سير أعلام
النبلاء، ط الحديث الطَّبَقَةُ السَّابِعَةَ عَشَرَ:
2573- الفِرْيَابِيُّ 1:
جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ المُسْتَفَاضِ.
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، شَيْخُ الوَقْتِ، أَبُو
بَكْرٍ الفِرْيَابِيُّ، القَاضِي.
وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ. وَقَالَ: أَوَّلُ مَا
كَتَبْتُ الحَدِيْثَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ
وَمائَتَيْنِ.
أَرَّخَ مَوْلِدَهُ القَاضِي أَبُو الطَّاهِرِ
الذُّهْلِيُّ.
قُلْتُ: ارْتَحَلَ مِنْ فِيْرِيَابَ -وَهِيَ مَدِيْنَةٌ
مِنْ بِلاَدِ التُّرْكِ- إِلَى بلاد ما وَرَاءِ النَّهْرِ،
وَخُرَاسَانَ، وَالعِرَاقِ، وَالحِجَازِ، وَالشَّامِ،
وَمِصْرَ، وَالجَزِيْرَةِ، وَلَقِيَ الأَعْلاَمَ،
وَتَمَيَّزَ فِي العِلْمِ، وَوَلِيَ قَضَاءَ
الدِّيْنَوَرِ.
حَدَّثَ عَنْ: شَيْبَانَ بنِ فَرُّوْخٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ
أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ، وَهُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ،
وَقُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَأَبِي مُصْعَبٍ
الزُّهْرِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَأَبِي
جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيِّ، وَسُلَيْمَانَ ابْنِ بِنْتِ
شُرَحْبِيْلَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَائِذٍ، وَهِشَامِ بنِ
عَمَّارٍ، وَصَفْوَانَ بنِ صَالِحٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بن أبي
شيبة، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وَعَلِيُّ بنُ
المَدِيْنِيِّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ،
وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبِي قُدَامَةَ
السَّرَخْسِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ مَوْهِبٍ الرَّمْلِيِّ،
وَهَدِيَّةَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ المَرْوَزِيِّ،
وَإِسْحَاقَ بنِ مُوْسَى الخَطْمِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ
عُثْمَانَ بنِ خَالِدٍ العُثْمَانِيِّ، وَعَمْرِو بنِ
عَلِيٍّ الفَلاَّسِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ
البَرْمَكِيِّ، وَالهَيْثَمِ بنِ أَيُّوْبَ
الطَّالْقَانِيِّ، وَأَبِي كَامِلٍ الجَحْدَرِيِّ،
وَأَحْمَدَ بنِ عِيْسَى التُّسْتَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ
عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُعَاذٍ،
وَأَبِي كُرَيْبٍ مُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ، وَتَمِيْمِ بنِ
المُنْتَصِرِ، وَأَبِي الأَصْبَغِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ
يَحْيَى، وَمِنْجَابِ بن الحارث، ومحمد ابن مُصَفَّى،
وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ النَّافِعَةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَأَبُو بَكْرٍ
الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّافِ، وَأَبُو
القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الطَّاهِرِ
الذُّهْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، وَأَبُو
أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ،
وأبو بَكْرٍ الجِعَابِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ
أَبِي العَقِبِ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو
حَفْصٍ عُمَرُ بنُ الزَّيَّاتِ، وَأَبُو بَكْرٍ
الآجُرِّيُّ، وَعَبْدُ البَاقِي بنُ قَانِعٍ، وَأَبُو
الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عبد
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 199"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 124"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 714"، والعبر "2/ 119"،
وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 235".
(11/61)
اللهِ -وَالِدُ تَمَّامٍ الرَّازِيِّ-
وَالحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّامَهُرْمُزِيُّ،
وَأَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الزُّهْرِيُّ، وَهُوَ خَاتِمَةُ أَصْحَابِهِ، وَقَعَ لَنَا
مِنْ طَرِيْقِهِ "صِفَةُ المُنَافِقِ" عَالِياً.
قَالَ الخَطِيْبُ: جَعْفَرٌ الفِرْيَابِيُّ قَاضِي
الدِّيْنَوَرِ كَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، مِنْ أَوْعِيَةِ
العِلْمِ، وَمِنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ وَالفَهْمِ، طَوَّفَ
شَرْقاً وَغَرْباً، وَلَقِيَ الأَعْلاَمَ.
وَعَنْ أَبِي حَفْصٍ الزَّيَّاتِ، قَالَ: لَمَّا وَرَدَ
الفِرْيَابِيُّ إِلَى بَغْدَادَ، اسْتُقْبِلَ
بِالطَّيَّارَاتِ، وَالزَّبَازِبِ، وَوُعِدَ لَهُ النَّاسُ
إِلَى شَارِعِ المَنَارِ لِيَسْمَعُوا مِنْهُ. قَالَ:
فَحَضَرَ مَنْ حُزِرُوا، فَقِيْلَ: كَانُوا نَحْوَ
ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، وَكَانَ المُسْتَمْلُوْنَ ثَلاَثَ
مائَةٍ وَسِتَّةَ عَشَرَ نَفْساً.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَافِ: سَمِعْتُ
الفِرْيَابِيَّ يَقُوْلُ: كُلُّ مَنْ لَقِيْتُهُ لَمْ
أَسْمَعْ مِنْهُ إلَّا مِنْ لَفْظِهِ، إلَّا مَا كَانَ
مِنْ شَيْخَيْنِ: أَبِي مُصْعَبٍ فَإِنَّهُ ثَقُلَ
لِسَانُهُ، وَالمُعَلَّى بنِ مَهْدِيٍّ بِالمَوْصِلِ،
وَكَتَبْتُ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ
وَمائَتَيْنِ.
قَالَ أَبُو الفَضْلِ الزُّهْرِيُّ: لَمَّا سَمِعْتُ مِنَ
الفِرْيَابِيِّ، كَانَ فِي مَجْلِسِهِ مِنْ أَصْحَابِ
المَحَابِرِ مَنْ يَكْتُبَ حُدُوْدَ عَشْرَةِ آلاَفِ
إِنْسَانٍ، مَا بَقِيَ مِنْهُم غَيْرِي، هَذَا سِوَى مَنْ
لاَ يَكْتُبُ. ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي.
قُلْتُ: سَمَاعُهُ مِنْهُ كَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ
وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: كُنَّا نَشْهَدُ
مَجْلِسَ جَعْفَرٍ الفِرْيَابِيِّ، وَفِيْهِ عَشْرَةُ
آلاف، أو أكثر.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: الفِرْيَابِيُّ قَاضِي
الدِّيْنَوَرِ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: قَطَعَ الفِرْيَابِيُّ
الحَدِيْثَ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ:
دَخَلْتُ بَغْدَادَ وَالفِرْيَابِيُّ حَيٌّ، وَقَدْ
أَمْسَكَ عَنِ التَّحْدِيْثِ، وَدَخَلْنَا عَلَيْهِ غَيْرَ
مَرَّةٍ، وَنَكْتُبُ بَيْنَ يَدَيْهِ، كُنَّا نَرَاهُ
حَسْرَةً.
قُلْتُ: نِعْمَ مَا صَنَعَ، فَإِنَّهُ أَنِسَ مِنْ
نَفْسِهِ تَغَيُّراً، فَتَوَرَّعَ، وَتَرَكَ الرِّوَايَةِ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: مُحَمَّدُ بنُ
يَحْيَى الأزدي البصري.
فأنبأنا مسلم بنُ مُحَمَّدٍ، وَطَائِفَةٌ، عَنِ القَاسِمِ
بنِ عَلِيٍّ: أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو
الحَسَنِ بنُ قُبَيْسٍ، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ
خَيْرُوْنَ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ،
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ المُقْرِئُ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ الحَرْبِيُّ،
حَدَّثَنَا محمد ابن يَحْيَى الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بنُ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو
(11/62)
جُنَادَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
$"يُؤْتَى يَوْمَ القِيَامَةِ بِنَاسٍ مِنَ النَّاسِ إِلَى
الجَنَّةِ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا منها، واستنشقوا ريحها
... "، وذكر الحديث.
ثُمَّ قَالَ الشَّافِعِيُّ: حَدَّثَنَاهُ جَعْفَرٌ
الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو مِثْلَهُ.
قَالَ القَاضِي أَبُو الطَّاهِرِ السَّدُوْسِيُّ: سَمِعْتُ
الفِرْيَابِيَّ يَقُوْلُ: كُلُّ مِنْ لَقِيْتُهُ
بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاقِ وَالأَمْصَارِ لَمْ أَسْمَعْ
مِنْهُ إلَّا مِنْ لَفْظِهِ، إلَّا أَبَا مُصْعَبٍ
-وَسَمَّى آخَرَ، يَعْنِي: مُعَلَّى بنَ مَهْدِيٍّ-
فَإِنَّهُمَا كَانَا قَدْ كَبِرَا وَضَعُفَا.
قَالَ الحَافِظُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ: رَأَيْتُ
مَجْلِسَ الفِرْيَابِيِّ يُحْزَرُ فِيْهِ خَمْسَةَ عَشَرَ
أَلْفَ مِحْبَرَةٍ، وَكَانَ الوَاحِدُ يَحْتَاجُ أَنْ
يَبِيْتَ فِي المَجْلِسِ، لِيَجِدَ مَعَ الغَدِ مَوْضِعاً.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: كَانَ الفِرْيَابِيُّ
مَأْمُوْناً، مَوْثُوقاً بِهِ.
وَقَالَ القَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: جَعْفَرٌ
الفريابي ثقة، متقن.
قال الدراقطني: مَاتَ الفِرْيَابِيُّ فِي المُحَرَّمِ،
سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ: تُوُفِّيَ لَيْلَةَ
الأَرْبعَاءِ، فِي مُحَرَّمٍ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ
وَتِسْعِيْنَ سَنَةً. قَالَ: وَكَانَ قَدْ حَفَرَ
لِنَفْسِهِ قَبْراً فِي مَقَابِرِ أَبِي أَيُّوْبَ قَبْلَ
مَوْتِهِ بِخَمْسِ سِنِيْنَ، وَلَمْ يُقْضَ أَنْ يُدْفَنَ
فِيْهِ.
قَالَ إِسْمَاعِيْلُ الخُطَبِيُّ: مَاتَ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ
مِنَ المُحَرَّمِ.
وَأَمَّا عِيْسَى الرُّخَّجِيُّ، فَقَالَ: مَاتَ لأَرْبَعٍ
بَقِيْنَ مِنَ المُحَرَّمِ. ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ
الخَطِيْبُ: قَوْلُ عِيْسَى هُوَ الصَّحِيْحُ. كَذَلِكَ
ذَكَرَ غير واحد.
وَفِيْهَا مَاتَ أَحْمَدُ بنُ الجَعْدِ الوَشَّاءُ
البَغْدَادِيُّ.
وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ هَارُوْنَ
البَرْدِيْجِيُّ.
وَالحَافِظُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ الهِسِنْجَانِيُّ.
وَالحَافِظُ بَكْرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُقْبِلٍ
البَصْرِيُّ.
وَمُقْرِئُ بَغْدَادَ الحَسَنُ بنُ الحُبَابِ.
وَالمُحَدِّثُ أَبُو مَعْشَرٍ الحَسَنُ بنُ سُلَيْمَانَ
الدَّارِمِيُّ.
(11/63)
وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ
إِدْرِيْسَ الهَرَوِيُّ.
وَالحَافِظُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَاجِيَةَ
البَرْبَرِيُّ بِبَغْدَادَ.
وَشَيْخ الحَرَمِ عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ المَكِّيُّ
الزَّاهِدُ.
وزَاهِدُ دِمَشْقَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ
بنِ سَيِّدِ حَمْدُوَيْه.
وَمُسْنِدُ العِرَاقِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حُبَّانَ
-بِضَمِّ الحَاءِ- البَاهِلِيُّ.
مَشْيَخَةٌ عَلَى "المُعْجَمِ" لِلْفِرْيَابِيِّ،
التَقَطَهُم شَيْخُنَا المِزِّيُّ:
إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَجَّاجِ السَّامِيُّ، إِبْرَاهِيْمُ
بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ
اللهِ الهَرَوِيُّ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ
المَرْوَزِيُّ الخَلاَّلُ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ
بنِ أَبِي شَيْبَةَ، إِبْرَاهِيْمُ بن عبد الرحيم ابن
دَنُوْقَا، إِبْرَاهِيْمُ بنُ العَلاَءِ الزُّبَيْدِيُّ،
إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الفِرْيَابِيُّ،
إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ الحِزَامِيُّ، إِبْرَاهِيْمُ
بنُ هِشَامِ بنِ يَحْيَى الغَسَّانِيُّ. أَحْمَدُ بنُ
إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ
أَبُو مُصْعَبٍ، أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحَوَارِيِّ
الزَّاهِدُ، أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ الخَلاَّلُ
-بَغْدَادِيٌّ- أَحْمَدُ ابن عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ،
أَحْمَدُ بنُ أَبِي العَتَكِيِّ السَّمَرْقِنْدِيُّ،
أَحْمَدُ بنُ عِيْسَى المِصْرِيُّ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ
بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، أَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ
الرَّازِيُّ، أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ،
أَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ البَغَوِيُّ، أَحْمَدُ بنُ
الهَيْثَمِ. إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَبِيْبٍ،
إِسْحَاقُ بنُ بُهْلُوْلٍ الأَنْبَارِيُّ، إِسْحَاقُ بنُ
رَاهْوَيْه الحَافِظُ، إِسْحَاقُ بنُ الحَسَنِ
الحَرْبِيُّ، إِسْحَاقُ بنُ سَيَّارٍ النَّصِيْبِيُّ،
إِسْحَاقُ بنُ مَنْصُوْرٍ الكَوْسَجُ، إِسْحَاقُ بنُ
مُوْسَى الخَطْمِيُّ. إِسْمَاعِيْلُ بنُ سَيْفٍ
الرِّيَاحِيُّ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُبَيْدٍ بنِ أَبِي
كَرِيْمَةَ، أُمَيَّةُ بنُ بِسْطَامَ العَيْشِيُّ.
بِشْرُ بنُ هِلاَلٍ، بَكْرُ بنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ.
تَمِيْمُ بنُ المُنْتَصِرِ.
حِبَّانُ بنُ مُوْسَى المَرْوَزِيُّ، حَجَّاجُ بنُ
الشَّاعِرِ، الحَسَنُ بنُ سَهْلٍ الخَيَّاطُ، الحَسَنُ بنُ
الصَّبَّاحِ البَزَّارُ، الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ
الحُلْوَانِيُّ، الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو
عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ عِيْسَى القُوْمِسِيُّ، الحَكَمُ
بنُ مُوْسَى البَغْدَادِيُّ، حَكِيْمُ بنُ سَيْفٍ،
حُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ السَّامِيُّ، حَنْبَلُ بنُ
إِسْحَاقَ.
خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيُّ.
دَاوُدُ بنُ مِخْرَاقٍ الفِرْيَابِيُّ.
(11/64)
رَجَاءُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّقَطِيُّ،
رَوْحُ بنُ الفَرَجِ أَبُو الزِّنْبَاعِ، رِيَاحُ بنُ
الفَرَجِ الدِّمَشْقِيُّ.
زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى البَلْخِيُّ، زَيْدُ بنُ أَخْزَمَ،
أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ، زِيَادُ بنُ
يَحْيَى الحَسَّانِيُّ.
سُرَيْجُ بنُ يُوْنُسَ العَابِدُ، سَعِيْدُ بنُ يَعْقُوْبَ
الطَّالْقَانِيُّ، سَلاَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ المَقْدِسِيُّ،
سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ، سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ أَبُو أَيُّوْبَ، سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدِ
الحَدَثَانِيُّ، سُلَيْمَانُ بنُ معَبْدٍ السِّنْجِيُّ.
شَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ الأُبُلِّيُّ.
صَفْوَانُ بنُ صَالِحٍ المُؤَذِّنُ.
طَاهِرُ بنُ خَالِدِ بنِ نِزَارٍ الأَيْلِيُّ.
عَاصِمُ بنُ النَّضْرِ الأَحْوَلُ، العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ
العَظِيْمِ العَنْبَرِيُّ، العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ
الدُّوْرِيُّ، العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ مَزْيَدٍ،
العَبَّاسُ بنُ الوَلِيْدِ النَّرْسِيُّ. عَبْدُ اللهِ بنُ
جَعْفَرٍ البرمكي، عبد الله ابن أَبِي زِيَادٍ
القَطَوَانِيُّ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ
الحِمْصِيُّ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الدَّارِمِيُّ، عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ
الجُعْفِيُّ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ أَبِي سَعِيْدٍ
الوَرَّاقُ، عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ أَبُو
بَكْرٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، أَبُو
جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلاَّدٍ، عَبْدُ
اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ وَهْبٍ. عَبْدُ الأَعْلَى بنُ
حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بَيَانٍ،
عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ حَبِيْبٍ الفِرْيَابِيُّ، عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ دُحَيْمٌ، عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، عَبْدُ السَلاَّمِ
بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ بِحَرَّانَ، عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ
أَبِي يَحْيَى الحَرَّانِيُّ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ
حَبِيْبٍ المَصِّيْصِيُّ، عَبْدُ الواحد ابن غِيَاثٍ.
عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ أَبُو قُدَامَةَ، عُبَيْدُ
اللهِ بنُ عُمَرَ القَوَارِيْرِيُّ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ
مُعَاذٍ، عُبَيْدُ بنُ هِشَامٍ أَبُو نُعَيْمٍ، عُثْمَانُ
بنُ أَبِي شَيْبَةَ، عِصَامُ بنُ الحُسَيْنِ
الجُوْزَجَانِيُّ، عُقْبَةُ بنُ مُكْرِمٍ العَمِّيُّ،
عُقْبَةُ بنُ مُكْرِمٍ الضَّبِّيُّ. عَلِيُّ بنُ حَكِيْمٍ
الأَوْدِيُّ، عَلِيُّ بنُ حَكِيْمٍ السَّمَرْقِنْدِيُّ،
عَلِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ المُغِيْرَةِ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ
اللهِ بنِ المَدِيْنِيِّ، عَلِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ
الرَّقِّيُّ، عَلِيُّ بنُ نَصْرٍ الجَهْضَمِيُّ. عُمَرُ
بنُ شَبَّةَ، عَمْرُو بنُ زُرَارَةَ النَّيْسَابُوْرِيُّ،
عَمْرُو بنُ عَبْدُوْسٍ الإسْكَنْدَرَانِيُّ، عَمْرُو بنُ
عُثْمَانَ الحِمْصِيُّ، عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ،
عَمْرُو بنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، عَمْرُو بنُ هِشَامٍ
الحَرَّانِيُّ، عَنْبَسَةُ بنُ سَعِيْدٍ الشَّاشِيُّ أَبُو
المُنْذِرِ، عِيْسَى بنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُمَيْرٍ
الرَّمْلِيُّ.
الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ، الفَضْلُ بنُ مُقَاتِلٍ البَلْخِيُّ،
فُضَيْلٌ أَبُو كَامِلٍ الجَحْدَرِيُّ.
القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، قُتَيْبَةُ
بنُ سَعِيْدٍ.
(11/65)
مُحَمَّدُ بنُ آدَمَ المَصِّيْصِيُّ،
مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الجُنَيْدِ، مُحَمَّدُ بنُ
إِدْرِيْسَ أَبُو حَاتِمٍ، محمد ابن إِسْحَاقَ أَبُو
بَكْرٍ الصَّغَانِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ
الرَّافِعِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ
التِّرْمِذِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ،
مُحَمَّدُ بنُ بَكَّارٍ العَيْشِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي
بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ حَاتَمٍ
بِطَرَسُوْسَ، مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ النَّشَائِيُّ،
مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ البَلْخِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ
حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ خَلاَّدٍ
البَاهِلِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي السَّرِيِّ العسقلاني،
محمد بن سلام الجمحي، محمد ابن سمَاعَةَ الرَّمْلِيُّ،
مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ كَعْبٌ الذَّارِعُ، مُحَمَّدُ بنُ
الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عَبَّادٍ
المَكِّيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عُبَادَةَ الوَاسِطِيُّ،
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بَكَّارٍ البُسْرِيُّ،
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ المَوْصِلِيُّ،
مُحَمَّدُ بنُ عَائِذٍ الدِّمَشْقِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ
عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، محمد ابن عَبْدِ
المَلِكِ بنِ زَنْجَوَيْه، مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ
بنِ أَبِي الشّوَاربِ.
مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابِ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي
عَتَّابٍ الأَعْيَنُ، مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ
العُثْمَانِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ عَزِيْزٍ الأَيْلِيُّ،
مُحَمَّدُ بنُ العَلاَءِ أَبُو كُرَيْبٍ، مُحَمَّدُ بنُ
عَوْفٍ الطَّائِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ فَرْقَدٍ الجَزَرِيُّ،
مُحَمَّدُ بنُ مَاهَانَ المَصِّيْصِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ
المُثَنَّى الزَّمِنُ، مُحَمَّدُ بنُ مُجَاهِدٍ، مُحَمَّدُ
بنُ مُصَفَّى الحِمْصِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ مَهْدِيٍّ
الأَيْلِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ وَزِيْرٍ الوَاسِطِيُّ،
مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى العَدَنِيُّ، مَحْمُوْدُ بنُ
غَيْلاَنَ، مُزَاحِمُ بنُ سَعِيْدٍ المَرْوَزِيُّ،
المُسَيَّبُ بنُ وَاضِحٍ، مُطَّلِبُ بنُ شُعْبَةَ
المِصْرِيُّ، مُعَلَّى بنُ مَهْدِيٍّ المَوْصِلِيُّ،
المُغِيْرَةُ بنُ مَعْمَرٍ، مِنْجَابُ بنُ الحَارِثِ
التَّمِيْمِيُّ، مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القلاء،
موسى بن السندي، موسى ابن حَيَّانَ، مَيْمُوْنُ بنُ
أَصْبَغَ.
نَافِعُ بنُ خَالِدٍ الطَّاحِيُّ، نَصْرُ بنُ عَاصِمٍ،
نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ.
هَارُوْنُ بنُ إِسْحَاقَ، هَارُوْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ
الحَمَّالُ، هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ القَيْسِيُّ، هَدِيَّةُ
بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، هُرَيْمُ بنُ مِسْعَرٍ
التِّرْمِذِيُّ، هِشَامُ بنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ، هِشَامُ
بنُ عَبْدِ المَلِكِ أَبُو تَقِيٍّ، هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ،
هَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ، الهَيْثَمُ بنُ أَيُّوْبَ
الطَّالْقَانِيُّ.
الوَلِيْدُ بنُ شُجَاعٍ أَبُو هَمَّامٍ، الوَلِيْدُ بنُ
عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، الوَلِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ
بنِ مُسَرَّحٍ، وَهْبُ بنُ بَقِيَّةَ.
أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بنُ خَلَفٍ، يَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ
المَقَابِرِيُّ، يَحْيَى بنُ عَمَّارٍ المَصِّيْصِيُّ،
يَزِيْدُ بنُ خَالِدِ بنِ مَوْهَبٍ، يَعْقُوْبُ بنُ
إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ، يَعْقُوْبُ بنُ حُمَيْدِ
بنِ كَاسِبٍ، يُوْسُفُ بنُ الفَرَحِ الكِشِّيُّ، يُوْنُسُ
بنُ حَبِيْبٍ الأَصْبَهَانِيُّ، أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي
النَّضْرِ الفِرْيَابِيُّ: هُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ
الهَمَذَانِيِّ، أَخْبَرَكُمُ الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ
بنِ مُحَمَّدٍ
(11/66)
الكَاتِبُ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا
القَاضِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ، وَأَبُو
غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ
الطَّرَائِفِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ
مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ المُسْلِمَةِ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ
سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ
بنُ مُحَمَّدٍ سَنَة ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ،
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ،
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوْسَى:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَ: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ
كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ". أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ،
وَمُسْلِمٌ، عَنْ هُدْبَةَ بِتَمَامِهِ.
فصل:
وَفِي العُلَمَاءِ جَمَاعَةٌ، اسْمُهُم: جَعْفَرُ بنُ
مُحَمَّدٍ، وَقَدْ مَرَّ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ،
وَأَجَلُّهُم:
جَعْفَرٌ الصَّادِقُ: كَانَ كَبِيرَ الشَّأْنِ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ الثَّعْلَبِيُّ:
كُوْفِيٌّ، صَدُوْقٌ، خَرَّجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ
طَبَقَةِ أَبِي كُرَيْبٍ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُضَيْلٍ الرَّسْعَنِيُّ:
شَيْخٌ، ثِقَةٌ، مِنْ مَشْيَخَةِ التِّرْمِذِيِّ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الهُذَيْلِ الكُوْفِيُّ
القَنَّادِ: مِنْ شُيُوْخِ النَّسَائِيِّ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ البَاهِلِيُّ: نَزِيْلُ حران،
يروي عن أبي نعيم، وطبقته.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيُّ الوَرَّاقُ:
يَرْوِي عَنْ يَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ، وَعِدَّةٍ، ثِقَةٌ،
مُجَوِّدٌ، أَخَذَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ،
وَالمَحَامِلِيُّ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رَبَال: يَرْوِي عَنْ
سَعِيْدِ بنِ عَامِرٍ الضُّبَعِيِّ، ثِقَةٌ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ القُوْمِسِيُّ: يَرْوِي عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ بنِ مُوْسَى، وَعِدَّةٍ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نُوْحٍ: يَرْوِي عَنْ
مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ الطَّبَّاعِ، ثِقَةٌ كَبِيْرٌ،
نَزَلَ مُرَابِطاً بِأَذَنَةَ، حَدَّثَ عَنْهُ:
البَرْدِيْجِيُّ، وَالأَصَمُّ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّامَرِّيُّ البَزَّازُ:
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي نُعَيْمٍ، وَقَبِيْصَةَ، حَدَّثَ
عَنْهُ: ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ
الصَّفَّارُ، صَدُوْقٌ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُرْوَةَ
النَّيْسَابُوْرِيُّ: سَمِعَ: حَفْصَ بنَ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، وَالجَارُوْدَ بنَ يَزِيْدِ، قَدِيْمُ
المَوْتِ، مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
(11/67)
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَعْقَاعِ:
بِبَغْدَادَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ وَطَبَقَتِهِ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ
المُنَادِي: عَنْ عَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ وَأَقرَانِهِ، رَوَى
عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ
بنِ المُنَادِي، وَغَيْرُهُ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَاكِرٍ البَغْدَادِيُّ
الصَّائِغُ: العَبْدُ الصَّالِحُ، سَمِعَ: أَبَا نُعَيْمٍ،
وَعَفَّانَ، ثِقَةٌ، متقن، شهير، عواليه في "الغيلانيات".
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، أَبُو يَحْيَى
الزَّعْفَرَانِيُّ الرَّازِيُّ: حَدَّثَ عَنْ:
إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى الفَرَّاءِ، وَطَبَقَتِهِ،
ثِقَةٌ، مُفَسِّرٌ، تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ
وَمائَتَيْنِ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَجَّاجِ الرَّقِّيُّ
القَطَّانُ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، وُثِّقَ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمَّادٍ، أَبُو الفَضْلِ
الرَّمْلِيُّ القَلاَنِسِيُّ: عَنْ عَفَّانَ وَآدَمَ،
لَقِيَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَخَيْثَمَةُ، صَدُوْقٌ،
عَابِدٌ، كَبِيْرُ القَدْرِ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ
الطَّيَالِسِيُّ البَغْدَادِيُّ: حَافِظٌ، نَبِيْلٌ،
يُكْنَى: أَبَا الفَضْلِ، عَنْ: عَفَّانَ، وَعَارِمٍ،
وَطَبَقَتِهِمَا، رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ
الشَّافِعِيُّ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَنْدَقِيُّ الخَبَّازُ:
يَرْوِي عَنْ: خَالِدِ بنِ خِدَاشٍ، وَطَبَقَتِهِ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ العَبَّادَانِيُّ:
عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ، وَطَبَقَتِهِ، حَدَّثَ
عَنْهُ: جَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ كُزَالٍ السِّمْسَارُ: عَنْ:
عَفَّانَ، وَسَعْدَوَيْه، رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ
الشَّافِعِيُّ، وَالطَّسْتِيُّ، لَيْسَ بِمُتْقِنٍ،
يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكْرٍ البَالِسِيُّ:
سَمِعَ: النُّفَيْلِيَّ، وَالحَكَمَ بنَ مُوْسَى.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَاشِمٍ المُؤَدِّبُ: عَنْ
عَفَّانَ، لَحِقَهُ الطَّسْتِيُّ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ البَلْخِيُّ المُؤَدِّبُ
الوَرَّاقُ: عَنْ: سَهْلِ بنِ عُثْمَانَ، وَابْنِ
حُمَيْدٍ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المِصْرِيُّ ابْنُ الحَمَّارِ:
يَرْوِي عَنْ: يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، وَغَيْرِهِ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَرَفَةَ المُعَدَّلُ:
بَغْدَادِيٌّ، مِنْ مَشْيَخَةِ عَبْدِ الصَّمَدِ
الطَّسْتِيِّ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شَرِيْكٍ: أَصْبَهَانِيٌّ،
عَنْ لُوَيْنٍ، وَعَنْهُ: أَبُو الشَّيْخِ، وَالعَسَّالُ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ بنِ بُرَيْقٍ
المُخَرِّمِيُّ: عَنْ خَلَفٍ البَزَّارِ، وَعَنْهُ:
الطَّبَرَانِيُّ، وَغَيْرُهُ.
(11/68)
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَمَانٍ
المُؤَدِّبُ: عَنْ أَبِي الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيِّ،
وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَيَّاطُ صَاحِبُ أَبِي
ثَوْرٍ: رَوَى عَنْهُ: عُثْمَانُ بنُ السَّمَّاكِ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَاجِدٍ: بَغْدَادِيٌّ، مِنْ
شُيُوْخِ الطَّبَرَانِيِّ، لاَ أَعْرِفُهُ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفُرَاتِ الكَاتِبُ: أَخُو
الوَزِيْرِ الشَّهِيْرِ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَرِ: بَغْدَادِيٌّ،
عَنْ وَهْبِ بنِ بَقِيَّةَ، وَعَنْهُ الإِسْمَاعِيْلِيُّ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزْدِيْنَ، أَبُو الفَضْلِ
السُّوْسِيُّ: عَنْ: عَلِيِّ بنِ بَحْرٍ القَطَّانِ،
وَسَهْلِ بنِ عُثْمَانَ، وَعَنْهُ: الحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ،
وَالمِصْرِيُّونَ، صدوق.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ اللَّيْثِ الزِّيَادِيُّ:
بَصْرِيٌّ، عَنْ مُسْلِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ،
وَطَبَقَتِهِ، تَأَخَّرَ حَتَّى لَقِيَهُ ابْنُ عَدِيٍّ
وَأَقْرَانُهُ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى القُبُوْرِيُّ:
بَغْدَادِيٌّ، ثِقَةٌ، سَمِعَ سُوَيْدَ بنَ سَعِيْدٍ،
وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ
الصَّوَّافِ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، أَبُو الفَضْلِ
الحِمْيَرِيُّ الزَّاهِدُ: قَاضِي نَسَفَ، رَوَى عَنْ:
إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَطَائِفَةٍ، لَيْسَ
بِمَشْهُوْرٍ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُتَيْبٍ، أَبُو القَاسِمِ
البَغْدَادِيُّ السُّكَّرِيُّ: حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ
بنِ مَعْمَرٍ القَيْسِيِّ، وَطَبَقَتِهِ، رَوَى عَنْهُ:
ابْنُ المُظَفَّرِ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الأَصْبَهَانِيُّ
التَّاجِرُ الأَعْوَرُ: عَنِ: ابْنِ عَرَفَةَ،
وَالزَّعْفَرَانِيِّ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ البَغْدَادِيُّ:
سَمِعَ مَحْمُوْدَ بنَ خِدَاشٍ، صَدُوْقٌ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ الكَرْخِيُّ:
عَنْ: جُبَارَةَ بنِ المُغَلِّسِ، وَطَائِفَةٍ، حَدَّثَ
عَنْهُ: ابْنُ عَدِيِّ، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَرْبِيُّ،
وَابْنُ شَاهِيْنٍ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي هُرَيْرَةَ:
مِصْرِيٌّ، سَمِعَ: حَرْمَلَةَ، وَغَيْرَهُ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَشَّارِ بنِ أَبِي
العَجُوْزِ: عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ خِدَاشٍ، حَدَّثَ عَنْهُ:
أَبُو الفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، وَابْنُ شَاهِيْنٍ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الصَّنْدَلِيُّ
الزاهد: عن الزعفراني، وعلي بن حرب.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُغَلِّسِ البَغْدَادِيُّ
عَنْ: حوثرة المنقري.
(11/69)
وَخَلْقٌ سِوَى هَؤُلاَءِ مِنَ
المُتَأَخِّرِيْنَ بِهَذَا الاسْمِ. ولكن جعفر بن محمد
الخراساني -الَّذِي هُوَ الفِرْيَابِيُّ- يَشْتَبِهُ
بِهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ:
جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ طُغَانَ، أَبُو
الفَضْلِ النَّيْسَابُوْرِيُّ المَعْرُوْفُ بِالتُّرْكِ:
ثِقَةٌ، حَافِظٌ، ثَبْتٌ، سَمِعَ مِنْ: يَحْيَى بنِ
يَحْيَى، وَابْنِ رَاهْوَيْه، وَالنَّاسِ، وَعَنْهُ: ابْنُ
الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ
إِبْرَاهِيْمَ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ
وَمائَتَيْنِ.
وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَوَّارٍ
النَّيْسَابُوْرِيُّ، الحَافِظُ: رَحَلَ، وَكَتَبَ عَنْ:
قُتَيْبَةَ، وَعَمْرِو بنِ زُرَارَةَ، وَأَقْرَانِهِمَا،
كَبِيْرُ القَدْرِ. فَيَجُوْزُ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ
هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَكُوْنُ هُوَ الَّذِي رَوَى
عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ المَذْكُوْرُ،
فَإِنَّهُمَا وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ
طَبَقَةٌ وَاحِدَةٌ.
وَلَنَا: جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الحَافِظُ،
أَبُو مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الأَعْرَجُ،
وَيُقَالُ لَهُ: جَعْفَرَكُ المُفِيْدُ، هُوَ أَصْغَرُ
مِنَ الثَّلاَثَةِ، يَرْوِي عَنِ: الحَسَنِ بنِ عَرَفَةِ،
وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، مَاتَ بِحَلَبَ،
رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ.
(11/70)
2574- ابن سيد
حمدويه:
الإِمَامُ العَارِفُ، شَيْخُ العُبَّادِ، أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بن أحمد بن سيد حمدويه الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُمْ
-وَقِيْلَ: مَوْلَى بَنِي تَمِيْمَ- الصُّوْفِيُّ،
الدِّمَشْقِيُّ، صَاحِبُ الأَحْوَالِ وَالكَشْفِ.
صَحِبَ قَاسِماً الجُوْعِيَّ، وَحَدَّثَ عَنْهُ، وَعَنْ
شُعَيْبِ بنِ عَمْرٍو، وَمُؤَمَّلِ بنِ يِهَابٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دُجَانَةِ، وَأَبُو
زُرْعَةَ أَخُوْهُ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ النَّاصِحِ،
وَأَبُو هَاشِمٍ المُؤَدِّبُ، وَآخَرُوْنَ. وَالزَّاهِدُ
أَبُو صَالِحٍ البَابْشرْقِيُّ، وَكَانَ يُلَقَّبُ
بِالمُعَلِّمِ.
قَالَ ابْنُ النَّاصِحِ: أَقَامَ خَمْسِيْنَ سَنَةً مَا
استَنَدَ، وَلاَ مَدَّ رِجْلَهُ هَيْبَةً للهِ تَعَالَى.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ بَسَطَ رِدَاءهُ عَلَى المَاءِ عِنْد
الْحَد عشريَّة وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَلَمْ يَبْتَلَّ
الرِّدَاءُ، رَوَاهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي
نَصْرٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ البُرِّيِّ، فَالله أَعْلَمُ.
وَقِيْلَ: كَانَتْ تُطْوَى لَهُ الأَرْضُ.
استَوْفَى ابْنُ عَسَاكِرَ أَخْبَارَهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ -رَحْمَةُ
اللهِ عَلَيْهِ- وَكَانَ من أبناء الثمانين.
(11/70)
ابن بسام والحسين بن
إدريس:
2575- ابن بسام 1:
العَلاَّمَةُ الأَدِيْبُ البَلِيْغُ الأَخْبَارِيُّ،
صَاحِبُ الكُتُبِ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ
بنِ نَصْرَ بن منصور بنِ بِسَامٍ البَغْدَادِيُّ
الشَّاعِرُ.
يَرْوِي فِي تَصَانِيْفِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ بنِ بَكَّارِ،
وَعُمَرَ بنِ شَبَّةَ وَطَبَقَتِهِمَا.
وَعَنْهُ: الصُّوْلِيُّ، وَأَبُو سَهْلٍ القَطَّانُ،
وَزِنْجِيُّ الكَاتِبُ.
وَلهُ هِجَاءٌ خَبِيْثٌ فِي أَبِيْهِ، وَفِي الخُلَفَاءِ
وَالوُزَرَاءِ. وَهُوَ القَائِلُ فِي المُعْتَضِدِ:
تَرَكَ النَّاسَ بِحَيْرَه ... وَتَخَلَّى فِي البُحَيْرَه
قَاعِداً يَضْرِبُ بالطبل ... عَلَى حِرِّ دُرَيْره
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائة.
2576- الحسين بن إدريس 2:
ابن مبارك بن الهيثم، الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ
الرَّحَّالُ، أَبُو عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ الهَرَوِيُّ،
كَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَفهْمٍ.
حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَخَالِدِ بنِ
هيَّاجٍ، وَدَاوُدَ بنِ رُشَيْدٍ، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ،
وَسُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدَ بن عبد الله ابن
عَمَّارٍ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ،
وَطَبَقَتِهِمْ.
حَدَّثَ عَنْهُ: بِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُزَنِيُّ،
وَمَنْصُوْرُ بنُ العباس، وأبو حاتم بن حِبَّانَ، وَأَبُو
بَكْرٍ النَّقَّاشُ المُفَسِّرُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عبد الله
ابن خميرويه، وَالهَرَوِيُّوْنَ.
وَلهُ تَارِيْخٌ كَبِيْرٌ وَتَصَانِيْفُ.
وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: يُعْرَفُ
بِابْنِ خُرَّمٍ، كَتَبَ إِلَيَّ بِجُزْءٍ مِنْ حديثه، عن
خالد ابن هَيَّاجِ بنِ بِسْطَامٍ، فِيْهِ بَوَاطِيْلُ،
فَلاَ أَدْرِي: البَلاَءُ مِنْهُ، أَوْ مِنْ خَالِدٍ؟
قُلْتُ: بَلْ مِنْ خَالِدٍ، فَإِنَّهُ ذُو مَنَاكِيرَ،
عَنْ أَبِيْهِ، وَأَمَّا الحُسَيْنُ فَثِقَةٌ حَافِظٌ.
أَرَّخَ مَوْتَهُ أَبُو النَّضْرِ الفَامِيُّ، فِي سَنَةِ
إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ، ولعله جاوز التسعين.
__________
1 ترجمته في مروج الذهب للمسعودي "2/ 504"، وتاريخ بغداد
"12/ 63"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "14/ 139"، ووفيات
الأعيان لابن خلكان "3/ ترجمة 464"، والنجوم الزاهرة لابن
تغري بردي "3/ 189".
2 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 206"، وتذكرة الحفاظ
"2/ ترجمة 716"، والعبر "2/ 119"، وميزان الاعتدال "1/
530"، ولسان الميزان "2/ 272"، والنجوم الزاهرة لابن تغري
بردي "3/ 184"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 235".
(11/71)
2577- السامي
1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ الحَافِظُ، أَبُو عَبْدِ
اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهَرَوِيُّ.
سَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيَّ
وَطَبَقَتَهُ بِالكُوْفَةِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي
أُوَيْسٍ وَغَيْرَهُ بِالمَدِيْنَةِ، وَأَحْمَدَ بنَ
حَنْبَلٍ، وطبقته ببغداد، وإبراهيم بن محمد الشَّافِعِيَّ
بِمَكَّةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُعَاوِيَةَ
النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُقَاتِلِ
المَرْوَزِيَّ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ فِي
"صَحِيْحِهِ" وَالعَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ النَّضْرَوِيُّ،
وَبِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المُزَنِيُّ، وَسَائِرُ عُلَمَاءِ
هَرَاةَ.
مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ
مائَةٍ عَلَى الأَصحِّ. وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ
سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَقَدْ قَارَبَ
المائَةَ.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ شَرِيْكٍ
الأَسَدِيُّ.
وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مِتَّوَيْهُ.
وَأَبُو قُصَيٍّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ العُذْرِيُّ.
وحَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى الكَاتِبُ.
وَعَبْدُ اللهِ بن الصقر السكري.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 718"، والعبر "2/
120"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 226"،
وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 235".
(11/72)
2578- الهِسِنْجَانِيُّ 1:
إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ بنِ خَالِدِ بنِ سُوَيْدٍ،
الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، أَبُو إِسْحَاقَ
الرَّازِيُّ، الهسنجاني.
سَمِعَ: طَالُوْتَ بنَ عَبَّادٍ، وَعَبْدَ الأَعْلَى بنَ
حَمَّادٍ النَّرْسِيَّ، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَعَبْدَ
الوَاحِدِ ابن غِيَاثٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدِ بنِ
حِسَابٍ، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ،
وَطَبَقَتهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو
العُقَيْلِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ مَطَرٍ، وَأَبُو
بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ محمد بن
عبد الله والد تمام الرازي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ،
وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ، الحُفَّاظُ،
وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الدَّيْلَمِيُّ، وَالعَبَّاسُ بنُ
الحُسَيْنِ الصَّفَّارُ خَاتِمَةُ أَصْحَابِهِ،
وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ
بنُ يُوْسُفَ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ.
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيّ فِي "إِرْشَادِهِ":
لِلهِسِنْجَانِيِّ "مُسْنَدٌ" يَزِيْدُ عَلَى مائَةِ
جُزْءٍ، رَوَاهُ عَنْهُ مَيْسَرَةُ بنُ عَلِيٍّ
القَزْوِيْنِيُّ.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخِ: مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى
وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قَرَأْتُ عَلَى عِيْسَى بنِ عَبْدِ المُنْعِمِ
المُؤَدِّبِ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ
سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا
يَحْيَى بنُ ثَابِتِ بنِ بُنْدَارٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ
الإِمَامُ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ، وَأَبُو يَعْلَى،
قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي حَصِيْنٍ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ
كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ
مِنَ النَّارِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ2 عَنْ مُحَمَّدِ بنِ
عُبَيْدٍ، فَوَافَقْنَاهُ.
وَقَدْ رَوَى الهِسِنْجَانِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بنِ أَبِي
الحَوَارِيِّ كِتَابَ "الزُّهْدِ"، وَرَوَى عَنْ أَبِي
مُصْعَبٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَجَمَعَ
فَأَوعَى.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 713"، والعبر "2/
118"، والوافي بالوفيات "6/ 172"، وشذرات الذهب لابن
العماد الحنبلي "2/ 235".
2 صحيح متواتر: أخرجه مسلم "3".
(11/73)
الإسماعيلي وإبراهيم
بن أسباط:
2579- الإسماعيلي 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ الرَّحَّالُ الثِّقَةُ، أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مِهْرَانَ
النَّيْسَابُوْرِيُّ، المَعْرُوْفُ بِالإِسْمَاعِيْلِيُّ.
وَهَذَا أَقْدَمُ مِنْ شَيْخِ الشَّافِعِيَّة بجُرْجَانَ
أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيِّ.
سَمِعَ هَذَا الكَبِيْرُ مِنْ: إِسْحَاقَ بن راهويه، وهشام
بن عمار، وحرملة بن يحيى، وعيسى ابن زُغْبَةَ، وَمُحَمَّدِ
بنِ بَكَّارٍ، وَأَبِي حُمَةَ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ
الزُّبَيْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ رُمْحٍ، وَأَبِي نُعَيْمٍ
الحَلَبِيِّ، وَدُحَيْمٍ، وَأَبِي كُرَيْبٍ،
وَطَبَقَتِهِم، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: رَفِيْقُهَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي
طَالِبٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، وَابْنُ
الشَّرْقِيِّ، وَأَحْمَدُ ابن عَلِيٍّ الرَّازِيُّ،
وَمُحَمَّدُ بنُ الأَخْرَمِ، وَدَعْلَجُ السِّجْزِيُّ،
وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ نُجَيْدٍ، وَعَلِيُّ بنُ حَمْشَاذ،
وَوَلَدُهُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ.
قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ أَحَدُ أركان الحديث بنيسابور:
كثرة، ورحلة، وَاشتِهَاراً. وَهُوَ مُجَوِّدٌ عَنِ
المِصْرِيِّينَ، وَالشَّامِيِّيْنَ، ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: لَمْ يُجَوِّدْ
لَنَا حَدِيْثُ مَالِكٍ كَالإِسْمَاعِيْلِيِّ.
وَقَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ ابْنَهُ أَبَا الحَسَنِ
أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: مَرِضَ أَبِي فِي
صَفَرٍ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ،
فَبَقِيَ فِي مَرَضِهِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي ذِي
الحِجَّةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَقِيْلَ: كَانَ بِهِ اللَّقْوَةُ، بَقِيَ فِيْهَا حَتَّى
مَاتَ، رَحِمَهُ اللهُ.
قُلْتُ: مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ: أَبُو العَبَّاسِ بنُ
حَمْدَانَ، نَزِيْلُ خُوَارِزْمَ.
وَقَدْ جَمَعَ حَدِيْثَ الزُّهْرِيِّ، وَجَوَّدَهُ،
وَحَدِيْثَ مَالِكٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَقَدْ سُقْتُ فِي "التَّذْكِرَةِ" عَنْهُ حَدِيْثاً
عَالِياً مِنْ جُزْءِ ابْنِ نُجَيْدٍ.
2580- إِبْرَاهِيْمُ بنُ أسباط 2:
ابن السَّكَنِ، الكُوْفِيُّ البَزَّازُ، شَيْخٌ مُعَمَّرٌ،
مَحَلُّهُ السَّتْرُ.
سَمِعَ مِنْ: عَاصِمِ بنِ عَلِيٍّ، وَبِشْرِ بنِ
الوَلِيْدِ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ قَانِعٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الجعَابِيُّ،
وَأَبُو حَفْصٍ الزَّيَّاتُ، وَآخَرُوْنَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إحدى.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 703"، والعبر "2/
103"، وميزان الاعتدال "3/ 485"، ولسان الميزان "5/ 81"،
وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 221".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 44".
(11/74)
حماد بن مدرك ومسدد
بن قطن:
2581- حماد بن مدرك 1:
المُحَدِّثُ الكَبِيْرُ، أَبُو الفَضْلِ الفَارِسِيُّ
الفِسِنْجَانِيُّ، عُمِّرَ دَهْراً، وَحَدَّثَ بِشِيْرَاز
عَنْ عَمْرِو بنِ مَرْزُوْقٍ، وَأَبِي عُمَرَ الحوضيِّ،
وَطَائِفَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ بَدْرٍ الأَمِيْرُ،
وَالزَّاهِدُ مُحَمَّدُ بنُ خَفِيْفِ.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ إِحْدَى
وَثَلاَثِ مائة.
2582- مسدد بن قطن 2:
ابن إبراهيم، الإِمَامُ المُحَدِّثُ المَأْمُوْنُ،
القُدْوَةُ، العَابِدُ، أَبُو الحَسَنِ
النَّيْسَابُوْرِيُّ، المُزَكِّي.
سَمِعَ مِنْ: يَحْيَى بنِ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيِّ،
وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ لِكَوْنِهِ سَمِعَ وَهُوَ حدَثٌ،
فَتَوَرَّعَ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، وَسَمِعَ مِنْ: جده
لأمه بشر بن الحكم، وإسحاق بن رَاهْوَيْه، وَدَاوُدَ بنِ
رُشَيْدِ، وَالصَّلْتِ بنِ مَسْعُوْدٍ الجَحْدَرِيِّ،
وَأَبِي مُصْعَبٍ الزُّهْرِيِّ، وَطَبَقَتهِم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ،
وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ هَانِئِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ
سَعْدٍ، وَدَعْلَجُ السِّجْزِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عِيْسَى،
وَأَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ،
وَآخَرُوْنَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ أَبُو
العَبَّاسِ السَّرَّاجُ.
قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ مُزَكِّي عَصْرِهِ المُقَدَّمَ فِي
الزُّهْدِ وَالوَرَعِ، وَالتَّمَكُّنِ فِي العَقْلِ،
تَوَرَّعَ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى
لِصِغَرِ سِنِّهِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ
مائَةٍ.
قُلْتُ: نَيَّفَ عَلَى التِّسْعِيْنَ. وَكَانَ أبوه صاحب
حديث.
__________
1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "2/ 432".
2 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 181"،
وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 236".
(11/75)
إبراهيم بن شريك
والنخعي:
2583- إبراهيم بن شريك 1:
ابن الفضل، الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو إِسْحَاقَ
الأَسَدِيُّ، الكُوْفِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ.
حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ اليَرْبُوْعِيِّ،
وَمُنْجَابَ بنِ الحَارِثِ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي
شَيْبَةَ، وَعُقْبَةَ بنِ مُكْرَمٍ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي
شَيْبَةَ، وَعِدَّةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: مَخْلَدُ بنُ جَعْفَرٍ البَاقَرْحِيُّ،
وَأَبُو هَاشِمٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَدَّادُ،
وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّاتِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ
لُؤْلُؤٍ الوَرَّاقُ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ الزَّيَّاتِ: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ بنَ
عُقْدَةَ يَقُوْلُ: مَا دَخَلَ عَلَيْكُم أَحَدٌ أَوْثَقُ
مِنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَرِيْكٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ
مائَةِ، وَحُمِلَ إِلَى الكُوْفَةِ.
وَقِيْلَ: مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ،
وَكَانَ فِي عشر المائة.
2584- النخعي 2:
المُحَدِّثُ العَالِمُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحُسَيْنُ بنُ
عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُصْعَبٍ النَّخَعِيُّ،
البَغْدَادِيُّ.
سَمِعَ: سليمان ابن بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَدَاوُدَ بنَ
رُشَيْدٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ خُبَيْقِ، وَسُوَيْدَ بنَ
سَعِيْدٍ، وَطَائِفَةً.
وَعَنْهُ: الطَّسْتِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ خَلاَّدِ،
وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَأَبُو بَكْرٍ
الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَقَالَ: كَانَ شَيْخاً كَبِيْراً،
قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ البَلْغَمُ. ثُمَّ رَوَى عَنْهُ
حَدِيْثاً، تَابَعَهُ عَلَيْهِ أَبُو الجَهْمِ
المَشْغَرَائِيُّ، عَنِ العَبَّاسِ بنِ الوَلِيْدِ
الخَلاَّلِ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بنُ مُحَمَّدٍ،
حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ بَشِيْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: "فُضِّلْتُ عَلَى النَّاسِ،
بِأَرْبَعٍ: بِالسَّخَاءِ، وَالشَّجَاعَةِ، وَكَثْرَة
الجِمَاعِ، وَشِدَّةِ البَطْشِ"3.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 102"، والعبر "2/ 122"،
وشذرات الذهب "2/ 238".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 69"، وميزان الاعتدال "1/
543"، ولسان الميزان "2/ 303".
3 منكر: فيه علتان: الأولى: سعيد بن بشير، قال الذهبي في
ترجمته في "الميزان": منكر الحديث وضعفه ابن معين
والنسائي. وقال أبو مٌسهر وهو أحد تلامذته: ضعيف منكر
الحديث. والعلة الثانية: مروان ابن محمد الدمشقي، ضعفه ابن
حزم. وأورد الذهبي الحديث في ترجمته وقال: هذا خبر منكر.
(11/76)
2585- البرديجي
1:
الإِمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ
بنُ هَارُوْنَ بنِ رَوْحٍ البَرْدِيْجِيُّ، البَرْذَعِيُّ،
نَزِيْلُ بَغْدَادَ.
وُلِدَ بَعْدَ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ أَوْ
قَبْلَهَا.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَعِيْدِ الأَشَجِّ، وَنَصْرِ بنِ
عَلِيٍّ الجَهْضَمِيِّ، وَالفَضْلِ الرُّخَامِيِّ،
وَعَلِيِّ بنِ إِشْكَاب، وَهَارُوْنَ بن إسحاق، وبحر ابن
نَصْرٍ الخَوْلاَنِيِّ، وَالرَّبِيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ،
وَسُلَيْمَانَ بنِ سَيْفٍ الحَرَّانِيِّ، وَالعَبَّاسِ بنِ
الوَلِيْدِ البَيْرُوْتِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ
المَلِكِ الدَّقِيْقِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَوْفٍ
الطَّائِيِّ، وَيَزِيْدَ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ،
وَطَبَقَتهِم بِالشَّامِ، وَالحَرَمَيْنِ، وَالعَجَمِ،
وَمِصْرَ، وَالعِرَاقِ، وَالجَزِيْرَةِ، وَجَمَعَ
وَصَنَّفَ، وَبَرَعَ فِي عِلْمِ الأَثَرِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو علي بن الصواف، وأبو بكر الشافعي،
وأبو أحمد العسال، وأبو أحمد ابن عَدِيٍّ، وَأَبُو
القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤٍ
الوَرَّاقُ، وَآخَرُوْنَ.
ذَكَرَهُ الحَاكِمُ فِي "تَارِيْخِهِ" فَقَالَ: قَدِمَ
عَلَى مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، فَاسْتفَادَ
وَأَفَادَ، وَكَتَبَ عَنْهُ مَشَايخُنَا فِي ذَلِكَ
الوَقْتِ، وقد قرأت بخط أبي عمرو المُسْتَمْلِي سَمَاعَهُ
مِنْ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ البَرْدِيْجِيِّ فِي مَسْجِدِ
الذُّهْلِيِّ، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ،
وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ شَيْخُنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ
بِمَكَّةَ، وَأَظُنُّهُ جَاوَرَ بِهَا حَتَّى مَاتَ ...
إِلَى أَنْ قَالَ: لاَ أَعْرِفُ إِمَاماً مِنْ أَئِمَّةِ
عَصْرِهِ فِي الآفَاقِ إلَّا وَلَهُ عَلَيْهِ انتِخَابٌ
يُسْتَفَادُ.
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ
عَنْ أَبِي بَكْرٍ البَرْدِيْجِيِّ، فَقَالَ: ثِقَةٌ،
مَأْمُوْنٌ، جَبَلٌ.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً فَاضِلاً فَهْماً،
حَافِظاً.
قَالَ أَبُو الشَّيْخِ الأَصْبَهَانِيُّ: مَاتَ سَنَةَ
إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ بِبَغْدَادَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: مَاتَ فِي شَهْرِ
رَمَضَانَ، سَنَةَ إِحْدَى.
كَتَبَ إِلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ
الفَقِيْهُ، وَمُسْلِمُ بن محمد الكاتب، قالا: أخبرنا عمر
ابن مُحَمَّدٍ المُعَلِّمُ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ
الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ هَارُوْنَ البَرْدِيْجِيُّ،
حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ جَهْوَر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن
__________
1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 113"، وتاريخ بغداد "5/
194"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 747"، والوافي بالوفيات "8/
223"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 184"، وشذرات
الذهب لابن العماد "2/ 234".
(11/77)
حَنْبَل، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ،
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بنُ خَالِد، عَنْ هِشَامِ بنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ: عَنِ النَّبِيِّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَضَى أَنَّ
الخَرَاجَ بِالضَّمَانِ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ غريب.
قَرَأْتُ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيّ: أَخْبَرَكُم جَعْفَرُ
بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الفَتْحِ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلَّكَوَيْه،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ
أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ هَارُوْنَ
البَرْدِيْجِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ
شَيْبَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو قَتَادَةَ البَدْرِيُّ،
حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ صُعَيْرِ، عَنْ عَلِيِّ
بنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: مَنْ
أَحَبُّ النَّاسِ إلى الله؟ قال: "أنفع الناس للناس" 2.
