الإملاء
المختصر في شرح غريب السير تفسير غريب أبيات
فروة بن عمرو الجذامي
(قوله) : طرقت سليمى موهناً أصحابي. الموهن بعد ساعة من الليل. والقروان
الجماعة، وهي كلمة فارسية عربت.
(1/445)
وأغفى أي أنام نوماً خفيفاً. والأثمد ضرب
من الكحل. ولا يحص أي لا يقطع، ومن رواه يخس فمعناه لا ينقص. (وقوله) : في
شعره أيضاً: ألا هل أتى سلمى بأن حليلها. الحليل الزوج. (وقوله) : فوق إحدى
الرواحل. يعني الخشبة التي صلبوه عليها، والمذبة التي أزيلت أغصانها.
(وقوله) : منهم قيس بن الحصين ذو الغصة. قال ابن سراج سمي ذا الغصة لأنه
كان إذا تكلم أصابه كالغصص. قال الشيخ الفقيه أبو ذر رضي الله عنه. والغصص
الاختناق، ووقع في الرواية هنا ذو الغصة وذي الغصة بالرفع والخفض، والصواب
ذي الغصة بالخفض، لأنه نعت للحصين لا لقيس. (وقوله) : وعبد الله بن قراد
الزبادي. كذا وقع هنا بالزاي المفتوحة والباء المنقوطة بواحدة من أسفل،
ويروى أيضاً الزيادي بالزاي المكسورة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وهو
الصواب. (وقوله) : وعليهم مقطعات الحبرات. المقطعات ثياب وشي تصنع باليمن.
والحبرات برود تصنع باليمن أيضاً، والعدنية منسوبة إلى عدن مدينة باليمن.
والميس خشب تصنع منه الرحال التي تكون على ظهور الإبل. والمهرية إبل
(1/446)
نجيبة تنسب إلى مهرة قبيلة باليمن،
والأرحبية إبل تنسب إلى أرحب. قبيلة من اليمن أيضاً. (وقوله) : في الرجز:
همدان خير سوقة وأقيال. الأقيال الملوك والسوقة من دون الملوك من الناس.
والهضب جمع هضبة وهي الكدية المرتفعة. (وقوله) : إطابات. أي أموال طيبة.
(وقوله) : آكال. هو ما يأخذه الملك من رعيته وظيفة عليهم له. (وقوله) : في
الرجز أيضاً: جاوزن سواد الريف. السواد هنا القرى الكثيرة الشجر والنخل،
والريف الأرض التي تقرب من الأنهار والمياه الغزيرة. والهبوات جمع هبوة وهي
الغبرة، (وقوله) : مخطمات. أي جعل لهم خطم وهي الحبال التي تشد في رؤوس
الإبل على آنافها. والليف ليف النخل. (وقوله) : نصية من همدان. النصية خيار
القوم، والقلص الإبل الفتية. ونواج مسرعة، والمخلاف المدينة بلغة اليمن،
وخارف ويام وشاكر قبائل من اليمن. (وقوله) : أهل السود والقود. السود هنا
الإبل. والقود هنا الخيل. وألهات جمع ألهة. والأنصاب حجارة كانوا يذبحون
لها، ولعلع اسم موضع، واليعفور ولد الظبية، وصلع بالصاد المهملة موضع. ومن
رواه بضلع فمعناه بقوة، من
(1/447)
قولك رجل ضليع أي قوي، والرواية الأولى هي
المشهورة (وقوله) : وأهل جناب الهضب، الجانب واحد. والهضب الكدى واحدها
هضبة، والحقاف جمع حقف وهو الرمل المستدير ويجمع على أحقاف أيضاً، قال الله
تعالى: إذ أنذر قومه بالأحقاف. (وقوله) : على أنَّ لهم فراغها ووهاطها.
الفراع أعالي الأرض. والوهاط جمع وهط وهو المنخفض المطمئن من الأرض.
(وقوله) : يأكلون علافها. العلاف والعلف ثمر الطلح وهو شجر. (وقوله) :
ويرعون عافيها. أي نباتها الكثير، يقال عفا النبات وغيره إذا كثر ذلك.
تفسير غريب أبيات مالك بن نمط
(قوله) : ذكرت رسول الله في فحمة الدجى. الفحمة سواد الليل، وقال بعض أصحاب
الحديث الفحمة لا تكون إلا في أول الليل. والدجى جمع دجية وهي الظلمة،
ورحرحان وصلدد موضعان، وخوص غائرة العيون، وطلائح معيية. (وقوله) : تغتلي.
