المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

ثم دخلت سنة إحدى وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
وقعة بين أصحاب السلطان/ وبين القرامطة [فهزموا القرامطة] [1] وأسروا وقتلوا، وتفرق الباقون في البوادي، وتبعهم أصحاب السلطان، ثم وقعوا بالقرمطي، فأخذوه، وَكَانَ يقال له صاحب الشامة، فحمل إلى الرقة ظاهرا للناس وعليه برنس، ثم إن المكتفي رحل إلى بغداد، وحمل معه القرمطي في أول صفر فعزم أن يصلب القرمطي على دقل، ويجعل الدقل على ظهر فيل، فأمر بهدم طاقات الأبواب لئلا ترده.
ثم استسمج فعل ذلك، ثم جعل له كرسيا ارتفاعه ذراعان ونصف على ظهر الفيل، ودخل المكتفي إلى بغداد والأسرى بين يديه مقيدون، ورئيس القوم قد جعل في فيه خشبة مخروطة، وشدت إلى قفاه كهيئة اللجام، وأمر المكتفي ببناء دكة في المصلى العتيق من الجانب الشرقي ارتفاعها عشرة أذرع، وبنى لها درج فلما كَانَ يوم الاثنين لسبع بقين [من ربيع الأول] [2] أمر المكتفي القواد والغلمان بحضور الدكة، فحضر الناس وجيء بالأسارى وهم يزيدون على ثلاثمائة، وجيء بالقرمطي الحسين بْن زكرويه المعروف بصاحب الشامة فصعد به إلى الدكة [3] ، وقدم [له] [4]
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ك، ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ك: «وأصعد به إلى الدكة» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/22)


أربعة وثلاثون إنسانا من الأسارى، فقطعت أيديهم وأرجلهم، وضربت أعناقهم واحدا [بعد] [1] واحد، ثم قدم كبيرهم فضرب مائتي سوط، وقطعت يداه ورجلاه، وكوى، ثم أحرق ورفع [رأسه] [2] على خشبة، ثم قتل الباقون، وصلب بدن القرمطي في طرف الجسر الأعلى.
ولثلاث بقين من رجب قرئ كتاب من خراسان يذكر فيه: إن الترك قصدوا المسلمين في جيش عظيم، وكان في عسكرهم سبعمائة [3] قبة تركية، ولا يكون ذلك إلا للرؤساء منهم، فخرج من المسلمين خلق كثير فكبسوهم مع الصبح، وانهزم الباقون.
وفى شعبان ورد الخبر [4] بأن صاحب الروم وجه عشرة صلبان [5] ، معها مائة ألف رجل إلى الثغور، فأغاروا وسبوا من قدروا عليه من المسلمين وأحرقوا.
وفى رمضان ورد الخبر من الْقَاسِم بْن سيما من الرحبة، يذكر أن الأعراب الذين استأمنوا ممن كَانَ مع القرمطي [6] [نكثوا وغدروا [7] ، و] عزموا أن يكبسوا الرحبة بوم [8] الفطر عند اشتغال الناس بالصلاة، وإني وقعت عليهم وأسرت [9] .
وحج بالناس في هذه السنة [10] الفضل بْن عبد الملك بْن عبد الله بْن العباس بن محمد.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ص، ك، والمطبوعة: «تسعمائة» . وما أوردناه من ت، وتاريخ الطبري. 10/ 291.
[4] في ت: «وورود الخبر في شعبان بأن» .
[5] في ت: «عشرة صلبانات» .
[6] في ص: «ممن كان يتبع القرمطي» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في المطبوعة: «أن يكبسوا الرحبة يوم» .
[9] في ك، ص: «وإني أوقعت بهم فقتلت وأسرت» .
[10] في ك، ص: «وفي هذه السنة حج بالناس» .

(13/23)


ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر [1]
1978- أَحْمَد بْن يحيى بْن زيد بْن يسار، أَبُو العباس الشيباني، مولاهم المعروف بثعلب [2] :
إمام الكوفيين في النحو واللغة، ولد سنة مائتين. وسمع إبراهيم بْن المنذر، ومحمد بْن زياد الأعرابي، وعبيد الله بن عمر القواريري، والزبير بن بكار، وغيرهم روى عنه ابن الأنباري، وابن عرفة، وأبو عمر الزاهد، وأبو معشر وغيرهم [3] وكان ثقة حجة دينا صالحا مشهورا بالصدق والحفظ.
وكان يقول: طلبت العربية واللغة في سنة ست عشرة ومائتين، وابتدأت بالنظر في حدود الفراء وسني ثماني عشرة، وبلغت خمسا وعشرين وما بقي عليّ مسألة للفراء [4] [و] لا شيء [من كتبه [5]] إلا [و] [6] قد حفظته، وسمعت من القواريري مائة ألف حديث.
[قَالَ أَبُو مُحَمَّد عبد الرحمن بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ: كَانَ بيني وبين أبي العباس مودة وكيدة، وكنت أستشيره في أموري، فجئته يوما أشاوره في الانتقال من محلة إلى
__________
[1] العنوان ساقط من ص.
[2] انظر ترجمته في: (إنباه الرواة 1/ 138. وبغية الوعاة 172. ونزهة الألباء 293. وتذكرة الحفاظ 2/ 214. وطبقات ابن أبي يعلى 1/ 83. وآداب اللغة 2/ 181. ووفيات الأعيان 1/ 102، 104، والأعلام 1/ 267. وتاريخ بغداد 5/ 204. والبداية والنهاية 11/ 98. وشذرات الذهب 2/ 207.
والفهرست 74. ومعجم الأدباء 5/ 102. والعبر 2/ 88. والنجوم الزاهرة 3/ 133. ونور القبس 334.
وغاية النهاية 48، وطبقات القراء لابن الجزري 1/ 148، وطبقات الحنابلة 1/ 83، النديم 74، واللباب 3/ 217، ومرآة الجنان 2/ 219، ومفتاح السعادة 1/ 7180 وطبقات المفسرين للداوديّ 89) .
[3] العبارة من: «روى عنه ابن الأنباري ... » إلى: « ... وأبو معشر وغيرهم» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/24)


أخرى لتأذي الجوار، فَقَالَ أبا مُحَمَّد: العرب تقول صبرك على أذى من تعرفه خير لك من استحداث من لا تعرف] [1] .
أَخْبَرَنَا القزاز، أخبرنا أبو بكر بن ثابت الخطيب [2] ، قَالَ: أخبرني [3] أَحْمَد بْن عَلي بْن الحسين المحتسب [4] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عمر أَحْمَد بْن محمد بن موسى [ابن] [5] العلاف، قَالَ: حدثني أَبُو عمر الزاهد، قَالَ: كنت في مجلس أبي العباس ثعلب فسأله سائل عن شيء، فَقَالَ: لا أدري، فَقَالَ له: أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد؟ فَقَالَ له ثعلب: لو كَانَ لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الْقَزَّازِ [6] ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن عَلِيِّ [بْنِ ثَابِتٍ] [7] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سليمان الكاتب، قَالَ: أنشدنا إسحاق بْن أَحْمَد الكاذي [8] ، قَالَ: أنشدنا ثعلب:
بلغت من عمري ثمانينا ... وكنت لا آمل خمسينا
فالحمد للَّه وشكرا له ... إذ زاد في عمرى ثلاثينا
وأسأل الله بلوغا إلى ... مرضاته آمين آمينا
توفي ثعلب يوم السبت، لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين [9] ، ودفن في مقبرة باب الشام وقبره ظاهر. وأدركه صمم في آخر عمره.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، وك. وفي ص: «قال محمد بن عبد الرحمن الزهري» .
[2] في ك: «أحمد بن علي» . وفي ص: «أبو بكر بن ثابت» .
[3] في ك، ص: «أخبرنا» .
[4] في ت: «علي بن الحسن المحتسب» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ك، ص: «أخبرنا القزاز» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ت: «إسحاق بن حماد الكادي» .
[9] «ومائتين» : ساقط من ك.

(13/25)


1979- إبراهيم بْن أَحْمَد بْن إسماعيل، أَبُو إسحاق [1] الخواص:
من أهل سرمن رأى، وَكَانَ يسافر كثيرا، فتوفي في هذه السنة بالري، وغسله ودفنه يُوسُف بْن الحسين، وقيل: توفي في سنة أربع وثمانين.
1980- الحسن بْن عَلي بْن المتوكل بْن ميمون أَبُو مُحَمَّد، مولى عبد الصمد بْن عَلي الهاشمي [2] :
روى عن عاصم وعفان، وروى عنه إسماعيل الخطبي، وكان ثقة.
توفي في محرم هذه السنة.
1981- الحسن بن محمد بن أحمد بن شعبة، أبو على المروزي [3] :
قدم بغداد، وحدث بجامع الترمذي عن المحبوبي. روى عنه العتيقي، وقال الأزهري: سمعت منه وكان شيخا فهما ثقة له هيبة [4] .
توفي في ذي الحجة من هذه السنة [5] .
1982- سليمان بْن يحيى بْن الوليد، أَبُو أيوب الضبي، المقرئ [6] :
قرأ القرآن بحرف حمزة، وكان شيخا صالحا يقرئ في مدينة المنصور [7] .
__________
[1] في ص: «إبراهيم بن أحمد بن سليمان» . خطأ. وفي الطبقات الكبرى للشعراني 1/ 83: «إبراهيم بن إسماعيل» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 7. والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 223. والأعلام 1/ 28، وطبقات الصوفية 284- 287، وحلية الأولياء 10/ 325- 331، وصفوة الصفوة 4/ 80- 84، والرسالة القشيرية 31. ونتائج الأفكار القدسية 1/ 125، وطبقات المناوي 1/ 184- 188، ومعجم المؤلفين 1/ 4، وجامع كرامات الأولياء 1/ 233، والنجوم الزاهرة 3/ 132، وكشف المحجوب 153، 154، وطبقات الأولياء 2) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 369) .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 423) .
[4] في ك: «وكان شيخا ثقة ذا هيبة» .
[5] أرخ الخطيب البغدادي في تاريخه 7/ 423 وفاته في سنة 391 هـ.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 60) .
[7] في ت، ك: «توفي في مدينة المنصور» . وفي تاريخ بغداد 9/ 60: «وكان شيخا صالحا يقرئ في مدينة أبي جعفر في الجامع بحرف حمزة» .

(13/26)


وسمع الحديث من خلف بْن هشام وغيره، روى عنه أبو بكر ابن الأنباري، وأبو الحسين ابن المنادى.
وتوفي في هذه السنة.
1983- الْقَاسِم بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن سليمان، الوزير:
وزير المعتضد والمكتفي، وفوض إليه المكتفي جميع الأمور، ومرض في رمضان [في] هذه السنة، فأمر أن يطلق العمال من الحبوس، ويكفل من عليه مال [1] ، ويطلق من في الحبس من العلويين [2] الّذي أخذوا ظلما بسبب القرمطي الناجم بالشام، وزادت علته فاستخلف ابن أخيه [3] أبا أَحْمَد عبد الوهاب بْن الحسن بْن عُبَيْد اللَّهِ، فجاء يعرض على المكتفي [4] ، فلما خرج من بين يديه تمثل المكتفي:
ولما أبى إلا جماحا فؤاده ... ولم يسل عن ليلى بمال ولا أهل
تسلى بأخرى غيرها فإذا الذي ... تسلى بها تغري بليلى ولا تسلي
توفي الْقَاسِم يوم الأربعاء، لست خلون من ذي القعدة. وَكَانَ قد وجه في صدر نهاره بالعباس بْن الحسن أبي أَحْمَد، وأبي الحسن عَلي بْن عيسى إلى المكتفي، [5] وكتب معهما كتابا إليه يخبره أنه في آخر ساعة من ساعات الدنيا، ويسأله التفضل على ولده ومخلفيه، ويشير عليه بأن يستكتب [بعده] [6] أحد الرجلين اللذين أنفذهما إليه فاختار استكتاب العباس وخرجا بالجواب إليه [وتوفي] [7] في تلك الساعة.
__________
[1] انظر ترجمته في: «الأعلام 5/ 177، والبداية والنهاية 11/ 98) .
[2] في ك: «ويهمل من عليه مال» .
[3] في ك: «ويطلق من في الحبوس من العلويين» .
[4] في ك: «وزادت علة ابن أخيه» .
[5] في ك: «فكان يعرض على المكتفي» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/27)


قَالَ أَبُو بكر الصولي: ومن العجائب التي رأيتها أنا كنا نبكر لعيادة الْقَاسِم بْن عُبَيْد اللَّهِ كل يوم، فدخلنا يوم الأربعاء الذي توفي فيه إلى داره، فرأينا ابنيه [1] : أبا عَلي، وأبا جعفر قد خرجا، فقام الناس إليهما، ودنا العباس بْن الحسن فقبل يديهما فمات الْقَاسِم في بقية اليوم، وخوطب العباس بالوزارة فرأيته بعد العصر [2] [و] قد صار إلى دار الْقَاسِم، فخرج الولدان جميعا، فقبلا يده، وَكَانَ الحاصل من ضياع الْقَاسِم في كل سنة سبعمائة ألف دينار.
1984- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن البراء بْن المبارك، أَبُو الحسن العبدي [3] :
سمع خلف بْن هشام، وعلي بْن المديني، وأحمد بْن إبراهيم الدورقي، وغيرهم. وكان ثقة صدوقا.
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز قَالَ: أخبرنا أبو بكر بْن ثَابِت، أَخْبَرَنَا أَبُو العلاء الواسطي. حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حماد الكوفي، حَدَّثَنَا الحسن بْن إسماعيل الكندي، قَالَ: حدثني [4] أَبُو جعفر بْن البراء، قَالَ: اتصل بعمي أبي الحسن عن القاضي إسماعيل بْن إسحاق شيء، فعزم إسماعيل على الركوب إليه، فبادره عمي أبو الحسن بالركوب، فلما دخل عليه أنشأ يقول:
صفحت برغمي عنك صفح ضرورة/ ... [إليك وفي قلبي ندوب من العتب] [5]
فأجابه إسماعيل [يقول] [6] :
ولا زال بي شوق إليك مبرح ... يذلل مني كل ممتنع صعب
توفي أَبُو الحسن بْن البراء في شوال هذه السنة.
__________
[1] في ص: «التي توفي فيها إلى داره، فرأينا ابنيه» . وفي ك: «الّذي توفي فيه فرأينا ابنيه» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 281. وشذرات الذهب 2/ 208) .
[4] «أخبرنا أبو منصور القزاز ... قال حدثني» هذه العبارة ساقطة من ص.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ت: «فأجابه عمي» . وما بين المعقوفتين ساقط من ت.

(13/28)


1985- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن النضر [1] بْن عبد الله بْن مصعب، أَبُو بكر [المعنى] [2] ابن بنت معاوية بن عمرو [3] الأزدي:
ولد في سنة ست وتسعين ومائة [4] ، وسمع جده معاوية، والقعنبي وغيرهما، روى عنه ابن صاعد، وابن مخلد، وأبو بكر النجاد، وغيرهم قَالَ عبد الله بْن أحمد، ومحمد بن عبدوس: هو ثقة لا بأس به.
أخبرنا القزاز، قال: أَخْبَرَنَا الخطيب، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن رزق، أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن عَلي قَالَ: مات أَبُو بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن النضر [5] يوم الجمعة قبل الصلاة.
ودفن وقت العصر، وذلك لخمس خلون من صفر، سنة إحدى وتسعين ومائتين.
ودفن فِي مقابر باب الشام.
1986- مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن سعيد بْن عبد الرحمن، أَبُو عبد الله [العبدي] البوشنجي [6] :
شيخ أهل الحديث في عصره، سمع بمصر، والحجاز، والكوفة، والبصرة، وبغداد، والشام [وحدث في البلاد] [7] وروى عنه البخاري، ومحمد بْن إسحاق الصغاني.
توفي في غرة محرم هذه السنة، ودفن بنيسابور.
__________
[1] في ت: «محمد بن أحمد البصري» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 364. وشذرات الذهب 2/ 208) .
[4] في ك، ص، والمطبوعة: «سنة تسع وتسعين ومائة» . وما أوردناه من ت، وتاريخ بغداد 1/ 364.
[5] في ت: «أبو بكر محمد بن أحمد البصري» .
[6] ما بين المعقوفتين ساقط من ت، ك.
وانظر ترجمته في: (شذرات الذهب 2/ 205، والوافي بالوفيات 1/ 342. وتذكرة الحفاظ 657.
والأعلام 5/ 294. وتقريب التهذيب 2/ 140) .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وفي ك: «وحدث عن النجاد» .

(13/29)


1987-[محمد بن محمد] [1] بْن إسماعيل بْن شداد، أَبُو عبد الله الأنصاري، القاضي المعروف بالجذوعي [2] :
حدث عن مسدد بْن مسرهد، وعلي بْن المديني، وابن نمير [3] وغيرهم.
[و] [4] روى عنه [أَبُو عمرو] [5] بْن السماك وغيره [6] وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدٍ] [7] ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت [8] ، [قال:
أخبرني عَلي بْن المحسن القاضي] [9] قَالَ: أخبرني أبي، قَالَ: قَالَ أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن علي [بن] [10] الخلال البصري: حدثني أبي، وسمعته من غيره: أن القضاة والشهود بمدينة السلام [11] أدخلوا على المعتمد [على الله] [12] للشهادة عليه في دين كان عليه اقترضه عند الإضافة بالإنفاق على صاحب الزنج، فلما مثلوا بين يديه قرأ عليهم إسماعيل بْن بلبل الكتاب، ثم قَالَ: إن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه يأمركم بأن تشهدوا عليه بما في هذا الكتاب، فشهد القوم حتى بلغ الكتاب [13] إلى الجذوعي القاضي، فأخذه بيده، وتقدم إلى السرير، وَقَالَ: يا أمير المؤمنين، أشهد عليك بما في هذا الكتاب؟ فَقَالَ: اشهد، فَقَالَ: إنه لا يجوز أن أشهد، أو تقول نعم اشهد علي، قال:
__________
[1] ما بين المعقوفتين: في ت «بياض» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 3/ 205، 206) .
[3] هو: محمد بن عبد الله بن نمير، كما في تاريخ بغداد 3/ 205.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] «وغيره» : ساقط من ص.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[8] في ص: «أخبرنا ابن ثابت» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[11] في ك: «بمدينة المنصور» .
[12] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[13] في ت: «فنشدوا حتى بلغ الكتاب» .

(13/30)


نعم، فشهد في الكتاب ثم خرج، فَقَالَ المعتمد: من هذا؟ فقيل له: الجذوعي البصري، فقال: وما إليه؟ قالوا: ليس إليه شيء، فَقَالَ: مثل هذا لا ينبغي أن يكون مصروفا فقلدوه [واسطا فقلده إسماعيل وانحدر [1]] .
فاحتاج الموفق يوما إلى مشاورة الحاكم فيما يشاور في مثله، فَقَالَ: استدعوا القاضي، فحضر وَكَانَ قصيرا وله دنيه طويلة [2] فدخل في بعض الممرات ومعه غلام له فلقيه غلام [كان] [3] للموفق، وَكَانَ شديد التقدم عنده [وَكَانَ مخمورا] [4] ، فصادفه في مكان خال من الممر فوضع يده على دنيته حتى غاص رأسه فيها فتركه ومضى،. فجلس الجذوعي في مكانه، وأقبل غلامه حتى فتقها [5] وأخرج رأسه منها، وثنى رداءه على رأسه [6] وعاد إلى داره [7] ، وأحضر الشهود، فأمرهم بتسليم الديوان [8] ، ورسل الموفق يترددون، وقد سترت الحال عنه حتى ذكر بعض الشهود لبعض الرسل الخبر فعاد إلى الموفق فأخبره بذلك فأحضر صاحب الشرطة، وأمره بتجريد الغلام، وحمله إلى باب [9] دار القاضي وضربه هنالك ألف سوط، وَكَانَ والد هذا الغلام من جلة القواد ومحله محل من لو هم بالعصيان لأطاعه أكثر الجيش، فلم يقل شيئا وترجل القواد وصاروا إليه، وقالوا: مرنا بأمرك، فَقَالَ: إن الأمير الموفق أشفق عليه مني فمضى القواد بأسرهم مع الغلام إلى باب دار [10] الجذوعي، فدخلوا إليه وضرعوا له، فأدخل صاحب الشرطة والغلام، وَقَالَ [له] : لا تضربه، فَقَالَ: لا أقدم على خلاف الموفق، فقال:
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. ولفظة: «انحدر» ساقط من ك.
[2] في تاريخ بغداد 3/ 206: «دبية طويلة» . و «طويلة» ساقطة من ك.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ك: «حتى رفعها» .
[6] «منها وثنى رداءه على رأسه» : ساقط من ص.
[7] في ت: «وعاد إلى رأسه» .
[8] في تاريخ بغداد: «بتسلم الديوان» .
[9] «باب» : ساقط من ك.
[10] «دار» ساقط من: ص. وتاريخ بغداد 3/ 306.

(13/31)


فإني أركب إليه وأزيل ذلك عنه، فركب فشفع له [1] وصفح عنه.
وتوفي الجذوعي يوم السبت لست [2] خلون من جمادى الآخرة من هذه السنة ببغداد.
__________
[1] في ص: «فركب فتشفع» .
[2] في ت: «لست» . وما أوردناه يوافق ما في تاريخ بغداد (3/ 207) .

(13/32)


ثم دخلت سنة اثنتين وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
الفداء بين المسلمين والروم، وكانت جملة من فودي [به] [1] من المسلمين ألفا ومائتي نفس، ثم غدر الروم فانصرفوا، ورجع المسلمون بمن بقي معهم من الأسارى للروم [2] .
وخرج مُحَمَّد بْن سليمان إلى مصر، فزحف هارون بْن خمارويه لقتال مُحَمَّد بْن سليمان، فدخل مُحَمَّد الفسطاط، وأخذ آل طولون، وكانوا بضعة عشر رجلا فقتلهم وحبسهم [3] ، واحتوى على دورهم، وجبى الخراج.
وزادت في هذه السنة دجلة زيادة مفرطة فانهدمت المنازل [4] على شاطئيها من الجانبين [5] ، ونبعت المياه من المواضع القريبة منها.
وطلع كوكب الذنب وقت المغرب لعشر خلون من رجب في آخر برج الحوت [6] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ت: «معهم من أسارى الروم» وكذا في ك.
[3] في تاريخ الطبري 10/ 119: «فقيدهم وحبسهم» وفي البداية والنهاية: «فقتلهم واستحوذ على أموالهم» . وفي الكامل 6/ 424: «فقيدهم وحبسهم» .
[4] في ص، والمطبوعة: «فتهدمت المنازل» .
[5] في الكامل 6/ 425: «حتى تهدمت الدور التي على شاطئها بالعراق» .
[6] كذا في كل النسخ، وفي الكامل: «في العشرين من أيار طلع كوكب له ذنب عظيم جدا في برج الجوزاء» .

(13/33)


وحج بالناس في هذه السنة [1] الفضل بْن عبد الملك [بْن العباس بْن مُحَمَّد] [2] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1988- أَحْمَد بْن عمرو بْن عبد الخالق [أَبُو بكر] [3] العتكي [المعروف بالبزار] [4] :
كَانَ حافظا للحديث، وتوفي بالرملة في هذه السنة.
1989- إبراهيم [بْن عبد الله] [5] بْن مسلم، أَبُو مسلم البصري المعروف بالكجي [6] والكشي:
ولد سنة مائتين، وعاش اثنتين وتسعين سنة. سمع مُحَمَّد بْن عبد الله الأنصاري، وأبا عاصم النبيل، والقعنبي [7] ، وغيرهم، وروى الحديث، وَكَانَ عالما ثقة جليل القدر، وأملى على الناس [8] ، وَكَانَ في مجلسه سبعة مستملين، كل واحد يبلغ صاحبه الذي يليه، وكتب الناس عنه قياما بأيديهم المحابر، ثم مسح المكان [وحسب من حضر بمحبرة] فبلغوا [9] نيفا وأربعين ألف محبرة سوى النظارة، وَكَانَ نذر أن يتصدق [10] إذا حدث بعشرة آلاف درهم [11] .
__________
[1] «في هذه السنة» : ساقطة من ص.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من جميع النسخ والإضافة من تاريخ بغداد 4/ 334: انظر ترجمته في:
(تاريخ بغداد 4/ 334، 335. وتذكرة الحفاظ 653. وشذرات الذهب 2/ 209. وميزان الاعتدال 1/ 59. والأعلام 1/ 189) .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 120- 124. وتذكرة الحفاظ 620. والأعلام 1/ 849 وشذرات الذهب 2/ 210، والعبر 2/ 92، واللباب 3/ 29، ومختصر دول الإسلام 1/ 139، ومرآة الجنان 2/ 220، وطبقات المفسرين للداوديّ 13) .
[7] هو: «عبد الله بن مسلمة العقنبي» .
[8] في ت: «وأملاه على الناس» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، وأضيفت من تاريخ بغداد 6/ 122.
[10] في ك: «وكان ينذر أن يتصدق» .
[11] في ك: «بعشرة دراهم» .

(13/34)


أَخْبَرَنَا [مُحَمَّد] [1] بْن ناصر، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمود بْن الفضل أَبُو نصر الأصبهاني، قَالَ: سمعت أبا حفص عمر بْن أَحْمَد بْن عمر السمسار، يقول: سمعت جماعة من أصحاب الفاروق بْن عبد الكبير الخطابي، يقولون: سمعنا الفاروق بْن عبد الكبير، يقول: لما فرغنا من قراءة كتاب السنن [2] على أبي مسلم الكجي، اتخذ لنا مأدبة أنفق فيها ألف [3] دينار.
وَقَالَ: شهدت اليوم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقبل قولي وحدي، ولو شهدت على دستجة بقل [4] لاحتجت إلى شاهد آخر [5] يشهد معي أفلا أصنعه شكرا للَّه تعالى.
وبلغني عن إسماعيل القاضي، قَالَ: سمعت بعض مشايخنا، يقول: كَانَ أَبُو مسلم الكجي [6] من قبل أن يحدث يجهز التمر [7] من البصرة إلى بغداد، وكان له هاهنا وكيل يبيعه له، فلما حدث بعث إلى وكيله [8] : إني قد حدثت وصدّقت في حَدِيث رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فتصدق بما عندك من التمر أو بثمنه إن كنت بعته [9] شكرا للَّه تعالى على ذلك.
أَخْبَرَنَا [أَبُو منصور] [10] القزاز، قَالَ: أخبرنا: أبو بكر [أحمد بن علي] [11] الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلي بْن مُحَمَّد القرشي، حَدَّثَنَا عبد الله [بْن إبراهيم بْن أيوب] بْن ماسي [12] قَالَ: حدثني أَبُو مسلم إبراهيم بْن عبد الله البصري
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ك: «لما فرغنا من كتاب السنن» .
[3] في ص: «أنفق فيها مائة» .
[4] «بقل» : ساقطة من ك.
[5] «آخر» : ساقطة من ك.
[6] في ك، ص: «الكشي» .
[7] في ك: «يحضر التمر» .
[8] في ك، ص: «كتب إلى وكيله» .
[9] في ك: «أو بقيمته إن كنت بعته» .
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[11] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[12] في ت: «حدثنا عبد الله بن ماسي» . وفي ك: «حدثنا عبد الله بن إبراهيم» .

(13/35)


الكجي، قَالَ: خرجت يوما سحرا فغرني القمر، وَكَانَ يوما باردا فإذا الحمام قد فتح، فقلت أدخل إلى الحمام قبل مضيي في حاجتي، فدخلت، فقلت للحمامي: يا حمامي أدخل حمامك أحد؟ فَقَالَ: لا، فدخلت الحمام فساعة فتحت الباب، قَالَ لي قائل: أَبُو مسلم أسلم تسلم. ثم أنشأ يقول:
لك الحمد إما على نعمة ... [وإما على نقمة] [1] تدفع
تشاء فتفعل ما شئته ... وتسمع من حيث لا يسمع [2]
قَالَ: فبادرت فخرجت وأنا جزع، فقلت للحمامي: أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد؟ فَقَالَ لي: هل سمعت شيئا؟ فأخبرته بما كَانَ، فَقَالَ: ذاك جني يتراءى لنا في كل حين/ وينشد الشعر، فقلت: هل عندك من شعره شيء؟ قَالَ [لي] [3] : نعم، فأنشدني:
أيها المذنب المفرط جهلا [4] ... كم تمادى وتركب الذنب جهلا
كم وكم تسخط الجليل بفعل ... سمج وهو يحسن الصنع فعلا
كيف تهدا جفون [5] من ليس يدري ... أرضى عنه من على العرش أم لا
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قَالَ: أخبرنا [أحمد بن علي] [6] الخطيب، قال: أخبرنا ابن رَزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، قَالَ: مات أَبُو مسلم إبراهيم بْن عبد الله الكجي يوم الأحد لسبع خلون من المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وأحدر به إلى البصرة فدفن هناك.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في المطبوعة «تسمع» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في تاريخ بغداد 6/ 122: «المفرط مهلا. وكذا البداية والنهاية 11/ 99.
[5] في ت: «كيف تهدى جفون» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/36)


1990- إدريس بْن عبد الكريم [1] ، أَبُو الحسن الحداد، المقرئ صاحب خلف بْن هشام [2] :
ولد سنة تسع وتسعين ومائة، وسمع أَحْمَد [3] ، ويحيى [4] ، وغيرهما. روى عنه أَبُو بكر الأنباري، والنجاد، والخطبي، وأبو علي بن الوصاف [5] . وسئل عنه الدار الدّارقطنيّ، فقال: ثقة وفوق الثقة بدرجة.
أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا [أبو بَكْرٍ] [6] أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
أخبرني أَبُو الْقَاسِم الأزهري، حَدَّثَنَا طالب بْن عثمان قَالَ: سمعت ابن مقسم، قَالَ:
كنت عند أبي العباس أَحْمَد بْن يحيى إذ جاء إدريس الحداد فأكرمه وحادثه ساعة، وَكَانَ إدريس قد أسن فقام من مجلسه وهو يتساند، فلحظه أَبُو العباس [بعينه] [7] ، وأنشأ يقول:
أرى بصري في كل يوم وليلة ... يكل وطرفي [8] عن مداه يقصر [9]
ومن يصحب الأيام تسعين حجة [10] ... يغيرنه والدهر لا يتغير
لعمري إن أصبحت أمشي مقيدا ... لما كنت أمشي مطلق القيد أكثر [11]
توفي إدريس يوم الأضحى من هذه السنة.
__________
[1] في ت: «إدريس بن عبد الملك» .
[2] انظر ترجمة إدريس في: (تاريخ بغداد 7/ 14، 15. وشذرات الذهب 2/ 210، وسؤالات حمزة للدار للدّارقطنيّ وغيره 203، ومعرفة القراء الكبار 1/ 205، والعبر 2/ 93، والبداية والنهاية 1/ 154) .
[3] أحمد بن حنبل.
[4] يحيى بن معين.
[5] في ك: «وأبو علي الصواف» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ك: «وطرفي» .
[9] في ت، وتاريخ بغداد: «عن مداهن يقصر» .
[10] في ك: «سبعين حجة» .
[11] هذا البيت: ساقط من ك.