__________
1 حسن لغيره: أخرجه الشافعي "2/ 74" "بدائع المنن"، وأحمد
"6/ 80 و116"، وأبو داود "3510"، والترمذي بإثر حديث
"1285" وابن ماجه "2243" والدارقطني "3/ 53"، والطحاوي "4/
21-22 و22"، والحاكم "2/ 14-15 و15"، والبغوي "2118" من
طرق عن مسلم بن خالد الزنجي، به.
قلت: إسناده ضعيف، آفته مسلم بن خالد، فإنه سيء الحفظ،
وأخرجه أبو داود "3508"، و"3509"، والترمذي "1285"،
والنسائي "7/ 254-255" وأحمد "6/ 94 و161 و208"، من طرق عن
ابن أبي ذئب، عن مخلد بن خفاف، عن عروة، عن عائشة، به.
قلت: إسناده ضعيف، مخلد بن خفاف، مجهول، لذا قال الحفاظ في
"التقريب": "مقبول"، ووثقه ابن حبان على عادته في توثيق
المجاهيل. لكن الحديث يرتقى لمرتبة الحسن بمجموع طريقيه
والله أعلم.
2 حسن لغيره: أخرجه الطبراني في "الكبير" "12/ 13646"،
وابن عساكر في "تاريخه" "18/ 1/ 2" من طريق عبد الرحمن بن
قيس الضبي حدثنا سكين بن سراج، حدثنا عمرو بن دينار، عن
ابن عمر أن رجلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى
الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله -صلى الله
عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله -تعالى- أنفعهم للناس،
وأحب الأعمال إلى الله -تعالى- سرور يدخله على مسلم، أو
يكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن
أمشي مع أخ في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد
-يعني مسجد المدينة- شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن
كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم
القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يتهيأ له أثبت الله
قدمه يوم تزول الأقدام".
قلت: إسناده ضعيف جدا، فيه سكين بن سراج، قال البخاري:
منكر الحديث. وقد اتهمه ابن حبان.
والعلة الثانية: عبد الرحمن بن قيس بن الضبي، متروك كذبه
أبو زرعة وغيره كما قال الحافظ في "التقريب".
لكن جاء الحديث بإسناد آخر: أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء
الحوائج" "ص80 رقم36"، وابن عساكر "11/ 444/ 1" من طرق عن
بكر بن خنيس، عن عبد الله بن دينار، عن بعض أصحاب النبي
-صلى الله عليه وسلم- كذا قال ابن أبي الدنيا. أما ابن
عساكر فقال: عن عبد الله بن عمر قال: قيل يا رسول الله من
أحب الناس إلى الله ... " الحديث.
قلت: إسناده حسن، بكر بن خنيس، صدوق له أغلاط كما قال
الحافظ في "التقريب". وعبد الله بن دينار ثقة من رجال
الشيخين.
(11/78)
2586- النسائي
1:
الإِمَامُ الحَافِظُ الثَّبْتُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ،
نَاقِدُ الحَدِيْثِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ
بنُ شُعَيْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ سِنَانَ بنِ بَحْرِ
الخُرَاسَانِيُّ، النَّسَائِيُّ، صَاحِبُ "السُّنَنِ".
وُلِدَ بِنَسَا فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ،
وَطَلَبَ العِلْمَ فِي صِغَرِهِ، فَارْتَحَلَ إِلَى
قُتَيْبَةَ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ،
فَأَقَامَ عِنْدَهُ بِبَغْلاَنَ سَنَةً، فَأَكْثَرَ
عَنْهُ.
وَسَمِعَ مِنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَهِشَامِ بنِ
عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بن النضر بن مساور، وسويد ابن
نَصْرٍ، وَعِيْسَى بنِ حَمَّادٍ زُغْبَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ
عَبْدَةَ الضَّبِّيِّ، وَأَبِي الطَّاهِرِ بنِ السَّرْحِ،
وَأَحْمَدَ ابن مَنِيْعٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ شَاهِيْنَ،
وَبِشْرِ بنِ مُعَاذٍ العَقَدِيِّ، وَبِشْرِ بنِ هِلاَلٍ
الصَّوَّافِ، وَتَمِيْمِ بنِ المنتصر، والحارث بن
مِسْكِيْنٍ، وَالحَسَنِ بنِ الصَّبَّاحِ البَزَّارِ،
وَحُمَيْدِ بنِ مَسْعَدَةَ، وَزِيَادِ بنِ أَيُّوْبَ،
وَزِيَادِ بنِ يَحْيَى الحَسَّانِيّ، وَسَوَّارِ بنِ
عَبْدِ اللهِ العَنْبَرِيِّ، وَالعَبَّاسِ بنِ عَبْدِ
العَظِيْمِ العَنْبَرِيِّ، وَأَبِي حُصَيْن عَبْدِ اللهِ
بنِ أَحْمَدَ اليَرْبُوْعِيِّ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ
وَاصِلٍ، وَعَبْدِ الجَبَّارِ بنِ العَلاَءِ العَطَّارِ،
وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الحَلَبِيِّ،
ابْنِ أَخِي الإِمَامِ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ شُعَيْبٍ
بنِ اللَّيْثِ، وَعَبْدَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارِ،
وَأَبِي قُدَامَةَ عُبَيْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ، وَعتبَةَ
بنِ عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ حُجْرِ،
وَعَلِيِّ بنِ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ الكِنْدِيِّ،
وَعَمَّارِ بنِ خَالِدٍ الوَاسِطِيِّ، وَعِمْرَانَ بنِ
مُوْسَى القَزَّازِ، وَعَمْرو بنِ زُرَارَةَ الكِلاَبِيِّ،
وَعَمْرو بنِ عُثْمَانَ الحِمْصِيِّ، وَعَمْرو بنِ عَلِيٍّ
الفَلاَّسِ، وَعِيْسَى بنِ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيِّ،
وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ الرَّمْلِيِّ، وَكَثِيْرِ بنِ
عُبَيْدٍ، ومحمد ابن أَبَانٍ البَلْخِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ
آدَمَ المَصِّيْصِيِّ، وَمُحَمَّدِ بن إسماعيل ابن
عُلَيَّةَ قَاضِي دِمَشْقَ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ،
وَمُحَمَّدِ بنِ زُنْبُوْرٍ المَكِّيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ
سُلَيْمَانَ لُوَيْن، ومحمد بن عبد الله بن عمار،
وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ
بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي رِزْمَةَ، وَمُحَمَّدَ
بنَ عبد المَلِكِ بنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَمُحَمَّدِ بنِ
عُبَيْدِ المُحَارِبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ
الهَمْدَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ المَصِّيْصِيِّ
الجَوْهَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُثَنَّى، وَمُحَمَّدِ بنِ
مُصَفَّى، وَمُحَمَّدِ بنِ مَعْمِرِ القَيْسِيِّ،
وَمُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الحَرَشِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ
هَاشِمٍ البَعْلَبَكِّيِّ، وَأَبِي المُعَافَى مُحَمَّدِ
بنِ وَهْبٍ، وَمجَاهِدِ بنِ مُوْسَى، وَمَحْمُوْدِ بنِ
غَيْلاَنَ، وَمَخْلَدِ بنِ حَسَنِ الحَرَّانِيِّ، وَنَصْرِ
بنِ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيِّ، وَهَارُوْنَ بنِ عَبْدِ اللهِ
الحَمَّالِ، وَهَنَّادِ بنِ السَّرِيِّ، وَالهَيْثَمِ بنِ
أَيُّوْبَ الطَّالْقَانِيّ، وَوَاصِلِ بنِ عَبْدِ
الأَعْلَى، وَوَهْبِ بنِ بيَان، وَيَحْيَى بنِ دُرُسْت
البَصْرِيِّ، ويحيى بن موسى
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 131"، ووفيات الأعيان
لابن خلكان "1/ ترجمة 29"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 719"،
والعبر "2/ 123"، وتهذيب التهذيب "1/ 36"، والنجوم الزاهرة
لابن تغري بردي "3/ 188"، وشذرات الذهب لابن العماد
الحنبلي "2/ 239".
(11/79)
خَتِّ، وَيَعْقُوْبَ الدَّوْرَقِيِّ،
وَيَعْقُوْبَ بنِ مَاهَانِ البَنَّاءِ، ويوسف بن حماد
المَعْنِي، ويوسف بن عيسى الزُّهْرِيِّ، وَيُوْسُفَ بنِ
وَاضِحٍ المُؤَدِّبِ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، وَإِلَى أَنْ
يَرْوِي عَنْ رُفَقَائِهِ.
وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ، مَعَ الفَهْمِ،
وَالإِتْقَانِ، وَالبَصَرِ، وَنَقْدِ الرِّجَالِ، وَحُسْنِ
التَّأْلِيْفِ.
جَالَ فِي طَلَبِ العِلْمِ فِي خُرَاسَانَ، وَالحِجَازِ،
وَمِصْرَ، وَالعِرَاقِ، وَالجَزِيْرَةِ، وَالشَّامِ،
وَالثُّغُوْرِ، ثُمَّ اسْتَوْطَنَ مِصْرَ، وَرَحَلَ
الحُفَّاظُ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَبْقَ لَهُ نَظِيْرٌ فِي
هَذَا الشَّأْنِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ، وَأَبُو
جَعْفَرٍ الطحاوي، وأبو علي النيسابوري، وحمزة ابن
مُحَمَّدٍ الكِنَانِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ النَّحَّاس النَّحْوِيُّ،
وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَدَّادِ
الشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنِ أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ الخَضِرِ
الأُسْيُوْطِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ
بنِ السِّنِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ سُلَيْمَانُ بنُ
أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُعَاوِيَةَ
بنِ الأَحْمَرِ الأَنْدَلُسِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ،
وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن حَيُّوْيَه
النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى
المَأْمُوْنِيُّ، وَأَبْيَضُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبْيَضَ،
وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَكَانَ شَيْخاً مَهِيْباً مَلِيْحَ الوَجْهِ ظَاهِرَ
الدَّمِ حَسَنَ الشَّيْبَةِ.
قَالَ: قَاضِي مِصْرَ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ أَبِي العَوَّامِ السَّعْدِيُّ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، أَخْبَرْنَا
إِسْحَاقُ بنُ رَاهْوَيْه، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ
أَعْيَنَ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ المُبَارَكِ: إِنَّ
فلاَنَا يَقُوْلُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
{إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنَا
فَاعْبُدْنِي} [طه: 14] مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَافِرٌ.
فَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: صَدَقَ، قَالَ النَّسَائِيُّ:
بِهَذَا أَقُوْلُ.
وَعَنِ النَّسَائِيِّ، قَالَ: أَقَمْتُ عِنْدَ قُتَيْبَةَ
بنِ سَعِيْدٍ سَنَةً وَشَهْرَيْنِ.
وَكَانَ النَّسَائِيُّ يَسْكُنُ بِزُقَاقِ القَنَادِيْلِ
بِمِصْرَ.
وَكَانَ نَضِرَ الوَجْهِ مَعَ كِبَرِ السِّنِّ، يُؤْثِرُ
لِبَاسَ البُرُوْدِ النَّوْبِيَّةِ وَالخُضْرِ، وَيُكْثِرُ
الاسْتِمَتَاعَ، لَهُ أَرْبَعُ زَوْجَاتٍ، فَكَانَ
يَقْسِمُ لَهُنَّ، وَلاَ يَخْلُو مَعَ ذَلِكَ مِنْ
سُرِّية، وَكَانَ يُكْثِرُ أَكْلَ الدُّيُوْكِ تُشْترَى
لَهُ وَتُسَمَّن وَتُخْصَى.
قَالَ مَرَّةً بَعْضُ الطَّلَبَةِ: مَا أَظُنُّ أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ إلَّا أَنَّهُ يَشْرَبُ النَّبِيْذَ
لِلنُّضْرَةِ الَّتِي فِي وَجْهِهِ.
وَقَالَ آخَرُ: لَيْتَ شِعْرِي مَا يَرَى فِي إِتيَانِ
النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ؟ قَالَ: فَسُئِلَ عَنْ
ذَلِكَ، فَقَالَ: النَّبِيْذُ حَرَامٌ، وَلاَ يَصِحُّ فِي
الدُبُرِ شَيْءٌ. لَكِنْ حَدَّثَ مُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ
القُرَظِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "اسقِ حَرْثَكَ
حَيْثُ شِئْتَ". فَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَجَاوَزَ
قَوْلُهُ.
(11/80)
قُلْتُ: قَدْ تَيَقَنَّا بِطُرُقٍ لاَ
مَحِيْدَ عَنْهَا نَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَدْبَارِ النِّسَاءِ،
وَجَزَمْنَا بِتَحْرِيْمِهِ، وَلِيَ فِي ذَلِكَ مصنف كبير.
وَقَالَ الوَزِيْرُ ابْنُ حِنْزَابَةُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ
بنَ مُوْسَى المأَمونِيَّ -صَاحِبُ النَّسَائِيّ قَالَ:
سَمِعْتُ قَوْماً يُنْكِرُوْنَ عَلَى أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ كِتَاب "الخَصَائِص" لِعَلِيٍّ
-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَتَرْكَهُ تَصْنِيْفَ فَضَائِلَ
الشَّيْخَيْنِ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: دَخَلتُ
دِمَشْقَ وَالمُنْحَرِفُ بِهَا عَنْ عَلِيٍّ كَثِيْر،
فَصَنَّفْتُ كِتَابَ "الخَصَائِصِ" رَجَوْتُ أَنْ
يَهْدِيَهُمُ الله تَعَالَى. ثُمَّ إِنَّهُ صَنَّفَ بَعْدَ
ذَلِكَ فَضَائِلَ الصَّحَابَةِ، فَقِيْلَ لَهُ: وَأَنَا
أَسْمَعُ أَلاَ تُخْرِجُ فَضَائِلَ مُعَاوِيَةَ -رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أُخْرِجُ؟ حَدِيْثَ:
"اللَّهُمَّ لاَ تُشْبِعْ بَطْنَهُ" فَسَكَتَ السائل.
قُلْتُ: لَعَلَّ أَنْ يُقَالْ هَذِهِ مَنْقَبَةٌ
لِمُعَاوِيَةَ لِقَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ مَنْ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ
فَاجعَلْ ذَلِكَ لَهُ زَكَاةً وَرَحْمَةً".
قَالَ مَأْمُوْن المِصْرِيُّ، المُحَدِّثُ: خَرَجْنَا
إِلَى طَرَسُوْسَ مَعَ النَّسَائِيّ سَنَةَ الفِدَاءِ،
فَاجتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ: عَبْدُ اللهِ بنُ
أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ
مُرَبَّعٌ، وَأَبُو الآذَانِ، وَكِيْلَجَةُ،
فَتَشَاوَرُوا: مَنْ يَنْتَقِي لَهُمْ عَلَى الشُّيُوْخِ؟
فَأَجْمَعُوا عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
النَّسَائِيِّ، وَكَتَبُوا كُلُّهُم بَانتِخَابِهِ.
قَالَ الحَاكِمُ: كَلاَمُ النَّسَائِيِّ عَلَى فَقْهِ
الحَدِيْثِ كَثِيْرٌ، وَمَنْ نَظَرَ فِي "سُنَنِهِ"
تَحَيَّرَ فِي حُسْنِ كَلاَمِهِ.
قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ فِي أَوَّلِ "جَامِعِ الأُصُوْلِ":
كَانَ شَافِعِيّاً لَهُ مَنَاسِكٌ عَلَى مَذْهَبِ
الشَّافِعِيِّ وَكَانَ وَرِعاً مُتَحَرّياً قِيْلَ:
إِنَّهُ أَتَى الحَارِثَ بنَ مِسْكِيْنٍ فِي زِيٍّ
أَنْكَرَهُ، عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةٌ وَقَبَاءٌ، وَكَانَ
الحَارِثُ خَائِفاً مِنْ أُمُورٍ تَتَعَلَّقُ
بِالسُّلْطَانِ، فَخَافَ أَنْ يَكُوْنَ عَيناً عَلَيْهِ،
فَمَنَعَهُ، فَكَانَ يَجِيْءُ فَيَقْعُدُ خَلْفَ البَابِ
وَيَسْمَعُ، وَلذَلِكَ مَا قَالَ: حَدَّثَنَا الحَارِثُ
وَإِنَّمَا يَقُوْلُ: قَالَ الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ
قراءة عليه وأنا أسمع.
قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: وَسَأَل أَمِيْرٌ أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَنِ عَنْ "سُنُنِهِ": أَصَحِيْحٌ كُلَّهُ؟ قَالَ:
لاَ. قَالَ: فَاكتُبْ لَنَا مِنْهُ الصَّحِيْحَ. فَجَرَّدَ
المُجْتَنَى.
قُلْتُ: هَذَا لَمْ يَصِحَّ، بَلِ المُجْتَنَى اخْتِيَارُ
ابْنُ السُّنِّيّ.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ:
أَخْبَرَنَا الإِمَامُ فِي الحَدِيْثِ بِلاَ مُدَافَعَةٍ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ.
(11/81)
وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ
الحَافِظُ: مَنْ يَصْبُرُ عَلَى مَا يَصْبِرُ عَلَيْهِ
النَّسَائِيّ؟! عنده حديث ابن لهيعة ترجمة تَرْجَمَةً
-يَعْنِي: عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ لُهِيْعَةَ- قَالَ:
فَمَا حَدَّثَ بِهَا.
قَالَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ مُقَدَّمٌ عَلَى كُلِّ مَنْ يُذْكَرُ بِهَذَا
العِلْمِ مِنْ أَهْلِ عَصْرِهِ.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ طَاهِرٍ: سَأَلْتُ سَعْدَ بنَ
عَلِيٍّ الزِّنْجَانِيَّ عَنْ رَجُلٍ، فَوَثَّقَهُ.
فَقُلْتُ: قَدْ ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ. فَقَالَ: يَا
بُنَيَّ! إِنَّ لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَرْطاً فِي
الرِّجَالِ أَشَدَّ مِنْ شَرْطِ البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ.
قُلْتُ: صَدَقَ فَإِنَّهُ لَيَّنَ جَمَاعَةً مِنْ رِجَالِ
صَحِيْحَي البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ الحَافِظُ: سَمِعْتُ
مَشَايخَنَا بِمِصْرَ يَصِفُونَ اجتِهَادَ النَّسَائِيّ
فِي العِبَادَةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَّهُ
خَرَجَ إِلَى الفِدَاءِ مَعَ أَمِيْرِ مِصْرِ فوصف مِنْ
شَهَامَتِهِ وَإِقَامَتِهِ السُّنَنِ المَأْثُورَةِ فِي
فَدَاءِ المُسْلِمِينَ، وَاحْتِرَازِهِ عَنْ مَجَالِسِ
السُّلْطَانِ الَّذِي خَرَجَ مَعَهُ، وَالاَنبسَاطِ فِي
المَأْكَلِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبهُ إِلَى
أَنِ اسْتُشْهِدَ بِدِمَشْقَ مِنْ جِهَةِ الخَوَارِجِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ بنُ
الحَدَّادِ الشَّافِعِيُّ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ وَلَمْ
يُحَدِّثْ عَنْ غَيْرِ النَّسَائِيِّ، وَقَالَ: رَضِيْتُ
بِهِ حُجَّةً بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ تَعَالَى.
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي "مُعْجَمِهِ": حَدَّثَنَا أَبُو
عَبِدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ القَاضِي بِمِصْرَ.
فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ فِي "صَحِيْحِهِ": حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ قَاضِي حِمْصَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ قُدَامَةَ. فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
رَوَى أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ، عَنْ حَمْزَةَ
العَقْبِيِّ المِصْرِيِّ وَغَيْرِهِ، أَنَّ النَّسَائِيَّ
خَرَجَ مِنْ مِصْرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِلَى دِمَشْقَ
فَسُئِلَ بِهَا عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَمَا جَاءَ فِي
فَضَائِلِهِ. فَقَالَ: لاَ يَرْضَى رَأْساً برَأْسٍ حَتَّى
يُفَضَّلَ؟ قَالَ: فَمَا زَالُوا يَدْفَعُوْنَ فِي
حِضْنَيْهِ حَتَّى أُخْرِجَ مِنَ المَسْجَدِ، ثُمَّ حُمِلَ
إِلَى مَكَّةَ فَتُوُفِّيَ بِهَا. كَذَا قَالَ،
وَصَوَابهُ: إِلَى الرَّمْلَةِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: خَرَجَ حَاجّاً فَامتُحِنَ
بِدِمَشْقَ، وأدرك الشهادة فقال: احمِلُونِي إِلَى
مَكَّةَ. فَحُمِلَ وَتُوُفِّيَ بِهَا، وَهُوَ مَدْفُونٌ
بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي
شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ:
وَكَانَ أَفْقَهَ مَشَايِخِ مِصْرَ فِي عَصْرِهِ،
وَأَعْلَمَهُم بِالحَدِيْثِ والرجال.
(11/82)
قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ فِي
"تَارِيْخِهِ": كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
النَّسَائِيُّ إِمَاماً حَافِظاً ثَبْتاً، خَرَجَ مِنْ
مِصْرَ فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ
وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَتُوُفِّيَ بفِلَسْطِيْنَ فِي يَوْمِ
الاثْنَيْنِ لِثَلاَثِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ صَفَرِ،
سَنَةَ ثَلاَثٍ.
قُلْتُ: هَذَا أَصحُّ، فَإِنَّ ابْنَ يُوْنُسَ حَافِظٌ
يَقِظٌ وَقَدْ أَخَذَ عَنِ النَّسَائِيِّ، وَهُوَ بِهِ
عَارِفٌ. وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي رَأْسِ الثَّلاَثِ
مائَةٍ أَحْفَظ مِنَ النَّسَائِيِّ، هُوَ أَحْذَقُ
بِالحَدِيْثِ وَعِلَلِهِ وَرِجَالِهِ مِنْ مُسْلِمٍ،
وَمِنْ أَبِي دَاوُدَ، وَمِنْ أَبِي عِيْسَى، وَهُوَ جَارٍ
فِي مِضْمَارِ البُخَارِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ إلَّا أَنَّ
فِيْهِ قَلِيْلَ تَشَيُّعٍ وَانحِرَافٍ عَنْ خُصُومِ
الإِمَامِ عَلِيٍّ، كمُعَاوِيَةَ وَعَمْرو، وَاللهِ
يُسَامِحُهُ.
وَقَدْ صَنَّفَ "مُسْنَدَ عَلِيٍّ" وَكِتَاباً حَافِلاً
فِي الكُنَى، وَأَمَّا كِتَاب: "خَصَائِص عَلِيٍّ" فَهُوَ
دَاخِلٌ فِي "سُنَنِهِ الكَبِيْرِ" وَكَذَلِكَ كِتَاب
"عَمَل يَوْمٍ وَليْلَةٍ" وَهُوَ مُجَلَّدٌ، هُوَ مِن
جُمْلَةِ "السُّنَنِ الكَبِيْرِ" فِي بَعْضِ النُّسَخِ،
وَلَهُ كِتَابِ "التَّفْسِيْرِ" فِي مُجَلَّدٍ، وَكِتَابِ
"الضُّعَفَاءِ" وَأَشيَاء، وَالَّذِي وَقَعَ لَنَا مِنْ
"سُنَنِهِ" هُوَ الكِتَابُ "المُجْتَنَى" مِنْهُ،
انتِخَابِ أَبِي بَكْرٍ بنِ السُّنِّيّ، سَمِعْتُهُ
مَلَفَّقاً مِنْ جَمَاعَةٍ سَمِعُوهُ مِنِ ابْنِ بَاقَا
بِرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ المَقْدِسِيِّ،
سَمَاعاً لِمُعْظَمِهِ، وَإِجَازَةً لِفَوْتِ لَهُ
مُحَدَّدٍ فِي الأَصْلِ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمَدٍ الدُّونِيُّ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا القَاضِي أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ
الكَسَّارِ، حَدَّثَنَا ابْنُ السُّنِّيّ عَنْهُ.
وَمِمَّا يُرْوَى اليَوْمَ فِي عَامِ أَرْبَعَةٍ
وَثَلاَثِيْنَ وَسَبْعِ مائَةٍ مِنَ السُّنَنِ عَالِياً
جُزْآنِ الثَّانِي مِنَ الطَّهَارَةِ وَالجُمُعَةِ،
تَفَرَّدَ البُوصِيرِيُّ بِعُلُوِّهِمَا فِي وَقْتِهِ،
وَقَدْ أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ بِهِمَا،
عَنِ البُوصِيْرِيِّ فَبَيْنِي وَبَيْنَ النَّسَائِيِّ
فِيْهِمَا خَمْسَة رِجَالٍ.
وعِنْدِي جُزْءٌ مِنْ حَدِيْثِ الطَّبَرَانِيِّ، عَنِ
النَّسَائِيِّ، وَقَعَ لَنَا بِعُلُوٍّ أَيْضاً.
وَوَقَعَ لَنَا جُزْءٌ كَبِيْرٌ انتَخَبَهُ السِّلَفِيُّ
مِنَ "السُّنَنِ"، سَمِعْنَاهُ مِنَ الشَّيْخِ أَبِي
المَعَالِي بنِ المُنَجَّا التَّنُوْخِيّ: أَخْبَرَنَا
جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا الدُّوْنِيُّ، وَبَدْرُ بنُ
دُلَفٍ الفَركِيُّ بِسَمَاعِهِمَا مِنَ الكَسَّارِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ السُّنِّيّ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةَ،
أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ
جَابِرٍ: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ نَهَى عَنِ البَوْلِ فِي المَاءِ
الرَّاكِدِ".
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ حُجْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبِيْدَة بن
حُمَيْد، عَنْ يُوْسُفَ بنِ صُهَيْبٍ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ
يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ
اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لَمْ
يَأْخُذْ شَارِبَهُ فلَيْسَ مِنَّا".
(11/83)
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ سَأَلْتُ
النَّسَائِيَّ مَا تَقُولُ فِي بَقِيَّةَ؟ فَقَالَ: إِنْ
قَالَ: حَدَّثَنَا، وَأَخْبَرَنَا، فَهُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ المراغي: سمعت النسائي
يقول: محمد بن حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ كَذَّابٌ.
قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وَشُهْدَةَ
العَامِرِيَّةِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا
السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ
بِهَمَذَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ
بنِ إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ لي أبو عبد الله ابن مَنْدَةَ:
الَّذِيْنَ أَخْرَجُوا الصَّحِيْحَ وَمِيَّزُوا الثَّابِتَ
مِنَ المعلول، والخطأ من الصواب أربعة: البخاري، ومسلم،
وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
النَّسَائِيُّ.
وَمِمَّنْ مَاتَ مَعَهُ: المُحَدِّثُ، أَبُو الحَسَنِ
أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِسْحَاقَ الصُّوْفِيُّ
الصَّغِيْرُ بِبَغْدَادَ.
وَالمُفَسِّرُ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ فَرَحٍ
البَغْدَادِيُّ الضَّرِيْرُ، المُقْرِئُ.
وَالمُفَسِّرُ، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ
إِسْحَاقَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الأَنْمَاطِيُّ، الحَافِظُ.
وَالمُسْنِدُ، أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى
الجَوْزِيُّ.
وَالمُحَدِّثُ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرٍ
النَّيْسَابُوْرِيُّ البُشْتِيُّ.
وَالحَافِظُ جَعْفَرُ بنُ أحمد ابن نَصْرٍ الحَصِيْرِيّ.
وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ الحَافِظُ.
وَالمُحَدِّثُ، أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ السِّمْنَانِيُّ.
وَالمُحَدِّثُ، عُمَرُ بنُ أَيُّوْبَ السَّقَطِيُّ
بِبَغْدَادَ.
ورَأْسُ المُعْتَزِلَةِ أَبُو عَلِيٍّ الجُبَائِيُّ.
وَالحَافِظُ، مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ الهَرَوِيُّ
شَكَّرُ.
(11/84)
2587- ابن مُجَاشع 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحُجَّةُ الحَافِظُ، أَبُو
إِسْحَاقَ عِمْرَانُ بنُ مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ
الجُرْجَانِيُّ، السَّخْتِيَانِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ.
وَسَمِعَ مِنْ: هُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ، وَشَيْبَانَ بنِ
فَرُّوْخٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ المُنْذِرِ الحِزَامِيِّ،
وَابْنَي أَبِي شَيْبَةَ، وَسُوَيْدَ بنِ سَعِيْدٍ،
وَأَبِي الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيِّ، وَطَبَقَتهِم.
حَدَّثَ عَنْهُ: رَفِيْقُهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْسُفَ
الهِسِنْجَانِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ،
وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو
عَمْرٍو بنُ نُجَيْدٍ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ،
وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو حَامِدٍ
الغِطْرِيْفِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ. وَحَدَّثَ
بِنَيْسَابُوْرَ قَدِيْماً، فَأَخَذَ عَنْهُ أَبُو حَامِدٍ
بنُ الشَّرْقِيِّ، وَالكِبَارُ.
قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ مُحَدِّثٌ ثَبْتٌ مَقْبُوْلٌ،
كَثِيْرُ التَّصْنِيْفِ وَالرِّحْلَةِ، رَوَى عَنْهُ:
أَحْمَدُ بنُ خَالِدٍ الدَّامغَانِيّ، وَالهِسِنْجَانِيّ،
وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ. سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ
العَنْبَرِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ عِمْرَان بنَ مُوْسَى
الجُرْجَانِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ سُوَيْد بن سَعِيْدٍ
يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مَالِكاً، وَشَرِيْكاً، وَحَمَّادَ بنَ
زَيْدٍ، وَابْنَ عُيَيْنَةَ، وَالفُضَيْلَ بنَ عِيَاضٍ،
وَمُسْلِمَ بنَ خَالِدٍ، وَابْنَ إِدْرِيْسَ، وَجَمِيْعَ
مَنْ حَمَلْتُ عَنْهُ العِلْمَ يَقُوْلُوْنَ: الإِيْمَانُ
قَوْلٌ وَعملٌ يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ.
وَالقُرْآنُ كَلاَمُ اللهِ مِنْ صِفَةِ ذَاتِهِ، غَيْرَ
مَخْلُوْقٍ، مَنْ قَالَ: إِنَّهُ مَخْلُوْقٌ، فَهُوَ
كَافِرٌ.
قَالَ عِمْرَانُ: بِهَذَا أَدِيْنُ وَمَا رَأَيْتُ
مُحَدِّثاً إلَّا وَهُوَ يَقُوْلُهُ.
قُلْتُ: مَاتَ بجُرْجَانَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ خَمْسٍ
وَثَلاَثِ مائَةٍ وَهُوَ فِي عَشْرِ المائَةِ.
أَخْبَرْنَا ابْنُ عَسَاكِر، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ،
أَخْبَرْنَا ابْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، حَدَّثَنِي
عِمْرَانُ بنُ مُوْسَى، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ
المُنْذِرِ، أَخْبَرَنَا مَعْن، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ حَمَلَ
عَلَيْنَا السِّلاَحَ فلَيْسَ مِنَّا".
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: كَانَ قَدْ صَنَّفَ
المُسْنَدَ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَحَدَّثَنِي
الإِسْمَاعِيْلِيُّ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ عِمْرَانُ بنُ
مُوْسَى جُرْجَانِيٌّ صَدُوْقٌ، مُحَدِّثُ البَلَدِ في
زمانه.
__________
1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "322-323"، وتذكرة الحفاظ
"2/ ترجمة 763"، والعبر "2/ 129".
(11/85)
محمد بن علي بن مخلد
ومحمد بن نصير والوكيعي والبسامي:
2588- محمد بن علي بن مخلد 1:
ابن فرقد، الشيخ المعمر الصدوق، أبو جعفر الأصبهاني،
الدَّارَكِيُّ. خَاتِمَةُ أَصْحَابِ إِسْمَاعِيْلَ بنَ
عَمْرٍو البَجَلِيَّ، وَسَمِعَ أَيْضاً مِنْ: سُلَيْمَانَ
الشَّاذَكُوْنِيِّ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْساً.
حَدَّثَ عَنْهُ: الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ بنُ
حَيَّانَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَجَمَاعَةٌ.
مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَمَاتَ قبله بعامين.
2589- محمد بن نصير:
ابن أَبَانٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ المَدِيْنِيُّ.
يَرْوِي أَيْضاً عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرٍو،
وَالشَّاذَكُوْنِيِّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخِ، وَالطَّبَرَانِيُّ،
وَابْنُ المُقْرِئِ أَيْضاً.
وَثَّقَهُ أبو نعيم الحافظ.
2590- الوكيعي:
الإِمَامُ المُعَمَّرُ الثِّقَةُ، أَبُو العَلاَءِ
مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي جَمِيْلَةَ
الذُّهْلِيُّ، الوكيعي، الكوفي، نزيل مصر.
وُلِدَ سَنَةَ: أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ، وَسَمِعَ: عَاصِمَ
بنَ علي، ومحمد بن الصباح الدولابي، وأحمد ابن حنبل، وعلي
بن الجعد، وعلي ابن المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدَ بنَ
صَالِحٍ، وَعِدَّةً. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَدِيٍّ، وَحَمْزَةُ الكِنَانِيُّ،
وَالطَّبَرَانِيُّ، وَالحَسَنُ الأُسْيُوْطِيُّ، وَابْنُ
حَيُّوْيَه النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَابْنُ يُوْنُسَ،
وَالحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بنُ شَعْبَانَ
المَالِكِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، تُوُفِّيَ:
فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَلاَثِ مائَةٍ.
2591- البَسَّامِيُّ:
أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بن أحمد بن منصور بن نَصْرِ بنِ
بِسَّامٍ الشَّاعِرُ.
مِنْ كِبَارِ الشُّعرَاءِ، بَارِعٌ فِي الثَّنَاءِ
وَالهِجَاءِ، عَاشَ نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَمَاتَ
فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَلهُ تَصَانِيْفُ أَدَبِيَّةٌ، أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ خلكان
مقطعات.
__________
1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 241"، والعبر "2/ 135"،
وشذرات الذهب "2/ 251".
(11/86)
البشتي وإسحاق بن
إبراهيم البستي والمنجنيقي:
2592- البشتي:
الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ الرَّحَّالُ، أَبُو
يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرٍ
البُشْتِيُّ، النَّيْسَابُوْرِيُّ، مِنْ رستاق بشت.
سَمِعَ مِنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَقُتَيْبَةَ بنِ
سَعِيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ، وَأَبِي
كُرَيْبٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عِمْرَانَ العَابِدِيّ،
وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُصَفَّى،
وَحُمَيْدِ بنِ مَسْعَدَةَ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ
العَدَنِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَصَنَّفَ المُسْنَدَ وَغَيْرَ ذَلِكَ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بن هَانِئ، وَأَبُو
الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي، ومحمد ابن أَحْمَدَ بنِ
يَحْيَى، وَآخَرُوْنَ.
وَحَدَّثَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. لَمْ
أَقَعْ بِوَفَاتِهِ.
سَمِيُّهُ: المُحَدِّثُ:
2593- إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُسْتِيُّ:
بِمُهْمَلَةٍ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ الصَّبَّاحِ البَزَّارَ
وَطَبَقَتَهُ، وَهُوَ مَنْسُوْبٌ إِلَى مَدِيْنَةِ بُسْتَ
مِنْ إِقلِيِمِ سِجِسْتَان وَرَاءَ نَاحِيَةِ هَرَاةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ البُسْتِيُّ
وَغَيْرُهُ.
عَاشَ إِلَى نَحْوِ الثَّلاَثِ مائة.
2594- المنجنيقي:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ، أَبُو
يَعْقُوْبَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْنُسَ
البَغْدَادِيُّ، الوَرَّاقُ، نَزِيْلُ مِصْرَ، وَعُرِفَ
بِالمِنْجَنِيْقيِّ لِكَوْنِهِ كَانَ يَجْلِسُ بقُرْبِ
مِنْجَنِيْقٍ كَانَ بِجَامِعِ مِصْرَ.
مَوْلِدُهُ بَعْدَ سَنَةِ عشر ومائتين.
(11/87)
حدث عن: محمد بن بكار بن الريان، وَعَبْدِ
الأَعْلَى بنِ حَمَّادِ النَّرْسِيِّ، وَدَاوُدَ بنِ
رُشَيْد، وَأَبِي إِبْرَاهِيْمَ التَّرْجَمَانِيّ،
وَسُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، ومحمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب، وكثير ابن عُبَيْدٍ، وَعَمْرِو بنِ عُثْمَانَ،
وَأَحْمَدَ بنِ مَنِيْعٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُطِيْعِ،
وَابْنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيُّ، وَجَعْفَرُ الخُلْدِيّ،
وَأَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ
التِّنِّيْسِيُّ النَّقَّاشُ، وَابْنُ عَدِيٍّ،
وَالطَّبَرَانِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ، وَالحَسَنُ
بنُ خضْرٍ السُّيوطِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ
الخيَاشُ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا:
أَنَّ النَّسَائِيَّ انتَقَى عَلَى أَبِي يَعْقُوْبَ
المِنْجَنِيْقيّ مُسْنَدَهُ، فَكَانَ يَمْنَعُ
النَّسَائِيَّ أَنْ يَجِيْءَ إِلَيْهِ، وَكَانَ يَذْهَبُ
إِلَى مَنْزِلِ النَّسَائِيِّ حَتَّى سَمِعَ مِنْهُ
النَّسَائِيُّ مَا انتَقَاهُ حُسْبَةً فِي ذَلِكَ. وَكَانَ
شَيْخاً صَالِحاً، قَالَ لَهُ النَّسَائِيُّ يَوْماً: يَا
أَبَا يَعْقُوْبَ! لاَ تحدث عن: سفيان بن وكيع. فَقَالَ:
اختَرْ لِنَفْسِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا
شِئْتَ، وَأَنَا فُكُلُّ مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ فَإِنِّي
أُحَدِّثُ عَنْهُ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ صَدُوْقٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ثِقَةٌ، كَانَ فِي جَامِعِ مِصْرَ
مِنْجَنِيْقٌ يوَقِدُ فِيْهِ القُوَّامُ ثُرَيَّا، وَكَانَ
هَذَا يَجْلِسُ قَرِيْباً مِنْهُ فَنُسِبَ إِلَيْهِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: صَدُوْقٌ، رَجُلٌ صَالِحٌ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي جمادى الآخرة.
(11/88)
2595- ابن
متويه 1:
الإِمَامُ المَأْمُوْنُ القُدْوَةُ، أَبُو إِسْحَاقَ،
إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مَتُّوَيْه
الأَصْبَهَانِيُّ، إِمَامُ جَامِعِ أَصْبَهَان، كَانَ مِنَ
العُبَّادِ وَالسَّادَةِ، يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَكَانَ
حَافِظاً، حُجَّةً، مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ، وَيُعْرَفُ
أَيْضاً بِأَبَّهْ، وَبِابنِ فِيُرَّةَ الطَّيَّانِ.
سَمِعَ بِالشَّامِ، وَالعِرَاقِ، وَالحَرَمِ، وَمِصْرَ،
سَمِعَ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي
الشّوَاربِ، وَبِشْرَ بنَ مُعَاذٍ، وَأَحْمَدَ بن
مَنِيْعٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ هَاشِمٍ البَعْلَبَكِّيَّ،
وَعَبْدَ الجَبَّارِ بنَ العَلاَءِ العَطَّارِ، وَهِشَامَ
بن خالد الأزرق وَمُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ ابْنِ
عُلَيَّةَ، وَهَنَّادَ بنَ السَّرِيِّ، وَأَبَا هَمَّامٍ
الوَلِيْدَ بنَ شُجَاعٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى،
وَالرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَطَبَقَتهُم، فَأَكْثَرَ
وَجَوَّدَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخِ بنُ حَيَّانَ، وَأَبُو
القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ
هَارُوْنَ، وَأَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ، وَأَحْمَدُ بنُ
بُنْدَارٍ الشَّعَّارُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ
وَقَالَ: هُوَ أَوَّلُ شَيْخٍ كَتَبْتُ عَنْهُ الحَدِيْثَ.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخِ: كَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ مِنَ العُبَّادِ
الفُضَلاَءِ، مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ
اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: نيف على الثمانين، رحمه الله.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 739"، والعبر "2/
122"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 125"،
وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 238".
(11/89)
ابن زنجويه والرسعني:
2596- ابن زنجويه 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ
زَنْجَوَيْه بنِ الهَيْثَمِ القُشَيْرِيُّ،
النَّيْسَابُوْرِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا مُصْعَبٍ الزهري، وعبد العزيز بنَ يَحْيَى،
وَابْنَ رَاهْوَيْه، وَعَمْرَو بنَ زُرَارَةَ، وَأَبَا
مَرْوَانَ العُثْمَانِيَّ، وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَيَحْيَى
بنَ أَكْثَم، وَطَبَقَتهُم.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ حَمْشَاذٍ، وَأَبُو الفَضْلِ
مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ،
وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانِ، وَالشُّيُوْخَ. وَمَا
عَلِمْتُ بِهِ بَأْساً.
قَالَ الحَاكِمُ: تُوُفِّيَ سنة اثنتين وثلاث مائة.
2597- الرسعني:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الحُجَّةُ المُجَوِّدُ،
الرَّحَّالُ، أَبُو صَالِحٍ القَاسِمُ بنُ اللَّيْثِ بنِ
مَسْرُوْرٍ العتَّابِيُّ، الرَّسْعَنِيُّ، نَزِيْلُ
مَدِيْنَةِ تِنِّيْسٍ.
سَمِعَ: المُعَافَى بنَ سُلَيْمَانَ، وَهِشَامَ بنَ
عَمَّارٍ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيَّ،
وَابْنَ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَعَمْرَو بنَ عَلِيٍّ
الصَّيْرَفِيَّ، وَبِشْرَ بنَ هِلاَلٍ، وَطَبَقَتهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ "الكُنَى"،
وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شُعَيْبٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ
المِصْرِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ المَوْصِلِيُّ،
وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ الحَافِظُ، وَابْنُ
عَدِيٍّ،
وَالطَّبَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَارِثِ بنِ
أَبْيَضَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَيَّويَه
النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ
عَنْهُ، فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ.
وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ بِتَنِّيْسٍ، فِي
سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، ثقة.
__________
1 ترجمته في العبر "2/ 123"، وشذرات الذهب "2/ 239".
(11/89)
ابن الأخرم وعلى بن
سعيد:
2598- ابن الأخرم:
الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الحَافِظُ الأَثَرِيُّ، أَبُو
جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن العباس بن أيوب بنِ الأَخْرَمِ
الأَصْبَهَانِيُّ، الفَقِيْهُ.
ارْتَحَلَ، وَأَخَذَ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، وَالمُفَضَّلِ
بنِ غَسَّانَ الغَلاَبِيِّ، وَزِيَادِ بنِ يَحْيَى
الحَسَّانِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ حَرْبٍ، وَعَمَّارِ بنِ
خَالِدٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ، وَأَبُو الشَّيْخِ،
وَأَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَفْرِجَة، وَعَبْدُ
اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ، وَآخَرُوْنَ.
وَله وَصِيَّةٌ أَكْثَرُهَا عَلَى قَوَاعِدِ السَّلَفِ،
يَقُوْلُ فِيْهَا: مَنْ زَعَمَ أَنَّ لَفْظَهُ بِالقُرْآنِ
مَخْلُوْقٌ فَهُوَ كَافِرٌ. فَكَأَنَّهُ عَنَى
بِاللَّفْظِ: المَلْفُوْظَ لاَ التَّلَفُّظَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ.
2599- عَلِيُّ بن سعيد:
ابن بشير بن مهران، الحَافِظُ البَارِعُ، أَبُو الحَسَنِ
الرَّازِيُّ، عَلِيَّك، نَزِيْلِ مِصْرَ.
حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ
النَّرْسِيِّ، وَجُبَارَةَ بنِ المُغَلِّسِ، وَبشْرِ بنِ
مُعَاذٍ العَقَدِيِّ، وَنُوْحِ بنِ عَمْرٍو
السَّكْسَكِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ هاشم البعلي، وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بنِ خَالِدِ بنِ نَجِيْحِ، وَنَصْرِ بنِ
عَلِيٍّ الجَهْضَمِيِّ، وَالهَيْثَمِ بنِ مَرْوَانَ،
وَعِدَّةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عُتْبَةَ
الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ الوَرْدِ،
وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ خَرُوْفٍ، وَأَبُو القَاسِمِ
الطَّبَرَانِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ رَشِيْقِ، وَأَبُو
مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدٍ الأَبِيْوَرْدِيُّ،
وَآخَرُوْنَ.
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ
عَنْهُ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بذَاكَ فِي حَدِيْثِهِ،
سَمِعْتُ بِمِصْرَ أَنَّهُ كَانَ وَالِيَ قَرْيَةٍ،
وَكَانَ يُطَالِبُهُمْ بِالخَرَاجِ، فَمَا كَانُوا
يُعْطُوْنَهُ. قَالَ: فَجَمَعَ الخَنَازِيْرَ فِي
المَسْجَدِ، قُلْتُ: فَكَيْفَ هُوَ فِي الحَدِيْثِ؟ قَالَ:
حَدَّثَ بِأَحَادِيْثَ لَمْ يتابع عليها، وتكلم فيها
أَصْحَابُنَا بِمِصْرَ.
وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ يَفْهَمُ وَيَحْفَظُ، مَاتَ
بِمِصْرَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ
وَمائَتَيْنِ.
قُلْتُ: الكَافُ فِي عَلِيَّكَ هِيَ علاَمَةُ
التَّصْغِيْرِ فِي عَلِيٍّ بِالفَارِسِيَّةِ.
أَمَا عَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ العَسْكَرِيُّ -مُؤلِّفُ
كِتَابِ "السَّرَائِر" فآخَرٌ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ
عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
(11/90)
2600-
الفرهياني 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ النَّاقِدُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ
اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سيار الفَرْهَاذَانِيّ،
وَيُقَالُ: فِيْهِ الفَرْهَيَانِيّ.
سَمِعَ: هِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَقُتَيْبَةَ بنَ سَعِيْدٍ،
وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَدُحَيْماً، وَمُحَمَّدَ بنَ وَزِيْرٍ،
وَحَرْمَلَةَ بنَ يَحْيَى، وَعَبْدَ المَلِكِ بنَ
شُعَيْبٍ، وَطَبَقَتهُم. وَكَانَ ذَا رِحْلَةٍ وَاسِعَةٍ،
وَعُلُوْمٍ نَافِعَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ
النَّقَّاشُ المُفَسِّرُ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ،
وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَبِشْرُ بنُ أَحْمَدَ
الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ،
وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ رَفِيْقَ النَّسَائِيِّ،
وَكَانَ ذَا بَصَرٍ بِالرِّجَالِ، وَكَانَ مِنَ
الأَثْبَاتِ؛ سَأَلْتُهُ أَنْ يُمْلِيَ عَلَيَّ عَنْ
حَرْمَلَةَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! وَمَا تَصْنَعُ
بِحَرْمَلَةَ؟! إِنَّهُ ضَعِيْفٌ. ثُمَّ أَمْلَى عَلَيَّ
عَنْهُ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ لَمْ يَزِدْنِي.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، وَزَيْنَبُ
بِنْتُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ،
أَخْبَرَنَا زَاهِرُ ابن طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو
سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ
حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ
سَيَّارٍ الفَرْهَاذَانِيّ، أَخْبَرَنَا هَارُوْنُ بنُ
زَيْدِ بنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ، حَدَّثَنَا أَبِي،
حَدَّثَنَا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عَنِ أَبِيْه، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رِضَى اللهِ فِي
رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ
الوَالِدِ".
لَمْ أَظْفَرْ لِهَذَا الحَافِظِ بِوَفَاةٍ، توفي سنة نيف
وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "2/ 427"، وتذكرة الحفاظ
"2/ ترجمة 729"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/
235".
(11/91)
الوشاء وأبو معشر
الدارمي والمطرز:
2601- الوشاء 1:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ العَالِمُ، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ الجَعْدِ الوَشَّاءُ،
البَغْدَادِيُّ.
سَمِعَ مِنْ: سُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ "مُوَطَّأَ مَالِكٍ"،
وَمِنْ: مُحَمَّدِ بنِ بَكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ، وعبد
الأعلى ابن حَمَّادِ، وَأَبِي مَعْمَرٍ الهُذَلِيِّ،
وَجَمَاعَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو
عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّافِ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ
غَرِيْبٍ البَزَّازُ، وَآخَرُوْنَ.
سَمِعْنَا "المُوَطَّأُ" مِنْ طَرِيْقِهِ.
وَقَدْ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لاَ بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ،
وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ.
2602- أبو معشر الدارمي 2:
المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو مَعْشَرٍ، الحَسَنُ بنُ
سُلَيْمَانَ بنِ نَافِعٍ الدَّارِمِيُّ، شَيْخٌ بَصْرِيُّ
مُعَمَّرٌ. سَكَنَ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي
الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيِّ، وَهُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ،
وَطَبَقَتِهِمَا.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ قَانِعٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ
الطَّسْتِيُّ، وَمَخْلَدُ بنُ جَعْفَرٍ البَاقَرْحِيُّ،
وعلي بن لؤلؤ الوراق.
وثقه الدارقطني.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ إِحْدَى
وَثَلاَثِ مائة.
2603- المطرز 3:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ
الثِّقَةُ، أَبُو بَكْرٍ القَاسِمُ بنُ زَكَرِيَّا بنِ
يَحْيَى البَغْدَادِيُّ، المَعْرُوْفُ: بِالمُطَرِّزِ.
مَوْلِدُهُ فِي حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ وَالمائَتَيْنِ،
أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ.
تَلاَ عَلَى أَبِي حَمْدُوْنَ الطَّيِّبِ، وَعَلَى أَبِي
عُمَرَ الدُّوْرِيِّ. وَحَدَّثَ عَنْ: سُوَيْدِ بنِ
سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيّ،
وَإِسْحَاقَ بنِ مُوْسَى الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي هَمَّامِ
الوَلِيْدِ بنِ شُجَاعٍ، وَأَبِي كُرَيْبٍ، وَعَبَّادِ بنِ
يَعْقُوْبَ الرَّوَاجِنِي، وَطَبَقَتهِم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الجِعَابِيّ، وَعَبْدُ
العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرٍ الخَرْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ
المُظَفَّرِ، وَأَبُو حَفْصٍ الزَّيَّاتِ، وَعَدَدٌ
كَثِيْرٌ.
وَصَنَّفَ المُسْنَدَ وَالأَبْوَابَ، وَتَصَدَّرَ
لِلإِقْرَاءِ.
وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً، أَثْنَى عَلَيْهِ
الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرهُ، وَذَكَرَ عَلِيُّ بنُ
الحُسَيْنِ الغَضَائِرِيُّ -شَيْخٌ لأَبِي عَلِيٍّ
الأَهْوَازِيُّ- أَنَّهُ تَلاَ عليه: ختمة بالإدغام الكبير
وَالإِبدَالِ فِي سَنَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ
مائَةِ، فَافتُضِحَ فِي دَعْوَاهُ لأَنَّ المُطَرِّز
-رَحِمَهُ اللهُ- تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسٍ
وَثَلاَثِ مائَةٍ، وهو في عشر التسعين.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 65"، والعبر "2/ 118"،
والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 55"، والنجوم
الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 184"، وشذرات الذهب لابن
العماد "2/ 237".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 327"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 125".
3 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 441"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 146"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 730"، والعبر "2/ 130"،
وتهذيب التهذيب "8/ 314"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/
246".
(11/92)
طريف وحمزة بن محمد:
2604- طريف 1:
الشَّيْخُ أَبُو الوَلِيْدِ، طَرِيْفُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ
المَوْصِلِيُّ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ.
رَحَلَ وَرَوَى عَنْ: عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، وَيَحْيَى بنِ
بِشْرٍ الحَرِيْرِيِّ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الجِعَابِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ
بنُ بُرَيْدَةَ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ
عَدِيٍّ، وَآخَرُوْنَ.
ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وثلاث مائة.
2605- حمزة بن محمد 2:
ابن عيسى، الشَّيْخُ المُعَمَّرُ، أَبُو عَلِيٍّ
الجُرْجَانِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الكَاتِبُ، لَمْ
يَكُنْ مُحَدِّثاً، وَإِنَّمَا حُبِسَ فِي شأن التصرف
فصادف في الحَبْسِ الحَافِظَ نُعَيْمَ بنَ حَمَّادٍ،
فَأَملَى عَلَيْهِ جُزْءاً وَاحِداً وَهُوَ جُزْءٌ عَالٍ
طَبْرَزَدِيُّ، يُعْرَفُ بِنُسْخَةِ نُعَيْمِ بنِ
حَمَّادٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الجعَابِيُّ،
وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّاتِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ
لُؤْلُؤٍ وَغَيْرهُم.
وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ.
تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ
وَثَلاَثِ مائة، وقد نيف على التسعين.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 364"، وميزان الاعتدال "2/
336"، ولسان الميزان "3/ 208".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 180"، والعبر "2/ 122"،
وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 238".
(11/93)
عباد بن علي والصوفي:
2606- عباد بن علي 1:
ابن مرزوق، المُعَمَّرُ الكَبِيْرُ، أَبُو يَحْيَى
السِّيْرِيْنِيُّ مَوْلاَهُمُ، البَصْرِيُّ، نَزِيْلُ
بَغْدَادَ. فِيْهِ ضَعْفٌ.
وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ، وَحَدَّثَ عَنْ:
بَكَّارِ بنِ مُحَمَّدٍ السِّيْرِيْنِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ
جَعْفَرٍ المَدَائِنِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ بنُ البَخْتَرِيُّ، وَأَبُو
بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو حفص بن الزيات، وعلي ابن
عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، وَأَبُو الفَتْحِ الأَزْدِيُّ،
وَضَعَّفَهُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ.
مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ مائَةٌ
وَخَمْسُ سِنِيْنَ، وَلَوْلاَ تَأَخُّرِ وَفَاتِهِ
لَذُكِرَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ بن أبي عاصم ونظرائه.
2607- الصوفي 2:
الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ، أَبُو
عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ
بنِ رَاشِدٍ البَغْدَادِيُّ، الصُّوْفِيُّ الكَبِيْرُ،
احتِرَازاً مِنْ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ الصُّوْفِيِّ
الصَّغِيْرِ.
وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ.
وَسَمِعَ: فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ
مِنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ،
وَالهَيْثَمِ بنِ خَارِجَةَ، وَأَبِي نَصْرٍ التمار، وأحمد
بن جناب، وسويد ابن سَعِيْدٍ، وَعِدَّةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخِ بنُ حَيَّانَ، وَأَبُو
حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ،
وأبو أحمد ابن عَدِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ
الزَّبِيْبِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّاتِ،
وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَعَلِيُّ ابن عمر الحربي
السكري.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 109"، وميزان الاعتدال "2/
370"، ولسان الميزان "3/ 233".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 82"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 149"، والعبر "2/ 131" وميزان الاعتدال "1/ 91"، ولسان
الميزان "1/ 151"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 247".
(11/94)
مَاتَ فِي عشْرِ المائَةِ، فِي شَهْرِ
رَجَبَ، سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِبَغْدَادَ.
وَثَّقَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ
صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَإِتْقَانٍ.
رَوَى عَنْ: يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ نُسْخَةً وَقَعَتْ لَنَا
بِعُلُوٍّ بَاهِرٍ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ
القَرَافِيِّ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الفَتْحِ،
وَالفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بِبَغْدَادَ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ
بنُ عمر الحربي سنة خمس وثمانين ثلاث مائَةٍ فِي ذِي
القَعْدَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ
الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ
سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ المُثَنَّى بنِ
أَنَسٍ، حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ: عَنْ أَنَسٍ: "أَنَّ
رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان
إِذَا تَكَلَّمَ بِالكَلِمَةِ رَدَّدَهَا ثَلاَثاً،
وَإِذَا أَتَى قَوْماً فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ
عَلَيْهِم ثَلاَثاً" 1.
هَذَا مِنْ غَرَائِبِ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" رَوَاهُ
عَنْ ثِقَةٍ، عن عبد الصمد بن عبد الوارث.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "94".
(11/95)
2608- الصوفي
الصغير 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ المُحَدِّثُ، أَبُو الحَسَنِ،
أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إِسْحَاقَ البَغْدَادِيُّ،
الصُّوْفِيُّ الصَّغِيْرُ.
