الطبقات الكبرى
متمم الصحابة، الطبقة الخامسة 45- كثير بن السائب «1»
قال: عرضنا على رسول الله ص يوم بني قريظة «2» .
__________
التاريخ الكبير: 7/ 208. والجرح والتعديل: 7/ 152.
والثقات: 5/ 332.
وأسد الغابة: 4/ 458. وتهذيب الكمال: 3/ 1142. والميزان:
3/ 405.
وتهذيب التهذيب: 8/ 415. والإصابة: 5/ 570. والتقريب: 2/
132.
والخلاصة (ص: 319) .
__________
(1) اختلف في صحبته. فقال الحافظ في الإصابة: 5/ 570:،
ذكره ابن شاهين. وابن مندة. وأبو نعيم. في الصحابة.
وأخرجوا من طرق منها: عن حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن
أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن كثير ابن السائب
قال: عرضنا يوم قريظة فمن كان محتلما أو نبتت له عانة قتل
ومن لا. ترك. وهذا سند حسن. ووقع عند ابن مندة يوم حنين.
وخطأه أبو نعيم. وهو كما قال. قال الحافظ: وقد أخرج
النسائي الحديث من طريق أسد بن موسى عن حماد: فزاد في
السند بعد كثير بن السائب. حدثني أبناء قريظة ... فإن كان
أسد حفظه لم يدل على صحبة كثير. لكن حجاج أحفظ من أسد،.
قال: ويحتمل أن يكون أيضا ممن عرض ولكنه حفظ الحديث عن
قومه لصغره. اه. قلت: ذكره ابن حبان في ثقات التابعين: 5/
332. وقال: روى عن محمود ابن لبيد. وروى عنه عمارة بن
خزيمة وعروة بن الزبير. ومثله في التاريخ الكبير: 7/ 208.
وأما في الجرح والتعديل: 7/ 152 فقد أورد له ترجمتين وفرق
بينهما. وفي تهذيب الكمال: 3/ 1142 أورد ثلاث تراجم باسم
كثير بن السائب وقال: فالله أعلم هل الجميع عندهم لرجل
واحد أو لاثنين أو لثلاثة؟ وقال الذهبي في الميزان: 3/
405: تابعي حجازي تفرد عنه عمارة بن خزيمة. لا يتحقق من
ذا!!. وقال في التقريب: 2/ 132: كثير بن السائب المدني.
مقبول من الرابعة. ووهم من جعله صحابيا. وفرق ابن حبان في
الثقات بين الراوي عن أنس. والراوي عن محمود بن لبيد.
والذي يظهر أنهما واحد. وهو الذي روى عنه عمارة بن خزيمة.
وقد أخرج له النسائي. قلت: الراوي عن أنس كما في ثقات ابن
حبان: 5/ 332 هو كثير بن خنيس. وقد أشار محقق ثقات ابن
حبان إلى وقوع خطأ في بعض نسخ المخطوطة.
(2) أخرجه النسائي في سننه: 6/ 155 كتاب الطلاق. باب متى
يقع طلاق الصبي؟ من طريق أسد بن موسى عن حماد بن سلمة عن
أبي معمر الخطمي- هكذا قال. والذي: في مسند أحمد. وفي
التهذيب. والتقريب: أبو جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد عن
عمارة بن خزيمة عن كثير بن السائب قال: حدثني ابنا قريظة.
أنهم عرضوا على رسول الله ص يوم قريظة- وقال الحافظ في
الإصابة: 5/ 570 إسناده حسن. وأخرجه أحمد في المسند: 4/
341 حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن
محمد بن كعب القرظي عن كثير بن السائب قال: حدثني أبناء
قريظة أنهم عرضوا على رسول الله. وهذا إسناد حسن. وفيه
فائدة وهي رواية محمد بن كعب القرظي عن كثير بن السائب هذا
الحديث فلم يتفرد عمارة بن خزيمة بن ثابت برواية الحديث
عنه كما قال الذهبي.
(2/270)
46- عبد الله بن صياد
وهو ابن صائد «1» . وكان أبوه من اليهود. لا يدرى ممن «2»
هو.
وعبد الله الذي ولد على عهد رسول الله ص. وهو أعور مختون
«3» .
