دلائل
النبوة للبيهقي مخرجا جُمَّاعُ أَبْوَابِ مَنْ رَأَى فِي
مَنَامِهِ شَيْئًا مِنْ آثَارِ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى عَهْدِهِ، وَمَا ظَهَرَ فِي ذَلِكَ مِنَ الدَّلَالَةِ
عَلَى صِدْقِهِ فِيمَا أَخْبَرَ عَنْهُ مِنْ أُمُورِ الْآخِرَةِ
وَغَيْرِهَا، وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رُؤْيَا
الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ»
(6/553)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ رَحِمَهُ اللهُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ
عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ
جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» [ص:9] رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ
زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ
أَبِي دَاوُدَ. وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ غُنْدَرٍ وَغَيْرِهِ عَنْ
شُعْبَةَ
(7/7)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ ,
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ , حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ
جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَبْدِ
بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ
وَجْهٍ آخَرَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي أَصَحِّ
الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
(7/9)
وَرَوَى ابْنُ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ
مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ،
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ،
حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، فَذَكَرَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ
(7/9)
بَابُ رُؤْيَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ
فِي مَنَامِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ
(7/10)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ
[ص:13] الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ،
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا عَلَى عَهْدِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَكَانُوا يَقُصُّونَهَا
عَلَيْهِ، فَيَقُولُ فِيهَا مَا شَاءَ اللهُ , وَأَنَا غُلَامٌ حَدِيثُ
السِّنِّ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ، فَقُلْتُ فِي
نَفْسِي: لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلَاءِ،
فَقُلْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا
فَأَرِنِي رُؤْيَا، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ أَتَانِي مَلَكَانِ فِي
يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ يَغْتَالَانِي إِلَى
جَهَنَّمَ , فَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ
مِنْ جَهَنَّمَ، ثُمَّ أَرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ
مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ: لَنَ تُرَاعَ , نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ. لَوْ
كُنْتَ تُكْثِرُ الصَّلَاةَ، فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا بِي عَلَى
جَهَنَّمَ , وَهِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ لَهَا قُرُونٌ كَقُرُونِ
الْبِئْرِ , عَلَى كُلِّ قَرْنٍ مَلَكٌ مَعَهُ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ ,
وَإِذَا فِيهَا رِجَالٌ مُعَلَّقُونَ بِالسَّلَاسِلِ , رُءُوسُهُمْ
أَسْفَلَهُمْ، فَعَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ، فَانْصَرَفُوا
بِي ذَاتَ الْيَمِينِ. فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا
حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "
أَرَى عَبْدَ اللهِ رَجُلًا صَالِحًا قَالَ نَافِعٌ: فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ
ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ
أَبِي قُدَامَةَ، عَنْ عَفَّانَ
(7/10)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو
مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ، ح قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا
أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ
فِي يَدِهِ قِطْعَةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ , وَلَا يُرِيدُ مِنَ الْجَنَّةِ
مَكَانًا إِلَّا طَارَتْ بِهِ إِلَيْهِ , وَرَأَى أَنَّهُ ذُهِبَ بِهِ
إِلَى النَّارِ فَأَسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: دَعْهُ فَإِنَّهُ نِعْمَ
الرَّجُلُ لَوْ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ , فَقَصَّتْ حَفْصَةُ إِحْدَى
الرِّوَايَتَيْنِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: «إِنَّ أَخَاكِ رَجُلٌ صَالِحٌ» . قَالَ نَافِعٌ: " فَكَانَ
عَبْدُ اللهِ يُطِيلُ الصَّلَاةَ بِاللَّيْلِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي
النُّعْمَانِ، عَنْ حَمَّادٍ
(7/14)
بَابُ رُؤْيَةِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ
اللهِ التَّيْمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي مَنَامِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى
ذَلِكَ
(7/15)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
لَهِيعَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، وَحَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ مُحَمَّدَ
بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ
عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ قَدِمَا عَلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَكَانَ إِسْلَامُهُمَا
مَعًا , وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنَ الْآخَرِ، فَغَزَا
الْمُجْتَهِدُ فَاسْتُشْهِدَ ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ
تُوُفِّيَ. فَقَالَ طَلْحَةُ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ -
يَعْنِي فِي النَّوْمِ - إِذَا أَنَا بِهِمَا فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ
الْجَنَّةِ , فَأَذِنَ لِلَّذِي مَاتَ الْآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ رَجَعَ
فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ: ارْجِعْ
فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ. فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ، فَحَدَّثَ
النَّاسَ فَعَجِبُوا , فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟» قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الَّذِي كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ [ص:16]
اجْتِهَادًا فَاسْتُشْهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَدَخَلَ الْآخَرُ الْجَنَّةَ
قَبْلَهُ , قَالَ: «أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً وَأَدْرَكَ
رَمَضَانَ فَصَامَهُ؟» قَالُوا: بَلَى «وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ
سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ» ؟ قَالُوا. بَلَى قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ وَقِيلَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ فِي رُؤْيَا طَلْحَةَ مَوْصُولًا. وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ
مُرْسَلٌ حَسَنٌ
(7/15)
