الإملاء المختصر في شرح غريب السير

تفسير غريب بيتي طالب بن أبي طالب
(قوله) : في حرب داحس، داحس اسم فرس مشهور وكانت حرب بسببه، والشعب الطريق بين جبلين، السرب بفتح السين، المال الراعي، والسرب بكسر السين، النفس، ويقال القوم، ومنه اصبح آمناً في سربه في نفسه، وقيل في قومه.

(1/22)


تفسير غريب أبيات أبي الصلت
(قوله) : ما يماري، أي ما يشك والمرية الشك، (وقوله) : بمهاة شعاعها منشور، يعني الشمس، والمهاة من أسمائها، والمغمس موضع، والجران باطن حلق البعير فاستعاره هنا للفيل، وفي كتاب العين: الجران الصدر، وقطر أي رمي به على جانبه، والقطر الجانب، وكبكب اسم جبل، وملاويث أشداء، وابذعروا تفرقوا، (وقوله) : بور أي هالك، من البوار، وهو الهلاك.

تفسير غريب أبيات الفرزدق
(قوله) : رمى الله في جثمانه، الجثمان الجسم، والقبلة البيضاء يعني الكعبة، والهباء ما يظهر في شعاع الشمس إذا دخلت من موضع ضيق، والمطرخم الممتلى كبراً وغضباً، وفي شعر قيس الرقيات، وهو فل، والفل الجيش المنهزم، والقنقل المكيال، و (قوله) : لأورط جيشاً، أي انشبهم في شر والورطة الانتشاب في شر والمرازبة

(1/23)


وزراء الفرس واحدهم مرزبان، (وقوله) : لاثوا به، أي اجتمعوا حوله.

تفسير غريب أبيات سيف بن ذي يزن
(قوله) : قد التأما، أي قد اصطلحا واتفقا، والخطب الأمر العظيم، وفقم عظم، ويروى فقم بكسر القاف والصواب فتحها، والقيل الملك، والكثيب كدس الرمل، والمشعشع الشراب الممزوج بالماء، ويفي يغنم، والنعم الإبل.

تفسير غريب أبيات أبي الصلت
(قوله) : ليطلب الوتر أمثال، الوتر طلب الثأر، وريم في البحر، أي أقام، ويمم قصد، وقيصر ملك الروم، وانتحى اعتمد وقصد، وكسرى ملك الفرس يقال بفتح الكاف وكسرها، والكسر أفصح، وأوغلت إيغالاً، أي أبعدت إبعاداً، وبنو الأحرار يعني الفرس، القلقال التحرك والسرعة، وغلباً شداداً، والأساورة رماة الفرس، والمرازبة وزراء الفرس، وتربب وتربت بالباء والتاء في معنى واحد بمعنى التربية،

(1/24)


والغيضات جمع غيضة وهي الشجر المتلف، والأشبال أولاد السود فاستعارها لهم، وشدف عظام الأشخاص يعني به القسي، ومن رواه عن عتل، فالعتل القسي الفارسية، وغبط جمع غبيط وهي عيدان الهودج واداته، والزمخر القصب اليابس يعني قصب النشاب، وفلال منهزمون وغمدان بلد، وشالت نعامتهم، أي هلكوا، يقال: شالت نعامة الرجل إذا مات، والإسبال إرخاء الثوب، وهنا يريد به الخيلاء والإعجاب، وقعبان تثنية قعب وهو قدح يحلب فيه، وشيبا مزجا.

تفسير غريب أبيات عدي بن زيد
(قوله) : ما بعد صنعاء، صنعاء بلد باليمن، و (قوله) : ولاة ملك، يريد الذين يدبرون أمر الناس ويصلحونه، وجزل كثير، والقزع السحاب المتفرق، والمزن السحاب، والمحارب الغرف المرتفعة، والعراء ما يستر الشيء عنك، وغواربها أعاليها، والنهام الذكر من اليوم وهو طائر يصيح بالليل، والقاصب صاحب الزمارة، وفوزت قطعت المفازة

(1/25)


