السيرة النبوية وأخبار الخلفاء

ذكر البيان بأن من ذكرناهم كانوا خلفاء ومن بعدهم كانوا ملوكا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل ثنا علي بن الجعد الجوهري ثنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة «6» قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم يكون ملكا، قال: أمسك خلافة أبي بكر
__________
(1) راجع الطبري 6/ 88.
(2) راجع الفتوح 4/ 146 وتاريخ الإسلام 2/ 207.
(3) من الفتوح، وفي الأصل: أن.
(4) زيد ولا بد منه، وراجع أيضا الطبري 6/ 89.
(5) من الطبري، وفي الأصل: حمانة.
(6) هو أبو عبد الرحمن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراجع لهذه الرواية مسند الإمام أحمد 5/ 220.

(2/553)


سنتين، وعمر عشرا، وعثمان اثنتي عشرة، وعلي ستا. قال «1» علي بن الجعد:
فقلت لحماد بن سلمة: سفينة القائل: أمسك؟ قال: نعم.
قال أبو حاتم: ولى أهل الكوفة بعد علي بن أبي طالب الحسن بن علي، ولما اتصل الخبر بمعاوية ولى أهل الشام معاوية بن أبي سفيان، واسم «2» أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وأم معاوية هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس؛ فكان معاوية نافذ «3» الأمور بالشام والأردن وفلسطين ومصر، وكان الحسن بن علي يمشّي الأمور بالعراق إلى أن دخلت «4» سنة إحدى وأربعين، فاحتال «5» معاوية في الحسن بن علي وتلطف له، وخوفه هراقه دماء المسلمين وهتك حرمهم وذهاب «6» أموالهم إن لم يسلم «7» الأمر لمعاوية؛ فاختار الحسن ما عند الله على ما في الدنيا وسلم الأمر إلى معاوية يوم الإثنين «8» لخمس ليال بقين من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين، واستوى الأمر لمعاوية حينئذ، وسميت هذه السنة سنة الجماعة «9» ؛ وبقي معاوية في إمارته تلك إلى أن مات يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة ستين، وقد قيل: إن معاوية مات للنصف من رجب من هذه السنة، وكان له يوم توفي ثمان وسبعون سنة؛ وصلى عليه ابن قيس الفهري، وقد قيل: إن يزيد بن معاوية هو الذي صلى عليه «10» ، وكانت مدة معاوية
__________
(1) موضعه في الأصل بياض.
(2) زيد بعده في الأصل: معاوية بن، ولم تكن الزيادة في الطبري 6/ 183 فحذفناها.
(3) في الأصل: نفذ.
(4) في الأصل: دخل.
(5) راجع الطبري 6/ 93.
(6) في الأصل: ذهب.
(7) زيد بعده في الأصل: له، ولا تنسجم الزيادة مع السياق فحذفناها.
(8) ليس في الطبري 6/ 94 صراحة اليوم، وراجع أيضا 6/ 181 منه.
(9) كما في الطبري 6/ 181.
(10) راجع لكل ذلك الطبري 6/ 181 و 182.

(2/554)


«1» تسع عشرة «1» سنة وثلاثة أشهر و «2» اثنتين وعشرين «2» ليلة؛ وكان معاوية يخضب بالحناء والكتم، وكان نقش خاتمه «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» ، وقبره بدمشق خارج باب الصغير في المقبرة، محوط عليه، قد زرته مرارا عند قصري رمادة أبي الدرداء.

يزيد بن معاوية أبو خالد
ثم تولى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان يوم الخميس من شهر رجب في اليوم الذي مات فيه أبوه، وكنية يزيد أبو خالد، وكان ليزيد بن معاوية يوم ولي أربع وثلاثون وشهر «3» ، كانت أمه ميسون «4» بنت بحدل «5» بن أنيف «6» بن ولجة «7» بن قنافة الكلبي؛ وكان نقش خاتمه «آمنت بالله مخلصا» .
[ولما] «8» بايع أهل الشام يزيد بن معاوية واتصل الخبر بالحسين بن علي جمع شيعته واستشارهم، وقالوا: إن الحسن لما سلم الأمر لمعاوية سكتّ وسكت معاوية، فالآن قد مضى معاوية ونحب أن نبايعك، فبايعته الشيعة؛ ووردت على الحسين كتب أهل الكوفة من الشيعة يستقدمونه إياها، فأنفذ الحسين بن علي مسلم ابن عقيل إلى الكوفة لأجل البيعة على أهلها، فخرج مسلم بن عقيل من المدينة معه «9» قيس بن مسهر «10» الصيداوي يريدان الكوفة، ونالهما في الطريق تعب شديد
__________
(1- 1) من الطبري، وفي الأصل: تسعة عشر.
(2- 2) في الأصل: اثنان وعشرين- كذا، وفي الطبري: سبعة وعشرين.
(3) وراجع أيضا الطبري 7/ 15.
(4) من الطبري، وفي الأصل: ميسور.
(5) من الطبري، وفي الأصل: بجد.
(6) من الطبري، وفي الأصل بياض.
(7) من الطبري، وفي الأصل: دجله.
(8) زيد لاستقامة العبارة.
(9) في الأصل: معاوية.
(10) من الطبري 6/ 197، وفي الأصل: مسلم.

(2/555)


وجهد جهيد، لأنهما أخذا دليلا «1» تنكب بهما الجادة، فكاد مسلم بن عقيل أن يموت عطشا إلى أن سلمه الله ودخل الكوفة، فلما نزلها دخل دار المختار بن أبي عبيد «2» ؛ واختلفت إليه الشيعة يبايعونه أرسالا، ووالي الكوفة يومئذ النعمان بن بشير، ولاه يزيد بن معاوية الكوفة؛ ثم تحول مسلم بن عقيل من دار المختار إلى دار هانىء بن عروة «3» ، وجعل الناس يبايعونه في دار هانىء حتى [بايع] «4» «5» ثمانية عشر «5» ألف رجل من الشيعة. فلما اتصل الخبر بيزيد بن معاوية أن مسلما»
يأخذ البيعة بالكوفة للحسين بن علي، كتب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد وهو إذ ذاك بالبصرة وأمره بقتل مسلم بن عقيل أو بعثه إليه؛ فدخل عبيد الله بن «7» زياد الكوفة حتى نزل القصر واجتمع إليه أصحابه، وأخبر عبيد الله بن زياد أن مسلم بن عقيل في دار هانىء بن عروة، فدعا هانئا وسأله فأقر به، فهشم عبيد الله وجه هانىء بقضيب كان في يده حتى تركه وبه رمق «8» .
ثم ركب مسلم بن عقيل في ثلاثة آلاف فارس يريد عبيد الله بن زياد، فلما قرب من قصر عبيد الله نظر فإذا معه مقدار ثلاثمائة فارس فوقف يلتفت يمنة ويسرة، فإذا أصحابه يتخلفون عنه حتى بقي معه عشرة أنفس، فقال: يا سبحان الله! غرنا هؤلاء بكتبهم ثم أسلمونا إلى أعدائنا هكذا «9» ، فولى راجعا فلما بلغ طرف الزقاق التفت فلم ير خلفه أحدا، وعبيد الله بن زياد في القصر متحصن يدبر في أمر مسلم
__________
(1) راجع أيضا الطبري 6/ 194 و 198.
(2) راجع الفتوح 5/ 57.
(3) وقع في الأصل: عوف- خطأ.
(4) زيد من الفتوح 5/ 68.
(5- 5) في الفتوح: نيف وعشرون.
(6) في الأصل: مسلم.
(7) في الأصل: بياض.
(8) راجع الطبري 6/ 206.
(9) راجع الطبري 6/ 7- 9.

(2/556)


ابن عقيل، فمضى مسلم بن عقيل على وجهه وحده فرأى امرأة «1» على باب دارها، فاستسقاها ماء وسألها مبيتا، فأجابته إلى ما سأل وبات عندها، وكانت للمرأة ابن «2» ، فذهب الابن وأعلم عبيد الله بن زياد أن مسلما «3» في دار والدته، فأنفذ عبيد الله بن زياد إلى دار المرأة محمد بن الأشعث بن قيس في ستين رجلا من قيس، فجاءوا حتى أحاطوا بالدار، فجعل مسلم يحاربهم عن نفسه حتى كلّ وملّ، فآمنوه فأخذوه وأدخلوه على عبيد الله، فأصعد القصر وهو يقرأ ويسبح ويكبر ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا ثم خذلونا حتى دفعنا إلى ما دفعنا إليه، ثم أمر عبيد الله بضرب رقبة مسلم بن عقيل، فضرب رقبة مسلم بن عقيل بكير بن حمران «4» الأحمري على طرف الجدار فسقطت جثته، ثم أتبع رأسه جسده، ثم أمر عبيد الله بإخراج هانىء بن عروة إلى السوق وأمر بضرب رقبته في السوق «5» . ثم بعث عبيد الله بن زياد برأسي «6» مسلم بن عقيل بن أبي طالب وهانىء بن عروة مع هانىء بن [أبي] «7» حية الوادعي «8» والزبير بن الأورح التميمي إلى يزيد بن معاوية.
فلما بلغ الحسين بن علي الخبر بمصاب الناس بمسلم بن عقيل خرج بنفسه يريد الكوفة، وأخرج عبيد الله بن زياد عمر «9» بن سعد إليه فقاتله بكربلاء قتالا
__________
(1) اسمها طوعة- كما ورد في الطبري.
(2) اسمه بلال بن أسيد- راجع الطبري 6/ 210.
(3) في الأصل: مسلم.
(4) من الكامل 4/ 18، وفي الأصل: حماد، وراجع أيضا الطبري 6/ 210؛ وفي الأخبار الطوال 241: وكان الذي تولى ضرب عنقه أحمر بن بكير.
(5) كما في الكامل والطبري 6/ 213 فراجعهما.
(6) في الأصل: براس، والتصحيح بناء على الكامل.
(7) زيد من الطبري 6/ 214.
(8) من الطبري، وفي الأصل: الوارعي.
(9) من المراجع، وفي الأصل: عمرو.