أي تشتد في سيرها وهو بالغين المعجمة. واللاحب الطريق البين، والجسرة
الناقة القوية على
(1/448)
السير، والهجف الذكر من النعام، والخفيدد
كذلك. (وقوله) : حلفت برب الراقصات إلى منى. يعني الإبل ترقص في سيرها أي
تتحرك، والرقصان ضرب من المشي. وصوادر رواجع، والقردد ما ارتفع من الأرض.
(وقوله) : ورجب مضر. أضاف رجباً إلى مضر لأنها كانت تعظمه وتحرمه، وغيرها
من العرب لايفعل ذلك. (وقوله) : غير مبرح. أي غير شديد، يقال برح به الأمر
إذا اشتد عليه وشق. (وقوله) : عوان. هو جمع عانية وهي السيرة. (وقوله) :
وإن لغامها ليقع علي. اللغام الرغوة التي تخرج على فم البعير فيمجها أي
يطرحها. (وقوله) : وقف على قزح. قزح موضع بالمزدلفة، ويقال هو من أسماء
المزدلفة. وأسماؤها المزدلفة وجمع والمشعر الحرام وقزح. (وقوله) : تخوم
البلقاء. هو جمع تخم وهو الحاجز بين الأرضين. والبلقاء والداروم وفلسطين
كلها مواضع من بلاد الشام. (وقوله) : وأوعوا أي أكثروا الجمع.
انتهى الجزء التاسع عشر بحمد الله تعالى وعونه
وصلى الله على محمد نبيه وعبده.
(1/449)
بسم الله الرحمن
الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الجزء الموفي عشرين
(قوله) : إن عازك معناه غالبك. (وقوله) : ربيئة لهم. الربيئة الطليعة الذي
يحرس لأصحابه، والتل الرمل أو التراب المجمع. (وقوله) : لو كان ربيئة لقد
تحرك. قال أبو علي ويروى زائلة ومعناه لو كان ممن يزول. (وقوله) : شنناً
عليهم الغارة. أي فرقنا الخيل عليهم، وصريخ القوم مستغيثهم هنا، ودهم جماعة
كثيرة، ونحدوها نسوقها. ((وقوله) :) إن شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم. يعني علامتهم التي يعرف بها بعضهم بعضاً في الحرب. (وقوله) : في
الرجز: أبى أبو القاسم أن تعربي. معناه أن ترددي مرة بعد مرة، يقال: عربت
عليه القول إذا رددته عليه. ومن رواه تعزبي بالزاي، فمعناه تقيمي، يقال
تعزب في المرعى إذا أقام فيه ولم يرجع إلى
(1/450)
أهله. والخضل النبات الأخضر المبتل،
والمغلولب الكثير الذي يغلب الماشية حين ترعاه. (وقوله) : ثغرة القوم. يعني
ناحيتهم التي يحمونها. (وقوله) : إلا من ختر. أي نقض العهد. (وقوله) :
بحقويه. أي بخصريه، والحقو الخصر. (وقوله) : واستعتموا ذوداً. أي انتظروه
إلى عتمة من الليل. والذود ما بين الثلاث إلى العشر من الإبل. (وقوله) :
فلما شربوا عتمتهم. يعني لبنهم الذي انتظروا إلى ذلك الوقت، وأصل الاستعتام
التأخير. ومن رواه عيمتهم فيعني اللبن الذي أزال عنهم شوق اللبن. يقال عام
إلى اللبن إذا اشتاق إليه واشتهاه. (وقوله) : ألاح إليهم بيده. معناه أشار،
ويقال ألاح البرق إذا تحرك واضطرب، وقد يكون ألاح بمعنى أشفق في موضع آخر.
(وقوله) : لم يجدنا إلا خيراً. أي لم ينفعنا إلا بخير، ومن رواه يحذنا
فمعناه يعطينا، يقال: أحذيت الرجل إذا أعطيته. ومن رواه لم يحذنا فمعناه لم
يقابلنا إلا بخير.
