الروض الأنف ت السلامي

خروج رسل رسول الله إلى الملوك
تذكير الرسول قومه بما حدث للحواريين حين اختلفوا على عيسى
قال ابن هشام:
ـــــــ
إرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك
الحواريون
ذكر فيه إرسال عيسى ابن مريم الحواريين وأصح ما قيل في معنى الحواريين أن الحواري هو الخلصان أي الخالص الصافي من كل شيء ومنه

(7/509)


وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى الملوك رسلا من أصحابه وكتب معهم إليهم يدعوهم إلى الإسلام.
قال ابن إسحاق: حدثني من أثق به عن أبي بكر الهذلي قال:
بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه ذات يوم بعد عمرته التي صد عنها يوم الحديبية، فقال " أيها الناس إن الله قد بعثني رحمة وكافة فلا تختلفوا علي كما اختلف الحواريون على عيسى ابن مريم . فقال أصحابه وكيف اختلف الحواريون يا رسول الله؟ قال دعاهم إلى الذي دعوتكم إليه فأما من بعثه مبعثا قريبا فرضي
ـــــــ
الحواري، والحور وقول المفسرين هو الخلصان كلمة فصيحة أنشد أبو حنيفة
خليلي خلصاني لم يبق حسها ... من القلب إلا عوذا سببا
لها قال والعوذ ما لم تدركه الماشية لارتفاعه أو لأنه بأهداف فكأنه قد عاذ منها.
معنى المسيح ونهايته
وأصح ما قيل في معنى المسيح على كثرة الأقوال في ذلك أنه الصديق بلغتهم ثم عربته العرب. وكان إرسال المسيح للحواريين بعد ما رفع وصلب الذي شبه به فجاءت مريم الصديقة والمرأة التي كانت مجنونة فأبرأها المسيح وقعدتا عند الجذع تبكيان وقد أصاب أمه من الحزن عليه ما لا يعلم علمه إلا الله فأهبط إليهما، وقال علام تبكيان؟ فقالتا: عليك، فقال إني لم أقتل ولم أصلب ولكن الله رفعني وكرمني، وشبه عليهم في أمري، أبلغا عني الحواريين أمري، أن يلقوني في موضع كذا ليلا، فجاء الحواريون ذلك الموضع فإذا الجبل

(7/510)


وسلم وأما من بعثه مبعثا بعيدا فكره وجهه وتثاقل فشكا ذلك عيسى إلى الله فأصبح المتثاقلون وكل واحد منهم يتكلم بلغة الأمة التي بعث إليها "
ـــــــ
قد اشتعل نورا لنزوله به ثم أمرهم أن يدعوا الناس إلى دينه وعبادة ربهم فوجههم إلى الأمم التي ذكر ابن إسحاق وغيره ثم كسي كسوة الملائكة فعرج معهم فصار ملكيا إنسيا سمائيا أرضيا.
فصل وذكر في الأمم الأمة الذين يأكلون الناس وهم من الأساودة فيما ذكره الطبري.
أسطورة زريب
وذكر في الحواريين زريب بن برثملي وهو الذي عاش إلى زمن عمر وسمع نضلة بن معاوية أذانه في الجبل فكلمه فإذا رجل عظيم الخلق رأسه كدور الرحى، فسأل نضلة والجيش الذين كانوا معه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: قبض وعن أبي بكر فقالوا: قبض ثم سألهم عن عمر فقالوا: هو حي، ونحن جيشه فقال لهم "أقرئوه مني السلام ثم أمرهم أن يبلغوا عنه وصايا كثيرة وأن يحذر الناس من خصال إذا ظهرت في أمة محمد فقد قرب الأمر ومنها لبس الحرير وشرب الخمر وأن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء".
وذكر فيها أيضا المعازف والقيان وأشياء غير هذه فقالوا له من أنت يرحمك الله؟ فقال زريب بن برثملي حواري عيسى ابن مريم عليه السلام دعوت الله أن يحييني، حتى أرى أمة محمد أو نحو هذا الكلام وقد أردت الخلوص

(7/511)


