مناقب الأسد
الغالب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومما رويناه من طرق
أولاده عنه رضي الله عنهم وعنه
وكرم وجهه فمن طريق أبي محمد الحسن وتوفي سنة خمسين من
الهجرة وكان أشبه الناس وجها بجده رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
69- أخبرنا ابن أبي عمر شيخنا قراءة عليه قال أخبرنا علي
بن أحمد المقدسي أخبرنا أبو علي البغدادي أخبرنا ابن
الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا ابن حمدان حدثنا عبد الله
بن أحمد حدثنا وهب بن بقية الواسطي حدثنا عمر بن يونس يعني
اليمامي عن عبد الله بن عمر اليمامي عن الحسن
(1/64)
بن زيد بن الحسن حدثني أبي عن أبيه عن علي
رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل
أبو بكر وعمر فقال يا علي هذان سيدا الناس لكهول أهل الجنة
وشبابها بعد النبيين والمرسلين.
حديث حسن غريب من هذا الوجه والحسن بن زيد هذا هو والد
السيدة نفسية رضي الله عنهما ذات الستر الرفيع والحجاب
المنيع المدفونة بقرافة مصر ومات الحسن هذا سنة ثمان وستين
ومئة وكان أمير المدينة روى عن أبيه وعكرمة صاحب ابن عباس
وروى عنه الإمام مالك وغيره وأبو زيد بن الحسن والحديث قد
أخرجه الترمذي من حديث أنس بن مالك ولفظه قال رسو الله صلى
الله عليه وسلم: أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من
الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين.
وإسناد رجال البخاري وقال الترمذي حسن غريب من هذا الوجه
ورواه ابن ماجه في سننه وابن حبان في صحيحه من حديث أبي
[جحيفة] رضي الله عنه.
وأما قوله سيدا شباب أهل الجنة فالمحفوظ أنه قال ذلك في
شأن الحسن والحسين رضي الله عنهما كما رواه الترمذي من
حديث أبي سعيد الخدري وقال حسن صحيح والجمع بينهما ظاهر
وسئل الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله عن معنى الحديثين
فقال توفي أبو بكر وعمر والحسن والحسين رضي الله عنهم وهم
شيوخ كلهم والمعنى أن الحسن والحسين
(1/65)
سيدا كل من مات كهلا وكل أهل الجنة يكون في
سن أبناء ثلاث وثلاثين سنة.
70- وأخبرنا محمد بن التقي شيخنا أبو الحسن السعدي أخبرنا
أبو علي الرصافي أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا الحسن بن
علي أخبرنا أبو بكر بن مالك قال حدثنا أبو عبد الرحمن بن
أحمد قال وحدثنا محمد بن سليمان لوين في سنة أربعين
ومائتين قال حدثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل عن كثير
النواء عن إبراهيم بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عن
أبيه عن جده قال قال علي رضي الله عنه قال النبي صلى الله
عليه وسلم يظهر في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون
الإسلام.
رواه الإمام أحمد في مسنده عن محمد بن جعفر الوركاني عن
يحيى بن المتوكل به ويحيى بن المتوكل أبو عقيل المدني
ضعفوه وكثير النواء شيعي وثقوه وإبراهيم بن الحسن سيد جليل
وابنه محمد بن إبراهيم هو المدفون شرقي واسط وقد رويناه من
حديث ابن عباس.
71- فأخبرنا الحسن بن أحمد شيخنا فيما قرئ عليه وشافهني به
أخبرنا علي بن أحمد كذلك عن محمد بن أبي زيد الكراني أنا
محمود بن إسماعيل الصيرفي أنا أحمد بن محمد بن فاذشاه أنا
أبو القاسم بن أحمد الحافظ ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أحمد
بن يونس عن أبي عمران بن زيد عن الحجاج بن تميم عن ميمون
بن مهران عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يكون في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام
فإذا رأيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون. وفي رواية: ينبذون.
(1/66)
رواه الطبراني في معجمه وكذا رواه الحارث بن أبي أسامة في
مسنده عن أحمد بن يونس به ورواه أبو يعلى الموصلي أيضا ومن
طريق ابنه أبي عبد الله الحسين الشهيد رضي الله عنه فمن
رويناه عنه من طريق حفيده زيد بن زين العابدين علي بن
الحسين الذي استشهد في صفر سنة إحدى وعشرين ومئة وكان قد
خرج وتابعه حلوما لكونه وحضر إليه طائفة كثيرة فقالوا له
تبرأ من أبي بكر وعمر حتى نبايعك فأبى فقالوا إذاً نرفضك
فمن ذلك الوقت سموا الرافضة وسميت شيعته الزيدية وهم جماعة
كثيرون ومنهم اليوم إمامهم بصنعاء اليمن وآخرون بكيلان
وقوم بالحجاز وهم يخالفون الشيعة في الأصول والفروع والله
أعلم.
72- أخبرنا محمد بن إبراهيم المقدسي أخبرنا علي بن أحمد
أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله
بن أحمد حدثني أبي حدثنا أبو عمر بن يعقوب المؤدب حدثنا
إبراهيم بن سعد عن عبد العزيز بن المطلب عن عبد الرحمن بن
الحارث عن زيد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من قتل دون ماله فهو شهيد.
هذا حديث صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه من حديث عبد
الله بن عمرو بن العاص وفي الباب عن أبي هريرة وسعيد بن
زيد وبريدة وابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم. |