أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، ت: رشدي
ملحس
رِبَاعُ بَنِي مَخْزُومٍ وَحُلَفَائِهِمْ
قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: لَهُمْ أَجْيَادَانِ الْكَبِيرُ وَالصَّغِيرُ
مَا قَبْلَ مِنْهُمَا عَلَى الْوَادِي إِلَى مُنْتَهَى آخِرِهِمَا
إِلَّا حَقَّ بَنِي جُدْعَانَ، وَآلِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ،
وَأَجْيَادَانِ جَمِيعًا لِبَنِي الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، إِلَّا دَارَ السَّائِبِ الَّتِي يُقَالُ
لَهَا سَقِيفَةُ، وَدَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الَّتِي عَلَى
الصَّيَارِفَةِ، فَإِنَّهَا مِنْ رَبْعِ الْعَايِذِيِّينَ، وَلِأَهْلِ
هَبَّارٍ مِنَ الْأَزْدِ مَعَهُمْ حَقٌّ بِأَجْيَادٍ الصَّغِيرِ،
وَهَبَّارٌ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
تَبَنَّاهُ
(2/257)
صَغِيرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَحَبَّهُ
وَأَقْطَعَهُ، وَحَقُّ آلِ هَبَّارٍ هَذَا بَيْنَ رَبْعِ خَالِدِ بْنِ
الْعَاصِ بْنِ هِشَامٍ، وَبَيْنَ دَارِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ،
وَمَعَهُمْ أَيْضًا بِأَجْيَادٍ الْكَبِيرِ حَقُّ الْحَارِثِ بْنِ
أُمَيَّةَ الْأَصْغَرِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، يُقَالُ
لَهُ دَارُ عَبْلَةَ، وَلِآلِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ مِنْ ذَلِكَ
دَارُ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامٍ، وَدَارُ الدَّوْمَةِ، وَفِي
دَارِ الدَّوْمَةِ كَانَ مَنْزِلُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ،
وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الدَّوْمَةِ أَنَّ ابْنَةً لِمَوْلًى
لِخَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامٍ، يُقَالُ لَهُ أَبُو الْعِدَا،
كَانَتْ تَلْعَبُ بِلُعَبٍ لَهَا مِنْ مُقَلٍ، فَدَفَنَتْ مَقْلَةً
فِيهَا، وَجَعَلَتْ تَقُولُ: قَبْرُ ابْنَتِي، وَتَصُبُّ عَلَيْهَا
الْمَاءَ حَتَّى خَرَجَتِ الدَّوْمَةُ وَكَبُرَتْ، فَسُمِّيَتْ دَارَ
الدَّوْمَةِ، وَمَنْزِلُ أَبِي جَهْلٍ الَّذِي كَانَ فِيهِ هِشَامُ
بْنُ سُلَيْمَانَ، وَلِآلِ هِشَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ دَارُ السَّاجِ
بِأَجْيَادٍ الصَّغِيرِ أَيْضًا، وَحَقُّ آلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الْحَارِثِ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمِرْبَدُ، وَدَارُ
الشُّرَكَاءِ لِآلِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَيْضًا، وَإِنَّمَا
سُمِّيَتْ دَارَ الشُّرَكَاءِ؛ لِأَنَّ الْمَاءَ كَانَ قَلِيلًا
بِأَجْيَادٍ، فَتَخَارَجَ آلُ سَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ وَآخَرُونَ
مَعَهُمْ، فَاحْتَفَرُوا بِئْرَ الشُّرَكَاءِ فِي الدَّارِ، فَقِيلَ
بِئْرُ الشُّرَكَاءِ، ثُمَّ قِيلَ دَارُ الشُّرَكَاءِ، وَهِيَ لِآلِ
سَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ، وَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حَفَرُوا
الْبِيرَ، وَدَارُ الْعُلُوجِ بِمُجْتَمَعِ أَجْيَادِينَ، كَانَتْ
لِخَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامٍ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ
الْعُلُوجِ أَنَّهُ كَانَ فِيهَا عُلُوجٌ لَهُ، وَلَهُمْ دَارُ
الْأَوْقَصِ عِنْدَ دَارِ زُهَيْرٍ بِأَجْيَادٍ الصَّغِيرِ أَيْضًا،
