الوافي بالوفيات 8/ 330.
[ (2) ] المؤتلف والمختلف للآمدي 31، تاريخ اليعقوبي 2/ 343، أنساب الأشراف 5/ 209، المعمرين للسجستاني 92، مروج الذهب 471، رجال الطوسي 35، الحيوان 3/ 327، تاريخ الطبري 4/ 404، الكامل في التاريخ 3/ 303، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 367، الوافي بالوفيات 8/ 330، تاريخ الأعلام 3/ 39، الأسود بن هلال المحاربي 1/ 198، طبقات ابن سعد 6/ 119، طبقات خليفة 142، تاريخ الثقات 67، الثقات لابن حبان 4/ 32 مشاهير علماء الأمصار 102، المعرفة والتاريخ 3/ 86، الجرح والتعديل 2/ 292 الكاشف 1/ 80، تهذيب الكمال 3/ 231، التاريخ الكبير 1/ 449، الوافي بالوفيات 9/ 256، تهذيب التهذيب 1/ 342، تقريب التهذيب 1/ 77، خلاصة تذهيب التهذيب 37، رجال البخاري للكلاباذي 1/ 84، رجال مسلم لابن منجويه 1/ 79، تاريخ الإسلام 3/ 40.
[ (3) ] في أقصة.

(1/333)


فيه جدي. قال: قد جمع الماء والشجر. قال: ففيه ذلك. إسناده صحيح.
ورواه الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق، ولم يسمّ الرجل.

433 ز- أرطاة بن سهية.
وسهيّة أمه- وهي بمهملة وتصغير. وهو أرطاة بن زفر بن عبد اللَّه بن مالك بن سواد بن ضمرة الغطفانيّ المزنيّ الشاعر المشهور.
أدرك الجاهليّة، وعاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان.
قال هشام بن الكلبيّ: أخبرنا محرز بن جعفر مولى أبي هريرة قال: دخل أرطاة بن سهيّة المزني على عبد الملك بن مروان، وقد أتت عليه مائة وثلاثون سنة، فذكر قصة. فعلى هذا يكون مولده قبل البعث بنحو من أربعين سنة.
وقال المرزبانيّ في معجمه: أرطاة بن سهيّة يكنى أبا الوليد، وكان في صدر الإسلام، أدركه عبد الملك بن مروان شيخا كبيرا، فأنشد عبد الملك:
رأيت المرء تأكله اللّيالي ... كأكل الأرض ساقطة الحديد
وما تبغي المنيّة حين تأتي ... على نفس ابن آدم من مزيد
وأعلم أنّها ستكرّ حتّى ... توفّي نذرها بأبي الوليد
[الوافر] فارتاع عبد الملك، وظن أنه أراده، فقال: يا أمير المؤمنين، إنما عنيت نفسي، فسكت.
ويقال إن أرطاة عمّر فكان شبيب بن البرصاء يعيّره، ويقول: إنه لم يحصل له ما حصل لآل بيته من العمى، فمات شبيب قبل أرطاة، ثم عمي أرطاة، فكان يقول: ليته عاش حتى رآني أعمى.
وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: كانت سهيّة أمة لضرار بن الأزور، ثم صارت إلى زفر، فجاءت بأرطاة على فراشه، فادعاه فراش ضرار في الجاهلية، فأعطاه له زفر، ثم انتزعه قومه منه، فغلبت عليه النسبة إلى أمه.
[وقال المرزبانيّ: كان الحارث بن عوف بن أبي حارثة لابن سهيّة أم أرطاة، وكانت أخيذة من كلب قبل أن تصير إلى زفر، فولدت أرطاة على فراش زفر، فلما مات زفر وشب أرطاة جاء ضرار بن الأزور إلى الحارث، فقال:
يا حار أطلق لي بنيّ من زفر ... كبعض من تطلق من أسرى مضر

(1/334)


[أعرفه منّي كعرفان القمر] ... إنّ أباه شيخ سوء أن كفر
[الرجز] فدفعه الحارث لضرار، فأردفه، فلحقه، فبلغ أقرم بن عقفان عمّ أبي زفر، فقال لضرار: القه، وإلا انتضيتكما بالسيف، فألقاه، فما صار أرطاة يعرف إلا أرطاة بن سهيّة] [ (1) ] .

434- أرطاة بن كعب
بن قيس بن حبيب بن عامر بن جويّة بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة الفزاوي. يلقب البكاء. ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم، يقول:
وبدارة السّلم الّتي سوقها ... دمن تظلّ حمامها يبكينا
ما كنت أوّل من تفرّق شمله ... ورأى الغداة من الفراق يقينا
[الكامل]

435- أرطبان المزني [ (2) ] .
مولاهم جدّ عبد اللَّه بن عون، مخضرم، له إدراك. أسلم في عهد عمر.
روى الخطيب، من طريق أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن أبيه، عن جدّه، قال:
أتيت عمر بصدقة مالي، فقال: بارك اللَّه لك في مالك، قلت: وفي أهلي، قال: وفي أهلك. انتهى.
ولا يكون في زمن عمر من له أهل إلا من يكون له إدراك.
وقال أبو خليفة: حدثنا الوليد بن هشام، حدثنا أبي، عن ابن عون، عن أبيه، عن أرطبان جدّه، قال: كنت شماسا في بيعة غسّان، فوقعت في السّهم لعبد اللَّه بن درة المزني.

436- الأرقم بن أبي الأرقم الكلاعيّ:
أدرك الجاهليّة، وسمع من حمام بن معديكرب الكلاعيّ، أحد فرسان الجاهليّة قصة حدث بها في الإسلام.
ذكر أبو بكر بن دريد، عن السكن بن سعيد، عن عبد اللَّه بن محمد بن خالد بن عمران البجلي، عن ابن الكلبيّ، عن أبي الهيثم الرحبيّ- رجل من حمير، قال: حدثني شيخان ممن أدرك حمام [ (3) ] ، بن معديكرب، وسمع حديثه من قلق، فيه ذؤيب بن مرار، والأرقم بن أبي الأرقم، فذكر قصة طويلة.
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] في ج المري.
[ (3) ] في ج خمام.

(1/335)


437 ز- أركون الرومي
أدرك الجاهلية، وأسلم على يدي خالد في عهد أبي بكر.
ذكره ابن عساكر في ترجمة حفيده إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان بن يحيى بن أركون.

438- أرمى [ (1) ] ،
ويقال أرهى، ويقال أريحا- بن أصحمة بن أبحر ولد النجاشيّ.
قال أبو موسى: ذكر الإمام أبو القاسم إسماعيل- يعني شيخه التيمي- في المغازي- أنه في السنة السابعة كتب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الملوك، وبعث إليهم الرسل ... فذكر القصة. قال:
وبعث إلى النجاشي عمرو بن أميّة، قال: فكتب إليه النجاشي الجواب بالإيمان، وفي كتابه:
إني بعثت إليك ابني أرمى بن أصحمة، فإنّي لا أملك إلا نفسي، وإن شئت يا رسول اللَّه أتيتك.
قال: فخرج ابنه في ستين نفسا من الحبشة في سفينة في البحر، فغرقوا كلهم. هكذا ذكرها أبو موسى عن شيخه بلا إسناد.
وقد ذكرها ابن إسحاق في المغازي مطوّلة. وذكرها من طريقه الطّبريّ في «تاريخه» ، والثّعلبيّ في «تفسيره» ، وذكرها البيهقيّ في «الدلائل» من طريق ابن إسحاق، لكن سماه أريحا واللَّه أعلم.

439- أزاد [ (2) ] مرد بن هرمز الفارسيّ.
ذكره ابن مندة، وروى من طريق عكرمة بن إبراهيم الأزدي عن جرير بن يزيد بن جرير، عن أزادمرد بن هرمز- وكان قد أدرك الإسلام، وكان من أساورة كسرى، قال: بينا نحن على باب كسرى ننتظر الإذن، فأبطأ علينا الإذن، واشتدّ الحر وضجرنا. فذكر القصة الآتية مطوّلة.
وفي آخرها قال: فقلت لا حول ولا قوة إلا باللَّه، ما شاء اللَّه كان، وما لم يشأ لم يكن، فلم يزل واللَّه يحترق حتّى صار رمادا. قال ابن مندة: غريب.
قلت: عكرمة فيه ضعف.
وقد روى ابن مندة، من طريق سليمان بن إبراهيم بن جرير، عن أبيه، عن جدّه، قال: كنت بالقادسيّة فسمعني فارسيّ أقول: لا حول ولا قوة إلا باللَّه، فقال: لقد سمعت هذا الكلام من السماء ... ذكر القصة مطوّلة.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 73.
[ (2) ] أسد الغابة ت 74.

(1/336)


وروى ابن مندة أيضا، من طريق إبراهيم بن فهد- أحد الضعفاء- عن حفص بن عمر، حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك، عن جرير، قال: خرجت إلى فارس، فقلت: ما شاء اللَّه لا حول ولا قوة إلا باللَّه، فسمعني رجل، فقال: ما هذا الكلام الّذي لم أسمعه من أحد منذ سمعته من السماء؟ فقلت: ما أنت وخبر السماء؟ قال: إني كنت مع كسرى، فأرسلني في بعض أموره، فخرجت ثم قدمت، فإذا شيطان خلفني في أهلي على صورتي فبدا لي. فقال:
شارطني على أن يكون لي يوم ولك يوم، وإلا أهلكتك، فرضيت بذلك، فصار جليسي يحدّثني وأحدّثه، فقال لي ذات يوم: إني ممن يسترق السمع، والليلة نوبتي. قلت: فهل لك أن أجيء معك؟ قال: نعم، فتهيّأ ثم أتاني، فقال: خذ بمعرفتي، وإياك أن تتركها فتهلك. فأخذت بمعرفته فعرج حتى لمست السّماء، فإذا أنا بقائل يقول: ما شاء اللَّه لا حول ولا قوة إلا باللَّه. فسقطوا لوجوههم، وسقطت، فرجعت إلى أهلي فإذا أنا به دخل بعد أيام، فجعلت أقول: لا حول ولا قوة إلا باللَّه- قال: فيذوب لذلك حتى يصير مثل الذباب، ثم قال لي: قد حفظته! فانقطع عنا.

440- أزداد [ (1) ] .
له إدراك، كان مع بشير بن الخصاصية، وغيره في فتوح العراق سنة ثنتي عشرة. ذكره سيف، وعنه الطبريّ.

441- أزهر بن حميضة [ (2) ] .
وقيل زهرة.
قال ابن عبد البرّ: في صحبته نظر. وقال البخاريّ في تاريخه: سمع أبا بكر قوله، وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه.
وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: روى عن أبي بكر الصديق.

442 ز- أزهر بن سيحان
بن أرطاة بن سيحان بن عمرو بن نجيد بن أسعد ذكره المرزبانيّ، وأنشد له شعرا قاله يوم الدّار، منه:
يلومونني [ (3) ] أن جلت في الدّار حاسرا ... وقد فرّ عنه خالد وهو دارع
[الطويل]

443 ز- أزهر بن مروان.
له إدراك، ذكره ابن عساكر، وأخرج من طريق محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ، قال: كان الأزهر بن مروان يرمى بالفقه، فقال لمعاذ بن جبل- ونحن
__________
[ (1) ] معجم رجال الحديث 3/ 21، أسد الغابة ت 75.
[ (2) ] أسد الغابة ت 76، الاستيعاب ت (20) .
[ (3) ] في د تلوموني.

(1/337)


معه بالجابية: من المؤمنون؟ فقال: إن كنت لأظنك أفقه مما أنت، هم الذين أسلموا وصدقوا وصلّوا وصاموا وآتوا الزكاة.

444 ز- أزهر بن يزيد المرادي الحمصي.
شهد اليرموك والجابية.
وروى عن أبي عبيدة، ومعاذ بن جبل. وعنه الحارث بن قيس.
ذكره ابن عساكر في تاريخه.

باب الألف بعدها سين
445 ز- أسامة بن الحارث الهذليّ.
أحد بني عمرو بن الحارث.
ذكره المرزبانيّ في معجمه، وقال: مخضرم يقول:
عصاك الأقارب في أمرهم ... فزايل بأمرك أو خالط
ولا تسقطنّ سقوط النّواة ... من كفّ مرتضخ لاقط
[المتقارب]

446- أسامة بن قتادة،
أبو سعدة العبسيّ. له إدراك، وهو الّذي شهد على سعد بن أبي وقّاص لما عزله عمر عن إمرة الكوفة. والقصة مشهورة.
وقع ذكره في الصحيح، وسماه البخاريّ في باب وجوب القراءة للإمام والمأموم، ودعا عليه سعد بدعاء مشهور استجيب له فيه.
وإذا كان في زمن عمر في مقام أن يستشهد اقتضى أن يكون له إدراك.

447 ز- أسبق، مولى عمر.
ذكره ابن سعد، فقال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسيّ، حدثنا شريك، عن أبي هلال الطائيّ، زعم أنه سمع أسبق، قال: كنت مملوكا لعمر بن الخطاب، فكان يعرض عليّ الإسلام ويقول: إنك إن أسلمت استعنت بك على إمامتي.

448 ز- أسدآباد،
أحد ملوك البحرين. ذكر البلاذري أنه أسلم مع المنذر بن ساوى، وكان عاقلا أديبا.
استدركه ابن فتحون.

449- أسلم، مولى عمر [ (1) ] .
تقدم ذكره في الأوّل.
قال زيد بن أسلم: مات وهو ابن أربع عشرة ومائة سنة وصلّى عليه مروان بن الحكم.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 120.

(1/338)


450 ز- أسماء بن خارجة [ (1) ]
بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، أبو حسان الكوفيّ، قال أبو حسّان الزّياديّ: مات سنة ستين، وله ثمانون سنة.
قلت: فعلى هذا يكون مولده قبل المبعث.
وقال ابن حبّان: مات سنة خمس وستين. ووافق على مقدار سنه.
وقال ابن عبد البرّ في «الكنى» في ترجمة أبي العريان: لا يبعد أن يكون صحابيّا لرواية كبار التّابعين عنه. انتهى.
وقد ذكروا أباه وعمه الحرّ في الصّحابة، وهو على شرط ابن عبد البرّ.
وروى الطّبرانيّ من طريق أبي الأحوص. قال: فاخر أسماء بن خارجة رجلا، فقال:
أنا ابن الأشياخ الكرام.
فقال عبد اللَّه: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
وقال ابن المبارك في «الزّهد» ، عن المسعوديّ، عن مالك بن أسماء بن خارجة، عن أبيه، قال: سمعت ابن مسعود يقول: «ذو اللّسانين في الدّنيا له لسانان من نار يوم القيامة» .
وقال المرزبانيّ: كان شريفا جوادا كريما لبيبا، وله أخبار كثيرة ووفد على عبد الملك بن مروان فأكرمه.
وقال ابن أبي الدّنيا: حدثنا أبو حذيفة عبد اللَّه بن مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء الفزاري عن أبيه، قال: قال أسماء بن خارجة: ما شتمت أحدا قط.

451 ز- أسماء بن خالد [ (2) ]
بن عوف بن عمرو بن سعد بن ثعلبة بن كنانة بن بارق البارقيّ. له إدراك. وهو جدّ سراقة بن مرداس بن أسماء البارقي الشاعر الّذي هجا المختار بن أبي عبيد بعد أن كان من أتباعه وصار مع مصعب بن الزبير.
__________
[ (1) ] المحبر 154، العقد الفريد 1/ 135، و 3/ 290، مشاهير علماء الأمصار 75، مقاتل الطالبين 99 و 108، الأخبار الطوال 236 و 303، عيون الأخبار 1/ 226 و 2/ 112، ربيع الأبرار 4/ 292، جمهرة أنساب العرب 257، أنساب الأشراف 1/ 254، تاريخ خليفة 264، ثمار القلوب 91، التاريخ الكبير 2/ 55، الجرح والتعديل 2/ 325، مروج الذهب 2089، الفرق بين الفرق للبغدادي 34 و 35، الأغاني 20/ 333: 345 الكامل في التاريخ 4/ 21: 24، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 43: 59 تاريخ الطبري 4/ 404 و 5/ 270، التذكرة الحمدونية 2/ 71 و 97، الوافي بالوفيات 9/ 59، فوات الوفيات 1/ 168، سير أعلام النبلاء 3/ 535، 537 البداية والنهاية 9/ 43، النجوم الزاهرة 1/ 179، أمالي المرتضى 2/ 207: 210، تاريخ الإسلام 2/ 74.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.

(1/339)


ذكره ابن الكلبيّ، وحكى عن سراقة بن غياث بن سراقة المذكور قصة، وهو شاعر أيضا.

452 ز- الأسود بن أقيش النخعي،
والد أبي العريان، الهيثم بن الأسود. له إدراك وشهد الفتوح أيام عمر، قتل يوم القادسيّة، قاله ابن الكلبيّ، وسيأتي ذكر ولده في حرف الهاء.
وقال ابن عبد البرّ في ترجمة أبي العريان: لا يبعد أن يكون صحابيّا لرواية كبار التّابعين عنه.

453 ز- الأسود [ (1) ]
بن شراحيل بن كندي بن الجون بن آكل المرار الكندي.
له إدراك، وولده عبد الرحمن أول من اختط بالكوفة من كندة.
قال ابن الكلبيّ: لم يختط من بني الجون بالكوفة وغيره.

454 ز- الأسود بن عامر
بن عويمر بن مخلّد بن سعيد الخزاعي.
أدرك الجاهليّة، وشهد بعض الفتوح في زمن عمر، وولد له ابنه عبد الرحمن في آخر عصر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وعبد الرّحمن هو والد كثيّر عزّة الشاعر المشهور، وكان مولد كثيّر سنة خمس وعشرين من الهجرة، لأنه مات سنة خمس ومائة، وهو ابن ثمانين سنة، ذكر ذلك المرزبانيّ وغيره.

455 ز- الأسود [ (2) ] بن عبد شمس
بن عدي بن حزام بن شعل بن عوف بن معتمر بن الربعة بن سعد بن هميم بن ذهل بن هنيّ بن بلي البلوي.
له إدراك، ونزل قيس بن سعد بن عبادة على ولده لما انصرف عن إمرة مصر، وكان يقال: إنّ الأسود أجود العرب في زمانه. ذكره ابن الكلبيّ.

456 ز- الأسود بن قطبة،
أبو مفزّر- بفتح الفاء وتشديد الزاي المكسورة بعدها راء.
قال الدّار الدّارقطنيّ في المؤتلف: شهد القادسيّة، وله فيها أشعار كثيرة، وهو رسول سعد بن أبي وقاص بسبي «جلولاء» [ (3) ] إلى عمر، وهو شاعر المسلمين في تلك الأيّام.
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] جلولاء: بالمد وهو نهر عظيم يمتد إلى بعقوبا وبها كانت الوقعة المشهورة على الفرس للمسلمين سنة

(1/340)


ذكره سيف في «الفتوح» ، وقال أيضا: وكان مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر، ومن شعره:
أقمنا على اليرموك حتّى تجمّعت ... جلائب روم في كتائبها العضل
[الطويل] وقال المرزبانيّ في معجمه: شهد فتوح العراق، وهو القائل:
ألا بلّغا عنّي العريب رسالة ... فقد قسّمت فينا فيوء الأعاجم
ودرّت علينا جزية القوم بالّذي ... فككنا به عنهم ولاة [ (1) ] المعاصم
[الطويل] والأسود هو الّذي قال لرسول كسرى لما قال لهم: أما شبعتم، لا نصالحكم حتى نأكل عسل أربدين بأترج كوثى، وذكر أن ذلك جرى على لسانه، ولم يقصده، ولا كان يفهم معناه.

457- الأسود بن كلثوم العدوي.
له ذكر في الفتوح وهو الّذي فتح بيهق [ (2) ] .
أمّره ابن عامر على الجيش، فقتل يوم الفتح سنة إحدى وثلاثين، وكان فاضلا، وفيه يقول عامر بن عبد قيس: ما آسي [ (3) ] من الفراق إلا على ظمأ الهواجر، وتجاوب المؤذنين، وإخوان منهم الأسود بن كلثوم.

458 ز- الأسود بن مغراء
بن شراحيل بن الأرقم بن الأسود.
ذكر ابن دريد في «الاشتقاق» ، وقال: إنه شهد اليرموك.

459- الأسود بن هلال المحاربي [ (4) ] ،
أبو سلام الكوفي.
هاجر في زمن عمر، رواه ابن سعد.
وقال العجليّ: كان جاهليا، وكان من أصحاب عبد اللَّه.
وحديثه عن الصحابة في الصحيحين وغيرهما عن معاذ بن جبل ونحوه.
__________
[ (16) ] فسميت جلولاء الواقعية لما أوقع بهم المسلمون وهي أيضا مدينة مشهورة بإفريقية. انظر: معجم البلدان 2/ 181.
[ (1) ] في د وثاق.
[ (2) ] بيهق: بالفتح، ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور. انظر: معجم البلدان 1/ 638.
[ (3) ] في ج ما أسفي.
[ (4) ] أسد الغابة ت (156) .

