أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، ت: رشدي
ملحس
مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي كُلِّ وَقْتٍ
بِمَكَّةَ وَالطَّوَافِ
(2/19)
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي
جَدِّي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ
مُطْعِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ , يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
, إِنْ وُلِّيتُمْ مِنْ أَمْرِ هَذَا الْبَيْتِ شَيْئًا فَلَا
تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى أَيَّ سَاعَةٍ
شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ»
(2/19)
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي
جَدِّي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ
أَبِيهِ [ص:20]، قَالَ: كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَطُوفُونَ
مَعًا مُخْتَلِطِينَ , حَتَّى وَلِيَ مَكَّةَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْقَسْرِيُّ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَفَرَّقَ
بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي الطَّوَافِ , وَأَجْلَسَ عِنْدَ
كُلِّ رُكْنٍ حَرَسًا مَعَهُمُ السِّيَاطُ يُفَرِّقُونَ بَيْنَ
الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، فَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ "
(2/19)
قَالَ جَدِّي: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ
عُيَيْنَةَ يَقُولُ: «خَالِدُ الْقَسْرِيُّ أَوَّلُ مَنْ فَرَّقَ
بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي الطَّوَافِ»
(2/20)
حَدَّثَنِي جَدِّي، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ
بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ، أَنَّ
النَّبِيَّ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , نَظَرَ إِلَى
الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ شَرَّفَكِ
وَكَرَّمَكِ وَحَرَّمَكِ [ص:21]، وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً
عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ» قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ: سَمِعْتُ
بَعْضَ الْمَشَايِخِ يَقُولُ: بَلَغَ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
الْقَسْرِيَّ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[البحر السريع]
يَا حَبَّذَا الْمَوْسِمُ مِنْ مَوْفِدِ ... وَحَبَّذَا الْكَعْبَةُ
مِنْ مَشْهَدِ
وَحَبَّذَا اللَّاتِي يُزَاحِمْنَنَا ... عِنْدَ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ
الْأَسْوَدِ
فَقَالَ خَالِدٌ: «أَمَا إِنَّهُنَّ لَا يُزَاحِمْنَكَ بَعْدَ هَذَا»
فَأَمَرَ بِالتَّفْرِيقِ بَيْنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ فِي
الطَّوَافِ
(2/20)
مَا جَاءَ فِي الطَّوَافِ فِي الْمَطَرِ
وَفَضْلِ ذَلِكَ
(2/21)
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ:
حَدَّثَنِي جَدِّي، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا
دَاوُدُ بْنُ عَجْلَانَ، أَنَّهُ طَافَ مَعَ أَبِي عِقَالٍ فِي مَطَرٍ
قَالَ: وَنَحْنُ رِجَالٌ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ سَبْعِنَا،
أَتَيْنَا نَحْوَ الْمَقَامِ، فَوَقَفَ أَبُو عِقَالٍ دُونَ
الْمَقَامِ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ تُسَرُّونَ بِهِ
أَوْ تَعْجَبُونَ بِهِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: طُفْتُ مَعَ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ وَالْحَسَنِ وَغَيْرِهِمَا فِي مَطَرٍ، فَصَلَّيْنَا
خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا أَنَسٌ
بِوَجْهِهِ، فَقَالَ لَنَا: «اسْتَأْنِفُوا الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ
لَكُمْ مَا مَضَى» ، هَكَذَا قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَطُفْنَا مَعَهُ فِي الْمَطَرِ قَالَ
أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
عُمَرَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَجْلَانَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
(2/21)
مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الطَّوَافِ عِنْدَ
طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ غُرُوبِهَا
(2/22)
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ:
حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،
قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , "
طَوَافَانِ لَا يُوَافِقُهُمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا خَرَجَ مِنْ
ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فَيُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُهُ
كُلُّهَا بَالِغَةً مَا بَلَغَتْ: طَوَافٌ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ
يَكُونُ فَرَاغُهُ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَطَوَافٌ بَعْدَ صَلَاةِ
الْعَصْرِ يَكُونُ فَرَاغُهُ مَعَ غُرُوبِ الشَّمْسِ " قَالَ
الْخُزَاعِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ،
الصَّوَابُ عَبْدُ الرَّحِيمِ
(2/22)
مَا جَاءَ فِي صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ
بِمَكَّةَ وَالْإِقَامَةِ بِهَا وَفَضْلِ ذَلِكَ
(2/22)
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ:
حَدَّثَنِي جَدِّي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ
بْنِ سَاجٍ، قَالَ: ذَكَرَ عَطَاءُ بْنُ كَثِيرٍ حَدِيثًا رَفَعَهُ
إِلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,: «الْمَقَامُ
بِمَكَّةَ سَعَادَةٌ، وَالْخُرُوجُ مِنْهَا شِقْوَةٌ»
(2/22)
وَقَالَ عُثْمَانُ: قَالَ مُقَاتِلٌ: «مَنْ
نَزَلَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهَا مُحْتَسِبًا
[ص:23] حَتَّى يَمُوتَ دَخَلَ فِي شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ , صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
(2/22)
قَالَ عُثْمَانُ: وَأَخْبَرَنِي حَنْظَلَةُ
بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ يَذْكُرُ أَنَّ غُلَامًا كَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ يُخْرِجُ لَهُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ دِرْهَمًا فِي كُلِّ
عَامٍ، وَيَعْلِفُ لَهُ ظَهْرَهُ مَا كَانَ بِمَكَّةَ حَتَّى يُخْرِجَ
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: «لَأُخْرِجَنَّكَ إِلَى الْمَدِينَةِ» ، قَالَ:
فَأَنَا أَزِيدُكَ فِي خَرَاجِي، قَالَ: «مَا بِي ذَلِكَ يَا بُنَيَّ»
، قَالَ سَالِمٌ: فَرَأَيْتُهُ يُنْفِقُ عَلَى غُلَامِهِ
بِالْمَدِينَةِ
(2/23)
حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,: «مَنْ أَدْرَكَهُ شَهْرُ
رَمَضَانَ بِمَكَّةَ فَصَامَهُ كُلَّهُ، وَقَامَ مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ
كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِغَيْرِ
مَكَّةَ، وَكَتَبَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ حَسَنَةً، وَكُلَّ لَيْلَةٍ
حَسَنَةً، وَكُلَّ يَوْمٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ عِتْقَ
رَقَبَةٍ، وَكُلَّ يَوْمٍ حُمْلَانَ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
وَكُلَّ لَيْلَةٍ حُمْلَانِ فََرٍََسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى» ،
قَالَ الْخُزَاعِيُّ إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ بِإِسْنَادِهِ
مِثْلَهُ
(2/23)
|