وهي القفر، وتوالبها جمع تولب والتولب ولد الحمار، فجعله هنا للبغال، والأقوال هنا الملوك، والمنقل الطريق المختصرة، والمنقل أيضاً الأرض التي يكثر فيها النقل وهي الحجارة، والكتائب العساكر واحدها كتيبة، والإمة بكسر الهمزة النعمة، والفيج الذي يسير للسلطان بالكتب على رجليه، والزرافة الجماعة من الناس، والزرافة أيضاً حيوان معروف، وخون خائنة، وجم كثير، وبنو تبع، ملوك اليمن في القديم، ونخاورة كرام، وقيل ملوك، (وقول) : خالد بن حق في شعره: كما اقتسم اللحام، اللحام جمع لحم، وتمخضت المنون، أي حملت لتلد كما تفعل الماخض من إناث الحيوان، وأنى بالنون أي حان، يقال أنى الشيء وأني وآن ثلاث لغات بمعنى واحد في معنى حان (وقول) الأعشى في بيته ما نظرت ذات أشفار، يعني زرقاء اليمامة، وكانت العرب تزعم أنها كانت ترى الأشخاص عن مسيرة ثلاثة أيام في الصحراء، وخبرها مشهور، وفيها يقول النابغة:

أحكمْ كحكم فتاة الحيَّ إذ نظرت،

(1/26)


(الأبيات)

تفسير غريب أبيات عدي بن زيد أيضاً
(قوله) : وإذا دجلة تجبى إليه والخابور، دجلة والخابور نهران مشهوران، وشاده بناه وأعلاه، والمرمر الرخام، والكلس ما طلي به الحائط من جص وجيار، وكان الأصعمي يقول: الصواب وخلله بالخاء المعجمة لن بناء الحجارة لا يلبس وغنما يخلل بالجص بين حجر وحجر، وذراه أعاليه، والوكور جمع وكر، وهو عش الطائر، والآس الريحان، وقرون رأسها يعني ذوائب شعرها، (وقول) الأعشى: تضرب فيه القدم، القدم جمع قدوم وهي الآلة التي يقطع بها النجار، وأناب إليه أي رجع إليه.

تفسير غريب أبيات عدي بن زيد أيضاً
(قوله) : صابت عليه داهية، أي سقطت ونزلت، يقال صاب المطر يصوب إذا نزل، وأيد شديد، وربية التي رباها والدها، ومن رواه ربته فيعني صاحبته، ومن روى زنية فنسبها إلى الزنا، (وقوله) : لحينها أي لهلاكها، ومن رواه لخبها بالخاء المعجمة المكسورة فمعناه لمكرها بأبيها، والخب

(1/27)


الخديعة والمكر، وغبقته سقته بالعشي، والغبوق شرب العشي، والصبوح شرب أول النهار، والصهباء من أسماء الخمر، ووهل أي ضعف، ويهيم يتحير، وجشر الصبح أي أضاء وتبين، وسبائبها طرائقها، ومشاجبها جمع مشجب وهو عود تعلق عليه الثياب ورواية الخشني مساحبها، وقال هي القلآئد في العنق من قرنفل أو غيره، (قوله) : وهو ينافر الفرافصة معناه يحاكمه في المفاخرة، يقال تنافر الرجلان إذا تحاكما في الفخر، وقال بعضهم المنافرة المحاكمة على الإطلاق، وقال بعض اللغويين: الفرافصة بضم الفاء حيث ما وقع في كلام العرب إلا الفرافصة والد نائلة زوج عثمان بن عفان رضي الله عنه فإنه بالفاء مفتوحة، (وقول) جرير بن عبد الله في بيت له: إنك إن يصرع أخاك تصرع، هكذا وقعت الرواية في هذا الكتاب وهذا يخرج على لغة بني الحارث بن كعب فإنهم يجعلونه بالألف في الأحوال الثلاثة، (وقوله) : يجر قصبه في النار، القصب الأمعاء، والبحيرة والسائبة والوصلية والحامي قد فسرها ابن هشام بعد هذا، (وقوله) : حتى سلخ ذلك بهم، أي خرج ذلك بهم، يقال انسلخت من كذا أي خرجت منه،

(1/28)