(1/341)


وروى الباورديّ في الصّحابة من طريق أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن هلال، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وكذا أخرجه العثماني، واستدركه ابن فتحون.
وروى البخاريّ في تاريخه، من طريق أبي وائل، قال: أتيت الأسود بن هلال، وكان أعقل مني.
قال ابن سعد: مات زمن الحجاج. وقال عمرو بن علي: مات سنة أربع وثمانين.

460- الأسود [ (1) ] بن يزيد
بن قيس النخعي، أبو عمرو. ويقال أبو عبد الرحمن.
ذكر ابن أبي خيثمة أنه حجّ مع أبي بكر وعمر وعثمان.
وقال ابن سعد: سمع من معاذ بن جبل في اليمن قبل أن يهاجر. وفي البخاريّ، من طريق أشعث بن سليم، عن الأسود بن يزيد، قال: أتانا معاذ بن جبل باليمن معلّما وأميرا، فسألناه عن رجل توفّي، فذكر قصّته.
ومن طريق إبراهيم النّخعيّ، عن خاله الأسود،. قال: قضى فينا معاذ بن جبل على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
ولأبي داود من طريق أبي حسّان الأعرج، عن الأسود بن يزيد- أنّ معاذا ورّث أختا وابنة باليمن ونبيّ اللَّه حيّ.
وقال البخاريّ: سمع أبا بكر وعمر، وحديثه عن كبار الصّحابة في الصّحيحين وغيرهما.
قال الحكم بن عتيبة: كان يصوم الدّهر. وقال العجليّ: كوفيّ جاهليّ ثقة، رجل صالح فقيه.
__________
[ (1) ] طبقات ابن سعد 6/ 70، تاريخ الثقات 67، الثقات 4/ 31، التاريخ الكبير 1/ 449، التاريخ لابن معين 2/ 38، تاريخ خليفة 275، طبقات خليفة 148، المعارف 134 و 432، تاريخ الطبري 10/ 182، أنساب الأشراف 4/ 517، أخبار القضاة 1/ 99، مشاهير علماء الأمصار 100، العقد الفريد 2/ 433، الجرح والتعديل 2/ 191، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، حلية الأولياء 2/ 102، المعرفة والتاريخ 2/ 553، تاريخ أبي زرعة 1/ 511، تهذيب الكمال 3/ 233، تهذيب الأسماء واللغات 122، طبقات الفقهاء 79، سير أعلام النبلاء 4/ 50، العبر 1/ 86، تذكرة الحفاظ 1/ 48، الكاشف 80، المعين في طبقات المحدثين 32، دول الإسلام 1/ 55، مرآة الجنان 1/ 156، البداية والنهاية 1219، لباب الآداب 252، الوفيات لابن قنفذ 96، تهذيب التهذيب 1/ 342، تقريب التهذيب 1/ 77، طبقات الحفاظ 15، خلاصة تذهيب التهذيب 37، شذرات الذهب 1/ 82، تاريخ الإسلام 2/ 359، أسد الغابة ت (158) ، الاستيعاب ت (53) .

(1/342)


مات سنة أربع، وقيل خمس وسبعين. وجزم به أبو نعيم شيخ البخاريّ.

461- أسيخت [ (1) ] مرزبان
البحرين. ذكره أحمد بن يحيى البلاذريّ، وقال: كتب إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حين كتب إلى المنذر بن ساوى وأهل البحرين يدعوهم إلى اللَّه تعالى، فأسلم أسيخت والمنذر.
استدركه ابن فتحون. وقد تقدم في أسداباد اباد نحو هذا.

462 ز- الأسيفع الجهنيّ.
أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان يسبق الحاجّ.
قال مالك في «الموطّأ» - عن ابن دلاف، عن أبيه- أنّ رجلا من جهينة كان يشتري الرواحل، فيغالي بها، ثم يسرع السّير، فيسبق الحاجّ، فأفلس، فرفع أمره إلى عمر. فقال:
أما بعد أيها الناس، إن الأسيفع أسيفع جهينة، رضي من دينه وأمانته أن يقال سبق الحاجّ، ألا وإنه ادّان معرضا فأصبح وقد دين به، فمن كان له عليه دين فليأتنا بالغداة نقسم ماله بين غرمائه، ثم إيّاكم والدّين.
ووصله الدّار الدّارقطنيّ من طريق زهير بن معاوية، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن عطية بن دلاف، عن أبيه، عن بلال بن الحارث، عن عمر.
وأخرجه ابن أبي شيبة، عن عبد اللَّه بن إدريس، عن عبيد اللَّه بن عمر به.
وأخرج الدّار الدّارقطنيّ في «غرائب مالك» ، من طريق ابن مهدي، عن مالك، عن ابن دلاف، عن أبيه، عن جده، عن عمر بعضه.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن أيوب: ذكر بعضهم قال: كان رجل من جهينة يبتاع الرواحل فيغلي بها، فدار عليه دين حتى أفلس، فقام عمر على المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: لا يغرّنّكم صيام رجل ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدقه إذا حدّث، والى أمانته إذا ائتمن، وإلى ورعه إذا استغنى. ثم قال: «ألا إنّ الأسيفع أسيفع جهينة ... فذكر نحو ذلك.
وعن ابن عيينة، عن زياد- هو ابن سعد- عن ابن دلاف عن أبيه فذكره.

باب الألف بعدها الشين
463 ز- أشرف بن حميري
بن ذهل بن زيد بن كعب بن عكيب بن أسد بن الحارث بن عتيك بن الأزد الأسديّ- بالتحريك.
__________
[ (1) ] في ج أسيخب.

(1/343)


له إدراك. وقتل ولده عمرو مع عائشة يوم الجمل. ذكره الرشاطيّ عن الشّجرة البغداديّة. [قلت: وهو في جمهرة ابن الكلبيّ، لكن سمّى أباه البختريّ. فاللَّه أعلم.
وذكر أن حفيده زياد بن عمرو بن أشرف جعلته الأزد عليها في كائنة عبيد اللَّه بن زياد بعد موت يزيد بن معاوية، وأنه كان على شرطة الحجاج.

464- أشعث بن عبد الحجر
بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب العامريّ الكلابيّ.
قال ابن الكلبيّ: شهد القادسية والحيرة وتلك المشاهد. وقال حين عقرت ناقته بالقصر:
وما عقرت بالسّيلحين [ (1) ] مطيّتي ... وبالقصر إلّا خشية أن أعيّرا [ (2) ]] [ (3) ]
[الطويل]

465 ز- أشعث بن ميناس السكونيّ.
له إدراك.
ذكر سيف في الفتوح والطّبريّ- أن أبا عبيدة بن الجراح أنزله هو ومن انضوى إليه من قومه حمص سنة خمس عشرة. واستدركه ابن فتحون.

466 ز- الأشهب [ (4) ] بن الحارث
بن هزلة بن معتّب بن أحب بن الغوث الغنويّ.
ذكره الآمديّ، فقال: شاعر فارس جاهليّ، أدرك الإسلام، وقتل يوم الزّعفران ببلاد الروم، وقتل معه أخوان له. وكذا ذكره أبو عمرو الشّيبانيّ أيضا.

467- الأشهب بن رميلة،
هو ابن ثور بن أبي حارثة بن عبد المدان بن جندل بن نهشل بن دارم بن عمرو بن تميم. ورميلة أمه، قاله أبو عمرو الشيبانيّ، قال: وكانت أمة لجندل بن مالك بن ربعي النهشلي، ولدت لثور في الجاهليّة أربعة نفر، وهم رباب وحجناء وسويبط والأشهب، فكانوا من أشد إخوة في العرب لسانا ويدا ومنعة، ثم أدركوا الإسلام فأسلموا، وكثرت أموالهم وعزوا، حتى كانوا إذا وردوا ماء من مياه الصمان [ (5) ] حظروا على
__________
[ (1) ] السيلحين، بالياء: طسوج قرب بغداد بينه وبينها مقدار ثلاثة فراسخ وقرية وراء عقرقوف تسمّيها العامة الصالحين وهي التي بات بها المثنّى بن حارثة وصبح فأغار على سوق بغداد. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 768.
[ (2) ] ينظر البيت في معجم ياقوت 5/ 199.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] هذه الترجمة سقط في ج.
[ (5) ] الصمان: بالفتح ثم التشديد وآخره نون أرض غليظة دون الجبل لبني حنظلة والحزن لبن يربوع والدهناء

(1/344)


الناس ما يريدونه منه، فوردوا في بعض السنين ماء، فأورد بعض بني قطن بن نهشل- واسمه بشر بن صبيح، ويكنى أبا بذّال- بعيره حوضا فضربه به رباب بن رميلة بعصا فشجّه، فكانت بين بني رميلة وبين بني قطن حرب، فأسر بنو قطن أبا أسماء أبيّ بن أشيم النهشلي، وكان سيد بني جرول بن نهشل، وكان مع بني رميلة، فقال نهشل بن جري: يا بني قطن، إن هذا لم يشهد شرّكم [ (1) ] ، فخذوا عليه أن ينصرف عنكم بقومه، وأطلقوه، ففعلوا، فذهب من قومه بسبعين رجلا، فلما رأى الأشهب بن رميلة ذلك أصلح بينهم، ودفع أخاه رباب بن رميلة إليهم، وأخذ منهم الفتى المضروب، فلم يلبث أن مات عنده، فأرسل إلى بني قطن يعرض عليهم الدّية، واستعانوا بعباد بن مسعود، ومالك بن ربعيّ، ومالك بن عوف، والقعقاع بن معبد، فقالوا: لا ترضى إلا بقتل قاتله، وأرادوا قتل الرباب، فقال لهم: دعوني أصلّي ركعتين فصلّى. وقال: أما واللَّه إني إلى ربي لذو حاجة، وما منعني أن أزيد في صلاتي إلا أن يروا أنّ ذلك فرق من الموت، فدفعوه إلى والد المقتول، واسمه خزيمة فضرب عنقه، وذلك في الفتنة بعد قتل عثمان، فندم الأشهب على ذلك، فقال يرثي أخاه:
أعينيّ قلّت عبرة من أخيكما ... بأن تسهر اللّيل التّمام وتجزعا
وباكية تبكي ربابا وقائل ... جزى اللَّه خيرا ما أعفّ وأمنعا
وقد لامني قوم ونفسي تلومني ... بما قال رأيي في رباب وضيّعا
فلو كان قلبي من حديد أذابه ... ولو كان من صمّ الصّفا لتصدّعا [ (2) ]
[الطويل] [وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» في حرف الزاي المنقوطة، وأنشد له ما قاله عند قتله أبا بذّال:
قلت له صبرا [ (3) ] أبا بذّال ... تعلّمن واللَّه لا أبالي
أن لا تؤوب آخر اللّيالي ... صبرا [ (4) ] له لغرّة الهلال
أوّل يوم لاح من شوّال [ (5) ]
[الرجز]
__________
[ () ] لجماعتهم وقيل: الصّمان جبل في أرض تميم أحمر ينقاد ثلاث ليال ليس له ارتفاع وقيل الصمان قرب رمل عالج وقيل هو بلد من بلاد تميم، والصمان موضع من نواحي الشام بظاهر البلقاء. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 851، 852.
[ (1) ] في دسركم.
[ (2) ] تنظر الأبيات في مختار الأغاني 1/ 284.
[ (3) ] في ب اصبر.
[ (4) ] في ب ضربته لغرة.
[ (5) ] تنظر الأبيات في المختار 1/ 272.

(1/345)


قال: ولما قتل رباب بأبي بذّال أنشد الأشهب:
ولمّا رأيت القوم ضمّت حبالهم ... ربابا وني [ (1) ] شرى وما كان وانيا
[الطويل] قال: وكان رباب جلدا من أشدّ الناس] [ (2) ] .

468 ز- الأشهب بن ورد
بن عمرو بن ربيعة بن جعدة السلمي. له إدراك.
وكان ابنه زياد مع معاوية بصفّين وبعدها.
ذكر ذلك أبو عمرو الشّيبانيّ.

باب الألف بعدها الصّاد
469 ز- الأصبغ بن حجر
بن سعد الهمدانيّ.
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ولما أسلم أخوه يزيد بن حجر على يد معاذ في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غضب الأصبغ وقعد لمعاذ بن جبل على الطريق ليقتله، فلم يقدّر له ذلك، ثم أسلم فحسن إسلامه. ذكر ذلك الهمدانيّ في الأنساب له.

470 ز- الأصبغ بن عمرو
بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبيّ القضاعيّ.
كان نصرانيّا فأسلم على يد عبد الرحمن بن عوف في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- وتزوّج عبد الرحمن ابنته تماضر بأمر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم له بذلك ذكر الواقديّ عن سعيد بن بانك [ (3) ] .
وأخرجه الدّار الدّارقطنيّ في الأفراد، من طريق محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة رحمه اللَّه، عن سعيد بن مسلم بن بانك [ (3) ] عن عطاء، عن ابن عمر، قال: دعا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف، فقال: «تجهّز فإنّي باعثك في سريّة ... »
فذكر الحديث. وفيه:
فخرج عبد الرحمن حتى لحق بأصحابه، فسار حتى قدم دومة الجندل، فلما دخلها دعاهم إلى الإسلام ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبيّ، وكان نصرانيّا، وكان رأسهم، فكتب عبد الرحمن مع رجل من جهينة يقال له رافع بن مكيث إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: أن تزوّج ابنه الأصبغ فتزوجها، وهي تماضر التي ولدت له بعد ذلك أبا سلمة بن
__________
[ (1) ] في ب وفي.
[ (2) ] سقط في أ، ج.
[ (3) ] في باب فاتك.

(1/346)


عبد الرحمن. قرأته بتمامه على أحمد بن الحسن الزيني أن محمد بن أحمد بن خالد البارقي أخبرهم، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مناقب، أخبرنا أبو اليمن الكندي، [أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو الحسين بن النقور] ، أخبرنا أبو سعد. الإسماعيليّ بانتقاء الدار الدّارقطنيّ، حدّثنا محمد بن الحسن الخباز، حدّثنا عمرو بن تميم، حدّثنا أبو سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني، حدّثنا محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة ... فذكره مطوّلا.
قال الدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» : تفرد به محمد بن الحسن، عن سعيد، ولم يروه عنه غير أبي سليمان.
قلت: رواية الواقديّ له عن سعيد ترد على هذا الإطلاق. واللَّه أعلم.

471 ز- الأصبغ بن نباتة.
صاحب عليّ. أخرج ابن ماجة حديثه عنه، وروى ابن عساكر ما يدلّ على أنّ له إدراكا، فإنه أخرج في ترجمة عبد الرحيم بن محرز الفزاريّ من طريق هشام بن الكلبيّ، عن أبي يعلى- واسمه سويد السجستانيّ، عن مرّة بن عمر، عن الأصبغ بن نباتة، قال: إنا لجلوس ذات يوم عند عليّ في خلافة أبي بكر إذ أقبل رجل من حضرموت ... فذكر قصة طويلة سيأتي ذكرها في ترجمة مدرك بن زياد إن شاء اللَّه تعالى.

[472- أصحبة-
بموحدة: في الّذي يأتي بعده] [ (1) ] .

473- أصحمة بن أبحر [ (2) ] النجاشيّ [ (3) ]-
ملك الحبشة، واسمه بالعربية عطيّة.
والنجاشيّ لقب له، أسلم على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يهاجر إليه، وكان ردءا للمسلمين نافعا، وقصته مشهورة في المغازي في إحسانه إلى المسلمين الذين هاجروا إليه في صدر الإسلام.
وأخرج أصحاب الصّحيح قصة صلاته صلّى اللَّه عليه وسلم صلاة الغائب من طرق: منها رواية سعيد بن مينا، عن جابر. ومنها
رواية عطاء بن جابر: لما مات النجاشيّ قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «قد مات اليوم عبد صالح يقال له أصحمة، فقوموا فصلّوا على أصحمة، فصفّنا خلفه» [ (4) ] .
هذا لفظ القطّان عن ابن جريج عنه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وفي رواية ابن عيينة، عن ابن جريج: «قد مات اليوم عبد صالح، فقوموا فصلّوا على أصحمة» .
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] في د أبجر، وفي ب أنجر.
[ (3) ] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 287، العبر 1/ 10، مجمع الزوائد 9/ 419، 420، كنز العمال 14/ 33، أسد الغابة ت (188) .
[ (4) ] أخرجه الحميدي (1291)

(1/347)


قال الطّبريّ وجماعة: كان ذلك في رجب سنة تسع، وقال غيره: كان قبل الفتح.
قال ابن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة: لما مات النجاشيّ كنّا نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور.
وعند ابن شاهين والدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» ، من طريق معتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس. قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «قوموا فصلّوا على أخيكم النّجاشيّ» [ (1) ] .
فقال بعضهم:
تأمرنا أن نصلي على علج من الحبشة؟ فأنزل اللَّه تعالى: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ... [آل عمران: 199] إلى آخر السورة.
قال الدّار الدّارقطنيّ: لا نعلم رواه غير أبي هانئ أحمد بن بكار، عن معتمر.
وجاء من طريق زمعة بن صالح عن الزهري، ويحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: أصبحنا ذات يوم عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إن أخاكم أصحمة النجاشيّ قد توفّي، فصلّوا عليه» . قال: فوثب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ووثبنا معه، حتى جاء المصلّي فقام فصففنا وراءه فكبّر أربع تكبيرات.
[والنّجاشيّ- بفتح النون على المشهور، وقيل: تكسر- عن ثعلب، وتخفيف الجيم.
وأخطأ من شدّدها عن المطرزيّ، وبتشديد آخره. وحكى المطرزيّ التخفيف ورجّحه الصّغانيّ.
وأصحمة بوزن أربعة، وحاؤه مهملة، وقيل معجمة، وقيل إنه بموحدة بدل الميم.
وقيل: صحمة بغير ألف. وقيل كذلك، لكن بتقديم الميم على الصّاد. وقيل بزيادة ميم في أوله بدل الألف، عن ابن إسحاق في المستدرك للحاكم. والمعروف عن ابن إسحاق الأول، ويتحصل من هذا الخلاف في اسمه ستة ألفاظ لم أرها مجموعة] [ (2) ] .

474 ز- أصعر [ (3) ] بن قيس
بن الحارث بن وقاص بن صلاءة بن معقل بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي. له إدراك.
ذكره ابن الكلبيّ في «الجمهرة» ، وقال: كان صاحب راية بني الحارث يوم القادسية.

475- أصخمة-
بخاء معجمة. تقدم في الّذي قبله.
__________
[ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 64 والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 29، والطبراني في الكبير 18/ 193 وابن عدي في الكامل 6/ 2278.
[ (2) ] سقط في أ، ج.
[ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ.

(1/348)


476 ز- أصمع بن مظهّر
بن رياح بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر الباهلي، جدّ الأصمعي عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع.
قال أبو عبيد البكريّ في شرح «أمالي القالي» : أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأصيب يوم الأهواز.
وقال ابن حزم في «الجمهرة» : أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأسلم هو وأبوه جميعا. وذكر المبرّد في «الكامل» لابنه علي بن أصمع قصة مع علي بن أبي طالب ثم مع الحجاج.

477- أطّ بن أبي أطّ
أحد بني سعد بن بكر. صحب خالد بن الوليد أيام أبي بكر، وإليه ينسب نهر أطّ بالعراق، وكان خالد استعمله على خراج تلك النّاحية فنسب نهرها إليه.
ذكره الطّبريّ، عن سيف، ووقع في موضع آخر: أطّ بن سويد، ولعله اسم أبيه.
واستدركه ابن فتحون. ورأيته مضبوطا بخط من يوثق به بضمّ الهمزة أوّله.

478 ز- أعبد بن فدكي،
أخو أبي ليلى السعدي. كان مع خالد بن الوليد في قتال الردّة وفي الفتوح. وبعثه على الحيرة مع القعقاع. ذكر ذلك الطبريّ عن سيف، واستدركه ابن فتحون أيضا.

479 ز- الأعور بن الورد
بن حذيفة بن بدر الفزاري، ابن عم عيينة بن حصن.
له إدراك. وقد هاجى [ (1) ] ابنه ربيعة بن الأعور عقيل بن علّفة بن الحارث بن معاوية المريّ.

480- الأغلب العجليّ
الراجز. تقدم في الأول.

481 ز- أفلح،
مولى أبي أيوب الأنصاري [ (2) ] ، يكنى أبا كثير.
له إدراك، لأنه سبي من عين التمر [ (3) ] في خلافة أبي بكر الصديق، وله رواية عن عمر وعثمان وعبد اللَّه بن سلام.
__________
[ (1) ] في أهاجر.
[ (2) ] طبقات ابن سعد 5/ 86، طبقات خليفة 238، التاريخ الكبير 2/ 52، ترتيب الثقات للعجلي 71، 72، الثقات لابن حبان 4/ 58، تاريخ الطبري 3/ 415، تهذيب الكمال 3/ 325، التاريخ الصغير 65، المغازي للواقدي 434، الجرح والتعديل 2/ 323، المعرفة والتاريخ 1/ 319 و 1/ 83، خلاصة تذهيب التهذيب 40، تاريخ الإسلام 2/ 75.
[ (3) ] عين التمر: بلدة في طرف البادية على غربيّ الفرات وحولها قريّات منها شفاثا وتعرف ببلد العين أكثر نخلها القسب ويحمل منها إلى سائر الأماكن. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 977.