__________
تاريخ المدينة لابن شبة: 2/ 401. وجامع الأصول: 10/ 362-
375.
وأسد الغابة: 3/ 282. وشرح النووي لصحيح مسلم: 18/ 46- 58.
وتجريد أسماء الصحابة: 1/ 319. والنهاية في الفتن
والملاحم: 1/ 157.
والإصابة: 5/ 192. وفتح الباري شرح صحيح البخاري: 3/ 218 و
6/ 172 و 13/ 91 و 324- وقد ترجمه من العلماء السابقين.
كما قال ابن حجر في الإصابة: ابن شاهين. والباوردي. وابن
السكن. وأبو موسى في الذيل. وانظر بحثا مستوفى عنه في:
أشراط الساعة. (ق: 263 وما بعدها) رسالة ماجستير من قسم
العقيدة. كلية الشريعة والدراسات الإسلامية. جامعة أم
القرى عام 1403 هـ. مقدمة من الباحث يوسف بن عبد الله
الوابل.
__________
(1) قال النووي في شرح صحيح مسلم: 18/ 46 يقال له: ابن
صياد وابن صائد. وسمي بهما في هذه الأحاديث. وقد ورد أن
اسمه، صافي، كما في حديث عبد الله ابن عمر في الصحيحين:
انطلق رسول الله وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد
... قال الحافظ: هذا اسمه الأول. وتسمى عبد الله لما أسلم
(الفتح: 6/ 174) .
(2) أي من أي قبيلة من قبائل اليهود. كما قال ابن شاهين.
انظر الإصابة: 5/ 192.
(3) ورد ذلك في مسند أحمد (الفتح الرباني: 24/ 61) وفيه
علي بن زيد بن جدعان. وهو ضعيف. قال البيهقي: تفرد به علي
بن زيد بن جدعان. وهو ليس بالقوي (انظر فتح الباري: 13/
326) . وأخرج أحمد من حديث جابر قال: إن امرأة من اليهود
بالمدينة ولدت غلاما ممسوحة عينه ... قال الهيثمي في مجمع
الزوائد: 8/ 4: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وانظر الفتح
الرباني: 24/ 65.
(2/272)
فذكر ذلك لرسول الله ص. فأتاه وهو صبي.
فسأله عن ما خبى له؟
فأجابه «1» . فقيل: هو الدجال «2» . وفيه أحاديث كثيرة.
وقد أسلم. وولد له. وغزا مع المسلمين. وكان يقول: يقولون
إني الدجال. والدجال كافر.
__________
(1) ورد ذلك في أحاديث صحيحة في البخاري ومسلم. (انظر صحيح
البخاري. كتاب الجنائز. باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلي
عليه؟ فتح الباري: 3/ 218) وصحيح مسلم. كتاب الفتن. باب
ذكر ابن صياد (شرح النووي على صحيح مسلم: 18/ 46) . والذي
خبأه له هو الآية التي في سورة الدخان «يوم تأتي السماء
بدخان مبين» [آية: 10] . فقال ابن صياد:، الدخ،. فلم يأت
باللفظ كاملا. وذلك على طريقة الكهان الذين يحفظون من
إلقاء شياطينهم ما يحفظونه مختلطا صدقه بكذبه.
(2) ابن صياد كما يتبين من الأحاديث الصحيحة. دجال من
الدجاجلة. ولكن هل هو الدجال الأكبر؟ قال النووي في شرح
مسلم: 18/ 46 قال العلماء: وقصته مشكلة وأمره مشتبه. هل هو
المسيح الدجال المشهور أم غيره؟ ولا شك في أنه دجال من
الدجاجلة. وظاهر الأحاديث أن النبي ص لم يوح إليه بأنه
المسيح الدجال ولا غيره ... ثم نقل عن البيهقي أنه قال:
اختلف الناس في أمر ابن صياد اختلافا كثيرا. هل هو الدجال؟
قال ومن ذهب إلى أنه غيره. احتج بحديث تميم الداري في قصة
الجساسة. الذي رواه مسلم (شرح النووي على صحيح مسلم: 18/
79) ثم قال: ويجوز أن توافق صفة ابن صياد صفة الدجال.
