النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة
*** [ما وقع من
الحوادث سنة 375]
السنة العاشرة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة خمس وسبعين
وثلثمائة.
فيها توفّى أحمد بن الحسين بن علىّ الحافظ أبو زرعة الرازىّ الصغير،
كان إماما طاف البلاد في طلب الحديث، وجالس الحفّاظ، وصنّف التراجم
والأبواب، وكان متقنا صدوقا؛ فقد بطريق مكّة في هذه السنة.
وفيها توفّى الحسين بن علىّ بن محمد بن يحيى الحافظ أبو أحمد
النيسابورىّ، ويقال له حسينك، مولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين، ومات
بنيسابور في شهر ربيع الآخر، وكان ثقة جليلا مأمونا حجّة.
وفيها توفّى محمد بن عبد الله بن محمد أبو بكر التّميمىّ الأبهرىّ
الفقيه المالكىّ، ولد سنة تسع وثمانين ومائتين، وصنّف التصانيف الحسان
في مذهبه، وانتهت إليه رياسة المالكيّة في زمانه.
وفيها توفّى عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران أبو مسلم
البغدادىّ الحافظ الثقة العابد العارف، رحل الى البلاد وأقام بسمرقند
وجمع المسند، وكان يعدّ من الزهّاد.
(4/147)
وفيها توفّى عبد الله بن علىّ بن عبيد الله
أبو القاسم الواردىّ البصرىّ القاضى شيخ أهل الظاهر في عصره، سمع
الكثير وحدّث، وكان موصوفا بالفضل وحسن السيرة، وولى القضاء بعدّة بلاد
وحسنت سيرته.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو زرعة
الرازىّ الصغير أحمد بن الحسين الحافظ. وأبو علىّ الحسين بن علىّ
التميمىّ حسينك. والحسين ابن محمد بن عبيد أبو عبد الله العسكرىّ
الدّقاق في شوّال. وأبو مسلم عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران
البغدادىّ الحافظ الزاهد. وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله
الدّاركىّ «1» شيخ الشافعيّة ببغداد. وأبو القاسم عبد العزيز بن جعفر
الخرقىّ.
وعمر بن محمد بن على أبو حفص الزيّات. ومحمد بن عبد الله بن محمد
القاضى أبو بكر الأبهرىّ شيخ المالكيّة بالعراق. ويوسف بن القاسم
القاضى أبو بكر الميانجىّ «2» .
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع واثنتان وعشرون إصبعا.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وعشر أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة 376]
السنة الحادية عشرة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة ست وسبعين
وثلثمائة.
فيها استقرّ الأمر على الطاعة لشرف الدّولة بن عضد الدّولة، وتحالف
الإخوة الثلاثة أولاد عضد الدولة وتعاقدوا؛ ومضمون ما كتب بينهم:
«هذا ما اتّفق عليه وتعاهد وتعاقد شرف الدولة أبو الفوارس، وصمصام
الدولة، وأبو النصر أبناء عضد الدولة بن ركن الدولة، اتفقوا على طاعة
أمير المؤمنين الطائع
(4/148)
لله ولشرف الدولة بن عضد الدولة» ، وذكر ما
جرت به العادة؛ وكان ذلك بعد أمور وقعت بين صمصام الدولة وبين أخيه شرف
الدولة المذكور حتى أذعن «1» له صمصام الدولة.
وفيها توفّى أبو القاسم المظفّر بن علىّ الملقب بالموفّق أمير البطيحة،
وولى بعده أبو الحسن علىّ بن نصر بعهد منه. فبعث ابن نصر هذا لشرف
الدولة يبذل الطاعة وسأل الخلع والتقليد؛ فأجيب إلى ذلك ولقّب مهذّب
الدولة؛ فسار بالناس أحسن سيرة.
وفيها توفّى الحكم «2» بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمد الأموىّ
المغربىّ أمير الأندلس. ولى مملكة الأندلس بعد وفاة أبيه يوم مات سنة
خمسين وثلثمائة.
وكنيته أبو العاصى، ولقبه المستنصر بالله؛ وأقام واليا على الأندلس
خمسا وعشرين سنة، ومات في صفر. وأمّه أم ولد يقال لها مرجان. وتولّى
بعده ولده هشام ابن الحكم، وكان مشكور السيرة. وهو الذي كتب إليه
العزيز صاحب الترجمة من مصر يهجوه، وقد ذكرنا ذلك في أوّل ترجمة
العزيز؛ فردّ المستنصر هذا جواب العزيز، وكتب في أوّل كتابه قصيدة
أوّلها:
[الطويل]
ألسنا بنى مروان كيف تقلّبت ... بنا الحال أو دارت علينا الدوائر
إلى أن قال:
إذا ولد المولود منّا تهلّلت ... له الأرض واهتزّت إليه المنابر
ثمّ قال: وبعد، فقد عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لهجوناك. والسلام.
