تاريخ أبي زرعة الدمشقي

ذِكْرُ خِلَافَةِ عُثْمَانَ
رَحْمَةُ اللَّهِ عليه
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: وَاسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَأَقَامَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سنةً.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثُمَّ وُلِّيَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فأقام ثنتي عشرة سنة.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْزُوقُ بْنُ أَبِي الهُذَيْلِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِفْرِيقِيَّةَ، وخُرَاسَانَ. فَعَزَلَ عُمَيْرَ بْنَ سَعْدٍ عَنْ حِمْصَ، وَجَمَعَ الشَّامَ لِمُعَاوِيَةَ، وَنَزَعَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَنْ مِصْرَ وَأَمَّرَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ - أَحَدَ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ - وَنَزَعَ أَبَا مُوْسَى الْأَشْعَرِيَّ عَنِ الْبَصْرَةِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، وَنَزَعَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ عَنِ الكوفة، وأمر عليها سعد بْنَ الْعَاصِ، فَلَمْ يَزَلْ

(1/183)


أَمِيرَهَا حَتَّى اسْتَعَرَتِ الْفِتْنَةُ فِي النَّاسِ، فَفَصَلَ سَعِيدٌ مِنْ عِنْدِ عُثْمَانَ إِلَى الْكُوفَةِ، فَلَقِيَتْهُ خَيْلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِالْعُذَيْبِ فَرَدُّوهُ إِلَى عُثْمَانَ فَلَمْ تَزَلِ الْفِتْنَةُ تَسْتَعِرُ، حتى قتل عثمان.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ عَامُ الرِّعَافِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعشرين.
حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ خَرَجَ إِلَى أَهْلِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، حِينَ انْتَقَضُوا بَعْدَ الْفَتْحِ الْأَوَّلِ فَهَزَمَهمْ، وَقَتَلَ الله منويل، وَلَمْ يِكُنِ الْمُقَوْقِسُ تَحَرَّكَ، وَلَا نكث.
حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حِصْنِ بْنِ عَلَّاقٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: غَزَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ قُبْرسَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فَاخِتَةُ ابْنَةُ قُرَظَةَ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدَةَ: ثُمَّ غزا أبو الأعور السلمي قبرس، غَزْوَتَهَا الْأَخِيرَةَ سَنَةَ سِتٍ وَعِشْرِينَ.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وَكَانَتْ غَزْوَةُ سَابُورِ الْجُنُودِ سَنَةَ ست وعشرين.
حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ

(1/184)


ابْنِ وَهْبٍ قال: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي أُوَيْسٍ - مَوْلًى لَهُمْ - قَالَ: غزونا مع عبيد اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ إِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، فَبَلَغَ سَهْمُ الْفَارِسِ ثلاثة آلاف دينار.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ كَانَتْ فَارِسُ الأُوْلَى، وَاصْطَخْرُ الْآخِرَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ، ثِمَّ كَانَتْ فَارِسُ الْآخِرَةَ وَجَوْرُ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، ثُمَّ كانت طبرستان سنة ثلاثين.
حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ غَزَا الْأَسَاوِدَةَ سَنَةُ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا

(1/185)


فَأُصِيبَ يَوْمَئِذٍ عَيْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، وَأَبِي شِمْرَ بْنِ أَبْرَهَةَ، وَحَيْوِيلُ بْنُ نَاشِرَةَ الْكَنْعِيّ فَسُمُّوا رُمَاةَ الحِدَقِ، فَهَادَنَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، إِذْ لَمْ يَطِقْهُمْ، فَقَالَ الشَّاعِرُ يَوْمَئِذٍ:
لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَ يَوْمِ دَمْقَلَهْ ... الْخَيْلُ تعدو بالدروع مُثْقَلَهْ
ثُمَّ كَانَتْ سَنَةُ الْمَضِيقِ، سنة ثنتين وثلاثين.
قال أبو زرعة: وقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِنَّ قُبْرُسَ كَانَتْ سَنَةَ ثَلَاثَ وَثَلَاثِينَ، وَالصَّحِيحُ عِنْدَنَا مَا قَالَ يَزِيدُ بن عبيدة.

(1/186)


حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ شَهِدَ فَتْحَ قُبْرُسَ. قَالَ جُبَيْرٌ: وَرَأَيْتَهُ يَبْكِي، والسَّبْيُ يُفَرَّقُ.
ثُمَّ كَانَتِ الصَّوَارِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ، ثُمَّ كَانَتْ ذُو خَشَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ.
وَقُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سنة خمس وثلاثين.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهَرٍ: أَنَّهُ أُصِيبَ فِي ذِي الحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ العَبْسِيِّ قَالَ: قَتَلَهُ سَوْدَانُ بْنُ رُومَانَ المرادي.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ أَنَّهِ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْعَزِيزِ يَقُولُ: صَلَّى جُبَيْرُ بْنُ مُطْعَمٍ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ في ثمانية.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: وكانت الفتنة خمس سنين.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَتِ الْجَمَلُ

(1/187)


سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَتْ صِفِّينُ فِي شَهْرِ رَبِيعِ الْأَوَّلِ سَنَةَ سبع وثلاثين.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، وَاخْتَلَفَ النَّاسُ، لَمْ تَكُنْ لِلنَّاسِ غَازِيَةٌ، وَلَا صَائِفَةٌ، حَتَّى اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى مُعَاوِيَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَسَمَّوْهَا سَنَةَ الْجَمَاعَةِ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: فَأَغْزَا مُعَاوِيةُ الصَّوَائِفَ، وَشَتَّاهُمْ بِأَرْضِ الرُّومِ سِتَّ عَشْرَةَ صَائِفَةً، تَصِيفُ بِهَا وَتَشْتُو، ثُمَّ تُقْفِلُ وَتَدْخُلُ مُعَقِّبَتُهَا، ثُمَّ أَغْزَاهُمْ مُعَاوِيَةُ ابْنُهُ يَزِيدَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْبَرِّ وَالبْحَرِ حَتَّى جَازَ بِهِمِ الْخَلِيجَ، وَقَاتَلُوا أَهْلَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ عَلَى بَابِهَا، ثُمَّ قَفَلَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَدَلَّنَا خَبَرُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ هَذَا: أَنَّ أَبَا أَيُّوبٍ الْأَنْصَارِيِّ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: حَدَّثَنَا الفَزَارِيُّ

(1/188)


عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي ظُبْيَانَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ - وَهُمْ عَلَى حِصَارِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ - أَنْ يُدْفَنَ إِلَى جَانِبِ حَائِطِهِمْ. وَقَالَ: فَقَرَّبْنَاهُ مِنْهُ ثُمَّ دَفَنَّاهُ تَحْتَ أقدامنا.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي الوَلِيدُ بْنُ مَسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: أَدْرَكْتُ خِلَافَةَ مُعَاوِيَةَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْهُمْ: سَعْدٌ، وَأُسَامَةُ، وَجَابِرٌ، وَابْنُ عُمَرَ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتَ، وَمَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَرَافِعُ بْنُ خُدَيْجٍ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَرِجَالٌ أَكْثَرُ مِمَّنْ سَمَّيْتُ بِأَضْعَافٍ مُضَاعَفَةٍ، كَانُوا مَصَابِيحَ الْهُدَى، وَأَوْعِيَةَ الْعِلْمِ، حَضَرُوا مِنَ الْكِتَابِ تَنْزِيلَهُ، وَأَخَذُوا عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَأْوِيلَهُ، وَمِنَ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، مِنْهُمْ:

(1/189)


الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَعْبدُ الرَّحْمَنِ بن الأسود بن عبد غوث، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعْبدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ فِي أَشْبَاهٍ لَهُمْ، لَمْ يَنْزَعُوا يَدًا عَنْ مُجَامَعَةٍ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو - أبو زرعة - قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أبَيِ الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَانَ يَأْخُذُ الْعَطَاءَ فِي خِلَافَةِ مُعَاويَةَ.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ - أَمْلاهُ عَلَيْنَا -: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بُويِعَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَهُوَ عَامُ الْجَمَاعَةِ، فَأَقَامَ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا أَشْهُرًا.
قَالَ أبو مُسْهِرٍ: وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتِّينَ.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إبراهيم بن الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ: فَمَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ فيها أو قبلها بسنة.

(1/190)


حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: ثُمَّ أَقَامَ يَزِيدُ بَعْدَهُ أَرْبَعَ سِنِينَ وَنِصْفٍ، لَمْ يُتِمَّهَا، وَمَاتَ بحوارين.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: فَبُويِعَ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، وَعْبدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. بَايَعَ مَرْوَانَ أهلُ الْأُرْدُنِ وَطَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، وَسَائِرُ النَّاسِ زُبَيْرِيِّونَ. ثُمَّ اقْتَتَلَ مَرْوَانُ وَشِيعَةُ ابْنِ الزُّبَيْرِ يوم رج رَاهِطٍ فَظَفِرَ مَرْوَانُ وَشِيعَتُهُ بِشِيعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ لِمَرْوَانَ.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ قَالَ: وَحَجَّ ابْنُ الزُّبَيْرِ ثَمَانِيَ حِجَجٍ، وَلِيَ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ إلى سنة إحدى وسبعين.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَكَانَتِ الْحَرَّةُ يَوْمَ الْأَرْبَعَاءِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثلاث وستين.
حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ مُحَمِّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وُلِدَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعْبدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ سَنَةَ ست وعشرين.

