محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

الباب التسعون: المنامات التي رُئيت له
...
الباب التسعون: في ذكر المنامات التي رُئيت له
ذكر ابن الجوزي عن عوف بن مالك الأشعجي: "أنه رأى رؤياً زمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه فلما قدم قصّها على أبي بكر وعمر يسمع، فقال: "ما هذا؟"، فلما ولي دعاه فسأله، قال: "أولم تكذب بها؟"، قال: "لا. ولكن استحييت من أبي بكر، فقصّها عليّ". قال: رأيت كأن عمر أطول الناس وهو يمشي فوقهم، فقلت: أنى هذا؟ فقيل: "إنه لا يخاف في الله لومة لائم، وإنه أمير المؤمنين، وإنه يقتل شهيداً"، قال: "وكيف لي بالشهادة؟ وأنا بين الروم وفارس، أهل الشام، وأهل العراق"، قال: "يمنحها الله لك من حيث شاء"1.
وعن عوف بن مالك الأشجعي، قال: "رأيت سبباً2 تدلى من السماء، وذلك في إمارة أبي بكر رضي الله عنه وأن الناس تطاولوا له، وأن عمر فضلهم بثلاثة أذرع، قلت: وما ذاك؟ قال: "لأنه خليفة من خلفاء الله تعالى في الأرض، وأنه لا يخاف لومة لائم، وأنه يقتل شهيداً، قال: فغدوت على أبي بكر فقصصتها عليه، فقال: "يا غلام انطلق إلى أبي حفص فادعه لي،
__________
1 ابن الجوزي: مناقب ص 235، ابن سعد: الطبقات 3/331، ابن شبه: تاريخ المدينة 3/869، 870، البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 334، جميعهم عن عبد الله بن جعفر الرقي قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو بن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبيه، قال: "رأى عوف. . . "، وهذا إسناد صحيح إن سلم من تدليس عبد الملك بن عمير، فإنه ربما دلس. وابن عبد البر: الاستيعاب 3/1156.
2 سبباً: أي: حبْلاً. (النهاية 2/329).

(3/868)


فلما جاء قال: يا عوف اقصصها عليه كما رأيتها". فلما أتيت أنه خليفة من خلفاء الله تعالى، قال عمر: "أكل هذا يرى النائم". قال: فقصّها1 عليه فلما ولي عمر أتى الجابية، وإنه ليخطب فدعاني، فأجلسني، فلما فرغ من الخطبة قال: "قصّ علي رؤياك"، فقلت له: ألست قد جبهتني2 عنها؟! قال: "قد خدعتك أيها الرجل"، فلما قصصتها، قال: "أما الخلافة قد أوتيت ما ترى، وأما أن لا أخاف في الله لومة لائم، فإني أرجو أن يكون قد علم ذلك مني، وأما أن أقتل شهيداً، فأنى لي بالشهادة وأنا في جزيرة العرب، ولقد رأيت مع / [127 / أ] ذلك كأن ديكاً نقرني وما أمتنع منه بشيء"3.
وعن الأعمش أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه استعمل معاذ بن جبل فلما قدم ومعه رقيق وغير ذلك، فقال لأبي بكر: "هذا لكم، وهذا أهدي إلي"، فقال عمر رضي الله عنه: "ادفع ذلك أجمع إلى أبي بكر" فأبى أن يدفعه فبات ليلة فرأى في النوم كأنه أشرف على نار عظيمة خاف أن يقع فيها، فجاءه فأخذ بمحجزته4 حتى أنقذه منها، فأصبح، فأتى أبا بكر، فقصّ عليه القصّة، ودفع جميع ما معه إلى أبي بكر، فقال أبو بكر: "أما إذا فعلت هذا
__________
1 في الأصل: (ليقصها عليه)، وفي تاريخ المدينة: (لمكان أبي بكر).
2 جَبَهَهُ: كمنعه. ردّه أو لقيه بما يكره. (القاموس ص 1606).
3 ابن شبه: تاريخ المدينة 3/868، 869، وإسناده حسن، فيه عبد الرحمن بن المسعودي، صدوق اختلط قبل موته. (التقريب رقم: 3919). وأبو داود الطيالسي سمع منه قبل أن يختلط، وله شاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ابن شبه: تاريخ المدينة 3/870، 871، وإسناده صحيح إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 13/ ق 160، والمتقي الهندي: كنْز العمال 12/583، 584، وعزاه لخيثمة.
4 حُجزته: أي: مشد إزاره، والمُتَحَجز: الذي قد شد وسطه. (لسان العرب 5/332).

(3/869)


فخذه1 فقد طيبته". فقال عمر رضي الله عنه: "الآن حين طاب لك"2.
وعن سفيان3 قال: "حين استعمل النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً على اليمن، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم استخلف أبو بكر رضي الله عنه وهو عليها، وكان عمر يومئذٍ على الحجّ، فجاء معاذ إلى مكّة، ومعه رقيق ووُصفاء على حدة، فقال له عمر: "يا أبا عبد الرحمن لمن هؤلاء الوُصفاء؟"، قال: "لي". قال: "ومن أين لك؟"، قال: "اهدوا إلي". قال: "أطعني وأرسلهم إلى أبي بكر، فإن طيبهم لك فهم لك". قال: "ما كنت لأطيعك في هذا، شيء أهديَ إليَ أرسل بهم إلى أبي بكر؟"، فبات ليلته ثم أصبح، فقال: "يابن الخطاب ما أراني إلا مطيعك، إني رأيت الليلة في منامي كأني أجر أو أقاد أو كلمة تُشْبِهُهَا إلى النار، وأنت آخذ بحجزتي، "فانطلق بهم إلى أبي أبكر، فقال: "أنت أحق بهم"، فقال أبو بكر: "هم لك"، فانطلق بهم إلى أهله، فصفّوا خلفه يصلّون، فلما انصرف قال: "لمن تصلّون؟"، قالوا: "لله تبارك وتعالى"، قال: "انطلقوا فأنتم له"4.
__________
1 في الأصل: (فجاه)، وهو تحريف.
2 ابن سعد: الطبقات 3/585، وإسناده صحيح إلى أبي وائل، وابن زنجويه: الأموال 2/596، وأبو نعيم: الحلية 1/232، الذهبي: سير أعلام النبلاء 1/454، وابن الجوزي: مناقب ص 236، ووصله الحاكم: المستدرك 3/68، من طريق الأعمش عن أبي وائل، عن عبد الله وصحّحه، ووافقه الذهبي. وروى أصل الخبر بأسانيد أخرى: عبد الرزاق: المصنف 8/268، وأبو بكر المروزي: مسند أبي بكر ص 90، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه وهو مرسل. والهيثمي: مجمع الزوائد 4/144، وقال: "رواه الطبراني في الكبير مرسلاً ورجاله رجال الصحيح".
3 لم يتميز لي. ولعله تحريف عن شيبان.
4 ابن الجوزي: مناقب ص 236، 237، ابن سعد: الطبقات 3/585، بلفظه عن عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا شيبان عن الأعمش عن شقيق. الأثر. وإسناده صحيح إلى شقيق.