(4/149)
وفيها توفّى محمد بن أحمد بن حمدان بن علىّ
بن عبد الله بن سنان أبو عمرو «1» الحيرىّ الزاهد، صحب جماعة من
الزهّاد، وكان عالما بالقراءات والنحو، وكان متعبّدا، مات ببغداد في ذى
القعدة.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى إبراهيم بن
أحمد أبو إسحاق المستملى ببلخ، طوّف وخرّج المعجم. وأبو سعيد الحسن بن
جعفر السمسار الخرقىّ. وأبو الحسن «2» علىّ بن الحسن بن علىّ القاضى
الجرّاحىّ الضعيف.
وأبو الحسن على بن عبد الرّحمن البكّائىّ «3» . وأبو القاسم عمر بن
محمد بن سبنك «4» . وقسّام الحارثىّ الغالب على دمشق قبض عليه في هذه
السنة. وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيرىّ في ذى القعدة عن ثلاث
وتسعين سنة. وأبو بكر محمد بن عبد الله ابن عبد العزيز الرازىّ الواعظ.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع سواء. مبلغ الزيادة سبع
عشرة ذراعا وإحدى وعشرون إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة 377]
السنة الثانية عشرة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة سبع وسبعين
وثلثمائة.
فيها توفّيت والدة شرف الدولة، فجاءه الخليفة الطائع لله معزّيّا.
(4/150)
وفيها في شعبان ولد لشرف الدولة بن عضد
الدولة ولدان توءمان؛ فكنّى أحدهما أبا حرب وسماه سلار، والثانى أبا
منصور وسماه فنّاخسرو.
وفيها ولّى العزيز صاحب الترجمة بكتكين التركىّ إمرة دمشق، وندبه لقتال
قسّام، حسب ما تقدّم ذكره.
وفيها توفّى الحسن بن أحمد بن عبد الغفار أبو علىّ الفارسىّ النحوىّ
الإمام المشهور، ولد ببلدة فسا «1» ، وقدم بغداد، وسمع الحديث وبرع في
علم النحو وانفرد به، وقصده الناس من الأقطار، وعلت منزلته في
العربيّة، وصنّف فيها كتبا كثيرة لم يسبق إلى مثلها حتّى اشتهر ذكره في
الآفاق؛ وتقدّم عند عضد الدولة حتى قال عضد الدولة: أنا غلام أبى علىّ
في النحو. ومن تصانيف أبى علىّ:" الإيضاح" و" التكملة" وكتاب" الحجة في
القراءات"؛ ومات ببغداد في شهر ربيع الأوّل عن نيّف وتسعين سنة.
وفيها كان قد هيّأ «2» العزيز صاحب مصر عدّة شوانى «3» لغزو الروم،
فاحترقت مراكبه فاتّهم بها أناسا. ثمّ بعد ذلك وصلت رسل الروم في البحر
إلى ساحل القدس بتقادم «4» للعزيز، ودخلوا مصر يطلبون الصلح؛ فأجابهم
العزيز واشترط شروطا شديدة التزموا بها كلّها؛ منها: أنّهم يحلفون أنّه
لا يبقى في مملكتهم أسير
(4/151)
إلّا أطلقوه، وأن يخطب للعزيز في جامع
قسطنطينية كلّ جمعة، وأن يحمل إليه من أمتعة الروم كلّ ما افترضه «1»
عليهم؛ ثمّ ردّهم بعقد الهدنة سبع سنين.
وفيها توفّيت ستيتة، وقيل آمنة، بنت القاضى أبى عبد الله الحسين
المحاملىّ، وأمّ القاضى أبى الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملىّ،
كنيتها أمة الواحد.
كانت فاضلة، من أعلم الناس وأحفظهم لفقه الشافعىّ، وتقرأ القراءات
والفرائض والنحو وغير ذلك من العلوم مع الزهد والعبادة والصدقات، وكانت
تفتى مع أبى على ابن أبى هريرة؛ وماتت في شهر رمضان.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع سواء. مبلغ الزيادة سبع
عشرة ذراعا وعشر أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة 378]
السنة الثالثة عشرة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة ثمان وسبعين
وثلثمائة.
