تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
الطَّبَقَةُ الثَّامِنَةُ
[حَوَادِثُ سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ]
تُوُفِّيَ فِيهَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيُّ.
وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ.
وَفِيهَا: خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْرٍ أَحَدُ بَنِي قَيْسِ بْنِ
ثَعْلَبَةَ بِالْبَحْرَيْنِ، فَوَجَّهَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ
إِلَى قِتَالِهِ عبد الرحمن الإسكاف، فالتقوا بجواثاء [1] فَانْهَزَمَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَالنَّاسُ [2] .
وَفِيهَا: حَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ الزُّبَيْرِ [3] .
وَعَرَّفَ بِمِصْرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ، وَكَانَ أَوَّلَ
مَنْ عَرَّفَ بِمِصْرَ [4] . يَعْنِي اجْتَمَعَ النَّاسُ عَشِيَّةَ
عَرَفَةَ وَدَعَا لَهْمُ أَوْ وَعَظَهُمْ.
وَفِيهَا، أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا. قُتِلَ بَخُرَاسَانَ أَمِيرُهَا
أَبُو صالح (عبد الله بن
__________
[1] جواثا: بضم الجيم. حصن لعبد القيس بالبحرين. (معجم البلدان 2/ 174)
.
[2] تاريخ خليفة 267.
[3] تاريخ خليفة 267، تاريخ الطبري 6/ 166، مروج الذهب 4/ 398، الذهب
المسبوك للمقريزي 25، شفاء الغرام (بتحقيقنا) ج 2/ 340، البداية
والنهاية 8/ 317، تاريخ اليعقوبي 2/ 368.
[4] كتاب الولاة والقضاة للكندي- ص 50.
(5/300)
خَازِم) بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ
السُّلَمِيُّ، أَحَدُ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ وَالأَبْطَالِ
الْمَعْدُودِينَ.
وَيُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، ثَارَ بِهِ أَهْلُ خُرَاسَانَ
وَقَتَلَهُ وَكِيعُ بْنُ الدَّوْرَقِيَّةَ [1] .
وَقِيلَ إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ
خَازِمٍ كِتَابًا بِوِلايَةِ خُرَاسَانَ، فَمَزَّقَ كِتَابَهُ وَسَبَّ
رَسُولَهُ، فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى بُكَيْرِ بْنِ وَشَّاحٍ
[2] :
إِنْ قَتَلْتَ ابْنَ خَازُمٍ فَأَنْتَ الأَمِيرُ، فَعَمِلَ عَلَى
قَتْلِهِ وَتَأَمَّرَ بُكَيْرٌ عَلَى الْبِلادِ حَتَّى قَدِمَ
أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [3] .
وَكَانَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ جَمَعَ
قَارَنَ بِهَرَاةَ، وَأَقْبَلَ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَهَرَبَ
قَيْسُ بْنُ الْهَيْثَمِ وَتَرَكَ الْبِلادَ، فَقَامَ بِأَمْرِ
الْمُسْلِمِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ هَذَا، وَجَمَعَ
أَرْبَعَةَ آلافٍ، وَلَقِيَ قَارِنًا فَهَزَمَ جُنُودَهُ وَقُتِلَ
قَارِنٌ [4] ، وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ
بِالْفَتْحِ، فَأَقَرَّهُ ابْنُ عَامِرٍ أَمِيرُ الْعِرَاقِ عَلَى
خُرَاسَانَ [5] .
قَالَ الواقدي: فيها افتتح عبد الملك قيساريّة [6] .
__________
[1] هو: وكيع بن عميرة القريعيّ. والخبر في تاريخ الطبري 6/ 177.
[2] في طبعة القدسي (ص 107) «وساج» بالسين المهملة والجيم، والتصويب
من: تاريخ خليفة 295، وتاريخ الطبري 6/ 176 و 177، والبلدان لليعقوبي
299.
[3] تاريخ خليفة 294، 295، تاريخ الطبري 6/ 176، 177.
[4] تاريخ خليفة 167.
[5] تاريخ خليفة 179.
[6] تاريخ الطبري 6/ 167.
(5/301)
حَوَادِثُ [سَنَةِ اثْنَتَيْنِ
وَسَبْعِينَ]
تُوُفِّيَ فِيهَا: مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ.
وَالأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ.
وَعُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ.
وَالْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ التَّيْمِيُّ.
وَقُتِلَ فِيهَا: مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ.
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ.
وَعِيسَى وَعُرْوَةُ وَلَدَا مُصْعَبٍ.
وَمُسْلِمُ بْنُ عَمْرٍو الْبَاهِلِيُّ.
وَكَانَ مُصْعَبُ قَدْ سَارَ كَعَادَتِهِ إِلَى الشَّامِ إِلَى قِتَالِ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَاسْتِئْصَالِهِ، وَسَارَ إِلَيْهِ
عَبْدُ الْمَلِكِ، فَجَرَتْ بَيْنَهُمَا وَقْعَةٌ هَائِلَةٌ بِدِيرِ
الْجَاثَلِيقِ [1] ، وَمَسْكَنٍ [2] بِالْقُرْبِ مِنْ أَوَانَا [3] .
وَكَانَ قَدْ كَاتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ جَمَاعَةً مِنَ الأشراف
المائلين إلى بني أميّة
__________
[1] دير الجاثليق: دير قديم البناء رحب الفناء من طسّوج مسكن قرب بغداد
في غربي دجلة في عرض حربي، وهو في رأس الحدّ بين السواد وأرض تكريت.
(معجم البلدان 3/ 503) .
[2] مسكن: بالفتح ثم السكون، وكسر الكاف، ونون. موضع قريب من أوانا على
نهر دجيل.
(معجم البلدان 5/ 127) .
[3] أوانا: بالفتح، والنون. بليدة كثيرة البساتين والشجر نزهة، من
نواحي دجيل بغداد، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت. (معجم
البلدان 1/ 274) .
(5/302)
وَغَيْرِ الْمَائِلِينَ يُمَنِّيهِمْ
وَيَعِدُهُمْ إِمْرَةَ الْعِرَاقِ وَإِمْرَةَ أَصْبَهَانَ وَغَيْرَ
ذَلِكَ، فَأَجَابُوهُ.
وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ فَلَمْ يُجِبْهُ، وَأَتَى
بِكِتَابِهِ مُصْعَبًا، وَفِيهِ إِنْ بَايَعَهُ وَلاهُ الْعِرَاقَ.
وَقَالَ لِمُصْعَبٍ: قَدْ كَتَبَ إِلَى أَصْحَابُكَ بِمِثْلِ كِتَابِي
فَأَطِعْنِي وَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، فَقَالَ: إِذًا لا تُنَاصِحُنَا
عَشَائِرُهُمْ [1] ، قَالَ: فَأَوْقِرْهُمْ حَدِيدًا وَأَسْجِنْهُمْ
بِأَبْيَضِ كِسْرَى وَوَكِّلَ بِهِمْ مَنْ إِنْ غُلِبْتَ ضَرَبَ
أَعَنْاقَهُمْ، وَإِنْ نُصِرْتَ مَنَنْتَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: يَا أَبَا
النُّعْمَانَ إِنِّي لَفِي شُغْلٍ عَنْ ذَلِكَ، يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا
بَحْرٍ- يَعْنِي الأَحْنَفَ- إِنْ كَانَ لَيُحَذِّرُ غَدْرَ الْعِرَاقِ
[2] .
وَقَالَ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ: هَمَّ أَهْلُ الْعِرَاقِ
بِالْغَدْرِ بِمُصْعَبٍ، فَقَالَ قَيْسُ بْنُ الْهَيْثَمِ: وَيْحَكُمْ
لا تُدْخِلُوا أَهْلَ الشَّامِ عَلَيْكُمْ، فو الله لَئِنْ تَطَعَّمُوا
بِعَيْشِكُمْ لَيُصْفِيَنَّ [3] عَلَيْكُمْ مَنَازِلَكُمْ.
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَشَارَ عَلَيْهِ بِقَتْلِ زِيَادِ بْنِ عَمْرٍو
وَمَالِكِ بْنِ مِسْمَعٍ، فَلَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ قَلَبَ
الْقَوْمُ أَتْرِسَتَهُمْ وَلَحِقُوا بِعَبْدِ الْمَلِكِ [4] .
وَقَالَ الطَّبَرِيُّ [5] : لَمَّا تَدَانَى الْجَمْعَانِ حَمَلَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ
فَأَزَالَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ، ثُمَّ هَرَبَ عَتَّابُ بْنُ وَرْقَاءَ،
وَكَانَ عَلَى الْخَيْلِ مَعَ مُصْعَبٍ. وَجَعَلَ مُصْعَبُ كُلَّمَا
قَالَ لِمُقَدَّمٍ مِنْ عَسْكَرِهِ: تَقَدَّمْ، لا يُطِيعُهُ.
فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ: أُخْبِرَ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ أَمِيرُ خُرَاسَانَ بِمَسِيرِ مُصْعَبٍ إلى عبد
الملك، فقال: أمه عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ؟ قِيلَ:
لا، اسْتَعْمَلَهُ عَلَى فَارِسٍ. قَالَ: فَمَعَهُ الْمُهَلَّبُ بْنُ
أبي صفرة؟
__________
[1] في: سير أعلام النبلاء 4/ 143: «إذا تغضب عشائرهم» .
[2] الخبر في: الأخبار الموفّقيّات للزبير 557، 558، والأغاني 19/ 123،
124، وأنساب الأشراف 5/ 340، 341، والأخبار الطوال 312.
[3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري 6/ 157، أما في أنساب الأشراف 5/
344 «ليضيّقنّ» .
[4] انظر تفاصيل الخبر في: الأخبار الموفقيات 557 وما بعدها، والأغاني
19/ 123 وما بعدها.
[5] في تاريخه 6/ 157.
(5/303)
قَالُوا: لا، اسْتَعْمَلَهُ عَلَى
الْمَوْصِلِ قَالَ: فَمَعَهُ عَبَّادُ بْنُ الْحُصَيْنِ [1] ؟ قِيلَ:
لا، اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْبَصْرَةِ. فَقَالَ ابْنُ خَازِمٍ: وَأَنَا
بِخُرَاسَانَ [2] .
ثُمَّ تَمَثَّلَ:
خُذِينِي وَجُرِّينِي ضِبَاعٌ [3] وَأَبْشِرِي ... بِلَحْمِ امْرِئٍ
لَمْ يَشْهَدِ الْيَوْمَ نَاصِرُهُ [4]
قَالَ الطَّبَرِيُّ [5] : فَقَالَ مُصْعَبٌ لابْنِهِ عِيسَى: ارْكَبْ
بِمَنْ مَعَكَ إِلَى عَمِّكَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا
صَنَعَ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وَدَعْنِي فَإِنِّي مَقْتُولٌ. فَقَالَ:
وَاللَّهِ لا أُخْبِرُ قُرَيْشًا عَنْكَ أَبَدًا، وَلَكِنِ الْحَقْ
بِالْبَصْرَةِ فَهُمْ عَلَى الْجَمَاعَةِ وَالطَّاعَةِ، قَالَ: لا
تَتَحَدَّثُ قُرَيْشٌ إِنِّي فَرَرْتُ بِمَا صَنَعَتْ رَبِيعَةُ مِنْ
خِذْلانِهَا، وَلَكِنْ:
أُقَاتِلُ، فَإِنْ قُتِلْتُ فَمَا السَّيْفُ بِعَارٍ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ: أَرْسَلَ عَبْدُ
الْمَلِكِ مَعَ أَخِيهِ مُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ إِلَى مُصْعَبٍ:
إِنِّي مُعْطِيكَ الأَمَانَ يَا ابْنَ الْعَمِّ، فَقَالَ مُصْعَبٌ:
إِنَّ مِثْلِي لا يَنْصَرِفُ عَنْ مِثْلِ هَذَا الْمَوْقِفِ إِلا
غَالِبًا أَوْ مَغْلُوبًا [6] .
وَقِيلَ: إِنَّ مُصْعَبًا أَبَى الأَمَانَ، وَأَنَّهُمْ أَثْخَنُوهُ
بِالرَّمْيِ، ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ
الثَّقَفِيُّ، فَطَعَنَهُ وَقَالَ: يَا لِثَارَاتِ الْمُخْتَارِ.
وَكَانَ مِمَّنْ قَاتَلَ مَعَ مُصْعَبٍ [7] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: لَمَّا تَفَرَّقَ عَنْ مُصْعَبٍ جُنْدُهُ قِيلَ لَهُ: لَوِ
اعْتَصَمْتَ بِبَعْضِ الْقِلاعِ وَكَاتَبْتَ مَنْ بَعُدَ عَنْكَ
كَالْمُهَلَّبِ وَفُلانٍ، فَإِذَا اجْتَمَعَ لَكَ مَنْ تَرْضَاهُ
لَقِيتَ الْقَوْمَ فَقَدْ ضَعُفْتَ جِدًّا وَاخْتَلَّ
__________
[1] في الأصل «الحصن» والتصحيح من تاريخ الطبري 6/ 158، وأنساب الأشراف
5/ 345.
[2] تاريخ الطبري 6/ 158، أنساب الأشراف 5/ 345.
[3] في تاريخ الطبري «جعار» بدل «ضباع» .
[4] البيت في تاريخ الطبري 6/ 158، وأنساب الأشراف 5/ 345 و 348،
وأمالي الشجري 2/ 113، والكامل في الأدب للمبرّد 3/ 5، ولسان العرب،
مادّة (جعفر) ومادّة (جرر) ، والكامل في التاريخ لابن الأثير 4/ 332.
[5] في تاريخه 6/ 158.
[6] تاريخ الطبري 6/ 158، 159.
[7] تاريخ الطبري 6/ 159.
(5/304)
أَصْحَابُكَ، فَلَبِسَ سِلاحَهُ وَخَرَجَ
فِيمَنْ بَقِيَ مَعَهُ وَهُوَ يَتَمَثَّلُ بِشِعْرٍ طَرِيفٍ
الْعَنْبَرِيِّ [1] الَّذِي كَانَ يُعَدُّ بِأَلْفِ فَارِسٍ
بِخُرَاسَانَ:
عَلامَ أَقُولُ السَّيْفَ يُثْقِلُ عَاتِقيِ ... إِذَا أَنَا لَمْ
أَرْكَبْ بِهِ الْمَرْكَبَ الصَّعْبَا
سَأَحْمِيكُمْ حَتَّى أَمُوتَ وَمَنْ يَمُتْ ... كَرِيمًا فَلا لَوْمًا
عَلَيْهِ وَلا عَتْبَا
وَرَوَى غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ
ابْنُ الأَشْتَرِ لِمُصْعَبٍ: ابْعَثْ إِلَى زِيَادِ بْنِ عَمْرٍو
وَمَالِكِ بْنِ مِسْمَعٍ وَوُجُوهٍ من وجوه أَهْلِ الْبَصْرَةِ
فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى أَنْ
يَغْدُرُوا بِكَ، فَأَبَى، فَقَالَ ابْنُ الأَشْتَرِ: فَإِنِّي
أَخْرُجُ الآنَ فِي الْخَيْلِ، فَإِذَا قُتِلْتُ فَأَنْتَ أَعْلَمُ.
قَالَ: فَخَرَجَ وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.
وَقَالَ الْفَسَوِيُّ [2] : قُتِلَ مَعَ مُصْعَبٍ ابْنُهُ عِيسَى،
وَجُرِحَ مُسْلِمُ بْنُ عَمْرٍو الْبَاهِلِيُّ فَقَالَ: احْمِلُونِي
إِلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، فَحُمِلَ إِلَيْهِ، فَاسْتَأْمَنَ لَهُ.
وَوَثَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ عَلَى مُصْعَبٍ
فَقَتَلَهُ عِنْدَ دَيْرِ الْجَاثَلِيقِ، وَذَهَبَ بِرَأْسِهِ إِلَى
عَبْدِ الْمَلِكِ، فَسَجَدَ للَّه [3] .
وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَاتِكًا رَدِيئًا، فَكَانَ يَتَلَهّفُ
وَيَقُولُ: كَيْفَ لَمْ أَقْتُلْ عَبْدَ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ حِينَ
سَجَدَ، فَأَكُونُ قَدْ قَتَلْتُ مَلِكَيَّ الْعَرَبِ [4] .
وَقالَ أَبُو الْيَقْظَانِ وَغَيْرُهُ: طَعَنَهُ زَائِدَةُ وَاحْتَزَّ
رَأْسَهُ ابْنُ ظَبْيَانَ.
وَلابْنِ قَيْسٍ الرُّقَيَّاتِ:
لَقَدْ أَوْرَثَ الْمِصْرَيْنِ حُزْنًا [5] وَذِلَّةً ... قَتِيلٌ
بِدَيْرِ الجاثليق مقيم
__________
[1] هو طريف بن تميم العنبري، كان أثقل العرب على عدوّه وطأة وأدركهم
بثأر، وأيمنهم نقيبة، وأعساهم قناة لمن رام هضمه، وأقراهم لضيفه..
(انظر عنه في: تاريخ الطبري 8/ 70، ومعاهد التنصيص للعباسي 1/ 204 و
205) .
[2] في المعرفة والتاريخ 3/ 331.
[3] تاريخ الطبري 6/ 160، البداية والنهاية 8/ 321، المعرفة والتاريخ
3/ 331، والأخبار الموفقيات 560.
[4] البداية والنهاية 8/ 321، الأغاني 19/ 126، أنساب الأشراف 5/ 340،
الكامل في التاريخ 4/ 328، تاريخ اليعقوبي 2/ 265.
[5] هكذا في الأصل، والبداية والنهاية. وفي ديوانه وتاريخ الطبري
«خزيا» .
(5/305)
فَمَا قَاتَلَتْ فِي اللَّهِ [1] بَكْرُ
بْنُ وَائِلٍ ... وَلا صَبَرَتْ عِنْدَ اللِّقَاءِ تَمِيمُ
وَكُلُّ ثُمَالِيِّ عِنْدَ مَقْتَلِ مُصْعَبٍ ... غَدَاةَ دَعَاهُمْ
لِلْوَفَاءِ دُحَيْمُ [2]
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: إِنَّ مُصْعَبًا قَالَ يَوْمًا وَهُوَ يَسِيرُ
لِعُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَخْبِرْنِي عَنْ
حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَيْفَ صَنَعَ حِينَ
نَزَلَ بِهِ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُهُ عَنْ صَبْرِهِ، وَإِبَائِهِ مَا
عُرِضَ عَلَيْهِ، وَكَرَاهِيَّتِهِ أَنْ يَدْخُلَ فِي طَاعَةِ عُبَيْدِ
اللَّهِ حَتَّى قُتِلَ، قَالَ: فَضُرِبَ بِسَوْطِهِ عَلَى مَعْرِفَةِ
فَرَسِهِ وَقَالَ:
وَإِنَّ الأُلَى بِالطَّفِّ مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... تَأَسَّوْا فَسَنُّوا
لِلْكِرَامِ التَّأَسِّيَا [3]
قَالَ: فَعَرَفْتُ وَاللَّهِ أَنَّهُ لا يَفِرُّ، وَأنَّهُ سَيَصْبِرُ
حَتَّى يُقْتَلَ [4] . قَالَ: وَالْتَقَيَا بِمَسْكِنَ، فَقَالَ عَبْدُ
الْمَلِكِ: وَيْلَكُمْ مَا أَصْبَهَانُ هَذِهِ؟ قِيلَ.
سُرَّةُ الْعِرَاقِ، قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ كَتَبَ إِلَيَّ أَكْثَرُ
مِنْ ثَلاثِينَ مِنْ أَشْرَافِ الْعِرَاقِ، وَكُلُّهُمْ يَقُولُ: إِنْ
خَبِبْتَ بِمُصْعَبٍ فَلِي أَصْبَهَانُ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَكَتَبَ إِلَى كُلٍّ مِنْهُمْ: أَنْ نَعَمْ،
فَلَمَّا الْتَقَوْا قَالَ مُصْعَبٌ لِرَبِيعَةَ: تَقَدَّمُوا
لِلْقِتَالِ. فَقَالُوا: هَذِهِ عَذْرَةٌ [5] بَيْنَ أَيْدِينَا
فَقَالَ: مَا تَأْتُونَ أَنْتَنَ مِنَ الْعَذِرَةَ [6] ، يَعْنِي
تَخَلُّفَكُمْ عَنِ الْقِتَالِ.
وَقَدْ كَانَتْ رَبِيعَةُ قَبْلُ مُجْمِعَةً عَلَى خِذْلانِهِ،
فَأَظْهَرَتْ ذَلِكَ، فَخَذَّلَهُ النَّاسُ. وَلَمْ يَتَقَدَّمْ أَحَدٌ
يُقَاتِلُ دُونَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: الْمَرْءُ مَيِّتٌ،
فَلأَنْ يَمُوتَ كَرِيمًا أَحْسَنَ بِهِ مِنْ أَنْ يَضْرَعَ إِلَى مَنْ
قَدْ وَتَرَهُ، لا أستعين بربيعة أبدا
__________
[1] في تاريخ الطبري، والبداية والنهاية: «فما نصحت للَّه» .
[2] هذا البيت لم يذكره الطبري، وانظر عنده أبياتا أخر. (6/ 161)
وديوان عبد الله بن قيس بن الرقيّات- ص 196، وكتاب الفتوح لابن أعثم
الكوفة- ج 6/ 268، والبداية والنهاية 8/ 322، وأنساب الأشراف 5/ 342،
والأخبار الطوال 313 (باختلاف في الألفاظ) ، ومروج الذهب 3/ 116،.
[3] البيت لابن قتة كما جاء في: أنساب الأشراف 5/ 339، والأغاني 19/
129، وهو في:
الفتوح لابن أعثم 6/ 264.
[4] الأغاني 19/ 129، 130.
[5] في الأصل «هذه محدوة» والتصحيح من تاريخ الطبري.
[6] في الأصل «أبين من المحزوة» والتصحيح من تاريخ الطبري.
(5/306)
وَلا بِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، مَا
وَجَدْنَا لَهُمْ وَفَاءً، انْطَلِقْ يَا بُنَيَّ إِلَى عَمِّكَ
فَأَخْبِرْهُ بِمَا صَنَعَ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وَدَعْنِي. فَإِنِّي
مَقْتُولٌ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أُخْبِرُ نِسَاءَ قُرَيْشٍ
بِصَرْعَتِكَ أَبَدًا، قَالَ: فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُقَاتِلَ
فَتَقَدَّمْ حَتَّى أَحْتَسِبُكَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ،
وَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرَ فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا
حَتَّى أَخَذَتْهُ الرِّمَاحُ فَقُتِلَ، وَمُصْعَبُ جَالِسٌ عَلَى
سَرِيرٍ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نَفَرٌ لِيَقْتُلُوهُ، فَقَاتَلَ أَشَدَّ
الْقِتَالِ حَتَّى قُتِلَ، وَاحْتَزَّ ابْنُ ظَبْيَانَ رَأْسَهُ.
وَبَايَعَ أَهْلُ الْعِرَاقِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ وَدَخَلَهَا،
وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْكُوفَةِ أَخَاهُ بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ.
قِيلَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَمَّا بَلَغَهُ مَقْتَلُ أَخِيهِ
مُصْعَبٍ قَامَ فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ [1]
، ثُمَّ ذَكَرَ مَصْرَعَ أَخِيهِ فَقَالَ: أَلا إِنَّ أَهْلَ
الْعِرَاقِ أَهْلُ الْغَدْرِ وَالنِّفَاقِ أَسْلَمُوهُ وَبَاعُوهُ،
وَاللَّهِ مَا نَمُوتُ عَلَى مَضَاجِعِنَا كَمَا يَمُوتُ بَنُو أَبِي
الْعَاصِ، فَمَا قُتِلَ مِنْهُمْ رَجُلٌ فِي زَحْفٍ وَلا نَمُوتُ إِلا
قَعْصًا [2] بِالرِّمَاحِ، وَتَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ [3] .
وَفِيهَا خَرَجَ أَبُو فُدَيْكٍ فَغَلَبَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ [4] .
وَقِيلَ هُوَ الَّذِي قَتَلَ نَجْدَةَ الحروري، فَسَارَ إِلَيْهِ
جَيْشٌ مِنَ الْبَصْرَةِ، عَلَيْهِمْ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ خَالِدٍ الأُمَوِيُّ أَخُو أَمِيرِهَا خَالِدٍ، فَهَزَمَهُ أَبُو
فُدَيْكٍ [5] ، فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى
خَالِدٍ يُعَنِّفَهُ لِكَوْنِهِ اسْتَعْمَلَ أُمَيَّةَ عَلَى حَرْبِ
الْخَوَارِجِ، وَلَمْ يَسْتَعْمِلِ الْمُهَلَّبِ، وَأَمَرَهُ أَنْ
يَنْهَضَ إِلَيْهِمْ بِنَفْسِهِ، وَيَسْتَعِينَ بِرَأْيِ الْمُهَلَّبِ،
وَلا يَعْمَلُ أَمْرًا دُونَهُ. وَكَتَبَ إِلَى بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ
يَمُدَّهُ بخمسة
__________
[1] في الكامل في التاريخ 4/ 335 «الحمد للَّه الّذي له الخلق والأمر»
.
[2] في الأصل «قصعا» ، والتصحيح من الطبري والكامل في التاريخ.
[3] الطبري 6/ 166، الكامل 4/ 335، عيون الأخبار 2/ 240، العقد الفريد
2/ 183، مروج الذهب 3/ 119.
[4] تاريخ الطبري 6/ 174.
[5] الطبري، تاريخ اليعقوبي 2/ 273.
(5/307)
آلافٍ، عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث، فسار خالد بالناس حتّى قدم الأهواز، وَسَارَتْ
إِلَيْهِ الأَزَّارِقَةُ، فَتَنَازَلَ الْجَيْشَانِ نَحْوًا مِنْ
عِشْرِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ زَحَفَ إِلَيْهِمْ خَالِدٌ فَأَخَذُوا
يَنْحَازُونَ، فَاجْتَرَأَ عَلَيْهِمُ النَّاسُ، وَكَثُرَتْ عَلَيْهِمُ
الْخَيْلُ، فَوَلُّوا مُدْبِرِينَ عَلَى حَمِيَّةٍ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ
خَلْقٌ، واتّبعهم داود بن قحذم أَمِيرُ الْمَيْسَرَةِ وَعَتَّابُ بْنُ
وَرْقَاءَ، وَجَعَلُوا يَتَطَلَّبُونَهُمْ بِفَارِسٍ، حَتَّى هَلَكَتْ
خُيُولُ الْجُنْدِ وَجَاعُوا، وَرَجَعَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ مُشَاةً [1] .
قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ [2] : وَفِيهَا كَانَتْ وَقَعَتْ
بَيْنَ ابْنِ خَازِمٍ بِخُرَاسَانَ وَبَيْنَ بَحِيرِ [3] بْنِ
وَرْقَاءَ بِقُرْبِ مَرْوَ، وَقُتِلَ خَلْقٌ، وَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ خَازِمٍ فِي الْوَقْعَةِ، وَلِيَ قَتْلَهُ وَكِيعُ بْنُ
عُمَيْرَةَ بْنِ الدَّوْرَقِيَّةِ.
وَيُقَالَ: اعْتَوَرَ عَلَيْهِ بَحِيرٌ، وَعَمَّارٌ الْجُشَمِيُّ،
وَابْنُ الدَّوْرَقِيَّةِ وَطَعَنُوهُ فَصَرَعُوهُ، فَقِيلَ لِوَكِيعٍ:
كَيْفَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: غَلَبْتُهُ بِفَضْلِ الْقَنَا، وَلَمَّا
صُرِعَ قَعَدْتُ عَلَى صَدْرِهِ، فَحَاوَلَ الْقِيَامَ فَلَمْ
يَقْدِرْ، وَقُلْتُ: يَا ثَارَاتَ دُوَيْلَةَ- وَهُوَ أَخُو وَكِيعٍ
لأُمِّهِ قُتِلَ تِلْكَ الْمُدَّةِ- قَالَ: فَتَنَخَّمَ فِي وَجْهِي
وَقَالَ: لَعَنَكَ اللَّهُ!، تَقْتُلُ كَبْشَ مُضَرَ بِأَخِيكَ عِلْجٍ
لا يَسْوَى [4] كَفًّا من نَوَى، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ
رِيقًا مِنْهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ عِنْدَ الْمَوْتِ [5] .
ثُمَّ أَقْبَلَ بُكَيْرُ بْنُ وَسَّاجٍ، فَأَرَادَ أَخْذَ رَأْسِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ، فَمَنَعَهُ بَحِيرٍ، فَضَرَبَهُ بُكَيْرٌ
بِعَمُودٍ وَأَخَذَ الرَّأْسَ، وَقَيَّدَ بَحِيرًا، وَبَعَثَ
بِالرَّأْسِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ [6] .
ثُمَّ حَكَى ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ الْخِلَافَ فِي أَنَّ ابْنَ
خَازِمٍ إنّما قتل بعد
__________
[1] الخبر مطوّل في تاريخ الطبري 6/ 169- 173، والكامل في التاريخ 4/
343، 344، ونهاية الأرب 21/ 150.
[2] ج 6/ 177.
[3] مهمل في الأصل، والتحرير من تاريخ الطبري.
[4] عند الطبري «يساوي» .
[5] تاريخ الطبري 6/ 177، الكامل في التاريخ 4/ 346.
[6] تاريخ الطبري، الكامل.
(5/308)
مَقْتَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ،
وَأَنَّ رَأْسَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَرَدَ عَلَى ابْنِ خَازِمٍ،
فَحَلَفَ أَنْ لا يُعْطِيَ عَبْدَ الْمَلِكِ طَاعَةً أَبَدًا،
وَإِنَّهُ دَعَا بِطَسْتٍ فَغَسَّلَ الرَّأْسَ وَكَفَّنَهُ
وَحَنَّطَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى آلِ الزُّبَيْرِ
بِالْمَدِينَةِ [1] .
قُلْتُ: وَلَعَلَّهُ رَأْسُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بَعَثَ إِلَى ابْنِ خَازِمٍ مَعَ سَوْرَةَ
النُّمَيْرِيِّ: أَنَّ لَكَ خُرَاسَانَ سَبْعَ سنين على أن تبايعني،
فقال للرسول: لَوْلا أَنْ أَضْرِبَ بَيْنَ بَنِي سُلَيْمٍ وَبَنِي
عَامِرٍ لَقَتَلْتُكَ، وَلَكِنْ كُلْ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ، فَأَكَلَهَا
[2] .
وَفِيهَا سَارَ الْحَجَّاجُ إِلَى حَرْبِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَوَّلُ
قِتَالٍ كَانَ بَيْنَهُمَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ، ودام الحصار أشهرا [3]
.
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 178، الكامل في التاريخ 4/ 346، البلدان لليعقوبي
299.
[2] تاريخ الطبري 6/ 176، الكامل في التاريخ 4/ 345.
[3] تاريخ خليفة 268، 269.
(5/309)
حَوَادِثُ [سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ]
فِيهَا تُوُفِّيَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
وَعَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ
الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ الْمُعَلَّى الأَنْصَارِيُّ.
وَرَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيُّ.
وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ
الْجُمَحِيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعِ بْنِ الأَسْوَدِ الْعَدَوِيُّ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
التَّيْمِيُّ، قُتِلُوا ثَلاثَتُهُمْ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ: مَالِكُ بْنُ مِسْمَعٍ الرَّبَعِيُّ، وَأَوْسُ
بْنُ ضَمْعَجٍ بِخُلْفٍ فِيهِ.
وَفِيهَا حَاصَرَ الْحَجَّاجُ مَكَّةَ وَبِهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ قَدْ
حَصَّنَهَا، وَنَصَبَ الْحَجَّاجُ عَلَيْهَا الْمَنْجَنِيقَ.
فَرَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِيُّ: ثنا
الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
بِحَدِيثٍ طَوِيلٍ مِنْهُ: وَقَاتَلَ حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ ابن
الزبير
(5/310)
أَيَّامًا، وَأَحْرَقَ فُسْطَاطًا لَهُ
نَصَبَهُ عِنْدَ الْبَيْتِ، فَطَارَ الشَّرَرُ إِلَى الْبَيْتِ،
وَاحْتَرَقَ يَوْمَئِذٍ قَرْنَا الْكَبْشِ الَّذِي فَدَى بِهِ
إِسْحَاقَ [1] ، إِلَى أَنْ قَالَ فِي الْحَدِيثِ: فَخَطَبَ عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَقَالَ: مَنْ لابْنِ الزُّبَيْرِ؟ فَقَالَ
الْحَجَّاجُ: أَنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَسْكَتَهُ، ثُمَّ
أَعَادَ قَوْلَهُ، فَقَالَ: أَنَا، فَعَقَدَ لَهُ عَلَى جَيْشٍ إِلَى
مَكَّةَ، فَنَصَبَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، وَرَمَى بِهِ
عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَلَى مَنْ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ،
وَجَعَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ بَيْضَةً
يَعْنِي خَوْذَةً تَرُدُّ عَنْهُ، فَقِيلَ لابْنِ الزُّبَيْرِ: أَلا
تُكَلِّمُهُمْ فِي الصُّلْحِ، فَقَالَ: أوَ حِينَ صُلْحٍ هَذَا،
وَاللَّهِ لَوْ وَجَدُوكُمْ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ لَذَبَحُوكُمْ
جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ:
وَلَسْتُ بِمُبْتَاعِ الْحَيَاةِ بِسُبَّهٍ ... وَلا مُرْتَقٍ [2] مِنْ
خَشْيَةِ الْمَوْتِ سُلَّمَا
أُنَافِسُ سَهْمًا إِنَّهُ غَيْرُ بَارِحٍ [3] ... مُلَاقِي
الْمَنَايَا أَيَّ صَرْفٍ تَيَمَّمَا [4]
قَالَ: وَكَانَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ طَائِفَةٌ مِنْ أَعَوْانِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ يَرْمُونَ عَدُوَّهُ بِالآجُرِّ، وَحَمَلَ ابْنُ
الزُّبَيْرِ فَأَصَابَتْهُ آجُرَّةٌ فِي مَفْرَقِهِ فَلَقَتْ رَأْسَهُ
[5] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي
الأَسْوَدِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ،
قَالَ: وثنا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، وثنا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ بن عروة، عن أبيه
قالوا: لما قتل
__________
[1] كذا في النسخ، وهو مرجوح. وقد قال المحبّي في (جنى الجنّتين- ص 50)
: وأما القول بأنّ إسحاق هو الذبيح فقد استدلّ له بدلائل من الحديث
والأخبار. أكثر ممكنة التأويل. وذكر أن سبب ذبح إسحاق على القول بأنه
الذبيح أنّ الخليل إبراهيم قال لسارة: إن جاءني منك ولد فهو للَّه
ذبيح، فجاءت بإسحاق ...
وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي، إن إسماعيل هو الراجح عند الصحابة
والتابعين ومن بعدهم.
(كما في جنى الجنّتين) .
[2] في (المفضّليّات 12) : «ولا مبتغ» .
[3] هذا الشطر من البيت ورد مختلفا في: «المفضّليّات، وفي تاريخ
الطبري، وأنساب الأشراف 5/ 367:.
أبى لابن سلمى أنّه غير خالد.
[4] البيتان للحصين بن الحمام المرّي، في المفضليّات 12، وتاريخ الطبري
6/ 191 بتقديم البيت الثاني على الأول، وكذا في أنساب الأشراف 5/ 367،
ومروج الذهب 3/ 121.
[5] تاريخ الطبري 6/ 192.
(5/311)
عَبْدُ الْمَلِكِ مُصْعَبًا بَعَثَ
الْحَجّاجُ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي أَلْفَيْنِ، فَنَزَلَ
الطَّائِفَ، وَبَقِيَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى عَرَفَةَ، وَيَبْعَثُ
ابْنُ الزُّبَيْرِ بَعْثًا فَتُهْزَمُ خَيْلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ،
وَيُرَدُّ أَصْحَابُ الْحَجّاجِ إِلَى الطَّائِفِ [1] ، فَكَتَبَ
الْحَجّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فِي دُخُولِ الْحَرَمِ
وَمُحَاصَرَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَنْ يَمُدَّهُ بِجَيْشٍ،
فَأَجَابَهُ وَكَتَبَ إِلَى طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو فَقَدِمَ عَلَى
الْحَجَّاجِ فِي خَمْسَةِ آلافٍ، فَحَجَّ الْحَجَّاجُ بِالنَّاسِ،
سَنَةَ اثْنَتَيْنِ يَعْنِي، ثُمَّ صَدَرَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ
وَطَارِقُ وَلَمْ يَطُوفَا بالبيت ولا قربا النساء حتى قتل ابن
الزُّبَيْرِ فَطَافَا [2] .
وَحُصِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ لَيْلَةِ هِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ
سِتَّةَ أَشْهُرٍ [3] وَسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً.
وَقَدِمَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ حُبْشَانُ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ،
فَجَعَلُوا يَرْمُونَ فَلا يَقَعَ لَهُمْ مِزْرَاقٌ إلا فِي إِنْسَانٍ،
فَقَتَلُوا خَلْقًا [4] .
وَكَانَ مَعَهُ أَيْضًا مِنْ خَوَارِجِ أَهْلِ مِصْرَ، فَقَاتَلُوا
قِتَالا شَدِيدًا، ثُمَّ ذَكَرُوا عُثْمَانَ فَتَبَرَّءُوا مِنْهُ،
فَبَلَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَنَاكَرَهُمْ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ [5] .
وَأَلَحَّ عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ بِالْمَنْجَنِيقِ وَبِالْقِتَالِ مِنْ
كُلِّ وَجْهٍ، وَحَبَسَ عَنْهُمُ الْمِيرَةَ فَجَاعُوا، وَكَانُوا
يَشْرَبُونَ مِنْ زَمْزَمَ فَتَعْصِمُهُمْ، وَجَعَلَتِ الْحِجَارَةُ
تَقَعُ فِي الْكَعْبَةِ.
وَثنا شُرَحْبِيلُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ
يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: انْظُرُوا كَيْفَ تَضْرِبُونَ بِسِيُوفِكُمْ،
وَلْيَصُنِ الرَّجُلُ سَيْفَهُ كَمَا يَصُونُ وَجْهَهُ [6] ، فَإِنَّهُ
قَبِيحٌ بِالرَّجُلِ أَنْ يُخْطِئَ مَضْرِبَ سَيْفِهِ، فَكُنْتَ أرمقه
إذا ضرب فما يخطئ مضربا
__________
[1] أنساب الأشراف 5/ 357.
[2] تاريخ الطبري 6/ 174، 175، الكامل في التاريخ 4/ 349، 350.
[3] وفي تاريخ الطبري 6/ 187: «حصر ابن الزبير ليلة هلال ذي القعدة سنة
اثنتين وسبعين وقتل لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث
وسبعين، وكان حصر الحجّاج لابن الزبير ثمانية أشهر وسبع عشرة ليلة» .
وهذا القول في أنساب الأشراف 5/ 368.
[4] الخبر في أنساب الأشراف 5/ 360، 361 برواية الواقدي.
[5] أنساب الأشراف 5/ 361.
[6] انظر: تاريخ الطبري 6/ 191.
(5/312)
وَاحِدًا شِبْرًا مِنْ ذُبَابِ السَّيْفِ
أَوْ نَحْوِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: (خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْحَوَارِيِّ)
[1] .
فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ قَامَ بَيْنَ الرُّكْنِ
وَالْمَقَامِ فَقَاتَلَهُمْ أَشَدَّ الْقِتَالِ، وَجَعَلَ الْحَجّاجُ
يَصِيحُ بِأَصْحَابِهِ: يا أهل الشام، يَا أَهْلَ الشَّامِ، اللَّهَ
اللَّهَ فِي الطَّاعَةِ، فَيَشُدُّونُ الشَّدَّةَ الْوَاحِدَةَ حَتَّى
يُقَالَ: قَدِ اشْتَمَلُوا عَلَيْهِ، فَيَشُدُّ عَلَيْهِمْ حَتَّى
يُفَرِّجَهُمْ وَيَبْلُغَ بِهِمْ بَابَ بَنِي شَيْبَةَ ثُمَّ يَكِرُّ
وَيَكِرُّونَ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ مَعَهُ أَعْوَانٌ، فَعَلَ ذَلِكَ
مِرَارًا حَتَّى جَاءَهُ حَجَرٌ عَائِرٌ [2] مِنْ وَرَائِهِ
فَأَصَابَهُ فِي قَفَاهُ فَوَقَذَهُ [3] فَارْتَعَشَ سَاعَةً، ثُمَّ
وَقَعَ لِوَجْهِهِ، ثُمَّ انْتَهَضَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْقِيَامِ،
وَابْتَدَرَهُ النَّاسُ، وَشَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ
فَضَرَبَ الرَّجُلَ فَقَطَعَ رِجْلَيْهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى
مِرْفَقِهِ الأَيْسَرِ، وَجَعَلَ يَضْرِبُهُ وَمَا يَقْدِرُ أَنْ
يَنْهَضَ حَتَّى كَثَّرُوهُ، فَصَاحَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الدَّارِ: «وَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَاهْ) قَالَ: وَابْتَدَرُوهُ فَقَتَلُوهُ
رَحِمَهُ اللَّهُ [4] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ
يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ قَالَ:
رَأَيْتُ الْمَنْجَنِيقَ يُرْمَى بِهِ، فَرَعَدَتِ السَّمَاءُ
وَبَرَقَتْ، وَاشْتَدَّ الرَّعْدُ، فَأَعْظَمَ ذَلِكَ أَهْلَ الشَّامِ
وَأَمْسَكُوا، فَجَاءَ الْحَجَّاجُ وَرَفَعَ الْحَجَرُ بِيَدِهِ
وَرَمَى مَعَهُمْ، ثُمَّ إِنَّهُمْ جَاءَتْهُمْ صَاعِقَةٌ تَتْبَعُهَا
أُخْرَى، فَقَتَلَتْ مِنْ أَصْحَابِهِ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلا،
فَانْكَسَرَ أَهْلُ الشَّامِ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لا تُنْكِرُوا
هَذِهِ فَهَذِهِ صَوَاعِقَ تِهَامَةَ، ثُمَّ جَاءَتْ صَاعِقَةٌ
فَأَصَابَتْ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الزُّبَيْرِ مِنَ الْغَدِ
[5] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ
الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ:
رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَوْمَ قُتِلَ وَقَدْ خَذَلَهُ مَنْ مَعَهُ
خِذْلانًا شَدِيدًا، وَجَعَلُوا يخرجون
__________
[1] انظر: أنساب الأشراف 5/ 364.
[2] مصحّفة في النسخ، والتحرير من: أساس البلاغة.
[3] في الأصل وبقيّة النسخ «وقده» بالدال المهملة.
[4] أنساب الأشراف 5/ 365.
[5] الخبر في تاريخ الطبري 6/ 187، والكامل في التاريخ 4/ 351، وهو
باختصار في تاريخ اليعقوبي 2/ 266.
(5/313)
إِلَى الْحَجَّاجِ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ
آلافٍ [1] ، وَقِيلَ: إِنَّهُ مِمَّنْ فَارَقَهُ وَلَعَلَّهُ مِنَ
الْجُوعِ ابْنَاهُ حَمْزَةُ وَخُبَيْبٌ، فَخَرَجَا إِلَى الْحَجّاجِ
وَطَلَبَا أَمَانًا لِأَنْفُسِهِمَا.
فَرَوَى الْوَاقِدِيُّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ [2] ، عَنْ مُحَمَّدِ [3]
بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى أُمِّهِ
وَقَالَ: يَا أُمَّهْ خَذَلَنِي النَّاسُ حَتَّى وَلَدَيْ وَأَهْلِي،
وَلَمْ يَبْقَ مَعِي إِلا مَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ دَفْعِ أَكْثَرَ مِنْ
صَبْرِ سَاعَةٍ، وَالْقَوْمُ يُعْطُونِي مَا أَرَدْتُ مِنَ الدُّنْيَا،
فَمَا رَأْيُكِ؟ قَالَتْ: أَنْتَ أَعْلَمُ، إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ
أَنَّكَ عَلَى حَقٍّ وَإِلَيْهِ تَدْعُو فَامْضِ لَهُ، فَقَدْ قُتِلَ
عَلَيْهِ أَصْحَابُكَ، وَلا تُمَكِّنْ مِنْ رَقَبَتِكَ يَتَلَعَّبُ
بِهَا غِلْمَانُ بَنِي أُمَيَّةَ، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا أَرَدْتَ
الدُّنْيَا فَبِئْسَ الْعَبْدُ أَنْتَ، أَهْلَكْتَ نَفْسَكَ وَمَنْ
قُتِلَ مَعَكَ. فَقَبَّلَ رأسها وقال: هذا رأيي الَّذِي قُمْتُ بِهِ،
مَا رَكَنْتُ إِلَى الدُّنْيَا، وَمَا دَعَانِي إِلَى الْخُرُوجِ إلا
الْغَضَبُ للَّه، فَانْظُرِي فَإِنِّي مَقْتُولٌ، فَلا يَشْتَدُّ
حُزْنُكِ، وَسَلِّمِي لِأَمْرِ اللَّهِ، فِي كَلامٍ طَوِيلٍ
بَيْنَهُمَا [4] .
وَقَالَ: وَجَعَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَحْمِلُ فِيهِمْ كَأَنَّهُ
أَسَدٌ فِي أَجَمَةٍ مَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ أَحَدٌ وَيَقُولُ:
9 لَوْ كَانَ قِرْنِي وَاحِدًا كَفَيْتُهُ [5] .
وَبَاتَ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ سَابِعَ عَشْرَ جُمَادَى الأُولَى [6]
وَقَد أَخَذَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ بِالأَبْوَابِ، فَبَاتَ يُصَلِّي
عَامَّةَ اللَّيْلِ، ثُمَّ احْتَبَى بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ فَأَغْفَى،
ثُمَّ انْتَبَهَ بالفجر، فصلّى الصبح فقرأ: (ن والقلم) حَرْفًا
حَرْفًا، ثُمَّ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، وأوصى بالثّبات
[7] .
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 188.
[2] في طبعة القدسي 3/ 115 «ابن أبي الزناد» .
[3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري «مخرمة» . انظر عنه في: تهذيب 10/
71 رقم 121.
[4] الخبر بطوله في تاريخ الطبري 6/ 188، 189، والكامل في التاريخ 4/
352، 353، وانظر بعضه في: أنساب الأشراف 5/ 364، وتاريخ اليعقوبي 2/
267.
[5] الخبر في تاريخ الطبري 6/ 190، 191، وشطر البيت لدويد بن زيد.
انظر: طبقات الشعراء لابن سلام 28.
[6] في نسخة دار الكتب المصرية «جمادى الآخرة» ، وكذا أثبتها القدسي-
رحمه الله- في طبعته 3/ 115، وما أثبتناه عن نسخة الأصل، وهو يتّفق مع
الطبري.
[7] تاريخ الطبري 6/ 191.
(5/314)
ثُمَّ حَمَلَ حَتَّى بَلَغَ الْحَجُونَ،
فَأُصِيبَ بِآجُرَّةٍ فِي وَجْهِهِ شَجَّتَهُ، فَقَالَ:
وَلَسْنَا عَلَى الأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا ... وَلَكِنْ عَلَى
أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدِّمَا [1]
ثُمَّ تَكَاثَرُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَبُعِثَ بِرَأْسِهِ،
وَرَأْسَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ، وَعُمَارَةَ بْنِ عَمْرِو
بْنِ حَزْمٍ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ أَنْ نُصِبُوا بِالْمَدِينَةِ [2] .
وَاسْتُوسِقَ [3] الأَمْرُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ،
وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْحَرَمَيْنِ الْحَجّاجَ بْنَ يُوسُفَ، فَنَقَضَ
الْكَعْبَةَ الَّتِي مِنْ بِنَاءِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَتْ
تَشَعَّثَتْ مِنَ الْمَنْجَنِيقِ، وَانْفَلَقَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ
مِنَ الْمَنْجَنِيقِ فَشَعَّبُوهُ، وَبَنَاهَا الْحَجَّاجُ عَلَى
بِنَاءِ قُرَيْشٍ وَلَمْ يَنْقُضْهَا إِلا مِنْ جِهَةِ الْمِيزَابِ،
وَسَدَّ الْبَابَ الَّذِي أَحْدَثَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ ظَاهِرُ
الْمَكَانِ [4] .
وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ
قَيْسَارِيَّةَ وَهَزَمَ الرُّومَ [5] .
وَفِيهَا سَارَ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ بِأَهْلِ
الْبَصْرَةِ فِي نَحْوِ عَشَرَةِ آلافٍ لِحَرْبِ أَبِي فُدَيْكٍ،
فَالْتَقَوْا، فَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مُحَمَّدُ
بْنُ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ أَخُوهُ عُمَرُ بن
موسى. فانكسرت الميسرة، وأثخن
__________
[1] في أكثر النسخ «الدم» وهو وهم. والبيت للحصين بن الحمام المرّي، في
ديوان الحماسة بشرح المرزوقي 1/ 192، وتاريخ الطبري 6/ 192، وقال
البلاذري حين ذكر البيت إنه لخالد بن الأعلم حليف بني مخزوم وهو عقيلي،
وقال بعضهم هو لأبي عزّة الجمحيّ (أنساب الأشراف 5/ 365) ، والبيت أيضا
في: الأخبار الطوال 315، والكامل في التاريخ 4/ 356، ومروج الذهب 3/
121.
[2] تاريخ الطبري 6/ 192، الكامل في التاريخ 4/ 356، 357.
[3] استوسق الأمر: اجتمع.
[4] تاريخ الطبري 6/ 195 (حوادث سنة 74 هـ.) ، الكامل في التاريخ 4/
365، أنساب الأشراف 5/ 373، أخبار مكة 1/ 208، 209، شفاء الغرام
(بتحقيقنا) 1/ 311، 312، تاريخ خليفة 271، الأخبار الطوال 316، تاريخ
اليعقوبي 2/ 272، وقال اليافعي:
«وأما قول الذهبي فنقض الكعبة وأعادها إلى بنائها في زمن النبي صلى
الله عليه وسلم فظاهره أنه نقض الكعبة كلها وليس بصحيح» . (مرآة الجنان
1/ 151) .
[5] تاريخ الطبري 6/ 194، الكامل في التاريخ 4/ 363.
(5/315)
أَمِيرُهَا بِالْجِرَاحِ، وَأَخَذَهُ
الْخَوَارِجُ فَأَحْرَقُوهُ، فِي الْحَالِ، ثُمَّ تَنَاخَى
الْمُسْلِمُونَ وَحَمَلُوا حَتَّى اسْتَبَاحُوا عَسْكَرَ الْخَوَارِجِ،
وَقُتِلَ أَبُو فُدَيْكٍ وَحَصَرُوهُمْ فِي الْمُشَقِّرِ [1] ، ثُمَّ
نَزَلُوا عَلَى الْحَكَمِ فَقُتِلَ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
مِنْهُمْ نَحْوَ سِتَّةِ آلافٍ، وَأُسِرَ ثَمَانِمِائَةٍ، وَكَانَ
أَبُو فُدَيْكٍ قَدْ أَسَرَ جَارِيَةَ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
فَأَصَابُوهَا وَقَدْ حَبِلَتْ مِنْ أَبِي فُدَيْكٍ [2] .
وَفِيهَا عَزَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ خَالِدًا عَنِ
الْبَصْرَةِ وَأَضَافَهَا إِلَى أَخِيهِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ [3] .
وَاسْتَعْمَلَ عَلَى خُرَاسَانَ بكير بن وشاح [4] .
__________
[1] المشقّر: بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد القاف. حصن بين نجران
والبحرين. (معجم البلدان 5/ 134) .
[2] تاريخ الطبري 6/ 193، الكامل في التاريخ 4/ 362، نهاية الأرب 21/
150، 151.
[3] الطبري 6/ 194.
[4] في الأصل وطبعة القدسي 3/ 116 «وساج» . والتحرير من الطبري 6/ 194
وغيره.
(5/316)
حَوَادِثُ [سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ]
تُوُفِّيَ فِيهَا:
رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ.
وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ.
وَسَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ.
وَخَرَشَةُ بْنُ الْحُرِّ [1] الْكُوفِيُّ يَتِيمُ عُمَرَ.
وَعَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ، لَهُ
رُؤْيَةٌ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ.
وَمَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الأَصْبَحِيُّ جَدُّ مَالِكٍ الإِمَامِ.
وَأَبُو جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ [2] .
وَفِيهَا فِي أَوَّلِهَا قِيلَ إِنَّ ابْنَ عُمَرَ تُوُفِّيَ، وَقَدْ
ذُكِرَ.
وَفِيهَا سَارَ الْحَجَّاجُ مِنْ مَكَّةَ بعد ما بَنَى الْبَيْتَ
الْحَرَامِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَأَقَامَ بِهَا ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ
يَتَعَنَّتَ [3] أَهْلَهَا، وَبَنَى بِهَا مَسْجِدًا في بني سلمة، فهو
ينسب إليه [4] .
__________
[1] في نسخة دار الكتب «الحرا» والتصحيح من أسد الغابة ومصادر ترجمته
الآتية في موضعها.
[2] الأخبار الطوال للدينوري 316.
[3] في تاريخ الطبري «يتعبّث» .
[4] الطبري 6/ 195.
(5/317)
وَاسْتَخَفَّ فِيهَا بِبَقَايَا
الصَّحَابَةِ وَخَتَمَ فِي أَعْنَاقِهِمْ [1] .
فَرَوَى الْوَاقِدِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَمَّنْ رَأَى
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ مَخْتُومًا فِي يَدِهِ، وَرَأَى أَنَسًا
مَخْتُومًا فِي عُنُقِهِ، يُذِلُّهُمْ بِذَلِكَ [2] .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ أَرْسَلَ إِلَى سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَنْصُرَ أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتَ، قَالَ: كَذَبْتَ،
ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَخُتِمَ فِي عُنُقِهِ بِرَصَاصٍ [3] .
وَفِيهَا- ذَكَرَهُ ابْنُ جَرِيرٍ [4]- وَلَّى عَبْدُ الْمَلِكِ
الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرَةَ حَرْبَ الأَزَارِقَةِ، فَشُقَّ
ذَلِكَ عَلَى بِشْرٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَخْتَارَ مَنْ أَرَادَ مِنْ
جَيْشِ الْعِرَاقِ، فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ رَامَهُرْمُزَ، فَلَقِيَ
بِهَا الْخَوَارِجَ، فَخَنْدَقَ عَلَيْهِ [5] .
وَفِيهَا عَزَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بُكَيْرَ بْنَ وِشَاحٍ عَنْ
خُرَاسَانَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا أُمَيَّةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ خَالِدٍ، عَزَلَ بُكَيْرًا خَوْفًا مِنَ افْتِرَاقِ تَمِيمٍ
بِخُرَاسَانَ، فَإِنَّهُ أَخْرَجَ ابْنَ عَمِّهِ بَحِيرًا مِنَ
الْحَبْسِ، فَالْتَفَّ عَلَى بَحِيرٍ خَلْقٌ، فَخَافَ أَهْلُ
خُرَاسَانَ وَكَتَبُوا إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يُوَلِّيَ
عَلَيْهِمْ قُرَشِيًّا لا يَحْسِدُ وَلا يَتَعَصَّبُ عَلَيْهِ،
فَفَعَلَ [6] .
وَكَانَ أُمَيَّةُ سَيِّدًا شَرِيفًا فَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِبُكَيْرٍ
وَلا لِعُمَّالِهِ، بَلْ عَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُوَلِّيَهُ شُرْطَتَهُ،
فَامْتَنَعَ، فَوَلَّى بَحِيرَ بْنَ وَرْقَاءَ [7] .
وَيُقَالُ: فِيهَا كَانَ مَقْتَلُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَقَدْ مَرَّ فِي
سنة ثلاث.
__________
[1] الطبري.
[2] الطبري.
[3] الطبري.
[4] في تاريخه 6/ 195، 196.
[5] الطبري 6/ 197، الكامل في التاريخ 4/ 366.
[6] الطبري 6/ 199 وما بعدها.، الكامل 4/ 367.
[7] الطبري 6/ 201، الكامل 4/ 368.
(5/318)
حَوَادِثُ [سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ]
فِيهَا تُوُفِّيَ:
الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ السُّلَمِيُّ.
وَأَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ.