وانسلخ الشهر أي خرج، ومنه قولهم في التاريخ منسلخ شهر كذا وكذا، (وقول) كعب بن مالك: ونسلبها القلائد والشنوفا، الشنوف جمع شنف وهو القرط الذي يجعل في الأذن، و (قوله) : وأهل جرش من مذحج، كذا وقع هنا، وقال أبو علي الغساني صوابه من حمير، (وقول) مالك بن نمط: يريش الله في الدنيا ويبري، يريد أن الله تعالى ينفع، وهذا الصنم لا ينفع، تقول العرب فلان يريش ويبري، إذا كان عنده نفع، وأصله أن يبري السهم ويصنعه، ثم يجعل له ريشاً حتى ينتفع به فضربوا ذلك مثلاً لمن عنده خير ونفع، (وقوله) : بإبل مؤبلة، المؤبلة الإبل الكثيرة المتخذة للاكتساب لا للركوب، (وقول) رجل من بني ملكان في شعره، بتنوفة من الأرض، التنوفة القفر التي لا تنبت شيئاً، (وقوله) : لها سدنة، قدعا في عينها، القدع ضعف في البصر، يقال قدعت عينه تقدع قدعاً إذا ضعف نظرها، (وقول) رؤبة: فلا ورب الآمنات القطن، يعني حمام مكة، والقطن المقيمات، يقال قطن بالمكان إذا

(1/29)


أقام فيه، (وقول) المستوغر: فتركتها قفراً بقاع أسحما، القاع المنخفض من الأرض، والأسحم الأسود، (وقول) الأعشى: بين الحورنق والسدير وبارق، هذه كلها أسماء مواضع، (وقوله) : والبيت ذي الكعبات، يريد التربيع، كل بناء يبنى مربعاً فهو كعبة وبه سميت الكعبة، وسنداد موضع بناحية الكعية، (وقوله) : والوصلية الشاة إذا أتأمت، أي جاءت باثنين في بطن واحد، مأخوذ من التوام وهو الذي يولد مع غيره، (وقول) ابن مقبل: فيه من الأخرج المرباع، الأخرج الظليم الذي فيه لونان، والظليم ذكر النعام، والمرباع الذي وعى في الربيع، ورواية الخشنى المرباع بالياء المنقوطة باثنتين من أسفل، وقال هو مفعال من راع إلى كذا يريع أي رجع، وقرقرة صوت فيه ترجيع، والهدر والهدير صوت الفحل من الإبل، وربما قيل في غيره، والديافي منسوب إلى دياف موضع بالشام، والهجمة القطعة من الإبل، والبحر جمع بحيرة وهي المشقوفة الأذان، (وقول) الشاعر في بيته: الفصائل: حول الفصائل، أراد جمع فصلان، وفصلان جمع فصيل، وهو الصغير من الإبل، والصواب الوصائل

(1/30)


وهو جمع وصيلة، وقد فسرها ابن اسحق وابن هشام، وشريف اسم موضع، والحقة التي استحقت أن تركب أو يحمل ابن أيوب الأنصاري في شعره تخرعت خزاعة، معناه تأخرت وانقطعت، يقال تخزع الرجل عن أصحابه إذا تأخر عنهم، والحلول البيوت الكثيرة من بيوت العرب، وكراكر جماعات، وقال بعض اللغويين هي جماعات الخيل خاصة، والبواتر القواطع (وقول) أبي المطهر الأنصاري في شعره: فحلت أكاريشاً، الأكاريش الجماعات من الناس، هو جمع أكراش، وأكراش جمع كرش، والكرش الجماعة من الناس، فهو على هذا جمع الجمع، وشتت فرقت، وقنابلا جمع قنبلة وهي القطعة من الخيل، ونجد هنا ما ارتفع من بلاد الحجاز وتهامة ما انخفض منها، والكواهل جمع كاهل وهو ما بين المنكبين والعنق، استعاره هنا للرجل العزيز السيد، (وقول)

جرير في شعره: بمقرفة النجار ولا عقيم.
المقرفة اللئيمة، والنجار الأصل، والعقيم التي لا تحمل، والقرم الفحل من الإبل، فاستعاره هنا للرجل السيد، (وقول) رؤبة بن العجاج في رجزه: والخشل من تساقط القروش، فسره ابن هشام فقال: الخشل رؤوس الخلاخيل والأسورة

(1/31)