فيها في المحرّم أمر شرف الدولة بأن ترصد الكواكب السبعة في مسيرها
وتنقّلها فى بروجها على مثال ما كان المأمون يفعل، وتولّى ذلك ابن رستم
الكوهىّ «2» ، وكان له علم بالهيئة والهندسة، وبنى بيتا في دار المملكة
بسبب ذلك في آخر البستان، وأقام الرصد لليلتين بقيتا من صفر.
وفيها كثرت العواصف وهبّت ريح بفم الصّلح «3» عظيمة جرفت «4» دجلة من
غربيها إلى شرقيها، فأهلكت خلقا كثيرا وغرّقت كثيرا من السفن الكبار.
(4/152)
وفيها بدأ المرض بشرف الدولة ولحقه سوء
مزاج.
وفيها لحق الناس بالبصرة حرّ عظيم في نيّف وعشرين يوما من تموز، وهو
«أبيب» بالقبطىّ، فكان الناس يتساقطون موتى بالعراق في الشوارع.
وفيها ولّى العزيز صاحب مصر على دمشق منيرا الخادم، وعزل عنها بكتكين
التركىّ، لأنّه كان قيل عنه: إنّه خرج عن الطاعة.
وفيها توفّى أحمد بن الحسين بن أحمد بن علىّ بن محمد العلوىّ
الدّمشقىّ، ويعرف بالعقيقى، صاحب الدار المشهورة بدمشق، وكان من وجوه
الأشراف جوادا ممدّحا، مات بدمشق في جمادى الأولى.
وفيها توفّى الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل أبو سعيد السّجزىّ
القاضى الحنفىّ، وقيل: اسمه محمد، والخليل لقب له، ويعرف أيضا بابن جنك
«1» . كان شيخ أهل الرأى في عصره، وكان مع كثرة علمه أحسن الناس كلاما
في الوعظ والتذكير، وكان صاحب فنون من العلوم، وطاف الدنيا شرقا وغربا
وسمع الحديث، وكان شاعرا فصيحا؛ مات قاضيا بسمرقند في جمادى الآخرة،
ورثاه أبو بكر الخوارزمىّ.
وفيها توفّى عبد الله بن علىّ بن محمد أبو نصر السرّاج الصوفى الطوسىّ،
كان من كبار مشايخ طوس وزهّادهم، مات بنيسابور في شهر رجب وهو ساجد.
ومن شعره: [البسيط]
ما ناصحتك خبايا الودّ من أحد ... ما لم تنلك بمكروه من العذل
مودّتى فيك «2» تأبى أن تسامحنى ... بأن أراك على شىء من الزلل
(4/153)
وفيها توفّى محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق
أبو أحمد الحافظ النيسابورىّ الكرابيسىّ الحاكم الكبير إمام عصره صاحب
التصانيف، سمع الكثير وروى عنه خلق كثير، وصنّف على كتابى البخارىّ
ومسلم وعلى جامع أبى عيسى التّرمذىّ، وصنّف كتابى الأسماء والكنى
والعلل والمخرّج على كتاب المزنىّ وغير ذلك، وولى القضاء بمدن كثيرة،
ومات في شهر ربيع الأوّل عن ثلاث وتسعين سنة.
وفيها توفّى [أبو «1» ] القاسم بن الجلّاب المالكى، وقيل اسمه عبد
الرّحمن بن عبيد الله، وسمّاه القاضى عياض: محمد بن الحسين، تفقّه
بالقاضى أبى بكر محمّد الأبهرىّ، وصنّف كتابا جليلا في مسائل الخلاف،
وكتاب" التفريع" في مذهبه، وكان أحفظ أصحاب الأبهرىّ.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع سواء. مبلغ الزيادة
سبع عشرة ذراعا واثنتا عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة 379]
السنة الرابعة عشرة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة تسع وسبعين
وثلثمائة.
فيها مات شرف الدولة شيرزيل «2» بن عضد الدولة بويه، وقيل: فنّاخسرو،
ابن ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمىّ بعد أن عهد بالملك إلى أخيه أبى
نصر.