(3/870)


وعن أبي موسى الأشعري، قال: "رأيت كأني أخذت جواداً1 كثيراً، فجعلت تضحمل حتى بقيت واحدة، فأخذتها فانتهيت إلى جبل زلقٍ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه أبو بكر، وإذا هو يومئ إلى عمر أن تعال، فقلت: "ألا تكتب بها إلى عمر؟"، فقال: "ما كنتُ لأنعى له نفسه"2.
وعن يحيى بن عبد الرحمن3 قال: قال العباس بن عبد المطلب: "كنت جاراً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فما رأيت أحداً من الناس كان أفضل من عمر، إن ليله صلاة، ونهاره صيام، وفي حاجات الناس، فلما توفي عمر سألت الله تعالى أن يرينه في النوم فرأيته في النوم مقبلاً متشحاً من سوق المدينة، فسلمت عليه وسلم عليّ، ثم قلت له: كيف أنت؟ قال: "(بخير". قلت له: ما وجدت؟، قال: "الآن حين فرغت من الحساب، ولقد كاد عرشي يهوي لولا أني وجدت ربّاً رحيماً"4.
عن عبد الله بن عباس5 قال: "كان العباس خليلاً لعمر، فلما أصيب جعل يدعو الله أن يُريه عمر في المنام، قال: فرأيته بعد حول وهو يمسح العرق عن جبينه، قال: ما فعلت؟ قال: "هذا أوان فرغتُ، إن كان عرشي ليُهَدّ
__________
1 في الأصل: (جراداً)، وهو تحريف.
2 ابن سعد: الطبقات 3/332، وإسناده صحيح. البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص335، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ13/ق 161، من طريق سعد. وابن الجوزي: مناقب ص 237.
3 ابن حاطب.
4 أبو نعيم: الحلية 1/54، وإسناده ضعيف لانقطاعه بين يحيى بن عبد الرحمن والعباس. وفيه أيضاً محمّد بن عمرو بن علقمة صدوق له أوهام. وأبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص 131، وابن الجوزي: مناقب ص 237.
5 عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، ثقة، من الرابعة. (التقريب ص 312).

(3/871)


لولا أني وجدت ربّاً رحيماً"1.
وعن أبي جَهْضَم2 قال: "كان العباس ودّاً لعمر رضي الله عنه قال العباس: "كنت أشتهي أن أراه في المنام، فما رأيته إلا عند قرب الحول، فرأيته يمسح العرق عن جيبنه، وهو يقول: "هذا أوان فرغتُ، إن كاد عرشي ليهوي لولا أني لقيته رؤوفاً رحيماً"3.
وعن ابن عمر أنه قال: "ما كان شيء أحبّ إليّ أن أعلمه من أمر عمر، فرأيت في المنام قصراً، فقلت: لِمَن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، "فخرج من القصر عليه ملحفة كأنه قد اغتسل، فقال: "كيف صنعت؟"، قال: خيراً، كاد عرشي يهوي لولا أني لقيت / [127/ب] ربّاً غفوراً". فقال: "منذ كم فارقتكم؟"، فقلت: "منذ اثنتي عشرة سنة"، فقال: "إنما انفلت الآن من الحساب"4.
وروى أبو القاسم الأصفهاني في (سيرة السلف)، عن العباس بن عبد المطلب قال: "كنت جاراً لعمر، فما رأيت أحداً من الناس كان أفضل من عمر، إن5 ليله صلاة، وإن نهاره صيام، وفي حاجات الناس، فلما توفي سألت
__________
1 ابن سعد: الطبقات 3/375، ابن شبه: تاريخ المدينة 3/945، وإسنادهما حسن إلى عبد الله بن عبيد الله إلا أنه منقطع بين عبد الله بن عبيد الله والعباس. وابن الجوزي: مناقب ص237.
2 موسى بن سالم، مولى آل العباس، صدوق، من السادسة. (التقريب ص 550).
3 ابن سعد: الطبقات 3/375، ابن شبه: وتاريخ المدينة3/946، وإسنادهما حسن إلا أنه منقطع بين عبد الله بن عبيد الله بن العباس، والعباس. وابن الجوزي: مناقب ص237.
4 أبو نعيم: الحلية 1/54، وإسناده ضيعف، فيه هياج بن بسطام التميمي، وهو ضعيف. (التقريب رقم: 7355)، وابن الجوزي: مناقب ص 238.
5 في الأصل: (إنه)، وهو تحريف.

