الأنوار
في شمائل النبي المختار 3- بَابُ بَدْءِ وَحْيِهِ صَلَّى اللَّهُ
تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصِفَتِهِ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ
17 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ أَنْبَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ
يُوسُفَ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنْبَا يَحْيَى بْنُ
بُكَيْرٍ أَنْبَا اللَّيْثُ عَنْ عَقِيلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ
بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ
تَعَالَى عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ أول ما بدي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا
الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ وَكَانَ لا يَرَى رُؤْيَا إِلا جَاءَتْ مِثْلَ
فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاءُ فَكَانَ يَخْلُو
بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ
ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ
لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى
(1/15)
خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا
حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءَ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ
فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى
بَلَغَ مِنِّيَ الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا
أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ
مِنِّيَ الْجَهْدَ فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ
فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ
بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ
وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ
بِنْتِ خُوَيْلِدٍ فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى
ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ
لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلا وَاللَّهِ مَا
يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ
وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ
الْحَقِّ فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ وَرَقَةَ بْنَ
نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ
امْرَءًا تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ
الْعَرَبِيَّ فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالْعَرَبِيَّةِ
(1/16)
مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ
شَيْخًا كَبِيرًا قد عمي فقالت له خديجة يا ابن عَمِّ اسْمَعْ مِنَ ابْنِ
أَخِيكَ فَقَالَ له ورقة يا ابن أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى
فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى
مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ
يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عليه
وسلم أومخرجي هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا
جِئْتَ بِهِ إِلا عُودِيَ وَإِنْ
يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ
وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ.
18 - قَالَ وأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ أَنْبَا أَحْمَدُ
النُّعَيْمِيُّ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ قَالَ وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَا مَعْمَرٌ قَالَ الزُّهْرِيُّ فَذَكَرَ
الْحَدِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَزَادَ ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ
تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا
مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ
(1/17)
رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ فَكُلِّمَا
أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ نَفْسَهُ مِنْهُ تَبَدَّى لَهُ
جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا
فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقَرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ فَإِذَا
طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا بِمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا
أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ مِثْلَ ذَلِكَ.
19 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ أَنْبَا أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ نبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ نبا
اللَّيْثُ عَنْ عَقِيلٍ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ قَالَ
أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي
سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ
فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ
بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَجُئِثْتُ مِنْهُ حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى
الأَرْضِ فَجِئْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ زَمِّلُونِي فَزَمَّلُونِي فأنزل الله
يا أيها الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ إِلَى قَوْلِهِ فَاهْجُرْ ثُمَّ
حَمِيَ الوحي وتتابع. صحيح
20 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشِّيرَزِيُّ
أَنْبَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ أنبا أبو إسحق إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ أَنْبَا أَبُو مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
(1/18)
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا
أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ
الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ
أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيَنْفَصِمُ عَنِي وَقَدْ وَعَيْتُ مَا قَالَ
وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي
مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ فِي
الْيَوْمِ الشَّاتِي الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ
جَبِينَهُ ليتفصد عرقا. صحيح
21 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ أَنْبَا النُّعَيْمِيُّ
أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ نبا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ نبا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ نبا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُوسَى
بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسلم يعالج عن التَّنْزِيلِ شِدَّةً كَانَ
يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى لا تُحَرِّكْ بِهِ
لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ
(1/19)
عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ قَالَ
جَمْعَهُ فِي صَدْرِكَ ثُمَّ تَقْرَؤُهُ فَإِذَا قرأناه فاتبع قرآنه قَالَ
فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ قَالَ
فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا
أتاه جبرئيل اسْتَمَعَ فإذا انطلق جبرئيل قَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما أقرأه. صحيح
22 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ أَنْبَا عَبْدُ
الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْجُلُودِيُّ
نبا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ نَبَا مُسْلِمُ بْنُ
الْحَجَّاجِ نَبَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ نَبَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ
تَعَالَى عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ نَكَّسَ عَلَيْهِ رَأْسَهُ
ونكس أصحابه رؤسهم فلما أثلي عَنْهُ رفع رأسه. صحيح
23 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ أَنْبَا عَبْدُ
الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى نبا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ نَبَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَنْبَا
محمد بن موسى أَنْبَا عَبْدُ الأَعْلَى نَبَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ
الْحَسَنِ عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ
الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كُرِبَ
لِذَلِكَ
(1/20)
وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ قَالَ فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ فَلُقِيَ كَذَلِكَ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ
قَالَ خُذُوا عَنِّي قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا الثَّيِّبُ
بِالثَّيِّبِ وَالْبِكْرُ بِالْبِكْرِ الثَّيِّبُ جَلْدُ مِائَةٍ ثُمَّ
رَجْمًا بِالْحِجَارِ وَالْبِكْرُ جَلْدُ مِائَةٍ ثُمَّ نفي سنة. صحيح
24 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ أَنْبَا أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ نَبَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نَبَا
إِسْمَاعِيلُ نَبَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّ صَفْوَانَ
بْنَ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ يَعْلَى بْنَ أُمَيَّةَ
كَانَ يَقُولُ لَيْتَنِي أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ قَالَ فَبَيْنَا النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعْرَانَةِ وَعَلَيْهِ
ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ مَعَهُ فِيهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ
جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ عَلَيْهِ جُبَّةٌ متضمخ بطيب فقال يَا رَسُولَ
اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ في جبة بعدما
تَضَمَّخَ بِطِيبٍ فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَى يَعْلَى بِيَدِهِ أَنْ تَعَالَ
فَجَاءَ يَعْلَى فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْمَرُّ الْوَجْهِ يَغِطُّ كَذَلِكَ سَاعَةً
ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ أَيْنَ الَّذِي سَأَلَنِي عَنِ الْعُمْرَةِ
(1/21)
آنِفًا فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ فَأُتِيَ
بِهِ فَقَالَ أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِكَ فَاغْسِلْهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ
وَأَمَّا الْجُبَّةُ فَانْزِعْهَا ثُمَّ اصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا
يُصْنَعُ في حجك. صحيح
25 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ أَنْبَا أَحْمَدُ
النُّعَيْمِيُّ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ أَنْبَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنْبَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ قَالَ
رَأَيْتُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فَأَخْبَرَنَا
أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَخْبَرَهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلَى
عَلَيْهِ لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ فجاءه ابن أمم مَكْتُومٍ
وَهُوَ يُمِلُّهَا عَلَيَّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ
الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ وَكَانَ رَجُلا أَعْمَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى
رَسُولِهِ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنْ
تُرَضَّ فَخِذِي ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ غَيْرُ أولي
الضرر. صحيح
(1/22)
4- بَابُ صِفَةِ دُعَائِهِ صَلَّى اللَّهُ
تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُشْرِكِينَ وَصَبْرِهِ عَلَى أَذَاهُمْ
26 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ أَنْبَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ
يُوسُفَ نَبَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ نَبَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى
نَبَا أَبُو أُسَامَةَ نَبَا الأَعْمَشُ نَبَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى
عَنْهُمَا لَمَّا نَزَلَتْ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ
وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلصِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا وَهَتَفَ يَا
صَبَاحَاهُ فَقَالُوا مَنْ هَذَا فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَقَالَ
أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلا تخرج من صفح هَذَا
الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ قَالُوا مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ
كَذِبًا قَالَ فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيَّ عَذَابٌ شَدِيدٌ
قَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبًّا لَكَ مَا جَمَعْتَنَا إِلا لِهَذَا ثُمَّ قَامَ
فَنَزَلَتْ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَقَدْ تَبَّ هَكَذَا قَرَأَهَا
الأعمش يومئذ. صحيح
(1/23)
27 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ
الْقَاهِرِ أَنْبَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَا مُحَمَّدُ
بْنُ عِيسَى ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ نَبَا
مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ نَبَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ ثَنَا
يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ نَبَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي
عُثْمَانَ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ وَزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو قَالا
لَمَّا نَزَلَتْ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ انْطَلَقَ نَبِيُّ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَضَمَةٍ مِنْ
جَبَلٍ فَعَلا أَعْلاهَا حَجَرًا ثُمَّ نَادَى يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ
إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ
فَانْطَلَقَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقُوهُ فَجَعَلَ
يَهْتِفُ يا صباحاه. صحيح
28 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ أَنْبَا أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ نَبَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنْبَا أَبُو الْيَمَانِ أَنْبَا شُعَيْبٌ
عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالا إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
تَعَالَى عَنْهُ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ
الأَقْرَبِينَ قَالَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا
اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا
بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لا أُغْنِي
(1/24)
عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا
عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ
شَيْئًا وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي
لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ الله شيئا. صحيح
29 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ أَنْبَا أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنْبَا أحمد بن إسحق نَبَا عُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ مُوسَى نَبَا إِسْرَائِيلُ عن أبي إسحق عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ
بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَجَمِيعُ قُرَيْشٍ فِي مَجَالِسِهِمْ
إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ أَلا يَنْظُرُونَ إلى هذا المرأ أَيُّكُمْ
يَقُومُ إِلَى جَزُورِ آلِ فُلانٍ فَيَعْمِدُ إِلَى فَرْثِهَا وَدَمِهَا
وَسَلاهَا فَيَجِيءُ بِهِ ثُمَّ يُمْهِلُهُ حَتَّى إِذَا سَجَدَ وَضَعَهُ
بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَانْبَعَثَ أَشْقَاهُمْ فَلَمَّا سَجَدَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ بَيْنَ
كَتِفَيْهِ وَثَبَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سَاجِدًا فَضَحِكُوا حَتَّى مَالَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنَ
الضَّحِكِ فَانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إِلَى فَاطِمَةَ وَهِيَ جُوَيْرِيَةُ
فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى وَثَبَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا حَتَّى أَلْقَتْهُ عَنْهُ وَأَقْبَلَتْ
عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ قَالَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ
بِقُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ
(1/25)
ثُمَّ سَمَّى اللَّهُمَّ عَلَيْكَ
بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ
رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ
بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ وَعِمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ
فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ ثُمَّ سُحِبُوا
إِلَى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُتْبِعَ أَصْحَابُ القليب لعنة.
صحيح
30 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ أَنْبَا أَحْمَدُ
النُّعَيْمِيُّ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ نَبَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ نَبَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نَبَا الْوَلِيدُ بْنُ
مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُما أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ مَا صَنَعَهُ
الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ
أَبِي مُعَيْطٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوَى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ
بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ
وَدَفَعَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَالَ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ
جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ من ربكم. صحيح0
(1/26)
31 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ
الْقَاهِرِ أَنْبَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَا مُحَمَّدُ
بْنُ عِيسَى نَبَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ نَبَا
مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ نَبَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْقَيْسِيُّ قَالا نَبَا الْمُعْتَمِرُ
عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ أَبُو جَهْلٍ
هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ فَقِيلَ نَعَمْ
فَقَالَ وَاللاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ
لأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ وَلأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ
قَالَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهُوَ يُصَلِّي زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ قَالَ فَمَا فَجِئَهُمْ
مِنْهُ إِلا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ قَالَ
فقيل له مالك فَقَالَ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ
وَهَوْلٍ وَأَجْنِحَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لو دنا مني لاخْتَطَفَتْهُ الْمَلائِكَةُ عضوا عضوا.
صحيح
32 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ أَنْبَا عَبْدُ
الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى نَبَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ نَبَا مُسْلِمُ بْنُ
الْحَجَّاجِ ثني أَبُو طَاهِرٍ عَمْرُو بْنُ سَرْحٍ وَحَرْمَلَةُ بْنُ
يَحْيَى وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْعَامِرِيُّ وَأَلْفَاظُهُمْ
مُتَقَارِبَةٌ قَالُوا نَبَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا
حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ
أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ فَقَالَ:
(1/27)
لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ
الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابن عبد ياليل بن عَبْدِ كَلالٍ
فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ
عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ
رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فإذا فيها
جبرئيل فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ
لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ
لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ قَالَ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ
وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ
قَوْمِكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ
لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ
عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ
أَصْلابِهْم مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئا. صحيح |