(4/154)
وجاء الطائع الخليفة لأبى نصر وعزّاه في
أخيه شرف الدولة، ثمّ ركب أبو نصر إلى دار الخليفة وحضر الأعيان. وخلع
الخليفة الطائع على أبى نصر المذكور سبع خلع أعلاها سوداء وعمامة
سوداء، وفي عنقه طوق كبير، وفي يديه سواران، ومشى الحجّاب بين يديه
بالسيوف. فلمّا حصل بين يدى الطائع قبّل الأرض، ثمّ أجلس على كرسىّ،
وقرأ أبو الحسن «1» علىّ بن عبد العزيز «2» بن حاجب النّعمان كاتب
الخليفة عهده، وقدّم إلى الطائع لواءه فعقده ولقبه بهاء الدولة وضياء
الملة. قلت: وهذا الثالث من بنى عضد الدولة بن بويه؛ فإنّه ولى بعد عضد
الدولة صمصام الدولة، ثمّ شرف الدولة، ثمّ بهاء الدولة هذا.
وكان بهاء الدولة المذكور من رجال بنى بويه. وبلغ الأتراك بفارس ولايته
فوثبوا وأخرجوا صمصام الدولة من معتقله، وكان اعتقله أخوه شرف الدولة.
ولمّا خرج صمصام الدولة واستفحل أمره، وقّع بينه وبين الأتراك، فتركوه
وأقاموا ابن أخيه أبا علىّ ولقّبوه شمس الدولة. ووقع لهم أمور يطول
شرحها.
وفيها توفّى محمد بن المظفّر بن موسى بن عيسى أبو الحسين البزّاز
البغدادىّ الحافظ المشهور، ولد سنة ستّ وثمانين ومائتين في المحرّم،
ورحل وسمع الكثير، وروى عنه خلائق، كتب عنه الدارقطنىّ. وقد روينا
مسنده الذي جمعه من حديث أبى حنيفة رضى الله عنه عن المسند المعمّر
الحاكم عبد الرّحيم بن «3» الفرات الحنفى.
(4/155)
أنبأنا ابن أبى «1» عمر وغير واحد قالوا
أنبأنا أبو الحسن «2» بن البخارىّ أنبأنا الخشوعىّ «3» أنبأنا ابن خسرو
البلخىّ عن المبارك بن عبد الجبّار الصّيرفىّ «4» عن أبى محمد الفارسىّ
عن ابن المظفّر. وقال محمد بن أبى الفوارس: انتهى إليه علم الحديث مع
الفقه والأمانة وحسن الخط.
وفيها توفّى شرف الدولة شيرزيل «5» بن عضد الدولة بويه بن ركن الدولة
الحسن ابن بويه بن فناخسرو الديلمىّ سلطان بغداد وابن سلطانها. ظفر
بأخيه صمصام الدولة بعد حروب وحبسه وملك العراق. وكان حسن السيرة، يميل
إلى الخير، وأزال المصادرات. وكان مرضه بالاستسقاء، وامتنع من الحمية
فمات منه في جمادى
(4/156)
الآخرة عن تسع وعشرين سنة، وملك سنتين
وثمانية أشهر. وتولّى السلطنة بعده أخوه أبو نصر «1» بهاء الدولة، حسب
ما ذكرناه في أوّل هذه السنة.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع سواء. مبلغ الزيادة
خمس عشرة ذراعا وتسع عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة 380]
السنة الخامسة عشرة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة ثمانين
وثلثمائة.
فيها قلّد أبو أحمد الحسين بن موسى الموسوىّ العلوىّ نقابة الطالبيين
والنظر فى المظالم وإمرة الحاجّ، وكتب عهده على جميع ذلك؛ واستخلف
ولديه المرتضى والرضىّ على النّقابة، وخلع عليهما من دار الخلافة
ببغداد.
وفيها تغيّر بهاء الدولة على الخليفة الطائع لله عبد الكريم حتّى نكبه
في السنة الآتية.
وفيها حجّ بالناس أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله نيابة عن
الشريف أبى أحمد الموسوىّ.
وفيها توفّى حمزة «2» بن أحمد بن الحسين الشريف أبو الحسن العلوىّ
الدمشقىّ، كان جوادا رئيسا، يسكن بباب الفراديس «3» . ولما قرئ نسب
خلفاء مصر الفاطميّين على منبر دمشق استهزأ بهم ونال منهم، فبعث ابن
كلّس وزير العزيز [من «4» ] قبض عليه، وحبسه بالإسكندريّة إلى أن مات
بها.