وَلَهُمْ دَارُ الشَّطَوِيِّ، كَانَتْ لِآلِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي
رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَلِآلِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ
أَيْضًا حَقٌّ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ عِنْدَ دَارِ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبٍ،
يُقَالُ: دُفِنَ فِيهَا هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَقَدِ اخْتَصَمَ
فِيهَا آلُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَآلُ مُرَّةَ بْنِ عَمْرٍو
الْجُمَحِيُّونَ إِلَى الْأَوْقَصِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ هِشَامٍ، وَهُوَ قَاضِي أَهْلِ مَكَّةَ، فَشَهِدَ عُثْمَانُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّ خَالِدَ بْنَ
سَلَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ سَاوَمَ
خَالِدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ هِشَامٍ بِذَلِكَ الرَّبْعِ، فَقَالَ:
وَهَلْ يَبِيعُ الرَّجُلُ مَوْضِعَ قَبْرِ أَبِيهِ؟ فَقَسَمَهُ
الْأَوْقَصُ بَيْنَ آلِ مُرَّةَ، وَبَيْنَ
(2/258)
الْمَخْزُومِيِّينَ، بَعَثَ مُسْلِمَ بْنَ
خَالِدٍ الزَّنْجِيَّ فَقَسَمَهُ بَيْنَهُمْ، وَلِآلِ زُهَيْرِ بْنِ
أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ دَارٌ بِأَجْيَادٍ، وَقَدْ زَعَمَ
بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ الدَّارَ الَّتِي عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ
يُقَالُ لَهَا دَارُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، كَانَتْ لِأَبِي
أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَحَقُّ آلِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ
عِنْدَ الضَّفِيرَةِ بِأَجْيَادٍ الْكَبِيرِ، وَحَقُّ آلِ أَبِي
رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ دَارُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّهُ
كَانَ لِلْوَاصِبِيِّينَ، فَاشْتَرَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، وَيُقَالُ: كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِمَوْلًى لِخُزَاعَةَ،
يُقَالُ لَهُ رَافِعٌ، فَبَاعَهُ وَلَدُهُ
(2/259)
رِبَاعُ بَنِي عَايِذٍ مِنْ بَنِي
مَخْزُومٍ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: دَارُ أَبِي نَهِيكٍ، وَقَدْ دَخَلَ
أَكْثَرُهَا فِي الْوَادِي، وَبَقِيَّتُهَا دَارُ الْعَبَّاسِ بْنِ
مُحَمَّدٍ الَّتِي بِفُوَّهَةِ أَجْيَادٍ الصَّغِيرِ عَلَى
الصَّيَارِفَةِ، بَاعَهَا بَعْضُ وَلَدِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ أَبِي
نَهِيكٍ، وَدَارُ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْعَايِذِيِّ،
وَقَدْ دَخَلَ بَعْضُهَا فِي الْوَادِي، وَبَقِيَّتُهَا فِي الدَّارِ
الَّتِي يُقَالُ لَهَا دَارُ سَقِيفَةَ، فِيهَا الْبَزَّازُونَ عِنْدَ
الصَّيَارِفَةِ، فِيهَا حَقُّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُغِيرَةِ
بْنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، وَصَارَ وَجْهُهَا لِمُحَمَّدِ
بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ، وَفِي هَذِهِ الدَّارِ
الْبَيْتُ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ تِجَارَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالسَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ السَّائِبُ شَرِيكًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَهُ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الشَّرِيكُ السَّائِبُ، لَا مُشَارٍ،
