تاريخ أبي زرعة الدمشقي
آخِرُ الْجُزْءِ الْخَامِسِ مِنْ أَجْزَاءِ
أَبِي زُرْعَةَ وَأَوَّلُ السَّادِسِ مِنْهَا
في مجلسة العلماء والمذاكرة بالعلم
حدثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قال:
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
قَالَ: تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ الْحَدِيثِ يهيج الحديث.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قال:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلِيٍّ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
قَالَ: كَانُوا إِذَا جَلَسُوا يَتَذَاكَرُونَ الْفِقْهِ، أَمَرُوا
رَجُلًا فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ من القرآن.
(1/539)
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ
عَمْرِو بْنِ الْمُسَيِّبِ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ قتادة عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: التَّنَازُعُ فِي الْعِلْمِ مُذَاكَرَةٌ
جَمِيلَةٌ.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ، أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي سَعِيدِ بْنِ
بَشِيرٍ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهِ، قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أصحابنا:
وكيع، والأشيب.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ قال: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ يَمْانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: مَا
كُنْتُ أَتَمَنَّى مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ
أُجَالِسُ فِيهِمَا أبا هريرة.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ
الْأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكُ عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ
عَنْ مُسْلِمٍ البطي
(1/540)
ن عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ
قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ مَسْعُودٍ سَنَةً، لَا يَقُولُ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَإِذَا قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ،
اسْتَقَلَّتْهُ الرَّعْدَةُ، ثُمَّ يَقُولُ: هَكَذَا، أَوْ نَحْوَ
هَذَا، أَوْ قَرِيبًا مِنْ هَذَا، أو ما شاء الله.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ
بْنُ مِغْوَلٍ قال: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُرْعِدَ أَوِ ارْتَعَدَ، قَالَ هَكَذَا، أَوْ
قَرِيبٌ مِنْ هَذَا، أَوْ فَوْقَ ذَا، أَوْ دُونَ ذَا.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ قال: حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
قَالَ: - ذَكَرَ أَبَا هْرَيْرَةَ - فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ
بِأَفْضَلِهِمْ وَلَكِنَّهُ كَانَ رجلاً حافظاً.
حدثنا أبو زرعة قال: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ
عُيَيْنَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ،
يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ،
(1/541)
أَوْ يُجْزِيكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَرُبَّ
حديث أحييته في صدري.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ
بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُرَّةٍ، ثُمَّ
أَنْشَأَ يُحَدِّثُ، وَكَانَ يُعْجِبُنِي أن أسمعه من ثقة.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال:
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ:
أَنَّ يَحْيَى بْنَ مَيْمُونٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ وَدَاعَةَ الْحَمْدِيَّ
حَدَّثَهُ: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ مَالِكَ بْنَ عُبَادَةَ، وَأَبَا
مُوسَى الْغَافِقِيَّ، وَعُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُصُّ: قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ مَالِكٌ: إِنَّ
صَاحِبَكُمْ هَذَا عَاقِلٌ، أَوْ هَالِكٌ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا فِي حِجَّةِ
الْوَدَاعِ فَقَالَ:
عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، وَإِنَّكُمْ سَتَرْجِعْونَ إِلَى نَاسٍ
يَشْتَهُونَ الْحَدِيثَ عَنِّي، فَمَنْ عَقِلَ شَيْئًا، فَلْيُحدِّثْ
بِهِ وَمَنِ افْتَرَى عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا، أَوْ مَقْعَدًا
مِنْ جَهَنَّمَ. لَا يَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَ.
قال أبو زرعة: فَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ عَنْ وَدَاعَةَ
(1/542)
الْحَمْدِيِّ هَذَا، فَذَكَرَ أَنَّهُ
رَجُلٌ مَعْرُوفٌ، يُكَنَّى: أَبَا حُمَيْدٍ، رَوَى عن فضالة بن عبيد.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ أَنَّهُ
سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: إِنَّ حَدِيثَكُمْ شَرُّ
الْحَدِيثِ، إِنَّ كَلَامَكُمْ شَرُّ الْكَلَامِ، فَإِنَّكُمْ قَدْ
حَدَّثْتُمُ النَّاسُ، حَتَّى قِيلَ: قَالَ فُلَانٌ، وَقَالَ فُلَانٌ،
وَيُتْرَكُ كِتَابُ اللَّهِ، مَنْ كَانَ مِنْكُمْ قَائِمًا، فَلْيَقُمْ
بِكَتَابِ اللَّهِ، وَإِلَّا فَلْيَجْلِسْ، إِنَّ كَلَامَكُمْ شَرُّ
الْكَلَامِ، وَإِنَّ حَدِيثَكُمْ شَرُّ الحديث.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا
حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ
أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبُو أُمَامَةَ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ،
كالرَّجُلِ الَّذِي يُؤَدِّي ما سمع.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا
حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ بْنُ شُمَيْرٍ
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّهُ كَانَ
(1/543)
يَقُولُ: اعْقِلُوا، وَلَا أَخَالُ
الْعَقْلَ إِلَّا قَدْ رُفِعَ، لَنَحْنُ لِلْحَدِيثِ الَّذِي كُنَّا
نَسْمَعُهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ،
أَعْقَلُ عَلَيْهِ منَّا عَلَى حَدِيثِكُمُ الْيَوْمَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُرْعَةَ الرُّعَيْنِيُّ قال: حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ
زَبْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ - إِذَا فَرِغَ مِنَ الْحَدِيثِ عَنْ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - قَالَ: هَذَا،
وَنَحْوَ هَذَا وَشَكْلَهُ.
حدثنا عبد الله بن صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ
عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا
تَحَدَّثَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِلَّا هَكَذَا، فَكَشَكْلِهِ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُرْعَةَ الرُّعَيْنِيُّ قال: حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ السَّائِبِ
بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِأَبِي
هُرَيْرَةَ: لَتَتْرُكَنَّ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
الله عليه وسلم أو لألحقنك بِأَرِضِ دَوْسٍ. وَقَالَ لِكَعْبٍ:
لَتَتْرُكَنَّ الْأَحَادِيثَ، أَوْ لَأُلْحِقَنَّكَ بِأَرْضِ
الْقِرَدَةِ.
وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَذْكُرُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ نَحْوًا مِنْهُ، وَلَمْ يُسْنِدْهُ.
(1/544)
وَحَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ
قال: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يُحَدِّثُ رَهْطًا
مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ، فَذَكَرَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ
فَقَالَ: إِنْ كَانَ لَمِنْ أَصْدَقِ هَؤُلَاءِ الْمُحَدِّثِينَ،
الَّذِينَ يُحَدِّثُونَ عَنِ الْكِتَابِ، وَإِنْ كُنَّا مَعَ ذَلِكَ
لنبلوا عَلَيْهِ الْكَذِبَ.
حدثنا عبد الله بن صالح، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال:
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ
رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ
سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِدِمَشْقَ
يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَأَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، إِلَّا حَدِيثًا كَانَ يُذْكَرُ
عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَإِنَّهُ كَانَ يُخِيفُ النَّاسَ فِي اللَّهِ.
حدثنا عبد الله بن صالح قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ
عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: قَالَ عُمَرُ لِأَبِي ذَرٍّ، وَلِابْنِ
مَسْعُودٍ، وَلِأَبِي الدَّرْدَاءِ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو معشر الرواسي
عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ قال: سَمِعْتُ
أَبَا أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ
صَاحِبُ منزل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ،
تُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَدْ
سَمِعَ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
مُوسَى
(1/545)
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنِ
الرُّدَيْنِيِّ بْنِ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَيْسِ بْنِ
عَبَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: مَنْ
سَمِعَ حَدِيثًا، فَأَدَّاهُ كَمَا سَمِعَ، فَقَدْ سَلِمَ.
قَالَ: قَالَ الْفَضْلُ: أَرَاهُ قَالَ: سَلِمَ، وَلَمْ يَقُلْ:
أُجِرَ.
حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قال:
سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ الله، وسمع ربيعة بن يزيد
يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ
لَهُ إِسْمَاعِيلُ: انْظُرْ يَا رَبِيعَةُ، كَيْفَ تُحَدِّثُ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَمِعَ
شَدَّادَ الْقَارِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَأَسْمَعَهُ كَلَامًا شَدِيدًا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ
عَنِ مِسْعَرٍ قال: قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: لَا يُحَدِّثُ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، إِلَّا الثِّقَاتِ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ سَعْدُ شَدِيدَ الْأَخْذِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الزهري:
سمعت هذيل الْأَعْمَى صَاحِبَ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ
مَسْعُودٍ عَنْ كَذَا، فَلَمْ أَفْهَمْهُ، فَقَالُوا لَهُ - فَقَالَ
لَهُ رَجُلٌ -: أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ
سُفْيَانُ: لَعَلَّنَا لَمْ نَبْغِهِ، إِنَّمَا سَمِعْنَا هَذَا مِنْ
مُخَارِقٍ يُحَدِّثُهُ عَنْ طَارِقٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو
بْنِ دِينَارٍ
(1/546)
قَالَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ: امْشِ حَتَّى
نُجَالِسَ النَّاسِ. قَالَ فَنَجْلِسُ إِلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ
بَشِيرَ بن كعب العدوي، فقال طاووس: رَأَيْتُ هَذَا يَجْلِسُ إِلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ، فَتَحَدَّثَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَأَنِّي
أَسْمَعُ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ! قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ
ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ:
جَاءَ بَشِيرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَدَوِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ،
فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا
وَكَذَا، فَيُعِيدُ لَهُ الْحَدِيثَ، ثُمَّ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ،
فَيَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ
بَشِيرٌ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي عَرَفْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ،
وَأَنْكَرْتَ هَذَا؟ أَمْ أَنْكَرْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ وَعَرَفْتَ
هَذَا؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنَّا نُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، إِذْ لَمْ يَكُنْ يُكْذَبُ
عَلَيْهِ، وَإِذْ لَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ إِلَّا الثِّقَاتُ، فَلَمَّا
رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ، تَرَكْنَا الْحَدِيثَ عَنْهُ.