(4/157)
وفيها توفّى الوزير يعقوب بن يوسف بن كلّس
أبو الفرج وزير العزيز صاحب مصر. كان يهوديّا من أهل بغداد ثم انتقل
إلى الرملة وعمل سمسارا، فانكسر عليه مال فهرب إلى مصر. وتاجر لكافور
الإخشيذىّ فرأى منه فطنة، فقال:
لو أسلم لصلح للوزارة، فأسلم؛ فقصده الوزير «1» يوم ذلك، فهرب ابن كلّس
هذا إلى المغرب، وترقّى إلى أن وزّره العزيز صاحب الترجمة سنة خمس
وستين وثلثمائة.
فاستقامت أمور العزيز بتدبيره إلى أن مات. فلما أشرف على الموت عاده
العزيز وعمّه أمره. فقال له العزيز: ودت أنك تباع فاشتريك بملكى أو
تفتدى فأفديك بولدى، فهل من حاجة [توصى «2» بها؟] فبكى ابن كلّس وقبّل
يده وجعلها على عينيه، ثم أوصى العزيز بوصايا ومات. فصلّى عليه العزيز
وألحده في قبره بيده فى قبّة في دار العزيز كان بناها العزيز لنفسه،
وأغلق الدواوين بعده أيّاما. وقيل:
إنه كان حسن إسلامه وقرأ القرآن والنحو، وكان يجمع العلماء والفضلاء.
ولمّا مات خلّف شيئا كثيرا. وقيل: إنه كفّن وحنّط بما قيمته عشرة آلاف
دينار، قاله الذهبىّ وغيره من المؤرخين، ورثاه مائة شاعر.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو القاسم
طلحة ابن محمد بن جعفر الشاهد. وأبو عبد الله «3» محمد بن أحمد بن محمد
بن يحيى بن مفرّج
(4/158)
القرطبىّ قاضى الجماعة. ووزير مصر يعقوب بن
يوسف بن كلّس. وأبو بكر محمد ابن عبد الرّحمن بن صبر «1» الحنفىّ
المعتزلىّ.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع سواء. مبلغ الزيادة
ستّ عشرة ذراعا وعشرون إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة 381]
السنة السادسة عشرة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة إحدى وثمانين
وثلثمائة.
فيها خلع الخليفة الطائع عبد الكريم في تاسع عشر شعبان، وتولّى القادر
الخلافة.
وسببه أن أبا الحسين «2» بن المعلّم كان من خواصّ بهاء الدولة فحبسه
الطائع؛ وجاء بهاء الدولة إلى دار الخلافة وقد جلس الطائع متقلّدا
سيفا. فلمّا قرب [منه «3» ] بهاء الدولة قبّل الأرض وجلس على كرسىّ؛
وتقدّم أصحابه فجذبوا الطائع بحمائل سيفه وتكاثروا عليه ولفّوه في
كساء، وحمل في زبزب «4» فى الدّجلة وأصعد الى دار الملك، واختلط «5»
الناس وظنّ أكثرهم أنّ القبض على بهاء الدولة، ونهبت دار الخلافة؛ وماج
الناس، إلى أن نودى بخلافة القادر. وكتب على الطائع كتاب بخلع نفسه،
وأنه سلّم الأمر إلى القادر بالله؛ فتشغّبت الجند يطلبون رسم البيعة،
وتردّدت الرسل بينهم وبين بهاء الدولة، [ومنعوا الخطبة «6» باسم
القادر] ، ثم أرضوهم وسكنوا؛ وأقيمت الخطبة للقادر في الجمعة الآتية.
(4/159)
والقادر هذا ابن عمّ الطائع المخلوع عن
الخلافة به. واسمه أحمد، وكنيته أبو العباس ابن الأمير إسحاق ابن
الخليفة جعفر المقتدر. والطائع الذي خلع اسمه عبد الكريم، وكنيته أبو
بكر ابن الخليفة المطيع الفضل ابن الخليفة جعفر المقتدر المذكور؛ حبس
وأقام سنين بعد ذلك إلى أن مات. على ما سيأتى ذكره في محلّه إن شاء
الله تعالى.
وفيها حجّ بالناس «1» أبو الحسن محمد بن الحسن بن يحيى العلوىّ الشريف
أمير الحجّ، [وكذلك «2» ] حجّ بالناس عدّة سنين.
وفيها توفّى أحمد بن الحسين بن مهران أبو بكر النّيسابورىّ المقرئ
العابد، مصنّف كتاب" الغاية في القراءات". قال الحاكم: كان إمام عصره
في القراءات، وكان أعبد من رأينا من القرّاء، وكان مجاب الدعوة. مات في
شوّال وله ستّ وثمانون سنة.