تفسير غريب أبيات أبي جغال
(قوله) : وعاذله ولم تعذل بطب. أي برفق، وحش
معناه أوقد، يقال حششت النار إذا أوقدتها، والسعير تلهب
(1/451)
النار. (وقوله) : لحار. معناه هنا رجع ومنه
قوله تعالى: إنه ظنَّ أن لن يحور. ويعل أي يكرر، والحفاظ الغضب، والربع أن
ترد الإبل الماء لأربعة أيام. والقرب السير في طلب الماء. وضرير هنا معناه
مضر، والسيد الذئب، ونهد غليظ. والأقتاد أداة الرحل. وناجية أي سريعة.
(وقوله) : ضبور. من رواه بالضاد المعجمة فمعناه موثقة الخلق، ومن رواه
بالصاد المهملة فهو معلوم. والجبن الجبان اللئيم. والنحور الصدور. (وقوله)
: وارتث زيد. أي رفع من بين القتلى وبه رمق حياة.
تفسير غريب أبيات قيس بن المسحر
(قوله) : وإني بورد في الحياة لثائر. الثائر أي آخذ بثأره. والبطل الشجاع.
ومغاور كثير الإغارة. (وقوله) : قعضياً. أي سناناً منسوباً إلى قعضب وكان
رجلاً يصنع السنة. والمعراة الموضع الذي لا يستره شيء. (وقوله) : يذكي أي
يوقد. (وقوله) : بمخرش في يده. المخرش بالخاء المعجمة عود شبه المقرعة يضرب
به، واصل الخرش الخدش، يقال خرشه إذا خدشه، والشوحط شجر وهو من النبع.
(وقوله) :
(1/452)
فأمه. أي جرحه في رأسه، ومنه الأمة من
الجراح. وتفل أي بصق بصاقاً خفيفاً. (وقوله) : فلم تقح. أي لم يتولد فيها
قيح. (وقوله) : وجدت له قشعريرة، أي رعدة. (وقوله) : وهو في ظعن يرتاد لهن
منزلاً. الظعن النساء في الهوادج، ويرتاد لهن أي يطلب لهن موضعاً. (وقوله)
: قال أجل. هي كلمة بمعنى نعم. (وقوله) : إن أقل الناس المتخصرون هم
المتكئون على المخاصر وهي العصي، واحدتها مخصرة.
تفسير غريب أبيات عبد الله بن أنيس
(وقوله) : تركت ابن ثور كالحوار وحوله. الحوار ولد الناقة إذا كان صغيراً،
وتفري تقطع. (وقوله) : بأبيض، يعني سيفاً. ومهند منسوب إلى الهند. وعجوم
عضوض، يقال عجمه إذا عضه، والهام هنا الرؤوس. وشهاب قطعة من النار. والغضا
شجر يشتد التهاب النار فيه. والقعدد هنا اللئيم. ورحيب متسع، والمزند الضيق
البخيل. والماجد الشريف. والحنيف هنا الذي نزع عن دين الشرك إلى دين
الإسلام. (وقول) سلمى بنت عتاب في الشعر.
(1/453)
............. ... من الشر مهواة شديداً
كؤودها
المهواة موضع منخفض بين جبلين، والكؤود عقبة صعبة. وجدودها هنا جمع جد وهو
السعد والبخت. وقول الفرزدق في الشعر:
.............. ... بخطة سوار إلى المجد حازم
الخطة الخصلة، والسوار الذي يرتقي ويثب، والمجد الشرف، (وقوله) : أمهات
الخالفين يريد الذين تخلفوا في أهلهم، ويروى الخائفين، (وقوله) : فكانت
عليه عباءة له فدكية. العباءة الكساء الغليظ، يقال بالهمز وبالياء بغير
همز، وفدكية منسوبة إلى فدك وهو موضع. (وقوله) : شكها عليه. أي أنفذها
بالخلال الذي كان يخللها به. (وقوله) : لا تخفر الله. أي لا تنقض عهده،
يقال أخفرت الرجل إذا نقضت عهده. (وقوله) : فيظل ناتئاً عضله. الناتئ
المرتفع المنتفخ. والعضل جمع عضلة وهي القطعة من اللحم الشديدة كلحم العضد
وما أشبهه. (وقوله) : وهم لا يقدرون على أن يعضوها، معناه أن يقسموها.
والتعضية القسمة. واللبق الحاذق الرفيق في العمل. والعشير النصيب لأن
الجزور كانت تقسم على عشرة أجزاء، فكل جزء منها عشير. (وقوله) : على قعود
له. القعود
(1/454)
البعير المتخذ للركوب. (وقوله) : معه متيع
له. هو تصغير متاع. والوطب زق اللبن. (وقوله) : قال سمعت زياد بن ضميرة.