(13/37)


1991- الحسن بْن سعيد بْن مهران، أَبُو على الصفار المقرئ [1] :
من أهل الموصل، قدم بغداد وحدث بها عن غسان بْن الربيع، ومعلي بْن مهدى وغيرهما. روى عنه ابن مخلد، وأبو بكر الشافعي، وَكَانَ متعففا، وتوفي في هذه السنة.
1992- عبد الحميد بْن عبد العزيز، أَبُو خازم [2] :
القاضي الحنفي، أصله من البصرة وسكن بغداد، وحدث عن بندار [3] ، ومحمد بْن المثنى وغيرهما. ولي القضاء بالشام والكوفة وبغداد، وَكَانَ عالما ورعا [ثقة] [4] قدوة في العلوم غزير العقل والدين [5] .
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد، قَالَ: أخبرنا [أبو بكر] [6] أحمد بن علي بن ثابت، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن، أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر، قَالَ: أخبرني أَبُو الحسين عبد الواحد بْن مُحَمَّد الخصيبي، قال: قال [لي] [7] ابن حبيب الذارع: كنا ونحن أحداث مع أبي خازم وكنا نقعده قاضيا [8] ونتقدم إليه في الخصومات [9] . قَالَ:
فما مضت الأيام والليالي حتى صار قاضيا.
قَالَ أَبُو الحسين: وبلغ من شدته في الحكم أن المعتضد وجه إليه بطريف المخلدي، فقال له: إن لي على الضيعي بيعا وَكَانَ للمعتضد ولغيره مال، وقد بلغني أن غرماءه أثبتوا عندك، وقد قسطت لهم من ماله، فاجعلنا كأحدهم. فَقَالَ له أَبُو خازم: قل
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 324، 325) .
[2] في ص: أبو جازم» وكذا في ت. وضبطه في تاريخ بغداد: «أبو خازم» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 62- 67. وشذرات الذهب 2/ 210) .
[3] هو: محمد بن بنشا بن جندار.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ص، والمطبوعة: «غزير الفضل والدين» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ت: «وكنا نقعد قاضيا» . وفي تاريخ بغداد 11/ 63: «فكنا نتعمده قاضيا» .
[9] في ك: «ونتقدم إليه كالخصمين» .

(13/38)


له: أمير المؤمنين- أطال الله بقاءه- ذاكر لما قَالَ لي وقت ما قلدني [أنه قد] [1] أخرج الأمر من عنقه، وجعله في عنقي، ولا يجوز لي أن أحكم في مال رجل لمدع إلا ببينة.
فرجع إليه طريف فأخبره، فَقَالَ: قل له فلان وفلان يشهدان- يعنى رجلين جليلين كانا في ذلك الوقت- فَقَالَ: يشهدان عندي وأسال عنهما، فإن زكيا قبلت شهادتهما، وإلا أمضيت ما ثبت عندي، فامتنع أولئك من الشهادة فزعا ولم يدفع إلي المعتضد شيئا.
وأخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدٍ] [2] ، قَالَ: أخبرنا أحمد بْن عَلي، قَالَ: أَخْبَرَنَا التنوخي، قَالَ: أخبرني أبي، قَالَ: حدثني عَلي بْن هشام بْن عبد الله الكاتب، قَالَ: حدثني أبي [3] ، قَالَ: حدثني وكيع القاضي، قَالَ: كنت أتقلد لأبي خازم وقوفا في أيام المعتضد منها وقوف الحسن بْن سهل، فلما استكثر المعتضد من عمارة القصر الحسني أدخل إليه بعض وقوف الحسن بْن سهل التي كانت مجاورة للقصر، وبلغت السنة [4] [إلى آخرها] [5] وقد جبيت مالها إلا ما أخذه المعتضد، فجئت إلى أبي خازم فعرفته اجتماع مال السنة، واستأذنته في قسمته في سبيله [6] ، فَقَالَ لي: فهل جبيت ما على أمير المؤمنين؟ فقلت له: ومن يجسر على مطالبة الخليفة؟ فَقَالَ: والله لا قسمت الارتفاع أو تأخذ ما عليه، والله لئن لم يزح العلة [7] لا وليت له عملا، ثم قَالَ:
امض إليه الساعة فطالبه، فقلت: من يوصلني؟ فقال: امض إلى صافي الحرمي [8] ، وقل له إنك رسولي أنفذتك في مهم [9] ، فإذا ما قلت لك [10] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وفي ك: «وقت ما قلدني قد أخرج» بإسقاط «أنه» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[3] «قَالَ حدثني عَلي بْن هشام بْن عبد الله الكاتب، قال: «حدثني أبي» : ساقطة من ص.
[4] في ت: «وبلغت استجارتها» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وفي ك: «السنة آخرها» . بإسقاط «إلى» .
[6] في ت، وتاريخ بغداد: «في سبله» .
[7] في ت: «والله إن لم يخرج العلة» .
[8] في ت: «إلى صافي الحر» .
[9] في ت: «أرسلتك في مهم» .
[10] في ك، ص: «فإذا توصلت تعرفه ما قلت لك» . وفي ت: «فإذا ادخلت معرفة ما قلت لك» ، وما أوردناه من تاريخ بغداد 11/ 64.

(13/39)


فجئت فقلت لصافي ذلك، فأوصلني وَكَانَ آخر النهار، فلما مثلت بين يدي الخليفة ظن أن أمرا عظيما قد حدث، وَقَالَ: هيه قل [1] ، كأنه متشوف. فقلت له: إنى ألي لعبد الحميد قاضي أمير المؤمنين وقوف الحسن بْن سهل، وفيها ما [قد] [2] أدخله أمير المؤمنين إلى قصره، ولما جبيت مال هذه السنة امتنع من تفرقته إلا أن أجيء بما على أمير المؤمنين، وأنفذني الساعة قاصدا لهذا السبب، وأمرني أن أقول إني حضرت في مهم لأصل، قَالَ: فسكت ساعة مفكرا، ثم قَالَ: أصاب عبد الحميد [3] ، يا صافي هات الصندوق، فاحضر صندوقا لطيفا فَقَالَ: كم يجب لك؟ فقلت: الذي جبيت عام أول من ارتفاع هذه العقارات أربعمائة دينار، فَقَالَ: فكيف حذقك بالنقد [4] والوزن؟ قلت:
أعرفهما، قال: هاتوا ميزانا، فجيء بميزان، وأخرج من الصندوق دنانير عينا [5] ، فوزن لي منها أربعمائة دينار، فقبضتها وانصرفت إلى أبي خازم بالخبر، فَقَالَ: أضفها إلى ما [قد] [6] اجتمع [من مال] [7] الوقف عندك وفرقة في غد فِي سبله [8] ولا تؤخر ذلك، ففعلت، وكثر شكر الناس لأبي خازم بهذا السبب وإقدامه على الخليفة بمثل ذلك، وشكرهم للمعتضد في إنصافه.
أخبرنا عبد الرحمن، قال: أخبرنا أحمد [بن عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ] [9] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا التنوخي، [قَالَ: حدثني أبي] [10] قَالَ،: حدثني أَبُو الفرج (طاهر- أ) [11] بن محمد
__________
[1] «قل» : ساقطة من ك.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] «أصاب عبد الحميد» : ساقط من ص.
[4] في ت: «فكيف معرفتك بالنقد» .
[5] في ت: «دنانير عثقا» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ك: «في سبله في غد» . وفي ص: «في سبيله في غد» . وما أوردناه من ت، ويوافق ما في تاريخ بغداد.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ك، ت.
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[11] «طاهر» : ساقط من ك.

(13/40)


الصلحي، قَالَ: حدثني القاضي أَبُو طاهر مُحَمَّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر، قَالَ:
بلغني أن أبا خازم القاضي جلس في الشرقية وهو قاضيها للحكم، فارتفع إليه خصمان، فاجترأ أحدهما بحضرته إلى ما يوجب التأديب، فأمر بتأديبه [1] ، فأدب فمات في الحال، فكتب إلى المعتضد من المجلس: أعلم أمير المؤمنين أطال الله بقاءه أن خصمين حضراني فاجترأ أحدهما إلى ما وجب عليه معه الأدب عندي، فأمرت بتأديبه فأدب [2] فمات، فإذا كَانَ المراد بتأديبه مصلحة المسلمين فمات في الأدب فديته واجبة [3] في بيت مال المسلمين، فإن رأى أمير المؤمنين [أطال الله بقاءه] [4] أن يأمر بحمل الدية لأحملها إلى ورثته فعل. فعاد الجواب إليه بأنا [قد] [5] أمرنا بحمل الدية إليك [6] ، وحمل إليه عشرة آلاف درهم، فأحضر ورثة المتوفى ودفعها إليهم.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن [بْن محمد] [7] ، قال: أخبرنا أحمد بن علي، قال: ذكر لي الحسين بْن عَلي الصيمري، قَالَ: كَانَ عُبَيْد اللَّهِ بْن سليمان قد خاطب أبا خازم في بيع ضيعة ليتيم تجاور بعض ضياعه [8] ، فكتب إليه: إن رأى الوزير أعزه الله [9] أن يجعلني أحد رجلين: إما رجل صين الحكم به، أو رجل [10] صين الحكم عنه.
أَخْبَرَنَا [11] مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: أخبرنا [12] علي بن المحسن
__________
[1] «فأمر بتأديبه» : ساقط من ك، ص، والمطبوعة.
[2] «فأدب» : ساقط من ك، ص، والمطبوعة.
[3] في ت: «فالدية واجبة» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ت: «أمرنا بحمل ذلك إليك» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[8] في ت: «مجاورة بعض ضياعه» .
[9] في ص: «أحسن الله إليه» .
[10] «رجل» : ساقط من ك.
[11] في ص، ك: «أنبأنا» .
[12] في ص، ك: «حدثنا» .

(13/41)


التنوخي، عن أبيه، قَالَ: حدثنا أَبُو الحسين عَلي بْن هشام، قَالَ: سمعت القاضي أبا جعفر أَحْمَد بْن إسحاق بْن البهلول [1] التنوخي، يحدث أبي، قَالَ: حدثني أَبُو خازم القاضي، قَالَ: كَانَ في حجري أيتام ذكور وإناث خلفهم بعض العمال ورددت أمانتهم إلى بعض الشهود، فصار إلى الأمين يوما وعرفني أن عامل المستغلات ببغداد الذي يتولى مستغلات السلطان وعامل بادوريا/ قد أدخلا أيديهما في أملاك الأيتام، وذكرا أن الوزير عُبَيْد اللَّهِ بْن سليمان أمرهما بذلك عن أمر أمير المؤمنين المعتضد [2] ، فصرت إلى المعتضد في يوم موكب [3] ، فلما انقضى الموكب [4] دنوت منه وشرحت له الصورة [5] ، فقال [لي] [6] : يا عبد الحميد هذا عامل قد [7] خانني في مالي واقتطعه ولي عليه مال جليل من نواح كَانَ يتولاها من ضيعتي خاصة وما لي عليه يضعف هذه الأملاك التي خلفها، فقلت: يا أمير المؤمنين ما تدعيه عليه يحتاج إلى بينة، وقد صح عندي أن هذه الأملاك أملاكه يوم مات، ولا طريق إلى انتزاعها من يد وارثه إلا ببينة، هذا حكم الله في البالغين، فكيف في الأطفال؟ قَالَ: فسكت ساعة [8] مطرقا، ثم دعا بداوة، ووقع بخطه إلى عُبَيْد اللَّهِ بْن سليمان بالافراج عن الضياع.
أنبأنا مُحَمَّد بْن أبي طاهر، أنبأنا عَلي بْن [المحسن، عن أبيه، قَالَ: حدثني [9]] الحسين بْن عياش القاضي، عمن حدثه إنه كَانَ يساير أبا خازم القاضي في طريق فمر عَلَيْهِ رجل [10] فَقَالَ: أحسن الله جزاءك أيها القاضي في تقليدك فلانا القضاء ببلدنا، فإنه
__________
[1] في ص: «أحمد بن الحسن بن البهلول» خطأ.
[2] في ك، ص، والمطبوعة: «عن المعتضد أمير المؤمنين فصرت» .
[3] في ك: «في يوم موكبه» .
[4] في ك: «فلما أشخص الموكب» .
[5] في ك: «وشرحت له القصة» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[7] «قد» : ساقطة من ص.
[8] في ك: «فأمسك ساعة» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] في ك، ص، والمطبوعة: «فقام إليه رجل» .

(13/42)


عفيف، فصاح عليه أَبُو خازم، وَقَالَ: اسكت عافاك الله تقول في قاض أنه عفيف! هذا من صفات أصحاب الشرطة [1] ، والقضاة فوقها.
قَالَ: ثم سرنا وهو واجم ساعة، فقلت: ما لك يا أيها القاضي؟ فَقَالَ: ما ظننت أني أعيش حتى أسمع هذا، ولكن [قد] [2] فسد الزمان وبطلت هذه الصناعة، ولعمري لقد دخل فيها من يحتاج الفاضل معه إلى التقريظ، وما كَانَ الناس يحتاجون [إلى] [3] أن يقولوا: فلان القاضي عفيف حتى تقلد فلان- وذكر رجلا، وَقَالَ: لا أحب أن أسميه- فقلت: من هذا الرجل؟ فامتنع [4] فألححت عليه، فأومأ إلى أبي عمر.
توفي أَبُو خازم في هذه السنة، وذكر بعض علماء النقل أنه دفن بالكوفة [5] .
1993- الفضل بْن مُحَمَّد، أَبُو برزة الحاسب [6] :
حدث عن يحيى الحماني روى عنه عبد الباقي بْن قانع، وَكَانَ ثقة جليل القدر.
توفي في صفر هذه السنة.
__________
[1] في ت، ك: «أصحاب الشرط» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ك، ص، والمطبوعة: «فقلت الرجل من هو» .
[5] «توفي أبو خازم ... أنه دفن بالكوفة» . ساقط من ص.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 373) .

(13/43)


ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أنه ورد الخبر أن أخا الحسين بْن زكرويه المعروف بصاحب الشامة ظهر بالدالية من طريق الفرات، واجتمع إليه جماعة من الأعراب والمتلصصة، [وأنه] [1] قد عاث بتلك الناحية، وحارب أهلها، فخرج إليه الجند. ثم ورد الخبر أنه صار إلى طبرية، فامتنعوا من إدخاله، فحاربهم حتى دخلها فقتل عامة من بها من الرجال والنساء ونهبها وانصرف إلى ناحية البادية.
وفى شهر ربيع الآخر [2] ورد الخبر بأن الداعية الذي بنواحي [3] اليمن صار إلى مدينة صنعاء، فحاربه أهلها، فظفر بهم فقتلهم إلا القليل وتغلب على سائر مدن اليمن.
ثم نبغ قوم من القرامطة [4] فنهبوا بلد هيت [5] ، وقتلوا خلقا [من أهلها] [6] ، وأخذوا ما قدروا عليه من المال، وأوقروا ثلاثة آلاف راحلة، فبعث السلطان إليهم فتفرقوا، [وجاءوا] [7] برأس رئيسهم فسلموا. ثم نبغ منهم آخرون وجرت لهم حروب،
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من: ت، ك.
[2] في ك: «ربيع الأول» . وهو خطأ. راجع تاريخ الطبري 10/ 122.
[3] في ت: «بأن داعية التي بنواحي» . وما أوردنا يوافق في تاريخ الطبري.
[4] في ك: «ثم تغلب قوم نبغوا من القرامطة» .
[5] في ك: «فنهبوا مدينة هيت» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ك: «فتقربوا» . ساقطة من ت.

(13/44)


ودخلوا الكوفة حين انصرف الناس من صلاة عيد الأضحى وهم ثماني مائة فارس، ونادوا: يا لثارات الحسين- يعنون الحسين بْن زكرويه المصلوب على الجسر- وشعارهم يا أَحْمَد يا مُحَمَّد- يعنون المقتولين معه- وأظهروا الأعلام البيض، فقتلوا من أدركوا، وسلبوا، وبادر الناس إلى المدينة، فدخلوها ودخل من القرامطة خلفهم نحو من خمسمائة، فرماهم العوام بالحجارة وألقوا عليهم الستر [1] فخرجوا بعد أن قتل منهم نحو من عشرين.
ونصب المقياس على دجلة من جانبيها طوله خمس وعشرون ذراعا، على كل ذراع علامة مدورة، وعلى كل خمسة أذرع علامة مربعة، مكتوب عليها بحديدة علامة الأذرع [2] تعرف بها مبالغ الزيادات.
وضمن مُحَمَّد بْن جعفر بادوريا بعشرة آلاف كر حنطة وشعير [نصفان] [3] وبألف ألف وستمائة ألف درهم.
وحج بالناس في هذه السنة الفضل بْن عبد الملك الهاشمي.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1994- عبد الله بْن مُحَمَّد، أَبُو العباس الناشئ، الشاعر، الأنباري [4] :
أقام ببغداد مدة، وَكَانَ يقصد الرد على الشعراء والمنطقيين والعروضيين، فلم يلتفت إليه لشدة هوسه، فرحل إلى مصر [5] فتوفي بها في هذه السنة وله شعر حسن [6] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الْقَزَّازِ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال:
__________
[1] في ص: «وألقوا عليهم السر» .
[2] في ك: «مكتوب عليها تحديد علامة الحديد» . وفي ت: «مكتوب عليها تحديد علامة الأذرع» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 92، 93. وابن خلكان (
Brock:I 128، S.I:188.277 /2 وشذرات الذهب 2/ 214) .
[5] في ت: «فدخل الى مصر» .
[6] «وله شعر حسن» : ساقط من ص.

(13/45)


أَخْبَرَنَا عَلي بْن أبي عَلي لفظا [1] [قَالَ] [2] حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، قَالَ:
حدثني مُحَمَّد بْن خلف بْن المرزبان، قَالَ: اجتمع عندي أَحْمَد بْن أبي طاهر، والناشئ [بْن مُحَمَّد] [3] ، وآخر، فدعوت لهم مغنية فأخذ الناشئ رقعة، فكتب فيها.
فديتك لو أنهم أنصفوك ... لردوا النواظر عن ناظريك
تردين أعيننا عن سواك ... وهل تنظر العين إلا إليك
وهم جعلوك رقيبا علينا ... فمن ذا يكون رقيبا عليك
[ألم يقرءوا ويحهم ما يرون ... من وحي حسنك في وجنتيك] [4]
قَالَ: فشغفنا بالأبيات، فَقَالَ ابن أبي طاهر، أحسنت والله وأجملت، قد والله حسدتك على هذه الأبيات والله لا جلست. وقام فخرج.
1995- عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن خلف، أَبُو مُحَمَّد [البزار [5]] .
صاحب أبي ثور الفقيه، سمع جماعة، وَكَانَ عنده فقه أبي ثور. وروى عنه أَبُو عمرو بْن السماك، والخلدي. [وَكَانَ ثقة] [6] وتوفي في رجب هذه السنة.
1996- عبدان بن محمد بن عيسى، أبو محمد [7] المروزي [8] .
سمع قتيبة [9] ، وابن راهويه. روى عنه عبد الباقي بن قانع، وأحمد بن كامل.
وكان ثقة حافظا عالما زاهدا وتوفي في ليلة عرفة من هذه السنة.
__________
[1] في ك: «حدثنا علي بن أبي طالب لفظا» . وفي ص: «حدثنا علي بن أبي علي القطان» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[4] البيت كله: ساقط من ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وانظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 101) .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ص، والمطبوعة: «عبدان بن محمد بن عيسى أبو محمد» . خطأ.
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 135، 136. وشذرات الذهب 2/ 215. وطبقات الشافعية 2/ 50. وتذكرة الحفاظ 687) .
[9] في ت: «سمع قبيصة» خطأ.

(13/46)


1997- عمر بن حفص، أبو بكر السدوسي [1] :
سمع عاصم بْن عَلي، وكامل بْن طلحة. روى عنه ابن صاعد، والخلدي. وَكَانَ ثقة. وتوفي في صفر هذه السنة.
1998- مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إبراهيم [بْن] [2] كامجر، المعروف والده بإسحاق بْن أبي [3] إسرائيل:
مروزي الأصل، سكن بغداد وَكَانَ يخضب بالحمرة، وتوفي في هذه السنة.
1999- مُحَمَّد بْن جعفر بْن سهل، أَبُو أَحْمَد [4] الختلي:
حدث عن عبد الله بْن أَحْمَد بْن عيسى الفسطاطي. روى عنه زكريا بْن يحيى والد المعافى بْن زكريا.
2000- مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن أعين، أَبُو بكر:
نزل [5] مصر وحدث بها عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره. روى عنه الطبراني وكان ثقة.
وتوفي بمصر يوم الجمعة لسبع [6] عشرة [ليلة] [7] خلت من ربيع الأول وقيل توفي في جمادى الأولى من هذه السنة.
2001- نصر بن أحد بن نصر بن عبد العزيز، أبو محمد الكندي الحافظ المعروف بنصرك [8] :
وكان أحد أئمة الحديث، وسمع خلقا كثيرا [9] ، وَكَانَ قد أخذه إليه خالد بْن
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 216، 217. وابن خلكان 3/ 405) .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 243، 244) .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 128) .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 128) .
[6] في المطبوعة: «لتسع» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد، 13/ 293 تذكرة الحفاظ 676. والبداية والنهاية 11/ 101. والأعلام 8/ 21) .
[9] في ص: «وسمع خلقا» . بإسقاط «كثيرا» .

(13/47)


أحمد الذهلي أمير بخارا وأقام عنده، وصنف له المسند، وقد روى عنه أبو العباس بن عقدة، وتوفي ببخارا [1] في هذه السنة.
2002- يحيى بْن عبد الباقي بْن يحيى بْن يزيد، أَبُو الْقَاسِم الثغري [2] :
من أهل أذنة. قدم بغداد فحدث بها عن لوين [3] وغيره. روى عنه ابن صاعد وابن المنادى وابن السماك، وأكثر الناس عنه الكتابة لثقته وضبطه وحفظه [4] وتوفي بطرسوس في هذه السنة.
__________
[1] في ك: «وتوفي في بخارا» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 14/ 227) .
[3] في ت: «رزين» . ولوين هو: محمد بن سليمان.
[4] في تاريخ بغداد (14/ 228) : «كتب عنه الناس فأكثروا لثقته وضبطه» .

(13/48)


ثم دخلت سنة أربع وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أن القرامطة اعترضوا قافلة الحاج في طريق مكة بالعقبة فقتلوهم وسبوا من النساء ما أرادوا واحتووا على ما في القافلة، فأخذوا ما قيمته ألفي ألف دينار [1] ، فلما ورد الخبر على السلطان [2] أشخص أبا عبد الله مُحَمَّد بْن داود الهاشمي الكاتب إلى الكوفة لتسريح الجيوش [3] منها إلى القرمطي/ لحربه فأعطي مالا كثيرا ليفرقه فِي الجند [4] ومعه مُحَمَّد بْن سعيد الأزرق كاتب الجيش، ثم صار القرمطي إلى الشقوق، فأقام بها بموضع يعرف بالطليح ينتظر [5] القافلة الأخرى، فلما وافته لقيهم بالهبير فحاربوه [6] يومهم إلى الليل، ثم انصرف عنهم، فلما أصبح عاودهم القتال، فلما كَانَ في اليوم الثالث عطش أهل القافلة وهم على غير ماء فاقتتلوا ثم استسلموا، فوضع فيهم السيف فلم يفلت إلا اليسير منهم [7] وأخذوا جميع ما في القافلة.
فأرسل السلطان من بني شيبان ألفين ومائتي فارس إلى القرمطي لحربه، وسار
__________
[1] في ك: «فأخذوا ما قيمته ألف ألف دينار» .
[2] في ك: «فلما ورد السلطان» .
[3] في ت: «إلى الكوفة لتستريح الجيوش» .
[4] في ك: «وأعطى أموالا كثيرة لتقوية الجند» . وفي ص: «وأعطاه مالا لتقوية الجند» .
[5] في ص: «بموضع يعرف بالنطيخ» وما أوردناه يوافق ما في تاريخ الطبري (10/ 133) .
[6] في ص: «لقيهم بالهرير فحاربوه» . وما أوردناه من باقي النسخ.
[7] في ك، ص: «فلم يفلت منهم إلا اليسير» . وما أوردناه من ت.

(13/49)


زكرويه إلى فيد وراسل أهلها فلم يظفر منهم بشيء، فتنحى إلى النباج، ثم إلى حفر أبي موسى، ثم أنهض المكتفي وصيف بْن صوارتكين [1] ومعه جماعة من القواد، فنفذوا من الْقَادِسِيَّة على طريق خفان فلقيهم وصيف يوم السبت لثمان بقين من ربيع الأول، فاقتتلوا يومهم فقتلوا منهم مقتلة عظيمة. وخلصوا إلى زكرويه فضرب بالسيف ضربة خالطت [2] دماغه، وأسروا جماعة من أهله وأصحابه، وعاش خمسة أيام ثم مات، فشق بطنه وقدم به وبالأسارى فقتلوا [3] .
وفى هذه السنة طلع كوكب الذنب من ناحية المغرب، وكثرت الأمطار حتى غرقت المنازل، واستتم المجلس المعروف بالتاج على دجلة بالقصر الحسني لسبع بقين من شعبان [4] .
وحج بالناس في هذه السنة الفضل بْن عبد الملك [5] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2003- إسحاق بْن حاجب بْن ثَابِت المعدل [6] :
حدث عن خليفة بْن خياط، وسويد بْن سعيد. روى عنه أبو بكر النجاد، وكان ثقة. وتوفي في هذه السنة، (وقيل: في سنة سبع وتسعين) [7] .
2004- جعفر بن شعيب بن إبراهيم، أبو محمد الشاشي [8] :
سمع من يحيى بْن أكثم، وغيره. قدم بغداد حاجا وحدث بها فروي عنه
__________
[1] في ص: «ثم انهض المكتفي وصيف بن سوار وبكير» . وفي ك: «ثم أنهض المكتفي وصيف بن سوار» .
وما أوردناه من ت وهو يوافق ما في تاريخ الطبري (10/ 134)
[2] في تاريخ بغداد: «فضربه بعض الجند بالسيف على قفاه وهو مول ضربة اتصلت بدماغه» .
[3] في ك: «وبالأسارى فقتلوهم» .
[4] في ك، ت: «لتسع بقين من شعبان» .
[5] في الكامل لابن الأثير (6/ 435) : وحج بالناس في هذه السنة الفضل بْن عبد الله الهاشمي» . وفي تاريخ بغداد (10/ 136) : «الفضل بن عبد الملك الهاشمي» .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 4/ 384) .
[7] «وقيل في سنة سبع وتسعين» ساقط من ك.
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 195، 196) .

(13/50)


إسماعيل بْن عَلي الخطبي، وَكَانَ ثقة [1] . وتوفي في هذه السنة. بالشاش [2] .
2005- الحسين بْن الكميت بْن البهلول بْن عمر، أَبُو عَلي الموصلي [3] :
قدم بغداد وحدث بها عن غسان بن الربيع [4] ، وابن المديني. روى عنه ابن السماك، والخطبي، وَكَانَ ثقة. وتوفي في هذه السنة [5] .
2006- الحسين بْن مُحَمَّد بْن حاتم بْن يزيد بْن عَلي بْن مروان، أَبُو عَلي المعروف بعبيد [6] العجل:
وهو ابن بنت حاتم بن ميمون المعدل، [سمع] [7] من خلق كثير. روى عنه أَبُو سهل بْن زياد، وأبو بكر الشافعي وَكَانَ ثقة حافظا متقنا، سكن قطيعة عيسى بْن عَلي الهاشمي على دجلة [8] ، وَكَانَ من المتقدمين في حفظ المسند خاصة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ [الْقَزَّازُ] [9] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن علي، أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني [10] إجازة، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن عدي، قَالَ: سمعت [11] أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد، يقول: كنا نحضر مع عبيد عند الشيوخ [وهو شاب] [12] فينتخب لنا، فإذا أخذ الكتاب في يده [13] طار ما فِي رأسه، فنكلمه فلا يجيبنا، فإذا خرجنا قلنا له: كلمناك فلم تجبنا. قال:
__________
[1] «وكان ثقة» ساقط من ص.
[2] في ص: «وتوفي بالشاش في هذه السنة» . وفي ك: «وتوفي في هذه السنة» . بإسقاط الشاش.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 87، 88) .
[4] في المطبوعة: «عفان وابن الربيع» . وما أوردناه من ت، ويوافق ما في تاريخ بغداد.
[5] «وتوفي في هذه السنة» ساقطة من ك.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 93، 94. وشذرات الذهب 2/ 216. وتذكرة الحفاظ 672) .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ك: «في باب دجلة» . وفي ص: «ما بين دجلة» . وفي تاريخ بغداد (8/ 94) : «قريبا من دجلة» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] في ت: «أبو سعيد الماليني» . وما أوردناه من باقي النسخ وتاريخ بغداد (8/ 94) .
[11] في ك: «قال: أخبرنا» .
[12] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[13] في ت: «فإذا أخذ الكتاب بيده» . وما أوردناه من باقي النسخ، وتاريخ بغداد.

(13/51)


إذا أخذت الكتاب بيدي [1] يطير ما في رأسي، فيمر بي حديث الصحابي، فكيف أجيبكم وأنا أحتاج أفكر في مسند ذلك الصحابي من أوله إلى آخره، هل الحديث فيه أم لا؟ وإن لم أفعل ذلك خفت أن أزل في الانتخاب وأنتم شياطين [قد] [2] قعدتم حولي تقولون لم انتخبت لنا هذا وهذا حدثناه فلان؟ أو كما قَالَ.
توفي عبيد في صفر هذه السنة.
2007- صالح بْن مُحَمَّد بْن عمرو بْن حبيب، أَبُو عَلي الأسدي مولى أسد بْن خزيمة [3] :
ولد بالكوفة سنة عشر ومائتين، ولقي المشايخ بالشام ومصر وخراسان، وانتقل عن بغداد فسكن بخارا، وَكَانَ قد سمع من عَلي بْن الجعد، وخالد بْن خداش، وأبي نصر التمار [4] ، وهدبة، وابن المديني، وغيرهم. وَكَانَ صدوقا أمينا من الحفاظ الثقات، وَكَانَ يلقب جزرة وَكَانَ السبب أنه قرأ على بعض المشايخ في حداثته كَانَ لأبي أمامة خرزة يرقى بها المريض، فصحف فقال: جزرة بذلك. وتوفي ببخارا في هذه السنة وقيل: في سنة ثلاث.
2008- محمد بن عيسى بن محمد [5] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله] [6] بْن العباس بن عبد المطلب، أبو علي الهاشمي، المعروف بالبياضي [7] :
حدث عنه ابن الأنباري، وابن مقسم. وَكَانَ ثقة، وليس بمنسوب إلى بني بياضة
__________
[1] «بيدي» ساقطة من ك.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 322- 328. وتهذيب تاريخ ابن عساكر 6/ 381. وشذرات الذهب 2/ 216، وتذكرة الحفاظ 641) .
[4] في ص: «أبي نصر النجار» . وهو خطأ.
[5] في ص، ك: «محمد بن علي بن محمد» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 401. والأنساب للسمعاني 2/ 356، وتقريب التهذيب 2/ 198، وفيه «محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله بن عباس الهاشمي البياضي» ) .

(13/52)


فإن أولئك من الأنصار، وإنما سمي البياضي لأنه حضر يوما مجلس الخليفة [1] ، وَكَانَ أهل المجلس عليهم السواد، وَكَانَ لباسه أبيض، فَقَالَ الخليفة: من ذلك البياضي؟ فثبت ذلك الاسم عليه [2] . وقتله القرامطة في هذه السنة.
2009- مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إبراهيم بْن مخلد، أَبُو الحسن المروزي [3] ، المعروف بابن راهويه [4] :
ولد بمرو، ونشأ بنيسابور، وسافر البلاد، وسمع من أبيه، وأحمد بْن حنبل، والمشايخ. وحدث ببغداد، فروى عنه مُحَمَّد بْن مخلد الدوري [5] ، وإسماعيل بْن عَلي الخطبي، وعبد الباقي بْن قانع، وغيرهم. وَكَانَ عالما بالفقه، مستقيم الحديث جميل الطريقة [6] .
ويقال إنه مات بمرو، وليس بصحيح وإنما الصواب مَا أَخْبَرَنَا به عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ علي بن ثابت، أخبرنا أبو عبد الله بن محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، قال: قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع، قَالَ: مُحَمَّد بْن:
إسحاق بْن راهويه قتلته القرامطة مرجعه من الحج سنة أربع وتسعين ومائتين، وقد كنا سمعنا منه إذ كَانَ بمدينتنا [7] :
2010- مُحَمَّد بْن إسحاق بْن أبي إسحاق، أبو العباس [8] الصفار:
سمع سريج بن يونس، وغيره وذكره الدار الدّارقطنيّ [9] فقال: ثقة.
__________
[1] في ك: «مجلس الخلافة» .
[2] في ك، ت: «فبقي الاسم عليه» .
[3] في ص: «أبو إسحاق المروزي» خطأ.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 244، 245، 246. وشذرات الذهب 2/ 216) .
[5] «ومحمد بن مخلد الدوري» ساقط من ك.
[6] في ص، ك، والمطبوعة: «جيد الطريقة» . وما أوردناه من ت، وتاريخ بغداد (1/ 244) .
[7] في ت: «إذا ذاك بمدينتنا» .
[8] في ص: ذكر الاسم بإسقاط «أبو العباس» .
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 246. وسؤالات الحاكم للدار للدّارقطنيّ 222) .
[9] في ت: «سمع سريج بن يونس، وذكره، وغيره الدارقطنيّ» .

