محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

الباب الخامس: ماتميز به في الجاهلية
...
الباب الخامس: في ذكر ما تميز به في الجاهلية رضي الله عنه
قال الذهبي: "كان من أشرف قريش، وإليه السفارة كانت في الجاهلية، وذلك أن قريشاً كانت إذا وقع بينهم حرب، أو بينهم وبين غيرهم، بعثوه سفيراً"1.
وكذلك ذكر بعض من شرح (العمدة) وزاد: وإن نافرهم منافر، أو فاخرهم مفاخر، بعثوه منافراً، ومفاخراً ورضوا به2.
وذكر ابن الجوزي عن نصر بن مزاحم3 عن معروف بن خرَّبُوذ4 قال: "كانت السّفارة إلى عمر بن الخطاب إن وقعت [حرب]5 بين قريش وغيرهم بعثوه سفيراً، أو نافرهم6 منافر، أو فاخرهم مفاخر، بعثوه منافراً ومفاخراً، ورضوا به. رضي الله عنه7.
__________
1 الذهبي: التهذيب 3 / ق 177/ أ، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1145.
2 ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1145.
3 العطار المنقري، الكوفي، واهي الحديث، رافضي جلد، متروك الحديث. (الجرح والتعديل 8/468، ميزان الاعتدال 4/253).
4 معروف بن خَرَّبُوذ مولى آل عثمان، صدوق ربما وهم، وكان أخبارياً علاّمة من الخامسة. (التقريب ص 540).
5 سقط من الأصل.
6 في الأصل: (أو نافر) والتصويب من مناقب عمر.
7 ابن الجوزي: مناقب عمر ص 11.

(1/142)


الباب السادس: دعاء الرسول أن يعز الإسلام به
...
الباب السادس: في ذكر دعاء الرسول عليه السلام أن يعزّ الإسلام به
روى التّرمذي1 عن نافع2 عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم أعزَّ الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك؛ بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب"، قال: "وكان أحبهما إليه عمر".
وقال: "حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر"3.
وذكره ابن الجوزي في كتابه من هذا الوجه4.
وروى الترمذي من حديث ابن عباس5 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم أعز
__________
1 محمّد بن عيسى السلمى، صاحب الجامع، أحد الأئمة، توفي سنة تسع وسبعين ومئتين. (التقريب ص500).
2 أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه، توفي سنة سبع عشرة ومئة أو بعد ذلك. (التقريب ص 559).
3 الترمذي: السنن 5/617، وابن حبان: الصحيح 9/17. قال ابن حجر: "وصححه ابن حبان أيضاً. وفي إسناده خارجة بن عبد الله صدوق فيه مقال، لكن له شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الترمذي أيضاً". (فتح الباري 7/48)، وله شاهد من حديث ابن عباس: (الطبراني: المعجم الأوسط رقم: 583)، بإسناد فيه مبارك بن فضالة صدوق مدلس ويسوي، وقد صرح بالسماع من شيخ فقط (التقريب ص 519). وله شاهد آخر من حديث ابن مسعود (الطبراني: المعجم الكبير10/196)، بإسناد فيه مجالد بن سعيد تغير بآخره، وفيه محمّد بن الحسن الأسد صدوق فيه لين. (انظر: التقريب رقم: 5816، 6478). قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/61: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه باختصار، وقال: (أيد الإسلام، ورجال الكبير رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد، وقد وثق". فالحديث صحيح لغيره.
4 ابن الجوزي: مناقب ص 12.
5 عبد الله بن عباس الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفهم في القرآن، فكان يُسَمَّى البحر، والحبر لسعة علمه، توفي سنة ثمان وستين بالطائف. (الإصابة 4/90، التقريب ص 209).

(1/143)


الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر". قال: "فأصبح فغدا عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم".
قال: "وهذا حديث غريب من هذا الوجه".
وفي طريقه النضر أبي عمر1 قال الترمذي "هو يروي مناكير من قبل حفظه"2.
__________
1 النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز، متروك من السادسة. (تهذيب التهذيب 10/294، التقريب ص 563).
2 الترمذي: السنن 5/618، وفيه النضر بن عبد الرحمن وهو متروك.

(1/144)