المقتبس من أنباء الأندلس
سنة ست وثلاثين
ومائتين
فيها ورد كتاب للأمير من عبيد الله بن يحيى من الثغر الأعلى، يذكر
استغناءه عن العدة التي قد أمر باحتباسها قبله من الحرس، واكتفاءه
بمائة وثلاثين غلاماً ذكر أنهم معه من مواليه وغلمانه، يرضى بسالتهم،
ويحمد مذاهبهم، ويسكن إليهم، ويجتزى بخدمتهم، لما أصبح الثغر بحمد الله
من السكون والهدوء، ووقم العدو بحروب، بارتضاء رأيه، وإحماد نظره، وقدم
مقنباً من قبله من فرسان الخرس إلى مرابطهم بالماء، وأجرى القطائع على
عدته تلك التي اقتصر عليها من الرواتب والنفقات والعلوفات عليهم مما في
يده من مال السلطان، وأن يصرف جميع ما يقبضه بالثغر من الجزاء والعشور
وجميع الوظائف بعد إقامة سائر النفقات الراتبة إلى فكاك أسراهم، وحمل
مرجليهم، ومرمة حصونهم، ومصالح ثغورهم، وكل ما فيه تقويتهم على عدوهم،
وسوغه أن يرتزق في كل شهر لعمالته مما يجتبيه مائتي دينار دراهم، وينهض
معروفه للعام إلى ألف دينار مما يتقاضاه من جباية عمله، فكان عمل
الأمير عبد الرحمن ذلك بالثغر وأهله من جلائل مناقبه.
وفيها أدال الأمير عبد الرحمن ابنه الحكم بن عبد الرحمن عن ولاية كورة
(1/147)
إلبيرة بأخيه عبد الله بن عبد الرحمن، وولى
الحكم كورة تدمير ومعه سعد أخو خزر لا يفارقه. ثم عزل عبد الله بن عبد
الرحمن عن كورة إلبيرة فيها، فأعاد أخاه الحكم إليها.
ولم يخرج إلى كورة تدمير في هذه السنة ولداً له على عادته لإمحال نالها
في هذا العام. وفيها صرف الأمير عبد الرحمن عن كورة رية، وصرف خزر
المولى الملازم له معه.
وفيها ثار حبيب البرنسي بجبال الجزيرة الخضراء، واجتمع له خلق من أهل
الفساد في الأرض، فشن بهم الغارة على قرى رية وغيرها، فأشاع الأذى،
ونهب وقتل وسبى، فأخرج الأمير عبد الرحمن عند ذلك الخيل مع عباس بن
مضا، فألفى أضداده قد قصدوا حبيباً وأصحابه، فأوقعوا بهم وقصوهم،
وقتلوا خلقاً منهم، وتفرقت بقيتهم، فانخنس حبيب رئيسهم في غمار الناس،
وطفئت نائرته، وطلب دهراً فلم يظفر به.
(1/148)
ذكر مهلك نصر الخصي
الكبيرخليفة الأمير عبد الرحمن بن الحكم
رحمه الله
وفي هذه السنة هلك أبو الفتح نصر الخصي، خليفة الأمير عبد الرحمن بن
الحكم، المقدم على جميع خاصته، المدبر لأمر داره، المشارك لأكابر
وزرائه في تصريف ملكه، وكان هلكه شبيه الفجأة في عقب شعبان من هذه
السنة، أرقى ما كان في غلوائه، وأطمع ما هو بالاحتواء على أمر سلطانه،
أرهب ما كان الناس له، وأخوفهم لعدوانه، إذ نال من أثرة مولاه الأمير
عب الرحمن واصطفائه وإشراكه له في الرأي مع جلة وزرائه، وطوعه كثيراً
إلى ما يخالفهم فيه، فوق ما ناله خادم خاص مع أمير رشيد سمع عنه، وله
بذلك أخبار في الناس تصدق دلائل تحققه، سما بها - زعموا - في باطنه إلى
غاية كرهها الله، إخترمه دونها حمامه، فقضى ذميماً مستراحاً منه.