ونحوه، وقال الوقشي غنما الخشل هنا المقل، والقروش ما تساقط من جثمانه، وتقشر منه، وقول الوقشي صحيح وهو أشبه بالمعنى، والمقل ثمر الدوم، والحتات ما تفتت منه (وقوله) : وقال أبو خلدة اليشكري: وقع في الرواية أبو خلدة بخاء معجمة مفتوحة ولام ساكنة، وأبو جلدة بجيم مكسورة ولام ساكنة، وهكذا قيده الدارقطني رحمه اله تعالى، (وقوله) في نسب كثير أحد بني مليح بن عمرو بن خزاعة، ويروى من خزاعة وهو الصواب، (وقول) كثير عزة في شعره.. أم ليبس أسرتي لكل هجان.. أسرة الرجل رهطة وقرابته الأدنون منه، والهجان الكريم، وأصله من الهجنة وهي البايض لأن الكرام هي البيض من الإبل والأزهر المشهور، والعصب ضرب من ثياب اليمن، (وقوله) : والحضرمي المخصرا، يعني بالخصرمي هنا النعال والمخصر الذي في جوانبه انعطاف يشبه التحريز، والأراك شجر، والفوائج رؤوس الأودية، وقيل هي عيون بعينها، (وقوله) : يعزون أي ينسبون، يقال عزوت الرجل إلى قبيلته وإلى أبيه إذا نسبته إليه، (وقول) جرير في شعره:

(1/32)


فانتموا لأعلى الروبي
الروابي جمع رابية وهي الكدية المرتفعة، وأراد بها ها هنا الأشراف من الناس والقبائل، وضور وشكيس بطنان من عنزة، (وقوله) : ويقال بنت جرم بن ربان بن حلوان، ربان هنا براء مفتوحة وباء مشددة منقوطة بواحدة وليس في العرب غيره، (وقوله) فأخذت حية بمشفرها، المشفر للبعير بمنزلة الشفة للإنسان، (وقوله) : هصرتها، أي أمالتها، تقول هصرت الغصن إذا أملته (وقوله) : لشقها أي لجنبها، (وقول) سامة بن لؤي في شعره: علقت ما بسامة العلامة، ما ها هنا زائدة في الإعراب، والعلامة يعني الحية التي تعلقت بالناقة، وعمان بلد باليمن، (وقوله) : من غير فاقة، أيمن غير حاجة، والحتوف جمع حتف وهو الموت، (وقوله) : وخروس السرى تركت رذياً يعني ناقة إذا سرت بالليل لا ترغو ولا يسمع لها صوت وذلك مما يستحب منها، ولا يكون ذلك إلا في الإبل المجرية المذللة، والسرى سير الليل، والرذي المعيية التي سقطت من الإعياء، (وقوله) : فقال: أجل، هي كلمة بمعنى نعم، (وقوله) : والتاطه وآخاه، يعني

(1/33)


ألصقه به، يقال التاط فلان فلاناً إذا ضمه إليه وألحقه بنسبه، ومنه قوله: كان يليط أولاد الجاهلية بأبائهم، أي يلصقهم بهم، وتقول العرب لاطحبه بقلبي إذا لصق، (وقول) الحرث بن ظالم في شعره: سفاهة مخلفٍ.

المخلف هنا المستقي للماء، يقال: ذهب يخلف لقومه، أي يستقي لهم. (وقوله) : أنتجع السحابا. أي أطلب مواضع الغيث والمطر كما تفعل القبائل الذين يرحلون من موضع إلى موضع، وأراد أنه لو انتسب إلى قريش لكان معهم بمكة مقيماً ولم يكن يطلب المطر من إلى موضع. (وقوله) : وحش رواحة القرشيُّ رحلي. يعني قوَّى، يقال حشَّ الرجل الشيء إذا قوَّاه وأعانه، ناجية ناقة سريعة. (وقول) الحصين بن الحمام في شعره: وأنتم بمعتلج البطحاء. المعتلج الموضع السَّهل الذي يعتلج فيه القوم، أي يتصارعون. البطحاء هنا بطحاء مكَّة، وهو موضع سهل. (وقوله) : الأخاشب. إنما أخشبان مهما جبلان لمكَّة فجمعهما مع ما حولهما. (وقول) القائل في هاشم بن حرملة: أحيا أباه هاشم بن حرملة يريد أنَّه أخذ بثأره فكأنه

(1/34)


