الخصائص الكبرى

ذكر معجزاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَنْوَاع الجمادات

بَاب تَسْبِيح الْحَصَى وَالطَّعَام

أخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو نعيم وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي ذَر قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالِسا وَحده فَجئْت حَتَّى جَلَست إِلَيْهِ فجَاء أَبُو بكر فَسلم ثمَّ جلس ثمَّ جَاءَ عمر ثمَّ عُثْمَان وَبَين يَدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبع حَصَيَات فأخذهن فوضعهن فِي كَفه فسبحن حَتَّى سَمِعت لَهُنَّ حنينا كحنين النَّحْل ثمَّ وضعهن

(2/124)


فخرسن ثمَّ أخذهن فوضعهن فِي يَد أبي بكر فسبحن حَتَّى سَمِعت لَهُنَّ حنينا كحنين النَّحْل ثمَّ وضعهن فخرسن ثمَّ تناولهن فوضعهن فِي يَده فسبحن عمر فسبحن حَتَّى سَمِعت لَهُنَّ حنينا كحنين النَّحْل ثمَّ وضعهن فخرسن ثمَّ تناولهن فوضعهن فِي يَد عُثْمَان فسبحن حَتَّى سَمِعت لَهُنَّ حنينا كحنين النَّحْل ثمَّ وضعهن فخرسن فَقَالَ سُبْحَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (هَذِه خلَافَة نبوة)
وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخذ حَصَيَات فِي يَده حَتَّى سمعنَا التَّسْبِيح ثمَّ صيرهن فِي يَد أبي بكر فسبحن حَتَّى سمعنَا التَّسْبِيح ثمَّ صيرهن فِي يَد عمر فسبحن حَتَّى سمعنَا التَّسْبِيح ثمَّ صيرهن فِي يَد عُثْمَان فسبحن حَتَّى سمعنَا التَّسْبِيح ثمَّ صيرهن فِي أَيْدِينَا رجلا رجلا فَمَا سبحت حَصَاة مِنْهُنَّ
وَأخرج أَبُو نعيم من طَرِيق السّديّ عَن أبي مَالك عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قدم مُلُوك حَضرمَوْت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيهم الْأَشْعَث بن قيس فَقَالُوا إِنَّا قد خبأنا لَك خبأ فَمَا هُوَ فَقَالَ سُبْحَانَ الله إِنَّمَا يفعل ذَلِك بالكاهن وَإِن الكاهن وَالْكهَانَة فِي النَّار فَقَالُوا كَيفَ نعلم أَنَّك رَسُول الله فَأخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كفا من حَصى فَقَالَ (هَذَا يشْهد أَنِّي رَسُول الله فسبح الْحَصَى فِي يَده) قَالُوا نشْهد أَنَّك رَسُول الله
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ فِي كتاب العظمة عَن أنس بن مَالك قَالَ أُتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِطَعَام ثريد فَقَالَ (إِن هَذَا الطَّعَام يسبح) قَالُوا يَا رَسُول الله وتفقه تسبيحه قَالَ نعم ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لرجل أدن هَذِه الْقِصَّة من هَذَا الرجل فأدناها فَقَالَ نعم يَا رَسُول الله هَذَا الطَّعَام يسبح ثمَّ أدناها من آخر ثمَّ آخر فَقَالَا مثل ذَلِك ثمَّ ردهَا فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله لَو أمرت على الْقَوْم جَمِيعًا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهَا لَو سكتت عِنْد رجل لقالوا من ذَنْب ردهَا فَردهَا
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن خَيْثَمَة قَالَ كَانَ أَبُو الدَّرْدَاء يطْبخ قدرا فَوَقَعت على وَجههَا فَجعلت تسبح

(2/125)


وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن قيس قَالَ بَيْنَمَا أَبُو الدَّرْدَاء وسلمان يأكلان من صَحْفَة إِذْ سبحت وَمَا فِيهَا
بَاب حنين الْجذع
اخْرُج البُخَارِيّ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ كَانَ جذع يقوم إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا وضع لَهُ الْمِنْبَر سمعنَا للجذع مثل أصوات العشار حَتَّى نزل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوضع يَده عَلَيْهِ فَسكت
وَأخرج البُخَارِيّ عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقوم إِلَى نَخْلَة فَجعلُوا لَهُ منبرا فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة دفع إِلَى الْمِنْبَر فصاحت النَّخْلَة صياح الصَّبِي فَنزل فَضمهَا إِلَيْهِ فَجعلت تَئِنُّ أَنِين الصَّبِي الَّذِي يسكن قَالَ (كَانَت تبْكي على مَا كَانَت تسمع من الذّكر عِنْدهَا)
وَأخرج الدَّارمِيّ من طَرِيق عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب إِلَى جذع فَاتخذ لَهُ منبرا فَلَمَّا فَارق الْجذع وَعمد إِلَى الْمِنْبَر الَّذِي صنع لَهُ جزع الْجذع فحن كَمَا تحن النَّاقة فَرجع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوضع يَده عَلَيْهِ وَقَالَ (اختر أَن أغرسك فِي الْمَكَان الَّذِي كنت فِيهِ فَتكون كَمَا كنت وَإِن شِئْت أَن أغرسك فِي الْجنَّة فَتَشرب من أنهارها وعيونها فَيحسن نيتك وتثمر فيأكل أَوْلِيَاء الله من ثمرتك فَسمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول لَهُ نعم قد فعلت مرَّتَيْنِ فَسئلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ اخْتَار أَن أغرسه فِي الْجنَّة) وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو نعيم مثله من طَرِيق عبد الله بن بُرَيْدَة عَن عَائِشَة بِهِ
وَأخرج الْبَغَوِيّ وَأَبُو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن أبي بن كَعْب كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب إِلَى جذع فَصنعَ لَهُ مِنْبَر فَلَمَّا قَامَ عَلَيْهِ حن الْجذع فَقَالَ لَهُ (اسكن أَن تشأ

(2/126)