سَمِعَ: بِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ، وَالرَّبِيْعَ بنَ
ثَعْلَبِ العَابِدِ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ،
وَابْنَ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مُوْسَى
الفَزَارِيَّ، وَأَبَا إِبْرَاهِيْمَ التَرْجمَانِيَّ،
وَسُوَيْدَ بنَ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْدٍ،
وَأَبَا كُرَيْبٍ وَمُوْسَى بنَ إِسْحَاقَ الخَطْمِيَّ،
وَدَاوُدَ بن رشيد، وعبد الأعلى ابن حَمَّادٍ، وَعِدَّةً.
وَلَهُ رِحْلَةٌ وَمَعْرِفَةٌ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو
حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيَّاتِ، وَأَبُو
أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَطَائِفَةٌ سواهم.
وَثَّقَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ وَغَيْرُهُ،
وَبَعْضُهُمْ لَيَّنَهُ.
تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
رَوَى ابْنُ بَوْشٍ جُزْءاً مِنْ حَدِيْثِهِ.
وقيل: توفي سنة ثلاث.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 98"، والعبر "2/ 125"، وميزان
الاعتدال "1/ 92"، ولسان الميزان "1/ 155"، وشذرات الذهب
لابن العماد "2/ 241".
(11/95)
2609- صاحب
خراسان 1:
الأمير أبو إبراهيم، إسماعيل بن الملك أحمد بن أَسَدِ بنِ
سَامَانَ بنِ نُوْحٍ.
كَانَ مَلِكاً فَاضِلاً، عَالِماً، فَارِساً، شُجَاعاً،
مَيْمُوْنَ النَّقِيْبَةِ، مُعَظِّماً لِلْعُلَمَاءِ،
يُلَقَّبُ بِالأَمِيْر المَاضِي.
سَمِعَ مِنْ: أَبِيْهِ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ
المَرْوَزِيِّ عَامَّةَ تَصَانِيْفِهِ.
أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: سَمِعْتُ عِيْسَى بنَ مُحَمَّدٍ
الطَّهْمَانِيّ: سَمِعْتُ الأَمِيْرَ إِسْمَاعِيْلَ
يَقُوْلُ: جَاءَنَا أَبُوْنَا بِمُؤَدِّبٍ، فَعَلَّمَنَا
الرَّفْضَ، فَنِمْتُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ
وَعُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. فَقَالَ لِي: لِمَ
تَسُبُّ صَاحِبَيَّ؟ فَوَقَفْتُ، فَقَالَ لِي بِيَدِهِ،
فَنَفَضَهَا فِي وَجْهِي، فَانتَبَهْتُ فزعًا أَرْتَعِدُ
مِنَ الحُمَّى، فَكُنْتُ عَلَى الفِرَاشِ سَبْعَةَ
أَشْهُرٍ، وَسَقَطَ شَعْرِي، فَدَخَلَ أَخِي فَقَالَ:
أَيْش قِصَّتُكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: اعتَذِرْ إِلَى
رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَاعْتَذَرْتُ وَتُبْتُ، فَمَا مَرَّ لِي إلَّا جُمُعَةً
حَتَّى نَبَتَ شَعْرِي.
قُلْتُ: كَانَ هُوَ وَآبَاؤُهُ مُلُوْكَ بُخَارَى
وَسَمَرْقَنْدَ، وَلَهُ غَزَوَاتٌ فِي التُّرْكِ، وَهُوَ
الَّذِي ظَفَرَ بِعَمْرِو بنِ اللَّيْثِ وَأَسَرَهُ،
فَجَاءهُ مِنَ المُعْتَضِدِ التَّقْلِيْدُ بِوِلاَيَةِ
خُرَاسَانَ وَمَا يَلِيْهَا، وَكَانَتْ سَلْطَنَتُهُ
مُدَّةَ سَبْعِ سِنِيْنَ.
تُوُفِّيَ بِبُخَارَى فِي صَفَرٍ، سَنَة خَمْسٍ
وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ
أَحْمَدُ.
وَمَاتَ ابْنُهُ السُّلْطَانُ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ في
جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاث مائة، قَتَلَهُ
مَمَالِيْكُهُ، ثُمَّ مَلَّكُوا وَلَدَهُ نَصْراً، فَدَامَ
ثلاثين عامًا، فأحسن السيرة، وعظمت هيبته.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 77"، ووفيات الأعيان
لابن خلكان "5/ 161"، والعبر "2/ 102"، والنجوم الزاهرة
لابن تغري بردي "3/ 163"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/
219".
(11/96)
صاحب الأندلس والحسن
بن سفيان:
2610-صاحب الأندلس 1:
وَابْنُ مُلُوْكِهَا، الأَمِيْرُ أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ
اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَكَمِ
بنِ هِشَامِ ابْنِ الدَّاخِلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ
معاوية بن الخليفة هشام بن عَبْدِ المَلِكِ المَرْوَانِيُّ
الأَنْدَلُسِيُّ.
تَمَلَّكَ بَعْدَ أَخِيْهِ المُنْذِرِ سَنَةَ خَمْسٍ
وَسَبْعِيْنَ، وَامتَدَّتْ دَوْلَتُهُ، وَكَانَ مِنْ
أُمَرَاءِ العَدْلِ، مُثَابِراً عَلَى الجِهَادِ،
مُلاَزِماً لِلصَّلَوَاتِ فِي الجَامِعِ، لَهُ مَوَاقِفُ
مَشْهُوْدَةٌ، مِنْهَا: مَلْحَمَةُ بلِي: كَانَ ابْنُ
حَفْصُوْنَ قَدْ حَاصَرَ حِصْنَ "بلِي" وَمَعَهُ
ثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، فَسَارَ عَبْدُ اللهِ فِي أَرْبَعَةَ
عَشَرَ أَلْفاً، فَالتَقَوا، فَانهَزَمَ ابْنُ حَفْصُوْنَ،
وَاسْتَحَرَّ بِجَمْعِهِ القَتْلُ، فَقَلَّ مَنْ نَجَا،
وَكَانُوا عَلَى رَأْيِ الخَوَارِجِ.
وَكَانَ عَبْدُ اللهِ ذَا فِقْهٍ وَأَدَبٍ.
وَنَقَلَ ابْنُ حَزْمٍ أَنَّ الأَمِيْرَ عَبْدَ اللهِ
اسْتفتَى بَقِيَّ بنَ مَخْلَدِ فِي الزِّنْدِيْقِ،
فَأَفتَى أَنَّهُ لاَ يُقْتَلُ حتى يستاب، وَذَكَرَ
حَدِيْثاً فِي ذَلِكَ.
مَاتَ فِي أَوَّلِ رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَلاَثِ
مائَةٍ، ثُمَّ قَامَ بَعْدَهُ ابْنُ ابْنِهِ النَّاصِرُ
لِدِيْنِ اللهِ، فَدَامَ خَمْسِيْنَ سَنَةً، وَتَلَقَّبَ
بِإِمرَةِ المُؤْمِنِيْنَ، وَهَذَا وَآبَاؤُهُ
ذَكَرْتُهُمْ مُجْتَمِعِيْن فِي المائَةِ الثَّانِيَةِ فِي
عَصْرِ هشيم.
2611- الحسن بن سفيان 2:
ابن عامر بن عبد العزيز بن النُّعْمَانِ بنِ عَطَاءٍ،
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو العَبَّاسِ
الشَّيْبَانِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ، النَّسَوِيُّ، صَاحِبُ
"المُسْنَدِ".
وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ
أَسَنُّ مِنْ بَلَدِيِّهِ الإِمَامُ أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، وَمَاتَا مَعاً فِي عَامٍ.
ارْتَحَلَ إِلَى الآفَاقِ، وَرَوَى عَنْ: أَحْمَدَ بنِ
حَنْبَلٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ البَلْخِيِّ،
وَقُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ،
وشيبان ابن فَرُّوْخٍ، وَهُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ
اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أسماء،
__________
1 ترجمته في العبر "2/ 114"، والنجوم الزاهرة "3/ 181"،
وشذرات الذهب "2/ 233".
2 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 60"، والمنتظم لابن
الجوزي "6/ 132"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 724"، والعبر
"2/ 124"، وميزان الاعتدال "1/ 492"، والوافي بالوفيات
لصلاح الدين الصفدي "12/ 32"، والنجوم الزاهرة لابن تغري
بردي "3/ 189"، وشذرات الذهب "2/ 241".
(11/97)
وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ،
وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ، وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بنِ سَلاَّمٍ الجُمَحِيِّ، وَسَهْلِ بنِ
عُثْمَانَ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَسَعْدِ بنِ
يَزِيْدَ الفَرَّاءِ، وَحِبَّانَ بنِ مُوْسَى، وَهِشَامِ
بنِ عَمَّارٍ، وَصَفْوَان بنِ صَالِحٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ
بنِ هِشَامِ بنِ يَحْيَى الغَسَّانِيِّ، وَعِيْسَى بنِ
حَمَّادٍ، ومحمد ابن رُمْحٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ
الحَجَّاجِ السَّامِي، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ غِيَاثٍ،
وَأَبِي كَامِلٍ الجَحْدَرِيِّ، وَسُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ،
وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُعَاذٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ
اللهِ بنِ عَمَّارٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَهُوَ مِنْ أَقرَانِ أَبِي يَعْلَى، وَلَكِنْ أَبُو
يَعْلَى أعلى إسنادا منه وأقدم لقاء، فإنه سمع من علي ابن
الجَعْدِ. وَقَدْ سَمِعَ الحَسَنُ تَصَانِيْفَ الإِمَامِ
أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ مِنْهُ، وَسَمِعَ:
"السُّنَنَ" مِنْ أَبِي ثَوْرٍ الفَقِيْهِ، وَتَفَقَّهَ
بِهِ، وَلاَزَمَهُ، وَبَرَعَ، وَكَانَ يُفْتِي
بِمَذْهَبِهِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ،
وَيَحْيَى بنُ مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ
يَعْقُوْبَ بنِ الأَخْرَمِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ،
وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ النَّقَاشُ المُقْرِئُ، وَأَبُو
عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَأَبُو بَكْرٍ
الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو حاتم بن حِبَّانَ،
وَحَفِيْدُهُ إِسْحَاقُ بنُ سَعْدٍ النَّسَوِيُّ،
وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ
اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمُ،
رَحَلُوا إِلَيْهِ وَتَكَاثرُوا عَلَيْهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ البُسْتِيُّ: سَمِعْتُ
الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لَوْلاَ اشتِغَالِي
بِحِبَّانَ بنِ مُوْسَى لَجِئْتُكُم بِأَبِي الوَلِيْدِ
الطَّيَالِسِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ. يَعْنِي:
أَنَّهُ تَعَوَّقَ بِإِكْبَابِهِ عَلَى تَصَانِيْفِ ابْنِ
المُبَارَكِ عِنْدَ حِبَّانَ.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ
سُفْيَان يَقُوْلُ: إِنَّمَا فَاتَنِي يَحْيَى بنُ يَحْيَى
بِالوَالدَةِ: لَمْ تَدَعْنِي أَخْرُجُ إِلَيْهِ. قَالَ:
فَعَوَّضَنِي اللهُ بِأَبِي خَالِدٍ الفَرَّاءِ، وَكَانَ
أَسْنَدَ مِنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى.
قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ -مُحَدِّثُ
خُرَاسَانَ فِي عَصْرِهِ- مُقَدَّماً فِي الثَّبْتِ،
وَالكَثْرَةِ، وَالفَهْمِ، وَالفِقْهِ، وَالأَدَبِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ: كَانَ الحَسَنُ
مِمَّنْ رَحَلَ، وَصَنَّفَ، وَحَدَّثَ، عَلَى تَيَقُّظٍ
مَعَ صِحَّةِ الدِّيَانَةِ، وَالصَّلاَبَةِ فِي
السُّنَّةِ.
وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ
الرَّازِيُّ: لَيْسَ لِلْحَسَنِ فِي الدُّنْيَا نَظِيْرٌ.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ دَاوُدَ بنِ
سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ الحَسَنِ بنِ
سُفْيَانَ، فَدَخَلَ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو عَمْرٍو
الحِيْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، وَهُمْ
مُتَوَجِّهُوْنَ إِلَى فُرَاوَةَ. فَقَالَ الرَّازِيُّ:
كَتَبْتُ هَذَا الطَّبَقَ مِنْ حَدِيْثِكَ. قَالَ: هَاتِ.
فَقَرَأَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَدْخَلَ إِسْنَاداً فِي
إِسْنَادٍ، فَرَدَّهُ الحَسَنُ، ثُمَّ بَعْدَ قَلِيْلٍ
فَعَلَ ذَلِكَ، فَرَدَّهُ الحَسَنُ، فَلَمَّا كَانَ فِي
الثَّالِثَةِ قَالَ لَهُ الحَسَنُ: مَا
(11/98)
هَذَا؟! قَدِ احتَمَلْتُكَ مَرَّتَيْنِ
وَأَنَا ابْنُ تِسْعِيْنَ سَنَةً، فَاتَّقِ اللهَ فِي
المشَايِخِ، فَرُبَّمَا اسْتُجِيْبَتْ فِيْكَ دَعْوَةٌ.
فَقَالَ لَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ: مَهْ! لاَ تُؤْذِ
الشَّيْخَ. قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ
أَبَا العَبَّاسِ يَعْرِفُ حَدِيْثُهُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: الحَسَنُ بنُ
سُفْيَانَ سَمِعَ حِبَّانَ بنَ مُوْسَى، وَقُتَيْبَةَ،
وَابْنَ أَبِي شَيْبَةَ، كَتَبَ إِلَيَّ وَهُوَ صَدُوْقٌ.
قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ
الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ أَدِيْباً فَقِيْهاً، أَخَذَ
الأَدَبَ عَنْ أَصْحَابِ النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ،
وَالفِقْهَ عَنْ أَبِي ثَوْرٍ، وَكَانَ يُفْتِي
بِمَذْهَبِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: سَمِعَ الحَسَنُ مِنِ ابْنِ رَاهْوَيْه
أَكْثَرَ "مُسْنَدِهِ" وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَبِي
بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ "تَفْسِيْرَهُ".
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حَضَرْتُ دَفْنَهُ فِي شَهْرِ رمضان
سنة ثلاث وثلاث مائة، مَاتَ بِقَرْيَتِهِ بَالُوْزَ،
وَهِيَ عَلَى ثَلاَثَةِ فَرَاسِخَ مِنْ مَدِيْنَةِ نَسَا،
رَحِمَهُ اللهَ تَعَالَى.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بن
تَاجِ الأُمَنَاءِ بِأَرْبَعِيْنَ الحَسَنِ سَمَاعاً، عَنِ
المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيِّ، وَزَيْنَبَ
بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَسَنِ الشَّعْرِيّ، قَالَ:
أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الخَيْرِ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ
بنِ زَعْبَل سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ
مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الغَافِرِ
بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ
وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ
بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا أَبُو
العَبَّاسِ الحَسَنُ بن سفيان الحافظ، حدثنا قتيبة ابن
سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ
رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَ: "المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمْهُ وَلاَ
يُسْلِمْهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيْهِ كَانَ اللهُ
فِي حَاجَتِهِ، وَمنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً
فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ
القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ
يَوْمَ القِيَامَةِ"1. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو
دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ
قُتَيْبَةَ فَوَافَقْنَاهُم يعلو.
وَبِهِ: إِلَى الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الحَمِيْدِ بنُ بيَان السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيْدِ
بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ سَمِعَ
النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ، فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إلَّا مِنْ
عُذْرٍ"2. أَخْرَجَهُ: ابْنُ مَاجَه، عَنْ عَبْدِ
الحَمِيْدِ، فَوَافَقْنَاهُ بعلو.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "6951"، ومسلم "2580"، وأبو داود
"4893"، والترمذي "1426".
2 صحيح: أخرجه ابن ماجه "793"، حدثنا عبد الحميد بن بيان
الواسطي، به.
(11/99)
رَوَى بِشْروَيْه بنُ مُحَمَّدٍ
المُغْفِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ
مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الحَسَنِ الصَّفَّارُ الفَقِيْهُ، قَالَ: كُنَّا عِنْد
الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، وَقَدِ اجتَمَعَ إِلَيْهِ
طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ، ارتَحَلُوا إِلَيْهِ،
فَخَرَجَ يَوْماً، فَقَالَ: اسْمَعُوْا مَا أَقُولُ لَكُمْ
قَبْلَ الإِملاَءِ: قَدْ عَلِمْنَا أَنَّكُم مِنْ
أَبْنَاءِ النِّعَمِ، هَجَرْتُمُ الوَطَنَ، فَلاَ
يَخْطُرَنَّ بِبَالِكُمْ أَنَّكُمْ رَضِيْتُم بِهَذَا
التَّجَشُّمِ لِلْعِلْمِ حَقاً، فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ
بِبَعْضِ مَا تَحَمَّلْتُهُ فِي طَلَبِ العِلْمِ:
ارتَحَلْتُ مِنَ وَطَنِي، فَاتَّفَقَ حُصُوْلِي بِمِصْرَ
فِي تِسْعَةٍ مِنْ أَصْحَابِي طَلَبَةِ العِلْمِ، وَكُنَّا
نَخْتَلِفُ إِلَى شَيْخٍ أَرْفَعِ أَهْلِ عَصْرِهِ فِي
العِلْمِ مَنْزِلَةً، فَكَانَ يُمْلِي عَلَيْنَا كُلَّ
يَوْمٍ قَلِيْلاً، حَتَّى خَفَّتِ النَّفَقَةُ، وَبِعْنَا
أَثَاثنَا، فَطَوَيْنَا ثَلاَثاً، وَأَصْبَحْنَا لاَ
حِرَاكَ بِنَا، فَأَحْوَجَتِ الضَّرُوْرَةُ إِلَى كَشْفِ
قِنَاعِ الحِشْمَةِ وَبَذَلِ الوَجْهِ، فَلَمْ تَسْمَحْ
أَنْفُسُنَا فَوَقَعَ الاخْتِيَارُ عَلَى قُرْعَةٍ،
فَوَقَعَتْ عَلَيَّ، فَتَحَيَّرْتُ وَعَدَلْتُ،
فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَدَعَوْتُ، فَلَمْ أَفْرغْ
حَتَّى دَخَلَ المَسْجَدَ شَابٌّ مَعَهُ خَادِمٌ، فَقَالَ:
مَنْ مِنْكُمُ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ؟ قُلْتُ: أَنَا.
قَالَ: إِنَّ الأَمِيْرَ طُولُوْنَ يَقْرِئُكُمُ
السَّلاَمَ وَيَعْتَذِرُ مِنَ الغَفْلَةِ عَنْ تَفَقُّدِ
أَحْوَالِكُمُ، وَقَدْ بَعَثَ بِهَذَا وَهُوَ زَائِركُمْ
غَداً. وَوَضَعَ بَيْنَ يَدَي كُلِّ وَاحِدٍ مائَةِ
دِيْنَارٍ، فَتَعَجَّبْنَا وَقُلْنَا: مَا القِصَّةُ؟
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ بُكْرَةً، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ
أَخْلُوَ اليَوْمَ فَانصَرَفْنَا، فَبَعْدَ سَاعَةٍ
طَلَبَنِي، فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا بِهِ يده على خاصرته
لوجع ممض اعتَرَاهُ، فَقَالَ لِي: تَعْرِفُ الحَسَنَ بنَ
سُفْيَانَ وَأَصْحَابَهُ؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: اقصُدِ
المَسْجَدَ الفلاَنِيَّ، وَاحمِلْ هَذِهِ الصُّرَرَ
إِلَيْهِم، فَإِنَّهُم مُنْذُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ جِيَاعٌ،
وَمَهِّدْ عُذْرِي لَدَيْهِم. فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:
انفَرَدْتُ فَنِمْتُ، فَرَأَيْتُ فَارِساً فِي الهَوَاءِ،
فِي يَدِهِ رُمْحٌ فَنَزَلَ إِلَى بَابِ هَذَا البَيْتِ،
وَوَضَعَ سَافِلَةَ رُمْحِهِ عَلَى خَاصِرتِي وَقَالَ:
قُمْ فَأَدْرِكِ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ وَأَصْحَابَهُ،
قُمْ فَأَدْرِكْهُمُ، فَإِنَّهُمْ مُنْذُ ثَلاَثٍ جِيَاعٌ
فِي المَسْجَدِ الفُلاَنِيّ. فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟
قَالَ: أَنَا رُضْوَانُ صَاحِبُ الجَنَّة. فَمُنْذُ
أَصَابَ رُمْحَهُ خَاصِرَتِي أَصَابنِي وَجَعٌ شَدِيدٌ
فَعَجِّلْ إِيْصَالَ هَذَا المَالِ إِلَيْهِم لِيَزُوْلَ
هَذَا الوَجَعُ عَنِّي.
قَالَ الحَسَنُ: فَعَجِبْنَا وَشَكَرْنَا اللهَ،
وَخَرَجْنَا تِلْكَ اللَّيْلَة مِنْ مِصْرَ لِئَلاَّ
نَشْتَهِرَ، وَأَصْبَحَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا وَاحِدَ
عَصْرِهِ، وَقَرِيْعَ دَهْرِهِ فِي العِلْمِ وَالفَضْلِ.
قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَ الأَمِيْرُ طولُوْنَ فَأَحَسَّ
بِخُرُوْجِنَا، أَمَرَ بَابْتِيَاعِ تِلْكَ المَحَلَّةِ،
وَوَقَفَهَا عَلَى المَسْجَدِ وَعَلَى مَنْ يَنْزِلُ بِهِ
مِنَ الغُرَبَاءِ وَأَهْلِ الفَضْلِ، نَفَقَةً لَهُم،
لِئَلاَّ تَخْتَلَّ أُمُوْرُهُمْ، وَذَلِكَ كُلُّهُ مِنْ
قُوَّةِ الدِّيْنِ وَصَفَاءِ العَقِيْدَةِ.
رَوَاهَا الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ فِي الرَّابِعِ مِنَ
الحِكَايَاتِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ إِذْناً، عَنِ الحَسَنِ
بنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ، عَنْ بِشْرُوَيْه،
فَاللهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهَا. وَلَمْ يل طولون مصر، وأما
ابنه أحمد ابن طُوْلُوْنَ فَيَصْغُرُ عَنِ الحِكَايَةِ،
وَلاَ أَعْرِفُ نَاقِلَهَا، وذلك ممكن.
(11/100)
ابن رسته وابن فرح
وابن ناجية:
2612- ابن رسته 1:
الحَافِظُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رُسْتَه بنِ الحَسَنِ بنِ
عُمَرَ بنِ زَيْدٍ الضَّبِّيُّ، المَدِيْنِيُّ، مِنْ
كُبَرَاءِ أَصْبَهَانَ.
حَدَّثَ عَنْ: شَيْبَانَ بنِ فَرُّوْخٍ، وَهُدْبَةَ بنِ
خَالِدٍ القَيْسِيِّ، وَأَبِي مَعْمَرٍ الهُذَلِيِّ،
وَسُلَيْمَانَ الشَّاذَكُوْنِيِّ -وَفِي دَارِهِم نَزَلَ
الشَّاذَكُوْنِيُّ لَمَّا قَدِمَ، وَمُحَمَّدِ بنِ
حُمَيْدٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ،
وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَمُحَمَّدُ بنُ
عُبَيْدِ اللهِ بنِ المَرْزُبَانِ، وَآخَرُوْنَ.
مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ، أَرَّخَهُ
أَبُو القاسم ابن مندة.
2613- ابن فرح 2:
العَلاَّمَةُ الإِمَامُ، المُقْرِئُ، المُفَسِّرُ، أَبُو
جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ فَرَحِ بنِ جِبْرِيْلَ
العَسْكَرِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الضَّرِيْرُ.
تَلاَ عَلَى: البَزِّي، وَالدُّوْرِيِّ.
وَحَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، وَأَبِي
بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ سَمْعَانَ، وَأَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ
الخُتُّلِيُّ.
وَتَلاَ عَلَيْهِ خَلْقٌ مِنْهُمُ: زَيْدُ بنُ أَبِي
بِلاَلٍ، وَعُمَرُ بنُ بَيَانٍ، وَأَبُو بكر النَّقَاشُ،
وَابْنُ أَبِي هَاشِمٍ.
وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، ذَا فنُوْنٍ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
2614- ابن ناجية 3:
الإِمَامُ الحَافِظُ الصَّادِقُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَاجِيَةَ بنِ نَجَبَةَ
البَرْبَرِيُّ، ثم البغدادي.
__________
1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 225".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 345"، والعبر "2/ 125"،
وشذرات الذهب "2/ 241".
3 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 104"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 125"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة رقم 717"، والعبر "2/
119"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 235".
(11/101)
سَمِعَ: سُوَيْدَ بنَ سَعِيْدٍ، وَأَبَا
مَعْمَرٍ الهُذَلِيَّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ غِيَاثٍ،
وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حماد النرسي، وأبا بكر بن أبي
شيبة، وَبَنْدَاراً، وَطَبَقَتهُم. وَصَنَّفَ وَجَمَعَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو
بَكْرٍ الجِعَابِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو
القَاسِمِ ابْنُ النَّخَّاسِ المُقْرِئُ، وَإِسْحَاقُ
النِّعَالِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ الحَافِظُ،
وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّاتِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَكَانَ إِمَاماً، حُجَّةً، بَصِيْراً بِهَذَا الشَّأْنِ،
لَهُ "مُسْنَدٌ" كَبِيْرٌ.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ:
نَاوَلَنِي خَلَفُ بنُ القَاسِمِ "مُسْنَدَ ابْنِ
نَاجِيَّةِ"، وَهُوَ فِي مائَةِ جُزْءٍ وَاثنَيْنِ
وَثَلاَثِيْنَ جُزْءاً، بِرِوَايَتِهِ عَنْ سَلمِ بن الفضل
عنه.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً. تُوُفِّيَ فِي
شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ،
أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمَنَاءِ حَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ،
أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الحَسَنِ بنُ العَلاَّفِ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ
بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَاجِيَةَ،
حَدَّثَنَا وَهْبُ بنُ بَقِيَّةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ
الوَاسِطِيُّ، عَنْ مُطَرِّفُ بنُ طَرِيْفٍ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ
بِالقُرْآنِ قَبْلَ العِشَاءِ وَبَعْدَهَا، يُغَلِّطُ
أَصْحَابَهُ فِي الصَّلاَةِ، وَالقَوْمُ يُصَلُّوْنَ".
هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ، فِيْهِ النَّهْيُ
عَنْ قِرَاءةِ الأَسْبَاعِ التِي فِي المَسَاجِدِ وَقْتَ
صَلوَاتِ النَّاسِ فِيْهَا، فَفِي ذَلِكَ تَشْوِيْشٌ
بَيِّنٌ عَلَى المُصَلِّيْنَ، هَذَا إِذَا قَرَؤُوا
قِرَاءةً جَائِزَةً مُرَتَّلَةً، فَإِنْ كَانَتْ
قِرَاءتُهُم دَمْجاً وهذرمة وبلعًا لِلْكَلِمَاتِ، فَهَذَا
حَرَامٌ مُكَرَّرٌ، فَقَدْ -وَاللهِ- عَمَّ الفَسَادُ،
وَظَهَرَتِ البِدَعُ، وَخَفِيَتِ السُّنَنُ، وَقَلَّ
القَوَّالُ بِالْحَقِّ، بَلْ لَوْ نَطَقَ العَالِمُ
بَصِدْقٍ وَإِخْلاصٍ لَعَارَضَهُ عِدَّةٌ مِنْ عُلَمَاءِ
الوَقْتِ، وَلَمَقَتُوهُ وَجَهَلُوْهُ -فَلاَ حَوْلَ وَلاَ
قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ.
(11/102)
2615- ابن
شيرويه:
الإِمَامُ الحَافِظُ الفَقِيْهُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ
اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ
شِيْرَوَيْه أَسَدٍ القُرَشِيُّ، المَطْلَبِيُّ،
النَّيْسَابُوْرِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وُلِدَ: سنة
بضع عشرة ومائتين.
وسمع: إسحاق بن رَاهْوَيْه، وَعَمْرَو بنَ زُرَارَة،
وَعَبْدَ اللهِ بنَ معاوية الجمحي، وأحمد ابن مَنِيْعٍ،
وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَهَنَّادَ بنَ السَّرِيِّ، وَابْنَ
أَبِي عُمَرَ العَدَنِيَّ، وَخَالِدَ بنَ يُوْسُفَ
السَّمْتِيَّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ، وَطَبَقَتهُم.
وَسَمِعَ "المُسْنَدَ" كُلَّهُ مِنْ إِسْحَاقَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ،
وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ، وَأَبُو عَلِيٍّ
الحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ
بنُ سَعْدٍ، وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو
عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الحَاكِمُ: ابْنُ شِيْرَوَيْه الفَقِيْهُ أَحَدُ
كُبَرَاءِ نَيْسَابُوْرَ، لَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيْرَةٌ
تَدُلُّ عَلَى عَدَالَتِهِ وَاسْتِقَامَتِهِ، رَوَى عَنْهُ
حُفَّاظُ بَلَدِنَا، ثُمَّ سَمَّى جَمَاعَةً، وَقَالَ:
وَاحتَجُّوا بِهِ. سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَامِدٍ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ العَبْدَوِيَّ، سَمِعْتُ
عَبْدَ اللهِ بنَ شِيْرَوَيْه يَقُوْلُ: قَالَ لِي
بُنْدَارُ: يَا ابْنَ شِيْرَوَيْه، اعرِضْ عَلَيَّ مَا
كَتَبْتَهُ عَنِّي، فَقَدْ أَكْثَرْتَ عَنِّي. قَالَ:
فَجَمَعْتُ مَا كَتَبْتُهُ عنه في أَسْفَاطٍ،
وَحَمَلْتُهَا إِلَيْهِ عَلَى ظَهْرِ حَمَّالٍ، فَنَظَرَ
فِيْهَا، وَقَالَ: أَفْلَسْتَنِي وَأَفْلَسَكَ
الوَرَّاقُوْنَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ الخَضِرِ الشَّافِعِيُّ: سَمِعْتُ
ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُوْلُ: كُنْتُ أَرَى عَبْدَ اللهِ بنَ
شِيْرَوَيْه يُنَاظِرُ وَأَنَا صَبِيُّ، فَكُنْتُ أَقُولُ:
تُرَى! أَتَعَلَّمُ مِثْلَ مَا تَعَلَّمَ ابْنُ
شِيْرَوَيْه قَطُّ.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعَ ابْنُ شِيْرَوَيْه بِالحِجَازِ
كِتَابَ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ مِنَ العَدَنِيِّ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ: كَانَ إِسْحَاقُ
لاَيُعِيْدُ لأَحَدٍ، وَأَنَا أَتَعَجَّبُ كَيْفَ لَمْ
يَفُتْهُ -يَعْنِي: ابْنَ شِيْرَوَيْه- شَيْءٌ مِنَ
"المُسْنَدِ"؟! ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ لَهُ
مَنْزِلَةً عِنْدَ إِسْحَاقَ لِمَكَانِ أَبِيْهِ.
قُلْتُ: جَدُّهُمْ شِيْرَوَيْه هُوَ: ابْنُ أَسَدِ بنِ
أَعْيَنَ بنِ يَزِيْدَ بنِ رُكَانَةَ بن عَبْدِ يَزِيْدَ
بنِ هَاشِمِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ
قُصَيٍّ ابن كِلاَبٍ المُطَّلِبِيُّ. وَرُكَانَةُ:
صَحَابِيٌ مَشْهُوْرٌ، مُفْرِطُ القِوَى، صَارَعَهُ
فَصَرَعَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ
المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ
طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ بنُ شِيْرَوَيْه، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ،
حَدَّثَنَا ابنُ إِدْرِيْسَ، عَنِ ابن إسحاق وَمَالِكٍ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بنِ
جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ
اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الأَيِّمُ
أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالبِكْرُ
تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا" 1.
أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ: أَخْبَرَنَا ابْنُ
خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَكَارِمِ التَّيْمِيُّ،
أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ، أَخْبَرْنَا أَبُو
نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ
بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ شِيْرَوَيْه،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ
سَلَمَةَ، وَالمُحَارِبِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانِ بنِ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
قَالَ: عَرَضْتُ القُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلاَثَ
عَرْضَاتٍ، أَقِفُهُ عَلَى كُلِّ آيَةٍ أَسْأَلُهُ: فِيْمَ
نَزَلَتْ، وَكَيْفَ كَانَتْ؟
مَاتَ ابْنُ شِيْرَوَيْه سنة خمس وثلاث مائة.
__________
1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 62"، ومسلم "1421"، وأبو داود
"2098"، والترمذي "1108"، والنسائي "6/ 84".
(11/103)
2616- عَبْدَانُ 1:
عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بن زياد، الحافظ،
الحجة، العلامة، أبو مُحَمَّدٍ الأَهْوَازِيُّ،
الجَوَالِيقِيُّ، عَبْدَانُ صَاحِبُ المُصَنَّفَاتِ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ بَكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ،
وَشَيْبَانَ بنَ فَرُّوْخٍ، وَطَالُوْتَ بنَ عَبْدَانَ،
وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ السُّلَمِيَّ، وَسَهْلَ بنَ
عُثْمَانَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبَا
كَامِلٍ الجَحْدَرِيَّ، وَخَلِيْفَةَ بنَ خَيَّاطٍ،
وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَزَيْدَ بنَ الحَرِيْشِ،
وَمَسْرُوْقَ بنَ المَرْزُبَانِ، وَيَعْقُوْبَ
الدَّوْرَقِيَّ، وَعُبَيْدَ بنَ يَعِيْشَ، وَأَحْمَدَ بنَ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَحْشَلَ، وَحُمَيْدَ بنَ مَسْعَدَةَ،
وَمُحَمَّدَ بنَ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، وَأَبَا الطَّاهِرِ
بنَ السَّرْحِ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُصَفَّى، وَابْنَ أَبِي
عُمَرَ العَدَنِيَّ، وَعِيْسَى بنَ زُغْبَةَ، وَأَبَا
كُرَيْبٍ، وَوَهْبَ بنَ بيَانٍ، وَبَنْدَاراً، وَخَلْقاً
سِوَاهُم بِالحِجَازِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ، وَالعِرَاقِ،
وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ قَانِعٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ،
وَحَمْزَةُ الكِنَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ
الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ،
وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ
عَبْدِ اللهِ بنِ مِيكَالَ، وَآخَرُوْنَ.
وَارْتَحَلَ إِلَيْهِ الحُفَّاظُ إِلَى عَسْكَرِ مُكْرَمِ،
وَهِيَ قَرِيْبَةٌ مِنَ البَصْرَةِ.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظَ
يَقُوْلُ: رَأَيْتُ مِنْ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ أَرْبَعَةً:
إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي طَالِبٍ -يَعْنِي: رَفِيْقَ
مُسْلِمٍ- وَابْنَ خُزَيْمَةَ بِنَيْسَابُوْرَ،
وَالنَّسَائِيَّ بِمِصْرَ، وَعَبْدَانَ بِالأَهْوَازِ.
قَالَ: فَأَمَّا عَبْدَان فَكَانَ يَحْفَظُ مائَةَ أَلْفِ
حَدِيْثٍ، مَا رَأَيْتُ فِي المَشَايِخِ أَحْفَظَ مِنْهُ!
وَقَالَ حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الكِنَانِيُّ: سَمِعْتُ
عَبْدَان يَقُوْلُ: دَخَلتُ البَصْرَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ
مَرَّةً مِنْ أَجْلِ حَدِيْثِ أَيُّوْبَ
السِّخْتِيَانِيِّ، وَجَمَعْتُ مَا يَجْمَعُهُ أَصْحَابُ
الحَدِيْثِ -يَعْنِي: مِنْ حَدِيْثِ الكِبَارِ- قَالَ:
إلَّا حَدِيْثَ مَالِكٍ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي
"المُوَطَّأُ" بِعُلُوٍّ وَإِلاَّ حَدِيْثَ أَبِي
حُصَيْنٍ. قَالَ حَمْزَةُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ:
جَمَعْتُ لِبِشْرِ بنِ المُفَضَّلِ سِتَّ مائَةِ حَدِيْثٍ،
مَنْ شَاءَ يَزِيْدُ عَلَيَّ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ
النَّيْسَابُوْرِيِّ لاَ يُسَامِحُ فِي المُذَاكَرَةِ بَلْ
يُوَاجِهُ بِالرَّدِّ فِي المَلأِ فَوَقَعَ بَيْنَهُ
وَبَيْنَ عَبْدَانَ لِذَلِكَ، فَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ
يَقُوْلُ: أَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَبْدَان، فَقُلْتُ
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 378"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 150"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 709"، والعبر "2/ 133"،
والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 195"، وشذرات الذهب
لابن العماد الحنبلي "2/ 249".
(11/104)
لَهُ: اللهَ اللهَ! تَحْتَالُ لِي فِي
حَدِيْثِ سَهْلِ بنِ عُثْمَانَ العَسْكَرِيِّ، عَنْ
جُنَادَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ. فَقَالَ: قَدْ
حَلَفَ الشَّيْخُ أَنْ لاَ يُحَدِّثَ بِهَذَا الحَدِيْث
وَأَنْتَ بِالأَهْوَازِ. قَالَ: فَأَصْلَحْتُ شأنِي
لِلسَّفَرِ، وَوَدَّعْتُ الشَّيْخَ، وَشَيَّعَنِي
أَصْحَابُنَا، ثُمَّ اختَفَيْتُ إِلَى يَوْمِ المَجْلِسِ،
ثُمَّ حَضَرْتُ مُتَنَكِّراً لاَ يَعْرِفُنِي أَحَدٌ،
فَأَملَى عَبْدَان الحَدِيْثَ، وَأَمْلَى غَيْرَ ذَلِكَ
مِمَّا كَانَ قَدِ امتَنَعَ عَلَيَّ مِنْهَا. ثُمَّ
بَلَغَهُ بَعْدُ أَنِّي كُنْتُ فِي المَجْلِسِ
فَتَعَجَّبَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ: أَخْبَرَنَا عَبْدَان
بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ، وَكَانَ عَسِراً نَكِداً.
وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ: كُنَّا
عِنْدَ عَبْدَان، فَقَالَ: مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يَجِبْ
فَقَدْ عَصَى اللهَ -بِفَتْحِ اليَاءِ- فَقَالَ لَهُ ابْنُ
سُرَيْج: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَقُولُ: يُجِبْ. فَأَبَى،
وَعَجِبَ مِنْ صَوَابِ ابْنِ سُرَيْجٍ، كَمَا عَجِبَ ابْنُ
سُرَيْجٍ مِنْ خَطَئِهِ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: عَبْدَان كَبِيْرُ
الاسْمِ، قَالَ لِي: جَاءَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي
غَالِبٍ، فَذَهَبَ إِلَى شَاذَانَ الفَارِسِيِّ فَلَمْ
يَلْحَقْهُ، فَعَطَفَ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ
بِأَصْبَهَانَ، ثُمَّ جَاءَنِي فَقَالَ: فَاتَنِي
شَاذَانُ، وَذَهَبْتُ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ فَلَمْ
أَرَهُ مَلِيْئاً بِحَدِيْثِ البَصْرَةِ، وَجِئْتُكُ لأكتب
حديثهم عنك لأنك مليء بِهِم. فَأَخْرَجْتُ إِلَيْهِ
حَدِيْثهُمْ، وَقَاطَعْتُهُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى مائَةِ
حَدِيْثٍ.
ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا عَبْدَان، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بنُ عَمْرِو بنِ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ... ،
فَذَكَرَ حَدِيْثاً. كَذَا قَالَ، وَإِنَّمَا هُوَ عَمْرو
بن سَوَّادٍ، كَانَ عَبْدَان يُخطِئُ فِيْهِ فَيَقُوْلُ:
مَرَّة كَمَا ذكرنَا، وَمرَّة يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ
عَمْرٍو. وَإِنَّمَا هُوَ عَمْرو بن سَوَّادٍ، وَكَانَتْ
هيبَةُ عَبْدَان تَمْنَعُنَا أَن نَقُوْل لَهُ.
وَحَدَّثَنَا بِحَدِيْثٍ فِيْهِ أَشْرَسُ، فَقَالَ: رشرس.
فتوقفتُ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ يَقُوْلُ: ورد
العَسْكَرَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ سُرَيْج وَأَنَا بِهَا،
فَقصدتُهُ، فَقَالَ لِي: سَلْ إِذَا حضَرتَ عَبْدَان.
قَالَ: فَدَخَلَ فَسَأَلتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَنْ حَدِيْث،
فَقَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ القُطَعِيُّ: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ البُرْسَانِي، حَدَّثَنَا ابْنُ
عَوْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِم، عَنْ أَبِيْهِ:
فِي رَفعِ اليَدَيْنِ فِي الصَّلاَةِ إِذَا رَكَعَ
وَرَفَعَ.
قَالَ الحَاكِمُ: فَقُلْتُ لأَبِي عَلِيٍّ: مَا عِلَّة
هَذَا؟ قَالَ: لاَ أَدْرِي. قُلْتُ: لَعَلَّهُ ابْنُ
جُرَيْج بَدلَ ابْن عَوْنٍ. قَالَ: لَيْسَ ذَا عِنْد
البُرْسَانِي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. ثُمَّ قَالَ:
وَعَبْدَانُ ثَبْتٌ، وَحَدَّثَنَا بِهِ مِنْ أصل كتابه.
قيل: وسرقه الحَسَنُ بنُ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيّ،
فَرَوَاهُ عَنِ القُطَعِيّ.
قُلْتُ: عَبْدَانُ حَافِظٌ صَدُوْقٌ، وَمَنِ الَّذِي
يَسْلَمُ مِنَ الوَهمِ؟! عَاشَ تِسْعِيْنَ عَاماً
وَأَشهراً، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ
وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقع إِلَيَّ ثَلاَثَةُ أَجزَاءٍ مِنْ حَدِيْثِهِ
بِعُلُوّ.
(11/105)
وَمَاتَ مَعَهُ فِي العَام: فَقِيْهُ
العَصْر أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ سُرَيْج
بِبَغْدَادَ، وَمسندُ العِرَاقِ أَبُو عَبْدِ اللهِ
أَحْمَدُ بنُ الحسن ابن عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيّ،
وَالمُسْنِدُ عَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ بنِ زَاطِيَا،
وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ وَكِيْعٌ، وَمُحَمَّدُ
بنُ مَسْعُوْدٍ الأَسَدِيُّ -مُحَدِّثُ قَزْوينَ، وَشَيْخُ
الطَّرِيْقِ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ الجلاَّء.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عَسَاكِرَ
بِقِرَاءتِي، عَنْ عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ،
أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو
مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ
أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى، حَدَّثَنَا طَالُوْتُ -هُوَ ابْنُ
عَبَّاد- حَدَّثَنَا حَرْبُ بنُ سُرَيْج، حَدَّثَنَا أَبُو
المهزِّم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "أَوْصَانِي
خَلِيْلِي أَبُو القَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- بِثَلاَث: الغُسْلِ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَة،
وَالوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ
مِنْ كُلِّ شَهْرٍ" 1.
متنُهُ مَحْفُوْظ، وَأَبُو المهزِّمِ يَزِيْدُ بنُ
سُفْيَانَ، مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ، وَالعجبُ أَنَّ
شُعبَةَ يَرْوِي عَنْهُ، مَا أَظُنُّه تبين له حاله، والله
أعلم.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "760"، ومسلم "721"، وأبو داود
"1432"، والترمذي "760".
(11/106)
ابن الصقر وابن
الصقر:
2617- ابن الصقر 1:
الإِمَامُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ، أَبُو سَعِيْدٍ،
أَحْمَدُ بنُ الصَّقْرِ بنِ ثَوْبَانَ الطَّرَسُوْسِيّ،
ثُمَّ البَصْرِيُّ، المُسْتَمْلِي.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي كَامِل الجَحْدَرِي، وَمُحَمَّدِ بنِ
مُوْسَى الحَرَشِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ، وَكَانَ
مُسْتَملِي ابْنِ بَشَّار.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو
الفَتْحِ الأَزْدِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ، وَغَيْرهُم.
وَثَّقَهُ الخَطِيْب.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ.
2618- ابن الصقر 1:
هُوَ الإِمَامُ الثِّقَةُ، أَبُو العَبَّاسِ، عَبْدُ اللهِ
بنُ الصَّقْرِ بنِ نَصْرٍ البَغْدَادِيّ، السُّكَّرِيُّ.
سَمِعَ! إِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيَّ،
وَعَبْدَ الأَعْلَى النَّرْسِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ
المُنْذِرِ.
وَعَنْهُ: الخُلْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ القطيعي، وأبو حفص
بن الزيات، وجماعة.
وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى
الأُولَى، سنة اثنتين وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 206".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 482".
(11/106)
2619- أبو يعلى 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو يَعْلَى
أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُثَنَّى بنِ يَحْيَى بنِ
عِيْسَى بنِ هِلاَلٍ التَّمِيْمِيُّ، المَوْصِلِيُّ،
مُحَدِّثُ المَوْصِلِ، وَصَاحِبُ "المُسْنَدِ"
وَ"المُعْجَم".
وُلِدَ فِي ثَالثِ شَوَّالٍ، سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ،
فَهُوَ أَكْبَرُ مِنَ النَّسَائِيِّ بِخَمْسِ سِنِيْنَ،
وَأَعْلَى إِسْنَاداً مِنْهُ.
لقِي الكِبَارَ، وَارْتَحَلَ فِي حَدَاثَتِهِ إِلَى
الأَمصَارِ بِاعتنَاء أَبِيْهِ وَخَالِهِ مُحَمَّدِ بنِ
أَحْمَدَ بنِ أَبِي المُثَنَّى، ثُمَّ بِهِمَّتِهِ
العَالِيَةِ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَحْمَدَ بنِ حَاتِم الطَّوِيْلِ،
وَأَحْمَدَ بنِ جَمِيلٍ، وَأَحْمَدَ بنِ عِيْسَى
التُّسْتَرِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ
المَوْصِلِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ مَنِيْعٍ، وَأَحْمَدَ بنِ
مُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَجَّاجِ
السَّامِيِّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَجَّاجِ النِّيلِيِّ
صَاحِبِ سَلاَّمِ بنِ أَبِي مُطِيعٍ، وإبراهيم بن محمد ابن
عَرْعَرَةَ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ
الهَرَوِيِّ، وإِبْرَاهِيْمَ بنِ زِيَادٍ سَبَلاَنَ،
وَإِسْحَاقَ بنِ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَإِسْحَاقَ بنِ
مُوْسَى الخَطْمِيِّ، وَإِسْحَاقَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ
الطَّالْقَانِيِّ، وَأَبِي مَعْمرٍ إِسْمَاعِيْلَ بنِ
إِبْرَاهِيْمَ الهُذَلِيِّ، وأبي إِبْرَاهِيْمَ
إِسْمَاعِيْلَ التَّرْجُمَانِيِّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ
عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدٍ القُرَشِيِّ، وأَيُّوْبَ بنِ
يُوْنُسَ البَصْرِيِّ: عَنْ وُهَيْبٍ، وَالأَزْرَقِ بنِ
عَلِيٍّ أَبِي الجَهْمِ، وأمية ابن بِسْطَامَ.
وَبِشْرِ بنِ الوَلِيْدِ الكِنْدِيِّ، وَبِشْرِ بنِ
هِلاَلٍ، وَبَسَّامِ بنِ يَزِيْدَ النقَّالِ.
وَجَعْفَرِ بنِ مِهْرَانَ السَّبَّاكِ، وَجُبارَةَ بنِ
المُغَلِّسِ، وَجَعْفَرِ بنِ حُمَيْدٍ الكُوْفِيِّ.
وحَوْثَرَةَ بنِ أَشْرَسَ العَدَوِيِّ، وَالحَسَنِ بنِ
عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ، وَالحَكَمِ بنِ مُوْسَى،
وَالحَارِثِ بنِ مِسْكِيْنٍ، وَالحَارِثِ بنِ سُرَيْجٍ،
وَحَفْصِ بنِ عَبْدِ اللهِ الحُلْوَانِيِّ، وَحَجَّاجِ بنِ
الشَّاعِرِ.
وخَلَفِ بنِ هِشَامٍ البَزَّارِ، وَخَالِدِ بنِ مِرْدَاسٍ،
وخليفة بن خياط.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 726"، والعبر "2/
134"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/ 241"،
والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 197".
(11/107)
وَدَاوُدَ بنِ عَمْرٍو الضَّبِّيِّ،
وَدَاوُدَ بنِ رُشَيْدٍ.
وَرَوحِ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ المُقْرِئِ، وَالرَّبِيْعِ
بنِ ثَعْلَبٍ.
وَأَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بنِ حَرْبٍ، وَزَكَرِيَّا بن
يحيى زحمويه، وزكريا بن يحيى الرقاشي، وَزَكَرِيَّا بنِ
يَحْيَى الكِسَائِيِّ الكُوْفِيِّ، وَأَبِي الرَّبِيْعِ
الزَّهْرَانِيِّ.
وَأَبِي الرَّبِيْعِ سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ
الخُتُّلِيِّ، وَأَبِي أَيُّوْبَ سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ
الشَّاذَكُوْنِيِّ، وَسُلَيْمَانَ ابن محمد المباركي،
وسعيد ابن عَبْدِ الجَبَّارِ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي
الرَّبِيْعِ السَّمَّانِ، وَسَعِيْدِ بنِ مُطَرّفٍ
البَاهِلِيِّ، وَسُرَيْجِ بنِ يُوْنُسَ، وَسَهلِ بنِ
زَنْجَلَةَ الرَّازِيِّ.
وَشَيْبَانَ بنِ فَرُّوخٍ.
وَالصَّلْتِ بنِ مَسْعُوْدٍ الجَحْدَرِيِّ، وَصَالِحِ بنِ
مَالِكٍ الخُوَارِزْمِيِّ.
وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ، وَعَبْدُ
اللهِ بنِ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ
سَلَمَةَ البَصْرِيِّ، عَنْ أَشعَثَ بنِ بَرَازٍ
الهُجَيْمِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَوْنٍ الخَرَّازِ،
وَأَبِي بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ
بَكَّارٍ البَصْرِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ
مُشْكُدَانَةَ، وَعُبيدِ اللهِ بنِ عُمَرَ
القَوَارِيْرِيِّ، وَعُبَيدِ اللهِ بنِ مُعَاذٍ، وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بنِ سَلاَّمٍ الجُمَحِيِّ، وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بنِ صَالِحٍ الأَزْدِيِّ، وَأَبِي نَصْرٍ
عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ التَّمَّارُ،
وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ غِيَاثٍ، وَعَبْدِ الغَفَّارِ بنِ
عَبْدِ الله ابن الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ
حَمَّادٍ النَّرْسِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ الجَعْدِ، وَعَلِيِّ
بنِ حَمْزَةَ المِعْوَلِيِّ، وَعَلِيِّ ابن المَدِيْنِيِّ،
وَعَمْرٍو النَّاقِدِ، وَعَمْرِو بنِ الحُصَيْنِ،
وَعَمْرِو بنِ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيْلِ، وَعِيْسَى بنِ
سَالِمٍ، وَعُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ.
وَغَسَّانَ بنِ الرَّبِيْعِ.
وَالفَضْلِ بنِ الصَّبَّاحِ.
وقَطَنِ بنِ نُسَيْرٍ.
وكَامِلِ بنِ طَلْحَةَ.
وَمُصعبِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَمَنْصُوْرِ بنِ أَبِي
مُزَاحِمٍ، وَمُعَلَّى بنِ مَهْدِيٍّ، وَمَسْرُوْقِ بنِ
المَرْزُبَانِ، وَالمُنتجعِ بنِ مُصْعَبٍ -بَصرِيٍّ-
وَمُوْسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيَّانَ، وَمُحَمَّدِ بنِ
مِنْهَالٍ الضَّرِيْرِ، وَمُحَمَّدِ بنِ مِنْهَالٍ
الأَنْمَاطِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ
المُقَدَّمِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سعيد القطان،
ومحمد بن جامع العَطَّارِ -وَضَعَّفَهُ- وَمُحَمَّدِ بنِ
عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَكَّارٍ
مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ بَكَّارٍ
البَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبَّادٍ المَكِّيِّ،
وَمُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ
(11/108)
المُسَيِّبِيِّ، وَأَبِي كُرَيْبٍ
مُحَمَّدِ بنِ العَلاَءِ، وَمُحَمَّدِ بنِ خَالِدٍ
الطَّحَّانِ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ
المَوْصِلِيُّ.
وَنُعَيْمِ بنِ الهَيْصَمِ.
وهُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ، وَهَارُوْنَ بنِ مَعْرُوْفٍ،
وَهَاشِمِ بنِ الحَارِثِ، وَالهُذَيْلِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ
الجُمَّانِيِّ.
ووَهْبِ بنِ بَقِيَّةَ.
وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَيَحْيَى بنِ أَيُّوْبَ
المَقَابِرِيِّ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيِّ، وَخَلْقٍ
كَثِيْرٍ سِوَاهُم، مَذْكُوْرينَ فِي "مُعْجَمِهِ".
قَالَ أَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: أَخْبَرَنَا هِبَةُ
اللهِ الأَبَرْقُوْهِيُّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ: أَنَّ وَالدَ
أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَةَ رَحَلَ إِلَى أَبِي
يَعْلَى، وَقَالَ: لَهُ إِنَّمَا رَحَلتُ إِلَيْكَ
لإجمَاعِ أَهْلِ العَصْرِ عَلَى ثِقَتِكَ وَإِتْقَانِكَ.
وَقَالَ السُّلَمِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ
أَبِي يَعْلَى، فَقَالَ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ
النَّسَائِيُّ فِي "الكُنَى"، فَقَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بنُ المُثَنَّى، نِسبَة إِلَى جَدِّه،
وَالحَافِظُ أَبُو زَكَرِيَّا يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ
الأَزْدِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ حِبَّانُ، وَأَبُو الفَتْحِ
الأَزْدِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ
النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَحَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ
الكِنَانِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بنُ إِبْرَاهِيْمَ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ
عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ، وَابْنُ السُّنِّيِّ، وَأَبُو
عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ الحِيْرِيُّ، وَأَبُوْهُ، وَأَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُقْرِئُ،
وَالقَاضِي يوسف القَاسِمِ المَيَانَجِيُّ، وَمُحَمَّدُ
بنُ النَّضْرِ النَّخَّاسُ -بِمُعْجَمةٍ- وَنَصْرُ بنُ
أَحْمَدَ بنِ الخَلِيْلِ المَرْجِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخِ،
وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ فِي "تَارِيْخِ
المَوْصِلِ": وَمِنْهُم أَبُو يَعْلَى التَّمِيْمِيُّ.
فَذَكَرَ نَسَبَهُ وَكِبارَ شُيوخِهِ، وَقَالَ: كَانَ مِنْ
أَهْلِ الصِّدْقِ وَالأَمَانَةِ، وَالدِّينِ وَالحِلمِ،
رَوَى عَنْ: غَسَّان بنِ الرَّبِيْعِ، وَمُعَلَّى بنِ
مَهْدِيٍّ، وَغَيرِهِمَا مِنَ المَوَاصِلَةِ. إِلَى أَنْ
قَالَ: وَهُوَ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ، صَنّفَ "المُسْنَدَ"
وَكُتُباً فِي الزُّهْدِ وَالرقَائِقِ، وَخَرَّجَ
الفَوَائِدَ، وَكَانَ عَاقِلاً، حَلِيماً صَبُوْراً، حَسنَ
الأَدبِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ ابْنَ قُدَامَةَ:
سَمِعْتُ سُفْيَان يَقُوْلُ: مَا تمتَّعَ مُتمتِّعٌ بِمثلِ
ذِكْرِ اللهِ، قَالَ دَاوُدُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَا
أَحْلَى ذكرَ اللهِ فِي أَفْوَاهُ المتعبِّدينَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ
زَنْجُوَيْه: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُوْلُ:
الرَّافِضيُّ عِنْدِي كَافِر.
وَقَدْ بَلَغَنَا عَنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَانَ:
أَنَّهُ كَانَ يُفضِّلُ أَبَا يَعْلَى المَوْصِلِيَّ عَلَى
الحَسَنِ بنِ
(11/109)
سُفْيَانَ، فَقِيْلَ لَهُ: كَيْفَ
تُفَضِّلُهُ وَ"مُسنَدُ الحَسَنِ" أَكْبَرُ، وَشُيُوخُهُ
أَعْلَى؟ قَالَ: لأَنَّ أَبَا يعلى كان يحدث احتسابًا،
والحسن ابن سُفْيَانَ كَانَ يُحَدِّثُ اكتسَاباً.