(1/191)


حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ أَقَامَ بَعْدَ أَبِيهِ أَرْبَعَ سِنِينَ وَنِصْفٍ لَمْ يتمها.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ: أَنَّهُ لَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ لِمَرْوَانَ فَغَلَبَ، فَصَارَتِ الشَّامُ وَمِصْرُ لِمَرْوَانَ، وَكَانَ بَقَاؤُهُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، فَهَلِكَ بِدِمَشْقَ. قَالَ: فَعَهِدَ إِلَى عبد الملك.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قَالَ: فَظَفِرَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِمُصْعَبٍ، وَوَجَّهَ الْحَجَّاجَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَقَتَلَهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ لَهُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَعَبْدُ اللَّهِ بن عمر يومئذ حي.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثا أَبُو مُسْهِرٍ حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: كَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هَوَ، أما بعد: فإنك راع، ولك راع مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ " اللهُ لاَ إلهَ إلاَّ هُو ليجمعنّكُم إِلَى يَوْم القِيَامة، لاَ رَيْبَ فِيْهِ، ومنْ أَصْدَق مِنَ اللهِ حَدِيثاً "؟ لَا أَحَدَ، وَالسَّلَامُ، قَالَ: وَكَانَ الكتاب مع سالم.
قال أبو زرعة: قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ، أَبُو نُعَيْمٍ، وَغَيْرُهُ: فِي هَذِهِ السَّنَةِ - سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ - مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ،

(1/192)


وَفِيهَا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزبير.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَقَالَ لَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: فَأَقَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ حَتَّى أُصِيبَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ سِتٍ وَثَمَانِينَ، فَكَانَ بَقَاؤُهُ مِنْ هَلْكَةِ أبيه إلى هلكته إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَمَاتَ بِدِمَشْقَ.
حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ عَمَّرَ سِتِّينَ سَنَةً.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامٌ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ جَدِّهِ: وَأَمْلَاهُ عَلَيْنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ، قَالَا جَمَيْعًا: ثُمَّ اسْتَخْلَفَ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَقَامَ تِسْعَ سنين.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ، فَأُصِيبَ فِي سَنَةِ سِتٍ وَتِسْعِينَ.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: كَمْ كَانَ سِنُّ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ؟ قَالَ: ثِنْتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَقَدْ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ: أَنِّ مَرْوَانَ لَمْ يَسْبِقْ عَبْدَ الْمَلِكِ إِلَّا بِالْحِلْمِ.
قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ؟ قَالَ: قَدْ جاز الأربعين.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: اسْتُخْلِفَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَتَينِ وَشَيْئًا، قَالَ: وَهَلَكَ فِي صفر سنة تسع وتسعين.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَتْ خِلَافَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ كَأَنَّهَا

(1/193)


خِلَافَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، كَانَ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا، قَالَ لَهُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا حَفْصٍ؟ قَالَا جَمِيعًا.
فَعَهِدَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَقَامَ سَنَتَينِ وَنِصْفًا، ثُمَّ مَاتَ بِدِيرِ سمعان.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: أَنَّهُ أُصِيبَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى ومائة.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سِنِّ أَبِيهِ، فَقَالَ: لَمْ يبلغ الأربعين.
حدثنا أبو زرعة قال: فَأَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ

(1/194)


عَمَّارٍ عَنْ بَقِيَّةَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ قَالَ: مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وأشهر، ولم يتم الأربعين.
حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قال: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِبَعْضِ مَنْ كَانَ يَخْلُو مَعَهُ: أدع الله لي بالموت.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: سَمِعَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَاطِمَةَ ابْنَةَ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَوْ جَارِيَتَهَا - وَهُوَ بَيْنَ الْبَابِ وَالسِّتْرِ - تَقُولُ: أَرَاحَنَا اللَّهُ مِنْكَ، قال: آمين، فعجل.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: فَأَقَامَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بَعْدَهُ أَرْبَعَ سِنِينَ، قَالَ: وَأُصِيبَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
حدثنا أبو زرعة قال: فحدثني هشام بن الْهَيْثَمِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ مَاتَ بِالسَّوَادِ بِالأُرْدُنِّ، وَكَانَ وَجَعُهُ طَرَفًا من السل.

(1/195)


حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: ثُمَّ اسْتُخْلِفَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الملك.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: أَنَّ خِلَافَتِهِ كَانَتْ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وأشهراً.
حدثنا أبو زرعة قال: وَأَخَبَرَنَا هِشَامٌ عَنِ الْهَيْثَمِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: وُلِّيَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عِشْرِينَ سَنَةً إلا أشهراً.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: فَأُصِيبَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، يُقَالُ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قَالَ: اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ فَأَقَامَ سَنَةً وَأَشْهُرًا.
قَالَ: ثَمَّ وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ، ثم أصابه الطاعون.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: ثُمَّ جَاءَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فأقام خمس سنين.
حدثنا أبو زرعة قال: فَحَدَّثَنِي هِشَامٌ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ: أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ أَقَامَ سِتَّ سنين ثم قتل بمصر.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ: أَنَّهُ قُتِلَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ.

(1/196)


أول ولاية بني هاشم
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أبا مُسْهِرٍ قَالَ: وَاسْتُخْلِفَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَأَقَامَ أَرْبَعَ سِنِينَ، وَبُويِعَ أَبُو جَعْفَرِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فَأَقَامَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ الْمَهْدِيُّ مُحُمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، فأقام عشر سنين.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: فَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: أَنَّهُ أُصِيبَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: وَمُوسَى أُصِيبَ فِي سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: وَاسْتُخْلِفَ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فأقام ثلاثة وَعِشْرِينَ سَنَةً وَشَهْرَينِ، ثُمَّ أُصِيبَ فِي رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ.

(1/197)