الكتاب: سيرة ابن إسحاق (كتاب السير والمغازي)
المؤلف: محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني (المتوفى: 151هـ)
تحقيق: سهيل زكار
الناشر: دار الفكر - بيروت
الطبعة: الأولى 1398هـ /1978م
عدد الأجزاء: 1
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
 


عن المؤلف:

ابن إسحاق (000 - 151 هـ = 000 - 768 م)

محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني: من أقدم مؤرخي العرب ، من أهل المدينة.
له (السيرة النبوية - ط) هذبها ابن هشام.
ومن الأصل أجزاء مخطوطة كتبت سنة 506 هـ، في خزانة القرويين بفاس و (كتاب الخلفاء) و (كتاب المبدأ).
وكان قدريا، ومن حفاظ الحديث.
زار الإسكندرية سنة 119 هـ ، وسكن بغداد فمات فيها، ودفن بمقبرة الخيزران أم الرشيد.
وكان جده يسار من سبي عين التمر.

نقلا عن : الأعلام للزركلي
 


عن الكتاب:

[السيرة النبوية - محمد بن اسحاق]

ألف ابن إسحاق سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تشمل حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وشيئاً من أخبار الجاهلية، ثم سيرته صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، ثم في حياته في المدينة، ومغازيه، وبعوثه، حتى وفاته صلى الله عليه وسلم.
أما طريقته في الترتيب والتأليف فلا نكاد نتبينها كاملة لأن كتبه لم تصل إلينا إلا من خلال بعض النقول التي وجدت في مؤلفات العلماء الذين جاؤوا بعده، وأقربها هو تهذيب السيرة، الذي قام به عبد الملك بن هشام.
وقد أبان ابن هشام عن منهجه في الاختصار فقال: (وأنا إن شاء الله مبتدئ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بن إبراهيم، ومن ولَد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولده وأولادهم لأصلابهم الأول فالأول من إسماعيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يعرض من حديثهم، وتارك ذكر غيرهم من ولد إسماعيل على هذه الجهة للاختصار، إلى حديث سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نزل فيه من القرآن شيء، وليس سبباً لشيء من هذا الكتاب، ولا تفسيراً له ولا شاهداً عليه) ، وعلل صنيعه هذا بأنه لأجل الاختصار. ثم ترك بعض الأشياء انتقاداً لابن إسحاق فقال: (وأشعاراً ذكرها لم أر أحداً من أهل العلم بالشعر يعرفها، وأشياء بعضها يشنع الحديث به، وبعض يسوء بعض الناس ذكره، وبعض لم يقر لنا البكائي - شيخ ابن هشام وأحد رواة السيرة عن ابن إسحاق - بروايته)
وقد حافظ ابن هشام فيما يبدو على نص ابن إسحاق، وذلك أنه يقدم له بقوله: قال ابن إسحاق، ثم يورد نص كلام ابن إسحاق. وإذا عقب عليه فإنه يفصل ذلك بقوله: قال ابن هشام. وإذا كان لديه رواية تخالف قول ابن إسحاق فإنه يسوقها بسنده هو. وغالب إضافاته هي في تصحيح الأنساب، أو شرح بعض الجمل والاستشهاد لذلك بالشعر.
ومنهج ابن إسحاق يقوم على إيراد الأخبار بالأسانيد التي وصلت إليه، وبعضها موصول وبعضها منقطع أو معضل، في حين أن بعض الأخبار يوردها بدون إسناد.
وهو قد يعتمد في معلوماته على مجهولين فيقول: (حدثني بعض أهل العلم) ، أو (حدثني بعض بني فلان) ، أو (حدثني بعض أهل مكة) ، أو (حدثني من لا أتهم) أو (زعم رجال من بني فلان)
والملاحظ أنه إذا شك في صحة الرواية عبر عن ذلك بقوله: (فيما يذكرون) ، أو (فيما يزعمون)
وإذا أورد أكثر من رواية ولم يستطع الترجيح ختم كلامه بقوله: (فالله أعلم أي ذلك كان)
كما أنه يجمع الروايات أحياناً مع بعضها دون تمييز لها، ويقدم بذكر الأسانيد مجموعة، ويسوق ملخصها.
ويستشهد بالآيات القرآنية، ويذكر أسباب النزول، ويشرح بعض المعاني في الآيات، وأحياناً يقدم بين يدي الروايات بتمهيد من عنده يلخص فيه الخبر، أو يبين سبب الحادثة التاريخية ونتيجتها.
وبهذا المنهج يحاول ابن إسحاق أن يجمع بين منهج المحدثين القائم على الأسانيد ومنهج الأخباريين المتحررين من الالتزام بالأسانيد، ولعل هذا من أسباب القبول الذي لقيته سيرته لدى العامة والعلماء.
إلا أن دمجه للروايات وجمع الأسانيد وسياقها مساقاً واحداً دون تمييز ألفاظ الرواة لقي نقداً من نقاد الحديث، لأنه يجمع بين رواية الثقة وغير الثقة ويسوقها مساقاً واحداً، دون أن يميز بين الحروف وألفاظ الرواة، فيختلط قول الثقة مع غيره.
وقد تفرد ابن إسحاق بزيادات منها الصحيح ومنها الضعيف، كما أن له شذوذات خالف بها الصحيح مثل ما أورده من أن القراء الذين قتلوا في بئر معونة أربعون رجلاً، والذي في صحيح البخاري أن عددهم سبعون. ومثل قوله: إن أصحاب الحديبيبة سبعمائة، والذي في الصحيحين أنهم ألف وأربعمائة.
وعلى كل حال فابن إسحاق يعتبر رائداً للكتابة في السيرة، وصاحب مدرسة لها منهجها المستقل عن مدرسة علماء الحديث، وقد سهل للناس دراسة السيرة وتنظيمها في نمط قصصي متسلسل، ولذا وصفه العلماء بأنه إمام في المغازي والسير.