واختار البيهقي أنه غيره. ثم قال النووي: وقد صح عن عمر
وابن عمر وجابر: أنه هو الدجال. وقال ابن كثير في النهاية
في الفتن والملاحم: 1/ 104: الأحاديث الواردة في ابن صياد
كثيرة. وفي بعضها التوقف في أمره هل هو لدجال أم لا؟ فالله
أعلم. ويحتمل أن يكون هذا قبل أن يوحى إلى رسول الله ص في
شأن الدجال وتعيينه. وحديث تميم الداري في ذلك فاصل في هذا
المقام. وانظر مزيدا من الأقوال في فتح الباري: 13/ 325-
329. ورسالة أشراط الساعة للشيخ يوسف بن عبد الله الوابل
(ق: 269- 286) .
(2/273)
وأنا مؤمن بالله ورسوله. والدجال لا يولد
له وقد ولد لي «1» .
وكان من ولده «2» عمارة بن «3» عبد الله بن صياد. من خيار
المسلمين.
وكان من أصحاب سعيد بن المسيب. ولقيه مالك بن أنس. وروى
عنه.
وكانوا يقولون: نحن من بني شيهب بن النجار. فدفعتهم بنو
النجار عن ذلك. وحلف منهم تسعة وأربعون رجلا ورجل من بني
ساعدة. على منبر رسول الله ص ما هم منهم. فطرحوا منهم.
فقالوا: نحن حلفاء بني مالك ابن النجار. فهم فيهم اليوم
على هذا «4» .
714- قال: أخبرنا هوذة بن خليفة. قال: حدثنا عوف. عن محمد
ابن سيرين. قال: ما علمت أنه أسلم من يهود غير عبد الله بن
سلام.
وعبد الله بن صياد. وغير غلام. لم يعرف محمد بن عمر «5»
اسمه.
__________
714- إسناده حسن.
- هوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة
الثقفي. صدوق تقدم في (286) .
- عوف بن أبي جميلة الأعرابي العبدي. ثقة رمي بالقدر
والتشيع. تقدم في (286) .
تخريجه:
لم أقف عليه عند غير المصنف. ولكن ذكر ابن إسحاق في
السيرة: 1/ 557 أنه قد أسلم من اليهود. بالإضافة إلى ابن
سلام. ثعلبة بن سعية. وأسيد بن سعية. وأسد بن عبيد. فقال
اليهود: ما آمن إلا شرارنا. فأنزل الله «ليسوا سواء من أهل
الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون»
[آل عمران: 113] . وأخرج ذلك ابن جرير في تفسيره (7/ 120 و
121 ط شاكر) من طريق ابن إسحاق. ومن طريق ابن جريج. وقد
ترجم ابن حجر في الإصابة لثعلبة بن سعية: 1/ 404. وأسد ابن
سعية: 1/ 52. وأسيد بن عبيد: 1/ 52. وأسد بن كعب: 1/ 53.
وأسيد بن كعب: 1/ 84. مما يدل على أنه أسلم من اليهود عدد
غير هؤلاء. وأن قول ابن سيرين هنا هو بحسب اطلاعه.
__________
(1) أخرجه مسلم في صحيحه. كتاب الفتن حديث رقم (2927) من
حديث أبي سعيد الخدري. وأخرجه الترمذي. كتاب الفتن حديث
رقم (2246) .
(2) في الأصل، ولد،. وهو خطأ.
(3) ترجمه ابن سعد في الطبقة الرابعة من تابعي أهل
المدينة. وذكر أنه توفي في خلافة مروان بن محمد. وقال:
وكان ثقة قليل الحديث (طبقات ابن سعد القسم المتمم: ص 302)
، وله ترجمة في الجرح والتعديل: 6/ 367. وتهذيب التهذيب:
7/ 418.
(4) انظر طبقات ابن سعد (القسم المتمم ص: 302) ، وفيه: نحن
بنو أشيهب ابن النجار بزيادة ألف.
(5) محمد بن عمر هو الواقدي. وهو من الشيوخ الذين أكثر
المصنف الرواية عنهم. وله كتاب في الطبقات.
(2/274)
قال عوف: بلغني أنه البراء أو ابن البراء.
715- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا حماد بن سلمة.
عن علي بن زيد. عن محمد بن كعب القرظي. قال: كنا بالأهواز.
فقيل:
مات ابن صائد. فأخرج بنوه بنعش لا يدرى ما فيه.