(1/349)


قال العجليّ: ثقة من كبار التابعين. وروى البخاريّ في تاريخه بسند صحيح عن ابن سيرين أنه قتل بالحرّة، وذلك سنة أربع وستين. وروى له مسلم.

482 ز- أقرع، مؤذن عمر.
روى عن عمر قوله للأسقف: هل تجدني في الكتاب؟
[قال: نجدك قرنا من حديد. قال: وما قرن من حديد؟ قال: أمر شديد. فقال عمر:
اللَّه أكبر] [ (1) ] .
وعنه عبد اللَّه بن شقيق العقيلي، روى له أبو داود هذا الأثر بنحوه. ذكرته لأنّ من يؤذّن لعمر يقتضي إدراكه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كبيرا. [وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين] [ (1) ] .

483 ز- الأقيشر الأسديّ.
اسمه المغيرة بن عبد اللَّه. يأتي في الميم.

484- أكتل بن شماخ [ (2) ]
بن زيد بن شداد بن صخر بن مالك بن لأي بن ثعلبة بن سعد بن كنانة بن الحارث بن عوف العكليّ: نسبه ابن الكلبيّ، وقال: شهد الجسر مع أبي عبيدة، وأسر يومئذ مرد شاه وضرب عنقه. وشهد القادسيّة، وله فيها آثار محمودة، وكذا ذكره الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف» ، وزاد أنّ الشعبي روى عنه حديثا.
وقال ابن الكلبيّ: كان علي بن أبي طالب إذا نظر إلى أكتل قال: من أحبّ أن ينظر إلى الصحيح الفصيح فلينظر إلى أكتل. ذكره ابن عبد البرّ بهذا، لأنّ له إدراكا.

485- أكثم بن صيفي
بن رباح [ (3) ] بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم التميميّ الحكيم المشهور وهو عمّ حنظلة بن الربيع بن صيفي الصحابيّ المشهور. قال ابن عبد البرّ: ذكره ابن السّكن في الصّحابة فلم يصنع شيئا.
والحديث الّذي ذكره هو:
ولما بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أراد أن يأتيه، فأبى قومه أن يدعوه، قال: فليأت من يبلغه عني ويبلغني عنه. قال: فانتدب له رجلان فأتيا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالا: نحن رسل أكثم بن صيفي، وهو يسألك من أنت وما أنت وبم جئت؟
قال: «أنّا محمّد بن عبد اللَّه وأنا عبد اللَّه ورسوله» ثمّ تلا عليهم: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ... [ (4) ] [النحل: 90] الآية. فأتيا أكثم، فقالا له ذلك، قال: أي قوم، إنه يأمر
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] الطبقات الكبرى 6/ 257، أسد الغابة ت 216، الاستيعاب ت 158.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 27، معرفة الصحابة 2/ 419، أسد الغابة ت 218.
[ (4) ] أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 242. والترمذي 5/ 508 كتاب الدعوات باب 97 حديث رقم 3532 قال أبو عيسى هذا حديث حسن، وأحمد في المسند 1/ 210، 3/ 153 والبخاري في التاريخ الصغير

(1/350)


بمكارم الأخلاق، وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رءوسا ولا تكونوا فيه أذنابا.
فلم يلبث أن حضرته الوفاة، فقال: أوصيكم بتقوى اللَّه وصلة الرّحم. فذكر باقي الحديث في وصيته.
قال ابن السّكن: حدثنا ابن صاعد، حدثنا الحسن بن داود عن محمد بن المنكدر.
حدّثنا عمر بن علي المقدّمي، عن عليّ بن عبد الملك عن عمير، عن أبيه، فذكره وهو مرسل.
قال ابن عبد البرّ: ليس في هذا الخبر ما يدل على إسلامه.
قال ابن فتحون: قد ذكره الباورديّ في الصحابة كما ذكره ابن السكن. وأخرج الخبر عن إبراهيم بن يوسف. عن المنكدر، لكن قد ذكره الأموي في المغازي قال: حدثني عمي عن عبد اللَّه بن زياد، حدّثني بعض أصحابنا، عن عبد الملك بن عمير- نحوه. وزاد أنه قرّب له بعيره، فركب متوجّها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فمات في الطريق. قال: ويقال نزلت فيه هذه الآية:
وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ...
[النساء: 100] الآية.
وعبد اللَّه بن زياد هو ابن سمعان أحد المتروكين، فهذا لو صحّ لكان حجّة على ابن عبد البرّ في كونه أسلم، ويكون على شرطه في إخراجه أمثاله في كتابه ممن لم يلق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقد وجدت له شاهدا ذكره أبو حاتم السجستانيّ في كتاب المعمّرين، عن عمرو بن محمد السعديّ، عن عامر الشعبيّ، قال: سألت ابن عباس عن هذه الآية، فقال: نزلت في أكثم بن صيفي قلت: فأين الليثي؟ قال: كان هذا قبل الليثي بزمان، وهي خاصة عامة.
وروى أبو حاتم أيضا في المعمّرين عن رشدين بن كريب، عن أبيه عن ابن عباس- أن الآية المذكورة نزلت فيه.
وقال الأصمعيّ: حدّثنا أبو حاضر الأسديّ، عن أبيه. قال: كان فيما أوصى به أكثم بن صيفي ولده عند خروجه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.... فذكر قصته.
وقال العسكريّ في الصّحابة في فصل من أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يلقه: روى أهل
__________
[ (1) ] / 11، وابن أبي شيبة في المصنف 11/ 431 والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 116، 132، كنز العمال حديث رقم 31867، 31950، 32020، 35512.

(1/351)


الأخبار أنه خرج إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأن ابن أخ له غوّر طريقهم ليرجع، ففقد الماء، فرجع فمات عطشا.
وقد تبع ابن مندة ابن السّكن في إخراجه. وأخرج الخبر المذكور عنه، ولم يزد على ذلك، ثم أخرج أكثم بن صيفي، قال: وهو ابن عبد العزّى.... فسرد نسب أكثم بن الجون الخزاعي. ثم قال: أكثم بن الجون، فذكر له ترجمة على حدة، فهذا معدود في أغلاطه.
ثم وجدت قصّة أكثم التي أشار إليها العسكريّ في كتاب الصّحابة مطوّلة، وفيها التصريح بإسلامه.
وقال أبو حاتم في «المعمّرين» : لما سمع أكثم بخروج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث إليه ابنه حبيشا ليأتيه بخبره، وقال: يا بنيّ، إنّي أعظك بكلمات فخذ بهنّ من حين تخرج من عندي إلى أن ترجع ... فذكر قصّة طويلة، فيها:
فكتب إليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «أحمد إليك اللَّه الّذي لا إله إلّا هو، إنّ اللَّه أمرني أن أقول لا إله إلّا اللَّه» .
فقال أكثم لابنه: ماذا رأيت؟ قال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وينهى عن ملائمها، فجمع أكثم قومه، ودعاهم إلى أتباعه، وقال لهم: إن سفيان بن مجاشع سمّى ابنه محمدا حبّا في هذا الرّجل، وإن أسقف نجران [ (1) ] كان يخبر بأمره وبعثه، فكونوا في أمره أوّلا ولا تكونوا آخرا.
فقال لهم مالك بن نويرة: إنّ شيخكم خرف. فقال أكثم: ويل للشّجيّ من الخليّ، واللَّه ما عليك آسي، ولكن على العامة. ثم نادى في قومه فتبعه منهم مائة رجل، منهم:
الأقرع بن حابس، وسلمى بن القين [ (2) ] ، وأبو تميمة الهجيمي، ورباح [ (3) ] بن الرّبيع، والهنيد، وعبد الرحمن بن الربيع، وصفوان بن أسيد، فساروا حتى إذا كانوا دون المدينة بأربع ليال كره ابنه حبيش مسيره، فأدلج على إبل أصحاب أبيه، فنحرها وشقّ قربهم ومزاداتهم، فأصبحوا ليس معهم ماء ولا ظهر، فجهدهم العطش، وأيقن أكثم بالموت، فقال لأصحابه:
أقدموا على هذا الرجل، وأعلموه بأني أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنّه رسول اللَّه، انظروا إن كان
__________
[ (1) ] نجران: بالفتح ثم السكون وآخره نون وهو في عدة مواضع: منها نجران من مخاليف اليمن من ناحية مكة وبها كان خبر الأخدود وإليها تنسب كعبة نجران وكانت ربيعة بها أساقفة مقيمون منهم السيد والعاقب اللذين جاءا إلى النبي عليه السلام في أصحابهما ودعاهم إلى المباهلة. وبقوا بها حتى أخلاهم عمر رضي اللَّه عنه عنها انظر: مراصد الاطلاع: 3/ 1359.
[ (2) ] في ج القيس.
[ (3) ] في د رياح.

(1/352)


معه كتاب بإيضاح ما يقول فآمنوا به واتبعوه وآزروه.
قال: فقدموا عليه فأسلموا، قال: فبلغ حاجبا ووكيعا خروج أكثم، فخرجا في أثره، فلما مرا بقبره أقاما به ونحرا عليه جزورا، ثم قدما على أصحابه، فقالا لهم: ماذا أمركم به أكثم؟ قالوا: أمرنا بالإسلام، قال: فأسلما معهم.
قال أبو حاتم: عاش أكثم ثلاثمائة وثلاثين سنة، وكان أبوه صيفي أيضا من المعمرين عاش مائتين وسبعين سنة، ويقال: بل عاش أكثم مائة وتسعين سنة.
قلت: وأنشد له المرزبانيّ:
وإنّ امرأ قد عاش تسعين حجّة ... إلى مائة لم يسأم العيش جاهل
أتت مائتان غير عشر وفائها ... وذلك من مرّ اللّيالي قلائل [ (1) ]
[الطويل] [وذكر الخطيب هذين البيتين بسنده إلى أبي حاتم. ونقل عنه أنه كان يقول: إنما قلب الرجل مضغة منه، وإنه ينحلّ كما ينحلّ سائر جسده. وقال الخطيب: وكانت له حكمة وبلاغة] [ (2) ] .

486 ز- الأكدر بن حمام
بن عامر بن صعب بن كثير بن عكارمة بن هذيل بن زرّ بن تميم اللخمي، وله إدراك.
قال سعيد بن عفير: شهد فتح مصر هو وأبوه.
وقال أبو عمر الكنديّ في كتاب الخندق: حدثني يحيى بن أبي معاوية بن خلف بن ربيعة، عن أبيه: حدثني الوليد بن سليمان، قال: كان أكدر علويّا، وكان ذا دين وفضل وفقه في الدين، وجالس الصحابة، وروى عنهم، وهو صاحب الفريضة التي تسمّى الأكدريّة، وكان ممن سار إلى عثمان، وكان معاوية يتألّف قومه به فيكرمه ويدفع إليه عطاءه، ويرفع مجلسه، فلما حاصر مروان أهل مصر أجلب عليه الأكدر بقومه وحاربه بكل أمر يكرهه، فلما صالح أهل مصر مروان علم أنّ الأكدر سيعود إلى فعلاته، فألّب عليه قوما من أهل الشّام فادّعوا عليه قتل رجل منهم، فدعاه فأقاموا عليه الشهادة فأمر بقتله.
قال: فحدثني موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه، قال: كنت واقفا بباب مروان حين دعا بالأكدر، فجاء ولا يدري فيما دعي إليه، فما كان بأسرع من أن قتل، فتنادى الجند. قتل
__________
[ (1) ] ينظر البيتان في الاشتقاق لابن دريد: 207.
[ (2) ] سقط في أ.

(1/353)


الأكدر، فلم يبق أحد إلا لبس سلاحه، وحضروا باب مروان وهم زيادة على ثمانين ألف إنسان، فأغلق مروان بابه خوفا، فمضوا إلى كريب بن أبرهة فأعلموه الخبر. فوجدوه في جنازة زوجته بسيسة بنت حمزة بن عبد كلال، فلما فرغ جاء صحبتهم إلى مروان، فدخل عليه، فقال له مروان: إليّ يا أبا رشيد، فقال: بل إليّ يا أمير المؤمنين، فقام إليه فألقى عليه رداءه، وقال: أنا له جار، فانصرف الجيش عنه، وذهب دم الأكدر هدرا.
وروى أبو عمر الكنديّ من طريق ابن لهيعة، قال: مرض الأكدر بن حمام بالمدينة ليالي عثمان، فجاءه عليّ بن أبي طالب عائدا، فقال: كيف تجدك؟ قال: لما بي يا أمير المؤمنين. قال: كلا لتعيش زمانا، ويغدر بك غادر، وتصير إلى الجنّة إن شاء اللَّه تعالى.
وروى البيهقيّ في «الشعب» ، من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن خديج بن صومي- أنه سمع الأكدر بن حمام يقول: أخبرني رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «جلسنا يوما في المسجد فقلنا لفتى منّا: اذهب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فسله ما يعدل رتبة الجهاد، فأتاه فسأله، فقال: «لا شيء» .
وروى أبو عمر الكنديّ، من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن مسافر بن حنظلة، عن الأكدر بن حمام أنّ عمر بن الخطّاب قال: تعلّموا المهن، فإنه يوشك الرجل منكم أن يحتاج إلى مهنة.
وقال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن سفيان، قال: قلت للأعمش: لم سميت الفريضة الأكدريّة؟ قال: طرحها عبد الملك بن مروان على رجل يقال له الأكدر كان ينظر في الفرائض، فأخطأ فيها. قال وكيع: وكنا نسمع قبل ذلك أن قول زيد بن ثابت تكدر فيها.
قلت: إن كان قول الأعمش محفوظا فلعلّ عبد الملك طرحها على الأكدر قديما، وعبد الملك يطلب العلم بالمدينة، وإلا فالأكدر هذا كما تقدم قتل قبل أن يلي عبد الملك الخلافة.
وروى ابن المنذر في «التّفسير» ، عن علي بن المبارك، عن زيد بن المبارك، عن محمد بن ثور، عن ابن جريج في قوله تعالى: لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ [آل عمران: 174]- قال: قدم رجل من المشركين من بدر، فأخبر أهل مكة بخيل محمد، فرعبوا فجلسوا فقال شعرا في ذلك، قال: وزعموا أنه الأكدر بن حمام.

487 ز- امرؤ القيس
بن عديّ بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبد اللَّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللّات بن رفيدة بن ثور بن كلب الكلبيّ له إدراك.

(1/354)


ذكره ابن الكلبيّ، قال: وقد أمّره عمر بن الخطاب على من أسلم بالشام من قضاعة، وخطب إليه عليّ ومعه ابناه حسن وحسين فزوّجهم بناته. وفي بنته الرباب يقول الحسين بن عليّ، وكان له منها ابنته سكينة:
لعمرك إنّني لأحبّ دارا ... تكون بها سكينة والرّباب
[الوافر] قلت: وروينا قصته في أمالي ثعلب، قال: حدّثنا ابن شبيب، حدّثنا الزبير، حدّثني علي بن صالح، عن أبي المثنى أميّة، أخبرني عبد اللَّه بن حسن، حدّثني خالي عبد الجبار بن منظور، حدثني عوف بن خارجة، قال: إني واللَّه لعند عمر في خلافته إذ أقبل رجل أمعر يتخطّى رقاب الناس، حتى قام بين يدي عمر، فحيّاه بتحية الخلافة، فقال: من أنت؟ قال:
امرؤ نصرانيّ، وأنا امرؤ القيس بن عدي الكلبيّ فلم يعرفه عمر.
فقال له رجل: هذا صاحب بكر بن وائل الّذي أغار عليهم في الجاهلية. قال: فما تريد؟ قال: أريد الإسلام فعرضه عليه فقبله، ثم دعا له برمح فعقد له على من أسلم من قضاعة، فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ على رأسه.
قال عوف: ما رأيت رجلا لم يصلّ صلاة أمّر على جماعة من المسلمين قبله.
قال: ونهض عليّ وابناه حتى أدركه، فقال له: أنا عليّ بن أبي طالب ابن عم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهذان ابناي من ابنته، وقد رغبنا في صهرك فأنكحنا.
قال قد أنكحتك يا علي المحياة ابنة امرئ القيس، وأنكحتك يا حسن سلمى بنت امرئ القيس، وأنكحتك يا حسين الرباب بنت امرئ القيس. قال: وهي أم سكينة، وفيها يقول الحسين:
لعمرك إنّني لأحبّ دارا ... تحلّ بها سكينة والرّباب
[الوافر] وهي التي أقامت على قبر الحسين حولا، ثم أنشدت:
إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر [ (1) ]
[الطويل]

488- أميّة بن أبي عائذ الهذلي
ذكره المرزبانيّ، وقال: إنه مخضرم، وأنشد له في نعت المطر:
__________
[ (1) ] انظر ديوان لبيد بن ربيعة 214.

(1/355)


أرقت لبرق واصب هبَّ من بشر ... تلألأ في أثناء أزمنة قمر
تلقّحه هيج الجنوب وتقبل الشّمال ... نتاجا والصّبا حالب تمري
[الطويل] ونقل عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: هذا أجود شيء قيل في نعت المطر.

باب الألف بعدها نون
489- أنس بن حذيفة [ (1) ]
تقدم في الأول.

490 ز- أنس بن نوّاس
بن سيحان المحاربيّ ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم لقبه الحبين، وهو القائل:
فإن لا يذد جهّالكم ذو نهاكم ... تجد حولكم جهّالكم من يذودها
فلا تسمعوا قول العداة فإنّني ... أرى طيش أحلام العداة بعيدها
[الطويل]

491 ز- أنس بن هلال النميري
كان ممن أمدّ به عمر بن الخطاب المثنى بن حارثة الشّيبانيّ في فتوح العراق، واستشهد مع أخيه مسعود بن حارثة. ذكره الطّبريّ.

492 ز- أنيف [ (2) ] بن يزيد
بن فهدة الكعبيّ، أحد بني عمرو بن تميم.
كان أبوه فارسا في الجاهلية مذكورا، ولولده أنيف إدراك، وكان لأنيف ولد اسمه غطفان شاعر له ذكر في خلافة يزيد بن معاوية وبعدها، وهو القائل لما قام مسعود بن عمرو الأزدي في أمر عبيد اللَّه بن زياد يحرّض بني تميم بأبيات رجز منها:
يال تميم إنّها مذكورة ... إن فات مسعود بها مشهورة [ (3) ]
فاستمسكوا بجانب المقصورة
[الرجز] فجاءت بنو تميم إلى المقصورة ومسعود على المنبر فأنزلوه وقتلوه، وحصروا مالك ابن مسمع في داره، وأحرقوا ما حولها وفي ذلك يقول غطفان أيضا:
__________
[ (1) ] الغاية 1/ 153، تجريد أسماء الصحابة 1/ 30.
[ (2) ] هذه الترجمة ساقطة في أ.
[ (3) ] ينظر البيتان في النقائض: 734.

(1/356)


وأصبح ابن مسمع محصورا ... يحمي قصورا دونه ودورا
حتّى شببنا حوله السّعيرا
[الرجز] ذكره المرزبانيّ في معجمه، وفي هذه القصة يقول الفرزدق التميمي يفخر بما فعله قومه:
عزلنا وأمّرنا وبكر بن وائل ... تجرّ خصاها تبتغي من تحالف [ (1) ]
[الطويل]

493- أوس القرني
يأتي في أويس.

494 ز- أوس بن بجير الطائي.
له إدراك.
وشهد وقعة بزاخة مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر، وفي ذلك يقول من أبيات:
ليت أبا بكر يرى من سيوفنا ... وما تختلي من أذرع ورقاب
[الطويل] ومنها:
ألم تر أنّ اللَّه لا ربّ غيره ... يصبّ على الكفّار سوط عذاب [ (2) ] ؟

495 ز- أوس:
بن ثويب [ (3) ] الثعلبيّ له إدراك.
وروى البخاريّ في تاريخه من طريقه، قال: اكترى مني جرير بن عبد اللَّه بعيرا في الحج، فركبه إلى عمر بن الخطاب.

496- أوس بن جذيمة الهجيمي.
له إدراك.
وكان فيمن ثبت في الردّة، وأغار مع طائفة من قومه على عسكر سجاح التي تنبّأت ذكره سيف والطبريّ.