(3/872)


الله أن يرينه في النوم، فرأيته مقبلاً من سوق المدينة، فسلمت عليه، وسلم عليّ، ثم قلت له: كيف أنت؟، قال: "بخير"، قلت له: ما شأنك؟ قال: "الآن فرغت من الحساب، والله كاد عرشي يهوى، لولا أني وجدت ربّاً رحيماً"1.
قال: وفي رواية عبد الله بن عمر قال: "ما كان شيء أحبّ إليّ أن أعلمه من أمر عمر، فريت في المنام قصراً، فقلت: لمن هذا القصر؟، قالوا: "لعمر بن الخطاب"، فخرج من القصر وعليه ملحفة كأنه اغتسل، فقلت: كيف صنعت؟ قال: "خيراً، كاد عرشي يهوي لولا أني لقيت ربّاً غفوراً"2.
وتقدم ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم له3.
وروى الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه من حديث جابر بن عبد الله: أنه كان يحدّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُرِيَ الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط4 برسول الله، وعمر نيط بأبي بكر، وعثمان بعمر". قال جابر فلما قمنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم قلنا أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم نوط بعضهم ببعض، فهو هذا الأمر الذي بعث الله به نبيّه صلى الله عليه وسلم"5.
__________
1 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص131، وقد سبق تخريجه ص1031، 1032.
2 أبو القاسم الأصفهاني: سير السلف ص132، وقد سبق تخريجه ص1031، 1032.
3 تقدم ص 243.
4 نيط: أي: علق. (لسان العرب 7/418).
5 أحمد: المسند 3/355، وفيه عمرو بن أبان بن عثمان مقبول. (التقريب رقم: 4985)، وباقي رجاله ثقات. وأبو داود: السنن 4/208، والحاكم: المستدرك 3/71، 72، وقال: "ولعاقبة هذا الحديث إسناده صحيح عن أبي هريرة، ولم يخرجاه". وصحّحه الذهبي في تلخيصه. وضعّفه الألباني. (ضعيف الجامع الصغير 1/260، ضعيف سنن أبي داود ص 464).

(3/873)


وقد تقدم حديث أبي بكرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الرؤيا الصالحة، ويسأل عنها، فقال رجل: "يا رسول الله، إني رأيت رؤياً، رأيت كأن ميزاناً من السماء، فوزنت أنت وأبو بكر، فرجحت بأبي بكر، ثم وُزن أبو بكر وعمر، فوزن أبو بكر عمرَ، ثم وُزن عمر بعثمان، فرجح عمر بعثمان، ثم رفع الميزان"1.
__________
1 تقدم ص 357.

(3/874)


الباب الحادي والتسعون: أولاده وأزواجه
...
الباب الحادي والتسعون: في ذكر أولاده وأزواجه
من أكابر ولده عبد الله بن عمر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل" . قال سالم: "فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلاً"1.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن عبد الله رجل صالح" 2.
وفي الصحيحين عنه قال: "كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أخبروني بشجرة تشبهُ، أو كالرجل المسلم، لا يتحاتُّ3 ورقها، وَلاَ4 تؤتي أُكُلُها كل حين" . قال ابن عمر: "فوقع في نفسي أنها النخلة، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن أتكلم، فلما لم يقولا شيئاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هي النخلة" . فلما قمنا قلت لعمر: "والله يا أبتاه، لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة، قال: "فما منعك أن تكلم؟"، قلت: لم أركم تَكَلَّمُونَ، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئاً، قال عمر: "لأن تكون قلتها أحبّ إليّ من كذا وكذا"5.
وعن محم ّد بن سعد قال: "كان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه عبد الله،
__________
1 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1367، رقم: 3530.
2 البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1367، رقم: 3531.
3 تحاتّ الورق: سقطت. (القاموس ص 192).
4 قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 1/146: "كذا ذكر النفي ثلاث مرات على طريق الاكتفاء، فقيل في تفسيره: ولا ينقطع ثمرها، ولا يعدم فيؤها، ولا يبطل نفعها".
5 البخاري: الصحيح، كتاب التفسير 4/1735، رقم: 4421، مسلم: الصّحيح، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم 4/2164، رقم: 2811.

(3/875)


وعبد الرحمن، وحفصة، وأمّهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح"1.
وقال أبو عبد الله محمّد بن سلامة2: "عبد الله وحفصة أمهما زينب"3.
وفي: (الإخوة والأخوات) لابن السّني4: "لما مات عاصم بن عمر وجد عليه عبد الله بن عمر وجداً شديداً، وأنشد يقول:
فإن أبك أخواناً وفائض دمعة ... جرين دماً من داخل الجوف متقعاً5
تجرعتها في عاصم واحتسيتها ... فأعظم منها ما احتسا وتجرّعا
فليت المنايا كن خلَّفن عاصماً ... فعشنا جميعاً أو ذهبن بنا معا6 /
[128 / أ].
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ألفي حديث وستّ مئة حديث وثلاثين حديثاً، ذكره أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد7.
__________
1 ابن سعد: الطبقات 3/265.
2 في الأصل: (أسامة)، وهو تحريف.
3 محمّد بن سلامة: عيون المعارف ق 55 / أ.
4 أحمد بن محمّد بن إسحاق الهاشمي الجعفري مولاهم الدينوري، حافظ ثقة، اختصر سنن النسائي وسماه: (المجتنى)، توفي سنة أربع وستّين وثلاث مئة. (سير أعلام النبلاء 16/255، طبقات الحفاظ ص 379).
5 المقع: أشد الشرب، ومقع الفصيل أمه يمقعها مقعاً وامتقعها: رضعها بشدة وهو أن يشرب ما في ضرعها. (لسان العرب 8/341).
6 لم أجد هذه الأبيات في المصادر التي بين يدي، ما عدا البيت الأخير، انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/783، والذهبي: سير أعلام النبلاء 4/97، وهذه الأبيات قالها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز في رثاء أخيه عاصم. (تاريخ الطبري 7/320).
7 بقي بن مخلد: مقدمة المسند ص 79.