__________
715- إسناده ضعيف.
- علي بن زيد بن جدعان. ضعيف. تقدم في (68) .
- محمد بن كعب القرظي المدني. ثقة عالم. تقدم في (27) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف. ولكن ذكر الخطابي في معالم
السنن (6/ 183) : وقد اختلفت الروايات في أمره. وما كان من
شأنه بعد كبره.
فروي: أنه قد تاب عن ذلك القول. ثم إنه مات بالمدينة.
وأنهم لما أرادوا الصلاة عليه كشفوا عن وجهه حتى رآه
الناس. وقيل: اشهدوا.
وأخرج أبو داود في سننه حديث رقم (4332) من حديث عبيد الله
بن موسى حدثنا شيبان عن الأعمش عن سالم عن جابر قال: فقدنا
ابن صياد يوم الحرة.
وهذا إسناد صحيح كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح: 13/
328. ثم قال:
وهذا يضعف ما تقدم أنه مات بالمدينة وصلوا عليه وكشفوا عن
وجهه. ا- هـ.
لكن تشكل رواية أخرى عند أبي داود (حديث رقم 4328) من طريق
الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي سلمة عن عبد الرحمن عن
جابر ... قال:
شهد جابر أنه (أي الدجال) ابن صياد.
قلت: فإنه قد مات. قال: وإن مات. قلت: فإنه أسلم. قال: وإن
أسلم. قلت: فإنه قد دخل المدينة. قال: وإن دخل المدينة غير
أن الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري مختلف في توثيقه.
ولخص الحافظ أقوال النقاد فيه بقوله:
صدوق يهم. ورمي بالتشيع. كما في التقريب: 2/ 333. فهو
يحتاج إلى متابع ليبلغ درجة الحسن. وقول الخطابي السابق:
إنه مات بالمدينة. لم يبين مستنده.
بل رواه بصيغة التضعيف. ولم أقف عليه مسندا. ولكن رواية
أبي داود عن الوليد ابن جميع تقوي حديث ابن جدعان عند
المصنف. ويبقى الأمر بين خبر صحيح.
وخبر حسن. فيحتاج الأمر إلى الجمع بين الخبرين. فإن تعذر
فالترجيح.
(2/275)
آخر الطبقة الخامسة وهي آخر طبقات أصحاب
رسول الله ص تتلوها طبقات «1» التابعين.
آخر نسخة المحمودية والسماعات المثبتة عليها «2» .
الحمد لله رب العالمين. وصلواته على سيد المرسلين. محمد
نبيه وآله أجمعين.
هذا الجزء من أصل أبي عمر بن حيويه. القديم. الذي عارضه
بأصل أبي الحسن بن الخشاب. ورأيت في أوله بخطه: قرئ على
أبي الحسن أحمد بن معروف. وهو يسمع. وأنا أسمع. وأقر به
بمنزلة قطيعة خزيمة. يوم الخميس بالغداة. وقال: حدثنا
الحسين بن فهم الفقيه. قال: حدثنا محمد بن سعد.
وفي آخره بخطه بلغت. والجميع من أوله إلى هنا. قراءة على
ابن معروف وهو يسمع. وأنا أسمع. وأصلح في كتابي هذا. وقال
في كل حديث: حدثنا الحسين بن فهم الفقيه. قال: حدثنا محمد
بن سعد. ولله الحمد.
سمع جميع هذا المجلد على عبد الله بن دهبل بن علي بن كارة.
بحق سماعه من القاضي أبي بكر. عن الجوهري أبو الحزم مكي بن
عثمان بن إبراهيم العنبري البصري. وأحمد بن مكي بن حمدون
الطيبي. وأبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن أبي بكر
الإسكافي. بقراءة محمد بن أبي بكر بن أبي السعادات بن
الدباس.
وصح ذلك في العشر الأخيرة من ربيع الأول سنة تسع وتسعين
وخمسمائة بالريحانيين بمسجد ابن جردة.
نقله مختصرا من خط القارئ أحمد بن الكسار. من النسخة التي
بخط ابن حيويه. والحمد لله. وصلى على عباده الذين اصطفى.
__________
(1) في الأصل:، طبقة، والمثبت من المحمودية.
(2/277)
|