وَقَدْ وَثَّقَ أَبَا يَعْلَى أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ،
وَغَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ مِنَ
المُتْقِنِيْنَ المُوَاظِبينَ عَلَى رِعَايَةِ الدِّينِ
وَأَسبَابِ الطَّاعَةِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا سَمِعْتُ مُسنَداً عَلَى
الوَجْهِ "إلَّا مُسنَدَ أَبِي يَعْلَى"؛ لأَنَّه كَانَ
يُحَدِّثُ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ ابْنُ المُقْرِئِ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ بنَ
حَمْزَةَ يُثْنِي عَلَى "مُسنَدِ أَبِي يَعْلَى"،
وَيَقُوْلُ: مَنْ كَتَبَهُ قَلَّ مَا يَفوتُهُ مِنَ
الحَدِيْثِ.
قَالَ ابْنُ المُقْرِئِ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى يَقُوْلُ:
عَامَّةُ سَمَاعِي بِالبَصْرَةِ مَعَ أَبِي زُرْعَةَ.
وَقَالَ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ الأَزْدِيُّ: أَبُو
يَعْلَى أَحَدُ الثِّقَاتِ الأَثبَاتِ، كَانَ عَلَى رَأْي
أَبِي حَنِيْفَةَ.
قُلْتُ: نَعَم، لأَنَّه أَخَذَ الفِقْهَ عَنْ أَصْحَابِ
أَبِي يُوْسُفَ.
قَالَ ابْنُ مَنْدَةَ: أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ
المُثَنَّى بنِ عِيْسَى بنِ هِلاَلِ بنِ دِيْنَارٍ
التَّمِيْمِيُّ أَبُو يَعْلَى أَحَدُ الثِّقَات، مَاتَ
سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ فِي "كَامِلِهِ" فِي
ذِكرِ مُحَمَّدٍ الطُّفَاوِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى
يَقُوْلُ: عِنْدِي عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ "المُسْنَدُ"
وَ"التَّفْسِيْرُ"، وَالمَوْقُوَفَاتُ، حَدِيْثُهُ كُلُّه.
وَقَدْ وَصف أَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ أَبَا يَعْلَى
بِالإِتْقَانِ وَالدِّينِ، ثُمَّ قَالَ: وَبَيْنَهُ
وَبَيْنَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- ثَلاَثَةٌ أَنفُس.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: كُنْت أَرَى أَبَا
عَلِيٍّ الحَافِظَ مُعْجَباً بِأَبِي يَعْلَى
المَوْصِلِيّ، وَحفظِهِ وَإِتقَانِهِ، وَحفظِهِ لحديثِهِ،
حَتَّى كَانَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ إلَّا
اليَسِيْر. ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ ثِقَةٌ،
مَأْمُوْنٌ.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ: لَوْ لَمْ يَشتغلْ أَبُو
يَعْلَى بكُتُبِ أَبِي يُوْسُفَ عَلَى بِشْر بن الوَلِيْدِ
الكِنْدِيِّ لأَدركَ بِالبَصْرَةِ سُلَيْمَانَ بن حَرْبٍ،
وَأَبَا الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيَّ.
قُلْتُ: قَنِعَ برفيقهِمَا الحَافِظِ علي بن الجعد.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ
إِسْمَاعِيْلَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل التَّيْمِيِّ
الحَافِظ يَقُوْلُ:
(11/110)
قَرَأْتُ المسَانيدَ كـ"مسنَدِ
العَدَنِيّ"، وَ"مسندِ أَحْمَدَ بنِ مَنِيْع"، وَهِيَ
كَالأَنهَار، وَ"مسنَد أَبِي يَعْلَى" كَالبَحْر يَكُوْنُ
مجتَمع الأَنهَار.
قُلْتُ: صَدَقَ، وَلاَ سِيَّمَا "مُسنده" الَّذِي عِنْد
أَهْلِ أَصْبَهَان مِنْ طريقِ ابْنِ المُقْرِئِ عَنْهُ،
فَإِنَّهُ كَبِيْرٌ جِدّاً، بِخلاَفِ "المُسْنَدِ" الَّذِي
روينَاهُ مِنْ طريقِ أَبِي عَمْرٍو بنِ حَمدَانَ عَنْهُ،
فَإِنَّهُ مُخْتَصَرٌ.
وَيَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً بِالاتِّصَال لِلشَّيْخِ
فَخرِ الدِّيْنِ بنِ البُخَارِيّ فِي "أَمَالِي
الجَوْهَرِيِّ"، وَيَقَعُ حَدِيْثُهُ بِالإِجَازَةِ
العَالِيَةِ لأَوْلاَدِنَا فِي أَثْنَاء "جُزء
مَأْمُوْنٍ"، وَقَدْ قَرَأْتُ سَمَاعه فِي سَنَةِ خَمْسٍ
وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِبَغْدَادَ مِنْ أَحْمَدَ بنِ
حَاتِم الطَّوِيْلِ -صَاحِب مَالِكٍ- وَأَبُو الوَلِيْدِ
الطَّيَالِسِيُّ حَيٌّ بِالبَصْرَةِ إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ
وَعِشْرِيْنَ، وَعَاشَ أَبُو يَعْلَى إِلَى أَثْنَاءِ
سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَقيَّده أَبُو
الحُسَيْنِ بنُ المُنَادِي فِي رَابِعَ عَشَرَ جُمَادَى
الأُولَى.
قُلْتُ: وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلوُّ الإِسْنَاد، وَازدحَمَ
عَلَيْهِ أَصْحَابُ الحَدِيْث، وَعَاشَ سَبْعاً وَتسعين
سَنَةً.
وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ سبعٍ، عِدَّةٌ مِنَ الكِبَارِ:
كَالحَافِظ زَكَرِيَّا السَّاجِيِّ، وَأَبِي عمران موسى
ابن سَهْل الجَوْنِيِّ، شَيْخَي الحَدِيْث بِالبَصْرَةِ،
وَالحَافِظُ مُحَمَّد بن هَارُوْنَ الرُّويَانِيُّ،
وَشَيْخا بَلَدِ وَاسِطَ: جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ
سِنَانٍ، وَمَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَدِّثُ
دِمَشْقَ جَعْفَرُ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَمسنِدُ بَغْدَادَ
الحَسَنُ بنُ الطيِّب الشّجَاعِيُّ البَلْخِيُّ، وَمُسنِدُ
أَصْبَهَان المُعَمَّرُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ
عَلِيِّ بنِ مَخْلدِ بنِ فَرْقَدٍ الأَصْبَهَانِيُّ،
وَشَيْخُ القُرَّاءِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ
الأُشْنَانِي، وَالحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ
بنُ عَلِيِّ بنِ الجَارُوْدِ النَّيْسَابُوْرِيّ
بِمَكَّةَ، وَالمُحَدِّثُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ
زَكَرِيَّا النَّيْسَابُوْرِيُّ -صَاحِب قُتَيْبَة
بِمِصْرَ- وَالحَافِظُ جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري
الأعرج بِحَلَبَ، وَيُقَالُ لَهُ: جَعْفَرَكَ، وَمُقْرِئ
مِصْر أَبُو بَكْرٍ بنُ مَالِكِ بنِ سَيْفٍ التُّجِيْبِيّ،
وَشَيْخُ بَغْدَاد أَبُو مُحَمَّدٍ الهَيْثَمُ بنُ خَلَفٍ
الدُّوْرِيّ.
ورفيقُهُ مُحَمَّدُ بنُ صَالِح بن ذَرِيْح العُكْبَرِيُّ،
رَحِمَهُمُ اللهَ تَعَالَى.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بنِ
أَحْمَدَ قِرَاءةً عَلَيْهِ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ
مُحَمَّدٍ البَزَّازِ: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ
تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الجُرْجَانِيُّ سَنَةَ
ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوذيُّ سَنَةَ
تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أحمد ابن حَمْدَانَ،
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ بِهَا سَنَة ست
وثلاث مائة، حدثنا عبد الله ابن بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا
عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ، عَنِ الهِرْمَاسِ بنِ زِيَادٍ،
قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - يَوْمَ العِيْدِ الأَضْحَى يَخْطُبُ عَلَى
بَعِيْرٍ". هَذَا حَدِيْثٌ حسنٌ، عَالٍ جِدّاً، تساعي لنا.
(11/111)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ
السَّلاَمِ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ
عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا
تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ
الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ
الجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ:
سَمِعْتُ جَابِرَ بنَ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ عُمَر لسَعد:
قَدْ شَكَوْكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي الصَّلاَةِ.
قَالَ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أَمُدُّ فِي الأُوْلَيَيْنِ،
وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، وَمَا آلُو مَا
اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاَة رَسُوْل اللهِ. قال: ذَاكَ
الظَّنُّ بِكَ، أَوْ كذَاكَ ظَنِّي بِك.
قَالَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى
المَوْصِلِيّ: أَنْشَدَنَا عُمَر بن شَبَّةَ، عَنْ أَبِي
غزيَة:
لاَ يُزْهِدَنَّكَ فِي أَخٍ ... لَكَ أَنْ تَرَاهُ زَل
زلَّه
وَالمَرْءُ يَطْرَحُهُ الَّذ ... ينَ يَلونَهُ فِي شَرِّ
إِلَّه
وَيَخُونُهُ مَنْ كَانَ مِنْ ... أَهْلِ البِطَانَةِ
وَالدَّخِلَّه
وَالموتُ أَعْظَمُ حَادِثٍ ... مِمَّا يَمُرُّ عَلَى
الجِبِلَّه
(11/112)
2620- أحمد بن
إبراهيم:
ابن عبد الله، الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الصَّدْرُ الأَنبَل،
أَبُو مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ، أَحَدُ الكُبَرَاءِ
وَالزُّعَمَاءِ ببلَده.
سَمِعَ مِنْ: جدِّه لأُمِّهِ؛ القَاضِي نَصْرِ بنِ
زِيَادٍ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه -وَقرأَ عَلَيْهِ
"مُسنَدَهُ"- وَعَمْرِو بنِ زُرَارَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ
مُقَاتل، وَمَحْمُوْدِ بنِ غَيْلاَنَ، وَمُحَمَّدِ بنِ
حُمَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيِّ
المَكِّيّ، وَسَلَمَةَ بنِ شَبِيْب، وَطَائِفَة.
وَعَنْهُ: مُؤَمَّلُ بنُ الحَسَنِ، وَالحَافِظُ أَبُو
عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ الحِيْرِيّ،
وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ، وَأَبُو عَمْرٍو بن حمدان،
وآخرون.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللهِ
بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ جَدِّي لأُمِّي
أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ
مائَةٍ.
قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ مِن وُجُوهِ نَيْسَابُوْر
وَزُعَمَائِهَا، وَمِنَ المقبولين في الحديث والرواية.
(11/112)
2621- الجبائي
1:
شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو
عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ البَصْرِيُّ.
مَاتَ بِالبَصْرَةِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
أَخَذَ عَنْ: أَبِي يَعْقُوْبَ الشَّحَّامِ. وَعَاشَ:
ثَمَانِياً وَسِتِّيْنَ سَنَةً. وَمَاتَ، فَخلَفَهُ
ابْنُه؛ العَلاَّمَةُ أَبُو هَاشِمٍ الجُبَائِيُّ.
وَأَخَذَ عَنْهُ فَنَّ الكَلاَمِ أَيْضاً: أَبُو الحَسَنِ
الأَشْعَرِيُّ، ثُمَّ خَالفَهُ، وَنَابَذَهُ، وَتَسَنَّنَ.
وَكَانَ أَبُو عَلِيٍّ -عَلَى بِدعتِه- مُتوسِّعاً فِي
العِلْمِ، سَيَّالَّ الذِّهنِ، وَهُوَ الَّذِي ذَلَّلَ
الكَلاَمَ، وَسهَّلَه، وَيسَّرَ مَا صَعُبَ مِنْهُ.
وَكَانَ يَقِفُ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعَلِيٍّ: أيهما أفضل؟
وَلهُ كِتَابُ: "الأُصُوْلِ"، وَكِتَابُ: "النَّهْيِ عَنِ
المُنْكَرِ"، وَكِتَابُ: "التَّعديلِ وَالتَّجويزِ"،
وَكِتَابُ "الاجْتِهَادِ"، وَكِتَابُ "الأَسْمَاءِ
وَالصِّفَاتِ"، وَكِتَابُ "التَّفْسِيْرِ الكَبِيْرِ"،
وَكِتَابُ "النَّقضُ عَلَى ابْنِ الرَّاوَنْدِيِّ"،
كِتَابُ "الرَّدِّ عَلَى ابْنِ كُلاَّبٍ"، كِتَابُ
"الرَّدِ عَلَى المنَجِّمِينَ"، وَكِتَابُ "مَنْ يَكفرُ
وَمَنْ لاَ يكفرُ"، وَكِتَابُ "شَرحُ الحَدِيْثِ"،
وَأَشيَاءٌ كَثِيْرَةٌ.
قِيْلَ: سَأَلَ الأَشْعَرِيُّ أَبَا عَلِيٍّ: ثَلاَثَةُ
إِخوَةٍ، أَحَدُهُم تَقِيٌّ، وَالثَّانِي كَافِرٌ،
وَالثَّالِثُ مَاتَ صَبِيّاً؟ فَقَالَ: أَمَّا الأَوَّلُ
فَفِي الجَنَّةِ، وَالثَّانِي فَفِي النَّارِ،
وَالصَّبِيُّ فَمِنْ أَهْلِ السَّلاَمَةِ. قَالَ: فَإِنْ
أَرَادَ أَنْ يَصعدَ إِلَى أَخِيْهِ؟ قَالَ: لاَ؛ لأَنَّه
يُقَالُ "لَهُ": إِنَّ أَخَاكَ إِنَّمَا وَصلَ إِلَى
هُنَاكَ بِعملِه. قَالَ: فَإِنْ قَالَ الصَّغِيْرُ: مَا
التَّقْصِيرُ مِنِّي، فَإِنَّكَ مَا أَبْقَيْتَنِي، وَلاَ
أَقْدَرْتَنِي عَلَى الطَّاعَةِ. قَالَ: يَقُوْلُ اللهُ
لَهُ: كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ لَوْ بَقِيْتَ لَعَصَيْتَ،
وَلاستحقَّيْتَ العَذَابَ، فَرَاعَيْتُ مَصْلَحَتَكَ.
قَالَ: فَلَو قَالَ الأَخُ الأَكْبَرُ: يَا ربِّ كَمَا
علمتَ حَالَه، فَقَدْ عَلمتَ حَالِي، فَلِمَ رَاعِيتَ
مَصلحتَهُ دُونِي؟ فانقطع الجبائي.
__________
1 ترجمته في مقالات الإسلاميين للأشعري "1/ 236"، والفرق
بين الفرق للبغدادي "167-169" ووفيات الأعيان لابن خلكان
"4/ ترجمة 607"، والعبر "2/ 125"، ولسان الميزان "5/ 271"،
والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 189"، وشذرات الذهب
لابن العماد الحنبلي "2/ 241".
(11/113)
2622- أبو قصي:
المُحَدِّثُ العَالِمُ، أَبُو قُصَيٍّ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن إِسْمَاعِيْلَ بنِ مَسْرُوْقٍ
العُذْرِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَعَمِّه، عَبْدِ اللهِ. وَعَنْ:
سليمان بن بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَزُهَيْرِ بنِ عَبَّادٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ،
وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النيسابوري، وَالطَّبَرَانِيُّ،
وَابْنُ عَدِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ فَضَالَةَ،
وَآخَرُوْنَ.
قِيْلَ: كَانَ أَصَمَّ.
مَاتَ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وثلاث مائة، بدمشق.
(11/114)
ابن قيراط وابن أبي
غيلان:
2623- ابن قيراط:
الشَّيْخُ العَالِمُ المُحَدِّثُ، أَبُو عَلِيٍّ،
إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ
قِيْرَاطٍ العُذْرِيُّ، الدمشقي.
حدث عن: سليمان بن بِنْتِ شُرَحْبِيْلَ، وَحَرْمَلَةَ بنِ
يَحْيَى، وَصَفْوَانَ بنِ صَالِحٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ
المُنْذِرِ، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَطَبَقَتِهِم.
وَكَانَ صَاحِبَ رِحلَةٍ وَمَعْرِفَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ جَوْصَاءَ، وَأَبُو عَوَانَةَ،
وَخَيْثَمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلِيُّ بنُ أَبِي
العَقِبِ، وَابْنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ
فَضَالَةَ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَخَاتِمَتُهُم: أَبُو
أَحْمَدَ بنُ النَّاصِحِ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
2624- ابن أبي غيلان:
الشَّيْخُ المُحَدِّثُ المُتْقِنُ، أَبُو حَفْصٍ، عُمَرُ
بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي غَيْلاَنَ الثَّقَفِيُّ،
البَغْدَادِيُّ.
سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ الجَعْدِ، وَدَاوُدَ بنَ عَمْرٍو
الضَّبِّيَّ، وأبا إبراهيم الترجماني، وطائفة.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ النِّعَالِيُّ، وَابْنُ
عَدِيٍّ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّاتِ، وَأَبُو بَكْرٍ
بنُ المُقْرِئِ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ
الوَرَّاقُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
وَثَّقَهُ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ
وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي عَشْرِ المائَةِ.
يَقَعُ حَدِيْثُهُ عَالِياً لَنَا بِإِجَازَةٍ،
وَلِشَيخِنَا أَبِي الحَجَّاجِ اللُّغَوِيِّ بالسماع
المتصل.
(11/114)
الصفار وابن مندة:
2625- الصفار:
الشَّيْخُ المُسْنِدُ العَالِمُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، خَالِدُ
بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدِ بنِ كُوْلَخْشَ الخُتُّلِيُّ،
الصَّفَّارُ.
سَمِعَ: بِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ، وَيَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ،
وَأَبَا إِبْرَاهِيْم التَّرْجُمَانِي، وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُفِيْد،
وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ الوَرَّاق، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ
الحَرْبِيُّ، وَغَيْرُهُم. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ:
صَالِحٌ.
وَقَدْ ذكر المُفِيْدُ -وَهُوَ تَالف- أَنَّهُ سمع من هذا
الشيخ تفسير حديث سَمِعَهُ مِنْ أَبِي عُبَيْدٍ القَاسِمِ
بنِ سَلاَّمٍ.
مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَاشَ بِضْعاً
وتسعين سنة.
2626- ابن مندة 1:
الإِمَامُ الكَبِيْرُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ، أَبُو عَبْدِ
اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ، وَاسم
مَنْدَةَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ سندَة بنِ
بُطَّة بنِ أَستُنْدَار بنِ جَهَارْ بُخت العَبْدِيُّ
مَوْلاَهُمُ الأَصْبَهَانِيّ، جدُّ صَاحِبِ التَّصَانِيْفِ
الحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ
مُحَمَّد.
وُلِدَ فِي حُدُوْدِ العِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ فِي حَيَاة
جَدِّهم مَنْدَة.
سَمِعَ: إِسْمَاعِيْل بنَ مُوْسَى السُّدِّيّ، وَعَبْدَ
اللهِ بنَ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ
سُلَيْمَانَ لُوَيْن، وَأَبَا كُرَيْبٍ مُحَمَّدَ بنَ
العَلاَءِ، وَهَنَّادَ بن السَّرِيِّ، وَمُحَمَّدَ بنَ
بَشَّارٍ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجّ، وَأَحْمَدَ بنَ
الفُرَاتِ، وَطَبَقَتهُم بِالكُوْفَةِ وَالبَصْرَة
وَأَصْبَهَان، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ،
وَأَبُو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ، وَأَبُو إِسْحَاقَ
بنُ حَمْزَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ
الوَهَّابِ وَوَلَدُهُ إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَخَلْقٌ
سِوَاهُم مِنْ شُيُوْخِ أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظ، الذين
لقيهم بأصبهان.
وَكَانَ يُنَازعُ الحَافِظَ أَحْمَدَ بنَ الفُرَاتِ،
وَيذَاكِرُه، وَيُرَادِدُهُ وَهُوَ شَابّ.
قَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي "تَارِيْخِهِ": هُوَ أُسْتَاذُ
شُيُوْخِنَا وَإِمَامُهُم، أَدرَك سَهْلَ بن عثمان.
__________
1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 222"، والإكمال لابن ماكولا
"1/ 331"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ ترجمة 620"،
والعبر "2/ 120"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/
184"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 234".
(11/115)
قُلْتُ: سهلٌ مِنْ شُيُوْخِ مُسْلِم، مَاتَ
سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
قَالَ أَبُو الشَّيْخ: وَمَاتَ ابْنُ مَنْدَة فِي رَجَبٍ
سَنَة إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ المُقْرِئ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ ظَافر، أَخْبَرَنَا
أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا
يَحْيَى بن عَبْدِ الوَهَّابِ ابْنِ الحَافِظِ مُحَمَّد
بنِ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَة،
أَخْبَرَنَا أَبِي وَعَمَّاي قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبونَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي أَبِي،
حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَنْبَسَة، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ،
عَنْ بَحِيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي
زِيَادٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ أَكل البَصَل،
فَقَالَتْ: آخِرُ طَعَامٍ أَكَلَهُ النَّبِيّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيْهِ بَصَل.
هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ، صَالِح الإِسْنَاد، رَوَاهُ
الإِمَامُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي "مُسْنَدِهِ" عَنْ
حيوة ابن شُرَيْحٍ، عَنْ بَقِيَّة.
أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ أَبِي بَكْرٍ: أَخْبَرَنَا
ابْنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو المَكَارِمِ
التَّيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ،
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ
يَحْيَى بنِ مَنْدَة، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي
النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر، حَدَّثَنَا أَبُو
عقيل الثَّقَفِيّ، حَدَّثَنَا مُجَالد، حَدَّثَنَا عون بنُ
عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: "مَا
مَاتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
حَتَّى قرأَ وَكَتَبَ"1.
قُلْتُ: لَمْ يَرِدْ أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- كَتَبَ شَيْئاً، إلَّا مَا فِي "صَحِيْح
البُخَارِيِّ" مِنْ أَنَّهُ يَوْمَ صُلْحِ الحُدَيْبِيَة
كَتَبَ اسْمَهُ "مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ" 2. وَاحتجَّ
بِذَلِكَ القَاضِي أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِي، وَقَامَ
عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ فُقَهَاء الأَنْدَلُس
بِالإِنْكَار، وبَدَّعوه حَتَّى كَفَّره بَعْضهُم.
وَالخَطْبُ يَسِيْر، فَمَا خَرَجَ عَنْ كَونه أُمِّياً
بِكِتَابَةِ اسْمه الكَرِيْم، فجَمَاعَةٌ مِنَ المُلُوك
مَا عَلِمُوا مِنَ الكِتَابَة سِوَى مُجَرَّد العلاَمَة،
وَمَا عدَّهُمُ النَّاسُ بِذَلِكَ كَاتِبِين، بَلْ هُم
أُمِّيُّون، فَلاَ عِبْرَةَ بِالنَادرِ، وَإِنَّمَا الحكمُ
للغَالِب، وَاللهُ تَعَالَى فَمَنْ حِكْمَتِهِ لَمْ
يُلْهِم نَبِيَّه تَعَلُّمَ الكِتَابَة، وَلاَ قِرَاءة
الكُتُبِ حَسْماً لمَادَةِ المُبْطِلِيْن، كَمَا قَالَ
تَعَالَى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ
كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ
الْمُبْطِلُون} [الْعَنْكَبُوت: 48] ، وَمَعَ هَذَا فَقَدِ
افتَرَوْا وَقَالُوا: {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْه} [الفرقَان: 5] ،
فَانْظُرْ إِلَى قِحَةِ المعَانِدِ، فَمَنِ الَّذِي كَانَ
بِمَكَّةَ وَقتَ المَبْعثَ يَدْرِي أَخْبَارَ الرُّسْلِ
وَالأُمم الخَاليَة؟ مَا كَانَ بِمَكَّةَ أَحَدٌ بِهَذِهِ
الصِّفَةِ أَصلاً. ثُمَّ مَا المَانعُ مِنْ تعلُّم
النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كِتَابَةَ
اسْمِهِ وَاسمِ أَبِيْهِ مَعَ فرط ذكَائِه، وَقوَةِ
فَهمِه، وَدوَام مُجَالسته لِمَنْ يَكْتُبُ بَيْنَ
يَدَيْهِ الوحي والكتب إلى
__________
1 ضعيف: في إسناده مجالد، وهو ابن سعيد، أجمعوا على ضعفه.
2 صحيح: أخرجه البخاري "2698"، ومسلم "1783" من حديث
البراء بن عازب رضي الله عنه.
(11/116)
مُلُوْك الطوَائِف، ثُمَّ هَذَا خَاتمُهُ
فِي يَده، وَنَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ1، فَلاَ
يَظنُّ عَاقلٌ أَنَّهُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَا تعقَّلَ
ذَلِكَ، فَهَذَا كُلُّه يَقْتَضِي أَنَّهُ عرف كِتَابَة
اسْمِه وَاسمِ أَبِيْهِ، وَقَدْ أَخبر اللهُ بِأَنَّهُ
-صلوَات الله عَلَيْهِ- مَا كَانَ يَدْرِي مَا الكِتَاب؟
ثُمَّ عَلَّمَهُ الله تَعَالَى مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَم.
ثُمَّ الكِتَابَةُ صِفَةُ مَدْحٍ، قَالَ تَعَالَى:
{الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا
لَمْ يَعْلَمْ} [الْعلق: 4، 5] فَلَمَّا بلَّغَ
الرِّسَالَة، وَدَخَلَ النَّاسُ فِي دين الله أَفواجاً،
شَاءَ اللهُ لنبيِّه أَنْ يَتَعَلَّم الكِتَابَة
النَّادرَة الَّتِي لاَ يَخْرُج بِمثلِهَا عَنْ أَنْ
يَكُوْنَ أُمِياً، ثُمَّ هُوَ القَائِلُ: "إِنَّا أُمَّةٌ
أُمَيَّةٌ لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ" 2. فصدقَ
إِخبارُهُ بِذَلِكَ، إِذِ الحُكم للغَالِب، فنفَى عَنْهُ
وَعَنْ أُمته الكِتَابَة وَالحِسَاب لِندُور ذَلِكَ فِيهِم
وَقِلَّته، وَإِلاَّ فَقَدْ كَانَ فِيهِم كُتَّابُ الوَحِي
وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَكَانَ فِيهِم مَنْ يَحسُب، وَقَالَ
تَعَالَى: {وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ
وَالْحِسَابَ} [الإِسرَاء: 12] .
وَمِنْ عِلمهُم الفَرَائِضُ، وَهِيَ تَحتَاجُ إِلَى حِسَاب
وَعَوْل، وَهُوَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فنفَى عَنِ
الأُمَّةِ الحِسَاب، فعَلمنَا أَنَّ المنفيَّ كمَالُ علم
ذَلِكَ وَدقَائِقه الَّتِي يَقُوْم بِهَا القِبْطُ
وَالأَوَائِل، فَإِنَّ ذَلِكَ مَا لَمْ يَحْتَجْ إِلَيْهِ
دين الإِسْلاَم وَلله الْحَمد، فَإِنَّ القِبْطَ عَمَّقُوا
فِي الحسَاب والجبر، وأشياء تضيع الزمان. وأرباب الهَيْئَة
تكلَّمُوا فِي سَير النُّجُوْم وَالشَّمْس وَالقَمَر،
وَالكسوف وَالقِرَان بِأُمُور طَوِيْلَة لَمْ يَأْتِ
الشَّرْعُ بها، فلما ذكر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- الشُّهُور وَمعرفَتَهَا، بَيَّنَ أَنَّ
معرفَتَهَا لَيْسَتْ بِالطُّرق الَّتِي يَفْعَلهَا
المنَجِّم وَأَصْحَابُ التَّقْوِيم، وَأَنَّ ذَلِكَ لاَ
نعبأُ بِهِ فِي ديننَا، وَلاَ نحسُبُ الشهرَ بِذَلِكَ
أَبَداً. ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ الشهرَ بِالرُّؤْيَة فَقط،
فَيَكُوْن تِسْعاً وَعِشْرِيْنَ، أَوْ بتكملَة
ثَلاَثِيْنَ، فَلاَ نَحتَاجُ مَعَ الثَّلاَثِيْنَ إِلَى
تكلُّف رُؤْيَة.
وَأَمَّا الشِّعْرُ فنزَّهَهُ الله تَعَالَى عَنِ
الشِّعرِ، قَالَ تَعَالَى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ
وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} [يس: 69] ، فَمَا قَالَ الشِّعر
مَعَ كَثْرَتِهِ وَجُوْدَتِهِ فِي قُرَيْش، وَجَرَيَان
قرَائِحِهِم بِهِ، وَقَدْ يقعُ شَيْءٌ نَادرٌ فِي كَلاَمهِ
-عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَوزُوناً، فَمَا صار بذلك شاعرًا
قط، كقوله:
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "5875"، ومسلم "2092" "56" من طريق
شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: لما أراد النَّبِيِّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَكْتُبَ إلى
الروم قيل له: إنهم لن يقرءوا كتابك إذا لم يكن مختوما،
فاتخذ خاتما من فضة ونقشه: محمد رسول الله، فكأني أنظر إلى
بياضه في يده".
2 صحيح: أخرجه البخاري "1913"، ومسلم "1080" "15" من طريق
شعبة، عن الأسود بن قيس قال: سمعت سعيد بن عمرو بن سعيد
أنه سمع ابن عمر يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّا أُمَّةٌ
أُمَيَّةٌ لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ الشهر هكذا وهكذا
وهكذا. وعقد الإبهام في الثالثة: "والشهر هكذا وهكذا وهكذا
يعني تمام الثلاثين".
(11/117)
أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ ... أَنَا
ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ1
وَقَوْله:
هَلْ أَنْتِ إلَّا إِصْبَعٌ دَمِيْتِ ... وَفِي سَبِيْلِ
الله ما لقيت2
وَمِثلُ هَذَا يقعُ فِي كتب الفِقْه وَالطِّبِّ وَغَيْر
ذَلِكَ مِمَّا يَقَع اتِّفَاقاً، وَلاَ يقصِدُهُ المُؤلِّف
وَلاَ يشعرُ بِهِ، أَفَيَقُوْلُ مُسْلِمٌ قَطُّ: إِنَّ
قَوْلَه تعالى: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ
رَاسِيَات} [سبأ: 13] ، هُوَ بَيْت؟! مَعَاذَ اللهِ!
وَإِنَّمَا صَادَفَ وَزناً فِي الجُمْلَةِ، وَاللهُ
أَعْلَمُ.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "4315" و"4316" و"4317"، ومسلم
"1776" من حديث البراء بن عازب.
2 صحيح: أخرجه البخاري "2802"، ومسلم "1796" من حديث جندب
بن سفيان، به.
(11/118)
2627- الأنماطي
1:
الإِمَامُ الحَافِظُ المحقِّقُ، أَبُو إِسْحَاقَ،
إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ يُوْسُفَ
النَّيْسَابُوْرِيُّ، الأَنمَاطِيُّ، صَاحِبُ
"التَّفْسِيْر" الكَبِيْر.
سَمِعَ إِسْحَاق بنَ رَاهْوَيْه، وَعَبْدَ اللهِ بن عمر
الرَّمَّاح، وَمُحَمَّدَ بنَ رَافِع، وَعِدَّةً
بِبَلَدِهِ، وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْدٍ، وَطَائِفَةً
بِالرَّيِّ، وَعَمْرو بنَ عَلِيٍّ، وَحميد بن مَسْعَدَةَ،
وَجَمَاعَةً بِالبَصْرَةِ، وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي
شَيْبَةَ، وَأَبَا كُرَيْبٍ بِالكُوْفَةِ، وَمُحَمَّدَ بنَ
يحيى العدني، وعبد الله ابن عِمْرَان العَابديَّ
بِمَكَّةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ لُوَيْناً،
وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيَّ بِبَغْدَادَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيّ،
وَمُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الأَخْرَم، وَيَحْيَى بنُ
مُحَمَّدٍ العَنْبَرِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَعَاشَ نَيِّفاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً. مَاتَ: فِي سَنَةِ
ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاء الأَثَر
رحمه الله.
مَا عرفتُ أَنَّهُ وَقَعَ لِي حَدِيْثُهُ عَالِياً بعد.
__________
1 ترجمته في العبر "2/ 125"، وشذرات الذهب لابن العماد
الحنبلي "2/ 242".
(11/118)
المهلبي والسمناني:
2628- المهلبي 1:
شَيْخُ الشَّافِعِيَّة بجُرْجَان، العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ
القُدْوَةُ، أَبُو عِمْرَانَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ هَانِئ بن
خَالِدٍ المُهَلَّبِيُّ، الجُرْجَانِيُّ.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيّ، وَأَحْمَدَ
بنِ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيّ، وَطَائِفَة.
وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ
الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى
السَّهْمِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَتَفَقَّهَ بِهِ
الإِسْمَاعِيْلِيُّ وَأَهْلُ البَلَد.
مَاتَ سنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ.
2629- السِّمْنَانِيُّ 2:
الإِمَامُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ الصَّادِقُ، أَبُو
الحُسَيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ
بنِ يُوْنُسَ السِّمْنَانِيُّ.
سَمِعَ: إِسْحَاقَ بنَ رَاهْوَيْه، وَهِشَامَ بنَ
عَمَّارٍ، وَعِيْسَى بنُ زُغْبَة، وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْد
الرَّازِيّ، وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَبركَة الحَلَبِيّ،
وَعَمْرو بنَ عَلِيٍّ الفَلاَّس، وَمُحَمَّدَ بنَ هَاشِمٍ
البَعْلَبَكِّيّ، وَطَبَقَتهُم.
وَكَانَ وَاسِع الرِّحلَة، غزيرَ الفضيلَة، حسنَ
التَّصْنِيف.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ حمشَاذ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ
مَطَر، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ
الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِح بن هَانِئ،
وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: بَلَغَنِي عَنْ صَالِحِ بنِ
مُحَمَّدٍ جَزَرَةَ: أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى حَلقَة أَبِي
الحُسَيْنِ السِّمْنَانِي وَهُوَ يَرْوِي عَنْ بَرَكَة بنِ
مُحَمَّدٍ الحَلَبِيّ -يَعْنِي: مَنَاكِير- فَقَالَ
صَالِحٌ: يَا أَبَا الحُسَيْنِ! لَيْسَ ذَا بَرَكَة، ذَا
نِقْمَة.
قَالَ أَبُو النَّضْر مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ: أَنشدنَا
أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ
السِّمْنَانِي لِنَفْسِهِ:
تَرَى المَرْءَ يَهْوَى أَنْ تَطُوْلَ حَيَاتُهُ ...
وَطُولُ البَقَا مَا لَيْسَ يَشْفِي لَهُ صَدْرَا
وَلَوْ كَانَ فِي طُول البَقَاءِ صَلاَحُنَا ... إِذاً
لَمْ يكن إبليس أطولنا عمرًا
__________
1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "91-92"، واللباب لابن
الأثير "3/ 276".
2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 731"، والعبر "2/
126"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 242".
(11/119)
مَاتَ أَبُو الحُسَيْنِ الحَنْظَلِيُّ
السِّمْنَانِيُّ: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ
التَّمِيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ:
أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَخْبَرَنَا
أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بن حمدان، حدثنا عبد الله ابن
مُحَمَّدٍ السِّمْنَانِي، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ
عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي يُوْنُسُ بنُ
يَزِيْدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِم، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلاَةِ الجُمُعَةِ
أَوْ غَيْرِهَا -يَعْنِي: رَكْعَةً- فقد أدرك الصلاة" 1.
صحيح غريب.
__________
1 صحيح: أخرجه ابن ماجه "1123" حدثنا عَمْرُو بنُ
عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدِ بنِ كَثِيْرِ بن دينار الحمصي،
حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي، به
(11/120)
ابن الجرجرائي
والمخرمي:
2630- ابن الجرجرائي 1:
المُحَدِّثُ الحجَّةُ، أَبُو الفَضْلِ، جَعْفَرُ بنُ
أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ الجَرْجَرَائِيّ.
حدَّث بِبَغْدَادَ عَنْ: جَدِّهِ مُحَمَّدِ بنِ
الصَّبَّاحِ، وَعَنْ: بِشْرِ بنِ مُعَاذٍ العَقَدِيِّ،
وَأَبِي مُصْعَبٍ الزُّهْرِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو
حَفْصٍ بنُ الزَّيَّات، وَمُحَمَّدُ بنُ الشِّخِّير،
وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ قارب
التسعين.
2631- المخرمي 2:
المُحَدِّثُ المُعَمَّرُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ
ابْنُ المُحَدِّثِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ
أَيُّوْب المُخَرِّمِيُّ، البَغْدَادِيّ.
حَدَّثَ عَنْ: عُبيدِ اللهِ بنِ عُمَرَ القواريري، وإسحاق
بن أبي إسرائيل، وطبقتهما.
رَوَى عَنْهُ: الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَأَبُو حَفْصٍ
الزَّيَّات، وَعبيدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الزُّهْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ: صَدُوْقٌ.
وَأَمَّا الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ،
حَدَّثَ عَنْ: ثِقَات بِأَحَادِيْثَ باطلَة.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فِي
شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْهَا.
وَفِيْهَا مَاتَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ
المَنْجَنِيْقِي.
وصَاحِبُ المَغْرِبِ زِيَادَةُ الله بنُ الأَغلبِ
بِالرَّملَة فَاراً مِنَ المَهْدِيِّ.
وطريفُ بنُ عبيدِ اللهِ المَوْصِلِيّ.
وَالقَاسِمُ بنُ اللَّيْثِ الرَّسْعَنِي.
ويموتُ بنُ المُزَرِّعِ الأَخْبَارِي.
وَيُوْسُفُ بنُ الحُسَيْنِ الرازي الزاهد.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 205"، والمنتظم "6/ 160".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 124"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 139"، والعبر "2/ 127"، وميزان الاعتدال "1/ 41"،
ولسان الميزان "1/ 72"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/
243".
(11/120)
2632- الساجي
1:
الإِمَامُ الثَّبْتُ الحَافِظُ، مُحَدِّثُ البَصْرَةِ
وَشَيْخُهَا وَمُفْتيهَا، أبو يحيى زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى
بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ بَحْر بنِ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بنِ أَبيضَ بنِ الدَّيْلَم بن باسِل بن
ضَبَّةَ الضَّبِّيُّ، البَصْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ.
سَمِعَ: طَالُوْتَ بنَ عَبَّاد، وَأَبَا الرَّبِيْع
الزَّهْرَانِيّ، وَعُبَيْدَ اللهِ بنَ مُعَاذٍ العنبري،
وعبد الواحد ابن غِيَاث، وَعَبْدَ الأَعْلَى بن حَمَّادٍ
النَّرْسِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَأَبَا
كَامِلٍ الجَحْدَرِي، وَمُوْسَى بن عُمَرَ الجَارِي،
وَسُلَيْمَانَ بنَ دَاوُدَ المَهْرِي، وَهُدْبَةَ بنَ
خَالِدٍ القَيْسِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُوْسَى الحَرَشِيّ،
وَمُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ، وَوَالدَهُ يَحْيَى السَّاجِيّ،
وَخَلْقاً بِالبَصْرَةِ. وَلَمْ يَرْحَلْ فِيْمَا أَحسِب.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو
بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ
بنِ السَّقَّاء الوَاسِطِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ
بنُ إِسْمَاعِيْلَ المُتَكَلِّم، ويوسف ابن يَعْقُوْبَ
البَخْتَرِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ،
وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَالقَاضِي يُوْسُف
المَيَانَجِي وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ الوَرَّاق، وَأَبُو
الشَّيْخ بن حَيَّانَ، وَخَلْقٌ سواهم.
وكان من أئمة الحديث.
__________
1 ترجمته في الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2717"، وتذكرة
الحفاظ "2/ ترجمة 727"، والعبر "2/ 134"، وميزان الاعتدال
"2/ 79"، ولسان الميزان "2/ 488"، وتهذيب التهذيب "3/
334"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 250".
(11/121)
أَخَذَ عَنْهُ أَبُو الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ
مَقَالَة السَّلَف فِي الصِّفَات، وَاعتمد عَلَيْهَا أَبُو
الحَسَنِ فِي عِدَّة تآلِيف.
وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "طبقَات
الشَّافِعِيَّة": وَمِنْهُم زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى
السَّاجِيّ، أَخَذَ عَنِ الرَّبِيْعِ وَالمُزَنِيِّ،
وَلَهُ كِتَاب "اخْتِلاَف العلماء"، وَكِتَاب "علل
الحَدِيْث".
قُلْتُ: وَلِلسَّاجِي مصَنَّفٌ جليلٌ فِي علل الحَدِيْث
يدلُّ عَلَى تبحُّره وَحِفْظِهِ، وَلَمْ تبلُغْنَا
أَخْبَارُهُ كَمَا فِي النّفس، وَقَدْ هَمَّ بِمَنْ أَدخلَ
عَلَيْهِ، فَقَالَ الخَلِيْلِيّ: سَمِعْتُ عبدَ
الرَّحْمَنِ بنَ أَحْمَدَ الشيرَازيَّ الحَافِظ يَقُوْلُ:
سَأَلْتُ ابْنَ عَدِيٍّ عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنُ مُحَمَّدِ
بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَة، فَقَالَ: كُنَّا بِالبَصْرَةِ
عِنْد زَكَرِيَّا السَّاجِيّ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ
إِبْرَاهِيْمُ حَدِيْثَيْنِ عن أحمد بن عبد الرحمن ابن
وَهْبٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ مَالِكٍ، فَقُلْتُ: هُمَا عَنْ
يُوْنُس، فَأَخَذَ السَّاجِيُّ كِتَابَهُ، فتَأَمَّل
وَقَالَ لِي: هُوَ كَمَا قُلْتَ. وَقَالَ لإِبْرَاهِيْم:
مِمَّنْ أَخذتَ هَذَا؟ فَأَحَال عَلَى بَعْضِ أَهْلِ
البَصْرَةِ. قَالَ: عَلَيَّ بصَاحِب الشُّرْطَة حَتَّى
أُسَوِّدَ وَجه هَذَا. فَكلَّمُوهُ حَتَّى عفَا عَنْهُ،
وَمزَّقَ الكِتَاب.
مَاتَ بِالبَصْرَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ،
وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الفَضْلِ بنِ عَسَاكِرَ، عَنْ عَبْدِ
المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ الصُّوْفِيّ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ
بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكنجروذي، أخبرنا
أبو عمرو بنُ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
يَحْيَى زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى السَّاجِيّ -وَمَا
كَتَبْتُ عَنْهُ إلَّا هَذَا الحَدِيْث الوَاحِد-
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي،
حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بنُ حَيَّان، عَنْ حُمَيْدِ بنِ
هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلاَ يَدَعَنَّ أَحَداً
يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنْ أَبَى فَلْيَدْفَعْهُ،
فَإِنَّ مَعَهُ شَيْطَاناً" 1. صَحِيْح غَرِيْب، تَفَرَّد
بِهِ حُمَيْد بن هِلاَلٍ. أخرجه الشيخان من طريق يُوْنُس
بن عُبَيْدٍ، وَسُلَيْمَان بن المُغِيْرَةِ، عَنْ حُمَيْدٍ
بِهِ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ السُّلَمِيّ، أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْح بن شَاتيل،
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَعْقُوْبَ
القَاضِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ
السَّقَّاء، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيّ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الحَرَشِيّ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بنُ
يسَافَ اليَمَامِيّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي
كَثِيْر، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"يَا أبا هريرة! ألَّا أُخْبِرُكَ بِأَمرٍ هُوَ حقٌ، مَنْ
تَكَلَّمَ بِهِ بَعْدَ المَوْتِ فَقَدْ نَجَا"؟ فَذَكَرَ
حَدِيْثاً منكرًا، وعامر ضعيف الحديث.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "509"، ومسلم "505".
(11/122)
2633- ابن سريج
1:
الإِمَامُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، فَقِيْهُ العِرَاقَين،
أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ بن سُرَيْج
البَغْدَادِيّ، القَاضِي الشَّافِعِيّ، صَاحِبُ
المُصَنَّفَات.
وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ،
وَسَمِعَ فِي الحدَاثَةِ، وَلَحِقَ أَصْحَابَ سُفْيَان بن
عُيَيْنَةَ، وَوَكِيْع. فسَمِعَ مِنَ: الحَسَنِ بنِ
مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيّ -تِلْمِيْذِ الشَّافِعِيّ-
وَمِنْ: عَلِيِّ بن إِشكَاب، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ
الرَّمَادِيّ، وَعَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيِّ،
وَأَبِي يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ غَالِبٍ
العَطَّارُ، وَعَبَّاسِ بنِ عَبْدِ اللهِ التُّرْقُفِيِّ،
وَأَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ
المَلِكِ الدَّقِيْقِيّ، وَالحَسَنِ بنِ مُكرم، وَحَمْدَان
بنِ عَلِيٍّ الوَرَّاق، وَمُحَمَّدِ بنِ عِمْرَانَ
الصَّائِغ، وَأَبِي عَوْفٍ البُزُورِيّ، وَعُبَيْدِ بنِ
شَرِيْك البَزَّار، وَطَبَقَتِهِم.
وَتفقَّه بِأَبِي القَاسِمِ عُثْمَانَ بنِ بَشَّار
الأَنْمَاطِيّ الشَّافِعِيّ، صَاحِب المُزَنِيّ، وَبِهِ
انْتَشَر مَذْهَب الشَّافِعِيِّ، بِبَغْدَادَ، وَتخرَّج
بِهِ الأَصْحَاب.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ،
وَأَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ،
وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ الغِطْرِيْف الجُرْجَانِيّ،
وَغَيْرهُم.
يَقَع لِي مِنْ عَالِي رِوَايَتِه فِي جُزْء
الغِطْرِيْفِيّ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ: أَنْبَأَنَا
أَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ
عَبْدِ السَّلاَمِ، أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ
فِي "طبقَات الفُقَهَاء" قَالَ: كَانَ يُقَالُ لاِبْنِ
سُرَيْج: البَاز الأَشهب. وَلِيَ القَضَاءَ بشِيرَاز،
وَكَانَ يُفضَّل عَلَى جَمِيْع أَصْحَاب الشَّافِعِيّ،
حَتَّى عَلَى المُزَنِيّ. وَإِنَّ فِهْرستَ كُتُبه كَانَ
يشْتَمل عَلَى أَرْبَع مائَة مصَنَّف، وَكَانَ الشَّيْخُ
أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيّ يَقُوْلُ: نَحْنُ نجرِي
مَعَ أَبِي العَبَّاسِ فِي ظوَاهر الفِقْه دُوْنَ
دقَائِقه. تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي القَاسِمِ الأَنْمَاطِيّ،
وَأَخَذَ عَنْهُ خَلق، وَمِنْهُ انْتَشَرَ المَذْهَب.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ خَيْرَان: سَمِعْتُ أَبَا
العَبَّاسِ بن سُرَيْج يَقُوْلُ: رَأَيْتُ كَأَنَّمَا
مُطِرْنَا كِبْريتاً أَحمر، فملأَتُ أَكمَامِي وَحِجْرِي،
فَعُبِّرَ لِي: أَنْ أُرزقَ عِلْماً عَزِيْزاً كَعِزَّة
الكِبْريت الأَحْمَر.
وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ الفَقِيْه: سَمِعْتُ ابْنَ
سُرَيْج يَقُوْلُ: قَلَّ مَا رَأَيْتُ مِنَ المتفقِّهَة
مَنِ اشْتَغَلَ بِالكَلاَم فَأَفلح، يفوتُهُ الفِقْهُ
وَلاَ يصل إلى معرفة الكلام.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 287"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 149"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ ترجمة 21"،
وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 798"، والعبر "2/ 132"، والنجوم
الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 194"، وشذرات الذهب لابن
العماد الحنبلي "2/ 247".
(11/123)
وَقَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ حَسَّانَ بنَ
مُحَمَّد يَقُوْلُ: كُنَّا فِي مَجْلِس ابْن سُرَيْج
سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَيْخٌ
مِنْ أَهْلِ العِلْمِ فَقَالَ: أَبْشِرْ أَيُّهَا
القَاضِي، فَإِنَّ اللهَ يبعثُ عَلَى رَأْسِ كُلّ مائَة
سَنَةٍ مَنْ يجدِّد -يَعْنِي: لِلأُمَّة- أَمر دِينهَا،
وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى بعثَ عَلَى رَأْس المائَة عُمَرَ
بنَ عبد العزيز، وبعث عَلَى رَأْس المائَتَيْنِ مُحَمَّد
بن إِدْرِيْسَ الشَّافِعِيّ، وَبعثَكَ عَلَى رَأْس
الثَّلاَث مائَة، ثُمَّ أَنشَأَ يَقُوْلُ:
اثْنَانِ قَدْ ذَهَبَا فَبُورِكَ فِيْهِمَا ... عُمَرُ
الخَلِيْفَةُ ثُمَّ حلفُ السُّؤْدُدِ
الشَّافِعِيّ الأَلْمَعِيُّ مُحَمَّدٌ ... إِرْثُ
النُّبُوَّةِ وَابْنُ عَمِّ مُحَمَّدِ
أَبْشِرْ أَبَا العَبَّاسِ إِنَّكَ ثَالثٌ ... مِنْ
بَعْدِهِمْ سُقْياً لتُرْبَةِ أَحْمَدِ
قَالَ: فصَاح أَبُو العَبَّاسِ، وَبَكَى، وَقَالَ: لَقَدْ
نعَى إِلَيَّ نَفْسِي. قَالَ حَسَّانُ الفَقِيْه: فَمَاتَ
القَاضِي أَبُو العَبَّاسِ تِلْكَ السّنَة.
قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ عَلَى رَأْس الأَربع مائَة الشَّيْخُ
أَبُو حَامِدٍ الإسْفَرَايينِيّ، وَعَلَى رَأْسِ الْخمس
مائَة أَبُو حَامِدٍ الغزَالِيّ، وَعَلَى رَأْس الَسْتِّ
مائَة الحَافِظُ عَبْدُ الغنِيّ، وَعَلَى رَأْس السَّبعِ
مائَة شَيْخنَا أَبُو الفَتْحِ ابْنُ دَقيق العِيْد.
وَإِن جعلتَ "مَنْ يُجَدِّد" لفظاً يَصْدُقُ عَلَى
جَمَاعَة -وَهُوَ أَقوَى- فَيَكُوْنُ عَلَى رَأْس المائَة:
عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْز خَلِيْفَةُ الوَقْت،
وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالحَسَنُ البَصْرِيّ،
وَمُحَمَّدُ بنُ سِيْرِينُ، وَأَبُو قِلاَبَةَ، وطائفةٌ.
وَعَلَى رَأْس المائَتَيْنِ مَعَ الشَّافِعِيِّ: يزيد ابن
هَارُوْنَ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَشهبُ
الفَقِيْه، وَعِدَّةٌ. وَعَلَى رَأْس الثَّلاَث مائَة مَعَ
ابْنِ سُرَيْج: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ،
وَالحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، وَطَائِفَةٌ.
وَمِمَّنْ مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ مُسْنِدُ بَغْدَادَ
أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ
الجَبَّارِ الصُّوْفِيُّ، وَشَيْخُ الصُّوْفِيَّة أَبُو
عَبْدِ اللهِ ابْنُ الجلاَّء أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى
بِالشَّامِ، وَالمُحَدِّثُ حَاجِبُ بنُ أَركين
الفَرْغَانِيّ، وَالحَافِظُ عَبْدَان بنُ أَحْمَدَ بنِ
مُوْسَى الأَهْوَازِيّ، وَالمُحَدِّث علي ابن إِسْحَاقَ
بنِ زَاطِيَا المُخَرِّمِيّ، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ
خَلَفٍ وَكِيْع الأَخْبَارِيّ، وَمُحَدِّثُ قَزْوين أَبُو
عَبْدِ الله محمد بن مسعود بن الحارث الأسدي، وَمُفْتِي
الشَّافِعِيَّة بِمِصْرَ أَبُو الحَسَنِ مَنْصُوْرُ بنُ
إِسْمَاعِيْلَ الضَّرِيْر.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي عُمَرَ إِذْناً:
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي قَالاَ:
أَخْبَرَنَا طَاهِرُ ابن عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو
أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ أحمد،
(11/124)
حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ بنُ سُرَيْج،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ إِشكَاب، حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ،
حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ ذرّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرُّصَافَة
البَاهِلِيُّ مِنْ أَهْلِ الشَّام: أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ
حَدَّثَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ، قَالَ: "مَا مِنِ امرِئٍ
تَحْضُرُهُ صَلاَةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيَتَوَضَّأُ عِنْدَهَا،
فَيُحْسِنُ الوُضُوءَ، ثُمَّ يُصَلِّي فَيُحْسِنُ
الصَّلاَةَ إلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ بِهَا مَا كَانَ
بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّلاَةِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا
مِنْ ذُنُوبِه"1.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا ابْنُ سُرَيْج: حَدَّثَنَا
الزَّعْفَرَانِيّ، حَدَّثَنَا وَكِيْعٌ، حَدَّثَنَا
الثَّوْرِيُّ، عَنْ رَبِيْعَةَ الرَّأْي، عَنْ يَزِيْدَ
مَوْلَى المُنْبَعث، عَنْ زَيْدِ بنِ خَالِدٍ، قَالَ:
سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- عَنِ اللُّقَطَةِ؟ فَقَالَ: "عَرِّفْهَا
سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا وَإِلاَّ فاستنفقها" 2.
__________
1 صحيح لغيره: أخرجه أحمد "5/ 260" حدثنا روح، حدثنا عمر
بن ذر، به.
قلت: إسناده ضعيف، آفته أبو الرصافة الباهلي، فإنه مجهول،
لكن للحديث شاهد عن عثمان قال: والله لأحدثكم حديثا والله
لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه إني سَمِعْتُ رَسُوْلَ
اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "لا
يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه
وبين الصلاة التي تليها".
أخرجه البخاري "160"، ومسلم "227" "6" من طريق صالح بن
كيسان عن ابن شهاب: ولكن عروة يحدث عن حمران أنه قال: فلما
توضأ عثمان قال: فذكره.
وقال عروة: الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا
أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ
مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ
يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ}
[البقرة: 159] ، واللفظ لمسلم.
2 صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "2/ 757"، ومن طريق
مالك أخرجه الشافعي "2/ 137"، والبخاري "2372" و"2429"،
ومسلم "1722"، وأبو داود "1705"، والطحاوي "4/ 134" وابن
الجارود "666"، والطبراني في "الكبير" "5250"، والبيهقي
"6/ 185 و186 و192"، والبغوي "2207" عن ربيعة بن أبي عبد
الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني أنه
قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فسأله عن
اللقطة؟ فقال: اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها سنة فإن جاء
صاحبها، وإلا فشأنك بها" قال: فضالة الغنم؟ قال: لك أو
لأخيك أو للذئب. قال: فضالة الإبل؟ قال: مالك ولها؟ معها
سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها"
واللفظ لمسلم.
وأخرجه عبد الرزاق "18602"، والحميدي "816"، وابن أبي شيبة
"6/ 456"، وأحمد "4/ 117"، والبخاري "91" و"2427"، "2428"،
و"2436" و"2438" و"6112"، ومسلم "1722"، وأبو داود "1704"،
والترمذي "1372"، والطحاوي "4/ 134"، وابن الجارود "667"،
والطبراني "5249" و"5252" و"5253" و"5257"، والدارقطني "4/
235 و236"، والبيهقي "6/ 185 و189 و192 و197"، والبغوي
"2208" من طرق عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، به.
وقوله: اعرف عفاصها: العفاص: هو الوعاء الذي يكون فيه
النفقة، إن كان من جلد أو من خرقة أو غير ذلك.
والوكاء: يعني الخيط الذي تشد به.
(11/125)
ابن مقبل وابن
الحداد:
2634- ابن مقبل 1:
الحَافِظُ الإِمَامُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، بَكْرُ بنُ
أَحْمَدَ بنِ مُقبل الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُمُ البَصْرِيّ.
يَرْوِي عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيِّ،
وَأَبِي حَفْصٍ الفَلاَّس، وَبُنْدَار، وَعَبْد المَلِكِ
بن هَوْذَةَ بنِ خَلِيْفَةَ، وَطَبَقَتهِم.
وَعَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِ مائَةٍ فِي رَمَضَانَ.
2635- ابن الحداد 2:
الإِمَامُ، شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو عُثْمَانَ،
سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَبِيْح بن الحَدَّاد
المَغْرِبِيّ، صَاحِب سَحْنُوْن، وَهُوَ أَحَد
الْمُجْتَهدين، وَكَانَ بَحْراً فِي الفُرُوْع، وَرَأْساً
فِي لِسَان العَرَب، بَصِيْراً بِالسُّنَنِ.
وَكَانَ يذُمُّ التَّقليد وَيَقُوْلُ: هُوَ مِنْ نقص
العُقول، أَوْ دنَاءة الهِمَم.
ويَقُوْلُ: مَا لِلْعَالِم وَملاَءَمَة المَضَاجع.
وَكَانَ يَقُوْلُ: دليلُ الضَّبْطِ الإِقلاَل، وَدليلُ
التَّقْصِير الإِكثَار.
وَكَانَ مِنْ رُؤُوْس السُّنَّة.
قَالَ ابْنُ حَارِث: لَهُ مَقَامَاتٌ كَرِيْمَة، وَموَاقفُ
مَحْمُودَة فِي الدَّفع عَنِ الإِسْلاَم، وَالذَّبِّ عَنِ
السُّنَّة، نَاظرَ فِيْهَا أَبَا العَبَّاسِ المعجوقِيّ
أَخَا أَبِي عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيِّ الدَّاعِي إِلَى
دَوْلَة عُبَيْد اللهِ، فَتَكَلَّم ابْنُ الحَدَّاد وَلَمْ
يَخَفْ سَطْوَة سُلطَانهم، حَتَّى قَالَ لَهُ: وَلدُه
أَبُو مُحَمَّدٍ: يَا أَبَة! اتَّقِ الله فِي نَفْسِك
وَلاَ تبَالغ. قَالَ: حَسْبِي مَنْ لَهُ غَضِبتُ، وَعَنْ
دِينه ذَبَبْت.
وَله مَعَ شَيْخ المُعْتَزِلَة الفَرَّاء مُنَاظَرَاتٌ
بِالقَيْرَوَان، رَجَعَ بِهَا عددٌ مِنَ المُبتدِعَة.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ صَنَّف فِي الرَّدِّ عَلَى
"المدَوَّنَة" وَأَلَّف أَشيَاء.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ اللَّبَّاد: بَيْنَا سَعِيْدُ بنُ
الحَدَّاد جَالسٌ أَتَاهُ رَسُوْلُ عُبَيْد اللهِ
-يَعْنِي: المَهْدِيّ - قَالَ: فَأَتَيْتُهُ وَأَبُو
جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ وَاقف، فَتَكَلَّمتُ بِمَا
حَضَرنِي، فقال: اجلس. فجلست،
__________
1 ترجمته في العبر "2/ 118"، وشذرات الذهب لابن العماد
الحنبلي "2/ 234".
2 ترجمته في العبر "2/ 122"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين
الصفدي "15/ 179 و256"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي
"2/ 238".
(11/126)
فإذا بكتاب لطيف، فقال لأبي جَعْفَر: اعرضِ
الكِتَابَ عَلَى الشَّيْخ. فَإِذَا حَدِيْثُ غَدِير خُمّ1.
قُلْتُ: وَهُوَ صَحِيْح، وَقَدْ رَوَيْنَاهُ.
فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَمَا لِلنَّاسِ لاَ يكُونُوْنَ
عَبِيْدنَا؟ قُلْتُ: أَعزَّ اللهُ السَّيِّد، لَمْ يُرِدْ
وَلاَيَةَ الرِّق، بَلْ وَلاَيَة الدِّين. قَالَ: هَلْ
مِنْ شَاهد؟ قُلْتُ قَالَ الله تَعَالَى: {مَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ
وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا
لِي مِنْ دُونِ اللَّه} [آل عِمْرَانَ: 79] ، فَمَا لَمْ
يَكُنْ لِنبِيّ الله لَمْ يَكُنْ لِغَيْره. قَالَ:
انْصَرَفْ لاَ ينَالُكَ الحرّ. فَتَبِعَنِي
البَغْدَادِيُّ، فَقَالَ: اكتُمْ هَذَا المَجْلِس.
وَقَالَ مُوْسَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَطَّان: لَوْ
سَمِعْتُم سَعِيْدَ بنَ الحَدَّاد فِي تِلْكَ المحَافل
-يَعْنِي: مُنَاظرته لِلشِّيعِيِّ- وَقَدِ اجْتَمَعَ لَهُ
جَهَارَةُ الصَّوت، وَفخَامَةُ المَنْطِقِ، وَفَصَاحَةُ
اللِّسَان، وَصوَابُ المَعَانِي، لتَمَنَّيْتُم أَنْ لاَ
يَسْكُت.
وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ الحَدَّاد تَحوَّل شَافِعِيّاً مِنْ
غَيْر تَقْلِيد، وَلاَ يَعْتَقِدُ مَسْأَلَةً إلَّا
بِحجَّة. وَكَانَ حَسَنَ البِزَّة، لكنَّه كَانَ يتقوَّتُ
بِاليَسِيْر، وَلَمْ يَحُجّ، وَكَانَ كَثِيْر الردِّ عَلَى
الكُوْفِيِّين.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ سَارَ لتلقِّي أَبِي عَبْدِ اللهِ
الشِّيْعِيّ، فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخ! بِمَ كُنْت تقضِي؟
فَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ يُوْنُسَ: بِالكِتَابِ
وَالسُّنَّةِ. قَالَ: فَمَا السُّنَّة؟ قَالَ: السُّنَّة
السُّنَّة. قَالَ ابْنُ الحَدَّاد: فَقُلْتُ لِلشِّيعِي:
المَجْلِسُ مشتَرَك أُمْ خَاصّ؟ قَالَ: مشترَك. فَقُلْتُ:
أَصلُ السُّنَّة فِي كَلاَم العَرَب المثَال، قَالَ
الشَّاعِر:
تُرِيْكَ سَنَّةَ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْرِفَةٍ ... مَلْسَاءَ
لَيْسَ بِهَا خَالٌ وَلاَ نَدَبُ
أَي صُورَة وَجه وَمثَاله. وَالسُّنَّة محصورَةٌ فِي
ثَلاَث: الاَئِتمَار بِمَا أَمرَ بِهِ النَّبِيّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالاَنتهَاء عَمَّا نَهَى
عَنْهُ، وَالاَئِتسَاء بِمَا فعل. فَقَالَ الشِّيْعِيّ:
فَإِنِ اختلفَ عَلَيْكَ النّقل، وَجَاءتِ السُّنَّةُ مِنْ
طُرق؟ قُلْتُ: أَنظرُ إِلَى أَصحِّ الخَبَرَيْن، كشُهُوْدٍ
عدولٍ اختلفُوا فِي شهَادَة. قَالَ: فَلَو اسْتَوَوْا فِي
الثَّبَات؟ قُلْتُ: يَكُوْنُ أَحَدهُمَا نَاسخاً لِلآخر.
قَالَ: فمِنْ أَيْنَ قلتُم بِالقِيَاس؟ قُلْتُ مِنْ كِتَاب
الله: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُم} [المَائِدَة:
95] ، فَالصَّيْدُ معلومَةٌ عينُه، فَالجزَاءُ أُمرنَا
أَنْ نمثِّلَهُ بِشَيْءٍ مِنَ النَّعَم، وَمثلُه فِي
تَثْبِيت القِيَاس: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَه} [النِّسَاء: 83] ، وَالاستنباط غَيْر
مَنْصُوص. ثُمَّ عَطَفَ عَلَى مُوْسَى القَطَّان فَقَالَ:
أين وجدتم
__________
1 وهو حديث: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، وهو حديث صحيح
أخرجه أحمد "2/ 372" بإسناده عن زيد بن أرقم، به. وقد سبق
تخريجنا له في ترجمة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(11/127)
حدَّ الخَمْر فِي كِتَاب الله، تَقُولُ:
اضرِبُوْهُ بِالأَرديَة وَبَالأَيْدِي ثُمَّ بِالجَرِيد؟ 1
فَقُلْتُ أَنَا: إِنَّمَا حُدَّ قِيَاساً عَلَى حدِّ
القَاذف، لأَنَّه إِذَا شرِبَ سَكِر، وَإِذَا سَكِرَ
هَذَى، وَإِذَا هَذَى افترى، فَأَوجبَ عَلَيْهِ مَا
يَؤُولُ إِلَيْهِ أَمرُه. قَالَ: أَوَلَمْ يقلْ رَسُوْلُ
اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَأَقْضَاكُمْ
عَليّ.." فَسَاقَ لَهُ مُوْسَى تمَامَه وَهُوَ:
"وَأَعْلَمُكُمْ بِالحَلاَلِ وَالحَرَام مُعَاذ،
وَأَرْأَفُكُمْ أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّكُمْ فِي دِيْنِ
اللهِ عُمَر" 2. قَالَ: كَيْفَ يَكُوْنُ أَشدَّهُم وَقَدْ
هَرَبَ بِالرَّايَة يَوْم خَيْبَر؟ قَالَ: مُوْسَى: مَا
سَمِعْنَا بِهَذَا. فَقُلْتُ: إنما تحيز إلى فئة فليس
بفار.
وَقَالَ فِي: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}
[التَّوبَة: 40] ، إِنَّمَا نَهَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ حُزْنِه لأَنَّه كَانَ
مسخوطاً. قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ قَوْلُه إلَّا تَبْشِيْراً
بِأَنَّهُ آمنٌ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ وَعَلَى نَفْسه،
فَقَالَ أَيْنَ نَظِيْرُ مَا قُلْتَ؟ قُلْتُ: قَوْلُهُ
لِمُوْسَى وَهَارُوْن: {لاَ تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا
أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] ، فَلَمْ يَكُنْ خَوْفُهُمَا
مِنْ فِرْعَوْن خَوْفاً بِسخط الله.
ثُمَّ قَالَ: يَا أَهْل البلدَة: إِنَّكُم تبغضُون
عَلِيّاً؟ قُلْتُ: عَلَى مُبْغِضِهِ لعنَةُ الله. فَقَالَ:
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ. قُلْتُ: نَعَمْ، وَرفعتُ صَوْتِي:
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَنَّ الصَّلاَةَ فِي
خطَاب العَرَب الرَّحْمَةُ وَالدُّعَاء، قَالَ: أَلَمْ يقل
رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُوْنَ مِنْ مُوْسَى"؟
قُلْتُ: نَعَمْ، إلَّا أَنَّهُ، قَالَ: "إلَّا أَنَّهُ لاَ
نبي بعدي" 3. وهارون كان حجة في
__________
1 ورد ذلك من حديث أَنَسُ بنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ضرب في الخمر بالجريد
والنعال، وجلد أبو بكر أربعين" أخرجه البخاري "6773"،
ومسلم "1706" "36" من طريق هشام، عن قتادة عن أنس، به
واللفظ للبخاري.
2 ورد عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: "أَرْحَمُ أُمَّتِي
بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِيْنِ اللهِ
عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حياء عثمان، وأعلمها بالحلال
والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤها لكتاب الله أبي، وأعلمها
بالفرائض زيد بن ثابت وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ،
وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عبيدة ابن الجراح".
أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 8"، وابن سعد "3/ 499 و586" و"7/
388"، وأحمد "3/ 184"، والترمذي "3791"، والنسائي في
"الكبرى" "8287" وابن ماجه "154، 155"، وابن حبان "2218"
و"2219"، والحاكم "3/ 422"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "1/
351"، وأبو نعيم "3/ 122"، وابن أبي عاصم، "1281" و"1282"،
والبيهقي "6/ 210"، والبغوي "3930"، والضياء في "المختارة"
"2241" من طريق خَالِدٌ الحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ
عَنْ أَنَسٍ، به.
وأخرجه الترمذي "3790"، وابن أبي عاصم "1252" و"1283" من
طريق قتادة، عن أنس، به.
وهو حديث صحيح على شرط الشيخين.
3 صحيح: أخرجه من طرق عن سعد بن أبي وقاص: أحمد "1/ 173
و175 و184 و185" والبخاري "3706"، ومسلم "2404"، والترمذي
"3724"، وابن ماجه "115" و"121"، وابن أبي عاصم في "السنة"
"1335" و"1336" و"1338" و"1342" و"1343"، والحاكم "3/
108-109".
(11/128)
حَيَاة مُوْسَى، وَعلِيٌّ لَمْ يَكُنْ
حجَّةً فِي حَيَاةِ النَّبِيّ، وَهَارُوْنُ فَكَانَ
شَرِيْكاً، أَفَكَانَ عليٌّ شريكاً لِلنَّبِيِّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النُّبُوَّة؟! وَإِنَّمَا
أَرَادَ التَّقْرِيْب وَالوِزَارَة وَالوِلاَيَة. قَالَ:
أَولَيْسَ هُوَ أَفضل؟ قُلْتُ: أَلَيْسَ الحَقُّ
مُتَّفِقاً عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: قَدْ ملكتَ
مدَائِن قَبْلَ مدينتنَا، وَهِيَ أَعْظَمُ مَدِيْنَة،
وَاسْتفَاضَ عَنْكَ أَنَّك لَمْ تُكْرِهْ أَحَداً عَلَى
مذهَبِكَ، فَاسلُكْ بِنَا مسلَكَ غيرِنَا وَنَهَضْنَا.
قَالَ ابْنُ الحَدَّاد: وَدخلتُ يَوْماً عَلَى أَبِي
العَبَّاسِ، فَأَجلسَنِي مَعَهُ فِي مَكَانِهِ وَهُوَ
يَقُوْلُ لِرَجُلٍ: أَلَيْسَ المتعلِّم محتاجًا إلى المعلم
أبدًا؟ فعرفت أنه يُرِيْدُ الطَّعن عَلَى الصِّدِّيق فِي
سُؤَاله عَنْ فرض الجَدَّة، فَبدرتُ وَقُلْتُ: المتعلِّم
قَدْ يَكُوْنُ أَعْلَمَ مِنَ المُعَلِّم وَأَفقَهَ
وَأَفْضَلَ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: "رُبَّ
حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ... " 1.
ثُمَّ مُعَلِّمُ الصِّغَار القُرْآن يَكبرُ أَحَدُهُم
ثُمَّ يَصير أَعْلَمَ مِنَ المُعَلِّم. قَالَ: فَاذكر مِنْ
عَامِّ القُرْآنِ وَخَاصِّه شَيْئاً؟ قُلْتُ: قَالَ:
تَعَالَى: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَات} [البَقَرَة:
221] ، فَاحتمل المرَادُ بِهَا العَامّ، فَقَالَ تَعَالَى:
{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ
قَبْلِكُم} [المَائِدَة: 5] ، فعَلمنَا أَنَّ مُرَاده
بِالآيَة الأُولَى خَاصٌّ، أَرَادَ: وَلاَ تَنْكِحُوا
المُشْركَاتِ غَيْرَ الكتَابيَّات مِنْ قَبْلِكُم حَتَّى
يُؤمِنّ. قَالَ: وَمَنْ هنَّ المحصَنَات؟ قُلْتُ:
العفَائِف. قَالَ: بَلِ المتزوِّجَات. قُلْتُ: الإِحصَانُ
فِي اللُّغَة: الإِحرَاز، فَمَنْ أَحرزَ شَيْئاً فَقَدْ
أَحصَنَهُ، وَالعِتْقُ يُحَصِّنُ المَمْلُوْكَ لأَنَّه
يحرزُهُ عَنْ أَنْ يجرِيَ عَلَيْهِ مَا عَلَى
المَمَالِيْك، وَالتّزويجُ يحصِنُ الفرجَ لأَنَّهُ
أَحرزَهُ عَنْ أَنْ يَكُوْنَ مبَاحاً، وَالعفَافُ
إِحْصَانٌ لِلْفَرْج. قَالَ: مَا عِنْدِي الإِحصَان إلَّا
التَّزْوِيج. قُلْتُ لَهُ: مُنْزِلُ القُرْآنِ يَأْبَى
ذَلِكَ، قال: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي
أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} [التّحريم: 12] ، أَي: أَعَفَّتْه،
وَقَالَ {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَات} [النِّسَاء: 25]
، عفَائِف. قَالَ: فَقَدْ قَالَ فِي الإِمَاء: {فَإِذَا
أُحْصِنَّ} [النِّسَاء: 25] ، وَهنَّ عِنْدَكَ قَدْ يكنَّ
عفَائِف. قُلْتُ: سَمَّاهُنَّ بِمتقدِّم إِحصَانِهِنَّ
قَبْل زِنَاهُنَّ، قَالَ تَعَالَى: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا
تَرَكَ أَزْوَاجُكُم} [النِّسَاء: 12] ، وَقَدِ انْقَطَعتِ
العصمة بالموت، يريد اللاتي كن
__________
1 صحيح: أخرجه الشافعي "1/ 14"، والترمذي "2658"، من حديث
ابن مسعود مرفوعا "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها
وبلغها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه".
وهو حديث متواتر. وورد عن زيد بن ثابت: عند أحمد "5/ 183"،
وأبي داود "3660"، والترمذي "2656"، وابن ماجه "230"،
والدارمي "1/ 75".
وورد عن جبير بن مطعم: عند أحمد "4/ 80"، وابن ماجه "231"،
والدارمي "1/ 74 و75".
وورد عن أبي الدرداء: عند الدارمي "1/ 75-76".
وورد عن أنس بن مالك: عند أحمد "3/ 225"، وابن ماجه "236".
(11/129)
أَزواجَكُم. قَالَ: يَا شَيْخ! أَنْتَ
تَلُوذ. قُلْتُ: لَسْتُ أَلوذ، أَنَا المُجِيْب لَكَ،
وَأَنْت الَّذِي تلوذُ بِمسأَلَة أُخْرَى، وَصِحْتُ أَلاَ
أَحَدٌ يَكْتُبُ مَا أَقُولُ وَتَقُولُ. قَالَ: فوقَى الله
شرَّه. وَقَالَ: كَأَنَّك تَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ
النَّاس. قُلْتُ: أَمَّا بِدينِي فَنَعم. قَالَ: فَمَا
تحتَاجُ إِلَى زِيَادَةٍ فِيْهِ؟ قُلْتُ: لاَ. قَالَ:
فَأَنْتَ إِذاً أَعْلَمُ مِنْ مُوْسَى إِذْ يَقُوْلُ:
{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ} [الْكَهْف: 66]
، قَالَ: هَذَا طعنٌ عَلَى نُبُوَّة مُوْسَى، مُوْسَى مَا
كَانَ محتَاجاً إِلَيْهِ فِي دِيْنِهِ، كلاَّ، إِنَّمَا
كَانَ العِلْم الَّذِي عِنْد الخَضِرِ دُنْيَاويّاً:
سَفِيْنَةً خَرَقَهَا، وَغُلاَماً قَتَلَهُ، وَجِدَاراً
أَقَامَهُ، وَذَلِكَ كُلُّه لاَ يَزِيْدُ فِي دِين
مُوْسَى. قَالَ: فَأَنَا أَسأَلُكَ. قُلْتُ: أَوْرِدْ
وَعلِيَّ الإِصدَارُ بِالْحَقِّ بِلاَ مَثْنَوِيَّة.
قَالَ: مَا تَفْسِيْرُ الله؟ قُلْتُ: ذُو الإِلهيَّة.
قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: الرُّبوبيَّة. قَالَ: وَمَا
الرُّبوبيَّة؟ قُلْتُ: المَالِكُ الأَشيَاء كلها. قَالَ:
فَقُرَيْشٌ فِي جَاهِليَّتهَا كَانَتْ تَعْرِفُ الله؟
قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَقَدْ أَخبر الله تَعَالَى عَنْهُم
أَنَّهُم قَالُوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا
لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّه} [الزمر: 3] ، قُلْتُ:
لَمَّا أَشركُوا مَعَهُ غَيْرَه قَالُوا: وَإِنَّمَا
يَعْرِفُ اللهَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ.
وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لاَ
أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [الكَافرُوْنَ: 1-2] ، فَلَو
كَانُوا يعبدُوْنَهُ مَا قَالَ: {لاَ أَعْبُدُ مَا
تَعْبُدُونَ} . إِلَى أَنْ قَالَ: فَقُلْتُ: المشركُونَ
عَبَدَة الأَصْنَامِ الَّذِيْنَ بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- إِلَيْهِم عَلِيّاً ليقرأَ
عَلَيْهِم سُوْرَة برَاءة. قَالَ: وَمَا الأَصْنَام؟
قُلْتُ: الحجَارَة. قَالَ: وَالحجَارَةُ أَتُعْبَد؟
قُلْتُ: نَعَمْ، وَالعُزَّى كَانَتْ تُعْبَد وَهِيَ
شَجَرَة، وَالشِّعرَى كَانَتْ تُعبد وَهِيَ نجم، قَالَ:
فَالله يَقُوْلُ: {أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلَّا أَنْ
يُهْدَى} [يُوْنُس: 35] ، فَكَيْفَ تَقُولُ: إِنَّهَا
الحجَارَة؟ وَالحجَارَةُ لاَ تهتدِي إِذَا هُديت،
لأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ ذوَاتِ العُقُوْل. قُلْتُ:
أَخْبَرَنَا اللهُ أَنَّ الجُلُودَ تَنْطِقُ وَلَيْسَتْ
بذوَاتِ عُقُوْل، قَالَ: نسبَ إِلَيْهَا النُّطْقَ
مَجَازاً. قُلْتُ: مُنْزِلُ القُرْآنِ يَأْبَى ذَلِكَ،
فَقَالَ: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ
وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِم} [يس: 65] ، إِلَى أَنْ قَالَ:
{قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ
شَيْءٍ} [فصلت: 21] ، وما الفرق بَيْنَ جِسمِنَا
وَالحجَارَة؟ وَلَوْ لَمْ يُعقِّلْنَا لَمْ نَعْقِل،
وَكَذَا الحجَارَةُ إِذَا شَاءَ أَنْ تَعقلَ عَقَلت.
وَقِيْلَ: لَمْ يُرَ أَغزر دَمْعَةً مِن سَعِيْدِ بن
الحَدَّاد، وَكَانَ قَدْ صَحِبَ النُّسَّاك، وَكَانَ
مُقِلاً حَتَّى مَاتَ أَخٌ لَهُ بِصِقِلِّيَّة، فورِثَ
مِنْهُ أَرْبَع مائَة دِيْنَارٍ، فَبنَى مِنْهَا دَارَهُ
بِمَائتَيْ دِيْنَار، وَاكتسَى بخَمْسِيْنَ دِيْنَاراً.
وَكَانَ كَرِيْماً حليماً.
رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ
شَيْخُ ابْن أَبِي زَيْدٍ.
وَكَانَ يَقُوْلُ: القُرْبُ مِنَ السُّلْطَان فِي غَيْرِ
هَذَا الوَقْت حتفٌ مِنَ الحُتوف، فَكَيْفَ اليَوْم؟
(11/130)
وَقَالَ: مَنْ طَالَتْ صُحْبتُهُ
لِلدُّنْيَا وَلِلنَّاسِ فَقَدْ ثَقُل ظهرُه. خَاب
السَّالُوْنَ عَنِ اللهِ، المتنعِّمُوْنَ بِالدُّنْيَا. من
تَحَبَّبَ إِلَى العِبَاد بِالمَعَاصِي بَغَّضَهُ اللهُ
إِلَيْهِم.
وَقَالَ: لاَ تعدِلَنَّ بِالوَحدَةِ شَيْئاً، فَقَدْ صَارَ
النَّاسُ ذئاباً.
وَقَالَ: مَا صَدَّ عَنِ اللهِ مِثْلُ طلب المَحَامِد،
وَطلب الرِّفعَة.
وَله:
بَعْدَ سَبْعِيْنَ حِجَّة وَثَمَانِ ... قَدْ
تَوَفَّيْتُهَا مِنَ الأَزْمَانِ
يَا خَلِيْلِيَّ قَدْ دَنَا المَوْتُ مِنِّي ...
فَابْكِيَانِي -هُدِيْتُمَا- وَانْعِيَانِي
قَالَ القَاضِي عِيَاض: مَاتَ أَبُو عُثْمَانَ سَنَة
اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ ثَلاَثٌ
وَثَمَانُوْنَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللهُ.
(11/131)
حماس وابن البردون:
2636- حماس:
العَلاَّمَةُ المُفْتِي القَاضِي، أَبُو القَاسِمِ،
حِمَاسُ بنُ مَرْوَانَ بنِ سِمَاك الهَمْدَانِيّ
المَغْرِبِيّ.
اختلفَ فِي صِغره إِلَى سَحْنُوْن، وَكَانَ عَادلاً فِي
حُكمه، بَصِيْراً بِالفِقْه، عَلاَّمَة، وَكَانَ الإِمَامُ
يَحْيَى بنُ عُمَرَ يُثْنِي عَلَى حِمَاس وَيُطْرِيه.
وَقَالَ ابْنُ حَارِث: كَانَ مَعْدُوْداً فِي العبَّاد،
صَاحِبَ تهجُّد وَصِيَام، وَلبس صوف، مَعَ الفِقْه
البَارِع.
وَقَالَ أَبُو العَرَبِ: سَمِعَ مِنْ سَحْنُوْن، وَابْن
عَبْدوس وَغَيْرِهِمَا.
قِيْلَ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ اللَّيْل، فَوَجَد وَلَدَيْهِ
وَالعَجُوزَ وَالخَادِمَ يتهجَّدُوْنَ، فَسُرَّ بِذَلِكَ.
ويُؤثر عَنْهُ حكَايَاتٌ فِي زُهْده وَقنوعه.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ أَيْضاً،
بِإِفْرِيْقِيَةَ.
2637- ابْنُ البَرْدُوْنِ:
الإِمَامُ الشَّهِيْدُ المُفْتِي، أَبُو إِسْحَاقَ،
إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ البَرْدُوْنِ الضَّبِّيّ
مَوْلاَهُمُ، الإِفْرِيْقِيّ، المَالِكِيّ، تِلْمِيْذُ
أَبِي عُثْمَانَ بن الحَدَّاد.
قَالَ القَاضِي عِيَاض: كَانَ يَقُوْلُ إِنِّيْ أَتكلَّم
فِي تِسْعَة أعشار قياس العلم.
(11/131)
وَكَانَ منَاقضاً لِلْعرَاقيِّيْن، فَدَارت
عَلَيْهِ دوَائِر فِي أَيَّامِ عُبَيْد اللهِ، وضُرِبَ
بِالسِّيَاط، ثُمَّ سَعَوا بِهِ عِنْد دُخُوْل
الشِّيْعِيِّ إِلَى القَيْرَوَان، وَكَانَتِ الشِّيْعَةُ
تمِيلُ إِلَى العِرَاقيِّين لموَافقتِهِم لَهُم فِي
مَسْأَلَةِ التفْضِيْل وَرخصَة مَذْهَبهم، فرفَعُوا إِلَى
أَبِي عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيّ: أَنَّ ابْنَ البَرْدُوْنَ
وَأَبَا بكر ابن هُذَيل يطعنَان فِي دولتِهِم، وَلاَ
يفضِّلاَن عَلِيّاً. فَحَبَسَهُمَا، ثُمَّ أَمرَ
مُتَوَلِّي القَيْرَوَان أَنْ يضربَ ابْنَ هُذيل خَمْسَ
مائَةِ سَوْط، وَيضربَ عُنُق ابْنِ البردُوْنَ، فَغَلِطَ
المُتولِّي فَقتلَ ابْنَ هُذيل، وضربَ ابْنَ البردُوْنَ،
ثُمَّ قتلَه مِنَ الغَدِ.
وَقِيْلَ لاِبْنِ البردُوْنَ لَمَّا جرِّد لِلْقتل:
أَترجعُ عَنْ مَذْهَبِك؟ قَالَ: أَعنِ الإِسْلاَم أَرجِع؟
ثُمَّ صُلِبا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ
وَمائَتَيْنِ. وَأَمر الشِّيْعِيُّ الخَبِيْثُ أَنْ لاَ
يفتَى بِمَذْهَبِ مَالِكٍ، وَلاَ يُفتَى إلَّا بِمَذْهَب
أَهْل البَيْت، وَيَرَوْنَ إِسقَاط طلاَق البتَّة،
فَبَقِيَ مَنْ يتفقَّه لِمَالِكٍ إِنَّمَا يتفقَّهُ
خِفيَة.
قَالَ الحُسَيْنُ بنُ سَعِيْدٍ الخرَّاط: كَانَ ابْنُ
البَرْدُوْنَ بَارِعاً فِي العِلْمِ، يَذْهَبُ مَذْهَبَ
النَّظَر، لَمْ يَكُنْ فِي شَبَاب عصره أَقوَى عَلَى
الجَدَل وَإِقَامَة الحجَّة مِنْهُ. سَمِعَ مِنْ عِيْسَى
بنِ مِسْكِيْن، وَيَحْيَى بن عُمَرَ، وَجَمَاعَة. وَلَمَّا
أُتِيَ بِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي خِنْزِير، وَقَفَ، فَقَالَ
لَهُ: يَا خِنْزِير. فَقَالَ ابْنُ البَرْدُوْنَ:
الخنَازيرُ مَعْرُوْفَةٌ بِأَنيَابهَا. فَغَضِبَ وَضَرَبَ
عُنُقَهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ خُرَاسَان: لَمَّا وَصلَ عبيدُ
اللهِ إِلَى رَقَّادَة، طلبَ مِنَ القَيْرَوَان ابْنَ
البَردُوْنَ، وَابْنَ هُذَيْل، فَأَتيَاهُ وَهُوَ عَلَى
السَّرِيْر، وَعَنْ يمِينِهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ
الشِّيْعِيّ، وَأَخُوْهُ أَبُو العَبَّاسِ عَنْ يسَاره،
فَقَالَ: أتشهدان أن هذا رَسُوْلُ اللهِ؟ فَقَالاَ بلفظٍ
وَاحِد: وَاللهِ لَوْ جَاءَنَا هَذَا وَالشَّمْسُ عَنْ
يمِينِهِ وَالقَمَرُ عَنْ يسَاره يَقُوْلاَنِ: إِنَّهُ
رَسُوْلُ اللهِ، مَا قُلْنَا ذلك. فأمر بذبحهما.
(11/132)
2638- ابن
خيرون:
الإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ خَيْرُوْنَ
المَعَافِرِيُّ مَوْلاَهُمُ القُرْطُبِيّ.
قَالَ بَعْضُهُمْ: كُنْتُ جَالِساً عِنْد ابْن أَبِي
خِنْزِير فَدَخَلَ شَيْخٌ ذُو هَيْئَة وَخشوع، فَبَكَى
ابْن أَبِي خِنْزِير وَقَالَ: السُّلْطَان -يَعْنِي:
عُبَيْد اللهِ- وَجَّه إِلَيَّ يَأْمرنِي بِدَوْس هَذَا
حَتَّى يَمُوت. ثُمَّ بَطَحَهُ، وَقَفَزَ عَلَيْهِ
السُّودَانُ حَتَّى مَاتَ، لِجِهَادِهِ وَبُغْضِهِ
لِعُبَيْدِ اللهِ وَجُنْدِهِ.
وَكَانَ سَعَى بِهِ المَرُّوْذِيّ اللَّعين، وَلَمَّا
رَأَى ابْنُ أَبِي خِنْزِير كَثْرَةَ أَذَاهُ
لِلْعُلَمَاء، تحيَّل وَسعَى بِهِ، حَتَّى قَتَلَهُ
عُبَيْدُ الله سَنَةَ ثَلاَثِ مائَة، أَوْ بَعْدهَا، فَيَا
مَا لَقِيَ الإِسْلاَم وَأَهلُهُ مِنْ عبيدِ اللهِ
المَهْدِيِّ الزنديق!
(11/132)
2639- الحصيري
1:
الحَافِظُ، الحجَّةُ القُدْوَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ،
جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْر النَّيْسَابُوْرِيُّ
المَعْرُوْف بِالحَصيرِيّ، أَحَدُ الأَعلاَم.
سَمِعَ مِنْ: إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَأَبِي مُصْعَب
الزُّهْرِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ مُوْسَى السُّدِّيِّ،
وَأَبِي مَرْوَان العُثْمَانِيِّ، وَأَبِي كُرَيْبٍ،
وَابْنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ
رَافِعٍ، وَالذُّهْلِيّ، وَخَلاَئِق.
رَوَى عَنْهُ الحُفَّاظ: أَبُو عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللهِ
بنُ سَعْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأَبُو
حَامِدٍ بنُ الشرقي، وأحمد بن الخضر، وإسماعيل ابن
نُجَيْد، وَآخَرُوْنَ خَاتِمَتُهُم أَبُو عَمْرٍو بنُ
حَمْدَانَ.
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ
التَّمِيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ:
أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ المُسْتَمْلِي، وَتَمِيْمُ
بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَدِيْبُ، أَخْبَرَنَا محمد ابن
أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ
أَحْمَدَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ،
حَدَّثَنَا شَبَابَة، حَدَّثَنِي وَرْقَاء، عَنْ أَبِي
الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ
النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
"لاَ تَقُوْمُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُوْنَ
كَذَّابُوْنَ، قَرِيْبٌ مِنْ ثَلاَثِيْنَ، كُلُّهُم
يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُوْل اللهِ" 2.
قَالَ الحَاكِمُ فِي "تَارِيْخِهِ": الحَصِيْرِيُّ ركنٌ
مِنْ أَركَانَ الحَدِيْث فِي الحِفْظِ، وَالإِتْقَانِ،
وَالوَرَع، سَمِعَ مِنْهُ أَخِي مُحَمَّدٌ الكَثِيْرَ،
وَهُوَ جَدُّه.
وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ الْخضر الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ:
لَمَّا وَرَدَ أَبُو عَلِيٍّ عَبْد الله بن مُحَمَّد
البَلْخِيّ، عجزَ النَّاسُ عَنْ مُذَاكَرَتِهِ لحِفْظِهِ،
فَذَاكَرَ جَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ بِأَحَادِيْثِ التَّمتُّع
وَالحَجِّ، وَالإِفرَاد، وَالقِرَان، فَكَانَ يسرُد،
فَقَالَ لَهُ جَعْفَر: تَحْفَظُ عَنْ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَبَّى بِحجَّةٍ وَعُمْرَةٍ
مَعاً" 3؟ قَالَ: فَبقِي "وَاقفاً" وَجَعَلَ يَقُوْلُ:
التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسٍ ... فَقَالَ جَعْفَرُ:
حدَّثْنَاهُ يَحْيَى بنُ حَبِيْبٍ بنِ عربِيّ: حَدَّثَنَا
مُعْتمر، عَنْ أَبِيْهِ.
قَالَ الحَاكِمُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ
السُّكَّرِيُّ -سِبْطُ جَعْفَر: كَانَ جَدِّي قَدْ جزأ
الليل
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 723"، والعبر "2/
126"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 188"، وشذرات
الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 242".
2 صحيح: أخرجه البخاري "3609"، ومسلم "157" "74"، وأبو
داود "4333"، والترمذي "2218".
3 صحيح: أخرجه مسلم "1251"، وأبو داود "1795".
(11/133)
ثَلاَثَة أَجزَاء: ثُلُثاً يُصَلِّي،
وَثُلُثاً يصَنّف، وَثُلُثاً ينَام، وَكَانَ مرضُهُ
ثَلاَثَة أَيَّام، لاَ يفتُرُ عَنْ قِرَاءة القُرْآن.
وَسَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ الشَّافِعِيِّ يَقُوْلُ: كَانَ
أَبُو عَمْرٍو الخَفَّاف حِفظُهُ أَكْثَرُ مِنْ فَهْمِهِ،
وَكَانَ لاَ يَقْبَلُ مِمَّنْ يرُدُّ عَلَيْهِ غَيْر
جَعْفَر الحَافِظ، فَإِنَّهُ كَانَ يَرْجِعُ إِلَى قَوْله.
وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ الْخضر: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ
أَحْمَدَ يَقُوْلُ: كُنَّا فِي مَجْلِس مُحَمَّدِ بنِ
رَافِعٍ تَحْتَ شَجَرَة يَقْرَأُ عَلَيْنَا، وَكَانَ إِذَا
رفع أَحَدٌ صَوْته، أَوْ تَبَسَّمَ قَامَ وَلاَ يُرَاجَعُ،
فَوَقَعَ ذرقُ طَير عَلَى يدِي وَكتَابِي، فَضَحِكَ خَادمٌ
لأَوْلاَد طَاهِر بنِ عَبْدِ اللهِ الأَمِيْر، فَنَظَرَ
إِلَيْهِ ابْنُ رَافِع، فَوَضَع الكِتَاب، فَانْتَهَى
الخَبَرُ إِلَى السُّلْطَانِ، فجَاءنِي الخَادِمُ وَمَعَهُ
حَمَّالٌ عَلَى ظَهره نبت سَامَان، فَقَالَ: وَاللهِ مَا
أَملكُ إلَّا هَذَا، وَهُوَ هديَّةٌ لَكَ، فَإِن سُئِلت
عَنِّي فَقُلْ: لاَ أَدْرِي مَنْ تبسَّم. فَقُلْتُ: أَفعل.
فَلَمَّا كَانَ الْغَد حُمِلتُ إِلَى بَابِ السُّلْطَان.
فَبرَّأْتُ الخَادِم، ثُمَّ بِعْتُ السَّامَان
بِثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً، وَاسْتعنتُ بِذَلِكَ على
الخُرُوج إِلَى العِرَاقِ، فَلُقِّبْتُ بِالحُصرِيّ، وَمَا
بِعْتُ حُصْراً وَلاَ آبَائِي.
قَالَ الحَاكِمُ: تُوُفِّيَ الحَصِيرِيّ سنة ثلاث وثلاث
مائة.
(11/134)
2640- الخياط
1:
شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ البَغْدَادِيِّيْنَ، لَهُ الذّكَاء
المُفرط، وَالتَّصَانِيْفُ المهذَّبَة، وَكَانَ قَدْ طلب
الحَدِيْث، وَكَتَبَ عَنْ يُوْسُفَ بنِ مُوْسَى القَطَّان
وَطَبَقَته.
وَهُوَ أَبُو الحُسَيْنِ، عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ.
وَكَانَ مِنْ بحورِ العِلْم، لَهُ جلاَلَةٌ عَجِيْبَةٌ
عِنْد المُعْتَزِلَة، وَهُوَ مِنْ نُظَرَاء الجُبَّائِي.
صَنّفَ كِتَاب "الاسْتدلاَل" وَنقض كِتَاب ابْن
الرَّاوندِي فِي فضَائِح المُعْتَزِلَة، وَكِتَاب "نقض نعت
الحِكْمَة" وَكِتَاب "الرَّد عَلَى مَنْ قَالَ
بِالأَسبَاب" وَغَيْر ذَلِكَ.
لا أعرف وفاته.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 87"، ولسان الميزان "4/
8-9".
(11/134)
محمدد بن محمد بن
عقبة بن شكر:
2641- محمد بن محمد بن عقبة 1:
ابن الوليد، الإِمَامُ الأَوْحَد، أَبُو جَعْفَرٍ
الشَّيْبَانِيُّ الكُوْفِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا كُرَيْبٍ، وَالحَسَن بن عَلِيٍّ
الحُلْوَانِيّ، وَطَبَقَتْهُمَا.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ
حَمْدَانَ، وَابْنُ المُقْرِئُ، وَالمَيَانَجِي،
وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ كَبِيرَ الشَّأْنِ، ثِقَة، نَافذَ الكَلِمَة،
كَثِيْرَ النَّفع، انتَاب النَّاسُ قَبْرهُ نَحْو
السَّنَّة، وَعَاشَ تِسْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
تُوُفِّيَ سنة تسع وثلاث مائة.
2642- شكر 2:
الإِمَامُ العَالِم، الحَافِظُ المُتْقِنُ، أَبُو عَبْد
الرَّحْمَنُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ
بنِ سَعِيْدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ رَجَاءٍ بنِ عَبْدِ اللهِ
بنِ الصَّحَابِيِّ العَبَّاس بن مِرْدَاس السُّلَمِيُّ
الهَرَوِيُّ، شَكَّر الحَافِظ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ رَافِع القُشَيْرِيّ، وَعَلِيَّ بنَ
خَشْرَم، وَعُمَرَ بنَ شَبَّةَ، وَعَلِيَّ بنَ حَرْبٍ،
وَأَحْمَدَ بنَ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ
عِيْسَى المِصْرِيّ، وَخَلْقاً كَثِيْراً.
وَكَانَ وَاسِعَ الرِّوَايَة، جَيِّد التَّصْنيف.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ،
وَأَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو بَكْرٍ
أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ
جَعْفَرِ بنِ مَطَر، وَيَحْيَى بنُ مَنْصُوْر،
وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الحَاكِمُ: حدَّثَ شَكَّر بِمَرْو، وطوس، وسرخس،
ومرو الروذ، وَبُخَارَى وَنَيْسَابُوْر حدَّث بِهَا فِي
سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَمَاتَ شكَّر فِي أَحَد الرَّبيعَين سَنَةَ ثَلاَثٍ
وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقِيْلَ: بَلْ مَاتَ: فِي سَنَةِ
اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَأَظُنُّهُ يُسَافرُ في التجارة أيضًا.
__________
1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "1/ 99".
2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 749"، والعبر "2/ 2/
126"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 67"،
وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 242".
(11/135)
السراج والمهلبي:
2643- السراج 1:
الإِمَامُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ،
مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبَانِ بنِ مَيْمُوْنٍ
البَغْدَادِيُّ السَّرَّاج.
سَمِعَ: يَحْيَى الحِمَّانِيّ، وَالحَكَم بنَ مُوْسَى،
وَعُبَيْدَ اللهِ القَوَارِيْرِيّ، وَعِدَّة.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ، وَأَبُو حَفْصٍ
الزَّيَّات، وَمُحَمَّدُ بنُ زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ،
وَآخَرُوْنَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وقيل: سنة خمس.
2644- المهلبي 2:
الإِمَامُ الحَافِظُ المُفِيْدُ الثَّبْت، أَبُو مُحَمَّدٍ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ خَالِدٍ
المُهَلَّبِيّ الأَزْدِيّ الجُرْجَانِيّ، عَالِم جُرْجَان.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ زُنْبور المَكِّيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ
حُمَيْد الرَّازِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بن مُوْسَى
الوَزْدُوْلِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ
الجُرْزِي، وَخَلْقاً كَثِيْراً فِي الرِّحلَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ أَبِي عِمْرَانُ، وَأَبُو
الحَسَنِ القَصْرِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو
أَحْمَدَ الغِطْرِيْفِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ
الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَالجُرْجَانيُّون.
وَكَانَ خَالِدٌ -جدُّه- مِنْ كِبَارِ الأُمَرَاء
وَالأَعيَان، وَهُوَ خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ عبد الله بن
المهلب ابن عُيَيْنَةَ بنِ الأَمِيْر المُهَلَّب بنِ أَبِي
صُفْرَةَ.
أَثْنَى عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ أَبُو بَكْرٍ
الإِسْمَاعِيْلِي وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مُقَدَّماً فِي
العِلْمِ وَالعمل.
وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: كَانَ ثِقَةً، يَعْرِفُ
الحَدِيْث. ثُمَّ قَالَ: تُوُفِّيَ فِي سَلَخ المُحَرَّم
سَنَة تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: لَعَلَّهُ تُوُفِّيَ فِي عشرِ التسعين.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 401"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 146"، والعبر "2/ 130"، وشذرات الذهب لابن العماد
الحنبلي "2/ 246".
2 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "213-214"، وتذكرة الحفاظ
"2/ ترجمة 758"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/
258".
(11/136)
تكين والقزويني:
2645- تِكِيْنُ 1:
الأَمِيْرُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ التُّرْكِيُّ الخَزَرِيُّ
-بِخَاءٍ ثُمَّ زَايٍ مُعْجَمَتَيْنِ.
وَلِيَ إِمرَة دِيَار مِصْر لِلْمُقْتَدِر بَعْد عِيْسَى
النُّوشَرِي، وَكَانَ ملكاً سَائِساً مَهِيْباً، كَبِيرَ
الشَّأْنِ، قَدِمَ عَلَى مِصْرَ فِي شوال سنة سبع وتسعين
ومائتين، وتهيأ لأَمر المَغْرِب وَظُهُوْر دُعَاة
الشِّيْعَة هُنَاكَ، وَاهتمَّ لِذَلِكَ، وَعقد لأَبِي
النَّمِر عَلَى بَرْقَة فِي جَيْش كَثِيف، ثُمَّ عَزَلَهُ
بِالأَمِيْر خَيْر، فَالتَقَوا فَانهزم المِصْرِيُّون،
ثُمَّ كتب تِكين إِلَى عَامل إِفْرِيْقِيَةَ يدعُوهُ إِلَى
الطَّاعَة سَنَةَ ثَلاَثِ مائَة.
ثمَّ أَقبل حَبَاسَة فِي مائَةِ أَلْفٍ، فَأَخَذَ
الإِسْكَنْدَرِيَّة سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ،
وَأَقبلَ مِنَ العِرَاقِ القَاسِمُ بنُ سِيْمَاء مَدَداً
لتِكين، وَقَدِمَ أَحْمَدُ بنُ كَيَغْلَغ وَأُمَرَاء،
ثُمَّ التُّقَى الجمعَان، وَاسْتَحَرَّ الْقَتْل
بِالمغَاربَة، وَانهزم حَبَاسَة، وَكَانَ المَصَافُّ
بِالجِيزَة، ثُمَّ خَرَجَ كمِين لحبَاسَة، وَمَالُوا عَلَى
المِصْرِيّين، فَقتل نَحْو عَشْرَة آلاَف، ثُمَّ أَصبحُوا
عَلَى المَصَافِّ وَالسَّيْفُ يعْمل، وَقَاتلتِ العَوَام
قتَالَ الْحَرِيم وَكَانَتْ وَقعَة مشهودَة.
ثمَّ أَقبل مُؤنس الخَادِم فِي جيوشِه مِنْ بَغْدَادَ
إِلَى مِصْرَ، فعُزل تِكِين فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ
اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
ثمَّ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَلِيَ إِمرَة مِصْر ذِه
الرُّوْمِيُّ الأَعور، وَرجعتِ المغَاربَةُ إِلَى
إِفْرِيْقِيَة.
ثمَّ عَادَ تِكين إِلَى وَلاَيَة مِصْر سنَة سبعٍ، ثُمَّ
عُزل سَنَة تسع ثم أعيد مَرَّات، وَقلَّ أَن سُمِعَ بِمثل
هَذَا.
ثمَّ بَقِيَ تكين عَلَى إِمرَة مِصْر أَعْوَاماً إِلَى
أَنْ مَاتَ فِي رَبِيْعِ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى
وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.
2646- القزويني:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُتْقِن، عَالِم قَزْوين، أَبُو
عَبْدِ الله محمد بن مسعود ابن الحَارِثِ الأَسَدِيُّ
القَزْوِيْنِيّ.
سَمِعَ: عَمْرو بن رَافِعٍ، وَيُوْسُفَ بنَ حَمْدَان،
وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ تَوْبَة، وَسهلَ بنَ زَنْجَلَةَ،
وَابْنَ حُمَيْدٍ، وَالحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ الحُلْوَانِيّ،
وَعَبْدَ اللهِ بنَ عِمْرَان العَابدِي، وَهَارُوْنَ بنَ
هزَارِي، وَعَبْدَ السَلامِ بنَ عَاصِم، وَعِدَّة.
وَله رِحلَةٌ وَمَعْرِفَة، لقيَ بِالكُوْفَةِ
إِسْمَاعِيْلَ سِبْطَ السُّدِّيّ، وَبِالمَدِيْنَة أَبَا
مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وَجمعَ فَأَوعَى.
كتب عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ مِهْرَوَيْهِ، وَابْنُ سَلَمَةَ
القَطَّان، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الصَّيْدَنَانِي،
وَعَبْدُ العَزِيْزِ ابن مَاك، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ
صَالِحٍ. وَكَانَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ إِسْحَاقَ
عَنْهُ سِتَّةُ أَحَادِيْث.
وَثَّقَهُ الخَلِيْلِيّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: لعلة من أبناء التسعين.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 62"، والعبر "2/
186"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 171".
(11/137)
ابن حبيب والأشناني:
2647- ابن حبيب:
شَيْخُ المَالِكِيَّة بِإِفْرِيْقِيَّةَ، العَلاَّمَةُ
قَاضِي أُطرَابُلس الْغرب، أَبُو الأَسْوَد، مُوْسَى بنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَبِيْب الإِفْرِيْقِيُّ
القَطَّانُ المَالِكِيّ.
أَخَذَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ سَحْنُوْن، وَشجرَة بن
عِيْسَى، وَغَيْرهُمَا.
رَوَى عَنْهُ: تَمِيْمُ بنُ أَبِي العَرَب، وَأَبُو
مُحَمَّدٍ بنُ مَسْرُور، وَجَمَاعَة.
تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ
مائَةٍ وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العلم والفقه.
2648- الأشناني 1:
الإِمَامُ، شَيْخُ القُرَّاءِ بِبَغْدَادَ، أَبُو
العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ سَهْلِ بنِ الفَيْرُزان
الأُشْنَانِيّ، صَاحِب عُبَيْد بن الصَّبَّاحِ.
تَلاَ عَلَى: عبيد، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ عَلَى جَمَاعَةٍ
مِنْ تَلاَمِذَةِ عَمْرو بن الصَّبَّاحِ، وَبَرَعَ فِي
عِلْمِ الأَدَاء، وَعُمِّرَ دَهْراً. وحدث عن: بشر ابن
الوَلِيْدِ الكِنْدِيّ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بن حَمَّادٍ
النَّرْسِيّ، وَطَائِفَة.
تَلاَ عَلَيْهِ خلقٌ، مِنْهُم: أَبُو بَكْرٍ بنُ مِقْسَم،
وَعَبْدُ الوَاحِد بنُ أَبِي هَاشِم، وعلي بن محمد ابن
صَالِحٍ الهَاشِمِيّ، وَابْنُ زِيَادٍ النَّقَّاش،
وَالحَسَنُ بنُ سَعِيْدٍ المُطَّوِّعِيّ، وَإِبْرَاهِيْمُ
بنُ أَحْمَدَ الخِرَقِي.
وَمِمَّنْ زَعَمَ أَنَّهُ تَلاَ عَلَى الأُشْنَانِيّ:
أَبُو أَحْمَدَ السامري، وعلي بن الحُسَيْن الغَضَائِرِيّ،
وَعَبْدُ القُدُّوسِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ سُوَيْدٍ المُعَلِّم، وَثَلاَثَتُهُمُ
انْفَرد بِذِكْرِهِم أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، فَاللهُ
أَعْلَم.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ الخِرَقِي،
وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سُوَيْدٍ.
وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
قَالَ ابْنُ أَبِي هَاشِم: قَرَأْتُ القُرْآن كُلَّهُ
عَلَى الأُشنَانِي، وَكَانَ خَيِّراً، فَاضِلاً، ضَابطاً،
وَقَالَ لِي: قَرَأْتُ عَلَى عُبَيْد بن الصَّبَّاحِ.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِي: قطع الأُشْنَانِيُّ
الإِقْرَاءَ قَبْل مَوْتِهِ بعَشْرِ سِنِيْنَ. هَكَذَا
قَالَ الأَهْوَازِيّ: فَإِن صَحَّ ذَلِكَ فَأَيْنَ قَوْلُ
أَبِي أَحْمَدَ وَالغَضَائِرِيّ: إِنَّهُم قرأَوا
عَلَيْهِ؟! فَقبح اللهُ الكذبَ وَذَوِيْه.
مَاتَ الأُشْنَانِيُّ في المحرم، سنة سبع وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 185"، والعبر "2/ 133"،
والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 407"، وشذرات
الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 250".
(11/138)
2649- ابن أبي
الدميك 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّادِقُ، أَبُو العَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرِ بنِ خَالِدِ بنِ أَبِي الدُّمَيْكِ
البَغْدَادِيّ.
سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، وَعُبَيْدَ اللهِ
العَيْشِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ زِيَاد سَبَلاَن.
حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَرٌ الخُلْدِيّ، وَمخلدُ بنُ
جَعْفَرٍ البَاقَرْحِي، وَمُحَمَّدُ بنُ المظفر.
وَثَّقَهُ الخَطِيْب وَقَالَ: مَاتَ فِي جُمَادَى
الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
فِيْهَا مَاتَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ
بنِ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيّ، سِبْطُ القَاضِي
نَصْر بن زِيَادٍ، قرأَ "المُسْنَد" عَلَى ابْنِ
رَاهْوَيْه.
وَشَيْخُ النَّحْو أَبُو مُوْسَى سُلَيْمَان بنُ مُحَمَّدٍ
الحَامض.
وَالمُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ البُخَارِيُّ
البَغْدَادِيّ.
وَالحَافِظُ عَلِيُّ بنُ سَعِيْدٍ العَسْكرِي.
وَمُقْرِئ بَغْدَاد عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْر
الكَاغَدِي.
وَمُحَدِّثُ جُرْجَان أَبُو إِسْحَاقَ عِمْرَانُ بنُ
مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ السِّخْتِيَانِيّ.
وَمسندُ الْعَصْر أَبُو خَلِيْفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ
الجُمَحِيّ.
وَالمُقْرِئُ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ القَاسِمُ بنُ
زَكَرِيَّا المَطَرِّز.
وَالعَلاَّمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ
بنِ بَشَّار وَالدُ أَبِي بَكْرٍ بنِ الأَنْبَارِيِّ.
وَالمُحَدِّثُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ
إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبَانٍ البَغْدَادِيُّ بنُ السَّرَّاج.
وَالمُحَدِّثُ، مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَبِيْب
الأَصْبَهَانِيّ.
وَمسندُ أَصْبَهَان مُحَمَّدُ بنُ نُصَيْر بنِ أَبَانٍ
المَدِيْنِيّ.
وعَالِمُ الحَنَفِيَّة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى
القمي، لحق محمد بن حميد الرازي.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 377"، واللباب لابن الأثير
"1/ 509".
(11/139)
العمري والفزاري:
2650- العمري 1:
المُحَدِّثُ الحجَّة، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ
عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العُمَرِيّ المَوْصِلِيّ.
سَمِعَ: مُعَلَّى بن مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ
اللهِ بنِ عَمَّارٍ، وَهَذِهِ الطَّبَقَة. وَأَكْثَر عَنْ
أَصْحَابِ ابْن عُيَيْنَةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ بنُ أَبِي هَاشِم
المُقْرِئُ، وَأَبُو بَكْرِ الإِسْمَاعِيْلِيّ، وَأَبُو
بَكْرٍ النَّجَادِ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ،
وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَالخَطِيْب.
قدمَ بَغْدَاد، وَحَدَّثَ بِهَا.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ست وثلاث مائة.
2651- الفزاري:
الحَافِظُ المُجَوِّدُ النَّاقِدُ، أَبُو الفَضْلِ
العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَزَارِيّ مَوْلاَهُمُ
المِصْرِيّ.
حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ رُمْح، وَزَكَرِيَّا كَاتِب
العُمَرِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ صالح، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ
الطَّبَرَانِيّ، وَلَحِقَهُ، الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ
النَّيْسَابُوْرِيّ، وَابْنُ عَدِيٍّ.
قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: أَكْثَرتُ عَنْهُ، وَكَانَ يُعْرَفُ
بِالبَصْرِيّ، مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ أَثبت مِنْهُ.
تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 132"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 150".
(11/140)
ابن عبد الصمد وابن
فياض وأبو زرعة القاضي:
2652- ابن عبد الصمد:
القَاضِي الإِمَامُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الصَّمَدِ
بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ
القرشي الدمشقي، ابن أخي المحدث يزيد ابن مُحَمَّدٍ.
سَمِعَ: هِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَإِسْحَاقَ بنَ مُوْسَى
الخَطْمِيّ، وَنُوْح بنَ حَبِيْب، وَعَبْدَ الرَّحْمَن
دُحَيْماً، وَطَبَقَتهُم.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ
فَضَالَة، وَجُمَح بنُ القَاسِمِ، وَمُحَمَّدُ بنُ
سُلَيْمَانَ الرَّبعِي، وَالفَضْلُ بنُ جَعْفَر.
تُوُفِّيَ سنة ست وثلاث مائة.