وَلَا مُمَارٍ، وَلَا صَخَّابٌ فِي الْأَسْوَاقِ» وَمِنْ حَقِّ آلِ
عَايِذٍ دَارُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ
بْنِ عَايِذٍ فِي أَصْلِ جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ مِنْ دَارِ الْقَاضِي
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّفْيَانِيِّ إِلَى دَارِ ابْنِ
صَيْفِيٍّ الَّتِي صَارَتْ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ إِلَى
مَنَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الشَّارِعَةِ عَلَى الْمَسْعَى،
وَكَانَ بَابُهَا عِنْدَ الْمَنَارَةِ، وَمِنْ عِنْدِ بَابِهَا كَانَ
يَسْعَى مَنْ أَقْبَلَ مِنَ الصَّفَا يُرِيدُ الْمَرْوَةَ، فَلَمَّا
أَنْ وَسَّعَ الْمَهْدِيُّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فِي سَنَةِ
(2/259)
سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَأَدْخَلَ
الْوَادِيَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، أُدْخِلَتْ دَارُ عَبَّادِ
بْنِ جَعْفَرٍ هَذِهِ فِي الْوَادِي، اشْتُرِيَتْ مِنْهُمْ،
وَصُيِّرَتْ بَطْنَ الْوَادِي الْيَوْمَ، إِلَّا مَا لَصَقَ مِنْهَا
بِالْجَبَلِ جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ، وَهُوَ دَارُ ابْنِ رَوْحٍ،
وَدَارُ ابْنِ حَنْظَلَةَ إِلَى دَارِ ابْنِ بَرْمَكَ، وَمِنْ رِبَاعِ
بَنِي عَايِذٍ دَارُ ابْنِ صَيْفِيٍّ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ
لِيَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ، فِيهَا الْبَزَّازُونَ، وَمِنْ
رِبَاعِ بَنِي مَخْزُومٍ حَقُّ آلِ حَنْطَبٍ، وَهُوَ الْحَقُّ
الْمُتَّصِلُ بِدَارِ السَّائِبِ مِنَ الصَّيَارِفَةِ إِلَى الصَّفَا،
تِلْكَ الْمَسَاكِنُ كُلُّهَا إِلَى الصَّفَاءِ حَقُّ وَلَدِ
الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ
بْنِ مَخْزُومٍ، وَلَهُمْ حَقُّ السُّفْيَانِيِّينَ دَارُ الْقَاضِي
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ دَارِ الْأَرْقَمِ إِلَى دَارِ
ابْنِ رَوْحٍ الْعَايِذِيِّ، فَذَلِكَ الرَّبْعُ لِسُفْيَانَ
وَالْأَسْوَدِ ابْنَيْ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَلِلسُّفْيَانِيِّينَ أَيْضًا
حَقٌّ فِي زُقَاقِ الْعَطَّارِينَ الدَّارُ الَّتِي مُقَابِلَ دَارِ
الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ، فِيهَا ابْنُ أَخِي الصِّمَّةِ، يُقَالُ
لَهَا دَارُ الْحَارِثِ، لِنَاسٍ مِنَ السُّفْيَانِيِّينَ يُقَالُ
لَهُمْ آلُ أَبِي قَزَعَةَ، وَمَسْكَنُهُمُ السَّرَاةُ، وَرَبْعُ آلِ
الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ، وَاسْمُ أَبِي الْأَرْقَمِ عَبْدُ
مَنَافِ بْنِ أَبِي جُنْدُبٍ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
بْنِ مَخْزُومٍ، الدَّارُ الَّتِي عِنْدَ الصَّفَا، يُقَالُ لَهَا
دَارُ الْخَيْزُرَانِ، وَفِيهَا مَسْجِدٌ يُصَلَّى فِيهِ، كَانَ ذَلِكَ
الْمَسْجِدُ بَيْتًا، كَانَ يَكُونُ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَارَى فِيهَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ،
وَيَجْتَمِعُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فِيهَا عِنْدَ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي
الْأَرْقَمِ، وَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ، وَيُعَلِّمُهُمْ فِيهِ،