أسماء الرسل ومن أرسلوا إليهم
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا من أصحابه وكتب معهم كتبا إلى الملوك يدعوهم فيها إلى الإسلام. فبعث دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر ملك الروم. وبعث عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى، ملك فارس، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي، ملك الحبشة
وبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس، ملك الإسكندرية، وبعث عمرو بن العاص السهمي إلى جيفر وعياد ابني الجلندى الأزديين ملكي عمان ، وبعث سليط بن عمرو، أحد بني عامر بن لؤي، إلى ثمامة بن أثال وهوذة بن علي الحنفيين ملكي اليمامة، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن
ـــــــ
إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فلم أستطع حال بيني وبينه الكفار.
وذكر الدار قطني في هذا الحديث من طريق مالك بن أنس مرفوعا أن عمر قال لنضلة إن لقيته فأقرئه مني السلام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن بذلك الجبل وصيا من أوصياء عيسى عليه السلام " والخبر بهذا مشهور عنه، وفيه طول فاختصرناه ويقال إنه الآن حي. ومن قال إن الخضر وإلياس قد ماتا، فمن أصله أيضا أن زريبا قد مات لأنهم يحتجون بالحديث الصحيح إلى رأس مائة سنة لا يبقى على الأرض ممن هو عليها أحد.
رسوله إلى النجاشي وقيصر
فصل وذكر إرسال عمرو بن أمية إلى النجاشي، وقد قدمنا ذكر ما قال وما قيل له وكذلك ذكرنا خبر سليط مع هوذة وما قال له وخبر عبد الله بن حذافة مع كسرى، وكلامه معه ونذكر هنا بقية الإرسال وكلامهم فمنهم دحية بن خليفة الكلبي، فقدم دحية على قيصر وقد ذكرنا معنى هذا الاسم أعني اسم دحية واسم قيصر فيما مضى من الكتاب فلما قدم دحية على قيصر قال له "يا

(7/512)


ساوى العبدي ملك البحرين، وبعث شجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، ملك تخوم الشام.
قال ابن هشام: بعث شجاع بن وهب إلى جبلة بن الأيهم الغساني وبعث المهاجر بن أبي أمية المخزومي إلى الحارث بن عبد كلال الحميري، ملك اليمن.
قال ابن هشام: أنا نسيت سليطا وثمامة وهوذة والمنذر.
ـــــــ
قيصر أرسلني إليك من هو خير منك، والذي أرسله هو خير منه ومنك، فاسمع بذل ثم أجب بنصح فإنك إن لم تذلل لم تفهم وإن لم تنصح لم تنصف قال هات قال هل تعلم أكان المسيح يصلي؟ قال نعم قال فإني أدعوك إلى من كان المسيح يصلي له وأدعوك إلى من دبر خلق السموات والأرض والمسيح في بطن أمه وأدعوك إلى هذا النبي الأمي الذي بشر به موسى، وبشر به عيسى ابن مريم بعده وعندك من ذلك أثارة من علم تكفي من العيان وتشفي من الخبر، فإن أجبت كانت لك الدنيا والآخرة وإلا ذهبت عنك الآخرة وشوركت في الدنيا، واعلم أن لك ربا يقصم الجبابرة ويغير النعم"، فأخذ قيصر الكتاب فوضعه على عينيه ورأسه وقبله ثم قال أما والله ما تركت كتابا إلا وقرأته، ولا عالما إلا سألته، فما رأيت إلا خيرا، فأمهلني حتى أنظر من كان المسيح يصلي له فإني أكره أن أجيبك اليوم بأمر أرى غدا ما هو أحسن منه فأرجع عنه فيضرني ذلك ولا ينفعني، أقم حتى أنظر فلم يلبث أن أتاه وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي غزوة تبوك بقية حديث قيصر فانظره هنالك.
رسوله إلى المقوقس
وأما حاطب فقدم على المقوقس، واسمه جريج بن ميناء، فقال له "إنه

(7/513)


..............................
ـــــــ
قد كان رجل قبلك يزعم أنه الرب الأعلى، فأخذه الله نكال الآخرة والأولى، فانتقم به ثم انتقم منه فاعتبر بغيرك، ولا يعتبر بك غيرك، قال هات قال إن ذلك دين لن تدعه إلا لما هو خير منه وهو الإسلام الكافي به الله فقد ما سواه. إن هذا النبي صلى الله عليه وسلم دعا الناس فكان أشدهم عليه قريش، وأعداهم له يهود وأقربهم منه النصارى، ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل، وكل نبي أدرك قوما فهم من أمته فالحق عليهم أن يطيعوه فأنت ممن أدركه هذا النبي، ولسنا ننهاك عن دين المسيح ولكن نأمرك به" قال المقوقس: "إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه ولا ينهى إلا عن مرغوب عنه ولم أجده بالساحر الضال ولا الكاهن الكاذب ووجدت معه آلة النبوة بإخراج الخبء والإخبار بالنجوى، وسأنظر فأهدى للنبي صلى الله عليه وسلم أم إبراهيم القبطية واسمها: مارية بنت شمعون وأختها معها، واسمها سيرين وهي أم عبد الرحمن بن حسان بن ثابت وغلاما اسمه مأبور وبغلة اسمها دلدل وكسوة وقدحا من قوارير كان يشرب فيه النبي صلى الله عليه وسلم وكاتبه.