أغرسك فِي الْجنَّة فيأكل مِنْك الصالحون وَأَن تشأ أَن أعيدك رطبا كَمَا كنت) فَاخْتَارَ الْآخِرَة على الدُّنْيَا وَأخرج ابْن أبي شيبَة والدارمي وَأَبُو نعيم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب إِلَى جذع فَصنعَ لَهُ مِنْبَر فَلَمَّا قَامَ عَلَيْهِ حن الْجذع حنين النَّاقة إِلَى وَلَدهَا فَنزل إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فضمه فسكن إِلَيْهِ
وَأخرج البُخَارِيّ عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يخْطب إِلَى جذع فَلَمَّا اتخذ الْمِنْبَر تحول إِلَيْهِ فحن الْجذع فَأَتَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فمسحه فسكن
وَأخرج أَحْمد وَابْن سعد والدارمي وَابْن ماجة وَأَبُو نعيم وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يخْطب إِلَى جذع قبل أَن يتَّخذ الْمِنْبَر فَلَمَّا اتخذ الْمِنْبَر وتحول إِلَيْهِ حن الْجذع فَأَتَاهُ فَاحْتَضَنَهُ فسكن وَقَالَ (لَو لم احتضنه لحن إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) وَأخرج الدَّارمِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أنس قَالَ كَانَ رَسُول الله يقوم إِلَى جذع فَلَمَّا اتخذ الْمِنْبَر وَقعد عَلَيْهِ خار الْجذع كخوار الثور حَتَّى ارتج الْمَسْجِد بخواره فَنزل إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَالْتَزمهُ فَسكت فَقَالَ (وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو لم الْتَزمهُ لما زَالَ هَكَذَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة حزنا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
وَأخرج ابْن سعد وَابْن رَاهْوَيْةِ فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقوم إِلَى خَشَبَة فَلَمَّا اتخذ الْمِنْبَر حنت الْخَشَبَة فَأقبل النَّاس عَلَيْهَا فوقفوا إِلَى جنبها فرقوا من حنينها حَتَّى كثر بكاؤهم فَنزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَاهَا فَوضع يَده عَلَيْهَا فسكنت
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أم سَلمَة قَالَت كَانَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَشَبَة يسْتَند إِلَيْهَا إِذا خطب فَصنعَ لَهُ مِنْبَر فَلَمَّا فقدته خارت كخوار الثور حَتَّى سَمعهَا أهل الْمَسْجِد فَأَتَاهَا فاحتضنها فسكنت
وَأخرج الدَّارمِيّ وَابْن ماجة وَابْن سعد وَأَبُو يعلى وَأَبُو نعيم وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي بن كَعْب قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب إِلَى جذع فَصنعَ الْمِنْبَر فَلَمَّا جَاوز ذَلِك الْجذع

(2/127)


إِلَيْهِ خار حَتَّى تصدع وَانْشَقَّ فَنزل فمسحه بِيَدِهِ حَتَّى سكن
وَأخرج الزبير بن بكار فِي أَخْبَار الْمَدِينَة عَن الْمطلب بن أبي ودَاعَة قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسند ظَهره إِلَى جذع فِي الْمَسْجِد إِذا خطب فَلَمَّا جعل لَهُ الْمِنْبَر وَجلسَ عَلَيْهِ خار الْجذع خوار الثور فَأقبل عَلَيْهِ حَتَّى الْتَزمهُ فسكن وَقَالَ لَا تلوموه فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يُفَارق شَيْئا إِلَّا وجد عَلَيْهِ
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق أبي حَاتِم الرَّازِيّ قَالَ عَمْرو بن سَواد قَالَ لي الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ مَا أعْطى الله تَعَالَى نَبيا مَا أعْطى مُحَمَّدًا قلت أعطي عِيسَى إحْيَاء الْمَوْتَى فَقَالَ أعطي مُحَمَّدًا حنين الْجذع فَهَذَا أكبر من ذَاك
بَاب تَأْمِين اسكفة الْبَاب وحوائط الْبَيْت
أخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي اسيد السَّاعِدِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للْعَبَّاس (لَا ترم مَنْزِلك غَدا أَنْت وبنوك حَتَّى آتيكم فَإِن لي فِيكُم حَاجَة فَلَمَّا أصبح أَتَاهُم فَقَالَ تقاربوا حَتَّى إِذا أمكنو اشْتَمَل عَلَيْهِم بملاءته فَقَالَ يَا رب هَذَا عمي وصنو أبي وَهَؤُلَاء أهل بَيْتِي فاسترهم من النَّار كستري إيَّاهُم بملاءتي هَذِه فآمنت أُسْكُفَّة الْبَاب وحوائط الْبَيْت آمين آمين آمين)
وَأخرج أَبُو نعيم عَن عبد الله بن الغسيل قَالَ كنت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمر بِالْعَبَّاسِ فَقَالَ يَا عَم ابتعني ببنيك فَانْطَلق بهم فأدخلهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيْتا وغطاهم بشملة وَقَالَ (اللَّهُمَّ إِن هَؤُلَاءِ أهل بَيْتِي وعترتي فاسترهم من النَّار كَمَا سترتهم بِهَذِهِ الشملة قَالَ فَمَا بَقِي فِي الْبَيْت جدر وَلَا بَاب إِلَّا أَمن)

(2/128)


بَاب تحرّك الْجَبَل

أخرج الشَّيْخَانِ عَن أنس قَالَ صعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدا أَو حراء وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان فَرَجَفَ بهم فَضَربهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِرجلِهِ وَقَالَ (أثبت عَلَيْك نَبِي وصديق وشهيدان) وَأخرج أَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث سهل بن سعد السَّاعِدِيّ مثله بِلَفْظ أحدا فَقَط وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مثله وَزَاد وَعلي وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر فَقَالَ إهدأ فَمَا عَلَيْك إِلَّا نَبِي أَو صديق أَو شَهِيد وَأخرجه أَحْمد من حَدِيث بُرَيْدَة بِلَفْظ حراء فَقَط
بَاب تحرّك الْمِنْبَر