وفيها توفّى أحمد بن محمد بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الجرّاح أبو بكر
الخزّاز «3» ، كان أديبا فاضلا فارسا شجاعا.
وفيها توفى بكجور التركىّ، ولى إمرة دمشق لأستاذه العزيز صاحب الترجمة،
نقل إليها من ولاية حمص. وكان ظالما جبّارا، ساءت سيرته في ولايته.
ولما كثر ظلمه عزله العزيز صاحب مصر وولّى مكانه منيرا الخادم سنة ثمان
وسبعين. فلم
(4/160)
يسلّم بكجور المذكور البلد إلّا بعد قتال،
وتوجّه إلى جهة حلب؛ ثم قتل بمكان يقال له الناعورة «1» . وكان أصل
بكجور المذكور من موالى سعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدان.
وفيها توفّى سعد الدولة أبو المعالى شريف بن سيف الدولة علىّ بن عبد
الله ابن حمدان التّغلبىّ الأمير صاحب حلب وابن صاحبها في شهر رمضان.
وعهد إلى ولده أبى الفضائل، ووصّى لؤلؤا الكبير به وبولده الآخر أبى
الهيجاء. ووقع بينهم وبين العزيز صاحب مصر وقائع وحروب، ذكرناها في
أوّل ترجمة العزيز هذا، وما وقع له معهم إلى أن مات العزيز.
وفيها توفّى عبد الله بن أحمد بن حمّويه بن يوسف بن أعين أبو محمد
السّرخسىّ، مولده في سنة ثلاث وتسعين ومائتين. قال أبو ذرّ «2» : قرأت
عليه. وهو صاحب أصول حسان.
وفيها توفّى عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمد بن عبيد الله بن سعد بن
إبراهيم «3» ابن عبد الرّحمن بن عوف أبو الفضل الزّهرىّ العوفىّ «4» ،
هو إمام مسند كبير القدر.
قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة. ولد سنة تسعين ومائتين.
وفيها توفّى محمد بن إبراهيم بن علىّ بن عاصم بن زاذان الحافظ أبو بكر
بن المقرئ مسند أصبهان، طاف البلاد وسمع الكثير وروى عنه خلق. قال ابن
مردويه «5» :
هو ثقة مأمون صاحب أصول، مات في شوّال وله ستّ وتسعون سنة.
(4/161)
وفيها توفّى عبيد الله بن أحمد بن معروف
أبو محمد القاضى، ولى القضاء من الجانبين ببغداد، وكانت له منزلة عالية
من الخلفاء والملوك خصوصا من الطائع، وكان من العلماء الثّقات الفضلاء
العقلاء.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع واثنتا عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وثلاث وعشرون إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة 382]
السنة السابعة عشرة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة اثنتين
وثمانين وثلثمائة.
فيها منع أبو الحسين علىّ بن محمد بن المعلّم الكوكبىّ صاحب أمر بغداد
الرافضة من أهل الكرخ «1» وباب «2» الطاق من النّوح في يوم عاشوراء ومن
تعليق المسوح؛ وكان ذلك يعمل من نحو ثلاثين سنة.
وفيها جلس الخليفة القادر بالتاج وحضر القضاة والأشراف والأعيان، وأحضر
رسول صاحب المولتان «3» ، فذكر الرسول رغبة مرسله في الإسلام والدخول
فيه برعيّته، وسأل أن ينفذ إليه الخليفة من يعلّمهم السنن والفرائض
والشرائع والحدود؛ فكتب على يده كتابا ووعد بكلّ جميل، وسرّ الناس بذلك
غاية السرور.
(4/162)
وفيها شغب الديلم والترك والجند على بهاء
الدولة وطلبوا منه تسليم أبى الحسين ابن المعلّم، وكان ابن المعلّم قد
استولى على بهاء الدولة وحكم عليه وقصّر في حقّ الجند؛ فامتنع بهاء
الدولة من تسليمه؛ ثم غلب وسلّمه لخاله شيرزيل، فسقاه السمّ مرّتين فلم
يعمل فيه، فخنقه بحبل الستارة حتى مات ودفنه.
وفيها غلت الأسعار ببغداد، فبيع رطل الخبز بأربعين درهما، والجوزة
بدرهم.
وفيها حجّ بالناس محمد بن الحسن العلوىّ.