وكثر القول في السبب الذي أراده، والخوض فيما أتاه، فكان من أوضح ذلك
ما ذكره أبو بكر بن القوطية، قال: كان نصر الخصي الجريء المقدم الوساع
الفهم قد غلب على قلب مولاه الأمير عبد الرحمن بن الحكم واستظهر على
حراصة مكانه لديه بانقطاعه إلى حظيته طروب أم عبد الله، الغالبة عليه
من بين جميع نسائه، وحطه في شعبها، وممالأته إياها على ما تسعى له من
تقديم ولدها عبد الله للأمر بعد الأمير أبيه على جميع الأراجح الأكبرين
من ولده متى حان حينه، فخالص السيدة تشديداً، وأخلصت له، واستوى له
بذلك أمره، وأصبح ملك عبد الرحمن في يده، يدبره كيف يشاء، فلا يرد
أمره، قد أجهد سعيه آخر أمده في جهره وسره، بالتنويه بعبد الله بن سته
طروب، والإشادة بذكره،
(1/149)
واستمالة طبقات الناس بالرغبة والرهبة
إليه، والعمل على اختزان الخلافة عن أخيه محمد، بكر والده الأمير عبد
الرحمن ومفضلهم المشار إليه إلى خالفتهم ابن طروب هذا، وسوقها إليه،
يتأتى لذلك ويأتيه من جميع أبوابه، والقضاء يبعده عنه، ويسد دونه طرقه،
وهو يرصد لوجبة الأمير عبد الرحمن مولاه، ليقضي في عبد الله قضاءه،
فيملي لعبد الرحمن ويستأخر يومه، فيشق ذلك على الخصي ويرهب فوته، حتى
سولت له نفسه اغتيال مولاه عبد الرحمن، وإلطاف التدبير عليه، كيما
يتمكن من تقديم عبد الله مكانه، ولا يرهب الخلف عليه، لكثرة أنصاره من
أهل الدار وغيرهم، وفشو صنائعه فيهم، فيتم له بابن طروب الاحتواء على
الملك ويؤخر عنه محمد المرشح له وغيره ممن يطمع فيه.
فوثق في ذلك بالحراني الطبيب، وكان في عداد صنائعه وقدر منه - مع
الوفاء - الشره إلى ما يبذله له، فخلا به، وذكره أياديه لديه، وتدارساً
فيما ينويه له، وقال له: هل لك في إحراز حسن رأيي للأبد، وحوز جزيل
صلتي للآخر؟ فقال له الحراني: هذه هي المنية التي لا وراءها طلبة! فمن
لي بنيلها؟ فقال له: هذه ألف دينار معجلة بين يدي الجري بالحاجة، واعمل
لي سؤر الملوك الذي يدني الأجل، ويقلب الدول، ودعني لمكافأتك إن انقضت
حاجتي. فوالله لأتجاوزن بها ظنك!.
فأراه القبول لما بذله، والقيام بما كلفه.
وخرج عنه وقد عدلت البدرتان جناحيه، فعمل ذلك الخلط باسم الدواء المسهل
كما رسمه له، وأجهد رأيه في تقويته، واحتال في أن دس في خفية إلى فجر
خطية
(1/150)
الأمير عبد الرحمن ضرة طروب مع بضع من كان
يستطب لها عنده من ثقات قهارمتها يشير لها على ما دبر على الأمير من
طريق العلاج، ويأمرها أن تحذره من شرب ما يأتيه نصر به أو يرسله، فوقاه
جده بذلك، وسقى الخصي معيناً له.