(2/557)


شديدا حتى قتل عطشانا، وذلك يوما عاشوراء يوم الأربعاء سنة إحدى «1» وستين، وقد قيل: إن ذلك اليوم كان يوم السبت، والذي قتل الحسين بن علي هو سنان بن «2» أنس النخعي «2» . وقتل معه من أهل بيته في ذلك اليوم: العباس بن [علي بن] «3» أبي طالب، وجعفر [بن علي] «3» بن أبي طالب، وعبد الله بن علي بن أبي طالب الأكبر، وعبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، والقاسم بن الحسن بن علي ابن أبي طالب، وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعبد الله «4» بن عقيل بن أبي طالب، ومحمد بن [أبي] «3» سعيد بن عقيل بن أبي طالب؛ واستصغر علي بن الحسين بن علي فلم يقتل، انفلت في ذلك اليوم من القتل لصغره «5» ، وهو والد محمد بن علي الباقر، واستصغر في ذلك اليوم أيضا عمرو «6» بن الحسن بن علي بن أبي طالب فلم يقتل لصغره، وجرح في ذلك اليوم الحسن بن [الحسن بن] «7» علي بن أبي طالب جراحة شديدة حتى حسبوه قتيلا ثم عاش بعد ذلك، وقتل في ذلك اليوم سليمان «8» مولى الحسن ابن علي بن أبي طالب، ومنجح «9» مولى الحسين «10» بن علي بن طالب، وقتل في ذلك اليوم الخلق من أولاد المهاجرين والأنصار، وقبض على عبد الله بن بقطر «11» رضيع الحسين بن علي بن أبي طالب في ذلك اليوم، وقيل: حمل إلى الكوفة ثم
__________
(1) في الأصل: أحد، وراجع أيضا تاريخ اليعقوبي 3/ 245.
(2- 2) من الكامل 4/ 39، وفي الأصل: أنس الحنفي، وفي الأخبار الطوال 258: أوس النخعي.
(3) زيد من الطبري 6/ 269.
(4) من الطبري 6/ 270 والكامل 4/ 48، وفي الأصل: عبيد الله.
(5) في الأصل: الصفر.
(6) من الطبري، وفي الأصل: عمر.
(7) زيد من الطبري.
(8) من الطبري، وفي الأصل: سلمان.
(9) في الكامل: منحج- بتقديم المهملة.
(10) من الطبري، وفي الأصل: الحسن.
(11) من الطبري، وفي الأصل: مقسط.

(2/558)


رمي به من فوق القصر، أو قيد فانكسرت رجله، فقام إليه رجل من أهل الكوفة وضرب عنقه.
وكانت أم الحسين بن علي بن أبي طالب فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم العباس بن علي بن أبي طالب أم البنين بنت [حزام بن] «1» خالد بن ربيعة، والعباس يقال له: السقاء «2» ، لأن الحسين طلب الماء في عطشه وهو يقاتل، فخرج العباس وأخوه، واحتال حمل إداوة ماء ودفعها إلى الحسين، فلما أراد الحسين أن يشرب من تلك الإداوة جاء سهم فدخل حلقه، فحال بينه وبين ما أراد من الشرب فاحترشته السيوف حتى قتل، فسمي العباس بن علي «السقاء» لهذا السبب، وكانت والدة جعفر بن علي بن أبي طالب وعبد الله بن علي بن أبي طالب الأكبر ليلى «3» بنت أبي مرة «4» بن عروة بن مسعود بن معتب، وكانت أم عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب الرباب بنت «5» القاسم بن أوس «5» بن عدي بن أوس ابن جابر بن كعب «6» ، وكانت أم القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب أم ولد، وكانت أم عون «7» بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب جمانة بنت المسيب بن نجبة «8» بن ربيعة، وكانت أم محمد بن عبد الله بن جعفر بن عقيل بن أبي طالب أم ولد، وكانت أم عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب رقية بنت علي بن أبي طالب، وكانت أم الحسن بن الحسن»
بن علي بن أبي طالب خولة بنت منظور بن
__________
(1) زيد من الطبري 6/ 269.
(2) راجع أيضا نسب قريش 43.
(3) هذا وأما ما يفيده مراجعنا فهو أن أم جعفر وعبد الله أم البنين، وأن ليلى هي أم علي بن الحسين بن علي.
(4) من الطبري، وفي الأصل: برة.
(5- 5) في مراجعنا: امرىء القيس، وراجع أيضا نسب قريش 59.
(6) من نسب قريش، وفي الأصل: كليب.
(7) من الطبري، وفي الأصل: عثمان.
(8) من الطبري، وفي الأصل: نحبه.
(9) من الطبري، وفي الأصل: الحسين.

(2/559)


زيان «1» الفزاري، وكانت أم عمرو «2» بن الحسن بن علي بن أبي طالب أم ولد، وقد قيل: إن أبا بكر بن علي بن أبي طالب قتل في ذلك اليوم «3» ، وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي. والذي تولى في ذلك اليوم حز رأس الحسين ابن علي بن أبي طالب شمر «4» بن ذي الجوشن.
ثم أنفذ عبيد الله بن زياد رأس الحسين بن علي إلى الشام مع أسارى النساء والصبيان من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقتاب «5» مكشفات الوجوه والشعور، فكانوا إذا نزلوا منزلا أخرجوا الرأس من الصندوق «6» وجعلوه في «6» رمح وحرسوه «7» إلى وقت الرحيل، ثم أعيد الرأس إلى الصندوق ورحلوا؛ فبيناهم كذلك إذ نزلوا بعض المنازل وإذا فيه دير راهب، فأخرجوا الرأس على عادتهم وجعلوه في الرمح وأسندوا الرمح «8» إلى الدير، فرأى الديراني بالليل نورا ساطعا من ديره إلى السماء، فأشرف على القوم وقال لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن أهل الشام، قال:
هذا رأس من هو؟ قالوا: رأس الحسين بن علي، قال: بئس القوم أنتم! والله لو كان لعيسى ولد «9» لأدخلناه أحداقنا! ثم قال: يا قوم! عندي عشرة آلاف دينار ورثتها من أبي وأبي من أبيه، فهل لكم أن تعطوني هذا الرأس ليكون عندي الليلة وأعطيكم هذه العشرة آلاف دينار؟ قالوا: بلى، فأحدر إليهم الدنانير، فجاءوا بالنقاد، ووزنت الدنانير ونقدت، ثم جعلت في جراب وختم عليه، ثم أدخل
__________
(1) من الطبري، وفي الأصل: زنان.
(2) من الطبري، وفي الأصل: عمر.
(3) في الأصل بياض.
(4) في الأصل: شهر- خطأ.
(5) في الأصل: اكتاب، وراجع لهذه الوقعة سمط النجوم 3/ 86.
(6- 6) في الأصل: جعلوا في، وفي السمط: رفعوه على.
(7) من السمط، وفي الأصل: حروه.
(8) في الأصل: الروح.
(9) في الأصل: ولدا، والتصحيح من السمط.

(2/560)


الصندوق، وشالوا إليه الرأس، فغسله الديراني ووضعه على فخذه وجعل يبكي الليل كله عليه، فلما أن أسفر عليه الصبح قال: يا رأس! لا أملك إلا نفسي، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن جدك رسول الله، فأسلم النصراني وصار مولى للحسين، ثم أحدر الرأس إليهم فأعادوه إلى الصندوق ورحلوا، فلما قربوا من دمشق قالوا: نحب أن نقسم تلك الدنانير، لأن يزيد إن رآها أخذها منا، ففتحوا الصندوق وأخرجوا الجراب بختمه وفتحوه، فإذا الدنانير كلها قد تحولت خزفا، وإذا على جانب من الجانبين من السكة مكتوب وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ وعلى الجانب الآخر سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، قالوا: قد افتضحنا والله! ثم رموها في بردى «1» نهر لهم، فمنهم من تاب من ذلك الفعل لما رأى، ومنهم من بقي على إصراره، وكان رئيس من بقي على ذلك الإصرار سنان بن أنس النخعي.
ثم أركب الأسارى من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء والصبيان أقتابا يابسة مكشفات الشعور، وأدخلوا دمشق كذلك «2» ، فلما وضع الرأس بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينقر ثنيته بقضيب كان في يده ويقول: ما أحسن ثناياه «3» ! قد ذكرت كيفية هذه القصة وباليتها في أيام بني أمية وبني العباس في كتاب الخلفاء، فأغنى عن إعادة مثلها في هذا الكتاب لاقتصارنا على ذكر الخلفاء الراشدين منهم في أول هذا الكتاب.
وقد بعث يزيد بن معاوية مسلم «4» بن عقبة المزني إلى المدينة لست ليال بقين من ذي الحجة سنة ست وستين، فقتل مسلم بن عقبة بالمدينة خلقا من أولاد
__________
(1) في الأصل: بردا، وراجع أيضا معجم البلدان.
(2) راجع السمط 3/ 85.
(3) راجع السمط والطبري 6/ 267 أيضا.
(4) من السمط 3/ 59، وفي الأصل بياض.