(13/53)


2011- محمد بن الحسن، أبو الحسين صاحب النرسي [1] :
خوارزمي الأصل، حدث عن عَلي بْن الجعد، وأبي نصر التمار، ويحيى، وأحمد، وابن المديني، وغيرهم، وفى حديثه لين. توفي بالموصل في هذه السنة.
2012- مُحَمَّد بْن الحسن بْن الفرج، أبو بكر المهداني [2] المعدل:
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الحميد بْن عصام وغيره. روى عنه جعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، والجعابي، وهو صدوق.
2013- مُحَمَّد بْن نصر، أَبُو عبد الله المروزي الفقيه [3] :
ولد ببغداد، ونشأ بنيسابور، واستوطن سمرقند، وكان أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام، ورحل إلى الأمصار في طلب العلم. سمع يحيى بن يحيى [4] ، وابن راهويه [5] ، وهدبة [6] ، وخلقا كثيرا من أهل خراسان والعراق والحجاز والشام ومصر، وصنف التصانيف الكثيرة.
أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْن طَاهِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا [أَبُو بكر] [7] أَحْمَد بْن الحسين البيهقي، [قَالَ] [8] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، قَالَ سمعت أبا مُحَمَّد عبد الله بْن مُحَمَّد الثقفي يقول: سمعت جدي يقول: جالست أبا عبد الله مُحَمَّد بْن نصر المروزي أربع سنين فلم أسمعه طول تلك المدة يتكلم في غير العلم.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 186) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 186) .
[3] انظر ترجمته في: (ذكرة الحفاظ 650. وتهذيب التهذيب 9/ 489. وتاريخ بغداد 3/ 315. ومفتاح السعادة 2/ 171. والنجوم الزاهرة 3/ 161. 305 بن
Brock.S.1:258 والأعلام 7/ 125. وشذرات الذهب 2/ 216) .
[4] في ك، ص: «يحيى» بإسقاط «ابن يحيى» وهو: «يحيى بن يحيى النيسابورىّ» .
[5] هو: «إسحاق بن راهويه» .
[6] هو: «هدبة بن خالد» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/54)


قَالَ الحاكم: وسمعت أبا عبد الله مُحَمَّد بْن العباس الضَّبُّي، يقول: سمعت أبا الفضل بْن إسحاق بْن محمود يقول: كَانَ أَبُو عبد الله المروزي يتمنى على كبر سنه أن يولد له ابن فكنا عنده يوما من الأيام، فتقدم إليه رجل من أصحابه فساره في أذنه بشيء فرفع أَبُو عبد الله يديه فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ 14: 39. ثم مسح وجهه بباطن كفيه ورجع إلى ما كَانَ فيه فرأينا أنه استعمل في تلك الكلمة الواحدة ثلاث سنن: إحداها أنه سمى الولد، والثانية أنه حمد الله تعالى على/ الموهبة، والثالثة: أنه سماه إسماعيل لأنه ولد على كبر [سنه] [1] ، وقد قال الله عز وجل: أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى الله فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ 6: 90 [2] .
قَالَ الحاكم: سمعت أبا عبد الله مُحَمَّد بْن يعقوب الحافظ، يقول: ما رأيت أحسن صلاة من أبي عبد الله مُحَمَّد بْن نصر، وكان [يقرأ] [3] وَكَانَ الذباب يقع على أذنه، فيسيل [4] الدم، فلا يذبه عن نفسه، ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه وهيئته فِي الصلاة [5] كَانَ يضع ذقنه على صدره وينتصب كأنه خشبة منصوبة.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الجوهري قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس الخزاز أَخْبَرَنَا أَبُو عمرو عثمان بْن جعفر بْن اللبان، قَالَ:
حدثني مُحَمَّد بْن نصر، قَالَ: خرجت من مصر، ومعي جارية لي فركبت البحر أريد مكة فغرقت وذهبت مني ألفا جزء، وصرت إلى جزيرة أنا وجاريتي قَالَ: فما رأينا فيها أحدا، قَالَ: وأخذني العطش فلم أقدر على الماء وأجهدت فوضعت رأسي على فخذ جاريتي مستسلما للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز، فَقَالَ لي: هاه، فأخذت وشربت وسقيت الجارية [6] ثم مضى، فما أدرى [7] من أين جاء ولا أين ذهب.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص.
[2] سورة: الأنعام، الآية: 90
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ص: «وكان الذباب يقع على أنفه فيسيل» .
[5] في ص، ك، والمطبوعة: «وهيئة للصلاة» .
[6] في ص: «وسقيت جاريتي» .
[7] في ك: «فلا أدري» . وما أوردناه من ت، وهو يوافق ما في تاريخ بغداد (3/ 317) .

(13/55)


أخبرنا [أبو منصور] [1] عبد الرحمن بن محمد [2] الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا [أَبُو بَكْرٍ] [3] أَحْمَدُ بْنُ عَلي [بْن ثَابِت] [4] ، قَالَ: حدثني أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ الخرجوشي، قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن منصور الشيرازي، يقول: سمعت أَحْمَد بْن إسحاق بْن أيوب الفقيه، يقول: سمعت مُحَمَّد بْن عبد الوهاب الثقفي، يقول: كَانَ إسماعيل بْن أَحْمَد [الساماني] [5] والي خراسان يصل مُحَمَّد بْن نصر المروزي في كل سنة [6] بأربعة آلاف درهم، ويصله أخوه إسحاق بْن أَحْمَد بأربعة آلاف درهم [7] ، ويصله أهل سمرقند بأربعة آلاف درهم، وَكَانَ ينفقها من السنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال فقلت له [8] : لعل هؤلاء القوم الذين يصلونك يبدو لهم، فلو جمعت [من] [9] هذا شيئا لنائبة، فَقَالَ: سبحان الله، أنا بقيت بمصر كذا وكذا سنة فكان قوتي وثيابي وكاغدي وحبري وجميع ما أنفقه على نفسي في السنة [10] عشرين درهما فترى إن ذهب هذا لا يبقى ذاك [11] .
أخبرنا [أبو منصور عبد الرحمن بن محمد] [12] القزاز قال: أخبرنا أحمد بن على بن ثَابِتٍ [الحافظ] [13] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، أخبرنا
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ك: «أخبرنا أبو منصور القزاز» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ك، ت.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[8] في ك، ص، والمطبوعة: «فقيل له:»
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] في ص: «وجميع ما أنفقه في السنة» .
[11] في ك، ص: «وهذا لا يبقى ذلك» .
[12] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[13] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.

(13/56)


مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سليمان [1] الحافظ، قَالَ: سمعت أبا صخر مُحَمَّد بْن مالك السعدي، يقول: سمعت أبا الفضل مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ [2] ، يقول: سمعت الأمير أبا إبراهيم إسماعيل بْن أَحْمَد، يقول: كنت بسمرقند فجلست يوما للمظالم وجلس أخي إسحاق إلى جنبي إذ دخل أَبُو عبد الله مُحَمَّد بْن نصر المروزي فقمت له إجلالا لعلمه، فلما خرج عاتبني أخي إسحاق، وَقَالَ: أنت والي خراسان يدخل عليك رجل من رعيتك فتقوم إليه [3] وبهذا [4] ذهاب السياسة. فبت تلك الليلة وأنا متقسم القلب لذلك [5] ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام [6] كأني واقف مع أخي إسحاق، إذ أقبل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذ بعضدي، وَقَالَ لي: يَا إِسْمَاعِيلُ! ثَبَّتَ [اللَّهُ] [7] مُلْكَكَ وَمُلْكَ بَنِيكَ! بِإِجْلَالِكَ مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ، ثُمَّ التفت إلى إسحاق، فَقَالَ: ذهب ملك إسحاق وملك بنيه باستخفافه بمحمد بْن نصر.
استوطن مُحَمَّد بْن نصر نيسابور [بعد] مدة، وَكَانَ مفتيها [8] ، واشتغل بالعبادة [9] ، ثم خرج إلى سمرقند فتوفي بها في محرم هذه السنة.
2014- موسى بْن هارون بْن عبد الله، أَبُو عمران [و] يعرف والده بالجمال [10]
__________
[1] في ص، وك، والمطبوعة: «أخبرنا أحمد بن محمد بن سليمان» . وما أوردناه من ت. وتاريخ بغداد (3/ 318) .
[2] في تاريخ بغداد: «سمعت أبا الفضل محمد بن عبيد البلعمي» .
[3] «إليه» : ساقط من ك.
[4] في المطبوعة: «وهذا» .
[5] في ص: «وأنا متقسي القلب لذلك» .
[6] في ت: «في النوم» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ت: «وكان متفقها» . وما بين المعقوفتين ساقط من ت.
[9] في ص: «واشتغل بالعيال» .
[10] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 3/ 50، 51. والعبر 2/ 99. وشذرات الذهب 2/ 217. وتذكرة الحفاظ 669، وتقريب التهذيب 2/ 289، وتهذيب التهذيب، واللباب 1/ 384- 385، وفيه:
«الحمال بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم وفي آخرها لام. هذه النسبة إلى حمل الأشياء.. وأبو موسى هارون بن عبد الله بن مروان الحمال ... قيل: سمي حمالا لأنه كان بزازا فتزهد، فصار يحمل الأشياء

(13/57)


ولد سنة أربع عشرة ومائتين [1] ، وسمع أَحْمَد [بْن حنبل] [2] ، ويحيى [بْن معين] [3] وغيرهما. [وروى عنه أكابر المحدثين والحفاظ] [4] ، وَكَانَ إمام [أهل] [5] عصره [وعلامة وقته] [6] في الحفظ والمعرفة بالرجال والإتقان [7] ، وَكَانَ ثقة [صدوقا] [8] شديد الورع، عظيم الهيبة، وتوفي في شعبان هذه السنة، ودفن بمقبرة باب حرب [9] .
أَخْبَرَنَا [أَبُو منصور عبد الرحمن بْن مُحَمَّد] [10] الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ [أَحْمَدُ بْنُ علي بن ثابت] [11] الخطيب، قال: سمعت الصوري، [يقول:] [12] سمعت [عبد] [13] الغني بْن سعيد، يقول: أحسن الناس كلاما عَلَى حَدِيث رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم علي بْن المديني في وقته، وموسى بْن هارون في وقته، و [علي بْن عمر] [14] الدارقطني في وقته، [أعني موسى بْن هارون هذا الذي نحن في ذكره.
قَالَ الخطيب: ولقد سمعت أكثر مشايخنا يصفونه بالورع العظيم، والزهد، والتقوى، والدين، والطريقة الحسنة، والمنهاج المستقيم. والله أعلم] [15] .
__________
[ () ] ويأكل من أجرته، وقيل سمي به لكثرة ما حمل من العلم ... وابنه موسى بن هارون الحمال الحافظ، كان إماما في الحديث ... كان أحد المشهورين بالحفظ والثقة» أهـ. وسؤالات الحاكم للدارقطنيّ 231) .
[1] في ك: «أربع وعشرين ومائتين» . وما أوردناه من باقي النسخ، ويوافق ما في تاريخ بغداد.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[7] «والإتقان» ساقط من ك.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[9] في ك: «ودفن في مقابر باب حرب» .
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[11] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[12] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[13] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[14] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[15] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.

(13/58)


ثم دخلت سنة خمس وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
المفاداة بين المسلمين والروم [أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، أخبرنا أَبُو بكر بْن ثَابِت الخطيب، قَالَ:] [1] فودي من الرجال والنساء [في سنة خمس وتسعين ومائتين] [2] ثلاثة آلاف نفس.
وفي ذي القعدة [من هذه السنة] [3] توفي المكتفي باللَّه، وبويع المقتدر [باللَّه] [4] .
ذكر خلافة المقتدر باللَّه
اسمه جعفر بْن المعتضد [باللَّه] [5] ، ويكنى أبا الفضل، وأمه أم ولد يقال لها «شغب» أدركت خلافته وسميت السيدة، وكانت لأم الْقَاسِم بنت مُحَمَّد بْن عبد الله بْن طاهر فاشتراها منها المعتضد.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ك.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ك.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ك، ت.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/59)


ولد ليلة الجمعة لثمان بقين من رمضان سنة اثنتين وثمانين [ومائتين] [1] ، وقيل:
ولد يوم الجمعة [وَكَانَ] [2] ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، جميل الوجه، أبيض مشربا بالحمرة، حسن الخلق، حسن العينين، بعيد ما بين المنكبين، جعد الشعر، مدور الوجه، كثير الشيب في رأسه، أخذ في عارضيه أخذا كثيرا [3] .
ذكر بيعة المقتدر
ولما اشتدت علة المكتفي في ذي القعدة سنة خمس وتسعين، سأل عن أخيه أبي الفضل جعفر، فصح عنده أنه بالغ فأحضر [في] [4] يوم، الجمعة لإحدى عشرة ليلة [خلت] [5] من ذي القعدة القضاة فأشهدهم أنه قد جعل العهد إليه، وبويع بالخلافة بعد وفاة المكتفي سحر يوم الأحد لأربع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة من هذه السنة. ولما أراد الجلوس للبيعة صلى أربع ركعات، وما زال يرفع صوته بالدعاء [6] والاستخارة فبويع ولقب «المقتدر باللَّه» وهو ابن ثلاث عشرة سنة وشهر واحد وعشرين يوما ولم يكن ولى الخلافة [7] قبله [أحد] [8] أصغر منه.
أنبأنا جماعة من مشايخنا، عن أبي منصور بْن عبد العزيز، قَالَ: بلغ المقتدر في شعبان قبل جلوسه في الخلافة بثلاثة أشهر، وَكَانَ في بيت مال الخاصة خمسة عشر ألف ألف دينار وفي بيت مال العامة ستمائة ألف دينار، ومن غير ذلك ما يتمم عشرين ألف ألف دينار، ومن الفرش والآلة والجوهر ما يزيد قيمته على الكل، واستوزر المقتدر
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] «كثير الشيب ... أخذا كثيرا» : ساقط من ص.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ك: «وما زال صوته بالدعاء» .
[7] في ت: «ولم يلي الخلافة قبله» .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص.

(13/60)


جماعة، منهم: أَبُو أَحْمَد العباس بْن الحسن بقي في وزارته أربعة أشهر وسبعة أيام وقتل، وأبو الحسن عَلي بْن مُحَمَّد بْن الفرات بقي ثلاث سنين وثمانية أشهر وثلاثة وعشرين يوما [1] ، ثم قبض عليه وحبس، ثم أعيد إلى الوزارة فبقي سنة وخمسة أشهر وسبعة عشر يوما، [ثم قبض عليه، ثم أعيد دفعه ثالثة فبقي عشرة أشهر وثمانية عشر يوما] [2] ، ثم قبض عليه وقتل.
[واستوزر] [3] بعد مديدة أَبُو عَلي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن يحيى بْن خاقان، بقي سنة وشهرا وخمسة أيام، [وقبض عليه. وبعده] [4] أَبُو الحسن عَلي بْن عيسى بْن داود بْن الجراح بقي ثلاث سنين وعشرة أشهر وثمانية عشر يوما [5] ، وقبض عليه، ثم أعيد فبقي سنة وأربعة أشهر ويومين وقبض عليه، [وبعده] [6] أَبُو مُحَمَّد حامد بْن العباس بقي أربع سنين وعشرة أشهر وأربعة وعشرين يوما، ثم قبض [7] عليه وقتل، [وبعده] [8] أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن يحيى بْن خاقان [9] بقي سنة وستة أشهر ويومين، ثم قبض عليه، [وبعده] أَبُو العباس أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد الخصيب بقي سنة وشهرين وقبض عليه. [وبعده] [10] أَبُو عَلي مُحَمَّد بْن عَلي بْن مقلة بقي سنتين [11] وأربعة أشهر وثلاثة أيام وقبض عليه. [وبعده] [12] أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْن مُحَمَّد الكلواذي [13] بقي
__________
[1] في ص: «وثماني وعشرين يوما» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ت: «وثمانية وعشرين يوما» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] العبارة: «وقبض عليه ... وبعده أبو محمد» . ساقطة من ك.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] في ت: «أبو القاسم محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يحيى بْن خاقان» .
[10] «وقبض عليه وبعده» هذه العبارة ساقطة في ك، وما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[11] في ك: «أبو علي محمد بن مقلة بقي سنة» .
[12] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[13] في ت: «أبو القاسم عبيد بن محمد الكلوذاني» .

(13/61)


شهرين [وثلاثة أيام] [1] وقبض عليه [2] [وبعده] أَبُو الْقَاسِم سليمان بْن الحسن بْن مخلد/ بقي سنة وشهرين وتسعة أيام وقبض عَلَيْهِ [3] [وبعده] أَبُو عَلي الحسين بْن الْقَاسِم بْن عُبَيْد اللَّهِ بقي سبعة أشهر وقبض عَلَيْهِ. [وبعده] أَبُو الفتح الفضل بْن جعفر بْن الفرات بقي خمسة أشهر وتسعة وعشرين يوما [4] وقتل المقتدر باللَّه فاستتر الفضل.
وَكَانَ للمقتدر ستة حجاب، سوسن [مولى المكتفي] [5] ، ثم نصر القشوري، ثم أَحْمَد بْن نصر القشوري، ثم ياقوت، ثم مُحَمَّد وإبراهيم ابنا رائق.
وَكَانَ أطباؤه سنان بْن ثَابِت، وبختيشوع بْن يحيى: ورد المقتدر رسوم الخلافة إلى ما كانت عليه من التوسع في الطعام والوظائف، وفرق في بني هاشم عشرة آلاف دينارا [6] ، وتصدق في سائر الناس بمثلها، وأضعف لبني هاشم [7] أرزاقهم. وفرق [في] [8] يوم التروية ويوم عرفة من البقر [والغنم] [9] ثلاثين ألف رأس، ومن الإبل ألف رأس [10] ، وأطلق أهل الحبوس الذين يجوز إطلاقهم، وأمر مُحَمَّد بْن يُوسُف القاضي أن ينظر في أمور سائر الناس [11] ، وكانت قد بنيت أبنية في الرحبة [12] دخلها في كل شهر ألف دينار [13] فأمر بنقضها ليوسع على المسلمين.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] العبارة: «وبعده أبو القاسم ... وقبض عليه» . ساقطة من ك.
[3] العبارة: «وبعده أبو القاسم سليمان ... وقبض عليه» . ساقطة من ص.
[4] في ص: «خمسة أشهر وعشرين يوما» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ك: خمسة آلاف دينار.
[7] العبارة: «عشرة آلاف دينار ... لبني هاشم» .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[10] في ص: «ومن الإبل ألف رأس» .
[11] في ص، ك، والمطبوعة: «أن ينظر في أمور سائر الناس» .
[12] في ت: «وكان قد بنيت» وفي ك: «وكانت قد بنيت في الرحبة» .
[13] في ك: «دخلها في كل سنة ألف دينار» .

(13/62)


أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر أَحْمَد بْن عَلي، قَالَ: خلع المقتدر في زمان خلافته مرتين وأعيد، فأما المرة الأولى فكانت بعد استخلافه بأربعة أشهر وسبعة أيام، وذلك عند قتل العباس بْن الحسن الوزير وفاتك مولى المعتضد، واجتماع أكثر الناس [ببغداد] [1] على البيعة لأبي العباس عبد الله بْن المعتز ولقبوه المرتضي باللَّه [2] ، وخلع المقتدر واحتجوا في ذلك بصغر سنة وقصوره عن بلوغ الحكم، ونصبوا ابن المعتز يوم السبت لعشر بقين من ربيع الأول سنة ست وتسعين وسلموا عليه بإمرة المؤمنين [3] ثم بايعوا له بالخلافة، ثم فسد الأمر وبطل من الغد وثبت أمر المقتدر باللَّه، وجددت له البيعة الثانية في يوم الاثنين، فظفر بعبد الله بْن المعتز فقتل وقتل جماعة ممن سعى في أمره، والمرة الثانية في الخلع: بعد إحدى وعشرين سنة وشهرين ويومين من خلافته، اجتمع القواد والجند والأكابر والأصاغر مع مؤنس الخادم ونازوك على خلعه فقهروه وخلعوه [4] ، وطالبوه بأن يكتب رقعة بخطه بخلع نفسه، ففعل وأشهد على نفسه بذلك، وأحضروا مُحَمَّد بْن المعتضد [باللَّه] [5] فنصبوه وسموه القاهر باللَّه وسلموا عليه بإمرة المؤمنين، وذلك يوم السبت للنصف من المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمائة، فأقام على ذلك يوم السبت ويوم الأحد، فلما كَانَ يوم الاثنين اختلف الجند وتغير رأيهم ووثب طائفة منهم على نازوك وعبد الله بْن حمدان المكنى بأبي الهيجاء فقتلوهما وأقيم القاهر من مجلس الخلافة وأعيد المقتدر باللَّه إلى داره، وجددت له بيعة، وَكَانَ قد تبرأ من الأمر يومين وبعض الثالث ولم يكن وقع للقاهر بيعة في رقاب الناس.
ذكر طرف من سيرة المقتدر باللَّه
كَانَ سخيا جوادا، وَكَانَ يصرف إلى الحرمين [6] وفي طريقهما في كل سنة ثلاثمائة ألف
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ك، ص: «الراضي باللَّه» .
[3] في ك: «وسلموا عليه بالخلافة» .
[4] في ت: «على خلعة فخلعوه» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ك: «وكان يصرف في الحرمين» .

(13/63)


وخمسة عشر ألفا وأربعمائة [وستة] [1] وعشرين دينارا وَكَانَ يجري على القضاة في الممالك ستة وخمسين ألفا [2] ، وخمسمائة وتسعة وستين دينارا. وَكَانَ يجري على من يتولى الحسبة [3] والمظالم في [جميع البلاد] [4] أربعمائة وثلاثين ألفا [5] وأربعمائة وتسعة وثلاثين دينارا. وعلى أصحاب البريد تسعة وسبعين ألفا وأربعمائة [دينارا] [6] ، وكان يصوم كثيرا، ويتنقل بالصلاة كثيرا [7] ، وَكَانَ في داره عشرة آلاف خادم خصي [8] غير الصقالبة والروم والسودان، وَكَانَ مجمله وافرا [9] ، ولما بعث ملك الروم رسوله زين الدار والبلد وسنذكر ما جرى في سنة خمس وثلاثمائة.
وكان جواهر الأكاسر وغيرهم من الملوك قد صارت إلى بني أمية، ثم صارت إلى السفاح، ثم إلى المنصور، واشترى المهدي [الفص] [10] المعروف بالجبل بثلاثمائة ألف دينار واشترى الرشيد جوهره بألف ألف دينار، ولم يزل الخلفاء يحفظون ذلك إلى أن آلت الخلافة إلى المقتدر، وهناك ما لم ير مثله، وفيه الدرة اليتيمة زنتها ثلاثة مثاقيل [11] ، فبسط فيه المقتدر يده ووهب بعضه لصافي الحرمي ووجه منه إلى وزيره العباس فرده، وَقَالَ: هذا الجوهر عدة الخلافة [12] ولا يصلح أن يفرق [13] ، وكانت زيدان القهرمانة متمكنة من الجوهر، فأخذت سبحة لم ير مثلها وَكَانَ يضرب بها المثل، فيقال: سبحة
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] العبارة: «وأربعمائة وستة وعشرين ... وخمسين ألفا» . ساقط من ص.
[3] في ت: «على من تولى الحسبة» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ك: «جميع البلدان أربعة وثلاثين ألفا» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] «وينتقل بالصلاة كثيرا» : ساقط من ص.
[8] في ك، ت: «في داره أحد عشرة ألف خادم خصي» .
[9] «وكان مجمله وافرا» ، ساقط من ص. وفي ت: «وكان تجمله وافرا» .
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[11] في ت: «الدرة اليتيمة فيها ثلاثة مثاقيل» .
[12] في ك: «عدة الخلافة» .
[13] في ت: «فلا يصح أن يفرق» .

(13/64)


زيدان، فلما وزر عَلي بْن عيسى قَالَ للمقتدر: ما فعلت سبحة جوهر قيمتها ثلاثون ألف دينار [1] أخذت من ابن الجصاص؟ فَقَالَ: في الخزانة فَقَالَ: تطلب، فطلبت فلم توجد فأخرجها من كمه، وَقَالَ: إذا كانت خزانة الجوهر لا تحفظ فما الذي يحفظ؟ وَقَالَ:
عرضت عَلي فاشتريتها، فاشتد ذلك على المقتدر، ثم امتدت يد الخزانة في أيام القاهر والراضي إلى خزائن الجوهر فلم يبق منه شيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور عبد الرحمن بْن مُحَمَّد [الْقَزَّازُ] [2] ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ علي، قال: أخبرنا علي بن المحسن، قال: حدثني أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلي الحسين بْن مُحَمَّد الأنباري، قَالَ: سمعت دلويه الكاتب يحكى عن صافى الحرمي مولى المعتضد [3] ، قَالَ: مشيت يوما بين يدي المعتضد وهو يريد دور الحرم، فلما بلغ إلى باب شغب أم المقتدر وقف يتسمع ويطلع من خلل في الستر، فإذا هو بالمقتدر [4] وله إذ ذاك خمس سنين أو نحوها، وهو جالس وحواليه مقدار عشر وصائف من أقرانه في السن [5] ، وبين يديه طبق فيه عنقود عنب في وقت العنب فِيهِ عزيز جدا، [6] والصبي يأكل عنبة واحدة، ثم يطعم الجماعة عنبة عنبة على الدور حتى إذا بلغ الدور إليه أكل واحدة مثل ما أكلوا حتى فرغ العنقود [7] ، والمعتضد يتميز غيظا [8] فرجع ولم يدخل الدار ورأيته مهموما فقلت [له] : [9] يا مولاي ما سبب ما فعلته وما قد بان عليك؟
فَقَالَ: والله يا صافى [10] ، لولا النار والعار لقتلت هذا الصبي اليوم فإن في قتله صلاحا
__________
[1] في ص: «قيمتها ثلاثمائة ألف دينار» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] «مولى المعتضد» ساقط من ص.
[4] في ص: «فإذا بالمقتدر» . بإسقاط «هو» .
[5] في ت: «وصائف في ستة من أقرانه» .
[6] في ص، والمطبوعة: «في وقت لا يوجد العنب» .
[7] في ص، ك: «حتى فني العنقود» .
[8] في ك: «والمعتضد يتميز من الغيظ» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] في ت: «فقال: يا صافي والله» .

(13/65)


للأمة. [1] فقلت: يا مولاي حاشاه [2] أي شيء؟ أعيذك باللَّه يا مولاي العن إبليس! فَقَالَ: ويحك أنا أبصر بما أقول، أنا رجل قد سست الأمور وأصلحت الدنيا بعد فساد شديد، ولا بدّ من موتي، وأعلم أن الناس بعدي لا يختارون غير ولدي وسيجلسون ابني عليا- يعني المكتفي- وما أظن عمره يطول للعلة التي به- يعني الخنازير التي [كانت] [3] في حلقه- فيتلف عن قريب ولا يرى الناس إخراجها عن ولدي ولا يجدون بعده أكبر من جعفر فيجلسونه وهو [4] صبي، وله من الطبع في السخاء هذا الذي [قد] [5] رأيت [من] [6] أنه يطعم الصبيان [7] مثل ما أكل، وساوى بينه وبينهم في شيء عزيز في العالم، والشح على مثله في طباع الصبيان فتحتوي عليه النساء لقرب عهده بهن، فيقسم ما جمعته من الأموال كما قسم العنب، ويبذر ارتفاع الدنيا ويخرجها وتضيع الثغور وتنتشر الأمور [8] ، وتخرج الخوارج، وتحدث الأسباب التي يكون فيها زوال الملك/ عن بني العباس أصلا! فقلت: يا مولاي بل يبقيك الله حتى ينشأ في حياة منك ويصير كهلا في أيامك ويتأدب بآدابك ويتخلق بخلقك ولا يكون هذا الذي ظننت، فَقَالَ: احفظ عني ما أقول فإنه كما قلت، قال: ومكث يومه مهموما [9] ، وضرب الدهر ضربه، ومات المعتضد، وولي المكتفي، فلم يطل عمره ومات وولي المقتدر فكانت الصورة كما قَالَ المعتضد بعينها، فكنت كلما وقفت على رأس المقتدر ورأيته قد دعا بالأموال فأخرجت إليه وفرقها على الجواري ولعب بها [10] ومحقها ذكرت مولاي
__________
[1] في ت: «في قتله صلاحا لأمة محمد» .
[2] في ك: «يا مولاي حاشا له» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[4] في ت: «فيجدون وهو صبي» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ك، ص، والمطبوعة: «أنه أطعم الصبيان» .
[8] في ت: «ويضيع الثغور، وينتشر الأمور» .
[9] في ص: «ومكث يوما مهموما» .
[10] في ت: «وفرقها على الجواري واللعب بها» . وما أوردناه من ص، وفي ك: سقطت: «ولعب بها» .

(13/66)


المعتضد وبكيت، وكنت يوما واقفا على رأس المعتضد، فَقَالَ: هاتوا فلانا الطيبي- خادم يلي خزانة الطيب [1]- فأحضر فَقَالَ له: كم عندك من الغالية؟ فَقَالَ:
نيف وستون حبا صينيا مما عمله عدة من الخلفاء، قَالَ: فأيها أطيب [2] ؟ قَالَ: ما عمله الواثق، [قَالَ: أحضرنيه] [3] ، فأحضره حبا عظيما تحمله عدة خدم بدهق، ففتح فإذا بغالية قد ابيضت [من التعشيب] [4] ، وجمدت من العتق في نهاية الذكاء، فأعجبت المعتضد وأهوى بيده إلى حوالي عنق الحب، فأخذ من لطاخته شيئا يسيرا من غير أن يشعث رأس الحب وجعله في لحيته، وَقَالَ: ما تسمح نفسي تطريق التشعيث على هذا الحب [5] ، ارفعوه، فرفع فمضت الأيام، فجلس المكتفي يوما وهو خليفة فطلب غالية فاستدعى الخادم وسأله عن الغوالي فأخبره بما كَانَ أخبر به أباه، فاستدعى غالية الواثق فجاءه بالحب بعينه ففتح فاستطابه، وَقَالَ: أخرجوا منه قليلا! فأخرج مقدار ثلاثين أو أربعين درهما فاستعمل منه في الحال ما أراده، ودعا بعتيدة له فجعل الباقي فيها ليستعمله على الأيام، وأمر بالحب فختم بحضرته ورفع، ومضت الأيام وولي المقتدر الخلافة، وجلس يوما مع الجواري، وكنت على رأسه فأراد أن يتطيب فاستدعى الخادم، وسأله فأخبره مثل ما أخبر بِهِ أباه وأخاه [6] ، فَقَالَ: هات الغوالي كلها فأحضرها الحباب كلها فجعل يخرج من كل حب مائة مثقال وخمسين وأقل وأكثر فيقسمه ويفرقه على من بحضرته حتى انتهى إلى حب الواثق فاستطابه فَقَالَ: هاتوا عتيدة حتى نخرج إليها ما نستعمله، فجاءوا بعتيدة فكانت عتيدة المكتفي بعينها، فرأى الحب ناقصا والعتيدة فيها شيء، فَقَالَ: ما السبب في هذا؟ فأخبرته بالخبر على شرحه فأخذ يعجب من بخل الرجلين [7] ، ويضع منهما بذلك، ثم قَالَ: فرقوا الحب بأسره على الجواري!
__________
[1] في ك: «خادما يلي خزانة الطيب» .
[2] في ت: «آتينا بطيب» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ت: «ما تسمع نفسي بالتشعيب على هذا الحب» .
[6] في ك، ص، والمطبوعة: «وسأله فأخبره بما أخبر أباه وأخاه» .
[7] في ك: «فأخذ يتعجب من بخل الرجلين» .