وفيها توفى أحمد بن علىّ بن عمر أبو الحسين الحريرىّ. ولد سنة اثنتين
وثلثمائة، وهو غير صاحب المقامات. أخرج له الخطيب حديثا من حديث أبى
هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يقول الله تعالى: أنا ثالث
الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فإذا خانه خرجت من بينهما". ومات أبو
الحسين في شهر رمضان.
وفيها توفّى عبد الله بن محمد بن عبد الوهّاب أبو سعيد الرازىّ القرشىّ
الصوفىّ نزيل نيسابور، كان كالرّيحانة بين الصوفيّة، سيّدا ثقة.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو أحمد
الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكرىّ في ذى الحجة. وأبو القاسم عبد الله
بن أحمد بن محمد بن يعقوب النّسائىّ الشافعىّ راوى مسند الحسن بن سفيان
عنه. وأبو سعيد عبد الله ابن محمد بن عبد الوهّاب الرازىّ وله أربع
وتسعون سنة. وأبو عمر محمد بن العباس ابن حيّويه «1» الخزّاز في [شهر]
ربيع الآخر عن سبع وثمانين سنة.
(4/163)
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع
أذرع واثنتا عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وثمانى عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة 383]
السنة الثامنة عشرة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة ثلاث وثمانين
وثلثمائة.
فيها تزوّج الخليفة القادر بالله سكينة «1» بنت بهاء الدولة على صداق
مائة ألف دينار؛ فماتت قبل الدخول بها.
وفيها عظم الغلاء حتى بلغ ثمن كرّ القمح ببغداد ستة آلاف درهم وستمائة
درهم غياثىّ «2» ، والكارة الدقيق مائتين وستّين درهما.
وفيها ابتنى الوزير أبو نصر سابور بن أردشير دارا بالكرخ سمّاها" دار
العلم" ووقفها على العلماء ونقل إليها كتبا كثيرة.
وفيها توفّى أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان الحافظ أبو بكر البزّاز
«3» ، ولد فى شهر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين ومائتين، ومات في شوّال
ببغداد.
وكان ثبتا ثقة صاحب أصول. قيل له: أسمعت من الباغندىّ «4» شيئا؟ قال:
لا أعلم؛ ثمّ وجد سماعه منه، فلم يحدّث به تورّعا.
(4/164)
وفيها توفّى جعفر بن عبد الله بن يعقوب أبو
القاسم الرازىّ. روى عن محمد ابن هارون الرّويانىّ «1» مسنده، وسمع عبد
الرّحمن بن أبى حاتم وجماعة. قال أبو يعلى «2» الخليل: موصوف بالعدالة
وحسن الديانة، وهو آخر من روى عن الرّويانىّ.
وفيها توفّى عبد الله بن عطيّة بن عبد الله بن حبيب أبو محمد المقرئ
الدمشقىّ المفسّر العدل إمام مسجد عطيّة داخل باب الجابية «3» . كان
يحفظ خمسين ألف بيت من شعر العرب في الاستشهادات على معانى القرآن
واللغة. مات بدمشق فى شوال. ومن شعره قوله:
[الكامل]
احذر مودّة ماذق «4» ... مزج المرارة بالحلاوه
يحصى الذنوب عليك أيّام ... الصداقة للعداوه
وفيها توفّى عبد الله بن محمد بن [القاسم «5» بن] حزم أبو محمد
الأندلسىّ القلعىّ من أهل قلعة أيّوب «6» . رحل إلى مصر والشام والعراق
سنة خمسين وثلثمائة، وسمع الكثير وعاد إلى الأندلس، وصنّف الكتب.
وكانوا يشبّهونه بسفيان الثورىّ فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
ومات في شهر ربيع الآخر وله ثلاث وستون سنة.
(4/165)
وفيها توفّى محمد بن صالح بن محمد بن سعد
أبو عبد الله الأندلسىّ الفقيه المالكىّ، سمع بمصر والشام والجزيرة
وبغداد، ثم أقام ببخارى حتّى مات بها في شهر رجب.
وكان فاضلا أديبا ثقة. ومن شعره:
[الكامل]
ودّعت قلبى ساعة التوديع ... وأطعت قلبى وهو غير مطيعى
إن لم أشيّعهم فقد شيّعتهم ... بمشيّعين: حشاشىّ ودموعى
وفيها توفّى نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب أبو الفضل الطوسىّ العطّار
الصوفىّ الحافظ، أحد أركان الحديث بخراسان مع الدّين والزّهد والسخاء
والعفّة.
وقد سافر إلى العراق ومصر والشام والحجاز، وجمع من الحديث ما لم يجمعه
أحد، وصنّف الكتب. ومات وهو ابن ثلاث وسبعين سنة.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وثمانى عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وإحدى وعشرون إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة 384]
السنة التاسعة عشرة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة أربع وثمانين
وثلثمائة.
فيها تزوّج مهذّب الدولة علىّ بن نصر ببنت بهاء الدولة بن بويه، وعقد
أيضا للأمير أبى منصور «1» بن بهاء الدولة على بنت مهذّب الدولة، كلّ
صداق مائة ألف دينار.
(4/166)
وفيها سار صمصام الدولة بن عضد الدولة من
شيراز يريد الأهواز، فخرج بهاء الدولة من بغداد ونزل واسطا، وأرسل جيشا
لقتال صمصام الدولة بن بويه، فالتقوا مع صمصام الدولة وانتصروا عليه.
وفيها عزل الشريف أبو أحمد الموسوىّ عن نقابة الطالبيّين، وصرف ولداه
الرضى والمرتضى عن النيابة عنه، وتولّى عوضه الشريف الزينبىّ «1» .
وفيها رجع الحاجّ إلى بغداد، ولم يحجّ أحد من العراق خوفا من القرامطة.
وفيها توفّى إبراهيم بن هلال أبو إسحاق الصابئ صاحب الرسائل؛ كان فاضلا
شاعرا، نكب غير مرّة بسبب رسائله. ومولده في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة
وثلثمائة، ومات في هذه السنة، ودفن بالشّونيزيّة «2» . ورثاه الشريف
الرضى الموسوىّ بقصيدته الدالية التى أوّلها: [الكامل]
أرأيت من حملوا على الأعواد ... أرأيت كيف خبا ضياء النادى «3»
وعاتبه الناس في ذلك لكونه شريفا ورثى صابئا؛ فقال: إنما رثيت فضله.
قال ابن خلكان: وجهد فيه عزّ الدولة أن يسلم فلم يفعل. وكان يصوم شهر
رمضان مع المسلمين ويحفظ القرآن الكريم أحسن حفظ.
وفيها توفّى عبد الله «4» بن محمد بن نافع بن مكرم أبو العباس البستىّ
الزاهد، كان ورث من آبائه أموالا عظيمة أنفقها على الفقهاء والفقراء،
أقام سبعين سنة لا يستند إلى جدار ولا إلى غيره، ومات في المحرّم.
(4/167)
وفيها توفّى علىّ بن عيسى بن علىّ الإمام
أبو الحسن الرّمّانىّ النحوىّ. مولده سنة ستّ وتسعين ومائتين، وبرع في
علم النحو واللغة والأصول والتفسير وغيرها.
وله كتاب" التفسير الكبير"، وهو كثير الفوائد إلا أنه صرّح فيه
بالاعتزال؛ وسلك الزمخشرىّ سبيله وزاد عليه. مات ببغداد ودفن
بالشّونيزيّة.
وفيها توفّى محمد بن العبّاس بن أحمد بن محمد الحافظ أبو الحسن بن
الفرات، ولد سنة تسع عشرة وثلثمائة، وكتب الكثير، وجمع ما لم يجمعه أحد
من أقرانه؛ وكان عنده عن علىّ بن محمد المصرىّ وحده ألف جزء، وكتب مائة
تفسير ومائة تاريخ، وخلّف ثمانية عشر صندوقا مملوءة كتبا غير ما سرق
«1» منه، وأكثرها بخطّه.
وكانت له جارية «2» تعارض معه بما يكتبه. ومات ببغداد في شوّال، وكان
مأمونا ثقة. انتهى كلام صاحب مرآة الزمان.
وفيها توفّى محمد بن عمران بن موسى بن عبيد الله أبو عبد الله «3»
الكاتب المرزبانى، كان صاحب أخبار وروايات للآداب، وصنّف كتبا في فنون
العلوم. وكان أبو علىّ الفارسىّ يقول عنه: هو من محاسن الدنيا.
وفيها توفّى المحسّن بن علىّ بن محمد بن أبى الفهم القاضى أبو علىّ
التّنوخىّ «4» مصنّف كتاب" الفرج بعد الشدّة". مولده سنة سبع وعشرين
وثلثمائة بالبصرة.
وكان أديبا شاعرا. تقلّد القضاء بسرّمن رأى، ومات ببغداد في المحرّم.
(4/168)
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع واثنتان وعشرون إصبعا.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وسبع أصابع. |