(2/561)


المهاجرين والأنصار، واستباح المدينة ثلاثة أيام نهبا وقتلا، فسميت هذه الوقعة وقعة الحرة.
وتوفي يزيد بن معاوية بحوارين «1» قرية من قرى دمشق لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين وهو يومئذ ابن ثمان وثلاثين «2» ، وقد قيل: إن يزيد بن معاوية سكر ليلة وقام يرقص فسقط على رأسه وتناثر دماغه فمات، وصلى عليه ابنه معاوية بن يزيد، وكان نقش خاتم يزيد «آمنت بالله مخلصا» وقبره بدمشق.

معاوية بن يزيد أبو ليلى «3»
وولي معاوية بن «4» يزيد بن معاوية يوم النصف من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين، وأمه أم خالد «5» بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وكان له يوم ولي «6» إحدى وعشرون «6» سنة، وقد قيل: لا، بل سبع عشرة سنة، وكان من خير أهل بيته، فلما حضرته الوفاة قالوا له: بايع لرجل بعدك واعهد إليه، قال:
ما أصبت من دنياكم شيئا فأتقلد مأثمها «7» .
ومات معاوية بن يزيد اليوم «8» الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين، وكانت إمارته أربعين ليلة، وصلى عليه عثمان بن عنبسة «9» بن أبي سفيان، وكان نقش خاتمه «يا الله نستعين- معاوية» وقبره بدمشق.
__________
(1) في الأصل: بجوار، ومبني التصحيح على الطبري 7/ 15.
(2) مع الاختلاف في ذلك- راجع الطبري.
(3) في الأصل: أبي ليلى.
(4) في الأصل بياض.
(5) في الطبري 7/ 17: أم هاشم، وراجع أيضا 84.
(6- 6) في الأصل: أحد وعشرين.
(7) راجع أيضا تاريخ الخلفاء 82.
(8) في الأصل: يوم.
(9) في مروج الذهب 2/ 98: عتبة، وفي تاريخ الإسلام 2/ 363 كما في أصلنا.

(2/562)


مروان بن الحكم
وولي مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، بايعه أهل الشام بالجابية، وأمه آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن مخدش الكعبي.
ولما وصل «1» الخبر بموت معاوية الحجاز بايعوا عبد الله بن الزبير بن العوام، وكنية ابن الزبير أبو خبيب «2» ، وبايع له أهل العراق وأهل الحجاز؛ وأم عبد الله بن الزبير أسماء بنت أبي بكر، فكان يخطب لابن الزبير بالحجاز والعراق، ويخطب بالشام إلى المغرب لمروان بن الحكم إلى أن مات مروان بن الحكم في شهر رمضان سنة خمسة وستين بدمشق «3» ، وقد قيل: إن مروان مات بين دمشق وفلسطين، وكان له يوم مات ثلاث وستون سنة، وكانت ولايته عشرة أشهر إلا ثلاث ليال، وصلى عليه ابن عبد الملك بن مروان، قد عهد إليه في حياته، وكان نقش خاتم مروان «آمنت بالعزيز الحكيم» ، وقد قيل: إن نقش خاتم مروان كان «العزة لله» .

عبد الملك بن مروان أبو الوليد
ثم بايع أهل الشام عبد الملك بن مروان بن الحكم، وكان يكنى أبا الذبان «4» لبخر كان في فمه، وذلك في اليوم الذي مات فيه أبوه، وأم عبد الملك بن مروان عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية «5» .
وأنفذ عبد الله بن الزبير أخاه مصعب بن الزبير إلى عبد الملك بن مروان محاربا له، وسار عبد الملك إلى العراق يريد مصعبا، فالتقوا بدير الجاثليق، وكان بينهما وقعات إلى أن كانت الهزيمة على أصحاب مصعب، وقتل مصعب بن
__________
(1) في الأصل: اتصل.
(2) راجع تاريخ الخلفاء.
(3) راجع الطبري 7/ 83.
(4) من تاريخ الخلفاء 85، وفي الأصل: الدباب.
(5) راجع الطبري 8/ 57.

(2/563)


الزبير «1» ، ثم رجع عبد الملك إلى دمشق وجمع الناس واستشارهم في أمر عبد الله ابن الزبير وقال: من له؟ فقام الحجاج بن يوسف فقال: أنا- وكان أصغر القوم وأقلهم نباهة، فقال له عبد الملك: وما يدريك؟ فقال له: إني رأيت في المنام أني خلعت ثوبه «2» ، فقال: أنت له، فأخرجه في جماعة من أهل الأردن والشام لمحاربة ابن الزبير، فوافى الحجاج مكة وحاصر الحرم، ونصب المنجنيق على الكعبة أياما إلى أن ظفر بعبد الله بن الزبير فقتله، وذلك يوم الثلاثاء «3» لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين، وصلبه على جذع منكسا، واستقر الأمر حينئذ لعبد الملك بن مروان، ومات عبد الملك بن مروان بدمشق لأربع ليال خلون من شوال سنة ست وثمانين، وكانت أم عبد الملك بن مروان عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية «4» ، وصلى عليه ابنه الوليد، وكان له يوم توفي اثنتان وستون سنة، وكان نقش خاتمه «آمنت بالله» .

وليد بن عبد الملك أبو العباس
وبايع الناس الوليد بن عبد الملك في اليوم الذي توفي أبوه بدمشق، وأم الوليد بن عبد الملك: ليلى بنت العباس بن الحسين بن الحارث بن زهير، وتوفي الوليد بن عبد الملك بدمشق للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين بموضع يقال له دير مران»
، وكان له يوم مات تسع وأربعون سنة، وكان نقش خاتمه «يا وليد» ، مات وصلى عليه سليمان بن عبد الملك، وحمل من دير مران على أعناق الرجال إلى دمشق، ودفن في باب الصغير.
__________
(1) راجع الطبري 7/ 187.
(2) راجع الطبري 7/ 195.
(3) من تاريخ الخلفاء 82، وفي الأصل: الثالث، وزيدت الواو بعده في الأصل من غير انسجام مع النص فآثرنا حذفها.
(4) كما مر آنفا.
(5) راجع الطبري 8/ 97.

(2/564)


وفي ولاية الوليد بن عبد الملك مات الحجاج بن يوسف في شهر رمضان سنة خمس وتسعين وهو ابن ثلاث وخمسين سنة «1» ، وهو «2» الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن عامر «3» بن مسعود «3» بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو «4» ابن سعد بن عوف بن ثقيف بن منبه «5» بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة «6» بن قيس عيلان.

سليمان بن عبد الملك أبو أيوب
وولي سليمان بن عبد الملك في اليوم الذي مات فيه وليد بن عبد الملك «7» ، وأمه ليلى بنت العباس بن الحسين، وكنية سليمان بن عبد الملك أبو أيوب، مات سليمان بموضع يقال له دابق «8» يوم الجمعة لعشر ليال خلون من صفر، وقد قيل:
لعشر بقين من صفر «9» سنة تسع وتسعين، وكان له يوم «10» توفي خمسة وأربعون سنة، وكان نقش خاتمه «أومن بالله» .

عمر بن عبد العزيز أبو حفص
واستخلف عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم أبو حفص بدير سمعان «11» في اليوم الذي توفي فيه سليمان بن عبد الملك، وأم عمر بن عبد العزيز أم عاصم
__________
(1) راجع أيضا الطبري 8/ 96.
(2) راجع أيضا لعمود نسبه الكامل 4/ 80.
(3- 3) من الكامل، وفي الأصل: مسعود بن عامر.
(4) من الكامل، وفي الأصل: عمر.
(5) من أنساب الأشراف 1/ 25، وفي الأصل: هنية.
(6) من أنساب الأشراف، وفي الأصل: حفصة.
(7) راجع الطبري 8/ 102.
(8) من أرض قنسرين.
(9) من الطبري 8/ 126، وفي الأصل بياض.
(10) في الأصل بياض.
(11) من الطبري 8/ 137، وفي الأصل: سنان.

(2/565)


«1» بنت عاصم بن عمر بن الخطاب «1» واسمها ليلى، فلما ولي عمر جمع وكلاءه ونساءه وجواريه فطلقهن وأعتقهن «2» ، وأمر بثيابه «3» فبيعت كلها وتصدق بأثمانها، ولزم طريقة الخلفاء الراشدين المهديين الذين «4» «5» هو من «5» جملتهم، لا تأخذه في الله لومة لائم، وتوفي عمر بن عبد العزيز بدير سمعان [يوم] «6» الجمعة لخمس ليال بقين من رجب سنة إحدى ومائة، وكان له يوم مات إحدى وأربعون «7» سنة، وكانت خلافته سنتين «8» وخمسة أشهر وخمس ليال، وصلى عليه مسلمة بن عبد الملك «9» ، «10» وقيل «10» : صلى عليه عبد العزيز بن عمر «11» بن عبد العزيز، وكان نقش خاتم «12» عمر ابن عبد العزيز «بالله مخلصا» «13» .