(7/514)


.....................................
ـــــــ
رسوله إلى المنذر بن ساوى
وأما العلاء بن الحضرمي، فقدم على المنذر بن ساوى فقال له: "يا منذر إنك عظيم العقل في الدنيا، فلا تصغرن عن الآخرة إن هذه المجوسية شر دين ليس فيها تكرم العرب، ولا علم أهل الكتاب ينكحون ما يستحيا من نكاحه ويأكلون ما يتكرم على أكله ويعبدون في الدنيا نارا تأكلهم يوم القيامة ولست بعديم عقل ولا رأي فانظر هل ينبغي لمن لا يكذب أن لا تصدقه ولمن لا يخون أن لا تأمنه ولمن لا يخلف أن لا تثق به فإن كان هذا هكذا، فهو هذا النبي الأمي الذي والله لا يستطيع ذو عقل أن يقول ليت ما أمر به نهى عنه أو ما نهى عنه أمر به أو ليت زاد في عفوه أو نقص من عقابه إن كان ذلك منه على أمنية أهل العقل وفكر أهل البصر".
فقال المنذر قد نظرت في هذه الأمر الذي في يدي، فوجدته للدنيا دون الآخرة ونظرت في دينكم فوجدته للآخرة والدنيا، فما يمنعني من قبول دين فيه أمنية الحياة وراحة الموت ولقد عجبت أمس ممن يقبله وعجبت اليوم ممن يرده وإن من إعظام من جاء به أن يعظم رسوله وسأنظر.
مفتاح الجنة
فصل ومما وقع في السيرة في حديث العلاء قول النبي عليه السلام له " إذا سئلت عن مفتاح الجنة فقل مفتاحها، لا إله إلا الله" وفي البخاري: قيل لوهب أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ فقال بلى، ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك، وفي رواية غيره

(7/515)


......................................
ـــــــ
أن ابن عباس ذكر له قول وهب فقال صدق وهب وأنا أخبركم عن الأسنان ما هي فذكر الصلاة والزكاة وشرائع الإسلام.
عمرو الجلندى
وأما عمرو بن العاصي، فقدم على الجلندي، فقال له يا جلندي إنك وإن كنت منا بعيدا، فإنك من الله غير بعيد إن الذي تفرد بخلقك أهل أن تفرده بعبادتك، وأن لا تشرك به من لم يشركه فيك، واعلم أنه يميتك الذي أحياك، ويعيدك الذي بدأك، فانظر في هذا النبي الأمي الذي جاء بالدنيا والآخرة فإن كان يريد به أجرا فامنعه أو يميل به هوى فدعه ثم انظر فيما يجيء به هل يشبه ما يجيء به الناس فإن كان يشبهه فسله العيان وتخير عليه في الخبر، وإن كان لا يشبهه فاقبل ما قال وخف ما وعد قال الجلندى: إنه والله لقد دلني على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير إلا كان أول من أخذ به ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له وأنه يغلب فلا يبطر ويغلب فلا يضجر وأنه يفي بالعهد وينجز الموعود وأنه لا يزال سر قد اطلع عليه يساوي فيه أهله وأشهد أنه نبي.
شجاع وجبلة
وأما شجاع بن وهب فقدم على جبلة بن الأيهم، وهو جبلة بن الأيهم بن الحارث بن أبي شمر، وجبلة، وهو الذي أسلم ثم تنصر من أجل لطمة حاكم فيها إلى أبي عبيدة بن الجراح وكان طوله اثني عشر شبرا، وكان يمسح برجليه الأرض وهو راكب فقال له يا جبلة إن قومك نقلوا هذا النبي الأمي من داره

(7/516)


........................................
ـــــــ
إلى دارهم يعني: الأنصار، فآووه ومنعوه وإن هذا الدين الذي أنت عليه ليس بدين آبائك، ولكنك ملكت الشام وجاورت بها الروم، ولو جاورت كسرى دنت بدين الفرس لملك العراق، وقد أقر بهذا النبي الأمي من أهل دينك من إن فضلناه عليك لم يغضبك، وإن فضلناك عليه لم يرضك، فإن أسلمت أطاعتك الشام وهابتك الروم، وإن لم يفعلوا كانت لهم الدنيا ولك الآخرة وكنت قد استبدلت المساجد بالبيع والأذان بالناقوس والجمع بالشعانين والقبلة بالصليب وكان ما عند الله خير وأبقى، فقال له جبلة: إني والله لوددت أن الناس أجمعوا على هذا النبي الأمي اجتماعهم على خلق السموات والأرض ولقد سرني اجتماع قومي له وأعجبني قتله أهل الأوثان واليهود، واستبقاؤه النصارى، ولقد دعاني قيصر إلى قتال أصحابه يوم مؤتة، فأبيت عليه فانتدب مالك بن نافلة من سعد العشيرة فقتله الله ولكني لست أرى حقا ينفعه ولا باطلا يضره والذي يمدني إليه أقوى من الذي يختلجني عنه وسأنظر.
المهاجر وابن كلال
وأما المهاجر بن أبي أمية فقدم على الحارث بن عبد كلال، وقال له يا حارث إنك كنت أول من عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه فخطئت عنه وأنت أعظم الملوك قدرا، فإذا نظرت في غلبة الملوك فانظر في غالب الملوك وإذا سرك يومك فخف غدك، وقد كان قبلك ملوك ذهبت آثارها وبقيت أخبارها، عاشوا طويلا، أملوا بعيدا وتزودوا قليلا، منهم من أدركه الموت ومنهم من أكلته النقم وإني أدعوك إلى الرب الذي إن أردت الهدى لم يمنعك، وإن أرادك لم