بَابُ رُؤْيَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ
بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي مَنَامِهِ
مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ
(7/17)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ
الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنِ
زَيْدٍ قَالَ: لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِالنَّاقُوسِ يُعْمَلُ لِيَضْرِبَ بِهِ النَّاسُ لِجَمْعِ
الصَّلَاةِ، طَافَ بِي وَأَنَا نَائِمٌ - يَعْنِي بَيْنَنَا - رَجُلٌ
يَحْمِلُ نَاقُوسًا فِي يَدِهِ فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ أَتَبِيعُ
النَّاقُوسَ؟ قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ فَقُلْتُ: نَدْعُو بِهِ إِلَى
الصَّلَاةِ. قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟
فَقُلْتُ: بَلَى قَالَ: فَقَالَ: تَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ,
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ , أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا
رَسُولُ اللهِ , أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ , حَيَّ عَلَى
الصَّلَاةِ , حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ , حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ , حَيَّ
عَلَى الْفَلَاحِ , اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ , لَا إِلَهَ إِلَّا
اللهُ
(7/17)
قَالَ: ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي غَيْرَ
بَعِيدٍ، ثُمَّ قَالَ: ثُمَّ تَقُولُ إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ: اللهُ
أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ , أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ,
أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ , حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ , حَيَّ
عَلَى الْفَلَاحِ , قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ ,
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ , لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. قَالَ: فَلَمَّا
أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ فَقَالَ: إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ
شَاءَ اللهُ , فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ ,
فَلْيُؤَذِّنْ , فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ فَقُمْتُ مَعَ بِلَالٍ
فَجَعَلْتُ أُلْقِيهِ عَلَيْهِ وَيُؤَذِّنُ بِهِ. قَالَ: فَسَمِعَ ذَلِكَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - وَهُوَ فِي بَيْتِهِ - فَخَرَجَ يَجُرُّ
رِدَاءَهُ يَقُولُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللهِ ,
لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ مَا أُرِيَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلِلَّهِ الْحَمْدُ» وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سَعِيدُ
بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ فِي الْإِقَامَةِ
(7/18)
وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي
لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَقَدْ أَعْجَبَنِي أَنْ تَكُونَ صَلَاةُ
الْمُسْلِمِينَ - أَوِ الْمُؤْمِنِينَ - وَاحِدَةً حَتَّى لَقَدْ هَمَمْتُ
أَنْ أَبُثَّ رِجَالًا فِي الدُّورِ يُنَادُونَ النَّاسَ بِحِينِ
الصَّلَاةِ، وَحَتَّى هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رِجَالًا يَقُومُونَ عَلَى
الْآطَامِ يُنَادُونَ الْمُسْلِمِينَ بِحِينِ الصَّلَاةِ حَتَّى نَقَّسُوا
أَوْ كَادُوا يُنَقِّسُوا قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لَمَّا رَجَعْتُ - لِمَا رَأَيْتُ مِنَ
اهْتِمَامِكَ - رَأَيْتُ رَجُلًا كَأَنَّ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ
فَقَامَ عَلَى الْمَسْجِدِ، فَأَذَّنَ، ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً، ثُمَّ قَامَ
فَقَالَ مِثْلَهَا، إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ،
وَلَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ لَقُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ يَقِظًا غَيْرَ
نَائِمٍ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَاكَ
اللهُ خَيْرًا فَمُرْ بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ:
أَمَا إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَأَى، وَلَكِنِّي لَمَّا
سُبِقْتُ اسْتَحْيَيْتُ " [ص:19] أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى،
فَذَكَرَهُ
(7/18)
بَابُ رُؤْيَا أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
أَوْ غَيْرِهِ فِي الْمَنَامِ مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ
(7/20)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ،
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أَقْرَأُ سُورَةَ ص،
فَلَمَّا أَتَيْتُ عَلَى السَّجْدَةِ سَجَدَ كُلُّ شَيْءٍ رَأَيْتُ:
الدَّوَاةُ وَالْقَلَمُ وَاللَّوْحُ , فَعَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَخْبَرْتُهُ فَأَمَرَ بِالسُّجُودِ
فِيهَا
(7/20)
وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذِ بْنِ سَخْتَوَيْهِ
الْعَدْلُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ أَبُو بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ
جُرَيْجٍ: يَا حَسَنُ حَدَّثَنِي جَدُّكَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي
يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْتُ
الْبَارِحَةَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنِّي أَصَلِّي خَلْفَ شَجَرَةٍ ,
فَقَرَأْتُ ص , فَلَمَّا أَتَيْتُ عَلَى السَّجْدَةِ سَجَدْتُ فَسَجَدَتِ
الشَّجَرَةُ فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ: اللهُمَّ اكْتُبْ [ص:21] لِي
بِهَا عِنْدَكَ ذِكْرًا , وَاجْعَلْ لِي بِهَا عِنْدَكَ زُخْرًا ,
وَأَعْظِمْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا قَالَ: فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ ص فَلَمَّا أَتَى عَلَى
السَّجْدَةِ سَجَدَ قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ مَا
أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ عَنْ قَوْلِ الشَّجَرَةِ
(7/20)
بَابُ رُؤْيَةِ الطُّفَيْلِ بْنِ
سَخْبَرَةَ فِي مَنَامِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ
(7/22)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ طُفَيْلِ بْنِ
سَخْبَرَةَ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا قَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى
النَّائِمُ كَأَنِّي أَتَيتُ عَلَى رَهْطٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقُلْتُ: مَنْ
أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: نَحْنُ الْيَهُودُ , فَقُلْتُ: إِنَّكُمْ لَأَنْتُمُ
الْقَوْمُ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ عُزَيرٌ ابْنُ اللهِ قَالُوا:
إِنَّكُمْ لَأَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلَا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ مَا شَاءَ
اللهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ. ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى رَهْطٍ مِنَ النَّصَارَى
فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: نَحْنُ النَّصَارَى، فَقُلْتُ:
إِنَّكُمْ لَأَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلَا أَنْ تَقُولُوا: الْمَسِيحُ ابْنُ
اللهِ، فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَأَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلَا أَنَّكُمْ
تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ , فَلَمَّا أَصْبَحْتُ
أَخْبَرْتُ بِهِ نَاسًا , ثُمَّ أَتَيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِهَا فَقَالَ: هَلْ أَخْبَرْتَ بِهَذَا أَحَدًا؟
فَقُلْتُ: نَعَمْ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَطِيبًا فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ
فَإِنَّ طُفَيْلًا رَأَى رُؤْيَا , فَأَخَبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ
مِنْكُمْ وَإِنَّكُمْ تَقُولُونَ: كَلِمَةً وَكَانَ يَمْنَعُنِي الْحَيَاءُ
مِنْكُمْ عَنْهَا فَلَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ
(7/22)
بَابُ رُؤْيَةِ الْأَنْصَارِيِّ فِي
الْمَنَامِ وَمَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ
(7/23)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا
هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ
أَفْلَحَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ قَالَ: أُمِرْنَا أَنْ
نُسَبِّحَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنَحْمَدَ
ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنُكَبِّرَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ قَالَ:
فَأُتِيَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي نَوْمِهِ فَقِيلَ لَهُ: أَمَرَكُمْ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُسَبِّحُوا فِي
دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَاجْعَلُوهَا
خَمْسًا وَعِشْرِينَ , وَاجْعَلُوا فِيهَا التَّهْلِيلَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ
أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَافْعَلُوا
(7/23)
بَابُ رُؤْيَةِ مَنْ رَأَى أَبَا أُمَامَةَ
تُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ كُلَّمَا دَخَلَ وَكُلَّمَا خَرَجَ
لِإِكْثَارِهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
(7/25)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو
قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي
أُمَامَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي مَنَامِي
أَنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْكَ كُلَّمَا دَخَلْتَ , وَكُلَّمَا
خَرَجْتَ , وَكُلَّمَا قُمْتَ , وَكُلَّمَا جَلَسْتَ قَالَ أَبُو
أُمَامَةَ: اللهُمَّ غَفْرًا. دَعُونَا عَنْكُمْ، وَأَنْتُمْ لَوْ شِئْتُمْ
صَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ، ثُمَّ قَرَأَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً
وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ
لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ
رَحِيمًا} [الأحزاب: 42]
(7/25)
بَابُ رُؤْيَةِ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ
فِي مَنَامِهَا مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ وَمَا ظَهَرَ مِنْ صِدْقِهَا فِي
رُؤْيَاهَا
(7/26)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
خُرَّزَاذَ الْأَنْطَاكِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ،
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ح
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا تَمْتَامٌ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُوسَى يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ،
فَإِذَا رَأَى الرَّجُلَ الَّذِي لَا يُعْرَفُ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِذَا
أُثْنِيَ عَلَيْهِ خَيْرًا كَانَ أَعْجَبَ إِلَيْهِ؛ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ،
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أُتِيتُ وَأَنَا فِي أَهْلِي , فَانْطُلِقَ
بِي حَتَّى دَخَلْنَا الْجَنَّةَ , فَسَمِعْتُ وَجْبَةً ارْتَزَّتْ لَهَا
الْجَنَّةُ، فَإِذَا أَنَا بِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، وَفُلَانِ بْنِ
فُلَانٍ، وَفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، حَتَّى عَدَّتِ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا
قَدْ جِيءَ بِهِمْ تَشْخُبُ أَوْدَاجُهُمْ، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ طُلْسٌ،
فَقِيلَ لَهُمُ: اذْهَبُوا بِهِمْ إِلَى نَهْرِ كَذَا. قَالَ: وَقَدْ كَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً
فَخَرَجُوا مِنْ ذَلِكَ النَّهَرِ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ
الْبَدْرِ، فَأُتُوا بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ فَقَعَدُوا عَلَيْهَا ,
ثُمَّ أُتُوا بِصَحْفَةٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا بُسْرَةٌ فَأَكَلُوا مِنْ
بُسْرِهَا مَا شَاءُوا. قَالَ: وَمَا أَعْلَمُهَا إِلَّا قَالَتْ: فَلَا
يَقْلِبُوهَا مِنْ شِقٍّ إِلَّا أَكَلُوا مِنْ فَاكِهَةٍ مَا أَرَادُوا
وَأَكَلْتُ مَعَهُمْ , فَجَاءَ الْبَشِيرُ مِنْ تِلْكَ السَّرِيَّةِ
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَانَ مِنْ أَمْرِنَا كَذَا وَكَذَا، وَكَانَ
مِنْ أَمْرِنَا كَذَا [ص:27]، وَاسْتُشْهِدَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، حَتَّى
عَدَّ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السَّرِيَّةِ قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيَّ بِالْمَرْأَةِ، فَجَاءَتْ
فَقَالَ: قُصِّي رُؤْيَاكِ عَلَى هَذَا فَجَاءَ الرَّجُلُ فَقَالَ: إِنَّهُ
لَكَمَا قَالَتْ لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ عُبَيْدٍ الصَّفَّارِ
(7/26)
بَابُ رُؤْيَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي مَنَامِهِ مَا عُبِرَ بِالثَّبَاتِ عَلَى
الْإِسْلَامِ حَتَّى يَمُوتَ فَكَانَ كَذَلِكَ
(7/28)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ
الْآدَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ
سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: كُنْتُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ جَالِسًا،
فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَى وَجْهِهِ أَثَرُ خُشُوعٍ، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ
مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ
أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ، وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْ ذَلِكَ: رَأَيْتُ
عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُؤْيَا ,
فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ: رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ فَذَكَرَ مِنْ
خُضْرَتِهَا وَسَعَتِهَا مَا شَاءَ اللهُ، فِي وَسَطِهَا عَمُودُ حَدِيدٍ
فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ، فَقِيلَ لِي: ارْقَهُ فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ
أَرْقَ , فَجَمَعْتُ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي , فَرَقَيْتُ حَتَّى صِرْتُ فِي
أَعْلَاهَا، فَأَخَذْتُ الْعُرْوَةَ فَقِيلَ لِي: اسْتَمْسِكْ.