يزيد بن عبد الملك أبو خالد
وولى أهل الشام يزيد بن عبد الملك بن مروان بعد دفن عمر بن عبد العزيز، وكنية يزيد بن عبد الملك أبو خالد، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان «14» ، توفي يزيد بن عبد الملك بحوران من أرض دمشق يوم الجمعة أو
__________
(1- 1) من الطبري، وفي الأصل بياض.
(2) راجع صفة الصفوة 2/ 67.
(3) في الأصل ما صورته: ساعة- كذا، ومبنى التصحيح على صفة الصفوة 2/ 65.
(4) في الأصل: الذي.
(5- 5) في الأصل بياض.
(6) زيد من الطبري 8/ 137.
(7) في الأصل: ستون- خطأ، وما أثبتناه هو أقرب إلى المراجع الأخرى.
(8) في الأصل: سنتان.
(9) راجع تاريخ اليعقوبي 2/ 308.
(10- 10) بياض في الأصل.
(11) في الأصل: عمرو.
(12) في الأصل: خاتمة.
(13) في هامش الأصل عليه علامة التصحيح.
(14) راجع تاريخ اليعقوبي 2/ 310.

(2/566)


الخميس لخمس ليال بقين من شعبان سنة خمسة ومائة «1» ، وكان له يوم توفي تسع وعشرون «2» سنة، وكانت ولايته أربع سنين وشهرا «3» ... لأنه مات بسواد الأردن، وصلى عليه ابنه الوليد بن يزيد بن «4» عبد الملك «4» ، وكان نقش خاتم ابن عبد الملك «رب قني الحساب» .

هشام بن عبد الملك أبو الوليد
وولى هشام بن عبد الملك بن مروان في اليوم الذي توفي فيه أخوه، وأمه عائشة بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي «5» ، ومات هشام بن عبد الملك بالرصافة من أرض قنسرين يوم الأربعاء لست ليال خلون من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة، وكان له يوم توفي ست «6» وخمسون سنة، وكانت ولايته»
تسع عشرة «7»
سنة وستة أشهر وإحدى عشرة ليلة، وصلى عليه الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وكان نقش خاتم هشام بن عبد الملك «للحكم الحكيم» وكان هشام أحول.

الوليد بن يزيد بن عبد الملك أبو العباس
وولي الوليد بن يزيد بن عبد الملك بعد دفن هشام بن عبد الملك، وأمه أم محمد «8» واسمها عائشة بنت محمد بن يوسف الثقفي أخو الحجاج بن يوسف، وكنية الوليد بن يزيد أبو العباس، وقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك يوم الخميس
__________
(1) راجع أيضا الطبري 8/ 178.
(2) في الأصل: عشرين، وتاريخ وفاة يزيد يتعرص لغاية الاختلاف فراجع الطبري.
(3) من الطبري، وفي الأصل: شهر.
(4- 4) في الأصل بياض.
(5) راجع الطبري 8/ 180.
(6) في الأصل: سنة.
(7- 7) في الأصل: تسعة عشر، وراجع أيضا الطبري 8/ 283.
(8) في الكامل 5/ 136 وتاريخ اليعقوبي 2/ 331: أم الحجاج.

(2/567)


ليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة «1» ، قتله يزيد الناقص «2» بالبخراء «3» من أرض دمشق، وكانت ولايته سنة [وثلاثة] «4» أشهر و «5» اثنين وعشرين «5» يوما.

يزيد بن الوليد بن عبد الملك أبو خالد
وولي يزيد بن الوليد «6» بعد قتل الوليد «6» بن يزيد بن عبد الملك «7» ، وأمه هند بنت عبد العزيز بن مروان «8» ، ومات يزيد بن الوليد لعشر بقين من ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة، وكانت ولايته خمسة أشهر، وقد قيل: خمسة أشهر وليلتين، وصلى عليه إبراهيم بن الوليد «9» بن عبد الملك «9» ، وكان يقال له: يزيد الناقص، وإنما سمي بذلك لأنه نقص عطاء الجند «10» عما [زاده الوليد] «11» فسمي بذلك الناقص.

إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك أبو إسحاق
وولي إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان في اليوم الذي مات فيه
__________
(1) راجع أيضا الكامل.
(2) راجع أيضا الطبري 9/ 22.
(3) من تاريخ اليعقوبي 2/ 334 ومعجم البلدان، وفي الأصل: بالنحران.
(4) زيد من الكامل.
(5- 5) في الأصل: اثنان وعشرون.
(6- 6) في الأصل بياض، وفي تاريخ اليعقوبي ما يفيد أنه ولي بعد قتل الوليد بخمس.
(7) في الأصل: مروان.
(8) هذا وأما المراجع الأخرى فتتفق على أن أمه شاهفريد بنت فيروز بن يزدجرد بن شهريار بن كسرى- راجع أيضا جمهرة أنساب العرب 81.
(9- 9) تكرر في الأصل مع بياض قدر ثلاث كلمات.
(10) في الأصل: الخبر.
(11) زيد ما بين الحاجزين لاستقامة العبارة.

(2/568)


أخوه، وكانت أمه أم ولد «1» ، وكان يلقب بصلبان «2» باسم مجنون «3» ، وكان عندهم بدمشق، وبقي في العمل [ثلاثة] «4» أشهر، ثم قدم مروان بن محمد دمشق، وراوده «5» «6» على أن «6» يخلع نفسه بعد أن قاتله «7» مروان فسمي المخلوع، وبقي بعد ذلك مدة «8» إلى أن مات بدمشق، وقد «9» قيل: إن مروان بن محمد هو الذي قتله وصلبه، وكان اليوم الذي خلع فيه إبراهيم بن الوليد يوم «9» الإثنين لأربع عشرة «10» ليلة خلت من شهر صفر سنة سبع وعشرين ومائة.

مروان بن محمد بن مروان بن الحكم أبو عبد الملك
وولي مروان بن محمد في اليوم الذي خلع فيه إبراهيم بن الوليد نفسه وذلك يوم الإثنين، وكان يقال له مروان الحمار، وإنما عرف بالحمار لقلة عقله «11» ، وأمه أم ولد جارية كردية كان يقال لها لبابة «12» .
وظهر أبو مسلم واسمه عبد الرحمن بن مسلم «13» أحد بني جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناف «14» بخراسان يوم الخميس لعشر بقين من رمضان سنة تسع
__________
(1) يقال لها: سعار- كما في تاريخ اليعقوبي 2/ 337.
(2) في الأصل: مصليان، ومبنى التصحيح على سمط النجوم 3/ 223.
(3) من السمط، وفي الأصل موضعه بياض.
(4) زيد من السمط.
(5) في الأصل: راودوه.
(6- 6) بياض في الأصل.
(7) في الأصل: قتل.
(8) في الأصل: مرة.
(9) في الأصل بياض.
(10) في الأصل: عشر.
(11) ذكر السيوطي في هذا الباب وجوها أخر- راجع تاريخ الخلفاء 99.
(12) في تاريخ اليعقوبي 2/ 338: ريّا، وراجع أيضا الكامل 5/ 204.
(13) راجع لسان الميزان.
(14) راجع جمهرة أنساب العرب 173.

(2/569)


وعشرين ومائة. فأظهر «1» الدعوة للرضا من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دخل مرو وفضّ الجموع التي كانت بها مع نصر بن سيار، وهرب نصر بن سيار من «2» أبي مسلم يريد العراق، فمات بساوة «3» ، وخرج أبو مسلم من مرو إلى نيسابور ثم قصد الري ثم خرج منها إلى الكوفة فدخلها، وأنفذ عبد الله بن علي بن «4» العباس وأهل بيته وهم بالمدينة فاستقدمهم الكوفة، وأنفذ عبد الله بن علي مع جيش جرار إلى دمشق يريد مروان بن محمد، فأنفذ عبد الله بن علي على مقدمته صالح بن علي فجعل صالح بن علي «5» على مقدمته أبا عون عبد «5» الملك بن يزيد، فواقع ابن عون مروان بن محمد بموضع يقال له أبو صير»
من رستاق يدعى من صعيد مصر، لأنه هرب إلى الصعيد، فقتل مروان الحمار عامر بن إسماعيل المروزي، وذلك يوم الخميس لست ليال بقين من ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين ومائة «7» ، وقد قيل: إن مروان بن محمد قتل «8» في بعض نواحي دمشق وانقضت مدة ملك بني «9» أمية على رأسه.

السفاح أبو العباس
وولي أبو مسلم أبا العباس «10» ، واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس، وذلك يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة
__________
(1) في الأصل: فظهر.
(2) في الأصل: بن.
(3) من معجم البلدان وكتاب البدء والتاريخ 6/ 64، وفي الأصل: بالساوة.
(4) في الأصل: أبي؛ وراجع البدء والتاريخ 6/ 66.
(5- 5) ما بين الرقمين بياض في الأصل، وراجع أيضا سمط النجوم 3/ 227.
(6) من السمط، وفي الأصل: أبو صبر، وفي الطبري 9/ 134: بوصير.
(7) راجع أيضا الطبري 9/ 136 و 137.
(8) في الأصل بياض.
(9) في الأصل: بن.
(10) في الأصل: أبو العباس.