أخرج أَحْمد وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة عَن ابْن عمر قَالَ سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ على الْمِنْبَر يَقُول (يَأْخُذ الْجَبَّار سمواته وأرضه بِيَدِهِ ثمَّ يَقُول أَنا الْجَبَّار أَيْن الجبارون أَيْن المتكبرون ويتميل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن يَمِينه وَعَن يسَاره حَتَّى نظرت إِلَى الْمِنْبَر يَتَحَرَّك من أَسْفَل شَيْء مِنْهُ حَتَّى أَنِّي أَقُول أساقط هُوَ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ حَدَّثتنِي عَائِشَة أَنَّهَا سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن هَذِه الْآيَة وَمَا قدرُوا الله حق قدره الأَرْض جَمِيعًا قَبضته يَوْم الْقِيَامَة وَالسَّمَوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ قَالَ يَقُول أَنا الْجَبَّار أَنا أَنا ويمجد الرب نَفسه فَرَجَفَ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم منبره حَتَّى قُلْنَا ليخرن
وَأخرج الْبَزَّار وَابْن عدي عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرَأَ هَذِه الْآيَة على الْمِنْبَر مَا قدرُوا الله حق قدره حَتَّى بلغ {عَمَّا يشركُونَ} فَقَالَ الْمِنْبَر هَكَذَا فجَاء وَذهب ثَلَاث مَرَّات

(2/129)


بَاب معجزته فِيمَن مَاتَ وَلم تقبله الأَرْض
أخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن قبيصَة بن ذويب قَالَ أغار رجل من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على سَرِيَّة من الْمُشْركين فانهزمت فَغشيَ رجل من الْمُسلمين رجلا من الْمُشْركين وَهُوَ مُنْهَزِم فَلَمَّا أَرَادَ أَن يعلوه بِالسَّيْفِ قَالَ الرجل لَا إِلَه إِلَّا الله فَلم ينْزع عَنهُ حَتَّى قَتله ثمَّ وجد فِي نَفسه من قَتله فَذكر حَدِيثه لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهَلا نقبت عَن قلبه فَلم يَلْبَثُوا إِلَّا قَلِيلا حَتَّى توفّي ذَلِك الرجل الْقَاتِل فَدفن فَأصْبح على وَجه الأَرْض فجَاء أَهله فَحَدثُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ ادفنوه فدفنوه فَأصْبح على وَجه الأَرْض ثَلَاثًا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الأَرْض أَبَت أَن تقبله فاطرحوه فِي غَار من الغيران
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن الْحسن قَالَ بلغنَا أَن رجلا فَذكر نَحوه وَزَاد فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أما أَنَّهَا تقبل من هُوَ شَرّ مِنْهُ وَلَكِن الله أَرَادَ أَن يَجعله موعظة لكم لِئَلَّا يقدم رجل مِنْكُم على قتل من يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله أَو يَقُول أَنِّي مُسلم اذْهَبُوا بِهِ إِلَى شعب بني فلَان وادفنوه فَإِن الأَرْض ستقبله فدفنوه فِي ذَلِك الشّعب
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم مثله بِهَذِهِ الزِّيَادَة من حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن من طَرِيق عَاصِم الْأَحول عَن السميط عَنهُ
وَأخرج أَبُو نعيم وَابْن إِسْحَاق عَن الْحسن نَحوه وَفِيه أَنه مَاتَ بعد سبع وَأَنه محلم بن جثامة
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أُسَامَة بن زيد قَالَ بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا فكذب عَلَيْهِ فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوجدَ مَيتا قد انْشَقَّ بَطْنه وَلم تقبله الأَرْض
وَأخرج الشَّيْخَانِ وَأحمد وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أنس أَن رجلا كَانَ يكْتب الْوَحْي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ يملي عَلَيْهِ عليما حكيما فَيَقُول اكْتُبْ سميعا بَصيرًا

(2/130)


فَيَقُول اكْتُبْ كَيفَ شِئْت ويملي عَلَيْهِ سميعا بَصيرًا فَيكْتب عليما حكيما فَارْتَد ذَلِك الرجل وَلحق بالمشركين وَقَالَ أَنا أعلم بِمُحَمد إِن كنت لأكتب مَا شِئْت فَمَاتَ ذَلِك الرجل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الأَرْض لَا تقبله فَدفن فَلم تقبله الأَرْض قَالَ أَبُو طَلْحَة فَقدمت الأَرْض الَّتِي مَاتَ فِيهَا فَوَجَدته مَنْبُوذًا فَقلت مَا شَأْن هَذَا فَقَالُوا دفناه فَلم تقبله الأَرْض
بَاب الْآيَة فِيمَن كذب عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحكمه بقتْله

وَأخرج عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف وَالْبَيْهَقِيّ عَن سعيد بن جُبَير قَالَ جَاءَ رجل إِلَى قَرْيَة من قرى الْأَنْصَار فَقَالَ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْسلنِي إِلَيْكُم وأمركم أَن تزوجوني مِنْكُم فُلَانَة وَلم يكن أرْسلهُ فَبلغ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك فَأرْسل عليا وَالزُّبَيْر فَقَالَ اذْهَبَا فَإِن أدركتماه فاقتلاه وَلَا أر كَمَا تدركانه فذهبا فوجداه قد لدغته حَيَّة فَقتلته
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق عَطاء بن السَّائِب عَن عبد الله بن الْحَارِث أَن جد جد الجندعي أَتَى الْيمن فعشق فيهم امْرَأَة فَقَالَ إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْمُركُمْ أَن تبعثوا إِلَيّ بفتاتكم فَقَالُوا عهدنا برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يحرم الزِّنَا ثمَّ بعثوا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا فَبعث عليا فَقَالَ ائته فَإِن وافقته خيا فاقتله وَإِن وجدته مَيتا فأحرقه بالنَّار فَخرج جدجد من اللَّيْل يَسْتَقِي من المَاء فلدغته أَفْعَى فَقتلته
بَاب الْآيَة فِي ابْن أُبَيْرِق
أخرج ابْن إِسْحَاق وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن قَتَادَة بن النُّعْمَان أَن أَبَا طعمة بشير بن أُبَيْرِق كَانَ منافقا وَأَنه سرق من علية بن رِفَاعَة بن زيد طَعَاما وسلاحا فَنزل فِيهِ