وجاء في موقع الوراق، ما يلي:
أصل الأصول فيما كتب حول السيرة النبوية الشريفة. لا يزال في عداد الكتب المفقودة، سوى ما وصلنا من رواية ابن بكير الشيباني كما سيأتي. ثم ما وصلنا عن طريق تهذيب ابن هشام لهابرواية البكائي: (زياد بن عبد الله المتوفى سنة 183هـ) . وما وصلنا عن طريق الطبري في روايته عن سلمة بن الفضل (ت191هـ) وماوصلنا عن طريق خليفة بن خياط في تاريخه بروايته عن بكر بن سليمان. وكان ابن إسحق (ت 151هـ) قد جمعها بأمر الخليفة المنصور ليقرأها ولده المهدي، فذكر فيها أخبار الخليقة منذ آدم (ع) حتى وفاة النبي (ص) . وسماها (كتاب المبتدأ والمبعث والمغازي) وسلم مسودتها إلى تلميذه سلمة بن الفضل، ومن هنا فإن الناس يفضلون رواية سلمة للسيرة. طبع الأجزاء المتبقية منها لأول مرة بتحقيق وتعليق محمد حميد الله، الرباط: معهد الدراسات للأبحاث والتعريب، 1976. ثم بتحقيق د. سهيل زكار ص 151 ـ الطبعة الأولى 1398هـ /1978م ـ دار الفكر بيروت] . وتبدأ برحلة أبي طالب إلى الشام واصطحابه للرسول، وهو بداية الجزء الثاني، وتنتهي المخطوطة بالجزء الخامس، الذي يبدأ بوفاة خديجة (ر) ويبلغ عدد صفحات الأجزاء الأربعة (167) صفحة. ويقع كل جزء في حدود (40) صفحة. قال القفطي: (وهذه السيرة التي يرويها ابن هشام عن ابن إسحق، قد هذب منها أماكن، مرة بالزيادة، ومرة بالنقصان، وصارت لا تعرف إلا بسيرة ابن هشام) وقد أسقط ابن هشام منها ما كان قبل إسماعيل (ع) وما لا يخص آباء النبي (ص) من أخبار أبناء إسماعيل، وما ليس لرسول الله (ص) فيه ذكر، ولا نزل به قرآن، وترك أشعاراً ذكرها ابن إسحق، لم ير أحداً من أهل العلم بالشعر يعرفها، وأشياء: بعضها يشنع الحديث به، وبعض يسوء الناس ذكره، وبعض لم يقر له البكائي بروايته، والبكائي: هو شيخ ابن هشام الذي يروي عنه سيرة ابن إسحق. وقد وصلتنا أقسام من سيرة ابن إسحق برواية يونس بن بكير (ت199هـ) منها قطعة في (300) صفحة في القرويين بفاس، وأخرى في الظاهرية بدمشق (انظر سوزكين تاريخ التراث م1 ج2 ص89) وله زيادات على السيرة كما نبه الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 242) ويظهر أن رواية ابن بكير من أقدم الروايات، وفيما وصلنا منها مخالفات لرواية البكائي، أحصاها د. أكرم ضياء العمري في (ج1 ص59) من كتابه (السيرة النبوية الصحيحة) . ولسيرة ابن إسحق