فَاسْتَيْقَظْتُ فَقَصَصْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَمَّا الرَّوْضَةُ فَالْإِسْلَامُ، وَأَمَّا
الْعَمُودُ فَعَمُودُ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ فَالْعُرْوَةُ
الْوُثْقَى، فَأَنْتَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ» [ص:29]
وَالرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي
الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَزْهَرَ
(7/28)
بَابُ مَا جَاءَ فِي رُؤْيَا الْمَرْأَةِ
الَّتِي حَلَفَتْ عَلَى دُخُولِ الْجَنَّةِ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ
عَنْهَا
(7/30)
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ
الْمِهْرَجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ،
حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ وَمَعَهَا
نِسْوَةٌ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: وَاللهِ لَأَدْخُلَنَّ
الْجَنَّةَ , فَقَدْ أَسْلَمْتُ، وَمَا زَنَيْتُ، وَمَا سَرَقْتُ.
فَأُتِيَتْ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهَا: أَنْتِ الْمُتَأَلِّيَةُ
لَتَدْخُلِنَّ الْجَنَّةَ، كَيْفَ وَأَنْتِ تَبْخَلِينَ بِمَا لَا
يُغْنِيكِ وَتَتَكَلَّمِينَ فِيمَا لَا يَعْنِيكِ؟ فَلَمَّا أَصْبَحَتِ
الْمَرْأَةُ دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ , فَأَخْبَرَتْهَا بِمَا رَأَتْ
وَقَالَتِ: اجْمَعِي النِّسْوَةَ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدَكِ حِينَ قُلْتِ
مَا قُلْتِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ عَائِشَةُ , فَجِئْنَ ,
فَحَدَّثَتْهُنَّ الْمَرْأَةُ بِمَا رَأَتْ فِي الْمَنَامِ
(7/30)
بَابُ مَا جَاءَ فِي رُؤْيَا رِجَالٍ فِي
عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ لَيْلَةَ
الْقَدْرِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ وَفَى رِوَايَةٍ فِي
الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْهُ
(7/31)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ،
حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أُرِيَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي
السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْمَعُ رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ عَلَى
أَنَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ , فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا
فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ» أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ
مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ
(7/31)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ
بْنُ [ص:32] نَصْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: رَأَى رَجُلٌ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ
الْأَوَاخِرِ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ
قَدْ تَوَاطَأَتْ عَلَى هَذَا فَاطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ»
(7/31)
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتَوَيْهِ،
أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ
رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي
الْعَشْرِ الْبَوَاقِي فَقَالَ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ عَلَى
أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ
الْبَوَاقِي وَالسَّبْعِ الْبَوَاقِي فِي الْوِتْرِ مِنْهَا» أَخْرَجَهُ
مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيَّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ
(7/32)
قَالَ: رَأَى رَجُلٌ أَنَّ لَيْلَةَ
الْقَدْرِ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ
فَاطْلُبُوهَا فِي الْوِتْرِ مِنْهَا» أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ فَذَكَرَهُ
(7/32)
بَابُ مَا جَاءَ فِي رُؤْيَا عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبَّاسٍ فِي مَنَامِهِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
(7/33)
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا
أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ: أُتِيتُ وَأَنَا نَائِمٌ، فِي رَمَضَانَ فَقِيلَ لِي: إِنَّ
اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، فَقُمْتُ وَأَنَا نَاعِسٌ فَتَعَلَّقْتُ
بِبَعْضِ أَطْنَابِ فُسْطَاطِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهُوَ يُصَلِّي فَنَظَرْتُ فِي اللَّيْلَةِ فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ
وَعِشْرِينَ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَطْلُعُ
مَعَ الشَّمْسِ كُلَّ يَوْمٍ إِلَّا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَذَلِكَ أَنَّهَا
تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لَا شُعَاعَ لَهَا قُلْتُ: وَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ
لَيْلَةَ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ , [ص:35] وَهَذَا عَلَى أَنَّ
الْأَمْرَ فِي ذَلِكَ مَوْكُولٌ إِلَى نُزُولِ الْمَلَائِكَةِ , فَأَيَّةُ
لَيْلَةٍ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ نَزَلَتْ فِيهَا
الْمَلَائِكَةُ فَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي
فَضِيلَتِهَا، وَاللهُ أَعْلَمُ. سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ عَبْدَ الْمَلِكِ
بْنَ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدَ رَحِمَهُ اللهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا
مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيَّ بِمَكَّةَ يَقُولُ: كُنْتُ لَيْلَةً مُعْتَكِفًا
فِي مَسْجِدٍ بِمِصْرَ، وَبَيْنَ يَدَيَّ أَبُو عَلِيٍّ الْكَعْكِيُّ