(13/67)


فما زال يخرج أرطالا وأنا أتمزق غيظا وأذكر حديث العنب وكلام المعتضد إلى أن مضى قريب من نصف الحب فقلت له [1] : يا مولاي! هذه الغالية أطيب الغوالي وأعتقها [و] [2] ما لا يعتاض منه، فلو تركت ما بقي منها لنفسك وفرقت من غيرها كَانَ أولى، وجرت دموعي لما ذكرته من كلام المعتضد، فاستحيا مني ورفع الحب فما مضت إلا سنين من خلافته حتى فنيت تلك الغوالي واحتاج إلى عجن غالية [3] بمال عظيم.
أَخْبَرَنَا القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي، قال: أَخْبَرَنَا عَلي بْن أبي البصري، قَالَ: أخبرني أبي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القشوري [4] ، قَالَ: كنت أخدم وأنا حدث في دار نصر [بْن] [5] القشوري المرسومة بالحجبة من دار المقتدر باللَّه، فركب المقتدر [يوما] [6] على غفلة وعبر إلى البستان المعروف بالزبيدية في نفر من الخدم والغلمان، وأنا مشاهد لذلك، وتشاغل أصحاب الموائد والطباخون بحمل الآلات والطعام وتعبيتها في الجون، فأبطأت وعجل هو في طلب الطعام، فقيل له: لم يحمل بعد [7] ، فَقَالَ:
انظروا ما كَانَ! فخرج الخدم كالمتحيرين ليس يجسرون أن يعودوا فيقولوا ما جاء شيء، فسمعهم رئيس الملاحين بالطيار فَقَالَ: إن كَانَ ينشط مولانا لأكل طعام الملاحين [8] ، فمعي ما يكفيه، فمضوا [فقالوا له] [9] فَقَالَ: هاتوا ما معه، فأخرج من تحت صدر الطيار [10] جونة مليحة خيارزة لطيفة، [11] فيها جدي بارد وسكباج مبردة، وبزماورد وإدام [12] وقطعة
__________
[1] «له» : ساقطة من ص.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ت: «واحتاج أن عجن غالية» .
[4] في ت: «أبو منصور المسودي» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ت: «ما حمل بعد» .
[8] «فقال: أن ينشط ... الملاحين» ساقط من ك.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] في ك، ص: «من تخت الصيار» .
[11] خيارزة: غير منقوطة في ت.
[12] في ك: «وسكباج مبردة، وأدام» .

(13/68)


مالح ممقور طيبة [1] ، وأرغفة سميذ جيدة، وكل ذلك لطيف، وإذا هي جونة [2] تعمل في منزله كل يوم، وتحمل إليه فيأكلها في موضعه من الطيار، ويلازم الخدمة، فلما حملت إلى المقتدر استنظفها فأكل منها واستطاب المالح والإدام، فكان أكثر أكله منه، ولحقته الأطعمة من مطبخه، فَقَالَ: ما آكل اليوم إلا من طعام جعفر الملاح! فأتم أكله منه، وأمر بتفرقه طعامه على من حضر، ثم قَالَ: قولوا له هات الحلواء! فَقَالَ: نحن لا نعرف الحلوى! [3] فَقَالَ المقتدر: ما ظننت أن في الدنيا من يأكل طعاما لا حلواء بعده! [4] فَقَالَ الملاح: حلوانا التمر والكسب فإن تشأ [5] أحضرته، فقال: [لا] [6] هذا حلوى صعب لا أطيقه، فأحضرونا من حلوائنا، فأحضرت عدة جامات فأكل ثم قَالَ لصاحب المائدة:
اعمل [في] [7] كل يوم جونة تنفق عليها ما بين عشرة دنانير إلى مائتي درهم وسلمها إلى جعفر الملاح تكون برسم الطيار ابدا فإن ركبت يوما على غفلة كما ركبت اليوم كانت معدة، وإن جاء المغرب ولم أركب كانت لجعفر، قَالَ: فعملت إلى أن قتل المقتدر وَكَانَ جعفر يأخذها فربما حاسب عليها الأيام وأخذها دراهم وما ركب المقتدر بعدها على غفلة ولا احتاج إليها.
أنبأنا مُحَمَّد بْن طاهر، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التنوخي، عن أبيه، قال: حدثني أَبُو الفتح أَحْمَد بْن عَلي بْن هارون قال: قَالَ: حدثني أبي، قَالَ:
كَانَ [ابن] [8] عمي أَبُو الْقَاسِم يُوسُف بْن يحيى بْن عَلي حسن الإقبال محفوظا، وكانت له داية تسمى «نظم» فخدمت السيدة المقتدر وخصصت [9] بها حتى صارت إحدى
__________
[1] في ت: «مالح منفق طيبة» .
[2] «هي» : ساقطة من ص.
[3] في ت: «نحن ما نعرف الحلوى» .
[4] في ت: «يأكل طعاما إلا يأكل حلواء بعده» .
[5] في ص: «تنشط» . وفي ت: «تشط» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] في ت: «أم المقتدر وخصت بها» .

(13/69)


قهارمتها التي تجري على يديها الصغير والكبير فرفعت أبا الْقَاسِم وانتهت به إلى أسنى الأرزاق وأوسع الأحوال، وأخرجت له الصلات حتى تأثلت حاله [بذلك] [1] وصار صاحب عشرات ألوف دنانير، وخلطته بخدمة السيدة، فعزم أَبُو الْقَاسِم على تطهير ابنه فأنفق في وليمته ما لم يسمع بمثله حتى أفردت عدة دور للحيوان، وعدة دور للفاكهة، وأنفق ألوف دنانير وبلغ نظم خبره، فجاءته من عنده السيدة بأموال عظيمة معونة له على التطهير، وحملت له من عندها من الفرش والآنية والثياب [والمخروط] [2] بألوف فلما مضت أيام قالت لها: يا نظم! أيش خبر [3] طهر ابن يُوسُف؟ قالت: يا ستي قد بقيت عليه أشياء يريدها، فقالت: خذي ما تريدين واحمليه إليه، فجاءت نظم إليه فقالت: إن كَانَ [قد] [4] بقى في نفسك شيء [فعرفني] [5] فَقَالَ لها: الطهر غدا ما بقي في نفسي شيء [6] إلا وقد بلغته لك، وقد بقي في نفسي شيء لست أجسر على مسألته، فقالت:
قل ما في نفسك، فإن أمكن وإلا فليس يضرك [7] ، فقال: أشتهى أن أعار القرية [8] الفضية التي عملت لأمير المؤمنين ليراها الناس في داري ويشاهدوا ما لم/ يشاهدوا مثله [9] فيعلموا ما محلي [10] من الاختصاص والعناية، فوجمت وقالت: هذا شيء عمله الخليفة لنفسه! ومقداره عظيم، وفى [هذه] [11] القرية مائتا ألوف [12] دراهم، ولا أحسب جاهي يبلغ إليها، وكيف يستعار من خليفة شيء! أو متى! سمع بخليفة يعير، ولكن أنا
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ك: «كيف خبر» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[6] في ك: «ما بقي في أمري شيء» .
[7] في ص: «وإلا ليس يضرك» .
[8] في ت: أشتهى اعارة القرية» .
[9] «ما لم يشاهدوا» : ساقط من ص.
[10] في ص: «فيعلموا مالي من الاختصاص» .
[11] ما بين المعقوفتين: ساقط ت.
[12] في ص: «مائتي ألف» . وفي ك، والمطبوعة: «مئين ألوف» .

(13/70)


أسأل السيدة في هذا، فإن كَانَ مما يجوز وإلا عرفتك. ومضت فلما كَانَ من الليل جاءتني وقالت: إن إقبالك قد بلغ إلى أن يحب أن تحمد الله عليه! فقلت: ما الخبر؟
فقالت: كل ما تحب! قد جئتك بالقرية هبة لا عارية وجئتك معها بصلة ابتدأ لك بها أمير المؤمنين من غير مسألة أحد، فقلت: ما الخبر؟ قالت: مضيت وأنا منكسرة القلب آيسة من أن يتم هذا، فدخلت على هيئتي تلك على السيدة [1] فقالت: من أين؟ قلت: من عند عبدك يُوسُف، وهو على أن يطهر ابنه غدا، قالت: أراك منكسرة، قلت: ببقائك ما أنا منكسرة، قالت: ففي وجهك حديث، فقلت: خير، قالت: بحياتي ما ذاك؟ قلت: قد شكر ما عومل به [ودعا] [2] وقال: [أبي] [3] كنت أحب أن أتشرف بما لم يتشرف به أحد قبلي [4] ، ليعلم موضعي من الخدمة، قالت: وما هو؟ قلت: يسأل إن يعار القرية ليتجمل بها ويردها من غد فأمسكت، ثم قالت: هذا شيء عمله الخليفة لنفسه كيف يحسن أن يرى في دار غيره؟ وكيف يحسن أن يقال إن الخليفة استعار منه بعض خدمه شيئا ثم استرده منه؟ وهذا فضيحة! كيف [5] يجوز أن أسأله هبتها له لأني لا أدري قد ملها وشبع منها أم لا، فإن كَانَ قد ملها فقيمتها عليه أهون من أن يفكر في ثمنها [6] وإن كَانَ [7] لم يملها لم آمن أن أفجعه بها وسأسبر ما عنده في هذا! ثم دعت بجارية، فقالت:
اعرفوا خبر الخليفة، فقيل لها: هو عند فلانة، فقالت: تعالي معي، فقامت وأنا [معها] وعدة جوار حتى دخلت، وكانت عادته إذا رآها أن يقوم لها قائما ويعانقها ويقبل رأسها ويجلسها معه في دستة، قالت: فحين رآها قام وأجلسها معه، وقال لها: يا ستي- وهكذا كَانَ يخاطبها- ليس هذا من أوقات تفضلك وزيارتك فقالت: ليس من أوقاتي ثم حدثته ساعة، وقالت: يا نظم متى عزم ابنك يُوسُف على تطهير ابنه؟ قلت:
__________
[1] في ص: «هيئتي تلك على السيدة» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ك: «أحب أن أشرف بما لم يشرف» .
[5] في ك، ص: «وليس» .
[6] في ك: «يفكر في هبتها» .
[7] العبارة: «كان قد ملها ... وإن كان» . ساقطة من ص.

(13/71)


غدا يا ستي، فَقَالَ الخليفة: يا ستي إن كَانَ يحتاج إلى شيء آخر أمرت به، فقالت:
هو [1] مستكف داع، ولكن قد التمس شيئا ما أستحسن خطابك فيه، قَالَ: أريد أن أشرف على أهل المملكة كلهم [2] ويرى عندي ما لم ير في العالم مثله! قَالَ: وما هو؟
قالت: يا سيدي يلتمس أن تعيره القرية، فإذا رآها الناس عنده ارتجعت، فقال: يا ستي هذا والله ظريف [3] ، يستعير خادم لنا شيئا، وتكونين أنت شفيعة فأعيره ثم ارتجعه هذا من عمل العوام لا الخلفاء، ولكن إذا كَانَ محله [4] من رأيك هذا حتى قد حملت على نفسك بخطابي فيه وتجشمت زيارتي وأنا أعلم أنه ليس من أوقات زيارتك، فقد وهبت له القرية فمري بحملها بجميع آلاتها [إليه] [5] وقد رأيت أن أشرفه بشيء آخر، قالت:
وما هو؟ قَالَ يحمل إليه غدا جميع وظائفنا ولا يطبخ لنا شيء البتة، بل يوفر عليه ويؤخذ لنا سمك [6] طري فقط، فأمرت بنقل القرية وقالت: [قولي] [7] ليوسف ما تصنع بالوظيفة؟ فَقَالَ والله ما أحتاج إلى ملح إلا وقد حصلته، فإن حملت إلي لم أنتفع بها! فخذي لي ثمنها من الوكلاء، فأخذت وَكَانَ مبلغ ذلك ألف وستمائة دينار [8] وهي وظيفة كل يوم، وقالت اقتصر الخليفة لأجلك اليوم على السمك فاشترى له سمك بثلاثمائة دينار، وكانت القرية على صفة قرية مثال البقر والغنم والجمال والجواميس والأشجار والنبات والمساحي والناس وكل ما يكون في القرى.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2015- إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن نوح بْن عبد الله، أَبُو إسحاق المزكي الحافظ الزاهد [9] :
إمام عصره بنيسابور في معرفة الحديث والرجال والعلل، وسمع خلقا كثيرا،
__________
[1] «هو» : ساقط من ص.
[2] «كلهم» : ساقط من ص.
[3] في ك، ص، والمطبوعة: «يا ستي والله هذه ظريفة» .
[4] في ص: «ولكن إذا جاز محله» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ت: «ويصنع لنا سمك» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ص: «وخمسمائة دينار» .
[9] في ك: «أبو إسحاق المكنى بالحافظ» . وانظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 105) .

(13/72)


ودخل على أَحْمَد بْن حنبل، وذاكره وَكَانَ مجلسه مهيبا، وقيل: إنه كَانَ مجاب الدعوة، وَكَانَ لا يملك من الدنيا إلا الدار التي يسكنها، وحانوتا يستغل منه كل شهر [1] سبعة عشر درهما يتقوت بها، ولا يقبل من أحد شيئا. وَكَانَ يشتري له الجزر، فيطبخ بالخل فيتأدم به طول الشتاء. وَكَانَ يقول: خالف الناس الأسود بْن يزيد في زوج بريرة، فقال: انه كان حرا وَقَالَ الناس: إنه كَانَ عبدا. وَقَالَ: كل من روى عنه رجلان من أهل العلم ارتفعت عنه الجهالة، وكل من لا يروى عنه إلا رجل واحد فهو مجهول. وَقَالَ أَبُو على الحسين بْن عَلي الحافظ: لم تر عيناي مثل إبراهيم بْن مُحَمَّد.
وتوفي في رجب هذه السنة.
2016- أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الحسين النوري [2] :
وقد قيل إنه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد والأول أصح. وَكَانَ يعرف بابن الْبَغَوِيّ، [وَكَانَ] [3] أصله من خراسان من ناحية بغ. حدث عن سري السقطي.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن على بن ثابت، حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن عَلِيّ، قَالَ: سمعت عَلِيّ بْن عَبْد الله بن جهضم، يقول: حدثني عبد الكريم بْن أَحْمَد البيع قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْمَد المغازلي: ما رأيت أحدا قط أعبد من النوري، فقيل: ولا جنيد؟ قَالَ: ولا جنيد.
قَالَ عبد الكريم: ثم حدثني أَبُو جعفر الفرغاني، قَالَ: مكث أَبُو الحسين النوري عشرين سنة يأخذ من بيته رغيفين ويخرج ليمضي إلى السوق فيتصدق بالرغيفين ويدخل المسجد فلا يزال يركع حتى يجيء وقت سوقه فإذا جاء الوقت مضى إلى السوق فيظن أستاذه أنه قد تغدى في منزله ومن في بيته عندهم انه قد أخذ معه غداءه وهو صائم.
__________
[1] في ت: «وحانوتا يستغل منه» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 130- 136، طبقات الصوفية 164- 169، وحلية الأولياء 10/ 249- 255، وصفة الصفوة 2/ 249، والرسالة القشيرية 16، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 148، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 102، والبداية والنهاية 11/ 106، وسير أعلام النبلاء 9/ 2/ 156- 158، واللباب 3/ 243، والكواكب الدرية 1/ 194- 196، وطبقات الأولياء 15) .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/73)


وَقَالَ أَبُو الحسن القناد [1] : مات النوري في مسجد الشونيزية جالسا متقنعا، فبقي أربعة أيام لم يعلم بموته أحد.
2017- إسماعيل بْن أَحْمَد بْن أسد [بْن نوح] [2] بْن سامان. [3] :
من ملوك السامانية، وهم أرباب الولايات بسمرقند والشاش وفرغانة وتلك البلاد.
وظفر إسماعيل بعمرو بْن الليث الصفار الخارجي، فبعث به إلى المعتضد، فكتب المعتضد عهد إسماعيل على خراسان، وبعث إليه الخلع ولما انتهت الخلافة إلى المكتفي باللَّه كتب لَهُ، عهد [إسماعيل وولاه] [4] من الري إلى ما وراء النهر إلى بلاد الترك وبنى إسماعيل ربطا في المفاوز، يسع كل رباط [5] منها ألف فارس، ووقف عليها وقوفا وورد إلى بلاده جيش عظيم من كبار الترك [6] ، فيه ألف وسبعمائة قبة، ولا تكون القبة التركية إلا لرئيس ومتقدم، فوجه إسماعيل أحد قواده لقتالهم، فوافاهم [7] وهم غارون، فقتل منهم خلقا [كثيرا] [8] ، واستباح عسكرهم وانصرف المسلمون غانمين.
وَكَانَ طاهر بْن مُحَمَّد بْن عمرو بْن الليث قد استولى على فارس، بعد أن أسر جده عمرو بْن الليث، فأنفذ المعتضد مولاه بدرا لقتاله، فبعث طاهر إلى إسماعيل يسأله التوسط بينه وبين الخليفة ليقره على بلاده ويقاطعه على مال، وأهدى/ إلى إسماعيل هدايا من جملتها ثلاث عشرة جوهرة، وزن كل جوهرة ما بين سبعة مثاقيل إلى العشرة، بعضها أحمر وبعضها أزرق فقومت بمائة ألف دينار، فكتب إسماعيل إلى المعتضد
__________
[1] في ص: «أبو الحسين القناد» . وفي ك، ت: «أبو الحسن الخلال» . وما أوردناه يوافق ما في تاريخ بغداد (5/ 136) .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] انظر ترجمته في: (الأعلام 1/ 308. وابن خلدون 4/ 334. واللباب 1/ 523. والكامل لابن الأثير 8/ 2. وشذرات الذهب 2/ 219، 191) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[5] في ت: «يسع الرباط» .
[6] في ت: «من كفار الترك» .
[7] «فوافاهم» : ساقط من ص.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص.

(13/74)


فشفع [1] فيه ويخبره بحال الهدية ويسأله في قبولها [2] : فأجابه: لو أنفذ إليك كل عامل لأمير المؤمنين أمثال هذا لكان مما يسره [3] ، وشفعه في طاهر [4] .
وتوفي إسماعيل في صفر هذه السنة في خلافة المكتفي، فلما بلغه الخبر تمثل المكتفي بقول أبي نواس.
لن يخلف الدهر مثلهم أبدا ... هيهات هيهات شأنهم عجب
2018- الحسن بْن عَلي بْن شبيب، أَبُو عَلي المعمري [5] الحافظ:
رحل في طلب العلم إلى البصرة والكوفة والشام ومصر. وسمع هدبة، وابن المديني، ويحيى في خلق كثير. روى عنه ابن صاعد، وابن مخلد، والنجاد، والخلدي. وكان من أوعية العلم وله حفظ وفهم، وَقَالَ الدارقطني: صدوق حافظ [6] .
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت] [7] ، قال: قرأت على الحسن بْن أبي بكر، عن أَحْمَد بْن كامل القاضي، قَالَ: مات أَبُو عَلي المعمري في ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين، ودفن يوم
__________
[1] في ت: «إلى المعتضد يشفع» .
[2] في ت، ك: «ويستأذنه في قبولها» .
[3] في ت: «أمثال هذا المقدار كان مما يسره» .
[4] «في طاهر» : ساقط من ص.
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 369. وتذكرة الحفاظ 2/ 216. والأعلام 2/ 200. وشذرات الذهب 2/ 218، واللباب 3/ 236، والعبرة/ 101، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 201، وميزان الاعتدال 1/ 504، ولسان الميزان 2/ 221، 225، وسؤالات حمزة للدارقطنيّ 251، وسؤالات الحاكم للدارقطنيّ 78) .
[6] في سؤالات الحاكم للدارقطنيّ ترجمة (78) : «الحسن بن علي بن شبيب المعمري، صدوق عندي حافظا، وأما موسى بن هارون فجرحه وكانت بينهما عداوة، وكان أنكر عليه أحاديث أخرج أصوله العتق بها، ثم ترك روايتهما ... » .
وفي سؤالات حمزة للدارقطنيّ ترجمة (251) : «وسئل الدارقطنيّ عن المعمري وموسى بن هارون؟
فقال: موسى أوثق وأثبت ولا يدلس، ولم ينكر عليه شيء» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/75)


الجمعة بعد صلاة العصر على الطريق عند مقابر البرامكة بباب البردان. وَكَانَ في الحديث وجمعه وتصنيفه إماما ربانيا، وقد شد أسنانه بالذهب [1] .
قَالَ: وقيل: بلغ اثنتين وثمانين سنة، وَكَانَ قديما يكنى أبا الْقَاسِم [2] ، ثم اكتنى يأبى عَلي، وقد كَانَ ولي القضاء [للبرتي] [3] على البصرة وأعمالها، وقيل له:
«المعمري» بأمه أم الحسن بنت سُفْيَان بْن أبي سفيان [4] صاحب معمر بْن راشد.
2019- عبد الله بْن الحسن بْن أَحْمَد بْن أبي شعيب [5] .
واسم أبي شعيب عبد الله بْن مسلم، وكنية عبد الله أَبُو شعيب [الأموي] [6] الْحَرَّانِيّ المؤدب المحدث ابن المحدث ابن المحدث [7] ولد سنة ست ومائتين، وسمع جده، وأباه، وعفان بْن مسلم، وأبا خيثمة. روى عنه ابن مخلد، والمحاملي. وَكَانَ صدوقا ثقة مأمونا. توفي في ذي الحجة من هذه السنة ببغداد، وَكَانَ قد استوطنها.
2020- عبد الله بْن مُحَمَّد [8] بْن عَلي بْن جعفر بْن ميمون بْن الزُّبَيْر، أَبُو عَلي البلخي:
سمع قتيبة، وعلي بْن حجر، روى عنه ابن مخلد، وأبو بكر الشافعي، وكان أحد أئمة [أهل] [9] الحديث حفظا وإتقانا وثقة وإكثارا وله كتب مصنفة في التواريخ والعلل، وتوفي ببلخ في هذه السنة.
__________
[1] في ت: وكان قد اشتد أسنانه بالذهب» .
[2] في ك: «يكنى بأبي القاسم» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ت: «أم الحسن أم أبي سفيان» . وفي ص، ك: «أم الحسن بنت أبي سفيان» . وما أوردناه من تاريخ بغداد (7/ 369) .
[5] انظر ترجمته في: (العبر 2/ 101. والأعلام 4/ 87. وتاريخ بغداد 9/ 435- 437. وشذرات الذهب 2/ 218، 219) .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[7] «ابن المحدث، ابن المحدث» . ساقط من ك.
[8] من مصنفاته: «كتاب العلل» وكتاب التاريخ» . انظر ترجمته في: (تذكرة الحفاظ 2/ 233. والأعلام 4/ 118. وتاريخ بغداد 10/ 93. وشذرات الذهب 2/ 219) .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/76)


2021- علي المكتفي باللَّه ابن المعتضد [1] [باللَّه:
توفي ببغداد ليلة الأحد مع المغرب [2] لاثنتي عشرة خلت من ذي القعدة من هذه السنة. وَقَالَ الصولي: توفي بين الظهر والعصر يوم السبت] [3] ودفن في دار مُحَمَّد [بْن عبد الله] [4] بْن طاهر، وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة غير شهر، وقيل: ابن ثلاث وثلاثين سنة [ويوم] [5] وكانت خلافته ست سنين وستة أشهر وتسعة عشر يوما [6] ، ولما احتضر قَالَ له وزيره: ادع بألف ألف دينار ففرقها في أمهات أولادك [7] فإن المسلمين يجعلونك [8] منها في حل لما وفرت عليهم من أموالهم، فقال: والله لا فعلت ذلك حسبي ما احتقبت ولى عند صافي والداية ستمائة ألف دينار جمعتها منذ كنت صبيا [9] تفرق عليهن، فأنها تكفيهن، وأدخل عليه القضاة والخواص وأوصى بالخلافة لأخيه جعفر.
2022- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نصر، أَبُو جعفر الفقيه الترمذي [10] الشافعي:
ولد في ذي الحجة سنة مائتين، سكن بغداد وحدث بِهَا عن يحيى بْن بكير المصري وغيره. وَكَانَ من أهل العلم والزهد، قَالَ الدارقطني: هو ثقة مأمون ناسك.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدِ] [11] الْقَزَّازِ قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت،
__________
[1] انظر ترجمته في: (شذرات الذهب 2/ 219) .
[2] «مع المغرب» : ساقط من ص.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ت: «وسبعة عشر يوما» .
[7] في ت: «وفرقها على أمهات أولادك» .
[8] في ك، ص، والمطبوعة: «والمسلمون يجعلونك» .
[9] في ت: «جمعتها مذ كنت صبيا» .
[10] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 365. وشذرات الذهب 2/ 220 وفيه: «محمد بن أحمد بن جعفر الإمام أبو جعفر الترمذي الفقيه كبير الشافعية. ووفيات الأعيان 4/ 195، 196. وطبقات الشيرازي 105. والوافي بالوفيات 2/ 70. وطبقات السبكي 1/ 288. والعبر 2/ 103)
[11] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/77)


قَالَ: قرأت على الحسن بْن أبي بكر، عن أَحْمَد بْن كامل القاضي، قَالَ: توفي أَبُو جعفر الترمذي لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وتسعين، وَكَانَ قد اختلط في آخر عمره اختلاطا عظيما ولم يكن للشافعية فقيه بالعراق أرأس [1] منه، ولا أشد ورعا وكان [2] من التقلل على حالة عظيمة يعني فِي المطعم فقرا وورعا وصبرا على الفقر [3] . وَكَانَ لا يسأل أحدا شيئا.
وأخبرني إبراهيم بْن السري الزجاج: أنه كَانَ يجري عليه أربعة دراهم في الشهر.
__________
[1] في ت: «وما كان الشافعيّ بالعراق أرأس منه» .
[2] «وكان» : ساقط من ك.
[3] في ك، ص، والمطبوعة: «من التقلل في المطعم على حالة عظيمة فقرا صبرا على الفقر» .

(13/78)


ثم دخلت سنة ست وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
اجتماع جماعة القواد [1] والكتاب والقضاة على خلع المقتدر [باللَّه] ، [2] وتناظرهم فيمن يجعل مكانه، فاجتمع رأيهم على عبد الله بْن المعتز، فأجابهم [إلى ذلك] [3] على أن لا يكون في ذلك سفك دم، فأخبروه أن الأمر يسلم إليه عفوا [4] ، وأن جميع من وراءهم من القواد والجند قد رضوا به، فبايعهم على ذلك، فأصبحوا وقد خلعوا المقتدر [باللَّه] [5] ، وبايعوا ابن المعتز.
ذكر ثَابِت بْن سنان في تاريخه، قَالَ: كانت فتنة [عبد الله] [6] بْن المعتز [باللَّه] [7] في شهر ربيع الأول، لأن التدبير وقع من مُحَمَّد بْن داود بْن الجراح مع الحسين بْن حمدان على إزالة المقتدر [باللَّه] [8] ، ونصب ابن المعتز [باللَّه] [9] ، فواطأ على ذلك
__________
[1] في ك: «اجتماع القواد» بإسقاط «جماعة» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ك: «يسلم إليك عفوا» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/79)


جماعة من الكتاب والقواد والقضاة، فلما كَانَ يوم السبت لعشر بقين من ربيع الأول أوقع الحسين بْن حمدان بالوزير [أبي] [1] أَحْمَد العباس، وهو على دابته عند انصرافه من دار الخلافة فقتله، وَكَانَ إلى جانبه فاتك المعتضدي يسايره، فصاح بالحسين منكرا عليه، فعطف عليه الحسين فقتله، ووقع الاضطراب وركض الحسين بْن حمدان قاصدا [2] إلى الحلبة مقدرا أن يفتك بالمقتدر [باللَّه] [3] لأنه كَانَ قد عرف أنه قد خرج إليها ليضرب بالصوالجة، فلما سمع المقتدر الضجة بادر بالدخول إلى داره فأغلقت الأبواب، فانصرف الحسين إلى الدار بالمخرم المعروفة بسليمان بْن وهب، وبعث إلى عبد الله بْن المعتز يعرفه تمام الأمر وانتظامه، فنزل عبد الله بْن المعتز من دار إبراهيم بْن أَحْمَد المادرائي [4] الراكبة للصراة ودجلة [5] ، وعبر إلى دار المخرم، وحضر القواد والجند والقضاة ووجوه أهل بغداد سوى أبي الحسن بْن الفرات، وخواص المقتدر، فبايعوا عبد الله، وخوطب بالخلافة ولقب بالمرتضي باللَّه. وَقَالَ الصولي: المنتصف باللَّه [6] واستوزر أبا عبد الله مُحَمَّد بن داود [الجراح] [7] ، ووجه إلى المقتدر يأمره بالانصراف إلى دار عَبْد اللَّه بْن طاهر لينتقل [هو] إلى دار الخلافة فأجاب بالسمع [8] والطاعة، وعاد الحسين بْن حمدان من غد إلى دار الخلافة، فقاتله من فيها من الخدم والغلمان، ودفعوه فانصرف، فحمل [ما قدر عليه من] [9] ماله ومتاعه وحرمه، وسار إلى الموصل، فقالت الجماعة الذين سمعوا رسالة ابن المعتز [باللَّه] [10] إلى المقتدر بالانصراف إلى دار
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] «قاصدا» : ساقطة من ك.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ك: «إبراهيم بن أحمد البادرائي» .
[5] في ت: «للفرات ودجلة» .
[6] العبارة: «ولقب بالمرتضي ... » إلى: « ... المنتصف باللَّه» : ساقطة من ك.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص.
[8] في ص، ك: فأجيب بالسمع.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/80)


ابن طاهر، يا قوم نسلم أنفسنا هكذا! لولا نتجرد فيما قد أظلنا لعل الله تعالى يكشفه عنا فلبسوا الجواشن، وأصعدوا إلى المخرم، فهرب الناس من بين أيديهم، وخرج ابن المعتز قاصدا سرمن رأى ليتم هناك أمره، فلم يتبعه أحد فدخل إلى دار أبي عبد الله [بْن] الجصاص، واستجار به، ووقع النهب والغارة ببغداد، ووجه المقتدر [باللَّه] فقبض على أصحاب ابن المعتز [باللَّه] [1] واعتقلهم وقتل أكثرهم.
وفى ربيع الأول قلد المقتدر [باللَّه] [2] أبا الحسن عَلي بْن مُحَمَّد بْن الفرات الوزارة، فجدد البيعة للمقتدر، وجاء خادم لابن الجصاص إلى صافي الحرمي فأخبره بأن ابن المعتز في دارهم، فأنفذ المقتدر صافيا في جماعة فكبس الدار وحمل ابن المعتز وابن الجصاص فقرر على ابن الجصاص مال، [فأداه وانصرف.
وظهر موت] [3] ابن المعتز في دار السلطان [4] لليلتين خلتا من ربيع الآخر/، وأخرجه مؤنس إلى منزله ملفوفا فسلمه إلى أهله، فدفنوه في خراب بإزاء داره، وتلطف ابن الفرات في أمر الحسين بْن حمدان حتى رضي عنه وعرف المقتدر أنه متى عاقب جميع من دخل في أمر ابن المعتز فسدت النيات، فأمر بتغريق الجرائد في دجلة فكثر الشاكرون له. ولا يعرف خليفة [5] خلع ثم أعيد سوى اثنين: الأمين، والمقتدر [باللَّه] [6] .
وفى يوم السبت لأربع بقين من ربيع الأول سقط ببغداد الثلج من غدوة إلى قرب صلاة العصر حتى صار في السطوح والدروب منه. [نحو] [7] أربع أصابع.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ت: «وأخذ ابن المعتز فقتل في دار السلطان» .
[5] في ت: ولا نعرف خليفة.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/81)


وفى أواخر ربيع الأول [1] سلم جماعة [2] ممن بايع لابن المعتز إلى مؤنس الخادم، فمنهم من قتل، ومنهم من فدى نفسه.
وللنصف من شعبان [3] خلع على مؤنس الخادم، وأمر بالشخوص إلى طرسوس لغزو الروم فخرج.
وفى هذه السنة أمر المقتدر أن لا يستعان بأحد من اليهود والنصارى، فألزموا بيوتهم وأخذوا بلبس العسلي والرقاع من خلف ومن قدام وأن تكون ركبهم خشبا [4] .
وحج بالناس في هذه السنة الفضل بْن عبد الملك [5] ، ورجع كثير من الحاج لقلة الماء وإبطاء المطر، وخرج الناس للاستسقاء.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2023- أحمد بن محمد بن زكريا بْن أبي عتاب، أَبُو بكر البغدادي الحافظ [6] :
ويعرف بأخي ميمون. حدث عن نصر بْن عَلي الجهضمي، وغيره وَكَانَ حافظا [7] . روى عنه الطبراني، وَكَانَ يمتنع من أن يحدث فحفظت عنه أحاديث في المذاكرة. وتوفي في مصر في شوال هذه السنة.
2024- إبراهيم بْن هارون بْن سهل:
قاضى سرقسطة، وهي من أقصى ثغور الأندلس، توفي في هذه السنة.
__________
[1] في ت: «في أواخر ربيع الآخر» .
[2] وهم: «محمد بن يوسف القاضي، ومحمد بن عمرويه، وأبو المثنى، وابن الجصاص، والأزرق كاتب الجيش» (تاريخ الطبري 10/ 141) .
[3] في ص، والمطبوعة: «وللنصف من شوال» والتصحيح من ت، ص، وتاريخ الطبري (10/ 142) .
[4] «ومن قدام وأن تكون ركبهم خشبا» ساقط من ك.
[5] في ت: «الفضل بن عبد الله» ، وما أوردناه عن باقي الأصول، وتاريخ الطبري (10/ 142) . والكامل لابن الأثير (6/ 464) ، والبداية والنهاية (11/ 108) .
[6] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 108، وتاريخ بغداد 5/ 8) .
[7] «وكان حافظا» : ساقطة من ص.