(1/547)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: عَنْ
سُفْيَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ قال: قَالَ شُرَيحٌ: سَمِعْنَا قَبْلَ أَنْ
تَتَلَاطَخَ الْأَحَادِيثُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: عَنْ
سُفْيَانَ عَنْ ابْنِ حَبَّابٍ عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: شَهِدْتُ
الْجَمَاجِمَ، فَمَا طُعِنْتُ فِيهَا بِرُمْحٍ، وَلَا رُمِيتُ فِيهَا
بِسَهْمٍ، وَلَا ضُرِبْتُ فِيهَا بِسَيْفٍ، وَوَدَدْتُ أني سقطت من ها
هنا، وَلَمْ أَكُنْ شَهِدْتُهَا.
قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعَ طَلْحَةُ بْنُ
مُصَرِّفٍ رَجُلًا يَقُولُ: لَيْسَ بِالْكُوفَةِ أَقْرَأُ مِنْ
طَلْحَةَ. فَذَهَبَ إِلَى الْأَعْمَشِ يَقْرَأُ عَلَيْهِ، يُرِيدُ
بِذَاكَ أَنْ يَرُدَّهُمْ عَنْهُ.
قَالَ الْأَعْمَشُ: وَكَانَ يَجِيئُنِي وَلَا يُخْبِرُنِي مَكَانَهُ،
فَقُلْتُ: لَوْ أَخْبَرْتَنِي بِمَكَانِكَ، أَوْ آذَنْتَنِي؟ قَالَ:
لَعَلَّكَ تَكُونُ مَشْغُولًا.
وَكَانَ لَا يَقْرَأُ حَتَّى أُؤْذِنَهُ، ثُمَّ يَقْرَأُ، فَإِنْ
كُنْتُ مُخْتَبِئًا، وَحَلَلْتُ حَبْوَتِي سَكَتَ، وَإِنْ كُنْتُ
قَاعِدًا فَانْضَجَعْتُ، سَكَتَ.
قال أبو زرعة: وَكَانَتِ الْجَمَاجِمُ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ
وَثَمَانِينَ.
(1/548)
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قُتِلَ فِيهَا:
أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي
لَيْلَى.
وَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ
الْمُلَائِيِّ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، كَانَ يُفْرِطُ فِي
التَّشَيُّعِ، قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: وُلِدَ أَبُو إِسْرَائِيلَ
قَبْلَ الْجَمَاجِمِ بِسَنَةٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: قَالَ
مُطَرِّفُ بْنُ طُرِيفٍ - لَا أَدْرِي سَمِعْتُهُ مِنْهُ، أَوْ
حُدِّثْتُ عَنْهُ -: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي كَذَبْتُ، وَأَنَّ لِيَ
الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: دَخَلْتُ عَلَى
مُوسَى الْجُهَنِيِّ، فَرَأَيْتُ مَسْجِدَهُ مِثْلَ مَبْرَكِ
الْبَعِيرِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ عَطَاءُ
بْنُ السَّائِبِ: دَخَلْنَا عَلَى مُرَّةَ الْهَمَدَانِيِّ، فَرَأَيْتُ
مَسْجِدَهُ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ.
(1/549)
حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا
مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُرَّةَ،
وَهُوَ يُصَلِّي، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْعَصْرَ، ثُمَّ أَنْشَأَ
يُحَدِّثُ، وَكَانَ يُعْجِبُنِي أَنْ أسمعه من ثقة.
قال أبو زرعة أَرَادَ بِذَلِكَ طَلْحَةُ، مِدْحَةَ مُرَّةَ، وثقته
بحديثه.
قال أبو زرعة: ومرة الهمذاني هُوَ: مُرَّةُ بْنُ شَرَاحِيلَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَاصِمٌ
لِلْأَعْمَشِ: أَلَيْسَ قَرَأْتَ عَلَيَّ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِ
انتجعت، وتركت.
قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: أَتَدْرُونَ أَيُّ
النَّاسِ أَحْرَصُ عَلَى الْعِلْمِ؟ فَسَكَتُوا، قَالَ: أَعْلَمُهُمْ.
قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ مِسْعَرًا
يَقُولُ لِرَجُلٍ: كَيْفَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ - يَعْنِي مُقَاتِلًا -؟
قَالَ: إِنْ كَانَ مَا يَجِيءُ بِهِ عِلْمٌ، فَمَا أَعْلَمَهُ!! قَالَ
أبو زرعة: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مَنْصُورٍ الْكَاتِبِ
عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
الْمَهْدِيُّ - لَمَّا أَتَانَا نَعْيُ مُقَاتِلٍ - اشْتَدَّ ذَلِكَ
عَلَيَّ. فَذَكَرْتُهُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي جَعْفَرٍ
فَقَالَ: لَا يَكْبُرُ عَلَيْكَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: انْظُرْ مَا
تُحِبُّ أَنْ أُحَدِّثَهُ فِيكَ،
(1/550)
حَتَّى أُحَدِّثُهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قال: قُلْتُ
لِأَيُّوبَ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا لَكَ لَمْ تُكْثِرْ عَنْ طَاوُسٍ؟
قَالَ: جِئْتُ لِأَسْمَعَ مِنْهُ، فَرَأَيْتُهُ بَيْنَ ثَقِيلَيْنِ:
عَبْدِ الْكَرِيمِ، أَبِي أُمَيَّةَ، وَلَيْثِ بْنِ أبي سلمة،
فَتَرَكْتُهُ وَذَهَبْتُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ
قال: قَالَ لِيَ أَيُّوبُ: لَا تَحْمِلْ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، أَبِي
أُمَيَّهَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بثقة.
قال أبو زرعة: فَأَمَّا عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزْرِيُّ فَهُوَ: عَبْدُ
الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ، سَأَلْتُ عَنْ نَسَبِهِ، فَقِيلَ: مِنَ
الْحَضَارِمَةِ، ثقة.
قال أبو زرعة: أَخَذَ عَنْهُ مِنَ الْأَكَابِرِ: مِسْعَرُ بْنُ
كِدَامٍ،
(1/551)
وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَهْلُ
طَبَقَتِهِمْ، وَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ: مَا رَأَيْتُ عَرَبِيًّا
أَثْبَتَ مِنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ.
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي
قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمَارَةُ - قال:
وَسُئِلَ عَنِ الْأَسْوَدِ - فَقَالَ: كُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ،
كَأَنَّهُ رَاهِبٌ مِنَ الرُّهْبَانِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ
عَمَّارِ بْنِ أَبِي مُعَاوُيَةَ الدُّهْنِيِّ.
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ مَسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ
لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ، وَدُفِنَ مِنْ لَيْلَتِهِ.
وَحَدّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ خَالِدٍ قال: قَالَ لِي شُعْبَةُ: قَالَ لِي أَيُّوبُ:
لَا تَرْوِ عَنْ خِلَّاسٍ
(1/552)
شَيْئًا. ثُمَّ قَالَ لِي بَعْدَ ذَاكَ:
إِنِّي أَرَاهُ صَحَّفِيًّا.
وَحَدَّثَنِي عُقْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيُّ قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ
أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ذُكِرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - فَقَالَ: كَانَ هَذَا حَدِيثَهُمْ
- يَعْنِي الْفِقْهِ - إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ رَجُلٌ سُورَةً مِنَ
الْقُرْآنِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي الْأَعْرَجُ قال: سَمِعْتُ
أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ: إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ أَنْ
يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ.
فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَأَحْفَظُ الْمَكَانَ الَّذِي
سَمِعْتُهُ مِنْهُ، مَا قَالَ إِلَّا الأعرج.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ قال: وَسَمِعْتُ
الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَصْبَحْتُ أَنَا
وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ. فَقِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: هُوَ عَنْ عُرْوَةَ:
قَالَ: لَا. وَكَانَ ابْنُ أَبِي
(1/553)
الْأَخْضَرِ حَدَّثْنَاهُ عَنِ
الزُّهْرِيِّ عَنْ عروة، فلما قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَيْسَ هُوَ عَنْ
عُرْوَةَ، ظَنَنْتُ أَنَّ صَالِحًا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ الْعَرْضِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ
عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْخُلْعِ وَالْإِيلَاءِ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي
فِيهِ لَثَلَاثِينَ حَدِيثًا مَا سَأَلْتُمُونِي عَنْ شَيْءٍ مِنْهَا.
حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
عَدِيٍّ عَنْ حُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ قال: قَالَ
سَمْرَةُ: لَقَدْ كُنْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا، فَكُنْتُ
(1/554)
أَحْفَظُ عَنْهُ، فَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ
القول، إلا أن ها هنا رِجَالًا هُمْ أَسَنُّ مِنِّي.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ
أَيُّوبَ عَنْ حُمَيدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: كُنَّا نَخْتَلِفُ نَحْنُ
وَرِجَالٌ إِلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ، فَمَرَرْنَا عَلَى هِشَامِ
بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَتَخْتَلِفُونَ
إِلَى أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ، مَا كَانُوا أَعْلَمَ بِحَدِيثِهِ مِنِّي.
حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ
عَنْ حُمَيدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: كُنَّا نَخْتَلِفُ نَحْنُ وَرِجَالٌ
إِلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَرَاكَ تَكْتُبُ حَدِيثِي؟ قال: قلت:
أجل، قال: فأنني بِهِ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَمَحَاهُ، وَقَالَ:
احْفَظْ كَمَا حَفِظْتُ.
حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ طَلْحَةَ
حَدَّثَنَا مُنْذُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ يَزِيدَ الْخَطْمِيَّ كَانَ أَمِيرًا عَلَى الْكُوفَةُ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ
أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قُبَيْلٍ قال: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ مَا يَقُولُ.
(1/555)
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ
قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، وَمُجَاهِدٍ أنهما سمعا أبا هريرة
يَقُولُ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَحْفَظَ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي، إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
عَمْرٍو فَإِنِّي كُنْتُ أَعِي بِقَلْبِي، وَيَعِي بِقَلْبِهِ،
وَيَكْتُبُ، اسْتَأْذَنَ رَسَولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَأَذِنَ لَهُ.
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكْتُبُ عَنْكَ مَا سَمِعْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قال: قلت: وعند الغضب، وعن الرِّضَا؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ لَا
يَنْبَغِي لِي أَنْ أَقُولَ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ، إِلَّا حَقًّا.
حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ:
حَدَّثَنِي سَلْيَمانُ بْنُ سَالِمٍ: أَنَّ الزُّهْرِيَّ حِينَ قَدِمَ،
رَأَى عَبْدَ
(1/556)
الرَّحْمَنِ بْنَ حُمَيْدٍ، فَالْتَزَمَهُ،
وَصَافَحَهُ.
سَمِعْتُ آدَمَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ شُعْبَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي
خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: أَنَّ أَبَا حَازِمٍ أَدْرَكَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فِي حَدِيثِهِ.
وَسَمِعْتُ آدَمَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ شُعْبَةَ عَنْ أَيُّوبَ
قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قال:
سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَرْوِي
عَنْكَ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ: لَيْسَ فِي الْقَلَسِ
وُضُوءٌ؟ فَقَالَ ابْنُ عُيَينَةَ: مَا أَعْرِفُ هَذَا، وَإِنَّ ابْنَ
الْمُبَارَكِ لَثِقَةٌ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ عَنْ الْفُضَيْلِ بْنِ
عِيَاضٍ - لَمَّا مَاتَ ابْنُ الْمَبَارَكِ - قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ
يُسْتَحْيَا مِنْهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ
أَبِي نُجَيْحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى
الْمَدِينَةِ، فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا.
قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قال: سَمِعْتُ ابْنَ
أَبِي نُجَيْحٍ يَقُولُ: مَا جَاءَنَا مِنْكُمْ مِثْلُهُ، يَعْنِي
الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ.
(1/557)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ
ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَنْ كَانَ يُفْتِي بِمَكَّةَ
بَعْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ؟ قَالَ: ابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سَيْدَانَ بْنُ مُضَارِبٍ الْبَاهِلِيُّ قال: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ
حُسَيْنٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ: رأيت أَحَدًا مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ:
رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَرَأَيْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ جَاءَ،
وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَتَخَطَّى النَّاسَ حَتَّى سَارَّهُ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنُ
مَعِينٍ عَنْ مِنْدَلٍ، وَحِبَّانَ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: لَيْسَ بِهِمَا جَمِيعًا بَأْسٌ.
(1/558)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ
ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عُبَيْدَ
اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ الشِّعْرَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: هَلْ يَسْتَطِيعُ الَّذِي بِهِ الصَّدْرُ أَنْ
لَا يَسْعُلَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَمِمَّنْ رَأَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَحَفِظَ عَنْهُ، وَجَالَسَهُ
صَغِيرًا.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ قال: حَدَّثَنَا سِمَاكٌ قَالَ: قُلْنَا لِجَابِرِ
بْنِ سَمْرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَثِيرًا.
وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قال: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ
عَنْ شُعْبَةَ عَنْ تَمِيمِ بْنِ حُوَيْصٍ قال: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ
يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ غَزْوَةً.
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي
أَبُو نَهِيكٍ الْأَزْدِيُّ قال: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَخْطَبٍ
يَقُولُ: اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِجُمْجُمَةٍ، فِيهَا مَاءٌ، وَفِيهَا شَعْرٌ،
فَرَفَعْتُهَا وَتَنَاوَلْتُهَا،
(1/559)
فَنَاوَلْتُهُ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ:
اللَّهُمَّ جَمِّلْهُ.
قَالَ أَبُو نَهِيكٍ الْأَزْدِيُّ: فَرَأَيْتُهُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ
وَتِسْعِينَ، وَمَا فِي رَأَسِهِ وَلِحْيَتِهِ شَعْرَةٌ بيضاء.
قال أبو زرعة: وَهُوَ أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، اسْمُهُ: عَمْرُو
بْنُ أَخْطَبٍ، وَهُوَ جَدُّ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَزْرَةِ بْنِ
ثَابِتٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْعَبْدِيِّ، الَّذِي كَانَ
قَاضِيًا عَلَى أَهْلِ مَرْوٍ.
حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي - أَوْ نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي -
قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِي وَعَمِّي، فَقَالَ أَبِي: تَرَى ذَاكَ
صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ الَّذِي يَخْطُبُ؟ ذَاكَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قال: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ
الْأَشْجَعِيُّ قَالَ: أَوْصَانِي أَبِي، وَكَانَ أَبُوهُ قَدْ
أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَسَمِعَ
مِنْهُ، وَحَدَّثَ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَهُوَ سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطِ بْنِ
أَنَسٍ الْأَشْجَعِيُّ.
(1/560)
حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارِ - يَعْنِي يَحْيَى - قَالَ:
حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ:
سَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: يُوسُفَ،
وَأَقْعَدَنِي فِي حِجْرِهِ، وَمَسَحَ رَأْسِي.
حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غَيَّاثٍ قال: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيِّ عَنْ يَزِيدَ الْأَعْوَرِ
عَنْ يُوَسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: رَأَيْتُ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أَخَذَ كِسْرَةً مِنْ
خُبْزِ شَعِيرٍ، وَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً، وَقَالَ: هَذِهِ أدام
هذه، فأكلها.
وحدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ - مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ - عَنْ أُمِّ جَمِيلٍ ابْنَةِ
الْمُجلِّلِ قَالَتْ: أَقْبَلْتُ بِكَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ،
فَقَدِمْتُ بِكَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ بِكَ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ بِكَ، فَمَسَحَ
عَلَى رَأَسِكَ، وَدَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ، وَتَفَلَ فِي فِيكَ.
فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَّاءِ قال: حَدَّثَنَا وَكِيعُ عَنْ
شَرِيكٍ عَنْ سِمَاكٍ قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ يَقُولُ:
وُلِدْتُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ.
قال أبو زرعة: فَمُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ
أَخَوَانِ، وَأَبُوهُمَا: حَاطِبُ بْنُ الْحَارِثِ مْنَ بَنِي جُمَحٍ
مِنْ أَنْفُسِهِمْ.
حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قال: أَخْبَرَنِي
إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
(1/561)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: غَدَوْتُ
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ لِيُحَنِّكَهُ، فَوَافَيْتُهُ، بِيَدِهِ
الْمِيسَمُ، يَسِمُ إِبِلَ الصَّدَقَةِ.
قال أبو زرعة: فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ وُلِدَ
بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ سَهْلٍ
الْأَنْصَارِيُّ، وَلَدُهُ: إِسْحَاقُ، وَعَمْرٌو، وَعَبْدُ اللَّهِ،
وَيَعْقُوبُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
الْأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو طَلْحَةَ، تُوُفِّيَ بِالشَّامِ، وَعَاشَ
بَعْدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَرْبَعِينَ
سَنَةً، يَسْرِدُ الْصِيَامَ.
سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَذْكُرُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ
ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ - يَعْنِي: أَبَا طَلْحَةَ -: سَرَدَ
الصَّوْمَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
أَرْبَعِينَ سنة.
قال أبو زرعة: رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
طَلْحَةَ: الْأَوْزَاعِيُّ، ومحمد بن إسحاق. وهو عامر عُمَرُ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى اليمامة.
وروى عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
أُسَامَةُ بْنُ زيد.
وروى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
الْمُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا عُرِضَ عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، طِيبٌ قَطُّ
فَرَدَّهُ. يُحَدِّثُ بِهِ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ:
رَأَيْتُ رَجُلًا عَطَسَ عِنْدَ ابْنِ
(1/562)
الزُّبَيْرِ - وَهُوَ بِمَكَّةَ -
فَشَمَّتَهُ أَرْبَعُ مِرَارٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَى أَنَّهُ: عَمْرٌو.
حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ
بْنَ مُجَمَّعٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ قال: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
حَبِيبَةَ: أَدْرَكْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ شَيْئًا؟ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى مَسْجِدِنَا هَذَا - يَعْنِي مَسْجِدَ قِبَاءٍ
- قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، وَجَلَسَ النَّاسُ
حَوْلَهُ، فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي نعليه.
قال أبو زرعة: فجمع بْنُ يَعْقُوبَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُجَمِّعٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ،
وَمُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مُجَمِّعٍ، هَؤُلَاءِ مِنْ وَلَدِ
مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ الَأَنْصَارِيِّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: أَتَيْتُ
مُجَمِّعَ بْنَ يَحْيَى الْأَنْصَارِيَّ، أَسْأَلُهُ عَنْ تِلْكَ
الْأَحَادِيثِ، فَظَنَنَتُ أَنَّهُ يَتَمَنَّعُ، فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا
الْحَدِيثِ، قُلْتُ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ أَنَّهُ سَمِعَ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ
عَمِّي مُجَمِّعَ بْنَ جَارِيَةَ، فَقَالَ لِي مُجَمِّعٌ: هؤلاء
أشياخي.
قال أبو زرعة: مُجَمِّعُ بْنُ جَارِيَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ جَارِيَةَ
أَخَوَانِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ ابْنُ
أَخِي مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ، قَدِيمٌ، صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ
وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وكان إمام قومه.
(1/563)
قال أبو زرعة: أَخْبَرْنِيهِ عَمْرُو بْنُ
مُحَمَّدٍ أَنَّهُ سَمِعَ يَعْقُوبَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ
يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي سُلَيْطٍ لِعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ - وَكَانَ إِمَامَ قَوْمِهِ
-: أَلَمْ تُصَلِّ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ؟ قَالَ:
بَلَى.
حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ
صَالِحٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى، سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا
أُمَامَةَ، ابْنُ كَمْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ قَالَ: ابْنُ ثَلَاثِينَ
سَنَةً.
فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قال: قَالَ إِسْمَاعِيلُ
بْنُ عَيَّاشٍ: تُوُفِّيَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ سَنَةَ
إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ
أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى وَجْهِهِ زَمَنَ الْفَتْحِ.
حدثنا أبَوُ مُسْهِرٍ، عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ قال:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ
الزُّهْرِيِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ -
وَكَانَ يَزْعُمْ أَنَّهُ أَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ.
(1/564)
حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ:
أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
قَالَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَكَانَ قَدْ رَأَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَسَمِعَ مِنْهُ، وَذَكَرَ أَنَّهُ ابْنُ
خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، يَوْمَ تُوُفِّيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ
أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ
قَدْ تَبِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وخَدَمَهُ،
وَصَحِبَهُ.
فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ
عُيَيْنَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَدِينَةَ
وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ، وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ
مُوسَى بْنُ عُلَيٍّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ
مَخْلَدٍ يَقُولُ: وُلِدْتَ حِينَ قَدِمَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ المَدِينَةَ، وَتُوُفِّيَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَّاءِ قال: حَدَّثَنَا وَكِيعُ قال:
حَدَّثَنَا مَعْرُوفٌ الْمَكِيُّ قال: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ
يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ،
وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: حدثنا ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ
عَبْدِ
(1/565)
اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: أَدْرَكْتُ مِنْ حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وسلم ثمانين سِنِينَ، وَوُلِدْتُ عَامَ أُحُدٍ.
قَالَ أبو زرعة: فَلَمْ يَزَلْ بَاقِيًا حَتَّى أَدْرَكَتْهُ إِمْرَةُ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَسْتَأْذُنُهُ فِي
الْقُدُومِ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَلَمْ تُؤْمَرْ بلزوم البلدة؟
قال أبو زرعة: وَأَبُو الطُّفَيْلِ اسْمُهُ: عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ
اللَّيْثِيُّ.
حدثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ
الْبُرْسَانِيُّ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ زِيَادِ بْنِ مِيَناءٍ عَنْ أَبِي
سَعِيدِ بْنِ أَبِي فُضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ - وَكَانَ مِنَ
الصَّحَابَةِ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ
وَالْآخِرِينَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ،
نَادَى مُنَادٍ: مَنْ أَشْرَكَ لِلَّهِ فِي عَمَلِهِ أَحَدًا
فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ أَغْنَى
الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ
قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي سَعْدٍ الزُّرَقِيِّ - صَاحِبِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - إِلَى الضَّحَايَا، فَأَشَارَ لِي
أَبُو سَعْدٍ إِلَى كَبْشٍ أَدْغَمٍ لَيْسَ بِالْمُرْتَفِعِ، وَلَا
بِالْمُتَّضِعِ - يَعْنِي فِي جِسْمِهِ - فَقَالَ: اشْتَرِ لِي هَذَا،
كَأَنَّهُ شَبَّهَهُ بِكَبْشِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ.
(1/566)
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ
بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: أَرْسَلَ عَبْدُ
الْمَلِكِ إِلَى أَبِي سَعْدٍ الزُّرَقِيِّ، وَاسْمُهُ: عَامِرُ بْنُ
مَسْعُودٍ.
قَالَ أبو زرعة: فَنَرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ أَبَا سَعْدِ
بْنِ أَبِي فُضَالَةَ هَذَا، هُوَ: عَامِرُ بْنُ مَسْعُودٍ الَّذِي
أَرْسَلَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قال: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ
عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ
قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ،
وَغَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ.
حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ
أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ
بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْأَنْصَارِ،
وَمِنْ أَبْنَاءِ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وَأَبُو أُمَامَةَ اسْمُهُ: أَسْعَدُ
بْنُ سَهْلٍ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، وَعُثْمَانُ،
وَسَعْدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ إِخْوَةُ أَبِي أُمَامَةَ. ويقال: قَدْ
أَدْرَكَ أَبُو أُمَامَةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ
قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ، حِينَ عَمِيَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وُلِدَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ:
(1/567)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ وَفُضَالَةُ، ووهب، ومعبد.
قال أبو زرعة: وَقَدْ حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ شُعَيْبِ
بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، أَنَّ الزُّهْرِيَّ ذَكَرَ بَشِيرَ بْنَ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ.
حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خَلِيٍّ الْقَاضِي قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ حَرْبٍ قال: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ جُنْدَبٍ قاصاً لأهل
المدينة.
قال أبو زرعة: وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ، رَوَى عَنْهُ مِنَ
الْأَكَابِرِ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قال: قَالَ سُفْيَانُ: أُخْبِرْتُ
عَنِ الزُّهْرِيِّ - وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ - قَالَ: مَا رَأَيْتُ
طَالِبَ عِلْمٍ، أَصْغَرَ مِنْهُ.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قال: قَالَ ابْنُ عُيَينَةَ: قَالَ
لي مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: زَمَانًا ذُكِرْتَ فِيهِ قُلْتُ لِأَحْمَدَ:
مَنْ أَرَادَ؟ أَرَادَ مَالِكٌ نَفْسَهُ، أَوْ أَرَادَ ابْنَ
عُيَيْنَةَ؟ قَالَ: أَرَادَ ابْنَ عُيَيْنَةَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِعَبْدِ
الْعَزِيزِ
(1/568)
بْنِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا
كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ أَبِيكَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قُلْتُ: فَأَيُّ
شَيْءٍ كَانَ أَبُوكَ يَقُولُ إِذَا نَزَلَ مِنَ الْمِنْبَرِ؟ قَالَ:
لَا أَدْرِي، قُلْتُ: كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّكَ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ
أَبِيكَ مِنْ هَذَا، قَالَ: كُنَّا أُغَيْلِمَةَ، وَكُنَّا نَدْخُلُ
مَعَ الْمُسْلِمِينَ.
فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ أَنَّهُ
سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قُلْتُ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنَ
عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَمْ كَانَ سِنُّ أَبِيكَ؟ قَالَ: مَا
بَلَغَ الْأَرْبَعِينَ.
بِهَذَا مِنْ سِنِّهِ قَرَأَ: " أمْ يَحْسِدُوْنَ النَّاسَ عَلَى مَا
آتَاْهُمُ اللهُ منْ فَضْلِه ".
وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَذْكُرُ مَقْدَمَ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ عُمَرَ عَلَيْهِمُ الْكُوفَةُ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ، قَالَ: وَرَأَيْتُهُ فِي صَحَابَةِ أَبِي جَعْفَرٍ،
عَلَيْهِ السَّوَادُ.
قَالَ أبو زرعة: وَسَمِعْتُهُ - يَعْنِي أَبَا نُعَيْمٍ - يَقُولُ:
أَنَا سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَرَ يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ تَمِيمَ الدَّارِيَّ -
وَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ -
وَقَالَ أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ تَمِيمًا.
فَاحْتُجَّ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ - فِيمَا بَلَغَنِي - بِمَا قَالَ
يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ
(1/569)
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ.
فَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَدْ كَتَبَ إِلَيَّ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ:
رَأَيْتُ أَنَّهُ أَرَادَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ -: أَنَّ بَيْنَهُمَا
رَجُلًا، يَعْنِي: فَأَنْكَرَ ذَلِكَ أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ كِتَابِهِ
إِلَيْهِ.
قال أبو زرعة: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، أَنَّهُ قَالَ:
وَمَنْ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ حَتَّى يُحْتَجَّ عَلَيَّ بِهِ!؟ فَقِيلَ
لَهُ: يَا أَبَا نُعَيمٍ، لَوْ قِيلَ لَكَ فِي نَيْلِ رِجَالِكَ: مَنِ
الْأَعْمَشِ مِنْ فَلَانٍ؟ ألَمْ يَكُنِ الْقَائِلُ يَسْتَطِيعُ أَنْ
يَقُولُ: لِكُلِّ قَوْمٍ عِلْمٌ، وَلِكُلِّ قَوْمٍ رِجَالٌ؟ وَهُمْ
أَعْلَمُ بْمَا رَوَوْا؟ فَسَكَتَ أَبُو نُعَيْمٍ.
وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ يَحْيَى بْنَ
حَمْزَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ
الْعَزِيزِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ يُحَدِّثُ
عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ
تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ يُسْلَمُ
عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: هُوَ أَوْلَى
النَّاسِ بِمَحْيَاهُ، وَمَمَاتِهِ.
(1/570)
قال أبو زرعة: وَلَمْ أَرَ أَبَا مُسْهِرٍ،
لَمَّا تَحَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْكَرَهُ، وَلَا رده.
قال أبو زرعة: وَهَذَا شَيْخٌ قَدِيمٌ، رَوَى عَنْهُ مِنَ الْأَجِلّةِ:
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَطَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ طَبَقَتِهِ،
مِثْلِ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ أبو زرعة: فَوَجْهُ مَدْخَلِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ فِي
حَدِيثِهِ هَذَا - فِيمَا نَرَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ عَبْدَ
الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَ يَحْيَى بْنَ حَمْزَةَ بِهَذَا
الْحَدِيثِ مِنْ كِتَابِهِ، وَحدَّثَهُمْ بِالْعِرَاقِ حِفْظًا.
وَقَدْ حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْوَلِيدَ
بْنَ مُسْلِمٍ يَذْكُرُ: أَنَّ الْأَوْزَاعِيُّ كَانَ يَدْفَعُ هَذَا
الْحَدِيثَ، وَلَا يَرَى لَهُ وَجْهًا، وَيَحْتَجُّ الْأَوْزَاعِيُّ:
أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ ذِمَّةٌ، وَلَا
خَرَاجٌ.
قَالَ أبو زرعة: هَذَا حَدِيثٌ مَتَّصِلٌ، حَسَنُ الْمَخْرَجِ
وَالِاتِّصَالِ، لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَدْفَعُهُ،
وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
وَسَمِعْتُ مُصْعَبَ الزُّبَيْرِيَّ يَذْكُرُ: أَنَّ عَاصِيَةَ
امْرَأَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، الَّتِي سُمِّيَتْ جَمِيلَةٌ،
هِيَ: أَمُّ عَاصِمِ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
قَالَ مُصْعَبٌ: أُمَيْمَةُ بِنْتُ رَقِيقَةَ. هِيَ: بِنْتُ خُوَيْلِدِ
بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَأُمَيْمَةُ هِيَ عَمَّةُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَقَدْ كَانَ مُعَاوِيَةُ حَوَّلَهَا
إِلَيْهِ، إِلَى الشَّامِ، وَبَنَتْ لَهَا دَارًا، وَدَخَلَتْ عَلَى
(1/571)
مُعَاوِيَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ
فِيهِ، فَقَالَ لَهَا: ابْكِي حَتَّى اسْمَعَ.
فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حدثنا كَعْبُ
بْنُ خريم، أبو حَارِثَةُ - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَقَدْ رَأَيْتُ
أَبَا حَارِثَةَ، وَجَالَسْتُهُ، وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا - قال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ
يَقُولُ: كَانَ وَاللَّهِ - يَعْنِي مُعَاوِيَةَ - كَمَا قَالَتِ
ابْنَةُ رُقَيْقَةَ - يَعْنِي هَذِهِ:
أَلَا ابْكِيهِ، أَلَا ابْكِيهِ ... أَلَا كُلُّ الْغِنَى فِيهِ
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ
أَيُّوبَ يَقُولُ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِعُرْوَةَ
بْنِ الزُّبَيْرِ: كَيْفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فِيمَا
بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؟ - فَكَأَنَّهُ لَمْ يَحْمَدْهُ ذَاكَ الْحَمْدَ -
قَالَ عُرْوَةُ: هُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَأَنَا أُحِبُّ الصَّالِحِينَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قال: قُلْتُ لِطَاوُسٍ: أَهُوَ
الْمَهْدِيُّ؟ - يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ - قَالَ: هُوَ
مَهْدِيٌّ، وَلَيْسَ بِهِ، لم يستكمل العدل كله.
حدثنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قَالَ:
وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ:
كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ خَدَمَ
نَفْسَهُ حَتَّى إِنْ كَانَتِ الْمَائِدَةُ مُغَطَّاةً كَشَفَهَا
وَقَدَّمَهَا إِلَيْهِ، يَرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يُصِيبَ مَنْ خِدْمَةِ
نَفْسِهِ.
(1/572)
وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مَسْكِينٍ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قال: قَالَ لِي مَالِكِ بْنِ
أَنَسٍ: اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ يَسْلَمُ رَجَلٌ حَدَّثَ بِكُلّ مَا
سَمِعَ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا وَهُوَ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا
سَمِعَ.
قَالَ مَالِكٌ: الْمَدِينَةُ أَرْضُ قَضَاءٍ وَسُنَّةٍ.
قَالَ مَالِكٌ: أَدْرَكْتُ بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ رِجَالًا بَنِي
الْمِائَةِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، يُحَدِّثُونَ الْأَحَادِيثَ، لَا
يُؤْخَذُ مِنْهُمْ، لَيْسُوا بِأَئِمَّةٍ.
قُلْتُ لِمَالِكٍ: وَغَيْرُهُمْ دُونَهُمْ فِي السِّنِّ يُؤْخَذُ
ذَلِكَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ مَالِكٌ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَبِيعَةَ
فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ وَارْتَاعَ لِبُكَائِهِ، فَقَالَ: مَا
يُبْكِيكَ؟ أَدَخَلَتْ عَلَيْكَ مُصِيبَةٌ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ
أَسْتَفْتِي مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ، وَظَهَرَ فِي الْإِسْلِامِ أَمْرٌ
عَظِيمٌ.
قَالَ مَالِكٌ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ ابْنَ هُرْمُزٍ فِي بَيْتِهِ
خَالِيًا، يَذْكُرُ الْإِسْلَامَ وَشَرَائِعِهِ، وَإِنَّ دُمُوعَهُ
لَتَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ.
فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: قَدِمَ سُفْيَانُ بْنُ
عُيَينَةَ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ عَنْ رِجَالٍ لَا
يَرْضَاهُمْ - أَعْنِي، مِثْلَ مَالِكٍ وَأَصْحَابِهِ - فَقَالَ لَهُ
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: ما أرهم
يَكْذِبُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَالَ لِي أَحْمَدُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي
نُعَيْمٍ، فَأَعْجَبَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ مَالِكَ
بْنَ أَنَسٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَتَيَا الزُّهْرِيَّ
بِمَكَّةَ فَكَلَّمَاهُ، يَعْرِضَانِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي
أُرِيدُ الْمَدِينَةَ، وَطَرِيقِي عَلَيْكُمَا، تَأْتِيَانِ
الْمَدِينَةَ إِنْ شَاءَ الل
(1/573)
هـ قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ عُبَيْدُ
اللَّهِ هُوَ الْمُتَكَلِّمُ، وَمَالِكٌ مَعَهُ سَاكِتٌ، وَلَمْ
يَسْمَعَا مِنْهُ بِمَكَّةَ شَيْئًا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ سُفْيَانُ: قَدِمَ عَلَيْنَا
الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَأَقَامَ إِلَى
هِلَالِ الْمُحَرَّمِ، ثُمَّ خَرَجَ فَاعْتَمَرَ مُنَ الْجُعْرَايَةِ،
قَالَ: لَا يَتْبَعْنِي أَحَدٌ. وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتَّ
عَشْرَةَ وَثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، وُلِدْتُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ
سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ وَمَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أربع وعشرين
ومائة.
وَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ حَدِيثٍ، فَلَمْ يُخْبِرْنِي، فَقَالَ
لَهُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَجِبِ الْغُلَامَ - فَظَنَّ سَعْدٌ
أَنَّهُ حَقَّرَنِي، حِينَ لَمْ يُجِبْنِي - فَقَالَ الزُّهْرِيُّ:
أَمَّا إِنِّي أُعْطِيهِ حَقَّهُ - فَكَأَنَّهُ أَرْضَاهُ - قَالَ:
فَقُلْتُ: أَجَلْ إِنَّهُ لَيَفْعَلُ، قَالَ: فَسَرَّهُ ذَلِكَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَرُبَّمَا
مَازَحَنِي هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ، وَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ،
أَمَّا مَا حَفِظْتَ، وَأَنْتَ غُلَامٌ، فَالْغُلَامُ لَا نُجِيزُ
شَهَادَتَهُ، وَأَمَّا مَا حَفِظْتَ، وَأَنْتَ رَجُلٌ، فَنَحْنُ
نُجِيزُ ذَلِكَ.
(1/574)
ذِكْرُ الْنُقَبَاءِ
حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي
حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: بَلَغَنَا أَنَّ الْأَنْصَارَ وَافَوا
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجَّتِهِ -
الَّتِي خَرَجَ بَعْدَهَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ،
فَوَافَوا تِلْكَ الْحِجَّةَ - سَبْعُونَ رَجُلًا مِنْهُمْ، قَدِ
اجْتَمَعُوا فِي الشِّعْبِ الَّذِي عَنْدَ عُقْبَةَ ومنى، فَانْتَقَبَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ
نَقِيبًا، وَفِي الْأَنْصَارِ لَيْلَتَئِذٍ: الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ
- مِنْ بَنِي سَلَمَةَ - وَالْبَرَاءُ أَوَّلُ مَنِ اسْتَقَبَلَ
الْقِبْلَةَ، حَيًّا وَمَيِّتًا، وَأَوَّلُ مَنْ أَمَرَ بِقَبْرِهِ
أَنْ يُدْفَنَ عَلَيْهَا.
فَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ
عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ
النُّقَبَاءَ اثنا عَشَرَ، كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ، ثَلَاثَةٌ
مِنَ الْأَوْسِ، وَتِسْعَةٌ مِنَ الْخَزْرَجِ، فَمِنَ الْأَوْسِ:
سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ،
وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ.
وَمِنَ الْخَزْرَجِ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ،
وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَالْبَرَّاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حِرَامٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ
(1/575)
بْنُ رَوَاحَةَ، وَعُبَادَةُ بْنُ
الصَّامِتِ وَرَافِعُ بْنُ مَالِكٍ.
وَقَالَ غَيْرُ سَعِيدٍ: وَالْمُنْذِرِ بْنُ عَمَرٍو.
وَحَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي
حَمْزَةَ قال: قَالَ الزُّهْرِيُّ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، قَدْ
شَهِدَ بَدْرًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ.
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ، وَأَبِي عُبَيْدٍ حَاجِبِ
سليمان أنهم حدثوه: أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ كَانَ أَصْغَرَ السَّبْعِينَ
يَوْمَ الْعَقَبَةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ، رَجُلٌ
مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، حَلِيفٌ لِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي
بَلْتَعَةَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ مِنْ
وَلَدِهِ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ عُرْوَةُ، وَهِشَامُ
بْنُ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بن علقمة، ويحيى بن سعيد.
(1/576)
قال أبو زرعة: فَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ
حَاطِبٍ، فَذَاكَ: حَاطِبُ بْنُ الْحَارِثِ: وَنَسَبُهُ فِي بَنِي
جُمَحٍ، مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَأَخُوهُ الْحَارِثُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ
الْحَارِثِ، أَسَنُّ مِنْهُ، وَهُوَ الْعَامِلُ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ.
وَقَدْ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قال: حَدَّثَنَا عَبَّادُ
بْنُ الْعَوَّامِ قال: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ قال:
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ الْجَدِيلِيُّ - جَدِيلَةَ قَيْسٍ
-: إِنَّ أَمِيرَ مَكَّةَ، خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: مَنْ رَأَى
مِنْكُمُ الْهِلَالَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ ثُمَّ قَالَ: عَهِدَ
إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ
نَنْسُكَ لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ لَمْ نَرَهُ، وَشَهِدَ شَاهِدَا عَدْلٍ
نَسَكْنَا بِشَهَادَتِهِمَا.
قَالَ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ: فَسَأَلْتُ الْحُسَيْنَ: مَنْ
أَمِيرُ مَكَّةَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي ثُمَّ لَقِيَنِي بَعْدُ، فَقَالَ:
هُوَ الْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ، أَخُو مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ.
حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ -
مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ - عَنْ أَمِّهِ - أُمِّ جَمِيلٍ ابْنَةِ
الْمُجلِّلِ - قَالَتْ:
(1/577)
أَقْبَلْتُ بِكَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ،
فَقَدِمْتُ بِكَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ بِكَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ بِكَ. فَمَسَحَ
عَلَى رَأْسِكَ، وَدَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ.
وَحَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شَرِيكٍ
عَنْ سِمَاكٍ قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ يَقُولُ: ولدت بأرض
الحبشة.
قال أبو زرعة: فَمِنْ وَلَدِهِ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
حَاطِبٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ - فِيمَا ذَكَرَ لِي - عَنِ ابْنِ
عُيَيْنَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ:
رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ.
قال أبو زرعة: وَمِنْ وَلَدِهِ - فِيمَا أَخْبَرَنِي سَعْيدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، وَسَمِعْتُهُ يَنْسِبُهُ - عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ حَاطِبِ بْنِ الْحَارِثِ، هُوَ نَسَبُهُ فِي أَنْفُسِ بَنِي
جُمَحٍ.