فَأَشْرَفْتُ عَلَى النَّوْمِ , فَرَأَيْتُ كَأَنَّ السَّمَاءَ فُتِحَتْ
أَبْوَابًا , وَالْمَلَائِكَةَ يَنْزِلُونَ بِالتَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ
, فَانْتَبَهْتُ وَكُنْتُ أَقُولُ هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَكَانَتْ
لَيْلَةَ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ
(7/33)
بَابُ مَا رُوِيَ فِي رُؤْيَا ابْنِ زَمْلٍ
الْجُهَنِيِّ وَفَى إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ
(7/36)
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ
بْنُ مَطَرٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ
الْمُسْتَفَاضِ الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو وَهْبٍ الْوَلِيدُ
بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسَرِّحٍ الْجِرَانِيُّ،
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْقُرَشِيُّ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ
مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ [ص:37] عَمِّهِ أَبِي
مَشْجَعَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ، عَنِ ابْنِ زَمْلٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: كَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ
قَالَ - وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَيْهِ -: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ،
وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ تَوَّابًا سَبْعِينَ مَرَّةً،
ثُمَّ يَقُولُ: «سَبْعِينَ بِسَبْعِمِائَةٍ لَا خَيْرَ لِمَنْ كَانَتْ
ذُنُوبُهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِمِائَةٍ» ثُمَّ يَقُولُ
ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ النَّاسَ بِوَجْهِهِ وَكَانَ
تُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا، ثُمَّ يَقُولُ: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ
شَيْئًا» ؟ قَالَ ابْنُ زَمْلٍ: فَقُلْتُ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللهِ قَالَ:
«خَيْرٌ تُلَقَّاهُ وَشَرٌّ تُوَقَّاهُ، وَخَيْرٌ لَنَا وَشَرٌّ عَلَى
أَعْدَائِنَا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ اقْصُصْ رُؤْيَاكَ»
. فَقُلْتُ: رَأَيْتُ جَمِيعَ النَّاسِ عَلَى طَرِيقٍ رَحْبٍ سَهْلٍ
لَاحِبٍ , وَالنَّاسُ عَلَى الْجَادَّةِ مُنْطَلِقِينَ , فَبَيْنَا هُمْ
كَذَلِكَ إِذْ أَشْفَى ذَلِكَ الطَّرِيقُ عَلَى مَرْجٍ لَمْ تَرَ عَيْنِي
مِثْلَهُ يَرِفُّ رَفِيفًا يَقْطُرُ مَاؤُهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْكَلَإِ.
قَالَ: فَكَأَنِّي بِالرَّعْلَةِ الْأُولَى حِينَ أَشْفَوْا عَلَى
الْمَرْجِ كَبَّرُوا ثُمَّ أَكَبُّوا رَوَاحِلَهُمْ فِي الطَّرِيقِ فَلَمْ
يَظْلِمُوهُ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا. قَالَ: " فَكَأَنِّي أَنْظُرُ
إِلَيْهِمْ مُنْطَلِقِينَ، ثُمَّ جَاءَتِ الرَّعْلَةُ الثَّانِيَةُ وَهُمْ
أَكْثَرُ مِنْهُمْ أَضْعَافًا فَلَمَّا أَشْفَوْا عَلَى الْمَرْجِ
كَبَّرُوا ثُمَّ أَكَبُّوا رَوَاحِلَهُمْ فِي الطَّرِيقِ مِنْهُمُ
الْمُرْتِعُ , وَمِنْهُمُ الْآخِذُ الضِّغْثَ وَمَضَوْا عَلَى ذَلِكَ.
قَالَ: ثُمَّ قَدِمَ عُظْمُ النَّاسِ، فَلَمَّا أَشْفَوْا عَلَى الْمَرْجِ
كَبَّرُوا وَقَالُوا: هَذَا خَيْرُ الْمَنْزِلِ , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ
إِلَيْهِمْ يَمِيلُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ
لَزِمْتُ الطَّرِيقَ حَتَّى أُتِيَ أَقْصَى الْمَرْجِ فَإِذَا أَنَا بِكَ
يَا رَسُولَ اللهِ عَلَى مِنْبَرٍ فِيهِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ , وَأَنْتَ فِي
أَعْلَاهَا دَرَجَةً , وَإِذْ عَنْ يَمِينِكَ رَجُلٌ آدَمُ شَثْلٌ أَقْنَى،
إِذَا هُوَ تَكَلَّمَ يَسْمُو فَيَفْرَعُ الرِّجَالَ طُولًا , وَإِذَا عَنْ
يَسَارِهِ رَجُلٌ [ص:38] رَبْعَةٌ تَارٌّ أَحْمَرُ كَثِيرُ خِيلَانِ
الْوَجْهِ كَأَنَّمَا حُمِّمَ شَعْرُهُ بِالْمَاءِ , إِذَا هُوَ تَكَلَّمَ
أَصْغَيتُمْ لَهُ إِكْرَامًا لَهُ , وَإِذَا أَمَامَكُمْ رَجُلٌ شَيْخٌ
أَشْبَهُ النَّاسِ بِكَ خَلْقًا وَوَجْهًا , كُلُّكُمْ تَؤُمُّونَهُ
تُرِيدُونَهُ وَإِذَا أَمَامَ ذَلِكَ نَاقَةٌ عَجْفَاءُ شَارِفٌ , وَإِذَا
أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّكَ تَبْعَثُهَا. قَالَ: فَانْتَقَعَ
لَوْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً، ثُمَّ
سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَمَّا مَا رَأَيْتَ مِنَ الطَّرِيقِ السَّهْلِ الرَّحْبِ اللَّاحِبِ
فَذَاكَ مَا حَمَلْتُكُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْهُدَى، وَأَنْتُمْ عَلَيْهِ،
وَأَمَّا الْمَرْجُ الَّذِي رَأَيْتَ فَالدُّنْيَا وَغَضَارَةُ عَيْشِهَا ,
مَضَيْتُ أَنَا وَأَصْحَابِي لَمْ نَتَعَلَّقْ مِنْهَا وَلَمْ تَتَعَلَّقْ
مِنَّا، وَلَمْ نُرِدْهَا، وَلَمْ تُرِدْنَا , ثُمَّ جَاءَتِ الرَّعْلَةُ
الثَّانِيَةُ مِنْ بَعْدِنَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِنَّا أَضْعَافًا فَمِنْهُمُ
الْمُرْتِعُ , وَمِنْهُمُ الْآخِذُ الضِّغْثَ وَلَجُّوا عَلَى ذَلِكَ ,
ثُمَّ جَاءَ عُظْمُ النَّاسِ فَمَالُوا فِي الْمَرْجِ يَمِينًا وَشِمَالًا
, فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَأَمَّا أَنْتَ
فَمَضَيْتَ عَلَى طَرِيقَةٍ صَالِحَةٍ , فَلَنْ تَزَالَ عَلَيْهَا حَتَّى
تَلْقَانِي , وَأَمَّا الْمِنْبَرُ الَّذِي فِيهِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ وَأَنَا
فِي أَعْلَاهَا دَرَجَةً فَالدُّنْيَا سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ أَنَا فِي
آخِرِهَا أَلْفًا , وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتَ عَلَى يَمِينِي