(13/82)


2025- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هانئ، أَبُو بكر الطائي الأثرم [1] .
سمع عفان بْن مسلم، وأبا الوليد، والقعنبي، وأبا نعيم، وخلقا كثيرا. وله كتب مصنفة منها: «علل الحديث» «والناسخ والمنسوخ» في الحديث. ومن تأمل كلامه استدل على غزارة علمه، وكان يحيى بن معين يقول عنه لقوة حفظه: كَانَ أحد أبوي الأثرم جنيا. وَقَالَ إبراهيم الأصبهاني: الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن.
وصحب أَحْمَد بْن حنبل، وأقبل على مذهبه مشتغلا به عن غيره. وأصله من بلد إسكاف وهناك مات.
2026- إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن أبي الشيوخ، أَبُو إسحاق الآدمي [2] :
حدث عن أبي همام السكوني وغيره [3] .
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور [القزاز] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن ثَابِت، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، قال: قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع قَالَ:
مات أَبُو إسحاق إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن أبي الشيوخ الآدمي بعد الأضحى بيومين، سنة ست وتسعين ومائتين في يوم جمعة. كتب الناس عنه ووثقوه، وَكَانَ قد شهد ثم امتنع بعد ذلك فترك الشهادة.
2027- الحسن بْن عبد الوهاب بْن أبي العنبر، أَبُو مُحَمَّد. [4]
حدث عن حفص بْن عمر السياري وغيره، روى عنه أبو عمرو بن السماك. وَكَانَ ثقة دينا مشهورا بالخير والسنة. كتب الناس عنه ووثقوه.
وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
2028- الحسن بن علي بن الوليد، أَبُو جعفر الفارسي الفسوي [5] :
ولد سنة اثنتين ومائتين، وسكن بغداد وحدث بها، عن علي بن الجعد وغيره.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 110، والبداية والنهاية 11/ 108، تذكرة الحفاظ 570)
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 154) .
[3] «وغيره» : ساقطة من ص.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 339) .
[5] «الفسوي» : ساقط من ص. وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 372) .

(13/83)


روى عنه أَبُو بكر الشافعي، وأبو عَلي بن الصواف. وذكره الدارقطني، فقال: لا بأس به، وتوفي في هذه السنة. وقيل في سنة تسعين.
2029- خلف بْن عمرو بْن عبد الرحمن بْن عيسى، أَبُو مُحَمَّد العكبري [1] .
سمع الحميدي وسعيد بن منصور، روى عنه الخلدي والخطبيّ. وقال الدارقطني: كَانَ ثقة. وَقَالَ ابن المنادى: كَانَ واسع الجاه عريض الستر ثقة.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قال: أخبرنا أحمد بن على، قال: أخبرنا عَلي بْن الحسين صاحب العباس، حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي عَلي الدقاق [2] ، أنه سمع عبد الله بْن مُحَمَّد بْن شهاب، قَالَ. مات خلف بْن عمرو العكبري سنة ست وتسعين ومائتين، وَكَانَ له ثلاثون خاتما وثلاثون عكازا، يلبس كل يوم خاتما وعكازا طول شهره، فإذا جاء الشهر المقبل [3] استأنف لبسها [4] ، وَكَانَ له سوط معلق، فقلت [5] له: ما هذا؟ فَقَالَ: ما روي [6] علق سوطك يرهبك عيالك. وَكَانَ ظريفا، توفي بعكبرا.
2030- عبد الله بْن المعتز [باللَّه] [7] :
واسم المعتز مُحَمَّد بْن جعفر المتوكل، ويكنى عبد الله أبا العباس. ولد في شعبان سنة سبع وأربعين ومائتين، وكان غزير الأدب، بارعا في الفضل، مليح الشعر. سمع
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 331، وشذرات الذهب 2/ 225، وسؤالات الحاكم للدارقطنيّ 96، والعبر 2/ 106) .
[2] في ك: «إبراهيم بن علي الرقاق» . وفي ص: «إبراهيم بن علي الدقاق» . وما أوردناه من ت وتاريخ بغداد.
[3] في ت، ك: «الشهر القابل» .
[4] في ت: «استأنف لبسهما» .
[5] في ك: «فقيل له» .
[6] «ما روي» : ساقط من ص.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وعبد الله بن المعتز انظر ترجمته في: (شذرات الذهب 2/ 221- 224. ووفيات الأعيان 3/ 76- 80. وتاريخ بغداد 10/ 95، والأغاني 10/ 286. وأشعار أولاد الخلفاء 107، 296. والعبر 2/ 104. ومعاهد التنصيص 2/ 38. وفوات الوفيات 1/ 505) .

(13/84)


المبرد وثعلبا وغيرهما وله كلام في الحكمة عجيب [1] ، كَانَ يقول: «أنفاس الحي خطاه إلى أجله» . «ربما أورد الطمع ولم يصدر» ، «ربما شرق شارب الماء قبل ريه» ، «من تجاوز الكفاف لم يغنه الإكثار» ، و «كلما عظم قدر المنافس فيه عظمت الفجيعة به» ، و «من أرحله الحرص [2] أنضاه الطلب» ، و «الحظ يأتي من لا يأتيه» ، «وأشقى الناس أقربهم من السلطان كما أن أقرب الأشياء إلى النار أسرعها احتراقا» [3] ، و «من شارك السلطان في عز الدنيا شاركه في ذل الآخرة» ، «أهل الدنيا ركب يسار بهم وهم نيام» ، «الحرص ينقص من قدر الإنسان ولا يزيد في حظه» ، «يشفيك من الحاسد إنه يغتنم وقت سرورك» ، «الفرصة سريعة الفوت بعيدة العود» [4] ، «الجود حارس الأعراض» ، «الأسرار إذا كثر خزانها ازدادت ضياعا» ، «البلاغة بلوغ المعنى» [ولما يطل سفر الكلام [5]] ، «ذل العزل يضحك من تيه الولاية» ، «الجزع أتعب من الصبر» ، «تركة الميت عزاء للورثة عنه» [6] ، «لا تشن [7] أوجه العفو بالتقريع» ، [8] [ «من أظهر عداوتك فقد أنذرك» .
أخبرنا القزاز، قال، أخبرنا أحمد بن علي بْن ثَابِت، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن الحسين العكبريّ، قال: حدثنا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن يحيى المقرئ، قَالَ: حدثني عثمان بْن عيسى بْن [هارون [9]] الهاشمي، قَالَ: كنت عند عَبْد اللَّه بْن المعتز [10] ، وَكَانَ قد كتب أَبُو أَحْمَد بن المنجم إلى [أخيه] [11] أبي القاسم
__________
[1] «عجيب» : ساقط من ص.
[2] في ك: «ومن ارتحله الحرص» .
[3] في ك: «أسرعها إلى الاحتراق» .
[4] في ت: بطيئة العود.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] «عنه» ساقط من ص.
[7] في ت: «لا تشر» .
[8] من هنا إلى الحاشية رقم 6 في الصفحة التالية ساقط من ص.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] في ت: «كتب عند عبد الله بن المعتز» وفي ص، ك: «كنت عند ابن المعتز» .
[11] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، وأضافها محقق المطبوعة من تاريخ بغداد.

(13/85)


رقعة يدعوه فيها، فغلط الرسول فجاء فأعطاها ابن المعتز [باللَّه] [1] وأنا عنده، فقرأها وعلم أنها ليست إليه، فقلبها وكتب:
دعاني الرسول ولم تدعني ... ولكن لعلي أَبُو الْقَاسِم
فأخذ الرسول الرقعة ومضى وعاد عن قريب وإذا فيها مكتوب:
أيا سيدا [2] قد غدا مفخرا ... لهاشم [3] إذ هو من هاشم
تفضل وصدق خطاء الرسول ... تفضل مولى على خادم
فما أن تطاق إذا ما جددت ... وعزلك كالشهد للطاعم [4]
فدى [لك] [5] من كل ما تتقيه ... أَبُو أَحْمَد وأبو الْقَاسِم
قَالَ: فقام ومضى إليه] [6] .
وَقَالَ أَبُو بكر الصولي: اعتل عبد الله بْن المعتز فأتاه أبوه عائدا، وَقَالَ: ما عراك يا بنى فأنشأ يقول:
أيها العاذلون لا تعذلوني [7] ... وانظروا حسن وجهها تعذروني
وانظروا هل ترون أحسن منها ... إن رأيتم شبيهها فاعذلوني
بي جنون الهوى وما بي جنون ... وجنون الهوى جنون الجنون [8]
قَالَ: فتتبع أبوه الحال حتى وقع [9] عليها فابتاع الجارية [10] التي شغف بها بسبعة آلاف دينار ووجهها إليه.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ت: «أيا سيدا» مكررة.
[3] في ت: «تفتخر بهاشم» .
[4] في المطبوعة، وتاريخ بغداد (10/ 97) وهز.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] إلى هنا انتهى السقط المشار إليه في الحاشية 8 من الصفحة السابقة.
[7] في ت: «أيها العاذلون لا تعتذلوني» .
[8] هذا البيت ساقط من ص.
[9] في ص: «وقف عليها» .
[10] في ت: وابتاع الجارية» .

(13/86)


[وله:
إن الذين بخير كنت تذكرهم ... قضوا عليك وعنهم كنت أنهاكا
لا تطلبن حياة عند غيرهم ... فليس يحييك إلا من توفاكا] [1]
[ومن شعره الرائق: [2]
قل لغصن البان الذي قد ثني [3] ... تحت بدر الدجى وفوق النقا
رمت كتمان ما بقلبي فنمت ... زفرات تغشى حديث الهوا
ودموع تقول في الخد يا من ... يتباكى كذا يكون البكا
ليس للناس موضع [4] / في فؤادي ... زاد فيه هواك حتى امتلا [5]
ليت ليلا على الصراة طويلا ... لليال من سرمن را الفداء
أين مسك بمن حماه وبخور ... من بخار وصفرة من قذا
وله: [6]
من لي بقلب صيغ من صخرة ... في جسد من لؤلؤ رطب
جرحت خديه بلحظي فما ... برحت حتى اقتص من قلبي] [7]
[وله] [8]
بليت بخلان [9] هذا الزمان ... فأقللت بالهجر منهم نصيبي
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[2] في ت: «ومن شعره أيضا» .
[3] في ت: «قل لغصن البان يتثنى» .
[4] في ت: «ليس في الناس» .
[5] في ك، والمطبوعة: «زاد فيه هواك جفني امتلا» .
[6] في ك، والمطبوعة: «وقال أيضا» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ص.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] في ص، ك، والمطبوعة: «بلون أخلاء» .

(13/87)


وكلهم إن تصفحتهم [1] ... صديق العيان عدو المغيب
وله:
بحياتي يا حياتي ... اشربي الكأس وهاتي [2]
قبل أن يفجعنا ... الدهر ببين وشتات
لا تخونيني إذا مت ... وقامت بي نعاتي
إنما الوافي بعهدي ... من وفى بعد وفاتي
وله:
سابق إلى مالك وارثه ... ما المرء في الدنيا بلباث
كم صامت يخنق أكياسه ... قد صاح في ميزان ميراث
وله أيضا:
يا ذا الغنى والسطوة القاهرة ... والدولة الناهية الآمرة
ويا شياطين بني آدم [3] ... ويا عبيد الشهوة الفاجرة
انتظروا الدنيا فقد أقربت ... وعن قليل تلد الآخرة
وله أيضا:
أترى الجيرة الذين تداعوا ... عند سير الحبيب قبل الزوال [4]
علموا إنني مقيم وقلبي ... راحل معهم أمام الجمال
مثل صاع العزيز في أرحل القوم ... ولا يعلمون ما في الرحال
ما أعز المعشوق ما أهون العاشق ... ما اقتل الهوى للرجال
وله:
يا نفس صبرا وإلا فاهلكي جزعا ... إن الزمان على ما تكرهين بني
__________
[1] في ت: تصفحته.
[2] في ص: «يا نفس هاتي توبة قبل الممات» .
[3] شطر هذا البيت مكرر في ت.
[4] هذا البيت ساقط من ك.

(13/88)


لا تحسبي نعما سرتك لذتها [1] ... إلا مفاتيح أبواب من الحزن
وله:
أطلت وعذبتني يا عذول ... بليت فدعني حديثي يطول
هواي هوى باطن ظاهر ... قديم حديث لطيف جليل
ألا ما لذا الليل ما ينقضي ... كذا ليل كل محب يطول
أبيت أساهر نجم الدجى ... إلى الصبح وحدي ودمعي يسيل
قَالَ مؤلف الكتاب] [2] : وقد ذكرنا أن العسكر اضطرب على المقتدر باللَّه، فخلعوه وبايعوا عبد الله بْن المعتز ثم خرج أصحاب المقتدر فخاصموا فاستتر [3] ابن المعتز [باللَّه] [4] ، وإنما كانت ولايته بعض يوم، فأخذ وسلم إلى مؤنس [5] الخادم فقتله، ووجه به إلى داره التي على الصراة، فدفن هناك وذلك في ربيع الأول من هذه السنة فرثاه عَلي بْن مُحَمَّد بْن بسام، فَقَالَ: [6]
للَّه درك من ميت فجعت به ... ناهيك في العلم والآداب والحسب
ما فيه لولا ولا ليت تنقصه [7] ... وإنما أدركته حرفة الأدب [8]
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بَكْرٍ [أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ] بْنِ ثَابِتٍ، [9] قَالَ:
أَخْبَرَنَا الحسين بْن مُحَمَّد أخو الخلال، أَخْبَرَنَا إبراهيم بْن عبد الله الواسطي [10] قَالَ:
__________
[1] في ت: «سرتك صحبتها» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[3] في ص، ك، والمطبوعة: «أصحاب المقتدر عاصموا فاستتر» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ت: «وأسلم إلى مؤنس» .
[6] في ت: «ورثاه علي بن محمد بن بشار» . وما أوردناه من ك، ص، وتاريخ بغداد (10/ 101) .
[7] في ك، والمطبوعة: «ما فيه إلا ولا ليت منغصة» . وما أوردناه من ت، وتاريخ بغداد.
[8] البيت ساقط من ص.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] في ت، وتاريخ بغداد (10/ 100) : «الشطي» وفي ك: «السقطي» .

(13/89)


أنشدنا أَبُو الْقَاسِم الكريزي، قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عباس لعبد الله بْن المعتز أنه قَالَ [1] في الليلة التي قتل فِي صبيحتها: [2]
يا نفس صبرا لعل الخير عقباك ... خانتك من بعد طول الأمن دنياك
مرت بنا سحرا طير فقلت لها ... طوباك يا ليتني إياك طوباك
إن كان قصدك شرقا فالسلام على [3] ... شاطئ الصراة أبلغي إن كَانَ مسراك [4]
من موثق بالمنايا لا فكاك له ... يبكى الدماء على إلف له باكي
فرب آمنة حانت منيتها ... ورب مفلتة من بين [5] أشراك
أظنه آخر الأيام من عمرى ... وأوشك اليوم أن يبكي لي الباكي [6]
قَالَ ابن قتيبة: لما أن أقاموا عبد الله [بْن المعتز] [7] إلى الجهة التي تلفت فيها أنشأ قائلا: [8]
فقل للشامتين بنا رويدا ... أمامكم المصائب والخطوب
هو الدهر الذي لا بد من أن ... يكون إليكم منه ذنوب
2030- محمد بن الحسين بن حبيب، أبو حسين [9] الوادعي القاضي [10] .
من أهل الكوفة، قدم بغداد وحدث بها عن أَحْمَد بْن يونس اليربوعي [11] ،
__________
[1] «أنه قال» : ساقطة من ص.
[2] في ص، والمطبوعة: في الليلة التي قتل فيها، وما أوردناه من ك، وت، وتاريخ بغداد.
[3] في ت: «شوقا فالسلام على» .
[4] في ت: «كان مسواك» .
[5] في ت: «ورب مقتلة من أسر» ، وفي ك: «ورب مفلته من شد» وما أوردناه من ص، وتاريخ بغداد.
[6] في ك: «أن يبكي بي الباكي» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ك، ص: «أنشأ يقول» .
[9] كذا في ت، ك، وتاريخ بغداد (2/ 229) ، والشذرات 2/ 225. وفي ص: «أبو الحسين» .
[10] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 229، والبداية والنهاية 11/ 110، وشذرات الذهب 2/ 225) .
[11] في ت: «ابن يوسف اليربوعي» . وما أوردناه من باقي الأصول وتاريخ بغداد.

(13/90)


ويحيى بْن عبد الحميد الحماني، وجندل بْن والق [1] ، روى عنه ابن صاعد، والمحاملي، والنجاد. وَكَانَ فهما صنف المسند. وَقَالَ الدارقطني: كَانَ ثقة.
وتوفي بالكوفة في هذه السنة.
2031- مُحَمَّد بْن الحسين يعرف بحمدي [2] :
حدث عن بشر بْن الوليد الكندي، وحيان بْن بشر الأسدي [3] ، روى عنه ابن مخلد.
2032- مُحَمَّد [بْن] [4] الحسين بْن حمدويه الحربي [5] :
حدث عن يعقوب بْن سواك [6] ، روى عنه أَبُو طالب بْن البهلول.
2033- مُحَمَّد بْن داود بْن الجراح، أَبُو عبد الله [7] الكاتب:
عم عَلي بْن عيسى الوزير، ولد في سنة ثلاث وأربعين ومائتين في الليلة التي توفي فيها إبراهيم بْن العباس الصولي، وحدث عن عمر بْن شبة [8] وغيره. وَكَانَ فاضلا من علماء الكتاب، عارفا بأيام الناس.
وأخبار الخلفاء والوزراء [9]] وله في ذلك تصانيف.
وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة.
__________
[1] في ت: «وجندل بن فائق» وما أوردناه من باقي الأصول، وتاريخ بغداد.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 230) .
[3] في ت: «وحبان بن بشر الأسدي» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في تاريخ بغداد: «الجرني» . وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 230) .
[6] في ك: «يعقوب بن شراك» . وفي ت: «يعقوب بن سويد» . وما أوردناه من ص، وتاريخ بغداد.
[7] انظر ترجمته في: (فوات الوفيات 2/ 202، والفهرست لابن نديم 1/ 128، وتاريخ بغداد 5/ 255، والوافي بالوفيات 3/ 61، والأعلام 6/ 120. وشذرات الذهب 2/ 225) .
[8] في ت: «عمرو بن شبة» ، وفي تاريخ بغداد (5/ 255) : «عمر بن شبة النميري» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/91)


2034- يُوسُف بْن موسى بْن عبد الله، أَبُو يعقوب القطان المروروذي [1] :
رحل إلى الآفاق البعيدة في طلب الحديث، وحدث عن ابن راهويه، وعلي بْن حجر، وأبي كريب، روى عنه أَبُو بكر الشافعي وَكَانَ ثقة [صدوقا] [2] .
وتوفي بمرو بعد منصرفه [3] من الحجة الثانية في هذه السنة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 14/ 308، 309) .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ت: «بعد انصرافه» .

(13/92)


ثم دخلت سنة سبع وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
غزو الْقَاسِم بْن سيما الصائفة، وتم الفداء في بلد الروم على يدي مؤنس الخادم، وتأخرت الأمطار في هذه السنة، وزاد السعر.
قَالَ ثَابِت بْن سنان المؤرخ: ورأيت في صدر أيام المقتدر ببغداد امرأة بلا ذراعين ولا عضدين، وَكَانَ لها كفان بأصابع تامة متعلقان في رأس كتفيها [1] لا تعمل بهما شيئا، وكانت تعمل أعمال اليدين برجليها ورأسها تغزل برجليها وتمد الطاقة وتسويها [وتسرح امرأة وتغلفها برجليها] [2] ورأيت امرأة أخرى بعضدين وذراعين وكفين إلا أن كل واحد من الكفين ينخرط ويدق إذا فارق الزندين حتى ينتهي إلى رأس دقيق يمتد فيصير إصبعا واحدة [3] ، وكذلك رجليها على هذه الصورة، ومعها ابنة لها على مثل صورتها.
وفي هذه السنة [4] تولى الْقَاسِم بْن سيما غزاة الصائفة، وورد الخبر أن أركان البيت غرقت من السيول [5] ، وأن زمزم فاضت ولم ير ذلك قبلها. وحج بالناس في هذه السنة [6] الفضل بْن عبد الملك.
__________
[1] في ك، ص: «معلقتان رأس كتفيها» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[3] في ت: «يمتد ويصير إصبعا واحدة» .
[4] في ص، ك، والمطبوعة: «وفيها» .
[5] في ك: «أن البيت غرق من السيول» .
[6] في ك: «وفي هذه السنة حج بالناس» . وفي ص، والمطبوعة: «وفيها حج بالناس» . وما أثبتناه من ت.

(13/93)


ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2035- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مرزوق بْن عطية، أَبُو عبد الله بْن أبي عوف البزوري [1] .
سمع سويد بْن سعيد، وعثمان بْن أبي شيبة، وعمرو بن محمد الناقد، وخلقا كثيرا. روى عنه أبو بكر الشافعي، وابن الصواف وغيرهما. وكان ثقة عفيفا نبيلا ثبتا [2] له حال من الدنيا واسعة، وطريقة في الخير محمودة، وإليه ينسب شارع ابن أبي عوف المسلوك فيه [3] إلى نهر القلائين، وكانت له منزلة من السلطان واختصاص بعبيد الله بن سليمان الوزير، ومودة في أنفس العوام [4] .
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد، قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، أخبرنا علي بن الحسن، قال: حدثنا أبي، قال: حدثني القاضي أَبُو عمر عُبَيْد اللَّهِ بْن الحسين السمسار، قَالَ: حدثني أَبُو عَلي بْن إدريس الشاهد، قَالَ: حدثني أَبُو عبد الله بْن أبي عوف، قَالَ [: كَانَ] [5] سبب اختصاصي بعُبَيْد اللَّهِ بْن سليمان أني اجتزت يوما في جامع [المنصور] [6] بالمدينة، فوجدته وهو ملازم بثلاثمائة دينار في يد غريم له وهو في
__________
[1] في ت، ك: «المروزي» .
وفي طبقات الحنابلة (1/ 51) : «الزوري» . وفي اللباب (1/ 148) : «البزوري بضم الباء الموحدة والزاي والراء بعد الواو- هذه النسبة إلى البزور- وهي جميع البزور عندنا، ويقال هذا لمن يبيع البزور للبقول وغيرها. اشتهر بهذه النسبة أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن البزوري، والمعروف بابن أبي عوف من أهل بغداد كان ثقة جليلا، توفي في شوال سنة سبع وتسعين ومائتين ... » .
انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 4/ 245، 246، 247، 248، وطبقات الحنابلة 1/ 51، وسؤالات حمزة للدارقطنيّ 134، وفيه: «ثقة هو وأبوه وعمه، وإنما يحكى عنه حكاية» ) .
[2] «نبيلا» : ساقطة من ك، ص، والمطبوعة.
[3] في ت: «المسلوك منه» .
[4] من هنا تبدأ نسخة برلين، وسنرمز لها بالرمز «ل» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/94)


عقب النكبة [1] ، وكنت أعرف محله عن مودة [2] بيننا، فقلت له: لأي شيء أعزك الله أنت هاهنا جالس؟ فَقَالَ: ملازم في يد هذا الرجل بثلاثمائة دينار له علي. قال: فسألت الغريم إنظاره، فَقَالَ: لا أفعل، فقلت له: [فالمال] [3] لك على أن تصبر عَلي إلى بعد أسبوع [4] حتى أعطيك إياه، فَقَالَ: تعطيني خطك بذلك، فاستدعيت دواة ورقعة، وكتبت له ضمانا بذلك إلى شهر فرضي وانصرف، وقام عُبَيْد اللَّهِ/ فأخذ يشكرني، فقلت تمم أيدك الله سروري بأن تصير معي إلى منزلي، فأركبته حماري ومشيت خلفه إلى أن دخلنا داري [5] ، فأكلنا فنام، فلما انتبه أحضرته كيسا، وقلت: لعلك على إضاقة فأسألك باللَّه إلا أخذت منه ما شئت، [قَالَ] [6] : فأخذ منه دنانير وقام فخرج، فأقبلت امرأتي تلومني [7] وتوبخني، وتقول [8] : ضمنت عنه ما لا يفي به [9] ولم تقنع إلا بأن أعطيته شيئا آخر! فقلت: يا هذه فعلت جميلا وأسديت يدا جليلة [10] إلى رجل حر كريم جليل [11] من بيت، فإن نفعني الله بذلك فله قصدت، وإن تكن الأخرى لم يضع عند الله! ومضى على هذا الحديث مدة وحل الدين، وجاء الغريم يطالبني [12] ، فأشرفت على بيع عقار لي ودفع ثمنه إليه ولم استحسن [على] [13] مطالبة عُبَيْد اللَّهِ ودفعت الرجل بوعد
__________
[1] في ك: «وهو في عقيب النكبة» . وفي تاريخ بغداد (4/ 247) وباقي الأصول «عقب» .
[2] كذا في النسخ كلها وتاريخ بغداد. وورد في هامش المطبوعة: «في النشوار- أي نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة للمحسن بن علي بن أبي فهم التنوخي- من غير مودة» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، و «له» ساقطة من باقي النسخ.
[4] في ك: «فقلت لك عليّ هذا المال وتصبر عليّ إلى بعد أسبوع» .
[5] في ك، ت: «إلى أن دخل داري» . وكذا في تاريخ بغداد (4/ 247) .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ص: «فأقبلت المرأة تلومني» .
[8] في باقي النسخ وتاريخ بغداد: «وقالت» .
[9] في ك: «ما لا يفي بمالك» . وما أوردناه من ت. وفي باقي النسخ وتاريخ بغداد: «ما لا يفي به حالك» .
[10] في ت: «يدا جميلة» .
[11] «جليل» : ساقط من ص.
[12] في ت: «وجاء الغريم يطلبني» .
[13] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/95)


وعدته [إياه] [1] إلى أيام، فلما كَانَ بعد يومين جاءتني رقعة عُبَيْد اللَّهِ يستدعيني فجئته، فَقَالَ: وردت على غليلة من ضيعة لي [أفلتت من البيع في النكبة] [2] ومقدار ثمنها مقدار ما ضمنته عني فتأخذها فتبيعها وتصحح ذلك للغريم، فقلت: أفعل [3] ، فحمل الغلة إلي فبعتها، وحملت الثمن بأسره إليه وقلت: أنت مضيق وأنا أدفع الغريم وأعطيه البعض من عندي [فاتسع أنت بهذا، فجهد أن آخذ منه شيئا فحلفت أن لا أفعل ووفرت الثمن عليه، وجاء الغريم فأعطيته البعض من عندي] [4] ودفعت به مديدة ولم يمض على ذلك إلا يسير حتى ولي عبيد الله الوزارة فأحضرني من يومه [5] ، وقام إلي من مجلسه، وجعلني في السماء فكسبت به من الأموال [6] هذه النعمة التي أنا فيها.
قَالَ عَلي بْن المحسن: وذكر أَبُو الحسن أَحْمَد بْن يُوسُف بْن يعقوب [بْن إسحاق] [7] بْن بهلول أن أباه حدثه، قَالَ: خرجت من حضرة عُبَيْد اللَّهِ بْن سليمان في وزارته أريد الدهليز، فخرج ابن أبي عوف، فصاح البوابون والحجاب والخلق: هاتوا دابة لأبي عبد الله، [هاتوا دابة لأبي عبد الله] [8] !! فحين قدمت دابته ليركب [9] ، [خرج الوزير ليركب] [10] فرآه فتنحى أَبُو عبد الله بْن أبي عوف وأمر بإبعاد دابته لتقدم دابة الوزير، فحلف الوزير أنه لا يركب ولا تقدم دابته حتى يركب ابن أبي عوف، قَالَ: فرأيته قائما والناس قيام بقيامه حتى قدمت دابة ابن أبي عوف [فركبها] [11] ، ثم قدمت دابة الوزير فركب وسارا جميعا.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ص، ل، والمطبوعة: «فقلت احمله» ، وما أوردناه عن ت وتاريخ بغداد (4/ 248) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] كذا في ت وتاريخ بغداد، وفي باقي النسخ «فأحضرني في يومه» .
[6] في ت: «وكسبت منه من الأموال» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] «ليركب» ساقط من ل، ص.
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[11] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/96)


توفي ابن أبي عوف في شوال هذه السنة.
2036- إبراهيم بْن هاشم بْن الحسين بْن هاشم، أَبُو إسحاق البيع المعروف بالبغوي [1] :
ولد سنة سبع ومائتين. سمع عَلي بْن الجعد، وأحمد بْن حنبل وغيرهما وَكَانَ ثقة.
توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
2037- جعفر بْن مُحَمَّد بْن ماجد، أَبُو الفضل مولى المهدي [2] :
ويعرف بابن أبي الفضل [3] . وحدث عن جماعة، وروى عنه ابن مخلد [4] ، والنجاد، والطبراني، وَكَانَ ثقة توفي في هذه السنة.
2038- الحسن بْن مُحَمَّد بْن سليمان بْن هشام، أَبُو عَلي الخزاز [5] المعروف بابن بنت مطر: [6]
حدث عن عَلي بْن المديني، روى عنه ابن الصواف، والطبراني، وَقَالَ الدارقطني: ثقة ليس به بأس. توفي في هذه السنة.
2039- حامد بْن سعدان بْن يزيد، أَبُو عامر: [7]
أصله فارسي. روى عنه ابن مخلد، وَكَانَ مستورا صالحا ثقة. وتوفي في شوال هذه السنة.
2040- عمرو بْن عثمان، أَبُو عبد الله الْمَكَّيّ: [[8]]
سمع يونس بْن عبد الأعلى، والربيع بْن سليمان وغيرهما. روى عنه جعفر
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 203، 204) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 196، 197) .
[3] في تاريخ بغداد: «ابن أبي القتيل» . وفي المطبوعة «ابن أبي التفيل» . وما أوردناه من ت، ك.
[4] في تاريخ بغداد: «محمد بن مخلد» . وفي ص: «أبو مخالد» . وفي ل: «ابن مجالد» .
[5] في ت: «أبو علي الحداد» . وفي تاريخ بغداد «الخراز» .
[6] في ك: «المعروف بابن مطر» . وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 413، 414) .
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 168، 169) .
[8] ص، ل: «عمر بن عثمان. وانظر ترجمته في: (طبقات الصوفية 200- 205، حلية الأولياء

(13/97)


الخلدي، وَكَانَ عمرو بْن عثمان قد ولي قضاء جدة فهجره الجنيد، وَقَالَ: لا أكلم من كَانَ يظهر الزهد ثم يبدو منه الاتساع في طلب الدنيا، توفي ببغداد في هذه السنة، وقيل:
في سنة إحدى وتسعين، والأول أصح [1] .
2041- فيض بْن الخضر [2] ، أَبُو الحارث الأولاسي:
كَانَ يغني في صباه فمر بمريض على قارعة الطريق، فَقَالَ [له] [3] : ما تشتهي؟
قَالَ: الرمان! فجاء به فَقَالَ له: تاب الله عليك! فما أمسى حتى تغير عما كَانَ عليه، وصحب إبراهيم بْن سعد العلوي، وتوفي بطرسوس [4] في هذه السنة.
2042- مُحَمَّد بْن داود بْن عَلي بْن خلف، أَبُو بكر الأصبهاني [5] :
صاحب كتاب الزهرة، روى عن أبيه وَكَانَ عالما أديبا، وفقيها مناظرا، وشاعرا فصيحا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ [6] ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن عَلي [الخطيب] [7] أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الأصبهاني، قَالَ: أخبرني جعفر الخلدي في كتابه إلي، قَالَ: سمعت رويم بْن مُحَمَّد يقول: كنا عند داود بْن عَلي الأصبهاني إذ دخل عليه ابنه مُحَمَّد وهو يبكي، فضمه إليه، وَقَالَ: ما يبكيك؟ قَالَ: الصبيان يلقبوني يقولون لي يا عصفور الشوك، فضحك داود فَقَالَ له ابنه: أنت أشد علي من الصبيان! مم تضحك [8] ، فَقَالَ داود: لا اله إلا الله! ما
__________
[10] / 291- 296، وصفة الصفوة 2/ 248، وطبقات الشعراني 1/ 104، وشذرات الذهب 2/ 225، وسير أعلام النبلاء 9/ 2/ 153، وهدية العارفين 803، والنجوم الزاهرة 3/ 180، وتاريخ بغداد 12/ 223- 225، وتاريخ أصبان 2/ 33، وطبقات الأولياء لابن الملقن 84، والأعلام 5/ 81، 82) .
[1] العبارة: «توفي ببغداد ... الأول أصح» ساقطة من ص.
[2] في ت: «قيصر بن الخضر» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ت: «توفي في طرسوس» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 256- 263، شذرات الذهب 2/ 226، والفهرست 217. وطبقات الشيرازي 175. والعبر 2/ 108، والوافي 3/ 58. ووفيات الأعيان 4/ 259- 261) .
[6] «أبو منصور» : ساقط من ص.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ك: «ممن يضحك» .