وَكُرَيْبُ بن أبرهة الأصبحيّ أمير الاسكندرية.
وَبِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ أَمِيرُ الْعِرَاقِ.
وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الأَوْدِيُّ فِيهَا، وَقِيلَ: فِي الَّتِي
قَبْلَهَا.
وَسُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ التُّجِيبِيُّ قَاضِي مِصْرَ وَقَاصُّهَا.
وَفِيهَا وَفَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ عَلَى أَخِيهِ،
وَاسْتَخْلَفَ عَلَى مِصْرَ زِيَادَ بْنَ حُنَاطَةَ التُّجِيبِيَّ،
فتُوُفِّيَ زِيَادُ فِي شَوَّالٍ، وَاسْتَخْلَفَ أَصْبَغُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ [1] .
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَخَطَبَ
عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2]
. وَسُيِّرَ عَلَى إِمْرَةِ الْعِرَاقِ الْحَجَّاجُ، فَسَارَ مِنَ
الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَاكِبًا بَعْدَ
أَنْ وَهَبَ الْبَشِيرُ ثَلاثَةَ آلافِ دِينَارٍ [3] .
__________
[1] كتاب الولاة والقضاة 51، تاريخ خليفة 271.
[2] تاريخ الطبري 6/ 209، تاريخ اليعقوبي 2/ 273، تاريخ خليفة 271،
مروج الذهب 4/ 399، المعرفة والتاريخ 3/ 332، الكامل في التاريخ 4/
391، مرآة الجنان 1/ 156، شفاء الغرام 2/ 340، البداية والنهاية 9/ 10.
[3] الطبري 6/ 202، ابن الأثير 4/ 374، العقد الفريد 4/ 119.
(5/319)
قَالَ الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ:
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ
الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ عَامِلا لِعَبْدِ
الْمَلِكِ عَلَى مَكَّةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِوِلايَتِهِ عَلَى
الْعِرَاقِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُ فِي نَفَرٍ ثَمَانِيَةٍ أَوْ
تِسْعَةٍ عَلَى النَّجَائِبِ، فَلَمَّا كُنَّا بِمَاءٍ قَرِيبٍ مِنَ
الْكُوفَةِ نَزَلَ فَاخْتَضَبَ وَتَهَيَّأَ، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ
جُمُعَةٍ، ثُمَّ رَاحَ مُعْتَمًّا قَدْ أَلْقَى عَذْبَةَ الْعِمَامَةِ
بَيْنَ كَتِفَيْهِ مُتَقلَّدًا سَيْفَهُ، حَتَّى نَزَلَ عِنْدَ دَارِ
الإِمَارَةِ عِنْدَ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَقَدْ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ
بِالأَذَانِ الأَوَّلِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمُ الْحَجَّاجُ وَهُمْ لا
يَعْلَمُونَ، فَجَمَعَ بِهِمْ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَجَلَسَ
عَلَيْهِ فَسَكَتَ، وَقَدِ اشْرَأَبُّوا إِلَيْهِ وَجَثَوْا عَلَى
الرُّكَبِ وَتَنَاوَلُوا الْحَصَى لِيَقْذِفُوهُ بِهَا، وَقَدْ كَانُوا
حَصَبُوا عَامِلا قَبْلَهُ، فَخَرَجَ عليهم، فسكت سكتة أبهتهم،
وَأَحَبُّوا أَنْ يَسْمَعُوا كَلامَهُ، فَكَانَ بَدْءُ كَلامِهِ أَنْ
قَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، يَا أَهْلَ الشِّقَاقِ وَيَا أَهْلَ
النِّفَاقِ، وَاللَّهِ إنْ كَانَ أَمْرُكُمْ لَيَهُمُّنِي قَبْلَ أَنْ
آتِيَ إِلَيْكُمْ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَدْعُو اللَّهَ أَنْ
يَبْتَلِيَكُمْ بِي، فَأَجَابَ دَعْوَتِي، إِلا أَنِّي سَرَيْتَ
الْبَارِحَةَ فَسَقَطَ مِنِّي سَوْطِي، فَاتَّخَذْتُ هَذَا مكَانَهُ-
وَأَشَارَ إِلَى سَيْفِهِ- فو الله لَأَجُرَّنَّهُ فِيكُمْ جَرَّ
الْمَرْأَةِ ذَيْلَهَا، وَلَأفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ [1] .
قَالَ يَزِيدُ: فَرَأَيْتُ الْحَصَى مُتَسَاقِطًا مِنْ أَيْدِيهِمْ،
وَقَالَ: قُومُوا إِلَى بَيْعتِكُمْ، فَقَامَتِ الْقَبَائِلُ قَبِيلَةً
قَبِيلَةً تُبَايِعُ، فَيَقُولُ: مَنْ؟ فَتَقُولُ: بَنُو فُلانٍ،
حَتَّى جَاءَتْهُ قَبِيلَةٌ فَقَالَ: مَنْ؟ قَالُوا النَّخَعُ، قَالَ:
مِنْكُمْ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ؟ قَالُوا نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ؟
قَالُوا أَيُّهَا الأَمِيرُ شَيْخُ كَبِيرٌ، قَالَ: لا بَيْعَةَ لَكُمْ
عِنْدِي وَلا تَقْرُبُونِ حَتَّى تَأْتُونِي بِهِ. قَالَ: فَأَتَوُهُ
بِهِ مَنْعُوشًا فِي سَرِيرٍ حَتَّى وَضَعُوهُ إِلَى جَانِبِ
الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: أَلا لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ دَخَلَ عَلَى
عُثْمَانَ الدَّارَ غَيْرَ هَذَا، فَدَعَا بِنَطْعٍ وضربت عنقه [2] .
__________
[1] انظر خطبة الحجّاج في: تاريخ الطبري 6/ 202 وما بعدها، والعقد
الفريد 4/ 115 وما بعدها، وعيون الأخبار 2/ 243 وما بعدها، والبيان
والتبيين 2/ 120 وما بعدها، ومروج الذهب 3/ 133 وما بعدها، وشرح نهج
البلاغة لابن أبي الحديد 1/ 114، ونهاية الأرب 7/ 245، والفتوح لابن
أعثم 7/ 4.
وفي المصادر المذكورة اختلاف في نصّ الخطبة.
[2] في تاريخ الطبري 6/ 365 ذكر مقتل كميل بن زياد في سنة 83 هـ.،
وانظر عنه في: الفتوح لابن أعثم 7/ 141- 143.
(5/320)
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ:
حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ الْحَجَّاجَ حِينَ قَدِمَ الْعِرَاقَ، فَبَدَأَ
بِالْكُوفَةِ، فَنُودِيَ: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ
إِلَى الْمَسْجِدِ، وَالْحَجَّاجُ مُتَقَلِّدٌ قَوْسًا عَرَبِيَّةً
وَعَلَيْهِ عِمَامَةُ خَزٍّ حَمْرَاءُ مُتَلَثِّمًا، فَقَعَدَ وَعَرَضَ
الْقَوْسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ لَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى امْتَلأَ
الْمَسْجِدُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَيْرٍ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنْتُ
أَنَّهُ إِنَّمَا يَمْنَعُهُ الْعَيُّ، وَأَخَذْتُ فِي يَدِي كَفًّا
مِنْ حَصًى أَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ بِهِ وَجْهَهُ، فَقَامَ فَوَضَعَ
نِقَابَهُ، وَتَقَلَّدَ قَوْسَهُ، وَقَالَ:
أَنَا ابْنُ جَلا وَطَلاعُ الثَّنَايَا ... مَتَى أَضَعُ الْعِمَامَةَ
تَعْرِفُونِي [1]
إني لأرى رءوسا قَدْ أينعت وحان قطافها، كأني أنظر إلى الدماء بَيْنَ
الْعَمَائِمُ وَاللِّحَى [2] .
لَيْسَ بَعِشَّكِ فَادْرِجِي ... قَدْ شَمَّرَتْ عَنْ سَاقِهَا
فَشَمِّرِي [3]
. هَذَا أَوَانُ الْحَرْبِ [4] فَاشْتَدِّي زِيَمْ [5] ... قَدْ
لَفَّهَا اللَّيْلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ [6]
لَيْسَ بِرَاعِي إِبِلٍ وَلا غَنَمْ ... وَلا بِجَزَّارٍ عَلَى ظَهْرٍ
وَضَمْ [7]
__________
[1] البيت من قصيدة لسحيم بن وثيل الرياحي، رواها الأصمعيّ في:
الأصمعيّات- طبعة لا يبزغ- ص 73، وهو في: تاريخ الطبري 6/ 202، وعيون
الأخبار 2/ 243، والكامل في التاريخ 4/ 375، والعقد الفريد 4/ 120، و
5/ 17، والأغاني 12/ طبعة بولاق، والفتوح لابن أعثم 7/ 5.
[2] تاريخ الطبري 6/ 203 وفي العقد الفريد 4/ 120 و 5/ 18 زيادة: «بين
العمائم واللّحى تترقرق» ، وانظر: مروج الذهب 3/ 134.
[3] العقد الفريد 4/ 120، وفي تاريخ الطبري 6/ 203، والكامل في التاريخ
4/ 375 «تشميرا» ، وفي البيان والتبيين 2/ 224: «فشمّرا» .
[4] في العقد الفريد، والأغاني: «الشّدّ» وكذا في البيان والتبيين.
[5] زيم: اسم فرس أو ناقة.
[6] الحطيم: الراعي الظلوم للماشية.
[7] الوضم: كل ما قطع عليه اللحم.
والبيتان من شعر رشيد بن رميض العنزي يقوله في الحطم، وهو شريح بن
ضبيعة. وكان شريح غزا اليمن في جموع جمعها فغنم بعد حرب بينه وبين
كندة، أسر فيها فرعان بن مهديّ بن معديكرب عمّ الأشعث بن قيس، وأخذ على
طريق مفازة، فضلّ بهم دليلهم، ثم هرب منهم ومات فرعان في أيديهم عطشا،
وهلك منهم ناس كثير بالعطش. وجعل الحطم يسوق بأصحابه سوقا عنيفا، حتى
نجوا ووردوا الماء: فقال فيه رشيد هذا الشعر.
(5/321)
قَدْ لَفَّهَا اللَّيْلُ بِعَصْلَبي [1]
... مُهَاجِرٌ لَيْسَ بِأَعْرَابِيٍّ [2]
مُهَاجِرٌ لَيْسَ بِأَعْرَابِيٍّ [2] إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَغْمِزُ
غَمْزَ التِّينِ [3] ، وَلا يُقَعْقَعُ لِي بِالشِّنَانِ، وَلَقَدْ
فُرِرْتُ عَنْ ذَكَاءٍ، وَفُتِّشْتُ [4] عَنْ تَجْرُبَةٍ، وَجَرَيْتُ
[5] إِلَى [6] الْغَايَةِ، فَإِنَّكُمْ يَا أَهْلِ الْعِرَاقِ طَالَمَا
أَوْضَعْتُمْ [7] فِي الضَّلالَةِ، وَسَلَكْتُمْ سَبِيلَ الْغُوَايَةِ
[8] ، أَمَّا وَاللَّهِ لأَلْحُوَنْكُمُ الْعُودَ [9] ،
وَلأَعَصِبَنَّكُمْ عَصْبَ السَّلَمَةِ [10] ، وَلأَقْرَعَنَّكُمْ
قَرْعَ الْمَرْوَةِ [11] ، وَلأَضْرِبَنَّكُمْ ضَرْبَ غَرَائِبِ
الإِبِلِ [12] ، أَلا إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَثَلَ كِنَانَتَهُ
بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعُجِمَ عِيدَانُهَا، فَوَجَدَنِي أَمَرَّهَا عُودًا
وَأَصْلَبُهَا مَكْسَرًا، فَوَجَّهَنِي إِلَيْكُمُ، فَاسْتَقِيمُوا
وَلا يَمِيلَنَّ مِنْكُمْ مَائِلٌ، وَاعْلَمُوا أَنِّي إِذَا قُلْتُ
قَوْلا وَفَيْتُ بِهِ، مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَنْ بَعْثَ الْمُهَلَّبَ
فَلْيَلْحَقْ بِهِ، فَإِنِّي لا أَجِدُ أَحَدًا بَعْدَ ثَلاثَةٍ إلا
ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِيَّايَ وَهَذِهِ الزَّرَافَاتِ، فَإِنِّي لا
أَجِدُ أَحَدًا يَسِيرُ فِي زَرَافَةٍ إِلا سفكت دمه، واستحللت ماله.
ثم نزل [13] .
__________
[ () ] (الأغاني 15/ 254 و 255، العقد الفريد 4/ 120، تاريخ الطبري 6/
203، الكامل في التاريخ 4/ 375، ومروج الذهب 3/ 134 والبيان والتبيين
2/ 224، والمخصّص 5/ 22، والفتوح 7/ 6) .
[1] هذه الشطرة ساقطة من الأصل، والاستدراك من: تاريخ الطبري، والكامل.
[2] الرجز في: تاريخ الطبري 6/ 203، والكامل في التاريخ 4/ 375، ولسان
العرب (مادّة:
عصيب) ، والعقد الفريد 4/ 121، ومروج الذهب 3/ 134، والبيان والتبيين
2/ 224.
[3] في تاريخ الطبري: «ما أغمز كتغماز التين» وكذا في العقد الفريد.
[4] فر الدّابّة: كشف عن أسنانها ليعرف بذلك عمرها. والذكاء: نهاية
الشباب وتمام السّنّ.
[5] في طبعة القدسي 3/ 118 «وقعدت» ، وما أثبتناه عن: العقد الفريد.
[6] في الأصل وطبعة القدسي 3/ 119 «من» والتصويب من: تاريخ الطبري،
والعقد الفريد، والكامل في التاريخ.
[7] أوضعتم: من الإيضاع، وهو ضرب من السير.
[8] في تاريخ الطبري، والكامل، والعقد الفريد: «وسننتم سنن الغيّ» .
[9] في طبعة القدسي «لألحينكم لي العود» ، والتصحيح من: الطبري،
والكامل، وعيون الأخبار.
[10] السّلمة: شجر كثير الشوك.
[11] المروة: واحدة المرو، وهي حجارة بيض برّاقة توري النار.
[12] كانت الإبل الغريبة إذا وردت مع إبل قوم ضربت وطردت. ضربه الحجّاج
مثلا في التهديد والإنذار.
[13] انظر الخطبة في: عيون الأخبار 2/ 244، وتاريخ الطبري 6/ 203، 204،
والعقد الفريد
(5/322)
رَوَاهُ الْمُبَرِّدُ بِنَحْوِهِ، عَنِ
الثَّوْرِيِّ، بِإِسْنَادٍ، وَزَادَ فِيهِ: قُمْ يَا غُلامُ فَاقْرَأْ
عَلَيْهِمْ كِتَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَرَأَ: بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَنْ بِالْكُوفَةِ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ.
فَسَكَتُوا، فَقَالَ:
اكفف يا غلام، ثم أقبل عليهم فَقَالَ: يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ فَلا تَرُدُّونَ عَلَيْهِ شَيْئًا، هَذَا أَدَبُ ابْنِ
نِهْيَةَ [1] . أَمَّا وَاللَّهِ لَأُؤَدِّبَنَّكُمْ غَيْرَ هَذَا
الأَدَبِ أَوْ لَتَسْتَقِيمُنَّ. اقْرَأْ يَا غُلامُ، فَقَرَأَ
قَوْلَهُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ
إلا قَالَ: وَعَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلامُ [2] .
الْعَصْلَبِيُّ: الشَّدِيدُ مِنَ الرِّجَالِ.
وَالسُّوَاقُ الْحُطَمُ: الْعَنِيفِ فِي سَوْقِهِ.
وَالوَضَمِ: كُلُّ شَيْءٍ وَقَيْتَ بِهِ اللَّحْمَ مِنَ الأَرْضِ مِنْ
خِوَانٍ وَقَرْمِيَّةٍ.
وَعَجَمْتُ الْعُودَ إِذَا عَضَضْتُهُ بِأَسْنَانِكَ.
وَالزَّرَافَاتُ: الْجَمَاعَاتُ.
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: فَأَوَّلُ مَنْ خَرَجَ عَلَى الْحَجَّاجِ
بِالْعِرَاقِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَارُودِ، وَذَلِكَ أَنَّ
الْحَجَّاجَ نَدَبَهُمْ إِلَى اللِّحَاقِ بِالْمُهَلَّبِ، ثُمَّ خَرَجَ
فَنَزَلَ رُسْتَقُبَاذَ [3] وَمَعَهُ وُجُوهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ،
وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُهَلَّبِ يَوْمَانِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ:
إِنَّ الزِّيَادَةَ الَّتِي زَادَكُمُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فِي
أَعْطِيَاتِكُمْ [4] زِيَادَةُ فَاسِقٍ مُنَافِقٍ
__________
[ () ] 4/ 121، 122 و 5/ 17، 18 والكامل في التاريخ 4/ 375، 376،
والبيان والتبيين 2/ 164، ومروج الذهب 3/ 134، 135، وصبح الأعشى
للقلقشندي 1/ 218.
وفي المصادر اختلاف في النصّ.
[1] قال المبرّد في (الكامل في الأدب 1/ 382) : «زعم أبو العباس أنّ
ابن نهية رجل كان على الشرطة بالبصرة قبل الحجّاج» . وكذا قال في مروج
الذهب 3/ 136، والعقد الفريد 5/ 18.
[2] الكامل في الأدب 1/ 382، تاريخ الطبري 6/ 208، الكامل في التاريخ
4/ 377، مروج الذهب 3/ 136، الفتوح لابن أعثم 7/ 10.
[3] في طبعة القدسي 3/ 119 «رستقاباذ» والتصحيح من: معجم البلدان 3/ 43
وهي من أرض دستوا. وانظر: تاريخ الطبري 6/ 210، والكامل لابن الأثير 4/
381.
[4] ما بين القوسين ساقط من طبعة القدسي 3/ 119 والاستدارك من تاريخ
الطبري.
(5/323)
لَسْتُ أُجِيزُهَا، فَقَامَ إِلَيْهِ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَارُودِ الْعَبْدِيُّ فَقَالَ: بَلْ هِيَ
زِيَادَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَذَّبَهُ
وَتَوَعَّدَهُ، فَخَرَجَ ابْنُ الْجَارُودِ عَلَى الْحَجَّاجِ،
وَتَابَعَهُ خَلْقٌ، فَاقْتَتَلُوا، فَقُتِلَ ابْنُ الْجَارُودِ فِي
طَائِفَةٍ [1] مَعَهُ.
وَكَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى الْمُهَلَّبِ وَإِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ مِخْنَفٍ: أَنْ نَاهِضُوا الْخَوَارِجَ، قَالَ: فَنَاهِضُوهُمْ
وَأَجْلَوْهُمْ عَنْ رَامَهُرْمُزَ، فَقَالَ الْمُهَلَّبُ لِعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْنَفٍ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُخَنْدِقَ عَلَى
أَصْحَابِكَ فَافْعَلْ، وَخَنْدَقَ الْمُهَلَّبُ عَلَى نَفْسِهِ
كَعَادَتِهِ، وَقَالَ أَصْحَابُ ابْنِ مِخْنَفٍ: إِنَّمَا خَنْدَقْنَا
سُيُوفَنَا، فَرَجَعَ الْخَوَارِجُ لِيُبَيِّتُوا النَّاسَ، فَوَجَدُوا
الْمُهَلَّبَ قَدْ أَتْقَنَ أَمْرَ أَصْحَابِهِ، فَمَالُوا نَحْوَ
ابْنِ مِخْنَفٍ، فَقَاتَلُوهُ، فَانْهَزَمَ جَيْشُهُ، وَثَبَتَ هُوَ
فِي طَائِفَةٍ، فَقَاتَلُوا حَتَّى قُتِلُوا، فَبَعَثَ الْحَجَّاجُ
بَدَلَهُ عَتَّابَ بْنَ وَرْقَاءَ، وَتَأَسَّفُوا عَلَى ابْنِ
مِخْنَفٍ، وَرَثَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ [2] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : ثُمَّ فِي ثَالِثِ يَوْمٍ مِنْ مقدم الحجّاج
الكوفة أتاه عمير بن ضابيء الْبُرْجُمِيُّ، وَهُوَ الْقَائِلُ:
هَمَمْتُ وَلَمْ أَفْعَلْ، وَكِدْتُ وَلَيْتَنِي ... تَرَكْتُ عَلَى
عُثْمَانَ تَبْكِي حَلائِلُهْ
فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَخِّرُوهُ، أَمَّا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
[عُثْمَانُ] فَتَغْزُوهُ بِنَفْسِكَ، وَأمَّا الْخَوَارِجُ
الأَزَارِقَةُ فَتَبْعَثْ بَدِيلا، وَكَانَ قَدْ أَتَاهُ بِابْنِهِ
فَقَالَ: إِنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَهَذَا ابْنِي مَكَانِي، ثُمَّ
أَمَرَ بِهِ فضربت عُنُقُهُ [4] وَاسْتَخْلَفَ الْحَجَّاجُ لَمَّا
خَرَجَ عَلَى الْكُوفَةِ عروة بن المغيرة بن شعبة،
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 210، 211، الكامل في التاريخ 4/ 381.
[2] تاريخ الطبري 6/ 211- 213، الكامل في التاريخ 4/ 388، 389، نهاية
الأرب 21/ 152، 353.
[3] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب عمر عبد السلام تدمري
الطرابلسيّ: لقد وهم المؤلّف- رحمه الله- هنا حيث ذكر «خليفة» وهو يريد
«الطبري» ، لأن خليفة لم يذكر القول التالي في تاريخه (انظر- ص 271 وما
بعدها) والقول في: تاريخ الطبري، وهو سبق قلم منه، رحمه الله، والله
أعلم.
[4] تاريخ الطبري 6/ 207، الكامل في التاريخ 4/ 378، مروج الذهب 3/
136، العقد الفريد 5/ 18، 19، الفتوح لابن أعثم 7/ 12.
(5/324)
وَقَدِمَ الْبَصْرَةَ يَحُثُّ عَلَى
قِتَالِ الأَزَارِقَةِ [1] .
وَفِيهَا خَرَجَ دَاوُدُ بْنُ النُّعْمَانِ الْمَازِنِيِّ بِنَوَاحِي
الْبَصْرَةِ، فَوَجَّهَ الْحَجَّاجُ لِحَرْبِهِ الْحَكَمَ بْنَ
أَيُّوبَ الثَّقَفِيَّ مُتَوَلِّي الْبَصْرَةِ، فَظَفِرَ بِهِ،
فَقَتَلَهُ، فَقَالَ شَاعِرُهُمْ:
أَلا فَاذْكُرْنَ دَاوُدَ إِذْ بَاعَ نَفْسَهُ ... وَجَادَ بِهَا
يَبْغِي الْجِنَانَ الْعَوَالِيَا [2]
وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الصَّائِفَةَ [3] عِنْدَ
خُرُوجِ الرُّومِ بِنَاحِيَةِ مَرْعَشٍ [4] .
وَفِيهَا خَطَبَهُمْ عَبْدُ الْمَلِكِ بِمَكَّةَ لَمَّا حَجَّ،
فَحَدَّثَ أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
خَطَبَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِمَكَّةَ، ثُمَّ قَالَ:
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ كَانَ مَنْ قَبْلِي مِنَ الْخُلَفَاءِ
يَأْكُلُونَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَيُؤْكَلُونَ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لا
أُدَاوِي أَدْوَاءَ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا بِالسَّيْفِ، وَلَسْتُ
بِالْخَلِيفَةِ الْمُسْتَضْعَفِ- يَعْنِي عُثْمَانَ- وَلا الْخَلِيفَةِ
الْمُدَاهِنِ- يَعْنِي مُعَاوِيَةَ- وَلا الْخَلِيفَةِ الْمَأْبُونِ
[5]- يَعْنِي يَزِيدَ- وَإِنَّمَا نَحْتَمِلُ لَكُمْ مَا لَمْ يَكُنْ
عَقْدَ رَايَةٍ. أو وثوب عَلَى مِنْبَرٍ، هَذَا عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ
حَقَّهُ حَقَّهُ وَقَرَابَتَهُ قَرَابَتَهُ، قَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا،
فَقُلْنَا بسيفنا هكذا، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب [6] .
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 210.
[2] تاريخ خليفة 272 وفيه «فاذكروا» .
[3] الصائفة: غزوة الروم لأنهم كانوا يغزون صيفا لمكان البرد والثلج.
(القاموس المحيط) .
[4] تاريخ خليفة 272، تاريخ الطبري 6/ 202، الكامل في التاريخ 4/ 374.
[5] كذا في الأصل، وفي (العقد الفريد) «المأمون» .
[6] انظر بعض الخطبة في: العقد الفريد 4/ 90، 91، وتاريخ اليعقوبي 2/
274.
(5/325)
وَفِيهَا ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ
وَالدَّرَاهِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ، فهُوَ أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَهَا فِي
الإِسْلامِ [1] .
وَحَجَّ فِيهَا عَبْدُ الْمَلِكِ وَخَطَبَ بِالْمَوْسِمِ غَيْرَ
مَرَّةً، وَكَانَ مِنَ الْبُلَغَاءِ الْعُلَمَاءِ الدُّهَاةِ، قَالَ:
إِنِّي رَأَيْتُ سِيرَةَ السُّلْطَانِ تَدُورُ مَعَ النَّاسِ، فَإِنْ
ذَهَبَ الْيَوْمَ مَنْ يَسِيرُ بِسِيرَةِ عُمَرَ، وَأُغِيرَ عَلَى
النَّاسِ فِي بُيُوتِهِمْ، وَقُطِعَتِ السُّبُلُ، وَتَظَالَمَ
النَّاسُ، وَكَانَتِ الْفِتَنُ، فَلا بُدَّ لِلْوَالِي أَنْ يَسِيرَ
كُلَّ وَقْتٍ بِمَا يُصْلِحُهُ، نَحْنُ نَعَامٌ وَاللَّهِ أَنَّا
لَسْنَا عِنْدَ اللَّهِ وَلا عِنْدَ النَّاسِ كَهَيْئَةِ عُمَرَ وَلا
عُثْمَانَ، وَنَرْجُو خَيْرَ مَا نَحْنُ بِإِزَائِهِ مِنْ إِقَامَةِ
الصَّلَواتِ وَالْجِهَادِ وَالْقِيَامِ للَّه بِالَّذِي يُصْلِحُ
دِينَهُ، وَالشِّدَّةِ عَلَى الْمُذْنِبِ [2] ، وحسبنا الله ونعم
الوكيل.
__________
[1] الأخبار الطوال 316، الأوائل، لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل
العسكري- طبعة دار الكتب العلمية 1407 هـ. / 1987.- ص 174، النقود
القديمة الإسلامية، المقريزي، نشرة أنستاس الكرملي في كتاب (النقود
العربية وعلم النّميّات) - ص 35- طبعة القاهرة 1939، تاريخ الطبري 6/
256 (حوادث سنة 76 هـ.) ، والكامل في التاريخ 4/ 416، والبيان المغرب
1/ 34.
[2] في نسخة أخرى «المريب» .
(5/326)
حَوَادِثُ [سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِينَ]
تُوُفِّيَ فِيهَا:
حَبَّةُ بْنُ جُوَيْنٍ الْعُرَنِيُّ.
وَزُهَيْرُ بْنُ قَيْسٍ الْبَلَوِيُّ.
وَفِيهَا، أَوْ فِي سَنَةِ خَمْسٍ تُوُفِّيَ:
سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيُّ الْخَيْوَانِيُّ.
وَفِيهَا خَرَجَ صَالِحٌ بن مُسَرِّحٌ التَّمِيمِيُّ، وَكَانَ صَالِحًا
نَاسِكًا مُخْبتًا، وَكَانَ يَكُونُ بِدَارَا وَالْمَوْصِلَ، وَلَهُ
أَصَحْابٌ يُقْرِئُهُمْ وَيُفَقِّهُهُمْ وَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ،
وَلَكِنَّهُ يَحِطُّ عَلَى الْخَلِيفَتَيْنِ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ
كَدَأْبِ الْخَوَارِجِ، وَيَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا وَيَقُولُ:
تَيَسَّرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ لِجِهَادِ هَذِهِ الأَحْزَابِ
الْمُتَحَزِّبَةِ، وَلِلْخُرُوجِ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ إِلَى دَارِ
الْبَقَاءِ، وَلا تَجْزَعُوا مِنَ الْقَتْلِ فِي اللَّهِ، فَإِنَّ
الْقَتْلَ أَيْسَرُ مِنَ الْمَوْتِ، وَالْمَوْتُ نَازِلٌ بِكُمْ [1] .
فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ أَتَاهُ كِتَابُ شَبِيبِ بْنِ يَزِيدَ مِنَ
الْكُوفَةِ فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ شَيْخُ الْمُسْلِمِينَ،
وَلَنْ نَعْدِلَ بِكَ أَحَدًا، وَقَدْ دَعَوْتَنِي فَاسْتَجَبْتُ لَكَ،
وَإِنْ أَرَدْتَ تَأْخِيرَ ذَلِكَ أَعْلَمْتَنِي، فَإِنَّ الْآجَالَ
غَادِيَةٌ وَرَائِحَةٌ، وَلا آمَنُ أَنْ تَخْتَرِمَنِي الْمَنِيَّةُ
وَلَمْ أُجَاهِدِ الظَّالِمِينَ، فَيَا لَهُ غَبْنًا، وَيَا لَهُ
فَضْلا مَتْرُوكًا، جَعَلَنَا اللَّهُ
__________
[1] انظر القصّة مطوّلة في: تاريخ الطبري 6/ 216- 218.
(5/327)
وَإِيَّاكَ مِمَّنْ يُرِيدُ بِعَمَلِهِ
اللَّهَ وَرِضْوَانَهُ [1] .
فَرَدَّ عليه الجواب يحضّه عَلَى الْمَجِيءِ، فَجَمَعَ شَبِيبٌ
قَوْمَهُ، مِنْهُمْ أَخُوهُ مُصَادٌ، وَالْمُحَلَّلُ بْنُ وَائِلٍ
الْيَشْكِرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَجَرٍ الْمُحَلِّمِيُّ،
وَالْفَضْلُ بْنُ عَامِرٍ الذُّهْلِيُّ، وَقَدِمَ عَلَى صَالِحٍ وَهُوَ
بِدَارًا [2] ، فَتَصَمَّدُوا مِائَةً وَعشْرَةَ أَنْفُسٍ [3] ، ثُمَّ
وَثَبُوا عَلَى خَيْلٍ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ فَأَخَذُوهَا،
وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُمْ وَأَخَافُوا الْمُسْلِمِينَ [4] .
وَفِيهَا غَزَا حَسَّانُ بْنُ النُّعْمَانِ الْغَسَّانِيُّ
إِفْرِيقِيَّةَ وَقَتَلَ الْكَاهِنَةَ [5] .
وَلَمَّا خَرَجَ صَالِحُ بْنُ مُسَرِّحٍ بِالْجِزِيرَةِ [6] نُدِبَ
لِحَرْبِهِ عَدِيُّ بْنُ عَدِيِّ بْنِ عُمَيْرَةَ الْكِنْدِيُّ [7] ،
فَقَاتَلَهُمْ، فَهَزَمَ عَدِيًّا، فَنُدِبَ لِقِتَالِهِ خَالِدُ بْنُ
جَزْءٍ [8] السُّلَمِيُّ، وَالْحَارِثُ الْعَامِرِيُّ، فَاقْتَتَلُوا
أَشَدَّ قِتَالٍ، وَانْحَازَ صَالِحٌ إِلَى الْعِرَاقِ، فَوَجَّهَ
الْحَجَّاجُ لِحَرْبِهِ عَسْكَرًا، فَاقْتَتَلُوا، ثُمَّ مَاتَ صَالِحُ
بْنُ مُسَرِّحٍ مُثْخَنًا بِالْجِرَاحِ فِي جُمَادِي الآخِرَةِ،
وَعَهِدَ إِلَى شَبِيبِ بْنِ يَزِيدَ، فَالْتَقَى شَبِيبٌ هُوَ
وَسَوْرَةُ بْنُ الْحُرِّ [9] ، فَانْهَزَمَ سَوْرَةُ بَعْدَ قِتَالٍ
شَدِيدٍ.
ثُمَّ سَارَ شَبِيبٌ فَلَقِيَ سَعِيدَ بْنَ عَمْرٍو الْكِنْدِيَّ،
فَاقْتَتَلُوا، ثُمَّ انْصَرَفَ شَبِيبٌ فَهَجَمَ عَلَى الْكُوفَةِ،
وَقَتَلَ بِهَا أَبَا سُلَيْمٍ مَوْلَى عنبسة بن أبي سفيان والد
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 218، الكامل في التاريخ 4/ 393، نهاية الأرب 21/
161.
[2] تاريخ الطبري 6/ 219، الكامل 4/ 393، نهاية الأرب 21/ 161.
[3] وفي رواية: «مائة وعشرين» . (الطبري 6/ 220) .
[4] انظر الخبر مفصّلا في تاريخ الطبري 6/ 220- 223، والكامل في
التاريخ 4/ 394- 397، ونهاية الأرب 21/ 162- 164.
[5] البيان المغرب 1/ 34.
[6] في الأصل «الحرّة» والتصحيح من: تاريخ خليفة، والطبري، وغيرهما.
[7] في الأصل «الكنيدي» وهو تحريف، والتصويب من: تاريخ خليفة، والطبري،
وغيرهما.
[8] في تاريخ خليفة «خالد بن عبد الله السلمي» ، والمثبت يتفق مع
الطبري.
[9] هو: سورة بن أبجر الحرّ.
(5/328)
لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَقَتَلَ
بِهَا عَدِيَّ بْنَ عَمْرٍو، وَأَزْهَرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
الْعَامِرِيَّ، ثُمَّ خَرَجَ عَنِ الْكُوفَةِ فَوَجَّهَ الْحَجَّاجُ
لِحَرْبِهِ زَائِدَةَ بْنَ قُدَامَةَ الثَّقَفِيَّ ابْنَ عَمِّ
الْمُخْتَارِ، فِي جَيْشٍ كَبِيرٍ، فَالْتَقَوْا بِأَسْفَلِ
الْفُرَاتِ، فَهَزَمَهُمْ وَقَتَلَ زَائِدَةَ، فَوَجَّهَ الْحَجَّاجُ
لِحَرْبِهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ، فَلَمْ
يُقَاتِلْهُ [1] .
وَكَانَ مَعَ شَبِيبِ امْرَأَتُهُ غَزَالَةُ، وَكَانَتْ مَعْرُوفَةً
بِالشَّجَاعَةِ، فَدَخَلَتْ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ تِلْكَ الليلة
وَقَرَأَتْ وِرْدَهَا فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَتْ نَذَرَتْ [2] أَنْ
تَصْعَدَ الْمِنْبَرَ فَصَعِدَتْ [3] .
ثُمَّ حَارَ الْحَجَّاجُ فِي أَمْرِهِ مَعَ شَبِيبٍ، فَوَجَّهَ
لِقِتَالِهِ عُثْمَانَ بْنَ قَطَنٍ الْحَارِثِيَّ، فَالْتَقَوْا فِي
آخِرِ الْعَامِ، فَقُتِلَ عُثْمَانُ وَانْهَزَمَ جَمْعُهُ بَعْدَ أَنْ
قُتِلَ يَوْمَئِذٍ مِمَّنْ مَعَهُ سِتُّمِائَةِ نَفْسٍ، مِنْهُمْ
مِائَةٌ وَعِشْرُونَ مِنْ كِنْدَةَ، وَقُتِلَ مِنَ الأَعْيَانِ:
عَقِيلُ بْنُ شَدَّادٍ السَّلُولِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ نَهِيكٍ
الْكِنْدِيُّ، وَالأَبْرَدُ بْنُ رَبِيعَةَ الكنديّ [4] .
واستفحل أمر شبيب، وَتَزَلْزَلَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ،
وَوَقَعَ الرُّعْبُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ شَبِيبٍ، وَحَارَ
الْحَجَّاجُ، فكان يقول: أعياني شبيب.
__________
[1] الخبر حتى هنا في: تاريخ خليفة 274، 275.
[2] في الأصل «وردت» ، والتصحيح من: مروج الذهب.
[3] مروج الذهب 3/ 146، 147، تاريخ خليفة 274، تاريخ الطبري 6/ 273.
[4] انظر: تاريخ الطبري 6/ 254، 255.
(5/329)
حَوَادِثُ [سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ]
فِيهَا تُوُفِّيَ:
أَبُو تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ بِمِصْرَ.
وَشُرَيْحُ الْقَاضِي وَفِيهِ خِلَافٌ.
وَفِيهَا سَارَ شَبِيبُ بْنُ يَزِيدَ، فَنَزَلَ الْمَدَائِنَ، فَنَدَبَ
الْحَجَّاجُ لِقِتَالِهِ أَهْلَ الْكُوفَةِ كُلَّهُمْ، عَلَيْهِمْ
زُهْرَةُ بْنُ حَوِيَّةَ السَّعْدِيُّ، شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ بَاشَرَ
الْحُرُوبَ [1] .
وَبَعَثَ إِلَى حَرْبِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ الشَّامِ سُفْيَانَ بن
الأبرد، وَحَبِيبًا الْحَكَمِيَّ فِي سِتَّةِ آلافٍ [2] .
ثُمَّ قَدِمَ عَتَّابُ بْنُ وَرْقَاءَ عَلَى الْحَجَّاجِ مُسْتَعْفِيًا
مِنْ عِشْرَةِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، فَاسْتَعْمَلَهُ
الْحَجَّاجُ عَلَى الْكُوفَةِ، وَلِجَمْعِ جَمِيعِ الْجَيْشِ خَمْسِينَ
أَلْفًا. [3] وَعَرَضَ شَبِيبُ بْنُ يَزِيدَ جُنْدَهُ بِالْمَدَائِنِ،
فَكَانُوا أَلْفَ رَجُلٍ، فَقَالَ: يَا قَوْمُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
يَنْصُرُكُمْ وَأَنْتُمْ مِائَةٌ أَوْ مِائَتَانِ، فَأَنْتُمُ
الْيَوْمَ مِئُونٌ [4] .
ثُمَّ رَكِبَ، فَأَخَذُوا يَتَخَلَّفُونَ عَنْهُ ويتأخّرون، فلما التقى
الجمعان تكامل
__________
[1] تاريخ خليفة 275، تاريخ الطبري 6/ 257.
[2] تاريخ خليفة 276، تاريخ الطبري 6/ 259.
[3] تاريخ الطبري 6/ 262.
[4] انظر خطبته في: تاريخ الطبري 6/ 262.
(5/330)
مَعَ شَبِيبٍ سِتُّمِائَةٍ، فَحَمَلَ فِي
مِائَتَيْنِ عَلَى مَيِسرَةِ النَّاسِ فَانْهَزَمُوا، وَاشْتَدَّ
الْقِتَالُ، وَعَتَّابُ بْنُ وَرْقَاءَ جَالِسٌ هُوَ وَزُهْرَةُ بْنُ
حَوِيَّةَ عَلَى طِنْفَسَةٍ فِي الْقَلْبِ، فَقَالَ عَتَّابٌ: هَذَا
يَوْمٌ كثر فيه العدد وقلّ فيه الغناء، وا لهفي عَلَى خَمْسِمِائَةٍ
مِنْ رِجَالِ تَمِيمٍ [1] .
وَتَفَرَّقَ عَنْ عَتَّابٍ عَامَّةُ الْجَيْشِ، وَحَمَلَ عَلَيْهِ
شَبِيبٌ، فَقَاتَلَ عَتَّابٌ سَاعَةً وَقُتِلَ، وَوَطِئَتِ الْخَيْلُ
زُهْرَةُ فَهَلَكَ، فَتَوَجَّعَ لَهُ شَبِيبٌ لَمَّا رَآهُ صَرِيعًا،
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ لَمُنْذُ اللَّيْلَةِ لَمُتَوَجِّعٌ لِرَجُلٍ
مِنَ الْكَافِرِينَ! قَالَ: إِنَّكَ لَسْتَ أَعْرَفَ بِضَلَالَتِهِمْ
[2] مِنِّي، إني أعرف من قديم أمرهم ما لا تَعْرِفُ، لَوْ ثَبَتُوا
عَلَيْهِ كَانُوا إِخْوَانَنَا [3] .
وَقُتِلَ فِي الْمَعْرَكَةِ: عَمَّارُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلْبِيُّ،
وَأَبُو خَيْثَمَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [4] .
ثُمَّ قَالَ شَبِيبٌ لِأَصْحَابِهِ: ارْفَعُوا عَنْهُمُ السَّيْفَ،
وَدَعَا النَّاسَ إِلَى طَاعَتِهِ وَبَيْعَتِهِ، فَبَايَعُوهُ، ثُمَّ
هَرَبُوا لَيْلا [5] .
هَذَا كُلُّهُ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ جَيْشُ الشَّامِ، فَتَوَجَّهَ
شَبِيبٌ نَحْوَ الْكُوفَةِ، وَقَدْ دَخَلَهَا عَسْكَرُ الشَّامِ،
فَشَدُّوا ظَهْرَ الْحَجَّاجِ وَانْتَعَشَ بِهِمْ، وَاسْتَغْنَى بِهِمْ
عَنْ عَسْكَرِ الْكُوفَةِ، وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ لا أَعَزَّ
اللَّهُ مَنْ أَرَادَ بِكُمُ الْعِزَّ، الْحَقُوا بِالْحِيرَةِ،
فَانْزِلُوا مَعَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَلا تُقَاتِلُوا مَعَنَا
[6] .
وَحَنَقَ عَلَيْهِمْ، وَهَذَا مِمَّا يَزِيدُهُمْ فِيهِ بُغْضًا.
ثُمَّ إِنَّهُ وَجَّهَ الْحَارِثَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الثَّقَفِيَّ فِي
أَلْفِ فَارِسٍ فِي الْكَشْفِ، فَالْتَمَسَ شَبِيبٌ غَفْلَتَهُمْ
وَالْتَقَوْا، فَحَمَلَ شَبِيبٌ عَلَى الحارث فقتله، وانهزم من معه [7]
.
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 262 و 264، 265.
[2] في طبعة القدسي 3/ 123 «بصلاتهم» والتصويب من تاريخ الطبري.
[3] تاريخ الطبري 6/ 266.
[4] الطبري 6/ 266.
[5] الطبري 6/ 266.
[6] تاريخ الطبري 6/ 266.
[7] تاريخ الطبري 6/ 268.
(5/331)
ثُمَّ جَاءَ شَبِيبٌ فَنَازَلَ الْكُوفَةَ.
وَحَفِظَ النَّاسُ السِّكَكَ، وَبَنَى شَبِيبٌ مَسْجِدًا بِطَرَفِ
السَّبْخَةِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَبُو الْوَرْدِ مَوْلَى الْحَجَّاجِ
فِي عِدَّةِ غِلْمَانٍ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ [1] .
ثُمَّ خَرَجَ طُهْمَانَ مَوْلَى الْحَجَّاجِ فِي طَائِفَةٍ، فَقَتَلَهُ
شَبِيبٍ [2] .
ثُمَّ أَنَّ الْحَجَّاجَ خَرَجَ مِنْ قَصْرِ الْكُوفَةِ، فَرَكِبَ
بَغْلا، وَخَرَجَ فِي جَيْشِ الشَّامِ، فَلَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ
نَزَلَ الْحَجَّاجُ وَقَعَدَ عَلَى كُرْسِيٍّ، ثُمَّ نَادَى: يَا
أَهْلَ الشَّامِ، أَنْتُمْ أَهْلُ السَّمَعِ وَالطَّاعَةِ وَالصَّبْرِ
وَالْيَقِينِ، لا يَغْلِبَنَّ بَاطِلُ هَؤُلاءِ حَقَّكُمْ، غُضُّوا
الأَبْصَارَ، وَاجْثُوا عَلَى الرَّكْبِ، وَأَشْرِعُوا [3] إِلَيْهِمْ
بِالأَسِنَّةِ [4] .
وَكَانَ شَبِيبٌ فِي سِتِّمِائَةٍ، فَجَعَلَ مِائَتَيْنِ مَعَهُ
كُرْدُوسًا، وَمِائَتَيْنِ مَعَ سُوَيْدِ بْنِ سُلَيْمٍ، وَمِائَتَيْنِ
مَعَ الْمُحَلَّلِ بْنِ وَائِلٍ، فَحَمَلَ سُوَيْدٌ عَلَيْهِمْ، حَتَّى
إِذَا غُشِيَ أَطْرَافُ الأسِنَّةِ وَثَبُوا فِي وُجُوهِهِمْ
يَطْعَنُوهُمْ قُدُمًا قُدُمًا، فَانْصَرَفُوا، فَأَمَرَ الْحَجَّاجُ
بِتَقْدِيمِ كُرْسِيَّةٍ، وَصَاحَ فِي أَصْحَابِهِ فحمل عليهم شبيب،
فثبتوا، وطال القتال، فلما رَأَى شَبِيبٌ صَبْرَهُمْ نَادَى: يَا
سُوَيْدُ احْمِلْ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ السِّكَّةِ لَعَلَّكَ تُزِيلُ
أَهْلَهَا عَنْهَا، فَتَأْتِي الْحَجَّاجَ مِنْ وَرَائِهِ وَنَحْنُ
مِنْ أَمَامِهِ، فَحَمَلَ سُوَيْدٌ عَلَى أَهْلِ السِّكَّةِ، فَرُمِيَ
مِنْ فَوْقِ الْبُيُوتِ، فَرُدَّ [5] .
قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ: فَحَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ لَقِيطٍ
الْخَارِجِيُّ قَالَ: فَقَالَ لَنَا شَبِيبٌ يَوْمَئِذٍ: يَا أَهْلَ
الإِسْلامِ، إِنَّمَا شَرَيْنَا اللَّهَ، وَمَنْ شَرَى اللَّهَ [6]
لَمْ يَكْثُرْ عَلَيْهِ مَا أَصَابَهُ، شَدَّةٌ كَشَدَّاتِكُمْ فِي
مَوَاطِنِكُمُ الْمَعْرُوفَةِ، وَحَمَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ، فَوَثَبَ
أَصْحَابُ الْحَجَّاجِ طَعْنًا وَضَرْبًا، فَنَزَلَ شَبِيبٌ
وَقَوْمُهُ، فَصَعِدَ الْحَجَّاجُ عَلَى مَسْجِدِ شَبِيبٍ فِي نَحْوِ
عِشْرِينَ رَجُلا وقال:
__________
[1] تاريخ الطبري 2696، تاريخ خليفة 276، الفتوح 7/ 86.
[2] الطبري 9/ 269، تاريخ خليفة 276، الفتوح 7/ 85.
[3] في نسخة دار الكتب «وأسرعوا» ، والتصحيح من نسخة حيدراباد،
والطبري.
[4] الطبري 6/ 269.
[5] تاريخ الطبري 6/ 269، 270.
[6] في نسخة دار الكتب (إنما سرينا للَّه ومن سرى للَّه) وما أثبتناه
عن نسخة حيدرآباد، والطبري.
(5/332)
إِذَا دَنَوْا فَارْشِقُوهُمْ بِالنَّبْلِ،
فَاقْتَتَلُوا عَامَّةَ النَّهَارِ أَشَدَّ قِتَالٍ فِي الدُّنْيَا،
حَتَّى أَقَرَّ كُلُّ فَرِيقٍ لِلْآخَرِ.
ثُمَّ إِنَّ خَالِدَ بْنَ عَتَّابِ بْنِ وَرْقَاءَ قَالَ لِلْحَجَّاجِ:
ائْذَنْ لِي فِي قِتَالِهِمْ، فَإِنِّي مَوْتُورٌ وَمِمَّنْ لا
يُتَّهَمُ فِي نَصِيحَةٍ، فَأَذِنَ لَهُ، فَخَرَجَ فِي عِصَابَةٍ
وَدَارَ مِنْ وَرَائِهِمْ، فَقُتِلَ مُصَادًا أَخَا شَبِيبٍ،
وَغَزَالَةُ أَمْرَأَةُ شَبِيبٍ، وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ فِي
عَسْكَرِهِ. فَوَثَبَ شَبِيبٌ وَأَصْحَابُهُ عَلَى خُيُولِهِمْ،
فَقَالَ الْحَجَّاجُ: احْمِلُوا عَلَيْهِمْ فَقَدْ أُرْعِبُوا،
فَشَدُّوا عَلَيْهِمْ فَهَزَمُوهُمْ، وَتَأَخَّرَ شَبِيبٌ فِي
حَامِيَةِ قَوْمِهِ [1] .
فَذَكَرَ مَنْ كَانَ مَعَهُ شَبِيبٌ أَنَّهُ جَعَلَ يَنْعَسُ
وَيَخْفُقُ بِرَأْسِهِ وَخَلْفَهُ الطَّلَبُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْتَفِتْ فَانْظُرْ مَنْ خَلْفَكَ،
فَالْتَفَتَ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ ثُمَّ أَكَبَّ يَخْفِقُ، ثُمَّ قُلْتُ:
إِنَّهُمْ قَدْ دَنَوْا، فَالْتَفَتَ ثُمَّ أَقْبَلَ يَخْفِقُ.
وَبَعَثَ الْحَجَّاجُ إِلَى خَيْلِهِ أَنْ دَعُوهُ (فِي حَرْقِ
النَّارِ) [2] ، فَتَرَكُوهُ وَرَجَعُوا [3] .
وَمَرَّ أَصْحَابُ شَبِيبٍ بِعَامِلٍ لِلْحَجَّاجِ عَلَى بَلَدٍ
بِالسَّوَادِ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَتَوْا بِالْمَالِ عَلَى دَابَّةٍ
فَسَبَّهُمْ شَبِيبٌ عَلَى مَجِيئِهِمْ بِالْمَالِ وَقَالَ:
اشْتَغَلْتُمْ بِالدُّنْيَا، ثُمَّ رَمَى بِالْمَالِ فِي الْفُرَاتِ.
ثُمَّ سَارَ بِهِمْ إِلَى الأَهْوَازِ وَبِهَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى
بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَخَرَجَ لِقِتَالِهِ وَسَأَلَ
مُحَمَّدٌ الْمُبَارَزَةَ، فَبَارَزَهُ شَبِيبٌ وَقَتَلَهُ.
وَمَضَى إِلَى كِرْمَانَ فَأَقَامَ شَهْرَيْنِ وَرَجَعَ إِلَى
الأَهْوَازِ فَنَدَبَ لَهُ الْحَجَّاجِ مُقَدَّمِي جَيْشِ الشَّامِ [4]
: سُفْيَانَ بْنَ الأَبْرَدِ الْكَلْبِيَّ، وَحَبِيبَ بْنَ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْحَكَمِيَّ، فَالْتَقَوْا عَلَى جِسْرِ دُجَيْلٍ،
فَاقْتَتَلُوا حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، ثُمَّ ذَهَبَ
شَبِيبٌ، فَلَمَّا صَارَ عَلَى جِسْرِ دجيل قطع الجسر، فوقع شبيب وغرق
[5] ،
__________
[1] الطبري 6/ 270، 271.
[2] الطبري 6/ 271، الفتوح لابن أعثم 7/ 89- 92.
[3] ما بين القوسين ليس في نسخة دار الكتب، وهو في نسخة حيدرآباد. وفي
تاريخ الطبري «في حرق الله وناره» .
[4] تاريخ الطبري 6/ 271.
[5] الخبر في تاريخ خليفة 276، وتاريخ اليعقوبي 2/ 275، والفتوح 7/ 92.
(5/333)
وَقِيلَ: نَفَرَ بِهِ فَرَسُهُ فَأَلْقَاهُ
فِي الْمَاءِ وعليه الحديد، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَغَرْقًا يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قال: ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
6: 96 [1] فَأَلْقَاهُ دُجَيْلٌ إِلَى سَاحِلِهِ مَيِّتًا، فَحُمِلَ
عَلَى الْبَرِيدِ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَأَمَرَ بِهِ فَشَقَّ بَطْنَهُ
وَأَخْرَجَ قَلْبَهُ، فَإِذَا هُوَ كَالْحَجَرِ، إِذَا ضَرَبَ بِهِ
الأَرْضَ نَبَا عَنْهَا، فَشَقُّوهِ فَإِذَا فِي دَاخِلِهِ قَلْبٌ
صَغِيرٌ [2] .
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ [3] : ثُمَّ
أَنْفَقَ الْحَجَّاجُ الأَمْوَالَ، وَوَجَّهَ سفيان بن الأبرد فِي
طَلَبِ الْقَوْمِ، قَالَ: وَأَقَامَ شَبِيبٌ بِكِرْمَانَ، حَتَّى إِذَا
انْجَبَرَ وَاسْتَرَاشَ كَرَّ رَاجِعًا، فَيَسْتَقْبِلُهُ ابن الأبرد
بِجِسْرِ دُجَيْلٍ، فَالْتَقَيَا، فَعَبَرَ شَبِيبٌ إِلَى ابْنِ الأبرد
فِي ثَلاثَةِ كَرَادِيسَ، فَاقْتَتَلُوا أَكْثَرَ النَّهَارِ، وَثَبَتَ
الْفَرِيقَانِ، وَكَرَّ شَبِيبٌ وَأَصْحَابُهُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ
كَرَّةً، وَابْنُ الأَبْرَدِ ثَابِتٍ، ثُمَّ آلَ أَمْرُهُمْ إِلَى أَنِ
ازْدَحَمُوا عِنْدَ الْجِسْرِ، وَاضْطَرَّ شَبِيبٌ أَصْحَابَ ابْنِ
الأَبْرَدِ إِلَى الْجِسْرِ، وَنَزَلَ فِي نَحْوِ مِائَةٍ،
فَتَقَاتَلُوا إِلَى اللَّيْلِ قِتَالا عَظِيمًا، ثُمَّ تَحَاجَزُوا.
وَقَالَ أَبُو مِخْنَفٍ: حَدَّثَنِي فَرْوَةُ قَالَ: مَا هُوَ إِلا
أَنِ انْتَهَيْنَا إِلَى الْجِسْرِ، فَعَبَرَنَا شَبِيبٌ فِي
الظُّلْمَةِ وَتَخَلَّفَ فِي آخِرِنَا فَأَقْبَلَ عَلَى فَرَسِهِ،
وَكَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجْرَةٌ فَنَزَا فَرَسُهُ عَلَيْهَا وَهُوَ
عَلَى الْجِسْرِ، فَاضْطَرَبَتِ الْمَاذَيانَةُ وَنَزَلَ حَافِرُ
الْفَرَسِ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَزَلَ بِهِ فِي الْمَاءِ
(فَلَمَّا سَقَطَ) [4] قال: لِيَقْضِيَ الله أَمْراً كانَ مَفْعُولًا
8: 42 [5] فَانْغَمَسَ ثُمَّ ارْتَفَعَ فَقَالَ: ذلِكَ تَقْدِيرُ
الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 6: 96 [6] .
قَالَ: وَقِيلَ كَانَ مَعَهُ رِجَالٌ قَدْ أَصَابَ مِنْ عَشَائِرِهِمْ
وَأَبْغَضُوهُ، فَلَمَّا تَخَلَّفَ فِي السَّاقَةِ اشْتَوَرُوا
فَقَالُوا: نَقْطَعُ بِهِ الْجِسْرُ، فَفَعَلُوا، فَمَالَتِ السفن،
ونفر فرسه فسقط وغرق [7] .
__________
[1] سورة الأنعام- الآية 96 والخبر في: مروج الذهب.
[2] تاريخ الطبري 6/ 280 و 282، مروج الذهب 3/ 147.
[3] ج 6/ 279، 280.
[4] ما بين القوسين ساقط من الأصل، أضفناه من: تاريخ الطبري.
[5] سورة الأنفال- الآية 42.
[6] الطبري 6/ 280.
[7] الطبري 6/ 281.
(5/334)
ثُمَّ تَنَادَوْا بَيْنَهُمْ: «غَرِقَ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ» فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَاسْتَخْرَجُوهُ
وَعَلَيْهِ الدِّرْعُ [1] .
قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ: فَسَمِعْتُهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ شُقَّ
بَطْنُهُ فَأُخْرِجَ قَلْبُهُ، فَكَانَ مُجْتَمِعًا صُلْبًا، كَأَنَّهُ
صَخْرَةٌ، وَأَنَّهُ كَانَ يُضْرَبُ بِهِ الأَرْضُ فَيَثِبُ قَامَةَ
الإِنْسَانِ [2] .