497- أوس بن ضمعج
الكوفي الحضرميّ [ (4) ] . ويقال النخعيّ.
__________
[ (1) ] ينظر البيت في النقائض: 729.
[ (2) ] في أذكره وثيمة بن موسى في كتاب الردة.
[ (3) ] في أبويب.
[ (4) ] التاريخ الكبير 1/ 1812، تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، تهذيب الكمال 1/ 126، الطبقات 146، تهذيب التهذيب 1/ 383، تقريب التهذيب 1/ 85، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، العبر 1/ 84، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 296، الكاشف 1/ 1042، الجامع في الرجال 286، الثقات

(1/357)


تابعيّ كبير ثقة، أدرك الجاهلية، قاله ابن سعد. وقال العجليّ: ثقة.
وقال إسماعيل بن أبي خالد: كان من القرّاء الأول.
وقال خليفة: مات في ولاية بشر سنة أربع وسبعين، روى له مسلم والأربعة.
وضمعج- بفتح المعجمة وسكون الميم بعدها عين مهملة ثم جيم. ومعناه الغليظ.

498 ز- أوس بن مغراء القريعي.
مخضرم. يكنى أبا المغراء، قاله المرزبانيّ، قال:
وشهد الفتوح، وبقي إلى أيام معاوية بن أبي سفيان، وله قصة مع النابغة الجعديّ. وهو القائل:
لعمرك ما تبلى سرابيل عامر ... من اللّؤم ما دامت عليها جلودها
[الطويل] وله شعر يمدح به النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أورده ابن سيد الناس في كتاب «الصّحابة» الذين مدحوا المصطفى، وأنه مخضرم، ومنه:
محمّد خير من يمشي على قدم ... وصاحباه وعثمان بن عفّانا
[البسيط] وأنشد منها ابن إسحاق في السيرة:
لا يبرح النّاس ما حجّوا معرّسهم ... حتّى يقال: أجيروا آل صفوانا
[البسيط] وهي قصيدة طويلة عدّ فيها ما كان من بلائهم في الفتوح وغيره، وفخر فيها بقريش.
قال ابن أبي طاهر: لم يقل أحد أحسن منها.

499- أوسط بن عمرو [ (1) ] .
وقيل ابن عامر. وقيل ابن إسماعيل البجلي. أبو إسماعيل. ويقال: أبو محمد، وأبو عمرو.
شامي حمصي، له إدراك. روي عنه من غير وجه أنه قال: قدمنا المدينة بعد موت
__________
[ (4) ] / 43، الوافي بالوفيات 9/ 448، الجمع بين رجال الصحيحين، المعرفة والتاريخ 1/ 449، 450، الطبقات الكبرى 5/ 213، الأنساب 4/ 181، مشاهير علماء الأمصار 106، دائرة معارف الأعلمي 11/ 70، أسد الغابة ت (309) .
[ (1) ] طبقات ابن سعد 7/ 441، طبقات خليفة 308، التاريخ الكبير 2/ 64، تاريخ الثقات للعجلي 74، الجرح والتعديل 2/ 346، تهذيب الكمال 3/ 394، الكاشف 1/ 90، تهذيب التهذيب 1/ 384، تقريب التهذيب 1/ 86، خلاصة تهذيب التهذيب 45، تاريخ الإسلام 3/ 298. أسد الغابة ت (328) .

(1/358)


النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعام. أخرجه ابن ماجة وغيره بإسناد صحيح. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشّام، وله رواية عن أبي بكر وعمر.
وروى له ابن ماجة والنّسائيّ في «اليوم واللّيلة» .
وذكر صاحب «تاريخ حمص» أنه ولي إمرة حمص ليزيد، وتوفّي سنة تسع وسبعين.

500- أويس بن عامر [ (1) ] .
وقيل: عمرو. ويقال: أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن مسعدة بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد المرادي القرني الزاهد المشهور.
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى عن عمر وعلي، وروى عنه بشير بن عمرو، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة، وقال: كان ثقة وذكره البخاريّ، فقال في إسناده نظر.
وقال ابن عديّ: ليس له رواية، لكن كان مالك ينكر وجوده إلا أن شهرته وشهرة أخباره لا تسع أحدا أن يشكّ فيه.
وقال عبد الغنيّ بن سعيد: القرني- بفتح القاف والراء- هو أويس، أخبر به النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قبل وجوده، وشهد صفّين مع علي، وكان من خيار المسلمين.
وروى ضمرة، عن أصبغ بن زيد، قال: أسلم أويس على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولكن منعه من القدوم برّه بأمه.
وروى مسلم في صحيحه، من حديث أبي نضرة، عن أسير بن جابر، عن عمر بن الخطاب، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ خير التّابعين رجل يقال له أويس بن عامر [ (2) ] » ،
وفي رواية له: «فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم» .
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (331) . طبقات ابن سعد 6/ 161 طبقات خليفة 1044، تاريخ البخاري 2/ 55، الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الأول 326، الحلية 2/ 79، تاريخ ابن عساكر 3/ 97، وأخبار مستوعبة فيه، تهذيب التهذيب 1/ 386، لسان الميزان 1/ 471، شرح المقامات الحريرية 2/ 217، تاريخ الإسلام 2/ 173، مسالك الأبصار 1/ 122، خلاصة تذهيب الكمال 41، تاج العروس مادة أوس، تهذيب ابن عساكر 3/ 157.
[ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 480 وابن سعد في الطبقات الكبرى 6/ 113 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34059. وابن عساكر في تاريخه 3/ 175.

(1/359)


وله من طريق قتادة، عن زرارة، عن أسير بن جابر: وفيها قول عمر: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يأتي عليك أويس بن عامر، مع أمداد أهل اليمن، ثمّ من مراد، ثمّ من قرن، كان به برص فبرأ منه إلّا موضع درهم، له والدة هو بها برّ لو أقسم على اللَّه لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ... »
[ (1) ] الحديث.
ورواه البيهقيّ، وأبو نعيم في «الدّلائل» ، وفي الحلية. من هذا الوجه مطوّلا.
وله طرق أخرى، منها ما روى ابن مندة، من طريق سعد بن الصّلت، عن مبارك بن فضالة، عن مروان الأصغر، عن صعصعة بن معاوية، قال: كان عمر يسأل وفد أهل الكوفة إذا قدموا عليه: تعرفون أويس بن عامر القرني؟ فيقولون: لا، فذكر نحوه.
ورواه هدبة بن خالد، عن مبارك، عن أبي الأصغر- بدل مروان الأصغر- أخرجه أبو يعلى.
وروى الرّويانيّ في «مسندة» ، من طريق بكر بن عبد اللَّه. عن الضّحّاك، عن أبي هريرة، فذكر حديثا في وصف الأتقياء الأصفياء، قال: فقلنا: يا رسول اللَّه.
كيف لنا برجل منهم؟ قال: «ذاك أويس» وساق الحديث في توصية النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عليّا وعمر إذا لقياه أن يستغفر لهما. وفيه قصة طلب عمر إيّاه.
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا هارون بن معروف، عن ضمرة، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، قال: كان أويس القرنيّ يجالس رجلا من فقهاء الكوفة يقال له يسير، فذكر الحديث منقطعا.
وفي «الدّلائل» للبيهقيّ، من طريق الثقفيّ، عن خالد، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن عبد اللَّه بن أبي الجدعاء- رفعه، قال: «يدخل الجنّة بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من بني تميم» [ (2) ] .
قال الثّقفيّ: قال هشام بن حسّان: كان الحسن يقول: هو أويس القرني، وسيأتي له ذكر في ترجمة فرات بن حيّان.
وقال أحمد في مسندة: حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: نادى رجل من أهل الشّام يوم صفّين: أفيكم أويس القرني؟
__________
[ (1) ] أخرجه ابن سعد 6/ 113 ومسلم 4/ 1969 في كتاب فضائل الصحابة (225/ 2542)
[ (2) ] أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 384 عن أبي أمامة بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي غالب وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف.

(1/360)


قالوا: نعم، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ من خير التّابعين أويسا القرنيّ» ورواه جماعة عن شريك.
وقال ابن عمّار الموصليّ: ذكر عند المعافى بن عمران أن أويسا قتل في الرجّالة مع علي بصفّين، فقال معافى: ما حدّث بهذا إلا الأعرج، فقال له عبد ربّه الواسطي: حدثني به شريك، عن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: فسكت.
[وأخرج أحمد في «الزّهد» ، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد اللَّه بن أشعث بن سوّار، عن محارب بن دثار- يرفعه: «إنّ من أمّتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلّاه من العرى، يحجزه إيمانه أن يسأل النّاس، منهم أويس القرنيّ، وفرات بن حيّان» [ (1) ] .
وأخرجه أيضا في الزّهد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد- مرسلا] [ (2) ] .
وفي المستدرك، من طريق يحيى بن معين، عن أبي عبيدة الحداد، حدثنا أبو مكيس قال: رأيت امرأة في مسجد أويس القرني قالت: كان يجتمع هو وأصحاب له في مسجده هذا يصلّون ويقرءون حتى غزوا، فاستشهد أويس وجماعة من أصحابه في الرجّالة بين يدي عليّ.
ومن طريق الأصبغ بن نباته، قال: شهدت عليّا يوم صفّين يقول:
من يبايعني على الموت؟ فبايعه تسعة وتسعون رجلا. فقال: أين التمام؟ فجاءه رجل عليه أطمار صوف محلوق الرأس، فبايعه على القتل، فقيل: هذا أويس القرني. فما زال يحارب حتى قتل.
وروى عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند، من طريق عبد اللَّه بن سلمة، قال: غزونا أذربيجان في زمن عمر، ومعنا أويس، فلما رجعنا مرض فمات.
وفي الإسناد: الهيثم بن عدي، وهو متروك [والمعتمد الأول.
وقد أخرج الحاكم من طريق ابن المبارك، أخبرنا جعفر بن سليمان، عن الجريريّ، عن أبي نضرة العبديّ، عن أسير بن جابر، قال: قال صاحب لي وأنا بالكوفة: هل لك في رجل تنظر إليه؟ فذكر قصة أويس، وفيها: فتنحّى إلى سارية فصلّى ركعتين، ثم أقبل علينا
__________
[ (1) ] أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/ 84 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34060 وعزاه لأحمد بن حنبل في الزهد وأبي نعيم في حلية الأولياء عن محارب بن دثار وعن سالم بن أبي الجعد.
[ (2) ] سقط في أ.

(1/361)


بوجهه فقال: ما لكم ولي تطؤون عقبي، وأنا إنسان ضعيف، تكون لي الحاجة فلا أقدر عليها معكم؟ لا تفعلوا رحمكم اللَّه. من كانت له إليّ حاجة فليقلني بعشاء، ثم قال: إن هذا المجلس يغشاه ثلاثة نفر: مؤمن فقيه، ومؤمن لم يفقه، ومنافق، وذلك في الدنيا مثل الغيث يصيب الشجرة المونعة المثمرة فتزداد حسنا وإيناعا وطيبا، ويصيب الشجرة غير المثمرة فيزداد ورقها حسنا ويكون لها ثمرة، ويصيب الهشيم من الشجرة فيحطّمه، ثم قرأ: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً [الإسراء: 82] .
اللَّهمّ ارزقني شهادة توجب لي [47] الحياة والرزق قال أسير: فلم يلبث إلا يسيرا حتى ضرب على الناس بعث عليّ. فخرج صاحب القطيفة أويس، وخرجنا معه، حتى نزلنا بحضرة العدو.
قال ابن المبارك: فحدثني حماد بن سلمة، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أسير، قال: فنادى منادي عليّ، يا خيل اللَّه اركبي وأبشري، فصفّ الناس لهم، فانتضى أويس سيفه حتى كسر جفنه فألقاه، ثم جعل يقول: يا أيها النّاس تمّوا ليتمّنّ وجوه ثم لا ينصرف حتى يرى الجنة، فجعل يقول ذلك ويمشي إذ جاءته رمية فأصابت فؤاده فتردّى مكانه كأنما مات منذ [ ... ] وهو صحيح السند] [ (1) ] .

501- إياس بن زيد،
أبو زكريا الخزاعي [ (2) ] .
أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ونزل دمشق، قاله ابن عساكر.
وروى ابن أبي خيثمة، وأبو حاتم، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، قال:
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي الدّرداء- أو يزيد بن أبي سفيان: وأقرئ مني الرجل الصّالح- أبا زكريا إياس بن زيد- السّلام. ولأبي زكريّا رواية عن سلمان الفارسيّ وغيره.

502- إياس بن صبيح
بن المحرّش بن عبد عمرو الحنفي، يكنى أبا مريم.
قال ابن سعد: كان من أصحاب مسيلمة، ثم تاب وحسن إسلامه، وولي قضاء البصرة في زمن عمر.
أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي مريم الحنفي- أنّ عمر قرأ بعد الحدث، فقال له أبو مريم الحنفيّ: إنك خرجت من الخلاء، فقال له:
أمسيلمة أفتاك بهذا؟ إسناده صحيح.
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 177.

(1/362)


ورواه البخاريّ في «تاريخه» ، من طرق أخرى، عن هشام- نحوه.
وزعم العسكريّ أن أبا مريم هذا غير أبي مريم الحنفيّ الّذي قتل زيد بن الخطّاب.

القسم الرابع من حرف الألف
[الألف بعدها الباء]
503- أبان العبديّ [ (1) ] .
فرّق ابن مندة بينه وبين المحاربي، وهو هو. ومحارب بطن من عبد القيس.

504- أبجر المزني [ (2) ] .
أخرجه ابن مندة برواية فيها شك، قال راويها: عن أبجر.
والصواب ابن أبجر. وهو غالب بن أبجر سيد مزينة. أخرج حديثه أبو داود في الحمر الأهلية.

505- إبراهيم
بن عبد الرحمن العذري [ (3) ] ، تابعي.
أرسل حديثا فذكره ابن مندة وغيره في الصّحابة.
قال: روى الحسن بن عرفة، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن معان بن رفاعة، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن العذري، وكان من الصحابة، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ... »
الحديث.
قال ابن مندة: ولم يتابع ابن عرفة على قوله وكان من الصحابة.
قلت: قد رويناه في كتاب «الغرر من الأخبار» لوكيع القاضي قال: حدّثنا الحسن بن عرفة. فذكره ولم يقل فيه: وكان من الصّحابة ثم أخرجه ابن مندة من طريق بقية عن معان عن إبراهيم. قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وأورده أبو نعيم. ثم قال: وهكذا رواه الوليد، عن معان، ورواه محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن معان، عن أبي عثمان، عن أسامة.
قلت: ووصل هذا الطّريق الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» وقد أورد ابن عدي هذا الحديث من طرق كثيرة كلها ضعيفة.
__________
[ (1) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 84، أسد الغابة ت (3) .
[ (2) ] الطبقات الكبرى 6/ 308، تجريد أسماء الصحابة 1/ 10.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 2، ميزان الاعتدال 1/ 45، لسان الميزان 1/ 77. وأسد الغابة ت (12) .

(1/363)


وقال في بعض المواضع: رواه الثقات عن الوليد، عن معان، عن إبراهيم، قال:
حدّثنا الثّقة من أصحابنا أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكره.

506- إبراهيم بن عبيد.
بن رفاعة الزّرقيّ [ (1) ] . أورده عبدان في الصحابة، وأورد له من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن محمد بن أبي حميد، عن ابن المنكدر، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، قال: صنع أبو سعيد الخدريّ طعاما فدعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأصحابه ...
الحديث.
قال أبو موسى: هذا مرسل. ثم أخرجه من وجه آخر عن ابن أبي حميد، فقال: عن إبراهيم بن عبيد، عن أبي سعيد.
قلت: ولإبراهيم رواية عن أبيه عن جدّه رفاعة في شهوده بدرا.
وهو تابعيّ صغير، وأبوه لا تصحّ له صحبة. بل قيل: إنه ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.

507- إبراهيم الأنصاريّ.
ذكر البخاريّ عن محمد بن أبي حميد، عن ابن المنكدر، عن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري، عن أبيه- أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في المسح على الخفين.
قال البخاري: لا يثبت.
قلت: لأنه سقط منه الصحابي، ومحمد بن أبي حميد ضعيف جدا.
وقد رواه عمرو بن الحارث أحد الثقات، عن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري- أنه حدثه أن أباه حدّثه أنه رأى مسلمة [ (2) ] بن مخلّد يمسح على خفيه ... فذكر الحديث.

508 ز- أبيّ بن لبى-
أورده ابن قانع في حرف الهمزة، وإنما هو لبيّ بن لبى- بضم اللام مصغرا، وسيأتي في مكانه على الصّواب.

509- إباية بن أثال،
أبو أمامة الحنفي- كذا سماه ابن الطلاع في أحكامه، وعزاه «للمدوّنة» وغيرها، وهو تصحيف، وإنما هو ثمامة، كما سيأتي.

الألف بعدها الحاء والذال والراء
510- أحب بن مالك [ (3) ] .
استدركه ابن الدباغ على ابن عبد البرّ فوهم، وإنّما هو لاحب. وسيأتي في حرف اللام على الصّواب.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 2 تهذيب الكمال 1/ 59، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 50، التحفة اللطيفة 1/ 128، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 38، تهذيب التهذيب 1/ 123 الكاشف 1/ 87، أسد الغابة ت (15) .
[ (2) ] في أمسيلمة.
[ (3) ] أسد الغابة ت (40) .

(1/364)


511- أذينة الشنّي.
فرّق الباوردي بينه وبين العبديّ، وهو هو، لأن شنّا بطن من عبد القيس، نبه عليه الرشاطيّ.

512 ز- أربد بن رقيش الأسديّ.
مذكور فيمن شهد بدرا، وهو تصحيف، وإنما هو يزيد بن رقيش.
قال ابن عبد البرّ: من قال فيه أربد فقد أخطأ، وإنما هو يزيد بن رقيش.

513- أرطاة الطائي [ (1) ] .
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه إلى ذي الخلصة فهدمها، فبعث إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بشيرا يقال له أرطاة أراه ... فذكر الحديث.
ووهم قيس في تسميته، وإنما هو أبو أرطاة حصين بن ربيعة، كما وقع عند مسلم، وكذلك اتفق الحفّاظ على تسميته من أصحاب إسماعيل بن أبي خالد. واللَّه أعلم.

514- أرطاة بن المنذر السكونيّ [ (2) ] .
وهم فيه عبدان والطبراني. والصواب نقيط بن المنذر، وكأنه انتقال ذهني إلى أرطاة بن المنذر الألهاني أحد التابعين.
ومما يدل على وهم عبدان والطبرانيّ فيه أنهما أخرجا الحديث بعينه في ترجمة لقيط على الصواب بالإسناد الّذي أخرجاه في ترجمة أرطاة، من غير تغيير.
وسنذكره على الصّواب في ترجمة لقيط.

515 ز- أرقم الخزاعي.
كذا ذكره البغويّ، وإنما الصّواب أقرم- بتقديم القاف- وقد نبه على ذلك أبو عمر.

الألف بعدها الزاي
516- أزهر بن قيس [ (3) ] .
ذكره البغويّ، وابن شاهين، وابن عبد البرّ، وأبو موسى-
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، الطبقات الكبرى 6/ 359، مقاتل الطالبين ص 251، 449. أسد الغابة ت (67) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 12، تهذيب الكمال 1/ 74، تهذيب التهذيب 1/ 198، تقريب التهذيب 1/ 50، الوافي بالوفيات 8/ 347، العبر 1/ 241، الكاشف 1/ 101 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 115، الجرح والتعديل 2/ 326، التاريخ الكبير 2/ 56، 57، تلخيص المستدرك 4/ 448، الميزان 1/ 70، ابن عدي 1/ 421، لسان الميزان 1/ 338، ديوان الضعفاء 15، الثقات 4/ 58- 6/ 58، المجروحين 1/ 301، المغني 1/ 64، شذرات الذهب 1/ 257- الكنى للإمام مسلم 162، تاريخ حمص 2/ 97، تهذيب تاريخ دمشق الكبير، 2/ 370، أسد الغابة ت (69) .
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الوافي بالوفيات 8/ 371، 372، جامع الرواة 1/ 78، تنقيح المقال

(1/365)


في الصحابة، وتبعهم ابن الأثير ومن بعده، وهو وهم لم يتنبه له أحد فيما علمت. وسأذكر كلامهم وأبيّن وجه الخطأ فيه، فقال البغويّ: أزهر بن قيس حدثني زياد بن أيوب، حدثنا مبشر بن إسماعيل، عن حريز، عن أبي الوليد أزهر بن قيس صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنه كان يتعوّذ في صلاته من فتنة المغرب [ (1) ] ، لا أعلم له غيره.
قال ابن شاهين: أزهر بن قيس أبو الوليد، حدثنا عبد اللَّه بن محمد البغوي، فذكره ولم يزد شيئا.
وقال ابن عبد البرّ: أزهر بن قيس روى عنه حريز بن عثمان، لم يرو عنه غيره فيما علمت- حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه كان يتعوّذ في صلاته من فتنة المغرب.
وأورده أبو موسى في الذيل، من طريق ابن شاهين لم يزد شيئا، ولما ذكره ابن الأثير اقتصر على ما أورده ابن عبد البر.
وقد تمّ الوهم عليهم فيه جميعا، وسببه أن الإسناد الّذي ساقه البغوي سقط منه والد أزهر، واسم الصّحابي وبقي اسم أبيه فتركيب هذه الترجمة من اسم أزهر ومن اسم والد أزهر، واسم الصّحابي، ولا وجود لذلك في الخارج، وتبع البغويّ ابن شاهين، وبقيّة من جاء بعده من غير تأمّل.
وإيضاح ذلك أن حريز بن عثمان إنما روى الحديث المذكور عن أزهر بن راشد، وقيل: ابن عبد اللَّه الهوزني، عن عصمة بن قيس، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال أبو زرعة الدمشقيّ:
حدثنا علي بن عيّاش، قال: حدثنا حريز بن عثمان، عن أبي الوليد أزهر الهوزني، عن عصمة بن قيس صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يتعوّذ باللَّه من فتنة المغرب.
ورواه ابن سعد عمن أخبره، عن أبي اليمان، عن حريز.
وكذا رواه البخاريّ في «تاريخه» عن أبي اليمان. ورواه ابن أبي عاصم والطبرانيّ وأبو نعيم من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن حريز بن عثمان، عن أزهر بن عبد اللَّه، عن عصمة بن قيس.
__________
[ (643،) ] دائرة معارف الأعلمي 4/ 299، معجم رجال الحديث 3/ 21. أسد الغابة ت (78) الاستيعاب ت (19) .
[ (1) ] المغرب: بالفتح ضد الشرق وهي بلاد واسعة كبيرة قيل حدّها من مدينة مليانه وهي آخر حدود إفريقية إلى آخر جبال السوس التي وراءها البحر المحيط، تدخل فيه جزيرة الأندلس. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1293.