(2/570)


اثنتين وثلاثين ومائة «1» ، وأمه رائطة «2» بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي، وهو أول عباسي تولى «3» الخلافة، وتحول أبو العباس من الحيرة إلى الأنبار «4» ، وبنى مدينتها للنصف من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين ومائة «5» ، وتوفي أبو العباس يوم الأحد بالأنبار ليلة عشر خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة «6» ، وصلى عليه عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس «7» ، وكانت ولايته أربع سنين «8» وثمانية أشهر، وكان مولده بالشام بالحميمة «9» ، وكان نقش خاتم أبي العباس «الله ثقة عبد الله وبه يؤمن» «10» .

المنصور أبو جعفر أخوه
وولي أبو جعفر المنصور، واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس في اليوم الذي مات فيه أخوه، وأمه أم ولد اسمها سلامة «11» ، وتوفي أبو جعفر بالأبطح بمكة لتسع خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة، ودفن ببئر ميمون، وصلى عليه إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي، وقد قيل: لا، بل صلى عليه عيسى بن محمد بن علي «12» ، والمنصور هو قاتل أبي مسلم، وكان أبو مسلم
__________
(1) راجع أيضا تاريخ اليعقوبي 2/ 349.
(2) من تاريخ الخلفاء 100، وفي الأصل: رابطه- غير منقوط، وفي تاريخ اليعقوبي وجمهرة أنساب العرب 18: ريطة.
(3) في الأصل بياض.
(4) من تاريخ الخلفاء، وفي الأصل: الإنذار.
(5) راجع تاريخ اليعقوبي 2/ 358.
(6) راجع تاريخ اليعقوبي 2/ 362.
(7) أو إسماعيل بن علي- كما في تاريخ اليعقوبي.
(8) في الأصل: سنتين.
(9) راجع تاريخ الخلفاء.
(10) ألم بذكر هذا النقش في تاريخ الخلفاء أيضا.
(11) البربرية- كما زاد في تاريخ الخلفاء وتاريخ اليعقوبي 2/ 364.
(12) وفي تاريخ اليعقوبي ما يفيد أن ابنه صالحا هو الذي صلى عليه- راجع 2/ 389 منه.

(2/571)


مولده بكرخ أصبهان، واسمه عبد الرحمن بن مسلم، قتله المنصور في آخر شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة «1» ، وطواه في بساط لأنه ترك الرأي «2» بالرأي، وكان للمنصور يوم ولي «3» ثلاث وستون سنة، وكانت ولايته «4» اثنتين وعشرين «4» سنة غير يوم، وكان نقش خاتم المنصور «الله ثقة عبد الله» .

المهدي بن المنصور أبو عبد الله
وولي محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس في اليوم الذي توفي فيه أبوه، وأمه أم موسى بنت منصور بن عبد الله بن «5» سهم بن يزيد «5» الحميري، ومات المهدي بماسبذان «6» بقرية يقال لها السواد، وذلك في المحرم ليلة الخميس لثمان بقين منه سنة تسع وستين ومائة، وكان له يوم توفي ثلاث «7» وأربعون سنة، وكانت ولايته عشر سنين وشهرا «8» و «9» أربع عشرة «9» ليلة، وصلى عليه ابنه هارون «10» ، وقد كان نقش خاتمه «استقدر الله تعالى» .

الهادي بن مهدي أبو محمد
وولي موسى بن محمد بن أبي جعفر المنصور في اليوم الذي مات فيه أبوه،
__________
(1) راجع تاريخ الخلفاء 101.
(2) كذا، ولعله: الري.
(3) في الأصل: ولد.
(4- 4) في الأصل: اثنتان وعشرون.
(5- 5) في الأصل: يزيد بن سهم، والتصحيح بناء على تاريخ اليعقوبي 2/ 392 ومروج الذهب 2/ 246.
(6) من الكامل 6/ 32؛ وفي الأصل: بما سيدان.
(7) في الأصل: ثلاثة.
(8) من الكامل 6/ 32، وفي الأصل: شهر.
(9- 9) في الأصل: أربعة عشر.
(10) راجع أيضا تاريخ اليعقوبي 2/ 402.

(2/572)


وكان موسى يومئذ بجرجان «1» ، و «2» أمه الخيزران «2» أم ولد، بويع ببغداد وأنفذت «3» البيعة إليه وهو بجرجان، ثم قدم الهادي ببغداد، وتوفي موسى الهادي يوم الجمعة بموضع يقال له عيساباذ «4» من سواد العراق، وذلك يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة، وكان له يوم توفي خمس وعشرون «5» سنة، وكانت ولايته»
أربعة عشر شهرا إلا ست ليال، وصلى عليه أخوه هارون الرشيد بن الهادي، وكان نقش خاتم «7» الهادي «الله ربي» «8» .

الرشيد بن المهدي أبو جعفر
وولي هارون بن محمد بن أبي جعفر المنصور في اليوم الذي توفي فيه أخوه موسى، وكنية هارون أبو جعفر، وأمه أم ولد، وتوفي هارون الرشيد بطوس بموضع يقال له سناباذ «9» بخارج النوقان «10» ، وكان قد خرج من جرجان إليها، وذلك في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة «11» ، وكان مولده بمدينة السلام، وكان نقش خاتم هارون «بالله ثقتي» .
ورأيت قبر هارون الرشيد تحت قبر علي بن موسى الرضا «12» بينهما مقدار
__________
(1) وجاء التصريح بذلك في تاريخ اليعقوبي 2/ 404.
(2- 2) وقع في الأصل: أم الحبرران- كذا خطأ.
(3) في الأصل: انقرت.
(4) من الطبري 10/ 33، وفي الأصل: عيسى أناد.
(5) في الأصل: عشرين.
(6) في الأصل بياض.
(7) في الأصل: خاتمه.
(8) وفي تاريخ الخلفاء 110 أن نقش خاتمه «الله ثقة موسى وبه أومن» .
(9) من معجم البلدان والطبري 10/ 111، وفي الأصل: شاباد، وفي مروج الذهب 2/ 263: ساباذ.
(10) من المعجم، وفي الأصل: التوقان.
(11) راجع أيضا الكامل 6/ 85.
(12) راجع أيضا سناباذ في المعجم.

(2/573)


ذراعين في رأي العين، علي في القبلة وهارون في المشرق مما «2» يليه، وكان لهارون «1» يوم توفي تسع وأربعون «3» سنة، وكانت ولايته «4» ثلاثا وعشرين سنة وشهرين «4» وسبعة عشر يوما.

الأمين بن الرشيد أبو عبد الله
وولي محمد بن هارون، وأمه زبيدة، وهي أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، ومحمد يومئذ ببغداد، فوقعت البيعة عليه بطوس وهو غائب ببغداد «5» ، ثم أخذ «6» بيعة الناس لابنه محمد بعده، ثم أخذ بيعة الناس لابنه عبد الله بعد محمد، فلما مات هارون وولي محمد جعل عبد الله «7» بن هارون «7» المأمون ينفذ الأعمال بطوس وخراسان بعد موت أبيه، وأنفذ طاهر بن الحسين الأعور لمحاربة أخيه ببغداد، فوافى طاهر ببغداد، وحاصر الأمين بها، وقاتله إلى أن قتله، وأنفذ رأسه إلى المأمون، وكان ذلك يوم الأحد لسبع بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة «8» ، وكان نقش خاتم الأمين «قاصده لا يخيب» .

المأمون بن الرشيد أبو العباس
وولي عبد الله بن هارون المأمون أخو محمد ببغداد في اليوم الذي قتل فيه أخوه، وبايعه الناس بيعة العامة، وكانت أمه أم ولد اسمها مراجل «9» ، توفي
__________
(1) في الأصل: من.
(2) في الأصل: هارون.
(3) في الأصل: أربعين، وراجع أيضا المراجع الأخرى فإنها تتفق على أن مبلغ عمره سبع وأربعون وبضعة أشهر.
(4- 4) من الكامل، وفي الأصل: ثلاث وعشرون سنة وشهران.
(5) راجع أيضا تاريخ اليعقوبي 2/ 433.
(6) أي هارون؛ والأسلوب ينم عن تعرض العبارة لخلل أو فجوة بالرغم من التحامها في المتن.
(7- 7) ما بين الرقمين موضعه في الأصل بياض.
(8) راجع الطبري 10/ 196 و 208 وما بعده.
(9) في الأصل: مراحل، والتصحيح من تاريخ الخلفاء 121، وفيه أنها ماتت في نفاسها به.

(2/574)


المأمون بالبذندون «1» خارج طرسوس على طريق الروم في شهر رجب لإحدى عشرة ليلة خلت منه سنة ثمان عشرة ومائتين «2» ، وحمل إلى طرسوس وصلى عليه أخوه أبو إسحاق المعتصم، ودفن بطرسوس، وكان له يوم مات «3» ثمان وأربعون سنة وثلاثة أشهر، وكانت ولايته عشرين «4» سنة وستة أشهر وستة عشر يوما، وكان مولده بمدينة السلام. وكان نقش خاتمه «الله ثقة عبد الله وبه يؤمن» «5» .