وَسَيَأْتِي فِي تَرْجَمَتِهِ مِنْ أَخْبَارِهِ أَيْضًا.
وَفِيهَا أَمْرُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بِجَامِعِ مِصْرَ،
فَهُدِمَ وَزَيْدُ فِيهِ مِنْ جِهَاتِهِ الأَرْبَعِ [3] .
وَأَمَرَ بِبِنَاءِ حصن الإسكندرية، وَكَانَ مَهْدُومًا مُنْذُ
فَتَحَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ.
وَفِيهَا افْتَتَحَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ هِرْقَلَةَ وَهِيَ
مَدِينَةٌ مَعْرُوفَةٌ دَاخِلَ بِلادِ الرُّومِ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [4] .
وَفِيهَا وَغَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الأُمَوِيُّ بِسِجِسْتَانَ، فَأُخِذَ عَلَيْهِ الطَّرِيقُ، فَأَعْطَى
مَالا حَتَّى خَلَّوْا عَنْهُ، فَعَزَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
مَرْوَانَ [5] وَوَجَّهَ مَكَانَهُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ بن عبيد الله.
__________
[1] الطبري 6/ 281، 282.
[2] الطبري 6/ 282.
[3] كتاب الولاة والقضاة 50.
[4] تاريخ الطبري 6/ 318، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 4/
448، تاريخ اليعقوبي 2/ 281.
[5] الخبر حتى هنا في: فتوح البلدان 491.
(5/335)
حَوَادِثُ [سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ]
تُوُفِّيَ فِيهَا:
جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ.
وَزَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ.
وَأَبُو الْمِقْدَامِ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: فِيهَا أَمَّرَ الْحَجَّاجُ عَلَى سِجِسْتَانَ
عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيَّ، فَوَجَّهَ
عُبَيْدُ اللَّهِ أَبَا بَرْدَعَةَ فَأَخَذَ عَلَيْهِ الْمَضِيقَ،
وَقُتِلَ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ الْحَارِثِيُّ، وَأَصَابَ الْعَسْكَرَ
ضِيقٌ وَجُوعٌ شَدِيدٌ، حَتَّى هَلَكَ عَامَّتُهُمْ [1] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ: وَقَدْ قِيلَ إِنَّ هَلاكَ شَبِيبِ بْنِ
يَزِيدَ كَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ. قَالَ: وَكَذَلِكَ قِيلَ فِي هَلاكِ
قَطْرِيِّ بْنِ الْفُجَاءَةِ، وَعُبَيْدَةَ بْنِ هِلالٍ.
وَعَبْدِ رَبِّهِ الْكَبِيرِ، رُءُوسُ الْخَوَارِجِ [2] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : فِيهَا وَلِيَ خُرَاسَانَ الْمُهَلَّبُ بْنُ
أَبِي صفرة.
__________
[1] تاريخ خليفة 277، تاريخ الطبري 6/ 320.
[2] تاريخ الطبري 6/ 318 وانظر تاريخ خليفة 276، 277.
[3] ليس في تاريخه هذا الخبر.
(5/336)
وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: فِيهَا غَزَا
مُحْرِزُ بْنُ أَبِي مُحْرِزٍ أَرْضَ الرُّومِ وَفَتَحَ أَزْقَلَةَ،
فَلَمَّا قَفَلَ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ شَدِيدٌ مِنْ وَرَاءِ دَرْبِ
الْحَدَثِ، فَأُصِيبَ فِيهِ نَاسٌ كَثِيرٌ [1] .
وَفِيهَا قُتِلَ سُلَيْمَانُ بْنُ كَنْدِيرَ الْقُشَيْرِيُّ [2] ،
قَتَلَهُ أَصْحَابُ الْحَجَّاجِ.
وَفِيهَا جَرَتْ حُرُوبٌ وَوَقَعَاتٌ بِإِفْرِيقِيَّةَ وَالْمَغْرِبِ،
وَوَلِيَ فِيهَا إِمْرَةَ الْمَغْرِبِ كُلِّهِ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ
اللَّخْمِيُّ، فَسَارَ إِلَى طَنْجَةَ وَقَدِمَ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ
طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ الصَّدَفِيُّ مَوْلاهُمُ الَّذِي افْتَتَحَ
الأَنْدَلُسَ، وَأَصَابَ فِيهَا الْمَائِدَةَ الَّتِي يَتَحَدَّثُ
أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّهَا مَائِدَةُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ
[3] .
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْوَلِيدُ
[4] .
وَفِيهَا وَثَبَتِ الرُّومُ عَلَى مَلِكِهِمْ فَخَلَعَتْهُ وَقَطَعَتْ
أَنْفَهُ وَنَفَتْهُ إِلَى بَعْضِ الْجَزَائِرِ [5] . قَالَهُ
الْمُسَبِّحِيُّ.
وَفِيهَا فَرَغَ الْحَجَّاجُ مِنْ بِنَاءِ وَاسِطَ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ
لِأَنَّهَا وَسَطٌ مَا بَيْنَ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ [6] .
وَقِيلَ: بنيت سنة ثلاث وثمانين [7] .
__________
[1] تاريخ خليفة 277.
[2] في طبعة القدسي 3/ 126 «القتيري» والتصحيح من تاريخ خليفة، ص 277.
[3] انظر: البيان المغرب 1/ 34 و 45، وتاريخ اليعقوبي 2/ 277.
[4] تاريخ خليفة 277، تاريخ الطبري 6/ 321.
[5] هو الإمبراطور «يوستنيان الثاني» المعروف بالأخرم أو الأجدع (685-
695 م.) انظر: الدولة البيزنطية للدكتور العريني- ص 147.
[6] معجم البلدان 5/ 348.
[7] معجم البلدان 5/ 349، فتوح البلدان 355.
(5/337)
حَوَادِثُ [سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ]
فِيهَا تُوُفِّيَ:
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ.
وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ بسِجِسْتَانَ.
وَقَطَرِيُّ بْنُ الْفُجَاءَةِ بِطَبَرِسْتَانَ، بِخُلْفٍ فِيهِ.
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ
صَعْصَعَةَ الْكِلابِيِّ، وَضَمَّ إِلَيْهِ عُمَانَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ
الرَّيَّانُ النُّكْرِيُّ، فَهَرَبَ مُحَمَّدٌ وَرَكِبَ الْبَحْرَ
حَتَّى قَدِمَ عَلَى الْحَجَّاجِ [1] .
وَفِيهَا وَلَّى الْحَجَّاجُ هَارُونَ بْنَ ذِرَاعٍ النَّمَرِيَّ [2]
ثَغْرَ الْهِنْدِ وَأَمَرَهُ بِطَلَبِ الْعِلافِيِّينَ، وَهُمَا
مُحَمَّدٌ وَمُعَاوِيَةُ ابْنَا الْحَارِثِ مِنْ بَنِي سَامَةَ بْنِ
لُؤَيٍّ، كَانَا قَدْ قَتَلَا عَامِلَ الْحَجَّاجِ هُنَاكَ، فَظَفِرَ
هَارُونُ بِأَحَدِهِمَا فَقَتَلَهُ، وَهَرَبَ الآخَرُ [3] .
وَفِيهَا غَزَا الْوَلِيدُ ابْنُ أميرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ نَاحِيَةِ
مَلَطْيَةَ، فَغَنِمَ وَسَبَى [4] .
وَقَالَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ: أَوَّلُ قَبِيلٍ غَزَاهُمْ مُوسَى
بْنُ نُصَيْرٍ من البربر
__________
[1] تاريخ خليفة 278.
[2] في تاريخ خليفة «النميري» .
[3] تاريخ خليفة 278.
[4] تاريخ خليفة 278.
(5/338)
الذين قتلوا عقبة بن نافع، فسار إليهم
بِنَفْسِهِ فَقَتَلَ وَسَبَى، وَهَرَبَ مَلِكُهُمْ كُسَيْلَةُ [1] .
يُقَالُ: بَلَغَ سَبْيُهُمْ عِشْرِينَ أَلْفًا [2] .
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ [3] : وَفِيهَا أَصَابَ أَهْلَ الشَّامِ
الطَّاعُونُ حَتَّى كَادُوا يَفْنَوْنَ مِنْ شِدَّتِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: فِيهَا كَانَ مَصْرَعُ (قَطَرِيِّ بْنِ
الْفُجَاءَةِ) وَاسْمُ الْفُجَاءَةِ جَعُونَةُ- بْنُ مَازِنِ بْنِ
يَزِيدَ التَّمِيمِيُّ الْمَازِنِيُّ أَبُو نَعَامَةَ، خَرَجَ فِي
زَمَنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَبَقِيَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً
يُقَاتِلُ وَيُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ وَبِإِمْرَةِ
الْمُؤْمِنِينَ، وَتَغَلَّبَ عَلَى بِلادِ فارس.
وَوَقَائِعَةٌ مَشْهُورَةٌ، قَدْ ذَكَرَ مِنْهَا الْمُبَرِّدُ قِطْعَةً
فِي (كَامِلِهِ) [4] .
وَقَدْ سَيَّرَ الْحَجَّاجُ لِقِتَالِهِ جَيْشًا بَعْدَ جَيْشٍ وَهُوَ
يَهْزِمُهُمْ.
وَحُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ خَرَجَ فِي بَعْضِ الْحُرُوبِ عَلَى فَرَسٍ
أَعْجَفَ، وَبِيَدِهِ عَمُودٌ خَشَبٌ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَجُلٌ،
فَكَشَفَ قَطَرِيٌّ وَجْهَهُ، فَوَلَّى الرَّجُلُ، فَقَالَ:
إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: لا يَسْتَحْيِ الإِنْسَانُ أَنْ يَفِرَّ مِنْ
مِثْلِكَ [5] .
تَوَجَّهَ لِقِتَالِهِ سُفْيَانُ بْنُ الأَبْرَدِ الْكَلْبِيُّ،
فَظَهَرَ عَلَيْهِ وَظَفِرَ بِهِ وَقَتَلَهُ [6] .
وَقِيلَ: بَلْ عَثَرَتْ بِهِ فَرَسُهُ فَانْدَقَّتْ فَخْذُهُ،
فَلِذَلِكَ ظَفِرُوا به بطبرستان، وحمل رأسه إلى الحجّاج [7] .
__________
[1] تاريخ خليفة 278، 279.
[2] تاريخ خليفة 279 وفيه: «وذلك سنة إحدى وثمانين» .
[3] ما في تاريخه 6/ 322، والكامل في التاريخ 4/ 451.
[4] الكامل في الأدب 2/ 251 وما بعدها.
[5] وفيات الأعيان 4/ 93.
[6] تاريخ الطبري 6/ 309، الأخبار الطوال 280، تاريخ اليعقوبي 2/ 276،
الفتوح لابن أعثم 7/ 79، 80.
[7] تاريخ الطبري 6/ 309، وفيات الأعيان 4/ 94.
(5/339)
وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي قَتَلَهُ سَوْرَةُ
بْنِ الدَّارِمِيُّ [1] .
وَكَانَ قَطَرِيٌّ مَعَ شَجَاعَتِهِ الْمُفْرِطَةِ وَإِقْدَامِهِ مِنْ
خُطَبَاءِ الْعَرَبِ الْمَشْهُورِينَ بِالْبَلاغَةِ وَالشِّعْرِ،
وَلَهُ أَبْيَاتٌ مذكورة في الحماسة [2] ، والله أعلم.
__________
[1] الطبريّ 6/ 310، وفيات الأعيان 4/ 94.
[2] انظر: مجموعة شعر الخوارج 41- 50.
(5/340)
حَوَادِثُ [سَنَةِ ثَمَانِينَ]
فِيهَا تُوُفِّيَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ.
وَأَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ.
وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ الْفَقِيهُ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْقَارِيِّ [1] .
وَنَاعِمُ (بْنُ أُجَيْلٍ) [2] الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
زَرِيرٍ الْغَافِقِيُّ.
وَجُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ.
وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، بِخُلْفٍ فِيهِمَا.
وَفِيهَا صَلَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعْبدًا الْجُهَنِيَّ عَلَى إنكاره
القدر [3] . قاله سعيد بن عفير.
__________
[1] بتشديد الياء.
[2] ما بين القوسين ساقطة من نسخة دار الكتب، وما أثبتناه من نسختي:
أياصوفيا، وحيدرآباد.
[3] هو أول من تكلم في القدر، سمع من يتعلّل في المعصية بالقدر، فقام
بالردّ عليه بنفي كون القدر سالبا للاختيار في أفعال العباد، وهو يريد
الدفاع عن شرعية التكاليف، فضاقت عبارته وقال: (لا قدر والأمر أنف) .
فلما بلغ ذلك ابن عمر تبرّأ منه، فسمّي جماعة معبد (القدرية) ودام
مذهبه بين دهماء الرواة من أهل البصرة قرونا. من (مقدمة الأستاذ
الكوثري لكتاب تبيين كذب المفتري- ص 11) .
(5/341)
وَفِيهَا تُوُفِّيَ:
سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ- قَالَهُ أَبُو نُعَيْمٍ- وَعُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ أَبِي بَكْرَةَ. قَالَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَشُرَيْحٌ الْقَاضِي. قَالَهُ ابْنُ نُمَيْرٍ.
وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ. قَالَهُ بَعْضُهُمْ.
وَحَسَّانُ بْنُ النُّعْمَانِ الْغَسَّانِيُّ بِالرُّومِ.
وَفِيهَا كَانَ سَيْلُ الْجُحَافِ، وَهُوَ سَيْلٌ عَظِيمٌ جَاءَ
بِمَكَّةَ حَتَّى بَلَغَ الْحَجَرَ الأَسْوَدِ، فَهَلَكَ خَلْقٌ
كَثِيرٌ مِنَ الْحَجَّاجِ [1] .
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ نَافِعٍ
الْخُزَاعِيَّ قَالَ: كَانَ مِنْ قِصَّةِ الْجُحَافِ أَنَّ أَهْلَ
مَكَّةَ قَحَطُوا، ثُمَّ طَلَعَ فِي يَوْمٍ قِطْعَةُ غَيْمٍ، فَجَعَلَ
الْجُحَافُ يَضْرِطُ بِهِ وَيَقُولُ: إِنْ جَاءَنَا شَيْءٌ فَمِنْ
هَذَا، فَمَا بَرِحَ مِنْ مَكَانِه حَتَّى جَاءَ سَيْلٌ فَحَمَلَ
الْجِمَالَ وَغَرَّقَ الْجُحَافَ [2] .
وفيها غَزَا الْبَحْرَ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَبْدُ الْوَاحِدِ
بْنُ أَبِي الْكَنُودِ حَتَّى بَلَغَ قُبْرُسَ.
وَفِيهَا هَلَكَ أَلْيُونُ الْمَلِكُ عَظِيمُ الرُّومِ لا رَحِمَهُ
اللَّهُ.
وَفِيهَا سَارَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي كَبْشَةَ فَالْتَقَى هُوَ
وَالرَّيَّانِ النُّكْرِيُّ بِالْبَحْرَيْنِ، وَمَعَ الرَّيَّانِ
امْرَأَةٌ مِنَ الأَزْدِ تُقَاتِلُ، اسْمُهَا جَيْدَاءُ، فَقُتِلَ هُوَ
وَهِيَ وَعَامَّةُ أَصْحَابِهِمَا، وَصُلِبَ هو [3] .
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 325، الكامل في التاريخ 4/ 453، تاريخ اليعقوبي 2/
377.
[2] انظر: أخبار مكة للأزرقي 2/ 168.
[3] تاريخ خليفة 279.
(5/342)
وَفِيهَا أَوَّلُ فِتْنَةِ ابْنِ
الأَشْعَثِ: وَذَلِكَ أَنَّ الْحَجَّاجَ كَانَ شَدِيدُ الْبُغْضِ
لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الْكِنْدِيِّ،
يَقُولُ: مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ إِلا أَرَدْتُ قَتْلَهُ [1] .
ثُمَّ إِنَّهُ أَبْعَدَهُ عَنْهُ وَأَمَّرَهُ عَلَى سِجِسْتَانَ فِي
هَذَا الْعَامِ بَعْدَ مَوْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ،
فَسَارَ إِلَيْهَا فَفَتَحَ فُتُوحًا، وَسَارَ يَنْهَبُ بِلادَ
رُتْبِيلَ وَيَأَسُرُ وَيُخَرِّبُ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ
مَعَ هَذَا كُتُبًا يَأْمُرُهُ بِالْوُغُولِ فِي تِلْكَ الْبِلادِ
وَيُضْعِفُ هِمَّتَهُ وَيُعَجِّزُهُ، فَغَضِبَ ابْنُ الأَشْعَثِ
وَخَطَبَ النَّاسَ، وَكَانَ مَعَهُ رُءُوسُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ:
إِنَّ أَمِيرَكُمْ كَتَبَ إِلَيَّ بِتَعْجِيلِ الْوُغُولِ بِكُمْ فِي
أَرْضِ الْعَدُوِّ، وَهِيَ الْبِلادُ الَّتِي هَلَكَ فِيهَا
إِخْوَانُكُمْ بِالأَمْسِ، وَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْكُمْ، أَمْضِي
إِذَا مَضَيْتُمْ وَآبَى إِنْ أَبَيْتُمْ، فَثَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ
فَقَالُوا: لا بَلْ تَأْبَى عَلَى عَدُوِّ اللَّهِ وَلا نَسْمَعُ لَهُ
وَلا نُطِيعُ [2] .
وَقَالَ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ الْكِنَانِيُّ: إِنَّ الْحَجَّاجَ مَا
يَرَى بِكُمْ إِلا مَا رَأَى الْقَائِلُ الأَوَّلُ: (احْمِلْ عَبْدَكَ
عَلَى الْفَرَسِ، فَإِنْ هَلَكَ هَلَكَ، وَإِنْ نَجَا فَلَكَ) إِنَّ
الْحَجَّاجَ مَا يُبَالِي، إِنْ ظَفِرْتُمْ أَكَلَ الْبِلادِ وَحَازَ
الْمَالَ، وَإِنْ ظَفِرَ عَدُوُّكُمْ كُنْتُمْ أَنْتُمُ الأَعْدَاءُ
الْبُغَضَاءُ، اخْلَعُوا عَدُوَّ اللَّهِ الْحَجَّاجِ وَبَايِعُوا
عَبْدَ الرحمن بن محمد ابن الأَشْعَثِ، فَنَادُوا: فَعَلْنَا
فَعَلْنَا، ثُمَّ أَقْبَلُوا كَالسَّيْلِ الْمُنْحَدِرِ، وَانْضَمَّ
إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ جَيْشٌ عَظِيمٌ، فَعَجَزَ عَنْهُمُ
الْحَجَّاجُ، وَاسْتَصْرَخَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَجَزِعَ
لِذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَجَهَّزَ الْعَسَاكِرَ
الشَّامِيَّةَ فِي الْحَالِ [3] ، كَمَا سَيَأْتِي فِي سَنَةِ إِحْدَى
وَثَمَانِينَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَالْحَمْدُ للَّه وحده.
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 327، الكامل في التاريخ 4/ 454، الأخبار الطوال
317.
[2] تاريخ الطبري 6/ 335، الكامل في التاريخ 4/ 461، 462، الفتوح 7/
117.
[3] انظر: تاريخ خليفة 280، وتاريخ الطبري 6/ 336، والكامل في التاريخ
4/ 462، وتاريخ اليعقوبي 2/ 277، ومروج الذهب 3/ 138، والأخبار الطوال
317.
(5/343)
تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ
[حَرْفُ الأَلِفِ]
135- إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ [1] وَاسْمُ الأَشْتَرِ مَالِكُ
بْنُ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ.
كَانَ أَبُوهُ مِنْ كِبَارِ أُمَرَاءِ عَلِيٍّ.
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ مِنَ الأُمَرَاءِ الْمَشْهُورِينَ بِالشَّجَاعَةِ
وَالرَّأْيِ، وَلَهُ شَرَفٌ وَسِيَادَةٌ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ
عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ يَوْمَ الْخَازَرِ [2] ، ثُمَّ كان مع
مصعب ابن الزُّبَيْرِ، فَكَانَ مِنْ أَكْبَرِ أُمَرَائِهِ، وَقُتِلَ
مَعَهُ سنة اثنتين وسبعين.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن الأشتر) في:
تاريخ خليفة 263، وتاريخ اليعقوبي 2/ 258 و 269، والأخبار الموفقيات
527، 529، 532، 535، 538، 557، 558، والأخبار الطوال 289 و 291 و 293 و
294 و 295 و 296 و 309 و 312 و 313، والمعارف 347 و 355 و 401 و 622،
وأنساب الأشراف 5/ 150 و 185 و 186 و 222 و 223 و 224 و 227 و 229 و
230 و 231 و 235 و 247 و 251 و 265 و 267 و 276 و 284 و 292 و 293 و
299 و 313 و 331 و 332 و 336 و 346 و 350 و 351، وجمهرة أنساب العرب
415، وثمار القلوب 92، وتاريخ الطبري 6/ 15- 22 و 45- 47 و 86- 92 و 95
و 96 و 116 و 123 و 124 و 127 و 158 و 7/ 442، والعقد الفريد 2/ 408 و
4/ 403- 405 و 410 و 468، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1984 و
1985 و 1989 و 2006- 2008 و 2041، والهفوات النادرة 97، وسير أعلام
النبلاء 4/ 35 رقم 7، والبداية والنهاية 8/ 323، ومرآة الجنان 1/ 148،
والوافي بالوفيات 6/ 99 رقم 2528، ونهاية الأرب 21/ 41- 43 و 49 و 50 و
122، والتذكرة الحمدونية 2/ 404 و 456 و 480، والأغاني 19/ 123- 126،
والفتوح لابن أعثم 6/ 94- 112 و 148- 150 و 158- 160 و 173- 182 و 261
وشذرات الذهب 1/ 74، وتاريخ العظيمي 87/ و 188 و 189، والوفيات لابن
منقذ 96، والتعليقات والنوادر 2/ 269، والمحبّر 491، 492، وأخبار
القضاة 3/ 42 و 50 و 55- 57 و 63 و 65 و 67 و 72 و 73 و 182. والفرج
بعد الشدة 2/ 302، 103.
[2] في الأصل «الحازر» والتصحيح من الطبري وغيره.
(5/344)
136- الأحنف بن قيس [1] ع ابْنُ
مُعَاوِيَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَبُو بَحْرٍ التَّمِيمِيُّ الّذي يضرب به
المثل في
__________
[1] انظر عن (الأحنف بن قيس) في:
فتوح البلدان 383 و 384 و 437 و 461 و 499 و 502 و 503 و 504، وطبقات
ابن سعد 7/ 93، والأخبار الطوال 148 و 165 و 171 و 193 و 194 و 231 و
271 و 287 و 306، والأخبار الموفقيات 157 و 170 و 303، وربيع الأبرار
4/ 28 و 63 و 140 و 146 و 168 و 258 و 269 و 285 و 354 و 355 و 366، و
1/ 171، وثمار القلوب 4 و 85 و 89 و 92 و 162 و 341 و 358 و 377 و 432
و 668، ومرآة الجنان 1/ 145- 148، والمعارف 310 و 423 و 425 و 578 و
615 و 622، ومروج الذهب 1828 و 2481، والبدء والتاريخ 5/ 206 و 221 و
226، والعقد الفريد (راجع فهرس الأعلام) 7/ 96، والبداية والنهاية 8/
326- 328، وتاريخ اليعقوبي 2/ 167 و 183 و 240 و 264، وتاريخ خليفة 164
و 165 و 194 و 211 و 258 و 259 و 264، والتذكرة الحمدونية 1/ 69 و 259
و 282 و 365 و 366 و 394 و 406 و 2/ 18- 20 و 23 و 27 و 28 و 99- 101 و
106 و 122 و 123 و 126 و 127 و 140 و 183 و 190 و 215 و 224 و 226 و
228 و 245، ونثر الدر 1/ 304 و 3/ 10 و 5/ 17 و 18/ 20، وبهجة المجالس
1/ 48 و 339 و 604 و 616، والإيجاز والإعجاز 15، والتمثيل والمحاضرة
422 و 434، ومحاضرات الأدباء 1/ 242 و 251، والبيان والتبيين 2/ 56 و
17/ 88 و 132 و 3/ 219 و 336 و 4/ 70، وشرح نهج البلاغة 17/ 94، 95 و
18/ 110 و 19/ 221، والبصائر 1/ 283، والخصائص 19، والكامل للمبرّد 1/
140- 143، والريحان والريعان 1/ 63، والأغاني 23/ 478، 479، والحيوان
للجاحظ 3/ 80، وأدب الدنيا 246، 247، وسراج الملوك 141- 143، ومسائل
ابن أبي الدنيا 24، والشهب اللامعة 16، وعين الأدب والسياسة 124،
والشريشي 2/ 242 و 4/ 271، ومختار الحكم 298، ولباب الآداب 17 و 80 و
341، وبدائع البدائه 291، ودول الإسلام 1/ 53، وتاريخ إربل 1/ 254،
وأنساب الأشراف 3/ 17، و 4 ق 1/ 19 و 20 و 26 و 30 و 48 و 62 و 93 و
159 و 198 و 206 و 209 و 376 و 378 و 379 و 397 و 398 و 401 و 402 و
406 و 411 و 414 و 416 و 423- 426 و 463 و 485 و 487، و 5/ 192 و 244 و
246 و 252 و 253 و 256 و 258 و 263 و 282 و 287- 289 و 295 و 332- 334
و 336 و 337، وأمالي المرتضى 1/ 112 و 225 و 273 و 275 و 292 و 298 و
388، وأمالي القالي 1/ 59 و 60 و 231 و 232 و 241 و 269 و 2/ 20 و 41 و
167 و 227 و 228 و 306 و 3/ 14 و 27 و 118 و 186 و 212 و 215، والشعر
والشعراء 2/ 539، والتذكرة السعدية 236، ومعجم الشعراء في لسان العرب
38 رقم 12، والمحبّر 254 و 303، والخراج لقدامة 374 و 400 و 402،
وتاريخ العظيمي 172، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 49 و 3/ 59. والمغازي
للزهري 154، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 173، وتاريخ خليفة
164 و 165 و 194 و 211 و 258 و 259 و 264، والزهد لأحمد بن حنبل 286-
289، وطبقات خليفة 195،
(5/345)
الْحِلْمِ. مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ
وَأَشْرَافِهِمْ.
اسْمُهُ الضَّحَّاكُ، وَيُقَالُ: صَخْرٌ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ الأَحْنَفُ
لاعْوِجَاجِ رِجْلَيْهِ.
وَكَانَ سَيِّدًا مُطَاعًا فِي قَوْمِهِ. أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ،
وَالْعَبَّاسِ، وَابْنِ مَسْعُودٍ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ جَاوَانَ [1] ،
وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عُمَيْرَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ،
وَخُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ [2] .
وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ عَلِيٍّ يَوْمَ صفّين.
قال ابن سَعْدٍ [3] : كَانَ الأَحْنَفُ ثِقَةً مَأْمُونًا قَلِيلَ
الْحَدِيثِ، وَكَانَ صَدِيقًا لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَوَفَدَ
عَلَيْهِ إِلَى الْكُوفَةِ، فُتُوُفِّيَ عِنْدَهُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ: كَانَ أَحْنَفَ الرَّجُلَيْنِ
جَمِيعًا، وَلَمْ يكن له إلّا بيضة واحدة.
__________
[ () ] والزهد لابن المبارك 477 و 492، وتاريخ الثقات 57 رقم 49،
وجمهرة أنساب العرب 212 و 215 و 217، وذكر أخبار أصبهان 1/ 224، والفرج
بعد الشدة 3/ 209، ومقاتل الطالبيين 690 و 708، والتاريخ الكبير 2/ 50
رقم 1649، والتاريخ الصغير 80، والتاريخ لابن معين 2/ 20، والجرح
والتعديل 2/ 322 رقم 1226، والثقات لابن حبّان 4/ 55، 56، والمعرفة
والتاريخ 2/ 30- 32، وتاريخ أبي زرعة 591 و 639 و 669، 670، والاستيعاب
1/ 126- 134، والمستدرك 3/ 614، وأسد الغابة 1/ 55، ووفيات الأعيان 2/
499، وتهذيب الكمال 2/ 282- 287 رقم 285، والعبر 1/ 80، والمعين في
طبقات المحدّثين 32 رقم 182، والكاشف 1/ 53 رقم 236، وسير أعلام
النبلاء 4/ 86- 97 رقم 29، وتهذيب التهذيب 1/ 191 رقم 356، وتقريب
التهذيب 1/ 49 رقم 326، والنجوم الزاهرة 1/ 184، وخلاصة تذهيب التهذيب
44، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 13- 27، وشذرات الذهب 1/ 78، والأسامي والكنى
(ورقة 84 أ) ، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 125، والإصابة 1/ 100، 101
رقم 429، والبرصان والعرجان 202- 204 و 206 و 207 و 263 و 343 و 351 و
363.
[1] في الأصل «حابان» ، والتصحيح من المصادر.
[2] في الأصل «العصوي» ، والتصحيح من: اللباب 2/ 140.
[3] في الطبقات 7/ 93 و 97.
(5/346)
قَالَ: وَكَانَ اسْمُهُ صَخْرَ بْنَ قَيْسٍ
أَحْدَ بَنِي سَعْدٍ، وَأُمُّهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَاهِلَةٍ، فَكَانَتْ
تُرَقِّصُهُ وَتَقُولُ:
وَاللَّهِ لَوْلا حَنَفٌ بِرِجْلِهِ ... وَقِلَّةٌ أَخَافُهَا مِنْ
نَسْلِهِ
مَا كَانَ فِي فِتْيَانِكُمْ مِنْ مِثْلِهِ
وَقَالَ الْمَرْزُبَانِيُّ: قِيلَ إِنَّ اسْمَهُ الْحَارِثُ، وَقِيلَ:
حُصَيْنٌ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمِ [1] : هو افتتح مروالرّوذ، وَكَانَ
الْحَسَنُ، وَابْنُ سِيرِينَ فِي جَيْشِهِ ذَلِكَ [2] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ قَالَ:
بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ
مِنْ بَنِي لَيْثٍ، فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: أَمَا تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ أَدْعُوهُمْ إِلَى
الإِسْلامِ، فَجَعَلْتُ أُخْبِرُهُمْ وَأَعْرِضُ عَلَيْهِمْ، فَقُلْتُ:
إِنَّهُ يَدْعُو إِلَى خَيْرٍ، وَمَا أَسْمَعُ إِلا حَسَنًا،
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لِلأَحْنَفِ» . وَكَانَ الأَحْنَفُ
يَقُولُ: فَمَا شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [3] . وَالْبُخَارِيُّ فِي
تَارِيخِهِ [4] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ
الأَحْنَفِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ فَاحْتَبَسَنِي عِنْدَهُ
حَوْلا، فَقَالَ: يَا أَحْنَفُ، إِنِّي قَدْ بَلَوْتُكَ وَخَبِرْتُكَ
فَرَأَيْتُ عَلانِيَتَكَ حَسَنَةً، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُونَ
سَرِيرَتُكَ مِثْلَ عَلانِيَتِكَ، وَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ
إِنَّمَا يُهْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ [5] .
وَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ: ثنا العلاء بن
حريز قال: حدّثني
__________
[1] في: الأسامي والكنى- مخطوط بدار الكتب المصرية، ج 1 ورقة 84 أ.
[2] قال المؤلف: الذهبي- رحمه الله-: «هذا فيه نظر. هما يصغران عن ذلك»
. (سير أعلام النبلاء 4/ 87) .
[3] ج 5/ 372 وعلي بن زيد ضعيف.
[4] التاريخ الكبير 2/ 50، والحديث في: المستدرك على الصحيحين 3/ 614،
وطبقات ابن سعد 7/ 93، والمعرفة والتاريخ 1/ 230، والتاريخ الصغير 80،
وأسد الغابة 1/ 55.
[5] سيأتي تخريجه في الحديث التالي.
(5/347)
عُمَرُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ،
عَنْ عَمِّهِ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ أَنَّهُ
قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بِفَتْحِ تُسْتَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ تُسْتَرَ، وَهِيَ مِنْ
أَرْضِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ هَذَا، يَعْنِي الأَحْنَفَ، الَّذِي كَفَّ
عَنَّا بَنِي مُرَّةَ حِينَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدَقَاتِهِمْ، وَقَدْ كَانُوا هَمُّوا بِنَا،
قَالَ الأَحْنَفُ: فَحَبَسَنِي عُمَرُ عِنْدَهُ بِالْمَدِينَةِ سَنَةً،
يَأْتِينِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَلا يَأْتِيهِ عَنِّي إِلا
مَا يُحِبُّ، فَلَمَّا كَانَ رَأْسُ السَّنَةِ دَعَانِي فَقَالَ: يَا
أَحْنَفُ هَلْ تَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَذَّرَنَا [1]
كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ [2] ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ،
فَاحْمِدِ اللَّهَ يَا أَحْنَفُ.
قُلْتُ: وَكَانَ الأَحْنَفُ فَصِيحًا مُفَوَّهًا.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] : هُوَ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ، وَكَانَ
سَيِّدَ قَوْمِهِ، وَكَانَ أَعْوَرَ أَحْنَفَ، دَمِيمًا [4] قَصِيرًا
كَوْسَجًا [5] ، لَهُ بَيْضَةٌ وَاحِدَةٌ [6] ، حَبَسَهُ عُمَرُ
عِنْدَهُ سَنَةً يَخْتَبِرْهُ، فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا وَاللَّهِ
السَّيِّدُ.
قُلْتُ: ذَهَبَتْ عَيْنُهُ بِسَمَرْقَنْدَ. ذَكَرَهُ الْهَيْثَمُ [7] .
وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: خَطَبَ الأَحْنَفُ عِنْدَ
عُمَرَ، فَأَعْجَبَهُ مَنْطِقُهُ، فَقَالَ: كُنْتَ أَخْشَى أَنْ
تَكُونَ مُنَافِقًا عَالِمًا، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنًا،
فَانْحَدِرْ إلى مصرك.
__________
[1] في الأصل «حدّثنا» وهو تحريف.
[2] أخرج أحمد في مسندة 1/ 22 و 44 حديثا من طريق: ديلم بن غزوان
العبديّ، حدثنا ميمون الكردي، عن أبي عثمان النهدي، قال: اني لجالس تحت
منبر عمر، وهو يخطب الناس، فقال في خطبته: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إني أخوف ما أخاف على هذه
الأمة، كل منافق عليم اللسان» . سنده قويّ. والحديث في تهذيب تاريخ
دمشق 7/ 13، 14.
[3] تاريخ الثقات 57 رقم 49.
[4] في تاريخ الثقات «دهما» بدل «دميما» .
[5] الكوسج: الّذي لا شعر على عارضيه.
[6] قال ابن حبّان في الثقات 4/ 56 إن الأحنف ولد ملتصق الأليتين حتى
شقّ.
[7] تهذيب الكمال 2/ 286، وهو في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 26.
(5/348)
قُلْتُ: مِصْرُهُ هِيَ الْبَصْرَةُ.
وَعَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: مَا كَذَبْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلا
مَرَّةً، سَأَلَنِي عُمَرُ عَنْ ثَوْبٍ بِكَمْ أَخَذْتَهُ؟
فَأَسْقَطْتُ ثُلُثَيِ الثَّمَنِ [1] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : تَوَجَّهَ ابْنُ عَامِرٍ إِلَى خُرَاسَانَ
وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ الأَحْنَفُ.
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: كَانَ الأَحْنَفُ يَحْمِلُ، يَعْنِي فِي
قِتَالِ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَيَقُولُ:
إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيسٍ حَقًّا ... أَنْ يَخْضِبَ الصَّعْدَةَ أَوْ
يَنْدَقَّا [3]
قَالَ: وَسَارَ الأحنف إلى مروالرّوذ، وَمِنْهَا إِلَى بَلْخٍ،
فَصَالَحُوهُ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ أَتَى الأَحْنَفُ
خَوَارِزْمَ، فَلَمْ يُطِقْهَا، فَرَجَعَ [4] .
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: خَرَجَ ابْنُ عَامِرٍ مِنْ خُرَاسَانَ قَدْ
أَحْرَمَ مِنْ نَيْسَابُورَ بِعُمْرَةٍ، وَخَرَجَ عَلَى خُرَاسَانَ
الأَحْنَفُ فَجَمَعَ أَهْلَ خُرَاسَانَ جَمْعًا كَبِيرًا،
وَاجْتَمَعُوا بِمَرْوَ، فَقَاتَلَهُمُ الأَحْنَفُ وَهَزَمَهُمْ
وَقَتَلَهُمْ، وَكَانَ جَمْعًا لَمْ يَجْتَمِعْ مِثْلُهُ قَطُّ.
وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: نُبِّئْتُ
أَنَّ عَمْرًا ذَكَرَ بَنِي تَمِيمٍ فَذَمَّهُمْ فَقَامَ الْأَحْنَفُ
فَقَالَ: إِنَّكَ ذَكَرْتَ بَنِي تَمِيمٍ فَعَمَّمْتَهُمْ بِالذَّمِّ،
وَإِنَّمَا هُمْ مِنَ النَّاسِ، فِيهِمُ الصَّالِحُ وَالطَّالِحُ،
فَقَالَ: صَدَقْتَ. فَقَامَ الْحُتَاتُ- وَكَانَ يُنَاوِئُهُ- فَقَالَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ائْذَنْ لِي فَلأَتَكَلَّمَ، قَالَ: اجلس،
فقد كفاكم سيّدكم الأحنف [5] .
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 14 وذكر ابن عساكر في ذلك حكاية.
[2] في تاريخه- ص 164 (حوادث سنة 30 هـ.) .
[3] في: تاريخ خليفة 165 وسير أعلام النبلاء 4/ 90.
«أن يخضب القناة أو تندّقا» .
وزاد الطبري في تاريخه 4/ 169:
إن لنا شيخا بها ملقّى ... سيف أبى حفص الّذي تبقّى
والمثبت يتفق مع ابن عساكر في التهذيب 7/ 17.
[4] تاريخ خليفة 165.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 15.
(5/349)
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ: وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى: ائْذَنْ
لِلْأَحْنَفِ، وَشَاوِرْهِ، وَاسْمَعْ مِنْهُ [1] .
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ شَرِيفَ قَوْمٍ كَانَ
أَفْضَلَ مِنَ الأَحْنَفِ [2] .
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: كَانَ الأَحْنَفُ يَفِرُّ مِنَ
الشَّرَفِ وَالشَّرَفُ يَتَّبِعُهُ [3] .
وَقَالَ وَالِدُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: قِيلَ لِلأَحْنَفِ: إِنَّكَ
شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَإِنَّ الصِّيَامَ يُضْعِفُكَ قَالَ: إِنِّي
أَعُدُّهُ لِسَفَرٍ طَوِيلٍ [4] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي زُرَيْقُ بْنُ رُدَيْحٍ،
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كَانَ الأَحْنَفُ
عَامَّةَ صَلاتِهِ بِاللَّيْلِ، وَكَانَ يَضَعُ إِصْبَعَهُ عَلَى
السِّرَاجِ فَيَقُولُ: حِسَّ. ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَحْنَفُ مَا
حَمَلَكَ عَلَى أَنْ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا [5] .
غَيْرُهُ يَقُولُ: ابْنُ ذَرِيحٍ.
وَقَالَ أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ [6] : ثنا أَبُو الأَصْفَرِ،
أَنَّ الأَحْنَفَ أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ،
فَلَمْ يُوقِظْ غِلْمَانَهُ، وَذَهَبَ يَطْلُبُ الْمَاءَ، فَوَجَدَ
ثَلْجًا، فَكَسَرَهُ واغتسل [7] .
وقال مروان الأصغر: سَمِعْتُ الأَحْنَفَ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنْ
تَغْفِرْ لِي فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذَلِكَ. وَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَأَنَا
أَهْلٌ لِذَلِكَ.
وقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ: قَالَ الأَحْنَفُ: ذَهَبَتْ عَيْنِي
مِنْ أَرْبَعِينَ [8] سَنَةً، مَا شَكَوْتُهَا إلى أحد.
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 15.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 15.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 16.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 19.
[5] المصدر نفسه.
[6] في الأصل «الجزير» ، والتحرير من تهذيب التهذيب وتقريب التهذيب.
[7] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 19.
[8] في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 19 «ثلاثين سنة» .
(5/350)
وَيُرْوَى أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى
مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: أَنْتَ الشاهر علينا سَيْفَكَ يَوْمَ صِفِّينَ
وَالْمُخَذِّلُ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ! فَقَالَ: لا
تُؤَنِّبْنَا بِمَا مَضَى مِنَّا، وَلا تَرُدَّ الأُمُورَ عَلَى
أَدْبَارِهَا، فَإِنَّ الْقُلُوبَ الَّتِي أَبْغَضْنَاكَ بِهَا بَيْنَ
جَوَانِحِنَا، وَالسُّيُوفُ الَّتِي قَاتَلْنَاكَ بِهَا عَلَى
عَوَاتِقِنَا، فِي كَلامِ غَيْرِهِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا خَرَجَ
قَالَتْ أُخْتُ مُعَاوِيَةَ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَتَهَدَّدُ؟ قَالَ:
هَذَا الَّذِي إِنْ غَضِبَ غَضِبَ لِغَضَبِهِ مِائَةُ أَلْفٍ مِنْ
تَمِيمٍ، لا يَدْرُونَ فِيمَ غَضِبَ [1] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ
مُعَاوِيَةَ شَيْئًا، وَالأَحْنَفُ سَاكِتٌ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا
أَبَا بَحْرٍ، مَالَكَ لا تَتَكَلَّمُ: قَالَ: أَخْشَى اللَّهَ إِنْ
كَذَبْتُ وَأَخْشَاكُمْ إِنْ صَدَقْتُ [2] .
وَعَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَجْرِي فِي مَجْرَى
الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ، كَيْفَ يَتَكَبَّرُ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: قَالَ الأَحْنَفُ: مَا أَتَيْتُ
بَابَ هَؤُلاءِ إِلا أَنْ أُدْعَى، وَلا دَخَلْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ
حَتَّى يُدْخِلانِي بَيْنَهُمَا، وَلا ذَكَرْتُ أَحَدًا بَعْدَ أَنْ
يَقُومَ مِنْ عِنْدِي إِلا بِخَيْرٍ [3] .
وَعَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: مَا نَازَعَنِي أَحَدٌ فَكَانَ فَوْقِي إِلا
عَرَفْتُ لَهُ قَدْرَهُ، وَلا كَانَ دُونِي إِلا رَفَعْتُ قَدْرِي
عَنْهُ، وَلا كَانَ مِثْلِي إلا تَفَضَّلْتُ عَلَيْهِ [4] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ الأَحْنَفُ: لَسْتُ
بِحَلِيمٍ، وَلَكِنِّي أَتَحَالَمُ [5] .
وَبَلَغَنَا أَنَّ رجُلا قَالَ لِلأَحْنَفِ: لَئِنْ قُلْتَ وَاحِدَةً
لَتَسْمَعَنَّ عَشْرًا، فَقَالَ لَهُ: لَكِنَّكَ لَئِنْ قُلْتَ عَشْرًا
لم تسمع واحدة.
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 20.
[2] التهذيب 7/ 20.
[3] التهذيب 7/ 20.
[4] التهذيب 7/ 20.
[5] التهذيب 7/ 20.
(5/351)
وَإِنَّ رَجُلا قَالَ لَهُ: بِمَ سُدْتَ
قَوْمَكَ؟ قَالَ: بِتَرْكِي مِنْ أَمْرِكَ مَا لا يَعْنِينِي كَمَا
عِنْدَكَ مِنْ أَمْرِي مَا لا يَعْنِيكَ [1] .
وَعَنْهُ قَالَ: مَا يَنْبَغِي لِلأَمِيرِ أَنْ يَغْضَبَ، لِأَنَّ
الْغَضَبَ فِي الْقُدْرَةِ لِقَاحِ السَّيْفِ وَالنَّدَامَةِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: قَدِمَ
عَلَيْنَا الأَحْنَفُ الْكُوفَةَ مَعَ مُصْعَبٍ، فَمَا رَأَيْتُ
خُصْلَةً تُذَمُّ إِلا رَأَيْتُهَا فِيهِ، كَانَ ضَئِيلا، صَغِيرَ
الرَّأْسِ، مُتَرَاكِبَ الأَسْنَانِ، مَائِلَ الذَّقْنِ، نَاتِئَ
الْوَجْهِ، بَاخِقَ الْعَيْنَيْنِ، خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ، أَحْنَفَ
الرِّجْلِ، فَكَانَ إِذَا تَكَلَّمَ جَلا عَنْ نَفْسِهِ [2] .
بِاخَقٌ: مُنْخَسِفُ الْعَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ: الأحْنَفُ الَّذِي يَمْشِي عَلَى ظَهْرِ
قَدَمَيْهِ [3] .
وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ أَنْ تُقْبَلَ كُلُّ رِجْلٍ عَلَى
صَاحِبَتِهَا.
وَلِلأَحْنَفِ أَشْيَاءُ مُفِيدَةٌ أَوْرَدَ الْحَافِظُ ابْنُ
عَسَاكِرَ جملة منها [4] .
وكان زياد ابن أَبِيهِ كَثِيرَ الرِّعَايَةِ لِلأَحْنَفِ، فَلَمَّا
وَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ تَغَيَّرَتْ حَالُ
الأَحْنَفِ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَصَارَ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ مَنْ
دُونَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بِأَشْرَافِ أَهْلِ
الْعِرَاقِ، فَقَالَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ: أَدْخِلْهُمْ عَلَى قَدْرِ
مَرَاتِبِهِمْ، فَكَانَ فِي آخِرِهِمُ الأَحْنَفُ، فَلَمَّا رَآهُ
مُعَاوِيَةُ أَكْرَمَهُ لِمَكَانِ سِيَادَتِهِ، وَقَالَ لَهُ: يَا
أَبَا بَحْرٍ إِلَيَّ، وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ،
وَأَعْرَضَ عَنْهُمْ، فَأَخَذُوا فِي شُكْرِ عُبَيْدِ اللَّهِ،
وَسَكَتَ الأَحْنَفُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَهُ: لِمَ لا تَتَكَلَّمُ؟
قَالَ: إِنْ تَكَلَّمْتُ خَالَفْتُهُمْ، فَقَالَ: اشْهَدُوا أَنِّي
قَدْ عَزَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ، فَلَمَّا خَرَجُوا كَانَ فِيهِمْ مَنْ
يَرُومُ الإِمَارَةَ، ثُمَّ أَتَوْا مُعَاوِيَةَ بَعْدَ ثَلاثٍ،
وَذَكَرَ كُلُّ وَاحِدٍ شَخْصًا، وَتَنَازَعُوا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ:
مَا تَقُولُ يَا أَبَا بَحْرٍ؟ قَالَ: إِنْ وَلَّيْتَ أَحَدًا مِنْ
أَهْلِ بَيْتِكَ لَمْ تَجِدْ مَنْ يَسُدَّ مَسَدَّ عُبَيْدِ اللَّهِ،
قَالَ: قَدْ أَعَدْتُهُ، فَلَمَّا خَرَجُوا خَلا
__________
[1] التهذيب 7/ 21.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 26.
[3] المصدر نفسه 7/ 26.
[4] أكثر هذه الترجمة نقلها المؤلّف عن ابن عساكر، رحمهما الله.
(5/352)
مُعَاوِيَةُ بِعُبَيْدِ اللَّهِ وَقَالَ:
كَيْفَ ضَيَّعْتَ مِثْلَ هَذَا الَّذِي عَزَلَكَ وَأَعَادَكَ وَهُوَ
سَاكِتٌ؟! فَلَمَّا عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى الْعِرَاقِ، جَعَلَ
الأَحْنَفَ خَاصَّتَهُ وَصَاحِبَ سِرِّهِ [1] .
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ صَاحِبُ مَالِكٍ، عَنْ
أَبِي شُرَيْحٍ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عُمَارَةَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَضَرْتُ جَنَازَةَ الأَحْنَفِ
بِالْكُوفَةِ، فَكُنْتُ فِيمَنْ نَزَلَ قَبْرَهُ، فَلَمَّا سَوَّيْتُهُ
رَأَيْتُهُ قَدْ فُسِحَ لَهُ مُدَّ بَصَرِي، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ
أَصْحَابِي، فَلَمْ يَرَوْا مَا رَأَيْتُ [2] .
رَوَاهَا ابْنُ يُونُسَ فِي «تَارِيخِ مِصْرَ» .
تُوُفِّيَ الأَحْنَفُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ فِي قَوْلِ يَعْقُوبَ
الْفَسَوِيِّ [3] .
وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ مُصْعَبٍ عَلَى
الْعِرَاقِ. وَلَمْ يُعَيِّنُوا سَنَةً، رَحِمَهُ اللَّهُ.
137- أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصّدّيق [4] ع أمّ عبد الله ذات
النّطاقين، آخر المهاجرين والمهاجرات وفاة. وأمّها
__________
[1] وفيات الأعيان 2/ 503.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 27.
[3] المعرفة والتاريخ 3/ 330.
[4] انظر عن (أسماء بنت أبي بكر) في:
المحبّر 22 و 54 و 100 و 404، ونسب قريش 236، وتاريخ خليفة 269، وطبقات
خليفة 333، والزهد لابن المبارك 359 رقم 1016، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 85 رقم 60، والمغازي للوقدي 824 و 193 و 1094 و 1102، والمغازي
للزهري 99. ومسند أحمد 6/ 344، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 34 و 35 و 42
و 2/ 126- 130، و 4/ 46، والمعارف 172 و 173 و 200 و 221، وفتوح
البلدان 558، والعقد الفريد 4/ 16 و 415- 419، وتاريخ اليعقوبي 2/ 255
و 267، والسير والمغازي 116 و 143، وأنساب الأشراف 3/ 40 وج 4 ق 1/ 67
و 73 و 605 وج 5 (راجع فهرس الأعلام) 383، وثمار القلوب 294 و 300،
وربيع الأبرار 4/ 38، ومروج الذهب 1519 و 634 و 1641 و 1953 و 2023 و
2024 و 2029، والبداية والنهاية 8/ 346، ومرآة الجنان 1/ 151، والمرصع
43 و 44 و 335، وطبقات ابن سعد 8/ 249- 255، وتاريخ دمشق (تراجم
النساء) 3- 30، وجمهرة أنساب العرب 122 و 137، وحلية الأولياء 2/ 55-
57 رقم
(5/353)
قُتَيْلَةُ [1] بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى
الْعَامِرِيَّةُ.
لَهَا عِدَّةُ أَحَادِيثَ.
رَوَى عَنْهَا: عَبْدُ اللَّهِ، وَعُرْوَةُ ابْنَا الزُّبَيْرِ،
وَابْنَاهُمَا عُبَادَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمَوْلاهَا عَبْدُ
اللَّهِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ،
وَتُوُفِّيَا قَبْلَهَا، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ
الزُّبَيْرِ، وَعَبَّادُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَبُو نَوْفَلٍ مُعَاوِيَةُ
بْنُ أَبِي عَقْرَبٍ، ووهب بْنُ كَيْسَانَ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ.
وَشَهِدَتِ الْيَرْمُوكَ مَعَ ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ وزوجها [2] .
وهي وابنها وأبوها وجدّها صحابيّون.
رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْقُرِّيِّ [3] قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى
أُمِّ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَإِذَا هِيَ امْرَأَةٌ ضَخْمَةٌ عَمْيَاءُ،
نَسْأَلُهَا عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ، فَقَالَتْ: قَدْ رَخَّصَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا [4] .
قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: كَانَتْ أَكْبَرَ مِنْ عَائِشَةَ
بِعَشْرِ سِنِينَ [5] .
قُلْتُ: فَعُمْرُهَا على هذا إحدى وتسعون سنة.
__________
[ () ] 138، والاستيعاب 4/ 232- 234، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/
328- 330 رقم 713، وأسد الغابة 5/ 292، وتحفة الأشراف 11/ 242- 259 رقم
860، وتهذيب الكمال 3/ 1677، 1678، والوافي بالوفيات 9/ 57، 58 رقم
3970، وتاريخ أبي زرعة 1/ 496، 497، والمعرفة والتاريخ 1/ 224 و 2/
808، والكاشف 3/ 420، والمنتخب من ذيل المذيّل 616، والزيارات 14 و 88،
والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 154، وتهذيب التهذيب 12/ 3977،
وتقريب التهذيب 2/ 589، والإصابة 4/ 229، 230 رقم 46، والنكت الظراف
11/ 243 و 246 و 250 و 253، والعقد الثمين 8/ 177، وخلاصة تذهيب
التهذيب 488، والأخبار الطوال 264، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 64 و
86، وفوات الوفيات 2/ 171- 173 و 175، والوفيات لابن قنفذ 80، وشذرات
الذهب 1/ 44.
[1] أو قيلة كما في أسد الغابة، والاستيعاب.
[2] تاريخ دمشق (تراجم النساء) ص 3.
[3] في طبعة القدسي 3/ 134 «العرني» ، وهو غلط، والتصحيح من: تهذيب
التهذيب 10/ 136 و 137 وهو مسلم بن مخراق العبديّ القرّي مولى بني
قرّة.
[4] أخرجه أحمد في المسند 6/ 348، وابن عساكر في تاريخ دمشق (تراجم
النساء) - ص 5.
[5] تاريخ دمشق- ص 10.
(5/354)
وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ فَقَالَ:
عَاشَتْ مِائَةَ سَنَةٍ وَلَمْ يَسْقُطْ لَهَا سِنٌّ [1] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: كَانَتْ أَسْمَاءُ تَصَدَّعُ فَتَضَعُ
يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا فَتَقُولُ: بِذَنْبِي [2] وَمَا يَغْفِرُهُ
اللَّهُ أَكْثَرَ [3] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَسْمَاءَ
قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ شَيْءٌ غَيْرَ
فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أَعْلِفُهُ وَأَسُوسُهُ، وَأَدُقُّ النَّوَى
لِنَاضِحِهِ، وَأَعْلِفُهُ، وَأَسْتَقِي، وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ
أُحْسِنُ أَخْبِزُ، فَكَانَ يَخْبِزُ لِي جَارَاتٌ مِنَ الأَنْصَارِ،
وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ
الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ،
فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ، فَدَعَانِي
فَقَالَ: «إِخْ إِخْ» [4] . لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ
أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ،
فَمَضَى، فَلَمَّا أتَيْتُ أَخْبَرْتُ الزُّبَيْرَ، فَقَالَ: وَاللَّه
لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ،
قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ
بِخَادِمٍ، فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي
[5] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
قَالَ: ضَرَبَ الزُّبَيْرُ أَسْمَاءَ، فَصَاحَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ، فَأَقْبَلَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: أُمَّكَ طَالِقٌ إِنْ
دَخَلَتْ! قَالَ: أَتَجْعَلُ أُمِّي عُرْضَةً لِيَمِينِكَ، فَاقْتَحَمَ
عَلَيْهِ وَخلَّصَهَا، فَبَانَتْ مِنْهُ [6] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، إنّ
الزّبير طلّق أسماء، فأخذ
__________
[1] تاريخ دمشق- ص 28 من طريق: علي بن مسهر، عن هشام.
[2] في طبقات ابن سعد «بدني» بدل «بذنبي» وهو غلط على الأرجح، وما
أثبتناه يتّفق مع المعنى والسياق، وتاريخ دمشق.
[3] الطبقات الكبرى 8/ 251، تاريخ دمشق- ص 14.
[4] يقال للبعير «إخ» إذا زجر ليبرك. انظر: لسان العرب، مادّة «أضخ» .
[5] الحديث في: مسند أحمد 6/ 347، وطبقات ابن سعد 8/ 251، وتاريخ دمشق-
ص 15، والإصابة 4/ 229.
[6] أخرجه ابن عساكر بسنده- ص 18.
وقيل في سبب طلاقها غير ذلك. انظر: أسد الغابة.
(5/355)
عُرْوَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ [1] .
وَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ:
كَانَتْ أَسْمَاءُ سَخِيَّةَ النَّفْسِ [2] .
وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ
الْمُنْذِرِ قَالَتْ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا بَنَاتِي تَصَدَّقْنَ
وَلا تَنْتَظِرْنَ الْفَضْلَ فَإِنَّكُنَّ إِنِ انْتَظَرَتُنَّ
الْفَضْلَ لَنْ تَجِدْنَهُ، وَإِنْ تَصَدَّقْنَ لَمْ تَجِدْنَ فَقْدَهُ
[3] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ امْرَأَتَيْنِ قَطُّ
أَجْوَدَ مِنْ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ، وَجُودُهُمَا يَخْتَلِفُ، أَمَّا
عَائِشَةُ فَكَانَتْ تَجْمَعُ الشَّيْءَ إِلَى الشَّيْءِ، حَتَّى إِذَا
اجْتَمَعَ عِنْدَهَا وَضَعَتْهُ مَوَاضِعَهُ، وَأَمَّا أَسْمَاءُ
فَكَانَتْ لا تَدَّخِرُ شَيْئًا لِغَدٍ [4] .
قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: كَانَتْ أُمُّ كُلْثُومَ بِنْت عُقْبة
بْن أَبِي مُعَيْط تحت الزُّبَيْرِ، وَكَانَتْ فِيهِ شِدَّةٌ عَلَى
النِّسَاءِ، وَكَانَتْ لَهُ كَارِهَةً تَسْأَلَهُ الطَّلاقَ،
فَطَلَّقَهَا وَاحِدَةً، وَقَالَ: لا تَرْجِعُ إِلَيَّ أَبَدًا [5] .
وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّ
عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ طَلَّقَهَا ثَلاثًا، يَعْنِي
لِتَمَاضِرَ، فَوَرَّثَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ بَعْدَ انْقِضَاءِ
الْعِدَّةِ، ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ: وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ أُمَّهُ
تُمَاضِرُ بِنْتَ الأَصْبَغِ [6] .
وَرَوَى عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ تُمَاضِرَ،
حِينَ طَلَّقَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَكَانَ أَقَامَ
عِنْدَهَا سَبْعًا، ثُمَّ لَمْ ينشب أن طلّقها [7] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 8/ 253، تاريخ دمشق- ص 18.
[2] طبقات ابن سعد 8/ 252، تاريخ دمشق 18.
[3] الطبقات 8/ 252، تاريخ دمشق 19.
[4] تاريخ دمشق- ص 20.
[5] طبقات ابن سعد 8/ 230، 231.
[6] الإصابة 4/ 255 رقم 200.
[7] الإصابة 4/ 255.
(5/356)
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ: فَرَضَ
عُمَرُ أَلْفًا أَلْفًا لِلْمُهَاجِرَاتِ، مِنْهُنَّ أُمُّ عَبْدٍ،
وَأَسْمَاءُ [1] .
وَقَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ: إِنَّ جَدَّتَهَا أَسْمَاءَ
كَانَتْ تَمْرَضُ الْمَرْضَةَ، فَتُعْتِقُ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهَا [2] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مِنْ أَعْبَرِ
النَّاسِ لِلرُّؤْيَا، أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي
بَكْرٍ، وَأَخَذَتْ عَنْ أَبِيهَا [3] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ،
عَنْ أُمِّهِ: أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تَقُولُ وَابْنُ الزُّبَيْرِ
يُقَاتِلُ الْحَجَّاجَ: لِمَنْ كَانَتِ الدَّوْلَةُ الْيَوْمَ؟
فَيُقَالُ لَهَا: لِلْحَجَّاجِ. فَتَقُولُ: رُبَّمَا أَمَرَ
الْبَاطِلُ. فَإِذَا قِيلَ لَهَا: كَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ، تَقُولُ:
اللَّهمّ انْصُرْ أَهْلَ طَاعَتِكَ وَمِنْ غَضِبَ لَكَ [4] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى
أَسْمَاءَ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ، قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ بِعشْرِ
لَيَالٍ، وَإِنَّهَا لَوَجِعَةٌ، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ: كَيْفَ
تَجِدِينَكِ؟
قَالَتْ: وَجِعَةٌ. قَالَ: إِنَّ فِي الْمَوْتِ لَعَافِيَةً. قَالَتْ:
لَعَلَّكَ تَشْتَهِي مَوْتِي، فَلا تَفْعَلْ، وَضَحِكَتْ، وَقَالَتْ:
وَاللَّهِ مَا أَشْتَهِي أَنْ أَمُوتَ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيَّ أَحَدُ
طَرَفَيْكَ، إِمَّا أَنْ تُقْتَلَ فَأَحْتَسِبُكَ، وَإِمَّا أَنْ
تَظْفَرَ فَتَقَرَّ عَيْنِي، وَإِيَّاكَ أَنْ تَعْرِضَ عَلَيَّ خِطَّةً
لا تُوَافِقُ، فَتَقْبَلَهَا كَرَاهِيَةَ الْمَوْتِ [5] .
إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ عوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، عَنْ أَبِي
الصِّدِّيقِ النَّاجِي، أَنَّ الْحَجَّاجَ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ
فَقَالَ: إِنَّ ابْنَكَ أَلْحَدَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَإِنَّ اللَّهَ
أَذَاقَهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. قَالَتْ: كَذَبَ، كَانَ بَرًّا
بِوَالِدَيْهِ، صَوَّامًا قَوَّامًا، ولكن قد
__________
[1] طبقات ابن سعد 8/ 253، تاريخ دمشق- ص 20.
[2] طبقات ابن سعد 8/ 252، تاريخ دمشق- ص 21.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 124، تاريخ دمشق- ص 21.
[4] تاريخ دمشق- ص 22.
[5] حلية الأولياء 2/ 56، تاريخ دمشق- ص 22، 23.
(5/357)
أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ
كَذَّابَانِ، الْآخِرُ مِنْهُمَا شَرٌّ مِنَ الأَوَّلِ، وَهُوَ مُبِيرٌ
[1] . إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا أَبُو الْمُحَيَّاةِ، عَنْ أُمِّهِ
قَالَتْ: لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ ابْنَ الزُّبَيْرِ دَخَلَ عَلَى
أُمِّهِ أَسْمَاءَ وَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّهْ، إِنَّ أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ أَوْصَانِي بِكِ فَهَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَقَالَتْ:
لَسْتُ لَكَ بِأُمٍّ، وَلَكِنِّي أُمُّ الْمَصْلُوبِ عَلَى رَأْسِ
الْبَنِيَّةٍ [2] ، وَمَا لِي مِنْ حَاجَةٍ، وَلَكِنْ أُحَدِّثُكَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«يَخْرُجُ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ» فَأَمَّا الْكَذَّابُ،
فَقَدْ رَأَيْنَاهُ- تَعْنِي الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ-
وَأمَّا الْمُبِيرُ فَأَنْتَ: فَقَالَ لَهَا: مُبِيرُ الْمُنَافِقِينَ
[3] .
أَبُو المُحَيَّاةِ هُوَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنْبَأَ الأَسْوَدُ بْنِ شَيْبَانَ،
عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ، أَنَّ الْحَجَّاجَ لَمَّا
قَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ صَلَبَهُ، وَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ أَنْ
تَأْتِيَهُ، فَأبَتْ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا لَتَأْتِيَنَّ أَوْ
لَأَبْعَثَنَّ مَنْ يَسْحَبُكِ بقُرُونِكِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ:
وَاللَّهِ لا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي
بِقُرُونِي. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَتَى إِلَيْهَا فَقَالَ:
كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ
أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ، وَقَدْ
بَلَغَنِي أَنَّكَ كُنْتَ تُعَيِّرُهُ بِابْنِ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ،
وَذَكَرَتِ الْحَدِيثَ، فَانْصَرَفَ وَلَمْ يُرَاجِعْهَا [4] .
وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ: ثنا ابْنُ أَبِي عَبَّادٍ، ثنا
سُفْيَانُ بْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: قِيلَ لابْنِ عُمَرَ إِنَّ
أَسْمَاءَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، وَذَلِكَ حِينَ قُتِلَ ابْنُ
الزُّبَيْرِ وَهُوَ مَصْلُوبٌ، فَمَالَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: إِنَّ
هَذِهِ الْجُثَثَ لَيْسَتْ بِشْيَءٍ، وَإِنَّمَا الأَرْوَاحُ عِنْدَ
اللَّهِ، فَاتَّقِي اللَّهَ، وَعَلَيْكَ بِالصَّبْرِ. فَقَالَتْ: وَمَا
يَمْنَعُنِي وَقَدْ أُهْدِيَ رَأْسُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا إِلَى
بَغِيٍّ من
__________
[1] طبقات ابن سعد 8/ 254، مسند أحمد 6/ 351.
[2] في تاريخ دمشق «الثنية» .
[3] تاريخ دمشق- ص 23.
[4] تاريخ دمشق- ص 24.
(5/358)
بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ [1] .
رَوَاهُ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ الْمُبَارَكِ.
أنا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ
الْعُزَّى عَلَى بِنْتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ- وَكَانَ
أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ- بِهَدَايَا، زَبِيبٍ
وَسَمْنٍ وَقَرَظٍ، فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا، وَأَرْسَلَتْ
إِلَى عَائِشَةَ: سَلِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لِتُدْخِلْهَا وَلْتَقْبَلْ هَدِيَّتَهَا.
وَنَزَلَتْ لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ
في الدِّينِ 60: 8 [2] . الآية.
شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى
أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَهِيَ كَبِيرَةٌ عَمْيَاءُ،
فَوَجَدْتُهَا تُصَلِّي، وَعِنْدَهَا إِنْسَانٌ يُلَقِّنُهَا: قُومِي
اقْعُدِي افْعَلِي [3] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ، فَقَالَتْ:
بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا صَلَبَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، اللَّهُمَّ لا
تُمِتْنِي حَتَّى أُوتَى بِهِ فَأُحَنِّطَهُ وَأُكَفِّنَهُ، فَأُتِيَتْ
بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ قَبْلَ مَوْتِهَا، فَجَعَلَتْ تُحَنِّطُهُ
بِيَدِهَا وَتُكَفِّنُهُ بَعْدَ مَا ذَهَبَ بَصَرُهَا [4] .
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : مَاتَتْ أَسْمَاءُ بَعْدَ وَفَاةِ ابْنِهَا
بِلَيَالٍ.
وَيُرْوَى عَنِ ابن أبي مليكة قال: كفّنته وصلّيت عَلَيْهِ، وَمَا
أَتَتْ عَلَيْهَا جُمُعَةٌ حَتَّى مَاتَتْ [6] .
138- الأسود بن يزيد [7] ع ابْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ، الْفَقِيهُ
أَبُو عَمْرٍو، وَيُقَالُ أبو عبد الرحمن، أخو
__________
[1] تاريخ دمشق- ص 27.
[2] سورة الممتحنة- الآية 60، والحديث في: طبقات ابن سعد 8/ 252.
[3] طبقات ابن سعد 8/ 252.
[4] تاريخ دمشق (تراجم النساء) ص 27.
[5] في الطبقات 8/ 255.
[6] تاريخ دمشق- ص 27.
[7] انظر عن (الأسود بن يزيد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 70، وتاريخ الثقات 67 رقم 100، والثقات لابن حبّان 4/
31، والتاريخ
(5/359)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَوَالِدُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، وَابْنُ أَخِي عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَخَالُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ. وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ
عَلْقَمَةَ.
رَوَى عَنْ: مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،
وَبِلالٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَعَائِشَةَ،
وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، وَأَخُوهُ، وَابْنُ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمُ،
وَعُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَخَلْقٌ،
وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ: يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ، وَإِبْرَاهِيمُ
النَّخَعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ.
وَكَانَ مِنَ الْعِبَادَةِ وَالْحَجِّ عَلَى أَمْرِ كَبِيرٍ.
فَرَوَى شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَجَّ الأَسْوَدُ
ثَمَانِينَ مِنْ بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ [1] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يزيد
فقال: كان صوّاما قوّاما حجّاجا [2] .
__________
[ () ] الكبير 1/ 449 رقم 1437، والتاريخ لابن معين 2/ 38، 39، وتاريخ
خليفة 275، وطبقات خليفة 148، والمعارف 134 و 432 و 463 و 587، وتاريخ
الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 182، وأنساب الأشراف 4/ ق 1/ 517 و 545
و 596 و 5/ 30 و 35، وأخبار القضاة 1/ 99 و 2/ 194 و 275 و 283،
ومشاهير علماء الأمصار 100 رقم 742، والعقد الفريد 2/ 433 و 3/ 168 و
171، والجرح والتعديل 2/ 291، 292 رقم 1061، والكنى والأسماء للدولابي
2/ 43، وحلية الأولياء 2/ 102- 105 رقم 165، والاستيعاب 1/ 94،
والمعرفة والتاريخ 2/ 553 و 555 و 558- 560، وتاريخ أبي زرعة 1/ 511 و
552 و 650- 652، وأسد الغابة 1/ 88 وتهذيب الكمال 3/ 233- 235 رقم 509،
وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 122 رقم 58، وطبقات الفقهاء 79، وسير
أعلام النبلاء 4/ 50- 53 رقم 13، والعبر 1/ 86، وتذكرة الحفاظ 1/ 48،
والكاشف 80، 81 رقم 430، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 185، ودول
الإسلام 1/ 55، ومرآة الجنان 1/ 156، والبداية والنهاية 9/ 12، ولباب
الآداب 252، والوفيات لابن قنفذ 96، وغاية النهاية، رقم 796، والإصابة
1/ 106 رقم 460، وتهذيب التهذيب 1/ 342، 343 رقم 625، وتقريب التهذيب
1/ 77 رقم 579، وطبقات الحفّاظ 15، وخلاصة تذهيب التهذيب 37، وشذرات
الذهب 1/ 82.
[1] طبقات ابن سعد 8/ 71، حلية الأولياء 2/ 103.
[2] حلية الأولياء 2/ 103 (باختصار) .
(5/360)
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَنْدَلٍ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عياض،
عَنْ مَيْمُونٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ
الأَسْوَدُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي رمضان في كلّ ليلتين، عَنْ
مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَخْتِمُ
الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ: وَكَانَ يَنَامُ
بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَكَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي
غَيْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ سِتِّ لَيَالٍ [1] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: ثنا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ،
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثدٍ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَجْتَهِدُ فِي
الْعِبَادَةِ، يَصُومُ حَتَّى يَخْضَرَّ وَيَصْفَرَّ، فَلَمَّا
احْتُضِرَ بَكَى، فَقِيلَ له: ما هذا الجزع؟ فقال: ما لي لا أَجْزَعُ،
وَاللَّهِ لَوْ أَتَيْتُ بِالْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ لأَهَمَّنِي
الْحَيَاءُ مِنْهُ مِمَّا قَدْ صَنَعْتُ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ
بَيْنَهُ وَبَيْنَ آخَرَ الذَّنْبُ الصَّغِيرُ، فَيَعْفُو عَنْهُ، فَلا
يَزَالُ مُسْتَحْيِيًا مِنْهُ [2] .
فِي وَفَاتِهِ أَقْوَالٌ، أَحَدُهَا سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ.
139- أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [3] ع الْعَدَوِيُّ
أَبُو زَيْدٍ، وَيُقَالُ أَبُو خَالِدٍ، مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ.
وَقِيلَ:
حَبَشِيٌّ. وَقِيلَ: مِنْ سَبْيِ الْيَمَنِ. وَقَدِ اشْتَرَاهُ عُمَرُ
بِمَكَّةَ لَمَّا حَجَّ بالناس سنة
__________
[1] حلية الأولياء 2/ 103.
[2] حلية الأولياء 2/ 103.
[3] انظر عن (أسلم مولى عمر) في:
طبقات ابن سعد 5/ 10، والتاريخ الكبير 2/ 23، 24 رقم 1565، والجرح
والتعديل 2/ 306 رقم 1142، وتاريخ الطبري (راجع فهرس الأعلام) 10/ 179،
وطبقات خليفة 235، وتاريخ خليفة 117، والتاريخ لابن معين 2/ 29، وتاريخ
الثقات للعجلي 63 رقم 78، والثقات لابن حبّان 4/ 45، والأسامي والكنى
للحاكم، ورقة 203 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 9- 12، وأسد الغابة 1/ 77،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 117، 118 رقم 53، وتهذيب الكمال 2/
529- 531 رقم 407، والعبر 1/ 91، وتذكرة الحفاظ 1/ 49، وسير أعلام
النبلاء 4/ 98- 100 رقم 31، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 184،
والكاشف 1/ 68 رقم 344، وربيع الأبرار 4/ 87، والمعارف 189، ومشاهير
علماء الأمصار، رقم 519، ودول الإسلام 1/ 57، والبداية والنهاية 9/ 32،
ومرآة الجنان 1/ 161، والإصابة 1/ 38 رقم 131 و 1/ 104 رقم 449، وتهذيب
التهذيب 1/ 266 رقم 501، وتقريب التهذيب 1/ 64 رقم 465، وطبقات الحفاظ
16، وخلاصة تذهيب التهذيب 31، وشذرات الذهب 1/ 88.
(5/361)
إِحْدَى عَشْرَةَ فِي خِلافَةِ
الصِّدِّيقِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ
يَقُولُ: نحن قوم من الأشعريّين، ولكنّا لا نُنْكِرُ مِنَّةَ عُمَرَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [1] .
سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَمُعَاذًا، وَأَبَا
عُبَيْدَةَ، وَابْنَ عُمَرَ، وَكَعْبَ الأَحْبَارِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ زَيْدٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
وَمُسْلِمُ بْنُ جُنْدُبٍ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ الزُّهْريُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَسْلَمَ قَالَ: قَدِمْنَا
الْجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ، فَأَتَيْنَا بِالطِّلاءِ وَهُوَ مِثْلُ
عَقِيدِ الرُّبِّ [2] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَجَّ عُمَرَ بِالنَّاسِ سَنَةَ إِحْدَى
عَشْرَةَ، فَابْتَاعَ فِيهَا أَسْلَمَ [3] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ أَيْضًا: ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اشْتَرَانِي عُمَرُ سَنَةَ
اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي قَدِمَ فِيهَا
بِالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ أَسِيرًا، فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي
الْحَدِيدِ يُكَلِّمُ أَبَا بَكْرٍ، وَهُوَ يَقُولُ لَهُ: فَعَلْتَ
وَفَعَلْتَ، حَتَّى كَانَ آخِرُ ذَلِكَ أَسْمَعُ الأَشْعَثَ يَقُولُ:
يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ اسْتَبْقِنِي لِحَرْبِكَ، وَزَوِّجْنِي
أُخْتَكَ، فَمَنَّ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ أُمَّ
فَرْوَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ الأَشْعَثِ [4] .
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ: حَدَّثَنِي أَسْلَمُ مَوْلَى
عُمَرَ الأَسْوَدُ الْحَبَشِيُّ:
وَاللَّهِ وَمَا أُرِيدَ عَيْبَهُ [5] .
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ:
يا أبا خالد، إنّي أرى
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10، طبقات ابن سعد 5/ 11.
[2] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 4/ 98: «هو الدّبس
المرمّل» أي المعصود.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10.
[4] طبقات ابن سعد 5/ 10، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10.
[5] في تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10: «لا والله ما أريد غيبة بنيه» .
(5/362)
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَلْزَمُكَ
لُزُومًا لا يَلْزَمُهُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ، لا يَخْرُجُ سَفَرًا
إِلا وَأَنْتَ مَعَهُ، فَأَخْبِرْنِي عَنْهُ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ
أَوْلَى الْقَوْمِ بِالظِّلِّ، وَكَانَ يُرَحِّلُ رَوَاحِلَنَا
وَيُرَحِّلُ رَحْلَهُ وَحْدَهُ، وَلَقَدْ فَزِعْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ
وَقَدْ رَحَّلَ رِحَالِنَا وَهُوَ يُرَحِّلُ رَحْلَهُ وَيَرْتَجِزُ:
لا يَأْخُذُ اللَّيْلُ عَلَيْكَ بِالْهَمْ ... وَالْبَسَنْ [1] لَهُ
الْقَمِيصَ وَاعْتَمْ
وَكُنْ شَرِيكَ رَافِعٍ [2] وَأَسْلَمْ ... وَاخْدُمِ الْأَقْوَامَ
حَتَّى تُخْدَمْ [3]
رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه.
قال أبو عبيد: تُوُفِّيَ أَسْلَمُ سَنَةَ ثَمَانِينَ [4] .
140- أُمَيْمَةُ بِنْتُ رُقَيْقَةَ [5] وَاسْمُ أَبِيهَا عَبْدُ بْنُ
بِجَادٍ التَّيْمِيُّ، وَهِيَ بِنْتُ أُخْتِ خَدِيجَةَ بِنْتِ
خُوَيْلِدٍ لأُمِّهَا.
عِدَادُهَا فِي صَحَابُيَّاتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْهَا: ابْنَتُهَا حُكَيْمَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو،
وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَصَرَّحَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ
بِأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهَا، وَبِأَنَّهَا بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والحديث في «الموطّأ» [6] .
__________
[1] في الأصل وطبعة القدسي 3/ 138 وتهذيب تاريخ دمشق «البس» وما
أثبتناه عن سير أعلام النبلاء.
[2] كذا في الأصل وطبعة القدسي وتهذيب تاريخ دمشق. وفي السير «نافع» .
[3] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10، وسير أعلام النبلاء 4/ 99، وعيون الأخبار
1/ 265.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 12.
[5] انظر عن (أميمة بنت رقيقة) في:
طبقات ابن سعد 8/ 255، وطبقات خليفة 334، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد
100 رقم 227، ومسند أحمد 6/ 356، والاستيعاب 4/ 239، 240، وتهذيب
الكمال 3/ 1678، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 52- 60 رقم 16، والوافي
بالوفيات 9/ 389 رقم 4319، ونسب قريش 229، وأسد الغابة 5/ 407،
والإكمال 1/ 205، والكاشف 3/ 421 رقم 10، وتهذيب التهذيب 12/ 401 رقم
2731، والإصابة 4/ 240 رقم 97، وخلاصة تذهيب التهذيب 489.
[6] أخرجه في باب «ما جاء في البيعة» رقم 1799- ص 696 عن أميمة بنت
رقيقة أنها قالت:
(5/363)
141- أوس بن ضمعج [1]- م 4- الكوفي
الْعَابِدُ ثِقَةٌ كَبِيرٌ مُخَضْرَمٌ.
رَوَى عَنْ: سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ
الأَنْصَارِيِّ، وَعَائِشَةَ.
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السُّدِّيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
تُوُفِّيَ سنة ثلاث أو أربع وسبعين [2] .
__________
[ () ] أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي نسوة بايعنه على الإسلام فقلن: يا رسول الله نبايعك عَلَى أَنْ لَا
نُشْرِكَ باللَّه شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا
نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ
أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نعصيك في معروف. فقال رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم: «فيما استطعتنّ وأطقتنّ» . قالت:
فقلن الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، هلمّ نبايعك يا رسول الله، فقال
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إني لا أصافح النساء، إنما قولي
لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة» ، أو مثل قولي لامرأة واحدة.
والحديث أيضا في: سنن الترمذي 5/ 322، في كتاب ما جاء في بيعة النساء،
وسنن النسائي 7/ 149 في كتاب بيعة النساء.
[1] انظر عن (أوس بن ضمعج) في:
طبقات ابن سعد 5/ 510، وطبقات خليفة 146، وتاريخ خليفة 273، وتاريخ
الثقات 74 رقم 121، وتاريخ البخاري 2/ 17، 18 رقم 1543، والجرح
والتعديل 2/ 304 رقم 1130، والثقات لابن حبان 4/ 43، والمعرفة والتاريخ
1/ 449، 450، وتهذيب الكمال 3/ 390- 392 رقم 579، وتهذيب التهذيب 1/
383 رقم 701، وتقريب التهذيب 1/ 85، 86 رقم 655، وأسد الغابة 1/ 147،
والكاشف 1/ 89 رقم 494، والوافي بالوفيات 9/ 448 رقم 4397، وخلاصة
تذهيب التهذيب 41، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 797.
[2] سيذكره المؤلّف أيضا في أهل الطبقة العاشرة.
(5/364)
[حرف الباء]
142- بجالة بن عبدة التّميميّ [1]- خ د ت ن- البصريّ. كَاتِبُ جَزْءِ
بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَمُّ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ [2] .
رَوَى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ،
وَقَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، وَيَعْلَى بْنُ حكيم،
وطالب ابن السَّمَيْدَعِ.
وَوَفَدَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
143- الْبَرَاءُ بن عازب [3] ع ابْنِ الْحَارِثِ أَبُو عُمَارَةَ
الأَنْصَارِيُّ الْحَارِثِيُّ الْمَدَنِيُّ، نزيل الكوفة.
__________
[1] انظر عن (بجالة بن عبدة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 130، وطبقات خليفة 194، والتاريخ الكبير 2/ 146 رقم
1997، وتاريخ أبي زرعة 1/ 511، والعلل لأحمد 31، والجرح والتعديل 2/
437 رقم 1737، والثقات لابن حبّان 4/ 83، والمؤتلف لعبد الغني بن سعيد
88، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 63، وتهذيب الكمال 4/ 8، 9 رقم 637،
والكاشف 1/ 149، والإصابة 1/ 170 رقم 761، وتهذيب التهذيب 1/ 417، 418
رقم 771، وتقريب التهذيب 1/ 93 رقم 3، والوافي بالوفيات 10/ 77 رقم
4513.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 130.
[3] انظر عن (البراء بن عازب) في:
طبقات ابن سعد 4/ 364 و 6/ 17، والمثلّث لابن السيد البطليوسي 1/ 368،
والمغازي للواقدي 21 و 216 و 449 و 453 و 589 و 902، والزهد لابن
المبارك 430- 433 رقم
(5/365)
صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
يَزِيدَ الخطميّ، الصّحابيّان، وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَسَعْدُ بْنُ
عَبِيدَةَ، وَأَبُو عُمَرَ زَاذَانَ [1] ، وَأَبُو إِسْحَاقَ
السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَاستُصْغِرَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَشَهِدَ غَيْرَ غزوةٌ مَعَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] .
أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ: اسْتَصْغَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بدر فردّني،
__________
[1219] و 477 و 511، والتاريخ الصغير 16 و 84، والتاريخ الكبير 2/ 117
رقم 1888، والبرصان والعرجان 69 و 263، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/
29 و 258، وتاريخ الثقات 79 رقم 143، والتاريخ لابن معين 2/ 55،
والثقات لابن حبان 3/ 26، والجرح والتعديل 2/ 399 رقم 1566، وتاريخ
الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 192، وتاريخ أبي زرعة 1/ 164 و 633 و
645، والمعرفة والتاريخ 2/ 622 و 623 و 625 و 626 و 628- 631 و 3/ 78-
81 (وانظر فهرس الأعلام) 3/ 461، وطبقات الفقهاء 52، والتاريخ لابن
معين 2/ 55، وتاريخ خليفة 132 و 157 و 268، وطبقات خليفة 80 و 135 و
190، والعلل لأحمد 37 و 116 و 293 و 409، ومسند أحمد 4/ 280، ومقدّمة
مسند بقيّ بن مخلد 81 رقم 14، وتاريخ واسط لبحشل 103 و 115 و 155 و 275
و 276، وفتوح البلدان 390 و 394، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة 374،
377، وربيع الأبرار 1/ 451 و 4/ 45 و 204، والمعارف 326 و 587، ومشاهير
علماء الأمصار، رقم 272، والعقد الفريد 5/ 282 و 6/ 149، وتاريخ
اليعقوبي 2/ 124، والمغازي للواقدي 21 و 216 و 449 و 453 و 589 و 902،
وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 36 و 5/ 273، وأخبار القضاة 1/ 38 و 2/ 298،
والمعجم الكبير للطبراني 2/ 14، والاستيعاب 1/ 55- 157، والجمع بين
رجال الصحيحين 1/ 61، وأسد الغابة 1/ 171، 172، وتهذيب الأسماء واللغات
ج 1 ق 1/ 132، 133 رقم 80، وتهذيب الكمال 4/ 34- 37 رقم 650، وتحفة
الأشراف 2/ 13- 68 رقم 32، وجمهرة أنساب العرب 341، والكنى والأسماء 1/
84، والمعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 15، والكاشف 1/ 98 رقم 553،
والبداية والنهاية 8/ 328، ومرآة الجنان 1/ 145، والوافي بالوفيات 10/
104، 105 رقم 4560، والنكت الظراف 2/ 17- 61، والإصابة 1/ 142 رقم 618،
وتهذيب التهذيب 1/ 425، 426 رقم 785، وتقريب التهذيب 1/ 94 رقم 16،
وخلاصة تذهيب التهذيب 46، وشذرات الذهب 1/ 63 و 77.
[1] في الأصل «ذادان» .
[2] طبقات ابن سعد 4/ 367.
(5/366)
وَغَزَوْتُ مَعَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ
غَزْوَةً، وَمَا قَدِمَ عَلَيْنَا الْمَدِينَةَ حَتَّى قَرَأْتُ
سُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ [1] .
شُعْبَةُ، وَجَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، رَأَيْتُ عَلَى البراء
خاتم ذهب [2] .
وقال البراء: كنت أنا وابن عمر لدة [3] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ إِحْدَى
وسبعين.
144- بسر بن أبي أرطاة [4] د ت ن عُمَيْرُ بْنُ عُوَيْمِرِ [5] بْنِ
عِمْرَانَ، وَيُقَالُ: بُسْرُ بن أرطاة، أبو عبد الرحمن
__________
[1] طبقات ابن سعد 4/ 368.
[2] ابن سعد 4/ 368.
[3] ابن سعد 4/ 368.
[4] انظر عن (بسر بن أبي أرطاة) في:
المحبّر 293، وطبقات ابن سعد 7/ 409، والأخبار الطوال 159 و 167 و 172
و 196، والمعارف 122، وفتوح البلدان 132 و 267، وأنساب الأشراف 1/ 492،
و 505 و 3/ 60 و 4 ق 1/ 31 و 189، و 190 و 529 و 5/ 40، وتاريخ
اليعقوبي 2/ 156 و 197- 199 و 240، والولاة والقضاة 15 و 17 و 18 و 21
و 27، وربيع الأبرار 4/ 304، ومشاهير علماء الأمصار رقم 364، والأغاني
16/ 200 وما بعدها، ومروج الذهب 1812 و 1813، وبلاغات النساء 35،
والحلّة السيراء 2/ 324 و 335، والعقد الفريد 2/ 103 و 4/ 365، والخراج
وصناعة الكتابة 287 و 343 و 345، ومسند أحمد 4/ 181، والتاريخ لابن
معين 2/ 58، وتاريخ خليفة 142 و 195 و 198 و 200 و 206 و 218 و 292،
وطبقات خليفة 27 و 140 و 300، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 109 رقم 335،
والتاريخ الكبير 2/ 123 رقم 1912، والتاريخ الصغير 48 و 61، وتاريخ أبي
زرعة 226 و 376 و 690، والجرح والتعديل 2/ 422، 423 رقم 1678، والثقات
لابن حبّان 3/ 36، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 18، وطبقات علماء
إفريقية لأبي العرب القيرواني 68 و 76، والاستيعاب 1/ 157- 166، وتاريخ
الطبري 3/ 407 و 4/ 553 و 5/ 98 و 139 و 140 و 155 و 167- 169 و 176 و
181 و 212 و 234 و 253 و 287 و 335، والمعرفة والتاريخ 2/ 478 و 3/ 19
و 307 و 309 و 319 و 328، والمستدرك على الصحيحين 3/ 591، والكنى
والأسماء للدولابي 1/ 79، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 223- 228، وأسد الغابة
1/ 179، 180، وسير أعلام النبلاء 3/ 409- 411 رقم 65، وميزان الاعتدال
1/ 309 رقم 1168، والكاشف 1/ 99 رقم 565، وتهذيب الكمال 4/ 59- 69 رقم
665، ونسب قريش 439، وجمهرة أنساب العرب 170، وتاريخ بغداد 1/ 210، و
211 رقم 49، والكامل في
[5] في الأصل «عريم» .
(5/367)
العامريّ القرشيّ، نَزِيلُ دِمَشْقَ.
رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَدِيثَيْنِ، وَهُمَا «اللَّهمّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا» [1] .
وَحَدِيثَ: «لا تُقْطَعُ الأَيْدِي فِي الْغَزْوِ» [2] . رَوَى عَنْهُ
جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَأَيُّوبُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَأَبُو
رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وُلِدَ قَبْلَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ الْمِصْرِيُّ: كَانَ صَحَابِيًّا شَهِدَ فَتْحَ
مِصْرَ، وَلَهُ بِهَا دَارٌ وَحَمَّامٌ، وَكَانَ مِنْ شِيعَةِ
مُعَاوِيَةَ، وَوَلَّى الْحِجَازَ وَالْيَمنَ لَهُ، فَفَعَلَ أَفْعَالا
قَبِيحَةً، وَشُوِّشَ فِي آخِرِ أَيَّامِهِ [3] .
قُلْتُ: وَكَانَ أَمِيرًا سَرِيًّا بَطَلا شُجَاعًا فَاتِكًا، سَاقَ
ابْنُ عَسَاكِرَ أَخْبَارَهُ فِي
__________
[ () ] التاريخ 3/ 383، والوافي بالوفيات 10/ 129- 133 رقم 4590، ونهج
البلاغة 1/ 116، والتذكرة الحمدونية 2/ 20، وتحفة الأشراف 2/ 95، 96
رقم 34، وتهذيب التهذيب 1/ 435، 436 رقم 801، وتقريب التهذيب 1/ 96 رقم
32، والإصابة 1/ 147، 148 رقم 642، والعقد الثمين 3/ 362، وخلاصة تذهيب
التهذيب 47، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) 13 و 61 و 66 و 67 و
71.
[1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 181 من طريق: هيثم بن خارجة، حدثنا
مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ، قال: سمعت أبي
يحدّث عن بسر بن أرطاة القرشي، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو: «اللَّهمّ أحسن عاقبتنا في
الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا، وعذاب الآخرة» . والحديث عند ابن
حبّان (2424) و (2425) حيث وثّق أيوب بن ميسرة، وفي المعجم الكبير
(1196) و (1198) وفي المستدرك على الصحيحين 3/ 591، والمزّي في تهذيب
الكمال 4/ 60، وابن عديّ في الكامل في الضعفاء 2/ 438 من عدّة طرق.
[2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 181 بلفظ: «نهانا رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم عن القطع في الغزو» ، وأخرجه أبو داود في الحدود (4408)
باب: في الرجل يسرق في الغزو أيقطع؟ وهو من طريق: ابن وهب، عن حيوة بن
شريح، عن عياش بن عباس القتباني، عن شييم بن بيتان، ويزيد بن صبح
الأصبحي، عن جنادة بن أبي أميّة، عن بسر بن أرطاة قال: سمعت رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لا تقطع الأيدي في السفر» . وسنده صحيح.
وأخرجه الترمذي (1450) في الحدود، والنسائي في السارق 8/ 91، والطبراني
في المعجم الكبير (1195) ، والمناوي في فيض القدير 6/ 417، وابن عساكر
في تهذيب تاريخ دمشق 3/ 223.
[3] انظر تهذيب تاريخ دمشق 3/ 223.
(5/368)
تَارِيخِهِ [1] ، فَمِنْ أَخْبَثِ
أَخْبَارِهِ الَّتِي مَا عَمِلَهَا الْحَجَّاجُ، عَلَى أَنَّ
الصَّحِيحَ أَنَّ بُسْرًا لا صُحْبَةَ لَهُ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ مَعِينٍ: لَمْ
يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَبُسْرٌ
صَغِيرٌ [2] .
قَالَ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ: ثنا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي سَلامَةَ، عَنْ أَبِي الزَّيَّاتِ، وَآخَرَ، سَمِعَا أَبَا
ذَرٍّ يَتَعَوَّذُ مِنْ يَوْمِ الْعَوْرَةِ، قَالَ زَيْدٌ: فَقُتِلَ
عُثْمَانُ، ثُمَّ أَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ بُسْرَ بْنَ أَرْطَأةَ إِلَى
الْيَمَنِ، فَسَبَى نِسَاءً مُسْلِمَاتٍ، فَأُقِمْنَ فِي السُّوقِ [3]
.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قَتَلَ بُسْرُ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَقُثَمَ
وَلَدَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِالْيَمَنِ [4] .
وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنُ
جَسْرَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ قَالَ: بَعَثَ
مُعَاوِيَةُ بُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَأَةَ إِلَى الْحِجَازِ
وَالْيَمَنِ يَقْتُلُ مَنْ كَانَ فِي طَاعَةِ عَلِيٍّ، فَأَقَامَ
بِالْمَدِينَةِ شَهْرًا لا يُقَالُ لَهُ: هَذَا مِمَّنْ أَعَانَ عَلَى
قَتْلِ عُثْمَانَ، إِلا قَتَلَهُ [5] .
وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَلَى الْيَمَنِ، فَمَضَى بُسْرُ إِلَيْهَا
فَقَتَلَ وَلَدَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقَتَلَ عَمْرَو بْنَ أَرَاكَةَ
الثَّقَفِيَّ، وَقَتَلَ مِنْ هَمْدَانَ أَكْثَرَ مِنْ مِائَتَيْنِ،
وَقَتَلَ مِنَ الأَبْنَاءِ طَائِفَةً. وَذَلِكَ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ،
وَبَقِيَ إِلَى خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ [6] .
وَيُرْوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ بُسْرًا هَدَمَ بِالْمَدِينَةِ
دُورًا كَثِيرَةً، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَصَاحَ: يَا دِينَارُ، شَيْخٌ
سَمْحٌ عَهِدْتُهُ هَا هُنَا بِالأَمْسِ، مَا فَعَلَ- يَعْنِي
عُثْمَانَ- يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَوْلا عهد أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
مَا تَرَكْتُ بِهَا مُحْتَلِمًا إِلا قتلته، ثم مضى
__________
[1] انظر التهذيب 3/ 223- 228.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 409، والتاريخ لابن معين 2/ 58.
[3] انظر تهذيب تاريخ دمشق 3/ 226 و 227.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 226.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 225.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 225.
(5/369)
إِلَى الْيَمَنِ فَقَتَلَ بِهَا ابْنَيْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، صَبِيَّيْنِ مُلَيْحَيْنِ، فَهَامَتْ
أُمُّهُمَا بِهِمَا [1] .
قُلْتُ: وَقَالَتْ فِيهِمَا أَبْيَاتًا سَائِرَةً، وَبَقِيَتْ تَقِفُ
لِلنَّاسِ مَكْشُوفَةَ الْوَجْهِ، وَتُنْشِدُ فِي الْمَوْسِمِ،
مِنْهَا:
هَا مَنْ أَحَسَّ بِابْنَيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا ... كَالدُّرَّتَيْنِ
تجلّى عنهما الصّدف [2]
145- بشر بْنُ مَرْوَانَ [3] ابْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ
أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ.
كَانَ سَمْحًا جَوَّادًا مُمَدَّحًا. وَلِيَ إِمْرةَ الْعِرَاقَيْنِ
لِأَخِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَلَهُ دَارٌ بِدِمَشْقَ عِنْدَ عَقَبَةَ
الْكَتَّانِ [4] ، وَجمَعَ لَهُ أَخُوهُ إِمْرَةَ الْعِرَاقَيْنِ.
فَعَنِ الضَّحَّاكِ الْعَتَّابِيِّ قَالَ: خَرَجَ أَيْمَنُ بْنُ
خُرَيْمٍ إِلَى بِشْرِ بن مروان،
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 226.
[2] البيت من جملة أبيات في: تهذيب تاريخ دمشق 3/ 226، وتهذيب الكمال
4/ 66.
[3] انظر عن (بشر بن مروان) في:
المحبّر 443 و 445، والمعارف 354 و 355 و 458 و 571، وتاريخ اليعقوبي
2/ 258، وأنساب الأشراف 1/ 10 و 213 و 4 ق 1/ 167 و 444 و 449 و 455 و
465- 467 و 473 و 474 و 5/ (انظر فهرس الأعلام) 385، وأخبار القضاة
لوكيع 1/ 302 و 3/ 185 و 279 و 397، والولاة والقضاة 47 و 60، والأخبار
الطوال 310، وتاريخ خليفة 268 و 271 و 273 و 293 و 294، وتاريخ الطبري
5/ 539 و 6/ 164 و 169 و 171 و 173 و 178 و 193- 197 و 201 و 202 و 210
و 259 و 306، وجمهرة أنساب العرب 106، 107، والبرصان والعرجان 88 و 89
و 99 و 107 و 108 و 124 و 286، والمعرفة والتاريخ 2/ 245 و 368، والعقد
الفريد 4/ 119 و 428 و 6/ 14، وعين الأدب والسياسة 178 و 179،
والمستجاد 26- 32، والتعليقات والنوادر 2/ 208 رقم 942، ولباب الآداب
19، 20، وتاريخ العظيمي 190، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 88،
والأخبار الموفقيات 510 و 526 و 529، والعبر 1/ 86، والبداية والنهاية
9/ 7، ومرآة الجنان 1/ 156، وفوات الوفيات 1/ 168 و 390 و 392، والوافي
بالوفيات 10/ 152، 153 رقم 4616، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 251- 256،
والنجوم الزاهرة 1/ 191، وشذرات الذهب 1/ 83، وخزانة الأدب 4/ 117،
ومعجم بني أمية 18، 19 رقم 44، ومروج الذهب 2016- 2020، ودول الإسلام
1/ 55، والحلة السيراء 44، والأغاني 1/ 132 و 2/ 122 و 156 و 5/ 158.
[4] انظر عنها: البداية والنهاية 14/ 221، والدارس في تاريخ المدارس
للنعيمي 2/ 237، وفي تهذيب تاريخ دمشق 3/ 251 «عقبة الصوف» .
(5/370)
فَقَدِمَ فَرَأَى النَّاسَ يَدْخُلُونَ
عَلَيْهِ بِلا اسْتِئْذَانٍ، فَقَالَ: مَنْ يُؤْذِنُ الأَمِيرَ بِنَا؟
قَالُوا: لَيْسَ عَلَيْهِ حِجَابٌ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
يُرَى بَارِزًا لِلنَّاسِ بِشْرٌ كَأَنَّهُ ... إِذَا لاحَ فِي
أَثْوَابِهِ قَمَرٌ بدر
بعيد مرآة العين مارد طَرْفُهُ ... حَذَارِ الْغَوَاشِي رَجْعُ بَابِ
وَلا سَتْرُ
وَلَوْ شَاءَ بِشْرُ أَغْلَقَ الْبَابَ دُونَهُ ... طَمَاطَمُ سُودٌ
أَوْ صَقَالِبَةٌ حُمْرُ
وَلَكِنَّ بِشْرًا يَسَّرَ الْبَابَ لِلَّتِي ... يَكُونُ لَهُ فِي
جَنْبِهَا الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ [1]
فَقَالَ: تَحْتَجِبُ الْحُرُمَ، وَأَجْزَلَ صِلَتَهُ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: وَلَّى
عَبْدُ الْمَلِكِ أَخَاهُ بِشْرًا عَلَى الْعِرَاقَيْنِ، فَكَتَبَ
إِلَيْهِ حِينَ وَصَلَهُ الْخَبَرُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
إِنَّكَ قَدْ شَغَلْتَ إِحْدَى يَدَيْ، وَهِيَ الْيُسْرَى، وَبَقِيَتِ
الأُخْرَى فَارِغَةٌ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِوِلايَةِ الْحِجَازِ
وَالْيَمَنِ، فَمَا بَلَغَهُ الْكِتَابُ حَتَّى وَقَعَتِ الْقُرْحَةُ
فِي يَمِينِهِ، فَقِيلَ لَهُ: نَقْطَعُهَا مِنْ مَفْصِلِ الْكَفِّ،
فَجَزَعَ، فَمَا أَمْسَى حَتَّى بَلَغَتِ المرفق، ثم أصبح وقد بلغت
الْكَتِفَ، وَأَمْسَى وَقَدْ خَالَطَتِ الْجَوْفَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ:
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، وَأَنَا فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ،
قَالَ: فَجَزِعَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَأَمَرَ الشُّعَرَاءَ
فَرَثَوْهُ [2] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ: قَالَ
الْحَسَنُ: قَدِمَ عَلَيْنَا بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ الْبَصْرَةَ وَهُوَ
أَبْيَضُ بَضَّ، أَخُو خَلِيفَةٍ، وَابْنُ خَلِيفَةٍ، فَأَتَيْتُ
دَارَهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى الْحَاجِبِ قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟
قُلْتُ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ. قَالَ: ادْخُلْ، وَإِيَّاكَ أَنْ
تُطِيلَ الْحَدِيثَ وَلا تُمِلَّهُ، فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ عَلَى
سَرِيرٍ عَلَيْهِ فرش قد كاد أن يغوص فيها، وَرَجُلٌ مُتَّكِئٌ عَلَى
سَيْفِهِ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ، فَسلَّمْتُ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟
قُلْتُ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ. فَأَجْلَسَنِي، ثُمَّ قَالَ: مَا
تَقُولُ فِي زَكَاةِ أَمْوَالِنَا، نَدْفَعُهَا إِلَى السُّلْطَانِ
أَمْ إِلَى الْفُقَرَاءِ؟ قُلْتُ:
أَيَّ ذَلِكَ فَعَلْتَ أَجْزَأَ عَنْكَ، فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ رَفَعَ
رَأْسَهُ إِلَى الَّذِي عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: لِشَيْءٍ مَا يَسُودَ
مِنْ سود، ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ مِنَ الْعَشِيِّ، وَإِذَا هُوَ قَدِ
انْحَدَرَ مِنْ سَرِيرِهِ إِلَى أَسْفَلَ وَهُوَ يَتَمَلْمَلُ،
وَالأَطِبَّاءُ حَوْلَهُ، ثُمَّ عُدْتُ مِنَ الْغَدِ وَالنَّاعِيَةُ
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 251.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 255، 256.
(5/371)
تَنْعَاهُ، وَالدَّوَابُّ قَدْ جَزُّوا
نَوَاصِيَهَا. وَدُفِنَ فِي جَانِبِ الصَّحْرَاءِ. وَوَقَفَ
الْفَرَزْدَقُ عَلَى قَبْرِهِ وَرَثَاهُ بِأَبْيَاتٍ، فَمَا بَقِيَ
أَحَدٌ إِلا بَكَى [1] .
قَالَ خَلِيفَةٌ [2] : مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، وَهُوَ
أَوَّلُ أَمِيرٍ مَاتَ بِالْبَصْرَةِ.
تُوُفِّيَ وَعُمْرُهُ نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ سنة.
__________
[1] الخبر وأبيات الفرزدق في: تهذيب تاريخ دمشق 3/ 254.
[2] في تاريخه 273.
(5/372)
[حرف التَّاءِ]
146- تَوْبَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ [1] صَاحِبُ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ
[2] ، أَحَدُ الْمُتَيَّمِينَ.
وَكَانَ لا يَرَى لَيْلَى إِلا مُتَبَرْقِعَةً، وَكَانَ يَشِنُّ
الْغَارَةَ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، وَكَانَتْ بَيْنَ
أَرْضِ بَنِي عُقَيْلٍ وَبَيْنَ مُهْرَةَ، فَكَمَنُوا لَهُ
وَقَتَلُوهُ، فَرَثَتْهُ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ بِأَبْيَاتٍ [3] .
وَمِنْ شِعْرِه قَوْلُهُ:
فَإِنْ تَمْنَعُوا لَيْلَى وَحُسْنَ حَدِيثِهَا ... فَلَنْ تَمْنَعُوا
مِنِّي البكا والقوافيا
__________
[1] انظر عن (توبة بن الحميّر) في:
الأخبار الموفقيات 501، 502، ومعجم الشعراء للمرزباني 343، والمعارف
90، والشعر والشعراء 306- 358 و 360- 362، والمؤتلف والمختلف للآمدي 68
و 93، وسمط اللآلي 119، 120، و 281- 283، والاشتقاق لابن دريد 181،
والأغاني 11/ 204- 250، ومروج الذهب 2082 و 2083، وحياة الحيوان
للدميري 2/ 299، وحماسة البحتري 423- 426، وحماسة أبي تمام 2/ 102، و
125، والتعليقات والنوادر 2/ 250 رقم 1032، وأشعار النساء للمرزباني
164، والتبريزي 4/ 76، وشرح شواهد المغني 70، وأمالي القالي 1/ 87 و
130 و 166 و 197 وأمالي المرتضى 126 و 363 و 2/ 57، ورغبة الآمل 5/ 215
و 221 و 8/ 177 و 179 و 184، والمنازل والديار 2/ 166، والتذكرة
السعدية 303، والتذكرة الفخرية 86، وفوات الوفيات 1/ 259، 260، وخزانة
الأدب 3/ 31، والوافي بالوفيات 10/ 436- 438 رقم 4929، وأسماء
المغتالين 250.
[2] ستأتي ترجمتها في (حرف اللام) من هذا الجزء.
[3] انظر رثاء ليلى فيه في: الوافي بالوفيات 10/ 437.
(5/373)
فَهَلا مَنَعْتُمْ إِذْ مَنَعْتُمْ
كَلَامَهَا ... خَيَالا يُمْسِينَا عَلَى النَّأْيِ هَادِيَا
لَعَمْرِي لَقَدْ أَسْهَرْتِنِي يَا حَمَامَةَ ... الْعَقِيقِ وَقَدْ
أَبْكَيْتِ مَنْ كَانَ بَاكِيَا
ذَكَرْتُكِ بِالْغَوْرِ التِّهَامِيِّ فَأَصْعَدَتْ ... شُجُونَ
الْهَوَى حَتَّى بَلَغْنَ التَّرَاقِيَا
وَلَهُ شِعْرٌ سَائِرٌ جَيِّدٌ.
ذَكَرَ تَرْجَمَتَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ [1] تَقْرِيبًا فِي حُدُودِ
سَنَةِ ستّ وسبعين.
__________
[1] في الأجزاء التي لم تنشر بعد من كتاب «المنتظم في أخبار الملوك
والأمم» .
(5/374)
[حرف الثاء]
147- ثابت بن الضّحّاك [1]- ع- بن خليفة، أبو زيد الأنصاريّ الأشهليّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ،
وَكَانَ لَهُ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ نَحْوُهَا عِنْدَ وَفَاةُ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَنْهُ أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ فِي الحلف بملّة سوى الإسلام
[2] .
__________
[1] انظر عن (ثابت بن الضّحّاك) في:
المغازي للواقدي 448، ومشاهير علماء الأمصار رقم 231، ومقدّمة مسند
بقيّ بن مخلد 93 رقم 449، وتاريخ أبي زرعة 2/ 685، والمعرفة والتاريخ
1/ 322، ومسند أحمد 4/ 33، والاستيعاب 1/ 197، والتاريخ الكبير 2/ 165
رقم 2074، والجرح والتعديل 2/ 453 رقم 1826، وأسد الغابة 1/ 225،
والكاشف 1/ 116 رقم 695، وتهذيب الكمال 4/ 359، 360 رقم 820، والمعرفة
والتاريخ 1/ 322، والثقات لابن حبّان 3/ 44، والمعجم الكبير 2/ 72،
والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 65، وتهذيب التهذيب 2/ 8، 9 رقم 11،
وتقريب التهذيب 1/ 10، وتحفة الأشراف 2/ 119- 121 رقم 49، والإصابة 1/
193، 194 رقم 894، وخلاصة تذهيب التهذيب 56.
وقد ذكر الدكتور بشار عوّاد معروف بين مصادر ترجمته: طبقات خليفة (78 و
99) فوهم في ذلك لأن ثابت في الطبقات غير هذا، فليراجع. (انظر تهذيب
الكمال بتحقيقه- ج 4/ 359) .
[2] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 72 رقم (1325) من طريق أبي
قلابة عن ثابت بن الضحاك وكانت له صحبة، قال حمّاد: ولو قلت إنه مرفوع
لم أبال قال: «من حلف بملّة سوى الإسلام كاذبا فهو كما قال» . وأخرجه
من طريق أبي قلابة، عن ثابت، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بلفظ: «من
حلف بملّة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء عذّب به
في نار جهنم ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله» . (رقم
(1326) وانظر رقم (1327) و (1329) و (1330) و (1331) و (1332) و (1333)
و (1334) و (1335) و (1336) و (1337) و (1338) و (1339) .
(5/375)
وَفِي الْبُخَارِيِّ: عَنْ أَبِي قِلابَةَ،
أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَايَعَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [1] بِإِسْنَادٍ نَازِلٍ.
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أن ابْنَ سَعْدٍ غَلَطَ فِي عُمْرِهِ كَمَا ترى
[2] .
__________
[1] في كتاب المغازي، باب غزوة الحديبيّة وقول الله تَعَالَى لَقَدْ
رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ 48: 18- ج 5/ 66 قال: حدّثنا إسحاق، حدّثنا يحيى بن صالح،
حدّثنا معاوية هو ابن سلّام، عن يحيى، عن أبي قلابة. وذكر الحديث.
[2] ترجمة (ثابت بن الضّحّاك) غير موجودة في طبقات ابن سعد المطبوع.
(5/376)
[حرف الجيم]
148- جابر بن عبد الله [1] ع ابْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ
بْنِ غُنْمِ بْنِ كعب بن سلمة الأنصاريّ
__________
[1] انظر عن (جابر بن عبد الله) في:
مسند أحمد 3/ 292، والتاريخ لابن معين 2/ 74، 75، والأخبار الموفقيات
324، 325، والأخبار الطوال 316 و 329، والطبقات لابن سعد 3/ 574،
وتاريخ خليفة 73 و 365، وطبقات خليفة 102، والعلل لأحمد 1/ 7 و 113 و
133 و 291 و 292، والتاريخ الصغير 93 و 95 و 97، والتاريخ الكبير 2/
207 رقم 2208، وتاريخ الثقات للعجلي 93 رقم 195، والثقات لابن حبّان
52، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 25، والمعارف 162 و 307 و 557، والزاهر
للأنباري 1/ 163 و 217، وعيون الأخبار 1/ 112 و 302، والمنتخب من ذيل
المذيّل 527، وربيع الأبرار 1/ 247 و 4/ 28 و 202 و 204 و 339 و 374 و
437 و 465، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) 1/ 626 و 3/ 328 و 4 ق
1/ 349 و 551 و 556 و 5/ 151 و 155 و 188 و 189 و 356 و 357، والمحبّر
404 و 413 و 415، والسير والمغازي 278، والمغازي للواقدي (انظر فهرس
الأعلام) 3/ 1148، وأخبار القضاة 1/ 34 و 60 و 2/ فهرس الأعلام 469 و
3/ 24 و 42 و 46 و 47، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 476،
وتاريخ أبي زرعة 1/ 189 و 309 و 460 و 464، والجرح والتعديل 2/ 492 رقم
2019، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 180، والاستيعاب 1/ 219، والمستدرك
على الصحيحين 3/ 564- 566، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 72، ومقدّمة
مسند بقيّ بن مخلد 80 رقم 6، والفصل لابن حزم 4/ 152، وسيرة ابن هشام
(انظر فهرس الأعلام) 3/ 332 و 4/ 336، وتاريخ الطبري (انظر فهرس
الأعلام) 10/ 204، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 389- 394، وأسد الغابة 1/ 256-
258، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 142، 143 رقم 100، وتهذيب الكمال
4/ 443- 454 رقم 871، والكاشف 1/ 122 رقم/ 74، والمعين في طبقات
المحدّثين 19 رقم/ 2، وتذكرة الحفاظ 1/ 43، وسير أعلام النبلاء 3/ 189-
194 رقم 38، وتحفة الأشراف 2/ 165- 402 رقم
(5/377)
السلمي أبو عبد الله، ويقال أبو عبد
الرحمن، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَبَنُو سَلَمَةَ بَطْنٌ مِنَ الْخَزْرَجِ.
رَوَى الْكَثِيرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَرَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ،
وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ.
وَقَدْ رَوَى عَنْ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ الصِّدِّيقِ، وَهِيَ
تَابِعِيَّةٌ.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَطَاءٌ،
وَأَبُو سَلَمَةَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْحَنَفِيَّةِ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَالشَّعْبِيُّ
وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ
بْنِ قَتَادَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ مِينَا، وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ،
وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
فَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ فِي الْجَيْشِ الَّذِينَ مَعَ خَالِدِ
بْنِ الْوَلِيدِ الَّذِينَ أَمَدَّهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ وَهُوَ
يُحَاصِرُ دِمَشْقَ.
قَالَ عُرْوَةُ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
شَهِدَ الْعَقَبَةَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ، وَكَانَ
أَصْغَرَهُمْ، وَأَرَادَ شُهُودَ بَدْرٍ، فَخَلَّفَهُ أَبُوهُ عَلَى
أَخَوَاتِهِ، وَكُنَّ تِسْعًا، وخلّفه يوم أحد فاستشهد يومئذ، وكان
أبوه عَقَبِيًّا بَدْرِيًّا مِنَ النُّقَبَاءِ.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ- يَعْنِي الْجُعْفِيَّ- عَنِ
الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، وَأَخْرَجَنِي خَالِي وَأَنَا لا أَسْتَطِيعُ
أَنْ أَرْمِي الْحَجَرَ [1] .
وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: حَمَلَنِي خَالِي الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ
في السبعين الذين
__________
[ () ] 62، وجامع الأصول 9/ 86، ومرآة الجنان 1/ 158، ومروج الذهب 1952
و 2030، والزيارات 94 و 215، والبداية والنهاية 9/ 22، ودول الإسلام 1/
106، والعبر 1/ 89، وتاريخ العظيمي 191، والوفيات لابن قنفذ 51، وتدريب
الراويّ للسيوطي 2/ 217، وتهذيب التهذيب 2/ 42، 43 رقم 67، والوافي
بالوفيات 11/ 27، 28 رقم 45، والكامل في التاريخ 3/ 383 و 4/ 359 و
447، ونكت الهميان 132، وجمهرة أنساب العرب 359، وتقريب التهذيب 1/ 122
رقم 9، وخلاصة تذهيب التهذيب 50، وشذرات الذهب 1/ 84.
[1] المعجم الكبير 2/ 182 رقم (1741) .
(5/378)
وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنَ
الأَنْصَارِ، فَخَرَجَ إلينا ومعه العبّاس.
وذكر البخاريّ، عن عمرو، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ شَهِدَ الْعَقَبَةَ.
وَفِي «مُسْنَدِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ» : ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ أَمْتَحُ لِأَصْحَابِي الْمَاءَ
يَوْمَ بَدْرٍ [1] .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: هَذَا وَهْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ.
قُلْتُ: صَدَقَ، فَإِنَّ زَكَرِيَّا بْنَ إِسْحَاقَ رَوَى عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمْ أَشْهَدْ بَدْرًا وَلا أُحُدًا،
مَنَعَنِي أَبِي فَلَمَّا قُتِلَ لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] .
ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
شَهِدْنَا بَيْعَةَ الْعَقَبَةِ سَبْعُونَ رَجُلا، فَوَالَيْنَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْعَبَّاسُ
يُمْسِكُ بِيَدِهِ.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقْولُ: كُنَّا
يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ، فَقَالَ لَنَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْتُمُ
الْيَوْمَ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ» [3] وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ
الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ: ثَنَا لَيْثُ بْنُ
كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي: «هَلْ تَزَوَّجْتَ» ؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: «بِكْرٌ أَوْ ثَيِّبٌ» ؟ قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبٌ قَالَ: «فَهَلا
بِكْرًا تُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ» ؟، قُلْتُ: «يَا نَبِيَّ اللَّهِ
إِنَّهَا وَإِنَّهَا، وَإِنَّمَا أَرَدْتُ لِتَقُومَ عَلَى أَخَوَاتِي،
قَالَ: «أَصَبْتَ أَرْشَدَكَ اللَّهُ» [4] . وَبِهِ عَنْ جَابِرٍ
قَالَ: اسْتَغْفَرَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْبَعِيرِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً. صحّحه
التّرمذي [5] .
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 207، المستدرك 3/ 565.
[2] رقم (1813) .
[3] أخرجه البخاري في المغازي 5/ 63، ومسلم في الإمارة (71/ 1856) .
[4] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 390.
[5] في مناقب جابر بن عبد الله 5/ 354 رقم (3942) .
(5/379)
قُلْتُ: بِغَيْرِ جَابِرٍ لَهُ طُرُقٌ
كَثِيرَةٌ [1] .
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَنْ يَصْعَدُ ثِنَّيةَ الْمُرَارِ، فَإِنَّهُ يُحَطُّ عَنْهُ مَا
حُطَّ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ صَعِدَهَا
خَيْلُنَا خَيْلُ بَنِي الْخَزْرَجِ، وَتَتَابَعَ [2] النَّاسُ،
فَقَالَ:
«كلُّكُمْ مَغْفُورٌ لَهُ إِلَّا صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ [3] »
، فَقُلْنَا: تَعَالَ يَسْتَغْفِرْ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَاللَّهِ لَأَنْ أَجِدَ ضَالَّتِي
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي صَاحِبُكُمْ [4] .
وَقَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: عَادَنِي
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَنِي لا
أَعْقِلُ، فَتَوَضَّأَ وَصَبَّ عَلَيَّ مِنْ وَضُوئِهِ، فَعَقَلْتُ [5]
.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: رَأَيْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ حَلَقَةً فِي الْمَسْجِدِ يُؤْخَذُ عَنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: دَخَلْتُ
عَلَى الْحَجَّاجِ فَمَا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: إِنَّ جَابِرًا كُفَّ بَصَرُهُ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ أبي بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا بِمِنًى، فَجَعَلْنَا نُخْبِرُ جَابِرًا بِمَا
نَرَى مِنْ إِظْهَارِ قُطْفِ الْخَزِّ وَالْوَشْيِ، يَعْنِي
السُّلْطَانَ وَمَا يَصْنَعُونَ، فَقَالَ: لَيْتَ سَمْعِي قَدْ ذَهَبَ
كَمَا ذَهَبَ بَصَرِي حَتَّى لا أَسْمَعَ من حديثهم شيئا ولا أبصره [6]
.
__________
[1] انظر عدّة روايات في: جامع الأصول 1/ 509- 517.
[2] في صحيح مسلم «تتامّ» .
[3] هو: الجدّ بن قيس المنافق.
[4] أخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (12/ 2880) . وهو في
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 392.
[5] أخرجه البخاري في الوضوء 1/ 56، 57، وفي المرضى والطب 7/ 11، وفي
الفرائض 8/ 3، والدارميّ في الوضوء، باب 56، وأحمد في المسند 3/ 298.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 393.
(5/380)
وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ بِإِسْنَادِهِ أَنَّ
جَابِرًا دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ لَمَّا حَجَّ، فَرَحَّبَ بِهِ،
فَكَلَّمَهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَصِلَ رِحَابَهُمْ،
فَلَمَّا خَرَجَ أَمَرَ لَهُ بِخَمْسَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، فَقَبِلَهَا
[1] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ: ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ
عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: هَلَكَ
جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَحَضَرْنَا فِي بَنِي سَلَمَةَ،
فَلَمَّا خَرَجَ سَرِيرُهُ مِنْ حُجْرَتِهِ إِذَا حَسَنُ بْنُ حَسَنِ
بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَيْنَ عَمُودَيِ السَّرِيرِ،
فَأَمَرَ بِهِ الْحَجَّاجُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ،
فَيَأْبَى عَلَيْهِمْ، فَسَأَلَهُ بَنُو جَابِرٍ إِلا خَرَجَ فَخَرَجَ،
وَجَاءَ الْحَجَّاجُ حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ حَتَّى
وُضِعَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْقَبْرِ، فَإِذَا
حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ قَدْ نَزَلَ فِي الْقَبْرِ، فَأَمَرَ بِهِ
الْحَجَّاجُ أَنْ يَخْرُجَ فَأَبَى، فَسَأَلَهُ بَنُو جَابِرٍ باللَّه،
فَخَرَجَ، فَاقْتَحَمَ الْحَجَّاجُ الْحُفْرَةَ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُ
[2] .
هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، فَإِنَّ جَابِرًا تُوُفِّيَ وَالْحَجَّاجُ
عَلَى إِمْرَةِ الْعِرَاقِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ:
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ،
وَقِيلَ: إِنَّهُ عَاشَ أربعا وتسعين سنة.
149- جبير بن نفير [3] م 4 ابْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرٍ، أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الحضرميّ الحمصيّ.
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 394.
[2] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 181 رقم (1738) ، والهيثمي في
مجمع الزوائد 3/ 31 وقال: «أبو الحويرث وثّقه ابن حبّان وضعّفه مالك
وغيره» .
[3] انظر عن (جبير بن نفير) في:
طبقات ابن سعد 7/ 440، وتاريخ خليفة 280، وطبقات خليفة 308، والتاريخ
الكبير 2/ 223، 224 رقم 2275، والعلل لأحمد 1/ 364، وتاريخ الثقات 95
رقم 201، والثقات لابن حبان 4/ 111، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 854،
وأنساب الأشراف 1/ 10، وتاريخ أبي زرعة 1/ 220 و 354 و 500 و 585 و 597
و 606، والمعرفة والتاريخ 1/ 328 و 336 و 2/ 288 و 290، 298 و 303 و
307 و 312 و 313 و 348 و 426 و 430، وتاريخ الطبري 1/ 16 و 2/ 315 و 4/
262، وحلية الأولياء 5/ 133- 138 رقم 305،
(5/381)
أَدْرَكَ زَمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ،
وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ،
وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ،
وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ [1] بْنُ كُرَيْبٍ، وَمَكْحُولٌ،
وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَرَبِيعَةُ
بْنُ يَزِيدَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ:
اسْتَقْبَلْتُ الْإِسْلَامَ مِنْ أَوَّلِهِ، فَلَمْ أَزَلْ أَرَى فِي
النَّاسِ صَالِحًا وَطَالِحًا [2] .
وَكَانَ جُبَيْرُ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الشَّامِ.
قَالَ بَقِيَّةُ [3] . ثنا عَلِيُّ بْنُ زُبَيْدٍ الْخَوْلانِيُّ، عَنْ
مَرْثَدِ بْنِ سُمَيٍّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّ يَزِيدَ
بْنَ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى أَبِيهِ أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ
قَدْ نَشَرَ فِي مِصْرِي حَدِيثًا، فَقَدْ تَرَكُوا الْقُرْآنَ، قَالَ:
فَبَعَثَ إِلَى جُبَيْرٍ، فَجَاءَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ كِتَابَ يَزِيدَ،
فَعَرَفَ بَعْضَهُ وَأَنْكَرَ بَعْضَهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ:
لأَضْرِبَنَّكَ ضَرْبًا أَدَعُكَ لِمَنْ بَعْدَكَ نَكَالا، قَالَ: يَا
مُعَاوِيَةُ، لا تَطْغَ فِيَّ، إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ انْكَسَرَ
عِمَادُهَا، وَانْخَسَفَتْ أَوْتَادُهَا، وَأَحَبَّهَا أَصْحَابُهَا،
قَالَ: فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَخَذَ بِيَدِ جُبَيْرٍ وَقَالَ:
لَئِنْ كَانَ تَكَلَّمَ بِهِ جُبَيْرٌ لَقَدْ تَكَلَّمَ بِهِ أَبُو
الدَّرْدَاءِ، وَلَوْ شَاءَ جُبَيْرٌ أَنْ يُخْبِرَ أَنَّ مَا سمعه
منّي لفعل [4] .
__________
[ () ] والاستيعاب 1/ 234، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 77، والجرح
والتعديل 2/ 512، 513 رقم 2116، وأسد الغابة 1/ 272، وتهذيب الكمال 4/
509- 512 رقم 905، والكاشف 1/ 125 رقم 770، والمعين في طبقات المحدّثين
32 رقم 188، وسير أعلام النبلاء 4/ 76- 78 رقم 23، ومرآة الجنان 1/
162، والبداية والنهاية 9/ 33، ودول الإسلام 1/ 57، والولاة والقضاة
425، وفتوح البلدان 182، وتهذيب التهذيب 2/ 64، 65 رقم 103، وتقريب
التهذيب 1/ 44، والإصابة 1/ 259 رقم 1274، وخلاصة تذهيب التهذيب 61،
وشذرات الذهب 1/ 88، والوافي بالوفيات 11/ 59 رقم 108، وتاريخ داريا
111، والكامل في التاريخ 4/ 456، والعبر 1/ 91، وتذكرة الحفاظ 1/ 49،
والنجوم الزاهرة 1/ 200.
[1] في الأصل «حديد» ، والتصحيح من الخلاصة.
[2] طبقات ابن سعد 3/ 145 و 7/ 440.
[3] مهمل في الأصل.
[4] في سير أعلام النبلاء 4/ 77 تكملة: «ولو ضربتموه، لضربكم الله
بقارعة تترك دياركم
(5/382)
هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، جُبَيْرٌ لَمْ
يَكُنْ لَهُ ذِكْرٌ فِي أَيَّامِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، بَلْ كَانَ
شَابًّا لَمْ يُؤْخَذْ عَنْهُ بَعْدُ، وَأُخْرَى، فَيَزِيدُ كَانَ
صَغِيرًا بِمَرَّةٍ فِي أَيَّامِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَلَعَلَّ
بَعْضَهُ قَدْ جَرَى.
وَقَدْ رَوَى جُبَيْرٌ أَيْضًا، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ،
وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَمَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: تُوُفِّيَ
جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَخَلِيفَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
التَّمِيمِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
150- جنادة بن أبي أميّة [1] خ الأزديّ الدّوسيّ، واسم أبيه كبير، وله
صحبة.
__________
[ () ] بلاقع» .
[1] انظر عن (جنادة بن أبي أميّة) في: طبقات ابن سعد 7/ 439، ومسند
أحمد 4/ 62، وطبقات خليفة 116 و 305 و 309، وتاريخ خليفة 180 و 224 و
227 و 280، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 112 رقم 371، والتاريخ الكبير 2/
232 رقم 2297، والتاريخ الصغير 72، والجرح والتعديل 2/ 515 رقم 2129،
وفتوح البلدان 278 و 279، والاستيعاب 1/ 242، وتاريخ الثقات للعجلي 99
رقم 219، والثقات لابن حبّان 4/ 103، 104، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن
سعيد 208، وتاريخ الطبري 4/ 259 و 5/ 288 و 293 و 301 و 309 و 315 و
322، وجمهرة أنساب العرب 386، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا)
71، والخراج وصناعة الكتابة 351، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 8/
50، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 409، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، وسنن سعيد بن
منصور ق 2 مجلد 3/ 244 رقم 2647، والأنساب للسمعاني 7/ 79، والبدء
والتاريخ 6/ 4، وتاريخ العظيمي 181، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 853،
وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 63، وأسد الغابة 1/ 298، والكامل في التاريخ 4/
280، وتهذيب الكمال 5/ 133- 135 رقم 971، والمعرفة والتاريخ 2/ 316 و
465، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 315، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم
176، والإكمال لابن ماكولا 2/ 151، والجمع بين رجال الصحيحين ج 1 رقم
298، وتلقيح فهوم أهل الأثر 174، ومعجم البلدان 1/ 224 و 336، والكاشف
1/ 132 رقم 824، وسير أعلام النبلاء 4/ 62، 63 رقم 16، والعبر 1/ 91،
والبداية والنهاية 9/ 26، والوافي بالوفيات 11/ 192 رقم 283، وتاريخ
داريا (انظر فهرس الأعلام) ،
(5/383)
رَوَى جُنَادَةُ عَنْ: مُعَاذٍ، وَأَبِي
الدَّرْدَاءِ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَعُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ، وَبُسْرِ بْنِ أَرْطَأَةَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ سُلَيْمَانُ، وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ،
وَمُجَاهِدُ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَالصُّنَابِحِيُّ مَعَ
تَقَدُّمِهِ، وَأَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدٍ الْيَزَنِيُّ، وَعَلِيُّ [1]
بْنُ رَبَاحٍ، وَقَيْسُ بْنُ هَانِئٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ،
وَآخَرُونَ.
وَوَلَّى الْبَحْرَ لِمُعَاوِيَةَ، وَشَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وَقَدْ
أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ،
وَقِيلَ لَهُ: جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ
مُجَاهِدٌ لَهُ صُحْبَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: هُوَ الَّذِي يَرْوِي
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ؟ قَالَ: هُوَ هُوَ.
وَعَدَّ ابْنُ سَعْدٍ [2] ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْعِجْلِيُّ [3] ، وَطَائِفَةٌ فِي تَابِعِي أَهْلِ الشَّامِ، وَهُوَ
الْحَقُّ.
وَلَهُ حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَإِنْ صَحَّ فَيَكُونُ مُرْسَلا.
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ،
وَتَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ
وَسَبْعِينَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ
سِتٍّ وَثَمَانِينَ.
151- جُهَيْمٌ الْعَنَزِيُّ [4] عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ
بن عوف، وعمّار بن
__________
[ () ] تحفة الأشراف 2/ 438 رقم 75، وتهذيب التهذيب 2/ 115، 116 رقم
184، وتقريب التهذيب 1/ 134 رقم 116، والإصابة 1/ 245، 246 رقم 1201،
والنجوم الزاهرة 1/ 200، وحسن المحاضرة 1/ 188، وبغية الوعاة 1/ 488،
وشذرات الذهب 1/ 88، وخلاصة تذهيب التهذيب 64، وتاج العروس 7/ 525،
وأعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء للطاخي 1/ 112، والأعلام للزركلي 2/
136، وانظر عنه في دراسة لنا بعنوان: (غزاة بحر الشام وأمراؤه في العصر
الأموي في العدد 38 من مجلّة (تاريخ العرب والعالم) بيروت 1981.
[1] في الأصل «علاء» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[2] في الطبقات 7/ 439.
[3] في تاريخ الثقات 99 رقم 219.
[4] انظر عن (جهيم العنزي) في:
(5/384)
يَاسِرٍ، وَسَعْدٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ [1] ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ.
ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
وقيل: اسمه جهم.
__________
[ () ] التاريخ الكبير 2/ 251، 252 رقم 2364، وفيه (جهيم الفهري) ،
والجرح والتعديل 2/ 540 رقم 2242.
[1] في الأصل «التنقي» .
(5/385)
[حرف الْحَاءِ]
152- الْحَارِثُ بْنُ الأَزْمُعِ [1] الْعَبْدِيُّ، وَيُقَالُ الوادعي.
عن: عمر، وابن مسعود، وعمرو ابن الْعَاصِ.
وَعَنْهُ الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
153- الْحَارِثُ بْنُ سَعِيدٍ الْكَذَّابُ [2] الَّذِي ادَّعَى
النُّبُوَّةَ بِالشَّامِ. دِمَشْقِيُّ، يُقَالُ إِنَّهُ مَوْلَى
مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ.
فَرَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
حَسَّانٍ قَالَ: كَانَ الْحَارِثُ الْكَذَّابُ دِمَشْقِيًّا، وَكَانَ
مَوْلَى لِأَبِي الْجُلاسِ، وَكَانَ لَهُ أَبٌ بِالْحُولَةِ. وَكَانَ
مُتَعَبِّدًا زَاهِدًا، لَوْ لَبِسَ جُبَّةً مِنْ ذَهَبٍ لَرُؤيَتْ
عَلَيْهِ زُهَادَةٌ [3] ، وَكَانَ إِذَا أَخَذَ فِي التَّحْمِيدِ لَمْ
يَسْمَعِ السَّامِعُونَ إِلَى كَلامِ أَحْسَنَ مِنْ كَلامِهِ، فَكَتَبَ
إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ بِالْحُولَةِ: يَا أَبَتَاهُ أَعْجِلْ عَلَيَّ،
فَقَدْ رَأَيْتَ أَشْيَاءَ أَتَخَوَّفُ أَنْ يكون الشيطان قد
__________
[1] انظر عن (الحارث بن الأزمع) في:
أنساب الأشراف 4 ق 1/ 255، وطبقات ابن سعد 6/ 119، والتاريخ الكبير 2/
264 رقم 2404، والجرح والتعديل 3/ 69 رقم 315، والثقات لابن حبان 4/
126، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 783، وتاريخ الثقات للعجلي 102 رقم
229، والاستيعاب 1/ 288.
[2] انظر عن (الحارث بن سعيد الكذّاب) في:
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 445- 448، والوافي بالوفيات 11/ 254 رقم 373،
ولسان الميزان 2/ 151، 152 رقم 669، والأعلام 2/ 156.
[3] في تهذيب تاريخ دمشق 3/ 446 «لرأيتها عليه زاهدة» .
(5/386)
عَرَضَ لِي، قَالَ: فَزَادَهُ أَبُوهُ
غَيًّا [1] فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَقْبِلْ عَلَى مَا أُمِرْتَ بِهِ إِنَّ
اللَّهَ يَقُولُ: فِي [2] الشَّيَاطِينِ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ
أَثِيمٍ 26: 222 [3] وَلَسْتَ بِأَفَّاكٍ وَلا أَثِيمٍ [4] .
وَكَانَ يَجِيءُ إِلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ رَجُلا فَيُذَاكِرُهُمْ
أَمْرَهُ، وَيَأْخُذُ عَلَيْهِمُ الْعَهدَ وَالْمِيثَاقَ إِنْ رَأَى
مَا يَرْضَى قَبِلَ، وَإِلا كَتَمَ عَلَيْهِ، وَكَانَ يُرِيهُمُ
الْأَعَاجِيبَ، يَأْتِي رُخَامَةً فِي الْمَسْجِدِ فَيَنْقُرُهَا
بِيَدِهِ فَتُسَبِّحُ، وَيُطْعِمُهُمْ فَاكِهَةَ الصَّيْفِ فِي
الشِّتَاءِ، وَيَقُولُ: اخْرُجُوا حَتَّى أُرِيَكُمُ الْمَلائِكَةَ،
فَيُخْرِجُهُمْ إِلَى دَيْرِ مُرَّانَ [5] فَيُرِيهِمْ رِجَالا عَلَى
خَيْلٍ. فَتَبِعَهُ بَشَرٌ، كَثِيرٌ، وَفَشَا الأَمْرُ فِي
الْمَسْجِدِ، وَكَثُرَ أَصْحَابُهُ، فَوَصَلَ الأَمْرُ إِلَى
الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: فَعَرَضَ عَلَى الْقَاسِمِ
وَأَخَذَ عَلَيْهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي
نَبِيٌّ. قَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، وَلا عَهْدَ لَكَ
عِنْدِي، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ: بِئْسَ
مَا صَنَعْتَ إِذْ لَمْ تَلِنْ حَتَّى تَأْخُذَهُ، الآنَ يَفِرُّ،
قَالَ: وَقَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
مَرْوَانَ، فَأَعْلَمَهُ بِالأَمْرِ، وَطُلِبَ فَلَمْ يَقْدِرُوا
عَلَيْهِ، وَخَرَجَ عَبْدُ الْمَلِكِ فَنَزَلَ الصِّنَّبْرَةَ [6]
وَاتَّهَمَ عَامَّةَ عَسْكَرِهِ بِالْحَارِثِ أَنْ يَكُونُوا يَرَوْنَ
رَأْيَهُ.
وَأَتَى الْحَارِثُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ مُخْتَفِيًا، وَكَانَ
أَصْحَابُهُ يَخْرُجُونَ يَلْتَمِسُونَ الرِّجَالَ يُدْخِلُونَهُمْ
عَلَيْهِ، وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةَ قَدْ أَتَى بَيْتَ
الْمَقْدِسِ، فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ فِي التَّحْمِيدِ،
فَسَمِعَ الْبَصْرِيُّ كَلامًا حَسَنًا، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِأَمْرِهِ
وَأَنَّهُ نَبِيٌّ، فَقَالَ: إِنَّ كَلامَكَ حَسَنٌ، وَلَكِنْ فِي
هَذَا نَظَرٌ، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ
كَلامَهُ، فَقَالَ: قَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي كَلامُكَ، وَقَدْ آمَنْتُ
بِكَ، هَذَا الدِّينُ الْمُسْتَقِيمُ، فَأَمَرَ أَنْ لا يُحْجَبَ،
فَأَقْبَلَ الْبَصْرِيُّ يَتَرَدَّدُ إليه ويعرف
__________
[1] في التهذيب «عناء» .
[2] في طبعة القدسي 3/ 147 «تنزّل الشياطين» ، والتحرير من التهذيب.
[3] سورة الشعراء، الآية 222.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 446.
[5] دير مرّان: بضم الميم وتشديد الراء، بالقرب من دمشق. (معجم
البلدان) .
[6] الصّنّبرة: بالكسر ثم الفتح والتشديد ثم سكون الباء الموحّدة وراء.
موضع بالأردن بينه وبين طبرية ثلاثة أميال، كان معاوية يشتو بها.
(5/387)
مَدَاخِلَهُ وَحِيَلَه [1] وَأَيْنَ
يَهْرُبُ، حَتَّى اخْتَصَّ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِي، قَالَ:
إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى الْبَصْرَةِ أَكُونُ دَاعِيًا لَكَ بِهَا،
فَأَذِنَ لَهُ، فَأَسْرَعَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ
بِالصِّنَّبَرَةِ، ثُمَّ صَاحَ: النَّصِيحَةَ النَّصِيحَةَ، فَأُدْخِلَ
وَأُخْلِيَ، فَقَالَ لَهُ: مَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: الْحَارِثُ، فَلَمَّا
ذكر الحارث طَرَحَ نَفْسَهُ مِنْ سَرِيرِهِ وَقَالَ: أَيْنَ هُوَ؟
قَالَ: بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَصَّ
شَأْنَهُ، قَالَ: أَنْتَ صَاحِبُهُ، وَأَنْتَ أَمِيرُ بَيْتِ
الْمَقْدِسِ، وَأَمِيرُ مَا هَا هُنَا، فَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ، قَالَ:
ابْعَثْ مَعِي أَقْوَامًا لا يَفْقَهُونَ الْكَلامَ، فَأَمَرَ
أَرْبَعِينَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ فَرْغَانَةَ، فَقَالَ:
انْطَلِقُوا مَعَ هَذَا فَأَطِيعُوهُ، وَكَتَبَ إِلَى عَامِلِ بَيْتِ
الْمَقْدِسِ: إِنَّ فُلانًا أَمِيرٌ عَلَيْكَ فَأَطِعْهُ، فَلَمَّا
قَدِمَ أَعْطَاهُ الْكِتَابَ فَقَالَ: مُرْنِي بِمَا شِئْتَ، فَقَالَ:
اجْمَعْ لِي إِنْ قَدِرْتَ كُلَّ شَمْعَةِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ،
وَادْفَعْ كُلَّ شَمْعَةٍ إِلَى رَجُلٍ، وَرَتِّبْهُمْ عَلَى أَزِقَّةِ
الْبَلَدِ، فَإِذَا قُلْتُ أَسْرِجُوا، فَأَسْرِجُوا جَمِيعًا،
فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَتَقَدَّمَ الْبَصْرِيُّ وَحْدَهُ إِلَى مَنْزِلِ
الْحَارِثِ، فَأَتَى الْبَابَ، فَقَالَ لِلْحَاجِبِ: اسْتَأْذِنْ لِي
عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ، فَقَالَ: فِي هَذِهِ السَّاعَةِ مَا نُؤْذِنُ
عَلَيْهِ حَتَّى نُصْبِحَ، قَالَ: أَعْلِمْهُ أَنِّي إِنَّمَا رَجَعْتُ
شَوْقًا إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ أَصِلَ، فَدَخَلَ فَأَعْلَمَهُ كَلامَهُ
وَأَمَرَهُ، قَالَ: فَفَتَحَ الْبَابَ، ثُمَّ صَاحَ الْبَصْرِيُّ
أَسْرِجُوا، فَأُسْرِجَتِ الشُّمُوعُ حَتَّى كَأَنَّهُ النَّهارُ،
ثُمَّ قَالَ: مَنْ مَرَّ بِكُمْ فَاضْبِطُوهُ، وَدَخَلَ كَمَا هُوَ
إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يَعْرِفُهُ، فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ لا
يَجِدُهُ، فَطَلَبَهُ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ:
هَيْهَاتَ، تُرِيدُونَ أَنْ تَقْتُلُوا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ رُفِعَ
إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَطَلَبَهُ فِي شَقٍّ كَانَ قَدْ هيأه
سَرَبًا [2] ، قَالَ:
فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي ذَلِكَ الشَّقِّ، فَإِذَا بِثَوْبِهِ،
فَاجْتَرَّهُ فَأَخْرَجَهُ، ثُمَّ قَالَ لِلْفَرْغَانِيِّينَ:
ارْبُطُوا، فَرَبَطُوهُ، قال: فبينا هم يسيرون به إذ قَالَ:
أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ
بِالْبَيِّناتِ من رَبِّكُمْ 40: 28 [3] . الآيَةَ. فَقَالَ أَهْلُ
فَرْغَانَةَ: هَذَا كُرْآنَنَا فَهَاتِ كُرْآنَكَ [4] ، فَسَارَ بِهِ
حَتَّى أَتَى بِهِ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَأَمَرَ بِخَشَبَةٍ فَنُصِبَتْ،
وَصَلَبَهُ، وَأَمَرَ رَجُلا بحربة فطعنه، فأصاب ضلعا من أضلاعه،
__________
[1] بالأصل «خيله» .
[2] بالأصل «سرابا» .
[3] سورة غافر، الآية 28.
[4] في تهذيب تاريخ دمشق: «هذه كرامتنا فهات كرامتك» .
(5/388)
فَكَفَّتِ [1] الْحَرْبَةُ، فَجَعَلَ
النَّاسُ يَصِيحُونَ: الأَنْبِيَاءُ لا يَجُوزُ فِيهِمُ السِّلاحُ.
فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تَنَاوَلَ
الْحَرْبَةَ وَمَشَى إِلَيْهِ فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهُ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: فَبَلَغَنِي أَنَّ خَالِدَ بْنَ
يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ: لَوْ
حَضَرْتُكَ مَا أَمَرْتُكَ بِقَتْلِهِ، قَالَ: وَلِمَ! قَالَ: كَانَ
بِهِ الْمُذْهبُ [2] ، فَلَوْ جَوَّعْتَهُ ذَهَبَ ذَلِكَ عَنْهُ [3] .
قَالَ الْوَلِيدُ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ نَافِعٍ أَنَّهُ سَمِعَ
خَالِدَ بْنَ اللَّجْلاجِ يَقُولُ لِغَيْلانَ: وَيْحَكَ يَا غَيْلانُ،
أَلَمْ نَأْخُذْكَ فِي شَبِيبَتِكَ تُرَامِي النِّسَاءَ فِي شَهْرِ
رَمَضَانَ بِالتُّفَّاحِ، ثُمَّ صِرْتَ حَارِثِيًّا تَحْجُبُ
امْرَأَتَهُ، وَتَزْعُمُ أَنَّهَا أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ صِرْتَ
قَدَرِيًّا زِنْدِيقًا [4] ؟.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا ابْنُ
جَابِرٍ قَالَ: دَخَلَ الْقَاسِمُ بْنَ مُخَيْمِرَةَ عَلَى أَبِي
إِدْرِيسَ فَقَالَ: إِنَّ حَارِثًا لَقِيَنِي فَأَخَذَ عَهْدِي
لأَسْمَعَنَّ مِنْهُ، فَإِنْ قَبِلْتَهُ قَبِلْتَهُ وَإِنْ سَخِطْتَهُ
كَتَمْتَ عَلَيَّ. فَزَعَمَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، قُلْتُ: إِنَّهُ
أَحَدُ الدَّجَّالِينَ الَّذِينَ أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ السَّاعَةَ لا تَقُومُ حَتَّى
يَخْرُجَ ثَلاثُونَ دَجَّالا، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ،
وَهُوَ أَحَدُهُمْ [5] ، فَارْفَعْ شَأْنَهُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ،
فَقَالَ أَبُو إِدْرِيسَ: أَسَأْتَ، لَوْ أَدْنَيْتَهُ إِلَيْنَا
حَتَّى نَأْخُذَهُ، قَالَ: وَرَفَعَ أَمْرَهُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ
فَطَلَبَهُ وَتَغَيَّبَ، فَأَخَذَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ فَصَلَبَهُ،
فَحَدَّثَنِي مِنْ سَمِعَ عُتْبَةَ الأَعْوَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ
الْعَلاءَ بْنَ زِيَادٍ يَقُولُ: مَا غَبَطْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ
بِشَيْءٍ مِنْ وِلَايَتِهِ إِلا بِقَتْلِهِ حَارِثًا.
وَقَالَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْلَةَ
قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ الْحَارِثُ أَتَاهُ مَكْحُولٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، وجَعَلا لَهُ الأَمَانَ، وَسَأَلاهُ عَنْ
أَمْرِهِ، فَأَخْبَرَهُمَا، فَكَذَّبَاهُ وَرَدَّا عَلَيْهِ، وَقَالا:
لا أَمَانَ لَكَ، ثم أتيا عبد الملك
__________
[1] في تهذيب تاريخ دمشق «فكعب الحربة» .
[2] في التهذيب: «قال إن معه شيطانا يقال له المذهب» .
[3] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 447، 448.
[4] التهذيب 3/ 448.
[5] التهذيب (حتى هنا) 3/ 445.
(5/389)
فَأَخْبَرَاهُ، قَالَ: وَهَرَبَ الْحَارِثُ
حَتَّى أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِ حَتَّى أُتِيَ
بِهِ فَقَتَلَهُ [1] .
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ الْعُرْضِيُّ [2] : ثنا
شَيْخ يُكَنَّى أَبَا الرَّبِيعِ، وَقَدْ أَدْرَكَ نَاسًا مِنَ
الْقُدَمَاءِ قَالَ: لَمَّا أَخَذَ الْحَارِثُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ
حُمِلَ عَلَى الْبَرِيدِ، وَجُعِلَتْ فِي عُنُقِهِ جَامِعَةٌ مِنْ
حَدِيدٍ، فَأَشْرَفَ عَلَى عَقَبَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَتَلا: قُلْ
إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ
فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي 34: 50 [3] قَالَ: فَتَقَلْقَلَتِ
الْجَامِعَةُ ثُمَّ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ وَرَقَبَتِهِ إِلَى
الْأَرْضِ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ الْحَرَسُ فَأَعَادُوهَا، فَلَمَّا
أَشْرَفَ عَلَى عَقَبَةٍ أُخْرَى قَرَأَ آيَةً أُخْرَى، فَسَقَطَتْ
مِنْ رَقَبَتِهِ وَيَدِهِ، فَأَعَادُوهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمُوا
عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ حَبَسَهُ، وَأَمَرَ رِجَالا كَانُوا معه فِي
السِّجْنِ مِنْ أَهْلِ الفقه والعلم أن يعطوه وَيُخُوِّفُوهُ باللَّه،
وَيُعَلِّمُوهُ أَنَّ هَذَا مِنَ الشَّيْطَانِ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلُ
مِنْهُمْ، فَأَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ، وَطَعَنَهُ رَجُلٌ بِحَرْبَةٍ،
فَانْثَنَتِ الْحَرْبَةُ، فَقَالَ النَّاسُ: مَا يَنْبَغِي لِمِثْلِ
هَذَا أَنْ يُقْتَلَ، ثُمَّ أَتَاه حَرَسِيٌّ بِرُمْحٍ فَطَعَنَهُ
بَيْنَ ضِلْعَيْنِ مِنْ أَضْلاعِهِ، ثُمَّ هَزَّهُ فَأَنْفَذَهُ،
قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ وَلا اثْنَيْنِ يَقُولُونَ: إِنَّ
الَّذِي طَعَنَهُ بِالْحَرْبَةِ فَانْثَنَتْ قَالَ لَهُ عَبْدُ
الْمَلِكِ: أذَكَرْتَ اللَّهَ حِينَ طَعَنْتَهُ؟ قَالَ: نَسِيتُ، أَوْ
قَالَ: لا، قَالَ:
فَاذْكُرِ اللَّهَ ثُمَّ اطْعَنَهُ، قَالَ: فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهَا
[4] .
قِيلَ: كَانَ ذَلِكَ سَنَةَ تِسْعٍ وسبعين.
154- الحارث بن سويد [5]- ع- التّيميّ الكوفي.
__________
[1] التهذيب 3/ 445.
[2] العرضي: بضم العين وسكون الراء وفي آخرها ضاد معجمة. نسبة إلى عرض
وهي مدينة صغيرة بين الفرات ودمشق. (اللباب 2/ 132) .
[3] سورة سبإ، الآية 50.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 448.
[5] انظر عن: الحارث بن سويد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 167، وطبقات خليفة 141 و 144، والتاريخ لابن معين 2/
93، والعلل لأحمد 1/ 55 و 82 و 197 و 285 و 357، والمحبّر 467،
والتاريخ الكبير 2/ 269 رقم 2446، والتاريخ الصغير 76، وتاريخ الثقات
للعجلي 102 رقم 231، والمعرفة والتاريخ 2/ 196 و 548 و 549 و 3/ 19،
والجرح والتعديل 3/ 75 رقم 350، والثقات لابن حبّان
(5/390)
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَكَانَ كَبِيرُ الْقَدْرِ، رَفِيعًا، ثِقَةً نَبِيلًا.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ، وَعُمَارَةُ بْنِ عُمَيْرٍ،
وَغَيْرُهُمَا.
كُنْيَتَهُ أَبُو عَائِشَةَ.
155- حَبَّةُ بْنُ جُوَيْنِ الْعُرَنِيُّ [1] الْكُوفِيُّ، أَبُو
قُدَامَةُ.
رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ.
وعنه: مسلم الملائي، وسلمة بن كهيل، والحكم بن عتبة.
وكان من شيعة عليّ، شهد معه النهروان.
__________
[ () ] 4/ 127، 128، وتاريخ الطبري 4/ 309، ومشاهير علماء الأمصار، رقم
779، وحلية الأولياء 4/ 126، والاستيعاب 1/ 300، والجمع بين رجال
الصحيحين 1 رقم 368، والكامل في التاريخ 3/ 134، وأسد الغابة 1/ 331،
332، وتهذيب الكمال 5/ 235- 237 رقم 1022، وتاريخ اليعقوبي 2/ 282،
وعيون الأخبار 1/ 324، والعقد الفريد 4/ 327، والكاشف 1/ 138 رقم 865،
والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 189، وسير أعلام النبلاء 4/ 156 رقم
55، والعقد الثمين 4/ 16، والوافي بالوفيات 11/ 254 رقم 372، وتهذيب
التهذيب 2/ 143 رقم 244، وتقريب التهذيب 1/ 141 رقم 35، والإصابة 1/
369 رقم 1920 و 1/ 386 رقم 2038، وخلاصة تذهيب التهذيب 67.
[1] انظر عن (حبّة بن جوين) في:
طبقات ابن سعد 6/ 177، وطبقات خليفة 152، وتاريخ خليفة 279، والتاريخ
الكبير 3/ 93 رقم 322، وتاريخ الثقات للعجلي 105 رقم 243، والمعارف
624، والمعرفة والتاريخ 3/ 74 و 190 و 227، وأخبار القضاة 2/ 188،
وأحوال الرجال للجوزجانيّ 47 رقم 18، وتاريخ الطبري 6/ 89، وتاريخ
اليعقوبي 2/ 214، والجرح والتعديل 3/ 253 رقم 1130، والضعفاء الكبير
للعقيليّ 1/ 295 رقم 366، والمجروحين لابن حبّان 1/ 267، والضعفاء
والمتروكين للدارقطنيّ 80 رقم 178، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ
2/ 835، 836، والمعجم الكبير للطبراني 4/ 8 رقم 313، وجمهرة أنساب
العرب 388، وتاريخ بغداد 8/ 274- 277 رقم 4375، والإكمال 2/ 320، ومعجم
البلدان 4/ 325، وأسد الغابة 1/ 367، 368، والكامل في التاريخ 3/ 310 و
4/ 418، وتهذيب الكمال 5/ 351- 354 رقم 1076، وميزان الاعتدال 1/ 450
رقم 1688، والمغني في الضعفاء 1/ 146 رقم 1282، والمشتبه في أسماء
الرجال 1/ 144، وتجريد أسماء الصحابة، رقم 1094، والوافي بالوفيات 11/
289 رقم 427، وتهذيب التهذيب 2/ 176، 177 رقم 319، وتقريب التهذيب 1/
148 رقم 103، والنجوم الزاهرة 1/ 195، وخلاصة تذهيب التهذيب 70.
(5/391)
ضعفه يحيى بن معين.
وقال النسائي: ليس بالقويّ.
قَالَ ابْن سعد: توفي سنة ست وسبعين.
وهو ضعيف له أحاديث.
156- حسان بن كريب [1] الرعيني، أبو كريب مصري، شهد فتح مصر.
وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي مَسْعُودٍ
الْبَدْرِيِّ.
وَعَنْهُ: مَرْثَدُ الْيَزَنِيُّ، وَوَاهِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْمَعَافِرِيُّ، وَكَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
هُبَيْرَةَ السَّبَائِيُّ، وَآخَرُونَ.
رَوَى يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدٍ، عَنْهُ، عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ: الْقَائِلُ الْفَاحِشَةَ وَالَّذِي سَمِعَ [2] فِي
الإِثْمِ سَوَاءٌ. قَالَهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ [3] ، عَنْ
أَبِي مُوسَى الزَّمِنِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ يَزِيدَ.
157- حَسَّانُ بْنُ النُّعْمَانِ الْغَسَّانِيُّ [4] مِنْ أُمَرَاءِ
عَرَبِ الشَّامِ، يُقَالُ إِنَّهُ ابْنُ النُّعْمَانِ بن المنذر.
روى عن عمر.
__________
[1] انظر عن (حسّان بن كريب) في:
التاريخ الكبير 3/ 31 رقم 126، والجرح والتعديل 3/ 234 رقم 1032،
ومشاهير علماء الأمصار، رقم 932، والثقات لابن حبّان 4/ 164، وتهذيب
الكمال 6/ 40- 42 رقم 1195، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 147، وتهذيب التهذيب
2/ 252 رقم 462، وتقريب التهذيب 1/ 162 رقم 238، وخلاصة تذهيب التهذيب
76.
[2] في تهذيب الكمال 6/ 41 «والّذي يسمع» .
[3] الحديث ليس في التاريخ.
[4] انظر عن (حسّان بن النعمان) في:
الحلّة السيراء 1/ 164 و 2/ 331، 332، وتاريخ اليعقوبي 2/ 275 و 282،
وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 149، 150، وسير أعلام النبلاء 4/ 140 رقم 47 و 4/
294 رقم 112، والعبر 1/ 92، ومرآة الجنان 1/ 162، والولاة والقضاة 52،
والبيان المغرب 1/ 222، والوافي بالوفيات 11/ 360 رقم 521، والنجوم
الزاهرة 1/ 200، وشذرات الذهب 1/ 88، والأعلام 2/ 190، والخراج وصناعة
الكتابة 346.
(5/392)
وَلاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ
غَزْوَ الْمَغْرِبِ فِي سَنَةِ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ.
رَوَى عَنْهُ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَبُو قَبِيلٍ حَيُّ بْنُ يُؤْمِنَ.
وَكَانَ غَازِيًا مُجَاهِدًا، وَكَانَ لَهُ بِدِمَشْقَ دَارٌ.
قَالَ خَلِيفَةُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ: وَجَّهَهُ مُعَاوِيَةُ
إلى إفريقية، فصالحه من يليه من البربر، وَوَضَعَ عَلَيْهِمُ
الْخَرَاجَ [1] .
وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ قَفَلَ حَسَّانُ مِنَ الْقَيْرَوَانِ
(وَاسْتَخْلَفَ سُفْيَانَ بْنَ مَلِكٍ الثَّقَفِيَّ) [2] وَقدِمَ عَلَى
عَبْدِ الْمَلِكِ، فَرَدَّهُ عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ، وَزَادَهُ
أَطْرَابُلُسَ.
وَفِي سَنَةِ ثَمَانِينَ غَزَا حَسَّانُ بِأَهْلِ الشَّامِ الْبَحْرَ
[3] .
وَقِيلَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ أَغْزَى عَبْدُ الْمَلِكِ
حَسَّانَ بْنَ النُّعْمَانِ الْمَغْرِبَ، فَبَلَغَ الْقَيْرَوَانَ،
فَبَعَثَتِ الْكَاهِنَةُ ابْنَهَا، فَطَلَبَ حَسَّانَ، فَهَزَمَهُ
وَحَصَرَهُ حَتَّى أَكَلُوا الدَّوَابَّ، ثُمَّ حَمَلَ حسَّانُ
وَالْمُسْلِمُونَ فَأَفْرَجُوا لَهُمْ، وَنَزَلَ الْعَسْكَرُ بِقُصُورِ
حَسَّانٍ. وَكَتَبَ حَسَّانُ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ
يَسْتَمِدُّهُ، فَأَمَدَّهُ بِجَيْشٍ عَظِيمٍ، فَسَارَ إِلَى
الْكَاهِنَةَ، وَجَرَتْ بَيْنَهُمْ حُرُوبٌ. ثُمَّ قُتِلَتِ
الْكَاهِنَةُ وَابْنُهَا.
وَافْتَتَحَ حَسَّانُ عِدَّةَ حُصُونٍ، وَصَالَحَ أَهْلَ إِفْرِيقِيَةَ
وَالْبَرْبَرَ، وَافْتَتَحَ فَاسَ، وَمَصَّرَ الْقَيْرَوَانَ [4] .
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ حَسَّانُ بِأَرْضِ
الرُّومِ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
158- حَارِثَةُ بن مضرّب [5]- 4- العبديّ الكوفي.
__________
[1] تاريخ خليفة 224.
[2] ما بين القوسين ليس في تاريخ خليفة- ص 277.
[3] الخبر ليس في تاريخ خليفة- ص 279.
[4] انظر أخباره في: البيان المغرب 1/ 34- 41.
[5] انظر عن (حارثة بن مضرّب) في:
طبقات ابن سعد 6/ 86، والعلل لأحمد 1/ 81 و 85 و 215، والتاريخ الكبير
3/ 94 رقم 326، وتاريخ الثقات للعجلي 103 رقم 236، والثقات 4/ 137،
والمعرفة والتاريخ 1/ 504 و 2/ 533 و 542، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 494 و
5/ 11، والجرح والتعديل 3/ 255 رقم 1137، وأخبار القضاة 1/ 85، وتاريخ
الطبري 1/ 252 و 2/ 424 و 426 و 3/ 596، وأسد الغابة 1/ 358، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 151 رقم 109،
(5/393)
عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَابْنِ
مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانَ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حسن الحديث.
159- حارثة بن وهب [1]- ع- الخزاعيّ، أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لأُمِّهِ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُلْثُومِ
بِنْتِ جَرْوَلٍ الْخُزَاعِيَّةُ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، نَزَلَ الْكُوفَةَ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ حَفْصَةَ عَمَّةِ أَخِيهِ.
وَعَنْهُ: مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَالْمُسَيَّبُ
بْنُ رَافِعٍ.
160- حِطَّانُ بن عبد الله الرّقاشيّ [2]- م 4- البصريّ. ثقة مشهور.
__________
[ () ] وتهذيب الكمال 5/ 317، 318 رقم 1058، والكاشف 1/ 142 رقم 896،
وتجريد أسماء الصحابة 1/ رقم 1062، والمغني في الضعفاء 1/ 144 رقم
1263، وميزان الاعتدال 1/ 446 رقم 1662، وتهذيب التهذيب 2/ 166، 167
رقم 297، وتقريب التهذيب 1/ 145 رقم 84، والإصابة 1/ 372 رقم 1940،
وخلاصة تذهيب التهذيب 69.
[1] انظر عن (حارثة بن وهب) في:
طبقات ابن سعد 6/ 26، ومسند أحمد 4/ 306، وطبقات خليفة 108 و 137،
والتاريخ الكبير 3/ 93 رقم 324، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 103 رقم 269
وص 117 رقم 426، والمعرفة والتاريخ 2/ 630 و 3/ 89، والجرح والتعديل 3/
255 رقم 1136، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 287، والمعجم الكبير 3/ 262-
265 رقم 267، والاستيعاب 1/ 308، والإكمال 2/ 7، والجمع بين رجال
الصحيحين 1/ رقم 445، وتلقيح فهوم أهل الأثر 178، وأسد الغابة 1/ 359،
360، وتهذيب الكمال 5/ 318 رقم 1059، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 113 رقم
1066، وتحفة الأشراف 3/ 10- 12 رقم 91، والكاشف 1/ 142 رقم 897،
والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 127، والوافي بالوفيات 11/ 269 رقم 390،
والعقد الثمين 4/ 40، وتهذيب التهذيب 2/ 167 رقم 298، وتقريب التهذيب
1/ 146 رقم 85، والنكت الظراف 3/ 12، والإصابة 1/ 299 رقم 1533، وخلاصة
تذهيب التهذيب 69.
[2] انظر عن (حطّان بن عبد الله) في:
طبقات ابن سعد 7/ 128، وطبقات خليفة 200، وتاريخ خليفة 279، والعلل
لابن المديني 57 و 70، والتاريخ الكبير 3/ 118 رقم 394، وتاريخ الثقات
للعجلي 124 رقم 305، والثقات لابن حبّان 4/ 189، ومشاهير علماء
الأمصار، رقم 726، والجرح والتعديل 3/ 303 رقم 1354، والجمع بين رجال
الصحيحين 1/ 112، وتهذيب الكمال 6/ 561، 562 رقم 1384، والكاشف 1/ 177
رقم 1511، وتهذيب التهذيب 2/ 396 رقم 692،
(5/394)
رَوَى عَنْ: عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،
وَأَبِي مُوسَى، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعُبَادَةُ.
وَعَنْهُ: أَبُو مِجْلَزٍ لاحِقٌ، وَيُونُسُ بْنُ جُبَيْرٍ،
وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي مُوسَى [1] .
قَرَأَ عَلَيْهِ: الْحَسَنُ [2] .
وَثَّقَةُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ.
161- حُمْرَانُ بْنُ أَبَانٍ [3] ع مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ [4] .
كَانَ لِلْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ، فَابْتَاعَهُ مِنْهُ عُثْمَانُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَعْتَقَهُ [4] .
سَكَنَ الْبَصْرَةَ، وَحَدَّثَ عَنْ: عثمان، وابن عمر، ومعاوية.
__________
[ () ] وتقريب التهذيب 1/ 185 رقم 436، والوافي بالوفيات 13/ 95، 96
رقم 93، وغاية النهاية 1/ 253 رقم 1157، وخلاصة تذهيب التهذيب 87.
[1] أي الأشعريّ: عرضا، كما في النهاية لابن الجزري 1/ 253.
[2] انظر عن (حمران بن أبان) في: طبقات ابن سعد 5/ 283 و 7/ 148،
والعلل لابن المديني 96، وتاريخ خليفة 179 و 269، وطبقات خليفة 200 و
204، والعلل لأحمد 1/ 80، والتاريخ الكبير 3/ 80 رقم 287، والمعارف
435، 436، والأخبار الطوال 112، وتاريخ اليعقوبي 2/ 169 و 173، وأنساب
الأشراف 4 ق 1/ 468 و 470 و 472 و 547 و 555 و 5/ 286، وتاريخ الطبري
3/ 377 و 415 و 4/ 327 و 400 و 5/ 167 و 6/ 153 و 154 و 165 و 180،
والجرح والتعديل 3/ 265 رقم 1182، والثقات لابن حبّان 4/ 179، وأسماء
التابعين للدارقطنيّ، رقم 258، وجمهرة أنساب العرب 301، وأمالي القالي
2/ 182، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 114، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 438،
439، والخراج وصناعة الكتابة 356، ومعجم البلدان 1/ 644، 645 و 3/ 597
و 759 و 4/ 808، والكامل في التاريخ 2/ 395 و 3/ 145 و 414 و 4/ 307 و
336، وتهذيب الكمال 7/ 301- 306 رقم 1496، والعبر 1/ 206، وميزان
الاعتدال 1/ 604 رقم 2291، وسير أعلام النبلاء 4/ 182، 183 رقم 73،
والمغني في الضعفاء 1/ 191 رقم 1743، والكاشف 1/ 189 رقم 1238، والمعين
في طبقات المحدّثين 32 رقم 191، والبداية والنهاية 9/ 12، وتهذيب
التهذيب 3/ 24، 25 رقم 31، وتقريب التهذيب 1/ 198، رقم 559، والوافي
بالوفيات 13/ 168، 169 رقم 193، والإصابة 1/ 379 رقم 1998، والوزراء
والكتّاب 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 93.
[3] عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار غربيّ الكوفة. (معجم البلدان 4/
176) .
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 438.
(5/395)
روى عَنْهُ: عُرْوَةُ، وَأَبُو سَلَمَةَ،
وَجَامِعُ بْنُ رَاشِدٍ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَنَافِعٌ مَوْلَى
ابْنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَزَيْدُ بْنُ
أَسْلَمَ، وَبَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَبَيَانُ
بْنُ بِشْرٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَتْ لَهُ بِدِمَشْقَ دَارٌ.
وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَإِذَا
أَخْطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ حُمْرَانُ [1] .
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ
وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ
حُمْرَانَ بْنَ أَبَانٍ مَدَّ رِجْلَهُ، فَابْتَدَرُه مُعَاوِيَةُ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ لِكَيْ يغمزانه، وَكَانَ الْحَجَّاجُ
قَدْ أَغْرَمَ حُمْرَانَ مِائَةَ أَلْفٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ
الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ حُمْرَانَ أَخُو
مَنْ مَضَى وَعَمُّ مَنْ بَقِيَ، فَارْدُدْ عَلَيْهِ مَا أَخَذْتَ
مِنْهُ، فَدَعَا بِحُمْرَانَ، فَقَالَ: كَمْ أغْرَمْنَاكَ؟ قَالَ:
مِائَةُ أَلْفٍ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ مَعَ غِلْمَانٍ، فَقَالَ:
هِيَ لَكَ مَعَ الْغِلْمَانِ، وَقَسَّمَهَا حُمْرَانُ بَيْنَ
أَصْحَابِهِ، وَأَعْتَقَ الْغِلْمَانَ [2] .
وَإِنَّمَا أَغْرَمَهُ الْحَجَّاجُ لِأَنَّهُ كَانَ وَلِي بَعْضَ
نَيْسَابُورَ [3] .
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ يَأْذَنُ عَلَيْهِ
مَوْلاهُ حُمْرَانَ [4] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: ثنا اللَّيْثُ أَنَّ عُثْمَانَ
اشْتَكَى شَكَاةً، فَخَافَ فَأَوْصَى، وَاسْتَخْلَفَ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الْحَجِّ،
وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ كِتَابَهُ حُمْرَانُ، فاستكتمه وعوفي، وقدِم
عَبْد الرَّحْمَن، فلقيه حمران فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: إِيشْ فَعَلْتَ
لا بُدَّ أَنْ أُخْبِرَهُ، قَالَ: إِذًا وَاللَّهِ يُهْلِكُنِي.
فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا يَسَعُنِي فَأَتْرُكُ ذَلِكَ لِئَلَّا
يَأْمَنَكَ عَلَى مِثْلِهَا، وَلَكِنْ لا أَفْعَلُ حَتَّى
أَسْتَأْمِنُهُ لَكَ فَأَخْبَرَهُ، فَدَعَا بِهِ عُثْمَانُ فَقَالَ:
إِنْ شِئْتَ جَلَدْتُكَ مِائَةً، وَإِنْ شِئْتَ
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 439.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 439.
[3] في تهذيب الكمال 7/ 305 «سابور» ، وكذلك في: الوافي بالوفيات.
[4] تهذيب الكمال 7/ 304.
(5/396)
فَاخْرُجْ عَنِّي، فَاخْتَارَ الْخُرُوجَ،
فَخَرَجَ إِلَى الْكُوفَةِ [1] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] . مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ.
162- حفصة بنت عبد الرحمن [3]- م د ت ق- بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي قحافة التّيميّ.
رَوَتْ عَنْ: أَبِيهَا، وَعَمَّتِهَا عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ.
روى عَنْهَا: عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ، وَيُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ، وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ.
163- حَنْظَلَةُ أَبُو خَلَدَةَ [4] بَصْرِيُّ قَدِيمٌ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارٍ.
وعنه: سوادة بن أبي الأسود، وجويرية بن بشير، وأبو ثمامة محمد بن مسلم.
ذكره ابن أبي حاتم، وغيره.
164- حيان بن حصين [5] أبو الهياج الأسدي والد منصور.
__________
[1] تهذيب الكمال 7/ 304.
[2] في الطبقات 204.
[3] انظر عن (حفصة بنت عبد الرحمن) في:
طبقات ابن سعد 8/ 468، 469، وتاريخ الثقات للعجلي 518 رقم 2090،
والثقات لابن حبّان 4/ 194، والمعارف 174، والجمع بين رجال الصحيحين 2/
604 رقم 2359، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1681، وتهذيب التهذيب 12/
410 رقم 2763، وتقريب التهذيب 2/ 594 رقم 8، والوافي بالوفيات 13/ 106
رقم 111، وخلاصة تذهيب التهذيب 490، وأعلام النساء 1/ 274.
[4] انظر عن (حنظلة) في:
التاريخ الكبير 3/ 42 رقم 161، والجرح والتعديل 3/ 240 رقم 1065، و.