الْآدَمُ الشَّثْلُ فَذَلِكَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا تَكَلَّمَ
يَعْلُو الرِّجَالَ بِفَضْلِ كَلَامِ اللهِ إِيَّاهُ , وَالَّذِي رَأَيْتَ
مِنَ التَّارِّ الرَّبْعَةِ الْكَثِيرِ خِيلَانِ الْوَجْهِ , كَأَنَّمَا
حُمِّمَ شَعْرُهُ بِالْمَاءِ , فَذَاكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ نُكْرِمُهُ
لِإِكْرَامِ اللهِ إِيَّاهُ , وَأَمَا الشَّيْخُ الَّذِي رَأَيْتَ أَشْبَهَ
النَّاسِ بِي خَلْقًا وَوَجْهًا فَذَلِكَ أَبُونَا إِبْرَاهِيمُ كُلُّنَا
نَؤُمُّهُ وَنَقْتَدِي بِهِ , وَأَمَّا النَّاقَةُ الَّتِي رَأَيْتَ
وَرَأَيْتَنِي أَبْعَثُهَا فَهِيَ السَّاعَةُ عَلَيْنَا تَقُومُ لَا
نَبِيَّ بَعْدِي وَلَا أُمَّةَ بَعْدَ أُمَّتِي» قَالَ: فَمَا سَأَلَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رُؤْيَا بَعْدَ هَذَا
إِلَّا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ فَيُحَدِّثَهُ بِهَا مُتَبَرِّعًا
(7/36)
بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي
رَأَى فِي مَنَامِهِ النَّاسَ قَدْ جُمِعُوا لِلْحِسَابِ وَمَا فِي ذَلِكَ
مِنْ شَرَفِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(7/39)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ
أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ
النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَبَّبٍ أَبُو هَمَّامٍ الدَّلَّالُ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ عَنْ كَعْبِ الْخَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يُحَدِّثُ
عَنْ رُؤْيَا رَآهَا فِي مَنَامِهِ قَالَ الرَّجُلُ: رَأَيْتُ النَّاسَ
جُمِعُوا لِلْحِسَابِ , ثُمَّ دُعِيَتِ الْأَنْبِيَاءُ مَعَ كُلِّ نَبِيٍّ
مَنْ آمَنَ مِنْ أُمَّتِهِ , وَلِكُلِّ نَبِيٍّ نُورَانِ يَمْشِي بِهِمَا،
وَلِمَنِ اتَّبَعَهُ مِنْ أُمَّتِهِ نُورٌ وَاحِدٌ يَمْشِي بِهِ , حَتَّى
دُعِيَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذْ لِكُلِّ شَعْرٍ
مِنْ رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ نُورٌ عَلَى حِدَةٍ , يَتَبَيَّنُهُ مَنْ نَظَرَ
إِلَيْهِ، وَلِكُلِّ مَنِ اتَّبَعَهُ مِنْ أُمَّتِهِ مُؤْمِنٍ نُورَانِ
كَنُورِ الْأَنْبِيَاءِ، فَأَنْشَدَهُ كَعْبٌ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ لَرَأَيْتَهَا فِي مَنَامِكَ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ،
وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُهَا. فَقَالَ كَعْبٌ: وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا
بِالْحَقِّ إِنَّ هَذِهِ لِصِفَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأُمَمِ لَكَأَنَّمَا
قَرَأَهَا مِنَ التَّوْرَاةِ
(7/39)
بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي
سَمِعَ صَاحِبَ الْقَبْرِ الَّذِي اتَّكَأَ عَلَيْهِ مَا يَكُونُ
تَرْغِيبًا فِي طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
(7/40)
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
بِشْرَانَ الْعَدْلُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ،
عَنْ مِينَا أَوِ ابْنِ مِينَا أَوْ مِينَاسٍ، أَنَّهُ خَرَجَ فِي ثِيَابٍ
خِفَافٍ فِي يَوْمٍ دَفِيءٍ فِي جِنَازَةٍ قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَى
قَبْرٍ فَصَلَّيْتُ عِنْدَهُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ اتَّكَأْتُ عَلَيْهِ
قَالَ: فَرُبَّمَا سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يَقُولُ: قَالَ: فَوَاللهِ
إِنَّ قَلْبِي لَيَقْظَانُ إِذْ دَعَانِي: إِلَيْكَ عَنِّي لَا تُؤْذِنِي
فَإِنَّكُمْ قَوْمٌ تَعْمَلُونَ وَلَا تَعْلَمُونَ وَإِنَّا قَوْمٌ
نَعْلَمُ وَلَا نَعْمَلُ، وَلَأَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ رَكْعَتَيْنِ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا
(7/40)
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو
قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا
الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو
عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مِينَا - أَوْ مِينَاسَ - قَالَ: لَبِسْتُ ثِيَابًا
لِي خِفَافًا وَدَخَلْتُ الْجَبَّانَ فَأَصَابَنِي بَرْدٌ شَدِيدٌ فَمِلْتُ
إِلَى قَبْرٍ , فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ , ثُمَّ
اضْطَجَعْتُ عَلَى الْقَبْرِ , فَوَاللهِ إِنِّي لَنَبْهَانٌ إِذْ سَمِعْتُ
قَائِلًا فِي الْقَبْرِ يَقُولُ: قُمْ فَقَدْ آذَيْتَنِي، ثُمَّ قَالَ:
إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ وَلَا تَعْلَمُونَ , وَنَعْلَمُ وَلَا نَعْمَلُ
فَوَاللهِ لَأَنْ أَكُونَ صَلَّيْتُ مِثْلَ رَكْعَتَيْكَ هَذِهِ
الْخَفِيفَتَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
(7/40)
بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي
سَمِعَ صَاحِبَ قَبْرٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْمُلْكِ
(7/41)
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضَرَبَ
بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِبَاءً
عَلَى قَبْرٍ، وَهُوَ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَبْرٌ , فَإِذَا فِيهِ
إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ حَتَّى
خَتَمَهَا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «هِيَ الْمُنْجِيَةُ، هِيَ الْمَانِعَةُ، تُنْجِيهِ مِنْ
عَذَابِ الْقَبْرِ» تَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو النُّكْرِيُّ،
وَهُوَ ضَعِيفٌ , إِلَّا أَنَّ لِمَعْنَاهُ شَاهِدًا عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مَسْعُودٍ
(7/41)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ،
أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ قَالَ: يُؤْتَى رَجُلٌ مِنْ جَوَانِبِ قَبْرِهِ، فَجَعَلَتْ
سُورَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ تُجَادِلُ عَنْهُ حَتَّى مَنَعَتْهُ. قَالَ:
فَنَظَرْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ فَإِذَا هِيَ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ
الْمُلْكُ
(7/41)
بَابُ مَا جَاءَ فِي سَمَاعِ يَعْلَى بْنِ
مُرَّةَ ضَغْطَةً فِي قَبْرٍ
(7/42)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ إِمْلَاءً
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا
سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ
مُحَارِبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: مَرَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى مَقَابِرَ , فَسَمِعْتُ ضَغْطَةً فِي قَبْرٍ فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ: سَمِعْتُ ضَغْطَةً فِي قَبْرٍ قَالَ: وَسَمِعْتَ يَا
يَعْلَى؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَإِنَّهُ يُعَذَّبُ فِي يَسِيرٍ مِنَ
الْأَمْرِ. قُلْتُ: وَمَا هُوَ - جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ -؟ قَالَ: كَانَ
رَجُلًا فَتَّانًا يَمْشِي بَيْنَ النَّاسِ بِالنَّمِيمَةِ، وَكَانَ لَا
يَتَنَزَّهُ عَنِ الْبَوْلِ. قُمْ يَا يَعْلَى إِلَى هَذِهِ النَّخْلَةِ؟
فَأْتِنِي مِنْهَا بِجَرِيدَةٍ , فَجِئْتُهُ بِهَا فَشَقَّهَا
بِاثْنَتَيْنِ فَقَالَ: اغْرِسْ إِحْدَاهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ وَالْأُخْرَى
عِنْدَ رِجْلَيْهِ فَلَعَلَّهُ أَنْ يُرَفَّهَ أَوْ يُخَفَّفَ عَنْهُ مَا
لَمْ يَيْبَسْ هَاتَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
(7/42)
بَابُ مَا قِيلَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي غَشْيَتِهِ
(7/43)
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَوْفٍ لَيْلَةَ غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي
وَجَعِهِ غَشْيَةً حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ فَاضَتْ نَفْسُهُ، حَتَّى
قَامُوا مِنْ عِنْدِهِ وَجَلَّلُوهُ ثَوْبًا , وَخَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ
بِنْتُ عُقْبَةَ امْرَأَتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ لِتَسْتَعِينَ بِمَا
أُمِرَتْ أَنْ تَسْتَعِينَ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ , فَلَبِثُوا
سَاعَةً وَهُوَ فِي غَشْيَتِهِ , ثُمَّ أَفَاقَ فَكَانَ أَوَّلُ مَا
تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ كَبَّرَ، فَكَبَّرَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَمَنْ
يَلِيهِمْ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: غُشِيَ عَلَيَّ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ
فَقَالَ: صَدَقْتُمْ، إِنَّهُ انْطَلَقَ بِي رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا فِيهِ
شِدَّةٌ وَفَظَاظَةٌ فَقَالَا: انْطَلِقْ نُحَاكِمْكَ إِلَى الْعَزِيزِ
الْأَمِينِ، فَانْطَلَقَا بِي حَتَّى لَقِيَا رَجُلًا فَقَالَ: أَيْنَ
تَذْهَبَانِ بِهَذَا؟ فَقَالَا: نُحَاكِمُهُ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ
قَالَ: ارْجِعَا، فَإِنَّهُ مِنَ الَّذِينَ كَتَبَ اللهُ لَهُمُ
السَّعَادَةَ وَالْمَغْفِرَةَ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَأَنَّهُ
سَيَتَمَتَّعُ بِهِ بَنُوهُ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ، فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ
شَهْرًا، ثُمَّ تُوُفِّيَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قُلْتُ: وَفِي هَذَا
تَصْدِيقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا شَهِدَ بِهِ
لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي حَيَاتِهِ بِالْجَنَّةِ
(7/43)
بَابُ مَا قِيلَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ
رَوَاحَةَ فِي غَشْيَتِهِ
(7/44)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ
الْفَضْلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الصَّفَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
طَهْمَانَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ
قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ , فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ
عَمْرَةُ تَبْكِي وَتَقُولُ: وَاجَبَلَاهْ وَاعَضُدَاهْ فَقَالَ ابْنُ
رَوَاحَةَ حِينَ أَفَاقَ: مَا قُلْتِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا قِيلَ لِي: أَنْتَ
كَذَلِكَ، فَنَهَانَا عَنِ الْبُكَاءِ عَلَيْهِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ
فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، وَعَبْثَرٍ، عَنْ
حُصَيْنٍ
(7/44)
بَابُ مَا جَاءَ فِي رُؤْيَةِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ
(7/45)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي قَالَا:
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , أَخْبَرَنَا
بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ:
أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ،
فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ، أَوْ لَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ،
وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي»
(7/45)
وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: قَالَ أَبُو
قَتَادَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ
رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ [ص:46] وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ
بِمَرْوَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا
عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، وَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي قَتَادَةَ