قال أبو زرعة: وَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ:
كَانَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ صَاحِبَ سُنَّةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ
صَاحِبَ سُنَّةٍ، وَجَمَاعَةٍ، وَأَيْنَ مِثْلُ مَالِكٍ؟ قُلْتُ لَهُ:
فَأَيُّ سَنَةٍ مَاتَ مَالِكٍ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قُلْتُ: مَاتَ
قَبْلَ سُفْيَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
(1/578)
فَأَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي
مُزَاحِمٍ قال: سَمِعْتُ شَرِيكَ الْقَاضِي فِي مَجْلِسِ أَبِي
عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ فِي أَفْضَلِ بَيْتٍ
بِالْكُوفَةِ، فِي بَيْتِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ.
قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ الله بن يونس: مسعر بْنُ كِدَامٍ؟
قَالَ: قَدْ كَانَ رَجُلَ صِدْقٍ. قُلْتُ: فَتَقَدَّمَ مِسْعرٌ مَالِكَ
بْنَ مِغْوَلٍ بِالْمَوْتِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
فَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ مِسْعَرِ
سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ يُوُنسَ: فَسُفْيَانُ، كَانَ مُقَدَّمًا عَلَى
هَؤُلَاءِ - أَعْنِي مِسْعَرًا، وَمَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ -؟ قَالَ:
لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا مِثْلُ سُفْيَانَ، سَمِعْتُ زَائِدَةَ
يَقُولُ: كَانَ أَفْقَهَ أَهْلِ الدُّنْيَا. قلت: مَنْ تَعْنِي؟ قَالَ:
سُفْيَانَ، كَانَ أَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَزْهَدَ النَّاسِ، وَأَعْبَدَ
النَّاسِ. قُلْتُ: فَكَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا
كِسَاءَ صُوفٍ، وَمِثْلِ ثِيَابِكَ. قُلْتُ: إِنَّ الْفِرْيَابِيَّ
ذَكَرَ أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ،
وَقَالَ: أَمَّا إِنَّهُ قَدْ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا، قُلْتُ:
فَرَأَيْتُهُ عِنْدَ سُفْيَانَ؟ يَعْنِي قَالَ: مَا أَشُكُّ إِلَّا
أَنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ عِنْدَ سُفْيَانَ بِمَكَّةَ.
قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا
أَحْرَصَ عَلَى الْعِلْمِ مِنْ سُفْيَانَ - يَعْنِي الثَّوْرِيَّ -
وَلَوْ يُسْأَلُ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ لَقَالُوا: سُفْيَانُ.
(1/579)
فَأَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي
أَبُو أَحْمَدَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: سُئِلَ وَكِيعٌ: هَلْ رَأَيْتَ
مِثْلَ سُفْيَانَ؟ قَالَ: لَا، وَلَا رَأَى سُفْيَانُ مِثْلَهُ.
وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يُسْأَلُ عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ:
أَيُّهُمَا أَثْبَتُ؟ فَقَالَ: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا فِي ذَلِكَ
قَوْلًا.
فَرَأَيْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ قَوْلَهُ فِيهِ،
وَقَولَ وَكِيعٍ: أَنَّ سُفْيَانَ أَقَلُّ خَطَأً فِي الْحَدِيثِ.
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قال: قُلْتُ
لِلْفِرْيَابِيِّ: رَأَيْتَ قَبِيصَةَ عِنْدَ سُفْيَانَ؟ قَالَ: نعم،
رأيته صغيراً.
قال أبو زرعة: فَذَكَرْتُهُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
نُمَيْرٍ فَقَالَ: لَوْ حدثنا قَبِيصَةُ عَنِ الْنَخْعِيِّ لَقَبِلْنَا
مِنْهُ.
قُلْتُ لِأَبِي نُعَيْمٍ: رَأَيْتَ الْفِرْيَابِيَّ عِنْدَ سُفْيَانَ؟
قَالَ: نَعَمْ.
وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
الْمُبَارَكِ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ. قُلْتُ: فَعَرَفَكَ
أَنَّكَ صَاحِبُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: قَالَ: لَا.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: وُلِدَ لِي وَالْأَوْزَاعِيُّ حَيٌّ،
وَجَالَسْتُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً.
(1/580)
قَالَ: وَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي
أَحْفَظَ لِحَدِيثِهِ مِنِّي غَيْرَ أَنِّي نَسِيتُ.
فَأَخْبَرَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ ابْنَ جَابِرٍ،
وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَرَأَيْتُ عَبْدَةَ
بْنَ رَبَاحٍ الْغَسَّانِيَّ فِي الْمَسْجِدِ، جَالِسًا هُوَ وَابْنُ
جَابِرٍ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قال: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ
سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ
الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ، فَوَجَدْتُهُ يُحَدِّثُ،
فَانْتَهَى إِلَى حَدِيثٍ لِشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، فَقَالَ: حدثني شهر
بن حوسب. فقلت: من شهر بن حوسب؟ فَقَالَ: بَعْضُ الْعَجَمِ، مِنْ
أَهْلِ خُرَاسَانَ، قَدِمُوا عَلَيْنَا، فَقُلْتُ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ
شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ؟ فَسَكَتَ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِيِ
مِعْشَرٍ فَقَالَ: أَمَّا سَمَاعِي مِنَ الْمَشْيَخَةِ، فَأَيَّامَ
كُنْتُ أَضْرِبُ بِالْإِبْرَةِ فِي حَانُوتِ أُسْتَاذِي كُنْتُ أَرُشُّ
الْحَانُوتَ وَأَكْنُسُهُ، فَكَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ: مُحَمَّدُ بْنُ
كَعْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، وَسَعِيدٌ الْمَقْبَرِيُّ،
فَسَمِعْتُ مِنْهُمْ مُشَافَهَةً، وَأَمَّا ابْنُ سَمْعَانَ،
فَإِنَّمَا أَخَذَ كُتُبَهُ مِنَ الدَّوَاوِينِ وَالصُّحُفِ.
(1/581)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قال:
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَوْنٍ قال: سَمِعْتُ هُشَيْمًا قَالَ: مَا
رَأَيْتُ مَدَنِيًّا أَكْيَسَ مِنْ أَبِي مِعْشَرٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ: وَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ:
كَانَ أَبُو معشر كيساً، حافظاً.
قال أبو زرعة: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: كَانَ أبو معشر أسود.
قال أبو زرعة: وَمُقَسِّمٌ هُوَ: أَبُو الْقَاسِمِ مَوْلَى عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ
ابْنِ عُيَيْنَةَ.
قَالَ ابْنُ عُيَينَةَ: وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ: كُنَّا
عِنْدَ مُقَسِّمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بن الحارث.
قال أبو زرعة: وَأَبُو إِسْحَاقَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنُ
الْحَارِثِ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ المقبري.
قال أبو زرعة: حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ قال: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ
صَالِحٍ يَقُولُ: اسْمُهُ أَيْضًا مقسم.
(1/582)
قال أبو زرعة: وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ
صَاحِبُ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْلًى لِقُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ.
قال أبو زرعة: وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،
قَدِيمُ الْمَوْتِ، كَمَا حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ قال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ الذِّمَّارِيُّ قال:
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: اصْطَلَحَ النَّاسُ وَابْنَ الزُّبَيْرِ يَدْعُو إِلَى
نَفْسِهِ، وَلَمْ يُبَايِعْ لِيَزِيدَ بِالْخِلَافَةِ، عَلَى أَنْ
يُصَلِّيَ بِهِمْ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،
فَقُتِلَ مُصْعَبٌ فِي الْقِتَالِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ مَاتَ يزيد بن
معاوية.
قال أبو زرعة: وَابْنُهُ زُرَارَةُ بْنُ مُصْعَبٍ يُحَدِّثُ عَنْهُ
ابْنُ شِهَابٍ، وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَتَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ
فِي مَسِيرِهِ إِلَيْهِ - إِلَى الْعِرَاقِ - قَبْلَ أَنْ يُوجِّهَ
الَحَجَّاجَ لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ أَبِي مُسْهِرٍ.
قَالَ أبو زرعة: وَقَدْ كَانَ لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ بَقَاءٌ
إِلَى سَنَةِ سَبْعِينَ، وَافَى سَنَةَ سَبْعِينَ حَاجًّا.
حدثنا الْحُمَيْدِيُّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ
يَذْكُرُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ رَأَى مُصْعَبَ بْنَ
الزُّبَيْرِ حَاجًّا فِي سَنَةِ سَبْعِينَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَكَانَ قَتْلُهُ بَعْدَ ذلك بيسير.
قال أبو زرعة: وَكَانَ مَقْدِمُ ابْنِ شِهَابٍ دِمَشْقَ زَمَنَ
(1/583)
مُصْعَبٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ
مَشْغُولٌ بِشَأْنِهِ حَدَّثَنِيهِ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ
عَنْبَسَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.
قَالَ أبو زرعة: فَدَلَّنَا حَدِيثُ ابْنُ شِهَابٍ هَذَا: أَنَّ
مَقْدِمَهُ دِمَشْقَ قَبْلَ رَحِيلِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى مُصْعَبٍ،
وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى سِنِّهِ.
وَقَدْ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَحْمَدُ
بْنُ صَالِحٍ: أَنَّ مَوْلِدَ ابْنِ شِهَابٍ سَنَةَ خَمْسِينَ مِنَ
التَّارِيخِ.
قال أبو زرعة: وَذَكَرَ أَحْمَدُ أَنَّ عَنْبَسَةَ حَدَّثَهُ عَنْ
يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى مَرْوَانَ.
قَالَ أبو زرعة: فَأَمَّا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ فَقَدْ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ
يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يُفْطِرُ بَعْدَ الصَّلَاةِ.
وَحَدَّثَنِي مَنْ سَأَلَ أَبَا مُسْهِرٍ عَنْ وَفَاةِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ، فَقَالَ: فِي إِمْرَةِ عَبْدِ
الْمَلِكِ.
قَالَ أبو زرعة: وَأَدْرَكَهَا مِنَ الْقُدَمَاءِ: أَبِو عَبْدِ
اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ، كَمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
أُسَامَةَ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ
عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، أَنَّهُ رَأَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ
الصُّنَابِحِيَّ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى السرير.