(3/876)


هاجر به أبوه، واستصغره يوم أحد، وشهد الخندق، وبيعة الرضوان، والمشاهد1.
وقال ابن مسعود: "إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر"2.
وقال جابر: "ما منا أحد إلا مالت به الدنيا ومال لها إلا ابن عمر"3.
وقال سعيد بن المسيب: "مات ابن عمر يوم مات، وما في الأرض أحد أحبّ إليّ أن ألقى الله بمثل عمله منه"4.
وقال الزهري: "لا يعدل برأي ابن عمر فإنه أقام بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستّين سنة، فلم يخف عليه شيء من أمره، ولا أمر أصحابه"5.
قال رجاء بن حَيْوة6: "أتانا نعي ابن عمر، ونحن في مجلس ابن [مُحَيْرِيز]7، 8 فقال: "والله إن كنتُ لأعدُّ بقاء ابن عمر أماناً لأهل
__________
1 ابن سعد: الطبقات 3/142، 143، والذهبي: سير أعلام النبلاء 2/204، وابن حجر: الإصابة 4/107.
2 ابن سعد: الطبقات 4/144، وإسناده صحيح إلى إبراهيم النخعي. وأبو نعيم: الحلية 1/294، عن إبراهيم النخعي. والذهبي: سير أعلام النبلاء 3/211، وابن حجر: الإصابة 4/107.
3 أبو نعيم: الحلية 1/249، وإسناده صحيح. والذهبي: سير أعلام النبلاء 3/211، وابن ابن حجر: الإصابة 4/107، وعزاه لأبي سعيد الأعرابي، وقال: "إسناده صحيح".
4 الذهبي: التذهيب ج 2 / ق 69 / أ.
5 الذهبي: التذهيب ج 2 / ق 69 / أ.
6 أبو المقدام، الفلسطيني، ثقة فقيه، من الثالثة، توفي سنة اثنتي عشرة ومئة. (التقريب ص208).
7 بياض في الأصل.
8 الجمحي، ثقة عابد، من الثالثة، توفي سنة تسع وتسعين. وقيل قبلها. (التقريب ص322).

(3/877)


الأرض"1.
ومناقبه كثيرة لا تحصى، ولعلّ لم يكن في الصحابة بعد العشرة مثله رضي الله عنه، كان له من الولد: سالم، وحمزة، وعبد الله.
قال أبو نعيم2 وجماعة3: "مات ثلاث وسبعين"4.
قال الواقدي وخليفة5 وجماعة6: "مات أربع وسبعين"7.
قال الذهبي: كان إماماً، مفتياً، واسع العلم، كثير الاتباع، وافر الصلاح، والنسك، كبير القدر، مبين الديانة، عظيم الحرمة، ذكر للخلافة يوم التحكيم وخوطب في ذلك، فقال: "بشرط أن لا تجري فيها، مِحْجَمَة8 دم". ثم ورَّى عمرو بن العاص / [128 / ب] الأمر عنه لما رأى أنه لا يوليه شيئاً إن استخلف،
__________
1 الخطيب: تاريخ بغداد 1/172، المزي: تهذيب الكمال 15/340، 341.
2 الفضل بن دُكين التيمي مولاهم، ثقة ثبت، من التاسعة، توفي سنة ثماني عشرة، وقيل: تسع عشرة ومئتين. (التقريب ص 446).
3 منهم: أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وضمرة بن ربيعة. (الثقات 3/209، 172، 173).
4 البخاري: التاريخ الكبير 5/2، وابن حبان: الثقات3/209، والخطيب: تاريخ بغداد 1/172، 173، المزي: تهذيب الكمال15/340، الذهبي: سير أعلام النبلاء 3/232، والتذهيب ج2/1ق/69 / أ.
5 خليفة بن خياط العُصفُري، البصري، صدوق، ربما أخطأ، وكان أخبارياً علامة، توفي سنة أربعين ومئتين. (التقريب ص 195).
6 منهم: محمّد بن سعد، وسعيد بن عفير. (الطبقات الكبرى 4/188، تاريخ بغداد 1/173). .
7 ابن سعد: الطبقات4/187، 188، خليفة: التاريخ ص271، الخطيب: تاريخ بغداد 1/173، المزي: تهذيب الكمال 15/340، الذهبي: التذهيب ج2/1ق/69/ أ.
8 في الأصل: (مجمه)، وهو تحريف. والمحجم - بالكسر -: الآنية التي يجمع فيها دم الحجامة عند المصّ. (لسان العرب 12/117).

(3/878)


وبقي إلى أن بايع عبد الملك بن مروان، ومحاسنه جمة"1. / [129 / أ]2.
فصل
ومنهم: حفصة وقد تقدم الكلام على فضلها ومناقبها - رضي الله عنها -3.
فصل
ومنهم: عبد الرحمن ذكر ابن الجوزي وأمه زينب4. ولم أجد له ذكراً في كتب أصحاب الحديث. فكأنه لم يرو شيئاً، والله سبحانه وتعالى أعلم.
فصل
ومنهم: عبد الرحمن الأوسط ذكره ابن الجوزي وهو أبو المُجَبر، وأمه لُهيّة أم ولد5.
وقد ذكر الزبير بن بكار: أن عبد الرحمن الأوسط يكنى أبا شحمه6.
وقال أبو عبد الله بن سلامة7: أبو شحمة، واسمه: عبد الرحمن، وكان قد شرب بمصر هو وعقبة بن الحارث، فسكرا وجلدهما عمرو بن العاص،
__________
1 الذهبي: التذهيب ج 2 / ق 69 / أ.
2 ق 129 / أ بياض في الأصل، سوى سطر واحد، وليس ثمة ما يشير إلى نقص فالكلام متصل.
3 ص 614.
4 ابن الجوزي: مناقب ص 238، ابن سعد: الطبقات 3/265، الزبيري: نسب قريش ص 348.
5 ابن الجوزي: مناقب ص 238، ابن سعد: الطبقات 3/265، 266.
6 ابن الجوزي: مناقب ص 239، ابن سعد: الطبقات 3/266، الزبيري: نسب قريش ص 349.
7 في الأصل: (أسامة)، وهو تحريف.

(3/879)


وسمع عمر بذلك، فكتب إليه ليرسله إليه"1.
فصل
ومنهم: عبدالرحمن الأصغر، ذكره ابن الجوزي وأمه فكيهة أم ولد2.
ولم أجد له ذكراً في كتب أصحاب الحديث، فإنه لم يرو شيئاً من الحديث.
فصل
ومنهم: عاصم ذكره ابن الجوزي، أمه جميلة بنت عاصم بن أبي الأقلح3.
وكذلك ذكر أبو عبد الله بن سلامة4، 5.
ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكان من الحلماء، مات سنة سبعين6 له في الكتب حديثان7.
كان بينه وبين رجل خصومة في أرض، فقال له: "لقد هممت بكذا وكذا".
__________
1 محمّد بن سلامة: عيون المعارف ق 55 / أ.
2 ابن الجوزي: مناقب ص238، ابن سعد: الطبقات3/266، والزبيري: نسب قريش ص409، وابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص155، ابن قتيبة: المعارف ص188.
3 ابن الجوزي: مناقب ص 238، ابن سعد: الطبقات 3/265، الزبيري: نسب قريش ص349، ابن قتيبة: المعارف ص187، البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 408، ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 152.
4 في الأصل: (أسامة)، وهو تحريف.
5 محمّد بن سلامة: عيون المعارف ق 55 / أ.
6 خليفة: التاريخ ص 267، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/782، 783، الباجي: رجال البخاري 1133، المزي: تهذيب الكمال 13/524.
7 المزي: تهذيب الكمال 13/525، 526، الحديثان:
الأول: أخرجه البخاري: الصحيح، كتاب الصوم 2/691، رقم: 1853، مسلم: الصّحيح، كتاب الصيام 2/772، رقم: 1100.
والثاني: أخرجه مسلم: الصّحيح، كتاب الصلاة 1/289، رقم: 385.

