محض الصواب في
فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الباب السادس
والثمانون: نوح الجن عليه
...
الباب السادس والثمانون: في ذكر نوح الجنّ عليه
تقدم في باب نعي الجنّ بعض ذلك من كلام وشعر1.
وروى أبو القاسم الأصفهاني عن معروف بن أبي معروف2، قال:
سمع صوت يوم أصيب عمر رضي الله عنه:
لبيك على الإسلام من كان باكياً ... فقد أوشكوا هلكي وما
قدم العهد
وأدبرت الدنيا وأدبر أهلها3 ... وقد ملها من كان يوقن4
بالوعد5
وذكر أبو القاسم الأصفهاني: لما قتل عمررضي الله عنهسمع
صوت من الجنّ:
يبكيك نساء الجنّ ... يبكين شجيات
ويخمشن وجوها ... كالدنانير النقيات
ويلبسن ثياب ... السود بعد القصبيات67
__________
1 ص 948.
2 الموصلي، روى عن الحسن البصري، روى عنه ليث بن أبي سلم.
(الجرح والتعديل8/322).
3 في المعجم الكبير، والمعرفة: (خيرها).
4 في المعجم الكبير: (يؤمن).
5 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 159، وسبق تخريجه ص
949.
6 القصبيات: ثياب تتخذ من كتان، رقاق ناعمة، واحدهاقصبي.
(لسان العرب1/677).
7 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 192، وابن عساكر:
تاريخ دمشق جـ 13/ ق 199 وهو ضعيف لإبهام أحد رجال السند،
والطبراني وابن كثير ونسباه لامرأة تبكيه. (تاريخ الطبري
4/219، البداية والنهاية 7/154).
(3/851)
الباب السابع
والثمانون: تعظيم عائشة له بعد دفنهم
...
الباب السابع والثمانون: في تعظيم عائشة له بعد دفنه
ذكر ابن الجوزي عن هشام عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها
- قالت: "كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فأضع ثيابي وأقول إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر
معهما فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة عليّ ثيابي حياء من
عمر"1.
وروت عمرة2 عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما زلت أضع
خماري وأتفضل3 في ثيابي، حتى دفن عمر، فلم أزل متحفظة في
ثيابي، حتى بنيت بيني وبين القبور جداراً، فتفضلت بعد"4.
وعن القاسم بن محمّد عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "من
رأى ابن الخطاب، علم أنه خلق غناء للإسلام، كان والله
أحوذياً5نسيج وحده،
__________
1 ابن الجوزي: مناقب ص 234، بدون إسناد.
2 عَمْرَة بنت عبد الرحمن بن سعد الأنصارية المدنية، أكثرت
عن عائشة، ثقة، من الثالثة، ماتت قبل المئة، ويقال بعدها.
(التقريب ص 750).
3 تفضلت المرأة، لبست ثوباً واحداً. (لسان العرب 11/536).
4 ابن سعد: الطبقات 3/364، ابن شبه: تاريخ المدينة 3/945،
عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس عن أبيه، والبلاذري:
أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 376، 377،
وإسنادهما حسن فيه إسماعيل بن عبد الله، وعبد الله بن عبد
الله ابن أويس، وهما صدوقان.
5 في الأصل: (أجودنا)، وهو تصحيف. والمثبت من معرفة
الصحابة، وسير السلف: (أحوذياً)، وفي النهاية 1/457-459:
"الأحوذي: هو الجاد المنكمس في أموره، الحسن السياق
للأمور، ويروى بالزاي".
(3/852)
قد أعدّ للأمور أقراناً"1.
وعن عروة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "إذا ذكرتم عمر
طاب المجلس"2.
وذكره ابن الجوزي في "التبصرة" عن عائشة: "إذا شئتم أن
يطيب المجلس، فعليكم بذكر عمر"3.
وفي أحاديث ابن شاذان4 عن عائشة قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "من بات وفي يده ريح غَمَرٌ5 فلا يلومن
إلا نفسه" 6.
__________
1 أبو نعيم: المعرفة 1/212، وفي إسناده عبد الواحد بن أبي
عون صدوق، يخطئ. (التقريب رقم: 4246)، وباقي رجاله ثقات.
وأبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 155، وابن الجوزي:
مناقب ص 249.
2 ابن الجوزي: مناقب ص 249.
3 ابن الجوزي: التبصرة ص 428.
4 أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغدادي، ثقة، ثبت، كثير
الحديث، توفي سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة. (تاريخ بغداد
4/18، سير أعلام النبلاء 16/429).
5 تصحفت على المؤلف فظنها عمر. والغَمَرُ - بالتحريك -:
الدسم والزّهومة من اللحم، كالوَضَرَ من السمن. (النهاية
3/385).
6 أحمد: المسند 14/4، وإسناده صحيح، وأبو دود: السنن
3/366، وابن ماجه: السنن 2/1906، والترمذي: السنن 4/289،
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه وقد روى من
حديث سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم. والحديث وصحّه أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث
المسند، رقم: 7559، والألباني في صحيح سنن الترمذي 2/168.
(3/853)
|