(13/98)


الألقاب إلا من السماء! ما أنت يا بني إلا عصفور الشوك.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا [الخطيب] [1] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلي بْن أبي عَلي القاضي [2] ، حَدَّثَنَا أَبُو الحسن الداودي [3] ، قَالَ: لما جلس مُحَمَّد بْن داود بْن عَلي الأصبهاني في حلقة أبيه بعد وفاته يفتي استصغروه عن ذلك. فدسوا إليه رجلا، وقالوا [له] [4] : سله عن حد السكر ما هو؟ فأتاه الرجل [5] ، فسأله عن حد السكر ما هو؟ ومتى يكون الإنسان سكران؟ فَقَالَ مُحَمَّد [6] : إذا عزبت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم، فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم.
قَالَ المؤلف [7] : ابتلي أَبُو بكر بْن داود بحب صبي يقال له مُحَمَّد بْن جامع، ويقال مُحَمَّد بْن زخرف، فاستعمل العفاف والتدين وَكَانَ ما لقي سبب موته ودخل يوما على ثعلب، فَقَالَ له ثعلب: أهاهنا من صبواتك شيء [8] ؟ فأنشده:
سقى الله أياما لنا ولياليا ... لهن بأكناف الشباب ملاعب
إذ العيش غض والزمان بغرة ... وشاهد آفات المحبين غائب
أخبرنا أبو منصور القزاز [9] ، قال: أخبرنا [أبو بَكْرٍ] أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور بْن جعفر الجيلي [10] أَخْبَرَنَا أحمد بْن محمد بْن عمران، أخبرنا
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ت: «أخبرنا أحمد بن علي بن أبي علي القاضي» . وما أوردناه من باقي النسخ وتاريخ بغداد (5/ 256) .
[3] في ت: «أبو الحسن الداوديّ» . وفي تاريخ بغداد: «أبو الحسن الخرزي الداوديّ.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ت: «فأتى الرجل» .
[6] «محمد» : ساقط من ك.
[7] «قال المؤلف» : ساقط من ك، ل، ص.
[8] «شيء» : ساقط من ت.
[9] في ك: «أخبرنا عبد الرحمن بن محمد» .
[10] في ك: «ابن جعفر الجيلي» .

(13/99)


عُبَيْد اللَّهِ [1] بْن أبي يزيد الأنباري، قَالَ: قَالَ لي القحطبي [2] [قَالَ:] [3] قَالَ لي مُحَمَّد [ابن داود] [4] الأصبهاني: ما انفككت من هوى [5] منذ دخلت الكتاب وبدأت بعمل كتاب الزهرة، وأنا في الكتاب ونظر [أبي] [6] في أكثره.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلي [أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن أَحْمَد الحيري] [7] حَدَّثَنَا أَبُو نصر بْن أبي عبد الله الشيرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن الحسين الظاهري [8] ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الحسن مُحَمَّد بْن الحسن بْن الصباح الداودي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاضي أَبُو عمر مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن يعقوب [9] ، قَالَ: كنت أساير أبا بكر مُحَمَّد بْن داود ببغداد، فإذا جارية تغني بشيء من شعره، وهو [قوله] [10] :
أشكو عليل فؤاد أنت متلفه ... شكوى عليل إلى إلف يعلله [11]
سقمي تزيد على الأيام كثرته ... وأنت في عظم ما ألقي تقلله
الله حرم قتلي في الهوى سفها ... وأنت يا قاتلي ظلما تحلله
فَقَالَ مُحَمَّد بْن داود: كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فَقَالَ القاضي أَبُو عمر:
هيهات سارت به الركبان.
__________
[1] في ت، ص: «حدثنا عبد الله» .
[2] في ك: «قال لي الخطبيّ» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ت: «ما انفكت من الهوى» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ت: «حدثني أبو الحسين محمد بن الحسين الظاهري» . وساقطة من ص، ك.
[9] في ك: «قال: «أنبأنا القاضي أَبُو عمر مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن يعقوب» . وما أوردناه من ت، وهي ساقطة من باقي النسخ.
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[11] في ت: «ألف تعلله» . وما أوردناه من باقي النسخ وتاريخ بغداد (5/ 258) .

(13/100)


قَالَ المصنف [1] [رحمه الله] [2] : كَانَ مُحَمَّد بْن داود كثير المناظرة مع أبي العباس بْن سريج، وكانا يحضران مجلس أبي عمر القاضي فتجري بينهما المفاوضة، والمناظرة حتى يعجب الناس، فتكلما يوما في مسألة، فَقَالَ له ابن سريج: أنت بكتاب الزهرة أشهر منك بهذا [3] ! فَقَالَ له: وبكتاب الزهرة تعيرني؟ والله ما تحسن تستتم قراءته، وذلك كتاب عملناه [4] هزلا فاعمل أنت مثله جدا! فلما توفي [مُحَمَّد] [5] بْن داود في رمضان هذه السنة جلس ابن سريج/ للعزاء ونحى مخادة وَقَالَ: ما آسى إلا على تراب أكل لسان مُحَمَّد بْن داود.
2043- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبدويه، أَبُو الفضل الأفريقي [6] :
روى عنه مُحَمَّد بْن مخلد، وذكر أنه مات ليومين مضيا من محرم [7] هَذِهِ السنة.
2044- محمد بْن أحمد بْن عبد الكريم، أَبُو العباس البزاز المخزومي [8] :
سمع أبا علقمة الفروي، وعبد الله بْن حبيق في آخرين، وَكَانَ أَبُو بكر الإسماعيلي يصفه بالحفظ] [9] .
2045- مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن حمدون، أَبُو الحسن الخزاز الكوفي [10] :
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بْن أبي زياد القطواني [11] ، وأبي كريب
__________
[1] في ك: «قال المؤلف» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ت: «أعرفك في هذا» .
[4] في ت: «وهو كتاب علمناه» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 316، وتذكرة الحفاظ 661) .
[7] «مضيا» : ساقط من ص، ل.
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 316) .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من هامش ت.
[10] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 399) .
[11] في ك: «عبد الله بن أبي يزيد القطراني» . وفي ت: «محمد بن أبي زياد القطراني» . وما أوردناه من باقي النسخ وتاريخ بغداد.

(13/101)


وغيرهما، روى عنه عبد الرحمن والدأبي طاهر المخلص وغيره، وتوفي ليلة الأربعاء غرة جمادى الأولى [1] من هذه السنة.
2046- مُحَمَّد بْن عثمان بْن مُحَمَّد بْن أبي شيبة، أَبُو جعفر [2] :
حدث عن يحيى بْن معين، وعلي بْن المديني، وخلق كثير [3] . وكانت له معرفة وفهم، وصنف تاريخا، وروى عنه الباغندي، وابن صاعد، وجعفر الخلدي وغيرهم، وقد سئل عنه أَبُو عَلي صالح بْن مُحَمَّد فَقَالَ: ثقة! وَقَالَ عبدان: ما علمنا إلا خيرا! وروى ابن عقدة عن جماعة من العلماء تكذيبه والقدح [4] فيه، منهم: عبد الله بْن أَحْمَد، فإنه روى عنه أنه قَالَ: مُحَمَّد بْن عثمان كذاب، بين الأمر، وتعجب ممن يكتب عنه، وتوفي فِي ربيع الأول من هذه السنة.
2047- مُحَمَّد بْن طاهر بْن عبد الله بْن طاهر بن الحسين [5] :
كَانَ طاهر بْن الحسين يتولى الجزيرة فولاه المأمون خراسان، فمات سنة سبع ومائتين، ثم وليها بعده عبد الله [6] إلى سنة ثلاثين ومائتين، ثم توفي فولى الواثق باللَّه
__________
[1] في ت: ليلة الأربعاء في جمادى الأولى» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 3/ 42، والعبر، / 108 والنجوم الزاهرة 3/ 171، وطبقات المفسرين 532، وميزان الاعتدال 3/ 642، واللباب 2/ 115، والأعلام 6/ 260، وشذرات الذهب 2/ 226، ولسان الميزان 5/ 280، وسؤالات الحاكم للدارقطنيّ 172، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 47) .
[3] «وخلق كثير» ساقط من ك، ل.
[4] قال الذهبي في الميزان (3/ 642) : «وثقة صالح جزرة، وقال ابن عدي: «لم أر له حديثا منكرا، وهو على ما وصف لي عبدان لا بأس به» .
وقال خراش: «كان يضع الحديث» .
وقال مطين: «هو عصا موسى تلقف ما يأفكون» .
قال الدارقطنيّ (سؤالات الحاكم 172) : ضعيف. وقال أيضا (سؤالات السهمي 47) : «كان يقال: أخذ كتاب أبي انس وكتب منه فحدث» .
قال البرقاني: «لم أزل أسمعهم يذكرون أن مقدوح فيه» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 377، والنجوم الزاهرة 2/ 328، 3/ 65، والوافي بالوفيات 3/ 165، ودول الإسلام للذهبي 1/ 143، والأعلام 6/ 171، وشذرات الذهب 2/ 231) .
[6] في ت: «فولها بعده عبد الله» .

(13/102)


ابنه طاهرا، فأقام إلى سنة ثمان وأربعين، ثم وليها ابنه مُحَمَّد بْن طاهر، فأقام إلى سنة ثمان وخمسين [1] ، فظفر به يعقوب بْن الليث فكان معه أسيرا يطوف به البلاد إلى سنة اثنتين وستين، فلما كانت الوقعة بالنهروانات [2] نجا مُحَمَّد بْن طاهر، فلم يزل مقيما بمدينة السلام إلى أن توفي [بها] [3] في هذه السنة.
2048- موسى بْن إسحاق بْن موسى بْن عبد الله، أَبُو بكر الأنصاري الخطمي [4] :
ولد سنة عشر ومائتين وسمع أباه، وعلي بْن الجعد، وأبا نصر التمار، وأحمد بْن حنبل، أقرأ الناس القرآن وهو ابن ثماني عشرة [سنة] [5] في الجانب الشرقي، واستقضي وله ثمان وعشرون سنة. وكتب الناس عنه فأكثروا، وروى عنه ابن صاعد وابن الأنباري، وولي قضاء الري والأهواز. وَكَانَ ثقة ثبتا صدوقا دينا عفيفا فصيحا كثير الحديث، وَكَانَ ينتحل مذهب الشافعي [رضي الله عنه] [6] ، توفي بالأهواز قاضيا في محرم هذه السنة.
2049- يُوسُف بْن يعقوب بْن إسماعيل بْن حماد بْن زيد، أَبُو مُحَمَّد البصري [7] :
ولد سنة ثمان ومائتين، وسمع سليمان بْن حرب، وعمرو بْن مرزوق، ومسددا، وهدبة وغيرهم. روى عنه أَبُو عمرو بْن السماك، وأبو سهل بْن زياد، وأبو بكر الشافعي وغيرهم. وَكَانَ ثقة [8] وكان قد ولي القضاء بالبصرة في سنة ست وسبعين ومائتين، وضم إليه قضاء واسط، ثم أضيف إلى ذلك قضاء الجانب الشرقي من بغداد. وكان جميل
__________
[1] في ص: «فأقام إلى سنة ثمان وخمسين» . بإسقاط «وأربعين ثم وليها ... سنة ثمان» .
[2] في ك: «بالنهروان» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ت: «أبو بكر الأنصاري الخطبيّ» . وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 13/ 52، وشذرات الذهب 2/ 226، 227، وتذكرة الحفاظ 668) .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 14/ 310، وتذكرة الحفاظ 660، والأعلام 8/ 258، وشذرات الذهب 2/ 227 وفيها: «يوسف بن يعقوب القاضي أبو محمد الأزدي» ) .
[8] العبارة: «وأبو بكر الشافعيّ وغيرهم، وكان ثقة» . ساقطة من ك.

(13/103)


الأمر حسن الطريقة ثقة عفيفا مهيبا عالما بصناعة القضاء، لا يراقب فيه [1] أحدا.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن محمد [القزاز] [2] ، أخبرنا أحمد بْن علي بْن ثابت [3] ، أَخْبَرَنَا التنوخي، قال: أخبرني أبي، قَالَ: حدثني أبي، قَالَ: سمعت القاضي أبا عمر مُحَمَّد بْن يُوسُف، يقول: قدم خادم من وجوه خدم المعتضد باللَّه إلى أبي في حكم فجاء [4] ، فارتفع في المجلس فأمره الحاجب بموازاة خصمه، فلم يفعل إدلالا بعظم محله [5] من الدولة، فصاح أبي عليه، وَقَالَ: قفاه! أيؤمر بموازاة خصمه فيمتنع يا غلام [6] ! عمرو بْن أبي عمرو النخاس الساعة لأتقدم إليه ببيع هذا العبد، وحمل ثمنه إلى أمير المؤمنين، ثم قَالَ لحاجبه: خذ بيده وسو بينه وبين خصمه [فأخذ كرها وأجلس مع خصمه] [7] ، فلما انقضى الحكم انصرف الخادم، فحدث المعتضد بالحديث وبكى بين يديه، فصاح عليه المعتضد، وَقَالَ: لو باعك لأجزت بيعه وما رددتك [8] إلى ملكي أبدا، وليس خصوصك بي يزيل مرتبة الحكم، فإنه عمود السلطان وقوام الأديان توفي يُوسُف في رمضان هذه السنة، [وقد صرف عن القضاء] [9] .
__________
[1] في ل: «لا يرقب فيه أحد» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] «ابن ثابت» : ساقط من ص، ل.
[4] «فجاء» : ساقطة من ص، ل.
[5] في ت، ك: «إدلالا بعظيم محله» .
[6] في ت، ك: «أتؤمر بموازاة خصمك فتمتنع محله» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ك.
[8] في ت: «وما رددتك» .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/104)


ثم دخلت سنة ثمان وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
إنه قدم الْقَاسِم بْن سيما من غزوة أرض الروم [1] الصائفة ومعه خلق كثير من الأسارى، وخمسون علجا قد شهروا على الجمال، بأيدي بعضهم أعلام الروم، عليها صلبان من ذهب وفضة.
وفيها: [2] فلج القاضي عبد الله بْن عَلي بْن أبي الشوارب، فقلد مكانه ابنه مُحَمَّد [3] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثَابِتٍ [الخطيب] [4] أَخْبَرَنَا عَلي بْن المحسن أَخْبَرَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر، قَالَ: لم يزل عبد الله بْن عَلي بْن مُحَمَّد بْن عبد الملك بْن أبي الشوارب واليا- يعني على القضاء- بالجانب الشرقي من بغداد وعلى الكرخ أيضا من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين إلى ليلة السبت لثلاث عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين [5] ، فإن الفالج
__________
[1] في ت، ك: «من غزاة أرض الروم» .
[2] في ك: «وفي هذه السنة» .
[3] في ت: «فقلد ابنه محمد مكانه» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] العبارة: «إلى ليلة السبت لثلاث ... وتسعين ومائتين» . ساقطة من ل، ص.

(13/105)


ضربه فيها، فأسكت فاستخلف [له] [1] ابنه مُحَمَّد على عمله [2] كله في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى [3] الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين، وَكَانَ سريا جميلا [4] واسع الأخلاق، ولم يكن له خشونة، فاضطربت الأمور بنظره، ولبست عليه في أكثر أحواله وكانت أمور السلطان كلها قد اضطربت، ولم يزل على خلافة أبيه إلى سنة إحدى وثلاثمائة وتوفي.
ووردت في شهر ربيع الأول هدايا أنفذها أَحْمَد بْن إسماعيل بن أحمد من خراسان منها مائة وعشرون غلاما على دوابهم، ومعهم أسلحتهم، [وخمسون بازيا] [5] ، وخمسون جملا عليها فاخر الثياب، [و] [6] من الشهاوي خمسون، وخمسون رطلا من المسك.
وفى شعبان أخذ رجلان من باب محول يقال أحدهما أَبُو كثيرة [7] ، والآخر يعرف بالشمري [8] ، فذكرا أنهما أصحاب رجل يعرف بمحمد بْن بشر يدعي الربوبية.
وورد الخبر في ذي القعدة بمسير الروم إلى اللاذقية، وأن ريحا صفراء حارة هبت [9] بحديثة الموصل في أول ذي الحجة، فمات لشدة حرها جماعة.
وفى هذه السنة حج بالناس [10] الفضل بْن عبد الملك.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ت: «ابنه محمد بن علي عمله» . خطأ.
[3] في ك: «لاثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى» .
[4] في ك: «وكان كريما جميلا» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ك.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ت: «أبو كثير» . وفي البداية والنهاية (11/ 112) : «أبو كبيرة» .
[8] في المطبوعة: «والآخر يعرف بالشمري» وما أوردناه من ت، والبداية والنهاية (11/ 112) . وفي الكامل (6/ 469) لم يذكر أسماءهما، ولم يرد هذا الخبر في تاريخ الطبري.
[9] في ت: «أن ريحا صفراء هبت حارة» .
[10] في ت: «حج بالناس في هذه السنة» .

(13/106)


ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2050- إبراهيم بْن داود بْن يعقوب، أَبُو إسحاق الصيرفي:
حدث عن عيسى بْن حماد، وعبد الملك بْن شعيب بْن الليث، وغيرهما، ولم يحدث إلا مجلسا أو مجلسين [1] ، وَكَانَ ثقة، وتوفي في جمادي الأولى من هذه السنة.
2051- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق، أَبُو العباس الطوسي [2] :
حدث عن خلف بْن هشام البزار [3] ، وعلي بْن المديني، وعلي بْن الجعد، وأحمد بْن إبراهيم الدورقي، والبرجلاني، والزبير بْن بكار، روى عنه أَبُو عمرو بْن السماك، والخلدي، وأبو شكر الشافعي وغيرهم.
قَالَ الدارقطني: ليس بالقوي، يأتي بالمعضلات.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخطيب أَحْمَدُ بْنُ عَلي بْن ثَابِت [4] ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد العزيز بن [علي] [5] الوراق، حَدَّثَنَا عَلي بْن عبد الله الهمذاني، حَدَّثَنَا الخلدي، قَالَ: حدثني أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق، قَالَ: دخلت إلى الري فقصدت أبا موسى الدولابي، وَكَانَ في ذلك/ الوقت أشرف من يذكر، فلقيته وسلمت عليه وأقمت عنده في منزله ثلاثة أيام، فلما أردت الخروج ووقفت عليه لأودعه، فابتدأني [6]
__________
[1] في ت: «الا بمجلس أو مجلسين» .
[2] في تاريخ بغداد: «أحمد بن محمد بن مسروف، أبو العباس الصوفي، يعرف بالطوسي» .
انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 100- 103، طبقات الصوفية 237- 241، وحلية الأولياء 1/ 213- 216، وصفة الصفوة 4/ 104، طبقات الشعراني 1/ 109، وميزان الاعتدال 1/ 7، ومرآة الجنان 2/ 231، شذرات الذهب 2/ 227، وسير أعلام النبلاء 9/ 1/ 117، النجوم الزاهرة 3/ 125، 177، وهدية العارفين 1/ 56، وطبقات الأولياء 20 ولسان الميزان 1/ 292، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 165) .
[3] في ت: «بن هشام البزاز» .
[4] في ص، ل، والمطبوعة: «أخبرنا الخطيب» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ك: فبدأني.

(13/107)


وَقَالَ: يا غلام! الضيافة ثلاثة أيام، وما كَانَ فوق ذلك فهو صدقة منك [عَلي] [1] ، وتوفي ابن مسروق في صفر هذه السنة، وقد قيل [2] سنة تسع وتسعين.
2052- أَحْمَد بْن يحيى بْن إسحاق، أَبُو الحسين الريوندي الملحد الزنديق [3] :
[قَالَ المؤلف] [4] : وإنما ذكرته ليعرف قدر كفره، فإنه معتمد الملاحدة والزنادقة، ويذكر أن أباه كَانَ يهوديا، وأسلم هو، فكان بعض اليهود يقول للمسلمين: لا يفسدن عليكم هذا كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة، فعلم أَبُو الحسين [5] اليهود وَقَالَ: قولوا عن موسى أنه قَالَ لا نبي بعدي.
وأنبأنا مُحَمَّد بْن أبي طاهر البزاز، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَلِي بْن المحسن التنوخي، عن أبيه، قَالَ: كَانَ الريوندي يلازم الرافضة [6] وأهل الإلحاد، فإذا عوتب قَالَ: إنما أريد أن اعرف مذاهبهم ثم كاشف وناظر.
قَالَ المصنف [7] : وقد كنت أسمع عنه بالعظائم حتى رأيت ما لم يخطر مثله على قلب أن يقوله عاقل [8] ، ووقعت على كتبه [9] فمنها: كتاب «نعت الحكمة» ، وكتاب «قضيب الذهب» ، وكتاب «الزمرد» [وكتاب «التاج» ، وكتاب «الدامغ» ، وكتاب «الفريد» ، وكتاب «إمامة المفضول» .
وقد نقض عليه هذه الكتب جماعة فأما كتاب نعت الحكمة، وكتاب قضيب
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في المطبوعة: «وقيل» بإسقاط «قد» .
[3] انظر ترجمته في: (وفيات الأعيان 1/ 27 وفيه وفاته سنة 245 هـ، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، ومروج الذهب للمسعوديّ 7/ 237 وفيه وفاته سنة 245 هـ، والبداية والنهاية 11/ 112، ولسان الميزان 1/ 323، والفهرست 108. ورسالة الغفران 461. وشذرات الذهب 2/ 235، والنجوم الزاهرة 3/ 175، والأعلام 1/ 267، 268، ووفيات الأعيان 1/ 94، 95) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ل، ص.
[5] في ت: «وعلم أبو الحسين» .
[6] في ت: «كان الريوندي ملازم الروافض» .
[7] في ك: «قال المؤلف» .
[8] في ت: «أنه يقول بقوله عاقل» .
[9] في ت، ك: «ووقعت الى كتبه» .

(13/108)


الذهب، وكتاب التاج، وكتاب الزمرد] [1] والدامغ فنقضها عليه أَبُو [عَلي] [2] مُحَمَّد بْن عبد الوهاب الجبائي، وقد نقض [عليه أيضا] [3] كتاب الزمرد أَبُو الحسين عبد الرحيم بْن مُحَمَّد الخياط، ونقض عليه أيضا كتاب إمامة المفضول.
وقد كَانَ ابن الريوندي، وأبو عيسى مُحَمَّد بْن هارون الوراق الملحد أيضا يتراميان بكتاب الزمرد، ويدعي كل واحد منهما على الآخر أنه تصنيفه، وكانا يتوافقان على الطعن في القرآن، وأما كتاب الفريد فنقضه عليه أَبُو هاشم عبد السلام بْن عَلي الجبائي.
[قَالَ المؤلف] [4] : ورأيت بخط أبي الوفاء ابن عقيل، قَالَ: كَانَ الخبيث ابن الريوندي قد سمى كتابه الذي اعترض به على الشريعة الإسلامية المعصومة على اعتراض مثله من الملحدين كتاب الزمرد، فأخذ أبو علي الجبائي يعيبه في تسميته بالزمرد، ويذهب إلى أنه أخطأ وجهل في تلقيب العلم بالجواهر، وأن أهل العلم [5] لا يعيرون العلوم أسماء ما دونها والجواهر ناقصة بالإضافة إلى العلوم [6] ، فأزرى عليه بذلك ظنا منه أنه قصد تلقيبه بالزمرد إعارة له اسم النفيس من الجواهر.
[قَالَ ابن عقيل] [7] : فوجدنا في بعض كلامه من كتاب آخر [ما] [8] أبان به عن غير ذلك مما هو أخبث مما ظنه أَبُو عَلي، فَقَالَ: إن [للزمرد خاصة هي أنه إذا رآه الأفعى وسائر الحيات عميت قَالَ: فكان قصدي أن الشبهة [9] التي أودعتها الكتاب تعمي حجج المحتجين! فاعتقد ما أورده عاملا في] [10] حجج الشرع حسب ما أثر الزمرد في حدق
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت، ص، ل.
[5] في ك: «وأن أهل العلوم» .
[6] في ت: «لا يعيرون العلوم بأسماء دونها ناقصة بالإضافة إلى المعلوم» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] في ص: «فكان قصدي أن السنة» .
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/109)


الحيات، فانظروا إلى استقصائه في الازدراء بالشرائع. قَالَ ابن عقيل: وعجبي كيف عاش وقد صنف الدامغ، يزعم أنه قد دمغ [1] به القرآن، والزمرد يزري به على النبوات، ثم لا يقتل! وكم قد قتل لص في غير نصاب ولا هتك حرز، وإنما سلم مدة وعاش، لأن الإيمان ما صفا في قلوب أكثر الخلق بل في القلوب شكوك وشبهات، وإلا فلما صدق إيمان بعض الصحابة قتل أباه.
ومن بلهه تتبعه للقرآن وقد مر على مسامع سادات العرب، فدهش الكل منه وعجز الفصحاء عنه، فطمع هو من جهله باللغة [2] أن يستدرك عليهم، فأبان عن فضيحته.
قَالَ المصنف [3] : وقد، نظرت في كتاب الزمرد فرأيت فيه من الهذيان البارد الذي لا يتعلق بشبهه، حتى أنه لعنه اللَّه قَالَ فيه: «نجد في كلام [4] أكثم بْن صيفي أحسن من إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ 108: 1 [5] في نظائر لهذا.
قَالَ المصنف، وفيه أن الأنبياء وقعوا بطلسمات، كما أن المغناطيس يجذب، وهذا كلام ينبغي أن يستحيا من ذكره، فإن العقاقير قد عرفت أمورها وجربت، فكيف وقع هؤلاء الأنبياء بما خفي عمن كَانَ أنظر منهم؟ ثم إن المغناطيس يجذب ولا يرد، ونبينا صلّى الله عليه وسلّم دعا شجرة وردها.
وقال: قوله لعمار: «تقتلك الفئة الباغية [6] ، فإن المنجم يقول مثل هذا [7] فقيل
__________
[1] في ت: «أي أنه يدمع به» .
[2] في ك، ت: «فطمع هو مع جهله باللغة» .
[3] في ك: «قال مؤلفه» .
[4] في ت: «نجد في كلام» .
[5] سورة: الكوثر، الآية: 1.
[6] الحديث أخرجه مسلم في الفتن، حديث 70، 72، وأحمد بن حنبل في المسند 2/ 161، 5/ 306، 307، 6/ 300، 311، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 181، والطبراني في الكبير 1/ 300، 5/ 308، وأبو نعيم في الحليلة 4/ 172، 361، 7/ 197، 198.
وانظر أيضا: (مجمع الزوائد 7/ 242، والمطالب العالية 4479، 4485، وكنز العمال 23736، 33549، 33551، 3737، 37392، 37394، 37399، 37400، 37402، 37406، وشرح السنة 14/ 154، وتهذيب ابن عساكر 4/ 153) .
[7] في ت، ل: «يقول مثل ذا» .