قال أبو زرعة: وَسَأَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ النَّضْرِ، يَسْأَلُ
أَبَا مُسْهِرٍ عَنْ وَفَاةِ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ،
فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:
(1/584)
لَمْ نَجِدْ لَهُ بَعْدَ عَبْدِ الملك
ذكراً.
قال أبو زرعة: وَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ
سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ
مَرْوَانَ عَزَلَ أَبَا إِدْرِيسَ عَنِ الْقَصَصِ وَأَقَرَّهُ عَلَى
الْقَضَاءِ.
قَالَ أبو زرعة: وَمِمَّنْ أَدْرَكَ إِمْرَةَ عَبْدِ الْمَلِكِ،
والوليد جميعاً: فجبير بْنُ نُفَيْرٍ، فَيمَا ذَكَرَ حَيْوَةُ بْنُ
شُرَيْحٍ عَنْ بَقِيَّةَ عَنْ صَفْوَانَ عْنَ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ
قَالَ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَفَدَ فِي أَيَّامِ الْوَلِيدِ.
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ
جَدِّهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي شَيْبَانَ قال: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ
بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبِي الْوَفَاةُ جَمَعَ
بَنِيهِ فَقَالَ: يَا بَنِيَّ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ،
وَعَلَيْكُمْ بِالْقِرْآنِ، فَتَعَاهَدُوهُ وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ،
حَتَّى لَوْ قَتَلَ أَحَدُكُمْ قَتِيلًا، ثُمَّ سُئِلَ عَنْهُ، أَقَرَّ
بِهِ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ كِذْبَةً مُنْذُ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ،
وَعَلَيْكُمْ بِسَلَامَةِ الصُّدُورِ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ،
فَوَاللَّهِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي، وَإِنِّي لَأَبْرَحُ مِنْ بَابِي،
فَمَا أَلْقَى مُسْلِمًا، إِلَّا وَالَّذِي فِي نَفْسِي لَهُ،
كَالَّذِي فِي نَفْسِي لِنَفْسِي، أَفَتَرَوْنِي أُحِبُّ لِنَفْسِي
إِلَّا خَيْرًا؟.
حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ قال:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ عَنْ عَمِّهِ - دَاوُدَ
بْنِ نَافِعٍ - قَالَ: عُدْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي
الْمَهاجِرِ، وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، فَقَالَ لَهُ بْعَضُ الْقَومِ:
أَبْشِرْ يَا أَبَا
(1/585)
الْوَلِيدِ فَقَالَ: مَا اسْتَعْفَيْتُ
اللَّهَ مِنْ شَكْوٍ أَصَابَنِي مُنْذُ عَقِلْتُ، وَلَا لَقِيتُ
أَحَدًا إِلَّا بِالَّذِي فِي نَفْسِي.
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ مُحَمِّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ صَالِحِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ:
سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ: ابْنَ كَمْ
كَانَ حَسَّانٌ مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ المَدِينَةَ؟ قَالَ: ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً. قَالَ: وَقَدِمَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَدِينَةَ،
وَهُوَ ابْنُ ثنتين أَوْ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ.
حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ وَسَّاجٍ
قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ أَسَنَّ
أَصْحَابِهِ أَبُو بَكْرٍ.
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ: قَالَ جَرِيرٌ
عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ قُثَمَ قَالَ: قِيلَ لِلْعَبَّاسِ: أَنْتَ
أَكْبَرُ أَوْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ؟
قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ.
(1/586)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ
سُفْيَانَ عَنْ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ
لِلنَّاسِ هَذِهِ السَنَةُ تُوُفِّيَ لِي أَرْبَعًا وَخَمْسِينَ،
وَإِنَّمَا أَتَانِي هَذَا الشَّيْبُ مِنْ قَبْلِ أَخْوَالِي بَنِي
الْمُغِيرَةِ، فَقُتِلَ فِي تِلَكَ السَّنَةِ.
قال أبو زرعة: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ هَذَا! غَيْرَ هَذَا
الرَّجُلِ، وَهُوَ يُخْتَلَفُ فِيهِ وَالْمُجْمَعُ عَلَيْهِ، أَنَّهُ
قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ.
قال ابْنُ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَحْمَةُ
اللَّهِ عَلَيْهِ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَمَاتَ
لَهَا حَسَنٌ، وقُتِلَ لَهَا حُسَيْنٌ، وَمَاتَ عَلِيُّ بْنُ
الْحُسَيْنِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ.
قال مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ جَعْفَرٌ:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِعَمَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنِ أم عبد
الله بن حسن: هَذِهِ السَّنَةُ تُوُفِّيَ لِي ثَمَانِيَ وَخَمْسِينَ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ:
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ قَالَ: لَمْ
يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قال: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قال: حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ.
(1/587)
فَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي
حَفْصَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ - وَهُوَ
أَمِيرُ الْمَدِينَةِ - صَلَّى عَلَى الْحَسَنُ، قَدَّمَهُ الْحُسَينُ،
وَقَالَ: لَوْلَا أَنَّهَا سُنَّةٌ، مَا قُدِّمْتَ.
حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ
مُحَمَّدٍ قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بَلَالٍ قال: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ
يَقُولُ: أَشْبَهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَبَاهُ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ، وَأَشْبَهَ سَالِمٌ أَبَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ.
حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قال:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، فَخَرَجَ
حَتَّى جَازَ الْحُلَيْفَةَ. وَلَدَتْ أَسْمَاءُ ابْنَةُ عُمَيسٍ
مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، بها.
قال أبو زرعة: فَمَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ عَشْرٍ مِنَ التَّارِيخِ،
وَقُتِلَ بِمِصْرَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، فِي حَيَاةِ عَائِشَةَ،
وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.
ثُمَّ تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ
مُنْصَرَفِ مُعَاوِيَةَ مِنَ الْمَدِينَةِ، فِي قَدْمَتِهِ الَّتِي
قَدِمَ فِيهَا لِأَخْذِ الْبَيْعَةِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
بَكْرٍ.
(1/588)
ثُمَّ تُوُفِّيَتْ عَائِشَةُ بَعْدَ ذَلِكَ
بِسَنَتَيْنِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ مِنَ التَّارِيخِ.
حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حَدَّثَنَا
الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ
نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ النَّاسَ فِي
الْحَجِّ: أَبُو بَكْرٍ سَنَةَ تِسْعٍ، وَحَجَّ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَنَةَ عَشْرٍ.
حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ
الْعَوَّامِ قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنِ الْحَكَمِ
عَنْ مُقَسِّمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ، وَبَعَثَ عَلِيًّا،
فَلَحِقَ أَبَا بَكْرٍ فَدَفَعَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّرَهُ عَلَى الْمَوُسِمِ.
حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ
أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قال: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو
بَكْرٍ فِيمَنْ يُؤَذِّنُ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى أَنْ لَا يَحُجَّ
بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.
حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ:
(1/589)
حَدَّثَنِي عُقَيلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ اعْتَمَرَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ
بَعْدَمَا فَرَغَ مِنْ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ وَالطَّائِفِ، فَاعْتَمَرَ
فِي ذِي الْقِعْدَةِ مِنَ الْجِعْرَانَةِ، ثُمَّ قَفَلَ حَتَّى قَدِمَ
الْمَدِينَةَ، فَأَمَّرَ أَبَا بَكْرٍ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى تِلْكَ
الْحِجَّةِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ.
فَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: حدثنا عَبَّادُ بْنُ
الْعَوَّامِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ قال: فَحَدَّثَنِي إِيَاسُ
بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ: أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ حَجَّ فِي ذِي الْقِعْدَةِ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ
الْمُقْبِلِ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي ذِي الْحِجَّةِ.
حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ: عُمْرَةَ الْحُدَيْبِيَةِ،
وَعُمْرَةً مِنْ قَابِلٍ، وَالثَّالِثَةَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ،
وَالرَّابِعَةَ مِنْ حِجَّتِهِ.
قَالَ أبو زرعة: فَكَأَنَّ عُمْرَتَهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ كَانَتْ
سَنَةَ سِتٍّ، وَالَّتِي بَعْدَهَا سَنَةَ سَبْعٍ، وَالْعُمْرَةُ
الَّتِي مِنَ الْجِعْرَانَةِ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ،
وَالرَّابِعَةُ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ التَّارِيخِ.
حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي
حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:
أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَسَعِيدَ
بْنَ الْعَاصِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنْ يَنْسَخُوا
الْمَصَاحِفَ، وَقَالَ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بن ثابت
في عربية من عَرَبِيَّةِ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهَا بِلَسَانِ قُرَيْشٍ،
(1/590)
فَإِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ،
فَفَعَلُوا حَتَّى كَتَبُوا الْمَصَاحِفَ.
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ
بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ
يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عِتَابِ بْنِ أُسَيْدٍ، مِمَّنْ خَرَجَ
نَحْوَ الْبَصْرَةِ لِلطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ.
قال الزهري: واعتزل الأحنف.
فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّويْهِ قال: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ
بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِيهِ
سَمِعَ عَائِشَةَ تَذْكُرُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ
هِشَامٍ، قَالَتْ: كَانَ رَجُلًا سَرِيًّا، لَهُ مِنْ صُلْبِهِ اثْنَا
عَشَرَ رَجُلًا.
قَالَ أبو زرعة: وَمُمَّنْ يُحَدِّثُ عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، مِنْ وَلَدِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَبُو بَكْرٍ، وَمُحَمَّدٌ، وَعِكْرِمَةُ بَنُو
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.
وَوَلَدُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - مِمَّنْ حَدَّثَ
عَنْهُ ابْنُ شِهَابٍ -: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدِيثُ أُمَيَّةَ بْنِ خالد.
(1/591)
قال أبو زرعة: حَدَّثَنَاهُ عُبَيْدُ بْنُ
حِبَّانَ، وَغَيْرُهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ
الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَمَيَّةَ
بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّمَا نَفْعَلُ كَمَا
رَأَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يفعل.
قال أبو زرعة: وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، حَدَّثَ عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ.
وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ يُحَدِّثُ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ
عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ
كَانَ مَعَ مَرْوَانَ إِذْ سَأَلَ أُمَّ مِعْقَلٍ عَنِ الْعُمْرَةِ فِي
رَمَضَانَ.
وَعُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْهُ
الْمَقْبَرِيُّ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ.
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ
جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ
قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَرَفَعْتُ
إِلَيْهِ حَوائِجِي، فَقَضَاهَا، قُلْتُ: لَمْ تَتَرُكْ لِي حَاجَةً
إِلَّا قَضَيْتَهَا، إِلَّا وَاحِدَةً، فَأَصْدِرْهَا مَصْدَرَهَا.
قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: مَنْ تَرَى لِهَذَا الْأَمْرَ بَعْدَكَ؟
قَالَ:
(1/592)
وَفِيمَ أَنْتَ مِنْ ذَاكَ؟ قُلْتُ: وَلِمَ
يَا أَمْيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ وَاللَّهِ إِنِّي لَقَرِيبُ الْقَرَابَةِ،
وَادُّ الصَّدْرِ، عَظِيمُ الشَّرَفِ قَالَ: فَوَالَى بَيْنَ
أَرْبَعَةَ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا كَرْمَةُ
قُرَيْشٍ: فَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، وَأَمَّا فَتَاهَا، حَيَاءً
وَحِلْمًا وَسَخَاءً فَابْنُ عَامِرٍ، وَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ
فَسَيِّدٌ كريم، وأما القارىء لِكَتَابِ اللَّهِ، الْفَقِيهُ فِي دِينِ
اللَّهِ، الشَّدِيدُ فِي حُدُودِ اللَّهِ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ،
وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَرَجُلُ نَفْسِهِ، وَأَمَّا
الَّذِي يَرِدُ وُرُودَ كَذَا، وَيَرُوغُ رِوَاغَ الثَّعْلَبِ،
فَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ، عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ الْغَسَّانِيُّ
قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللَّهِ الْأَيْلِيِّ: أَنَّ هَاشِمًا وَعَبْدَ شَمْسٍ هَلَكَا
بِغَزَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسَلَّمَ تَبُوكًا، أَتَاهُ قِسُّ غَزَّةَ بِمِيرَاثِ هَاشُمٍ وَعَبْدِ
شَمْسٍ، فَدَفَعَ مِيرَاثَ هَاشِمٍ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ. فَقَسَّمَهُ عَلَى كَبَراءَ بَنِي هَاشِمٍ وَدَفَعَ
مِيرَاثَ عَبْدِ شَمْسٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ،
فَقَسَّمَهُ عَلَى كُبَرَاءَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ ضَمْرَةَ: أَنَّ
قَبْرَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَبِهَا
قَبْرُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ.
قال أبو زرعة: وَرَأَيْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ بِبَلَدِنَا يَذْكُرُونَ:
أَنَّ
(1/593)
بِمَقْبَرَةِ دِمِشْقٍ مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِلَالُ بْنُ
رَبَاحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَسَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ،
وَأَبُو الدَّرْدَاءِ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ عُرْوَةَ
بن رويم: أن أبا عبيدة بْنَ الْجَرَّاحِ تُوُفِّيَ بِفِحْلٍ.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ضَمْرَةَ: أَنَّ
مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ توفي بقصير خالد.
قال أبو زرعة: وَفِحْلٌ، وقُصِيرُ خَالِدٍ جَمِيعًا مِنْ أَرْضِ
الْأُرْدُنِ بِالشَّامِ.
حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ
أَبِي وَقَّاصٍ. وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ هَلَكَا بْالْعَقِيقِ.
قَالَ أبو زرعة: وَسَأَلَ مَحْمُودُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَوْتِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ،
فَقَالَ: بِالْمَدِينَةِ.
قال أبو زرعة: وَمَاتَ عَمِرُو بْنُ الْعَاصِ بِمِصْرَ فِي يَوْمِ
عِيدٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمَرٍو، كَمَا
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
قال: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي
رَبِيعَةُ بْنُ لَقِيطٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ لَمَّا تَقَدَّمَ
لُيُصَلِّيَ عَلَيْهِ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَحَبُّ أَنَّ لِي بِأَبِي
أَبًا رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَمَا أَحَبُّ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ
أَنَّ عَيْنِي دَمَعَتْ عَلَيْهِ فَزَعًا، وَأَنَّ لِي حُمُرَ
النَّعَمِ، ثُمَّ كَبَّرَ.
(1/594)
قال أبو زرعة: وَأَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ
أَنَّ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ دُفِنَا بِالْبَصْرَةِ، فَأَخْبَرَنِي
بِذَلِكَ - مِنْ مَشْهَدِهِمَا الْجَمَلَ، وَقَتْلَهِمَا - أَحْمَدُ
بْنُ شَبُّوَيْةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ
الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.
وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ
ابْنَ عُيَيْنَةَ يَذْكُرُ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ: أَنَّ
الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ.
وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَذْكُرُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ تُوُفِّيَ -
يَعْنِي بِدِمَشْقَ - سَنَةَ سِتِّينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الضَّحَّاكُ
بْنُ قَيْسٍ.
وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَ مَرْوَانُ بْنُ
الْحَكَمِ بِدِمَشْقَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْمَلِكِ.
وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّ مَالِكَ بْنَ هُبَيْرَةَ
تُوُفِّيَ فِي أَيَّامِ مَرْوَانَ بِبَيْتِ رَاسٍ، وَبَيْتُ رَاسٍ
هَذِهِ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الشَّامِ.
حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قال: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ
قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ شُفْعَةَ قَالَ: كُنَّا
بِانْطَرْطُوسَ، وَمَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ وَالٍ عَلَى الْجُنْدِ،
وَكَانَتْ فِيهِ شِدَّةٌ عَلَى الْجُنْدِ، فَاشْتَدَّ بِقَوْلِهِ،
وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ عَمِّي كَرْبٍ
اليَّحْصُبِيُّ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ
(1/595)
رِيَاضَتَنَا فَقَدْ ذَلَّلَتْ، وَإِنْ
كَانَ هذا منك خلقاً، فلا صبر عليه.
قال أبو زرعة: وَمَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ لَهُ صُحْبَةٌ، وَكَانَ ذَا
مَوْقِعٍ فِي قَوْمِهِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ السُّكُونِ.
قَالَ أبو زرعة: وَحَضَرْتُ مَجْلِسًا فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ
بِدِمَشْقَ، حَضَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، فَسَأَلَ مَحْمُودُ
بْنُ خَالِدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سِنِّ
عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَسَأَلَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ ذَلِكَ،
فَقَالَ لِي: أَيْشُ عِنْدَكَ فِيهِ؟ قُلْتُ: قَدْ جَازَ
الثَّمَانِينَ. فَقَالَ: سِنُّهُ سِنُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ مَحْمُودٌ: فَمُعَاوِيَةُ؟ قَالَ:
ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، اجْتَمَعُوا عَامَ الْجَمَاعَةِ،
وَمَعَهُمْ جَرِيرُ الْبَجَلِيُّ - يَعْنِي سَنَةَ أَرْبَعِينَ -
فَقَالَ لَهُمْ مُعَاوِيَةُ: أَنَا ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ. هَذَا
عَامُ الْجَمَاعَةِ، وَهِيَ سَنَةُ أَرْبَعِينَ.
وَتُوُفِّيَ مُعَاوِيَةُ سَنَةَ سِتِّينَ.
قَالَ أبو زرعة: وَنَاظَرْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ،
قُلْتُ: أَرَأَيْتَ الطَّبَقَةَ الَّتِي أَدْرَكَتْ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَلَمْ تَرَهُ، وَأَدْرَكَتْ أَبَا
بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَنْ بَعْدَهُمَا، مِنْ أَهْلِ الَّشامِ، مَنِ
الْمُقَدَّمِ مِنْهُمَا، الصُّنَابِحِيُّ أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
غَنْمٍ؟ قَالَ: ابْنُ غَنْمٍ الْمُقَدَّمُ عِنْدِي، وَهُوَ رَجُلُ
أَهْلِ الشَّامِ.
وَرَآهُ مُقَدَّمًا لِمَكَانِهِ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ،
وَحَدِيثُهُ عَنْ عُثْمَانَ وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِهِ، وَعَبْدِ
الْمَلِكِ. قُلْتُ: وَلَا تُقَدِّمْ عَلَيْهِمُ الصُّنَابِحِيَّ
لِقَوْلِ
(1/596)
عُبَادَةَ فِيهِ مَا قَالَ: وَلِفَضْلِهِ
فِي نَفْسِهِ؟ قَالَ: الْمُقَدَّمُ عَلَيْهِمْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ.
قُلْتُ لَهُ: فَأَيُّ الرَّجُلَيْنِ عِنْدَكَ أَعْلَمُ: جُبَيْرُ بْنُ
نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ أَوْ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ؟ قَالَ:
أَبُو إِدْرِيسَ عِنْدِي الْمُقَدَّمُ، وَرَفَعَ مِنْ شَأْنِ جُبَيْرٍ
لِإِسْنَادِهِ، وَأَحَادِيثِهِ ثُمَّ ذَكَرَ أَبَا إِدْرِيسَ فَقَالَ:
لَهُ مِنَ الْحَدِيثِ مَا لَهُ، وَمِنَ اللِّقَاءِ، وَاسْتِعْمَالِ
عَبْدِ الَمَلِكِ إِيَّاهُ عَلَى الْقَضَاءِ بِدِمَشْقَ.
قُلْتُ: فمن يكون معه مِنْ أَصْحَابِنَا فِي طَبَقَتِهِمْ؟ فَقَالَ:
كَثِيرُ بْنُ مُرَّةٍ، فَذَاكَرْتُهُ سِنَّهُ، وَمُنَاظَرَةَ أَبِي
الدَّرْدَاءِ إِيَّاهُ فِي الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ، وَقَوْلَ
عَوْفٍ فِيهِ: أَرْجُو أَنْ تَكُونَ يَا كَثِيرُ رَجُلًا صَالِحًا،
فَرَآهُ مَعَهُمَا فِي طَبَقَتِهِمَا.
آخِرُ الثَّالِثَ عَشَرَ، وَيَتْلُوهُ أَوَّلُ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ
فُرُوعِ ابْنِ رَاشِدٍ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
(1/597)
|