المعتصم بن الرشيد أبو إسحاق
وولي محمد بن هارون أبو إسحاق المعتصم أخو المأمون بعد دفن أخيه بطرسوس، وأمه أم ولد اسمها ماردة «6» ، فأخذ المعتصم في إجبار «7» ما لا يحتاج إليه، وضرب أحمد بن حنبل بالسياط «8» وقتل أحمد بن نصر الخزاعي «9» ، حتى بقي الناس في تلك الفتنة إلى أن مات المعتصم «10» بسر من رأى «10» من أرض القاطول «11» ليلة الخميس لثمان عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين «12» ، وقد قيل: لثمان بقين من شهر ربيع الأول، وصلى عليه ابنه الواثق، وكان [له] «13» يوم توفي سبع وأربعون سنة وثلاثة عشر يوما، وكانت ولايته ثمان سنين وثمانية
__________
(1) من المراجع ومعجم البلدان، وفي الأصل: ببندر- كذا.
(2) راجع أيضا الطبري 10/ 295.
(3) في الأصل: قتل.
(4) في الأصل: عشرون.
(5) وورد في تاريخ الخلفاء 124 عن الأصمعي أن نقش خاتم المأمون كان «عبد الله بن عبد الله» .
(6) راجع أيضا تاريخ الخلفاء 132 وفيه أنها كانت أحظى الناس عند الرشيد.
(7) في الأصل: احيار- كذا.
(8) راجع تاريخ اليعقوبي 2/ 472.
(9) راجع تاريخ اليعقوبي 2/ 482 ففيه أنه قتل في أيام الواثق، وراجع أيضا تاريخ الخلفاء 135.
(10- 10) من المراجع، وفي الأصل: بنشر من رائي.
(11) من المراجع، وفي الأصل: العاطول.
(12) راجع أيضا مروج الذهب 2/ 356.
(13) زيد لاستقامة العبارة.

(2/575)


أشهر، وكان نقش خاتمه «الحمد لله الذي ليس كمثله شيء» .

الواثق بن المعتصم أبو جعفر
وولي هارون- وأبوه أبو إسحاق المعتصم بن الرشيد- بعد دفن أبيه، وأمه أم ولد تدعى قراطيس «1» ، وكان للواثق يوم ولي ستة وعشرون سنة وشهران وثمانية أيام «2» ، وتوفي الواثق يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وكانت ولايته خمس سنين وستة «3» أشهر وثلاثة عشر يوما، وصلى عليه أخوه جعفر المتوكل، وكان مولد الواثق بمدينة السلام، ونقش خاتمه «الله ثقة الواثق» .

المتوكل بن المعتصم أبو الفضل
وولي جعفر بن محمد بن هارون بعد دفن أخيه الواثق بن المعتصم، وأم المتوكل أم ولد اسمها شجاع»
، وكان له يوم ولي ثمان وعشرون سنة «5» ، فأظهر المتوكل محبة السنة والميل إليها وأنكر ما كان يفعله أبوه وأخوه في هذا الشأن، ورفع من شأن أهل العلم، ومرهم على أحمد بن نصر؛ فمالت قلوب العوام إليه، وقتل المتوكل يوم الأربعاء لخمس خلون أو «6» لسبع خلون من شهر شوال سنة سبع وأربعين ومائتين، قتله ابنه المنتصر وهو الذي صلى عليه، وكان نقش خاتم المتوكل «لا إله إلا الله، المتوكل على الله» ، وكانت ولايته «7» خمس عشرة «7» سنة وشهرين.
__________
(1) من المراجع، وفي الأصل: قراطيش.
(2) راجع أيضا مروج الذهب 2/ 356.
(3) في مروج الذهب: تسعة.
(4) من تاريخ اليعقوبي 2/ 484، وفي الأصل: سجاع.
(5) راجع أيضا مروج، الذهب 2/ 368.
(6) في الأصل «و» .
(7- 7) في الأصل: خمسة عشر.

(2/576)


المنتصر بن المتوكل أبو جعفر
وولي محمد بن جعفر بن محمد بن هارون المنتصر بن «1» المتوكل بن المعتصم بن الرشيد في اليوم الذي قتل فيه أبوه، وبايعه أخواه المعتز والمؤيد، وكانت أم المنتصر أم ولد يقال لها حبشية «2» ، ومات المنتصر بن المتوكل يوم الإثنين لأربع خلون من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائتين «3» ، وصلى عليه المستعين بن المعتصم عمه، وكان نقش خاتم المنتصر «محمد بالله ينتصر» .

المستعين بن المعتصم أبو عبد الله
وولي أحمد بن محمد بن هارون، وهو أخو جعفر المتوكل وعم المستنصر ابن المتوكل، وأم المستعين اسمها مخارق أم ولد «4» ، وبويع «5» في اليوم الذي توفي [فيه] «6» المنتصر، فلما دخلت سنة إحدى وخمسين ومائتين وقع بين المعتز والمستعين الفتن الكثيرة والمناوشات الشديدة إلى أن خلع المستعين نفسه في آخر سنة إحدى وخمسين ومائتين «7» ، وذلك يوم الأربعاء للنصف من المحرم، وكان نقش خاتم المستعين «أحمد بن محمد» .

المعتز بن المتوكل أبو عبد الله
وبايع الناس بعد خلع المستعين نفسه الزبير «8» بن جعفر بن محمد بن محمد ابن هارون، وهو المعتز بن المتوكل، أمه أم ولد اسمها قبيحة «9» ، وقتل المعتز في
__________
(1) في الأصل: وأبو.
(2) راجع تاريخ الخلفاء 143.
(3) راجع أيضا مروج الذهب 2/ 398.
(4) راجع مروج الذهب 2/ 407.
(5) في الأصل: بايع.
(6) زيد لاستقامة العبارة.
(7) راجع أيضا تاريخ الخلفاء 143.
(8) راجع أيضا تاريخ الخلفاء 144.
(9) من تاريخ الخلفاء وتاريخ اليعقوبي 2/ 500، وفي الأصل: صبيحة.

(2/577)


شهر رجب سنة خمس وخمسين ومائتين، وكان نقش خاتمه «المعتز بالله» .

المهتدي بن الواثق أبو عبد الله
وولي محمد بن هارون بن محمد بن هارون وهو المهتدي بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد بسر من رأى ليومين بقيا من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين، وغلب عليه الأتراك إلى «1» أن قتلوه لثلاث عشرة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين، وكانت أمه أم ولد «2» ، ونقش خاتم المهتدي «محمد أمير المؤمنين» .

المعتمد بن المتوكل أبو العباس
وولي أحمد بن جعفر وهو المعتمد «3» بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد- في اليوم الذي قتل فيه المهتدي «4» ، وأمه أم ولد اسمها فتيان «5» ، فجعل المعتمد «3» أخاه أبا أحمد الموفق ولي عهده يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من ذي القعدة سنة إحدى وستين ومائتين، فجعل الموفق يبعد «6» ويحجب الناس عن المعتمد واعتل أنه مزحور «7» ، وكان للمتوكل ثلاثة بنين: أكبرهم محمد بن جعفر وهو المنتصر، والأوسط منهم أحمد بن جعفر وهو المعتمد «3» ، والأصغر طلحة بن جعفر وهو الموفق أبو أحمد، وتوفي أبو أحمد الموفق من علة صعبة كانت به يوم الخميس «8» لثمان خلون «8» من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين، وتوفي المعتمد لإحدى عشرة
__________
(1) في الأصل بياض.
(2) تسمى وردة- كما في تاريخ الخلفاء 144.
(3) وقع في الأصل: المعتمر- مصحفا، وراجع أيضا تاريخ الخلفاء 146.
(4) راجع تاريخ اليعقوبي 2/ 507.
(5) من تاريخ الخلفاء ومروج الذهب 2/ 441، وفي الأصل: قينان، وفي سمط النجوم 3/ 348: فينان.
(6) في الأصل: يتعد- وهو واضح خطأه.
(7) الأصل ما صورته: فرحوّ.
(8- 8) في مروج الذهب 2/ 460: لثلاث بقين.

(2/578)


ليلة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين «1» ، وكان له يوم توفي ستون سنة «2» .

المعتضد بن الموفق بن المتوكل أبو العباس
وولي أحمد بن طلحة بن جعفر- وهو ابن أبي أحمد الموفق- في اليوم الذي توفي فيه المعتمد، وكانت أمه أم ولد «3» ، وتوفي المعتضد «4» ببغداد ليلة الإثنين لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين «5» ، وقد قيل: إن المعتضد توفي يوم الأربعاء لخمس «6» خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين ومائتين «7» ؛ وقد قيل: غسله أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب، وصلى عليه أبو يوسف؛ وكان [له] «8» يوم توفي ست وأربعون سنة، وكان نقش خاتمه «المعتز بالله» .