وقد كان الأمير شكا إلى نصر خلال ذلك خلطاً تحرك به عدل له عن أخذ
الدواء الذي من عادته وإعداده ليوم فارقه على التوحش أمامه، فكان من
توطئة نصر لذلك ما قدر أنه واقع به لا محالة. وبكر بذلك الخلط المسموم
إلى الأمير في اليوم الذي ربط فيه موعده، فأصابه حذراً للذي سبق إليه،
فتعلل على نصر، ووصف وعكاً طاف به ليلته، فنكث مرته، فلا فضل فيها
للدواء، وأشار عليه بشربه، إذ لم يزل كثيراً يسعده في مثله، فذهب يعتذر
بعدم التوحش له، فزجره وقال: سبحان الله! شيء اجتهدت لي فيه وألطفت
تركيبه تخاف غائلته؟ عزمت لتشربنه! فعلم نصر أن خلافة لا يمكنه، فشربه
بين يديه، واستأذنه في الخروج إلى منزله، فأمره، فانطلق يركض وركضه
يزيده شراً، واستغاث بالحراني، فعرفه بما جرى عليه، والسم يجد به، فقال
له: عليك بلبن المعز، فإن شربه يفتر عنك! ففرق غلمانه في طلبه، فعوجل
قبل أن يؤتى به، ومضى لسبيله.
فسر الناس بحتفه، وأطبقوا على ذمه، وقال يحيى الغزال عدوه الموتور من
لدنه عند موته: من البسيط.
(1/151)
أغنى أبا الفتح ما قد كان يأمله ... من
التصانع والتشريف للدور
وكل عرض وقرض كان يجمعه ... حفيرة حفرت بين المقابير
لم يألها القوم تضييقاً ولا وقعت ... فيها الكرازين إلا بعد تقدير
فصار فيها كأشقى العالمين وإن ... لفوه بالنفح في مسك وكافور
ما العرف لو أخبرونا بعد ثالثة ... إلا كعرف سواه المناخير
وكان أزمع شيئاً لم تكن سبقت ... به من الله أحكام المقادير
إذا أراد الإله الشيء كونه ... فلن يضرك فيه سوء تدبير
وذكر أن الغزال أنذر بهلك نصر هذا من طريق النجم قبل وقوعه بمدة، فقال:
من الكامل، الضرب الأحد المضمر.
قل للفتى نصر أبي الفتح ... إن المقاتل حل بالنطح
وأراه قهقر فيه ثم مضى ... قدماً ومدبراً إلى الرمح
وأرى النحوس له مساعدة ... فانظر لنفسك واقبلن نصحي
ووجدت ذلك إذ حسبت له ... مما يدل على غلا القمح
(1/152)
ونزول أمر لا أفوه به ... لو كان يبلغ بي
إلى الربح
وإذا رأيت البدر في بلع ... نزل القضاء بأبرح البرح
يا رب طالعة العشاء أتت ... بخلاف ذاك طوالع في الصبح
ولرب رافلة عشيتها ... في الوشي أضحت وهي المسح
تبكي على من كان يكرمها ... نحاء بين نوادب نح
وليحيى الغزال في نصر وذكر مسكنه بمنيته إلى جانب مقابر الربض والنهر:
من الطويل.
أيا لاهياً في القصر قرب المقابر ... يرى كل يوم وارداً غير صادر
كأنك قد أيقنت أن لست صائراً ... غداً بينهم في بعض تلك الحفائر
تراهم فتلهو بالشراب وبعض ما ... تلذ به من نقر تلك المزاهر
وما أنت بالمغبون عقلاً ولا حجى ... ولا بقليل العلم عند التخابر
وفي ذاك ما أغناك عن كل واعظ ... شفيق وما أغناك عن كل زاجر
وكم نعمة يعصى بها العبد ربه ... وبلوى عدته عن ركوب الكبائر
سترحل عن هذا وإنك قادم ... وما أنت في شك على غير عاذر
(1/153)
وقال يحيى الغزال عند ذكر الناس لإنزال
السلطان زرياباً مغنيه في منية نصر الخصي أثيره بعد موته، يذكر تقلب
الدنيا بأهلها: من الخفيف.