وَفِيهِ أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
وَلِبَنِي مَخْزُومٍ حَقُّ الْوَابِصِينَ فِي خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ
بَيْنَ دَارِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ،
وَبَيْنَ دَارِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَلِبَنِي مَخْزُومٍ
دَارُ خُرَابَةَ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي عِنْدَ اللِّبَانَيْنِ
بِفُوَّهَةِ خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ شَارِعَةٌ فِي الْوَادِي، صَارَ
بَعْضُهَا لِخَالِصَةَ، وَبَعْضُهَا لِعِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ، وَبَعْضُهَا لِابْنِ غَزْوَانَ
الْجَنَدِيِّ
(2/260)
رِبَاعُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ
أَبُو الْوَلِيدِ: كَانَ بَيْنَ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ
مَنَافٍ، وَبَيْنَ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ حَرْبٌ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتْ بَنُو عَدِيٍّ تُدْعَى لُعَقَةَ الدَّمِ،
وَكَانُوا لَا يَزَالُونَ يَقْتَتِلُونَ بِمَكَّةَ، وَكَانَتْ
مَسَاكِنُ بَنِي عَدِيٍّ مَا بَيْنَ الصَّفَا إِلَى الْكَعْبَةِ،
وَكَانَتْ بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ يَظْفَرُونَ عَلَيْهِمْ وَيَظْهَرُونَ،
فَأَصَابَتْ بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ مِنْهُمْ نَاسًا , وَأَصَابُوا مِنْ
بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ نَاسًا، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ بَنُو عَدِيٍّ
عَلِمُوا أَنْ لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِهِمْ، حَالَفُوا بَنِي سَهْمٍ،
وَبَاعُوا رِبَاعَهُمْ إِلَّا قَلِيلًا، وَذَكَرُوا أَنَّ مِمَّنْ لَمْ
يَبِعْ آلَ صَدَّادٍ، فَقَطَعَتْ لَهُمْ بَنُو سَهْمٍ كُلَّ حَقٍّ،
أَصْبَحَ لِبَنِي عَدِيٍّ فِي بَنِي سَهْمٍ حَقُّ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ
الْعُزَّى، وَهُوَ حَقُّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَحَقُّ زَيْدِ بْنِ
الْخَطَّابِ بِالثَّنِيَّةِ، وَحَقُّ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ،
هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بَاعُوا مَسَاكِنَهُمْ، وَكَانَتْ بَنُو سَهْمٍ
مِنْ أَعَزِّ بَطْنٍ فِي قُرَيْشٍ وَأَمْنَعِهِ وَأَكْثَرِهِ، فَقَالَ
الْخَطَّابُ بْنُ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَهُوَ يَذْكُرُ
ذَلِكَ، وَيَتَشَكَّرُ لِبَنِي سَهْمٍ:
[البحر السريع]
أَسْكَنَنِي قَوْمٌ لَهُمْ نَايِلٌ ... أَجْوَدُ بِالْعُرْفِ مِنَ
اللَّافِظَةْ
سَهْمٌ فَمَا مِثْلُهُمُ مَعْشَرٌ ... عِنْدَ مَثِيلِ الْأَنْفُسِ
الْفَايِظَةْ
كُنْتُ إِذَا مَا خِفْتُ ضَيْمًا حَنَتْ ... دُونِي رِمَاحٌ لِلْعِدَى
غَايِظَةْ
وَقَالَ الْخَطَّابُ بْنُ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَيْضًا،
وَبَلَغَهُ أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ أُمَيَّةَ يَتَوَعَّدُهُ:
[البحر الوافر]
أَيُوعِدُنِي أَبُو عَمْرٍو وَدُونِي ... رِجَالٌ لَا يُنَهْنِهُهَا
الْوَعِيدُ
رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرٍو ... إِلَى أَبْيَاتِهِمْ
يَأْوِي الطَّرِيدُ
جَحَاجِحَةٌ شَيَاظِمَةٌ كِرَامٌ ... مَرَاجِجَةٌ إِذَا قُرِعَ
الْحَدِيدُ
(2/261)
خَضَارِمَةٌ مَلَاوِثَةٌ لُيُوثٌ ...