المكتفي بن المعتضد أبو محمد
وولي علي بن أحمد بن طلحة بن جعفر بعد دفن أبيه، وأمه أم ولد جارية تركية «9» ، وتوفي المكتفي ليلة الأحد «10» لثلاث عشرة «11» ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين، وغسله أبو عمر، وهو الذي صلى عليه، وكان للمكتفي يوم توفي إحدى وثلاثون سنة.
__________
(1) كما في السمط 3/ 349.
(2) وفي السمط: أربعون سنة وستة أشهر، وفي مروج الذهب 2/ 441: ثمان وأربعون سنة.
(3) اسمها صواب- كما صرح به في السمط 3/ 350.
(4) في الأصل: المعتمد.
(5) راجع أيضا مروج الذهب 2/ 462.
(6) في الأصل: خمس.
(7) في الأصل بياض.
(8) زيد لاستقامة العبارة.
(9) اسمها جيجك- كما في تاريخ الخلفاء 151.
(10) في الأصل: الأحمد- خطأ. وراجع أيضا مروج الذهب 2/ 490.
(11) في الأصل: عشر.

(2/579)


المقتدر بن المعتضد بن الموفق بن المتوكل أبو الفضل
وولي جعفر أخو المكتفي في اليوم الذي توفي فيه أخوه المكتفي، وأم المقتدر أم ولد يقال لها: شغب»
، وكان مولد المقتدر سنة اثنتين «2» وثمانين ومائتين، وبايع الخاص لعبد الله بن المعتز في شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين، وبقي مع المقتدر الحجرية وجماعة من الحشم وعوام الناس، فركب الحسين بن حمدان في جماعة معه من الأعراب وجاء إلى باب المقتدر ثم ذهب قاصدا دار [ابن] «3» المعتز، فحارب أصحاب [ابن] «3» المعتز وقتل ظاهرا مكشوفا والعباس بن الحسن «4» بن أيوب وكان كاتب «5» [ابن] «3» المعتز، وظفر بأصحاب ابن المعتز فهزمهم وقبض على عبد الله بن المعتز وقتله، واستوى أمر المقتدر، وهدأت أمور الناس وصار الناس كأنهم «6» نيام لا يحسبون بفتنة، وعمرت والدته الحرمين وأنفقت عليهما في كل سنة أموالا خطيرة، وكذلك عمرت بيت المقدس، وكانت تنفق عليها وعلى الثغور في كل سنة أموالا خطيرة، وارتفع أهل العلم في كل بلد من الدنيا، ورأيت بغداد في تلك الأيام أطيب ما كانت وأجلها وأعمرها، ثم أناءت أمور المقتدر عليه سنة ست «7» عشرة وثلاثمائة، واتفق الناس على خلعه فخلعوه، وأقعدوا أخاه القاهر «8» مكانه بعد أن خلع المقتدر نفسه، فبقي القاهر ثلاثة أيام كذلك، ثم خلع القاهر نفسه وبايع الناس المقتدر ثانيا، وعمل المقتدر إلى آخر سنة عشرين وثلاثمائة، ثم اضطرب الجيش وهيجهم مؤنس «9» على المقتدر،
__________
(1) في مروج الذهب 2/ 501: سغب، وفي تاريخ الخلفاء 152 كما هنا.
(2) من تاريخ الخلفاء، وفي الأصل: اثنين.
(3) زيد ولا بد منه.
(4) من تاريخ الخلفاء، وفي الأصل: الحسين.
(5) في الأصل: كانت.
(6) في الأصل: فإنهم.
(7) في الأصل: سنة.
(8) في الأصل: القادر، وراجع أيضا تاريخ الخلفاء 154.
(9) من تاريخ الخلفاء، وفي الأصل: يونس.

(2/580)


فركب المقتدر بنفسه ليسكن القوم، وعليه بردة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هو واقف ومعه الخلق من الجند إذ جاءه رجل بربري لا يعرف من هو، فتوهموا أنه يريد أن يسلم عليه، فلما دنا منه رماه بحربته فقتله، وذلك يوم الثلاثاء «1» لثلاث بقين من شوال سنة عشرين وثلاثمائة.

القاهر بن المعتضد أبو العباس
وولي محمد بن أحمد بن طلحة بن جعفر وهو أخ المقتدر والمكتفي في اليوم الذي قتل فيه أخوه المقتدر، وبقي [في] «2» الولاية سنة وستة أشهر «3» ، ثم كحل «4» وخلع، وتوفي القاهر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة «5» .

الراضي بن المقتدر أبو العباس
وولي محمد «6» بن جعفر بن أحمد بن طلحة بن جعفر، وهو الراضي بن المقتدر بن المعتضد بن الموفق بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب؛ ومات الراضي في أول سنة سبع «7» وعشرين وثلاثمائة.

المتقي «8» بن المقتدر
وولي إبراهيم بن جعفر بن أحمد بن طلحة بن جعفر في أول سنة
__________
(1) في الأصل: الثلاث.
(2) زيد لاستقامة العبارة.
(3) راجع أيضا مروج الذهب 2/ 513.
(4) في تاريخ الخلفاء 156: قال محمود الأصبهاني: كان سبب خلع القاهر سوء سيرته وسفكه الدماء، فامتنع من الخلع فسملوا عينيه.
(5) راجع أيضا مروج الذهب 2/ 513.
(6) من مروج الذهب 2/ 519 وتاريخ الخلفاء 157، وفي الأصل: أحمد.
(7) في مرآة الجنان 2/ 296: تسع.
(8) زيد بعده في الأصل: المقتدي- كذا.

(2/581)


«1» اثنتين وثلاثين «1» وثلاثمائة، وتوفي سنة «2» خمس وثلاثين «2» وثلاثمائة «3» .

المطيع بن المقتدر
وولي [الفضل] «4» بن جعفر بن محمد بن أحمد بن طلحة بن جعفر- وهو ابن المقتدر بعد دفن المستكفي هو باق لا أدري ما الله صانع به إلا أنه «5» خليفة يموت أو يقتل لا محالة لأن له أسوة بمن فقدهم «6» - والله أعلم.

ذكر الخلفاء الراشدين والملوك الراغبين
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي حدثني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون، ثم يكون بعدهم خلفاء يعملون بما لا يعلمون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن أنكر عليهم فقد برىء، ولكن من رغب «7» وتابع» .
قال أبو حاتم: قد ذكرنا جمل ما يحتاج إليه من الحوادث التي كانت في أيام الخلفاء الأربعة «8» الراشدين المهديين، وأومأنا إلى ذكر من كان بعدهم من بني أمية وبني العباس، وأغضينا عن ذكر ما لو لم يذكر من أخبارهم لم يلتفت الناظر في كتابنا هذا عليه لإمعاننا في ذكرها في كتاب الخلفاء من بني أمية وبني العباس من
__________
(1- 1) في مرآة الجنان والشذرات: تسع وعشرين.
(2- 2) في الشذرات 2/ 333: سبع وخمسين.
(3) وبويع المستكفي بالله بعد المتقي.
(4) زيد من تاريخ الخلفاء.
(5) زيد بعده في الأصل: أو- كذا.
(6) مات المطيع طبيعيا في المحرم سنة أربع وستين- كما في تاريخ الخلفاء 162 وفيه أن ممن مات في أيام المطيع المسعودي صاحب مروج الذهب وابن حبان صاحب الصحيح.
(7) من مسند الإمام أحمد 6/ 305، وفي الأصل بياض.
(8) في الأصل: إلا ربع.

(2/582)


كتبنا. وإنا سنذكر بعد هذا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب واحدا واحدا بأنسابهم وقبائلهم وما يعرف من أنسابهم وأوقاتهم، كيلا يتعذر على سالك سبيل العلم الوقف على أبنائهم إن أراد الله ذلك وشاء- نسأل الله العون على ما يقربنا إليه ويزلفنا لديه، إنه جواد كريم رؤوف رحيم.
«1» أول كتاب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
«2» بسم الله الرحمن الرحيم «2» [الحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه أجمعين.
قال أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي رضي الله عنه] «3» :
أخبرنا «4» أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى ثنا خلف بن هشام البزار «5» وعبد الواحد بن غياث قالا: ثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حضين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين «6» يلونهم» .
قال أبو حاتم «7» محمد بن حبان»
بن أحمد»
التميمي: خير هذه الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين صحبوه ونصروه وبذلوا له «9» أنفسهم وأموالهم ابتغاء مرضاة الله من المهاجرين والأنصار ومن آمن به وصدقه «10» من غيرهم. فمنهم العشرة الذين شهد لهم
__________
(1) ومن هنا نضيف إلى مراجعنا نسخة لأصل الكتاب محتفظة باستانبول ونرمز إليها بحرف «م» .
(2- 2) ليس ما بين الرقمين في م.
(3) زيد ما بين الحاجزين من م.
(4) في م: حدثنا.
(5) من تهذيب التهذيب، وفي الأصل: البزاز.
(6) من م ومراجع الحديث، وفي الأصل: الذي.
(7) زيد بعده في م: رضي الله عنه.
(8- 8) تقدم ما بين الرقمين في الأصل على «حبان» مع سقوطه من م.
(9) سقط من م.
(10) من م، وفي الأصل: صدقهم.