(3/880)


فقال: "ولا أرى الأمر بلغ بك هذا، هي لك". فاستحيا الرجل1.
فصل
ومنهم: عبيد الله، ذكره ابن الجوزي2.
قتل يوم صفين مع معاوية، أمه كلثوم بنت جَرْوَل بن مالك بن المسيب بن ربيعة3.
وقال أبو عبد الله محمّد4 بن سلامة: "عبيد الله أمه مليكة"5. ولعلها هي أم كلثوم.
قال: "وكان عمر قد جلده في الشراب"6.
قال: "ويقال: إنه وثب على الهرمزان فقتله، وقتل معه رجلاً نصرانياً يعرف بجُفينة من أهل الحيرة، وكانا اتهما بإغراء أبي لؤلؤة بعمر، وقتل ابنة لأبي لؤلؤة طفلة ووداهم عثمان، وخرج عبيد الله إلى الكوفة، ثم لحق بمعاوية في خلافة عليّ رضي الله عنه"7.
__________
1 المزي: تهذيب الكمال 13/523، بنحوه.
2 ابن الجوزي: مناقب ص 238.
3 ابن سعد: الطبقات 3/265، الزبيري: نسب قريش ص 349، الطبري: التاريخ 5/36، ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 152.
4 في الأصل: (أسامة)، وهو تحريف.
5 محمّد بن سلامة: عيون المعارف ق 55 / أ-ب.
6 محمّد بن سلامة: عيون المعارف ق 55 / أ-ب.
7 لم أجده في نسخة عيون المعارف التي بين يدي، وأورده الزبيري: نسب قريش ص 355، ابن قتيبة: المعارف ص 187، البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 405.

(3/881)


فصل
ومنهم: عياض، ذكره ابن الجوزي1.
وأمه عاتكة بنت زيد بن عمرو2، لم أره في كتب أصحاب الحديث، فكأنه لم يرو شيئاً.
فصل
ومنهم: فاطمة. ذكرها ابن الجوزي3.
وأمها: أم حكيم بنت الحارث بن هشام4.
وذكر أبو عبد الله ابن سلامة: أن أمها أم كلثوم بنت عليّ5. وليس كذلك، ولم أرها في كتب أصحاب الحديث.
فصل
ومنهم: زيد الأصغر. ذكره ابن الجوزي6.
وأمه: أم كلثوم بنت جَرْوَل، ولعله مات صغيراً، أو لم يبلغ أن يذكر، فإنه قلّ من ذكره7.
__________
1 ابن الجوزي: مناقب ص 238.
2 ابن سعد: الطبقات 3/266، الزبيري: نسب قريش ص 349، ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 152.
3 ابن الجوزي: مناقب ص 238، ابن قتيبة: المعارف ص 185.
4 ابن سعد: الطبقات 3/266، الزبيري: نسب قريش ص 349، 350.
5 محمّد بن سلامة: عيون المعارف ق 55 / أ.
6 ابن الجوزي: مناقب ص 238.
7 ابن سعد: الطبقات 3/265، الزبيري: نسب قريش ص 349، ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 152.

(3/882)


فصل
ومنهم: رقية.
أمّها: أم كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب. وأمّها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم1. / [129 / ب].
فصل
ومنهم: زينب. ذكرها ابن الجوزي2.
وهي أصغر ولده. وأمّها فكيهة أم ولد3، لم أرها في كتب الحديث - أيضاً - فكأنها لم ترو شيئاً.
فصل
ومنهم: زيد الأكبر4 لا بقية له ذكر ابن الجوزي5.
وأمّه: أم كلثوم بنت عليّ، وكذلك أبو عبد الله بن سلامة67.
وذكر ابن قتيبة8: أن زيداً وأمه ماتا في يوم واحد، وأنه رمي بحجر
__________
1 ابن سعد: الطبقات 3/265، الزبيري: نسب قريش ص 349، ابن قتيبة: المعارف ص 185، ابن الجوزي: مناقب ص 238.
2 ابن الجوزي: مناقب ص 238.
3 ابن سعد: الطبقات 3/266، الزبيري: نسب قريش ص 349، ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 152.
4 في الأصل: (لأصغر)، وهو تحريف.
5 ابن الجوزي: مناقب ص 238.
6 في الأصل: (أسامة)، وهو تحريف.
7 محمّد بن سلامة: عيون المعارف ق 55 / أ، ابن سعد: الطبقات 3/265، الزبيري: نسب قريش ص 349، ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 152.
8 عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدّينوري، الكاتب صاحب التصانيف: غريب القرآن، المعارف، عيون الأخبار، وغيرها. توفي سنة ستّ وسبعين ومئتين. (تاريخ بغداد 10/170، سير أعلام النبلاء 13/297).