(1/366)


ويزيد ذلك وضوحا أن البخاريّ وغيره لما ذكروا ترجمة أزهر الهوزني عرّفوه بأنه يروي عن عصمة بن قيس، وأن حريز بن عثمان يروي عنه.
قال البخاريّ: أزهر أبو الوليد الهوزني روى عن عصمة صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم روى عنه حريز.
وقال ابن أبي حاتم: أزهر بن راشد أبو الوليد الهوزني روى عن عصمة بن قيس صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأرسل عن ابن عباس، وسمع من سليم بن عامر. روى عنه حريز بن عثمان. وغيره.
وقال ابن حبّان في ثقات التابعين: أزهر أبو الوليد الهوزني يروي عن رجل من الصحابة. روى عنه حريز بن عثمان.
فوضح بهذا أن أزهر بن قيس لا وجود له في الخارج.
والعجب أنّ ابن عبد البر أخرج الحديث المذكور في ترجمة عصمة بن قيس على الصواب وأخرجه هنا على الوهم.
وقد وقع لابن عبد البرّ تنبيه على قريب من هذا الوهم في الكنى في ترجمة أبي خداش الشّرعبي، كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى، وتمّ عليه الوهم في هذا، فلم ينبه على وهم من سبقه إلى ذكره، واللَّه الموفق.

الألف بعدها السين
517- أسامة بن مالك،
أبو العشراء الدارميّ [ (1) ] .
قال أبو موسى: أورده عبدان، ووهم فيه، لأن أبا العشراء لا صحبة له، وإنما الصحبة لأبيه.
وقد اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا.
قلت: قد جزم أيضا بأنّ اسم والد أبي العشراء أسامة بن مالك بن قهطم بن حيان في الصّحابة، فقال في حرف الألف: منهم أسامة بن مالك بن قهطم، أبو أبي العشراء الدارميّ.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الثقات 3/ 3 الطبقات الكبرى 7، 85، 254، التاريخ الكبير 2/ 21، الجرح والتعديل 2/ 283، الميزان 1/ 175، المعرفة والتاريخ 2/ 152، 70، 72، 200، علوم الحديث لابن الصلاح 285، الإكمال 6/ 208، الإكمال بالمشكاة 298، مشاهير علماء الأمصار 264، دائرة معارف الأعلمي 4/ 201، بقي بن مخلد 533، أسد الغابة ت (87) .

(1/367)


ويقال اسمه عطارد بن برز [ (1) ] ويقال يسار بن بلز [ (2) ] ، ثم ساق حديثه من طريق حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه.
قلت: والمعروف عند أهل الحديث أن أسامة اسم أبي العشراء لا اسم أبيه. واللَّه أعلم.

518 ز- أسد بن ربيعة الجعفريّ
الشاعر. له صحبة.
مات في أول ولاية معاوية، وله مائة وأربعون سنة، ذكر السمعاني، كذا رأيته بخط بعض المتأخرين في كتاب جمعه في الصحابة، وأورده في حرف الألف، وهو تصحيف منه، وإنما هو لبيد بن ربيعة الشاعر المشهور.

519- أسد بن زرارة [ (3) ] .
كذا وقع عند الحاكم. والصّواب أسعد بن زرارة، كما نبّه عليه أبو موسى.

520- أسد بن صفوان.
ذكره الباورديّ، واستدركه مغلطاي بخطه، وهو وهم.
والصّواب أسيد- بفتح أوله وكسر ثانيه وبعد السين ياء تحتانية، كما تقدم.

521- أسد التركي.
جاء ذكره في خبر مكذوب، ذكره الذهبيّ في التجريد [ (4) ] [هكذا مختصرا] . وقد وقفت على ذكره في ترجمة الرّاوي عنه بهرام بن حمزة،
قال عمر النسفي في «تاريخ سمرقند» [ (5) ] ، أخبرنا بهرام بن حمزة المرغيناني بسرخس [ (6) ] ، أخبرنا موسى بن يعقوب بن محمد الحامدي، عن أسد بن العامش التركي، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ اللَّه وملائكته يصلّون على الصّفّ الأوّل» [ (7) ] .
__________
[ (1) ] في ديرز.
[ (2) ] في ديلز.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، شذرات الذهب 1/ 9، أسد الغابة ت (92) والاستيعاب ت (30) .
[ (4) ] في أفي التجريد فهو من بابه.
[ (5) ] سمرقند: بفتحتين: بلد معروف مشهور قيل إنه من بناء ذي القرنين بما وراء النهر وهو قصبة الصّغد على جنوبي وادي الصّغد مرتفعة عليه. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 736.
[ (6) ] سرخس: بالفتح ثم السكون وفتح الخاء المعجمة وآخره سين مهملة ويقال سرخس بالتحريك: مدينة قديمة من نواحي خراسان كبيرة بين نيسابور ومرو في وسط الطريق. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 705.
[ (7) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 204 كتاب الصلاة باب 46 الصلاة تقام ولم يأت الإمام ينتظرونه قعودا حديث رقم 543 وابن ماجة 1/ 318 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب 51 فصل الصف المقدم حديث رقم 999 قال البوصيري إسناده صحيح رجاله ثقات وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1550، 1556.
وابن حبان في صحيحه حديث رقم 394، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 20 وكنز العمال حديث رقم 20551، 20554.

(1/368)


قال أبو سعد بن السّمعانيّ: سلوا اللَّه الثبات على الصدق. فليس العجب من رواية بهرام عن الحامدي، إنما العجب من رواية عمر النسفي هذا في كتابه غير منكر عليه، بل رواية من يظنّ أنه حديث.
قال: وكانت وفاة بهرام سنة خمسمائة وستّ عشرة.
قلت: فهو من باب رتن ومكلية بن ملكان ونحوهما] [ (1) ] .

522 ز- أسعد بن الربيع [ (2) ] .
صوابه سعد بن الربيع، كما سأبينه في ترجمته.

523- أسعر الديليّ-
صوابه سعر، كما سيأتي في السين.

524- أسقف نجران.
ذكره أبو موسى في «الذّيل» [ (3) ] ، وقال: لا أدري أسلم أو لا، ثم
ساق حديث ابن إسحاق عن جبلة، عن ابن مسعود- أن أسقف نجران جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: ابعث معي رجلا أمينا. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لأبعثنّ معك رجلا أمينا حقّ أمين»
[ (4) ] .
الحديث. وليس فيه ذكر إسلامه.
وقد ذكر ابن إسحاق أن أسقف نجران لم يسلم. وقد قيل: إن أسقف نجران هذا اسمه الحارث بن علقمة، من بني بكر بن وائل.
والأسقف نعت من نعوت أكابر النصارى.

525- أسلم الراعي [ (5) ] ،
أبو سلمى. قال ابن مندة: استشهد بخيبر، ثم ساق حديث أبي سلام،
قال: حدثنا أبو سلمى الراعي، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «بخ بخ لخمس ما أثقلهنّ في الميزان» [ (6) ] .
__________
[ (1) ] سقط في أ.
[ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (3) ] أسد الغابة ت 108.
[ (4) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1882 عن حذيفة ولفظه لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين حق أمين ...
الحديث كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي اللَّه عنه (7) حديث رقم (55/ 2420) وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 86 عن حذيفة رضي اللَّه عنه.
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 16، الوافي بالوفيات 9/ 49، أسد الغابة ت 116. وبخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان 1/ 124- 7/ 117.
[ (6) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 443، 4/ 237 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2328 والهيثمي في الزوائد 10/ 91 وقال رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما ثقات، والحاكم في المستدرك 1/ 511 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43511، 43512.

(1/369)


قال أبو نعيم: وهم في تسمية أبي سلمى، وإنما اسمه حريث، وفي قوله: استشهد بخيبر، لأن من يستشهد بخيبر لا يقول عنه أبو سلام حدثنا.
وهو اعتراض متّجه، لأن أبا سلام لا صحبة له.
والحق أن ابن مندة دخلت عليه ترجمة في ترجمة، والراعي الّذي قتل بخيبر غير الراعي الّذي يكنى أبا سلمى. واللَّه أعلم.

526- أسلم- غير منسوب [ (1) ] .
ذكره عبدان،
وأورد له حديث عبد الرحمن بن منهال ابن سلمة عن عمه- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لأسلم: «صوموا هذا اليوم» [ (2) ] ، قالوا: إنا قد أكلنا. قال: «صوموا بقيّة يوم عاشوراء» [ (3) ] .
قال أبو موسى: قوله لأسلم المراد به القبيلة لا شخصا معينا اسمه أسلم. ويدل عليه قوله: إنّا قد أكلنا.

527 ز- أسماء بن خارجة الأسلميّ.
ذكره بعضهم في الصّحابة، والصّواب أسماء بن حارثة كما تقدم في الأول، نبّه على ذلك ابن حبان.

528- إسماعيل بن أبي حكيم المزني [ (4) ] ،
ثم أحد بني فضيل. أورده ابن مندة، وقال: أخرجه البخاريّ في «الأفراد» ، ولا أعرف له صحبة ولا رواية. ثم
أخرج من طريق محمد بن إسماعيل الجعفريّ، عن عبد اللَّه بن سلمة، عن ابن شهاب، عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ اللَّه ليسمع قراءة «لم يكن» فيقول: أبشر عبدي» [ (5) ] .
وقال أبو نعيم: لم يذكر أحد من الأئمة إسماعيل في الصّحابة، وهو عندي إسناد منقطع.
قلت: وهو وهم. والصواب إسماعيل بن أبي حكيم المدني، عن أحد بني فضيل، فوقع فيه تصحيف في المدني إلى المزني، وفي عن إلى ثم، وهو تابعيّ معروف من مشايخ
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (122) .
[ (2) ] أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 188 وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات.
[ (3) ] أخرجه أحمد في المسند 5/ 29، 368. وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 58.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، تهذيب الكمال 1/ 99، الطبقات 260، تهذيب التهذيب 1/ 289، التحفة اللطيفة 1/ 301، الكاشف 1/ 122، تقريب التهذيب 1/ 68 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 86، التاريخ الكبير 1/ 350. أسد الغابة ت 125.
[ (5) ] أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 377 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2711 وابن كثير في تفسيره 8/ 476.

(1/370)


يحيى بن سعيد الأنصاري في الموطأ، ولا مانع أن يروي له عن الزّهري أيضا.

529- إسماعيل [ (1) ]
بن زيد بن ثابت الأنصاريّ، ذكره أبو موسى في الذيل، وأخرج من طريق ابن مردويه بسنده عن زكريا بن إسماعيل الزّيدي، من ولد زيد بن ثابت، عن أبيه، قال: خرجنا جماعة من الصحابة غزاة من الغزوات مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حتى وقفنا في مجمع طرق، وطلع أعرابيّ عند خطام بعيره ... الحديث.
قال أبو موسى: إسماعيل هو ابن زيد بن ثابت، وهو تابعي، يروي عن أبيه، لا أعلم له إدراكا للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
واستدل ابن الأثير على صحة ذلك بأن زيدا كان صغيرا على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال:
إسماعيل تابعي، ولا عبرة بإرسال هذا الحديث، فإنّ التابعين لم يزالوا يرون المراسيل.
كذا قال وفيه نظر، لأن السياق لو صح لأثبت لإسماعيل الصحبة، فإن التابعيّ وإن كان يرسل لكن لا يخبر بشيء لم يشاهده أنه شاهده، وأنت ترى في السياق قوله: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حتى وقفنا، لكن يجوز أن يحمل على المجاز، وهو خلاف الظّاهر.
والّذي عندي أنه إما أن يكون سقط من الإسناد عن جده، أو أراد زكريا بقوله: عن أبيه، عن جدّه- زيد، لأن الجدّ أب.
وقد ذكر إسماعيل بن زيد بن ثابت في «التّابعين» ابن حبان، وقال: يكنّى أبا مصعب، وهو أصغر ولد زيد بن ثابت، وكذا ذكره البخاريّ في التابعين، وذكر له عن أبيه حديثا موقوفا.

530 ز- إسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري.
تابعيّ. ذكره ابن حبّان في ثقاته. وقد أرسل حديثا فذكره الباورديّ في الصّحابة،
فروى من طريق عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار، عن سهيل بن مالك، عن إسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لعمار: «تقتلك الفئة الباغية» ،
وفي الإسناد ضرار بن صرد، وهو ضعيف.
وأورده أبو موسى في الذّيل أيضا.

531 ز- إسماعيل بن هشام.
أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة، وقد قال البخاريّ، وأبو حاتم: حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسل.

532- الأسود بن حارثة.
ذكره الحاكم في المستدرك من طريق يزيد بن هارون، عن
__________
[ (1) ] الطبقات الكبرى 5/ 203، أسد الغابة ت (127)

(1/371)


المسلم بن سعيد، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن خالد [ (1) ] ، قال: خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض غزواته، فأتيته أنا ورجل قبل أن يسلم، فقال: «لا أستعين بمشرك» [ (2) ] .
وقال بعده خبيب هذا هو ابن عبد الرحمن بن الأسود بن حارثة، كذا قال، وهو وهم.
وهذا الحديث رواه أحمد عن يزيد بن هارون، فوقع عنده: عن خبيب بن عبد الرحمن ابن خبيب، وأورده ابن عبد البرّ في ترجمة خبيب بن يساف. وهو الصّواب.

533 ز- الأسود [ (3) ] .
غير منسوب،
قال ابن عبد البر: روى هشيم وأبو عوانة عن يعلى بن عطاء، عن عامر بن الأسود، عن أبيه، أنه شهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حجّة الوداع، قال: وشهدت معه الفجر في مسجد الخيف، فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في أخريات الناس لم يصلّيا، فأتي بهما ترعد فرائصهما، فقال: ما منعكما أن تصلّيا معنا ... »
[ (4) ]
الحديث.
قال: وخالفهما: شعبة، فقال: عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه- مثله سواء.
قلت: وهذا خطأ نشأ عن تصحيف وإسقاط، وذلك أن هشيما وأبا عوانة لم يخالفا شعبة ولم يخالفهما، بل اتفقوا جميعا على أنه يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه.
كذلك رواه أبو داود عن حفص بن عمر، عن شعبة، ورواه التّرمذيّ والنّسائيّ والبغويّ من حديث هشيم. ورواه البغويّ من حديث أبي عوانة كذلك وحديثه أتمّ.
وأظنّ أن الرواية التي وقعت لابن عبد البرّ سقط منها يزيد والد جابر، وتصحّف جابر
__________
[ (1) ] في أعن جده.
[ (2) ] أخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 2017.
[ (3) ] أسد الغابة ت (147) .
[ (4) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 213 عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه ... الحديث كتاب الصلاة باب فيمن صلّى في منزله ثم أدرك الجماعة يصلي معهم حديث رقم 575 والترمذي في السنن 1/ 425 كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء في الرجل يصلي وحده ثم يدرك الجماعة حديث رقم 219 قال أبو عيسى حديث حسن صحيح. والنسائي في السنن 2/ 113 كتاب الإمامة باب أعاره الفجر مع الجماعة لمن صلّى وحده (54) حديث رقم 858، وأحمد في المسند 4/ 160 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 300، والحاكم في المستدرك 1/ 244- 245 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 434، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 275 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 3934، والدار الدّارقطنيّ في السنن 1/ 413، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1638.

(1/372)


بعامر: فرآه عامر بن الأسود عن أبيه، فترجم للأسود.
ثم رأيته كذلك على الخطأ في الإسقاط في كتاب مكّة للفاكهيّ، قال حدثنا حسين بن حسن، حدثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن الأسود، عن أبيه، فوافق الجماعة في جابر فلم يصحّفه. ونسب جابرا لجده.
والعجب أن ابن عبد البرّ أورد الحديث المذكور في كتاب «التمهيد» في ترجمة زيد بن أسلم منه من طريق علي بن المديني، عن هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه على الصواب. وقال عقبة: رواه شعبة عن يعلى بن عطاء مثله سواء، فصرح باتفاق شعبة وهشيم خلاف ما ذكره في الاستيعاب. واللَّه الموفق.

534- الأسود بن عبد الأسد
بن هلال المخزوميّ [ (1) ] ، أخو أبي سلمة.
ذكره أبو موسى عن عبدان، وقال: لا تعرف له رواية إلا أنّ ابن عباس ذكره، وتعقبه ابن الأثير بأن ابن الكلبيّ والزّبير بن بكّار ذكرا أنه قتل يوم بدر كافرا وهو كما قالا.
وقد ذكره كعب بن مالك في قصيدة له في وقعة بدر منها:
فأقام في العطن المعطّن منهم ... سبعون عتبة منهم والأسود [ (2) ]
[الكامل] وابن عبّاس إنما ذكره في المستهزءين، فلا معنى لذكره في الصحابة. أما ابن أخيه الأسود بن سفيان بن عبد الأسد فسبق ذكره في الأول، فلا يمكن أن يكون عبدان أراده، لأن ابن عباس لم يذكره.
ولهذا بنت تسمى فاطمة، ذكرها ابن سعد، فقال: أسلمت وبايعت، وهي التي قطعت في السرقة على الصحيح وسيأتي بيان ذلك في ترجمتها إن شاء اللَّه تعالى.

535 ز- أسيد-
بفتح أوله وكسر السين- ابن أبي أسيد- بالضم مصغرا هو الساعدي [ (3) ] .
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (148) .
[ (2) ] فأقام العطن ... منهم والأسود انظر ديوان كعب بن مالك. العطن: مبرك الإبل حول الماء، والمعطن الّذي قد عود أن يتخذ عطنا وعتبة: هو عتبة بن ربيعة، والأسود: هو الأسود بن عبد الأسد المخزومي، وسيرة ابن هشام 2/ 362.
[ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20 تهذيب التهذيب 1/ 44، تقريب التهذيب 1/ 77، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 97، التحفة اللطيفة 1/ 325، الجرح والتعديل 2/ 1198، المحن 171، التاريخ الكبير 2/ 11، أسد الغابة ت (160) .

(1/373)


ذكره أبو موسى، عن عبدان، قال: حدثنا محمد بن سنان، حدثنا أبو عاصم، عن موسى بن عبيدة، حدثني عمر بن الحكم، عن أسيد بن أبي أسيد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تزوج امرأة من بني الجون، قال: فبعثني فجئتها فأنزلتها الشّعب ... فذكر قصة المستعيذة.
وتعقبه أبو موسى بأن عمر بن الحكم إنما رواه عن أبي أسيد نفسه.
وكذا أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، عن محمد بن الفرج، عن محمد بن الزبرقان، عن موسى بن عبيدة، وهو المشهور.
قلت: وموسى بن عبيدة ضعيف، وكذلك محمد بن سنان، فيحتمل أن يكون سقط من الإسناد الأول قوله: عن «أبيه» ، فإن أسيد بن أسيد تابعيّ معروف، تأخّرت وفاته إلى خلافة أبي جعفر المنصور، كما ذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» .
وقد أخرج البخاريّ حديث المستعيذة من طريق حمزة بن أبي أسيد عن أبيه أيضا.

536 ز- أسيد [ (1) ]
بن ثابت وقع في مسند مسدد رواية معاذ بن المثنى في
حديث: «كلوا الزّيت وادّهنوا به» [ (2) ]- من طريق عطاء الشامي، عن أسيد أو أبي أسيد بن ثابت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
والصّواب عن أبي أسيد بالكنية، وسيأتي على الصّواب في «الكنى» ، واسمه عبد اللَّه بن ثابت.

537 ز- أسيد بن كرز القسري [ (3) ]
كذا وقع عند البغويّ. وصوابه أسد- بفتح الهمزة والمهملة.