2653- ابن فياض:
المُحَدِّثُ الزَّاهِدُ العَابِد، أَبُو سَعِيْدٍ
مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ بنِ فَيَّاض
العُثْمَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ صَفْوَانَ بنِ صَالِحٍ، وَعِيْسَى بنِ حَمَّادٍ،
وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَخَلْق.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَدِيٍّ، وَابْن السُّنِّي، وَحَمْزَةُ
الكِنَانِيّ، وَابْنُ المُقْرِئُ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ عَشْرٍ
وَثَلاَثِ مائَةٍ.
2654- أَبُو زرعة القاضي 1:
الإِمَامُ الكَبِيْرُ القَاضِي، أَبُو زُرْعَةَ، مُحَمَّدُ
بنُ عُثْمَانَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زُرْعَة الثَّقَفِيُّ
مَوْلاَهُمُ الدِّمَشْقِيُّ، وَكَانَتْ دَارُه بِنَاحيَة
بَاب البَرِيْد، وَكَانَ جَدُّهُ يَهُودِيّاً فَأَسْلَمَ.
قلَّ مَا رَوَى، أَخَذَ عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ
الحَصَائِرِيُّ وَغَيْرهُ.
ذكرَهُ ابْنُ عساكر.
__________
1 ترجمته في العبر "2/ 123"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين
الصفدي "4/ 82"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 183"،
وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 399" و"2/ 145"، وشذرات الذهب
لابن تغري بردي "2/ 239".
(11/141)
وَكَانَ حَسَنَ المَذْهَب، عَفِيْفاً،
مُتثبتاً.
وَلِي قَضَاء الدِّيَار المِصْرِيَّة سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ شَافِعِيّاً،
وَوَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْق. وَقَدْ كَانَ قَامَ مَعَ الملكِ
أَحْمَدَ بنِ طُولُوْنَ، وَخلعَ مِنَ الْعَهْد أَبَا
أَحْمَدَ المُوَفَّق لِكَوْنِهِ نَافسَ المعتمدَ أَخَاهُ،
فَقَامَ أَبُو زُرْعَةَ عِنْد المِنْبَر بِدِمَشْقَ قَبْل
الجُمعَة، وَقَالَ: أَيُّهَا النَّاس! أُشْهِدكُم أَنِّي
قد خلعت أبا أحمق كَمَا يُخلعُ الخَاتمُ مِنَ الأُصبع،
فَالْعَنُوهُ.
ثمَّ تمَّت ملحمَةٌ بِالرَّملَة، بَيْنَ الْملك
خُمَارَوَيْه بنِ أَحْمَدَ بنِ طُولُوْنَ، وَبَيْنَ ابْن
المُوَفَّق، فَانتصرَ فِيْهَا أَحْمَدُ بنُ المُوَفَّق
الَّذِي وَلِيَ الخِلاَفَة، وَلقِّبَ بِالمُعتضِد،
فَلَمَّا انتصرَ دَخَلَ دِمَشْق، وَأَخَذَ هَذَا،
وَيَزِيْدَ بنَ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَأَبَا زُرْعَةَ
النَّصرِيَّ الحَافِظ فِي الْقُيُود، ثُمَّ اسْتحضَرَهُم
فِي الطَّرِيْق وَقَالَ: أَيُّكُم القَائِل: قَدْ نزعتُ
أَبَا أَحمق؟ قَالَ: فَرَبَتْ أَلسِنَتُنَا، وَأَيِسْنَا
مِنَ الحَيَاة. قَالَ الحَافِظُ: فَأُبْلِسْت، وَأَمَّا
يَزِيْدُ فَخرِسَ وَكَانَ تَمْتَاماً. وَكَانَ ابْنُ
عُثْمَانَ أَصْغَرنَا، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْر.
فَقَالَ كَاتِبهُ: قِفْ حَتَّى يَتَكَلَّم أَكْبَرُ
مِنْكَ. فَقُلْتُ: أَصلحكَ الله وَهُوَ يَتَكَلَّم عَنَّا.
قَالَ: قل. فَقَالَ: وَاللهِ مَا فِيْنَا هَاشِمِيٌّ
صَرِيح، وَلاَ قُرَشِيٌّ صَحِيْح، وَلاَ عربِيٌّ فَصيح،
وَلكنَّا قَوْمٌ مُلِكنَا -أَي قُهِرْنَا. وَرَوَى أحاديث
في "السمع و" الطاعة، وَأَحَادِيْثَ فِي العَفْو
وَالإِحسَان. وَهُوَ كَانَ المُتَكَلِّمَ بِتِيْكَ
اللَّفْظَة. وَقَالَ: وَإِنِّيْ أُشهدُ الأَمِيْرَ أَنَّ
نِسَائِي طوَالق، وَعَبِيْدِي أَحرَار، وَمَالِي حرَامٌ
إِنْ كان في هؤلاء القوم أحد قال هذه الكَلِمَة،
فورَاءَنَا حُرَمٌ وَعِيَال، وَقَدْ تسَامعَ الخَلقُ
بهلاكنا، وقد قدرت، وإنما العفو بعد المقدرة. فَقَالَ
لكَاتِبه: أَطْلِقْهُم، لاَ كثَّر اللهُ مِنْهُم. قَالَ:
فَاشْتَغَلتُ أَنَا وَيَزِيْدُ فِي نُزَهِ أَنطَاكيَة
عِنْد عُثْمَان بنِ خُرَّزَاذ، وَسبقَ هُوَ إِلَى حِمْصَ.
قَالَ ابْنُ زُوْلاَق فِي "تَارِيْخ قضَاة مِصْر": وَلِيَ
أَبُو زُرْعَةَ، وَكَانَ يُوَالِي عَلَى مَذْهَب
الشَّافِعِيِّ وَيصَانعُ عَلَيْهِ، وَكَانَ عَفِيْفاً،
شَدِيد التَّوقُّف فِي إِنفَاذ الأَحْكَام، وَلَهُ مَالٌ
كَثِيْر، وضيَاعٌ كِبَارٌ بِالشَّامِ، وَاختلف فِي أَمره،
فَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ فِي عهد الْملك هَارُوْنَ بن
خُمَارَوَيْه -مُتَوَلِّي مِصْر: إِنَّ القَضَاءَ إِلَى
أَبِي زُرْعَة، فولاَهُ القَضَاء. وَقِيْلَ: إِنَّ
المُعْتَضِدَ نفذ لَهُ عهداً.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو زُرْعَةَ يَرقِي مِنْ وَجع الضِّرس،
وَيُعْطِي الموجوعَ حَشِيْشَةً توضَع عَلَيْهِ فَيَسْكُن.
وَكَانَ يُوفِي عَنِ الغُرَمَاء الضَّعفَى.
وَسَمِعْتُ الفَقِيْهَ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ
الحَدَّاد يَقُوْلُ سَمِعْتُ مَنْصُوْراً الفَقِيْه
يَقُوْلُ: كُنْتُ عِنْدَ القَاضِي أَبِي زُرْعَةَ،
فَذَكَرَ الخُلَفَاء، فَقُلْتُ: أَيجوزُ أَنْ يَكُوْنَ
السَّفيهُ وَكيلاً؟ قَالَ: لاَ. قُلْتُ: فولِيّاً
لاَمرأَة؟ قَالَ: لاَ. قُلْتُ: فَخَلِيْفَة؟ قَالَ: يَا
أَبَا الحَسَنِ! هَذِهِ مِنْ مَسَائِل الخَوَارِج.
وَكَانَ أَبُو زُرْعَةَ شرَطَ لِمَنْ حفظ "مُخْتَصَر
المُزَنِيّ" مائَة دِيْنَارٍ. وَهُوَ الَّذِي أَدخل
مَذْهَب الشَّافِعِيِّ دِمَشْق، وَكَانَ الغَالِبَ
عَلَيْهِ قَوْلُ الأَوْزَاعِيّ.
وَكَانَ مِنَ الأُكَلَة، يَأْكُل سَلَّ مِشْمِشٍ وَسلَّ
تِيْنٍ.
بقِي عَلَى قَضَاء مِصْر ثَمَانَ سِنِيْنَ. فَصُرِفَ،
وَرُدَّ إِلَى القَضَاء مُحَمَّد بن عَبْدَةَ.
قُلْتُ مَاتَ بِدِمَشْقَ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ
مائَةٍ.
(11/142)
أبو الخيار والجوزي:
2655- أبو الخيار:
وَمَاتَ بِالأَنْدَلُسِ العَلاَّمَةُ أَبُو الخيَار،
هَارُوْنُ بنُ نَصْرٍ الأَنْدَلُسِيُّ الفَقِيْهُ
الشَّافِعِيّ، تِلْمِيْذُ الإِمَامُ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ،
صَحِبَهُ زمَاناً، وَأَكْثَر عَنْهُ، ثُمَّ مال إِلَى
تَصَانِيْف الشَّافِعِيِّ فَحَفِظَهَا، وَكَانَ إِمَاماً
مُنَاظراً.
تُوُفِّيَ أَبُو الخيَار الشَّافِعِيُّ فِي عَام
اثْنَتَيْنِ وثلاث مائة، رحمه الله.
2656- الجوزي1
الإِمَامُ الحُجَّةُ المُحَدِّثُ، أَبُو إِسْحَاقَ،
إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُوْسَى التَّوَّزيُّ الجَوْزِيّ،
نَزِيْلُ بَغْدَادَ.
سَمِعَ: بِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ، وَعَبْدَ الأَعْلَى بنِ
حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ،
وَعَبْدَ الرَّحِيْم الدَّيْبُلِيَّ وَطَائِفَة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّاف، وَأَبُو
حَفْصٍ بنُ الزَّيَّات، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ الوَرَّاق،
وَآخَرُوْنَ.
وَانتخب عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِي.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَهُوَ من
الثقات.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 187"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 140"، واللباب لابن الأثير "1/ 309".
(11/143)
رويم والقمي:
2657- رويم 1:
الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُقْرِئُ، الزَّاهِدُ العَابِدُ،
أَبُو الحَسَنِ رويم بن أحمد، وقيل: رويم بن محمد ابن
يَزِيْدَ بنِ رُوَيْم بن يَزِيْدَ البَغْدَادِيّ، شَيْخُ
الصُّوْفِيَّة، وَمِنَ الفُقَهَاء الظَّاهِريَّة،
تَفَقَّهَ بدَاوُد. وَهُوَ رُوَيْم الصَّغِيْر، وَجدُّه
هُوَ رُوَيْم الكَبِيْر، كَانَ فِي أَيَّامِ المَأْمُوْن.
وَقَدِ امتُحِنَ صَاحِب التَّرْجَمَة فِي نَوْبَة غُلاَم
خَلِيل، وَقَالَ عَنْهُ: أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ:
لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ الله حِجَاب. فَفَرَّ إِلَى
الشَّامِ وَاخْتَفَى زمَاناً.
وَأَمَّا الحجَابُ: فَقولٌ يسوغُ بَاعتبَار أَنَّ اللهَ
لاَ يحجُبُهُ شَيْءٌ قَطُّ عَنْ رُؤْيَة خَلْقه، وَأَمَّا
نَحْنُ فمحجوبُوْنَ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا، وَأَمَّا
الكفَّار فمحجوبُوْنَ عَنْهُ فِي الدَّارَيْن.
أَمَا إِطلاَق الحجبِ، فَقَدْ صَحَّ: "أَنَّ حجَابَهُ
النُّوْر" 2 فنؤمنُ بِذَلِكَ، وَلاَ نجَادلُ، بَلْ نَقف.
وَمِنْ جَيِّد قَوْله: السُّكُونُ إِلَى الأَحْوَال
اغترَار.
وَقَالَ: الصَّبْرُ تركُ الشَّكوَى، وَالرِّضَى
اسْتِلذَاذُ البَلْوَى.
مَاتَ رُوَيْم بِبَغْدَادَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ
مائَةٍ.
قَالَ ابْنُ خَفِيْف: مَا رأيت في المعارف كرويم.
2658- القمي 3:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الحَنَفِيَّة
بِخُرَاسَانَ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى بنِ
يَزِيْدَ القُمِّيّ النَّيْسَابُوْرِيّ، كَانَ عَالِمَ
أَهْل الرَّأْيِ فِي عصره بِلاَ مدَافعَة، وَصَاحِبُ
التَّصَانِيْفِ، مِنْهَا: كِتَاب "أَحْكَام القُرْآن" كتاب
نفيس.
__________
1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 574"، وتاريخ بغداد
"8/ 430"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 136" النجوم الزاهرة
لابن تغري بردي "3/ 189".
2 صحيح: أخرجه مسلم "179"، وابن ماجه "195" و"196"، وأحمد
"4/ 401 و405" من طرق عن أبي عبيدة، عن أبي موسى قال:
قَامَ فِيْنَا رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- بِخَمْسٍ كلمات فقال: إن الله -عز وجل- لا ينام
ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل
الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل الليل حجابه النور،
لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"
وهذا لفظ مسلم. ووقع في رواية أبي بكر بن أبي شيبة: "حجابة
النار".
3 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 56".
(11/144)
تصدَّر بِنَيْسَابُوْرَ لِلإِفَادَة،
وَتخرَّج بِهِ الكِبَار، وَبعُدَ صِيْتُه، وَطَالَ
عُمُرُهُ، وَأَملَى الحَدِيْث، وَكَانَ صَاحِبَ رِحلَةٍ
وَمَعْرِفَة. سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ
الرَّازِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ مُعَاوِيَةَ بن مَالج،
وَتفقَّه بِمُحَمَّدِ بنِ شُجَاع الثَّلْجِي.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ سَعْدِ بنِ
نصر، وَأَحْمَدُ بنُ أَحْيَد الكَاغَديُّ، وَآخَرُوْنَ.
ذكره الحَاكِمُ، فعظَّمَهُ وَفخَّمَهُ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ
سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
فهَذَا، وَأَبُو سَعِيْدٍ المَذْكُوْر كَانَا عَالِمَي
خُرَاسَان فِي مَذْهَب أَبِي حَنِيْفَةَ، تخرَّج بِهِمَا
جَمَاعَةٌ مِنَ الكِبَارِ، وَكَانَ مَعَهُمَا فِي البَلَد
مِنْ أَئِمَّةِ الأَثَر مِثْلُ ابْن خُزَيْمَةَ، وَأَبِي
العَبَّاسِ السَّرَّاج، وَعِدَّة، فَكَانَ المُحَدِّثُونَ
إِذْ ذَاكَ أَئِمَّةً عَالِمِيْنَ بِالفِقْه أَيْضاً،
وَكَانَ أَهْلُ الرَّأْي بُصَرَاء بِالحَدِيْثِ، قَدْ
رَحَلُوا فِي طَلَبِهِ، وَتَقَدَّمُوا فِي مَعْرفَته.
وَأَمَّا اليَوْم، فَالمُحَدِّثُ قَدْ قَنِعَ بِالسِّكَّة
وَالخُطْبَة، فَلاَ يَفْقَهُ وَلاَ يحفَظ، كَمَا أَنَّ
الفَقِيْهَ قَدْ تَشَبَّثَ بِفِقْه لاَ يُجِيْد مَعْرفَته،
وَلاَ يَدْرِي مَا هُوَ الحَدِيْثُ، بَلِ المَوْضُوْعُ
وَالثَّابتُ عِنْدَهُ سوَاء، بَلْ قَدْ يعَارضُ مَا في
الصَّحِيْح بِأَحَادِيْث سَاقِطَة، وَيُكَابرُ بِأَنَّهَا
أَصحُّ وَأَقوَى، نسأل الله العافية.
(11/145)
2659- وكيع
1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الأَخْبَارِيُّ القَاضِي، أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ بنِ حَيَّانَ بنِ صَدَقَةَ
الضَّبِّيُّ البَغْدَادِيّ، المُلَقَّب بِوَكِيْع، صَاحِبُ
التآلِيف المُفيدَة.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حُذَافَة السَّهْمِيّ، وَالزُّبَيْر
بن بَكَّار، وَالحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ، وَطَبَقَتهم،
فَأَكْثَر.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّاف،
وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الجِعَابِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ
المُظَفَّرِ، وَأَبُو الفَرَجِ صَاحِبُ "الأَغَانِي"،
وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ المتيَّم، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ المُنَادِي: أَقَلُّوا عَنْهُ
لِلينٍ شهر به.
وقال الدراقطني: كَانَ نَبِيْلاً، فَصِيْحاً، فَاضِلاً،
مِنْ أَهْلِ القُرْآن وَالفِقْه وَالنَّحْو، لَهُ
تَصَانِيْف كَثِيْرَة.
قُلْتُ: وَلِي قَضَاءَ كورِ الأَهْوَاز كُلِّهَا،
وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأول سنة ست وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 236"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 152"، والعبر "2/ 133"، وميزان الاعتدال "5/ 538"،
ولسان الميزان "5/ 156"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي
"3/ 195" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 249".
(11/145)
منصور بن إسماعيل
والجارودي:
2660- منصور بن إسماعيل 1:
العَلاَّمَةُ، فَقِيْهُ مِصْر، أَبُو الحَسَنِ
التَّمِيْمِيُّ الشَّافِعِيُّ الضَّرِيْرُ الشَّاعِر.
قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: لَهُ مُصَنَّفَاتٌ فِي المَذْهَب،
وَشعرٌ سَائِر، وَهَذَا لَهُ:
لِي حِيْلَةٌ فِيْمَنْ يَنُمُّ ... وَلَيْسَ فِي
الكَذَّابِ حِيْلَة
مَنْ كَانَ يَخْلُقُ مَا يَقُو ... لُ فَحِيْلَتِي فِيْهِ
طَوِيْلَة
قَالَ القُضَاعِي: أَصلُه مِنْ رَأْس عَيْن، وَكَانَ
متصرِّفاً فِي كُلِّ عِلم، شَاعِراً مُجَوِّداً، لَمْ
يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مثلُه، تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ
وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ فَهِماً، حَاذِقاً، صَنَّفَ
مُخْتَصَرَاتٍ فِي الفِقْه، وَكَانَ شَاعِراً خَبِيْثَ
الهَجْو، يتشيَّع، وَكَانَ جُنْدِيّاً، ثُمَّ عَمِي.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: لَهُ مُصَنَّفَاتٌ فِي
المَذْهَب، أَخَذَ عَنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيّ،
وَأَصْحَابِ أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ: مَاتَ قَبْلَ
العِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: بَلْ سَنَة سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ كما قدمنا.
2661- الجارودي 2:
الحَافِظُ المُتْقِنُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو
جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بن علي بن محمد بن الجارود الأصبهاني.
لَهُ رحلَةٌ وَهمَّة، وَمَعْرِفَةٌ تَامَّة. حَدَّثَ عَنْ:
أَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجِّ، وَعُمَر بن شَبَّةَ، وَهَارُوْن
بن إِسْحَاقَ، وَأَحْمَد بن الفُرَاتِ، وَطَبَقَتهم.
وَعَنْهُ: أبو إسحاق حَمْزَة، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو
الشَّيْخ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ
سِيَاهُ، وَأَهْلُ أَصْبَهَان.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تسع وتسعين ومائتين. وقيل: قبلها بعام.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 152"، ومعجم الأدباء
لياقوت الحموي "19/ 185"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/
ترجمة 741"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 249"،
وحسن المحاضرة للسيوطي "2/ 249".
2 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 117"، وتذكرة الحفاظ "2/
ترجمة 753"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "7/
215".
(11/146)
2662- ابن
الجارود 1:
صَاحِبُ كِتَاب: "المُنْتَقَى فِي السُّنَن" مُجَلَّد
وَاحِد فِي الأَحْكَام، لاَ ينزلُ فِيْهِ عَنْ رُتْبَة
الحَسَن أَبَداً، إلَّا فِي النَّادر فِي أَحَادِيْث
يَخْتلفُ فِيْهَا اجْتِهَادُ النُّقَّاد.
وُلِدَ فِي حُدُوْدِ الثَّلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَاسمُه: الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ
عَلِيِّ بنِ الجارود النيسابوري، الحَافِظُ المُجَاوِرُ
بِمَكَّةَ.
كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الأَثَر.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجِّ، وَالحَسَنِ بنِ
محمد الزعفراني، وعلي بن خشرم، ومحمود ابن آدَمَ،
وَإِسْحَاقَ الكَوْسَج، وَزِيَادِ بنِ أَيُّوْبَ،
وَيَعْقُوْبَ الدَّوْرَقِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ
الطُّوْسِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ الأَزْهر، وَأَحْمَدَ بنِ
يُوْسُفَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ
المُقْرِئ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيّ، وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرِ بنِ الحَكَمِ، وَمُحَمَّدُ بنُ
عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَبحرِ بنِ نَصْرٍ
الخَوْلاَنِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ كرَامَة،
وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ، إِلَى أَنْ ينزلَ إِلَى إِمَام
الأَئِمَّة ابْنِ خُزَيْمَةَ.
فَأَمَّا قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم فِيْهِ:
سَمِعَ مِنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَعَلِيِّ بنِ
حُجْر، وَأَحْمَدَ ابن مَنِيْع: فَلَمْ أَجِدْ لَهُ
شَيْئاً عَنْهُم، وَلاَ أَرَاهُ لحِقَهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بن الشَّرْقِيّ،
وَمُحَمَّدُ بنُ نَافِعٍ الخُزَاعِيُّ، المَكِّيُّ،
وَدَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ
الطَّبَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ جِبْرِيْل العجيفيُّ،
وَآخَرُوْنَ، وَيَحْيَى بنُ مَنْصُوْرٍ القَاضِي. أَثْنَى
عَلَيْهِ الحَاكِمُ وَالنَّاس. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ
وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقَعَ لِي مِنْ حَدِيْثه: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ
أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الدَّائِم، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ
هِبَةِ اللهِ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ
الكَاتِبَةُ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ
الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ،
أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ الجَارُوْدِ، حَدَّثَنَا
الرَّبِيْع، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا
مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ
اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قال: $"لاَ يَبِيْعُ
حَاضِرٌ لِبَادٍ"2 مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، فَوَقَعَ لنا
عاليًا.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 786"، وإيضاح المكنون
في الذيل على كشف الظنون لإسماعيل باشا البغدادي "2/ 570".
2 صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة "6/ 239"، وأحمد "2/ 153"،
والبخاري "2159" من حديث ابن عمر، به.
(11/147)
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ
إِسْمَاعِيْلَ، وَأَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ
بنِ أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيّ: أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ
الجوزدانية، أخبرنا محمد ابن عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا
أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بنُ عَلِيٍّ الجَارودِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَفْص،
حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ طهمان، عن
سماك، عن عبد الله بن عَمِيرَة، عَنِ الأَحْنَفِ بنِ
قَيْس، عَنِ العَبَّاس قَالَ: مرَّتْ سَحَابَةٌ عَلَى
رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
فَقَالَ: "هَلْ تَدْرُوْنَ مَا هَذَا؟ " قُلْنَا:
السّحَاب. قَالَ: "وَالمُزْنُ"، قَالُوا: وَالمُزْنُ.
قَالَ: "أَوِ العنَان". قُلْنَا: أَوِ العنَان. فَقَالَ:
"هَلْ تَدرُوْنَ بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ؟
" قُلْنَا: لاَ. قَالَ: "إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ، أَوْ
ثِنْتَيْن، أو ثلاث وسبعين سنة ... " الحديث1.
__________
1 ضعيف: أخرجه أحمد "1/ 206"، وابن طهمان في "مشيخته"
"18"، وأبو داود "4724" و"4725"، والترمذي "3320"، ومحمد
بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" "10"، وأبو يعلى "6713"،
والحاكم "2/ 501"، وابن أبي عاصم في "السنة" "577"، وابن
خزيمة في "التوحيد" "ص101-102"، واللالكائي في "شرح أصول
الأعتقاد" "3/ 389-390"، والآجري في "الشريعة" "ص292-293"،
والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص399"، والجوزقاني في
"الأباطيل المناكير" "1/ 77-78" من طريق سماك بن حرب؛ عن
عبد الله بن عَمِيرَة، عَنِ الأَحْنَفِ بنِ قَيْس، عَنِ
العَبَّاس بن عبد المطلب به، وتمامه: "قال هل تدرون كم بين
السماء والأرض؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: بينهما
مسيرة خمس مائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمس مائة
سنة، وكثف كل سماء خمس مائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر،
بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك
ثمانية أوعال، بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض،
ثم فوق ذلك العرش، بين أسفله وأعلاه كما بين السماء
والأرض، والله -تبارك وتعالى- فوق ذلك، وليس يخفى عليه من
أعمال بني آدم شيء".
قلت: إسناده ضعيف؛ فيه عبد الله بن عميرة، فيه جهالة. وقال
البخاري: لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس. وتتمة متنه
حيث ذكر الأوعال، فيه نكارة حيث شبه الملائكة بالتيوس كما
أنه عند أكثر من أخرجه ذكر الأظلاف والركبة مؤنثة، وهذا
منكر في حق الملائكة. وقد خرجت هذا الحديث في كتابنا "بغية
المستفيد في تحقيق وتخريج تيسير العزيز الحميد" ط. عالم
الكتب البيروتية "ص636"، وهو مطبوع بهامش "تيسير العزيز
الحميد" تقبله الله بأسمائه وصفاته وسائر أعمالنا وأكثر
بها النفع إلى يوم الدين إنه سميع مجيب.
(11/148)
2663- محمود بن
محمد بن منويه 1:
الحَافِظُ المُفِيْدُ العَالِمُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ
الوَاسِطِيّ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ أَبَان الوَاسِطِيّ، وَوَهْبَ بنَ
بَقِيَّة، وَالعَبَّاسَ بنَ عَبْدِ العَظِيْمِ، وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: الطَّبَرَانِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ
زَنْجَوَيْه القَزْوِيْنِيّ، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو
الشَّيْخ وَآخَرُوْنَ.
وَقَدْ أُسْكتَ قَبْلَ مَوْته بعَامَيْن.
وَرَوَى أَيْضاً عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ،
وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ الجِعَابِيّ. وَحَدَّثَ
بِبَغْدَادَ.
وَقَدِ انْقَلَب اسْمُه عَلَى عَبْد الغَنِيِّ بن سَعِيْدٍ
الحَافِظ، فَقَالَ: مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ
مَنُّويه، نَسَبُه لَنَا أَبُو الطَّاهِرِ الذُّهْلِيّ.
وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: هُوَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ
بنِ مَنُّويه أَبُو عَبْدِ اللهِ، يَرْوِي عَنْ: مُحَمَّدِ
بنِ أَبَانٍ الوَاسِطِيّ، وَمُحَمَّد بن الصَّبَّاحِ
الجَرْجَرَائِيّ، وَقَدْ نَبَّهَ ابْنُ نُقْطَة عَلَى
وَهْمِهِمَا فِي اسْمِهِ، لَكِنِ اعْتذر عَنْ عَبْدِ
الغَنِيِّ وَقَالَ: كَانَ لمَحْمُوْدٍ ابْنَان: أَحْمَدُ
وَمُحَمَّدُ، كِلاَهُمَا قَدْ حدَّث.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كتبت عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ
مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْد الوَاسِطِيّ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ الحَافِظُ مَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ فِي
شَهْرِ رَمَضَانَ، سنة سبع وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ مِنْ
بَقَايَا الحُفَّاظِ بِبَلَده، مِنْ أَبْنَاءِ
الثَّمَانِيْنَ، بَلْ أَزْيَد.
وَمَنُّويه: بِنُوْنٍ.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 94-95"، والإكمال لابن
ماكولا "7/ 207".
(11/149)
عبد الله بن صالح
والأعرج:
2664- عبد الله بن صالح 1:
ابن عبد الله بن الضحاك، الإِمَامُ الصَّدُوْقُ، أَبُو
مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيّ، وَيُلَقَّبُ بِالبُخَارِيّ.
سَمِعَ: لُوَيْناً، وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ،
وَإِسْحَاقَ بنَ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَطَبَقَتَهُم.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللهِ الزَّبِيْبِي، وَمُحَمَّدُ بنُ
المُظَفَّرِ، وَابْنُ الزَّيَّات، وَأَبُو عَلِيٍّ
النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَقَالَ: هُوَ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِ
مائَةٍ.
2665- الأَعْرَجُ 2:
يحيى بن زكريا بن يحيى، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الحَافِظُ،
الثِّقَةُ، أَبُو زَكَرِيَّا النَّيْسَابُوْرِيُّ
الأَعْرَج.
سَمِعَ: قُتَيْبَةَ بنَ سَعِيْدٍ، وَإِسْحَاقَ بنَ راهويه،
وعلي بن حجر، وَأَقرَانَهُم. وَسَمِعَ مِنْ: يَحْيَى بنِ
مُوْسَى خَتّ، وَارْتَحَلَ فِي الشَّيْخُوخَة نَاشراً
لِعِلْمه.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أَخِيْهِ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ
بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ زَكَرِيَّا بنِ حيُّويه
النَّيْسَابُوْرِيّ نَزِيْل مِصْر، وَمكِيُّ بنُ
عَبْدَانُ، وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَة، وَأَبُو
حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ يطلبُ الحَدِيْثَ بِمِصْرَ عَلَى كِبَر السِّنّ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَيُشْبِهُهُ مِنْ
وَجه نَزِيْلُ حَلَب جعفَرَك النَّيْسَابُوْرِيّ
الأَعْرَج، الَّذِي عَاشَ إِلَى بَعْدِ سَنَةِ عَشْرٍ
وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَسوف يأتي.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 481".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 156"، وتذكرة الحفاظ
"2/ ترجمة 743"، والعبر "2/ 135" وتهذيب التهذيب "11/
210"، وتقريب التهذيب "2/ 347"، وشذرات الذهب لابن العماد
الحنبلي "2/ 251".
(11/149)
أبو شيبة والسقطي:
2666- أبو شيبة 1:
الشَّيْخُ المُحَدِّثُ العَالِمُ الصَّدُوْقُ، أَبُو
شَيْبَة دَاوُدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ دَاوُدَ بنِ
يَزِيْدَ بنِ رُوزبَةَ البَغْدَادِيُّ، نَزِيْلُ مِصْرَ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ بكار بن الريان، وعبد الأعلى بن
حماد، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد ابن حُمَيْد الرَّازِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ
المُقْرِئِ، وَجَعْفَرُ بنُ الفَضْلِ المُؤَذِّن، وأحمد بن
محمد بن المهندس، وآخرون.
قال الدراقطني: صَالِحٌ.
قُلْتُ: مَاتَ بِمِصْرَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
يَقَعُ حَدِيْثُهُ مَعَ نُسْخَة أَبِي مُسْهِرٍ، وغير ذلك.
2667- السقطي 2:
الإِمَامُ المُتْقِنُ، أَبُو حَفْصٍ، عُمَرُ بنُ أَيُّوْبَ
بنِ إِسْمَاعِيْلَ البَغْدَادِيّ السَّقَطِيّ، الرَّجُلُ
الصَّالِحُ.
سَمِعَ: بِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ، وَمُحَمَّدَ بنَ بَكَّار
بن الرَّيَّانِ، وَسُرَيْجَ بنَ يُوْنُسَ، وَعِدَّة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ الصَّوَّاف، وَعَبْدُ
العَزِيْزِ بنُ الخِرَقِي، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ،
وَمُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ جيَّان -بِجِيم- وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
مَاتَ سنة ثلاث وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 378"، والعبر "2/ 145"،
والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 206"، وشذرات الذهب
لابن العماد الحنبلي "2/ 259".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 129"، والعبر "2/ 126"،
وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 242".
(11/150)
ابن الدرفس وابن
زنجويه:
2668- ابن الدرفس 1:
الإِمَامُ الصَّالِحُ الصَّادِقُ، أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، مُحَمَّدُ بن العباس بن الوَلِيْدِ بنِ
مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ الدِّرَفْسِ الغَسَّانِيُّ،
الدِّمَشْقِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَدُحَيْم، وَهِشَامِ
بنِ خَالِدٍ الأَزْرَق، وَيُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى،
وَخَلْق.
وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ بنُ أَبِي دُجَانَة، وَأَخُوْهُ
أَبُو بَكْرٍ، وَجُمَحُ بنُ القَاسِمِ، وَالفَضْلُ بنُ
جَعْفَرٍ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ فَضَالَة، وَأَبُو القَاسِمِ
الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ،
وَآخَرُوْنَ.
وَالدَّرَفْس -بِمُهْمَلَةٍ- مِنْ أَسْمَاءِ الأَسَدِ.
2669- ابن زنجويه 2:
المُحَدِّثُ المُتْقِنُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ
زَنْجَوَيْه بنِ مُوْسَى، وَقِيْلَ: أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ
بنِ زنجويه ابن مُوْسَى المُخَرِّمِيّ القَطَّان. وَفرَّقَ
الخَطِيْب بينَهُمَا، وَهُمَا وَاحِد.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ بَكَّار، وَبِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ،
وَلُوَيْناً، وَدَاوُدَ بن رُشَيْدٍ، وَهِشَامَ بنَ
عَمَّارٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ المُنْذِرِ الحِزَامِيّ،
وَطَبَقَتَهُم.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ، وَابْنُ المُظَفَّر،
وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزَّبِيْبِي،
وَالطَّبَرَانِيّ، وَالآجُرِّيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ
عَدِيٍّ، وَعِدَّة.
وَكَانَ موثَّقاً مَعْرُوْفاً.
تُوُفِّيَ سنة أربع وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في العبر "2/ 126"، وشذرات الذهب لابن العماد
الحنبلي "2/ 242".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 164".
(11/151)
العامري ويموت بن
المزرع:
2670- العامري 1:
المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ، أَبُو الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ السَّكنِ القُرَشِيّ
العَامِرِيّ، أَحَدُ الحُفَّاظ عَلَى لِيْنٍ فِيْهِ.
يَرْوِي عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيّ،
وَإِسْحَاقَ بنِ مُوْسَى الخَطْمِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَهْم، وَطَبَقَتهم.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دُجَانَة، وَعَلِيُّ بنُ
أَبِي العَقب، وَأَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبُو
الشَّيْخ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدَان الشِّيْرَازِي،
وَقَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ
مائَةٍ، وَلاَ أُحَدِّث عَنْهُ، كَانَ لَيِّناً.
2671- يَمُوْتُ بنُ المزرع 2:
ابن يموت بن عيسى، العَلاَّمَةُ، الأَخْبَارِيُّ، أَبُو
بَكْرٍ العَبْدِيُّ البَصْرِيُّ، الأَدِيْبُ، واسمه محمد.
سَكَنَ طَبَريَّة مُدَّة.
وَحَدَّثَ عَنْ: خَاله الجَاحظ، وَأَبِي حَفْصٍ الفَلاَّس،
وَمُحَمَّدِ بنِ حُمَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ، وَأَبِي حَاتِمٍ
السِّجِسْتَانِيّ، وَنَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيّ،
وَالعَبَّاس الرِّيَاشِيّ، وَعِدَّة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَرَائِطِيّ، وَسَهْلُ بنُ
أَحْمَدَ الدِّيْبَاجِي، وَالحَسَنُ بنُ رَشِيق، وَأَبُو
بَكْرٍ بنُ مُجَاهِد، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ يَرْوِي القِرَاءة عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ
القصبِي -صَاحِب عَبْد الوَارِث- وَعَنِ السِّجِسْتَانِيّ.
وَكَانَ لاَ يعُود مَرِيْضاً كَيْلاَ يَقَعَ فِي
التَّطَيُّر باسْمِهِ.
وَله تآلِيف. وَمَا أَعْلَمُ بِهِ بَأْساً.
مَاتَ سَنَةَ أربع وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 425"، وميزان الاعتدال "1/
138"، ولسان الميزان "1/ 266".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 358"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 143"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "20/ 57"، ووفيات
الأعيان لابن خلكان "7/ ترجمة 834"، والعبر "2/ 182"،
والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "2/ 191"، وشذرات الذهب
لابن العماد الحنبلي "2/ 243".
(11/152)
2672- يوسف بن
الحسين 1:
الرازي، الإِمَامُ العَارفُ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّة، أَبُو
يَعْقُوْبَ.
أَكْثَر التَّرحَال، وَأَخَذَ عَنْ ذِي النُّوْن
المِصْرِيّ، وَقَاسِم الجوعي، وأحمد بن حنبل، وأحمد ابن
أَبِي الحَوَارِيِّ، وَدُحَيْم، وَأَبِي تُرَابٍ عَسْكَر
النَّخْشَبِيّ.
وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَبُو بَكْرٍ
النَّقَّاشُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَاذَانَ،
وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السُّلَمِيُّ: كَانَ إِمَامَ وَقته، لَمْ يَكُنْ فِي
المَشَايِخ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَته فِي تَذْلِيل النَّفْس
وَإِسقَاط الجَاهُ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ: كَانَ نسيجَ
وَحْدِهِ فِي إِسْقَاط التَّصَنُّع. يُقَال: كَتَبَ إِلَى
الجُنَيْد: لاَ أَذَاقَكَ اللهُ طعم نَفْسك، فَإِنْ
ذُقْتَهَا لاَ تُفْلِح.
وَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ المُرِيدَ يشتغلُ بِالرُّخَص
فَاعلمْ أَنَّهُ لاَ يَجِيْء مِنْهُ شَيْء.
وَقِيْلَ: كَانَ يَسْمَعُ الأَبيَاتَ وَيَبْكِي.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَدْ سَمِعَ
قَوَّالاً يُنشد:
رَأَيْتُكَ تَبْنِي دَائِماً فِي قَطِيْعَتِي ... وَلَوْ
كُنْتَ ذَا حَزْمٍ لَهَدَّمْتَ مَا تَبْنِي
كَأَنِّيْ بِكُمْ وَاللَّيْتُ أَفْضَلُ قَوْلِكُم ...
أَلاَ لَيْتَنَا كُنَّا إِذَا اللَّيْتُ لاَ تُغْنِي
فَبَكَى كَثِيْراً وَقَالَ لِلْمنشد: يَا أَخِي! لاَ تَلُم
أَهْلَ الرَّيّ أَنْ يُسَمُّونِي زِنْدِيْقاً، أَنَا مِنْ
بكرَةٍ أَقرأُ فِي المُصْحَفِ مَا خَرَجَتْ مِنْ عَيْنِي
دَمْعَة، وَوقَعَ مِنِّي إِذْ غَنَّيْتَ مَا رَأَيْتَ.
قَالَ السُّلَمِيُّ: كَانَ -مَعَ عِلْمه وَتمَامِ حَاله-
هَجَرَهُ أَهْلُ الرَّيّ، وَتكلَّمُوا فِيْهِ بِالقبَائِح،
خُصُوْصاً الزُّهَّاد، وَأَفْشَوْا أُمُوراً، حَتَّى
بَلَغَنِي أَنَّ شَيْخاً رَأَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّ
برَاءةً نزلتْ مِنَ السَّمَاء، فِيْهَا مَكْتُوْب: هَذِهِ
برَاءةٌ ليُوْسُفَ بنِ الحُسَيْنِ مِمَّا قِيْلَ فِيْهِ.
فَسَكَتُوا.
قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ
النَّجَّادُ.
قُلْتُ: هُوَ صَاحِبُ حِكَايَة الفَأْرَة مَعَ ذِي
النُّوْنِ لَمَّا سأله الاسم الأعظم.
وقد عمر دهرًا.
__________
1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 567"، وتاريخ بغداد
"14/ 314"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 141" والعبر "2/
128"، والنجوم لابن تغري بردي "3/ 191"، وشذرات الذهب لابن
العماد "2/ 245".
(11/153)
وَعَنْهُ قَالَ: بِالأَدب تَتَفَهَّم
العِلْم، وَبَالعِلْمِ يصحُّ لَكَ العَمَل، وَبَالعَمَلِ
تنَالُ الحِكْمَة، وَبَالحِكْمَة تفهَمُ الزُّهْد،
وَبَالزُّهْدِ تتركُ الدُّنْيَا، وَترغبُ فِي الآخِرَةِ،
وبذلك تنال رضا الله تَعَالَى.
قَالَ السُّلَمِيُّ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ
مائَةٍ رَحِمَهُ اللهُ.
طَوَّل ابْنُ عَسَاكِرَ تَرْجَمَته.
قَالَ الخُلْدِيّ: كتبَ الجُنَيْد إِلَى يُوْسُفَ بن
الحُسَيْنِ: أُوْصِيْكَ بِتَرْكِ الاَلتفَاتِ إِلَى كُلِّ
حَالٍ مَضَتْ، فَإِنَّ الاَلتفَاتَ إِلَى مَا مَضَى شغلٌ
عَنِ الأولَى، وَأُوصِيْكَ بِتَرْكِ ملاَحظَةِ الحَالِ
الكَائِنَة، اعملْ عَلَى تخليصِ هَمِّكَ مِنْ هَمِّكَ
لِهَمِّكَ، وَاعملْ عَلَى محقِ شَاهِدِكَ مِنْ شَاهدك
حَتَّى يَكُوْنَ الشَّاهدُ عَلَيْكَ شَاهداً لَكَ وَبِكَ
وَمنكَ ... فِي كَلاَم طَوِيْل.
وَليُوْسُف رسَالَة إِلَى الجنيد منها:
كَيْفَ السَّبِيْلُ إِلَى مَرْضَاةِ مَنْ غَضِبَا ... مِنْ
غَيْرِ جُرْمٍ وَلَمْ أَعْرِفْ لَهُ سَبَبَا
قَالَ وَالد تمَام: سَمِعْتُ يُوْسُفَ بنَ الحُسَيْنِ
يَقُوْلُ: قيلَ لِي: ذُو النُّوْنِ يَعْرِفُ الاسْمَ
الأَعْظَم. فَسِرْتُ إِلَيْهِ، فَبَصُرَ بِي وَأَنَا
طَوِيْلُ اللِّحْيَة، وَمعِي ركوَة طَوِيْلَة،
فَاسْتَشْنَعَ مَنْظرِي.
قَالَ وَالد تمَام: يُقَال: كَانَ يُوْسُفُ أَعْلَمَ
أَهْلِ زَمَانِهِ بِالكَلاَم وَبعلم الصُّوْفِيَّة. قَالَ:
فَجَاءَ مَتَكَلِّمٌ، فَنَاظَر ذَا النُّوْنِ، فَلَمْ يَقم
لَهُ بِحجَّة. قَالَ: فَاجْتَذَبْتُهُ إِلَيَّ،
وَنَاظرْتُه فَقَطَعْتُهُ، فَعَرَف ذُو النُّوْنِ
مَكَانِي، وَعَانَقَنِي، وَجَلَسَ بَيْنَ يَديَّ، وَقَالَ:
اعذُرْنِي. قال: فخدمته سنة.
(11/154)
2673- ابن
الجلاء 1:
القُدْوَةُ العَارفُ، شَيْخُ الشَّام، أَبُو عَبْدِ اللهِ
بن الجلاء، أحمد بن يحيى، وقيل: محمد ابن يَحْيَى.
يُقَالُ: أَصلُه بَغْدَادِيّ، صحبَ وَالدَه، وَأَبَا
تُرَابٍ النَّخْشَبِيّ، وَذَا النُّوْنِ المِصْرِيَّ
وَحَكَى عَنْهُ.
أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الدُّقِّي، وَمُحَمَّدُ بنُ
سليمان اللباد، ومحمد بن الحسن اليقطيني.
أَقَامَ بِالرَّملَة وَبِدِمَشْقَ. وَكَانَ يُقَالُ:
الجُنَيْدُ بِبَغْدَادَ، وَابْنُ الجلاَّء بِالشَّامِ،
وَأَبُو عُثْمَانَ الحِيْرِيُّ بِنَيْسَابُوْرَ، يَعْنِي:
لاَ نَظِيْرَ لَهُم.
قَالَ الدُّقِّي: مَا رَأَيْتُ شَيْخاً أَهيَبَ مِنِ ابْنِ
الجلاَّء مَعَ أَنِّي لقيتُ ثَلاَثَ مائَةِ شَيْخ،
فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا جلاَ أَبِي شَيْئاً قَطُّ،
وَلَكِنَّهُ كَانَ يَعِظُ، فيقعُ كَلاَمُه فِي القُلُوْبِ،
فسُمِّيَ جَلاَّءَ القُلُوْب.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الجُلندى: سُئِلَ ابْنُ
الجلاَّء عَنِ المحبَّة، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا لِي
وَلِلْمحبَّة؟ أَنَا أُرِيْدُ أَنْ أَتعلَّم التَّوبَة.
قَالَ أَبُو عُمَرَ الدِّمَشْقِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ
الجلاَّء يَقُوْلُ: قُلْتُ لأَبوِيَّ: أُحِبُّ أَنْ
تَهَبَانِي للهِ. قَالاَ: قَدْ فَعَلْنَا. فَغِبْتُ
عَنْهُم مُدَّة، ثُمَّ جِئْتُ فدققتُ البَاب، فَقَالَ
أَبِي: مِنْ ذَا؟ قُلْتُ: وَلدُك. قَالَ: قَدْ كَانَ لِي
وَلدٌ وَهبنَاهُ للهِ. وَمَا فتحَ لِي.
وَعَنِ ابْنِ الجلاَّء، قَالَ: آلَةُ الْفَقِير صِيَانَةُ
فَقْره، وَحِفْظُ سِرِّه، وَأَدَاءُ فَرْضِه.
تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ست وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 585"، وتاريخ بغداد
"5/ 213"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 148" والعبر "2/ 132"،
والوافي بالوفيات "8/ 239"، والنجوم الزاهرة لابن تغري
بردي "3/ 170".
(11/155)
ابن مطر وابن زاطيا:
2674- ابن مطر 1:
الإِمَامُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ
مَطَرٍ البَغْدَادِيُّ السُّكَّرِيُّ.
سَمِعَ: دَاوُدَ بنَ رُشَيْد، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ،
وَعَبْدَ اللهِ بنَ مُعَاوِيَةَ، وطبقتهم.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ
الزَّبِيْبِي، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرٍ
الخِرَقِي، وَيُوْسُف المَيَانَجِي، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ
المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
2675- ابن زاطيا 2:
المُحَدِّثُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ إِسْحَاقَ بنِ
عِيْسَى بنَ زَاطِيَا المُخَرِّمِيُّ البَغْدَادِيُّ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ بَكَّار بن الرَّيَّانِ، وَدَاوُدَ
بنَ رُشَيْد، وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَجَمَاعَة.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ
الزَّيَّات، وَابْنُ بُخَيْت الدَّقَّاق، وَعَلِيُّ بنُ
عُمَرَ الحَرْبِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ السُّنِّي
وَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: كُفَّ بَصَرُهُ بِأَخَرَةٍ.
تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى، سنة ست وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 137".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 349"، وميزان الاعتدال "3/
114"، ولسان الميزان "4/ 205".
(11/155)
ابن حمدويه وأبو حفص
والدويري:
2676- ابن حمدويه 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو رَجَاءَ، مُحَمَّدُ بنُ
حَمْدُوَيْه بنِ مُوْسَى بنِ طَرِيْفٍ السِّنْجِيّ
المَرْوَزِيُّ الهُوْرْقَانِي.
سَمِعَ: سُوَيْدَ بنَ نَصْرٍ، وَعتبَةَ بنَ عَبْدِ اللهِ،
وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْز بن أَبِي رزمة، وعلي ابن
حُجْر، وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْد.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ الصِّدِّيق،
وَأَبُو عِصْمَةَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبَّادٍ،
وَأَهْلُ مَرْو.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائَةٍ. ذكره ابْنُ
مَاكُوْلاَ.
2677- أبو حفص 2:
القَاضِي المُحَدِّثُ، أَبُو حَفْصٍ، عُمَرُ بنُ الحَسَنِ
بنِ نَصْر بنِ طَرْخَان الحَلَبِيّ، قَاضِي دِمَشْق.
حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَبِي سَمِيْنَة، وَزُهَيْرِ
بن حَرْبٍ، وَلُوَيْن، وَعُقْبَة بن مُكْرَمٍ، وَمُحَمَّد
ابن قُدَامَةَ المَصِّيْصِيّ، وَعِدَّة.
وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو عَلِيٍّ
بنُ آدم، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَرْوَانَ، وَأَبُو
بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ،
وَالإِسْمَاعِيْلِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ
الوَرَّاق، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ الزَّيَّات، وَعَلِيُّ بنُ
عمر الحربي.
قال الدراقطني: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ.
قُلْتُ: سَمَاعُ الوَرَّاق مِنْهُ فِي سنة سبع.
2678- الدويري:
المُحَدِّثُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ
اللهِ بن يوسف بن خرشيد النَّيْسَابُوْرِيُّ
الدَّوِيْرِيُّ، وَدوير: عَلَى فَرْسَخٍ مِنْ
نَيْسَابُوْر.
سَمِعَ: قُتَيْبَة، وَإِسْحَاقَ، وَيَحْيَى خَتّ.
وَعَنْهُ: ابنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ
بنُ مُحَمَّدٍ، وَيَحْيَى بن زَكَرِيَّا الدَّوِيرِي،
وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وآخرون.
توفي سنة سبع وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 395".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 221".
(11/156)
2679- ابن عطاء
1:
الزَّاهِدُ العَابِدُ المتَأَلِّه، أَبُو العَبَّاسِ،
أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلٍ بن عَطَاءٍ الأَدَمِيُّ
البَغْدَادِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: يُوْسُفَ بنِ مُوْسَى القَطَّان.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبيش، وَقَالَ:
كَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَتمَة، وَفِي رَمَضَانَ
تِسْعُوْنَ خَتمَة، وَبَقِيَ فِي خَتمَة مُفردَةٍ بِضْعَ
عَشْرَةَ سَنَةً يتفهَّمُ وَيتدبَّر.
وَقَالَ حُسَيْنُ بنُ خاقان: كان ينام في اليوم واللية
سَاعَتَيْن، مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ: وَثَلاَثِ مائَةٍ،
فِي ذِي القَعْدَةِ.
قُلْتُ: لكنَّه رَاجَ عَلَيْهِ حال الحلاج، وصححه، فقال
السلمي: امتُحِنَ بِسَبِب الحَلاَّج، وَطَلَبه حَامِدُ
الوَزِيْر وَقَالَ: مَا الَّذِي تَقُولُ فِي الحَلاَّج؟
فَقَالَ: مَالَك وَلذَاكَ؟ عَلَيْكَ بِمَا نُدِبْتَ لَهُ
مِنْ أَخذ الأَمْوَال، وَسفكِ الدِّمَاء. فَأَمَرَ بِهِ
فَفُكَّتْ أَسنَانُه، فصَاح: قطعَ اللهُ يَديكَ
وَرِجْلَيْك.
وَمَاتَ بَعْدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْماً، وَلَكِنْ
أُجيبَ دُعَاؤُه، فَقُطِعَتْ أَرْبَعَةُ حَامِد. قَالَ
السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بنَ حَمْدَان يذكر
هَذَا.
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَطَاء يَنْتمِي إِلَى
المَارِسْتَانِيّ إِبْرَاهِيْم.
وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ عَطَاء فَقَدَ عقلَهُ ثَمَانيَةَ
عَشَرَ عَاماً، ثُمَّ ثَاب إِلَيْهِ عقلُهُ.
ثَبَّتَ اللهُ عَلَيْنَا عُقُوْلَنَا وَإِيْمَانَنَا،
فَمَنْ تسبَّبَ فِي زوَالِ عَقْلِهِ بِجُوع، وَرِيَاضَةٍ
صَعْبَة، وَخَلْوَة، فَقَدْ عَصَى وَأَثِمَ، وَضَاهَى مِنْ
أَزَال عقلِهِ بَعْضَ يَوْمٍ بسُكر. فما أحسن التقيد
بمتابعة السنن والعلم.
__________
1 ترجمته في حلية الأولياء "10/ ترجمة 575"، وتاريخ بغداد
"5/ 26"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 160"، والعبر "2/ 144"،
والوافي بالوفيات "8/ 24"، وشذرات الذهب لابن العماد
الحنبلي "2/ 257".
(11/157)
الوشاء وابن البرتي:
2680- الوشاء 1:
الشَّيْخُ الرَّاوِي، أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ عَنْبر بن شَاكِر البَغْدَادِيُّ الوَشَّاء.
سَمِعَ: عَلِيَّ بن الجَعْد، وَمَنْصُوْرَ بنَ أَبِي
مُزَاحِمٍ، وَعَلِيَّ بن المَدِيْنِيِّ، وَعَبْدَ اللهِ
بنَ عَوْن الخَرَّاز، وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ النَّخَّاسِ، وَابْنُ
الشِّخِّير، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، وآخرون.
ضعفه عبد الباقي بن قانع.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تَكَلَّمُوا فِيْهِ مِنْ جهَةِ
سَمَاعِهِ.
وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ البُرْقَانِيّ فَوَثَّقَهُ.
مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ بِبَغْدَادَ.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: أَبُو خُبَيْبٍ بنُ البِرْتِي،
وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُفْيَانَ الفَقِيْه،
وَالمُفَضَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَنَدِي، وشعيب بن محمد
الذارع، ومحمد ابن الحَسَنِ بنِ بِدينَا، وَعَبْدُ
الكَرِيْم بنُ إِبْرَاهِيْمَ بن حبان المصري.
2681- ابن البرتي 2:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ، أَبُو خُبَيْبٍ، العَبَّاسُ ابنُ
القَاضِي العَلاَّمَةِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى
البِرتِيُّ.
سَمِعَ: عَبْدَ الأَعْلَى بنَ حَمَّادٍ النَّرْسِيّ،
وَأَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَوَّار بنَ عَبْدِ
اللهِ العَنْبَرِيّ، وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ
العَزِيْزِ بنُ أَبِي صَابر، وَأَبُو حفص ابن شَاهِيْنٍ،
وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ.
أَثْنَى عَلَيْهِ بَعْضُ الحُفَّاظ. وَمَاتَ فِي شَوَّالٍ
سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. عَنْ بِضْعٍ
وَثَمَانِيْنَ سَنَةً أَوْ أكثر.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 414"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 157"، وميزان الاعتدال "1/ 520" ولسان الميزان "2/
250".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 152"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 158".
(11/158)
الجندي والفرغاني:
2682- الجندي 1:
المُقْرِئُ المُحَدِّثُ الإِمَامُ، أَبُو سَعِيْدٍ
المُفَضَّلُ بنُ محمد بن إبراهيم بنِ مفضَّلِ بنِ سَعِيْدِ
ابْنِ الإِمَامِ عَامِر بن شرَاحيل الشَّعْبِيُّ
الكُوْفِيُّ، ثُمَّ الجَنَدِي.
حَدَّثَ عَنِ: الصَّامِتِ بنِ مُعَاذٍ الجندِي،
وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ
بنِ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيِّ، وَأَبِي حُمَة مُحَمَّدِ بنِ
يُوْسُفَ، وَسَلَمَةَ بنِ شَبِيْبٍ. وَقَدْ رَوَى
القرَاءاتِ عَنْ طَائِفَةٍ كَالبَزِّي وَغَيْرِهِ.
أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ مُجَاهد، وَعَبْدُ
الوَاحِد بنُ أَبِي هَاشِم، وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً
أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ
البُسْتِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو
جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ العُقَيْلِيُّ: قَدَمتُ مَكَّةَ وَلأَبِي سَعِيْدٍ
الجَنَدِي حَلْقَةٌ بِالمَسْجَد الحَرَام.
وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ: هُوَ
ثِقَةٌ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة: تُوُفِّيَ سَنَةَ
ثَمَانٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
2683- الفرغاني 2:
المُحَدِّثُ الثِّقَةُ، أَبُو العَبَّاسِ، حَاجِبُ بنُ
مَالِكِ بنِ أَرْكين الضَّرِيْر الفَرْغَانِيُّ
التُّركِيّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ.
حَدَّثَ عَنْ: الفَلاَّس، وَمُحَمَّدِ بنِ المُثَنَّى،
وَأَبِي سعيد الأشج، وأبي عمر الدوري، وعلي ابن حَرْبٍ،
وَابْنِ عَبْد الحَكَم، وَطَبَقَتِهِم.
وَعَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو عُمَرَ
بنُ فضَالَة، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرَّبعِي،
وَالمَيَانَجِي، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الشَّيْخ،
وَخَلْقٌ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ.
وَثَّقَهُ الخَطِيْب.
وقال الدراقطني: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِ مائة.
__________
1 ترجمته في العبر "2/ 137"، ولسان الميزان "6/ 81"،
وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 253".
2 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 302"، وتاريخ بغداد "8/
271"، والمنتظم لابن الجوزي "6/ 150"، والعبر "2/ 132"،
وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 249".