(2/583)


النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وقد ذكرناهم بأيامهم وما يجب من الوقوف على أخبارهم فيما قبل «1» [في أجزاء أفردتها «2» في أخبارهم وما كان في مددهم من الفتوح] «3» .
وطلحة «4» بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، وهو قرشي «5» ، وكنيته «6» أبو محمد، وكان يقال له: الفياض «7» ، لكثرة بذله الأموال، لحق النبي صلى الله عليه وسلم ببدر بعد فراغه من بدر، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى حوراء «8» ليتجسس أخبار العير، فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره، قتله مروان بن الحكم بسهم [رماه] «9» ، ومات سنة ست وثلاثين يوم الجمل لعشر ليال خلون من جمادى الأولى «10» وهو ابن أربع وستين سنة، وقد قيل: في شهر رجب، وقبره بالبصرة [مشهور] «9» يزار، وأم طلحة الصعبة بنت عبد الله بن «11» عماد بن «11» مالك بن «12» حضرموت.
والزبير «13» بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي «14» بن كلاب
__________
(1) من م، وفي الأصل: قيل.
(2) في م: أفردها.
(3) زيد ما بين الحاجزين من م.
(4) وراجع أيضا لعمود نسبه الطبقات 3/ 1/ 152 والاستيعاب.
(5) في م: قريش.
(6) في م: كنية طلحة.
(7) ذكر أهل النسب أن طلحة اشترى مالا بموضع يقال له بيسان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ «ما أنت إلا فياض» ، فسمي طلحة الفياض- راجع الاستيعاب.
(8) في م: حوران، وفي الطبقات 3/ 1/ 154 كما هنا.
(9) زيد من م.
(10) من م، وفي الأصل: الأول، وفي الطبقات 3/ 1/ 159: الآخرة.
(11- 11) من م والطبقات والاستيعاب إلا أن في م: عمار، وفي الأصل بياض.
(12) في س: من، وعمود نسبها ينتهي إلى حضرموت بن كندة.
(13) راجع أيضا الاستيعاب والطبقات 3/ 1/ 70.
(14) من م والمرجعين، وفي الأصل: نصر- كذا.

(2/584)


ابن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، وهو قرشي، وكنيته أبو عبد الله «1» ، كان من حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم «2» .
وأم الزبير صفية بنت عبد المطلب بن هاشم «3» ، وأمها هالة بنت وهيب «4» بن عبد مناف [بن زهرة] «5» ، شهد بدرا وهو ابن تسع وعشرين سنة، وقتل في شهر «6» رجب سنة ست وثلاثين «7» ، قتله عمرو بن جرموز «8» ، وكان له يوم مات أربع «9» وستون سنة، وأوصى [إلى] ابنه عبد الله صبيحة يوم الجمل فقال: يا بني! ما من عضو مني إلا وقد جرح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى ذلك إلى فرجي فقتل من آخر يومه، وقبره بوادي السباع «10» [من أرض بني تميم] «5» مشهور يعرف، وللزبير عشرة من البنين وابنتان: عبد الله وعاصم وعروة والمنذر ومصعب وحمزة وخالد وعمرو «11» وعبيدة «12» وجعفر، والابنتان «13» : رملة وخديجة.
وسعد بن أبي وقاص، وهو سعد بن مالك بن وهيب- ويقال: أهيب «14» - بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن
__________
(1) راجع رواية الحنفي في الطبقات.
(2) راجع لمزيد من التفصيل الطبقات 3/ 1/ 53.
(3) في م: هشام.
(4) من الاستيعاب والطبقات 8/ 27، وفي الأصل: أهيب.
(5) زيد من م والمرجعين.
(6) سقط من م.
(7) من م، وفي الأصل: ثلاثون.
(8) راجع لتفاصيل مقتله الأخبار الطوال 148.
(9) من م، وفي الأصل: أربعة.
(10) راجع الطبقات 3/ 1/ 78.
(11) من م والطبقات 3/ 1/ 70، وفي الأصل: عمرة.
(12) من م والطبقات، وفي الأصل: عبيد.
(13) من م، وفي الأصل: ابنتان؛ وفي الطبقات: كان للزبير من الولد أحد عشر ذكرا وتسع نسوة.
(14) كما في الاستيعاب، وراجع أيضا الطبقات 3/ 1/ 97.

(2/585)


النضر، وكنيته أبو إسحاق، [و] «1» أمه: حمنة»
بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف، مات في قصره بالعقيق «3» ، وحمل على أعناق الرجال «4» إلى المدينة [عشرة أميال] «1» سنة خمس «5» وخمسين، وقد «6» قيل: سنة ثمان [و] «1» خمسين، وصلى عليه مروان «7» بن الحكم «7» ، وكان واليها في أمارة معاوية، وله يوم مات أربع وسبعون سنة «8» ، وكان قد أسلم وهو ابن «9» تسع عشرة «9» سنة، وحمل من أولاد سعد العلم «10» عمر ومحمد وعامر وموسى ومصعب وعائشة «11» .
وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط ابن رزاح «12» بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، كنيته أبو الأعور، قدم من الحوراء «13» مع طلحة بعد ما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من بدر، فضرب له «14» النبي صلى الله عليه وسلم «14» بسهمه «15» وأجره؛ مات سنة إحدى وخمسين وهو ابن بضع
__________
(1) زيد من م.
(2) من الطبقات وتاريخ الإسلام 2/ 281، وفي الأصل: جهينة.
(3) من م والطبقات 3/ 1/ 104، وفي الأصل: بالعتيق.
(4) راجع أيضا تاريخ الإسلام 2/ 285.
(5) من م، وفي الأصل: ست؛ وفي تاريخ الإسلام: قال الواقدي والمديني وجماعة كثيرة: توفي سنة خمس وخمسين.
(6) سقط من م.
(7- 7) سقط ما بين الرقمين من م.
(8) راجع لكل ذلك رواية عائشة بنت سعد في الطبقات 3/ 1/ 105.
(9- 9) من م، وفي الأصل: تسعة تسعة عشر- كذا؛ وراجع أيضا الاستيعاب والطبقات 3/ 1/ 98.
(10) زيد بعده في م: من.
(11) صرح بهذا في تاريخ الإسلام أيضا؛ وزيد بعده في الأصل: أولاد سعد بن أبي وقاص، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.
(12) من م والاستيعاب والطبقات 3/ 1/ 275، وفي الأصل: رباح.
(13) في م: الحوران، وراجع تعليقنا على هذه الكلمة في ترجمة طلحة.
(14- 14) سقط ما بين الرقمين من م.
(15) من م، وموضعه في الأصل بياض.

(2/586)


وسبعين سنة «1» ودفن بالمدينة، ودخل قبره سعد بن أبي وقاص وابن عمر «2» ؛ أمه فاطمة بنت بعجة «3» بن «4» أمية بن خويلد بن «5» خالد بن «5» خزاعة.
وعبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد [بن] «6» الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، كنيته أبو محمد، وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن «7» ، وأمه الشفاء بنت عوف بن عبد [بن] «6» الحارث بن زهرة بن كلاب من المهاجرات «8» ، مات لست بقين من خلافة عثمان وهو ابن خمس وسبعين سنة «9» ودفن بالبقيع، ولعبد الرحمن بن عوف عشرة «10» بنين: محمد وإبراهيم وحميد وزيد وأبو سلمة ومصعب وسهيل «11» وعثمان وعمر «12» والمسور سوى البنات «13» اللائي كن «13» له.
وعامر بن عبد الله بن الجراح «14» بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر، كنيته أبو عبيدة، [و] «15» توفي في طاعون عمواس بالشام
__________
(1) في قول الواقدي- كما صرح به في تاريخ الإسلام 2/ 286.
(2) ذكر مثل ذلك في تاريخ الإسلام أيضا.
(3) من م والطبقات 3/ 1/ 276، وفي الأصل: نعجة.
(4) من الطبقات، وفي الأصل: بنت.
(5- 5) سقط ما بين الرقمين من م.
(6) زيد من الاستيعاب والطبقات 3/ 1/ 87.
(7) حين أسلم- كما صرح به في الطبقات.
(8) نص على مهاجرتها في الاستيعاب فراجع ترجمتها فيه.
(9) سقط من م، وراجع أيضا الطبقات 3/ 1/ 96.
(10) من م، وفي الأصل: عشر.
(11) من م والطبقات 3/ 1/ 90، وفي الأصل: سهل.
(12) من الطبقات، وفي الأصل: وم: عمرو.
(13- 13) من م، وفي الأصل: التي كانت.
(14) زيد بعده في الأصل: بن سعد، وفي م: ربيعة، ولم تكن الزيادة في الطبقات 3/ 1/ 297 والاستيعاب وتاريخ الإسلام 2/ 22 فحذفناها، وراجع أيضا نسب قريش 445.
(15) زيد من م.

(2/587)


سنة ثمان عشرة في خلافة عمر وهو ابن ثمان وخمسين سنة «1» ، وكان قد شهد بدرا وهو ابن إحدى وأربعين سنة، وهو من جلة الصحابة وأمه بنت [عبد] «2» العزى «3» ابن شقيق بن سلامان من بني فهر.
__________
(1) راجع تاريخ الإسلام 2/ 23.
(2) زيد من م.
(3) واسم أمه- حسب نسب قريش والمراجع الأخرى- أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامرة ابن عميرة.

(2/588)