(3/883)


فمات، وصلى عليهما عبد الله بن عمر - رضي الله عنهمأجمعين1.
قال أبو عبد الله محمّد بن سلام: "ويقال إنه كان لعمر ولد اسمه: مُجَبَّر، فلعله أبو المُجَبَّر عبد الرحمن، ولعله غيره"2
فصل
من زوجاته: زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حُذافة بن جمح، أمّ عبد الله، وعبد الرحمن الأكبر، وحفصة، ذكرها ابن الجوزي وغيره، لم أر لها ذكراً في كتب المحدّثين3.
فصل
ومنهن: عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل. ذكرها ابن الجوزي. وهي أمّ عياض4.
وفي الموطّأ: عن يحيى بن سعيد: أن عاتكة ابنة زيد بن عمرو بن نُفَيْلٍ امرأة
__________
1 ابن قتيبة: المعارف ص 188، البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 409، ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 156، 157.
2 محمد بن سلامة: عيون المعارف ق 55 / ب، ابن سعد: الطبقات 3/266، والزبيري: نسب قريش ص 349، وابن قتيبة: المعارف ص 188.
3 ابن الجوزي: مناقب ص 238، ابن سعد: الطبقات 3/265، الزبيري: نسب قريش ص 348، ابن حجر: الإصابة 8/98.
4 ابن الجوزي: مناقب ص 238، ابن سعد: الطبقات 3/266، الزبيري: نسب قريش ص 349، ابن حجر: الإصابة 8/138.

(3/884)


عُمَر بن الخطاب كانت تُقَبِّلُ رأسَ عُمَر وهو صائم، فلا ينْهاها1.
فصل
ومنهن: فُكيهة، وكانت أم ولد له. ذكرها ابن الجوزي. وهي أم زينب، وعبد الرحمن الأصغر2، لم أرَ لها ذكراً في الكتب الستة، فكأنها لم ترو شيئاً.
فصل
ومنهن: أم حكيم بنت الحارث بن هشام، ذكرها ابن الجوزي. وهي أم فاطمة3. / [130 / أ].
فصل
ومنهن: لُهَيَّة أمّ ولدٍ له، ذكرها ابن الجوزي. وهي أمّ عبد الرحمن الأوسط4.
فصل
ومنهن: أم كلثوم بنت جَرْوَل5 بن مالك بن المسيب بن ربيعة بن اصْرَم.
__________
1 مالك: الموطّأ (رواية أبي مصعب الزهري) 1/305، وإسناده ضعيف لانقطاعه بين يحيى بن سعيد وعمر. وابن سعد: الطبقات 8/266.
2 ابن الجوزي: مناقب ص 238، ابن سعد: الطبقات 3/266.
3 ابن الجوزي: مناقب ص 238، ابن سعد: الطبقات 3/266، الزبيري: نسب قريش ص 349، 350، ابن حجر: الإصابة 8/225.
4 ابن الجوزي: مناقب ص 238، ابن سعد: الطبقات 3/266، الزبيري: نسب قريش ص 249، ابن حجر: الإصابة 8/180.
5 في الإصابة: (أم كلثوم بنت عمرو بن جرول).

(3/885)


ذكرها ابن الجوزي. وهي أم عبيد الله، زيد الأصغر1. وكان الإسلام فرق بين عمر وبين ابنة جرول2.
فصل
ومنهن: جميلة بنت عاصم بن أبي الأقْلَح، ذكرها ابن الجوزي. وهي أم عاصم3.
وعن بسر بن عبيد الله4 قال: "كانت تحت عمر امرأة تسمى: العاصية، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة، وكان يحبّها فكان إذا خرج إلى الصلاة مشت معه من فراشها إلى الباب فإذا أراد الخروج قبلته ثم مضى ورجعت إلى فراشها"5.
__________
1 ابن الجوزي: مناقب ص 238، ابن سعد: الطبقات 3/265، الزبيري: نسب قريش ص 349، ابن قتيبة: المعارف ص 184، ابن حجر: الإصابة 8/275.
2 البخاري: الصحيح، كتاب الشروط 2/978، رقم: 2581، بدون تسمية المرأة. ابن حجر: الإصابة 8/275، ابن الجوزي: مناقب ص 238.
3 ابن الجوزي: مناقب ص 238، ابن سعد: الطبقات 3/265، الزبيري: نسب قريش ص 349، ابن قتيبة: المعارف ص 184، 185، ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 152، ابن حجر: الإصابة 8/40.
4 الحضرمي.
5 ابن الجوزي: مناقب ص 240، وهو ضعيف لانقطاعه. وابن سعد: الطبقات 3/266، بنحوه عن نافع. ورجاله ثقات. إلا أنه مرسل. وأحمد: المسند 6/311، 312، رقم: 4682، ومسلم من طريقه الصحيح، كتاب الآداب 3/1686، رقم: 2139، عن نافع عن ابن عمر بلفظ: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية، وقال: "أنت جميلة". ومسلم: الصّحيح، كتاب الآداب3/1687، رقم: 2139، بلفظ آخر عن نافع عن ابن عمر: "أن ابنةً لعمر كانت يقال لها عاصية، فسماها رسول اللهصلى الله عليه وسلمجميلة.
قال أحمد شاكر: "وقد جزم ابن عبد البر: الاستيعاب، وتبعه ابن الأثير في أسد الغابة، وتبعهما الحافظ في الإصابة بأن هذه التي غير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها هي جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح. وأنه كان اسمها عاصية، وهي التي تزوجها عمر في سنة سبع، فولدت له عاصم بن عمر. لكن الثابت في صحيح مسلم أن التي غير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها هي جميلة بنت عمر. أولى بالصواب إن شاء الله. (تخريج أحمد شاكر لأحاديث المسند رقم: 4682).

(3/886)


فصل
ومنهن: أمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب، وأمّها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكرها ابن الجوزي، وغيره. وهي أمّ رقيّة وزيد الأكبر1 الذي لا بقية له2.
عن الزبير بن بكار قال: "خطب عمر رضي الله عنه أمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب فقال له عليّ: "إنها صغيرة"، فقال له عمر: "زوجنيها يا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصد أحد". فقال له عليّ: "أنا أبعثها إليك فإن رضيتها زوجتكها". فبعثها إليه ببرد، وقال لها: "قولي له هذا البرد الذي قلت لك". فقالت ذلك له، فقال: "قولي له قد رضيته رضي الله عنك". ووضع يده على ساقها فكشفها، فقالت له: "أتفعل هذا لولا أنك أمير المؤمنين لكسرتُ أنفك"، ثم خرجت، حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر، وقالت: بعثتني إلى شيخ سوءٍ، فقال: "مهلاً، يا بُنَيَّة، فإنه زوجك". فجاء عمر بن الخطاب إلى مجلس المهاجرين في الروضة، وكان يجلس فيه المهاجرون الأوّلون، فجلس إليهم، فقال لهم: "رفِّؤوني، رفِّؤوني"3، فقالوا: "بما ذا
__________
1 في الأصل: (الأصغر)، وهو تحريف.
2 ابن الجوزي: مناقب ص 238، ابن سعد: الطبقات 3/265، الزبيري: نسب قريش ص 349، ابن قتيبة: المعارف ص 185، ابن حجر: الإصابة 8/275.
3 الرِفَاءُ- بالمد- الالتئام والاتفاق، يقال: للمتزوج بالرِفَاء والبنين. (الصحاح 1/53).