ذكر الناس ... نصر لزريا ... ب وأهل لنيلها زرياب
هكذا قدر الإله وقد تجرى بما لا تظنه الأسباب
أخرجوه منها إلى مسكن ليس عليه إلا التراب حجاب
لا يجيب الداعية فيه ولا ير ... جع من عنده إليه جواب
وتغانت تلك المراكب عنه ... وأميلت إلى سواه الركاب
ليس معه من كل ما كان قد جمع إلا ثلاثة أثواب
وتلاشى جميع ذاك فلما ... يبق إلا ثوابه أو عقاب
عسكر جندوا فليس بمأذو ... ن لهم عنه أن يكون الحساب
فرأيت الرقاب من أهله ذلت وعزت من آخرين رقاب
وكذاك الزمان يحدث في تص ... ريفه الذل والبلا والخراب
لتعجبت والذي منه أعجبت إذا ما نظرت شيء عجاب
لكأن الذي تولى الذي كا ... ن عليه مخلد لا يراب
فعله بعده كفعل امرئ ليس عليه بعد الممات حساب
ولعقل الفتى صحيح ولكن ... حيرته الأوراق والأذهاب
وحكى الحسن بن محمد بن مفرح في كتابه قصة مهلك نصر هذا، فقال:
كان السبب في مهلك نصر الفتى الكبير الغالب على الأمير عبد الرحمن بن
الحكم المظاهر لسيدته طروب حظية الأمير عبد الرحمن على سوق الملك إلى
ولدها منه عبد الله المعزو إليها أن عبد الرحمن التوى بهما معاً في
تقديم عبد الله على محمد أخيه أكبر ولده،
(1/154)
المرشح من بينهم للأمر، لصدق نفسه على كون
ما بينهما في الرجاحة والفضل، وتغليبه لرأيه فيه على هواه، لمعصيته
لحظيته طروب. فلما أعيا عليها وعلى نصر ظهيرها لفته عن ذلك شق ذلك على
نصر، وفكر في سوء عاقبته مع محمد إن خلص له الأمر، وقد كشف وجهه في صده
عنه، فذهب إلى احتيال الأمير مولاه كيما يتمكن من نصب عبد الله ودحر
محمد، فأتى الأمر من باب طبيب الأمير المعروف بالحراني، وكان يثق به،
فخلا معه، وقال له: ما ترى رأيك في شيء تحوز به حسن رأيي، وتعجيل
العطاء الرغيب مني، وتعتقد المنة علي؟.
فقال: يا سيدي. بعض هذا غاية أملي! فكيف لي ببلوغه؟! فقال له: فقد
أمكنك! فخذ هذه الألف دينار ابتداء، فأصلح بها من شأنك، واعمل لي سنون
الملوك، من أجل ما تقدر عليه وأوحاه فعلاً، فيدك فيما عندي منطلقة!
فأعده لميقاتك الذي أعرفك به.
فلم يخطر على عصيانه، وأراه الرغبة في صلته، والحرص على قضاء حاجته،
وقبض الألف منه، وعمل له السنون كما أراده.
واتفق أن شكا الأمير إلى نصر فتوراً يجده، فأشار عليه بالدواء المسهل،
وكان من عادته، فذكره بإدخاله، وأوصل إليه طبيبه الحراني، فوافقه على
إدخال الدواء، وحد له تقديمه، ورسم له التوحش لإدخاله ليوم سماه، فتقدم
الأمير إلى نصر بإدخال الحراني إلى خزانة الطب، وتمكينه مما يريد من
أخلاط دوائه ليقيمه على حده، فشرع الحراني في ذلك، وفجر ثقة الأمير
تطالعه بوصاياه، فأمكنت الحراني منها فرصة أوحى إليها
(1/155)
بشأن الدواء، وسألها أن تحذر الأمير من شرب
الدواء، ففلعت ذلك خفية، فحذر الأمير، وطار بجناح الإشفاق عليه.