(2/131)


{إِنَّا أنزلنَا إِلَيْك الْكتاب بِالْحَقِّ لتَحكم بَين النَّاس بِمَا أَرَاك الله} الْآيَات فهرب فلحق بِمَكَّة حَتَّى نزل على سَلامَة بنت سعد فَوَقع يشْتم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه فَرَمَاهُ حسان بِأَبْيَات فَلَمَّا بلغَهَا شعر حسان أخرجته من بَيتهَا فلحق بِالطَّائِف فَدخل بَيْتا لَيْسَ فِيهِ أحد فَوَقع عَلَيْهِ فَقتله فَجعلت قُرَيْش تَقول وَالله مَا يُفَارق مُحَمَّدًا أحد من أَصْحَابه فِيهِ خير
بَاب الْآيَة فِي الحكم ابْن أبي الْعَاصِ أبي مَرْوَان

أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق قَالَ كَانَ الحكم بن أبي الْعَاصِ يجلس إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا تكلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اختلج بِوَجْهِهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كن كَذَلِك فَلم يزل يختلج حَتَّى مَاتَ
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب يَوْمًا وَرجل خَلفه يحاكيه ويلمصه فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَذَلِك فَكُن فَرفع إِلَى أَهله فلبط بِهِ شَهْرَيْن ثمَّ أَفَاق حِين أَفَاق وهوكما حكى رَسُول الله
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن مَالك بن دِينَار قَالَ حَدثنِي هِنْد بن خَدِيجَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأبي الحكم فَجعل يغمز بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَآهُ فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَل بِهِ وزغا فَرَجَفَ مَكَانَهُ والوزغ ارتعاش
وَأخرج الْبَغَوِيّ مثله وَقَالَ بالحكم أبي مَرْوَان وَأخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد مثله وَقَالَ بالحكم بن أبي الْعَاصِ وَقَالَ فَمَا قَامَ حَتَّى ارتعش

(2/132)


بَاب الْآيَة فِي ابْنة الْحَارِث
ذكر ابْن فتحون عَن الطَّبَرِيّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب إِلَى الْحَارِث بن أبي حَارِثَة ابْنة حمزه فَقَالَ إِن بهَا سوء وَلم يكن كَمَا قَالَ فَرجع فَوَجَدَهَا قد برصت
بَاب الْآيَة فِي النَّار

أخرج ابْن وهب عَن ابْن لَهِيعَة أَن الْأسود الْعَنسِي لما ادّعى النُّبُوَّة وَغلب على صنعاء أَخذ ذُؤَيْب بن كُلَيْب فَأَلْقَاهُ فِي النَّار لتصديقه بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم تضره النَّار فَذكر ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَابه فَقَالَ عمر الْحَمد لله الَّذِي جعل فِي أمتنَا مثل إِبْرَاهِيم الْخَلِيل قَالَ عَبْدَانِ فِي كتاب الصَّحَابَة ذُؤَيْب هَذَا هُوَ ابْن كُلَيْب ابْن ربيعَة الْخَولَانِيّ أول من أسلم من أهل الْيمن
وَأخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق أبي بشر جَعْفَر بن أبي وحشية أَن رجلا من خولان أسلم فأراده قومه على الْكفْر فألقوه فِي نَار فَلم يَحْتَرِق مِنْهُ إِلَّا أمكنه لم يكن فِيمَا مضى يُصِيبهَا الْوضُوء فَقدم على أبي بكر فَقَالَ لَهُ اسْتغْفر لي قَالَ أَنْت أَحَق قَالَ أَبُو بكر إِنَّك ألقيت فِي النَّار فَلم تحترق فَاسْتَغْفر لَهُ ثمَّ خرج إِلَى الشَّام فَكَانُوا يشبهونه بإبراهيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام
وَأخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن شُرَحْبِيل بن مُسلم الْخَولَانِيّ أَن الْأسود بن قيس تنبأ بِالْيمن فَبعث إِلَى أبي مُسلم الْخَولَانِيّ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ مَا أسمع قَالَ أَتَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ نعم فَأمر بِنَار عَظِيمَة ثمَّ ألقِي أَبَا مُسلم فِيهَا فَلم تضره قيل للأسود إِن لم تنف هَذَا عَنْك أفسد عَلَيْك من اتبعك فَأمره بالرحيل فَقدم الْمَدِينَة وَقد قبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واستخلف أَبُو بكر فَقَالَ أَبُو بكر الْحَمد لله الَّذِي لم يُمِتْنِي حَتَّى أَرَانِي فِي أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

(2/133)


من صنع بِهِ كَمَا صنع بإبراهيم خَلِيل الرَّحْمَن فَكَانَ الخولانيون يَقُولُونَ للعنسيين صَاحبكُم الْكذَّاب الَّذِي أحرق صاحبنا بالنَّار فَلم تضره
وَقَالَ ابْن سعد حَدثنَا يحيى بن حَمَّاد أَنا أَبُو عوَانَة عَن أبي بلج عَن عَمْرو ابْن مَيْمُون قَالَ أحرق الْمُشْركُونَ عمار بن يَاسر بالنَّار فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمر بِهِ ويمر يَده على رَأسه لأسد فَيَقُول (يَا نَار كوني بردا وَسلَامًا على عمار كَمَا كنت على إِبْرَاهِيم تقتلك الفئة الباغية)
فَائِدَة فِي عدم احتراق المنديل الَّذِي كَانَ يمسح بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجهه وَخُرُوجه من النَّار مبيضا