(11/159)
ابن ذريح والحسن بن
الطيب:
2684- ابن ذريح 1:
الإِمَامُ المُتْقِنُ الثِّقَةُ، أَبُو جَعْفَرٍ،
مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ بنِ ذَرِيْح البَغْدَادِيُّ
العُكْبَرِيُّ.
سَمِعَ: جُبارَة بنَ المغلِّس، وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي
شَيْبَةَ، وَأَبَا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وَأَبَا ثَوْرٍ
الكَلْبِيّ، وَطَبَقَتهُم، وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ
وَرحلَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ النِّعَالِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ
الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو
حَفْصٍ بنُ الزَّيَّات، وَابْنُ بُخَيْت الدَّقَّاق،
وَأَبُو بكر ابن المقرئ، وآخرون.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ:
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَقِيْلَ: سَنَةَ سِتٍّ، فَالله
أَعْلَم.
وثقوه، واحتجوا به.
2685- الحسن بن الطيب 2:
ابن حمزة، المُحَدِّثُ الرَّحَّالُ، أَبُو عَلِيٍّ
الشُّجَاعِيُّ، البَلْخِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ، ابْن
أَخِي الحَافِظ الحَسَن بنِ شُجَاع.
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: قُتَيْبَة بنِ سَعِيْدٍ،
وَهُدْبَة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْرٍ،
وَأَبِي كَامِل الجَحْدرِي، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ الخُطَبِيُّ، وَأَبُو
بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ،
وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاق، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لاَ يُسَاوِي شَيْئاً، لأَنَّه
حدَّثَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ.
وَكَذَا تَكَلَّمَ فِيْهِ ابْن عُقْدَةَ.
وَقَالَ البَرْقَانِيُّ: ذَاهبُ الحَدِيْث.
وَأَمَّا الإِسْمَاعِيْلِيُّ فَكَانَ حَسَنَ الرَّأْي
فِيْهِ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ: كَذَّاب. مَاتَ: فِي سَنَةِ سَبْعٍ
وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 361"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 152"، والعبر "2/ 134"، وشذرات الذهب لابن العماد
الحنبلي "2/ 151".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 333"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 154"، وميزان الاعتدال "1/ 501"، ولسان الميزان "2/
215".
(11/160)
الجوني والهيثم بن
خلف:
2686- الجوني 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ الرَّحَّال، أَبُو
عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ سَهْلِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ
الجَوْنِيُّ، البَصْرِيُّ، نَزِيْلُ بَغْدَادَ.
سَمِعَ: طَالُوْتَ بنَ عَبَّاد، وَعَبْدَ الوَاحِدِ بنَ
غِيَاث، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَعِيْسَى بنَ حَمَّادٍ
زُغْبَة، وَمُحَمَّدَ بنَ رُمْح، وَأَبَا همَّام
السَّكُوْنِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ مُصَفَّى، وَطَبَقَتهُم
بِالشَّامِ، وَمِصْر، وَالعِرَاق.
وعُمِّر دَهْراً، وَكَانَ مِنَ الحُفَّاظِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: دَعْلَج السِّجْزِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ
إِبْرَاهِيْمَ الزَّبِيْبِي، وَمُحَمَّدُ بنُ المظَفَّر،
وَأَبُو بَكْرٍ ابن المُقْرِئِ، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ
السُّكَّرِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَبَقِيَ إِلَى هَذَا العَام بِمِصْرَ مَنْ يَرْوِي عَنْ
يَحْيَى بنِ بُكير وَهُوَ الحُسَيْن بن سَعِيْدِ بنِ
كَامِلٍ، كتب عَنْهُ ابْن يونس.
2687- الهيثم بن خلف 2:
ابن محمد بن عبد الرحمن بن مجاهد، المتقن الثقة، أبو محمد
الدُّوْرِيُّ، البَغْدَادِيُّ.
سَمِعَ: عبدَ الأَعْلَى بنَ حَمَّادٍ النَّرْسِيّ،
وَعُبَيْدَ اللهِ القَوَارِيْرِيّ، وَعُثْمَانَ بنَ أَبِي
شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقَ بنَ مُوْسَى الخَطْمِيّ،
وَطَبَقَتَهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ
العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرٍ الخِرَقِي، وَأَبُو بَكْرٍ
الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ،
وَابْن لُؤْلُؤ الوَرَّاق، وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، وَمِنْ أَهْلِ
التَّحَرِّي وَالضَّبْط.
مَاتَ فِي أَوَائِل سَنَة سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ، وَمَحْمُوْدُ
بنُ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيّ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ
سِنَان، وَمُحَمَّدُ بنُ صَالِح بنِ ذَرِيْح، وَأَبُو
عِمْرَانَ الجَوْنِيّ، وَالحَسَنُ بنُ الطَّيِّب
الشُّجَاعِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الفَرْقَدِي،
وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ الجارود، وأسامة بن أحمد
التجيبي.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 56"، وتذكرة الحفاظ "2/
ترجمة 764"، والعبر "2/ 135"، وشذرات الذهب لابن العماد
الحنبلي "2/ 251".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 63"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 156"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 766"، والعبر "2/ 135"،
وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 251".
(11/161)
الشطوي ومحمد بن
شادل:
2688- الشطوي 1:
الإِمَامُ الفَاضِلُ، أَبُو أَحْمَدَ، هَارُوْنُ بنُ
يُوْسُفَ الشَّطَوِيّ، وَيُعرف قَدِيْماً: بِابْنِ
مِقرَاض.
سَمِعَ: ابْن أَبِي عُمَرَ العَدَنِيّ، وَأَبَا مَرْوَان
مُحَمَّدَ بنَ عُثْمَانَ العُثْمَانِيّ، وَالحَسَنَ بنَ
عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ، وَطَائِفَةً.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الجِعَابِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ
بنُ العَسْكرِي، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ، وَعُمَرُ بنُ
الزَّيَّات، وَالإِسْمَاعِيْلِيّ وَوَثَّقَهُ.
تُوُفِّيَ فِي ذِي الحجة سنة ثلاث وثلاث مائة.
2689- محمد بن شادل 2:
ابن علي، الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُقْرِئُ المُعَمَّرُ،
أَبُو العَبَّاسِ الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُم
النَّيْسَابُوْرِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وَإِسْحَاقَ بنَ
رَاهْوَيْه، وَمُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ لُوَيْناً،
وَعَمْرَو بن زرارة، وهناد بن السري، والحسين ابن
الضَّحَّاك، وَأَحْمَدَ بنَ حَرْبٍ، وَأَبَا مَرْوَان
العُثْمَانِيّ، وَحَرْمَلَةَ بنَ يَحْيَى -لَعَلَّهُ
لَقِيَهُ بِمَكَّةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَرْحَلْ إِلَى
مِصْرَ.
قَالَ الحَاكِمُ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زِيَاد:
سأَلْنَا ابْنَ شَادَل عَنْ نَسَبه، فَقَالَ: مُحَمَّدُ
بنُ شَادَل بنِ عَلِيِّ بنِ برد بنِ سَوَّارِ بنِ جَعْفَرِ
بنِ يَزِيْدَ بنِ عَبْدِ اللهِ الهَاشِمِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ عِيْسَى، وَأَحْمَدُ بنُ
الخَضِر الشَّافِعِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَعْدٍ
الحَافِظ، وَأَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ الأَنْصَارِيّ،
وَالقَاضِي يُوْسُفُ المَيَانَجِي، وَأَبُو أَحْمَدَ
الحَاكِمُ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ طَاهِرَ بنَ أَحْمَدَ الوَرَّاق
يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ شَادَل، وَكَانَ
يختمُ القُرْآنَ كُلَّ يَوْم، وَذهبَ بصرُه قَبْل مَوْته
بعِشْرِيْنَ سَنَةً. تُوُفِّيَ فِي يَوْم الأَحَد
الثَّانِي عشر مِنْ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سنَةَ إِحْدَى
عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدِ المُؤَذِّن
يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ في صفر سنة تسع.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ: كَانَ صَحِيْح
الأُصُوْل، سَمِعَ ابْنَ رَاهْوَيْه، وَمُحَمَّدَ بنَ
عُثْمَانَ العُثْمَانِيّ. سأَلنَا أَبَا العَبَّاسِ
المَاسَرْجِسِيَّ عَنْهُ، فثَّبت سُمَاعَهُ من إسحاق.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "14/ 29".
2 ترجمته في العبر "2/ 150"، وشذرات الذهب لابن العماد
الحنبلي "2/ 263".
(11/162)
ابن المرزبان وجعفرك:
2690- ابن المرزبان 1:
الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الأَخْبَارِي، أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ بنِ بَسَّامٍ
المُحَوَّلِيُّ البَغْدَادِيُّ الآجُرِّيّ، صَاحِبُ
التَّصَانِيْفِ.
حَدَّثَ عَنْ: الزُّبَيْرِ بنِ بكَّار، وَأَحْمَدَ بنِ
مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي السَّرِيّ
الأَزْدِيّ لاَ العَسْقلاَنِي، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي
الدُّنْيَا، وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ الأَنْبَارِيُّ، وَأَبُو
الفَضْلِ بنُ المُتَوَكِّل، وَأَبُو عُمَرَ ابْن
حَيُّويَه، وَآخَرُوْنَ.
وَقَعَ لِي قطعَةٌ مِنْ تآلِيفه، وَلَهُ كِتَاب: "الحَاوِي
فِي عُلُوْم القُرْآن"، وَكِتَاب فِي "الحمَاسَة"،
وَكِتَاب "المتيَّمِين" وَكِتَاب "أَخْبَار الشُّعَرَاء"
وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَكَانَ صَدُوْقاً.
مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فِي عَشْرِ
الثَّمَانِيْنَ، أَوْ جَاوزهَا.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: حَامِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْب،
وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُكرم، وَإِسْمَاعِيْلُ
بنُ مُوْسَى الحَاسِب، وَالحَلاَّجُ -قتل- وَعُمَرُ بنُ
إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي غَيْلاَنَ، وَمُحَمَّدُ بنُ
أَحْمَدَ بنِ رَاشِدِ بن معدان، وأبو العباس بن عطاء
الصوفي، وجعفر بن أحمد ابن مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ
الجَرْجَرَائِي، وَعَبَّادُ بنُ عَلِيٍّ ثقَّاب اللُؤْلُؤ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المُؤْمِن المُهَلَّبِيّ
-مُحَدِّثُ جُرْجَان- وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عقبة
أبو جعفر الشبلي.
2691- جعفرك 2:
الإِمَامُ الحَافِظُ الرَّحَّالُ، أَبُو مُحَمَّدٍ
جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى النَّيْسَابُوْرِيُّ
الأَعْرَجُ، نَزِيْلُ حَلَب، وَيُقَالُ لَهُ: جَعْفَرَكْ.
حَدَّثَ عَنْ: الحَسَنِ بنِ عَرفَة، وَعَبْدِ اللهِ بنِ
هَاشِمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيّ، وَعَلِيِّ
بنِ حَرْبٍ الطَّائِيّ، وَإِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ
الخُشْك، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ، وَأَبُو عَلِيٍّ
النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَافِظَانِ، وَأَبُو بَكْرٍ
الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ،
وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ غَيْر وَاحِدٍ، وَنَعَتوهُ بِالحِفْظ
وَالمَعرفَة، وَلَقِيَهُ ابْن المُقْرِئ بِالمَوْصِل.
تُوُفِّيَ سَنَةَ نيِّف عشرة وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 237"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 165"، والعبر "2/ 144"، وميزان الاعتدال "3/ 538"،
والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 44"، والنجوم
الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 203" وشذرات الذهب لابن العماد
الحنبلي "2/ 285".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 203"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 154"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 752".
(11/163)
ابن جميل والعثماني:
2692- ابن جميل 1:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ، أَبُو يَعْقُوْبَ،
إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ جَمِيْل
الأَصْبَهَانِيّ.
رَوَى عَنْ: أَحْمَدَ بنِ مَنِيع "مسنَدَه".
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو
بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَحَفِيْدُه عبيدُ اللهِ بنِ
يَعْقُوْبَ بنِ إِسْحَاقَ.
قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ
يَقُوْلُ: عَاشَ جَدِّي مائَةً وَسَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً،
وَمَاتَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: إِن صَحَّ هَذَا فِي مَوْلِده، فَمَا سَمِعَ
الحَدِيْث إلَّا فِي الكُهُوْلَة.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ
وَثَلاَثِ مائة.
2693- العثماني 2:
المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ المُعَمَّرُ، أَبُو عُمَرَ،
عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ الأُمَوِيُّ العُثْمَانِيُّ
البَغْدَادِيُّ، مَنْعُوْتٌ بِالصِّدْق.
سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ المَدِيْنِيِّ، وَعَبْدَ الأَعْلَى
بنَ حَمَّادٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ
حَيُّويَه، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ مِنْ بَقَايَا الْمُسْندين بِبَغْدَادَ، بَقِيَ
إِلَى سَنَة عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلاَ أَعْلَم
فِيْهِ جَرْحاً.
وَفِيْهَا مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ، وَأَبُو شيبة
داود بن إبراهيم، وأبو بشر الدُّوْلاَبِيُّ، وَأَحْمَدُ
بنُ يَحْيَى بنِ زُهَيْر التُّسْتَرِيّ، وَالوَلِيْدُ بنُ
أَبَان، وَعَلِيُّ بنُ العَبَّاسِ المقَانِعِي، وَفَقِيْهُ
بَغْدَاد أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ جَابِرٍ،
وَإِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَمِيْل، وَخَالِدُ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ كُولَخْش الصَّفَّار، وَمُحَمَّدُ بنُ
خَلَفٍ بنِ المَرْزُبَانِ، وَالحَسَنُ بنُ الحُسَيْنِ
الصَّوَّاف، وَالعَبَّاسُ بن الفضل الرازي.
__________
1 ترجمته في تاريخ أصبهان "1/ 218"، والعبر "2/ 145"،
وشذرات الذهب "2/ 259".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 347"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 197".
(11/164)
2694- محمد بن
جرير 1:
ابن يزيد بن كثير، الإِمَامُ العَلَمُ المجتهدُ، عَالِمُ
العَصر، أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيّ، صَاحِبُ
التَّصَانِيْفِ البَدِيْعَة، مِنْ أَهْلِ آمُل
طَبَرِسْتَان.
مَوْلِدُه سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ،
وَطَلَبَ العِلْمَ بَعْد الأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ
وَأَكْثَرَ التَّرحَال، وَلقِي نُبَلاَء الرِّجَال،
وَكَانَ مِنْ أَفرَاد الدَّهْر عِلْماً، وَذكَاءً،
وَكَثْرَةَ تَصَانِيْف، قلَّ أَنْ تَرَى العُيُونُ مثلَه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ
الهروي، أخبرنا زاهر المُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ
حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الفَقِيْه،
وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيّ، قَالاَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنِيْع، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ
بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ، عَنْ سِمَاكٍ،
عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ
قَالَ لِضُبَاعَة: "حُجِّي وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلِّي
حَيْثُ حَبَسْتَنِي" 2، حَدِيْثٌ حَسَنٌ غَرِيْبٌ مِنْ
أَعْلَى مَا عِنْدِي عَنِ ابْنِ جَرِيْرٍ.
سَمِعَ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي
الشّوَاربِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ مُوْسَى السُّدِّيّ،
وَإِسْحَاقَ بنَ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَمُحَمَّدَ بنَ
أَبِي مَعْشَر -حَدَّثَهُ بِالمَغَازِي عَنْ أَبِيْهِ-
وَمُحَمَّدَ بنَ حُمَيْد الرَّازِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ
مَنِيْع، وأبا كريب محمد بن العلاء، وهناد بن السَّرِيّ،
وَأَبَا هَمَّام السَّكُوْنِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ
الأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ، وَبُنْدَاراً، وَمُحَمَّدَ بنَ
المُثَنَّى، وَسُفْيَانَ بنَ وَكِيْع، وَالفَضْلَ بنَ
الصَّبَّاحِ، وَعَبْدَةَ بنَ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّار،
وَسَلْمَ بنَ جُنَادَةَ، وَيُوْنُسَ بنَ عَبْدِ الأَعْلَى،
وَيَعْقُوْبَ الدَّوْرَقِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ المِقْدَامِ
العِجْلِيّ، وَبِشْرَ بنَ مُعَاذٍ العَقَدِيّ، وَسَوَّار
بنَ عَبْدِ اللهِ العَنْبَرِيّ، وَعَمْرو بنَ عَلِيٍّ
الفَلاَّس، وَمُجَاهِدَ بنَ مُوْسَى، وَتَمِيْمَ بنَ
المُنْتَصِر، والحسن بن عرفة، ومهنى
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 162-169"، والمنتظم لابن
الجوزي "6/ 170"، ووفيات الأعيان "4/ 570"، وتذكرة الحفاظ
"2/ ترجمة 728"، والعبر "2/ 146"، وميزان الاعتدال "3/
498"، ولسان الميزان "5/ 100"، والنجوم الزاهرة لابن تغري
بردي "3/ 205"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/
260".
2 صحيح: أخرجه مسلم "1208"، وأبو داود "1776"، والترمذي
"941"، والنسائي "5/ 167".
(11/165)
ابن يَحْيَى، وَعَلِيَّ بنَ سَهْل
الرَّمْلِيّ، وَهَارُوْنَ بنَ إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيّ،
وَالعَبَّاسَ بنَ الوَلِيْدِ العُذْرِيّ، وَسَعِيْدَ بنَ
عَمْرٍو السَّكُوْنِيّ، وَأَحْمَدَ ابْنَ أَخِي ابْنِ وهب،
وَمُحَمَّدَ بنَ مَعْمَر القَيْسِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ
سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيّ، وَنَصْرَ بنَ عَلِيٍّ
الجَهْضَمِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ بَزِيع،
وَصَالِحَ بنَ مِسْمَار المَرْوَزِيّ، وَسَعِيْدَ بنَ
يَحْيَى الأُمَوِيّ، وَنَصْرَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الأَوْدِيّ، وَعَبْدَ الحمِيدِ بنَ بيَان السُّكَّرِيّ،
وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي سُرَيْج الرَّازِيّ، وَالحَسَنَ بنَ
الصَّبَّاحِ البَزَّار، وَأَبَا عَمَّارٍ الحُسَيْنَ بنَ
حُرَيْث، وَأُمَماً سِوَاهُم.
وَاستقرَّ فِي أَوَاخِرِ أَمره بِبَغْدَادَ، وَكَانَ مِنْ
كِبَارِ أَئِمَّةِ الاجْتِهَاد.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ
الحَرَّانِيُّ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَأَبُو القَاسِمِ
الطَّبَرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي،
وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ
عَدِيٍّ، وَمخلدُ بنُ جَعْفَرٍ البَاقَرْحِي، وَالقَاضِي
أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زَبْرٍ، وَأَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ
الخَشَّاب، وَأَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ
حَمْدَانُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ
الكَاتِب، وَعَبْدُ الغَفَّار بنُ عَبيدِ اللهِ
الحُضَيْنِي، وَأَبُو المُفَضَّل مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ
اللهِ الشَّيْبَانِيّ، وَالمُعَلَّى بنُ سَعِيْدٍ وَخَلْقٌ
كَثِيْرٌ.
قَالَ أبو أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: مُحَمَّدُ بنُ
جَرِيْرٍ مِنْ أَهْلِ آمُل، كتبَ بِمِصْرَ، وَرَجَعَ إِلَى
بَغْدَادَ، وَصَنَّفَ تَصَانِيْف حسنَةً تَدُلُّ عَلَى
سَعَة عِلْمِهِ.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ بنِ يَزِيْدَ
بنِ كَثِيْرِ بنِ غَالِب: كَانَ أَحَدُ أَئِمَّةِ
العُلَمَاء يُحكم بِقَوله، وَيُرجع إِلَى رأَيهِ
لِمَعْرِفَتِهِ وَفَضْله، وَكَانَ قَدْ جَمَعَ مِنَ
الْعُلُوم مَا لَمْ يُشَارِكْهُ فِيْهِ أَحَد مِنْ أَهْلِ
عَصْره، فَكَانَ حَافِظاً لكتَاب الله، عَارِفاً
بِالقِرَاءات، بَصِيْراً بِالمَعَانِي، فَقِيْهاً فِي
أَحْكَام القُرْآن، عَالِماً بِالسُّنَنِ وَطُرُقِهَا،
صَحيحِهَا وَسَقيمِهَا، وَنَاسِخِهَا وَمَنْسوخِهَا،
عَارِفاً بِأَقوَال الصَّحَابَة وَالتَّابِعِيْنَ،
عَارِفاً بِأَيَّام النَّاس وَأَخْبَارهم، وله الكتاب
المشهور في "أَخْبَار الأُمَم وَتَارِيْخهِم" وَلَهُ
كِتَاب "التَّفْسِيْر" لَمْ يصَنّف مثلُه، وَكِتَاب
سَمَّاهُ "تَهْذِيْب الآثَار" لَمْ أَرَ سِوَاهُ فِي
مَعْنَاهُ، لَكِن لَمْ يُتِمَّه، وَلَهُ فِي أُصُوْل
الفِقْه وَفُرُوْعه كتبٌ كَثِيْرَةٌ مِنْ أَقَاويل
الفُقَهَاء، وَتَفَرَّدَ بِمَسَائِلَ حُفِظَت عَنْهُ.
قُلْتُ: كَانَ ثِقَةً، صَادِقاً، حَافِظاً، رَأْساً فِي
التَّفْسِيْر، إِمَاماً فِي الفِقْه، وَالإِجْمَاع
وَالاخْتِلاَف، عَلاَّمَةٌ فِي التَّارِيْخ وَأَيَّام
النَّاس، عَارِفاً بِالقِرَاءات وَبَاللُّغَة، وَغَيْر
ذَلِكَ.
قَرَأَ القُرْآنَ بِبَيْرُوْت عَلَى العَبَّاسِ بنِ
الوَلِيْدِ.
ذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ
جَعْفَرٍ الفرغَانِيّ: أَنَّ مَوْلِدُهُ بآمل.
(11/166)
وَقِيْلَ: إِنَّ المُكْتَفِي أَرَادَ أَنْ
يحبِّسَ وَقفاً تجتمعُ عَلَيْهِ أَقَاويلُ العُلَمَاء،
فَأَحضر لَهُ ابْن جَرِيْرٍ، فَأَملَى عَلَيْهِم كِتَاباً
لِذَلِكَ، فَأُخْرَجت لَهُ جَائِزَة، فَامْتَنَعَ مِنْ
قَبُولهَا، فَقِيْلَ لَهُ: لاَ بُدَّ مِنْ قَضَاء حَاجَة،
قَالَ: أسأَلُ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ أَنْ يمْنَع
السُّؤال يَوْم الجُمُعَة، فَفَعَل ذَلِكَ.
وَكَذَا التمسَ مِنْهُ الوَزِيْرُ أَنْ يعملَ لَهُ
كِتَاباً فِي الفِقْه، فَأَلَّف لَهُ كِتَاب "الخَفِيْف"
فَوجَّه إِلَيْهِ بِأَلفِ دِيْنَار، فَرَدَّهَا.
الخَطِيْب: حَدَّثَنِي أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ عبيدِ
اللهِ الشِّيرَازيُّ الخَرْجُوشِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ
مَنْصُوْر الشِّيرَازِي، سمعت محمد ابن أَحْمَدَ الصحَّاف
السِّجِسْتَانِيّ، سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ البَكْرِيَّ
يَقُوْلُ: جَمعتِ الرِّحلَةُ بَيْنَ ابْنِ جَرِيْرٍ،
وَابْن خُزَيْمَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ المَرْوَزِيّ،
وَمُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ الرُّويَانِي بِمِصْرَ،
فَأَرملُوا وَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُم مَا يقُوتُهُم،
وَأَضَرَّ بِهِم الْجُوع، فَاجْتَمَعُوا لَيْلَةً فِي
مَنْزِلٍ كَانُوا يَأْوونَ إِلَيْهِ، فَاتَّفَقَ رأَيُهُم
عَلَى أَنْ يَسْتَهمُوا وَيضربُوا القُرْعَة، فَمَنْ
خَرجتْ عَلَيْهِ القُرعَةُ سَأَلَ لأَصْحَابِهِ الطَّعَام،
فَخَرَجت القرعَة عَلَى ابْنِ خُزَيْمَة، فَقَالَ
لأَصْحَابِهِ: أَمْهِلونِي حَتَّى أُصَلِّي صَلاَة
الخِيرَة، قَالَ: فَاندفعَ فِي الصَّلاَةِ، فَإِذَا هُم
بِالشُّموع وَخَصِيٍّ مِنْ قَبْل وَالِي مِصْر يَدَقُّ
البَاب، فَفَتَحُوا، فَقَالَ: أَيُّكُم مُحَمَّدُ بنُ
نَصْرٍ؟ فَقِيْلَ: هُوَ ذَا، فَأَخْرَجَ صرَّةً فِيْهَا
خَمْسُوْنَ دِيْنَاراً، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ
قَالَ: وَأَيُّكُم مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ؟ فَأَعطَاهُ
خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً، وَكَذَلِكَ للرُّويَانِي، وَابْن
خُزَيْمَةَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الأَمِيْرَ كَانَ قَائِلاً
بِالأَمس، فَرَأَى فِي المَنَامِ أَنَّ المَحَامِدَ
جِيَاعٌ قَدْ طَوَوْا كَشْحَهُم، فَأَنفذَ إِلَيْكُم
هَذِهِ الصُّرَرَ، وَأَقسَمَ عَلَيْكُم: إِذَا نفذت،
فَابْعَثُوا إِلَيَّ أَحَدَكُم.
وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الفرغَانِيُّ فِي "ذيل تَارِيْخه"
عَلَى "تَارِيْخ الطَّبَرِي"، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
عَلِيٍّ هَارُوْنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، أَنَّ أَبَا
جَعْفَرٍ لَمَّا دَخَلَ بَغْدَاد، وَكَانَتْ مَعَهُ
بِضَاعَةٌ يتقوَّتُ مِنْهَا، فَسرقت فَأَفضَى بِهِ الحَالُ
إِلَى بيعِ ثِيَابِهِ وَكُمَّي قَمِيصِهِ، فَقَالَ لَهُ
بَعْضُ أَصدقَائِه: تنشَطُ لتَأَدِيْب بَعْضِ وَلد
الوَزِيْر أَبِي الحَسَنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ
خَاقَان؟ قَالَ: نَعَمْ، فَمَضَى الرَّجُل، فَأَحكَمَ لَهُ
أَمره، وَعَاد فَأَوصَلَه إِلَى الوَزِيْرِ بَعْدَ أَنْ
أَعَاره مَا يلبَسُهُ، فَقرَّبه الوَزِيْر وَرفعَ
مَجْلِسه، وَأَجرَى عَلَيْهِ عَشْرَة دَنَانِيْر فِي
الشَّهْرِ، فَاشترطَ عَلَيْهِ أَوقَاتَ طلبه لِلْعِلم
وَالصَّلوَات وَالرَّاحَة، وَسأَل إِسلافَهُ رِزْقَ شَهْر،
فَفَعَل، وَأدخل فِي حُجْرَة التَّأَدِيْب، وَخَرَجَ
إِلَيْهِ الصَّبيّ -وَهُوَ أَبُو يَحْيَى- فَلَمَّا كتَّبه
أَخَذَ الخَادِمُ اللَّوْحَ، وَدخلُوا مُسْتَبْشِرين،
فَلَمْ تبقَ جَارِيَةٌ إلَّا أَهدتْ إِلَيْهِ صينيةٌ
فِيْهَا درَاهُمُ وَدنَانير، فردَّ الجَمِيْع وَقَالَ:
قَدْ شُورطتُ عَلَى شَيْءٍ، فَلاَ آخُذُ سِوَاهُ، فَدَرَى
الوَزِيْر ذَلِكَ، فَأدخلته إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ، فَقَالَ:
هَؤُلاَءِ عبيدٌ وَهُم لاَ يملكُون فعظُم ذَلِكَ فِي
نَفْسِهِ.
وَكَانَ رُبَّمَا أَهدَى إِلَيْهِ بَعْضُ أَصدقَائِه
الشَّيْءَ فيَقْبله، وَيكَافِئُهُ أَضعَافاً لِعِظَمِ
مُروءته.
(11/167)
قَالَ الفَرغَانِي: وَكَتَبَ إِلَيَّ
المرَاغِي يَذْكُرُ أَنَّ المُكْتَفِي قَالَ لِلْوَزِيْرِ:
أُرِيْدُ أَنْ أَقفَ وَقفاً، فَذَكَرَ القِصَّةَ وَزَاد:
فردَّ الأَلفَ عَلَى الوَزِيْرِ وَلَمْ يَقْبَلْهَا،
فَقِيْلَ لَهُ: تصدَّق بِهَا، فَلَمْ يَفْعَلْ، وَقَالَ:
أَنْتُم أَوْلَى بِأَمْوَالكُم وَأَعرَفُ بِمَنْ
تصدَّقُوْنَ عَلَيْهِ.
قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عبيدِ اللهِ
اللُّغَوِيَّ يَحْكِي: أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ جَرِيْر مكثَ
أَرْبَعِيْنَ سَنَةً يَكْتُبُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا
أَرْبَعِيْنَ وَرقَة.
قَالَ الخَطِيْبُ: وَبلغَنِي عَنْ أَبِي حَامِد أَحْمَدَ
بنِ أَبِي طَاهِرٍ الإِسْفَرَايينِيُّ الفَقِيْه أَنَّهُ،
قَالَ: لَوْ سَافرَ رَجُلٌ إِلَى الصِّينِ حَتَّى يحصِّلَ
تَفْسِيْرَ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ لَمْ يَكُنْ كَثِيْراً.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ حُسَيْنَك بنَ عَلِيٍّ
يَقُوْلُ: أَوَّل مَا سَأَلَنِي ابْنُ خُزَيْمَةَ فَقَالَ
لِي: كتبتَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ الطَّبرِيّ؟
قُلْتُ: لاَ، قَالَ: وَلِمَ؟ قُلْتُ: لأَنَّه كَانَ لاَ
يَظهر، وَكَانَتِ الحَنَابِلَةُ تمنعُ مِنَ الدُّخول
عَلَيْهِ، قَالَ: بِئس مَا فَعَلْتَ، ليتَكَ لمْ تَكْتُبْ
عَنْ كُلِّ مَنْ كتبتَ عَنْهُم وَسَمِعْتَ مِنْ أَبِي
جَعْفَرٍ.
قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ بَالُويه
يَقُوْلُ: قَالَ لِي: أَبُو بَكْرٍ بنُ خُزَيْمَة:
بَلَغَنِي أَنَّك كتبتَ التَّفْسِيْرَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ
جَرِيْرٍ؟ قُلْتُ: بَلَى، كتبتُه عَنْهُ إِمْلاَءً، قَالَ:
كُلّه؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فِي أَي سَنَة؟ قُلْتُ:
مِنْ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ إِلَى سَنَةِ
تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، قَالَ: فَاسْتعَارَهُ مِنِّي
أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ رَدَّهُ بَعْد سِنِيْنَ، ثُمَّ قَالَ:
لَقَدْ نظرتُ فِيْهِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِره، وَمَا
أَعْلَمُ عَلَى أَديمِ الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ مُحَمَّدِ
بنِ جَرِيْرٍ، وَلَقَدْ ظَلَمَتْهُ الحَنَابِلَة.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الفَرْغَانِي: تَمَّ مِنْ كُتُبِ
مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ كِتَاب "التَّفْسِيْر" الَّذِي
لَوِ ادَّعَى عَالِمٌ أَنْ يصَنِّف مِنْهُ عَشْرَة كُتُبْ،
كُلُّ كِتَابٍ مِنْهَا يَحْتوِي عَلَى عِلْمٍ مفرَد
مستقصَىً لفعل. وَتَمَّ مِنْ كُتُبِهِ كِتَاب
"التَّارِيْخ" إِلَى عصره، وَتمَّ أَيْضاً كِتَاب
"تَارِيْخ الرِّجَال" مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ،
وَإِلَى شُيُوْخه الَّذِيْنَ لَقِيَهُم، وَتمَّ لَهُ
كِتَاب "لطيف القَوْل فِي أَحْكَام شرَائِع الإِسْلاَم"
وَهُوَ مَذْهَبُهُ الَّذِي اختَاره، وَجَوَّدَهُ، وَاحتجَّ
لَهُ، وَهُوَ ثَلاَثَةٌ وَثَمَانُوْنَ كِتَاباً، وَتمَّ
لَهُ كِتَاب "القرَاءات وَالتنَزِيْل وَالعدد"، وَتمَّ
لَهُ كِتَاب "اخْتِلاَف عُلَمَاء الأَمصَار"، وَتم لَهُ
كِتَاب "الخَفِيْف فِي أَحْكَام شرَائِع الإِسْلاَم"
وَهُوَ مُخْتَصَر لطيف، وَتمَّ لَهُ كِتَاب "التبصير"
وَهُوَ رسَالَةٌ إِلَى أَهْل طَبَرِسْتَان، يشرحُ فِيْهَا
مَا تقلَّده مِنْ أُصُوْل الدِّيْنِ، وَابتدأَ بِتَصْنِيف
كِتَاب "تَهْذِيْب الآثَار" وَهُوَ مِنْ عجَائِب كتبه،
ابْتِدَاء بِمَا أَسنده الصِّدِّيقُ مِمَّا صَحَّ عِنْدَهُ
سَنَدُهُ، وَتكلَّم عَلَى كُلِّ حَدِيْثٍ مِنْهُ
بِعِلَلِهِ وَطُرُقه، ثُمَّ فِقْهه، وَاخْتِلاَف
العُلَمَاء وَحججهُم، وَمَا فِيْهِ مِنَ المَعَانِي
وَالغَريب، وَالرَّدّ عَلَى المُلْحِدين، فَتَمَّ مِنْهُ
مسندُ العشرَةِ وَأَهْل البَيْت وَالموَالِي، وَبَعْض
"مُسْند ابْن عَبَّاسٍ"، فَمَاتَ قبل تمامه.
(11/168)
قُلْتُ: هَذَا لَوْ تمَّ لكَانَ يَجِيْءُ
فِي مائَة مُجَلَّد.
قَالَ: وَابتدأَ بِكِتَابه "البَسيط" فَخَرَجَ مِنْهُ
كِتَاب "الطهَارَة" فَجَاءَ فِي نَحْوٍ مِنْ أَلفٍ
وَخَمْسِ مائَة وَرقَة، لأَنَّه ذكرَ فِي كُلِّ بَابٍ
مِنْهُ اخْتِلاَفَ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِيْنَ، وَحجَّة
كُلِّ قَوْل، وَخَرَجَ مِنْهُ أَيْضاً أَكْثَر كِتَاب
الصَّلاَة، وَخَرَجَ مِنْهُ آدَاب الْحُكَّام، وَكِتَاب
"المحَاضِر وَالسجلاَت"، وَكِتَاب "تَرْتِيْب العُلَمَاء"
وَهُوَ مِنْ كتبه النفيسَة، ابتدأَه بآدَاب النُّفُوْسِ
وَأَقوَال الصُّوْفِيَّة، وَلَمْ يُتِمَّه، وَكِتَاب
"المنَاسك"، وَكِتَاب "شَرْح السُّنَّة" وَهُوَ لطيف،
بَيَّنَ فِيْهِ مذهَبَه وَاعْتِقَادَه، وَكِتَابه
"المُسْنَد" المخرَّج، يَأْتِي فِيْهِ عَلَى جَمِيْعِ مَا
رَوَاهُ الصَّحَابِيُّ مِنْ صَحِيْحٍ وَسقيمٍ، وَلَمْ
يُتِمَّه، وَلَمَّا بلغه أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي
دَاوُدَ تَكَلَّمَ فِي حَدِيْث غَدِيْر خُمّ1، عَمل كِتَاب
"الفَضَائِل" فَبدأَ بِفضل أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَر،
وَتكلَّم عَلَى تَصْحِيْحِ حَدِيْث غَدِير خُمّ، وَاحتجَّ
لِتَصْحِيْحِهِ، وَلَمْ يتمَّ الكِتَاب.
وَكَانَ مِمَّنْ لاَ تَأْخُذُه فِي اللهِ لومَةُ لاَئِم
مَعَ عَظِيْم مَا يلحَقُه مِنَ الأَذَى وَالشَّنَاعَات،
مِنْ جَاهِل، وَحَاسد، وَمُلحد، فَأَمَّا أَهْلُ الدِّين
وَالعِلْم، فغيرُ منكرينَ علمَه، وَزهدَه فِي الدُّنْيَا،
وَرفضَهُ لَهَا، وَقنَاعته -رَحِمَهُ اللهُ- بِمَا كَانَ
يردُ عَلَيْهِ مِنْ حصَّةٍ مِنْ ضَيعَةٍ خلَّفهَا لَهُ
أَبُوْهُ بطَبَرِسْتَان يَسِيْرَة.
وَحَدَّثَنِي هَارُوْنُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، قَالَ:
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: اسْتخرتُ اللهَ وَسأَلتهُ العُوْنَ
عَلَى مَا نويتُهُ مِنْ تصنيفِ التَّفْسِيْر قَبْلَ أَنْ
أَعْمَلَهُ ثَلاَث سِنِيْنَ، فَأَعَاننِي.
القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ القُضَاعِي: حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بنُ نَصْرٍ بن الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو
عُمَرَ عبيدُ الله بن أحمد السمسار، وأبو القاسم ابن
عَقِيْلٍ الوَرَّاق: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الطَّبرِيَّ
قَالَ لأَصْحَابِهِ: هَلْ تَنْشَطُوْنَ لتَارِيْخِ
العَالَمْ مِنْ آدم إِلَى وَقْتِنَا؟ قَالُوا: كم قدرُه؟
فَذكر نَحْو ثَلاَثِيْنَ أَلفِ وَرقَة فَقَالُوا: هَذَا
مِمَّا تَفْنَى الأَعْمَارُ قَبْل تمَامِه! فَقَالَ:
إِنَّا للهِ! مَاتَتِ الهِمَم، فَاختصرَ ذَلِكَ فِي نَحْوِ
ثَلاَثَةِ آلاَفِ وَرقَة، وَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ
يُمْلِي التَّفْسِيْرَ قَالَ لَهُم نَحْواً مِنْ ذَلِكَ،
ثُمَّ أَملاَهُ عَلَى نَحْوٍ مِنْ قدر "التَّارِيْخ".
قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: أَرْبَعَةٌ كُنْتُ
أُحِبُّ بَقَاءهُم: أَبُو جَعْفَرٍ بنُ جَرِيْرٍ،
وَالبَرْبَرِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي
خَيْثَمَةَ، وَالمَعْمَرِيُّ، فَمَا رَأَيْتُ أفهم منهم
ولا أحفظ.
__________
1 وهو حديث: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، وهو حديث صحيح
أخرجه أحمد "2/ 372"، بإسناده عن زيد بن أرقم: وسبق
تخريجنا له في هذا الجزء بتعليق رقم "123"، وسبق تخريجنا
له بإسهاب في ترجمة علي بن أبي طالب.
(11/169)
قَالَ الفَرغَانِي: وَحَدَّثَنِي هَارُوْنُ
بنُ عَبْدِ العَزِيْز: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ
الطَّبَرِيّ: أَظهرتُ مَذْهَبَ الشَّافِعِيّ، وَاقتديتُ
بِهِ بِبَغْدَادَ عشرَ سِنِيْنَ، وَتلقَّاهُ مني ابن بشار
الأحول أستاذ بن سُرَيْج. قَالَ هَارُوْنُ: فَلَمَّا
اتَّسَعَ علمُه أَدَّاهُ اجْتِهَادُه وَبحثُه إِلَى مَا
اختَارَهُ فِي كُتُبِهِ.
قَالَ الفرغَانِي: وَكَتَبَ إِلَيَّ المرَاغِي، قَالَ:
لَمَّا تقلَّد الخَاقَانِيُّ الوِزَارَةَ وَجَّهَ إِلَى
أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِي بِمَالٍ كَثِيْرٍ، فَامْتَنَعَ
مِنْ قَبُوله، فَعَرض عَلَيْهِ القَضَاء فَامْتَنَعَ،
فَعَرض عَلَيْهِ المَظَالِم فَأَبَى، فَعَاتبه أَصْحَابه
وَقَالُوا: لَكَ فِي هَذَا ثَوَاب، وَتُحْيِي سُنَّةً قَدْ
دَرَسَتْ. وَطمعُوا فِي قَبُوله المَظَالِم، فَبَاكروهُ
لِيَرْكَبَ مَعَهُم لقبُول ذَلِكَ، فَانتَهَرَهُم وَقَالَ:
قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي لَوْ رغبتُ فِي ذَلِكَ
لَنَهَيْتُمُونِي عَنْهُ. قَالَ: فَانْصَرَفْنَا خَجِلين.
أَبُو الفَتْح بنُ أَبِي الفَوَارِس: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَهْلِ ابْنِ الإِمَامِ
-صَاحِبِ مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ
جَرِيْر وَهُوَ يُكَلِّم ابْنَ صَالِحٍ الأَعْلَم، وَجرَى
ذكر عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ثُمَّ قَالَ: مُحَمَّدُ
بنُ جَرِيْرٍ: مَنْ قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعمر ليسَا
بِإِمَامِي هدَىً، أَيش هُوَ؟ قَالَ: مبتَدع. فَقَالَ
ابْنُ جَرِيْرٍ إِنكَاراً عَلَيْهِ: مُبْتَدِعٌ
مُبْتَدِعٌ! هَذَا يُقْتَل.
وَقَالَ مخلدُ البَاقَرحِي: أَنشدنَا مُحَمَّدُ بنُ
جَرِيْرٍ لِنَفْسِهِ:
إِذَا أَعْسَرْتُ لَمْ يعلم رفيقي ... أستغني
فَيَسْتَغْنِي صَدِيْقِي
حَيَائِي حَافِظٌ لِي مَاءَ وَجْهِي ... وَرِفْقِي فِي
مُطَالَبَتِي رَفِيْقِي
وَلَوْ أَنِّي سَمَحْتُ بماء وجهي ... لكنت إلى العلا
سَهْلَ الطَّرِيْقِ
وَله:
خُلْقَانِ لاَ أَرْضَى فَعَالَهُمَا ... بَطَرُ الغِنَى
وَمَذَلَّةُ الفَقْرِ
فَإِذَا غَنِيْتَ فَلاَ تَكُنْ بَطِراً ... وَإِذَا
افْتَقَرْتَ فَتِهْ عَلَى الدَّهْرِ
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الفَرْغَانِي: حَدَّثَنِي أَبُو
بَكْرٍ الدِّيْنَوَرِيّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ وَقتُ صَلاَة
الظُّهر مَنْ يَوْم الاثْنَيْنِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيْهِ
-فِي آخِره- ابْنُ جَرِيْرٍ طلبَ مَاءً لِيُجَدِّدَ
وُضوءهُ، فَقِيْلَ لَهُ: تُؤخِّر الظُّهر تجمع بينهَا
وَبَيْنَ العَصْر. فَأَبَى وَصَلَّى الظُّهر مفردَة،
وَالعصرَ فِي وَقتهَا أَتمَّ صَلاَة وَأَحسَنَهَا.
وحضرَ وَقتَ مَوْتِه جَمَاعَةٌ مِنْهُم: أَبُو بَكْرٍ بنُ
كَامِلٍ فَقِيْلَ لَهُ قَبْلَ خُرُوْج روحه: يَا أَبَا
جَعْفَرٍ! أَنْتَ الحجَّة فِيْمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الله
فِيْمَا نَدِينُ بِهِ، فَهَلْ مِنْ شَيْءٍ توصينَا بِهِ
مِنْ أَمر دِيْنِنَا، وَبيِّنَةٍ لَنَا نَرْجُو بِهَا
السَّلاَمَة فِي مَعَادِنَا؟ فَقَالَ: الَّذِي أَدينُ
اللهَ بِهِ وَأَوصِيْكُم هُوَ مَا ثَبَّتُّ فِي
(11/170)
كُتُبِي، فَاعمَلُوا بِهِ وَعَلَيْهِ.
وَكَلاَماً هَذَا مَعْنَاهُ، وَأَكْثَرَ مِنَ التشهّد
وَذَكَرَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- وَمسحَ يَدَهُ عَلَى
وَجْهِهِ، وَغَمَّضَ بصَرَهُ بِيَدِهِ، وَبَسَطَهَا وَقَدْ
فَارقَتْ روحُهُ الدُّنْيَا.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ
وَمائَتَيْنِ، وَرَحَلَ مِنْ آمُل لمَّا تَرَعْرَعَ
وَحفِظَ القُرْآن، وَسمحَ لَهُ أَبُوْهُ فِي أَسفَاره،
وَكَانَ طول حيَاتِهِ يمدُّه بِالشَّيْءِ بعد الشَّيْءِ
إِلَى البلدَان، فيقتَات بِهِ، وَيَقُوْلُ فِيْمَا
سَمِعْتُه: أَبطأَتْ عَنِّي نفقَةُ وَالدِي، وَاضطُرِرْتُ
إِلَى أَنْ فتقتُ كُمَّيْ قَمِيصي فَبِعْتُهُمَا.
قُلْتُ: جمع طرق حَدِيْث: غَدِيْر خُمّ، فِي أَرْبَعَةِ
أَجزَاء، رَأَيْتُ شَطْرَهُ، فَبهَرَنِي سَعَةُ
رِوَايَاته، وَجزمتُ بِوُقُوع ذَلِكَ.
قيل لاِبْنِ جَرِيْرٍ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي
دَاوُدَ يُمْلِي فِي مَنَاقِب عليّ. فَقَالَ: تكبيرَة مِنْ
حَارس. وَقَدْ وَقَعَ بَيْنَ ابْنِ جَرِيْرٍ وَبَيْنَ ابْن
أَبِي دَاوُدَ. وَكَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا لاَ يُنْصِفُ
الآخر. وَكَانَتِ الحَنَابِلَةُ حزبَ أَبِي بَكْرٍ بنِ
أَبِي دَاوُدَ. فكَثُرُوا وَشَغَّبُوا عَلَى ابْنِ
جَرِيْرٍ. وَنَاله أَذَىً، وَلَزِمَ بيتَه، نَعُوذُ
بِاللهِ مِنَ الهوَى.
وَكَانَ ابْنُ جَرِيْرٍ مِنْ رِجَال الكَمَال، وَشُنِّعَ
عَلَيْهِ بِيَسِيْر تشيُّع، وَمَا رأَينَا إلَّا الخَيْر،
وَبَعْضُهُم ينْقل عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُجِيز مسحَ
الرِّجْلَيْن فِي الْوضُوء، وَلَمْ نَرَ ذَلِكَ فِي
كُتُبِه.
وَلأَبِي جَعْفَرٍ فِي تآلِيفه عبارَةٌ وَبلاغَة، فَمِمَّا
قَاله فِي كِتَاب "الآدَاب النفيسَة وَالأَخلاَق
الحمِيدَة": القَوْلُ فِي البيَان عَنِ الحَال الَّذِي
يَجِبُ عَلَى العَبْد مرَاعَاةُ حَاله فِيْمَا يَصْدُرُ
مِنْ عَمَله للهِ عَنْ نَفْسِه، قَالَ: إِنَّهُ لاَ
حَالَةَ مِنْ أَحْوَال المُؤْمِن يَغْفُلُ عدُوُّهُ
المُوكلُ بِهِ عَنْ دُعَائِه إِلَى سَبِيلهُ، وَالقُعُود
لَهُ رَصَداً بِطرق رَبِّهِ المُسْتقيمَة، صَادّاً لَهُ
عَنْهَا، كَمَا قَالَ لربِّه -عزَّ ذِكْرُهُ- إِذْ
جَعَلَهُ مِنَ المُنْظَرين: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ
صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ
بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِم} [الأَعرَاف: 16-17]
طَمَعاً مِنْهُ فِي تَصْدِيْقِ ظَنَّهِ عَلَيْهِ إِذْ
قَالَ: لربه: {لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا
قَلِيلًا} [الإِسرَاء: 62] ، فَحَقٌ عَلَى كُلِّ ذِي
حِجَىً أَنْ يُجْهِدَ نَفْسَهُ فِي تَكْذِيب ظَنَّهِ،
وَتَخْييْبِهِ مِنْهُ أَمَلَهُ وَسَعْيِهِ فِيْمَا
أَرْغَمَهُ، وَلاَ شَيْءَ مِنْ فِعل العَبْد أَبلغُ فِي
مكروهِهِ مِنْ طَاعته رَبّهُ، وَعِصْيَانِهِ أَمرَه، وَلاَ
شَيْءَ أَسَرُّ إِلَيْهِ مِنْ عِصْيَانِهِ رَبّهُ،
وَاتِّبَاعِه أَمرَه.
فَكلامُ أَبِي جَعْفَرٍ مِنْ هَذَا النَّمط، وَهُوَ
كَثِيْرٌ مُفِيْد.
وَقَدْ حَكَى أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيّ فِي "النشوَار"
لَهُ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ منجو القَائِد قَالَ: حَدَّثَنِي غُلاَمٌ
لاِبْنِ المزوّق، قَالَ: اشْتَرَى مَوْلاَيَ جَارِيَة،
فَزَوَّجَنِيْهَا فَأَحْبَبْتُهَا وَأَبْغَضَتْنِي حَتَّى
ضَجِرْتُ، فَقُلْتُ لَهَا: أَنْتِ طَالِقُ ثَلاَثاً، لاَ
تُخَاطِبِيْنِي بِشَيْءٍ إلَّا قُلْتُ لَكِ مثلَه، فَكَم
أَحتملُكِ؟ فَقَالَتْ فِي الحَال: أَنْتَ طَالِقٌ ثَلاَثاً
فَأُبْلِسْتُ، فَدُلِلْتُ
(11/171)
عَلَى مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ، فَقَالَ
لِي: أَقِمْ مَعَهَا بَعْدَ أَنْ تَقُولُ لَهَا: أَنْتِ
طَالِقٌ ثلاثًا إن طلقتك. فاستحسن هذا الجواب. وذكر شَيْخُ
الحَنَابِلَة ابْنُ عَقِيْلٍ، وَقَالَ: وَلَهُ جَوَابٌ
آخر: أن يقولها كَقَوْلِها سوَاء: أَنْتَ طَالِقٌ ثَلاَثاً
-بِفَتْح التَّاء- فلا يحنث. وقال أبو الفرج بن
الجَوْزِيِّ: وَمَا كَانَ يلزمُهُ أَنْ يَقُوْلَ لَهَا
ذَاكَ عَلَى الْفَوْر، فَلَهُ التَّمَادِي إِلَى قَبْلِ
المَوْت.
قُلْتُ: وَلَوْ قَالَ: أَنْتِ طَالِقٌ ثَلاَثاً، وَقَصَدَ
الاسْتفهَام أَوْ عَنَى أَنَّهَا طَالِقٌ مِنْ وَثَاق،
أَوْ عَنَى الطَّلْقَ لَمْ يَقَعْ طلاَقٌ فِي بَاطِن
الأَمْر.
وَله جَوَابٌ آخر عَلَى قَاعدَة مُرَاعَاة سَبَب اليَمِين
وَنيَّة الحَالف، فَمَا كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَقُوْلَ
لَهَا مَا قَالَتْهُ، إِذْ مِنَ المَعْلُوْم بِقَرِيْنَةِ
الحَال اسْتثنَاءُ ذَلِكَ قطعاً، لأَنَّه مَا قَصَدَ إلَّا
أَنَّهَا إِذَا قَالَتْ لَهُ مَا يُؤذيه أَنْ يُؤذيهَا
بِمِثْلِهِ، وَلَوْ جَاوبهَا بِالطَّلاَقِ لَسُرَّتْ هِيَ،
وَلتَأَذَّى هُوَ، كَمَا اسْتُثْنِي مِنْ عُموم قَوْله
تَعَالَى: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْء} [النَّمْل: 23]
، بقرينَة الحَال أَنَّهَا لم تؤت لحية ولا إِحليلاً.
وَمِنَ المَعْلُوْم اسْتثنَاؤُهُ بِالضَّرورَة الَّتِي
لَمْ يَقْصِدْهَا الحَالفُ قَطُّ لَوْ حلف: لاَ تقولِي لِي
شَيْئاً إلَّا قُلْتُ لَكِ مثلَه، أَنَّهَا لَوْ كَفَرَتْ
وَسَبَّتِ الأَنْبِيَاءَ فَلَمْ يُجَاوِبْهَا بِمثلِ
ذَلِكَ لأَحسنَ.
ثمَّ يَقُوْلُ طَائِفَةٌ مِنَ الفُقَهَاء: إِنَّهُ لَمْ
يَحْنَثْ إلَّا أَنْ يَكُوْنَ -وَالعيَاذُ بِاللهِ- قَصَدَ
دُخُوْلَ ذَلِكَ فِي يمِينِهِ.
وَأَمَّا عَلَى مَذْهَب دَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ، وَابْنِ
حَزْمٍ، وَالشِّيْعَة، وَغَيْرهم، فَلاَ شَيْء عَلَيْهِ،
وَرأَوا الحلفَ وَالأَيْمَان بِالطَّلاَق مِنْ أَيْمَان
اللَّغْوِ، وَأَنَّ اليَمِين لاَ تنعقدُ إلَّا بِاللهِ.
وذهبَ إِمَامٌ فِي زَمَانِنَا إِلَى أَنَّ مَنْ حَلَفَ
عَلَى حضٍّ أَوْ مَنْعٍ بِالطَّلاَق، أَوِ العِتَاق، أَوِ
الحَجِّ وَنحو ذَلِكَ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يمِين،
وَلاَ طلاَقَ عَلَيْهِ.
قَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ فِي كِتَاب "التبصير فِي معَالِم
الدِّيْنِ": القَوْل فِيْمَا أُدْرِكَ علمُهُ مِنَ
الصِّفَات خَبراً، وَذَلِكَ نَحْو إِخبارِهِ تَعَالَى
أَنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيْرٌ، وَأَنَّ لَهُ يَدَيْنِ بِقَوله:
{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان} [المَائِدَة: 64] ، وَأَنَّ
لَهُ وَجْهاً بِقَوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّك}
[الرَّحْمَن: 27] ، وَأَنَّهُ يَضْحَكُ بِقَوله فِي
الحَدِيْثِ: "لَقِيَ اللهَ وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْهِ"، وَ
"أَنَّهُ يَنْزِلُ إِلَى سمَاء الدُّنْيَا" لخبر رسوله
بذلك، وقال عَلَيْهِ السَّلاَمُ: "مَا مِنْ قَلْبٍ إلَّا
وَهُوَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَن" 1
... إِلَى أَنْ قَالَ: فَإِنَّ هَذِهِ المَعَانِي الَّتِي
وُصفت وَنظَائِرهَا مِمَّا وَصَفَ اللهُ نَفْسهُ
وَرَسُوْلُه مَا لاَ يَثْبُتُ حَقِيْقَةُ عِلْمِهِ
بِالفِكر وَالرَّويَّة، لاَ نُكَفِّرُ بِالجَهْل بِهَا
أَحَداً إلَّا بَعْد انتهَائِهَا إِلَيْهِ.
__________
1 صحيح: أخرجه مسلم "2654" مِنْ حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بنِ
عَمْرِو بنِ العاص، به.
وأخرجه أحمد "4/ 182"، وابن ماجه "199" من حديث النواس بن
سمعان، به.
(11/172)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ:
أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمنَاء الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ،
أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ الأَسَدِيّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو سَعِيْدٍ الدِّيْنَوَرِيُّ مُسْتَمْلِي ابْنِ
جَرِيْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ
جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ بِعَقِيدَتِهِ، فَمِنْ ذَلِكَ:
وَحَسْبُ امرِئٍ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ رَبّهُ هُوَ الَّذِي
عَلَى الْعَرْش اسْتوَى، فَمَنْ تجَاوَزَ ذَلِكَ فَقَدْ
خَابَ وَخَسِرَ. وَهَذَا "تَفْسِيْر" هَذَا الإِمَام
مشحونٌ فِي آيَات الصِّفَاتِ بِأَقوَالِ السَّلَفِ عَلَى
الإِثْبَات لَهَا، لاَ عَلَى النَّفِي وَالتَّأْوِيْل،
وَأَنَّهَا لاَ تُشْبِهُ صِفَاتِ المَخْلُوْقينَ أَبَداً.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ،
أَخْبَرَنَا المُسْلِمُ بنُ أَحْمَدَ المَازِنِيّ،
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ بِبَعْلَبَكَّ
سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَة، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحُسَيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ الحَافِظ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي
الحَسَنِ هِبَةِ اللهِ بنِ الحَسَنِ الأَدِيْب لاِبْنِ
دُرَيْد. قُلْتُ: يَرْثِي ابْنَ جَرِيْر:
لَنْ تَسْتَطِيْعَ لأَمْرِ اللهِ تَعْقِيْبَا ...