(13/110)


له: إنما يعرف مثل هذا المنجم إذا عرف المولد، وأخذ الطالع، ثم قد لا يصيب وقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام بخبر غيب، فكان كما قَالَ: ثم أخذ لعنه الله يعيب القرآن ويدعي أن فيه لحنا، واستدرك ذاك الخلف بزعمه [1] على الأعادي الفصحاء الذين سلموا لفصاحته.
قَالَ أَبُو عَلي الجبائي: قرأت كتاب الملحد الجاهل السفيه ابن الريوندي، فلم أجد فيه إلا السفه والكذب والافتراء، قَالَ: وقد وضع كتابا في قدم العالم [2] ، ونفي الصانع، وتصحيح مذهب الدهرية، وفى الرد على مذهب أهل التوحيد، ووضع كتابا في الطعن على محمد صلّى الله عليه وسلّم وسماه الزمرد، وشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعة عشر موضعا في كتابه [3] ، ونسبه إلى الكذب، وطعن في القرآن، ووضع كتابا لليهود والنصارى على المسلمين يحتج لهم فيه في إبطال نبوة النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى غير ذلك من الكتب التي تبين خروجه عن الإسلام.
وَقَالَ أَبُو هاشم بْن أبي عَلي الجبائي [4] : ابتدأ ابن الريوندي لعنه اللَّه كلامه في كتاب الفريد، فَقَالَ: إن المسلمين احتجوا لنبوة نبيهم بالكتاب الذي أتى به وتحدى به، فلم يقدروا على معارضته [5] ، قَالَ: فيقال لهم: غلطتم وغلبت العصبية على قلوبكم أخبرونا لو ادعى مدع [لمن تقدم] [6] من الفلاسفة مثل دعواكم في القرآن، وَقَالَ: الدليل على [صدق] [7] بطليموس وإقليدس فيما ادعيا أن صاحب إقليدس جاء به فادعى أن الخلق يعجزون عنه لكان ثبتت نبوته.
قلنا: قد يكون في زمن إقليدس من هو أعرف منه، وإنما شاع كتابه بعده، ولو
__________
[1] في ت: «واستدرك ذاك الجلف بزعمه» .
[2] في ت: «وضع كتابا في الطعن في قدم العالم» .
[3] في ت: «سبعة عشر موضعا من كتابه» .
[4] في المطبوعة: «وقال ابن الجبائي» .
[5] في ت: «فلم يقدروا على مضارعته» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/111)


اجتمع أرباب علمه لجمعوا مثله، ثم لو كَانَ نبينا بكتابه لم يقدح ذلك في دلالة نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] .
وذكر في كتاب نعت الحكمة تقبيح اعتقاد من يعتقد أن أهل النار يخلدون، وَقَالَ:
لا نفع لهم في ذلك [2] ولا للخالق، والحكيم لا يفعل شيئا لا نفع فيه، وهذا جهل منه لأنه يريد بهذا تعليل أفعال الخالق سبحانه وأفعاله لا تعلل، لأن حكمته فوق العقل المعلل، ثم يلزمه هذا بتعذيبهم ساعة.
قَالَ أَبُو عَلي الجبائي: كَانَ السلطان قد طلب أبا عيسى الوراق وابن الريوندي، فأما الوراق فأخذ، وحبس ومات في السجن، وأما ابن الريوندي فانه هرب إلى ابن لاوي اليهودي، ووضع له كتاب «الدامغ» في الطعن على محمد صلّى الله عليه وسلّم وعلى القرآن، ثم لم يلبث إلا أياما يسيرة حتى مرض ومات.
قال المصنف [3] : وقد ذكر في كتاب «الدامغ» من الكفر أشياء تقشعر منها الجلود، غير أنى آثرت أن أذكر منها طرفا ليعرف مكان [4] هذا الملحد من الكفر، ويستعاذ باللَّه سبحانه من الخذلان! فمن ذلك أنه قَالَ عن الخالق تعالى عن ذلك: من ليس عنده من الدواء إلا القتل فعل العدو الحنق الغضوب، فما حاجته إلى كتاب ورسول [5] ؟ وهذا قول جاهل باللَّه سبحانه لأنه لا يوصف بالحنق ولا بالحاجة وما عاقب حتى أنذر.
وقال لعنه الله ووجدناه يزعم أنه يعلم الغيب، فيقول: وَما تَسْقُطُ من وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها 6: 59 [6] ثم يقول: وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ 2: 143 [7] . / وهذا جهل
__________
[1] في ت: «في دلالة النبوة» .
[2] في ك: «لا نفع لهم بذلك» .
[3] في ك: «قال المؤلف» .
[4] في ت: «طرفا ليعلم مكان» .
[5] في المطبوعة: «فما حاجته في كتاب ورسول» .
[6] سورة: الأنعام، الآية: 59.
[7] سورة: البقرة، الآية: 143.

(13/112)


منه بالتفسير ولغة العرب، وإنما المعنى ليظهر ما علمناه، ومثله: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ 47: 31 [1] أي نعلم ذلك واقعا.
وَقَالَ بعض العلماء: حتى يعلم أنبياؤنا والمؤمنون [به] [2] . وَقَالَ في قوله: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً 4: 76 [3] أي أضعف له، وقد أخرج آدم وأزل خلقا! وهذا تغفل منه، لأن كيد إبليس تسويل بلا حجة والحجج ترده، ولهذا كَانَ ضعيفا، فلما مالت الطباع إليه آثر وفعل.
وَقَالَ: من لم يقم بحساب ستة تكلم بها في الجملة فلما صار إلى التفاريق وجدناه قد غلط فيها [باثنين] [4] وهو قوله: خَلَقَ الْأَرْضَ في يَوْمَيْنِ 41: 9 [5] ، ثم قَالَ: وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ 41: 10 [6] ثم قال: فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ في يَوْمَيْنِ 41: 12 [7] ، فعدها هذا المغفل ثمانية ولو نظر في أقوال العلماء لعلم أن المعنى في تتمة أربعة أيام.
وَقَالَ: في قوله: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى 20: 118 [8] وقد جاع وعري! وهذا المغفل الملعون ما فهم أن الأمر مشروط بالوفاء بما عوهد عليه من قوله: وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا من الظَّالِمِينَ 2: 35 [9] .
وَقَالَ في قوله: وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً [أَنْ يَفْقَهُوهُ] 6: 25 [10] ثم قال: وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو 18: 58
__________
[1] سورة: محمد، الآية: 31.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] سورة: النساء، الآية: 76.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] سورة: فصلت، الآية: 9.
[6] سورة: فصلت، الآية: 10.
[7] سورة: فصلت، الآية: 12.
[8] سورة: طه، الآية: 118.
[9] سورة: البقرة، الآية: 35.
[10] سورة: الأنعام، الآية: 25.
وما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/113)


الرَّحْمَةِ 18: 58 [1] فأعظم الخطوب ذكره الرحمة مضموما إلى [2] إهلاكهم! وهذا الأبله الملعون ما علم أنه لما وصف نفسه بالمعاقبة للمذنبين فانزعجت القلوب [3] ضم إلى ذلك ذكر الرحمة بالحلم عن العصاة والإمهال والمسامحة في أكثر الكسب.
قَالَ: [ونراه] [4] يفتخر بالمكر والخداع! وهذا المسكين الملعون قد نسب المعنى إلى الافتخار! ولا يفهم [5] أن معنى مكره جزاء الماكرين.
قَالَ الملعون: ومن الكذب قوله: وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ 7: 11 [6] وهذا كَانَ قبل تصوير آدم! وهذا الأحمق الملعون [لو طالع أقوال العلماء وفهم سعة اللغة علم أن المعنى خلقنا آدم وصورناه كقوله: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ 69: 11 [7] .
وقال:] [8] ضمن فاحش ظلمه قوله: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها 4: 56 [9] فعذب جلودا لم تعصه! وهذا الأحمق الملعون لا يفهم أن الجلد ألة للتعذيب، فهو كالحطب يحرق لإنضاج غيره، ولا يقال إنه معذب، وقد قَالَ العلماء: إن الجلود الثانية هي الأولى أعيدت كما يعاد الميت [10] بعد البلى.
قال: وقوله: لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ 5: 101 [11] وإنما يكره [12] السؤال
__________
[1] سورة: الكهف، الآية: 58، و «وذو الرحمة» : ساقطة من ك، ل، والمطبوعة، وأثبتناها من ت.
[2] في ك: «مضومة إلى» .
[3] في ت: «فأفزع القلوب» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ك، ت: «ولم يفهم» .
[6] سورة: الأعراف، الآية: 11.
[7] سورة: الحاقة، الآية: 11.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] سورة: النساء، الآية: 56.
[10] في ك: «كإعادة الميت» . وفي ت: «كما يعيد الميت» .
[11] سورة: المائدة، الآية: 101.
[12] في ك: «فإنما يكره» .

(13/114)


رديء السلعة لئلا تقع عليه عين التاجر فيفتضح، فانظروا إلى عامية هذا الأحمق الملعون وجهله، أتراه قَالَ: لا تسألوا عن الدليل على صحة قولي؟ إنما كانوا يسألون فيقول قائلهم: من أبى؟ فقال: لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ 5: 101 يعنى من هذا الجنس، فربما قيل للرجل أبوك فلان وهو غير أبيه الّذي يعرف فيفتضح.
قَالَ: ولما وصف الجنة، قَالَ: فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ 47: 15 [1] وهو الحليب، ولا يكاد يشتهيه إلا الجياع [2] ، وذكر العسل ولا يطلب صرفا، والزنجبيل وليس من لذيذ الأشربة، والسندس يفرش ولا يلبس [3] ، وكذلك الاستبرق الغليظ، قَالَ: ومن تخايل أنه في الجنة يلبس هذا الغليظ ويشرب الحليب والزنجبيل صار كعروس الأكراد والنبط، فانظروا إلى لعب هذا الملعون المستهزئ وجهله! ومعلوم أن الخطاب إنما هو للعرب وهم يؤثرون ما وصف، كما قَالَ: فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ 56: 28- 29 [4] ، ثم إنما وصف [5] أصول الأشياء المتلذذ [بها، فالقدرة] [6] قد تكون [7] من اللبن أشياء كالمطبوخات وغيرها ومن العسل [أشياء] [8] يتحلى بها، ثم قَالَ عز وجل: وَفِيها مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ [وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ] [9] 43: 71 وَقَالَ: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر [10] فوصف ما يعرف
__________
[1] سورة: محمد، الآية: 15.
[2] في ك: «يشتهيه الا الجائع» .
[3] في ك: «والسندس يفترش ولا يلبس» .
[4] سورة: الواقعة، الآية: 28.
[5] العبارة: «للعرب وهم يؤثرون ... ثم إنها وصف» . ساقطة من ص، ل.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقطة من ت.
[7] «قد» : ساقطة من ص، ل.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقطة من ت.
[9] سورة: الزخرف، الآية: 71. وما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] حديث قدسي رواه أحمد، والشيخان، والترمذي، وابن ماجة من حديث أبي هريرة.
ورواه جرير من حديث أبي سعيد، ورواه أيضا عن قتادة مرسلا، ورواه عن الحسن بلاغا.
انظر الحديث في: (صحيح البخاري، التفسير، سورة 33، حديث 3، وبدء الخلق، الباب 8، حديث

(13/115)


ويشتهى وضمن ما لا يعرف، وَقَالَ: إنما أهلك ثمودا لأجل ناقة، وما قدر ناقة؟ وهذا جهل منه الملعون [فإنه] [1] إنما أهلكهم لعنادهم وكفرهم في مقابلة المعجزة، لا لإهلاك ناقة.
قَالَ: وَقَالَ: يَا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا من رَحْمَةِ الله 39: 53 [2] ، ثم قَالَ: لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ 40: 28 [3] . ولو فهم أن الإسراف الأول في الخطايا دون الشرك، والثاني في الشرك، وما يتعلق بكل آية يكشف معناها. قَالَ: ووجدناه يفتخر بالفتنة التي ألقاها بينهم كقوله: وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ 6: 53 [4] وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ من قَبْلِهِمْ 29: 3 [5] ، ثم أوجب للذين فتنوا المؤمنين عذاب الأبد! وهذا الجاهل الملعون لا يدري أن الفتنة [كلمة] [6] يختلف معناها في القرآن، فالفتنة معناها: الابتلاء،. كالآية الأولى، والفتنة الإحراق كقوله: فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ 85: 10 [7] .
وقال: وقوله: وَلَهُ أَسْلَمَ من في السَّماواتِ وَالْأَرْضِ 3: 83 [8] خبر محال، لأنه ليس كل الناس مسلمين، وكذلك قوله: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ 17: 44 [9] وقوله: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما في السَّماواتِ وَما في الْأَرْضِ 16: 49 [10] ، ولو أن هذا الزنديق الملعون طالع التفسير
__________
[5،) ] وصحيح مسلم، صفة الجنة والنار، حديث 3، 5 من الباب 1، والرقائق، الباب 1، حديث 4، وسنن الترمذي، التفسير سورة 33، 2، وسنن ابن ماجة، الزهد، الباب 39، 1، ومسند أحمد بن حنبل 2/ 438، 466، والبعث والنشور 179، 180، 181، وتفسير الطبري 21/ 67، ومصنف ابن أبي شيبة 13/ 109، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 26، ومسند الحميري 1133) .
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] سورة: الزمر، الآية: 53.
[3] سورة: غافر، الآية: 28.
[4] سورة: الأنعام، الآية: 53.
[5] سورة: العنكبوت، الآية: 3.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] سورة: البروج، الآية: 10.
[8] سورة: آل عمران، الآية: 83.
[9] سورة: الإسراء، الآية: 44.
[10] سورة: النحل، الآية: 49.

(13/116)


وكلام العرب لما قَالَ هذا، إنما يتكلم بعاميته وحمقه [1] ، وإنما المعنى وله [أسلم] [2] استسلم والكل منقاد لما قضى به وكل ذليل لأمره، وهو معنى السجود، ثم قد تطلق العرب لفظ الكل وتريد البعض كقوله: تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ 46: 25 [3] .
[وقد] [4] ذكر الملعون أشياء من هذا الجنس مزجها بسوء الأدب، [5] والانبساط القبيح، والذكر للخالق سبحانه وتعالى بما لا يصلح أن يذكر به أحد العوام، وما سمعنا أن أحدا عاب الخالق وانبسط كانبساط هذا اللعين قبله ويلومه لو جحد الخالق كَانَ أصلح له من أن يثبت وجوده، [ثم يخاصمه] [6] ويعيبه وليس له في شيء مما قاله شبهة، فضلا عن حجة فتذكر ويجاب عنها، وإنما هو خذلان فضحه الله تعالى به في الدنيا، والله تعالى يقابله يوم القيامة مقابلة تزيد على مقابلة إبليس، وإن خالف، لكنه احترم في الخطاب كقوله: فَبِعِزَّتِكَ 38: 82 [7] ولم يواجه بسوء أدب كما واجه هذا اللعين، جمع الله بينهما، وزاد هذا من العذاب.
وقد حكينا عن الجبائي ان ابن الريوندي مرض ومات، ورأيت بخط ابن عقيل أنه صلبه بعض السلاطين [والله اعلم] [8] . وَقَالَ ابن عقيل: ووجدت في تعليق محقق [9] من أهل العلم: أن ابن الريوندي مات وهو ابن ست وثلاثين سنة [10] ، مع ما انتهى إليه من التوغل في المخازي لعنه الله وشدد عذابه [11] .
__________
[1] في ص: «بعاميته وخفته» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] سورة: الأحقاف، الآية: 25.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ت: «من هذا الجنس من سوء الأدب» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] سورة: ص، الآية: 82.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] في ت: «ووجدت بخط محقق» .
[10] في ت: «وهو ابن ست وثمانين» .
[11] في المطبوعة: «لعنه الله لعنه الله» .

(13/117)


2053- الجنيد بْن مُحَمَّد بْن الجنيد، أَبُو الْقَاسِم الخزاز، ويقال: القواريري [1] :
قِيلَ كَانَ أبوه قواريريا وكان هو خزازا، وأصله من نهاوند إلا أن مولده [2] ومنشأه ببغداد، سمع الحسن بْن عرفة، وتفقه على أبي ثور، وَكَانَ يفتي بحضرته وهو ابن عشرين سنة، وصحب جماعة من أهل الخير [3] ، واشتهر بصحبة الحارث المحاسبي، وسرى السقطي، ولازم التعبد، وتكلم على طريقة التصوف.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا [أبو بكر] [4] أحمد بن علي بن ثابت، قال: أخبرنا أحمد بْن عَلي المحتسب، قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسن بْن الحسين الفقيه [5] ، قَالَ: سمعت جعفر الخلدي يقول: قَالَ الجنيد: ما أخرج الله إلى الأرض علما وجعل للخلق إليه سبيلا إلا وقد جعل [الله] [6] لي فيه حظا ونصيبا، قَالَ الخلدي [7] : وبلغني عن الجنيد أنه كَانَ في سوقه، وكان ورده في كل يوم ثلاثمائة ركعة وثلاثين ألف تسبيحة.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: [أَخْبَرَنِي أَبُو الحَسَن مُحَمَّد بْن عبد الواحد، قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن الحسين
__________
[1] انظر ترجمته في: (طبقات الصوفية 155- 163، وحلية الأولياء 10/ 255- 287، وصفة الصفوة 2/ 235- 240، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 98- 101، ومرآة الزمان 2/ 231- 236، والرسالة القشيرية 24، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 129- 144. والكامل لابن الأثير 8/ 62، ووفيات الأعيان 1/ 373، 374، وطبقات المفسرين للداوديّ 123، والفهرست لابن النديم 186، وطبقات الشافعية 2/ 28- 37، وتاريخ بغداد 7/ 241- 249، والبداية والنهاية 11/ 113، وسير أعلام النبلاء 9/ 2/ 155، وطبقات الحنابلة 1/ 127- 129، وشذرات الذهب 2/ 288- 230، والكواكب الدرية 1/ 22، وطبقات الأولياء 31، والأنساب للسمعاني 465، وصفوة الصفوة لابن الجوزي 2/ 325، والعبر 2/ 10) .
[2] في ت: «ومولده» .
[3] في ت: «وصحب جماعة من الصالحين» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في ك، ل، ص، والمطبوعة: «حدثنا الحسن بن الحسين الفقيه» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] في ت: «قال الحارث» وما أوردناه من باقي النسخ، وتاريخ بغداد (7/ 242) .

(13/118)


السلمي، قَالَ: سمعت أبا بكر البجلي يقول: سمعت أبا مُحَمَّد الحريري، يقول: كنت واقفا على رأس الجنيد وقت وفاته وهو يقرأ القرآن، فقلت: يا أبا الْقَاسِم ارفق بنفسك، فَقَالَ: يا أبا مُحَمَّد ما رأيت أحدا أحوج إليه مني في هذا الوقت وهو يطوي صحيفتي.
قال الخطيب و] [1] أخبرني عبد العزيز بن على الوراق/ قال: سمعت عَلي بْن عبد الله الهمذاني يقول: سمعت جعفر الخلدي، يقول: سمعت الجنيد يقول: ما نزعت ثوبي للفراش منذ أربعين سنة.
أنبأنا القزاز، قَالَ: أنبأنا أَبُو بكر أَحْمَد بْن عَلي بْن ثَابِت، قَالَ [2] ، وأخبرني الجوهري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن العباس، أَخْبَرَنَا ابن المنادي، قَالَ: مات الجنيد سنة ثمان وتسعين، فذكر لي أنه حزر الجمع الذين صلوا عليه نحو ستين ألفا.
2054- الحسن بْن عَلي بْن مُحَمَّد بْن سليمان، أَبُو مُحَمَّد القطان- ويعرف بابن علويه [3] :
ولد في شوال سنة خمس ومائتين، سمع عاصم بْن عَلي وغيره، روى عنه النجاد، والخطبي [4] ، وَكَانَ ثقة، وتوفي في شهر ربيع [5] الآخر من هذه السنة.
2055- سعيد بن إسماعيل بْن سعيد بْن منصور، أَبُو عثمان الواعظ [6] الحيري:
ولد بالري ونشأ بها، ثم انتقل إلى نيسابور فسكنها إلى أن توفي بها في ربيع الآخر من هذه السنة، سمع الحديث بالري من مُحَمَّد بن مقاتل، وموسى بن نصر، وبالعراق
__________
[1] ما بين المعقوفتين: جاء في ت بعد الفقرة الآتية.
[2] «أنبأنا القزاز، قَالَ: أنبأنا أَبُو بكر أَحْمَد بن علي بن ثابت، قال» هذه العبارة ساقطة من ل. وفي ص:
«قال الخطيب» .
[3] «أبو محمد» ساقطة من ل، ص.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 375) .
[4] في ك: «والحظي» .
[5] في ص، ل: «وتوفي في ربيع الآخر» .
[6] «الحيريّ» نسبة إلى قرية يقال لها الحيرة، من قرى نيسابور.
انظر ترجمته في: «تاريخ بغداد 9/ 99، وشذرات الذهب 2/ 230، 231. والنجوم الزاهرة 3/ 177.
وطبقات الصوفية 170. وحلية الأولياء: 1/ 244. والعبر 2/ 11. ووفيات الأعيان 2/ 369، 370) .

(13/119)


من مُحَمَّد بْن إسماعيل الأحمسي [1] ، وحميد بْن الربيع اللخمي [2] وغيرهما، ودخل بغداد، ويقال: إنه كَانَ مستجاب الدعوة.
أَخْبَرَنَا [أَبُو منصور] [3] القزاز، قال: أخبرنا أبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن نعيم الضبي، قَالَ: سمعت أمي تقول: سمعت مريم امرأة أبي عثمان، تقول: صادفت من أبي عثمان [4] خلوة فاغتنمتها، فقلت: يا أبا عثمان، أي عملك أرجى عندك؟ فَقَالَ: يا مريم لما ترعرعت وأنا بالري، كانوا يريدونني على الترويج [5] فأمتنع، جاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان قد أحببتك حبا أذهب نومي ورقادي [6] ، وأنا أسألك بمقلب القلوب، وأتوسل به إليك أن تتزوج بي، قلت: ألك والد؟ قالت: نعم فلان الخياط في موضع كذا وكذا، فراسلت أباها أن يزوجها مني، ففرح بذلك، وأحضرت الشهود فتزوجت بها، فلما دخلت بها وجدتها عوراء عرجاء مشوهة [الخلق] [7] فقلت: اللَّهمّ لك الحمد على ما قدرته لي، وَكَانَ أهل بيتي يلومونني على ذلك، فأزيدها برا وإكراما إلى أن صارت بحيث لا تدعني أخرج من عندها، فتركت حضور المجالس إيثارا لرضاها وحفظا لقلبها ثم بقيت معها على هذه الحال خمس عشرة سنة، وكأني في بعض أوقاتي على الجمر [8] ، وأنا لا أبدي لها شيئا من ذلك [9] إلى أن ماتت، فما شيء أرجى [عندي] [10] من حفظي عليها ما كان في قلبها من جهتي.
__________
[1] في ت: «موسى بن نصر بن محمد بن الأحمسي» . وفي ل، ك: «وموسى بْن نصر، وبالعراق من مُحَمَّد بْن إسماعيل الأخمسي» . وفي ص: «بدلا من الأحمسي: «الإخميمي» . وما أوردناه يوافق ما في تاريخ بغداد (9/ 99) .
[2] في ك: «حميد بن الربيع الكجي» . وما أوردناه من باقي الأصول، وتاريخ بغداد (9/ 100) .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ك: «صادفت مع أبي عثمان» .
[5] في ص، ل، والمطبوعة: «يريدونني على الزواج» .
[6] في ص، ل: «أذهب نومي وقراري» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] في ت: «وكان في بعض أوقاتي كأني على الجمر» .
[9] في ت: «لا أبدي لها من ذلك شيئا» .
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/120)


أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الكريم بْن هوازن، قَالَ: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي [1] ، يقول: سمعت عبد الله بْن مُحَمَّد الشعراني، يقول: سمعت أبا عثمان يقول: منذ أربعين سنة ما أقامني [الله] [2] في حال فكرهته، ولا نقلني إلى غيره فسخطته.
وَكَانَ أَبُو عثمان ينشد:
أسأت ولم أحسن وجئتك هاربا ... وأين لعبد من مواليه مهرب
يؤمل غفرانا فإن خاب ظنه ... فما أحد منه على الأرض أخيب
2056- سعيد بْن عبد الله بْن أبي رجاء، أَبُو عثمان الأنباري، ويعرف بابن عجب [3] :
حدث عن أبي عمر الدوري، وغيره، روى عنه ابن مخلد، وابن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
2057- سمنون بْن حمزة الصوفي [4] :
ويقال: سمنون بْن عبد الله ويكنى أبا الْقَاسِم، صحب سريا وغيره، [ووسوس] [5] فكان يتكلم في المحبة، ثم سمى نفسه الكذاب لموضع دعواه في قوله:
فليس لي في سواك حظ ... فكيف ما شئت فامتحني
فامتحن بحصر البول، فصار يدور في المكاتب [6] ، ويقول للصبيان، ادعوا لعمكم المبتلى بلسانه.
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد، قال: أخبرنا [أبو بكر] أحمد بن علي بن
__________
[1] في ت: «قال: سمعت أبا عثمان السلمي» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 102، والإكمال 6/ 147، وسؤالات الحاكم للدارقطنيّ 106، وفيه قال: لا بأس به» ) .
[4] انظر ترجمته في: (طبقات الصوفية 195- 199، وحلية الأولياء 10/ 309- 314، وصفة الصفوة 2/ 240- 242، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 104، وتاريخ بغداد 9/ 234- 237، والبداية والنهاية 11/ 115، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 136، وطبقات الأولياء ص 165- 170) .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ت: «فصار يدور على المكاتب» ، وفي ك: «فجعل يدور على المكاتب» .

(13/121)


ثَابِت [1] ، حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن عَلي الوراق، حَدَّثَنَا عَلي بْن عبد الله الهمذاني، قَالَ:
حدثني عبد الكريم بْن أَحْمَد، قَالَ: حدثني أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن عبد الله الفرغاني، قَالَ: أخبرني أَبُو أَحْمَد المغازلي، قَالَ: كَانَ ورد سمنون في كل يوم وليلة خمسمائة ركعة.
2058- صافي الحرمي [2] :
مرض فأشهد على نفسه أنه ليس له عند غلامه قاسم مال ولا عقار ولا وديعة، فلما مات حمل غلامه إلى الوزير ابن الفرات من العين مائة ألف دينار، وعشرين ألف دينار، وسبعمائة منطقة، وَقَالَ: هذا الذي كَانَ له عندي، فأعلم المقتدر بذلك، فأمر أن ينزل الْقَاسِم منزلته. وكان صافي صاحب الدولة كلها، و [إليه] [3] أمر دار الخليفة [4] .
وتوفي في شعبان هذه السنة.
2059- عبد الله بْن مُحَمَّد بْن صالح بْن مساور، أَبُو مُحَمَّد البكري: وقيل: الباهلي [5] :
من أهل سمرقند، كَانَ ممن عني بطلب الحديث والآثار، ورحل في ذلك، وجالس الحفاظ، وكتب عنهم، وحدث في البلاد فروى عنه من أهل بغداد مُحَمَّد بْن مخلد، وأبو بكر الشافعي، وَكَانَ ثقة، وتوفي في هذه السنة.
2060- عَبْد السلام بْن سهل بْن عيسى [6] ، أَبُو عَلي السكري [7] :
سكن مصر، وحدث بها عن يحيى الحماني، وعُبَيْد اللَّهِ القواريري. روى عنه ابن شنبوذ، والطبراني، وَكَانَ من نبلاء الناس، وأهل الصدق، ولكنه تغير في آخر أيامه [8] ، وتوفي في شهر ربيع الآخر من هذه السنة [9] .
__________
[1] في ك، ل، ص: «أخبرنا أبو بكر بن ثابت أحمد بن علي» .
[2] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 115، وفيه: «صافي الحربي» ) .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ت: «أمر دار الخلافة إليه» . وفي ك: «أمر دار الخلافة» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 101، 102) .
[6] في ص، ل: «عبد السلام بن عيسى» . بإسقاط «ابن سهل» .
[7] ذكر الذهبي في الميزان أنه بغدادي، وحدث بمصر.
انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 54، وميزان الاعتدال 2/ 615) .
[8] في ت: «تغير في آخر عمره» .
[9] في ت: «توفي في آخر ربيع الأخر من هذه السنة» .

(13/122)


ثم دخلت سنة [1] تسع وتسعين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
أنه ظهرت ثلاثة كواكب مذنبة. ظهر أحدها ليلة الخميس لخمس بقين من رمضان في برج الأسد، وظهر الثاني في ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة في المشرق، وظهر الثالث ليلة الأربعاء لعشر بقين من ذي القعدة [2] في برج العقرب، وبقيت أياما ثم اضمحلت.
وغضب الخليفة على عَلي بْن مُحَمَّد بْن الفرات لأربع خلون من ذي الحجة، وحبس ووكل بدوره، وأخذ كل ما وجد له ولأهله وأصحابه [3] ، وانتهبت دورهم أقبح نهب، وادعى عليه أنه كتب إلى الأعراب أن يكبسوا بغداد، واستوزر أَبُو عَلي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن يحيى بْن خاقان، وَكَانَ قد ضمن لأم ولد المعتضد [باللَّه] [4] مائة ألف دينار فعملت في توليته.
[وورد الخبر من فارس بطاعون حدث فيها مات فيه سبعة آلاف إنسان] ، ووردت أربعة أحمال مال من مصر، وقيل: إنه وجد هناك كنز قديم، وَكَانَ معه ضلع إنسان طوله
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ت: «لعشر بقين من ذي الحجة» . وما أوردناه من باقي الأصول، والكامل لابن الأثير (6/ 470) والبداية والنهاية (11/ 116) .
[3] «وأصحابه» ساقطة من ل، ص.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وفي ص: «لأم ولد المقتدر باللَّه» . وهو خطأ.

(13/123)


أربعة عشر شبرا في عرض شبر، زعموا أنه من قوم عاد، وَكَانَ [مبلغ] [1] المال خمسمائة ألف دينار، وَكَانَ معها هدايا عجيبة فذكر الصولي أنه كَانَ في الهدايا تيس له ضرع يحلب اللبن.
ووردت رسل أَحْمَد بْن إسماعيل بهدايا منها مذبة مرصعة [2] بفاخر الجوهر، وتاج من ذهب مرصع بجوهر له قيمة كبيرة [3] ، ومناطق ذهب مرصعة، وخلع سلطانية فاخرة، وربعة ذهب مرصعة فيها شمامات مسك، وعنبر كله مرصع، وعشرة أفراس بسروجها ولأحدها سرج ذهب.
ووردت هدايا ابن أبي الساج، أربعمائة دابة، وثمانون ألف دينار، وفرش أرمني لم ير مثله، فيه بساط طوله سبعون ذراعا في عرض ستين [ذراعا] [4] عمل في عشر سنين لا قيمة له.
وورد الخبر من فارس بطاعون حدث فيها مات فيه سبعة آلاف إنسان. [5] وفى هذه السنة حج بالناس الفضل بْن عبد الملك [6] / وورد ورقاء بْن محمد بن ورقاء بْن مُحَمَّد بْن ورقاء الشيباني [7] ، ومعه أسرى من الأعراب كل منهم كَانَ يعني السلطان، وأصلح الطريق بأخذهم.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2061- أحمد بن نصر بْن إبراهيم، أَبُو عمرو الحافظ، المعروف [8] بالخفاف:
سمع إسحاق بْن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن رافع، وأبا كريب، وغيرهم،
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ت: «بدنة مرصعة» .
[3] في ت: «بجوهر له قيمة كثيرة» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] العبارة: «وورد الخبر ... سبعة آلاف إنسان» . ساقط من المطبوعة.
[6] في ت: «وحج بالناس في هذه السنة الفضل بْن عبد الملك» .
[7] في ت: «وورد أبو جعفر ورقاء بن محمد بن ورقاء الشيبانيّ» .
[8] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 117. وشذرات الذهب 2/ 231، وتذكرة الحفاظ 654) .