كذا وقع هنا في الأصل بالميم، ويروى أيضاً ضبيرة بالباء والصواب ضميرة
بالميم وكذلك ذكره البخاري في تأريخه الكبير. (وقوله) : في غرة الإسلام،
يعني أوله. وغرة كل شيء أوله. (وقوله) : اسنن اليوم وغير غداً. معناه أحكم
لنا اليوم بالدم في أمرنا هذا واحكم غداً بالدية لمن شئت، وغير من الغيرة
وهي الدية هنا، وذلك أن قتله عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خطأ لا
عمداً. ومن رواه وغبر بالباء بواحدة من تحتها، فمعناه وابق حكومة الدية إلى
وقت آخر، من قولك غبر بمعنى بقي. الغبر والغبر البقية. (وقوله) : ضرب طويل.
الضرب من الرجال الخفيف اللحم. (وقوله) : فلفظته الأرض. أي ألقته على
وجهها. (وقوله) : عمدوا إلى صدين. الصد الجبل بضم الصاد وفتحها، ورضموا
عليه الحجارة أي جعلوا بعضها فوق بعض. (وقوله) : فلأطلن دمه. معناه لأطلنه،
يقال طل دم القتيل إذا لم يؤخذ بثأره. (وقوله) : في بطن عظيم من بني جشم.
والبطن أصغر من القبيلة.
(1/455)
والفخذ أصغر من البطن. والشارف الناقة
المسنة، وعجفاء مهزولة. (وقوله) : حتى دعمها الرجال. أي قووها بأيديهم.
(وقوله) : واعتقبوها. أي اركبوها واحداً بعد واحد، والحاضر جماعة القوم
النازلون على الماء، وعشيشية تصغير عشية على غير قياس. (وقوله) : ينتظر غرة
القوم يعني غفلتهم. وفحمة العشاء أول ظلام الليل. (وقوله) : نفحته بسهمي.
يعني رميته يقال نفحة بكذا إذا رماه به. (وقوله) : عندك عندك. هما كلمتان
بمعنى الإغراء. (وقوله) : وتجبروا فيما أنزل الله. معناه تعاظموا عن أن
يحكموا بما أنزل الله. (وقوله) : بعمامة من كرابيس. الكرابيس واحدتها
كرابسة وهي ضرب من الثياب، وهي كلمة فارسية عربتها العرب فأما الكراييس
بالياء المنقوطة باثنين من أسفل، فواحدها كرياس وهي المستراح الذي في
الأعالي، ينزل في قناة إلى السفل ومنه الحديث: والله ما أدري ما اصنع بهذه
الكراييس. (وقوله) : إلى سيف البحر. سيفه جانبه وساحله، والجراب المزود.
(وقوله) : حتى سمنا وابتللنا. يعني أفقنا من ألم الجوع الذي كان بنا، وهو
من قولهم بل المريض من مرضه
(1/456)
وأبل واستبل إذا أخذ في الراحة. (وقوله) :
بأجسم بعير. يعني أعظمها جسماً. (وقوله) : بشعب من شعتاب ياجج. الشعب
الطريق الخفي بين جبلين، ويأجج اسم موضع. (وقوله) : فرساً له يخلي عليها،
أي يجمع لها الخلأ وهو الربيع، وسمي خلأ لأنه يختلى أي يقطع. (وقوله) :
وكان الأنصاري لا رجلة له، أي ليس له قوة بالمشي على رجليه. يقال: فلان ذو
رجلة إذا كان يقوى على المشي على رجليه. وضجنان اسم موضع، (وقوله) :: فجعلت
سيتها في عينه الصحيحة. وسيلة القوس طرفها، وحكى أبو عبيدة فيها الهمز،
والعرج موضع، وركوبه موضع أيضاً، والنقيع بالنون موضع، واصله الموضع الذي
يستنقع فيه الماء، ورواه بعضهم البقيع بالباء، وقال بعضهم هو خطا وإنما
البقيع بالباء موضع المقابر بالمدينة. (وقوله) : وفيها جماع من الناس.
الجماع من الناس. الجماع من الأضداد، يكون تارة المجتمعين، وتارة
المتفرقين، وأراد به هنا جماعات من الناس مختلطين. (وقول) أبي عفك في
الشعر: من أولاد قيلة في جمعهم. قيلة اسم امرأة تنسب إليها الأوس والخزرج.