أحياه. (وقوله) : ترى الملوك عند مغربلة، أي مفتولة، يقال: غربل إذا قتل وقال بعضهم إنَّما يقال غربل إذا قتل أشرف الناس وخيارهم. (وقوله) : يوم الهباءات، وكذلك رواية من رواه الهباتين، إنما أراد الهباءتين فقصره ضرورةً، ويوم اليعملة أيضاً كذلك، واليعملة اسم موضع هنا، وقد تكون اليعملة الناقة السريعة في غير هذا الموضع ويتصل بهذا الرجز: ورمحه للوالدات مثكله. (وقوله) : قومٌ لهم صيت، أي ذكر حسن زشهرة في الناس. (وقول) زهير بن أبي سلمى في شعره: تأمل فإن تقو المرورات منهم، تقو أي تقفر يقال يقال أقوى المنزل إذا أقفر، والمرورات موضع. ونخل هنا موضع، بسل حرام. (وقول) الكميت بن زيد في شعره: وأزد شنوءة انذرؤا علينا، أي خرجوا علينا ودفعونا. (وقوله) : أعتبوا أي أرضونا، يقال: أعتبت الرجل إذا أرضيته. (وقوله) : لأنَّهم تبعوا البرق، يريد أنهم طلبوا موضع النَّبات. (وقول) الشاعر في شعر لسعد بن سيل:

(1/35)


فارساً أضبط فيه عسرة.
الأضبط الَّذي يعمل بكلتا يديه، يعمل باليسرى كما يعمل باليمنى، والعسرة هنا الشدة. والقرن الذي يقاوم في الحرب. (وقوله) : الحرُّ القطاميُّ، يعني به الصقر هنا. (وقوله) : وأسد بن هاشم وصيفيُّ بن هاشم، كذا وقع هنا، وقال ابن الكلبي وصيفياً وأبا صيفي جعلهما رجلين. (وقوله) : وأمُّ خلدة، أم خلدة هذه هي التي يقال لها قتبة الديباج، وقوله: نثيلة بنت جناب، وع في الرواية بالتاء المثناة النَّقط وبالثاء المثلَّثة، ونتيلة بالتَّاء المثنَّاة النَّقط هو الصواب قاله ابن دريد والخشنُّي رحمهما لله.
انتهى الجزء الأوزل بحمد الله وعونه، وصلى الله على محمد وآله.

(1/36)


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله وسلَّم تسليماً
الجزء الثاني
(قوله) : سقاه الله حين ظميء، أي عطش، والظَّمآن العطشان. (وقوله) : يفحص بيده، أي يكشف عن الماء ويوسع له. (وقوله) : فجعلته حسياً، قال الخشنيُّ: الحسي الحفيرة الصغيرة، وقال غيره: أصل الحسي ما يغور في الرمل، فإذا بحث عنه ظهر. (وقوله) : فلا يناوؤن قوماً، المناوأة العداوة ومن أمثالهم: إذا نأوت الرِّجال فاصبر، والأصل فيه الهمز ومن رواه يناوون فإنه ترك الهمز، والأشهر فيه الهمز. (وقوله) واستخلُّوا خلالاً، الخلال ها هنا الخصال، يقال في فلان خلال حسنة أي خصال. (وقوله) : فكانت تسمَّى النَّسَّة. قال الخشنيُّ النَّاسَّة الشَّافية، وقال غيره: نسَّ الشيء إذا ذهب ونسَّ البلل إذا جفَّ، (وقوله) : تبك أعناق

(1/37)


الجبابرة. أي تكسرها وتقودها كرهاً. (وقوله) في الرجز: أخذته أكَّة، الأكَّة شدَّة الحرِّ وقيل شدَّ الألم.

تفسير غريب قصيدة عمرو بن الحارث بن مضاض
(قوله) : كأن لك يكن بين الحجون إلى الصفا، الحجون موضع بأعلى مكَّة، وهو بفتح الحاء، والصَّفا معلوم وواحده صفاة، وهي الصخرة الملساء، والجدود جمع جدٍّ وهو السَّعد والبخت. (وقوله) من خير شخص، يعني إسماعيل عليه السلام. (وقوله) : وفيها التَّشاجر، أي الاختلاف والتخاصم. والخليُّ الَّذي لا همَّ معه، وحمير ويحابر من قبائل اليمن، ويقال أنَّ يحابر هي مراد. (وقوله) : السِّنون الغوابر، يعني الماضية يقال غبر الشيء إذا مضى وغبر إذا بقي، وهو من الأضداد، ومن رواه العوابر، فمعناه التي جازت واتقضت، من قولك عبر النهر إذا قطعه، فسحَّت دموع العين أي سالت، يقال سح المطر وسحَّ الدَّمع إذا سالا، والمشاعر المواضع المشهورة في الحج التي تعبِّد بها. (وقوله) : ليست