خِلَالَ بُيُوتِهِمْ كَرَمٌ وَجُودُ
رَبِيعُ الْمُعْدِمِينَ وَكُلِّ جَارٍ ... إِذَا نَزَلَتْ بِهِمْ
سَنَةٌ كَؤُودُ
هُمُ الرَّأْسُ الْمُقَدَّمُ مِنْ قُرَيْشٍ ... وَعِنْدَ بُيُوتِهِمْ
تُلْقَى الْوُفُودُ
فَكَيْفَ أَخَافُ أَوْ أَخْشَى عَدُوًّا ... وَنَصْرُهُمُ إِذَا
أُدْعُوا عَتِيدُ
فَلَسْتُ بِعَادِلٍ عَنْهُمْ سِوَاهُمْ ... طِوَالَ الدَّهْرِ مَا
اخْتَلَفَ الْجَدِيدُ
وَلِبَنِي عَدِيٍّ خَطُّ ثَنِيَّةِ كَدَا عَلَى يَمِينِ الْخَارِجِ
مِنْ مَكَّةَ إِلَى حَقِّ الشَّافِعِيِّينَ عَلَى رَأْسِ كَدًا،
وَلَهُمْ مِنَ الشِّقِّ الْأَيْسَرِ حَقُّ آلِ أَبِي طَرَفَةَ
الْهُذَلِيِّينَ الَّذِي عَلَى رَأْسِ كَدَا، فِيهِ أَرَاكَةٌ
نَاتِئَةٌ شَارِعَةٌ عَلَى الطَّرِيقِ، يُقَالُ لَهَا دَارُ
الْأَرَاكَةِ، وَمَعَهُمْ فِي هَذَا الشِّقِّ الْأَيْسَرِ حُقُوقٌ
لَيْسَتْ لَهُمْ مَعْرُوفَةٌ، مِنْهَا حَقُّ آلِ كَثِيرِ بْنِ
الصَّلْتِ إِلَى جَنْبِ دَارِ مُطِيعٍ، كَانَتْ لِآلِ جَحْشِ بْنِ
رِيَابٍ الْأَسَدِيِّ، وَمَعَهُمْ حَقٌّ لِآلِ عَبْلَةَ بِأَصْلِ
الْخَزْنَةِ، وَكَانَ لِلْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ الدَّارَانِ
اللَّتَانِ صَارَتَا لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ دَخَلَتَا فِي دَارِ
الْعَجَلَةِ، وَفِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَعْضُهَا، وَزَعَمَ بَعْضُ
الْمَكِّيِّينَ أَنَّ دَارَ الْمَرَاجِلِ كَانَتْ لِآلِ الْمُؤَمَّلِ
الْعَدَوِيِّ بَاعُوهَا، فَاشْتَرَاهَا مُعَاوِيَةُ وَبَنَاهَا،
وَكَانَتْ لِلْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ دَارٌ صَارَتْ لِعُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَتْ بَيْنَ دَارِ مَخْرَمَةَ
بْنِ نَوْفَلٍ الَّتِي صَارَتْ لِعِيسَى بْنِ عَلِيٍّ
(2/262)
، وَبَيْنَ دَارِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ
بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَكَانَ لَهَا وَجْهَانِ، وَجْهٌ عَلَى
مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَوَجْهٌ عَلَى فَجٍّ بَيْنَ
الدَّارَيْنِ، فَهَدَمَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ فِي خِلَافَتِهِ، وَجَعَلَهَا رَحَبَةً وَمُنَاخًا لِلْحَاجِّ،
تَصَدَّقَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ بَقِيَتْ مِنْهَا
حَوَانِيتُ فِيهَا أَصْحَابُ الْأُدُمِ، فَسَمِعْتُ جَدِّي أَحْمَدَ
بْنَ مُحَمَّدٍ يَذْكُرُ أَنَّ تِلْكَ الْحَوَانِيتَ كَانَتْ أَيْضًا
رَحَبَةً مِنْ هَذِهِ الرَّحَبَةِ، ثُمَّ كَانَتْ مَقَاعِدَ يَكُونُ
فِيهَا قَوْمٌ يَبِيعُونَ فِي مَقَاعِدِهِمْ , وَفِي الْمَقاعِدِ
صَنَادِيقُ يَكُونُ فِيهَا مَتَاعُهُمْ بِاللَّيْلِ، وَكَانَتِ
الصَّنَادِيقُ بِلَصْقِ الْجَدْرِ، ثُمَّ صَارَتْ تِلْكَ الْمَقَاعِدُ
خِيَامًا بِالْجَرِيدِ وَالسَّعَفِ، فَلَبِثَتْ تِلْكَ الْخِيَامُ مَا