(3/887)


يا أمير المؤمنين؟"، قال: "تزوجت أم كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل سبب ونسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري". وكان لي به السبب والنسب، فأردت أن أجمع إليه الصهر، فرفؤوه الصهر، فولدت له زيداً ورقية"1.
وعن محمّد بن عمر2 وغيره قالوا: "لما خطب عمر الخطاب إلى عليّ رضي الله عنه أم كلثوم، قال: "يا أمير المؤمنين إنها صبية"، قال: "إنك والله ما بك ذلك، ولكن قد علمنا ما بك"، فأمر بها عليّ فصنعت، ثم أمر ببرد فطواه ثم قال لها: "انطلقي بهذا3 إلى أمير المؤمنين، فقولي: "أرسلني أبي يقرؤك السلام، ويقول: "إن رضيت البُرد فأمسكه، وإن سخطته فردّه"، فلما أتت عمر، قال: "بارك الله فيكِ وفي أبيك قد رضينا"، قال: "فرجعت إلى أبيها، فقالت: "ما نشر/[130/ب]البرد، ولا نظر إلا إليَّ"، فزوجها إياه"4.
وفي "أحاديث"، أحمد بن مالك القطيعي5 عن المستظل بن
__________
1 ابن الجوزي: مناقب ص 239، وهو ضعيف لإعضاله، والزبيري: نسب قريش ص 349، تعليقاً. وبنحوه ابن سعد: الطبقات 8/463، وسعيد بن منصور: السنن 1/146، القطيعي: زوائده على فضائل الصحابة لأحمد 2/625، وفي إسناده الكديمي، وهو ضعيف. الحاكم: المستدرك 3/142، وقال: "صحيح الإسناد". وتعقبه الذهبي في تلخيصه بقوله: "منقطع". والبيهقي: السنن 1/64، كلهم من طريق جعفر بن محمّد عن أبيه منقطعاً.
2 الواقدي.
3 في الأصل (بها) وهو تحريف.
4 ابن سعد: الطبقات8/464عن الواقدي تعليقاً. وابن الجوزي: مناقب ص239، 240.
5 أبو بكر بن جعفر بن حمدان بن مالك البغدادي القطيعي، الحنبلي، راوي (مسند الإمام أحمد)، و(الزهد)، و(الفضائل) له. توفي سنة ثمان وستّين وثلاث مئة. (تاريخ بغداد 4/73، طبقات الحنابلة 2/6).

(3/888)


حصين1 أن عمر بن الخطّاب خطب إلى عليّ بن أبي طالب أم كلثوم فاعتل2 عليه بصغرها قال: "إني لم أرد الباه، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي، وكل ولد آدم فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم" 3.
وقال أبو عبد الله محمّد بن سلامة4 في كتاب (المعارف): "تزوج أم كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب، وأصدقها أربعين ألف درهم. وولدت له فاطمة وزيداً وماتت عنده"5.
وقال ابن قتيبة: "بقيت في نكاحه إلى أن قتل فتزوجها محمّد بن جعفر بن أبي طالب6 رضي الله عنه"7.
__________
1 البارقي روى عن عمر وعلي، روى عنه شبيب بن غرقدة. (الجرح والتّعديل8/429، الثّقات 5/462).
2 في الأصل: (فاعتال)، وهو تحريف.
3 القطيعي: زوائده على فضائل الصحابة لأحمد 2/626، وإسناده ضعيف لأجل محمّد بن يونس الكديمي، وهو ضعيف. (التقريب رقم: 9419)، وفيه بشر بن مهران، وهو ضعيف. قال ابن أبي حاتم: "ترك أبي حديثه، وأمرني أن لا أقرأ عليه حديثه". (الجرح والتعديل 2/379). وسماه بشيراً.
4 في الأصل: (أسامة)، وهو تحريف.
5 محمّد بن سلامة: عيون المعارف ق 55 / أ، وابن أبي شيبة: المصنف 3/190، عن عطاء الخرساني مرسلاً، وابن حجر: الإصابة 8/275، وعزاه لابن وهب، وفي إسناده عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف. (التقريب رقم: 3865).
6 الهاشمي، ولد بأرض الحبشة. قيل: إنه قتل بصفين. (الإصابة 6/52).
7 ابن قتيبة: المعارف ص 211.

(3/889)


فصل
ومهن: قريبة بنت أبي أمية1.
في "صحيح البخاري" قال عطاء2 عن ابن عباس: كانت قَرِيبَةُ بنتُ أبي أُمِيَّة عند عمر بن الخطّاب، فطلقها فتزوجها معاوية بن أبي سفيان"3.
وفيه قال الزهري: "وبلغنا أنه لما أنزل الله: أن يردّوا إلى المشركين ما أنفقوا على من هاجر من أزواجهم، وحكم على المسلمين أن لا يمسكوا بِعِصَمِ الكَوَافِر، أن عمر طلق امرأتين: قريبة بنت أبي أمية، وابنة جرول الخزاعي، فتزوج قريبة معاوية، وتزوج الأخرى أبو جهم"4، 5.
فصل
من ولد ولده سالم بن عبد الله أبو عمر، ويقال: أبو عبد الله العدوي، أحد الأئمة الفقهاء بالمدينة، كان عبد الله بن عمر أشبه ولد عمر به وكان
__________
1 المخزومية. (الإصابة 8/70).
2 عطاء بن أبي رباح القرشي، مولاهم، المكي، ثقة، فقيه، لكنه كثير الإرسال. من الثالثة. توفي سنة أربع عشرة ومئة. (التقريب ص 391).
3 البخاري: الصحيح، كتاب الطلاق 5/2024، رقم: 4982، قال الحافظ ابن حجر: "وقال عطاء عن ابن عباس؛ هو موصول بالإسناد المذكور أوّلاً عن ابن جريح". (فتح الباري 9/418).
4 في الأصل: (أبو جهل)، وهو تحريف. وهو أبو الجهم بن حذيفة العدوي، أسلم عام الفتح، توفي في خلافة ابن الزبير. (الإصابة 7/34).
5 البخاري: الصحيح، كتاب الشروط 2/980، رقم: 2582، تعليقاً، ووصله ابن مردويه كما في فتح الباري 5/351، وتغليق التعليق 3/413، 414، عن سعيد بن أبي مريم ثنا عبد الله بن عتبة عن عقيل، فذكره بتمامه، وقال فيه: قال الزهري: وبلغنا إلى آخره.