وَأخرج أَبُو نعيم عَن عباد بن عبد الصَّمد قَالَ أَتَيْنَا أنس بن مَالك فَقَالَ يَا جَارِيَة هَلُمِّي الْمَائِدَة نتغدى فَأَتَت بهَا ثمَّ قَالَ هَلُمِّي المنديل فَأَتَت بمنديل وسخ فَقَالَ اسجري التَّنور فأوقدته فَأمر بالمنديل فَطرح فِيهِ فَخرج أَبيض كَأَنَّهُ اللَّبن فَقُلْنَا مَا هَذَا قَالَ هَذَا منديل كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمسح بِهِ وَجهه فَإِذا اتسخ صنعنَا بِهِ هَكَذَا لِأَن النَّار لَا تَأْكُل شَيْئا مر على وُجُوه الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن مُعَاوِيَة بن حرمل قَالَ خرجت نَار من الْحرَّة فجَاء عمر إِلَى تَمِيم الدَّارِيّ فَقَالَ قُم إِلَى هَذِه النَّار فَقَامَ مَعَه وتبعتهما فَانْطَلقَا إِلَى النَّار فَجعل تَمِيم يحوشها بِيَدِهِ حَتَّى دخلت الشّعب وَدخل تَمِيم خلفهَا فَجعل عمر يَقُول لَيْسَ من رأى كمن لم ير قَالَهَا ثَلَاثًا
وَأخرج أَبُو نعيم عَن مَرْزُوق أَن نَارا خرجت على عهد عمر فَجعل تَمِيم الدَّارِيّ يَدْفَعهَا بردائه حَتَّى دخلت غارا فَقَالَ لَهُ عمر لمثل هَذَا كُنَّا نختبئك يَا أَبَا رقية

(2/134)


بَاب إضاءة العصى وَالسَّوْط والأصابع

أخرج الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي عبس بن جبر أَنه كَانَ يُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصَّلَوَات ثمَّ يرجع إِلَى بني حاثة فَخرج لَيْلَة مظلمه مطيرة فنور لَهُ فِي عَصَاهُ حَتَّى دخل دَار بني حَارِثَة
وَأخرج البُخَارِيّ عَن أنس أَن رجلَيْنِ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرجا من عِنْده ذَات لَيْلَة مطيرة ومعهما مثل المصباحين يضيئان بَين أَيْدِيهِمَا فَلَمَّا افْتَرقَا صَار مَعَ كل وَاحِد مِنْهُمَا وَاحِد حَتَّى أَتَى أَهله
وَأخرج ابْن سعد وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من وَجه آخر عَن أنس قَالَ كَانَ عباد بن بشر وَأسيد بن حضير عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَاجَة حَتَّى ذهب من اللَّيْل سَاعَة وَهِي لَيْلَة شَدِيدَة الظلمَة ثمَّ خرجا وبيد كل وَاحِد مِنْهُمَا عَصا فَأَضَاءَتْ لَهما عَصا أَحدهمَا فمشيا فِي ضوئها حَتَّى إِذا افْتَرَقت بهما الطَّرِيق أَضَاءَت للْآخر عَصَاهُ فَمشى كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي ضوء عَصَاهُ حَتَّى بلغ أَهله
وَأخرج أَبُو نعيم من وَجه آخر عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعمر سمرا عِنْد أبي بكر يتحدثان عِنْده حَتَّى ذهب اللَّيْل ثمَّ خرجا وَخرج أَبُو بكر مَعَهُمَا جَمِيعًا فِي لَيْلَة مظْلمَة مَعَ أَحدهمَا عَصا فَجعلت تضيء لَهما وَعَلَيْهِمَا نور حَتَّى بلغُوا الْمنزل
وَأخرج البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن حَمْزَة الْأَسْلَمِيّ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فتفرقنا فِي لَيْلَة ظلماء فَأَضَاءَتْ أصابعي حَتَّى جمعُوا عَلَيْهَا ظهْرهمْ وَمَا هلك مِنْهُم وَأَن أصابعي لتنير
وَأخرج أَبُو نعيم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ كَانَت لَيْلَة مطيرة فَلَمَّا خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لصَلَاة الْعشَاء برقتْ برقة فَرَأى قَتَادَة بن النُّعْمَان فَقَالَ يَا قَتَادَة إِذا صليت فَأثْبت حَتَّى آمُرك فَلَمَّا انْصَرف أعطَاهُ العرجون فَقَالَ خُذ هَذَا يضيء لَك أمامك عشرا وخلفك عشرا

(2/135)


بَاب فِي تنوير بَيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث مَرَّات وَإجَابَة دُعَائِهِ فِي مغْفرَة سَائِر أمته

أخرج أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن عَائِشَة قَالَت بَات رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى جَانِبي ثمَّ استيقظت فاستوحشت لَهُ فَسمِعت حسه يُصَلِّي فَتَوَضَّأت ثمَّ جِئْت فَصليت وَرَاءه فَدَعَا مَا شَاءَ الله من اللَّيْل فجَاء نور حَتَّى أَضَاء الْبَيْت كُله فَمَكثَ مَا شَاءَ الله ثمَّ ذهب وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو فَمَكثَ مَا شَاءَ الله ثمَّ جَاءَ نور هُوَ أَشد من ذَلِك ضوءا حَتَّى لَو كَانَ الْخَرْدَل فِي بَيْتِي حسبت أَن ألقطه لقطَة ثمَّ انْصَرف فَقلت يَا رَسُول الله مَا هَذَا النُّور الَّذِي رَأَيْت قَالَ وَقد رَأَيْته يَا عَائِشَة قلت نعم قَالَ (إِنِّي سَأَلت رَبِّي أمتِي فَأَعْطَانِي الثُّلُث مِنْهُم فحمدته وشكرته ثمَّ سَأَلته الْبَقِيَّة فَأَعْطَانِي الثُّلُث الثَّانِي فحمدته وشكرته ثمَّ سَأَلته الثُّلُث الثَّالِث فأعطانيه فحمدته وشكرته)
حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس بن قُتَيْبَة حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو الْغَزِّي حَدثنَا عطاف بن خَالِد عَن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مطر بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ قَالَت عَائِشَة فَذكره عطاف ضَعِيف
بَاب البرقة الَّتِي برقتْ لِلْحسنِ وَالْحُسَيْن رَضِي الله عَنْهُمَا

أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كُنَّا نصلي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعشَاء فَكَانَ يُصَلِّي فَإِذا سجد وثب الْحسن وَالْحُسَيْن على ظَهره فَإِذا رفع رَأسه أخذهما فوضعهما وضعا رَفِيقًا فَإِذا عَاد عادا فَلَمَّا صلى جعل وَاحِدًا هَهُنَا وواحدا هَهُنَا فَجئْت فَقلت يَا رَسُول الله أَلا اذْهَبْ بهما إِلَى أمهما قَالَ لَا فبرقت برقة فَقَالَ إلحقا بأمكما فَمَا زَالا يمشيان فِي ضوئها حَتَّى دخلا

(2/136)


وَأخرج أَبُو نعيم من وَجه آخر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ الْحسن عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلَة ظلماء وَكَانَ يُحِبهُ حبا شَدِيدا فَقَالَ اذْهَبْ إِلَى أُمِّي فَقلت أذهب مَعَه يَا رَسُول الله قَالَ لَا فَجَاءَت برقة من السَّمَاء فمشي فِي ضوئها حَتَّى بلغ إِلَى مد
بَاب رد الشَّمْس بعد غُرُوبهَا لعَلي رَضِي الله عَنهُ

أخرج ابْن مندة وَابْن شاهين وَالطَّبَرَانِيّ بأسانيد بَعْضهَا على شَرط الصَّحِيح عَن أَسمَاء بنت عُمَيْس قَالَت كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُوحى إِلَيْهِ فِي حجر عَليّ فَلم يصل الْعَصْر حَتَّى غربت الشَّمْس فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (اللَّهُمَّ إِنَّه كَانَ فِي طَاعَتك وَطَاعَة رَسُولك فاردد الشَّمْس) قَالَت أَسمَاء فرأيتها غربت ثمَّ رَأَيْتهَا طلعت بعد مَا غربت وَفِي لفظ للطبراني فطلعت عَلَيْهِ الشَّمْس حَتَّى وقفت على الْجبَال وعَلى الأَرْض وَقَامَ عَليّ فَتَوَضَّأ وَصلى الْعَصْر ثمَّ غَابَتْ وَذَلِكَ بالصهباء
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ نَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَأسه فِي حجر عَليّ وَلم يكن صلى الْعَصْر حَتَّى غربت الشَّمْس فَلَمَّا قَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَا لَهُ فَردَّتْ عَلَيْهِ الشَّمْس حَتَّى صلى ثمَّ غَابَتْ ثَانِيَة
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد حسن عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر الشَّمْس فتأخرت سَاعَة من نَهَار
بَاب التمثال الَّذِي وضع يَده الشَّرِيفَة عَلَيْهِ فأذهبه

أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عَائِشَة قَالَ دخل عَليّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا مستترة بقرام فِيهِ صُورَة فهتكه ثمَّ قَالَ (إِن أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة الَّذين يشبهون بِخلق الله)

(2/137)


قَالَت عَائِشَة وأتاني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بترس فِيهِ تِمْثَال عِقَاب فَوضع يَده عَلَيْهِ فأذهبه الله
وَأخرج ابْن سعد وَابْن أبي شيبَة وَابْن عَسَاكِر عَن مَكْحُول قَالَ كَانَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ترس فِيهِ تِمْثَال رَأس كَبْش فكره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَانَهُ فَأصْبح وَقد أذهبه الله
بَاب الشّعْر الَّذِي وضع يَده الْكَرِيمَة عَلَيْهِ فَلم يشب

أخرج البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَابْن مندة وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن السكن وَابْن سعد وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق آمِنَة بنت أبي الشعْثَاء وَقُطْبَة كِلَاهُمَا عَن مدلوك أبي سُفْيَان قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ موَالِي فَأسْلمت فَمسح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده على رَأْسِي قَالَتَا فَرَأَيْنَا مَا مسح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من رَأسه أسود وَقد شَاب مَا سوى ذَلِك
وَأخرج ابْن سعد وَابْن مندة وَالْبَغوِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن عَطاء مولى السَّائِب بن يزِيد قَالَ كَانَ رَأس السَّائِب أسود الهامة إِلَى مقدم رَأسه وَكَانَ سائره أَبيض فَقلت يَا مولَايَ مَا رَأَيْت أحدا أعجب شعرًا مِنْك قَالَ وَمَا تَدْرِي يَا بني لم ذَاك إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بِي وَأَنا مَعَ الصّبيان فَقَالَ من أَنْت قلت السَّائِب بن يزِيد فَمسح بِيَدِهِ على رَأْسِي وَقَالَ بَارك الله فِيهِ فَهُوَ لَا يشيب أبدا
وَأخرج البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق يُونُس بن مُحَمَّد بن أنس عَن أَبِيه قَالَ قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَأَنا ابْن اسبوعين فَأتي بِي فَمسح رَأْسِي ودعا لي بِالْبركَةِ وَقَالَ سموهُ باسمي وَلَا تكنوه بكنيتي وَحج حجَّة الْوَدَاع وَأَنا ابْن عشر سِنِين قَالَ يُونُس وَلَقَد عمر أبي حَتَّى شَاب كل شَيْء مِنْهُ وَمَا شَاب مَوضِع يَد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من رَأسه وَلَا من لحيته وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن مُحَمَّد بن فضَالة الظفري مثله سَوَاء

(2/138)