(7/517)


.....................................
ـــــــ
يمنعه منك أحد، وأدعوك إلى النبي الأمي الذي ليس له شيء أحسن مما يأمر به ولا أقبح مما ينهى عنه واعلم أن لك ربا يميت الحي ويحيي الميت ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فقال الحارث قد كان هذا النبي عرض نفسه علي فخطئت عنه وكان ذخرا لمن صار إليه وكان أمره أمرا سبق فحضره اليأس وغاب عنه الطمع ولم يكن لي قرابة أحتمله عليها، ولا لي فيه هوى أتبعه له غير أني أرى أمرا لم يوسوسه الكذب ولم يسنده الباطل. له بدء سار، وعاقبة نافعة وسأنظر.
ومما قاله دحية بن خليفة في قدومه على قيصر
ألا هل أتاها على نأيها ... قدمت على قيصر
فقدرته بصلاة المسيح ... وكانت من الجوهر الأحمر
وتدبير ربك أمر السما ... ء والأرض فأغضى ولم ينكر
وقلت: تقر ببشرى المسي ... ح فقال سأنظر قلت: انظر
فكان يقر بأمر الرسو ... ل فمال إلى البدل الأعور
فشك وجاشت له نفسه ... وجاشت نفوس بني الأصفر
على وضعه بيديه الكتا ... ب على الرأس والعين والمنخر
فأصبح قيصر من أمره ... بمنزلة الفرس الأشقر
يريد بالفرس الأشقر مثلا للعرب يقولون
أشقر إن يتقدم ينحر ... وإن يتأخر يعقر
وقال الشاعر في هذا المعنى:
وهل كنت إلا مثل سيقه العدا ... إن استقدمت نحر وإن جبأت عقر

(7/518)


رواية ابن حبيب عن بعث الرسول رسله
قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري:
أنه وجد كتابا فيه ذكر من بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البلدان وملوك العرب والعجم، وما قال لأصحابه حين بعثهم.قال فبعثت به إلى محمد بن شهاب الزهري فعرفه وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه فقال لهم " إن الله بعثني رحمة وكافة فأدوا عني يرحمكم الله ولا تختلفوا علي كما اختلف الحواريون على عيسى ابن مريم "، قالوا: وكيف يا رسول الله كان اختلافهم؟ قال " دعاهم لمثل ما دعوتكم له فأما من قرب به فأحب وسلم وأما من بعد به فكره وأبى، فشكا ذلك عيسى منهم إلى الله فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلغة القوم الذين وجه إليهم "
أسماء رسل عيسى
قال ابن إسحاق: وكان من بعث عيسى ابن مريم عليه السلام من الحواريين والأتباع الذين كانوا بعدهم في الأرض بطرس الحواري، ومعه بولس وكان بولس من الأتباع ولم يكن من الحواريين إلى رومية وأندرائس ومنتا إلى الأرض التي يأكل أهلها الناس وتوماس إلى أرض بابل، من أرض المشرق وفيلبس إلى أرض قرطاجنة، وهي إفريقية ويحنس إلى إفسوس، قرية الفتية أصحاب الكهف، ويعقوبس إلى أوراشلم وهي إيلياء، قرية بيت المقدس، وابن ثلماء إلى الأعرابية وهي أرض الحجاز، وسيمن إلى أرض البربر، ويهوذا، ولم يكن من الحواريين جعل مكان يودس.
ـــــــ
وفي حديث دحية من رواية الحارث في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال " من ينطلق بكتابي هذا إلى قيصر وله الجنة "، فقالوا: وإن لم يقتل يا رسول الله؟ قال " وإن لم يقتل "، فانطلق به رجل يعني دحية وذكر الحديث.

(7/519)