(وقوله) : ولم يخضعا
(1/457)
أراد يخضعن بالنون الخفيفة، فلما وقف عليها
أبدل منها ألفاً. (وقوله) : فصدعهم، أي فرقهم، وتبع أحد ملوك اليمن. (وقول)
أمامة المريدية في شعرها:
.............. ... لعمر الذي أمناك أن بئس ما يمنى
أمناك أي أنماك، يقال: مني الرجل وأمنى من المنى. (وقوله) : حباك حنيف. أي
مسلم.
تفسير غريب أبيات عصماء بنت مروان
(قولها) : أطعتم أتاوي من غيركم. الأتاوي الغريب. ومراد ومذحج قبيلتان وهما
من اليمن. (وقوله) : بعد قتل الرؤوس، يعني أشراف القوم. (وقوله) : الآنف.
الآنف الذي يرتفع عن الشيء ويكبر نفسه عنه. وغرة غفلة، ويروى عزة وهو
معلوم.
تفسير غريب جواب حسان لها
(قوله) : بعولتها والمنايا تجي. (قوله) : بعولتها. يعني بارتفاع صوتها،
والعولة والعويل يعني ارتفاع الصوت بالبكاء. (وقوله) : والمنايا تجي. أراد
تجيء فحذف الهمزة. وضرجها لطخها، ونجيع كثير. (وقوله) : بعد الهدوء أي بعد
ساعة من الليل (وقوله) : فلم يحرج أي لم يأثم. (وقوله) : عليه السلام لا
ينتطح فيها عنزان معناه أن شأن
(1/458)
قتلها هين لا يكون فيه طلب ثأر ولا اختلاف.
(وقوله) : كثير موجهم. أي اختلاط كلامهم، واللقحة الناقة التي لها لبن.
(وقوله) : فيقول إيه يا محمد. قال الخليل: هي كلمة بمعنى حسبك. (وقوله) :
وكانت فيه دعابة. الدعابة المزاح. (وقوله) : فقام بعض القوم يحتجر أي يشد
ثوبه على خصره بمنزلة الحزام. (وقوله) : في لقاح له. اللقاح الإبل التي لها
لبن واحدها لقحة وقد تقدم. (وقوله) : ناحية الجماء. هو هنا موضع ومن رواه
الحما فهو كذلك وقيس كبة قبيلة من بجيلة. (وقوله) : فاستوبؤا هو من الوباء
وهو كثرة الأمراض وعمومها وطحلوا أي أصابهم وجع الطحال وعظمه، (وقوله) :
وانطوت بطونهم. أي صارت فيها طرائق الشحم وعكنه. (وقوله) : وسمل أعينه أي
فقأها يقال سملت عينه إذا فقأتها (وقوله) : حتى استعز به. أي غلبه وجعه،
ويكون عز بمعنى غلب قال الله تعالى: وعزني في الخطاب، (وقوله) : ومجشة.
المجشة الرحى تقول جششت الطعام في الرحى إذا طحنته طحناً غليظاً، ومنه
الجشيش والجشيشة. (وقوله) : فأرجأها. أي أخر أمرها. (وقوله) : فوجد
(1/459)
بها بياضاً، أي برصاً. والعرب تسمي البرص
بياضاً فتكني عنه لكراهيتها إياه. وقال المفسرون في قوله تعالى: تخرج بيضاء
من غير سوء. من غير برص. (وقوله) : فمتعها أي أعطاها شيئاً (وقوله) : ثم
غمر أي أصابته غمرة المرض. والمخضب إناء يغتسل فيه. (وقوله) : حسبكم حسبكم
أي يكفيكم. (وقوله) : هذه الأبواب اللافظة في المسجد. يعني النافذة إليه.
(وقوله) : فأجمعوا أن يلدوه. يقال: لددت المريض إذا جعلت الدواء في شق فمه.
(وقوله) : رجلاً مجهراً أي رفيع الصوت مأخوذ من الجهارة. (وقوله) : قد أفرق
من مرضه أي برئ يقال أفرق المريض إذل برئ من مرضه، والسنح موضع كان فيه مال
لأبي بكر كان ينزله بأهله. وقول عائشة رضي الله عنها بين سحري ونحري. السحر
الرئة وما يتصل بها إلى الحلقوم، ويقال سحر بالضم والنحر أعلى الصدر.