وَأخرج الْبَغَوِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق أبي الوضاح بن سَلمَة الْجُهَنِيّ عَن أَبِيه عَن عَمْرو بن تغلب قَالَ لقِيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسْلمت وَمسح على وَجْهي فَمَاتَ عَمْرو بن تغلب وَقد أَتَت عَلَيْهِ مائَة سنة وَمَا وَقد أتيت عَلَيْهِ مائَة سنة وَمَا شابت مِنْهُ شَعْرَة مستها يَد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من وَجهه وَرَأسه
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَابْن السكن عَن مَالك بن عُمَيْر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وضع يَده على رَأسه وَوَجهه فعمر حَتَّى شَاب رَأسه ولحيته وَمَا شَاب مَوضِع يَد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من رَأسه ولحيته
وَأخرج الزبير بن بكار فِي أَخْبَار الْمَدِينَة عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سعد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مسح رَأس عبَادَة بن سعد بن عُثْمَان الزرقي ودعا لَهُ فَمَاتَ وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة وَمَا شَاب
وَأخرج ابْن عَسَاكِر وَإِسْحَاق الرَّمْلِيّ فِي فَوَائده عَن بشير بن عقربة الْجُهَنِيّ قَالَ لما قتل أبي يَوْم أحد أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا أبْكِي فَقَالَ مَا يبكيك أما ترْضى أَن أكون أَنا أَبَاك وَعَائِشَة أمك فَمسح على رَأْسِي فَكَانَ أثر يَده من رَأْسِي أسود وسائره أَبيض وَكَانَت بِي رتة وَلَفظ إِسْحَاق وَكَانَت فِي لساني عقدَة فتفل فِيهَا فانحلت وَقَالَ لي مَا أسمك قلت بجير قَالَ بل انت بشير
وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالْبَيْهَقِيّ وَصَححهُ من طَرِيق علياء بن أَحْمَر عَن أبي زيد الْأنْصَارِيّ قَالَ مسح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ على رَأْسِي ولحيتي ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ جمله قَالَ فَبلغ بضعا وَمِائَة سنة وَمَا فِي لحيته بَيَاض وَقد كَانَ منبسط الْوَجْه وَلم ينقبض وَجهه حَتَّى مَاتَ
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من طَرِيق أبي نهيك الْأَزْدِيّ عَن أبي زيد الْأنْصَارِيّ عَمْرو بن أَخطب قَالَ استسقى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَيْته بِإِنَاء فِيهِ مَاء وَفِيه شعره فرفعتها ثمَّ ناولته فَقَالَ اللَّهُمَّ جمله قَالَ فرأيته

(2/139)


وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَتِسْعين سنة وَمَا فِي رَأسه ولحيته شَعْرَة بَيْضَاء
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق ثُمَامَة عَن أنس أَن يَهُودِيّا أَخذ من لحية النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ اللَّهُمَّ جمله فاسودت لحيته بَعْدَمَا كَانَت بَيْضَاء
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن قَتَادَة قَالَ حلب يَهُودِيّ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَاقَة فَقَالَ اللَّهُمَّ جمله فاسود شعره حَتَّى صَار أَشد سوادا من كَذَا وَكَذَا قَالَ معمر وَسمعت غير قَتَادَة يذكر أَنه عَاشَ تسعين سنة فَلم يشب أخرجه ابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل وَالْبَيْهَقِيّ وَقَالَ مُرْسل شَاهد لما قبله
بَاب الْآيَة فِي أثر يَده من الشِّفَاء والبريق وَالطّيب ونبات الشّعْر
أخرج أَحْمد وَالْبُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَابْن سعد وَأَبُو يعلى وَالْبَغوِيّ وَالْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن حَنْظَلَة بن حذيم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مسح رَأسه بِيَدِهِ وَقَالَ لَهُ بورك فِيك قَالَ الذَّيَّال فَرَأَيْت حَنْظَلَة يُؤْتى بِالشَّاة الوارم ضرْعهَا وَالْبَعِير وَالْإِنْسَان بِهِ الورم فيتفل فِي يَده وَيمْسَح بصلعته وَيَقُول بِسم الله على أثر يَد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيمسحه ثمَّ يمسح موقع الورم فَيذْهب الورم
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي الْعَلَاء قَالَ عدت قَتَادَة بن ملْحَان فِي مَرضه فَمر رجل فِي مُؤخر الدَّار فرأيته فِي وَجه قَتَادَة وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مسح وَجهه وَكنت قل مَا رَأَيْته كَأَن إِلَّا رَأَيْته على وَجهه الدهان
وَأخرج البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَالْبَغوِيّ وَابْن مندة وَأَبُو نعيم وَابْن شاهين وثابت فِي الدَّلَائِل من طرق عَن بشر بن مُعَاوِيَة أَنه قدم مَعَ أَبِيه مُعَاوِيَة بن ثَوْر على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمسح رَأس بشير وَوَجهه ودعا فَكَانَت فَكَانَت فِي وَجهه مسحة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

(2/140)


كالغرة وَكَانَ لَا يمسح شَيْئا إِلَّا برأَ
وَأخرج ابْن شاهين عَن خُزَيْمَة بن عَاصِم العكلي أَنه قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم فَمسح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجهه فَمَا زَالَ وَجهه جَدِيدا حَتَّى مَاتَ
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والأوسط بِسَنَد جيد وَالْبَيْهَقِيّ عَن أم عَاصِم امْرَأَة عتبَة بن فرقد قَالَت كُنَّا عِنْد عتبَة أَربع نسْوَة مَا منا امْرَأَة إِلَّا وَهِي تجتهد فِي الطّيب لتَكون أطيب من صاحبتها وَمَا يمس عتبَة الطّيب وَهُوَ أطيب ريحًا منا وَكَانَ إِذا خرج إِلَى النَّاس قَالُوا مَا شممنا ريحًا أطيب من ريح عتبَة فَقُلْنَا لَهُ فِي ذَلِك قَالَ أَخَذَنِي الشرى على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فشكوت ذَلِك إِلَيْهِ فَأمرنِي أَن أتجرد فتجردت وَقَعَدت بَين يَدَيْهِ وألقيت ثوبي على فَرجي فنفث فِي يَده ثمَّ وضع يَده على ظَهْري وبطني فعبق بِي هَذَا الطّيب من يَوْمئِذٍ
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن وَائِل بن حجر قَالَ كنت أُصَافح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو يمس جلدي جلده فأعرف فِي يَدي بعد ثَالِثَة أُصِيب من ريح الْمسك
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي طفيل أَن رجلا من بني لَيْث يُقَال لَهُ فراس بن عَمْرو أَصَابَهُ صداع شَدِيد فَذهب بِهِ أَبوهُ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بجلدة مَا بَين عَيْنِيَّة فجذبها فَنَبَتَتْ فِي مَوضِع أَصَابِع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من جَبينه شَعْرَة فَذهب عَنهُ الصداع فَلم يصدع قَالَ أَبُو الطُّفَيْل فرأيتها كَأَنَّهَا شَعْرَة قنفذ قَالَ فهم بِالْخرُوجِ على عَليّ مَعَ أهل حروراء فَأَخذه أَبوهُ فأوثقه وحبسه فَسَقَطت تِلْكَ الشعرة فشق عَلَيْهِ سُقُوطهَا فَقيل لَهُ هَذَا مِمَّا هَمَمْت بِهِ فأحدث تَوْبَة فَتَابَ قَالَ أَبُو الطُّفَيْل فرأيتها بعد مَا نَبتَت قد سَقَطت ثمَّ رَأَيْتهَا قد نَبتَت
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من وَجه آخر عَن أبي الطُّفَيْل أَن رجلا ولد لَهُ غُلَام على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأتى بِهِ فَدَعَا لَهُ بِالْبركَةِ وَأخذ بجبهته فَنَبَتَتْ شَعْرَة فِي جَبهته كَأَنَّهَا هلبة فرس فشب الْغُلَام فَلَمَّا كَانَ زمن من الْخَوَارِج أجابهم فَسَقَطت الشعرة عَن جَبهته