(13/124)


وَكَانَ يذاكر بمائة ألف حديث، وصام دائما نيفا وثلاثين سنة، وتصدق بخمسة آلاف درهم، توفي في شعبان هذه السنة.
أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ البيهقي، أَخْبَرَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع، قَالَ: سمعت أبا حامد بْن مُحَمَّد المقرئ [1] يقول: وقف سائل على أبي عمرو الخفاف فأمر له بدرهمين [2] ، فَقَالَ الرجل: الحمد للَّه فَقَالَ لصاحبه: اجعلها خمسة فَقَالَ الرجل: اللَّهمّ لك الحمد، فَقَالَ: اجعلها عشرة، فلم يزل الرجل يحمد الله ويزيده أَبُو عمرو إلى أن بلغ مائة درهم، فَقَالَ: جعل الله عليك واقية باقية، فَقَالَ أَبُو عمرو: والله لو لم يرجع [3] من الحمد إلى غيره لبلغت به عشرة آلاف درهم.
2062- البهلول بْن إسحاق بْن البهلول بْن حسان بْن سنان، أَبُو مُحَمَّد التنوخي [4] .
ولد سنة أربع ومائتين، وسمع إسماعيل بْن أبي أويس، ومصعبا الزبيري، وسعيد بْن منصور، وغيرهم، روى عنه أَبُو بكر الشافعي، وجماعة آخر هم أَبُو بكر الإسماعيلي الجرجاني، وَكَانَ ثقة ضابطا لما يرويه، [بليغا] [5] مصقعا في خطبته.
وتوفي في هذه السنة [6] .
2063- جعفر بن مُحَمَّد بن الأزهر، أبو أحمد البزاز يعرف بالباوردي [7] ، والطوسي:
روى عن جماعة، حدث عنه النجاد والشافعي، وَكَانَ ثقة، وتوفي في رجب هذه السنة.
__________
[1] في ت: «أبا حامد أحمد بن محمد المقرئ» .
[2] في ص، ل، والمطبوعة: «فأمر له بدرهم» . وما أوردناه من ك، ت، والبداية والنهاية (11/ 117) .
[3] في ص، ل: «فقال أبو عمرو: لو لم يرجع» . بإسقاط القسم بلفظ الجلالة.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 109، 110، والبداية والنهاية 11/ 117، وشذرات الذهب 2/ 228، ومعجم شيوخ الإسماعيلي 213، والعبر 2/ 110، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 212، وفيه «قال ثقة» ) .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] «وتوفي في هذه السنة» : ساقطة من ص.
[7] في ت: «أبو محمد البزاز، ويعرف ... » . وما أوردناه يوافق ما في تاريخ بغداد.
انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 197) .

(13/125)


2064- الحسين بْن عبد الله بْن أَحْمَد، أَبُو عَلي الخرقي [1] :
والد عمر صاحب المختصر [في الفقه] [2] على مذهب أَحْمَد [بْن حنبل] [3] حدث عن جماعة [4] وروى عنه أبو بكر الشافعي، وابن الصواف، وعبد العزيز بْن جعفر، وَكَانَ خليفة المروذي وتوفي في يوم الفطر [5] من هذه السنة، ودفن بباب [6] حرب عند قبر [الإمام] [7] أَحْمَد بْن حنبل.
2065- شاه بْن شجاع، أَبُو الفوارس الكرماني:
كَانَ من أولاد الملوك، وصحب أبا تراب النخشبي وأبا عُبَيْد اللَّهِ البسري وغيرهما.
أَخْبَرَنَا [مُحَمَّد] [8] بْن ناصر قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلي بْن خلف، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي، قَالَ: قَالَ الفارسي: سمعت أبا عَلي الأنصاري يقول: سمعت شاه بْن شجاع [9] يقول لأهل الفضل: فضل ما لم يروه فإذا راوه فلا فضل لهم.
قَالَ السلمي: ورأيت بخط جدي إسماعيل بْن نجيد، قَالَ شاه بْن شجاع: من صحبك ووافقك على ما تحب [10] ، وخالفك فيما تكره فإنما يصحب هواه. قَالَ السلمي:
مات شاه قبل الثلاثمائة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 59، والبداية والنهاية 11/ 117) .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] «حدث عن جماعة» : ساقط من ص، ل.
[5] في المطبوعة: «وتوفي يوم الفطر» .
[6] في ت: «ودفن في باب» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] في المطبوعة، ص، ل: «أخبرنا محمد بن ناصر بإسناده عن أبي الحسن الفارسيّ يقول، سمعت أبا عَلي الأنصاري يقول: سمعت شاه بن شجاع» وفي ك: «أخبرنا محمد بن ناصر، أنبأنا أبو بكر أَحْمَد بْن عَلي بْن خلف، أنبأنا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي، قَالَ: قَالَ الفارسي سمعت أبا عَلي الأنصاري يقول:
سمعت شاه بْن شجاع» .
[10] في ت: «ورافعك على ما تحب» .

(13/126)


2066- عباس بْن عبد الله بْن مُحَمَّد بْن فضال، أَبُو جعفر الكوفي [1] :
كتب العلم وعني بتصنيفه، وتوفي بمصر في ربيع الأول من هذه السنة.
2067- عباس بْن المهتدى، أَبُو الفضل الصوفي [2] :
بغدادي دخل مصر، وصحب بها أبا سعيد الخراز، وَكَانَ كثير الأسفار على التوكل، وَكَانَ من أقران الجنيد [3] .
أنبأنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حبيب [4] [قَالَ] : أنبأنا عَلي بْن عبد الله [5] بْن أبي صادق أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله بْن باكويه، حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بْن الحسن الخشاب، قَالَ: حدثني مُحَمَّد بْن عبد الله الفرغاني، قَالَ: تزوج عباس بْن المهتدي امرأة، فلما كانت الليلة التي أراد أن يدخل بها وقعت عليه ندامة، فدخل عليها وهو كاره، فلما أراد أن يدنو منها زجر عنها فامتنع من وطئها، وقام وخرج من عندها، فلما كَانَ بعد ثلاثة أيام ظهر للمرأة زوج.
2068- عياش بْن مُحَمَّد بْن عيسى الجوهري: [6]
حدث عن أيوب بْن يحيى المقابري، وداود بْن رشيد، وأحمد بْن حنبل، روى عنه الطبراني، وابن الجعابي، والإسماعيلي. وَكَانَ ثقة.
توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
2069- فاطمة القهرمانة: [7]
غضب عليها المقتدر، وأخذ ما عندها من المال، وَكَانَ لها مال عظيم أعطت منه
__________
[1] في ت: «عبيد بن عبد الله بن فضل، أبو جعفر الكوفي» . خطأ.
[2] «أبو الفضل» : ساقط من ل، ص.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 12/ 152) .
[3] في ت: «وهو من أقران الجنيد» .
[4] في ص، ل: «أنبأنا أبو بكر بن حبيب» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وفي ت: «أخبرنا علي بن عبد الله» .
[6] في ت: «عباس بن محمد بن عيسى الجوهري» . خطأ. وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 12/ 279) .
[7] انظر ترجمتها في: (البداية والنهاية 11/ 118) .

(13/127)


شخصين مائتي ألف دينار عينا غير الهدايا، فمرضت وتوفيت في ذي القعدة من [هذه السنة] [1] وقيل: بل ركبت في طيارها في آخر شعبان فغرقت تحت الجسر في يوم ريح عاصف وأخرجت بعد يومين [2] .
2070- مُحَمَّد بْن إسماعيل، أَبُو عبد الله المغربي [3] :
وهو أستاذ إبراهيم الخواص، حج على قدميه سبعا وتسعين [4] حجة.
أنبأنا أَبُو بكر بْن [5] حبيب الصوفي [أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد بْن أبي صادق [6]] أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله بْن باكويه، قَالَ: سمعت أبا بكر الجوزقاني، يقول:
سمعت إبراهيم بْن شيبان، يقول: سمعت [أبا عبد الله] [7] المغربي، يقول:
ما رأيت ظلمة منذ سنين كثيرة. قَالَ إبراهيم: [وذلك أنه كَانَ يتقدمنا بالليل المظلم] [8] ونحن نتبعه وهو حاف حاسر، فكان إذا عثر أحدنا يقول له: يمينا وشمالا، ونحن لا نرى [ما] [9] بين أيدينا، فإذا أصبحنا نظرنا إلى رجله كأنها رجل عروس خرجت من خدرها، وَكَانَ يقعد لأصحابه ويتكلم عليهم، فما رأيته انزعج إلا يوما واحدا كنا على الطور وهو قد استند إلى شجرة خرنوب، وهو يتكلم علينا، فَقَالَ في كلامه: لا ينال العبد مراده حتى ينفرد فردا بفرد [10] فانزعج واضطرب، فرأيت الصخور
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ت: جاءت هذه الجملة بتقديم وتأخير.
[3] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 117، طبقات الصوفية 242، 245، وحلية الأولياء 10/ 335، وصفة الصفوة 4/ 305، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 108، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 169، والكواكب الدرية 1/ 269، ومسالك الأبصار 5/ 1/ 204- 207، وجامع كرامات الأولياء 1/ 101، والنجوم الزاهرة 3/ 132، 178، وطبقات الأولياء 109) .
[4] في ت: «تسعا وتسعين حجة» .
[5] في ت: «أخبرنا أبو بكر بن» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وفي ك: «أخبرنا أبو سعيد» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] في ت: «حتى ينفرد فرد الفرد» .

(13/128)


قد تدكدكت، وبقي في ذلك ساعات، فلما أفاق كأنه نشر من قبره. تُوُفِّيَ في هذه السنة، وقيل: سنة سبع وتسعين، وأوصى أن يدفن إلى جانب أستاذه [1] عَلي بْن رزين، وعاش كل واحد منهما عشرين ومائة سنة فهما على جبل الطور [2] .
2071- مُحَمَّد بْن أبي بكر أَحْمَد بْن أبي خيثمة، زهير بْن حرب، أَبُو عبد الله [3] :
نسائي الأصل، كَانَ فهما عارفا، وحدث عن نصر بن علي الجهضمي، وعمرو بْن عَلي الصيرفي [4] ، والحسين بْن حريث المروزي، وَغَيْرُهُمْ.
أَخْبَرَنَا [أَبُو منصور] [5] القزاز، قَالَ أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت عن أبي عبد الله [6] مُحَمَّد بْن الحسين الضميري، قَالَ: قَالَ لي عَلي بْن الحسن الرازيّ:
قال لنا أبو عبد الله مُحَمَّد بْن الحسين الزعفراني [7] ، قَالَ: كَانَ لأبي بكر بْن أبي خيثمة ابن حافظ استعان به أَبُو بكر في تصنيف كتاب التاريخ [8] .
قَالَ ابن ثَابِت: هُوَ أَبُو عبد الله هذا، قَالَ: وقرأت في كتاب أبي الفتح عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد النحوي [9] ، سمعت القاضي ابن كامل يقول: أربعة كنت أحب بقاءهم أَبُو جعفر الطبري، والبربري [10] ، وأبو عبد الله بْن أبي خيثمة، والمعمري، فما رأيت أفهم منهم
__________
[1] في ت: «يدفن إلى جنب أستاذه» .
[2] العبارة: «توفي في هذه السنة ... على جبل الطور» جاءت في ت أول الترجمة.
[3] ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 117، وشذرات الذهب 2/ 225) .
[4] في ص: «عمرو بن علي الكوفي» . وفي ك: «عمر بن علي الصوفي» . وفي ت: «عمرو بن أبي علي الصوفي» . وما أوردناه من تاريخ بغداد.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ص، ل، والمطبوعة: «عن أبي عبد الله» .
[7] العبارة: «الحسين الضميري قال: ... قال لنا أبو عبد الله محمد بن الحسين» ساقطة من ص، ول، وفي ك: «الحسين الصميري» .
[8] في ت: «على تصنيف كتاب التاريخ» .
[9] في ت: «كتاب الفتح عبد الله بن أحمد النحويّ» .
[10] في ص: «التيرتزي» . وفي ك: «البريدي» . وفي ت: «اليزيدي» . وما أوردناه من تاريخ بغداد.

(13/129)


ولا احفظ. توفي مُحَمَّد بْن أبي بكر يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي القعدة من هذه السنة [1] .
2072- مُحَمَّد بن أحمد بن كيسان، أَبُو الحسن [2] النحوي:
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن القزاز [3] ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ [بْنِ ثَابِتٍ] ، [4] قَالَ:
كَانَ ابن كيسان [5] أحد المذكورين بالعلم والموصوفين بالفهم، وَكَانَ يحفظ مذهب البصريين والكوفيين معا في النحو، لأنه أخذ عن المبرد، وثعلب، وَكَانَ أَبُو بكر بْن مجاهد المقرئ يقول: أَبُو الحسن بْن كيسان أنحى من الشيخين، يعنى ثعلبا والمبرد.
قَالَ ابن ثَابِت وبلغني أنه مات في سنة تسع وتسعين ومائتين.
2073- مُحَمَّد بْن السري بْن سهل، أَبُو بكر القنطري [6] :
سمع عثمان بْن أبي شيبة وغيره، وَكَانَ ثقة، توفي في جمادى الأولى من هذه السنة.
2074- مُحَمَّد بْن يحيى أَبُو سعيد، يعرف بحامل [7] كفنه:
سكن دمشق، وحدث بها عن أبي بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، وعقبة بن مكرم العمي، وإبراهيم بن سعيد/ الجوهري، وسلمة بن شبيب، وأحمد بن منيع وغيرهم، روى عنه أبو بكر النقاش وغيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ [بْنِ ثَابِتٍ] [8] قَالَ:
__________
[1] وفاته في تاريخ بغداد وشذرات الذهب «297» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 335، وإرشاد الأريب 6/ 280، وطبقات النحويين واللغويين 170، ونزهة الألباء 301، وشذرات الذهب 2/ 232، والأعلام 5/ 308) .
[3] في المطبوعة: «أنبأنا القزاز» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] العبارة: «أبو الحسن النحويّ ... قال: كان ابن كيسان» . ساقطة من ل. وفي ص: «قال الخطيب:» بدلا منها.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 318) .
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 3/ 423، وشذرات الذهب 2/ 232) .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/130)


بلغني أن المعروف بحامل كفنه توفي وغسل وكفن وصلى عليه ودفن، فلما كَانَ في الليل جاءه نباش، فنبش عنه، فلما حل أكفانه ليأخذها استوى قاعدا، فخرج النباش هاربا منه فقام وحمل كفنه وخرج من القبر، وجاء إلى منزله وأهله يبكون، فدق الباب عليهم فقالوا: من أنت؟ قَالَ: أنا فلان، فقالوا له: يا هذا لا يحل لك [أن] [1] تزيدنا على ما بنا [2] ، فَقَالَ: يا قوم افتحوا فأنا والله فلان، فعرفوا صوته ففتحوا وعاد حزنهم فرحا، وسمي من يومئذ حامل كفنه.
ومثل هذا [جرى] [3] لسعير بْن الخمس الكوفي، فإنه لما دلي في حفرته اضطرب فحلت عنه أكفانه فقام ورجع إلى منزله، وولد [له] [4] بعد ذلك ابنه مالك بْن سعير.
توفي مُحَمَّد بن يحيى في هذه السنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] في ك: «أن تزيدنا على ما نحن فيه» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/131)


ثم دخلت سنة ثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
خروج خارجي بالمغرب فنصر عليه وبعث بأعلام من أعلامه وآذان وآناف في خيوط.
وفي هذه السنة صلب [1] الحسين بْن منصور الحلاج وهو حي في الجانب الشرقي فِي يوم [2] الأربعاء والخميس، وفي الغربي يوم الجمعة والسبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر.
وورد الخبر بانخساف جبل بالدينور يعرف بالتل، وخروج ماء كثير [3] من تحته [أغرق] [4] عدة من القرى.
ووصل الخبر بانخساف قطعة عظيمة من جبل لبنان وسقوطها في [5] البحر.
وورد كتاب من صاحب البريد يذكر أن بغلة وضعت فلوة [6] .
__________
[1] في المطبوعة، ك، ص: «وفيها صلب» .
[2] في ك: «في يومي» . وفي البداية والنهاية (11/ 118) : «يومين في الجانب الشرقي، ويومين في الجانب الغربي» .
[3] في ت: «وخرج ماء كثير» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت. وفي ك: «فغرق» .
[5] في ك، ل: «وسقوطها إلى البحر» .
[6] في ص: «أن بغلة وضعت امرأ» . وهو سهو. وفي البداية والنهاية: «وضعت مهرة» .

(13/132)


وفيها كثرت الأمراض والعلل [1] [والعفن] [2] ببغداد في الناس، وكلبت الكلاب والذئاب في البادية، وكانت تطلب الناس والدواب والبهائم، فإذا عضت إنسانا أهلكته.
ومدت دجلة مدا عظيما، وكثرت الأمطار، وتناثرت النجوم في ليلة الأربعاء لسبع بقين من جمادى الآخرة تناثرا عجيبا، كلها إلى جهة واحدة نحو خراسان.
وفى هذه السنة حج بالناس [3] الفضل بْن عبد الملك الهاشمي.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2075- إبراهيم بْن موسى بْن جميل، أَبُو إسحاق الأندلسي مولى [4] بني أمية:
حدث عن ابن قتيبة [5] ، وابن أبي الدنيا، وَكَانَ ثقة [6] .
توفي بمصر في جمادى الأولى من هذه السنة.
2076- الأحوص [7] بن المفضل بن غسان بْن المفضل بْن معاوية بْن عمرو بْن خالد ابن غلاب: [8]
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ [بْنِ ثَابِتٍ] [9] قَالَ:
__________
[1] في ت: «وفيها كثرت الأمطار والعلل» . وفي البداية والنهاية (11/ 118) : «وفيها كثرت الأمراض ببغداد والأسقام وكلبت الكلاب» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ت: «وحج بالناس في هذه السنة» .
[4] في كل الأصول والمطبوعة: «إبراهيم بن موسى بن حميد» خطأ.
انظر ترجمته في: (تهذيب التهذيب 1/ 170، وتقريب التهذيب 1/ 44، وميزان الاعتدال ترجمة 278) .
[5] في ت، ل، ص، والمطبوعة: «حدث عن قتيبة» ، وما أوردناه من ك، وتهذيب التهذيب.
[6] قال ابن حجر نقلا عن أبي الوليد الفرضيّ: «كثير الغلط» . وقال: ابن حجر: «وقال النسائي في أسماء شيوخه صدوق» .
وقال الذهبي: «روى عنه النسائي شيئا فنسبه إلى جده، وكان ابن يونس يقول: ثقة كتبت عنه بمصر» .
[7] في ص، ك، ل: «الأخوص» والتصحيح من ت، وتاريخ بغداد (7/ 50) .
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 50- 52، والبداية والنهاية 11/ 118) .
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/133)


غلاب امرأة وهي أم خالد بْن الحارث بْن أوس بْن النابغة، ويكنى الأحوص أبا أمية الغلابي. روى عن أبيه كتاب التاريخ، و [روى] [1] عن جماعة، وَكَانَ يتجر في البز ببغداد فاستتر ابن الفرات عنده، وَقَالَ لَهُ: إن وليت الوزارة فأي شيء تحب أن أصنع بك؟ فقال: تقلدني شيئا من أعمال السلطان، قَالَ: ويحك لا يجيء منك عامل ولا أمير ولا قائد ولا كاتب ولا صاحب شرطة فأيش أقلدك؟ قَالَ: لا أدري، قَالَ: أقلدك القضاء، قَالَ: قد رضيت، ثم خرج ابن الفرات، وولي الوزارة، وأحسن إلى أبي أمية وأفضل عليه وولاه قضاء البصرة وواسط والأهواز، وانحدر أَبُو أمية إلى أعماله، وأقام بالبصرة وَكَانَ قليل العلم يخطئ إلا أن عفته وتصونه [غطيا] [2] على نقصه، فلم يزل بالبصرة حتى قبض عليه ابن كنداج أمير البصرة في بعض نكبات المقتدر لابن الفرات، وَكَانَ بين أبي أمية وبين ابن كنداج وحشة فأودعه السجن، وأقام فيه مدة إلى أن مات فيه ولا نعلم [3] أن قاضيا مات في السجن سواه.
وبلغني من طريق آخر أن الأحوص كَانَ بينه وبين ابن كنداج أمير البصرة وحشة، وكان لا يركب إليه [4] ويعارضه في الظلامات فيضح من يده [5] ويكتب إلى ابن الفرات فيجيبه بالصواعق ويأمره بالسمع والطاعة، إلى أن ورد [كتاب] [6] طائر [7] إلى ابن كنداج بالقبض على ابن الفرات، فركب إلى الأحوص فقبض عليه، وأمشاه بين يديه طول الطريق إلى داره، وأدخله السجن، فأقام فيه مدة، ثم مات. ثم عاد ابن الفرات إلى الوزارة فحدث بذلك فاغتم، وَقَالَ: هل له ولد؟ فجيء بابن له فيه تغفيل، فقال: هذا لا يصلح فوصله بمال.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ك: «ولا يعلم» .
[4] في المطبوعة: «أن الأحوص كان يتيه على ابن كنداج أمير البصرة ولا يركب إليه» . والتصحيح من ت، تاريخ بغداد (7/ 51) .
[5] كذا في النسخ.
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[7] «طائر» : ساقط من ل، ص.

(13/134)


2077- جعفر بْن مُحَمَّد بْن سليمان، أَبُو الفضل الخلال الدوري [1] :
روى عنه أَبُو بكر الشافعي، وتوفي في نصف شوال من هذه السنة.
2078- الحسين بْن عمر بْن [أبي] [2] الأحوص [3] ، أَبُو عبد الله الكوفي:
ولد سنة خمس عشرة ومائتين، وحدث ببغداد، فسمع منه الشافعي، وابن الجعابي وَكَانَ ثقة [4] ، وتوفي ببغداد في قطيعة الربيع في رمضان هذه السنة، وحمل إلى الكوفة [فدفن بها] [5] .
2079- عُبَيْد اللَّهِ بْن عبد الله بْن طاهر بْن الحسين بْن مصعب، أَبُو أَحْمَد الخزاعي [6] :
وهو أخو مُحَمَّد بْن عبد الله بْن طاهر، ولي إمارة بغداد، وحدث عن الزبير بْن بكار، روى عنه الصولي، والطبراني، وَكَانَ أديبا فاضلا شاعرا فصيحا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ [بْنِ ثَابِتٍ] [7] أَخْبَرَنَا أَبُو بشر مُحَمَّد بْن عمر الوكيل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمران المرزباني، قال: أخبرني محمد بن يحيى، قَالَ: أنشدني عُبَيْد اللَّهِ [بْن عبد الله بْن طاهر لنفسه] [8] :
حق التنائي بين أهل الهوى ... تكاتب يسخن عين النوى
وفى التداني لا انقضى عمره ... تزاور يشفى غليل الجوى
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن [بْن مُحَمَّد] [9] ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت] [10]
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 198) .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في ص: «عمر بن أبي الأخوص» . وفي ك: «عمر بن الأخوص» .
[4] في ص، ل، والمطبوعة: «وابن الجعابيّ ووثقه» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 340، والبداية والنهاية 11/ 119، والأغاني 9/ 39. ووفيات الأعيان، 120: 122، والديارات للشابشتي 71: 79) .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[10] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/135)


أَخْبَرَنَا أَبُو عَلي مُحَمَّد بْن الحسين الجازري [1] ، حَدَّثَنَا المعافي بْن زكريا، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أبي سهل الحلواني، حَدَّثَنَا أَبُو الحسن [2] عَلي بْن هارون بْن عَلي بْن يحيى، قَالَ: كَانَ أبي نازلا في جوار عُبَيْد اللَّهِ بْن عبد الله بْن طاهر، فانتقل عنه إلى دار ابتاعها [بنهر المهدي] [3] ، وهي دار كانت لإسحاق بْن إبراهيم الموصلي، فكتب إليه عُبَيْد اللَّهِ مستوحشا [له] [4] :
يا من تحول عنا وهو يألفنا ... بعدت جدا فألا كنت تلقانا [5]
فاعلم بأنك إن بدلت جيرتنا ... بدلت جارا وما بدلت إخوانا
فأجابه هارون بْن عَلي [6] :
بعدت عنكم بداري دون خالصتي ... ومحض ودي وعهدي كالذي كانا
وما تبدلت مذ فارقت قربكم ... إلا هموما أعانيها وأحزانا [7]
وهل يسر بسكنى داره أحد ... وليس أحبابه للدار جيرانا
أنبأنا مُحَمَّد بْن عبد الباقي البزاز، عن أبي الْقَاسِم عَلي بْن المحسن، عن أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد الفضل بْن عبد الرحمن بْن جعفر الشيرازي، قَالَ: حدثني أَبُو سليمان [بْن] [8] الثلاج، قَالَ: قَالَ أبي: كَانَ أصل نعمتي من ثمن خمسة أرطال ثلج، وذلك أنه عز [الثلج في بعض السنين ببغداد] [9] ، وَكَانَ عندي منه شيء فبعته وبقي
__________
[1] في ص: «أبو علي محمد بن الحسين الخازري» . وفي ل: «أبو علي محمد بن الحسين الجارودي» ، والتصحيح من ك، ت وتاريخ بغداد (10/ 342) .
[2] في ك: «حدثنا أبو الحسين» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقطة من الأصول، واستدركناها من تاريخ بغداد (10/ 342) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[5] في المطبوعة، وتاريخ بغداد (10/ 342) : «فلأيا صرت تلقانا» . وفي ص: «على ما طرت تلقانا» . وفي ك: «فألا صارت» . وما أوردناه من ت.
[6] في ت: «فأجابه علي بن هارون» . خطأ.
[7] هذا البيت: ساقط من ص.
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/136)


عندي منه خمسة أرطال، فاعتلت جارية لعُبَيْد اللَّهِ بْن عبد الله بْن طاهر كانت روحه من الدنيا، وهو إذ ذاك أمير بغداد فطلبت ثلجا، فنفذ إلي فقلت: ما عندي إلا رطل واحد فلا أبيعه إلا بخمسة آلاف درهم، [وكنت قد عرفت الحال] [1] فلم يجسر الوكيل على شراء ذلك ورجع يستأذن عُبَيْد اللَّهِ، فشتمه عُبَيْد اللَّهِ وَقَالَ: اشتره بأي ثمن كَانَ ولا تراجعني، فجاءني وَقَالَ: خذ خمسة آلاف درهم وهات الرطل، فقلت: لا أبيعك إلا بعشرة آلاف درهم! / فلم يتجاسر على المراجعة وأعطاني عشرة آلاف [درهم] [2] وأخذ الرطل فسقيت به المريضة [3] وقويت نفسها، وقالت: أريد رطلا آخر، فجاءني الوكيل بعشرة آلاف درهم [4] ، وَقَالَ: [هات] [5] رطلا آخر، فبعته، فلما شربته العليلة [6] تماثلت وطلبت الزيادة [7] ، فجاءوا يلتمسون ذلك، فقلت: ما بقي عندي إلا رطل، ولا أبيعه إلا بزيادة [فداراني] [8] وأعطاني عشرة آلاف درهم [9] ، ثم أحببت لأشرب [10] أنا منه لأقول إني شربت ثلجا يساوى الرطل منه عشرة آلاف درهم، فشربت منه رطلا وجاءني الوكيل قرب السحر، فَقَالَ: [الله الله] [11] قد والله صلحت الجارية فإن كَانَ عندك منه شيء فاحتكم في بيعه، فقلت: والله ما عندي إلا رطل واحد ولا أبيعه إلا بثلاثين ألفا، فَقَالَ:
خذ، فاستحييت من الله أن أبيع رطل ثلج بثلاثين ألفا [12] ، فقلت: هات عشرين، واعلم أنك إن جئتني بعدها بملء الأرض ذهبا لا تجد عندي شيئا فأعطاني، فلما شربته أفاقت
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] في المطبوعة: «فشفيت به المريضة» .
[4] «درهم» : ساقطة من ل، ص.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] في ك، ص، والمطبوعة: «فلما شربته المريضة» .
[7] في ت، ل: «وطلبت زيادة» .
[8] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[9] «درهم» ساقطة من ل، ص.
[10] في ك، ت: «ثم احتجت لأشرب» .
[11] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[12] فقال: «خذ ... بثلاثين ألفا» . العبارة ساقطة من ص، ل.

(13/137)


فأكلت الطعام، وتصدق عُبَيْد اللَّهِ بمال [عظيم، قَالَ:] [1] ودعاني من الغد، وَقَالَ: أنت بعد الله [عز وجل] [2] رددت [حياتي] [3] بحياة جاريتي فاحتكم، فقلت: أنا خادم الأمير وعبده فاستخدمني في شرابه وثلجه وكثير من أمر داره، فكانت تلك الدراهم أصل نعمتي، وتوفي عُبَيْد اللَّهِ في شوال هذه السنة.
2080- عبد الله بْن مُحَمَّد بْن أبي كامل، أَبُو مُحَمَّد الفزاري [4] :
وَكَانَ ينزل مدينة المنصور وحدث عن هوذة، وداود بْن رشيد. روى عنه أَبُو علي ابن الصواف، وابن الجعابي.
وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة عن أربع وتسعين [سنة] [5] .
2081- عَلي بْن طيفور بْن غالب، أَبُو الحسن النسوي [6] :
سكن بغداد وحدث بها عن قتيبة، روى عنه أَبُو بكر الشافعي وابن مالك القطيعي [7] ، وَكَانَ ثقة. وتوفي في صفر هذه السنة.
2082- مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن مطرف بْن مُحَمَّد بْن عَلي، أَبُو أَحْمَد الاستراباذي [8] :
كَانَ من رؤساء استراباذ، وَكَانَ المنظور إليه من بين أهلها [9] ، وَكَانَ تاجرا ثقة أمينا معروفا بالخير والبذل في ذات الله عز وجل، كتب الحديث وحدث، ويقال: انه كتب عن أبي سعيد الأشج [10] . وتوفي في هذه السنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[4] في ت: «أبو محمد الفراوي» .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 442) .
[7] في ت: «وأبو بكر بن القطيعي» .
[8] في ت، ص: «أبو محمد الأستراباذيّ» .
[9] «وكان المنظور إليه من أهلها» : ساقطة من ص.
[10] في ت: «أنه روى عن أبي سعيد الأشج» .

(13/138)


2083- مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن حبيب بْن أزهر، أَبُو عمر القتات الكوفي [1] :
قدم بغداد، وحدث بها عن أبي نعيم الفضل بْن دكين، ومنجاب [بْن] [2] الحارث، وأحمد بْن يونس. روى عنه الخطبي، والشافعي، والجعابي، وغيرهم، وَكَانَ ضعيفا، وَقَالَ الدارقطني: تكلموا في سماعه من أبي نعيم [3] .
توفي ببغداد غرة جمادى الأولى، وقيل: لست خلون من جمادى الأولى سنة ثلاثمائة [4] وحمل من يومه إلى الكوفة.
2084- مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن حفص بْن عمر بْن راشد، أَبُو بكر الربعي الحنفي [5] :
يعرف بابن الإمام، ولد سنة أربع عشرة ومائتين، وسكن دمياط [6] ، وحدث بها عن إسماعيل بْن أبي أويس، وأحمد بْن يونس، والحماني، وابن المديني، وغيرهم.
وتوفي يوم الأربعاء لعشر خلون من ذي الحجة من هذه السنة، وَكَانَ ثقة.
2085- مُحَمَّد بْن الحسن بْن سماعة بْن حيان، أَبُو الحسن الحضرمي [7] :
قدم بغداد وحدث بها عن أبي نعيم، روى عنه أَبُو بكر الشافعيّ وغيره، وَقَالَ الدارقطني: ليس بالقوي [8] .
توفي ببغداد يوم الاثنين لأربع بقين من جمادى الأولى سنة ثلاثمائة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 129، وميزان الاعتدال 3/ 501، وشذرات الذهب 2/ 236، ولسان الميزان 5/ 106، والإكمال 7/ 94، 95، وسؤالات السهمي للدارقطنيّ 105) .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[3] «وكان ضعيفا ... من أبي نعيم» : العبارة ساقطة من ص، ل.
قال الذهبي في الميزان: ضعفه ابن قانع.
[4] «سنة ثلاثمائة» : ساقطة من: ص، ل.
[5] انظر ترجمته في: (شذرات الذهب 2/ 236، وتقريب التهذيب 2/ 150) .
[6] «وسكن دمياط» : ساقطة من ص، ل.
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 188، 189، وميزان الاعتدال 3/ 521، وشذرات الذهب 2/ 236) .
[8] في ميزان الاعتدال: «قال الدارقطنيّ: ضعيف، ليس بالقوي» . وفي تاريخ بغداد دون ذكر لقط «ضعيف» .

(13/139)


2086- مُحَمَّد بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن الحارث، أَبُو عبد الله الأنباري، يعرف بالقرنجلي [1] :
سمع إسحاق بْن البهلول التنوخي، روى عنه الإسماعيلي، وَكَانَ ثقة.
توفي في هذه السنة] [2] .
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 189) .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.

(13/140)