(3/890)


سالم أشبه ولد عبد الله به، كان يلبس الصوف، وكان يعالج العمل بيديه، كان فقهاء المدينة سبعة كان سالم أجلهم، كان يلبس الثوب بدرهمين1.
قال ميمون بن مهران: "دخلت على ابن عمر، فقومت كل شيء في بيته فما وجدته يساوي مائة درهم، ودخلت بعده على سالم فوجدته على حاله"2.
وكان ابن عمر يقبل سالماً، ويقول: "شيخٌ يُقبِّل شيخاً"3.
وكان يلام4 في حبه، وكان يقول:
يلومُونَنِي في سَالمٍ وأَلومُهُم ... وجِلْدَة بين العين والأنف سالم5
وأرفع الأسانيد على الصحيح سالم عن أبيه.
مات سنة ستّ ومئة6.
قال بعضهم: في ذي القعدة7.
وقال آخرون: في ذي الحجة8.
__________
1 انظر: ابن سعد: الطبقات 5/195، ابن قتيبة: المعارف ص 186، البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 403، الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/457، المزي: تهذيب الكمال 10/150.
2 ابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 7 / ق 14، الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/460، المزي: تهذيب الكمال 10/150.
3 وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 7 / ق 14 الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/460.
4 في الأصل: (يأدم)، وهو تحريف.
5 ابن سعد: الطبقات 5/196، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ 7 / ق 14، والذهبي: سير أعلام النبلاء 4/460، المزي: تهذيب الكمال 10/150، وابن قتيبة: المعارف ص 186.
6 الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/465، المزي: تهذيب الكمال 10/153.
7 الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/465، المزي: تهذيب الكمال 10/153.
8 ابن سعد: الطبقات 5/201، الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/465، المزي: تهذيب الكمال 10/153.

(3/891)


وقال خليفة: "سنة سبع"1. والأوّل أصحّ.
وأخباره تطول وليس هذا موضعها.
ومنهم: عبد الله بن عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن2.
روى عن أبيه وجماعة3.
ومنهم: حمزة بن عبد الله أبو عمارة العدوي، عن أبيه وجماعة. وكان أحد فقهاء المدينة4.
ومنهم: بلال بن عبد الله. روى عن أبيه وجماعة5.
ومنهم: زيد بن عبد الله. روى عن أبيه وجماعة6.
ومنهم: عبيد الله بن عبد الله أبو بكر العَدَويّ، عن أبيه وجماعة. وكان من الأعيان. وتوفي قبل سالم بقليل7.
ومنهم: عمر بن عبد الله. روى عن أبيه وجماعة8.
__________
1 خليفة: التاريخ ص 338.
2 ابن سعد: الطبقات 5/201، البخاري: التاريخ الكبير5/125، مسلم: الكنى1/513، الطبري: التاريخ 6/427، المزي: تهذيب الكمال 15/180، 181.
3 المزي: تهذيب الكمال 15/181.
4 ابن سعد: الطبقات5/203، البخاري: التاريخ الكبير3/47، المزي: تهذيب الكمال7/330.
5 ابن سعد: الطبقات 5/204، البخاري: التاريخ الكبير 2/107-، ابن حبان: الثقات 4/65، المزي: تهذيب الكمال 4/296.
6 ابن سعد: الطبقات 5/203، البخاري: التاريخ الكبير 3/399، ابن حبان: الثقات 4/246، المزي: تهذيب الكمال 10/83.
7 ابن سعد: الطبقات 5/202، خليفة: الطبقات ص 246، البخاري: التاريخ الكبير 5/387، ابن حبان: الثقات 5/63، المزي: تهذيب الكمال 19/77.
8 البخاري: التاريخ الكبير 6/167، ابن حبان: الثقات 5/146، المزي: تهذيب الكمال 21/416، 417، ابن حجر: التقريب ص 414.

(3/892)


ومنهم: حفص بن عاصم. روى عن أبيه وجماعة1.
ومنهم: عبيد الله بن عاصم. عن أبيه وجماعة2. - رضي الله عنهم أجمعين.
فصل
عن ابن عمر، قال: "كان عمر رضي الله عنه إذا نهى الناس عن شيء دخل على أهله، وقال: "إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا، وإن الناس ينظرون إليكم كما ينظر الطير إلى اللحم، فإن وقعتهم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وإني والله لا أُوتَى برجل وقع فيما نهيت الناس عنه إلاّ أضعفت له العذاب، لمكانه مني، فمن شاء منكم أن يتقدم، ومن شاء منكم فليتأخر"3. / [131 / أ].
__________
1 ابن سعد: الطبقات 9/155، خليفة: الطبقات ص 246، البخاري: التاريخ الكبير 2/359، ابن حبان: الثقات 4/152، المزي: تهذيب الكمال 7/17.
2 البخاري: التاريخ الكبير 5/392، البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 408، ابن حبان: الثقات 7/142.
3 ابن شبه: تاريخ المدينة 3/751، وإسناده حسن. وابن الجوزي: مناقب ص 240، والطبري: التاريخ 4/207، عن سالم مرسلاً. وبنحوه ابن سعد: الطبقات 3/289، وإسناده صحيح. والبلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص222.

(3/893)