فلما غدا به نصر في اليوم الذي فارقه عليه أظهر الأمير الانكسار عنه،
ووصف عائقاً يمنعه منه، وأمر لحينه نصراً بشربه، فكأنه توانى إذ لم
يستعد له، فأكرهه عليه، وأسرع الخروج إلى داره، وبادر الإرسال في
الطبيب الحراني، فعرفه ما جرى عليه، واستغاثه، فأمره أن يشرب لبن
المعز، فآل إلى أن طلب له وجيء به، فأعجل عليه السم، فمات، ولم يشربه.
وذكر الفقيه أبو محمد علي بن أحمد بن حزم أن نصراً هذا الذي إليه تنسب
منية نصر - الأثير كان - عند الأمير عبد الرحمن بن الحكم، وكان من
الفتيان المنتقين الذين خصاهم أبوه الأمير الحكم من أبناء الناس
الأحرار الذين تعبدوا ليستخدمهم داخل قصره وأبوه المعروف بأبي الشمول
من أسالمة أهل الذمة من أهل قرمونة، نال بابنه نصر دنيا عريضة، وكان
موته قبيل مهلك نصر ابنه بأيام. وأخبار نصر كثيرة.
سنة سبع وثلاثين ومائتين
فيها كانت وقيعة البيضاء، والبيضاء مجاورة لمدينة بقيرة من بلد بنبلونة
بين المسلمين والكفرة الجاشقيين، فكان اليوم الأول منها على المسلمين،
فاستشهد منهم جماعة، ونالت فيه موسى بن موسى خمس وثلاثون وخزة تخللت
حلق درعه، واليوم الثاني كافحهم المسلمون، وقد أخذ المقدمة موسى بن
موسى متحاملاً لألم جراحه، فحامى على المسلمين، وحسن غناؤه، فهزم
الجاشقيون أعداء الله أفحش هزيمة، وفرشت الأرض بصرعاهم.
(1/156)
وفيها هلك ينقه بن ينقه أخو موسى بن موسى
لأمه وظهيره على أمره، وكان قد أصابه فالج عطله إلى أن مضى لسبيله،
فولى مكانه ابنه غرسيه، واستملكت له إمارة بنبلونة.
وفيها في أيام ولاية عبيد الله بن يحيى للثغر قام بناحيته رجل من
المعلمين، فادعى النبوة، وألحد في القرآن، فأحاله عن وجوهه، وأوله على
غير تأويله، وقام معه خلق كثير. وكان ينهى عن قص الشارب والأظفار،
ويقول لا تغيير لخلق الله، فأرسل عبيد الله من جاء به، فلما دخل عليه
وكاشفه كان أول ما ابتدأه به أن دعاه إلى إتباعه، فاستشار فيه عبيد
الله أهل العلم عنده، فأشاروا باستتابته ثلاثة أيام، فإن تاب وإلا قتل،
ففعل به ذلك، فلم يتب، فأسلمه للقتل صلباً، فجعل يقول: " أتقتلون رجلاً
أن يقول ربي الله "؟ فأمضى عبيد الله قتله بالفتوى، وكتب إلى الأمير
بأمره، فأحمد فعله.
وفيها ابتدئ بعذاب عباس الطلبي وأخيه، ووليد بن أبي لحمة في استخراج
الأموال التي غلوها بدفاع نصر الخصي عنهم، إذا كانوا صنائعه وبطانته،
فلجوا بالمال، وشد عليهم العقاب.
وفيها أيضاً قبض على مسرة الخصي الفتى الكبير وعباس أخيه، فسجنا، وذلك
في صفر منها، وصير مكان مسرة قاسم الخصي الصقلبي، وذكر أنه وجد لمسرة
ثمانية آلاف دينار دراهم.
وفيها عزل الأمير عبد الرحمن محمد بن زياد عن القضاء بقرطبة وولى مكانه
سعيد ابن سليمان بن حبيب الغافقي مجموعاً له إلى الصلاة، وذلك في ربيع
الآخر منها، فكان آخر قضاة الأمير عبد الرحمن.
(1/157)
|