(وقوله) : اوقمت ألتدم. يقال التدمت المرأة إذا ضربت صدرها (وقوله) : مسجىً
أي مغطى الوجه. (وقوله) : عليه برد حبرة هو ضرب من ثياب اليمن (وقوله) :
فعقرت
(1/460)
يعني دهشت، يقال عقر الرجل إذا تحير ودهش.
(وقوله) : يجمع رعاع الناس وغوغاءهم الرعاع سقاط الناس والغوغاء سفال الناس
وأصل الغوغاء الجراد فشبه سفلة الناس به. (وقوله) : تغرة أن يقتلا معناه
يغرر بنفسه وبالذي يتابعه من أجل أن يقتلا جميعاً (وقوله) : فانطلقنا نؤمهم
أي نقصدهم، يقال أم فلان فلاناً إذا قصده. (وقوله) : رجل مزمل أي ملتف يقال
تزمل الرجل إذا التف في كساء أو غيره (وقوله) : وقد دفت دافة. الدافة
الجماعة تأتي من البادية إلى الحاضرة والدافة أيضاً الجماعة تسير في رفق.
قوله وقد زورت مقالة يقال زور الكلام إذا أصلحه وحسنه. (وقوله) : وكنت
أداري منه بعض الحد يعني أنه كانت في خلقه حدة فكان عمر رضي الله عنه
يداريه. (وقوله) : هم أوسط العرب نسباً يعني أشرفهم قال الله تعالى: وكذلك
جعلناكم أمة وسطاً. (وقوله) : وداراً. يعني مكة لأنها أشرف البقاع. وقول
الأنصاري: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب. الجذيل تصغير جذل والجذل هنا
عود يكون في وسط مبرك الإبل تحتك به وتستريح إليه فتضرب به العرب المثل
للرجل يستشفى برأيه
(1/461)
وتوجد الراحة عنده، وعذيق تصغير عذق وهي
النخلة بنفسها والمرجب الذي تبنى إلى جانبه دعامة ترفده لكثرة حمله ولعزه
على أهله وتضرب به العرب المثل في الرجل الشريف الذي يعظمه قومه واسم
الدعامة التي تدعم بها النخلة الرجبة ومنه اشتقاق شهر رجب لأنه معظم في
الجاهلية والإسلام. (وقوله) : فكثر اللغط. اللغط اختلاف الأصوات ودخول
بعضها على بعض. (وقوله) : ونزونا على سعد بن عبادة معناه ارتفعنا ووطئنا
عليه. (وقوله) : ويضرب وحشي قدمه. الوحشي من أعضاء الإنسان ما كان إلى
خارج، والإنسي ما أقبل على جسده منها ويقال الأنسي. (وقوله) : في ثلاثة
أثواب ثوبين صحاريين وبرد حبرة. وهو منسوب إلى صحار وهي مدينة من اليمن
ويقال هي عمان،
والحبر ضرب من ثياب اليمن. (وقوله) : وكان أبو عبيدة بن الجراح يضرح. معناه
يشق الأرض للقبر، من غير أن يصنع فيه لحداً واللحد حفر يكون في شق القبر،
ومنه يسمى القبر ضريحاً ويسمى أيضاً لحداً. (وقوله) : يصلون عليه أرسالاً.
أي جماعة بعد جماعة، (وقوله) : خميصة سوداء. الخميصة كساء أسود، وهو من
لباس الزهاد وقول عائشة رضي الله عنها:
(1/462)
واشرأبت اليهودية أي أشرفت يقال اشرأب
الرجل إذا مد عنقه لينظر. (وقوله) : اونجم النفاق، أي ظهر. (وقوله) : حتى
خافهم عتاب بن أسيد عتاب هذا كان والي مكة حين توفي رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره عليها.