(1/38)


تغادر، أي ليست تترك. (وقول) عمرو بن الحارث أيضاً في شعر بعد هذا: سيروا إنَّ قصركم، أي إنَّ نهايتكم يقال: قصرك كذا وقصاراك كذا، أي غايتك ونهايتك. وحثُّوا أي أسرعوا، والأزمَّة جمع زمام وهو حبل يكون في رأس البعير يقاد به. (وقوله) : قريش إذ ذاك حلول وصرم، الحلول جماعة البيوت المجتمعة، والصِّرم الجماعات المنقطعة. (وقوله) : وإنَّ قريشاً فرعة إسماعيل، يعني أعلى ولد إسماعيل، وبعضهم يحرِّك بالراء، فيقول: فرعة، ومن رواه قرعة بالقاف، فهي نخبة القوم وخيارهم. (وقوله) : وقصى فطيم، أي كما فصل عن الرضاع. (وقوله) : وكان يقال له ولولده صوفة، يقال: إنَّما يقال له صوفة لأنها حين جعلته يخدم الكعبة عبداً لها، ربطت عليه صوفة، ليكون ذلك علامة له. فلقِّب بذلك، وغلب اللَّقب عليه وعلى بنيه من بعده. وقال بعضهم إنَّما سمِّي بذلك لأنَّها ألبسته ثوب صوف، والأوَّل أشهر. والإجازة من عرفة هي الإفاضة بالناس. وقوله في الرجز: فباركنَّ بها أليَّة.
وأصل الأليَّة اليمين فجعله هنا للَّنذر الذي نذرته أمُّه.

(1/39)


و (قول) الغوث بن مرٍّ في الرَّجز:
لا همَّ إنِّي تابع تباعه
التَّباعة مايتبعه الإنسان ويقتدي به. (وقوله) : إن كان إثم فعلى قضاعه. إنما قال ذلك لأنَّه كان يقال م قضاعة من يستحل الأشهر الحرم، فجعل إثم ذلك عليهم. (وقوله) أجيزي صوفة، يقال جاز الموضع إذا خلَّفه، وأجازه إذا قطعه. (وقوله) :
فورتهمْ ذلك من بعدهم بالقعدد
يريد قرب النَّسب، يقال رجل قعدد، إذا كان قريب الآباء إلى الجد الأكبر. ومن أغرب مل يذكر، أنَّ يزيد بن معاوية حجَّ بالنَّاس سنة خمسين، وأنَّ عبد الصَّمد بن عليٍّ حجَّ بالنَّاس سنة خمسين ومائة، وآباؤهما في العدد إلى عبد مناف واحد، وبينهما مائة سنة. (وقوله) فيزيد، وهو يزيد بن معاوية بن صخر وهو أبو سفيان ابن حرب بن أميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف، وعبد الصمد هو عبد الصمد بن عليٍّ ابن عبد الله بن العبَّاس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. فبين كلٍّ واحد منهما وبين عبد مناف خمسة آباء، وبينهما في الحجِّ بالناس مائة سنة. (وقول) ذي الإصبع العدوانِّي في شعره:

(1/40)


عذير الحيِّ من عدوان.
هي كلمة تقولها العرب، عذيري من فلان، وعذيرك من فلان، ومعناهما من يعذرني من فلان، ونصبهما نصب المصدر، (وقوله) : حيَّة الأرض، يريد أنَّهم كان أهل الأرض يهابونهم كما يهابون الحيَّة، وقيل حيَّة الأرض، أي حياة الأرض لأنَّهم كانوا يقومون بالنَّاس لجودهم وكرمهم، فكأنَّهم كانوا حياة للأرض وأهلها. (وقوله) : فلم يرع. أي لم يبق. يقال ما أرعى فلان على فلان، أي ما أبقى عليه. (وقوله) : والموفون بالقرض، القرض هنا الجزاء، أي من فعل لهم شيئاً جاوزه به. (وقول) الشاعر في الرجز: في أبي سيَّارة: مستقبل القبلة يدعو الله تعالى يقول: اللَّهمَّ كن لي جاراً ممَّن أخافه، أي مجيراً. والأتان الأنثى من الحمر. (وقوله) : لا تكون بينهم نائرة. النَّائرة الكائنة الشَّنيعة تكون بين القوم، والعضلة الأمر الشديد الَّذي لا يعلم له وجه. والعضلة أيضاً من أسماء الداهية. (وقوله) : بأمر كان أعضل منه، أي أشدَّ أنكالاً. (وقولها) : ما عراك، أي ما أصابك وما نزل بك، يقال: عراه يعروه إذا ألمَّ به ونزل. (وقوله) :