[5] انظر عن (حيّان بن حصين) في:
التاريخ الكبير 3/ 53، 54 رقم 203، والجرح والتعديل 3/ 243 رقم 1081،
وتاريخ الثقات للعجلي 138 رقم 354، والتاريخ لابن معين 2/ 141، والثقات
لابن حبّان 4/ 170، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 158، والجمع بين رجال
الصحيحين 1/ 113 رقم 439، وتهذيب الكمال 7/ 471، 472 رقم 1575، وطبقات
ابن سعد 6/ 223، وطبقات
(5/397)
سمع: عليا، وعمارا.
وعنه: أبو وائل، وعامر الشّعبيّ [1] ، وابنه جرير.
__________
[ () ] خليفة 155، والعلل لأحمد 1/ 118، والتاريخ الصغير 97، والمعرفة
والتاريخ 3/ 73، وتهذيب الكمال 7/ 471، 472 رقم 1575، وتهذيب التهذيب
3/ 67 رقم 129، وتقريب التهذيب 1/ 208 رقم 653، والوافي بالوفيات 13/
223 رقم 264، والكاشف 1/ 197 رقم 1296، وخلاصة تذهيب التهذيب 96.
[1] مهملة في الأصل.
(5/398)
[حرف الخاء]
165- خرشة بن الحرّ [1]- ع- الكوفيّ. كَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ
عُمَرَ، وَأُخْتُهُ سَلامَةُ لَهَا صُحْبَةٌ [2] .
يَرْوِي عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ.
وعنه: ربعي بن خراش، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير، والمسيب بن رافع،
وسليمان بن مسهر، وآخرون.
توفّي سنة أربع وسبعين.
__________
[1] خرشة: بفتحات.
[2] انظر عن: (خرشة بن الحرّ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 147، والتاريخ لابن معين 2/ 147، وطبقات خليفة 143 و
153، وتاريخ خليفة 273، ومسند أحمد 4/ 106 و 110، والتاريخ الكبير 3/
213، 214 رقم 726، وتاريخ الثقات للعجلي 143 رقم 379، والثقات لابن
حبّان 4/ 212، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 798، وأسماء التابعين للدار
للدّارقطنيّ، رقم 290، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 133 رقم 585،
والاستيعاب 1/ 439، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 127، وأسد الغابة 2/
109، 110، وتهذيب الكمال 8/ 237، 238 رقم 1682، والعبر 1/ 84، والكاشف
1/ 212 رقم 1392، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 158، وسير أعلام النبلاء 4/
109 رقم 34، والوافي بالوفيات 13/ 304، 305 رقم 372، والإصابة 1/ 423
رقم 2241، وتهذيب التهذيب 3/ 138، 139 رقم 264، وتقريب التهذيب 1/ 222
رقم 115، والعبر 1/ 84، وحسن المحاضرة 1/ 194 رقم 83، وخلاصة تذهيب
التهذيب 108، وقاموس الرجال 4/ 10، 11.
(5/399)
[حرف الراء]
166- رافع بن خديج [1] ع ابْنِ رَافِعِ [2] بْنِ عَدِيِّ بْنِ يَزِيدَ
الأَنْصَارِيُّ الخزرجيّ.
__________
[1] انظر عن (رافع بن خديج) في:
المغازي للواقدي 18 و 21 و 78 و 216 و 232 و 233 و 295 و 420 و 422 و
775 و 1035 و 1036، والمحبّر لابن حبيب 411، والتعليقات والنوادر
للهجري 1 رقم 467، وتاريخ خليفة 271، وطبقات خليفة 79، ومسند أحمد 3/
463 و 4/ 14، والعلل له 1/ 138 و 289، والتاريخ الكبير 3/ 299- 302 رقم
1024، والتاريخ الصغير 56، والمعارف 306، 307، وأنساب الأشراف 1/ 288 و
316 و 318 و 3/ 55 و 4 ق 1/ 362، وتاريخ الطبري 2/ 477 و 481 و 505 و
506 و 4/ 285 و 308 و 420، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1621،
والجرح والتعديل 3/ 479 رقم 2150، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم
44، والثقات لابن حبّان 4/ 235، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 29،
والمعجم الكبير 4/ 282- 343 رقم 421، والمستدرك على الصحيحين 3/ 561،
562، وجمهرة أنساب العرب 340، والبدء والتاريخ 6/ 212، والمعرفة
والتاريخ 1/ 223 و 226 و 2/ 60 و 218 و 623 و 772 و 773 و 808،
والاستيعاب 1/ 495، 491. والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 139، ومعجم
البلدان 2/ 324، وأخبار القضاة 3/ 253، وأسد الغابة 2/ 151، والكامل في
التاريخ 2/ 136 و 151 و 3/ 115 و 191 و 4/ 364، وتهذيب الأسماء ق 1 ج
1/ 187، وتهذيب الكمال 9/ 22- 25 رقم 1833، وتحفة الأشراف 3/ 139- 162
رقم 140، والعبر 1/ 83، وسير أعلام النبلاء 3/ 181- 183 رقم 34، وتجريد
أسماء الصحابة 1/ 172، والكاشف 1/ 232 رقم 1518، والمعين في طبقات
المحدّثين 21 رقم 39، والوافي بالوفيات 14/ 64 رقم 61، ومرآة الجنان 1/
155، والبداية والنهاية 9/ 3، ومجمع الزوائد 9/ 345، ودول الإسلام 1/
54، وتلخيص المستدرك 3/ 561، 562، وتهذيب التهذيب 3/ 229، 230 رقم 440،
وتقريب التهذيب 1/ 241 رقم 10، والنكت الظراف 3/ 140- 150، والإصابة 1/
495
[2] (ابن رافع) ساقطة من الأصل. والاستدراك من مصادر الترجمة.
(5/400)
شَهِدَ أُحُدًا وَالْخَنْدَقَ،
وَاستُصْغِرَ يَوْمَ بَدْرٍ.
وَيُقَالُ: أَصَابَهُ سَهْمٌ يَوْمَ أُحُدٍ فَنَزَعَهُ وَبَقِيَ النصل
إِلَى أن مَاتَ. وَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَنَا أَشْهَدُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [1] . وَشَهِدَ
رَافِعٌ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ، وَلَهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم
أحاديث.
رَوَى عَنْهُ: بَشِيرُ بْنُ يَسَارٍ، وَحْنَظَلَةُ بْنُ قَيْسٍ
الزُّرَقِيُّ، وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي
رَبَاحٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَنَافِعٌ، وَابْنُهُ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ،
وَحَفِيدُهُ عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ، وَآخَرُونَ.
شُعْبَةُ: عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ: رَأَيْتُ
ابْنَ عُمَرَ أَخَذَ بِعَمُودَيْ جِنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ،
فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ السَّرِيرِ،
حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ، وَقَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ
بِبُكَاءِ الْحَيِّ [2] .
تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ
ابْنُ عُمَرَ [3] ، وَعَاشَ سِتًّا وَثَمَانِينَ سَنَةً، رَحِمَهُ
اللَّهُ.
وَكَانَ يَتَعَانَى الْمَزَارِعَ وَيَفْلَحُهَا.
قَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْهَدَادِيُّ- وَهُوَ ثِقَةٌ-: ثنا بِشْرُ
بْنُ حَرْبٍ قَالَ: كُنْتُ فِي جِنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ
وَنِسْوَةُ يَبْكِينَ وَيُوَلْوِلْنَ عَلَى رَافِعٍ، فَقَالَ ابْنُ
عُمَرَ: إِنَّ رَافِعًا شَيْخٌ كَبِيرٌ لا طَاقَةَ لَهُ بِعَذَابِ
اللَّهِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «الْمَيِّتُ يُعذَّبُ ببكاء أهله عليه» [4] .
__________
[ () ] رقم 2526، والمطالب العالية 4/ 110، وخلاصة تذهيب التهذيب 97،
وشذرات الذهب 1/ 82، والأخبار الطوال 196، وتاريخ العظيمي 212،
والوفيات لابن قنفذ 82.
[1] أخرجه أحمد في المسند 6/ 378، والطبراني في المعجم الكبير 4/ 282.
283 رقم (4242) ، والحاكم في المستدرك 3/ 561، والهيثمي في مجمع
الزوائد 9/ 346.
[2] المستدرك 3/ 562.
[3] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب عمر عبد السلام تدمري: لقد أثبت
المؤلّف- رحمه الله- قوله هذا هنا، ولكنه نقضه في: تلخيص المستدرك 3/
561، 562 حيث قال: «هذا لا يصح ولا يستقيم معناه لأن ابن عمر كان في
التاريخ بمكة مريضا أو قد مات، والظاهر موت رافع قبل هذا فإن شعبة روى
عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ قال: رأيت ابن عمر قائما
بين قائمتي سرير رافع بن خديج» .
[4] أخرج الطبراني حديثا بنحوه، رقم (4244) وهو متّفق عليه.
(5/401)
167- الرّبيّع بنت معوّذ [1]- ع- بن عفراء
الأنصاريّة النّجّاريّة.
لَهَا صُحْبَةٌ، دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ بَنَى بِهَا.
رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيثَ، وَطَالَ عُمْرُهَا.
رَوَى عَنْهَا: خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، وَعُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ
بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَأَبُو
سَلَمَةَ، وَنَافِعٌ، وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَآخَرُونَ.
168- رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ الله [2]- خ د- بن الهدير القرشيّ التّيميّ
عَمُّ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
التَّيْمِيُّ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيُ، وَغَيْرُهُمْ.
وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ أَوْ بَعْدَهَا.
__________
[1] انظر عن (الرّبيّع بنت معوّذ) في:
طبقات ابن سعد 8/ 447، والمحبّر 430، ومسند أحمد 6/ 358، وطبقات خليفة
339، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 90 رقم 122، والمعرفة والتاريخ 3/ 283،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 343، 344 رقم 736، وتهذيب الكمال
(المصوّرة) 3/ 1683، والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 162، والكاشف
3/ 425 رقم 52، والاستيعاب 4/ 308، 309، والوافي بالوفيات 14/ 86، 87
رقم 103، والأغاني 1/ 65 في (خبر عمر بن أبي ربيعة) ، والإصابة 4/ 300،
301 رقم 415، وأسد الغابة 5/ 451، وسير أعلام النبلاء 3/ 198، 199 رقم
41، وخلاصة تذهيب التهذيب 423.
[2] انظر عن (ربيعة بن عبد الله) في:
طبقات ابن سعد 5/ 27، وطبقات خليفة 233، والتاريخ الكبير 3/ 281 رقم
965، وتاريخ الثقات 158 رقم 430، والثقات لابن حبّان 4/ 228، وأنساب
الأشراف 1/ 436، والجرح والتعديل 3/ 473 رقم 2118، والاستيعاب 1/ 514،
515، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 484، والجمع بين رجال الصحيحين 1/
136، والتبيين في أنساب القرشيّين 305، وأسد الغابة 2/ 170، وتهذيب
الكمال 9/ 120، 121 رقم 1879، والعبر 1/ 81، والكاشف 1/ 237 رقم 1561،
وسير أعلام النبلاء 3/ 516 رقم 123، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 180،
والعقد الثمين 4/ 397، والوافي بالوفيات 14/ 95 رقم 119، وتهذيب
التهذيب 3/ 257 رقم 489، والإصابة 1/ 523 رقم 2711، وتقريب التهذيب 1/
247 رقم 58، وخلاصة تذهيب التهذيب 99، وشذرات الذهب 1/ 79، ومرآة
الجنان 1/ 148.
(5/402)
[حرف الزَّايِ]
169- زُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ [1] بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ معاز [2] ،
أَبُو الْهُذَيْلِ الْكِلابِيُّ. مِنْ أُمَرَاءِ الْعَرَبِ.
سَمِعَ: عَائِشَةَ، وَمُعَاوِيَةَ.
رَوَى عَنْهُ: ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَغَيْرُهُ.
سَكَنَ الْبَصْرَةَ، ثُمَّ الشَّامَ، وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى أَهْلِ
قِنَّسْرِينَ يَوْمَ صِفِّينَ، وَشَهِدَ يَوْمَ رَاهِطٍ مَعَ
الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، وَهَرَبَ فَتَحَصَّنَ بِقَرْقِيسِيَاءَ.
وَلَهُ شِعْرٌ.
تُوُفِّيَ في خلافة عبد الملك.
__________
[1] انظر عن (زفر بن الحارث) في:
المحبّر 255، وأنساب لأشراف 4 ق 1/ 308 و 350 و 352 و 364 و 450 و 464
و 561 و 579 وج 5 (انظر فهرس الأعلام) 396، وتاريخ اليعقوبي 2/ 251 و
255 و 256 و 261، وتاريخ الطبري 4/ 505 و 526 و 527 و 533 و 5/ 531 و
535 و 539 و 541 و 543 و 593- 596 و 605 و 6/ 137 و 140، وتاريخ خليفة
195 و 254 و 260، والأخبار الطوال 172 و 185، والولاة والقضاة 42،
والحلّة السيراء 1/ 110 و 2/ 349، ومروج الذهب (طبعة الجامعة
اللبنانية) 1967 و 1379 و 1998 و 2004، والعقد الفريد 1/ 214 و 2/ 180
و 4/ 33 و 115 و 402، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 26، والوزراء
والكتّاب 35، وحماسة البحتري 41، وربيع الأبرار 1/ 338، وشرح نهج
البلاغة 6/ 164، والتذكرة السعدية 2/ 51 و 443، ومحاضرات الأدباء 2/
184، والوافي بالوفيات 14/ 199، 200 رقم 273، وتهذيب تاريخ دمشق 5/
379، 380، وفوات الوفيات 2/ 389، والمؤتلف والمختلف للآمدي 74 و 129.
[2] بالزاي.
(5/403)
170- زُهَيْرُ بْنُ قَيْسٍ [1]
الْبَلَوِيُّ الْمِصْرِيُّ. شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ وَسَكَنَهَا.
وَيُقَالُ لَهُ صُحْبَةٌ.
قَتَلَتْهُ الرُّومُ بِبَرْقَةَ، وَذَلِكَ أَنَّ الصَّرِيخَ أَتَاهُمْ
بِمِصْرَ أن الرُّومَ نَزَلُوا عَلَى بَرْقَةَ، فَأَمَرَهُ عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ بِالنُّهُوضِ، وَكَانَ وَاجِدًا عَلَيْهِ
لِأَنَّهُ قَاتَلَهُ بِنَاحِيَةِ أَيْلَةَ، إِذْ دَخَلَ مَرْوَانُ
مِصْرَ، وَسَيَّرَ ابْنَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ إِلَى مِصْرَ عَلَى
طَرِيقِ أَيْلَةَ، فَخَرَجَ زُهَيْرٌ عَلَى الْبَرِيدِ مُغَاضِبًا فِي
أَرْبَعِينَ رَجُلا، فَلَقِيَ الرُّومَ، فَأَرَادَ أن يَكُفَّ حَتَّى
يَلْحَقَهُ النَّاسُ، فَقَالَ فَتًى مَعَهُ: جَبُنْتَ أَبَا شَدَّادٍ:
فَقَالَ: قَتَلْتَنَا فَقَتَلْتَ نَفْسَكَ، ثُمَّ لاقَى الْعَدُوَّ،
فَقُتِلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِينَ
[2] .
لَهُ حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ سُوَيْدُ بْنُ قَيْسٍ، مَجْهُولٌ.
171- زِيَادُ [3] بْنُ حُدَيْرٍ [4] أَبُو الْمُغِيرَةَ الأَسَدِيُّ
الْكُوفِيُّ.
سَمِعَ: عَلِيًّا، وَعُمَرَ.
وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، وَحَفْصُ بْنُ
حُمَيْدٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : ثِقَةٌ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ: يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرحمن.
__________
[1] انظر عن (زهير بن قيس) في:
تاريخ خليفة 251 و 253، وفتوح البلدان 370، والولاة والقضاة 43،
والحلّة السيراء 2/ 327- 331، والمعرفة والتاريخ 2/ 512، والوافي
بالوفيات 14/ 226 رقم 305، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 396، والإصابة 1/ 555
رقم 2841.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 396.
[3] انظر عن (زياد بن حدير) في:
طبقات ابن سعد 6/ 130، وطبقات خليفة 155، والتاريخ لابن معين 2/ 177،
والعلل لأحمد 1/ 230 و 281، والتاريخ الكبير 3/ 348، 349 رقم 1180،
والمعرفة والتاريخ 2/ 642، وتاريخ واسط 42، و 252، والزهد لابن المبارك
70 رقم 213، والكنى والأسماء 2/ 66، والجرح والتعديل 3/ 529 رقم 2390،
والثقات لابن حبّان 4/ 251، وتهذيب الكمال 9/ 449- 451 رقم 2033،
والكاشف 1/ 258 رقم 1694، وتهذيب التهذيب 3/ 361 رقم 662، وتقريب
التهذيب 1/ 266 رقم 96، والإصابة 1/ 580، 581 رقم 2988، وخلاصة تذهيب
التهذيب 124.
[4] مهملة في الأصل.
[5] في الجرح والتعديل 3/ 529.
(5/404)
172- زيد بن خالد الجهنيّ [1]- ع- أبو عبد
الرحمن، وَيُقَالُ: أَبُو طَلْحَةَ.
صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ، نَزَلَ الْكُوفَةَ بَعْدَ الْمَدِينَةِ.
وَحَدَّثَ عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَعَنْ عُثْمَانَ، وَأَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ خَالِدٍ، وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَطَاءُ
بْنُ يَسَارٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ،
وَسَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، وَجَمَاعَةٌ.
تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِيمَا قِيلَ [2] وَلَمْ أَرَ
لِلْكُوفِيِّينَ عَنْهُ رِوَايَةً. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ
وَسَبْعِينَ.
173- زَيْنَبُ بِنْتُ أبي سلمة [3] ع عبد الله بن عبد الأسد بن
هلال المخزوميّة، رَبِيبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
__________
[1] انظر عن (زيد بن خالد) في:
المغازي للواقدي 589 و 681، وطبقات ابن سعد 4/ 344، والعلل لابن
المديني 66، وتاريخ خليفة 265 و 277، وطبقات خليفة 120، ومسند أحمد
4/ 114 و 5/ 192، والعلل له 1/ 80، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83
رقم 41، والتاريخ الكبير 3/ 384، 385 رقم 1282، والمعارف 279،
والمعرفة والتاريخ 1/ 422 و 432، 433، و 2/ 28 و 271، والكنى
والأسماء 1/ 79، والجرح والتعديل 3/ 563 رقم 2540، والمعجم الكبير
5/ 259، 260 رقم 500، والاستيعاب 1/ 558، 559، ومشاهير علماء
الأمصار، رقم 54، وأخبار القضاة 1/ 125، والجمع بين رجال الصحيحين
1/ 142، والتبيين في أنساب القرشيين 206، وأسد الغابة 2/ 228،
والكامل في التاريخ 3/ 471 و 4/ 449، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج
1/ 203 رقم 188، وتهذيب الكمال 10/ 63، 64 رقم 2104، وتحفة الأشراف
3/ 229- 244 رقم 167، والكاشف 1/ 265 رقم 1751، والمعين في طبقات
المحدّثين 21 رقم 43، والعبر 1/ 76 و 89، ودول الإسلام 1/ 56،
ومرآة الجنان 1/ 178، وتهذيب التهذيب 3/ 410، 411 رقم 748، وتقريب
التهذيب 1/ 274 رقم 177، والإصابة 1/ 565 رقم 2895، والوافي
بالوفيات 15/ 41 رقم 42، والنكت الظراف 3/ 234- 243، وخلاصة تذهيب
التهذيب 128.
[2] وقيل توفي بالمدينة.
[3] انظر عن (زينب بنت أبي سلمة) في:
الأخبار الموفقيات 131، وطبقات ابن سعد 8/ 461، والمحبّر 84 و 402،
والمعارف 136، وأنساب الأشراف 1/ 207 و 430 و 462 و 4 ق 1/ 328،
والاستيعاب 4/ 319، 320، وأسد الغابة 5/ 468، وتاريخ الثقات 520
رقم 2098، والثقات لابن حبّان 3/ 145، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد
102 رقم 253، وتاريخ الطبري 3/ 164 و 5/ 139 و 150
(5/405)
وَأُخْتُ عُمَرَ، وَلَدَتْهُمَا أُمُّ
سَلَمَةَ بِالْحَبَشَةِ.
رَوَتْ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أُمَّهَاتِ
الْمُؤْمِنِينَ الأَرْبَعَةِ: أُمِّهَا، وَزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ،
وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ حَبِيبَةَ.
رَوَى عَنْهَا: حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، وَعِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ،
وَعُرْوَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ
مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو
قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَكُلَيْبُ بْنُ وَائِلٍ، وَعَمْرُو بْنُ
شُعَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، وَابْنُهَا
أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، وَآخَرُونَ.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ
قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ أُمِّ
سَلَمَةَ، فَجَعَلَ الْحَسَنَ فِي شِقِّ، وَالْحُسَيْنَ فِي شِقٍّ،
وَفَاطِمَةَ فِي حِجْرِهِ فَقَالَ: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ
عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ 11: 73 [1]
وَأَنَا وَأُمُّ سَلَمَةَ جَالِسَتَانِ، فَبَكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ،
فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: خَصَصْتَهُمْ وَتَرَكْتَنِي
وَبِنْتِي، قَالَ: «أَنْتِ وَابْنَتُكِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ» .
هَذَا حديث جيّد السّند.
توفّيت قريبا من سنة أربع وسبعين.
__________
[ () ] وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 314، 315، وتهذيب الكمال
(المصوّر) 3/ 1683، وتحفة الأشراف 11/ 324، 325 رقم 886، وسير
أعلام النبلاء 3/ 200، 201 رقم 42، والمعين في طبقات المحدّثين 29
رقم 165، والكاشف 3/ 426 رقم 60، والبداية والنهاية 8/ 347،
والوافي بالوفيات 15/ 61 رقم 71، والعقد الثمين 8/ 229، وتهذيب
التهذيب 12/ 421 رقم 2802، وتقريب التهذيب 2/ 600 رقم 2، والإصابة
4/ 317 رقم 484، والنكت الظراف 11/ 325، وخلاصة تذهيب التهذيب 423،
والمعرفة والتاريخ 1/ 226 و 2/ 284 و 722.
[1] سورة هود، الآية 73.
(5/406)
[حَرْفُ السِّينِ]
174- سُرَاقَةُ [1] بْنُ مِرْدَاسٍ [2] الأَزْدِيُّ الْبَارِقِيُّ
[3] ، شاعر مشهور. هرب من المختار ابن أبي عُبَيْدٍ إِلَى
دِمَشْقَ، وَكَانَ قَدْ هَجَاهُ. وَكَانَ مَعَ بِشْرِ بْنِ
مَرْوَانَ بِالْعِرَاقِ.
وَكَانَتْ بَيْنَهُ وبين جرير مهاجاة [4] .
__________
[1] هو سراقة الأصغر، كما في المؤتلف والمختلف للآمدي.
[2] انظر عن (سراقة بن مرداس) في:
المحبّر 456، والمؤتلف والمختلف للآمدي 134، وأنساب الأشراف 5/ 169
و 170 و 174 و 175 و 234 و 235 و 267، والعقد الفريد 2/ 170،
وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 71- 73، والأخبار الطوال 302، والوافي
بالوفيات 15/ 132، 133 رقم 190، واللباب 1/ 107، وتاريخ الطبري 6/
51 و 54 و 55 و 92 و 122 و 214.
[3] البارقي: بفتح الباء المعجمة بواحدة وكسر الراء وفي آخرها قاف،
هذه النسبة إلى بارق. قال ابن السمعاني في الأنساب 2/ 31 «هذه
النسبة إلى بارق وهو جبل ينزله الأزد فيما أظن ببلاد اليمن» .
وقد خطّأه ابن الأثير في (اللباب 1/ 107) فقال: «قوله إن بارقا جبل
نزله الأزد غير صحيح، فإن أهل النسب قد اختلفوا في ذلك، فقال ابن
الكلبي: ولد عديّ بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس
بن ثعلبة بن مازن بن الأزد سعدا، وهو بارق، بطن منهم:
سراقة بن مرداس البارقي. ومثله قال خليفة بن خياط. وقال ابن
البرقي: هو بارق بن عوف بن عديّ بن حارثة فجعلوه اسم رجل أو لقبه.
وقال غير من ذكرنا إن بارقا جبل باليمن نزله بنو عديّ بن حارثة بن
عمرو فسمّوا به، وجماع بارق سعد بن عديّ. فعلى كل تقدير، إن كان
بارق لقب رجل أو اسمه أو جبلا فقد أخطأ السمعاني، لأنه إن كان رجلا
فلا كلام، وإن كان جبلا كما ذكره فلم ينزله الأزد كلهم، وإنما نزله
بطن منهم، فقوله الأزد مطلقا يوهم أن كل أزديّ يجوز أن يقال له
بارقي، وليس كذلك» .
[4] ذكرها الآمدي في كتابه المؤتلف والمختلف ص 134 وابن عساكر في
(تهذيب تاريخ دمشق)
(5/407)
وَذَكَرْنَا لَهُ بَيْتَيْنِ فِي
«الْمُخْتَارِ» .
- (سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ) - ع- هُوَ أَبُو سَعِيدٍ. يَأْتِي
بِكُنْيَتِهِ.
175- سعيد بن وهب [1]- م ن- الهمدانيّ الخيواني [2] الكوفي.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي «الطَّبَقَاتِ» [3] : سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ
وَهْبٍ مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لُزُومًا
لِعَلِيٍّ، كَانَ يُقَالُ لَهُ الْقُرَادُ [4] لِلُزُومِهِ
إِيَّاهُ.
أنبأ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ وَهْبٍ، وَكَانَ عَرِّيفَ قَوْمِهِ.
وَقَالَ يُونُسُ: وَرَأَيْتُهُ مَخْضُوبًا بِالصُّفْرَةِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سنة ستّ وثمانين. كذا قَالَ.
وَرَوَى عَنْ: سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَخَبَّابِ بْنِ
الأَرَتِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ
السَّبِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [5] .
وَتُوُفِّيَ سنة ستّ وسبعين.
__________
[ () ] 6/ 72.
[1] انظر عن (سعيد بن وهب) في:
طبقات ابن سعد 6/ 170، وطبقات خليفة 149، وتاريخ خليفة 275،
والتاريخ الكبير 3/ 517، 518 رقم 1731، وتاريخ الثقات 189 رقم 567،
والثقات لابن حبان 4/ 291، وتاريخ أبي زرعة 1/ 626، والجرح
والتعديل 4/ 69، 70 رقم 294، وأسد الغابة 2/ 316، والكاشف 1/ 297
رقم 1990، وسير أعلام النبلاء 4/ 180، 181 رقم 70، وتهذيب الكمال
11/ 97- 100 رقم 2373، وتجريد أسماء الصحابة 1، رقم 2346، والوافي
بالوفيات 15/ 272 رقم 379، وتهذيب التهذيب 4/ 95، 96 رقم 160،
وتقريب التهذيب 1/ 307 رقم 275، والإصابة 2/ 113 رقم 3685، وخلاصة
تذهيب التهذيب 143، ومشاهير علماء الأمصار رقم 770، وأنساب الأشراف
5/ 266.
[2] الخيواني: بفتح الخاء وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها
وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى خيوان بن زيد بن مالك بن جشم ...
(الأنساب 5/ 236، واللباب 1/ 479) .
[3] 6/ 170.
[4] بضم القاف.
[5] لم يذكره في تاريخه، ولا في: معرفة الرجال.
(5/408)
176- سَلَمَةُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ [1]
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ، رَبِيبُ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابْنُ أُمِّ
سَلَمَةَ، لَهُ رُؤْيَةٌ وَلا يُحْفَظُ لَهُ رِوَايَةٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : زَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أُمَامَةَ بِنْتَ
حَمْزَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ: «هَلْ جَزَيْتَ سَلَمَةَ» ؟
يَقُولُ ذَلِكَ لِأَنَّ سَلَمَةَ هُوَ ابْنُ زَوْجِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِّ سَلَمَةَ، فرأى
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَدْ جزاه
بما صنع.
ثُمَّ قَالَ: تُوُفِّيَ سَلَمَةُ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
177- سُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ [3] أَبُو سَلَمَةَ التُّجِيبِيُّ
الْمِصْرِيُّ، قَاضِي مِصْرَ وَقَاصُّهَا وَمُذَكِّرُهَا، وَكَانَ
يُسَمَّى النَّاسِكُ لِشِدَّةِ عِبَادَتِهِ.
حَضَرَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ.
وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأُمِّ
الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةَ.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ، وَأَبُو قَبِيلٍ، وَمِشْرَحُ
[4] بْنُ عَاهَانَ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ
ثَوْبَانَ، وَابْنُ عَمِّهِ الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَكَانَ سُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ يَقُصُّ
وَهُوَ قَائِمٌ، وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا، قَالَ وَرُوِيَ أَنَّهُ
كَانَ يَخْتِمُ كُلَّ ليلة ثلاث ختمات، ويأتي امرأته
__________
[1] انظر عن (سلمة بن أبي سلمة) في:
طبقات ابن سعد 3/ 234، وطبقات خليفة 262، وأنساب الأشراف 1/ 258 و
411 و 432، وتاريخ الطبري 3/ 164، والاستيعاب 2/ 87، والوافي
بالوفيات 15/ 318 رقم 444، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 51.
[2] في الطبقات 3/ 234.
[3] انظر عن (سليم بن عتر) في:
الولاة والقضاة 303 و 304 و 307- 311، ومرآة الجنان 1/ 156، وتاريخ
الطبري 4/ 125، والجرح والتعديل 3/ 211، 212 رقم 911، والعبر 1/
86، وسير أعلام النبلاء 4/ 131- 133 رقم 39، والوافي بالوفيات 15/
335، 336 رقم 478، والنجوم الزاهرة 1/ 194، وحسن المحاضرة 1/ 255 و
295، وشذرات الذهب 1/ 83 وفيه (سليم بن عنزة) وهو تحريف، وكذا في
تاريخ الثقات 200 رقم 602، والثقات لابن حبان 4/ 329.
[4] في الأصل «مسرح» والتصحيح من الخلاصة حيث قيّده بكسر الميم
وسكون المعجمة.
(5/409)
وَيَغْتَسِلُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَأَنَّ
امْرَأَتَهُ قَالَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ: رَحِمَكَ اللَّهُ، لَقَدْ
كُنْتُ تُرْضِي رَبَّكَ وَتُرْضِي أَهْلَكَ [1] .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ
قَالَ: اخْتُصِمَ إِلَى سُلَيْمِ بْنِ عِتْرٍ فِي مِيرَاثٍ،
فَقَضَى بَيْنَ الْوَرَثَةِ، ثُمَّ تَنَاكَرُوا فَعَادُوا
إِلَيْهِ، فَقَضَى بَيْنَهُمْ، وَكَتَبَ كِتَابًا بِقَضَائِهِ،
وَأَشْهَدَ فِيهِ شُيُوخَ الْجُنْدِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سُجِّلَ
لِقَضَائِهِ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ
يَزِيدَ، أَنَّ سُلَيْمَ بْنَ عِتْرٍ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ
كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
وَقَالَ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
ثَوْبَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عِتْرٍ قَالَ: لَمَّا قَفَلْتُ مِنَ
الْبَحْرِ تعبّدت في غار بالإسكندريّة سَبْعَةَ أَيَّامٍ، مَا
أَكَلْتُ وَلا شَرِبْتُ، وَلَوْلا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ أَضْعُفَ
لَزِدْتُ [2] .
وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو
قَبِيلٍ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ كَرِهَ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عَمْرٍو بَيْعَتَهُ، وَكَانَ مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ
بالإسكندرية، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مَسْلَمَةُ كُرَيْبَ بْنَ
أَبْرَهَةَ. وَعَابِسَ بْنَ سَعِيدٍ، وَمَعَهُمَا سُلَيْمُ بْنُ
عِتْرٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاصُّ أَهْلِ الشَّامِ وَقَاضِيهِمْ،
فَوَعَظُوا عَبْدَ اللَّهِ فِي بَيْعَةِ يَزِيدَ، فَقَالَ:
وَاللَّهِ لأَنَا أَعْلَمُ بِأَمْرِ يَزِيدَ مِنْكُمْ، وَأَنَا
لأَوَّلُ النَّاسِ أَخْبَرَ بِهِ مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ
سَيُسْتَخْلَفُ، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ يَلِيَ هُوَ بَيْعَتِي.
وَقَالَ لِكُرَيْبٍ: أَتَدْرِي مَا مَثَلُكَ يَا كُرَيْبُ كَقَصْرٍ
فِي صَحَرَاءَ غَشِيَهُ النَّاسُ، قَدْ أَصَابَهُمُ الْحَرُّ،
فَدَخَلُوا يَسْتَظِلُّونَ فِيهِ، فَإِذَا هُوَ مَلْآنُ مِنْ
مَجَالِسِ النَّاسِ، وَإِنَّ صَوْتَكَ فِي الْعَرَبِ كُرَيْبُ بْنُ
أَبْرَهَةَ، وَلَيْسَ عِنْدَكَ شَيْءٌ. وَأَمَّا أَنْتَ يَا
عَابِسُ، فَبِعْتَ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ. وَأَمَّا أَنْتَ يَا
سُلَيْمُ كُنْتَ قَاصًّا، فَكَانَ مَعَكَ مَلَكَانِ يُعِينَانِكَ
[3] وَيُذَكِّرَانِكَ، ثُمَّ صِرْتَ قَاضِيًا وَمَعَكَ
شَيْطَانَانِ يُزِيغَانِكَ وَيَفْتِنَانِكَ [4] .
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ بِدِمْيَاطَ سَنَةَ خَمْسٍ وسبعين.
__________
[1] انظر الولاة والقضاة 303 و 307 و 308، وتاريخ الثقات للعجلي
200.
[2] في (ولاة مصر) للكندي 307 «ولولا أني خشيت أن أضعفه لأتممتها
عشرا» .
[3] في الولاة والقضاة «يفتيانك» .
[4] الولاة والقضاة 310، 311.
(5/410)
وثّقه أحمد العجليّ [1] .
178- سَفِينَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ [2] م 4 أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَانَ عَبْدًا لأُمِّ
سَلَمَةَ فَأَعْتَقَتْهُ، وَشَرَطَتْ عَلَيْهِ أن يَخْدُمَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَاشَ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعُمَرُ، وَسَعِيدُ
بْنُ جُمْهَانَ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
الْمُنْكَدِرِ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَصَالِحٌ أَبُو
الْخَلِيلِ [3] ، وَأَبُو رَيْحَانَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَطَرٍ،
وَقَتَادَةُ، وَغَيْرُهُمْ.
وَاسْمُهُ مِهْرَانُ، وَقِيلَ: رُومَانُ، وَقِيلَ: قيس، وقيل غير
ذلك [4] .
__________
[1] في تاريخ الثقات 200 رقم 602 وفيه «سليم بن عنز» .
[2] انظر عن (سفينة مولى رسول الله) في:
التاريخ لابن معين 2/ 714، وطبقات خليفة 190، ومسند أحمد 5/ 220،
والعلل له 1/ 66 و 260، والمحبّر 128، والتاريخ الكبير 4/ 209 رقم
2524، والتاريخ الصغير 94 و 98، وتاريخ اليعقوبي 2/ 87، وأنساب
الأشراف 1/ 490 و 4/ ق 1/ 129، والمعارف 146 و 147، وتاريخ أبي
زرعة 1/ 456، 457، والجرح والتعديل 4/ 320 رقم 1392، والثقات لابن
حبّان 4/ 348، والمعجم الكبير 7/ 94 رقم 632، والمستدرك على
الصحيحين 3/ 606، وحلية الأولياء 1/ 368، رقم 74، والاستيعاب 2/
129، 130 والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 206، ومشاهير علماء الأمصار،
رقم 250، وتلقيح فهوم أهل الأثر 150، وأسد الغابة 2/ 324، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 225، وتهذيب الكمال 11/ 204- 206 رقم
2420، وتحفة الأشراف 4/ 21- 23 رقم 198، وسير أعلام النبلاء 3/
172، 173 رقم 29، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2380، والكاشف 1/ 302
رقم 2025، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 48، وتهذيب التهذيب
4/ 125 رقم 212، وتقريب التهذيب 1/ 312 رقم 325، والوافي بالوفيات
15/ 285، 286 رقم 505، والإصابة 2/ 58 رقم 3335، وخلاصة تذهيب
التهذيب 162، والبداية والنهاية 8/ 323، ومختصر التاريخ لابن
الكازروني 54 و 50.
[3] مهمل في الأصل.
[4] وقيل: نجران، قاله ابن سعد، وقيل: رباح، وقيل: قيس، قاله ابن
البرقي. ويقال شنبه بن مارفنّة، ويقال: عمير، ويقال: عبس، ويقال:
سليمان، ويقال: أيمن، ويقال: طهمان، وغير ذلك.
(5/411)
وَقَدْ حَمَلَ مَرَّةً مَتَاعَ الْقَوْمِ،
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا
أَنْتَ إِلا سَفِينَةُ» ، فَلَزِمَهُ [1] . وَرَوَى أُسَامَةُ بْنُ
زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْهُ أَنَّهُ رَكِبَ
الْبَحْرَ، فَانْكَسَرَ بِهِمُ الْمَرْكَبُ، فَأَلْقَاهُ الْبَحْرُ
إِلَى السَّاحِلِ، فَلَقِيَ الأَسَدَ فَقَالَ لَهُ: أَنَا
سَفِينَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَدَلَّهُ الأَسَدُ عَلَى الطَّرِيقِ، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ [2] .
179- سَلَمَةُ بْنُ الأكوع [3] ع هُوَ سَلَمَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ
سِنَانِ بْنِ عبد الله بن قشير الأسلميّ المدنيّ،
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند 5/ 121 و 222 وأبو نعيم في حلية الأولياء
1/ 369، وابن قتيبة في المعارف 146، 147، والطبراني في المعجم
الكبير 7/ رقم (6439) من طريق:
حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ. وقد صحّحه
الحاكم في المستدرك 3/ 606 ووافقه الذهبي في تلخيصه.
[2] أخرجه الطبراني (6432) من طريق: ابن وهب، عن أسامة بن زيد،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ عثمان، عن
محمد بن المنكدر. وصحّحه الحاكم 3/ 606.
[3] انظر عن (سلمة بن الأكوع) في:
سيرة ابن هشام 3/ 229 و 274 و 284 و 4/ 264، والمغازي للواقدي
(انظر فهرس الأعلام) 3/ 1179، والمحبّر 119 و 289، وطبقات ابن سعد
4/ 305، وتاريخ يحيى بن معين 2/ 225، وتاريخ خليفة 271، وطبقات
خليفة 111، والعلل لأحمد 1/ 212، والمسند له 4/ 45 و 50، والتاريخ
الكبير 4/ 69 رقم 1987، والتاريخ الصغير 92، 93، وتاريخ الثقات 196
رقم 584، والمعارف 323، 324، وأنساب الأشراف 1/ 351، والمعرفة
والتاريخ 1/ 336، و 437 و 438، وتاريخ الطبري 2/ 596 و 598 و 601 و
603 و 629 و 632 و 633 و 643 و 3/ 22 و 4/ 224، والجرح والتعديل 4/
166 رقم 729، ومشاهير علماء الأمصار رقم 80، والمعجم الكبير 7/ 5-
41 رقم 601، والمستدرك على الصحيحين 3/ 562، وجمهرة أنساب العرب
240، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 190، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد
84 رقم 45، والاستيعاب 2/ 87، 88، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 232- 234،
ومعجم البلدان 4/ 55، والكامل في التاريخ 2/ 188 و 191 و 209، وأسد
الغابة 2/ 333، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 229 رقم 222،
وتهذيب الكمال 11/ 301، 302 رقم 2462، وتحفة الأشراف 4/ 35- 48 رقم
201، والعبر 1/ 84، والكاشف 1/ 307 رقم 2061، والمعين في طبقات
المحدّثين 21 رقم 50، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2404، وسير أعلام
النبلاء 3/ 326- 331 رقم 50، وتلخيص المستدرك 3/ 562، والبداية
والنهاية 9/ 6، ومرآة الجنان 1/ 155، ودول الإسلام 1/ 54، والوافي
بالوفيات 15/ 321 رقم 451، ومجمع الزوائد 9/ 363، وتهذيب التهذيب
4/ 150- 152
(5/412)
صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحَدُ مَنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ.
وَالأَكْوَعُ لَقَبُ سِنَانٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ إِيَاسٌ، وَمَوْلاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي
عُبَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ [1] ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْحَنَفِيَّةِ.
كُنْيَتُهُ: أَبُو مُسْلِمٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَامِرٍ، وَيُقَالُ:
أَبُو إِيَاسٍ [2] .
قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ: رَأَيْتُ أَبَا سَلَمَةَ
يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شِعَارُنَا لَيْلَةَ بَيَّتْنَا
هَوَازِنَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، أَمَّرَهُ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمِتْ أمِتْ [3] ، وَقَتَلْتُ
بِيَدِي لَيْلَتَئِذٍ سَبْعَةَ أَهْلِ أَبْيَاتٍ [4] .
وَقَالَ عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
رَزِينٍ: أَتَيْنَا سَلَمَةَ بْنَ الأكْوَعِ بِالرَّبَذَةِ،
فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا يَدًا ضَخْمةً كَأَنَّهَا خُفُّ الْبَعِيرِ،
فَقَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: بِيَدَيَّ هذه، فأخذنا بيده فَقَبَّلْنَاهَا [5] .
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الأسلميّ:
ثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَرْدَفَنِي
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا،
وَمَسَحَ عَلَى وَجْهِي، مِرَارًا، وَاسْتَغْفَرَ لِي مِرَارًا،
عَدَدَ مَا فِي يَدَيَّ مِنَ الأَصَابِعِ [6] .
__________
[ () ] رقم 262، وتقريب التهذيب 1/ 318 رقم 375، والإصابة 2/ 66،
67 رقم 3389، والنكت الظراف 4/ 36- 46، وخلاصة تذهيب التهذيب 126،
وشذرات الذهب 1/ 81، والوفيات لابن قنفذ 82.
[1] مهملة في الأصل.
[2] وهو الأكثر.
[3] أمت أمت: أي أمر بالموت.
[4] أخرجه أحمد 4/ 46، وأبو داود (2638) وابن ماجة (2840) ، وابن
سعد في الطبقات 4/ 305 وسنده حسن.
[5] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 306 من طريق سعيد بن منصور بهذا
الإسناد، وفيه «عكاف» بدل «عطاف» وهو تحريف.
[6] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6267) من طريق الحميدي،
والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 363.
(5/413)
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ: ثَنَا
يَزِيدُ، عَنْ سَلَمَةَ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبَدْوِ، فَأَذِنَ لَهُ
[1] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي
عُبَيْدَةَ قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ نَجْدَةُ [2] وَجَبَى
الصَّدَقَاتِ، قِيلَ لِسَلَمَةَ: أَلَا تُبَاعِدَ مِنْهُمْ؟
فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أَتَبَاعَدُ وَلا أُبَايِعُهُ، قَالَ:
وَدَفَعَ صَدَقَتَهُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: وَأَجَازَ الْحَجَّاجُ
سَلَمَةَ بِجَائِزَةٍ فَقَبِلَهَا [3] .
ابن عجلان، عن عثمان بن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ:
رَأَيْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأكوع يحفي شَارِبَهُ أُخَيَّ الْحَلْقِ
[4] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عبد
الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن زياد بن مينا [5] قال: كان ابن عباس،
وابن عمر، وأبو سَعِيدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٌ، وَرَافِعُ
بْنُ خَدِيجٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ، وَأَبُو وَاقِدٍ
اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُحَيْنَةَ، مَعَ أَشْبَاهٍ
لَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يفتون بالمدينة، ويحدثون عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من لدن توفي عثمان، إِلَى أَنْ
تُوُفُّوا.
وَقَالَ سَلَمَةُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غَزَوَاتٍ [6] .
وَقَالَ إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، مَا كَذَبَ أَبِي قَطُّ، رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ [7] .
وَفِي الْبُخَارِيِّ، مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ
قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ خَرَجَ سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ
إِلَى الرَّبَذَةِ وَتَزَوَّجَ هُنَاكَ، وَجَاءَهُ أَوْلادٌ،
فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى قَبْلِ أَنْ يَمُوتَ بِلَيَالٍ، فنزل
المدينة [8] .
__________
[1] أخرجه البخاري في الفتن 13/ 30 باب التغرّب في الفتنة، ومسلم
(1862) وأحمد 4/ 47 و 54، والنسائي 7/ 151، 152، والطبراني (6298)
.
[2] أي نجدة الحروريّ.
[3] طبقات ابن سعد 4/ 307 و 308.
[4] طبقات ابن سعد 4/ 308.
[5] في الأصل «سينا» .
[6] طبقات ابن سعد 4/ 305.
[7] تاريخ البخاري 4/ 69.
[8] الموجود في تاريخ البخاري 4/ 69 «سكن الرَّبَذَة» فقط، وبقية
الخبر ليس فيه.
(5/414)
قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ:
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ [1] .
وَأَوْرَدْنَا مِنْ أَخْبَارِهِ فِي «الْمَغَازِي» [2] .
180- سُوَيْدِ بْنُ مَنْجُوفِ [3] بْنِ ثَوْرِ بْنِ عُفَيْرِ
السَّدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ.
رَأَى عَلِيًّا وَسَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَوَفَدَ عَلَى
مُعَاوِيَةَ.
وَهُوَ وَالِدُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ.
رَوَى عَنْهُ الْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ.
قَالَ خَلِيفَةُ [4] : تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.
__________
[1] وهو ابن ثمانين سنة. (طبقات ابن سعد 4/ 308) .
[2] انظر الجزء الخاص بالمغازي 334 و 335 و 337 و 339- 341 و 365 و
385 و 386 و 407 و 409 و 433 و 446 و 494 و 587.
[3] انظر عن (سويد بن منجوف) في:
التاريخ الكبير 4/ 143 رقم 2259، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 391 و 5/
171 و 287 و 343، والمعارف 113، والجرح والتعديل 4/ 234، 235 رقم
1005، والثقات لابن حبّان 4/ 323، وتاريخ خليفة 258 و 268، وجمهرة
أنساب العرب 318، والعقد الفريد 3/ 490 و 493 و 4/ 32، والوافي
بالوفيات 16/ 46 رقم 59، والأخبار الموفقيات 534.
[4] في تاريخه- ص 268.
(5/415)
[حرف الشِّينِ]
181- شَبَثُ بْنُ رِبْعِيِّ [1] بْنِ حُصَيْنٍ التَّمِيمِيُّ
الْيَرْبُوعِيُّ، أَحَدُ الأَشْرَافِ، كَانَ مِمَّنْ خَرَجَ عَلَى
عَلِيٍّ، ثُمَّ أَنَابَ وَرَجَعَ.
قَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: شَهِدْتُ
جِنَازَةَ شَبَثٍ، فَأَقَامُوا الْعَبِيدَ عَلَى حِدَةٍ،
وَالْجَوَارِي عَلَى حدة، والخيل على حدة، والجمال
__________
[1] انظر عن (شبث بن ربعيّ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 216، والتاريخ لابن معين 2/ 247، وتاريخ خليفة
192 و 195، وطبقات خليفة 153، والعلل لأحمد 1/ 187، والتاريخ
الكبير 4/ 266، 267 رقم 2755، والضعفاء الصغير 263 رقم 163،
والأخبار الطوال 172 و 210 و 229 و 239 و 256 و 301، والمعارف 405،
وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 166 و 237 و 254 و 256 و 5/ 399، وتاريخ
اليعقوبي 2/ 191، وأحوال الرجال 34 رقم 3، وتاريخ أبي زرعة 1/ 626،
وفتوح البلدان 119، والجرح والتعديل 4/ 388، 389 رقم 1695، وتاريخ
الثقات للعجلي 214 رقم 652، والثقات لابن حبّان 4/ 371، وتاريخ
الطبري 3/ 274 و 464 و 4/ 483 و 569 و 573 و 574 و 5/ 5 و 6 و 63 و
85 و 91 و 179 و 247 و 269 و 353 و 369 و 370 و 381 و 422 و 425 و
436 و 438 و 580 و 6/ 19 و 22- 25 و 27 و 29- 31 و 43- 45 و 47 و
49 و 83 و 92 و 94 و 123 و 124، وجمهرة أنساب العرب 227، والكامل
في التاريخ 2/ 356 و 3/ 228 و 284 و 289 و 326 و 345، والمنتخب من
ذيل المذيل 665، وربيع الأبرار 4/ 469، والتنبيه والإشراف 248،
ومروج الذهب 1704، ومقاتل الطالبيين 114، وتاريخ الردّة 63، والعقد
الفريد 2/ 390، والبدء والتاريخ 5/ 143 و 175 و 227، وتهذيب الكمال
12/ 351- 353 رقم 2686، وسير أعلام النبلاء 4/ 150 رقم 51، و 2/ 3
رقم 2252، والعبر 1/ 44، وميزان الاعتدال 2/ 261 رقم 3654، والوافي
بالوفيات 16/ 102 رقم 115، والإصابة 2/ 163 رقم 3955، وتهذيب
التهذيب 4/ 303، 304 رقم 520، وتقريب التهذيب 1/ 345 رقم 8، وخلاصة
تذهيب التهذيب 168، وتاج العروس (مادة: شبث) .
(5/416)
عَلَى حِدَةٍ، وَذَكَرَ الْأَصْنَافَ،
وَرَأَيْتَهُمْ يَنُوحُونَ عَلَيْهِ يَلْتَدِمُونَ، ذَكَرَهُ ابْنُ
سَعْدٍ [1] .
وَقَدْ رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ.
وعنه محمد بن كعب القرظي، وسليمان التيمي.
له حديث واحد في سنن د [2] .
182- شبيب بن يزيد [3] ابن نُعَيْمِ [4] بْنُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو
بْنِ الصَّلْتِ [5] الشَّيْبَانِيُّ الْخَارِجِيُّ، خَرَجَ
بِالْمَوْصِلِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ خَمْسَةَ قُوَّادٍ،
فَقَتَلَهُمْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ. ثُمَّ سَارَ إِلَى
الْكُوفَةِ وَقَاتَلَ الْحَجَّاجُ وَحَاصَرَهُ، كَمَا ذكرنا.
وكانت امرأته غزالة من الشجاعة والفروسية بِالْوَضْعِ الْعَظِيمِ
مِثْلَهُ، هَرَبَ الْحَجَّاجُ مِنْهَا وَمِنْهُ، فَعَيَّرَهُ
بَعْضُ النَّاسِ بِقَوْلِهِ:
أَسَدٌ عَلَيَّ وَفِي الْحُرُوبِ نَعَامَةٌ ... فَتَخَاءُ تَنْفِرُ
مِنْ صَفِيرِ الصَّافِرِ
هَلا بَرَزْتَ إِلَى غَزَالَةَ فِي الْوَغَى ... بِلْ كان قلبك في
جناحي طائر [6]
__________
[1] في الطبقات 6/ 216.
ويلتدمون: أي يضربون صدورهم ووجوههم وهم ينوحون.
[2] أي سنن أبي داود.
[3] انظر عن (شبيب بن يزيد) في: نسب قريش 286، وأنساب الأشراف 4 ق
1/ 167 و 5/ 345، والمعارف 410، وتاريخ اليعقوبي 2/ 274، وتاريخ
خليفة 274- 276 و 295، والبيان والتبيين 1/ 126، والحيوان 3/ 41،
وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 282، ومروج الذهب 2079 و
2080 و 2091، وجمهرة أنساب العرب 327، والكامل في التاريخ (انظر
فهرس الأعلام- ج 13) ، وشرح نهج البلاغة 1/ 419، ووفيات الأعيان 2/
454- 458، ونهاية الأرب 21/ 190، والبدء والتاريخ 6/ 33، 34، وسير
أعلام النبلاء 4/ 146- 149 رقم 50، والبداية والنهاية 9/ 17- 21،
ومرآة الجنان 1/ 150، وخطط المقريزي 2/ 355، والوافي بالوفيات 16/
103- 105 رقم 118، والنجوم الزاهرة 1/ 196، وشذرات الذهب 1/ 83،
والتذكرة الحمدونية 2/ 445 و 457 و 482.
[4] في سير أعلام النبلاء 4/ 146 للمؤلّف «ابن أبي نعيم» ، والصحيح
ما أثبتناه، كما هو في جمهرة أنساب العرب ووفيات الأعيان وغيره.
ولم يتتبّه المحقّق إليه.
[5] في وفيات الأعيان 2/ 454 «الصلب» وهو تحريف لم يتنبّه إليه
محقّق الكتاب.
[6] الشعر لعمران بن حطّان، كما في الأغاني 18/ 116، وديوان شعر
الخوارج 25.
(5/417)
وَكَانَتْ أُمُّهُ «جَهِيزَةُ» تَشْهَدُ
الْحُرُوبَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رأيت شبيبا وقد دخل الْمَسْجِدَ وَعَلَيْهِ
جُبَّةٌ طَيَالِسَةٌ، عَلَيْهَا نُقَطٌ مِنْ أَثَرِ الْمَطَرِ،
وَهُوَ طَوِيلٌ، أَسْمَطُ، جَعْدٌ، آدَمُ، فَبَقِيَ الْمَسْجِدُ
يَرْتَجُّ لَهُ [1] .
وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ، وَغَرِقَ بِدُجَيْلٍ سَنَةَ
سَبْعٍ وَسَبْعِينَ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ أُحْضِرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
مَرْوَانَ رَجُلٌ وَهُوَ عَتْبَانُ الْحَرُورِيُّ، فَقَالَ لَهُ
عَبْدُ الْمَلِكِ أَلَسْتَ الْقَائِلَ:
فَإِنْ يَكُ مِنْكُمْ كَانَ مَرْوَانُ وَابْنُهُ ... وَعَمْرُو
وَمِنْكُمْ هَاشِمٌ وَحَبِيبُ
فَمِنَّا حُصَيْنٌ وَالْبَطِينُ وَقَعْنَبٌ ... وَمِنَّا أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ شَبِيبُ [2] .
فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا قُلْتُ وَمِنَّا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَنَصَبَهُ عَلَى النِّدَاءِ،
فَاسْتَحْسَنَ قَوْلَهُ وَأَطْلَقَهُ [3] .
وَجَهِيزَةُ [4] هِيَ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي
الْحُمْقِ، لِأَنَّهَا لَمَّا حَمَلَتْ قَالَتْ: فِي بَطْنِي
شَيْءٌ يَنْقُزُ، فَقِيلَ: «أَحْمَقُ مِنْ جَهِيزَةَ» [5] .
وَيُرْوَى عَنْهَا مَا يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الْحُمْقِ، فَإِنَّ
عُمَرَ بْنَ شَبَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَلادُ بْنُ يَزِيدَ
الأَرْقَطُ قَالَ: كَانَ شَبِيبٌ يُنْعَى لأمّه، فيقال لها: قتل،
فلا تقبل،
__________
[1] وفيات الأعيان 2/ 455.
[2] البيتان في معجم الشعراء للمرزباني 109 ووفيات الأعيان 2/ 456،
والوافي بالوفيات 16/ 105، وشعر الخوارج 63 وفيه (فمنا سويد
والبطين) وهو سويد بن سليم أحد قادة جند شبيب.
[3] قال ابن خلكان 2/ 456: «وهذا الجواب في نهاية الحسن، فإنه إذا
كان «أمير» مرفوعا كان مبتدأ فيكون شبيب أمير المؤمنين، وإذا كان
منصوبا فقد حذف منه حرف النداء ومعناه يا أمير المؤمنين منا شبيب،
فلا يكون شبيب أمير المؤمنين، بل يكون منهم» .
[4] جهيزة: بفتح الجيم وكسر الهاء وسكون الياء المثناة من تحتها
وفتح الزاي وبعدها هاء ساكنة.
[5] جمهرة أنساب العرب 327، وإصلاح المنطق لابن السّكّيت 324 باب:
ما تضعه العامّة في غير موضعه.
وينقز: يثب. وهو في الجمهرة لابن حزم «ينقر» بالراء المهملة.
(5/418)
فَلَمَّا قِيلَ لَهَا: إِنَّهُ غَرِقَ،
قَبِلَتْ، وَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ حِينَ وَلَدْتُهُ أَنَّهُ
خَرَجَ مِنِّي شِهَابُ نَارٍ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لا يُطْفِئُهُ
إِلا الماء [1] .