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدَانَ، دُونَ حَدِيثِ أَبِي
قَتَادَةَ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ، وَحَرْمَلَةَ عَنْ
ابْنِ وَهْبٍ، وَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي قَتَادَةَ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ
الْبُخَارِيُّ دُونَ الرِّوَايَةِ، وَرَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ الزُّبَيْدِيِّ
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(7/45)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ
أَسَدٍ الْعَمِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ
قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي.
فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ
مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ أَسَدٍ. وَرَوَاهُ
أَيْضًا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ
الْخُدْرِيُّ فِي رُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
الْمَنَامِ
(7/46)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ
مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ [ص:47] مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
الْحَارِثِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ،
أَخْبَرَنَا سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي الْمَنَامِ؛ فَرَأَيْتُهُ لَا يَنْظُرُنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللهِ مَا شَأْنِي؟ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: أَلَسْتَ الْمُقَبِّلَ
وَأَنْتَ صَائِمٌ؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَا أُقَبِّلُ
وَأَنَا صَائِمٌ امْرَأَةً مَا بَقِيتُ
(7/46)
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ،
وَأَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ
مَطَرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ، أَخْبَرَنَا
يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ قَحَطٌ فِي زَمَانِ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ؛ فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ , اسْتَسْقِ اللهَ
لِأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا؛ فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ؛ فَقَالَ ائْتِ عُمَرَ
فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّكُمْ مُسْقَوْنَ. وَقُلْ لَهُ:
عَلَيْكَ الْكَيْسَ الْكَيْسَ. فَأَتَى الرَّجُلُ عُمَرَ، فَأَخْبَرَهُ،
فَبَكَى عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: يَا رَبُّ مَا آلُو إِلَّا مَا عَجَزْتُ
عَنْهُ
(7/47)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ، أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ مَوْلَى عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ
قَالَ: أَغْفَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ
فِيهِ، فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ: لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ:
تَمَنَّى عُثْمَانُ أُمْنِيَةً لَحَدَّثْتُكُمْ قَالَ: قُلْنَا:
أَصْلَحَكَ اللهُ حَدِّثْنَا فَلَسْنَا نَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ؛
فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ [ص:48] رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي هَذَا فَقَالَ: إِنَّكَ شَاهِدٌ مَعَنَا
الْجُمُعَةَ
(7/47)
وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ هُوَ ابْنُ
حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَعْلَى، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ
عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِهِ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي قُتِلَ فِي
صَبِيحَتِهَا فَقَالَ: " يَا عُثْمَانُ أَفْطِرْ عِنْدَنَا
اللَّيْلَةَ؛ فَقُتِلَ وَهُوَ صَائِمٌ وَرُوِيَتْ هَذِهِ الرُّؤْيَا
مِنْ أَوْجُهٍ كَثِيرَةٍ مَوْضِعُهَا كِتَابُ الْفَضَائِلِ
(7/48)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ
الصَّفَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الْأَسَدِيُّ،
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ،
عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا
يَرَى النَّائِمُ نِصْفَ النَّهَارِ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، فِي يَدِهِ
قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ؛ فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ،
مَا هَذِهِ؟ قَالَ: «هَذَا دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ، لَمْ
أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمَ» . قَالَ: فَأَحْصَوْا ذَلِكَ
الْيَوْمَ، فَوُجِدَ قَدْ قُتِلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ
(7/48)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ
الْأَشَجُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ قَالَ: حَدَّثَنَا
رَزِينٌ قَالَ: حَدَّثَتْنِي سَلْمَى قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ
سَلَمَةَ وَهِيَ تَبْكِي فَقُلْتُ مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ،
وَعَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ التُّرَابُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا
رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: شَهِدْتُ قَتْلَ الْحُسَيْنِ آنِفًا [ص:49]
الْأَخْبَارُ فِي رُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي الْمَنَامِ كَثِيرَةٌ، وَبِذِكْرِهَا يَطُولُ الْكِتَابُ، وَفِيمَا
ذَكَرْنَا بَيَانُ مَا قَصَدْنَا بِهَذَا الْبَابِ وَبِاللهِ
التَّوْفِيقُ
(7/48)
|