شَاءَ اللَّهُ، وَجَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِاللَّبِنِ النَّيِّئِ
وَكِسَارِ الْآجُرِّ حَتَّى صَارَتْ بُيُوتًا صِغَارًا يُكْرُونَهَا
مِنْ أَصْحَابِ الْمَقَاعِدِ فِي الْمَوْسِمِ مِنْ أَصْحَابِ الْأُدُمِ
بِالدَّنَانِيرِ الْكَثِيرَةِ، فَجَاءَهُمْ قَوْمٌ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَخَاصَمُوا أُولَئِكَ الْقَوْمَ
فِيهَا إِلَى قَاضٍ مِنْ قُضَاةِ أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَضَى بِهَا
لِلْعُمَرِيِّينَ، وَأَعْطَى أَصْحَابَ الْمَقَاعِدِ قِيمَةَ بَعْضِ
مَا بَنَوْا، فَصَارَتْ حَوَانِيتَ تُكْرَى مِنْ أَصْحَابِ الْأُدُمِ،
وَهِيَ فِي أَيْدِي وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ إِلَى الْيَوْمِ
(2/263)
رَبْعُ بَنِي جُمَحٍ لَهُمْ خَطُّ بَنِي
جُمَحٍ عِنْدَ الرَّدْمِ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِمْ، وَكَانَ يُقَالُ
لَهُ رَدْمُ بَنِي قُرَادٍ، وَدَارُ أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، وَدَارُ
السِّجْنِ سِجْنِ مَكَّةَ، كَانَتْ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ،
فَابْتَاعَهَا مِنْهُ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيُّ،
وَهُوَ أَمِيرُ مَكَّةَ، ابْتَاعَهَا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَلَهُمْ دَارُ
صَفْوَانَ الَّتِي عِنْدَ دَارِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ،
وَلَهُمْ دَارُ صَفْوَانَ السُّفْلَى عِنْدَ دَارِ سَمُرَةَ، وَلَهُمْ
دَارُ مِصْرٍ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ، فِيهَا الْوَرَّاقُونَ، كَانَتْ
لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَلَهُمْ جَنَبَتَا خَطُّ بَنِي جُمَحٍ
يَمِينًا وَشِمَالًا، وَكَانَتْ لَهُمْ دَارُ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي
إِهَابٍ، فَبَاعُوهَا مِنْ أَبِي إِهَابِ بْنِ عَزِيزٍ
(2/263)
التَّمِيمِيِّ حَلِيفِ الْمُطْعِمِ بْنِ
عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ، وَلَهُمْ دَارُ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ فِي
حَقِّ بَنِي سَهْمٍ، وَلَهُمْ دَارُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الَّتِي
بِالثَّنِيَّةِ، وَلَهُمْ حَقُّ آلِ جُذَيْمٍ فِي حَقِّ بَنِي سَهْمٍ،
وَيُقَالُ: إِنَّ تِلْكَ الدَّارَ كَانَتْ لِآلِ مَظْعُونٍ، فَلَمَّا
هَاجَرُوا خَلَوْهَا، فَغَلَبَ عَلَيْهَا آلُ جُذَيْمٍ، وَلَهُمْ دَارُ
أَبِي مَحْذُورَةَ فِي بَنِي سَهْمٍ
(2/264)
رِبَاعُ بَنِي سَهْمٍ لَهُمْ دَارُ عَفِيفٍ
الَّتِي فِي السُّوَيْقَةِ إِلَى قُعَيْقِعَانَ إِلَى مَا جَازَ سَيْلُ
قُعَيْقِعَانَ مِنْ دَارِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى دَارِ غَبَاةَ
السَّهْمِيِّ إِلَى مَا جَازَ الزُّقَاقُ الَّذِي يَخْرُجُ عَلَى دَارِ