(2/141)


فوعظناه وَقُلْنَا لَهُ ألم تَرَ بركَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقعت فَلم نزل بِهِ حَتَّى تَابَ فَرد الله تَعَالَى الشعرة بعد فِي وَجهه
وَقَالَ ابْن سعد فِي طبقاته الهلب بن يزِيد بن عدي وَفد إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ أَقرع فَمسح رَأسه فنبت شعره فَسمى الهلب
وَأخرج الْمَدَائِنِي عَن رِجَاله أَن أسيد بن أبي أنَاس مسح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجهه وَألقى يَده على صَدره فَكَانَ أسيد يدْخل الْبَيْت المظلم فيضيء وَأخرجه ابْن عَسَاكِر
بَاب آيَة أُخْرَى
أخرج الْحَاكِم عَن حَنْظَلَة بن قيس أَن عبد الله بن عَامر بن كريز أُتِي بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتفل عَلَيْهِ وعوذه فَجعل يتسوغ ريق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِنَّه لمسقي فَكَانَ لَا يعالج أَرضًا إِلَّا ظهر لَهُ مَاء
بَاب الْآيَة فِي خَاتمه الشريف

أخرج الْبَيْهَقِيّ وَصَححهُ عَن سعيد بن الْمسيب أَن زيد بن خَارِجَة الْأنْصَارِيّ ثمَّ من بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج توفّي زمن عُثْمَان فسجي ثمَّ أَنهم سمعُوا جلجلة فِي صَدره ثمَّ تكلم فَقَالَ أَحْمد أَحْمد فِي الْكتاب الأول صدق صدق أَبُو بكر الصّديق الضَّعِيف فِي نَفسه الْقوي فِي أَمر الله تَعَالَى فِي الْكتاب الأول صدق صدق عمر بن الْخطاب الْقوي الآمين فِي الْكتاب الأول صدق صدق عُثْمَان بن عَفَّان على مناهجهم مَضَت أَربع وَبقيت اثْنَتَانِ أَتَت الْفِتَن وَأكل الشَّديد الضَّعِيف وَقَامَت السَّاعَة وسيأتيكم من جيشكم خبر بِئْر أريس وَمَا بِئْر أريس ثمَّ هلك رجل من خطمة فسجي بِثَوْبِهِ فَسمع جلجلة فِي صَدره ثمَّ تكلم فَقَالَ إِن أَخا بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج صدق صدق

(2/142)


قَالَ البهيقي الامر فِي بِئْر أريس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اتخذ خَاتمًا فَكَانَ فِي يَده ثمَّ كَانَ فِي يَد عمر ثمَّ كَانَ فِي يَد أبي بكر ثمَّ كَانَ فِي يَد عُثْمَان حَتَّى وَقع فِي بِئْر أريس بَعْدَمَا مضى من خِلَافَته سِتّ سِنِين فَعِنْدَ ذَلِك تَغَيَّرت عماله وَظَهَرت أَسبَاب الْفِتَن كَمَا قيل على لِسَان زيد بن خَارِجَة انْتهى
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ عَن انس قَالَ كَانَ خَاتم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي يَده وَفِي يَد أبي بكر بعده وَفِي يَد عمر بعد أبي بكر فَلَمَّا كَانَ عُثْمَان جلس على بِئْر أريس فَأخْرج الْخَاتم فَجعل يعبث بِهِ فَسقط قَالَ فاختلفنا ثَلَاثَة أَيَّام مَعَ عُثْمَان فننزح الْبِئْر فَلم نجده
قَالَ بعض الْعلمَاء كَانَ فِي خَاتمه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من السِّرّ شَيْء مِمَّا كَانَ فِي خَاتم سُلَيْمَان لِأَن سُلَيْمَان لما فقد خَاتمه ذهب ملكه وَعُثْمَان لما فقد خَاتم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انتفض عَلَيْهِ الْأَمر وَخرج عَلَيْهِ الخارجون وَكَانَ ذَلِك مبدأ الْفِتْنَة الَّتِي أفضت إِلَى قَتله واتصلت إِلَى آخر الزَّمَان
بَاب آيَة اخرى فِي الْخَاتم

اخْرُج ابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَا عليا فَقَالَ انقش خَاتمِي هَذَا وَهُوَ فضَّة كُله مُحَمَّد بن عبد الله فَأتى عَليّ النقاش فَقَالَ انقش هَذَا النقش فَقَالَ افْعَل فشارطه عَلَيْهِ فَوجدَ الله قد قلب يَده فنقش مُحَمَّد رَسُول الله فَقَالَ عَليّ مَا بِهَذَا أَمرتك قَالَ فان الله قد قلب يَدي وَالله لقد كتبته وَمَا أَعقل فَقَالَ صدقت فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ أَنا رَسُول الله
بَاب آيَة فِي الْمِنْبَر

اخْرُج الزبير بن بكار فِي (اخبار الْمَدِينَة) عَن الْوَلِيد بن رَبَاح قَالَ كسفت الشَّمْس يَوْم زَاد مُعَاوِيَة فِي الْمِنْبَر حَتَّى رؤيت النُّجُوم

(2/143)