تفسير غريب قصيدة حسان التي رثى بها رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قوله بطيبة رسم للرسول ومعهد. طيبة اسم مدينة الرسول عليه السلام والرسم ما
بقي من أثر الدار وتعفوا تدرس وتتغير وتهمد تبلى، يقال همد الثوب إذا بلي
والآيات العلامات وحجرات جمع حجرة يعني مساكنه عليه السلام (وقوله) : لم
تطمس أي لم تغير وآيها علاماتها والآلاء النعم وتبلد أي تحير وشقها أي
أضعفها وبالغ فيها. والعشير والعشر واحد. وتوجد من الوجد وهو الحزن. وتذرف
العين أي تسيل بالدمع والطلل ما شخص من الآثار والصفيح الحجارة العريضة
ومنضد جعل بعضه فوق بعض وتهيل تصب. (وقوله) : فالناس أكمد أي أحزن من
(1/463)
الكمد وهو الحزن ويغور يبلغ الغور وهو
المنخفض من الأرض وينجد يبلغ النجد وهو المرتفع من الأرض والنهج الطريق
البين والكنف الناحية ومقصد مصيب، يقال أقصد السهم إذا أصاب والمرسلات هنا
الملائكة ومن رواه جن المرسلات فيريد أنهم مستورون عن أعين الآدميين. ولذلك
سميت الجن جناً لاستتارهم عن الأبصار. وبلاد الحرم يعني مكة وما اتصل بها
من الحرم وضافها نزل بها وبلاط مستو من الأرض والغرقد شجر وسابغ كثير تام
ويتغمد يستر. (وقوله) : وأعولي أي ارفعي صوتك بالبكاء والطرف المال المحدث
والتليد المال القديم وضن أي بخل ويتلد يكتسب قديماً والصيت الذكر الحسن في
الناس. (وقوله) : أبطحياً وهو منسوب إلى الأبطح بمكة وهو موضع سهل متسع،
والذروات الأعالي شاهقات مرتفعات بعيدات والمزن السحاب وأغيد ناعم متثنٍ.
(وقوله) : ولا الرأي يفند أي يعاب. (وقوله) : عازب العقل أي بعيد العقل.
(1/464)
تفسير غريب قصيدة
حسان التي رثى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً
قوله كحلت مآقيها بكحل الأرمد. المآقي مجاري الدموع من العين واحدها مأق
ومؤق والأرمد الذي يشتكي وجع العينين وبقيع الغرقد وهو بقيع المدينة الذي
يدفنون فيه موتاهم. (وقوله) : متلدداً أي متحيراً (وقوله) : ياليتني صبحت
ثم الأسود أي سقيت صباحاً والأسود ضرب من الحيات هنا والضرائب الطبائع
والمحتد الأصل. (وقوله) : تثني عيون الحسد أي تصرفها وتدفعها من قولك نبا
الشيء ينبو إذا ارتفع ورجع وسواء الملحد وسطه والإثمد كحل أسود يكتحل به.
(وقوله) : ولقد ولدناه يعني أن بني النجار أخوال النبي عليه السلام ومن قبل
أبائه.
تفسير غريب أبيات حسان التي رثى بها رسول الله
صلى الله عليه وسلم أيضاً
قوله نب المساكين أن الخير فارقهم. قوله نب أراد نبئ فحذف الهمزة لضرورة
الشعر (وقوله) :
(1/465)
إذا لم يونسوا المطر أي لم يحسوا يقال آنس
كذا إذا أحس به والجنادع أوائل الشر وعتا زاد وطغى. (وقوله) : هدراً أي
باطلاً والهدر الباطل.
تفسير غريب أبيات حسان التي رثى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً
قوله منى ألية بر غير إفناد الآلية اليمين والحلف والإفناد العيب والكذب
أيضاً والمباذل جمع مبذل وهو الثوب الذي يبتذل فيه والصادي العاطش.
قال الشيخ الفقيه الأجل أبو ذر رضي الله عنه: انتهى ما أمليناه على كتاب
سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من غريب شرحناه ومشكل أوضحناه ومعتل من
التفسير صححناه وأدب حليناه به ووشحناه حسبما سمح به الخاطر واقتضاه الوقت
الحاضر إملاءً من لفظنا واعتماداً على حفظنا بديهة موجزة الخطاب وعارية من
الأسهاب والأطناب فمن تصفحه فاليصفح ومن رأى اقتصاداً في عبارته فاليسمح
فليس الري عن التشاف وقد يروى الظمآن بالارتشاف والله سبحانه يعيذنا من
العي والحصر ويجنبنا فضول القول والهذر ويصلي على محمد نبيه خير البشر وسيد
البدو والحضر ما تليت الآيات والسور وقيدت الآثار والسير والسلام عليه منا
ورحمة الله وبركاته.
انتهى الجزء الموفي عشرين بحمد الله وحسن عونه
وبتمامه تم جميع الكتاب والحمد لله كما هو أهله ومستحقه وصلواته على محمد
خاتم أنبيائه ورسله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
(1/466)
|