رواة، غير البكائي وابن بكير، وبكر بن سليمان وسلمة بن الفضل، أوصلها مطاع الطرابيشي إلى (61) راوياً في كتابه (رواة المغازي والسير) قال الطناحي في موجزه: ومن أهم روايات سيرة ابن إسحاق أيضاً، رواية أبي بكر يونس بن بكير بن واصل الشيباني (199هـ) ، وقد رأيت من هذه الرواية قطعة تقع في سبع وسبعين ورقة، تشتمل على الأجزاء: الثاني والثالث والرابع والخامس (تجزئة قديمة) ، وتاريخ نسخ الجزء الثاني سنة (506هـ) . وهذه القطعة من محفوظات خزانة جامعة القرويين بفاس، وقد صورتها لمعهد المخطوطات بالقاهرة، في رحلتي إلى المغرب الأقصى عام (1395هـ) . . وقال ابن النديم في صدد حديثه عن ابن إسحق: (كان تعمل له الأشعار، ويؤتى بها، ويسأل أن يدخلها في السيرة فيفعل، فضمن كتابه من الأشعار ما صار فضيحة عند رواة الشعر) الفهرست 136. ونوه ابن سلام إلى ذلك في (طبقات الشعراء) وذكر أنه بلغ في رواية الشعر إلى عاد وثمود، ثم قال: (أفلا يرجع إلى نفسه فيقول: من حمل هذا الشعر، ومن أداه منذ آلاف السنين?) وقد أثبت ابن هشام بعض هذا الشعر وتعقبه بالإنكار، كقصيدة أبي بكر وسعد بن أبي وقاص، وحمزة، وأبي جهل. وللعلماء مؤاخذات وتنبيهات كثيرة على سيرة ابن إسحق، منها ما ذكره من أن أصحاب الرجيع ستة نفر، وهم في البخاري عشرة، وأن أصحاب بئر معونة أربعون رجلاً، وهم في البخاري سبعون، وما ذكره من مؤاخاة النبي (ص) لعلي (ر) فقد أنكر ذلك ابن كثير في (البداية 3 / 227) كما أنكر ما ذكره من مؤاخاة جعفر ومعاذ، قال: (وكان جعفر في الحبشة زمن وقوع المؤاخاة) . وانظر في (الوراق) ما حكاه حاجي خليفة في (كشف الظنون) في تسمية ما وضع على سيرة ابن إسحق من الكتب عند قوله: أول من صنف فيه الإمام المعروف بمحمد بن إسحاق رئيس أهل المغازي المتوفى سنة 151 هـ وما حكاه السخاوي في (الضوء اللامع) في ترجمة الشهاب الأبشيطي (ت835هـ) قال: (ولهج بالسيرة البنوية فكتب منها كثيراً إلى أن شرع في جمع كتاب حافل فيها كتب منه نحو ثلاثين سفراً يحتوي على سيرة ابن إسحاق مع ما كتبه السهيلي وغيره عليها وما اشتملت عليه البداية للعماد بن كثير وعلى ما احتوت عليه المغازي للواقدي..إلخ) . ومن أهم ما كتب حوله (دراسة في سيرة النبي (ص) ومؤلفها ابن إسحق) عبد العزيز الدوري (بغداد: 1965م) .

[ فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ]