تاريخ ابن خلدون
الفصل الثامن عشر في
أن من عوائق الملك حصول الترف وانغماس القبيل في النعيم
وسبب ذلك أنّ القبيل إذا غلبت بعصبيّتها بعض الغلب استولت على النّعمة
بمقداره وشاركت أهل النّعم والخصب في نعمتهم وخصبهم وضربت معهم في ذلك
بسهم وحصّة بمقدار غلبها واستظهار الدّولة بها فإن كانت الدّولة من
القوّة بحيث لا يطمع أحد في انتزاع أمرها ولا مشاركتها فيه أذعن ذلك
القبيل لولايتها والقنوع بما يسوّغون من نعمتها ويشركون [1] فيه من
جبايتها ولم تسم آمالهم إلى شيء من منازع الملك ولا أسبابه إنّما
همّتهم النّعيم والكسب وخصب العيش والسّكون في ظلّ الدّولة إلى الدّعة
والرّاحة والأخذ بمذاهب الملك في المباني
__________
[1] شركته في البيع والميراث والأمر، أشركه، إذا صرت له شريكا (قاموس)
.
(1/175)
والملابس والاستكثار من ذلك والتّأنّق فيه
بمقدار ما حصل من الرّياش والتّرف وما يدعو إليه من توابع ذلك فتذهب
خشونة البداوة وتضعف العصبيّة والبسالة ويتنعّمون فيما أتاهم الله من
البسطة وتنشأ بنوهم وأعقابهم في مثل ذلك من التّرفّع عن خدمة أنفسهم
وولاية حاجاتهم ويستنكفون عن سائر الأمور الضّروريّة في العصبيّة حتّى
يصير ذلك خلقا لهم وسجيّة فتنقص عصبيّتهم وبسالتهم في الأجيال بعدهم
يتعاقبها إلى أن تنقرض العصبيّة فيأذنون بالانقراض وعلى قدر ترفهم
ونعمتهم يكون إشرافهم على الفناء فضلا عن الملك فإنّ عوارض التّرف
والغرق في النّعيم كاسر من سورة العصبيّة الّتي بها التّغلّب وإذا
انقرضت العصبيّة قصّر القبيل عن المدافعة والحماية فضلا عن المطالبة
والتهمتهم الأمم سواهم فقد تبيّن أنّ التّرف من عوائق الملك وَالله
يُؤْتِي مُلْكَهُ من يَشاءُ 2: 247.
الفصل التاسع عشر في أن من عوائق الملك
المذلة للقبيل والانقياد إلى سواهم
وسبب ذلك أنّ المذلّة والانقياد كاسران لسورة العصبيّة وشدّتها فإنّ
انقيادهم ومذلّتهم دليل على فقدانها فما رئموا للمذلّة حتّى عجزوا عن
المدافعة فأولى أن يكون عاجزا عن المقاومة والمطالبة واعتبر ذلك في بني
إسرائيل لمّا دعاهم موسى عليه السّلام إلى ملك الشّام وأخبرهم بأنّ
الله قد كتب لهم ملكها كيف عجزوا عن ذلك وقالوا: «إِنَّ فِيها قَوْماً
جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها 5: 22»
[1] أي يخرجهم الله تعالى منها بضرب من قدرته غير عصبيّتنا وتكون من
معجزاتك يا موسى ولمّا عزم عليهم لجّوا وارتكبوا العصيان وقالوا له:
«فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا 5: 24» [2] وما ذلك إلّا لما
أنسوا من أنفسهم من العجز عن المقاومة
__________
[1] سورة المائدة الآية 22.
[2] سورة المائدة الآية 24.
(1/176)
والمطالبة كما تقتضيه الآية [1] وما يؤثّر
في تفسيرها وذلك بما حصل فيهم من خلق الانقياد وما رئموا من الذّلّ
للقبط أحقابا حتّى ذهبت العصبيّة منهم جملة مع أنّهم لم يؤمنوا حقّ
الإيمان بما أخبرهم به موسى من أنّ الشّام لهم وأنّ العمالقة الّذين
كانوا بأريحا فريستهم بحكم من الله قدّره لهم فأقصروا عن ذلك وعجزوا
تعويلا على ما في أنفسهم من العجز عن المطالبة لما حصل لهم من خلق
المذلّة وطعنوا فيما أخبرهم به نبيّهم من ذلك وما أمرهم به فعاقبهم
الله بالتّيه وهو أنّهم تاهوا في قفر من الأرض ما بين الشّام ومصر
أربعين سنة لم يأووا فيها العمران ولا نزلوا مصرا ولا خالطوا بشرا كما
قصّه القرآن لغلظة العمالقة بالشّام والقبط بمصر عليهم لعجزهم عن
مقاومتهم كما زعموه ويظهر من مساق الآية ومفهومها أنّ حكمة ذلك التّيه
مقصودة وهي فناء الجيل الّذين خرجوا من قبضة الذّلّ والقهر والقوّة
وتخلقوا به وأفسدوا من عصبيّتهم حتّى نشأ في ذلك التّيه جيل آخر عزيز
لا يعرف الأحكام والقهر ولا يسأم بالمذلّة فنشأت بذلك عصبيّة أخرى
اقتدروا بها على المطالبة والتّغلّب ويظهر لك من ذلك أنّ الأربعين سنة
أقلّ ما يأتي فيها فناء جيل ونشأة جيل آخر سبحان الحكيم العليم وفي هذا
أوضح دليل على شأن العصبيّة وأنّها هي الّتي تكون بها المدافعة
والمقاومة والحماية والمطالبة وأنّ من فقدها عجز عن جميع ذلك كلّه
ويلحق بهذا الفصل فيما يوجب المذلّة للقبيل شأن المغارم والضّرائب فإنّ
القبيل الغارمين ما أعطوا اليد من ذلك حتّى رضوا بالمذلّة فيه لأنّ في
المغارم والضّرائب ضيما ومذلّة لا تحتملها النّفوس الأبيّة إلّا إذا
استهونته عن القتل والتّلف وأنّ عصبيّتهم حينئذ ضعيفة عن المدافعة
والحماية ومن كانت عصبيّته لا تدفع عنه الضّيم فكيف له بالمقاومة
والمطالبة وقد حصل له الانقياد للذّلّ والمذلّة عائقة كما قدّمناه.
ومنه قوله صلّى الله عليه وسلّم في شأن الحرث لمّا رأى سكّة المحراث في
بعض دور الأنصار «ما دخلت هذه دار قوم إلّا دخلهم الذّلّ»
__________
[1] جاء ختام هذه القصة في القرآن الكريم بقوله تعالى: «قال فَإِنَّها
مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ في الْأَرْضِ،
فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ 5: 26. (سورة المائدة) .
(1/177)
فهو دليل صريح على أنّ المغرم موجب للذّلّة
[1] هذا إلى ما يصحب ذلّ المغارم من خلق المكر والخديعة بسبب ملكة
القهر فإذا رأيت القبيل بالمغارم في ربقة من الذّلّ فلا تطمعنّ لها
بملك آخر الدّهر ومن هنا يتبيّن لك غلط من يزعم أنّ زناتة بالمغرب
كانوا شاوية يؤدّون المغارم لمن كان على عهدهم من الملوك وهو غلط فاحش
كما رأيت إذ لو وقع ذلك لما استتبّ لهم ملك ولا تمّت لهم دولة وانظر
فيما قاله شهربراز ملك الباب لعبد الرّحمن بن ربيعة لمّا أطلّ عليه
وسأل شهربراز أمانه على أن يكون له فقال أنا اليوم منكم يدي في أيديكم
وصعري [2] معكم فمرحبا بكم وبارك الله لنا ولكم وجزيتنا إليكم النّصر
لكم والقيام بما تحبّون ولا تذلّونا بالجزية فتوهنونا لعدوّكم فاعتبر
هذا فيما قلناه فإنّه كاف.
الفصل العشرون في أن من علامات الملك
التنافس في الخلال الحميدة وبالعكس
لمّا كان الملك طبيعيّا للإنسان لما فيه من طبيعة الاجتماع كما قلناه
وكان الإنسان أقرب إلى خلال الخير من خلال الشّرّ بأصل فطرته وقوّته
النّاطقة العاقلة لأنّ الشّرّ إنّما جاءه من قبل القوى الحيوانيّة
الّتي فيه وأمّا من حيث هو إنسان فهو إلى الخير وخلاله أقرب والملك
والسّياسة إنّما كانا له من حيث هو إنسان لأنّهما للإنسان خاصّة لا
للحيوان فإذا خلال الخير فيه هي الّتي تناسب السّياسة والملك إذ الخير
هو المناسب للسّياسة وقد ذكرنا أنّ المجد له أصل يبنى عليه وتتحقّق به
حقيقته وهو العصبيّة والعشير وفرع يتمّم وجوده ويكمله وهو الخلال وإذا
كان الملك غاية للعصبيّة فهو غاية لفروعها ومتمّماتها وهي الخلال لأنّ
وجوده دون
__________
[1] لأن المشتغلين بالزراعة كانوا يدفعون غالبا الخراج للدولة، وهناك
حديث شائع على السنة العامة:
«إذا غضب الله على قوم أسكنهم القرى أو المزارع» وهو مثل قديم سببه أن
الدولة العثمانية التي كانت تحكم على بلادنا كان جل اعتمادها على
الضرائب الزراعية.
[2] صعر: صعرا وجهه: مال إلى أحد الشقين (قاموس) .
(1/178)
متمّماته كوجود شخص مقطوع الأعضاء أو ظهوره
عريانا بين النّاس وإذا كان وجود العصبيّة فقط من غير انتحال الخلال
الحميدة نقصا في أهل البيوت والأحساب فما ظنّك بأهل الملك الّذي هو
غاية لكلّ مجد ونهاية لكلّ حسب وأيضا فالسّياسة والملك هي كفالة للخلق
وخلافة للَّه في العباد لتنفيذ أحكامه فيهم وأحكام الله في خلقه وعباده
إنّما هي بالخير ومراعاة المصالح كما تشهد به الشّرائع وأحكام البشر
إنّما هي من الجهل والشّيطان بخلاف قدرة الله سبحانه وقدره فإنّه فاعل
للخير والشّرّ معا ومقدّرهما إذ لا فاعل سواه فمن حصلت له العصبيّة
الكفيلة بالقدرة وأونست منه خلال الخير المناسبة لتنفيذ أحكام الله في
خلقه فقد تهيّأ للخلافة في العباد وكفالة الخلق ووجدت فيه الصّلاحيّة
لذلك. وهذا البرهان أوثق من الأوّل وأصحّ مبنى فقد تبيّن أنّ خلال
الخير شاهدة بوجود الملك لمن وجدت له العصبيّة فإذا نظرنا في أهل
العصبيّة ومن حصل لهم من الغلب على كثير من النّواحي والأمم فوجدناهم
يتنافسون في الخير وخلاله من الكرم والعفو عن الزّلّات والاحتمال من
غير القادر والقرى للضّيوف وحمل الكلّ [1] وكسب المعدم والصّبر على
المكاره والوفاء بالعهد وبذل الأموال في صون الأعراض وتعظيم الشّريعة
وإجلال العلماء الحاملين لها والوقوف عند ما يحدّدونه لهم من فعل أو
ترك وحسن الظّنّ بهم واعتقاد أهل الدّين والتّبرّك بهم ورغبة الدّعاء
منهم والحياء من الأكابر والمشايخ وتوقيرهم وإجلالهم والانقياد إلى
الحقّ مع الدّاعي إليه وإنصاف المستضعفين من أنفسهم والتّبذّل [2] في
أحوالهم والانقياد للحقّ والتّواضع للمسكين واستماع شكوى المستغيثين
والتّديّن بالشّرائع والعبادات والقيام عليها وعلى أسبابها والتجافي عن
الغدر والمكر والخديعة ونقض العهد وأمثال ذلك علمنا أنّ هذه خلق
السّياسة قد حصلت لديهم واستحقّوا بها أن يكونوا ساسة لمن تحت أيديهم
أو على العموم وأنّه خير ساقه الله تعالى إليهم مناسب
__________
[1] الكل: اليتيم، من لا يقدر على القيام بشئون نفسه (قاموس) .
[2] التبذل: ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنى على جهة التواضع
(قاموس) .
(1/179)
لعصبيّتهم وغلبهم وليس ذلك سدى فيهم ولا
وجد عبثا منهم والملك أنسب المراتب والخيرات لعصبيّتهم فعلمنا بذلك أنّ
الله تأذّن لهم بالملك وساقه إليهم وبالعكس من ذلك إذا تأذّن الله
بانقراض الملك من أمّة حملهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرّذائل
وسلوك طرقها فتفقد الفضائل السّياسيّة منهم جملة ولا تزال في انتقاص
إلى أن يخرج الملك من أيديهم ويتبدّل به سواهم ليكون نعيا عليهم في سلب
ما كان الله قد أتاهم من الملك وجعل في أيديهم من الخير «وَإِذا
أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا
فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً 17: 16»
[1] واستقرئ ذلك وتتبّعه في الأمم السّابقة تجد كثيرا ممّا قلناه
ورسمناه والله يخلق ما يشاء ويختار واعلم أنّ من خلال الكمال الّتي
يتنافس فيها القبائل أولو العصبيّة وتكون شاهدة لهم بالملك إكرام
العلماء والصّالحين والأشراف وأهل الأحساب وأصناف التّجار والغرباء
وإنزال النّاس منازلهم وذلك أنّ إكرام القبائل وأهل العصبيات والعشائر
لمن يناهضهم في الشّرف ويجاذ بهم حبل العشير والعصبيّة ويشاركهم في
اتّساع الجاه أمر طبيعيّ يحمل عليه في الأكثر الرّغبة في الجاه أو
المخافة من قوم المكرم أو التماس مثلها منه وأمّا أمثال هؤلاء ممّن ليس
لهم عصبيّة تتّقى ولا جاه يرتجى فيندفع الشّكّ في شأن كرامتهم ويتمحّض
القصد فيهم أنّه للمجد وانتحال الكمال في الخلال والإقبال على السّياسة
بالكلّيّة لأنّ إكرام أقتاله [2] وأمثاله ضروريّ في السّياسة الخاصّة
بين قبيله ونظرائه وإكرام الطّارئين من أهل الفضائل والخصوصيّات كمال
في السّياسة العامّة فالصّالحون للدّين والعلماء للجائي إليهم في إقامة
مراسم الشّريعة والتّجّار للتّرغيب حتّى تعمّ المنفعة بما في أيديهم
والغرباء من مكارم الأخلاق وإنزال النّاس منازلهم من الإنصاف وهو من
العدل فيعلم بوجود ذلك من أهل عصبيّته انتماؤهم للسّياسة العامّة وهي
الملك وأنّ الله قد تأذّن بوجودها فيهم لوجود علاماتها ولهذا كان أوّل
ما يذهب
__________
[1] سورة الاسراء الآية 16.
[2] اقتال: ج قتل بكسر القاف: العدو- الصديق- القرن، النظير وهنا تعني
النظير (قاموس) .
(1/180)
من القبيل أهل الملك إذا تأذّن الله تعالى
بسلب ملكهم وسلطانهم إكرام هذا الصّنف من الخلق فإذا رأيته قد ذهب من
أمّة من الأمم فاعلم أنّ الفضائل قد أخذت في الذّهاب عنهم وارتقب زوال
الملك منهم «وَإِذا أَرادَ الله بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ
13: 11» والله تعالى أعلم.
الفصل الحادي والعشرون في أنه إذا كانت
الأمة وحشية كان ملكها أوسع
وذلك لأنّهم أقدر على التّغلب والاستبداد كما قلناه واستعباد الطّوائف
لقدرتهم على محاربة الأمم سواهم ولأنّهم يتنزّلون من الأهلين منزلة
المفترس من الحيوانات العجم وهؤلاء مثل العرب [1] وزناتة ومن في معناهم
من الأكراد والتّركمان وأهل اللّثام من صنهاجة وأيضا فهؤلاء المتوحّشون
ليس لهم وطن يرتافون [2] منه ولا بلد يجنحون إليه فنسبة الأقطار
والمواطن إليهم على السّواء فلهذا لا يقتصرون على ملكة قطرهم وما
جاورهم من البلاد ولا يقفون عند حدود أفقهم بل يظفرون إلى الأقاليم
البعيدة ويتغلّبون على الأمم النّائية وانظر ما يحكى في ذلك عن عمر رضي
الله عنه لمّا بويع وقام يحرّض النّاس على العراق فقال: إنّ الحجاز ليس
لكم بدار إلّا على النّجعة ولا يقوى عليه أهله إلّا بذلك أين القرّاء
المهاجرون عن موعد الله سيروا في الأرض الّتي وعدكم الله في الكتاب أن
يورثكموها، فقال: «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ 9: 33» [3] واعتبر ذلك أيضا بحال العرب السّالفة من قبل
مثل التّبابعة وحمير كيف كانوا يخطون من اليمن إلى المغرب مرّة وإلى
العراق والهند أخرى ولم يكن ذلك لغير
__________
[1] يعني ابن خلدون العرب المتوحشون الذين ذكرهم في مواضع عدة.
[2] يعتاشون منه.
[3] سورة الصف الآية 9.
(1/181)
العرب من الأمم وكذا حال الملثّمين من المغرب لمّا نزعوا إلى الملك
طفروا من الإقليم الأوّل ومجالاتهم منه في جوار السّودان إلى الإقليم
الرّابع والخامس في ممالك الأندلس من غير واسطة وهذا شأن هذه الأمم
الوحشيّة فلذلك تكون دولتهم أوسع نطاقا وأبعد من مراكزها نهاية «وَالله
يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ 73: 20» [1] وَهُوَ الْواحِدُ
الْقَهَّارُ 13: 16 لا شريك له. |