183- شريح بن الحارث [2] ن ابْنِ قَيْسِ بْنِ الْجَهْمِ بْنِ
مُعَاوِيَةَ بْنِ عامر القاضي: أبو أميّة الكندي
__________
[1] إصلاح المنطق 324، تاريخ الطبري 6/ 282، وفيات الأعيان 2/ 457.
[2] انظر عن (شريح بن الحارث) في:
طبقات ابن سعد 6/ 131- 145، والأخبار الموفقيات 44 و 88، والطبقات
لخليفة 145، وتاريخ خليفة 155 و 179 و 200 و 256 و 269 و 296 و
301، والمحبّر 305 و 387، والتاريخ لابن معين 2/ 250، 251، والمصنف
لابن أبي شيبة 13/ 15781، والعلل لابن المديني 43، والعلل لأحمد 1/
98 و 105 و 177 و 183 و 212 و 217 و 241 و 254 و 316 و 318 و 336 و
337 و 395 و 405، والتاريخ الكبير 4/ 228، 229 رقم 2611، والتاريخ
الصغير 79 و 85، وتاريخ الثقات للعجلي 216، 217 رقم 660، والثقات
لابن حبّان 4/ 352، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 87 رقم 1498،
والمعارف 433 و 434 و 585، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 282، وأنساب
الأشراف 4 ق 1/ 216 و 234- 236 و 255 و 256 و 276- 278 و 579 و 5/
87 و 172 و 229، والشعر والشعراء 1/ 17، والمعرفة والتاريخ 1/ 217
و 218 و 715 و 2/ 18 و 557 و 586 و 589 و 603 و 604 و 652 و 670 و
776 و 832 و 3/ 79 و 183 و 190 و 217 و 365، وتاريخ أبي زرعة 1/
205 و 548 و 653 و 655 و 658 و 666 و 668، ومشاهير علماء الأمصار،
رقم 736، ومروج الذهب 1826 و 1893، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 187-
402 و 408 و 412، والمثلّث للبطليوسي 2/ 370، والجرح والتعديل 4/
332، 333 رقم 1458، وثمار القلوب 173، والثقات لابن شاهين، رقم
533، وحلية الأولياء 4/ 132- 141 رقم 256، وجمهرة أنساب العرب 425،
والهفوات النادرة 83، وربيع الأبرار 1/ 233 و 4/ 103، والاستيعاب
2/ 148، 149، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 113، والأسامي والكنى
للحاكم، ج 1 ورقة 37 أ، والإكمال لابن ماكولا 4/ 277، و 279،
والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 119، وتهذيب تاريخ دمشق 6/
305- 317، ومعجم البلدان 2/ 493، والكامل في التاريخ 2/ 562 و 3/
21 و 77 و 401 و 420 و 483، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 243،
244 رقم 249، ووفيات الأعيان 2/ 460- 463، وتاريخ العظيمي 192،
ونهاية الأرب 21/ 228، وتهذيب الكمال 12/ 435- 445 رقم 2725،
والعبر 1/ 89، وتذكرة الحفاظ 1/ 59، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم
2696، وسير أعلام النبلاء 4/ 100- 106 رقم 32، والمعين في طبقات
المحدّثين 33 رقم 206، والكاشف 2/ 8 رقم 2287، ودول الإسلام 1/ 56،
وطبقات الفقهاء للشيرازي 80، وأسد الغابة 2/ 394، والبداية
والنهاية 9/ 22- 26، ومرآة الجنان 1/ 158- 160، وجامع التحصيل 282،
والوافي بالوفيات
(5/419)
الكوفيّ قَاضِيهَا.
وَيُقَالُ: شُرَيْحُ بْنُ شَرَاحِيلَ، وَيُقَالُ: ابْنُ
شُرَحْبِيلَ، وَيُقَالُ: أَنَّهُ مِنْ أَوْلادِ الْفُرْسِ
الَّذِينَ كَانُوا بِالْيَمَنِ.
وَقَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَوَفَدَ مِنَ الْيَمَنِ بَعْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَلَّى قَضَاءَ
الْكُوفَةِ لِعُمَرَ.
وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ: عَلِيٍّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
بَكْرٍ.
رَوَى عنه: الشّعبيّ، وإبراهيم النَّخَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
سِيرِينَ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَمُرَّةُ الطَّيَبُ [1] ،
وَتَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ [2] .
وَهُوَ مَعَ فَضْلِهِ وَجَلالَتِهِ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. وَثَّقَهُ
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: سُئِلَ شُرَيْحٌ: مِمَّنْ أَنْتَ؟
قَالَ: مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالإِسْلامِ،
وَعِدَادِي فِي كِنْدَةَ [3] .
وَقَالَ: كَانَ شُرَيْح شاعرا، راجزا، قائفا، وكان كوسجا [4] .
وَقَالَ الشعبي: كَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَهُمْ بِالْقَضَاءِ،
وَكَانَ عُبَيْدَةُ [5] يُوازِيهِ فِي عِلْمِ الْقَضَاءِ، وَأَمَّا
عَلْقَمَةُ [6] فَانْتَهَى إِلَى قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ [7] لَمْ
يُجَاوِزْهُ، وَأَمَّا
__________
[ () ] 16/ 140- 142 رقم 160، والأغاني 17/ 144، والزيارات للهروي
79، والتذكرة الحمدونية 1/ 403 و 404 و 2/ 73، 74، ومختصر التاريخ
لابن الكازروني 77، والإصابة 2/ 146 رقم 3880، وتهذيب التهذيب 4/
328، 329 رقم 565، وتقريب التهذيب 1/ 349 رقم 51، والنجوم الزاهرة
1/ 194، وطبقات الحفاظ للسيوطي 20، وخلاصة تذهيب التهذيب 165،
وشذرات الذهب 1/ 85.
[1] مهملان في الأصل، والتحرير من الخلاصة.
[2] في طبعة القدسي 3/ 161 «مسلمة» وهو تحريف.
[3] طبقات ابن سعد 6/ 132.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 132. والكوسج: الّذي لم ينبت الشعر في وجهه.
[5] هو عبيدة بن عمرو السلماني الفقيه المرادي الكوفي، وستأتي
ترجمته في حرف العين من هذه الطبقة.
[6] هو: علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن
كهل النخعي الكوفي.
وستأتي ترجمته في موضعها من هذه الطبقة.
[7] أي عبد الله بن مسعود، كما في تهذيب تاريخ دمشق.
(5/420)
مَسْرُوقٌ [1] فَأَخَذَ مِنْ كُلٍّ،
وَأَمَّا الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ [2] فَأَقَلُّ الْقَوْمِ
عِلْمًا وَأَشَدُّهُمْ وَرَعًا [3] .
وَقَالَ أَبُو وَائِلٌ: كَانَ شُرَيْحٌ يُقِلُّ غَشْيَانَ عَبْدَ
اللَّهِ [4] لِلاسْتِغْنَاءِ [5] .
وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ: ثنا عَاصِمٌ، عَنْ
عَامِرٍ الشَّعْبيِّ أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ ابْنَ سُوَرٍ [6] عَلَى
قَضَاءِ الْبَصْرَةِ، وَبَعَثَ شُرَيْحًا عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ
[7] .
وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عُمَرَ رَزَقَ
شُريْحًا مِائَةَ دِرْهَمٍ عَلَى الْقَضَاءِ [8] .
وَقَالَ هُشَيْمٌ: ثنا سَيَّارٌ، عَنِ الشَّعْبيِّ قَالَ: لَمَّا
بَعَثَ عُمَرُ شُرَيْحًا عَلَى الْقَضَاءِ قَالَ: انْظُرْ مَا
تَبَيَّنَ لَكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَلا تَسْأَلْ عَنْهُ
أَحَدًا، وَمَا لَمْ يَتَبَيَّنْ لَكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ
فَاتَّبِعْ فِيهِ السُّنَّةَ، وَمَا لَمْ يَتَبَيَّنْ لَكَ فِي
السُّنَّةِ فَاجْتَهِدْ فِيهِ رَأْيَكَ [9] .
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى شُرَيْحٍ إِذَا
أَتَاكَ أَمْرٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاقْضِ بِهِ، فَإِنْ لَمْ
يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَكَانَ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاقْضِ بِهِ، فَإِنْ لَمْ
يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلا فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ
فَاقْضِ بِمَا قَضَى بِهِ أَئِمَّةُ الْهُدَى، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ
فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلا فِي سُنَّةِ رَسُولِهِ، وَلا فِيمَا
قَضَى بِهِ أَئِمَّةُ الْهُدَى فَأَنْتَ بالخيار، إن شئت
__________
[1] هو مسروق بن الأجدع الوادعيّ الهمدانيّ الكوفي. انظر عنه في
الطبقة السابقة من هذا الجزء.
[2] مرّت ترجمته في الطبقة السابقة من هذا الجزء.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 306.
[4] أي عبد الله بن مسعود.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 306 وعبارته: «ما رأيت شريحا عند ابن
مسعود قط، وما كان يمنعه أن يأتيه إلا استغناؤه عنه» ، والخبر في:
تاريخ ابن معين 2/ 250، والجرح والتعديل 4/ 332.
[6] هو كعب بن سور الأزدي. انظر عنه في: الإصابة، برقم (7487) .
[7] تاريخ الطبري 4/ 241.
[8] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 106.
[9] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 307.
(5/421)
تَجْتَهِدْ رَأْيَكَ، وَإِنْ شِئْتَ
تُؤَامِرْنِي، وَلا أَرَى مُؤَامَرَتَكَ إِيَّايَ إِلا أَسْلَمَ
لَكَ [1] .
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ
يَرِيمَ: أَنَّ عَلِيًّا جَمَعَ النَّاسَ فِي الرَّحْبَةِ وَقَالَ:
إِنِّي مُفَارِقُكُمْ، فَاجْتَمَعَ [2] فِي الرَّحْبَةِ رِجَالٌ
أَيُّمَا رِجَالٍ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ حَتَّى نَفَدَ مَا
عِنْدَهُمْ، وَلَمْ يَبْقَ إِلا شُرَيْحٌ، فَجَثَا عَلَى
رُكْبَتَيْهِ وَجَعَلَ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: اذْهَبْ،
فَأَنْتَ أَقْضَى الْعَرَبِ [3] . وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ أَبِي
عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ كَانَ
إِذَا قِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ وَشَطْرُ
النَّاسِ عَلَيَّ غِضَابٌ [4] .
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: اخْتُصِمَ إِلَى شُرَيْحٍ فِي وَلَدِ هِرَّةٍ،
فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: هُوَ وَلَدُ هِرَّتِي، وَقَالَتِ الأُخْرَى:
هُوَ وَلَدُ هِرَّتِي. فَقَالَ شُرَيْحٌ: أَلْقِهَا مَعَ هَذِهِ
فَإِنْ هي قرّت ودرّت واسطرّت فَهِيَ لَهَا، وَإِنْ هِيَ هَرَّتْ
وَفَرَّتْ وَاقْشَعَرَّتْ- وَفِي لَفْظٍ:
وَأَزْبَأَرَّتْ- فَلَيْسَ لَهَا.
اسْبَطَرَّتِ: امْتَدَّتْ لِلِإرْضَاعِ.
وتَزْبَئِرُّ: تَنْتَفِشُ [5] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ رَجُلا أَقَرَّ
عِنْدَ شُرَيْحٍ بِشَيْءٍ ثُمَّ ذَهَبَ يُنْكِرُ فَقَالَ: قَدْ
شَهِدَ عَلَيْكَ ابْنُ أُخْتِ خَالَتِكَ [6] .
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ شُرَيْحُ
يَدْخُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَيْتًا يَخْلُو فِيهِ، لا يَدْرِي
النَّاسُ مَا يَصْنَعُ فيه [7]
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 307.
[2] في الأصل «فاجتمعوا» ، وهو غلط.
[3] حلية الأولياء 4/ 134، والجرح والتعديل 4/ 332، وتهذيب الكمال
12/ 440، ووفيات الأعيان 2/ 462، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 306 و 308.
[4] سير أعلام النبلاء 4/ 105.
[5] الخبر في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 311، وتهذيب الكمال 12/ 440،
441، وسير أعلام النبلاء 4/ 105، وانظر أخبار القضاة لوكيع 2/ 393.
[6] طبقات ابن سعد 6/ 135، تهذيب الكمال 12/ 440.
[7] انظر نحو ذلك في طبقات ابن سعد 6/ 142 من طريق حسين بن عبد
الرحمن، عن أبي طلحة مولى شريح. وهو في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 313.
(5/422)
وَقَالَ أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ،
عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: لَبِثَ شُرَيْحٌ فِي
فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ تِسْعَ سِنِينَ لا يُخْبِرُ، فَقِيلَ
لَهُ: قد سلمت قال: فكيف بِالْهَوَى [1] .
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: كان شريح يقرأ
بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ 37: 12 [2] وَيَقُولُ: إِنَّمَا
يَعْجَبُ مَنْ لا يَعْلَمُ [3] ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ
لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ شَاعِرًا مُعْجَبًا
بِرَأْيِهِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَعْلَمُ بِذَلِكَ.
وَرَوَى شَرِيكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ قَالَ:
أَوْصَى شُرَيْحٌ أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ بِالْجَبَّانَةِ، وَأَنْ
لا يُؤَذِّنَ بِهِ أَحَدٌ، وَلا تَتَبِعَهُ صَائِحَةٌ، وَأَنْ لا
يُجْعَلَ عَلَى قَبْرِهِ ثَوْبٌ، وَأَنْ يُسْرَعَ بِهِ السَّيْرُ،
وَأَنْ يُلْحَدَ لَهُ [4] .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ شُرَيْحٌ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ
وَثَمَانِ سِنِينَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ. وَكَذَا قَالَ فِي
مَوْتِهِ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْمَدَائِنِيُّ [5] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [6] ، وَابْنُ نُمَيْرٍ: سَنَةَ ثَمَانِينَ [7]
.
وَجَاءَ أَنَّهُ اسْتَعْفَى مِنَ الْقَضَاءِ قَبْلَ مَوْتِهِ
بِسَنَةٍ [8] .
184- شريح بن هانئ [9] م 4 أبو المقدام الحارثيّ المذحجيّ الكوفي:
أدرك الجاهلية.
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 141، أخبار القضاة 2/ 216 و 218 و 370.
[2] سورة الصافات، الآية 12.
[3] حتى هنا في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 314.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 144، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 317، تهذيب الكمال
12/ 44.
[5] التاريخ الكبير 4/ 229.
[6] في الطبقات 145.
[7] وقيل في وفاته غير ذلك.
[8] تهذيب الكمال 12/ 437.
[9] انظر عن (شريح بن هانئ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 128، والتاريخ لابن معين 2/ 251، ومشيخة ابن
طهمان، رقم 208، وطبقات خليفة 148، وتاريخ خليفة 277، والعلل لأحمد
1/ 278، والتاريخ الكبير 4/ 228 رقم 2610، والأخبار الطوال 166 و
167 و 197 و 201 و 202، والمعرفة والتاريخ 3/ 79، والجامع الصحيح
4/ 87 رقم 1498، وتاريخ أبي زرعة 1/ 668، وأنساب الأشراف 4 ق 1/
235 و 250 و 255، وفتوح البلدان 378 و 292، والجرح
(5/423)
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ- وكان من أصحابه- وعمر، وعائشة، وسعد، وأبي هريرة.
روى عنه: ابناه محمد، والمقدام، والشعبي، والقاسم بن مخيمرة، وحبيب
بن أبي ثابت، ويونس بن أبي إسحاق.
وشهد تحكيم الحكمين، ووفد على معاوية يشفع في كثير بن شهاب، فأطلقه
له.
وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ
زِيَادِ بْنِ النَّضْرِ أَنَّ عَلِيًّا بَعَثَ أَبَا مُوسَى
وَمَعَهُ أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ، عَلَيْهِمْ شُرَيْحُ بْنُ
هَانِئٍ. وَمَعَهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي بِهِمْ وَيَلِي
أَمْرَهُمْ، يَعْنِي إِلَى دُومَةَ الْجَنْدَلِ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ: كَانَ شُرَيْحُ بْنُ
هَانِئٍ جَاهِلِيًّا إِسْلامِيًا، قَالَ فِي إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ:
أَصْبَحْتُ ذَا بَثٍّ أُقَاسِي الْكِبَرَا ... قَدْ عِشْتُ بَيْنَ
الْمُشْرِكِينَ أَعْصُرَا
ثَمَّتَ أَدْرَكْتُ النَّبِيَّ الْمُنْذِرَا ... وَبَعْدَهُ
صِدِّيقَهُ وَعُمَرَا
وَالْجَمْعُ فِي صفّينهم والنّهرا ... ويوم مهران ويوم تسترا
__________
[ () ] والتعديل 4/ 333 رقم 1459، والثقات لابن حبان 4/ 353،
ومشاهير علماء الأمصار، رقم 763، والثقات لابن شاهين، رقم 531،
وجمهرة أنساب العرب 417، والاستيعاب 2/ 149، والإكمال لابن ماكولا
4/ 277، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 416، وأسد الغابة 2/ 395،
والكامل في التاريخ 3/ 160 و 280 و 282 و 329 و 333 و 373 و 483 و
4/ 450 و 452، والمعمّرين للسجستاني 39، ومروج الذهب 1705 و 1709،
والخراج وصناعة الكتابة 397، وتهذيب الكمال 12/ 452- 455 رقم 2729،
والكاشف 2/ 9 رقم 2291، وسير أعلام النبلاء 4/ 107- 109 رقم 33،
والعبر 1/ 89، وتذكرة الحفاظ 1/ 56، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم
2705، والوافي بالوفيات 16/ 139 رقم 158، وتهذيب تاريخ دمشق 6/
318، ومرآة الجنان 1/ 160، والإصابة 2/ 166 رقم 3972، وتهذيب
التهذيب 4/ 330، 331 رقم 568، وتقريب التهذيب 1/ 350 رقم 56،
والبداية والنهاية 9/ 29، وطبقات الحفاظ 20، وخلاصة تذهيب التهذيب
165، والنجوم الزاهرة 1/ 201، وشذرات الذهب 1/ 86.
(5/424)
وباجميراوات [1] وَالْمُشَقَّرَا ...
هَيْهَاتَ مَا أَطْوَلَ هَذَا عُمرَا [2]
قَالَ القاسم بن مخيمرة: ما رأت حَارِثِيًا أَفْضَلَ مِنْ شُرَيْحِ
بْنِ هَانِئٍ.
وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ [3] أَنَّهُ عَاشَ
مِائَةَ وَعِشْرِينَ سَنَةً.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [4] : وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَلَّى
الْحَجَّاجُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ سِجِسْتَانَ،
فَوَجَّهَ أَبَا برذعة، فَأَخَذَ عَلَيْهِ الْمَضِيقَ، وَقُتِلَ
شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ.
__________
[1] في الأصل «بالخميراوت» ، والتصويب من تاريخ الطبري 6/ 323،
والكامل لابن الأثير 4/ 451، ومعجم البلدان 1/ 314 وفيه (باجميرى)
بضم الجيم، وفتح الميم، وياء ساكنة وراء مقصورة. موضع دون تكريت.
وفي سير أعلام النبلاء 4/ 108 «وياجميراوات» بالياء المثناة، وهو
تحريف.
[2] الأبيات في تاريخ الطبري، والكامل لابن الأثير، مع زيادة.
وأورد السجستاني ثلاثة أبيات منها في (المعمّرين) ، وبها تقديم
وتأخير، وكذا في تهذيب الكمال 12/ 454.
[3] في المعمّرين 39.
[4] في تاريخه 277.
(5/425)
[حرف الصاد]
185- صلة بن زفر [1]- ع- العبسيّ الكوفي.
رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ،
وَحُذَيْفَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو
إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ
الْكُوفِيِّينَ وَثِقَاتِهِمْ، لَهُ قلب منوّر.
__________
[1] انظر عن (صلة بن زفر) في:
طبقات ابن سعد 6/ 195، وطبقات خليفة 142، وتاريخ خليفة 268، والعلل
لأحمد 1/ 28 و 148 و 346 و 366، والتاريخ الكبير 4/ 321 رقم 2986،
والتاريخ الصغير 1/ 148، 149، وتاريخ الثقات للعجلي 229 رقم 704،
والثقات لابن حبان 4/ 383، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 788، وأنساب
الأشراف 1/ 169، والمعرفة والتاريخ 1/ 16 و 232 و 488 و 2/ 562 و
670، والجرح والتعديل 4/ 446 رقم 1964، وتاريخ بغداد 9/ 335، 336
رقم 4881، والخراج وصناعة الكتابة 129، والجمع بين رجال الصحيحين
1/ 226، وتهذيب الكمال 13/ 233- 235 رقم 2902، والكاشف 2/ 29 رقم
2437، وسير أعلام النبلاء 4/ 517 رقم 210، وتهذيب التهذيب 4/ 437
رقم 757، وتقريب التهذيب 1/ 370 رقم 122، والوافي بالوفيات 16/ 331
رقم 364، وخلاصة تذهيب التهذيب 176.
(5/426)
[حرف الْعَيْنِ]
186- عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ [1]- 4- السَّلُولِيُّ الْكُوفِيُّ
صَاحِبُ عَلِيٍّ، لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي
ثَابِتٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَلَيَّنَهُ ابن عديّ،
ووثّقه جماعة.
__________
[1] انظر عن (عاصم بن ضمرة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 222، والتاريخ لابن معين 2/ 93، وتاريخ خليفة
273، والعلل لأحمد 1/ 40 و 56 و 139 و 175 و 176 و 202 و 338 و
339، والتاريخ الكبير 6/ 482 رقم 3052، والتاريخ الصغير 106،
وأحوال الرجال 43- 46 رقم 11، وتاريخ الثقات للعجلي 241 رقم 739،
والمعرفة والتاريخ 1/ 700 و 3/ 178 و 179 و 219 و 220، وعيون
الأخبار 3/ 86، وأنساب الأشراف 1/ 175، والجرح والتعديل 6/ 345 رقم
1910، والمجروحين لابن حبّان 2/ 125، والكامل في الضعفاء لابن عديّ
5/ 1866، والثقات لابن شاهين، رقم 832، 839، وتهذيب الأسماء
واللغات ق 1 ج 1/ 255 رقم 275، وتهذيب الكمال 13/ 496- 499 رقم
3012، والكاشف 2/ 45 رقم 2528، والمغني في الضعفاء 1/ 320 رقم
2984، وميزان الاعتدال 2/ 352، 353 رقم 4052، والعبر 1/ 85،
والوافي بالوفيات 16/ 569 رقم 601، وغاية النهاية 1/ 349، والكشف
الحثيث 361، وتهذيب التهذيب 5/ 45، 46 رقم 77، وتقريب التهذيب 1/
384 رقم 13، وخلاصة تذهيب التهذيب 182.
(5/427)
187- عبد الله بن جعفر [1] ع ابْنِ أَبِي
طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم، أبو جعفر الهاشميّ
الجواد
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن جعفر) في:
نسب قريش 81، 82 و 304، والأخبار الموفقيات 80 و 168 و 342، وطبقات
خليفة 126 و 189، وتاريخ خليفة 184 و 194، والسير والمغازي 48 و
226 و 244 و 251، والمغازي للواقدي 766 و 767، وسيرة ابن هشام
(بتحقيقنا) 1/ 187 و 274 و 351 و 3/ 315، ومسند أحمد 1/ 203،
والعلل له 119 و 395، والمحبّر 55 و 147- 150، والتاريخ الكبير 5/
7 رقم 11، والتاريخ الصغير 98، وتاريخ الثقات 251، 252 رقم 787،
والمعرفة والتاريخ 1/ 223 و 242 و 360 و 492 و 646 و 3/ 315،
وتاريخ أبي زرعة 1/ 71 و 618، والثقات لابن حبّان 3/ 207، والشعر
والشعراء 1/ 287 و 2/ 450 و 451 و 481، والأخبار الطوال 184 و 195
و 215، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 66، ومشاهير علماء الأمصار،
رقم 15، والمعارف 205- 208 و 211 و 379 و 461، وتاريخ اليعقوبي 2/
65 و 172 و 177، وأنساب الأشراف- ج 1 (انظر فهرس الأعلام) و 3/
292، 293، و 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) ص 650 و 5/ 35، وتاريخ
الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 305، والمنتخب من ذيل المذيل 547،
والأسامي والكنى، للحاكم- ج 1 ورقة 99 أ، والولاة والقضاة 21 و 23،
والجرح والتعديل 5/ 31 رقم 96، والمستدرك على الصحيحين 3/ 566-
569، وربيع الأبرار 1/ 832 و 4/ 41 و 86 و 137 و 180 و 322 و 323 و
349 و 407 و 458، وثمار القلوب 88، ومروج الذهب 1515 و 1516 و 1630
و 1642 و 1736 و 1773 و 1902 و 1925 و 2139 و 2141، والعقد الفريد
(انظر فهرس الأعلام) 7/ 125، والاستيعاب 2/ 275- 277، وجمهرة أنساب
العرب 38 و 68، والسابق واللاحق 1/ 217، والجمع بين رجال الصحيحين
1/ 239، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 105، والتبيين في أنساب
القرشيين 39 و 94 و 96 و 112 و 113 و 137 و 183 و 364 و 401، ومعجم
البلدان 2/ 803، والكامل في التاريخ 1/ 460 و 2/ 238 و 3/ 106،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 263، 264 رقم 292، وأسد الغابة 3/
139، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 328- 347، وتاريخ دمشق (عبد الله بن
جابر- عبد الله بن زيد) 17- 69 رقم 215، وتهذيب الكمال 14/ 367-
372 رقم 3202، وتحفة الأشراف 4/ 299- 306 رقم 278، وسير أعلام
النبلاء 3/ 456- 462 رقم 93، وتجريد أسماء الصحابة 1، رقم 3196،
وتلخيص المستدرك 3/ 566- 569، والعبر 1/ 41 و 91 و 243، والكاشف 2/
69 رقم 2692، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 71، ودول الإسلام
1/ 58، وتاريخ العظيمي 89 و 193، ومختصر التاريخ لابن الكازروني
110، والعقد الثمين 5/ 20، وفوات الوفيات 2/ 170، 171، والبداية
والنهاية 9/ 33، 34، ومرآة الجنان 1/ 161، ولباب الآداب 85- 88 و
93 و 106 و 107. ونهاية الأرب 21/ 228، والوفيات لابن قنفذ 83،
وتهذيب التهذيب 5/ 170، 171 رقم 294، وتقريب التهذيب 1/ 406 رقم
228، والنكت الظراف 4/ 299 و 304 و 305، والإصابة 2/ 289، 290 رقم
4591،
(5/428)
ابْنُ الْجَوَّادِ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. وُلِدَ بِالْحَبَشَةِ مِنْ أَسْمَاءَ
عُمَيْسٍ، وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ فِي الإِسْلامِ أَسْخَى مِنْهُ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبَوَيْهِ، وَعَنْ عَمِّهِ عَلِيٍّ.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ إِسْمَاعِيلُ، وَإِسْحَاقُ، وَمُعَاوِيَةُ،
وَابْنُ مُلَيْكَةَ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبَّاسُ بْنُ
سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عُقَيْلٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ آخِرُ مِنْ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، سَكَنَ الْمَدِينَةَ وَوَفَدَ عَلَى
مُعَاوِيَةَ وَابْنِهِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ [1] .
قَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ:
أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُحَدِّثُ
بِهِ أَحَدًا، فَدَخَلَ حَائِطًا، فَإِذَا جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأَى
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ
عَيْنَاهُ- الْحَدِيثَ [2] .
وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمَلَةَ [3] قَالَ:
وَفَدَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ جَعْفَرٍ عَلَى يَزِيدَ، فَأَمَرَ لَهُ
بِأَلْفَيْ أَلْفٍ [4] .
__________
[ () ] والوافي بالوفيات 17/ 107- 109 رقم 93، وخلاصة تذهيب
التهذيب 163، والمطالب العالية 4/ 105، وشذرات الذهب 1/ 87،
والتذكرة الحمدونية 2 (انظر فهرس الأعلام) 506.
[1] تاريخ دمشق 18.
[2] أخرجه مسلم 1/ 268 وتمامه: فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَ ذفراه، فسكت. فقال: «من رب
هذا الجمل؟ لمن هَذَا الْجَمَلِ؟» فَجَاءَ فَتًى مِنَ
الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لي يا رسول الله، فقال: «أفلا تَتَّقِي
اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ
إِيَّاهَا؟ فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وتدئبه» .
والحديث بتمامه في مسند أحمد 1/ 204، 205، وفي سنن أبي داود (2549)
، والمستدرك 2/ 99، 100 وصحّحه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي في
التلخيص، وهو في أسد الغابة 3/ 134، وتاريخ دمشق 18، 19 بخلاف
يسير.
[3] حملة: بفتحتين.
[4] تاريخ دمشق 19.
(5/429)
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ بَايَعَا النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا ابْنَا سَبْعِ سِنِينَ،
فَلَمَّا رَآهُمَا تَبَسَّمَ وَبَسَطَ يَدَهُ وَبَايَعَهُمَا [1] .
وَقَالَ فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
حُرَيْثٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وهو يلعب بالتراب فقال:
«اللَّهمّ بارك له فِي تِجَارَتِهِ» [2] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ
بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ
إِذَا سَلَّمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ:
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ [3] .
وَقَالَ جرير بن حازم: ثنا محمد بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُمْ بَعْدَ
مَا أَخْبَرَهُمْ بِقَتْلِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ
ثَلاثَةٍ، فَقَالَ: «لا تَبْكُوا أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ» . ثُمَّ
قَالَ: «ائْتُونِي بِبَنِي أَخِي» ، فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّنَا
أَفْرُخٌ، فَقَالَ: «ادْعُوا لِيَ الْحَلاقَ» ، فَأَمَرَهُ،
فَحَلَقَ رُءُوسَنَا، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبَهُ
عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَشَبَهُ خَلْقِي
وَخُلُقِي» ، ثم أخذ بيدي فأشالها وقال: «اللَّهمّ اخلف جَعْفَرًا
فِي أَهْلِهِ وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَتِهِ» ، قَالَ:
فَجَاءَتْ أُمُّنَا فَذَكَرَتْ يُتْمَنَا، فَقَالَ: «العيلة تخافين
عليهم وأنا وليهم في الدنيا وَالآخِرَةِ» ! حَدِيثٌ صَحِيحٌ [4] .
وَعَنْ أبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ يَفِدُ
فِي كُلِّ سَنَةٍ، فَيُعْطِيهِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَيَقْضِي
لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ، وَذَكَرَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا وَقَفَ فِي
الْمَوْسِمِ عَلَى مَرْوَانَ بِالْمَدِينَةِ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ:
مَا عِنْدَنَا مَا نَصِلُكَ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِابْنِ جَعْفَرٍ،
فَأَتَاهُ الأَعْرَابِيُّ، فَإِذَا ثَقَلُهُ قَدْ سَارَ،
وَرَاحِلَةٌ بِالْبَابِ عَلَيْهَا مَتَاعُهَا، وَسَيْفٌ مُعَلَّقٌ،
فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ، فَأَنْشَأَ الأَعْرَابِيُّ يَقُولُ:
أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ ... صَلاتُهُمْ
لِلْمُسْلِمِينَ طَهُورُ
__________
[1] المستدرك 3/ 566، 567، تاريخ دمشق 27.
[2] تاريخ دمشق 30، مجمع الزوائد 9/ 286.
[3] أخرجه البخاري 7/ 62 وهو في تاريخ دمشق 32.
[4] أخرجه أحمد في المسند 1/ 204 من طريق: وهب بن جرير، عن أبيه.
وهو باختصار في سنن أبي داود (4192) والنسائي 8/ 182، وتاريخ دمشق
31.
(5/430)
أَبَا جَعْفَرٍ ضَنَّ الأَمِيرُ بِمَالِهِ
... وَأَنْتَ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ أَمِيرُ
أَبَا جَعْفَرٍ يَا بْنَ الشَّهِيدِ الَّذِي لَهُ ... جَنَاحَانِ
فِي أَعْلَى الْجِنَانِ يَطِيرُ
أَبَا جَعْفَرٍ مَا مِثْلُكَ الْيَوْمَ أَرْتَجِي ... فَلا
تَتْرُكَنِّي بِالْفَلاةِ أَدُورُ [1]
فَقَالَ: يَا أعرابيّ سار الثّقل، فعليك الرَّاحِلَةُ بِمَا
عَلَيْهَا، وَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ عَنِ السَّيْفِ، فَإِنِّي
أَخَذْتُهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ [2] .
قَالَ عَفَّانُ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أنبأ هِشَامٌ، عَنْ
مُحَمَّدٍ قَالَ: مَرَّ عُثْمَانُ بِسَبْخَةٍ فَقَالَ: لِمَنْ
هَذِهِ؟ قِيلَ: لِفُلانٍ، اشْتَرَاهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
جَعْفَرٍ بِسِتِّينَ أَلْفًا.
قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّهَا لِي بِنَعْلِي. قَالَ:
فَجَزَّأَهَا عَبْدُ اللَّهِ ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ، وَأَلْقَى
فِيهَا الْعُمَّالَ، ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ: أَلا
تَأْخُذُ عَلَى يَدَيِ ابْنِ أَخِيكَ وَتَحْجُرُ عَلَيْهِ،
اشْتَرَى سَبْخَةً بِسِتِّينَ أَلْفًا، مَا يَسُرُّنِي أَنَّهَا
لِي بِنَعْلِي. قَالَ: فَأَقْبَلْتُ، فَرَكِبَ عُثْمَانُ ذَاتَ
يَوْمٍ فَمَرَّ بِهَا، فَأَعْجَبَتْهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ
اللَّهِ أَنْ وَلِّنِي [3] جُزْءَيْنِ مِنْهَا، قَالَ: أَمَّا
وَاللَّهِ دُونَ أَنْ تُرْسَلَ إِلَى الَّذِينَ سَفَّهْتَنِي
عِنْدَهُمْ فَيَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيَّ، فَلا أَفْعَلُ، ثُمَّ
أَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِنِّي قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: وَاللَّهِ لا
أَنقُصُكَ جُزْءَيْنِ مِنْ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، قَالَ:
قَدْ أَخَذْتُهُمَا [4] .
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
جَعْفَرٍ أَسْلَفَ الزُّبَيْرَ أَلْفَ أَلْفٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ
قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: إِنِّي
وَجَدْتُ فِي كُتُبِ أَبِي أَنَّ لَهُ عَلَيْكَ أَلْفَ أَلْفِ
دِرْهَمٍ. قال: هُوَ صَادِقٌ، فَاقْبِضْهَا إِذَا شِئْتَ، ثُمَّ
لَقِيَهُ بَعْدُ فَقَالَ: إِنَّمَا وَهِمْتُ عَلَيْكَ، الْمَالُ
لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَهُوَ لَهُ، قَالَ:
لا أُرِيدُ ذَلِكَ [5] .
قُلْتُ: هَذِهِ الْحِكَايَةُ مِنْ أَبْلَغِ مَا بَلَغَنَا فِي
الْجُودِ.
وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عَبْدِ الله
بن جعفر بدجاجة
__________
[1] في تاريخ دمشق 41 بزيادة بيت بين الأول والثاني.
[2] تاريخ دمشق 41، سير أعلام النبلاء 3/ 459.
[3] بيع التولية هو أن يبيع المشتري الشيء بثمنه دون زيادة.
[4] في طبعة القدسي 3/ 165 «أخذتهم» . والخبر في: تاريخ دمشق 43،
44.
[5] الخبر بتمامه في تاريخ دمشق 44.
(5/431)
مَسْمُوطَةٍ فَقَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ!
هَذِهِ الدَّجَاجَةُ كَانَتْ مِثْلَ بِنْتِي تُؤْنِسُنِي وَآكُلُ
مِنْ بَيْضِهَا، فَآلَيْتُ أَنْ لا أَدْفِنَهَا إِلا فِي أَكْرَمِ
مَوْضِعٍ أَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلا وَاللَّهِ مَا فِي الأَرْضِ
مَوْضِعٍ أَكْرَمُ مِنْ بَطْنِكَ، قَالَ: خُذُوهَا مِنْهَا
وَاحْمِلُوا إِلَيْهَا مِنَ الْحِنْطَةَ كَذَا، وَمِنَ الْتَّمْرِ
كَذَا، وَمِنَ الدَّرَاهِمِ كَذَا، وَعَدَّدَ شَيْئًا كَثِيرًا،
فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ قَالَتْ: بِأَبِي! إِنَّ اللَّهَ لا
يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [1] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: جَلَبَ رَجُلٌ سُكَّرًا إِلَى
الْمَدِينَةِ، فَكَسَدَ عَلَيْهِ، فَبَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
جَعْفَرٍ، فَأَمَرَ قَهْرمَانَهُ أن يشتريه وأن يهبه النّاس [2] .
ولعبد الله رضي الله عنه من هذا الأنموذج أخبار في السخاء [3] .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَمُصْعَبُ الزُّبيْرِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ
ثَمَانِينَ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ
وثمانين. قال: ويقال: سنة ثمانين.
وقال أبو عبيد: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ، وَيُقَالُ سَنَةَ
تِسْعِينَ.
188- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ [4] الأَسْلَمِيُّ أَبُو
مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، لَهُ صُحْبَةٌ
وَرِوَايَةٌ.
وروى أيضا عن: عمر.
__________
[1] تاريخ دمشق 54.
[2] تاريخ دمشق 55.
[3] انظر عنها في تاريخ دمشق.
[4] انظر عن (عبد الله بن أبي حدرد) في:
المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1195، وطبقات ابن سعد 4/
309، 310، وطبقات خليفة 110، وتاريخ خليفة 85 و 268، والمحبّر 122،
123، والتاريخ الكبير 5/ 75 رقم 198، والجرح والتعديل 5/ 38 رقم
170، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 121، والاستيعاب 2/ 288- 290،
والكنى والأسماء للدولابي 1/ 52 و 86، وجمهرة أنساب العرب 241،
وتاريخ دمشق 105- 119 رقم 229، وأسد الغابة 3/ 141، 142، والمعرفة
والتاريخ 1/ 265، وتاريخ الطبري 3/ 34 و 73 و 158، والبداية
والنهاية 8/ 347، ومرآة الجنان 1/ 145، والإصابة 2/ 294- 296 رقم
4621، ومسند أحمد 6/ 11، والمستدرك على الصحيحين 3/ 572.
(5/432)
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْقَعْقَاعُ،
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ
قُسَيْطٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ فَرْوَةَ
الأَسْلَمِيُّ.
وَشَهِدَ الْجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ وَخَيْبَرَ،
وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى
وَثَمَانِينَ.
وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ
مَالِكٍ أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا عَلَيْهِ
فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا [2] ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا كَعْبُ ضَعِ
الشَّطْرَ» ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ
إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ، إِلا خَلِيفَةَ
فَقَالَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ.
وَقَدْ طَوَّلَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ تَرْجَمَةَ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، وَسَاقَهَا فِي كَرَّاسٍ، وَذَكَرَ
أَنَّهُ لا صُحْبَةَ لَهُ، وَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا بَلْ
أَفَادَنَا الْعِلْمُ بِأَنَّ لَهُ صُحْبَةً.
وَقَدْ عَلَّقْتُ حَاشِيَةً فِي ذَلِكَ فِي تَرْجَمَتِهِ فِي
«تَارِيخِ دِمَشْقَ» .
189- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ [3] شَذَّ أَبُو سَعِيدِ بْنُ
يُونُسَ فقال: قدم مصر مع مروان.
__________
[1] في الطبقات 310.
[2] أخرجه البخاري في الصلاة 1/ 121 من طريق يونس بن يزيد، عن ابن
شهاب قال: حدّثني عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ
كعب بن مالك أخبره أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا له عليه فِي عَهْدِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد
فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ في بيته، فخرج إليهما رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كشف سجف حجرته ونادى:
«يا كعب بن مالك» . قال:
لبّيك يا رسول الله، فأشار بيده أن ضع الشطر من دينك قال كعب: قد
فعلت يا رَسُولُ اللَّهِ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قم
فاقضه» ، وفي الخصومات 3/ 90 باب كلام الخصوم بعضهم في بعض، وفي
الصلح 3/ 172 باب الصلح بالدين والعين. ومسلم في المساقاة 3/ 1192
رقم (20/ 1558) باب استحباب الوضع من الدّين، وأبو داود في الأقضية
3/ 304 رقم (2595) باب في الصلح، والنسائي في القضاة 8/ 239 باب
حكم الحاكم في داره، وابن ماجة في الصدقات 2/ 811 رقم (2429) باب
الحبس في الدين والملازمة، وأحمد في المسند 6/ 287 و 290، وابن
عساكر في تاريخ دمشق 117.
[3] انظر عن (عبد الله بن حوالة) في:
(5/433)
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
قُلْتُ: وَقَدْ مَرَّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَرَّخَهُ
جَمَاعَةٌ.
190- عَبْدُ الله بن خازم [1] بن أسماء بن الصلت، أَبُو صَالِحٍ
السُّلَمِيُّ [2] أَمِيرُ خُرَاسَانَ، أَحَدُ الأَبْطَالِ
الْمَشْهُورِينَ وَالشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ، وَيُقَالُ لَهُ
صُحْبَةٌ، وَلا يَصِحُّ.
رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ الأَزْرَقِ، وَسَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ
الرَّازِيُّ.
وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ ابْنُ عَامِرٍ عَلَى خُرَاسَانَ فِي أَيَّامِ
عُثْمَانَ، وَقَدْ حَضَرَ مواقف
__________
[ () ] طبقات ابن سعد 7/ 414، ومسند أحمد 4/ 105 و 109 و 5/ 33 و
288، ومصنّف ابن أبي شيبة 13/ 15782، وطبقات خليفة 115 و 305،
والتاريخ الكبير 5/ 33 رقم 57، والمعرفة والتاريخ 1/ 266 و 2/ 288،
289 و 302 و 430، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 135، والجرح
والتعديل 5/ 28، 29 رقم 136، والثقات لابن حبّان 3/ 243،
والاستيعاب 290، والمستدرك 3/ 491، والأنساب 1/ 197، وتاريخ دمشق
216- 220 رقم 263، ومعجم البلدان 3/ 242، وأسد الغابة 3/ 148،
وتهذيب الكمال 14/ 440، 441 رقم 3238، و 4/ 315، 316 رقم 287،
وتاريخ الطبري 5/ 97، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3242، والعبر 1/
62، والكاشف 2/ 73 رقم 2724، وتهذيب التهذيب 5/ 194 رقم 334،
وتقريب التهذيب 1/ 411 رقم 268، والإصابة 2/ 300 رقم 4639، والوافي
بالوفيات 17/ 156 رقم 141، وحلية الأولياء 2/ 3، 4 رقم 87، وخلاصة
تذهيب التهذيب 195.
[1] انظر عن (عبد الله بن خازم) في:
تاريخ خليفة 167 و 179 و 294 و 295، والمحبّر 375، والبيان
والتبيين 2/ 108، وتاريخ اليعقوبي 2/ 406 و 429 و 442، والمعارف
418، وتاريخ واسط 108، وعيون الأخبار 1/ 168، وتاريخ الطبري 5/
210، والعقد الفريد 1/ 117، وجمهرة أنساب العرب 118 و 200 و 219 و
262، والإكمال لابن ماكولا 2/ 291، وفتوح البلدان 437 و 488 و 499
و 501 و 505 و 508 و 511- 513، وتاريخ دمشق 226- 235 رقم 266، وأسد
الغابة 3/ 140، والكامل في التاريخ 3/ 102 و 125، وتهذيب الكمال
14/ 441- 445 رقم 3239، وتجريد أسماء الصحابة 1، رقم 3244، ونهاية
الأرب 21/ 80 و 132، والبداية والنهاية 8/ 326، وأنساب الأشراف 5/
188 و 345، ودول الإسلام 1/ 53، والتذكرة الحمدونية 2/ 406 و 408 و
471 و 472 و 479 و 487، والوافي بالوفيات 17/ 157 رقم 143،
والإصابة 2/ 301 رقم 4641، وتهذيب التهذيب 5/ 194- 196 رقم 335،
وتقريب التهذيب 1/ 411 رقم 269، وخلاصة تذهيب التهذيب 195.
[2] قيّده الدكتور بشّار في تحقيقه لتهذيب الكمال 14/ 442
«السليمي» ، والصحيح ما أثبتناه كما في: جمهرة أنساب العرب 219،
وتاريخ دمشق 226، وغيره.
(5/434)
مَشْهُورَةً وَأَبْلَى فِيهَا، وَوَلِيَ
خُرَاسَانَ زَمَانًا، وَأَفْتَتَحَ الطَّبَسَيْنِ [1] .
وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ مِنْ أَخْبَارِهِ.
191- عبد الله بن الزّبير [2] ع ابْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ
بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلابٍ، أَبُو
بكر،
__________
[1] الطبسين: بلدتان كل واحدة منهما يقال لها طبس. إحداهما طبس
العنّاب، والأخرى طبس التمر، وهما قصبة ناحية بين نيسابور وأصبهان.
بفتح أوله وثانيه. (معجم البلدان 4/ 20) .
[2] انظر عن (عبد الله بن الزبير) في:
- نسب قريش 237، ومصنف ابن أبي شيبة 13/ 15800 و 15801، والتاريخ
لابن معين 2/ 306، والسير والمغازي لابن إسحاق 106 و 326، والمغازي
للواقدي 845 و 850، والمحبّر (انظر فهرس الأعلام) 656، وسيرة ابن
هشام (بتحقيقنا) 1/ 40 و 139 و 144 و 204 و 266 و 2/ 17 و 130 و
289 و 294 و 313، و 3/ 41 و 49 و 128 و 178 و 209 و 243 و 4/ 17 و
18 و 57، وطبقات خليفة 13 و 189 و 232، وتاريخ خليفة (انظر فهرس
الأعلام) 558، ومسند أحمد 4/ 3، والعلل له 77 و 155 و 235 و 243 و
320 و 395، والتاريخ الكبير 5/ 6 رقم 9، والتاريخ الصغير 11 و 78،
وتاريخ الثقات للعجلي 256 رقم 808، وتاريخ أبي زرعة 1/ 496،
والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 635، ومقدّمة مسند بقيّ
بن مخلد 88 رقم 90، وتاريخ واسط 51 و 81 و 85، وتاريخ الطبري (انظر
فهرس الأعلام) 10/ 307، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 636،
والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) 432، والولاة والقضاة 40 و 41
و 45 و 51 و 311 و 320، والجرح والتعديل 5/ 56 رقم 261، وجمهرة
أنساب العرب 87، والاستيعاب 2/ 300- 307، والخراج وصناعة الكتابة
343- 345، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 240، وتاريخ دمشق 374- 505
رقم 289، والأخبار الموفقيات 117 و 314 و 315 و 328 و 389، وتاريخ
العظيمي 190، والكامل في الأدب 170، وربيع الأبرار 1/ 509 و 4/ 33
و 34 و 38 و 301 و 474، والزاهر للأنباري 1/ 161 و 2/ 40 و 227 و
228 و 380، وثمار القلوب 75 و 88 و 90 و 149 و 160 و 252 و 254 و
259 و 301 و 465، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 154، ومروج الذهب
1934 و 1944 و 1949- 1951 و 1954- 1957 و 2021- 2031 وعيون الأخبار
1/ 298، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 125، وتاريخ
اليعقوبي 2/ 251- 268، والأنساب (انظر فهرس الأعلام) 1/ 659 و 3/
340 و 4 ق 1/ 651 و 5/ 404، والشعر والشعراء 1/ 387 و 2/ 454 و
512، و 547 و 623، وأخبار القضاة لوكيع (انظر فهرس الأعلام) 1/ 32
و 2/ 265، 266، وتلقيح فهوم أهل الأثر 85، والتبيين في أنساب
القرشيين (انظر فهرس الأعلام) ، ومعجم البلدان 1/ 433 و 4/ 411،
وأسد الغابة 3/ 161، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ،
ووفيات الأعيان 3/ 71 و 76، وتهذيب الأسماء واللغات
(5/435)
وأبو خبيب القرشيّ الأسديّ. أَوَّلُ
مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ بِالْمَدِينَةِ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبِيهِ،
وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ.
رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ عُرْوَةُ، وَابْنَاهُ عَامِرٌ، وَعَبَّادٌ،
وَابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُبِيدَةُ
السَّلْمَانِيُّ، وَطَاوُسٌ، وَعَطَاءٌ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ،
وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ
الْمَكِّيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ،
وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَسَعِيدُ بْنُ مِينَا، وَابْنُ ابْنِهِ
مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، وَابْنُ ابْنِهِ الآخَرُ يَحْيَى بْنُ
عَبَّادٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَشَهِدَ وَقْعَةَ الْيَرْمُوكِ، وَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ،
وَغَزَا الْمَغْرِبَ. وَلَهُ مَوَاقِفُ مَشْهُورَةٌ. وَكَانَ
فَارِسَ قُرَيشٍ فِي زَمَانِهِ [1] .
بُوِيعَ بِالْخِلافَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ، وَحَكَمَ
عَلَى الْحِجَازِ، وَالْيَمَنِ، وَمِصْرَ، وَالْعِرَاقِ،
وَخُرَاسَانَ، وَأَكْثَرِ الشَّامِ، وُلِدَ سَنَةَ اثنتين من
الهجرة وتوفّي
__________
[ () ] ق 1 ج 1/ 266، 267 رقم 297، والعبر (انظر فهرس الأعلام) ،
وسير أعلام النبلاء 3/ 363- 380 رقم 53، وحلية الأولياء 1/ 329-
347 رقم 46، والمستدرك على الصحيحين 3/ 3/ 547- 556، وطبقات
الفقهاء 50، والمرصّع 42 و 43 و 268 و 289 و 296 و 335، ولباب
الآداب 87 و 88 و 126 و 186- 189 و 347، وتاريخ اليعقوبي 2/ 251-
268، وجامع الأصول 9/ 65، والحلّة السيراء 1/ 24، ووفيات الأعيان
3/ 71، وتهذيب الكمال 14/ 508- 511 رقم 3269، والكاشف 2/ 77 رقم
2741، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 73، وتلخيص المستدرك 3/
547- 556، وتحفة الأشراف 4/ 320- 333 رقم 292، والوافي بالوفيات
17/ 172- 178 رقم 159، ورياض النفوس للمالكي 1/ 42، 43 رقم 3، وصفة
الصفوة 1/ 322- 325، ومعالم الإيمان للدبّاغ 1/ 112- 116، والبداية
والنهاية 8/ 332- 345، وغاية النهاية 1/ 419، والذهب المسبوك 25،
26، والإصابة 2/ 309- 311 رقم 4682، وتهذيب التهذيب 5/ 213- 215
رقم 371، وتقريب التهذيب 1/ 415 رقم 304، والنكت الظراف 4/ 325-
333، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 211- 214، وفوات الوفيات 2/ 171- 175
رقم 219، وخلاصة تذهيب التهذيب 197، وشذرات الذهب 1/ 42 و 44 و 62
و 73 و 79 و 80، والعقد الثمين 5/ 141، ومرآة الجنان 1/ 148- 151،
والنهاية الأرب 21/ 80 و 133، والتذكرة الحمدونية 1/ 211 و 408 و
451 و 2/ انظر فهرس الأعلام- ص 506، والفاخر 104 و 160 و 310،
ومجالس ثعلب 8 و 32 و 531، والبدء والتاريخ 6/ 18.
[1] تاريخ دمشق 374.
(5/436)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَلَهُ ثَمَانِ سِنِينَ وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ [1] .
رَوَى شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ قَالَ:
خَرَجَتْ أَسْمَاءُ حِينَ هَاجَرَتْ حُبْلَى، فَنَفِسَتْ بِعَبْدِ
اللَّهِ بِقُبَاءٍ، قَالَتْ: أَسْمَاءُ: ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ سَبْعِ
سِنِينَ لِيُبَايِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَمَرَهُ بِذَلِكَ الزُّبَيْرِ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُ مُقْبِلا، ثُمَّ بَايَعَهُ
[2] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي
الأسود يتيم عروة قال:
لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ أَقَامُوا لا يُولَدُ لَهُمْ،
فَقَالُوا سَحَرَتْنَا يَهُودٌ، حَتَّى كَثُرَتْ فِي ذَلِكَ
الْقَالَةُ، فَكَانَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ
تَكْبِيرَةً وَاحِدَةً حَتَّى ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ، وَأَمَرَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ
فَأَذَّنَ فِي أُذُنَيْهِ بِالصَّلاةِ [3] .
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ
عَارِضَا ابْنِ الزُّبَيْرِ خَفِيفَيْنِ، فَمَا اتَّصَلَتْ
لِحْيَتُهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةٍ [4] .
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى فِي «مُسْنَدِهِ» : ثنا مُوسَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا
هُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الزُّبَيْرِ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّهُ أَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهُوَ يَحْتَجِمُ،
فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ اذْهَبْ بِهَذَا
الدَّمِ فَأَهْرِقْهُ حَيْثُ لا يَرَاكَ أَحَدٌ» ، فَلَمَّا بَرَزَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَدَ
إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: «مَا صَنَعْتَ
بِالدَّمِ؟» ، قَالَ: عَمَدْتُ إِلَى أخْفَى مَوْضِعٍ علمت فجعلته
فيه، قال: «لَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ» ، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ:
«وَلِمَ شَرِبْتَ الدَّمَ، وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ، وَوَيْلٌ لَكَ
مِنَ النَّاسِ» [5] . قَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثْتُ
بِهِ أبا عاصم فقال: كانوا يرون أنّ
__________
[1] تاريخ دمشق 383.
[2] تاريخ دمشق 390.
[3] تاريخ دمشق 392، 393.
[4] تاريخ دمشق 397.
[5] تاريخ دمشق 401.
(5/437)
الْقِوَّةَ الَّتِي بِهِ مِنْ ذَلِكَ
الدَّمِ [1] .
وَرَوَاهُ تَمْتَامٌ، عَنْ مُوسَى.
وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ يُوسُفَ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، وَالْحَارِثِ قَالَ: طَالَمَا حَرِصَ
ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الإِمَارَةِ، قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ:
أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِصٍّ
فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ سَرَقَ، قَالَ:
«اقْطَعُوهُ» ، ثُمَّ جِيءَ بِهِ فِي إِمْرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَقَدْ
سَرَقَ، وَقَدْ قُطِعَتْ قَوَائِمُهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا
أَجِدُ لَكَ شَيْئًا إِلا مَا قَضَى فِيكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أَمَرَ بِقَتْلِكَ، فَأَمَرَ
بِقَتْلِهِ أُغَيْلِمَةً مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، أَنَا
فِيهِمْ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَمِّرُونِي عَلَيْكُمْ،
فَأَمَّرْنَاهُ عَلَيْنَا، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ،
فَقَتَلْنَاهُ [2] .
وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ: ثنا أَبُو عِمْرَانَ
الْجَوْنِيُّ أَنَّ نَوْفًا قَالَ: إِنِّي لأَجِدُ فِي كِتَابِ
اللَّهِ الْمُنْزَلِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَارِسَ الْخُلَفَاءِ
[3] .
وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
يَعْقُوبَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يَلْقَى ابْنَ الزُّبَيْرِ
فَيَقُولُ: مَرْحَبًا بِابْنِ عَمَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَابْنِ حواريّ رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَيَأْمُرُ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ [4] .
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ:
ذُكِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: قَارِئٌ
لِكِتَابِ اللَّهِ، عَفِيفٌ فِي الإِسْلامِ، أَبُوهُ الزُّبَيْرِ،
وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ، وَجَدُّهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّتُهُ
خَدِيجَةُ، وَخَالَتُهُ عَائِشَةُ، وَجَدَّتُهُ صَفِيَّةُ،
وَاللَّهِ لَأُحَاسِبَنَّ لَهُ نَفْسِي مُحَاسَبَةً لَمْ أُحَاسِبْ
بِهَا لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ [5] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنِ دِينَارٍ: مَا رَأَيْتُ مُصَلِّيًا أحسن صلاة
مِنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ [6] .
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا قَامَ فِي
الصَّلاةِ كَأَنَّهُ عُودٌ، وحدّث أنّ
__________
[1] تاريخ دمشق 401.
[2] تاريخ دمشق 402.
[3] تاريخ دمشق 404.
[4] تاريخ دمشق 404.
[5] تاريخ دمشق 404 وفيه «لم أحاسبها» .