فَاسْتَنْجِدِ الصَّبْرَ أَوْ فَاسْتَشْعِرِ الحُوْبَا
وَافْزَعْ إِلَى كَنَفِ التَّسْلِيم وَارْضَ بِمَا ...
قَضَى المُهَيْمِنُ مَكْرُوْهَا وَمَحْبُوبَا
إِنَّ الرزية لا وفر تزعزعه ... أيدي الحوادث تشتيتًا
وتشذيبا
وَلاَ تفرُّق أُلاَّفٍ يَفُوْتُ بِهِم ... بَيْنٌ
يُغَادِرُ حَبْلَ الوَصْلِ مَقْضُوبَا
لَكِنَّ فِقْدَانَ مَنْ أَضحَى بِمَصْرَعِهِ ... نُوْرُ
الهُدَى وَبهَاءُ العِلْمِ مَسْلُوْبَا
إِنَّ المنيَّةَ لَمْ تُتْلِفْ بِهِ رَجُلاً ... بَلْ
أَتْلَفَتْ عَلَماً لِلدِّيْنِ مَنْصُوبَا
أَهْدَى الرَّدَى للثَّرَى إِذْ نَالَ مُهْجَتَهُ ...
نَجْماً عَلَى مَنْ يُعَادِي الحَقَّ مَصْبُوبَا
كَانَ الزَّمَانُ بِهِ تَصْفُو مَشَارِبُهُ ... فَالآنَ
أَصْبَحَ بِالتَّكْدِيْرِ مَقْطُوبَا
كَلاَّ وَأَيَّامُهُ الغُرُّ الَّتِي جَعَلَتْ ...
لِلْعِلْمِ نُوْراً وَلِلتَّقْوَى مَحَارِيْبَا
لاَ يَنْسَرِي الدَّهْرُ عَنْ شِبْهٍ لَهُ أَبَداً ... مَا
اسْتَوْقَفَ الحَجُّ بِالأَنصَابِ أُرْكُوبَا
إِذَا انتَضَى الرَّأْي فِي إِيضَاحِ مُشْكِلَةٍ ...
أَعَادَ مَنْهَجَهَا المَطْمُوْسَ مَلْحُوبَا
لاَ يُوْلِجُ اللَّغْو وَالعَوْرَاء مَسْمَعَهُ ... وَلاَ
يُقَارِفُ مَا يُغْشِيْهِ تَأْنِيْبَا
تَجْلُو مَوَاعِظُهُ رَيْنَ القُلُوبِ كَمَا ... يَجْلُو
ضِيَاءَ سَنَا الصُّبْحِ الغَيَاهِيْبَا
لاَ يَأْمَنُ العَجْزَ وَالتَّقْصِيْرَ مَادِحُهُ ...
وَلاَ يَخَافُ عَلَى الإِطنَابِ تكذيبا
(11/173)
وَدَّتْ بِقَاعُ بِلاَدِ اللهِ لَوْ
جُعِلَتْ ... قَبْراً لَهُ لَحَبَاهَا جِسْمُهُ طِيْبَا
كَانَتْ حَيَاتُكَ لِلدُّنْيَا وَسَاكِنِهَا ... نُوْراً
فَأَصْبَحَ عَنْهَا النُّوْرُ مَحْجُوْبَا
لَوْ تَعْلَمُ الأَرْضُ مَنْ وَارَتْ لَقَدْ خَشَعَتْ ...
أَقْطَارُهَا لَكَ إِجلاَلاً وَتَرْحِيْبَا
إِنْ يَنْدِبُوْكَ فَقَدْ ثُلَّتْ عُرُوْشُهُمُ ...
وَأَصْبَحَ العِلْمُ مَرْثِياً وَمَنْدُوبَا
وَمِنْ أَعَاجِيْبِ مَا جَاءَ الزَّمَانُ بِهِ ... وَقَدْ
يُبِيْنُ لَنَا الدهر الأعاجيبا
أَنْ قَدْ طَوَتْكَ غُمُوْضُ الأَرْضِ فِي لِحفٍ ...
وَكُنْتَ تَمْلأُ مِنْهَا السَّهْلَ وَاللُّوبَا
قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ: تُوُفِّيَ ابْنُ جَرِيْرٍ
عَشِيَّة الأَحَدِ لِيَوْمَيْنِ بَقِيَا مِنْ شَوَّال
سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَدُفِنَ فِي دَارهِ
بِرَحْبَةِ يَعْقُوْب -يَعْنِي: بِبَغْدَادَ. قَالَ:
وَلَمْ يُغَيِّر شَيْبَه، وَكَانَ السَّوَادُ فِيْهِ
كَثِيْراً، وَكَانَ أَسمر إِلَى الأُدْمَةِ، أَعْيَنَ،
نَحِيْفَ الجِسْمِ، طَوِيْلاً، فَصِيْحاً، وَشَيَّعَهُ
مَنْ لاَ يُحْصِيْهُم إلَّا اللهُ تَعَالَى، وصلَّى عَلَى
قَبْره عِدَّة شهورٍ ليلاً وَنهَاراً إِلَى أَنْ قَالَ:
وَرثَاهُ خلقٌ مِنَ الأَدباء وَأَهْل الدِّين، وَمِنْ
ذَلِكَ قَوْل أَبِي سَعِيْدٍ بن الأَعْرَابِيّ:
حَدَثٌ مُفْظِعٌ وَخَطْبٌ جَلِيْلٌ ... دَقَّ عَنْ
مِثْلِهِ اصْطِبَارُ الصَّبُورِ
قَامَ نَاعِي العُلُومِ أَجْمَعِ لمَّا ... قَامَ نَاعِي
مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ
(11/174)
محمد بن جرير بن
رستم وعلى بن سراج:
2695- مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرِ بنِ رُسْتُمَ 1:
أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ.
قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِيّ: هُوَ مِنَ
الرَّوَافض، صَنّف كتباً كَثِيْرَة فِي ضلاَلتهِم، لَهُ
كِتَاب: "الرُّوَاة عَنْ أَهْلِ البَيْت"، وَكِتَاب:
"الْمُسْتَرْشِد في الإمامة".
نقلته من خط الصائن.
2696- علي بن سراج 2:
الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ، أَبُو الحَسَنِ بنُ أَبِي
الأَزْهَر الحَرَشِيّ مَوْلاَهُمُ المِصْرِيّ، صَاحِبُ
التَّصَانِيْفِ، جَال وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازل.
وَأَخَذَ عَنْ أَبِي عُمَيْر عِيْسَى بن النَّحَّاسِ،
وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي زيدُوْنَ القَيْسَرَانِيّ، وَيُوْسُف
بن بَحْر، وَسَعِيْد بن عَمْرٍو السَّكُوْنِيّ، وَمُحَمَّد
بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الأَشْعَث، وَفهد بن
سُلَيْمَانَ، وَأَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيّ، وَخَلْقٍ
كَثِيْرٍ. وَنَزَلَ بَغْدَادَ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو
بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ العَسَّال،
وَأَبُو بَكْرٍ الجِعَابِيّ، وَأَبُو عَمْرٍو بن حمدان،
وعلي ابن عمر السكري، وآخرون.
قال الدراقطني: كَانَ يَحْفَظ الحَدِيْث.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ عَارِفاً بِأَيَّام النَّاس
وَأَحْوَالِهم، حَافِظاً.
وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ ثمان وثلاث مائة في ربيع الأول.
إِلاَ أَنَّ الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ: كَانَ يشربُ وَيَسكر.
كتب إِلَيْنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
حَفْصٍ المُعَلِّم، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ القَاضِي،
أَخْبَرَنَا محمد بن علي العباسي، أخبرنا علي ابن عُمَرَ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ سِرَاج الحَافِظ، حَدَّثَنَا أَبُو
عُمَيْر الرَّمْلِيّ، حَدَّثَنَا روَّاد بن الجَرَّاحِ،
حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ بَشِيْر، عَنِ الأَعْمَشُ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا
رَسُوْلَ اللهِ! رَآنِي رَجُلٌ وَأَنَا أُصَلِّي فِي
السِّرِّ، فسرَّنِي ذَلِكَ. قَالَ: "لَكَ أَجرَان: أجر
السر، وأجر العلانية".
__________
1 ترجمته في ميزان الاعتدال "3/ 499"، ولسان الميزان "5/
103".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 431"، وتذكرة الحفاظ "2/
ترجمة 757"، وميزان الاعتدال "3/ 131" ولسان الميزان "4/
230"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 252".
(11/175)
2697- عبد
الرحمن بن الحسين:
ابن خالد، القَاضِي العَلاَّمَة، شَيْخُ أَهْلِ الرَّأْي
بِخُرَاسَانَ، أَبُو سَعِيْدٍ النَّيْسَابُوْرِيّ،
الحَنَفِيُّ.
سَمِعَ: الحَسَنَ بنَ عِيْسَى بنِ مَاسَرْجِسَ،
وَمُحَمَّدَ بنَ رَافِعٍ، وَعَلِيَّ بنَ سلمَة
اللَّبَقِيّ، وَسَعْدَانَ بن نَصْرٍ، وَأَقرَانَه
بِبَغْدَادَ، وَأَبَا زُرْعَةَ، وَأَبَا حَاتِم
بِالرَّيِّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ القَاضِي عَبْدُ الحَمِيْدِ،
وَأَحْمَد بن هَارُوْنَ الفَقِيْه، وَطَائِفَة.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: كَانَ إِمَام أَهْل
الرَّأْي فِي عصرِهِ بِلاَ مدَافعَة.
قُلْتُ: مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ
بِنَيْسَابُوْرَ عَنْ نَيِّف وَثَمَانِيْنَ سَنَةً،
وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْن خُزَيْمَةَ وَاقع،
بِحَيْثُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ صنعَ تِلْكَ المأْدُبَة
-الَّتِي مَا سُمِعَ لشيْخ بِمثلهَا، وَشهدهَا أَلوف مِنَ
التُّجَّار وَالفُقَهَاء- إِثر وَفَاة هَذَا القَاضِي.
رَحِمَ اللهُ الجميع.
(11/175)
ابن جابر وابن مكرم
والقطان:
2698- ابن جابر 1:
الإِمَامُ المجتهدُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو
إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ جَابِرٍ البَغْدَادِيُّ
الفَقِيْهُ، الثَّبْتُ.
يروِي فِي "الخلاَفيَّات" عَنِ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي
الرَّبِيْع، وَالرَّمَادِيّ.
وَعَنْهُ: الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الفَضْلِ الزُّهْرِيّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ عشر وثلاث مائة.
2699- ابن مكرم 2:
الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ الحجَّةُ، أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنُِ مُكرم البَغْدَادِيّ،
نَزِيْلُ البَصْرَةِ.
سَمِعَ: بِشْرَ بنَ الوَلِيْدِ الكِنْدِيّ، وَمُحَمَّدَ
بنَ بَكَّارٍ بنِ الرَّيَّانِ، وَعُبَيْدَ اللهِ
القَوَارِيْرِيّ، وَمَنْصُوْرَ بنَ أَبِي مزَاحِم،
وَطَبَقَتهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ مَخْلَد العَطَّار، وَابْنُ
عَدِيٍّ، وَالطَّبَرَانِيّ، وَالحَسَنُ بن علي القطان،
وأهل البصرة.
قال الدراقطني: ثِقَة.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ فَهْد: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا
مِنْ بَغْدَادَ أَحَدٌ أَعْلَم بِالحَدِيْثِ مِنِ ابْنِ
مُكرم.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ
بِضْعٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.
أَكْثَر عَنْهُ الطبراني.
2700- القطان:
الحَافِظُ المُسْنِدُ الثِّقَةُ، أَبُو عَلِيٍّ،
الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ بنِ الأَزْرَق
الرَّقِّيّ المَالِكِيُّ القَطَّان الجَصَّاص، رحَّال
مُصَنِّف.
سَمِعَ: هِشَامَ بنَ عَمَّارٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ هِشَام
الغَسَّانِيّ، وَالوَلِيْدَ بن عتبة، وَإِسْحَاقَ بنَ
مُوْسَى الخَطْمِيّ، وَمخلدَ بنَ مَالِك، وَطَبَقَتهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: جَعْفَر الخُلْدِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو
عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ
السُّنِّيّ، وَأَبُو حَاتِمٍ البُسْتِيُّ، وَأَبُو
أَحْمَدَ بنُ عدَيّ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ
الحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ
وَخَلْق.
وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
تُوُفِّيَ فِي حدود سنة عشر وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 53".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 233"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 165"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 736"، والعبر "2/ 144"،
وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 258".
(11/176)
2701- الطوسي
1:
الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ، أَبُو عَلِيٍّ، الحَسَنُ
بنُ عَلِيِّ بنِ نَصْر بن مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيّ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى، وَأَحْمَدَ بن حَفْص بن
عَبْدِ اللهِ، وَأَحْمَدَ بن الأَزْهَرِ، وَالفَضْل بن
عَبْدِ اللهِ بنِ خرَّم الهَرَوِيّ، وَبُندَاراً، وَابْنَ
مُثَنَّى، وَإِسْحَاقَ بنَ شَاهِيْن، وَابْنَ عَرَفَةَ،
وَالزَّعْفَرَانِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَمْرِو بنِ أَبِي
مَذْعُوْر، وَأَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجّ، وَابْنَ المُقْرِئ،
وَطَبَقَتهُم.
وَحَدَّثَ بِقَزْوِين كرَّتين.
رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَيْسَانِيّ،
وَابْنُ سَلَمَةَ القَطَّان، وَمُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ
بنِ يَزِيْدَ الفَامِيّ، وَعِدَّة. وَكَتَبَ عَنْهُ شَيْخه
أَبُو حاتم.
قَالَ الخَلِيْلِيّ: ثِقَة، عَالِم بِهَذَا الشَّأْن.
سُئِلَ عَنْهُ ابْن أَبِي حَاتِمٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ معتمدٌ
عَلَيْهِ.
قَالَ الخَلِيْلِيّ: أَدْرَكْت مِنْ أَصْحَابه نَحْو
عَشْرَة. وَلَهُ تَصَانِيْف حِسَان.
وَقَالَ الحَاكِمُ: يُعْرَفُ بِكردَوْش.
وَقَالَ أَبُو النَّضْر الفَامِيّ: يُعرفُ بِمُكردش.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوْكِيّ،
وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْس.
تُوُفِّيَ عَلَى مَا قَاله الحَاكِم: بِطُوْسَ، سنَةَ
اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقَالَ الخَلِيْلِيّ: مَاتَ فِي طَرِيْق الغَزْو سنة ثمان
وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "143-144"، وتاريخ أصبهان
"1/ 262"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 780"، وميزان الاعتدال
"1/ 509"، ولسان الميزان "2/ 232"، وشذرات الذهب لابن
العماد الحنبلي "2/ 264".
(11/177)
الوليد بن أبان
والخزاعي:
2702- الوليد بن أبان 1:
ابن بونة، الحَافِظُ المُجَوِّدُ العَلاَّمَةُ، أَبُو
العَبَّاسِ الأَصْبَهَانِيّ، صَاحِبُ "المُسْنَدِ
الكَبِيْر" وَ"التَّفْسِيْر".
حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ
العُطَارِدِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ الفُرَاتِ، وَعَبَّاس
الدُّوْرِيّ، وَأُسِيْد بن عَاصِمٍ، وَيَحْيَى بنِ عَبْدك
القَزْوِيْنِيّ، وَطَبَقَتِهِم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الشَّيْخ، وَالطَّبَرَانِيّ،
وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مَخْلَدٍ،
وَأَحْمَد بن عُبَيْد اللهِ بن مَحْمُوْدٍ،
وَالأَصْبَهَانيُّون.
مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ بِضْع
وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو الشَّيْخ كَثِيْراً فِي
تآلِيفه، وَكَانَ بَصِيْراً بِهَذَا الشَّأْن، لاَ يقعُ
لَنَا حَدِيْثه إلَّا بِنُزول.
2703- الخُزَاعِيُّ 2:
الإِمَامُ المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ، أَبُو مُحَمَّدٍ،
إِسْحَاقُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بن نَافِعٍ
الخُزَاعِيُّ المَكِّيُّ، شَيْخ الحَرَمِ، جوَّد القُرْآن
عَلَى البَزِّي، وَعَبْدِ الوَهَّابِ بن فُلَيْحٍ.
وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيّ
بِـ"مسنَده"، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ زُنْبور، وَأَبِي
الوَلِيْدِ الأَزرقِيّ.
وَكَانَ مُتْقِناً، ثِقَةً، ذكر أَنَّهُ تَلاَ عَلَى ابْنِ
فُلَيْحٍ مائَةً وَعِشْرِيْنَ خَتمَة. وَلَهُ مصنَّفَات
فِي القرَاءات.
قرأَ عَلَيْهِ: ابْن شَنَبُوذ، وَالمُطَّوِّعِيّ،
وَمُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الزَّيْنَبِيّ، وَعِدَّة.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ المُقْرِئُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ الأَنطَاكِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
مَاتَ بِمَكَّةَ فِي ثَامن رَمَضَان، سَنَةَ ثَمَانٍ
وَثَلاَثِ مائَةٍ.
__________
1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 334"، والإكمال لابن ماكولا
"1/ 371"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة رقم 776"، والعبر "2/
147"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 206"، وشذرات
الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 261".
2 ترجمته في العبر "2/ 136"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين
الصفدي "8/ 403"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "2/
252".
(11/178)
المنبجي والبلخي:
2704- المنبجي 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ، القُدْوَةُ العَابِدُ، أَبُو
بَكْرٍ، عُمَرُ بنُ سَعِيْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَعْدِ بنِ
سِنَان الطَّائِيّ المَنْبِجِيّ.
سَمِعَ: أَبَا مُصْعَب الزُّهْرِيّ، وَهِشَامَ بنَ
عَمَّارٍ، وَدُحَيْماً، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي شُعَيْب
الحَرَّانِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ قُدَامَةَ، وَطَبَقَتهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ بنُ
حِبَّانَ، وَعَبْدَان بنُ حُمَيْدٍ المَنْبِجِيُّ، وَأَبُو
أَحْمَدَ بنُ عَدِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ المَلِكِ
المَنْبِجِيّ، وَأَبُو الأَسد مُحَمَّد بن إِليَاس
البَالِسِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ قَدْ صَام النَّهَار وَقَامَ
اللَّيْل ثَمَانِيْنَ سَنَةً، غَازياً مرَابطاً -رَحْمَةُ
اللهِ عَلَيْهِ- لم أَظفر لَهُ بوَفَاة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصَّالِحيّ،
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ
الحَسَنِ الأَسَدِيّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بنُ أَبِي العَلاَءِ الفَقِيْه، أَخْبَرَنَا
عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الوَلِيْدِ بِمَنْبِج، حَدَّثَنَا
أَبُو الأَسد مُحَمَّدُ بنُ إِليَاس، حَدَّثَنَا عُمَرُ
بنُ سَعِيْدٍ المَنْبِجِيّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاَثِ
مائَةٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ
دُحَيْم، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ
المُنْذِر، سَمِعَ القَاسِمَ بن مُحَمَّد يُحَدِّثُ عَنْ:
مُعَاوِيَةَ: أَنَّهُ أَرَاهُم وضوءَ رَسُوْلِ اللهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا بَلَغَ
مَسْحَ الرَّأْسِ وَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى مُقَدَّم
رَأْسِه، ثُمَّ مرَّ بِهِمَا حَتَّى بَلَغَ القَفَا، ثُمَّ
رَدَّهُمَا حَتَّى بَلَغَ المَكَان الَّذِي مِنْهُ بدأَ.
غَرِيْب، وَالقَاسِم هَذَا: ثَقَفِيٌّ من أهل دمشق. رَوَى
عَنْهُ أَيْضاً: قَيْسُ بنُ الأَحْنَف.
2705- البَلْخِيُّ 2:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثَّبْتُ، أَبُو العَبَّاسِ،
حَامِدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُعَيْبِ بنِ زُهَيْرٍ
البَلْخِيّ ثُمَّ البَغْدَادِيّ، المُؤَدِّب.
حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ بَكَّار بن الرَّيَّانِ،
وَعُبَيْد اللهِ القَوَارِيْرِيّ، وَسُرَيْج بن يُوْنُسَ،
وَطَبَقَتهِم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ
الجِعَابِيّ، وَعَلِيُّ بنُ لُؤْلُؤ الوَرَّاق،
وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاق، وَعَلِيُّ بنُ
عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرهُ.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ،
وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، عَنْ ثَلاَثٍ
وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَكَانَ من بقايا المسندين.
__________
1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 259".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 169"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 164"، والعبر "2/ 144".
(11/179)
ابن ميسر والحاسب
وابن قتيبة:
2706- ابن ميسر 1:
شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ خَالِدِ بنِ مُيَسَّر، الفَقِيْهُ
الإِسْكَنْدَرَانِيّ، صَاحِبُ ابْن الموَّاز، وَرَاوِي
كِتَابه.
صَنّف التَّصَانِيْف، وَانتهتْ إِلَيْهِ رِئاسَةُ
المَذْهَب بِمِصْرَ.
تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ حَدَّثَ عن يزيد بن سعيد الإسكندراني.
2707- الحاسب 2:
الثِّقَةُ المُتْقِنُ، أَبُو أَحْمَدَ، إِسْمَاعِيْلُ بنُ
مُوْسَى البَغْدَادِيُّ الحَاسِب.
سَمِعَ: بِشْر بن الوَلِيْدِ، وَجُبارَة بن المغَلِّس،
وَالقَوَارِيْرِيّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ المُظَفَّر، وَأَبُو بَكْرٍ الوَرَّاق.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
2708- ابن قتيبة 3:
الإِمَامُ الثِّقَةُ، المُحَدِّثُ الكَبِيْرُ، أَبُو
العَبَّاسِ، مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَة بن
زِيَادَة اللَّخْمِيُّ العسقلاني.
سَمِعَ: صَفْوَانَ بنَ صَالِحٍ، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ،
وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ هِشَام الغَسَّانِيّ، وَيَزِيْد بن
عَبْدِ الله بن موهب الرملي، ومحمد ابن رُمْح، وَعِيْسَى
بن حَمَّادٍ، وَحَرْمَلَة بن يَحْيَى، ومحمد بن يحيى
الزماني، وعدة.
__________
1 ترجمته في حسن المحاضرة للسيوطي "1/ 449".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "6/ 296"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 160".
3 ترجمته في تذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 765"، والعبر "2/
147"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 260".
(11/180)
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ
عَدِيٍّ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو
هَاشِمٍ المُؤَدِّب، وَالقَاضِي يُوْسُفُ بن القاسم
الميانجي، وأبو بكر ابن المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ.
أَكْثَر عَنْهُ ابْنُ المُقْرِئُ، وَكَانَ مسنِدَ أَهْل
فِلَسْطِيْن، ذَا مَعْرِفَة وَصِدق.
فَارقه ابْنُ المُقْرِئُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاَثِ
مائَةٍ، فَلَعَلَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ عشر، أَوْ نحوهَا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ، وَسُلَيْمَانُ
بنُ أَبِي عُمَرَ، وَغيرُهُمَا قَالُوا: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ
عَلِيٍّ النَّحْوِيّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ
وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ
المُقْرِئِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ
مائَةٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ قُتَيْبَة، وَأَبُو عَرُوْبَةَ،
وَابْن جَوْصَاء قَالُوا: حَدَّثَنَا كَثِيْر بن عُبَيْدٍ،
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "دَخَلَ
عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وَأَنَا أَلعبُ بِالبَنَاتِ" 1.
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سَأَلت الدَّارَقُطْنِيّ
عَنِ ابْنِ قُتَيْبَة اللخمي فقال: ثقة.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "6130"، ومسلم "2440"، وأبو داود
"4931"، وابن ماجه "1982".
(11/181)
2709- عبد الله
بن عروة 1:
الحَافِظُ الإِمَامُ البَارِعُ، أَبُو مُحَمَّدٍ
الهَرَوِيّ، مُصَنِّف كِتَاب: "الأَقضيَة".
سَمِعَ: أَبَا سَعِيْدٍ الأَشَجَّ، وَالزَّعْفَرَانِيّ،
وَمُحَمَّدَ بنَ الوَلِيْدِ البُسْرِيّ، وَالحَسَنَ بنَ
عَرَفَةَ، وَطَبَقَتهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الأَزْهَرِيّ
اللُّغَوِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّيَّارِيّ،
وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَزَّار،
وَأَهْل هَرَاة.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الخَلاَّلِ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الوَقْتِ السِّجْزِيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ
مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ
أَحْمَدَ بنِ خُميرَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ
أَحْمَدَ بنِ الأَزْهَر إِمْلاَءً، أخبرنا عبد الله ابن
عُرْوَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ، عَنْ
غُنْدَر، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الحَكَم، عَنْ عَلِيِّ بنِ
الحُسَيْنِ، عَنْ مَرْوَانَ بن الحَكَمِ، قَالَ: "شهدتُ
عُثْمَانَ وَعَلِيّاً بِمَكَّةَ وَالمَدِيْنَةَ،
وَعُثْمَانُ ينَهَى عَنِ المُتْعَةِ وَأَن يَجْمَعَ
بينهُمَا، فَلَمَّا رَأَى عليّ ذَلِكَ أَهْلَّ بِهِمَا
فَقَالَ: لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَة. فَقَالَ
عُثْمَانُ: ترَانِي أَنَهَى النَّاس وَأَنْت تَفْعَلُهُ!
قَالَ: لَمْ أَكُنْ لأَدَعَ سُنَّةِ رَسُوْلُ اللهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَوْلِ أَحَدٍ مِنَ
الناس"2.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 779"، والعبر "2/
148"، وشذرات الذهب لابن العماد "2/ 262".
2 صحيح: أخرجه البخاري "1563".
(11/181)
ابن النفاح والسجزي:
2710- ابن النَّفَّاح 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الثَّبْتُ، المُجَوِّدُ الزَّاهِدُ
القُدْوَةُ، أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ
عَبْدِ اللهِ بنِ النَّفَّاحِ بنِ بَدْرٍ البَاهِلِيُّ
البَغْدَادِيُّ، نَزِيْلُ مِصْر وَمُحَدِّثُهَا.
سَمِعَ: إِسْحَاقَ بنَ أَبِي إِسْرَائِيْلَ، وَأَحْمَدَ
بنَ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيّ، وَحَفْصَ بنَ عُمَرَ
الدُّوْرِيّ المُقْرِئ، وَأَخَذَ عَنْهُ الحُرُوْف،
وَجَمَاعَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ، وَعُبَيْدُ
الله بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَلَفٍ البَزَّاز، وَأَبُو
الطَّيِّبِ العَبَّاسُ بنُ أَحْمَدَ الهَاشِمِيُّ، وَأَبُو
بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ
مُحَمَّدٍ المُهَنْدِس، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ
سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. قَالَ:
وَكَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، صَاحِب حَدِيْثٍ، متقلِّلاً مِنَ
الدُّنْيَا.
وَقَالَ الحَافِظُ حَمْزَةُ الكِنَانِيّ: سَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدٍ البَاهِلِيّ يَقُوْلُ: بضَاعَتِي
قَلِيْلَة، وَاللهُ يجعلُ فِيْهَا البَرَكَة.
قُلْتُ: وَقَدْ سَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنْ مَحْمُوْد بنِ
خَالِدٍ، وَجوَّد القُرْآن عَلَى أَبِي عُمَرَ
الدُّوْرِيّ، وَعَاشَ بِضْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
2711- السجزي:
الإِمَامُ الحَافِظُ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَدُ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ الأَزْهَر بن حُرَيْثٍ السِّجْزِيّ.
عَنْ: سَعِيْدِ بنِ يَعْقُوْبَ الطَّالْقَانِيّ، وَعَلِيِّ
بنِ حُجْر، وَأَبِي حَفْصٍ الفَلاَّس، وَمُحَمَّدِ بنِ
رَافِعٍ، وَالكَوْسَجِ.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَعَبْدُ
العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمٍ، وَطَائِفَة.
لكنَّه وَاهٍ، ذكرتُهُ فِي "المِيزَان".
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
رَوَى عَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَتعجَّب مِنْ حِفْظِهِ
وَمذَاكرته، وَاتَّهَمَهُ.
فَأَمَّا الثِّقَة أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ
بنِ الفَضْل السِّجِسْتَانِيّ نَزِيْلُ دِمَشْقَ،
فَيَرْوِي عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ المُقْرِئ، وَعَلِيِّ بنِ
خَشْرَمَ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الدَّرِامِيّ، وَطَبَقَتهِم.
وَعَنْهُ: جُمَحُ، وَالرَّبَعِيّ، وَابْنُ حِبَّان،
وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَالقَاضِي الأَبْهَرِيّ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وثلاث مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 214"، والمنتظم "6/ 204"،
والعبر "2/ 159"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "1/
99"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 216"، وشذرات
الذهب لابن العماد الحنبلي "2/ 269".
(11/182)
2712- الخلال
1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ الفَقِيْهُ، شَيْخُ
الحَنَابِلَةِ وَعَالِمُهُم، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ بن يَزِيْدَ البَغْدَادِيُّ
الخَلاَّل.
وُلِدَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ،
أَوْ فِي الَّتِي تلِيهَا، فيجوزُ أَنْ يَكُوْنَ رَأَى
الإِمَام أَحْمَد، وَلَكِنَّهُ أَخذ الفِقْه عَنْ خلقٍ
كَثِيْرٍ مِنْ أَصْحَابه، وَتلمذ لأَبِي بَكْرٍ
المَرُّوْذِيّ.
وَسَمِعَ مِنَ: الحَسَن بن عَرَفَةَ، وَسَعْدَان بن
نَصْرٍ، وَيَحْيَى بن أَبِي طَالِبٍ، وَحَرْبِ بنِ
إِسْمَاعِيْلَ الكَرْمَانِيّ، وَيَعْقُوْبَ بنَ سُفْيَان
الفَسَوِيّ -لقِيه بفَارس- وَأَحْمَدَ بنِ مُلاعِب،
وَالعَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ الدُّوْرِيِّ، وَأَبِي دَاوُدَ
السِّجِسْتَانِيّ، وَعَلِيِّ بنِ سَهْلِ بنِ المُغِيْرَةِ
البَزَّاز، وَأَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيِّ،
وَأَبِي يَحْيَى زَكَرِيَّا بن يَحْيَى النَّاقِد، وَأَبِي
جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عبيد الله بن المُنَادِي، وَعَبْدِ
اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَالحَسَنِ بنِ ثوَاب
المُخَرِّمِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ المَيْمُوْنِيّ،
وَإِبْرَاهِيْم بن إِسْحَاقَ الحَرْبِيّ، وَمُحَمَّدِ بنِ
عَوْفٍ الطَّائِيّ، وَإِسْحَاقَ بنِ سَيَّارٍ
النَّصِيْبِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الصَّاغَانِيّ، وَخَلْقٍ
كَثِيْرٍ.
وَرَحَلَ إِلَى فَارس، وَإِلَى الشَّامِ، وَالجَزِيْرَة
يتطلَّب فِقْهَ الإِمَام أَحْمَد وَفتَاويَه وَأَجوبته،
وَكَتَبَ عَنِ الكِبَار وَالصِّغَار، حَتَّى كتب عَنْ
تَلاَمِذَتِهِ، وَجمع فَأَوعَى، ثُمَّ إِنَّهُ صَنَّف كتاب
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 112"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 174"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 778"، والعبر "2/ 148"،
والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 99"، والنجوم
الزاهرة لابن تغري بردي "3/ 209"، وشذرات الذهب لابن
العماد الحنبلي "2/ 261".
(11/183)
"الجَامِع فِي الفِقْه" مِنْ كَلاَم
الإِمَام، بِأَخْبَرَنَا وحدثنا، يَكُوْن عِشْرِيْنَ
مُجَلَّداً، وَصَنَّفَ كِتَاب "الْعِلَل" عَنْ أحمد فِي
ثَلاَث مُجَلَّدَات، وَأَلف كِتَاب "السُّنَّة، وَأَلْفَاظ
أَحْمَد، وَالدليل عَلَى ذَلِكَ مِنَ الأَحَادِيْث" فِي
ثَلاَث مُجَلَّدَات، تَدُلُّ عَلَى إِمَامته وَسَعَة
عِلْمِهِ، وَلَمْ يَكُنْ قبلَه لِلإِمَام مَذْهَبٌ مستقلٌ،
حَتَّى تتبَّع هُوَ نُصُوص أَحْمَد، وَدوَّنهَا،
وَبَرْهَنَهَا بَعْد الثَّلاَث مائَة، فَرَحِمَهُ اللهُ
تَعَالَى.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ شَهْرَيَار: كُلُّنَا تبعٌ لأَبِي
بَكْرٍ الخَلاَّل، لَمْ يسبِقْهُ إِلَى جمع علم الإِمَام
أَحْمَد أَحَد.
قُلْتُ: الرِّوَايَةُ عَزيزَةٌ عَنْهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ العَزِيْزِ
بنُ جَعْفَر -غُلاَم الخَلاَّل- وَأَبُو الحُسَيْنِ
مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَطَائِفَة.
قَالَ الخَطِيْبُ فِي "تَارِيْخِهِ": جَمَعَ الخَلاَّل
عُلُوْمَ أَحْمَدَ وَتَطَلَّبَهَا، وَسَافَرَ لأَجلهَا،
وَكَتَبَهَا، وَصَنَّفَهَا كتباً، لَمْ يَكُنْ -فِيْمَنْ
يَنْتحل مَذْهَب أَحْمَد- أَحَد أَجمعَ لِذَلِكَ مِنْهُ.
قَالَ: لِي أَبُو يَعْلَى بنُ الفَرَّاء: دُفن أَبُو
بَكْرٍ الخَلاَّل إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ
المَرُّوْذِيّ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ
إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ سبعٌ
وَسَبْعُوْنَ سَنَةً، وَيُقَالُ: بَلْ نَيَّفَ عَلَى
الثَّمَانِيْنَ.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ يُوْنُسَ، وَعِيْسَى بنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ محمد الحافظ، أخبرنا المبارك ابن
عَبْدِ الجَبَّارِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ
عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ جَعْفَرٍ،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ،
حَدَّثَنَا المَرُّوْذِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ
حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ سُفْيَان بنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ:
فِكْرُكَ فِي رِزْقِ غَدٍ يَكْتُبُ عَلَيْكَ خطيئة.
(11/184)
2713- أبو جعفر
بن حمدان 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ، المجَابُ
الدَّعوَة، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ
بنُ حَمْدَانَ بنِ عَلِيِّ بنِ سِنَان الحِيْرِيُّ
النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَالدُ الشَّيْخَيْن: أبي العباس
محمد، وأبي عمرو محمد.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 115"، والمنتظم لابن الجوزي
"6/ 176"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 762"، والعبر "2/ 147"،
والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 360"، وشذرات
الذهب لابن العماد "2/ 261".
(11/184)
مَوْلِدُهُ فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعِيْنَ
وَمائَتَيْنِ، أَوْ قَبْل ذَلِكَ.
وَسَمِعَ: أَحْمَدَ بنَ الأَزْهَر، وَعَبْدَ اللهِ بنَ
هَاشِمٍ الطُّوْسِيّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ بِشْر،
وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيّ، فَمَنْ بَعْدهُم
بِبَلَدِهِ، وَارْتَحَلَ وَحَجّ. وَأَخَذَ عَنْ: أَبِي
يَحْيَى بن أَبِي مَيْسَرَة، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ أَبِي
غرَزَة الغِفَارِيّ، وَإِسْمَاعِيْل القَاضِي، وَعُثْمَانَ
بنِ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيّ، وَالحَسَن بنِ عَلِيِّ بنِ
زِيَادٍ، وَمُعَاذ بن نجدَة، وَأَمثَالِهِم.
وَارْتَحَلَ بِوَلَدِهِ أَبِي العَبَّاسِ إِلَى مُحَمَّدِ
بنِ أَيُّوْبَ البَجَلِيِّ وَغَيْرهُ، ثُمَّ ارْتَحَلَ
بِابْنه أَبِي عَمْرٍو إِلَى الحَسَنِ بنِ سُفْيَان
وَأَقرَانِه، وَصَنَّفَ "الصَّحِيْحَ" المستخرجَ عَلَى
"صَحِيْح مُسْلِم" وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ
إِسْمَاعِيْلَ الحِيْرِيُّ الزَّاهِدُ، وَأَبُو عَلِيٍّ
الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ
سَعْدٍ، وَأَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ،
وَأَبُو العَبَّاسِ بنُ عُقْدَةَ، وَابْنَاهُ،
وَطَائِفَةٌ.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بنَ حَمْدَان
يَقُوْلُ: لما بلغ أبي من كتَاب مُسْلِم إِلَى حَدِيْث
مُحَمَّد بن عَبَّاد، عَنْ سُفْيَانَ: "يَسِّرَا وَلاَ
تُعَسِّرَا" 1 لَمْ يجدْه عِنْد أَحَد عَنِ ابْنِ
عَبَّادٍ، فَقِيْلَ لَهُ: هُوَ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى
المَوْصِلِيّ، عَنِ ابْنِ عَبَّادٍ: فَرَحَلَ إِلَيْهِ
قَاصداً مِنْ نَيْسَابُوْر لسَمَاع هَذَا الحَدِيْث.
قُلْتُ: وَرَحَلَ لأَجل وَلَدَيْهِ، قَالَ: وَخَرَجَ أَبِي
-عَلَى كِبَرِ السِّنّ- إِلَى جُرْجَان ليسمعَ مِنْ
عِمْرَان بن مُوْسَى بن مجَاشِع حَدِيْثَ سُوَيْد بن
سَعِيْد، عَنْ حَفْص بن مَيْسَرَةَ، "عَنْ مُوْسَى بنُ
عُقْبَةَ"، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
"بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ إِذْ أَتَاهُم
آتٍ...." وَذَكَرَ الحَدِيْثَ2، وَسَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو، سَمِعْتُ أَبِي
يَقُوْلُ: كُلّ مَا قَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ لِي فُلاَن،
فَهُوَ مُنَاولَةٌ وَعَرْض.
وَسَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو يَقُوْلُ: كَانَ أَبِي يُحْيي
الليل.
__________
1 صحيح: أخرجه مسلم "1733" "7".
2 صحيح: أخرجه مالك "1/ 195"، والبخاري "403"، ومسلم
"526"، من طريق عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال:
بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فَقَالَ:
إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة،
فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى
الكعبة".
(11/185)
الحَاكِم: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ
الشُّعَيْبِيّ، سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو بن حَمْدَان
يَقُوْلُ: عرضتُ هَذَا الحَدِيْث -يَعْنِي: الحَدِيْث
الَّذِي أَسنده بَعْد- عَلَى ابْنِ عُقْدَة، فَقَالَ:
حَدَّثْنَاهُ شَيْخٌ طُوَالٌ يُقَال لَهُ: ابْن سِنَانٍ،
فَقُلْتُ: ذَاكَ أَبِي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ فِي
سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ، عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ
مُحَمَّدٍ الهَرَوِيُّ: أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ
فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ،
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الكَنْجَرُوْذِيُّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيّ، حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو
جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الأَزْهَر بن مَنِيْعٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ: طَلَّقْتُ امرأَتِي وَهِيَ حَائِض،
فسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ عُمَرُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مُرْهُ
فَلْيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيْضَ
حَيْضَةً أُخْرَى ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ يُطَلِّقهَا
قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا إِنْ شَاءَ أَوْ يُمْسِكهَا،
فَإِنَّ تِلْكَ العِدَّة الَّتِي أَمَرَ اللهُ أَنْ
تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاء" 1. رَوَاهُ الحَاكِم، عَنْ
أَبِي عَمْرٍو الحِيْرِيّ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوّ.
وَبِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَبُو جَعْفَرٍ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ.
وَبِهِ: قَالَ: وأَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ،
حَدَّثَنَا عَبَّاسُ النَّرْسِيّ، حَدَّثَنَا القَطَّانُ،
عَنْ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ
عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ، وَقَالَ: "أَنْتِ
جَمِيْلَة".
وَبِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْحَاقَ
الأَنْمَاطِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى القَطَّان بِهَذَا. خَرَّجَهُ مُسْلِم عَنْ أَبِي
قُدَامَةَ السَّرَخْسِيّ.
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ: صحبَ
الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ أَبَا حَفْص النَّيْسَابُوْرِيّ،
وَالشَّاهَ بنَ شُجَاع، وَكَانَ الجُنَيْد يُكَاتِبهُ،
وَكَانَ أَبُو عُثْمَانَ الحِيْرِيّ يَقُوْلُ: مَنْ
أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى سُبل الخَائِفين فليَنْظُرْ
إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو يَقُوْلُ:
تُوُفِّيَ أَبِي في سنة إحدى عشرة وَثَلاَثِ مائَةٍ، قَبْل
ابْن خُزَيْمَةَ بِأَيَّام، وَكَانَ أَبِي يَخْتلف مَعَ
أَبِي عُثْمَانَ إِلَى أَبِي حَفْصٍ النَّيْسَابُوْرِيّ
مُدَّة.
قُلْتُ: مَاتَ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي ثَانِي ذِي القَعْدَةِ
مِنْ سَنَة إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَقَدْ
كَانَ الإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ ذِكرُهُ يَملأُ الْفَم.
خلَّفَ وَلدين مَشْهُورَيْن: أَبَا العَبَّاسِ بنَ
حَمْدَان -شَيْخَ خُوَارزم- وَمسنِدَ نيسابور أبا عمرو بن
حمدان.
__________
1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "5251"، وَمُسْلِمٌ
"1471"، وَأَبُو دَاوُدَ "2179-2185"، وَالتِّرْمِذِيُّ
"1175"، وَالنَّسَائِيُّ "6/ 137-141"، وأحمد "2/ 26 و 43
و51 و54 و58".
(11/186)
ابن الأشقر وأبو
قريش:
2714- ابن الأشقر 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ الصَّدُوْقُ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ
اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الخَلِيْل
بن الأَشْقَر، رَاوِي "التَّارِيْخ الصَّغِيْر"
لِلْبُخَارِيِّ عَنْ مُؤلِّفه، كَانَ مُحَدِّثاً،
معمَّراً، إِمَاماً، مُفْتِياً.
سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ لُوَيْن،
وَالحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ، وَيُوْسُفَ بن مُوْسَى
القَطَّان، وَالحُسَيْن بن مَهْدِيٍّ، وَرَجَاء بن
مُرَجَّى، وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ، وَجِبْرِيْلُ
بنُ مُحَمَّدٍ الهَمَذَانِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ
حَيُّويَه، وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شاهين، ومحمد بن جعفر ابن
يُوْسُفَ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ زَنْبيل،
وَجَمَاعَة.
وَوَلِيَ قَضَاءَ كَرْخَ بَغْدَاد. وَقَدْ حدَّث بهمذَان
وَبِأَصْبَهَانَ، وَرِوَايَاتُهُ فِي أَهْل تِلْكَ
النَّوَاحِي.
تُوُفِّيَ سنة بضع عشرة وثلاث مائة.
2715- أبو قريش 2:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ الكَبِيْرُ، أَبُو
قُرَيْش، مُحَمَّدُ بنُ جُمعَة بن خَلَفٍ القُهُسْتَانِيُّ
الأَصَمُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
سَمِعَ: أَبَا مُسْلِمٍ القُهُستَانِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ
حُمَيْد الرَّازِيّ، وَأَحْمَدَ بنَ مَنِيْع، وَأَبَا
كُرَيْبٍ مُحَمَّد بن العلاء، ويحيى بن سليمان ابن
نَضْلَة، وَمُحَمَّدَ بن زُنْبور، وَعَبْد الجَبَّارِ بن
العَلاَءِ العَطَّار، وَسَعِيْد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ
المَخْزُوْمِيّ، وَيَحْيَى بن حَكِيْمٍ، وَأَحْمَد بن
المِقْدَامِ العِجْلِيّ، وَمُحَمَّد بن المُثَنَّى،
وَسَلْم بن جُنَادَةَ، وَمُحَمَّد بن سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ،
وَسَلَمَة بن شَبِيْبٍ، وَطَبَقَتهُم بِالرَّيِّ،
وَالكُوْفَة، وَالبَصْرَة، وَالحِجَاز.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ، وَأَبُو
عَبْدِ اللهِ بنُ يَعْقُوْبَ الأَخْرَم، وَأَبُو بَكْرٍ
بنُ عَلِيٍّ
__________
1 ترجمته في تاريخ أصبهان "2/ 27"، وتاريخ بغداد "10/
117".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 169"، وتذكرة الحفاظ "2/
ترجمة 767"، والعبر "2/ 158"، والوافي بالوفيات لصلاح
الدين الصفدي "2/ 309"، والنجوم الزاهرة "3/ 215"، وشذرات
الذهب لابن العماد "2/ 268".
(11/187)
الرَّازِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ
يَعْقُوْبَ الحَجَّاجِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ،
وَأَبُو سَهْلٍ الصُّعْلوكِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ
النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ
بالُويه، وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ
الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَخَلْقٌ
سِوَاهُم.
قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَبُو قُرَيْش مِنَ الحُفَّاظِ
المُتْقِنِيْنَ، كَثِيْرَ السَّمَاع وَالرِّحلَة، جمع
المسنَدَين عَلَى الرِّجَال وَعَلَى الأَبْوَاب، وَصَنَّفَ
حَدِيْث الشُّيُوْخ الأَئِمَّة: مَالِك، وَالثَّوْرِيّ،
وَشُعْبَة، ويحيى بن سعيد، وغيرهم، وَكَانَ يُذَاكر
بحديثهِم، وَيغلبُ كَثِيْراً مِنَ الحُفَّاظِ. إِلَى أَنْ
قَالَ: وَسَمِعَ بِوَاسِط مُحَمَّدَ بنَ حَسَّانٍ
الأَزْرَق، وَإِسْحَاقَ بن حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ضَابطاً،
حَافِظاً، مُتْقِناً، كَثِيْرَ السَّمَاعِ وَالرِّحلَة،
يُذَاكر الحُفَّاظ فيغلبهُم.
وَقَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الحَافِظ
يَقُوْلُ: حَدَّثَنَا أَبُو قُرَيْش الحَافِظُ، الثِّقَةُ
الأَمِيْنُ.
وَقَالَ الحَاكِمُ: تُوُفِّيَ أَبُو قُرَيْش بقُهُسْتَان
سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: فِيْهَا مَاتَ: أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاج
-صَاحِب المُسْنَدِ.
وَمُحَدِّثُ الكُوْفَة عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدَان
البَجَلِيّ.
وَمُحَدِّثُ سَرَخْس أَبُو لبيد مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ
السَّامِي.
وَمُحَدِّثُ حَلَب أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ
الحَمِيْدِ الغَضَائِرِيّ.
وَمُحَدِّثُ نَسَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ
بنِ أَبِي عَوْن النَّسَوِيّ.
وَمُحَدِّثُ دِمَشْق جُمَاهَر بن مُحَمَّدٍ الأَزْدِيّ
الزَّمْلَكَانِيّ.
وَالمُسْنِدُ مُحَدِّث نَيْسَابُوْر أَبُو العَبَّاسِ
أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ المَاسَرْجِسِيّ.
وَالمُسْنِدُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ
بنِ سَابُوْرَ الدَّقَّاق.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ،
أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ
أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَالوييّ، حَدَّثَنَا أَبُو
قُرَيْش مُحَمَّد بن جمعَة، حَدَّثَنَا عبدَةُ بنُ عَبْدِ
اللهِ الصَّفَّار، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ حُمرَان،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حدثنا بيان بن بشر: سَمِعْتُ حُمرَان
يُحَدِّث عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من عَلِمَ أَنْ لاَ
إِلَهَ إلَّا اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ" 1. غَرِيْبٌ
تَفَرَّد بِهِ ابْن حُمرَان.
وَلاَ يَعْلَم العَبْدُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إلَّا الله
حَتَّى يَبْرَأَ مِنْ كُلِّ دينٍ غَيْر الإِسْلاَم،
وَحَتَّى يَتَلَفَّظَ بِلاَ إِلَهَ إلَّا الله موقناً
بِهَا، فَلَو عَلِمَ وَأَبَى أَنْ يَتَلَفَّظَ مَعَ القدرة
يعد كافرًا
__________
1 صحيح: أخرجه مسلم "26"، وأحمد "1/ 65".
(11/188)
المقدسي وابن أخي
الإمام:
2716- المقدسي 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ العَابِدُ الثِّقَةُ، أَبُو
مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلْم بن
حَبِيْب الفِرْيَابِيُّ الأَصل المَقْدِسِيّ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ رمح، وَحَرْمَلَة بن يَحْيَى،
وَجَمَاعَة بِمِصْرَ، وَهِشَام بن عَمَّارٍ، وَعَبْد
الرَّحْمَنِ بن إِبْرَاهِيْمَ دُحَيْماً، وَعَبْدَ اللهِ
بنَ ذَكْوَانَ بِدِمَشْقَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ وَوَثَّقَهُ،
وَالحَسَنُ بنُ رَشيق، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر بن
المُقْرِئِ، وَآخَرُوْنَ.
وصفَهُ ابْن المُقْرِئ بِالصَّلاَحِ وَالدِّين.
مات سنة نيف عشرة وثلاث مائة.
2717- ابن أخي الإمام:
الشَّيْخُ المُحَدِّثُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بن
الفَضْلِ الهَاشِمِيُّ الحَلَبِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ
أَخِي الإِمَام.
سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عبيدِ اللهِ
الأَسَدِيِّ الحَلَبِيِّ ابْن أَخِي الإِمَام -وَهُوَ
سمِيُّه- وَمُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ المَصِّيْصِيّ،
وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيّ، وَبركَةَ بنِ
مُحَمَّدٍ الحَلَبِيّ، وَجَمَاعَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ
بنُ سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ
المُقْرِئِ، وَالقَاضِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ
إِسْحَاقَ الحَلَبِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَقِيْلَ: يُكْنَى أَبَا القَاسِم أَيْضاً.
مَاتَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
فَأَمَّا سمِيُّه المُحَدِّث: أَبُو محمد.
__________
1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 246".
(11/189)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ
وجعفر بن أحمد بن سنان:
2718- عبد الرحمن بن عبيد الله:
ابن أَحْمَدَ الأَسَدِيُّ الحَلَبِيّ المُعَدِّل.
حَدَّثَ عَنْ: إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيِّ،
وَمُحَمَّدِ بنِ قُدَامَةَ المَصِّيْصِيّ، وَأَحْمَد بن
حَرْب الطَّائِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ
بنُ المظَفَّر، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو
أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بن
سُلَيْمَانَ بن أَحْمَدَ بنِ ذَكْوَان، وآخرون.
وَيعرف هَذَا أَيْضاً -فِيْمَا قِيْلَ- بِابْنِ أَخِي
الإِمَام، فصَارُوا ثَلاَثَة، فَهَذَانِ المُتَعَاصِرَانِ
يشتبهَان، بِخلاَف الكَبِيْر الَّذِي هُوَ شَيْخ أَبِي
دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ.
2719- جعفر بن أحمد بن سنان:
ابن أَسَدٍ الوَاسِطِيُّ القَطَّانُ الحَافِظُ، أَبُو
مُحَمَّدٍ.
سَمِعَ: أَبَاهُ الحَافِظَ أَبَا جَعْفَرٍ القَطَّانَ،
وَتَمِيْمَ بنَ المُنْتَصِر، وَأَبَا كُرَيْبٍ، وَهَنَّاد
بن السَّرِيِّ، وَسُلَيْمَان بنَ عُبَيْد اللهِ،
وَمُحَمَّدَ بن بَشَّار بُنْدَاراً، وَطَبَقَتهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عَدِيّ، وَالقَاضِي يُوْسُف
المَيَانَجِيّ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَأَبُو
بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ، عَنْ
عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ؛ أَخْبَرَنَا أَبُو
القَاسِمِ المُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ
الطّيّب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحِيْرِيّ،
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ بِوَاسِط،
أَخْبَرَنَا تَمِيْمُ بنُ المُنْتَصِر، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشَريك، عَنْ هِشَامِ بنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو
قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ
انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يقبضه
بقبض العلماء ... " الحديث1.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "100"، ومسلم "2673"، والترمذي
"2654" من طرق عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ،
عَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص، وتمامه: "إِنَّ اللهَ لاَ
يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ
وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ حتى إذا
لم يترك عالما، اتخذ الناس رءوسا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا
فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا".
(11/190)
2720- الدولابي
1:
الإِمَامُ الحَافِظُ البَارِعُ، أَبُو بِشْرٍ، مُحَمَّدُ
بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادِ بنِ سَعِيْدِ بن مُسْلِمٍ
الأَنْصَارِيُّ، الدُّوْلاَبِيُّ، الرَّازِيُّ،
الوَرَّاقُ.
سَمِعَهُ الحَسَنُ بنُ رَشِيق يَقُوْلُ: وُلِدْتُ فِي
سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنَ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّد بن
المُثَنَّى، وَأَحْمَد بن أَبِي سُرَيْج الرَّازِيّ،
وَزِيَاد بن أَيُّوْبَ، وَمُحَمَّد بن مَنْصُوْرٍ
الجَوَّاز، وَهَارُوْن ابن سَعِيْدٍ الأَيْلِيّ، وَمُوْسَى
بن عَامِرٍ المُرِّيّ، وَأَبَا غسان زنيج، ومحمد بن
إسماعيل بن عُلَيَّةَ، وَأَبَا إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيّ،
وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الجُعْفِيّ، وَيَزِيْدَ بنَ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَمُحَمَّدَ
بنَ عَوْفٍ الحِمْصِيّ، وَطَبَقَتِهِم.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ،
وَأَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو القَاسِمِ
الطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ حَيُّويَه، وَأَبُو
بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ
مُحَمَّدٍ المُهَنْدِس، وَأَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ،
وَهِشَام بن مُحَمَّدِ بنِ قرة الرعيني، وآخرون.
قال الدراقطني: يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِ، وَمَا يُتَبَيَّنُ
مِنْ أَمره إلَّا خَيْر.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مُتَّهَم فِيْمَا يَقُوْله
فِي نُعَيْم بن حَمَّادٍ لصلاَبتِهِ فِي أَهْل الرَّأْي.
وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ: كَانَ أَبُو بِشْرٍ مِنْ أَهْلِ
الصَّنْعَة، وَكَانَ يُضعَّف، قَالَ: وَمَاتَ بِالعرج
-بَيْنَ مَكَّة وَالمَدِيْنَة- فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ
عَشْرٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ
عميرَة قَالاَ: أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ صَبَّاحٍ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ القَاضِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن بُهزَاد
الفَارِسِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدُّوْلاَبِيُّ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا قَبِيْصَة،
عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
أَبِيْهِ، عَنْ جَابِر قَالَ: قَالَ: النَّبِيُّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ
بِهِ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ
اللَّه} [البقرة: 158] " 2.
أَخْبَرْنَا ابْنُ طَارِق، أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ،
أَخْبَرَنَا المُؤَيَّدُ بنُ الْأُخوة، أَخْبَرَنَا
سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن
محمود، ومنصور ابن الحُسَيْنِ قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "6/ 169"، ووفيات الأعيان
لابن خلكان "4/ ترجمة 646"، وتذكرة الحفاظ "2/ ترجمة 760"،
والعبر "2/ 145"، وميزان الاعتدال "3/ 459"، وشذرات الذهب
"2/ 260".
2 صحيح: أخرجه مسلم "1218"، وأبو داود "1905".
(11/191)
إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ
مُحَمَّد بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بنُ عَمْرٍو أَبُو غَسَّان، حَدَّثَنَا حَكَّامُ بنُ
سَلْم، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ زَائِدَة، عَنِ
الزُّبَيْر بن عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "قُبِضَ
رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَهُوَ
ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ، وَعمرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ
وَسِتِّيْنَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِم1، عَنْ أَبِي غَسَّانَ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: فتحُ دَال الدَّوْلاَبِيّ أَصحَّ،
وَدولاَب: مِنْ قرى الري.
__________
1 صحيح: أخرجه مسلم "2348".
(11/192)
المروزي وابن سفيان: |