أَبِي مَحْذُورَةَ إِلَى الثَّنِيَّةِ، وَكَانَتْ لَهُمْ دَارُ
الْعَجَلَةِ، وَمَعَهُمْ لِآلِ هُبَيْرَةَ الْجُشَمِيِّينَ حَقٌّ فِي
سَنَدِ جَبَلِ زَرْزَرَ، وَدَارُ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ جَدِّ ابْنِ
الزِّبَعْرَى هِيَ الدَّارُ الَّتِي كَانَتِ اتُّخِذَتْ مُتَوَضَّآتٍ،
ثُمَّ صَارَتْ لِيَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ الْمُطْبِقِيِّ، وَدَارُ
يَاسِرٍ خَادِمِ زُبَيْدَةَ، مَا بَيْنَ دَارِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
الْحَسَنِ إِلَى دَارِ غَبَاةَ السَّهْمِيِّ، وَلَهُمْ حَقُّ آلِ
قَمْطَةَ
(2/264)
رِبَاعُ حُلَفَاءِ بَنِي سَهْمٍ قَالَ
أَبُو الْوَلِيدِ: دَارُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيِّ
الَّتِي فِي طَرَفِ الثَّنِيَّةِ
(2/264)
رِبَاعُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ
أَبُو الْوَلِيدِ: لَهُمْ مِنْ وَادِي مَكَّةَ عَلَى يَسَارِ
الْمُصْعِدِ فِي الْوَادِي مِنْ دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ الَّتِي فِي الْمَسْعَى دَارُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ،
وَدَارُ ابْنِ حُوَارٍ، مُصْعِدًا إِلَى دَارِ أَبِي أُحَيْحَةَ
سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَمَعَهُمْ فِيهِ حَقٌّ لِآلِ أَبِي طَرَفَةَ
الْهُذَلِيِّينَ، وَهُوَ دَارُ الرَّبِيعِ، وَدَارُ الطَّلْحِيِّينَ،
وَالْحَمَّامُ، وَدَارُ أَبِي طَرَفَةَ، فَأَوَّلُ حَقِّهِمْ مِنْ
أَعْلَى الْوَادِي دَارُ هِنْدٍ بِنْتِ سُهَيْلٍ، وَهُوَ رَبْعُ
سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَهَذِهِ
(2/264)
الدَّارُ أَوَّلُ دَارٍ بِمَكَّةَ عُمِلَ
لَهَا بَابَانِ، وَذَلِكَ أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ سُهَيْلٍ اسْتَأْذَنَتْ
عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ تَجْعَلَ عَلَى دَارِهَا بَابَيْنِ،
فَأَبَى أَنْ يَأْذَنَ لَهَا، وَقَالَ: إِنَّمَا تُرِيدُونَ أَنْ
تُغْلِقُوا دُورَكُمْ دُونَ الْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِرِينَ وَكَانَ
الْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُونَ يَنْزِلُونَ فِي عَرَصَاتِ دُورِ
مَكَّةَ، فَقَالَتْ هِنْدٌ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا
أُرِيدُ إِلَّا أَنْ أَحْفَظَ عَلَى الْحَاجِّ مَتَاعَهُمْ،
فَأُغْلِقَهَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّرَقِ فَأَذِنَ لَهَا
فَبَوَّبَتْهَا وَأَسْفَلَ مِنْهَا دَارُ الْغِطْرِيفِ بْنِ عَطَاءٍ،
وَالرَّحَبَةُ الَّتِي خَلْفَهَا فِي ظَهْرِ دَارِ الْحَكَمِ، كَانَتْ
لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ، ثُمَّ صَارَتْ لِآلِ حُوَيْطِبٍ،
وَأَسْفَلَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ دَارُ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ
الْعُزَّى، فِي أَسْفَلَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ دَارُ الْحَدَّادِينَ،
كَانَتْ لِبَعْضِ بَنِي عَامِرٍ، فَاشْتَرَاهَا مُعَاوِيَةُ
وَبَنَاهَا، وَالدَّارُ الَّتِي أَسْفَلُ مِنْهَا الَّتِي فِيهَا
الْحَمَّامُ، وَدَارُ السَّلْمَانِيِّ فَوْقَ دَارِ الرَّبِيعِ،
كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، يُقَالُ لَهُ
الْعَبَّاسُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَأَسْفَلُ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ دَارُ
الرَّبِيعِ وَحَمَّامُ الْعَايِذِيِّينَ، وَدَارُ أَبِي طَرَفَةَ،
وَدَارُ الطَّلْحِيِّينَ كَانَتْ لِآلِ أَبِي طَرَفَةَ
الْهُذَلِيِّينَ، وَأَسْفَلُ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ دَارُ مُحَمَّدِ
بْنِ سُلَيْمَانَ، كَانَتْ لِمَخْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَخِي
حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَدَارُ ابْنِ الْحُوَارِ مِنْ
رِبَاعِ بَنِي عَامِرٍ وَابْنُ الْحُوَارِ مِنْ مَوَالِي بَنِي عَامِرٍ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَرَبْعُهُمْ جَاهِلِيٌّ، وَأَسْفَلُ مِنْ دَارِ
ابْنِ الْحُوَارِ دَارُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، كَانَتْ مِنْ
رِبَاعِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَدَارُ ابْنِ الْحُوَارِ
لِوَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَمْعَةَ الْيَوْمَ وَلِبَنِي
عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ مِنْ شِقِّ وَادِي مَكَّةَ اللَّاصِقُ بِجَبَلِ
أَبِي قُبَيْسٍ فِي سُوقِ اللَّيْلِ مِنْ حَقِّ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ الَّذِي عَلَى بَابِ شِعْبِ ابْنِ يُوسُفَ مُنْحَدِرًا
إِلَى دَارِ ابْنِ صَيْفِيٍّ الَّتِي صَارَتْ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدِ
بْنِ بَرْمَكَ، وَفِيهِ حَقٌّ لِآلِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ شِرًى
مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، دَارُ الْحُصَيْنِ عِنْدَ
الْمَرْوَةِ فِي زُقَاقِ الْخَرَّازِينَ، وَلَهُمْ دَارُ أَبِي
سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَهِيَ الدَّارَ
الَّتِي بَيْنَ دَارِ أَبِي لَهَبٍ، وَدَارِ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ
الْعُزَّى، وَدَارِ الْحَدَّادِينَ، وَدَارِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي
الْعَاصِ، فِيهَا الدَّقَّاقُونَ وَالْمُزَوِّقُونَ، وَلَهُمْ دَارُ
ابْنِ أَبِي ذِيبٍ الَّتِي أَسْفَلَ مِنْ دَارِ أَبِي لَهَبٍ فِي
زُقَاقِ مَسْجِدِ خَدِيجَةَ ابْنَةِ خُوَيْلِدٍ، وَهِيَ فِي
أَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ
(2/265)
|