(1/41)


يشدخه تحت قدميه، أصل الشدخ الكسر، يقال شدخ الشيء إذا كسره، وأراد به ها هنا أنَّه بطل تلك الدِّماء ولم يجعل لها حظّاً، ولذلك قال تحت قدميه. (وقوله) : فكانت إليه الحجابة والسِّقاية والرِّفادة والنَّدوة واللِّواء. فالحجابة حجابة البيت، وهو أن تكون مفاتيح البيت عنده، فلا يدخله أحدٌ إلا بإذنه، والسِّقاية يعني سقاية زمزم وكانوا يصنعون بها شراباً في الموسم للحاجِّ الَّذي يوافي مكَّة، ويمزجونه تارة بالعسل وتارة بلبن وتارة بنبذٍ يتطوَّعون بذلك من عند أنفسهم. والرِّفادة طعام كانت قريش تجمعه كلَّ عام لأهل الموسم، ويقولون هم أضياف الله تعالى. واالنَّدوة الاجتماع للمشورة والرأي وكانت الدار التي اتَّخذها قصيُّ لذلك، يقال لها دار النَّدوة. واللواء يعني في الحرب لأنَّه كان لا يحمله عندهم إلا قوم مخصوصون.

تفسير غريب قصيدة رزاح في إجابته قصيّاً
(قوله) : ونكمي النَّهار لئلاَّ نزولاً، فنكمي أي نستتر، كما يقال: كمى يكمي إذا استتر، وقال بعضهم ومنه سمِّي الكميُّ وه الشُّجاع، لأنَّه يكمي شجاعته حتى يظهرها في الحرب. (وقوله) :

(1/42)


كورد القطاء، الورد ها هنا الواردة للماء، سمِّت باسم المصدر. (وقوله) من السِّرِّ من أشمدين، يقال هما قبيلتان، ويقال جبلان، ومن رواه من أسبذين فهي كلمة أعجمية قالوا هو منسوب إلى أسبذ هو فرس كان في الجاهلية، والأسبذ بالفارسيَّة الفرس، والحلبة جماعة الخيل، والسَّيب هنا المشي السَّريع في رفق، كما تنساب الحيَّة، والرَّسيل الذي فيه تمهُّل، وعسجر بالراء اسم موضع، وأسهلن أي حللن الموضع السهل، وورقان اسم موضع، وهو بفتح الراء وكسرها، والعرج موضع أيضاً. (وقوله) : مررن على الحلي ما ذقنه، الحلي اسم موضع فيه ماء، وقال بعضهم هو اسم نبات. وهذا غلط لأنَّ اسم النَّبات هو الحليُّ بتشديد الياء وبكسر اللام، ومن رواه الحفر فهي البئر الواسعة غير المطويَّة، ومن رواه على الحلِّ، فهو اسم موضع أيضاً، ورواه أبو يحي على الحيل، وقال هو الماء المستنقع في بطن الوادي، ومرُّ اسم موضع، والعوذ الَّتي لها أولاد من الإبل أو من الخيل. (وقوله) : نعاورهم أي نداولهم مرَّة بعد مرَّةٍ، والأرب الرُّجوع، ونخبِّزهم نسوقهم سوقاً شديداً، ونخبِّزهم أيضاً نقطعهم. وقوله

(1/43)


بصلاب النُّسور، جمع نسر، وهو اللحم اليابس الَّذي في باطن الحافر والجيل الأمَّة من الناس والجماعة. (وقول) ثعلبة بن عبد الله في شعره.
جلبنا الخيل مضمرة تغالى، أي ترتفع في السَّير من المغالاة وهي الارتفاع والتَّزيُّد في السَّير، والأعراف هنا جمع عرف وهو الرمل المرتفع المستطيل، والجناب اسم موضع، والغور المنخفض، ما انخفض من أرض الحجاز، والفيفاء الصَّحراء، والقاع المنخفض من الأرض، واليباب القفر. (وقوله) : كالإبل الظَّراب، يروى بالظاء معجمة، وبالطاء غير معجمة، فمن رواه بالظاء معجمة فهو جمع ظرب وهو الجبيل الصغير، شبَّه الإبل بها، ومن رواه بالطاء المهملة فهي الإبل الَّتي حنَّت إلى مواطنها واشتاقت، يقال: طربت الإبل إذا حنَّت. (وقول) قصيُّ بن كلاب في شعره: أنا ابن العاصمين بني لؤيّ، أراد أنَّهم يعصمون الناَّس ويمنعونهم لكونهم أهل البيت والحرم. والبطحاء هذه موضع متَّسع سهل بمكَّة، والمروة معلوم، وهي واحدة المرو، وهي الحجارة. (وقوله) : إن لم تأثَّل بها. أي إن لم تقم بها إقامة ثابتة، يقال تأثَّل فلان

(1/44)


بموضع كذا، إذا أقام به واستقرّض ولم يبرح. وأولاد قيدر والنَّبيت، يعني بني إسماعيل عليه السلام، والضَّيم الذُّلُّ. (وقوله) : لبلائهم عنده، أي لنعمتهم عنده، ويدهم عليه. والبلاء يكون النَّعمة ويكون العذاب ويكون الاختبار. وقول قصيًّ في شعره: فإنِّي قد لحيتك في اثنتين. أي لمتك، يقال: لحيت الرجل إذا لمته. (وقوله) : فيزعمون أنَّ بعض نساء بني عبد منافٍ. قال الزبير بن بكَّار: هي أمُّ حكيم البيضاء بنت عبد المطَّلب، يعني المرأة التي أخرجت لهم الجفنة مملؤة طيباً. (وقوله) : ثمَّ سوند بين القبائل ولزَّ بعضها ببعض. المساندة المقابلة والمعاونة أيضاً، ولزَّ أي شدَّ بعضها ببعض. (وقول) الشاعر في شعره: قوم بمكّّة مسنتين عجاف. قال ابن سراج هو ابن الزَّبعري، وقيل هذان البيتان من جملة الأبيات المنسوبة إلى مطرود بن كعب في الجزء الثالث من هذا الكتاب الَّتي أوَّلها:
يا أيُّها الرَّجلُ المحوِّلُ رحله ... هلَّا نزلتَ بآل عبدِ منافِ
والمسنتون هم الَّذين أصابتهم السَّنة، وهي سنة القحط والجوع. يقال: أسنت القوم، إذا أصابتهم السَّنة الشديدة، ولا

(1/45)


يقال: أسنت إلَّا في هذا وحده. وعجاف من العجف وهو الهزال والضُّعف، (وقوله) عبد أحيحة بن الجلاح بن الحريش: وقع في الرواية هناك بالشين والسين. قال الدارقطنيُّ: ذكر الزُّبير بن بكَّار أنَّ جميع ما في الأنصار الحريس بالسين مهملة إلَّا جدُّ أحيحة هذا الحريش بالشين معجمة. (وقول) رجل من العرب في رجزه يرثي المطَّلب. ظميء. أي عطش، والظَّمآن العطشان. (وقوله) : والشَّراب المنثعب. هو الكثير السَّائل. يقال انثعب الماء، إذا سال من موضع حصر فيه. (وقوله) : على نصب. أي على تعب وعذاب، والنُّصب أيضا حجارة تكون على جوانب حرف البئر، والنُّصب في غير هذا الموضع حجارة كانوا يذبحون لها في الجاهليَّة.

تفسير غريب أبيات مطرود بن كعب
(قوله) : إحدى لياليَّ القسيَّات، يعني الشَّدائد، والقاسي والقسيُّ الشديد، ومن رواه العشيَّات فمعناه المظلمات، من العشا في االعين وهو ضعف البصر، والقشيبات الجديدات، وثوب قشيب أي جديد. (وقوله) : بين غزَّات. اراد غزَّة، وهي

(1/46)


من أرض الشام، فجمعها مع ما حولها. (وقوله) : لدى المحجوب، يعني بيت الكعبة. (وقوله) : بمنجاة أي بناحية من اللَّوم، يقال هو بمنجاة من كذا أي بريء منه، ومن رواه بالحاء فذلك معناه. (وقوله) : أنظروني ليالي، أي أخِّروني.