538 ز- أسيد بن مالك،
أبو عميرة، روى له أحمد في مسندة. هكذا قرأته بخط شيخنا الحافظ أبي الفضل العراقي في شرح الترمذي من كتاب الزكاة، وهو تصحيف.
والصّواب رشيد- بالراء والشين المعجمة، وسيأتي على الصّواب.

539- أسيد-
بالضم- ابن أخي رافع بن خديج [ (4) ] .
__________
[ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (2) ] أخرجه الترمذي (1851، 1852) وابن ماجة (3320) وأحمد 3/ 497 والحاكم 2/ 398 والطبراني في الكبير 19/ 270.
[ (3) ] أسد الغابة ت (166) .
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 21، الثقات 3- 6، الإكمال 2/ 481، تهذيب الكمال 1/ 113، الطبقات 77، تقريب التهذيب 1/ 78، بقي بن مخلد 136، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 98، الوافي بالوفيات 9/ 258، 1/ 328، العبر ط 1/ 24، سير الإعلام 1/ 299، تهذيب التهذيب 1/ 347،

(1/374)


ذكره ابن مندة قال: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعود، حدثنا حماد بن مسعدة، عن ابن جريج، عن عكرمة بن خالد- أن أسيدا حدثه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إذا وجد الرّجل سرقته وكان غير متّهم فإن شاء أخذها بالثّمن ... » [ (1) ]
الحديث.
وتعقبه أبو نعيم بأنّ أبا مسعود الّذي أخرجه ابن مندة من طريقه أورده في مسند أسيد بن ظهير.
قلت: لكنه لم ينسبه لعلة سأذكرها، وذلك أن أبا داود والنسائي أخرجاه عن هارون الحمّال، عن حماد بن مسعدة، فوقع عندهما أسيد بن حضير.
وزاد أبو داود: قال أحمد بن حنبل. هو في كتابه أسيد بن ظهير. ولكن كذا حدثهم بالبصرة- يعني ابن جريج.
وقد رواه عبد الرّزّاق، عن ابن جريج: فقال: أسيد بن ظهير أخرجه إسحاق بن راهويه في مسندة عنه.
وأخرجه النّسائيّ من وجه آخر عن عبد الرزاق، وتابعه روح بن عبادة، عن ابن جريج، فعرف من هذا أنه أسيد بن ظهير.
وقد ذكره ابن مندة. فلا وجه للتفرقة.
ثم إن في قوله ابن أخي رافع مؤاخذة، لأن أسيد بن ظهير ابن عمّ رافع لا ابن أخيه، نعم لرافع ابن أخ يقال له أسيد معدود في التابعين. ذكره ابن حبان وغيره، وله رواية عن عمه رافع بن خديج. واللَّه أعلم.

540- أسير-
بالضم، آخره راء. رجل من أسلم، ذكره ابن عساكر في فهرست مسند أحمد، وقال: حديثه في الحادي عشر من مسند الأنصار. انتهى.
وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو في المسند من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن رجل من أسلم في التعوّذ بكلمات اللَّه التامّات، وكأنه سقط من نسخته عن، وتصحّف «أبيه» أسير، فتركب منه هذا الوهم. وقد نبّه على ذلك الحافظ أبو بكر بن المحبّ.
__________
[ () ] الكاشف 1/ 133، الجرح والتعديل 2/ 1163، التعديل والجرح 125، صفوة الصفوة 1/ 502، الرياض المستطابة 29- أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 526، الطبقات الكبرى 2/ 37، 38، 39، 65، 68، 135، 150، 3/ 44، 199، 420، 432، 434، 437، 4/ 3049، 8/ 264، التاريخ الكبير 20/ 47، البداية والنهاية 7/ 101، الأنساب 1/ 278، أسد الغابة ت (171) .
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30371 وعزاه إلى أبي نعيم عن أسيد بن ظهيرة.

(1/375)


باب الألف بعدها الشين [ (1) ]
541- الأشج [ (2) ] .
جاء ذكره في خبر موضوع افتراه محمود بن علي الطّرازي أحد الكذابين بعد الخمسمائة، قال: حدثنا الأشجّ صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «خرجنا أربعمائة وخمسين رجلا للتجارة، فأسلمت على يد عليّ، فذهب بي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو يقسّم غنائم بدر ... » الحديث.
وأخبرني أبو هريرة عن الذّهبيّ إجازة، عن إبراهيم بن حمّويه، أخبرنا الظهير البخاريّ، أخبرنا محمد بن عبد الستار الكردي، عن محمود بن عليّ. عن الأشج هذا بخبر آخر مختلف.
قلت: ثم وقفت على نسخة تزيد على أربعين حديثا من طريق أخرى، عن قيس بن تميم، عن الأشجّ. فذكر هذه القصّة، وأحاديث أخرى غالبها موضوع، والوضع فيها ظاهر جدا. وسأذكر ذلك في حرف القاف إن شاء اللَّه تعالى.
[وقرأت في كتاب أبي سعد السمعاني، قال: شاهدت محمد بن الحسين الشاشي- وكان شيخا بكّاء، ينشد الأشعار، ويسرد الحكايات، ويقول: رأيت الأشجّ، وسمعت شيخي الأشج يقول سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من العود إلى العود ثقل ظهر الحطّابين، ومن الهفوة إلى الهفوة كثرت ذنوب الخطّائين» .
انتهى.
وما أدري هل هو قيس أو غيره؟ [ (3) ]] .

542- الأشج، أبو الدنيا
[المغربي اختلف في اسمه والأشهر أنه عثمان، وقيل:
علي. وقيل: غير ذلك.
وأكثر الأخبار ليس فيها ما يدلّ على الصّحبة النبويّة، وإنما فيها صحبة عليّ. وفي بعضها الصحبة العليا. وسيأتي بيان ذلك في ترجمة من اسمه عثمان [ (4) ]] .

543 ز- الأشجع بن سنان.
ذكره بعضهم متعلقا بما أخرجه المحاملي في الجزء السادس عشر من حديثه، قال: حدثنا سعيد بن بحر، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا سفيان
__________
[ (1) ] سقط في ب.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 23، تهذيب الكمال 1/ 114. الطبقات 61، الوافي بالوفيات 9/ 265، تقريب التهذيب 2/ 274، تهذيب التهذيب 10/ 301، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 3/ 55، الكاشف 3/ 452، الجرح والتعديل 2/ 344 الطبقات الكبرى 7/ 85، البداية والنهاية 5/ 47، 48.
[ (3) ] سقط في أ.
[ (4) ] في أبدل ما في القوسين يأتي في الكنى.

(1/376)


عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة بن مسعود، فذكر قصة بروع بنت واشق وفيه: [فقام الأشجع بن سنان، فقال: قضى فينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. انتهى والصّواب [ (1) ]] . فقام الأشجعيّ بن سنان، بزيادة ياء النسب، وهو معقل بن سنان.

544- أشعب بن أم حميدة [ (2) ]
المعروف بالطّمع. ذكره مغلطاي في «حاشية أسد الغابة» فقال: ولد سنة تسع من الهجرة، وكانت أمه تدخل على زوجات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: ذكره أبو الفرج [ (3) ] الأصبهانيّ. انتهى.
يريد بذلك أن يثبت أنه ولد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فيعد في القسم الثاني.
ولم يتجه لي صحة ذلك، لأن أبا الفرج ذكره من طريق واهية عن عبيدة بن أشعب، عن أبيه، لكن روى ابن عساكر في ترجمته من طريق نصر بن علي الجهضمي عن الأصمعيّ، قال: قال لي أشعب: ولدت يوم [50] قتل عثمان.
وأما ما رواه وكيع القاضي في «غرر الأخبار» ، عن محمد بن علي بن حمزة، عن المازني، عن الأصمعي، قال: حدثني أشعب قال: سمعت طويسا- يغني بهذين البيتين في عرس مروان بن الحكم بأمّ عبد الملك- فذكر قصة- ففيه نظر أيضا، لأن عبد الملك ولد في خلافة عثمان، فالظاهر أنه لا يوثق بأشعب فيما يقول، ولو صحّ ذلك لروى عن أكابر الصحابة، ولم نقف له على رواية عن صحابيّ إلا عن ابن عمر وعبد اللَّه بن جعفر: ورواياته عن التابعين كثيرة، كسالم، والقاسم، وفاطمة بنت الحسين ويكفي في الاستدلال على بطلان القول الأول أنهم اتفقوا على أنه مات سنة أربع وخمسين ومائة. وقد قدّمنا أنه لم يتأخر عن سنة عشر ومائة أحد ممن أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.
وترجمة أشعب مبسوطة في كتابي «لسان الميزان» .

545- ز أشعث [ (4) ]-
بالمثلثة- ابن جودان [ (5) ]- روى عنه ابن عمير، كذا وقع في بعض
__________
[ (1) ] سقط في د، ب.
[ (2) ] الأغاني 19/ 135- 182، تاريخ بغداد 7/ 37، 44، الكامل لابن الأثير 5/ 612، وفيات الأعيان 2/ 471، 475 نهاية الأرب 4/ 24، 36، تاريخ الإسلام 6/ 167، 170، ميزان الاعتدال 1/ 258، 262، عبر الذهبي 1/ 222، فوات الوفيات 1/ 197- 201، البداية والنهاية 10/ 111- 113 لسان الميزان 1/ 450- 454، شذرات الذهب 1/ 236، تهذيب ابن عساكر 3/ 78- 83.
[ (3) ] في أأبو الفتوح.
[ (4) ] التاريخ الكبير 1/ 428، الجرح والتعديل 2/ 276، تجريد أسماء الصحابة 1/ 23، معرفة الصحابة 2/ 311.
[ (5) ] في أجوذان.

(1/377)


الروايات عمير بن أشعث بن جودان عن أبيه والصّواب عن أشعث بن عمير بن جودان عن أبيه.
قال ابن مندة وغيره: وقال أبو نعيم قلبه بعض الرواة، وسيأتي في عمير على الصّواب.

باب الألف بعدها الصاد
546 ز- أصرم،
صحّفه بعضهم، وإنما هو الصرم، وهو لقب ابن سعيد بن يربوع المخزومي.

باب الألف بعدها العين
547 ز- أعرابي.
أخرجه البغويّ في حرف الألف، وروى له من طريق أبي العلاء قال: بينما نحن بهذا المربد جلوس إذ أتى علينا أعرابيّ أشعث الرأس، فذكر قصة الكتاب الّذي معه، قال: وبلغني أن اسمه النمر بن تولب.
قال ابن شاهين: هكذا أخرجه في الألف، وينبغي أن يخرج في النون.

548- أعشى بن قيس
بن ثعلبة. يأتي في حرف الميم. واسمه ميمون.

باب الألف بعدها الكاف
549- أكيدر دومة.
هو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن بن أعيا بن الحارث بن معاوية بن خلاوة بن أبامة [ (1) ] [بن سلمة بن شكامة بن شبيب [ (2) ]] بن السّكون، صاحب دومة الجندل ذكره ابن مندة وأبو نعيم في الصّحابة، وقال: كتب إليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وأرسل إليه سرية مع خالد بن الوليد، ثم إنه أسلم، وأهدى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حلّة سيراء [ (3) ] ، فوهبها لعمر.
وتعقب ذلك ابن الأثير، فقال: إنما أهدى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وصالحه ولم يسلم. وهذا لا خلاف فيه بين أهل السّير، ومن قال: إنه أسلم فقد أخطأ خطأ ظاهرا: بل كان نصرانيّا. ولما صالحه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عاد إلى حصنه وبقي فيه. ثم إنّ خالد بن الوليد أسره في أيام أبي بكر فقتله كافرا.
__________
[ (1) ] في أأثامة.
[ (2) ] سقط في أ.
[ (3) ] السّيراء والسّيراء: ضرب من البرود، وقيل: هو ثوب مسيّر فيه خطوط تعمل من القزّ كالسيور، وقيل:
برود يخالطها حرير. اللسان 3/ 2170.

(1/378)


وقد ذكر البلاذريّ أنّ أكيدر دومة لما قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع خالد أسلم وعاد إلى دومة، فلما مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ارتدّ ومنع ما قبله، فلما سار خالد بن الوليد من العراق إلى الشّام قتله.
قال ابن الأثير: فعلى كل حال لا ينبغي أن يذكر في الصّحابة.
قلت: وذكر ابن الكلبيّ أنه لما منع ما صالح عليه أجلاه أبو بكر إلى الحيرة. ويقال:
بل أجلاه عمر.
وعمدة ابن مندة في أنه أسلم ما أخرجه من طريق بلال بن يحيى عن حذيفة- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث بعثا إلى دومة الجندل، فقال: إنكم ستجدون أكيدر دومة خارجا
ثم ذكر حديث إسلامه، كذا وقع فيه، وقد رويناه في زيادات المغازي من طريق يونس بن بكير، عن سعد ابن أوس، عن بلال بن يحيى قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أبا بكر على المهاجرين إلى دومة الجندل، وبعث خالد بن الوليد على الأعراب معه، وقال: انطلقوا فإنكم ستجدون أكيدر دومة يقتنص الوحش، فخذوه أخذا، فابعثوا به إليّ ولا تقتلوه. فمضوا وحاصروا أهلها، فأخذوه فبعثوا به إليه، ولم يذكر في هذه القصة أنه أسلم.
وروى أبو يعلى وابن شاهين من طريق عبيد اللَّه بن إياد بن لقيط: سمعت أبي إيادا يحدّث عن قيس بن النعمان الكوني، قال: خرجت خيل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فسمع بها أكيدر دومة الجندل، فانطلق إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، بلغني أن خيلك انطلقت، وإني خفت على أرضي ومالي فاكتبوا لي كتابا لا يعرضون في شيء هو لي، فإنّي أقرّ بالذي هو عليّ من الحق.
فكتب له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
ثم إن أكيدر أخرج قباء من ديباج منسوج بالذّهب مما كان كسرى يكسوهم، فقال: يا رسول اللَّه. اقبل مني هذا، فإنّي أهديته لك. فقال: ارجع بقبائك، فإنّه ليس أحد يلبس هذا في الدّنيا إلا حرمه في الآخرة [ (1) ] .
فرجع به إلى رحله حتى أتى منزله، ثم إنه وجد في نفسه أن يردّ عليه هديته فرجع، فقال: يا رسول اللَّه، إنّا أهل بيت يشقّ علينا أن تردّ هديّتنا، فاقبل مني هديتي. فقال: ادفعه إلى عمر
- فذكر القصة.
__________
[ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41888 وعزاه الى ابن عساكر. وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 2188 وابن عساكر في تاريخه 1/ 116، 3/ 95.

(1/379)


فلعل مستند من قال: إنه أسلم قوله في هذا الحديث: يا رسول اللَّه.
وفي مسند أحمد، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن واقد بن عمرو بن سعد ابن معاذ، عن أنس، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعثا إلى أكيدر دومة، فأرسل إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بجبّة من ديباج منسوج فيها الذهب، فلبسها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم قام على المنبر- أو جلس- فجعل الناس يلمسونها ... الحديث.
وأخرجه التّرمذيّ والنّسائيّ من هذا الوجه.
وأخرجه أحمد أيضا من طريق علي بن زيد، عن أنس: أهدى أكيدر دومة للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جرّة من منّ، فأعطى لكل واحد قطعة ... الحديث.
وروى ابن مندة أيضا من طريق علي بن إسحاق، قال: حدثنا رزق بن أبي رزق بن صدقة بن مهدي بن حريث بن أكيدر بن عبد الملك، قال: حدثنا أشياخنا- يعني آباءهم- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خرج بالناس غازيا إلى تبوك، فذكر حديثا طويلا، قال: ورواه غيره، فقال: عن آبائه عن أجداده إلى أكيدر.
قال أحمد بن حنبل: أكيدر هذا هو أكيدر دومة، فتمسّك ابن مندة لكونه أسلم بروايته، وفيها نظر.
وقد ذكر ابن إسحاق قصته في «المغازي» ، قال: حدثنا يزيد بن رومان، وعبد اللَّه بن أبي بكر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك، رجل من كندة، وكان على دومة، وكان نصرانيّا، فقال: إنك ستجده يصيد البقر ... فذكر القصة مطوّلة.
وفيها: فقتل خالد حسان أخا أكيدر، وقدم بأكيدر على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فحقن دمه، وصالحه على الجزية، وخلى سبيله، فرجع إلى مدينته.
وكذلك ذكر القصة نحو هذا عروة في المغازي في رواية ابن لهيعة، عن أبي الأسود عن عروة، فعلى هذا فقدومه المدينة في رواية قيس بن النعمان كان بعد ذلك.
وستأتي هذه القصة مطوّلة في ترجمة بجير بن بجرة الطائي في حرف الباء الموحدة إن شاء اللَّه تعالى.
وسيأتي كلام الباورديّ في ترجمة حريث بن عبد الملك، وهو أخو أكيدر في حرف الحاء.
وقال ابن حبيب في قول حسان في قصيدته اللامية المشهورة:
إمّا ترى رأسي تغيّر لونه ... شمطا فأصبح كالثّغام المحول

(1/380)


فلقد يراني صاحباي كأنّني ... في قصر دومة أو سواء الهيكل [ (1) ]
[الكامل] دومة: بين الشّام والحجاز، وهي دومة الجندل، وهي لكلب، وملكها أكيدر بن عبد الملك السّكوني، فبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إليه خالد بن الوليد فقتله بها، وكان يسكنها دومان بن إسماعيل.
وقال أبو السّعادات ابن الأثير، أخو مصنف أسد الغابة: من النّاس من يقول إن أكيدر أسلم: وليس بصحيح. وممن وقع في كلامه ما يدلّ على أنه أسلم الواقدي، فإنه قال
في المغازي: حدّثني شيخ من دومة أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كتب لأكيدر هذا الكتاب:
«بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم من رسول اللَّه لأكيدر حين جاء الإسلام. وخلع الأنداد والأصنام، مع خالد بن الوليد سيف اللَّه في دومة الجندل: يقيمون الصّلاة، ويؤتون الزّكاة، عليكم بذلك عهد اللَّه وميثاقه، ولكم الصّدق والوفاء» .
فالذي يظهر أن أكيدر صالح على الجزية، كما قال ابن إسحاق، ويحتمل أن يكون أسلم بعد ذلك كما قال الواقدي، ثم ارتد بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع من ارتدّ كما قال البلاذريّ، ومات على ذلك. واللَّه أعلم.

[باب الألف بعدها الميم]
550- أميّة بن خالد [ (2) ]
قال ابن حبّان: يروي المراسيل، ومن زعم أن له صحبة فقد وهم.
قلت: ذكره جماعة في الصحابة. وهو وهم على ما سنبيّنه، فأول من ذكره فيما علمت البغوي، فقال: حدّثنا القواريري، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني أبو إسحاق عن أمية بن خالد. قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين.
قال البغويّ: أميّة بن خالد لا أرى له صحبة، غير أن القواريري وابن أبي شيبة أخرجا هذا الحديث في المسند.
وقال ابن قانع: أميّة بن خالد أحسب أن له رؤية. وقال العسكريّ: أمية بن خالد بن أسيد ذكر بعضهم أنّ له رؤية.
وذكره أيضا الطّبرانيّ، وقال ابن مندة: أمية بن خالد بن عبد اللَّه بن أسيد الأمويّ في صحبته نظر. عداده في التابعين.
__________
[ (1) ] انظر ديوان حسان 301.
[ (2) ] أسد الغابة ت 229، الاستيعاب ت 79.

(1/381)


توفّي سنة ست وثمانين. ثم ساق الحديث من طريق قيس بن الربيع عن أبي إسحاق، عن المهلب، عن أمية بن خالد بن أسيد، فذكره.
والنّسب الّذي ترجم به مقلوب، وذكره أبو نعيم على الصّواب، فقال: أميّة بن عبد اللَّه ابن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، ثم ساق حديثه، ووقع في سياقه: عن أميّة بن عبد اللَّه بن خالد على الصّواب، وقال: مختلف في صحبته.
وكذا قال من قبله الباورديّ، وتبعه ابن الجوزيّ وأما ابن عبد البرّ فقال: أمية بن خالد لا يصحّ عندي صحبته، قال: ويقال إنه أميّة بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد.
قلت: قد أوضح البخاريّ أمره، فقال أمية بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد سمع ابن عمر. وقال ابن مهدي: عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أمية بن خالد بن عبد اللَّه بن أسيد.
وقال أبو عبيد: هو عندي أمية بن عبد اللَّه بن خالد- يعني أنه قلب.
وروى الطّبرانيّ حديثه في المعجم الكبير، فأتى بنسبه على الصّواب، فقال: حدّثنا محمّد بن إسحاق بن راهويه، حدّثنا أبي، حدّثنا عيسى بن يونس، عن أبيه، عن جدّه أبي إسحاق، عن أمية بن عبد اللَّه بن أسيد، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين [ (1) ] .
وبهذا الإسناد إلى ابن إسحاق قال: أمّنا أمية بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ فيما بين السورتين: إنا نستعينك.
قلت: وأمية هذا ليست له صحبة ولا رؤية: لأن الصحبة لجده خالد، وهو أخو عتّاب أمير مكة، وأبوه عبد اللَّه مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو صغير، واستعمله معاوية على فارس، وأمية صاحب الترجمة ولّاه عبد الملك بن مروان خراسان، وخبر ولايته مشهور في التواريخ، وكان المهلب معه في عسكره، وكذا أبو إسحاق كما تقدم.
وأم أميّة هذا أم حجر بنت شيبة بن عثمان، وهي تابعية، وكان أمية ربما نسب إلى جده خالد، حتى ظنّ بعضهم أن أميّة بن خالد عمّ لأمية بن عبد اللَّه بن خالد، لكن لولا اتحاد الحديث، وأن أصحاب النسب كالزبير وغيره من علماء قريش لم يذكروا لخالد بن أسيد ابنا غير عبد اللَّه لجوّزنا ذلك.
__________
[ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 269- والبغوي في شرح السنة 7/ 62، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 5247.

(1/382)


وفي «السّنن الكبير» للبيهقيّ، من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، قال: كتب ابن عمر وأبو سلمة بن عبد الرحمن إلى أميّة بن خالد بن أسيد، فقرأ علينا كتابهما ...
فذكر قصّة، فنسب أمية في هذا إلى جده.
وقد قال ابن حبّان في «التّابعين» بعد أن ذكر أمية بن خالد وما قدمناه بعده: أميّة بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد يروي عن ابن عمر، روى عنه أبو إسحاق السبيعي. مات سنة ستّ وثمانين.
وتعقّبوا عليه جعله اثنين، وهو واحد لما أوضحناه.
وقال المدائنيّ: مات سنة سبع وثمانين.

551- أمية بن خويلد [ (1) ]
بن عبد اللَّه بن إياس بن عبد ناشرة بن كعب بن جدي [59] ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، أبو عمرو الضمريّ. قال ابن عبد البرّ: له صحبة، ولابنه عمرو صحبة، وصحبة عمرو أشهر.
روى حديثه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جدّه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه عينا وحده ... وذكر الحديث.
وقرأت بخطه في حاشية كتاب ابن السّكن: أمية الضمريّ حديثه عند ولده، ثم ساق من طريق هشام بن عروة، عن الزهريّ، عن عمرو بن أمية الضمريّ. عن أبيه.
قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أكل ثمّ قام فصلّى ولم يتوضّأ.
فأما الحديث الأول فقد ساقه ابن مندة في ترجمة أميّة بن عمرو، قال: وقيل: ابن أبي أمية الضمريّ عداده في أهل الحجاز. روى عنه ابنه عمرو بن أمية، ثم ساق من طريق جعفر ابن عون، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع، أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه عن جده أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه عينا وحده إلى قريش. قال: فجئت إلى خشبة خبيب وأنا أتخوّف العيون فرقيت فيها، فحللت خبيبا ... الحديث.
وهذه القصة مذكورة في «المغازي» لعمرو بن أمية لا لأبيه، مشهورة به لا بأبيه وقد بين علي بن المديني أمرها بيانا شافيا في كتاب «العلل» ، فقال بعد أن ساق الحديث من
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 28، الوافي بالوفيات 9/ 391، العقد الثمين 1/ 331، أسد الغابة ت 230، الاستيعاب 75.

(1/383)


طريق ابن مجمّع المذكور: جعفر بن عمرو هذا ليس هو ابن عمرو بن أمية الضّمري لصلبه، وإنما هو جعفر بن عمرو بن فلان بن عمرو بن أمية، وإنما الحديث عن أبيه عمرو عن جده عمرو بن أميّة.
قلت: فالضمير في قوله عن جده عائد إلى عمرو بن فلان لا إلى جعفر، وتبين أنّ الحديث من مسند عمرو بن أمية الضمريّ لا من مسند أمية.
تنبيه: وقع في معجم الطّبرانيّ في الحديث المذكور: عن جعفر بن عوف، عن إبراهيم ابن إسماعيل بن مجمّع، عن الزهري: أخبرني جعفر. انتهى.
وقوله: عن الزّهريّ من المزيد في متّصل الأسانيد. وأما الحديث الثاني فسقط منه لفظة واحدة وهي ابن.
والصّواب: عن الزّهري عن ابن عمرو بن أميّة عن أبيه، والزهريّ لم يلحق عمرو بن أميّة، وإنما روى عن ابنه جعفر كما سنوضحه.
وقد قال ابن مندة أيضا: أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، أخبرنا أبو مسعود، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عمرو بن أمية الضمريّ، عن أبيه، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلّى ولم يتوضّأ [ (1) ] . قال ابن مندة: كذا رواه عبد الرزاق، ورواه إبراهيم بن سعد عن الزّهري، عن جعفر بن عمرو بن أميّة عن أبيه. وهو الصّواب.
قلت: لا ينبغي نسبة الوهم فيه إلى عبد الرزاق وحده: لاحتمال أن يكون الوهم منه في حال تحديثه لأبي مسعود أو ابن أبي مسعود، فقد رواه الترمذي عن محمود بن غيلان، عن عبد الرّزاق على الصّواب.
وكذا هو في مصنف عبد الرزاق من رواية إسحاق الدّيري عنه. وكذا رواه البخاري من طريق ابن المبارك عن معمر، وكذا رواه عقيل وصالح وشعيب ويونس وعمرو بن الحارث عن الزهري. وكلها صحيحة، فظهر أن الحديث الثاني من مسند عمرو بن أميّة أيضا واللَّه أعلم.

552 ز- أمية بن أبي الصّلت
الثقفي المشهور ذكره ابن السكن في الصحابة، وقال: لم يدركه الإسلام، وقد صدّقه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض شعره، وقال: قد كاد أمية أن يسلم، ثم قصّ قصة موته من طريق محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي، عن أبيه عن جده، ثم أخرج حديث عكرمة عن ابن عبّاس أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنشد قول أمية:
__________
[ (1) ] وهو من حديث ابن عباس أخرجه البخاري 1/ 310 في الوضوء (207) ومسلم 1/ 273 (91/ 354) .

(1/384)


زحل وثور تحت رجل يمينه ... والنّسر للأخرى وليث مرصد [ (1) ]
[الكامل] فقال: صدق، هكذا صفة حملة العرش.
قلت: وصحّ عن الشريد بن عمرو أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم استنشده من شعر فقال: كاد أن يسلم.
وفي البخاريّ عن أبي هريرة- مرفوعا- في حديث: وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم.
وأم أمية رقيّة بنت عبد شمس بن عباد بن عبد مناف، فذلك رثى أمية بن أبي الصلت قتلى بدر بقصيدته المشهورة، لأنه كان من رءوس من قتل بها عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس، وهما ابنا خاله.
وكان أبو الصّلت والد أميّة شاعرا، وكذا ابنه القاسم بن أمية، وسيأتي أنّ له صحبة.
وقال أبو عبيدة: اتّفقت العرب على أنّ أمية أشعر ثقيف.
وقال الزّبير بن بكّار: حدّثني عمي، قال: كان أمية في الجاهلية نظر الكتب وقرأها، ولبس المسوح وتعبّد أوّلا بذكر إبراهيم وإسماعيل والحنيفية، وحرّم الخمر، وتجنّب الأوثان، وطمع في النبوة، لأنه قرأ في الكتب أنّ نبيا يبعث بالحجاز، فرجا أن يكون هو، فلما بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حسده فلم يسلم، وهو الّذي رثى قتلى بدر بالقصيدة التي أولها:
ماذا يبدّر والعقنقل ... - من مرازبة جحاجح [ (2) ]
وذكر صاحب المرآة في ترجمته عن ابن هشام، قال: كان أمية آمن بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. فقدم الحجاز ليأخذ ماله من الطّائف ويهاجر، فلما نزل بدرا قيل له: إلى أين يا أبا عثمان؟ قال:
أريد أن أتبع محمّدا، فقيل له: هل تدري ما في هذا القليب؟ قال: لا، قيل فيه شيبة وعتبة ابنا خالك وفلان وفلان، فجدع أنف ناقته وشقّ ثوبه، وبكى، وذهب إلى الطائف فمات بها، ذكر ذلك في حوادث السنة الثانية.
والمعروف أنه مات في التاسعة. ولم يختلف أصحاب الأخبار أنه مات كافرا، وصحّ أنه عاش حتى رثى أهل بدر، وقيل: إنّه الّذي نزل فيه قوله تعالى: الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها [الأعراف 175] وقيل: إنه مات سنة تسع من الهجرة بالطائف كافرا قبل أن يسلم الثقفيون.
__________
[ (1) ] انظر ديوانه 25.
[ (2) ] انظر ديوانه 20.

(1/385)


وقال المرزبانيّ: اسم أبي الصلت عبد اللَّه بن ربيعة بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف، ويقال: هو أبو الصلت بن وهب بن علاج بن أبي سلمة، يكنى أبا عثمان، ويقال أبا القاسم.
مات أيام حصار الطائف بعد حنين.
وفي الطّبرانيّ الكبير، عن أبي سفيان بن حرب، قال: خرجت تاجرا في رفقة فيهم أميّة بن أبي الصّلت. فذكر قصة فيها أن أمية قال: إن نبيا يبعث بالحجاز من قريش. وأنه كان يظنّ أنه هو إلى أن تبيّن له أنه من قريش، وأنه يبعث على رأس الأربعين، وأنه سأله عتبة بن ربيعة، فقال: إنه جاوزها. قال: فلما رجعت إلى مكة وجدت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قد بعث، فلقيت أميّة فقال لي: اتبعه فإنّه على الحق. قلت: فأنت؟ قال: لولا الاستحياء من صبيات ثقيف، إني كنت أحدّثهن أني هو ثم يرينني تابعا لغلام من بني عبد مناف.
ومن شعر أميّة من قصيدة:
كلّ دين يوم القيامة عند ... الله إلّا دين الحنيفة زور [ (1) ]
[الخفيف] ومن قصيدة أخرى:
يا ربّ لا تجعلنّي كافرا أبدا ... واجعل سريرة قلبي الدّهر إيمانا [ (2) ]
[البسيط] ومثل هذا في شعره كثير، ولذلك
قال صلّى اللَّه عليه وسلم: «آمن شعره وكفر قلبه» .
وذكر [ (3) ] ابن الأعرابيّ في «النّوادر» أنّ أمية خرج في سفرته، فذكر قصة أنه رأى شيخا من الجن، فقال: إنك متبوع، فمن أين يأتيك صاحبك؟ قال: من قبل أذني اليسرى، قال:
فما يأمرك أن تلبس؟ قال: السواد، قال: هذا خطيب الجنّ، كدت أن تكون نبيّا، فلم تكن، إن النبيّ يأتيه صاحبه من قبل الأذن اليمنى، ويأمره بلبس البياض.
وذكر عمر بن شبّة بسند له عن الزّهريّ، قال: دخل أمية على أخته فنام على سرير لها فإذا طائران، فوفع أحدهما على صدره فشقّه فأخرج قلبه، فقال له الآخر: أوعى؟ قال: نعم
__________
[ (1) ] انظر ديوانه 38.
[ (2) ] انظر ديوانه 62.
[ (3) ] من أول «وذكر ابن الأعرابي إلى آخر الترجمة» سقط في أ.

(1/386)


قال: فقبل؟ قال: أتى. فردّ قلبه مكانه ثم نهض فأتبعه أمية طرفه. فقال:
لبّيكما لبّيكما ... ها أنا ذا لديكما [ (1) ]
[الرجز] فعادا ففعلا مثل ذلك ثلاث مرات. ثم ذهبا وزاد في الثّالثة:
إن تغفر اللَّهمّ تغفر جمّا ... وأيّ عبد لك لا ألمّا
[الرجز] ثم انطبق السقف، وقام أمية يمسح صدره، فقالت له: يا أخي، ماذا تجد؟ قال:
لا شيء، إلا أني أجد حرارة في صدري.
وعن الزّبير، عن عمه مصعب بن عثمان، عن ثابت بن الزبير، قال: لما مرض أمية مرض الموت جعل يقول: قد دنا أجلي، وأنا أعلم أن الحنيفية حقّ، ولكن الشّك يداخلني في محمد. قال: ولما دنت وفاته أغمي عليه قليلا ثم أفاق وهو يقول: لبّيكما لبّيكما ...
فذكر نحو ما تقدم وفيه: ثم قضى نحبه، ولم يؤمن بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.

553- أمية بن سعد القرشي [ (2) ] .
ذكره أبو زكريّا ابن مندة مستدركا على جدّه، وأخرج من طريق خلف بن عامر عن فضل بن سهل الأعرج، عن نصر بن عطاء الواسطيّ، عن همام، عن قتادة، عن عطاء، عن أمية القرشي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «إذا أتتك رسلي فأعطهم كذا وكذا درعا» قلت.: والعارية مؤدّاة؟ قال: نعم»
[ (3) ] .
قال أبو موسى في الذّيل: كذا روى.
وقد رواه ابن أبي عاصم عن فضل بن سهل الأعرج بالإسناد المذكور، فقال: عن عطاء، عن يعلى بن صفوان بن أمية، عن أبيه.
وكذا رواه حبّان بن هلال، عن همّام. والحديث معروف محفوظ لصفوان بن أميّة.
ويروي عن أميّة بن صفوان بن أميّة، عن أبيه، وهو عند أبي داود والنسائي على الصّواب.
__________
[ (1) ] ينظر البيت في مختار الأغاني 1/ 62.
[ (2) ] أسد الغابة ت 232.
[ (3) ] أخرجه أحمد 3/ 401 في مسند صفوان وأبي داود 3/ 822 في البيوع باب في تضمين العارية (3562) والحاكم 2/ 47 والبيهقي 6/ 89.

(1/387)


554 ز- أميّة بن عبد اللَّه [ (1) ]
بن خالد بن أسيد. استدركه أبو موسى على ابن مندة.
وقد قدمنا الكلام في ترجمة أمية بن خالد.

555- أميّة بن عبد اللَّه [ (2) ]
بن عمرو بن عثمان.
ذكره عبدان في الصّحابة، قال: حدثنا الفضل بن سهل، حدثنا يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن قدامة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن أمية بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لما فتح مكّة قام خطيبا، فقال:
«إنّ اللَّه عزّ وجلّ قد أذهب عنكم عبّيّة الجاهليّة وتعظيمها بآبائها، فالنّاس رجلان: برّ تقي كريم على اللَّه، وفاجر شقي هيّن على اللَّه ... » [ (3) ] الحديث.
قال أبو موسى: هذا حديث مشهور لعبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن عمر، وعبد الملك بن قدامة معروف بالرواية عن عبد اللَّه بن دينار،
فلا أدري كيف وقع هذا؟
قلت: هو من حديث عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر بلا شك، وأما أمية بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفان فهو من أتباع التابعين، ذكره فيهم ابن حبان، وكذا ذكر البخاريّ أنه يروي عن عكرمة.
وقال خليفة: مات سنة ثلاثين ومائة.

556- أميّة بن علي [ (4) ] .
ذكره ابن مندة معتمدا على خبر وقع فيه إسقاط وتصحيف، فساق من طريق يحيى الفراء، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أمية بن علي، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقرأ على المنبر: وَنادَوْا يا مالِكُ [الزخرف: 77]
قال ابن مندة: الصّواب ما رواه أصحاب ابن عيينة عن عمرو، عن صفوان بن يعلى بن أميّة عن أبيه.
__________
[ (1) ] طبقات ابن سعد 5/ 478، تاريخ خليفة 292، التاريخ الكبير 2/ 7، الجرح والتعديل 2/ 301، تاريخ الطبري 5/ 318، جمهرة أنساب العرب 84، الكامل في التاريخ 4/ 345، تاريخ الإسلام 3/ 42، الكاشف 1/ 87، سير أعلام النبلاء 4/ 272، وفيات الأعيان 3/ 163، تهذيب التهذيب 1/ 371، تقريب التهذيب 1/ 83، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 131، عيون الأخبار 1/ 166، العقد الفريد 1/ 142، العقد الثمين 3/ 332، الوافي بالوفيات 9/ 406، خلاصة تذهيب التهذيب 40، أسد الغابة (234) الاستيعاب ت (79) .
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، التحفة اللطيفة 1/ 339، التاريخ الكبير 2/ 8 أسد الغابة ت 233.
[ (3) ] أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 180 عن عبد اللَّه بن عمرو وقال هو في الصحيح منه النهي عن الصلاة بعد الصبح وفي السنن بعضه ورواه الطبراني ورجاله ثقات.
[ (4) ] أسد الغابة ت 236

(1/388)


قلت: كذلك رواه البخاريّ ومسلم وأبو داود والنّسائيّ من حديث ابن عيينة.

557 ز- أمية بن عمرو
بن وهب بن معتّب بن مالك الثقفيّ. يأتي صوابه في عمرو بن أمية.

558- أمية، جد عمرو [ (1) ]
بن عثمان الثقفي. مدني،
حديثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى في الماء والطين على راحلته يومئ إيماء، سجوده أخفض من ركوعه.
هكذا أخرجه ابن عبد البرّ وهو وهم، فقد روى الترمذي الحديث المذكور من طريق كثير بن زياد، عن عمرو بن عثمان بن يعلي بن مرّة، عن أبيه عن جدّه- أنهم كانوا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في مسير، فانتهوا إلى مضيق، فحضرت الصلاة فمطروا ... الحديث. قال الترمذيّ:
غريب.
قلت: إسناده لا بأس به، وصحابية يعلى بن مرة لا أمية، غير أن الطّبراني رواه في معجمه، فقال: عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن أمية، عن أبيه، عن جدّه- وهو وهم في ذكر أمية، بل صوابه مرّة. وعلى كل تقدير فصحابيه يعلى لا أمية، وإن ثبتت رواية لأمية والد يعلى فهو أمية التميمي المذكور في القسم الأول.

559 ز- أمية بن أبي مرثد الأنصاريّ.
ذكره بعضهم في الصحابة وهو وهم.
قال الإسماعيليّ في مسند يحيى بن سعيد: أخبرنا علي بن محمد العسكري، حدثنا إبراهيم البلدي، حدّثنا أبو صالح، حدثنا الليث، قال: قال يحيى بن سعيد: كتب إليّ خالد بن أبي عمران، عن الحكم بن مسعود- أن أمية بن أبي مرثد الأنصاريّ حدّثه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ستكون فتنة»
[ (2) ] ... الحديث. كذا فيه والصّواب أنس بن أبي مرثد، كذلك أخرجه البخاريّ في «تاريخه» عن أبي صالح على الصواب.
وقد تقدم في ترجمة أنس في الأول.

560- أنس بن أسيد
بن أبي أناس [ (3) ] بن زنيم الكنانيّ [ (4) ] . ذكره دعبل بن علي في
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت 237 الاستيعاب ت 76.
[ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 1/ 169، 2/ 282، والطبراني في الكبير 4/ 249 وابن عساكر في تاريخه 7/ 283، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30829، 31091 وعزاه لأحمد في المسند وأبي داود والترمذي والحاكم عن سعد وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 319 عن طلحة بن عبيد اللَّه وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه مثنى بن الصباح وهو متروك ووثقه ابن معين وضعفه أيضا.
[ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، تهذيب الكمال 1/ 120، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 104، الوافي بالوفيات 9/ 442.

(1/389)


طبقات الشعراء، وقال: إنه القائل أصدق بيت قاله الشعراء في المديح:
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أعفّ وأوفى ذمّة من محمّد [ (1) ]
[الطويل] قلت: وهذا البيت من قصيدة أنس بن زنيم الّذي ذكرته في القسم الأول على الصّواب، وأبو أناس أخوه لا جدّه واللَّه أعلم.

561- أنس بن أم أنس [ (2) ]
ذكره البغوي وابن شاهين في الصحابة، وأخرجا من طريق محمد بن إسماعيل، عن يونس بن عمران بن أبي قيس، عن جدته أم أنس أنها قالت: يا رسول اللَّه، جعلك اللَّه في الرّفيق الأعلى من الجنّة، وأنا معك. قال أنس: قلت: يا رسول اللَّه، علمني عملا، قال: «عليك بالصّلاة ... »
[ (3) ] الحديث.
قال البغويّ: لا أعلم له غيره. انتهى.
وهو خطأ نشأ عن سقط، والصّواب قالت أمّ أنس: فقلت: يا رسول اللَّه ... إلخ.
كذا أخرجه الطّبرانيّ في ترجمة أم أنس من معجمه، وقال: ليست هي أم أنس بن مالك. واللَّه أعلم.

562- أنس بن رافع
أبو الحيسر الأوسي [ (4) ] . ذكره ابن مندة، وقال: قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مكّة. فأتاهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلموا، ثم ساق الحديث من طريق سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق، عن حصين بن عبد الرحمن، عن محمود بن لبيد بهذا، كذا قال.
والّذي ذكره ابن إسحاق في «المغازي» بهذا الإسناد يدلّ على أنه لم يسلم، وقد سبقت القصة بتمامها في ترجمة إياس بن معاذ. وقوله: قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فيه نظر، وإنما قدم أبو الحيسر في فتية من بني عبد الأشهل على قريش يلتمسون منهم الحلف على الخزرج، فأتاهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام فلم يسلموا إذ ذاك وانصرفوا، فكانت بينهم وقعة بعاث المشهورة.
ولأبي الحيسر هذا ابن شهد بدرا، وابنة تزوّجها عبد الرحمن بن عوف، وهي التي قيل له بسببها: «أولم ولو بشاة» .
__________
[ (1) ] ينظر البيت سيرة ابن هشام 4/ 46.
[ (2) ] أسد الغابة ت 243.
[ (3) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18919 وعزاه للمحاملي في أماليه عن أم أنس.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، معرفة الصحابة 2/ 225.

(1/390)


563- أنس بن عبد اللَّه:
بن أبي ذباب [ (1) ] ذكره ابن أبي عاصم، وتبعه عليّ بن سعيد العسكري.
قال أبو موسى: أورده أبو زكريّا ابن مندة مستدركا به على جدّه، وأحاله على العسكري، ولم يورد له شيئا، ولعله أراد إياس بن عبد اللَّه بن أبي ذباب.
قلت: هو هو بعينه، وبيان ذلك
أن ابن أبي عاصم قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو الوليد، حدثنا سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عبيد اللَّه، عن أنس بن عبد اللَّه بن أبي ذباب، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «لا تضربوا إماء اللَّه»
[ (2) ] ... الحديث.
وقد أخرجه ابن أبي عاصم بهذا الإسناد بعينه في ترجمة إياس بن عبد اللَّه. وهو الصواب، فكذلك أخرجه أصحاب السنن وغيرهم عن إياس لا عن أنس.

564 ز- أنس بن مالك [ (3) ] ،
رجل من بني عبد الأشهل. ذكره بعضهم مفردا عن أنس بن مالك الكعبي القشيري، واستند إلى
ما أخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن أبي هلال، عن عبد اللَّه بن سوادة، عن أنس بن مالك، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يتغذّى، فقال: «ادن فكل» . قلت إنّي صائم، فيا لهف نفسي، فهلا كنت طعمت من طعام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم» [ (4) ] .
ورواه ابن ماجة أيضا مطوّلا عن علي بن محمد الطّنافسي، عن وكيع، فقال: عن رجل من بني عبد اللَّه بن كعب.
وكذا قال الترمذي: عن أبي كريب، عن وكيع. وكذا أخرجه أبو داود. عن شيبان بن فرّوخ، عن أبي هلال. وهو الصّواب.
وقد تقدم أنس بن مالك الكعبي في القسم الأول.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30.
[ (2) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 652 عن إياس بن عبد اللَّه بن أبي ذباب ... الحديث كتاب النكاح باب في ضرب النساء حديث رقم 2146، وعبد الرزاق في المصنف حديث 17945 والدارميّ في السنن 2/ 147، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 304 والحاكم في المستدرك 2/ 188 عن إياس بلفظه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير 1/ 244، وابن حبان في صحيحه حديث 1316 وكنز العمال حديث رقم 25030، 45875.
[ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ.
[ (4) ] أخرجه النسائي 4/ 180 في كتاب الصيام باب 51 ذكر اختلاف معاوية بن سلام وعلي بن المبارك في هذا الحديث حديث رقم 2275. وأحمد في المسند 4/ 347، 5/ 29، وابن ماجة في السنن 2/ 1139 في كتاب الطب باب 3 الحمية حديث رقم 3443. وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 32 عن أنس بن مالك.

(1/391)


باب الألف بعدها الهاء
565- أهبان الغفاريّ [ (1) ] ،
ابن أخت أبي ذرّ. تابعيّ مشهور.
ذكره ابن عبد البرّ، فقال: بصريّ لا تصحّ له صحبة، وإنما يروي عن أبي ذرّ. روى عنه حميد بن عبد الرحمن.
قلت: وزعم ابن مندة أنّ البخاري قال: إن أهبان بن صيفي هو أهبان ابن أخت أبي ذرّ.
والّذي رأيت في «التّاريخ» التفرقة بينهما، نعم وحّد بينهما ابن حبان. والصّواب التفرقة.

باب الألف بعدها الواو
566- أوس بن أويس [ (2) ] .
ذكره أبو جعفر الطحاوي، وأخرج من طريق قيس بن الربيع عن عمرو بن عبد اللَّه، عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي، عن أوس بن أوس أو أوس بن أويس، قال: أقمت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم نصف شهر، فرأيته يصلّي وعليه نعلان مقابلتان.
قلت: وعندي أنّ أوسا هذا هو أوس بن أبي أوس الثقفي المتقدم ذكره في القسم الماضي، وهم في اسم أبيه قيس.
وقد رواه شعبة عن النعمان بن سالم: سمعت رجلا جدّه أوس بن أبي أوس، قال: كان جدّي يصلّي فيأمرني أن أناوله نعليه، ويقول: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يصلّي في نعليه [ (3) ] .
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، الثقات 3/ 17، تهذيب الكمال 1/ 125 الطبقات 33/ 175، تهذيب التهذيب 1/ 380، تقريب التهذيب 1/ 58، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، الوافي بالوفيات 9/ 438، الكاشف 1/ 141، تاريخ من دفن بالعراق 26، الجرح والتعديل 2/ 1157، التاريخ الصغير 86، 87، بقي بن مخلد 390.
[ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، تهذيب الكمال 1/ 126، تقريب التهذيب 1/ 85 الطبقات 54، 285، الجرح والتعديل 2، ترجمة 1126، تهذيب التهذيب 1/ 381، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، الوافي بالوفيات 9/ 442، المغني 1/ 94، التحفة اللطيفة 1/ 346، حلية الأولياء 1/ 347 العقد الثمين 1/ 336، الكاشف 1/ 141، الجامع من الرجال 286، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 129، جامع الرواة 1/ 110، أعيان الشيعة 3/ 509، بقي بن مخلد 114، أسد الغابة ت (286) .
[ (3) ] أخرجه العقيلي في الضعفاء 1/ 181. وابن عدي في الكامل 6/ 2214. وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 57 عن أبي بكرة وقال رواه أبو يعلى والبزار وفيه بحر بن مرار أحد من اختلط وقد وثقه ابن معين وفي إسناد أبي يعلى عبد الرحمن بن عثمان أبو بحر ضعفه أحمد وجماعة وكان يحيى بن سعيد القطان حسن الرأي فيه وحدث عنه.

(1/392)


567- أوس بن بشير [ (1) ] ،
رجل من أهل اليمن. يقال: إنه من جيشان [ (2) ] .
أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، وحديثه عند الليث بن سعد، عن عامر الجيشانيّ. كذا أورده ابن عبد البرّ تبعا لابن أبي حاتم. وفيه أوهام نبيّنها، منها قوله ابن بشير، وإنما هو ابن بشر ومنها قوله: إنه من جيشان، وإنما هو معافري ومنها قوله: إنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو لم يأته، وإنما حكى قصة رجل من جيشان أتاه فسأله. ومنها قوله: عامر الجيشانيّ، وإنما هو المعافريّ.
وقد أخرج الحديث أبو موسى في «الذّيل» من طريق عبد اللَّه بن صالح، عن الليث، عن عامر بن يحيى عن أوس بن بشير- أنّ رجلا من أهل اليمن من جيشان أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: إن لنا شرابا يقال له المزر [ (3) ] من الدرة، فقال: أله نشوة؟ قال: نعم. قال: فلا تشربوه.
وقال أبو موسى: قد روي هذا الحديث عن ديلم الجيشانيّ
وأظنّه هو الّذي سأل.
قلت: وقد ذكره البخاريّ في تاريخه، فقال: أوس بن بشر المعافري يعدّ في المصريين، صحب أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه عامر بن يحيى المعافريّ.
وواهب بن عبد اللَّه. وسمع عقبة بن عامر، وكذا ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين.

568- أوس بن ثابت الأنصاري [ (4) ] .
فرّق الطبرانيّ بينه وبين أوس بن ثابت- أخي حسّان، وهو هو، فروى في ترجمة هذا عن عروة: فيمن شهد العقبة من بني عمرو بن مالك ابن النجار. وشهد بدرا أوس بن ثابت بن المنذر، ثم ذكر عن موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا أوس بن ثابت بن المنذر، لا عقب له، وإنما اشتبه على الطبراني من وجهين: أحدهما أنه لم ينسب أوس بن ثابت أخا حسان. والآخر أنه قال: هو والد شداد. ورأى قول موسى إنه لم يعقب فحكم بأنه غيره.

569- أوس بن حارثة [ (5) ]
بن لأم بن عمرو بن ثمامة بن عمرو بن طريف الطائيّ.
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (289) تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، الاستيعاب ت (110) .
[ (2) ] جيشان: بالفتح ثم السكون وشين معجمة وألف ونون وهي مدينة وكورة ينسب إليها الخمر السود، خيشان ملاحة باليمن وحيشان أيضا خطة بمصر بالفسطاط. انظر معجم البلدان 2/ 232، 233.
[ (3) ] المزر: نبيذ الشعير والحنطة والحبوب، وقيل: نبيذ الذرة خاصة. اللسان 6/ 4191.
[ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، الثقات 1/ 9، 6/ 73، التحفة اللطيفة 1/ 346 عنوان النجاة 48، الاستبصار 54، ومعجم الثقات 243، أصحاب بدر 227، الطبقات الكبرى 3/ 55، الجامع في الرجال 286، أسد الغابة ت (290) الاستيعاب ت (103) .
[ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 35 الاستبصار 266.

(1/393)


ذكره ابن قانع. وقد تقدم أنه وهم في ترجمة أوس بن حارثة في القسم الأول، وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» . وقال: إنه شاعر جاهليّ.
وذكر ابن الكلبيّ أن هانئ بن قبيصة بن أوس بن حارثة بن لأم كان نصرانيا، وكان تحته بنت عمّ له نصرانية فأسلمت، ففرّق عمر بن الخطاب بينهما، فلو كان أوس بن حارثة أسلم لم يقرّ حفيده هانئ بن قبيصة على النّصرانيّة.
وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في «المعمرين» ، قال: عاش أوس بن حارثة بن لأم مائتين وعشرين سنة حتى هرم وذهب سمعه وعقله، وكان سيّد قومه ورئيسهم.
ذكر ذلك ابن الكلبيّ عن أبيه، قال: فبلغنا أن بنيه ارتحلوا وتركوه في عرصتهم حتى هلك فيها ضيعة، فهم يسبّون بذلك إلى اليوم، فهذا يؤيد ما قلناه إنه لم يدرك الإسلام.

570- أوس بن عرابة [ (1) ] .
صوابه عرابة بن أوس، كما تقدم في ترجمة أوس بن ثابت.

571- أوس بن محجن،
أبو تميم الأسلمي. ذكره أبو موسى وابن شاهين، وأنه أسلم بعد أن قدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة. انتهى.
وقد صحّف أباه، وإنما هو أوس بن حجر- كما تقدم.

572- أوس المزني.
ذكره ابن قانع هكذا- بالزاي والنون. واستدركه ابن الأثير وغيره فوهموا، وإنما هو أوس المرئي- بالراء والهمزة- كما تقدم.

573 ز- أوس- غير منسوب [ (2) ] .
ذكره ابن قانع أيضا، وروى عن ابن لهيعة عن عبد ربه بن سعيد. عن يعلى بن أوس، عن أبيه، قال: كنا نعدّ الرياء في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الشرك الأصغر.
وهذا غلط نشأ عن حذف، وذلك أنّ هذا الحديث إنما هو من رواية يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه، فالصّحابية لشدّاد بن أوس، فلما وقع يعلى في هذه الرواية منسوبا إلى جده أوس ظن ابن قانع أنه على ظاهره.
والحديث معروف بشدّاد بن أوس من طرق، ولذلك أخرجه الطّبرانيّ من طريق يعلى بن شداد بن أوس، عن أبيه. واللَّه أعلم.
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 37، معرفة الصحابة 2/ 365. أسد الغابة ت (312) .
[ (2) ] أسد الغابة ت (327) .

(1/394)


باب الألف بعدها الياء
574- إياس بن عبد اللَّه البهزيّ،
روى عنه عبد اللَّه بن يسار. شهد حنينا.
حديثه في مسند الطّيالسيّ. هكذا أورده الذّهبيّ في «التّجريد» ، وعلم له علامة بقيّ بن مخلد أنه أخرج له حديثا، ثم ذكر إياس بن عبد- بغير إضافة- الفهري.
قلت: وهما واحد، فالذي في أسد الغابة إياس بن عبد اللَّه الفهري- بالفاء والراء روى عنه عبد اللَّه بن يسار، ثم ساق من طريق مسند الطيالسيّ إلى أبي عبد الرحمن الفهريّ حديثه غير مسمّى، ثم قال: أخرجه ابن عبد البرّ وابن مندة وأبو نعيم لكن قال ابن عبد البرّ:
إياس بن عبد- بغير إضافة، فظهر أن جعله اثنين وهم، وأنه بالفاء والراء، وكذا هو في مسند الطيالسي، ولم يسمّ في سياق حديثه.
واختلف في اسمه كما سيأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.

575- إياس بن مالك [ (1) ]
بن أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي. ذكره ابن مندة، فقال: أخرجه السّراج في الصّحابة وهو تابعي. ثم أخرج له حديثا أرسله.
وعاب أبو نعيم على ابن مندة إخراجه، لأن الّذي في تاريخ السراج بالسند المذكور عن إياس بن مالك بن أوس، عن أبيه. قال أبو نعيم: نسب ابن مندة الوهم للسراج، وهو منه بريء.
وقال ابن الأثير: قد أخبر ابن مندة بأنه تابعيّ، فما بقي عليه عتب إلا أنه نقل عن السراج ما في تاريخه خلافه.

576- إياس بن معاوية المزني [ (2) ] .
ذكره الطّبراني في الصحابة، واستدركه أبو موسى
وأخرج من طريق الطبراني بإسناده عن ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن إياس بن معاوية المزني، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا بدّ من صلاة بليل، ولو حلب ناقة، ولو حلب شاة، وما كان بعد صلاة العشاء الآخرة فهو من صلاة اللّيل» [ (3) ] .
__________
[ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، معرفة الصحابة 2/ 331، أسد الغابة ت (346) .
[ (2) ] الطبقات الكبرى 7/ 234، التاريخ الكبير 1/ 442، تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، تهذيب التهذيب 1/ 390، تقريب التهذيب 1/ 87، معرفة الصحابة 2/ 320، أسد الغابة ت (348) .
[ (3) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 245 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 255 عن إياس بن معاوية المزني ولفظه لا بد من صلاة بليل ... الحديث. قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات. وأورده المنذري في الترغيب 1/ 430، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 21427.

(1/395)


وقد وهم من جعله صحابيا، وإنما هو تابعيّ صغير مشهور بذلك، وهو إياس القاضي المشهور بالذكاء.
وقد مضى ذكر جده إياس بن هلال بن رئاب، ويأتي ذكر ولد قرّة بن إياس في القاف وظن أبو نعيم أن الحديث المذكور لإياس بن هلال هذا، فساقه في ترجمته الماضية، وهو خطأ، فإنّ ولد قرة ليست له رواية كما مضى.
قال أبو موسى: هذا الحديث من رواية إياس بن معاوية بن قرة. يروي عن أنس وعن التابعين، وإنما الصحبة لجدّة قرّة فضلا عن أبيه معاوية قلت: ومات إياس بن معاوية سنة إحدى وعشرين ومائة وقيل: سنة اثنتين وعشرين وقيل: إنه لم يبلغ أربعين سنة.

577- إياس- غير منسوب.
قال الخطيب: أخبرنا أبو بكر الحرشيّ، حدّثنا الأصمّ، حدّثنا أبو عتبة، حدّثنا بقيّة، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد اللَّه، عن إياس، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «لا يقبل اللَّه قولا إلّا بعمل. ولا يقبل قولا وعملا إلّا بنيّة، ولا يقبل قولا وعملا ونيّة إلّا بإصابة السّنّة» [ (1) ] .
هكذا أورده ابن الجوزيّ في أوائل كتابه «التّحقيق» ، وتعقّبه ابن عبد الهادي بأنّ قوله إياس في الإسناد خطأ، والصّواب عن أبان وهو ابن أبي عيّاش.
قلت: وإنما رواه أبان عن أنس كذلك. وأخرجه ابن عساكر في أماليه.

578 ز- أيفع بن عبد الكلاعي [ (2) ]
تابعي صغير.
استدركه أبو موسى، وقال: أخرجه الإسماعيليّ في الصحابة،
قال: الإسماعيلي:
حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا الحكم بن موسى، عن الوليد بن مسلم، عن صفوان بن عمرو، قال: سمعت أيفع بن عبد الكلاعي على منبر حمص يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إذا أدخل اللَّه أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار قال: يا أهل الجنّة، كم لبثتم في الأرض عدد سنين ... »
[ (3) ] الحديث.
وتابعه أبو يعلى عن الهيثم بن خارجة، عن الوليد، رجال إسناده ثقات، إلا أنه مرسل
__________
[ (1) ] أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 10/ 34.
[ (2) ] أسد الغابة ت (350) .
[ (3) ] أخرجه مسلم في صحيحه 4/ 189، عن أبي سعيد في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب 13 النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء حديث رقم 41- 2849. وأحمد في المسند 3/ 9، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39364 وعزاه إلى أبي الشيخ في العظمة عن أبي هريرة.

(1/396)


أو معضل، لا يصحّ لأيفع سماع من صحابي، وإنما ذكر ابن أبي حاتم روايته عن راشد بن سعد.
وقال عبدان: سمعت محمّد بن المثنى يقول: مات أيفع سنة ست ومائة.
وقال الدّارميّ في مسندة: أخبرنا يزيد بن هارون، عن حريز بن عثمان، عن أيفع بن عبد، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في فضل آية الكرسي. وهو مرسل أيضا أو معضل.

579- أيمن بن يعلى [ (1) ] ،
أبو ثابت الثّقفيّ. تابعيّ معروف. وليس هو ابنا ليعلى، إلا أنّ له عنه رواية.
قال ابن مندة: أخبرنا محمد بن أيوب بن حبيب، وخيثمة بن سليمان، قالا: حدثنا هلال بن العلاء. حدثنا أبي وعبد اللَّه بن جعفر، قالا: حدثنا عبيد اللَّه بن عمرو، عن يزيد بن أبي أنيسة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن أبي ثابت أيمن بن يعلى الثقفي، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من سرق شبرا من الأرض أو غلّه جاء يحمله يوم القيامة على عنقه إلى أسفل الأرضين»
[ (2) ] .
قال ابن مندة: وهكذا رواه عمرو بن زرارة عن عبيد اللَّه بن عمرو. ورواه جماعة عن عبيد اللَّه بن عمرو، فأسقطوا الشّعبيّ. ورواه على بن معبد عن عبيد اللَّه بن عمرو، فقال: عن أبي ثابت، عن يعلى بن مرة الثقفيّ. وهكذا رواه غير واحد عن أبي يعفور، عن أبي ثابت، عن يعلى. وهو الصواب.
قلت: ورواه البغويّ عن عمرو بن زرارة مثل رواية علي بن معبد سواء. وأيمن أبو ثابت روى عن يعلى المذكور وعن ابن عباس، وبذلك ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وساق هذا الحديث من رواية أبي يعفور، عن أيمن أبي ثابت: سمعت يعلى به.
وأخرجه في صحيحه من طريق الربيع بن عبد اللَّه، عن أيمن، عن يعلى بن مرة.

580- أيمن.
يقال هو اسم أبي مرثد.

581- أيمن، غير منسوب.
له رواية مرسلة، وروى عن تبيع ابن امرأة كعب عن
__________
[ (1) ] أسد الغابة ت (354) تجريد أسماء الصحابة 1/ 41.
[ (2) ] أخرجه الترمذي في السنن 4/ 20- 21 عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل كتاب الديات (14) باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد (22) حديث رقم 1418 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
وأحمد في المسند 1/ 188 والطبراني في الصغير 2/ 103. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19755، 30359.

(1/397)


كعب. روى عنه عطاء ومجاهد. ويقال إنه مولى الزبير، أو ابن الزبير.
قال النّسائيّ ما أحسب أن له صحبة. وروى البخاريّ في «تاريخه» من طريق منصور، عن الحكم، عن مجاهد وعطاء، عن أيمن الحبشي، قال. يقطع السّارق- مرسل.
وقال الشّافعيّ من زعم أنه أيمن بن أم أيمن أخو أسامة بن زيد لأمه فقد وهم، لأنّ ذاك قتل يوم حنين.
وقال الدّار الدّارقطنيّ: أيمن راوي حديث السرقة تابعيّ، لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولا الخلفاء بعده.
وقيل: هو أيمن الحبشي والد عبد الواحد بن أيمن مولى بني مخزوم الّذي أخرج له البخاريّ. واللَّه أعلم.

(1/398)