[6] تاريخ دمشق 408.
(5/438)
أَبَا بَكْرٍ كَانَ كَذَلِكَ [1] .
وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: كُنْتُ أَمُرُّ بِابْنِ
الزُّبَيْرِ وَهُوَ يُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ كَأَنَّهُ خَشَبَةٌ
مَنْصُوبَةٌ لا يَتَحَرَّكُ [2] .
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنِ الثِّقَةِ بِسَنَدِهِ
قَالَ: قَسَّمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الدَّهْرَ عَلَى ثَلاثِ لَيَالٍ،
فَلَيْلَةٌ هُوَ قَائِمٌ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَلَيْلَةٌ هُوَ
رَاكِعٌ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَلَيْلَةٌ هُوَ سَاجِدٌ حَتَّى
الصَّبَاحِ [3] .
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ [4]
الْمَكِّيِّ قَالَ: رَكَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمًا رَكْعَةً،
فَقَرَأْنَا الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ
وَالْمَائِدَةَ، وَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ [5] .
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ
قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي فِي الْحِجْرِ، وَحَجَرُ
الْمَنْجَنِيقِ يُصِيبُ طَرَفَ ثَوْبِهِ، فَمَا يَلْتَفِتُ
إِلَيْهِ [6] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ:
لَوْ رَأَيْتَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي كَأَنَّهُ غُصْنٌ
تُصَفِّقُهَا الرِّيحُ، وَالْمَنْجَنِيقُ يَقَعُ هَا هُنَا،
وَيَقَعُ هَا هُنَا [7] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْظَمَ سَجْدَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِنَ
ابْنِ الزُّبَيْرِ [8] .
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ
عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بَيْتَهُ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي،
فَسَقَطَتْ حَيَّةٌ عَلَى ابْنِهِ هَاشِمٍ، فَصَاحُوا: الْحَيَّةَ
الْحَيَّةَ، ثُمَّ رَمَوْهَا، فَمَا قَطَعَ صلاته [9] .
__________
[1] تاريخ دمشق 408.
[2] تاريخ دمشق 408 وفيه «لا تتحرك» .
[3] تاريخ دمشق 409.
[4] بفتح النون المشدّدة، كما في الخلاصة.
[5] تاريخ دمشق 409.
[6] تاريخ دمشق 410.
[7] تاريخ دمشق 410.
[8] تاريخ دمشق 412.
[9] تاريخ دمشق 413.
(5/439)
وعن أمّ جعفر بنت النّعمان أنّها سَلَّمَتْ
عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَذُكِرَ عِنْدَهَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَتْ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ
قَوَّامَ اللَّيْلِ صَوَّامَ النَّهَارِ، وَكَانَ يُسَمَّى
حَمَامَةَ الْمَسْجِدِ [1] .
وَقَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
الزُّبَيْرِ يُوَاصِلُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ،
فَإِذَا أَفْطَرَ اسْتَعَانَ بِالسَّمْنِ حَتَّى يَلِينَ
بِالسَّمْنِ [2] .
وَرَوَى لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَا كَانَ بَابٌ فِي
الْعِبَادَةِ يَعْجَزُ النَّاسُ عَنْهُ إِلا تَكَلَّفَهُ ابْنُ
الزُّبَيْرِ، وَلَقَدْ جَاءَ سَيْلٌ طَبَّقَ الْبَيْتَ فَجَعَلَ
يَطُوفُ سِبَاحَةً [3] .
وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لا
يُنَازَعُ فِي شَجَاعَةٍ وَلا عِبَادَةٍ وَلا بَلاغَةٍ [4] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْريُّ، عَنْ أَنَسٍ:
إِنَّ عُثْمَانَ أَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَابْنَ الزُّبَيْرِ،
وسعيد بْنَ الْعَاصِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ
هِشَامٍ، فَنَسَخُوا الْقُرْآنَ فِي الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ: إِذَا
اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدٌ فِي شَيْءٍ فَاكْتُبُوهُ
بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ [5] .
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ
قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رِدَاءً عَدَنيًّا
يُصَلِّي فِيهِ، وَكَانَ صَيِّتًا، إِذَا خَطَبَ تَجَاوَبَ
الْجَبَلانِ، وَكَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى الْعُنُقِ وَلِحْيَةٌ
صَفْرَاءُ [6] .
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا أَبِي وَالزُّبَيْرُ
بْنُ خُبَيْبٍ قالا: قال ابن الزبير: هجم علينا جرجير فِي
عَسْكَرِنَا فِي عِشْرِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ، فَأَحَاطُوا بِنَا
وَنَحْنُ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، يَعْنِي فِي غَزْوَةِ
إِفْرِيقِيَّةَ، قَالَ: وَاخْتَلَفَ النَّاسُ عَلَى ابْنِ أَبِي
سَرْحٍ، فَدَخَلَ فُسْطَاطَهُ، وَرَأَيْتُ غِرَّةً مِنْ جرجير بصرت
به خلف
__________
[1] تاريخ دمشق 413.
[2] تاريخ دمشق 415.
[3] تاريخ دمشق 417.
[4] تاريخ دمشق 418.
[5] تاريخ دمشق 418.
[6] تاريخ دمشق 418.
(5/440)
عَسَاكِرِهِ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَشْهَبَ،
مَعَهُ جَارِيَتَانِ تُظِلانِ عَلَيْهِ بِرِيشِ الطَّوَاوِيسِ،
بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَيْشِهِ أَرْضٌ بَيْضَاءُ، فَأَتَيْتُ ابْنَ
أَبِي سَرْحٍ، فَنَدَبَ لِي النَّاسَ، فَاخْتَرْتُ [1] ثَلاثِينَ
فَارِسًا، وَقُلْتُ لِسَائِرِهِمْ: الْبِثُوا عَلَى مَصَافِّكُمْ،
وَحَمَلْتُ وَقُلْتُ لِلثَّلاثِينَ: احْمُوا لِي ظَهْرِي،
فَخَرَقْتُ الصَّفَّ إِلَيْهِ، فَخَرَجْتُ صَامِدًا، وَمَا يحسب هو
ولا أصحابه إلا أني رسول إِلَيْهِ، حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُ،
فَعَرَفَ الشَّرَّ، فَتَبَادَرَ برذونه مولّيا، فأدركته فطعنته،
فسقط، ثمّ احتززت رَأْسَهُ، فَنَصَبْتُهُ عَلَى رُمْحِي،
وَكَبَّرْتُ، وَحَمَلَ الْمُسْلِمُونَ، فَأَرْفَضَّ الْعَدُوُّ
وَمَنَحَ اللَّهُ أَكْتَافَهُمْ [2] .
وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أُخِذَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ وَسَطَ الْقَتْلَى يَوْمَ
الْجَمَلِ، وَبِهِ بِضْعٌ وَأَرْبَعُونَ ضَرْبَةً وَطَعْنَةً [3] .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ:
أَعْطَتْ عَائِشَةُ لِلَّذِي بَشَّرَهَا أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ
لَمْ يُقْتَلْ عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ [4] .
وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَى
عَائِشَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ [5] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، وَابْنُ
أَبِي مَيْسَرَةَ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ
يَزِيدَ فِي رَبِيعِ الآخَرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ قَامَ
ابْنُ الزُّبَيْرِ فَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ،
وَدَعَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةَ إِلَى
الْبَيْعَةَ فَأبَيَا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ لَهُ، فَبَقِيَ
يُدَارِيهِمَا سِنِينَ، ثُمَّ أَغْلَظَ عَلَيْهِمَا وَدَعَاهُمَا
فَأَبَيَا [6] .
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ: كَانَ يُقَالُ
لابْنِ الزُّبَيْرِ عَائِذُ بَيْتِ اللَّهِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر، عن
__________
[1] في الأصل «فأخبرت» .
[2] نسب قريش 238، وتاريخ دمشق 420، 421، والعقد الثمين 5/ 155.
[3] تاريخ دمشق 427.
[4] تاريخ دمشق 428.
[5] تاريخ دمشق 429.
[6] تاريخ دمشق 445.
(5/441)
عمته أم بكر، وحدثني شرحبيل بن أبي عَوْنٍ،
عَنْ أَبِيهِ، وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَغَيْرُهُمْ
أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ،
قَالُوا: لَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ
بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
إِلَى أَنْ قَالَ:
فَخَرَجَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مَكَّةَ، وَلَزِمَ الْحِجْرَ
وَلَبِسَ الْمَغَافِرَ [1] ، وَجَعَلَ يُحَرِّضُ عَلَى بَنِي
أُمَيَّةَ، وَمَشَى إِلَى يَحْيَى بْنِ حَكِيمٍ الْجُمَحِيِّ
وَإِلَى مَكَّةَ، فَبَايَعَهُ لِيَزِيدَ، فَقَالَ: لا أَقْبَلُ
هَذَا حَتَّى يُؤْتِيَ بِهِ فِي جَامِعَةٍ وَوِثَاقٍ، فَقَالَ لَهُ
ابْنُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
ادْفَعِ الشَّرَّ عَنْكَ مَا انْدَفَعَ، فَإِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ
رَجُلٌ لَجُوجٌ وَلا يُطِيعُ لِهَذَا أَبَدًا، وَإِنْ تُكَفِّرْ
عَنْ يَمِينِكَ فَهُوَ خَيْرٌ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنَّ فِي
أَمْرِكَ لَعَجَبًا، قَالَ: فَادْعُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ
فَسَلْهُ عَمَّا أَقُولُ، فَدَعَاهُ فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَهُمَا،
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَصَابَ أَبُو لَيْلَى وَوُفِّقَ، فَأَبى
أَنْ يَقْبَلَ، وَامْتَنَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ يَذِلَّ
نَفْسَهُ وَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي عَائِذٌ ببيتك، فمن يومئذ
سُمِّيَ الْعَائِذَ.
وَأَقَامَ بِمَكَّةَ لا يَعْرِضُ لَهُ أَحَدٌ، فَكَتَبَ يَزِيدُ
إِلَى وَالِي الْمَدِينَةِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ أَنْ يُوَجِّهَ
إِلَيْهِ جُنْدًا، فَبَعَثَ لِقِتَالِهِ أَخَاهُ عَمْرًا فِي
أَلْفٍ، فَظَفِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِأَخِيهِ وَعَاقَبَهُ،
وَنحَّى ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحَارِثَ بْنَ يَزِيدَ عَنِ الصَّلاةِ
بِمَكَّةَ، وَجَعَلَ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَكَانَ لا يَقْطَعُ أَمْرًا دُونَ
الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
وَجُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ
أُمَيَّةَ يُشَاوِرُهُمْ فِي الأُمُورِ وَلا يَسْتَبِدُّ بِشَيْءٍ،
وَيُصَلِّي بِهِمُ الْجُمُعَةَ، وَيَحُجُّ بِهِمْ، وَكَانَتِ
الْخَوَارِجُ وَأَهْلُ الأَهْوَاءِ كُلُّهُمْ قَدْ أَتَتِ ابْنَ
الزُّبَيْرِ، وَقَالُوا:
عَائِذُ بَيْتِ اللَّهِ، وَكَانَ شِعَارُهُ لَا حُكْمَ إِلَّا
للَّه. فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ، وَحَجَّ عَشْرَ سِنِينَ
بِالنَّاسِ آخِرُهَا سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَدَعَا إِلَى
نَفْسِهِ فَبَايَعُوهُ، وَفَارَقَتْهُ الْخَوَارِجُ، فَوَلَّى
عَلَى الْمَدِينَةِ أَخَاهُ مُصْعَبًا، وَعَلَى الْبَصْرَةِ
الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعَلَى
الْكُوفَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ، وَعَلَى مِصْرَ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ جَحْدَمٍ الْفِهْرِيَّ، وَعَلَى الْيَمَنِ آخَرَ،
وَعَلَى خُرَاسَانَ آخَرَ، وَأَمَّرَ عَلَى الشَّامِ الضَّحَّاكَ
بْنَ قَيْسٍ، فَبَايَعَ لَهُ عَامَّةُ الشَّامِ، وأطاعه النّاس،
إلّا
__________
[1] كذا في الأصل بالغين المعجمة، والمغفر هو خوذة يضعها المقاتل
على رأسه في القتال.
وفي تاريخ دمشق «ولبس المعافري» بالعين المهملة، وياء النسبة.
(5/442)
طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مَعَ
مَرْوَانَ [1] .
قُلْتُ: ثُمَّ قَوِيَ أَمْرُ مَرْوَانَ، وَقُتِلَ الضَّحَّاكُ،
وَبَايَعَهُ [2] أَهْلُ الشَّامِ، وَسَارَ فِي جُيُوشِهِ إِلَى
مِصْرَ فَأَخَذَهَا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا وَلَدَهُ عَبْدَ
الْعَزِيزِ. وَعَاجَلَتْهُ الْمَنِيَّةُ، فَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ
عَبْدُ الْمَلِكِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَخَذَ الْبِلادَ،
وَدَانَتْ لَهُ الْعِبَادُ.
وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ يَزِيدَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنِّي
قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكِ بِسِلْسِلَةٍ فِضَّةٍ، وَقَيْدٍ مِنْ
ذَهَبٍ، وَجَامِعَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَحَلَفْتُ لَتَأْتِيَنِّي فِي
ذَلِكَ، قَالَ فَأَلْقَى الْكِتَابَ وَقَالَ:
وَلا أَلِينُ لِغَيْرِ الْحَقِّ أَسْأَلُهُ ... حَتَّى يَلِينَ
لِضِرْسِ الْمَاضِغِ الْحَجَرِ [3]
قَالَ خَلِيفَةُ [4] : ثُمَّ حَضَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْمَوْسِمَ
سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ، فَحَجَّ بِالنَّاسِ، وَلَمْ
يَقِفُوا الْمَوْقِفَ، وَحَجَّ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ بِأَهْلِ
الشَّامِ، وَلَمْ يَطُوفُوا بِالْبَيْتِ.
وَرَوَى الدراوَرْديّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَوَّلُ
مَنْ كَسَا الْكَعْبَةَ الدِّيبَاجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الزُّبَيْرِ، وَإِنْ كَانَ ليُطَيِّبُهَا حَتَّى يَجِدَ رِيحَهَا
مَنْ دَخَلَ الْحَرَمِ [5] .
زَادَ غَيْرُهُ: كَانَتْ كِسْوَتُهَا الأَنْطَاعَ [6] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُعَيْبٍ الْحَجَبِيُّ [7] : إِنَّ
الْمَهْدِيَّ لَمَّا جَرَّدَ الْكَعْبَةَ كَانَ فِيمَا نُزِعَ
عَنْهَا كِسْوَةٌ مِنْ دِيبَاجٍ، مَكْتُوبٌ عليها لعبد الله أبي
بكر أمير المؤمنين [8] .
__________
[1] الخبر بطوله في تاريخ دمشق 448- 451.
[2] في الأصل «وبايعوه» .
[3] تاريخ دمشق 451.
[4] في التاريخ 268 بغير هذه العبارة، والخبر بنصّه كما هنا في
تاريخ دمشق 455 عن خليفة.
[5] تاريخ دمشق 456.
[6] تاريخ دمشق 456.
[7] في الأصل «الحجي» .
[8] تاريخ دمشق 456، العقد الثمين 5/ 174.
(5/443)
وَرَوَى أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
قَيْسٍ قَالَ: كَانَ لابْنِ الزُّبَيْرِ مِائَةُ غُلامٍ،
يَتَكَلَّمُ كُلُّ غُلامٍ مِنْهُمْ بِلُغَةٍ، وَكَانَ ابْنُ
الزُّبَيْرِ يُكَلِّمُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِلُغَتِهِ،
وَكُنْتَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا قُلْتَ
هَذَا رَجُلٌ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ طَرْفَةَ عَيْنِ، وَإِذَا
نَظَرْتَ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ آخِرَتِهِ قُلْتَ هَذَا رَجُلٌ لَمْ
يُرِدِ الدُّنْيَا طَرْفَةَ عَيْنٍ [1] .
وَرَوَى الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى [2] قَالَ: رَأَيْتُ
عَلَى رَأْسِ ابْنِ الزُّبَيْرِ مِنَ الْمِسْكِ مَا لَوْ كَانَ لِي
كَانَ رَأْسَ مَالٍ [3] .
قُلْتُ: وَكَانَ فِي ابْنِ الزُّبَيْرِ بُخْلٌ ظَاهِرٌ، مَعَ مَا
أُوتِيَ مِنَ الشَّجَاعَةِ.
قَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ
عَبَّاسٍ يُعَاتِبُ ابْنَ الزُّبَيْرِ فِي الْبُخْلِ وَيَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ
الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَبِيتُ وَجَارُهُ جَائِعٌ» [4] . وَقَالَ
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ [5] ، عَنْ لَيْثِ بْنِ
أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُكْثِرُ أَنْ
يُعَنِّفَ ابْنَ الزُّبَيْرِ بِالْبُخْلِ، فَقَالَ: لِمَ
تُعَيِّرُنِي؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَشْبَعُ
وَجَارُهُ وَابْنُ عَمِّهِ جَائِعٌ [6) » ] . وَقَالَ يَعْقُوبُ
الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةَ، عَنِ ابْنِ
أَبْزَى، عَنْ عُثْمَانَ: أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ لَهُ
حَيْثُ حُصِرَ: إِنَّ عِنْدِي نَجَائِبَ قَدْ أَعْدَدْتُهَا لَكَ،
فَهَلْ لَكَ أَنْ تُحَوِّلَ إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيَكَ مَنْ
أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَكَ؟ قَالَ: لا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُلْحَدُ
بِمَكَّةَ كَبْشٌ مِنْ قُرَيْشٍ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، عَلَيْهِ
مِثْلُ نِصْفِ أَوْزَارِ النَّاسِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي
«مُسْنَدِهِ» [7] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبان، عن القمّي.
__________
[1] انظر حلية الأولياء 1/ 334، تاريخ دمشق 457.
[2] هو مسلم بن صبيح القرشي الكوفي، مولى آل سعيد بن العاص.
[3] تاريخ دمشق 457.
[4] الحديث في تاريخ دمشق 458، ويقوّيه حديث «لا يشبع الرجل دون
جاره» في مسند أحمد 1/ 55.
[5] مهملة في الأصل.
[6] تاريخ دمشق 460.
[7] ج 1/ 64.
(5/444)
وَقَالَ عَبَّاسُ التَّرَقُفِيُّ» [1] :
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يلحد
بِمَكَّةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالَ لَهُ عَبْدُ الله، عليه
نصف عذاب العالم» ، فو الله لا أَكُونُهُ، فَتَحَوَّلَ مِنْهَا،
فَسَكَنَ الطَّائِفَ [2] . قُلْتُ: مُحَمَّدُ هُوَ الْمِصِّيصِيُّ،
ضَعِيفٌ، احْتَجَّ بِهِ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.
وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ. قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: ثنا أَبُو
النَّضْرِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو
قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
الزُّبَيْرِ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ فَقَالَ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ
إِيَّاكَ وَالإِلْحَادَ فِي حَرَمِ اللَّهِ، فَإِنِّي أَشْهَدُ
لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «يُلْحِدُ بِهَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ وُزِنَتْ
ذُنُوبُهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَوَزَنَتْهَا» ، قَالَ:
فَانْظُرْ أن لا تكونه يا بن عَمْرٍو، فَإِنَّكَ قَدْ قَرَأْتَ
الْكُتُبَ وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ هَذَا وَجْهِي إِلَى
الشَّامِ مُجَاهِدًا [3] .
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ
وَضَّاحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْخَصِيبِ نَافِعٌ مَوْلَى آلِ
الزُّبَيْرِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ
الْحَجَرَ مِنَ الْمَنْجَنِيقِ يَهْوِي حَتَّى أَقُولُ: لَقَدْ
كَادَ أَنْ يَأْخُذَ لِحْيَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وسَمِعْتُهُ
يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنْ أُبَالِيَ إِذَا وَجَدْتُ ثَلاثَمِائَةٍ
يَصْبِرُونَ صَبْرِي لَوْ أَجْلَبَ عَلَيَّ أَهْلُ الأَرْضِ [4] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ
الْمُنْذِرِ بْنِ الْجُهَيْمِ الأَسْلَمِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ
الزُّبَيْرِ يَوْمَ قُتِلَ وَقَدْ خَذَلَهُ مَنْ كَانَ مَعَهُ
خِذْلانًا شَدِيدًا، وَجَعَلُوا يَخْرُجُونَ إِلَى الْحَجَّاجِ،
وَجَعَلَ الْحَجَّاجُ يَصِيحُ: أَيُّهَا النَّاسُ عَلامَ
تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ، مَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا فَهُوَ آمِنٌ
لَكُمْ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ، وَفِي حَرَمِ اللَّهِ وأمنه،
وربّ هذه النيّة لا أَغْدُرُ بِكُمْ، وَلا لَنَا حَاجَةٌ فِي
دمائكم، فيسلك إليه نحو من
__________
[1] مهملة في الأصل، والتصويب من (اللباب في الأنساب لابن الأثير،
ج 1 ص 173) ومعجم البلدان وغيرهما. وهي بضم التاء وسكون الراء وضم
القاف.
[2] تاريخ دمشق 462.
[3] انظر مسند أحمد 1/ 67، وهو في تاريخ دمشق 463.
[4] تاريخ دمشق 468.
(5/445)
عَشَرَةِ آلافٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ ابْنَ
الزُّبَيْرِ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ [1] .
وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَضَرْتُ قَتْلَ
ابْنِ الزُّبَيْرِ، جَعَلَتِ الْجُيُوشُ تَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ
أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَكُلَّمَا دَخَلَ قَوْمٌ مِنْ بَابٍ
حَمَلَ عَلَيْهِمْ وَحْدَهُ حَتَّى يُخْرِجُهُمْ، فَبَيْنَا هُوَ
عَلَى تِلْكَ الْحَالِ إِذَا جَاءَتْ شُرْفَةٌ مِنْ شُرُفَاتِ
الْمَسْجِدِ فَوَقَعَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَصَرَعَتْهُ، وَهُوَ
يَتَمَثَّلُ:
أَسْمَاءُ يَا أَسْمَاءُ لا تَبْكِينِي ... لَمْ يَبْقَ إِلا
حَسَبِي وَدِينِي
وَصَارِمٌ لاثَتْ بِهِ يَمِينِي [2]
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا فَرْوَةُ بْنُ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ
بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: مَا أَرَانِي الْيَوْمَ إِلا
مَقْتُولا، لَقَدْ رَأَيْتُ فِي لَيْلَتِي كَأَنَّ السَّمَاءَ
فُرِجَتْ لِي فَدَخَلْتُهَا، فَقَدْ وَاللَّهِ مَلَلْتُ الْحَيَاةَ
وَمَا فِيهَا، وَلَقَدْ قَرَأَ فِي الصُّبْحِ يَوْمَئِذٍ
مُتَمَكِّنًا (ن وَالْقَلَمِ) حَرْفًا حَرْفًا، وَإِنَّ سَيْفَهُ
لَمَسْلُولٌ إِلَى جَنْبِهِ، وَإِنَّهُ لَيُتِمُّ الرُّكُوعَ
وَالسُّجُودَ كَهَيْئَتِهِ قَبْلَ ذَلِكَ [3] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن نَافِعٍ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ التَّكْبِيرَ فِيمَا بَيْنَ
الْمَسْجِدِ إِلَى الْحَجُونِ حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ،
فَقَالَ. ابْنُ عُمَرَ:
لَمَنْ كَانَ كَبَّرَ حِينَ وُلِدَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَكْثَرُ [4]
وَخَيْرٌ مِمَّنْ كَبَّرَ عَلَى قَتْلِهِ [5] .
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: مَا شَيْءٌ كَانَ
يُحَدِّثُنَا بِهِ كَعْبُ إِلا قَدْ أَتَى عَلَى مَا قَالَ، إِلا
قَوْلَهُ: ثَقِيفٌ يَقْتُلُنِي، وَهَذَا رَأْسُهُ بَيْنَ يَدَيَّ،
يَعْنِي الْمُخْتَارَ.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ
أَبِي زياد الجصّاص [6] ، عن
__________
[1] تاريخ دمشق 468، 469.
[2] حلية الأولياء 1/ 333، تاريخ دمشق 469 وفيهما «لانت» بالنون،
والبداية والنهاية 8/ 343.
[3] تاريخ دمشق 469، 470.
[4] في تاريخ دمشق «أكبر» .
[5] تاريخ دمشق 472.
[6] مهمل في الأصل.
(5/446)
عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لِغُلامِهِ: لا تَمُرَّ بِي عَلَى ابْنِ
الزُّبَيْرِ، يَعْنِي وَهُوَ مَصْلُوبٌ [1] . قَالَ: فَغَفَلَ
الْغُلامُ فَمَرَّ بِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَرَآهُ، فَقَالَ:
رحِمَكَ اللَّهُ، مَا عَلِمْتُكَ إِلا صَوَّامًا قَوَّامًا وَصُولا
لِلرَّحِمِ، أَمَّا وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو مَعَ مَسَاوِئِ مَا
قَدْ عَمِلْتَ مِنَ الذُّنُوبِ أَنْ لا يُعَذِّبَكَ اللَّهُ.
قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ
الصِّدِّيقُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قال: «من يعمل سواء يُجْزَ بِهِ فِي الدُّنْيَا» [2] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ «الْخُلَفَاءِ» :
وَصُلِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مُنَكَّسًا، وَكَانَ آدَمَ نَحِيفًا،
لَيْسَ بِالطَّوِيلِ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ،
يُكَنَّى: أَبَا بَكْرٍ، وَأَبَا خُبَيْبٍ، وَبَعَثَ عُمَّالَهُ
عَلَى الْحِجَازِ وَالْمَشْرِقِ كُلِّهِ [3] .
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ،
عَنْ جَدَّتِهِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ غَسَّلَتِ
ابْنَ الزُّبَيْرِ بَعْد مَا تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ، وَجَاءَ
الإِذْنُ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ إِلَى الْحَجَّاجِ
أَنْ يَأْذَنَ لَهَا، وَحَنَّطَتْهُ وَكَفَّنَتْهُ وَصَلَّتْ
عَلَيْهِ، وَجَعَلَتْ فِيهِ شَيْئًا حِينَ رَأَتْهُ يَتَفَسَّخُ
إِذَا مَسَّتْهُ [4] .
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَمَلَتْهُ فَدَفَنَتْهُ فِي
الْمَدِينَةِ فِي دَارِ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، ثُمَّ زِيدَتْ
دَارَ صَفِيَّةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَهُوَ مَدْفُونٌ مَعَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ،
وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [5] .
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ: قُتِلَ فِي جُمَادِي
الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ
سَنَةً.
وَقَالَ ضَمْرَةُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ: قُتِلَ سَنَةَ اثنتين وسبعين.
والصحيح ما تقدّم.
__________
[1] في الأصل «مسلوب» .
[2] أخرج نحوه مسلم (2545) ، واختصره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/
12، وهو في تفسير ابن كثير 1/ 557، وتاريخ دمشق 486.
[3] تاريخ دمشق 492.
[4] تاريخ دمشق 502.
[5] تاريخ دمشق 502.
(5/447)
192- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زُرَيْرٍ [1]
الْغَافِقِيُّ [2] الْمِصْرِيُّ، مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ
وَمُحِبِّيهِ.
وَفَدَ عَلَى عَلِيٍّ مِنْ مِصْرَ.
يَرْوِي عَنْهُ: مَرْثَدُ الْيَزَنِيُّ، وَعَيّاشُ الْقِتْبَانِيُّ
[3] ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيرةَ السَّبَائِيُّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
193- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ [4] بْنِ خَيْثَمَةَ [5]
الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ. لَهُ صُحْبَةٌ، شَهِدَ الْجَابِيَةَ
وَخَيبرَ، فَشَهِدَهَا وَلَهُ فِيمَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ سَبْعَ
عَشْرَةَ سَنَةً.
وَتُوُفِّيَ بَعْدَ مَقْتَلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِالْمَدِينَةِ.
وَاسْتُشْهِدَ أَبُوهُ يَوْمَ بَدْرٍ، وَجَدُّهُ يَوْمَ أُحُدٍ.
وَقَدْ تَفَرّدَ رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ
بْنِ حَكِيمٍ، وَكُلُّ مِنْهُمَا ثِقَةٌ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ [6] : أَشَهِدْتَ بَدْرًا؟
قَالَ: نَعَمْ، وَالْعَقَبةَ مَعَ أَبِي رديفا. رواه عاصم، وأبو
داود، وأبو أحمد الزّبيريّ، عن رباح.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن زرير) في:
طبقات ابن سعد 7/ 510، وطبقات خليفة 293، والعلل لأحمد 1/ 411،
وتاريخ الثقات 257 رقم 811، والثقات لابن حبّان 5/ 24، والجرح
والتعديل 5/ 62 رقم 281، والتاريخ الكبير 5/ 95 رقم 267، والإكمال
لابن ماكولا 4/ 185، وتهذيب الكمال 14/ 517، 518 رقم 3272، والعبر
1/ 93، والكاشف 2/ 77، 78 رقم 2751، وتهذيب التهذيب 5/ 216، 217
رقم 374، وتقريب التهذيب 1/ 415 رقم 307، وخلاصة تذهيب التهذيب
197.
[2] في الأصل «الخافقي» .
[3] بكسر القاف وسكون التاء، نسبة إلى بطن من رعين نزلوا مصر..
(اللباب 2/ 242) .
[4] انظر عن (عبد الله بن سعد) في:
طبقات ابن سعد 7/ 501، والأخبار الموفقيات 117، والمحبّر 3، ومسند
أحمد 4/ 342 و 5/ 293، وطبقات خليفة 83، وتاريخ خليفة 271، ومقدّمة
مسند بقيّ بن مخلد 161 رقم 921، والتاريخ الكبير 5/ 13 رقم 22،
والاستيعاب 2/ 374، 375، وأسد الغابة 3/ 172، 173، وتهذيب الأسماء
واللغات ق 1 ج 1/ 269 رقم 301، والوافي بالوفيات 17/ 194 رقم 177،
والعقد الفريد 4/ 378، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 123، والإصابة
2/ 316 رقم 4709، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 314.
[5] مهملة في الأصل.
[6] محرفة ومهملة في الأصل.
(5/448)
194- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ
الْمُرَادِيُّ [1]- 4- عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ،
وَصَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَأَبُو
الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ.
وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [2] .
وَقَالَ الْبُخَارِيّ [3] : لا يُتَابَعُ فِي حَدِيثِهِ.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: كَانَ قَدْ كَبِرَ، فَكَانَ
يُحَدِّثُنَا فَنَعْرِفُ وَنُنْكِرُ.
وَيُقَالُ: لَقِيَ عُمَرَ.
195- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِهَابٍ [4] أَبُو الجزل.
روى: عن: عمر، وعائشة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن سلمة) في:
مصنّف ابن أبي شيبة 13/ 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 311، 312،
والعلل لأحمد 1/ 90 و 91 و 167 و 270 و 373 و 381، وطبقات خليفة
147، والتاريخ الصغير 1/ 210 و 212، والتاريخ الكبير 5/ 99 رقم
285، وتاريخ الثقات للعجلي 258 رقم 819، والثقات لابن حبّان 5/ 12،
والمعرفة والتاريخ 2/ 658 و 861، وتاريخ واسط 120، والضعفاء
والمتروكين للنسائي 295 رقم 347، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 20،
والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 260 261 رقم 813، وسنن الدارقطنيّ 2/
121، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 113 رقم 313، والجرح والتعديل
5/ 73 رقم 345، والعقد الفريد 4/ 327 و 341، والكامل في ضعفاء
الرجال 4/ 1486، 1487، وتاريخ بغداد 9/ 460 رقم 5091، وموضح أوهام
الجمع والتفريق 1/ 330- 332، والإكمال لابن ماكولا 4/ 336، وتهذيب
الكمال 15/ 50- 55 رقم 3313، والكاشف 2/ 83 رقم 2789، وميزان
الاعتدال 2/ 430، 431 رقم 4360، والوافي بالوفيات 17/ 200 رقم 185،
وتهذيب التهذيب 5/ 241- 243 رقم 420، وتقريب التهذيب 1/ 420 رقم
352، وخلاصة تذهيب التهذيب 200.
[2] في تاريخه 258 رقم 819.
[3] في تاريخه 5/ 99 رقم 285.
[4] انظر عن (عبد الله بن شهاب) في:
طبقات ابن سعد 6/ 153، والتاريخ الكبير 5/ 116 رقم 344، و 9/ 85
رقم 848، والمعارف 472، وأنساب الأشراف 5/ 172، والجرح والتعديل 5/
82 رقم 378، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 118 أ، والجمع بين
رجال الصحيحين 1/ 274، والتبيين في أنساب القرشيين 267، وتهذيب
الكمال 15/ 93، 94 رقم 3334، والكاشف 2/ 86 رقم 2808، وتهذيب
التهذيب 5/ 254، 255 رقم 446، وتقريب التهذيب 1/ 423 رقم 379،
وخلاصة تذهيب التهذيب 201.
(5/449)
وعنه: الشعبي، وخيثمة [1] بن عبد الرحمن،
وشبيب بن غرقدة.
ذكره ابن أبي حاتم [2] .
196- عبد الله بن الصّامت [3]- م 4- الغفاريّ البصريّ، مِنْ
جِلَّةِ التَّابِعِينَ.
رَوَى عَنْ: عَمِّهِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، وَعُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَقَدْ تَأَخَّرَتْ وَفَاتُهُ عَنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ،
فَسَيُعَادُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
197- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ [4] م ن ق ابْنِ أُمَيَّةَ
بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبٍ، أَبُو صفوان الجمحيّ المكّيّ.
__________
[1] مهملة في الأصل.
[2] في الجرح والتعديل 5/ 82 رقم 378.
[3] انظر عن (عبد الله بن الصامت) في:
طبقات ابن سعد 7/ 212، والتاريخ لابن معين 2/ 313، وطبقات خليفة
191، وتاريخ خليفة 286، والتاريخ الكبير 5/ 118 رقم 352، والتاريخ
الصغير 1/ 137، والأخبار الطوال 18، وتاريخ الثقات للعجلي 262 رقم
826، والمعارف 253، وعيون الأخبار 3/ 158، والجرح والتعديل 5/ 84
رقم 388، والثقات لابن حبّان 5/ 30، والجمع بين رجال الصحيحين 1/
274، وتهذيب الكمال 15/ 120، 121 رقم 3339، والكاشف 2/ 87 رقم
2813، والمغني في الضعفاء 1/ 343 رقم 3219، وميزان الاعتدال 2/ 447
رقم 4386، وتهذيب التهذيب 5/ 264 رقم 451، وتقريب التهذيب 1/ 423
رقم 384، وخلاصة تذهيب التهذيب 201.
[4] انظر عن (عبد الله بن صفوان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 465، والأخبار الموفقيات 623، ونسب قريش 356،
والسير والمغازي لابن إسحاق 104، والمغازي للواقدي 202، والمحبّر
142 و 400 و 410، وتاريخ خليفة 214 و 215 و 269 و 270، وطبقات
خليفة 235 و 280، والعلل لأحمد 77، والتاريخ الكبير 5/ 118- 120
رقم 353، والتاريخ الصغير 1/ 142 و 143 و 153 و 162 و 163،
والمعرفة والتاريخ 1/ 533 و 553 و 2/ 210، وتاريخ اليعقوبي 2/ 389،
وأنساب الأشراف 1/ 56 و 4 ق 1/ 19 و 88 و 159 و 293 و 313 و 314 و
339 و 344 و 350 و 351 و 5/ 140 و 372 و 373 و 377، وفتوح البلدان
58، والجرح والتعديل 5/ 84 رقم 389، والثقات لابن حبان 3/ 231 و 5/
33، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 274، والاستيعاب 2/ 333، 334،
ومشاهير علماء الأمصار، رقم 599، والعقد الفريد 4/ 5 و 22 و 45 و
435- 439، والتبيين في أنساب القرشيين 1/ 133 و 338 و 406 و 407،
وأسد الغابة 3/ 185، والكامل في التاريخ 2/ 149 و 4/ 19 و 355 و
357 و 6/ 41 و 48، وتاريخ الطبري 2/ 287 و 399 و 501 و 3/ 268 و 4/
454 و 5/ 344 و 345 و 577 و 6/ 150
(5/450)
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ،
وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحَفْصَةَ، وَصَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي
عُبَيدٍ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: حَفِيدُهُ أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي
الْجَعْدِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَالزُّهْرِيُّ.
وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ قُرَيْشٍ وَأَشْرَافِهِمْ، وَلَهُ دَارٌ
بِدِمَشْقَ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
سَلامٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جَعْدَبَةَ قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ مَكَّةَ لَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
صَفْوَانَ عَلَى بَعِيرٍ، فَسَايَرَهُ، فَقَالَ أَهْلُ الشَّامِ:
مِنَ هَذَا الأَعْرَابِيُّ الَّذِي سَايَرَ أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ! فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى مَكَّةَ إِذَا الْجَبَلُ
أَبْيَضُ مِنْ غَنَمٍ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ أَلْفَا شَاةٍ أَجْزَرْتُكَهَا [1] ،
فَقَسَّمَهَا مُعَاوِيَةُ فِي جُنْدِهِ، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا
أَسْخَى مِنَ ابْنِ عَمِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا
الأَعْرَابِيِّ [2] .
وَرَوَى ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ
الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: مَا بَلَغَ ابْنُ صَفْوَانَ مَا بَلَغَ؟
قُلْتُ: سَأُخْبِرُكَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ عَبْدًا وَقَفَ
عَلَيْهِ يَسُبُّهُ مَا اسْتَنْكَفَ عَنْهُ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ
يَأْتِيهِ أَحَدٌ قَطُّ إِلا كَانَ أَوَّلَ خَلْقِ اللَّهِ
تَسَرُّعًا إِلَيْهِ بِالرِّجَالِ، وَلَمْ يَسْمَعْ بِمَفَازَةٍ
إِلا حَفَرَهَا، وَلا ثَنِيَّةٍ إِلا سَهَّلَهَا [3] .
وَعَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ وَصَفَ ابْنَ صَفْوَانَ بِالْحِلْمِ
وَالاحْتِمَالِ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ قال:
__________
[ () ] و 190 و 192، وتهذيب الكمال 15/ 125- 127 رقم 3343، وتجريد
أسماء الصحابة 1 رقم 3360، وسير أعلام النبلاء 4/ 150، 151 رقم 52،
والعبر 1/ 82، والكاشف 2/ 87 رقم 2817، وجامع التحصيل رقم 372،
والوافي بالوفيات 17/ 215 رقم 202، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية،
338) ورقة 134 ب، والبداية والنهاية 1/ 345، ومرآة الجنان 1/ 151،
وتهذيب التهذيب 5/ 265، 266 رقم 455، وتقريب التهذيب 1/ 423، 424
رقم 388، والإصابة 3/ 60 رقم 6177، والعقد الثمين 5/ 178، وخلاصة
تذهيب التهذيب 202، وشذرات الذهب 1/ 80.
[1] في تهذيب الكمال «أحزرتكها» بالحاء المهملة.
[2] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ورقة 135 أ، وتهذيب الكمال 15/
126.
[3] تاريخ دمشق 135 أ.
(5/451)
وَفَدَ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ
الأَزْدُيُّ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَطَالَ الْخِلْوَةَ
مَعَهُ، فَجَاءَ ابْنُ صَفْوَانَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ
شَغَلَكَ مُنْذُ الْيَوْمِ؟ قَالَ: هَذَا سَيِّدُ الْعَرَبِ
بِالْعِرَاقِ، قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُهَلَّبَ،
فَقَالَ الْمُهَلَّبُ: من هذا الّذي يَسْأَلُ عَنِّي يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: هَذَا سَيِّدُ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ. قَالَ:
يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَبْدَ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ [1] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: رَأَيْتُ رَأْسَ ابْنِ الزُّبَيْرِ،
وَرَأْسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، وَرَأْسَ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ صَفْوَانَ أُتِيَ بِهَا إِلَيْنَا الْمَدِينَةُ.
رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى [2] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : قُتِلَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ
الْكَعْبَةِ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ ثلاث وسبعين.
198- عبد الله بن عتبة [4]- غير: ت- بن مسعود الهذليّ المدني.
__________
[1] تاريخ دمشق 135 ب.
[2] تاريخ دمشق 135 ب.
[3] في التاريخ 289، وفي الطبقات 235 و 280.
[4] انظر عن (عبد الله بن عتبة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 58 و 6/ 120، والمحبر 378، وطبقات خليفة 141 و
143 و 236، وتاريخ خليفة 269 و 273، والعلل لأحمد 2/ 6 و 8، 287،
والتاريخ الكبير 5/ 157 رقم 485، والتاريخ الصغير 1/ 68 و 212 و
213، وتاريخ الثقات للعجلي 268 رقم 849، والثقات لابن حبّان 5/ 17،
ومشاهير علماء الأمصار رقم 765، والمعرفة والتاريخ 2/ 618،
والمعارف 250 و 445، والبيان والتبيين 3/ 146، وأنساب الأشراف 5/
229، والجرح والتعديل 5/ 124 رقم 569، والسابق واللاحق 117،
والاستيعاب 2/ 366، ومروج الذهب 1578 و 2129، والعقد الفريد 5/ 167
و 168، والبدء والتاريخ 6/ 39، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 256،
والكامل في التاريخ 4/ 228 و 279 و 296 و 373، وأسد الغابة 3/ 202،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 278 رقم 319، وتهذيب الكمال 15/
269- 271 رقم 3412، وتحفة الأشراف 5/ 282، 283 رقم 305، والعبر 1/
85 و 116، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3405، والكاشف 2/ 96 رقم
2876، وجامع التحصيل، رقم 382، ومرآة الجنان 1/ 156، والوافي
بالوفيات 17/ 305 رقم 263، وتهذيب التهذيب 5/ 311، 312 رقم 531،
وتقريب التهذيب 1/ 432 رقم 460، والإصابة 2/ 340 رقم 4813، وخلاصة
تذهيب التهذيب 206، وشذرات الذهب 1/ 86، والتذكرة الحمدونية 1/
179.
(5/452)
رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثًا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،
وَعُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ الْفَقِيهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَعَوْنُ
الزَّاهِدُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ
السَّبِيعِيُّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً، رَفِيعًا، كَثِيرَ
الْحَدِيثِ وَالْفُتْيَا.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.
199- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بن الخطّاب [2] ع أبو عبد الرحمن
القرشيّ العدويّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وابن وزيره.
__________
[1] في الطبقات 6/ 120.
[2] انظر عن (عبد الله بن عمر) في: سيرة ابن هشام 4/ 6 و 55 و 56 و
129 و 246 و 277، والسير والمغازي لابن إسحاق 97 و 184 و 219 و 220
و 257 و 291 و 296، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1197،
1198، والمحبّر لابن حبيب 24 و 442، وطبقات ابن سعد 2/ 373 و 4/
142- 188، ومصنف ابن أبي شيبة 13/ 15707 و 157112 و 15720،
والتاريخ لابن معين 2/ 321، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 560،
وطبقات خليفة 22 و 190، ومسند أحمد 2/ 2، والعلل له (انظر فهرس
الأعلام) 3/ 1197، 1198، والمحبّر لابن حبيب 24 و 442، وطبقات ابن
سعد 2/ 373 و 4/ 142- 188، والعلل لابن المديني 47 و 63 و 65 و 66
و 67 و 74 و 75 و 76 و 90، والتاريخ الكبير 5/ 2، 3 رقم 4،
والتاريخ الصغير 1/ 154 و 155 و 157، وتاريخ الثقات للعجلي 269 رقم
855، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام 3/ 645، 646، وتاريخ
أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام) 2/ 922، ومقدّمة مسند بقيّ ابن مخلد
79 رقم 2، والزهد لابن المبارك 5 و 47 و 54 و 62 و 144 و 255 و 423
و 520 و 543، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) 1/ 660 و 4 ق 1
(الفهرس) 652 و 5 (الفهرس) 405، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام)
4/ 161، والشعر والشعراء 2/ 458، والأخبار الطوال (انظر فهرس
الأعلام) 432، وفتوح البلدان 267، وتاريخ واسط 77 و 136 و 180 و
183 و 222 و 223 و 226 و 261 و 282، والجرح والتعديل 5/ 107
(5/453)
هَاجَرَ بِهِ أَبُوهُ قَبْلَ أَنْ
يَحْتَلِمَ، وَاسْتُصْغِرَ عن أحد، وشهد الخندق وما
__________
[ () ] رقم 492، والثقات لابن حبّان 3/ 209، ومشاهير علماء
الأمصار، رقم 55، والمعارف (انظر فهرس الأعلام) 743، وتاريخ الطبري
(انظر فهرس الأعلام) 10/ 312، وتاريخ اليعقوبي (انظر فهرس الأعلام)
2/ 312، والمثلّث للبطليوسي 2/ 228، ومروج الذهب 1707- 1709،
وأخبار القضاة لوكيع 3/ 9 و 31 و 34 و 35 و 41 و 50 و 254 و 305،
والمعجم الكبير للطبراني 12/ 257- 457، والولاة والقضاة للكندي
407، وجمهرة أنساب العرب 152 و 157 و 268 و 341، والعقد الفريد
(انظر فهرس الأعلام) 7/ 127، والأمالي للقالي 2/ 55 و 3/ 112 و 175
و 176 والذيل 27، وربيع الأبرار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 532، وثمار
القلوب 218، 219، وتاريخ بغداد 1/ 171- 173 رقم 13، والاستيعاب 2/
341- 346، والوزراء والكتّاب 254، والبدء والتاريخ 5/ 91، 92،
والخراج وصناعة الكتابة 343، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 238،
والتبيين في أنساب القرشيين 55 و 56 و 151 و 335 و 354 و 362 و 364
و 366 و 371 و 387، ومعجم البلدان 1/ 203 و 326 و 757 و 2/ 12 و 4/
24، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام- ج 13) ، وأسد الغابة
3/ 227، وتاريخ العظيمي 94 و 175، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/
278- 281 رقم 321، ولباب الآداب (انظر فهرس الأعلام/ 490، 491،
ووفيات الأعيان 3/ 28- 31 رقم 321، وتهذيب الكمال 15/ 332- 341 رقم
3441، وتحفة الأشراف 5/ 318- 481 و 6/ 3- 278، وتاريخ دمشق (مصوّرة
مجمع اللغة العربية بدمشق عن نسخة لينينغراد) 11- 165 رقم 4، وسير
أعلام النبلاء 3/ 203- 239 رقم 45، والعبر 1/ 27 و 37 و 79 و 83 و
84 و 118 و 120 و 124 و 206 و 250، وتجريد أسماء الصحابة 1/ رقم
3428، وتذكرة الحفاظ 1/ 37، والكاشف 2/ 100 رقم 2904، والمعين في
طبقات المحدّثين 23 رقم 79، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ
الإسلام- بتحقيقنا) 255 و 259 و 270 و 274 و 296 و 298 و 306 و 307
و 542 و 546 و 568، والبداية والنهاية 9/ 4، ومرآة الجنان 1/ 154،
155، ودول الإسلام 1/ 54، وفوات الوفيات 1/ 201 و 2/ 33 و 174 و
402 و 451 و 4/ 143، والوافي بالوفيات 17/ 362- 364 رقم 297،
وطبقات الفقهاء للشيرازي 49، 50، وحلية الأولياء 1/ 292- 314 رقم
44 و 2/ 7، وصفة الصفوة 1/ 228- 237، ورياض النفوس للمالكي 1/ 41،
42 رقم 2، ومعالم الإيمان للدبّاغ 1/ 79- 84، ونكت الهميان 183،
184، وغاية النهاية 1/ 437، 438 رقم 1827، وجامع الأصول 9/ 64،
والإصابة 2/ 347- 350 رقم 4834، وتهذيب التهذيب 5/ 328- 330 رقم
565، وتقريب التهذيب 1/ 435 رقم 491، والكنى والأسماء للدولابي 1/
80، والمستدرك على الصحيحين 3/ 556- 561، وتلخيص المستدرك 3/ 556-
561، ومجمع الزوائد 9/ 346، والعقد الثمين 5/ 215، والنجوم الزاهرة
1/ 192، وحسن المحاضرة 1/ 214 رقم 160، وخلاصة تذهيب التهذيب 175،
وشذرات الذهب 1/ 15 و 20 و 22 و 33 و 42 و 45 و 46 و 62 و 63 و 81،
والتذكرة الحمدونية 1/ 49 و 123 و 131 و 145 و 271 و 2/ 174 و 235
و 272، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 69، 70.
(5/454)
بَعْدَهَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ شَقِيقُ حَفْصَةَ أُمِّ
الْمُؤْمِنِينَ، أُمُّهُمَا زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونٍ.
رَوَى عِلْمًا كَثِيرًا عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وعن أبي بكر، وَعُمَرَ، وَالسَّابِقِينَ.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ حَمْزَةُ، وَسَالِمٌ، وَبِلالٌ، وَزَيْدٌ،
وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَمَوْلاهُ نَافِعٌ،
وَمَوْلاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَسَعِيدُ بْنُ
الْمُسيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَطَاوُسٌ،
وَمُجَاهِدٌ، وَعَطَاءٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَالشَّعْبيُّ، وَأَبُو
سَلَمَةَ، وَزَيْدُ ابن أسلم، وأبوه أَسْلَمَ، وَآدَمُ بْنُ
عَلِيٍّ، وَبِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَجَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ [1] ،
وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَثُوَيْرُ [2]
بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَخَلْقٌ
كَثِيرٌ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَرْقِيُّ: كَانَ رَبْعَةً، وَكَانَ
يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ، وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَسَبْعِينَ [3] .
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: شَهِدَ الْغَزْوَ بِفَارِسٍ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ آدَمَ جَسِيمًا
ضَخْمًا لَهُ إِزَارٌ إِلَى نِصْفِ السَّاقَيْنِ يَطُوفُ [4] .
وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ:
رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ لَهُ جُمَّةً [5] .
وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بن زيد، عن أنس،
وسعيد بن
__________
[1] العلمان في الأصل مهملان.
[2] مهمل في الأصل.
[3] تاريخ دمشق (مصوّرة المجمع) - ص 18 برواية ابن البرقي: قال:
عبد الله بن عمر بن الخطّاب بن نفيل أمّه زينب بنت مَظْعُونِ بْنِ
حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بن جمح، يكنى أبا عبد الرحمن،
وكان ربعة يخضب بالصفرة، وتوفي بمكة، وذكر بذي طوى، ويقال دفن بفخ
مقبرة المهاجرين. توفي سنة أربع وسبعين، وقيل سنة خمس وكان ابن عمر
يوم مات ابن أربع وثمانين. وهو في المستدرك 3/ 557.
[4] تاريخ دمشق 26.
[5] الطبقات الكبرى 4/ 181، تاريخ دمشق 27.
(5/455)
الْمُسَيِّبِ قَالا: شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ
بَدْرًا، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَهَذَا غَلَطٌ بَيِّنٌ [1] .
وَقَالَ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ
وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يُجِزْنِي، وَأَجَازَنِي
يَوْمَ الْخَنْدَقِ [2] .
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: عُرِضْتُ أَنَا
وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَاسْتَصْغَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] .
وَرَوَى سَالِمٌ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ
غُلامًا، عَزَبًا، شَابًّا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ،
فَرَأَيْتُ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى
النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، لَهَا
قُرُونٌ كَقُرُونِ الْبَقَرِ، فَرَأَيْتُ فِيهَا نَاسًا قَدْ
عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ باللَّه مِنَ النَّارِ،
فَلَقِيَنَا مَلَكٌ فَقَالَ: لَنْ تُرَعَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
«نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ
اللَّيْلِ» .
قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يَنَامُ بَعْدُ مِنَ اللَّيْلِ
إِلا قَلِيلا [4] .
وَفِي رِوَايَةٍ صَحِيحَةٍ قَالَ: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ
صَالِحٌ» [5] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ مِنْ أمْلَكِ شَبَابِ
قُرَيْشٍ لِنَفْسِهِ عَنِ الدُّنْيَا [6] عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
عُمَرَ [7] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتَنَا
__________
[1] تاريخ دمشق 28.
[2] أخرجه البخاري في المغازي 7/ 302 باب غزوة الخندق، وابن عساكر
في تاريخ دمشق 29، وطبقات ابن سعد 4/ 143.
[3] أخرجه البخاري في المغازي 7/ 226 باب عدّة أصحاب بدر، وتاريخ
دمشق 32، والمستدرك 3/ 558.
[4] أخرجه البخاري في التهجّد، باب فضل قيام الليل، وباب: من تعارّ
من الليل فصلّى، وفي فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، باب:
مناقب عبد الله بن عمر، وفي التعبير، باب الإستبرق ودخول الجنة في
المنام، وباب الأمن وذهاب الروع، وباب الأخذ على اليمين في النوم،
وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة (1479) باب فضائل عبد الله بن عمر،
والترمذي في المناقب (3825) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 34.
[5] تاريخ دمشق 37.
[6] في طبعة القدسي 3/ 178 «النساء» وهو غلط.
[7] طبقات ابن سعد 4/ 144، وحلية الأولياء 1/ 294، وتاريخ دمشق 42،
43.
(5/456)
وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ، وَمَا فِينَا
شَابٌّ هُوَ أمْلَكُ لِنَفْسِهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
[1] .
وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ الْبَقَّالُ: ثنا أَبُو حُصَيْنٍ، عَنْ
شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا مِنَّا أَحَدٌ لَوْ فُتِّشَ
إِلا فُتِّشَ عَنْ جَائِفَةٍ أَوْ مُنَقِّلَةٍ [2] ، إِلا عُمَرُ
وَابْنُهُ [3] .
وَقَالَ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَا
مِنَّا أَحَدٌ أَدْرَكَ الدُّنْيَا إِلا وَقَدْ مَالَتْ بِهِ، إِلا
ابْنُ عُمَرَ [4] .
وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَلْزَمَ
لِلأَمْرِ الأَوَّلِ مِنَ ابْنِ عُمَرَ [5] .
وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْعَلاءِ أَخُو أَبِي عَمْرٍو،
وَعَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ لابْنِ عُمَرَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تنهاني عن
مسيري؟ قال: رأيت رجلا قد اسْتَوْلَى عَلَيْكِ وَظَنَنْتُكِ لَنْ
تُخَالِفِيهِ، يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ [6] .
وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
قَالَ: مَاتَ ابْنُ عُمَرَ وَهُوَ فِي الْفَضْلِ مِثْلُ أَبِيهِ
[7] .
وَقَالَ قَتَادَةُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
قَالَ: لَوْ شَهِدْتُ لِأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
لَشَهِدْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [8] ، وَكَانَ يَوْمَ
مَاتَ خَيْرَ مَنْ بَقِيَ [9] .
وَعَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أورع من ابن عمر [10] .
__________
[1] تاريخ دمشق 44.
[2] استعار الجائفة والمنقّلة للدلالة على العيب العظيم، بمعنى ليس
منا أحد إلا وفيه عيب عظيم. (النهاية في غريب الحديث) .
[3] تاريخ دمشق 44.
[4] فضائل الصحابة للإمام أحمد 2/ 894، والاستيعاب 2/ 343، وحلية
الأولياء 1/ 294، وتاريخ دمشق 46.
[5] تاريخ دمشق 47.
[6] وتمام الحديث في تاريخ دمشق 48 «قَالَتْ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ
نَهَيْتَنِي مَا خَرَجْتُ، قال: وكانت تقول إذا مرّ ابن عمر:
أرونيه، فإذا مرّ قيل لها هذا ابن عمر، فلا تزال تنظر إليه» .
[7] تاريخ دمشق 50.
[8] تاريخ دمشق 51.
[9] تاريخ دمشق 51.
[10] تاريخ دمشق 54.
(5/457)
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ: إِنَّ
ابْنَ عُمَرَ كَانَ رُبَّمَا لَبِسَ الْمِطْرَفَ الْخَزَّ ثَمَنُهُ
خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ [1] .
أَبُو أُسَامَةَ: ثنا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لأَظُنُّ قُسِمَ لِي مِنْهُ مَا لَمْ
يُقْسَمْ لِأَحَدٍ إِلا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. يَعْنِي الْجِمَاعَ. تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ، وَهُوَ
ثِقَةٌ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُوسَى،
عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ تَقَلَّدَ سَيْفَ عُمَرَ يَوْمَ
قُتِلَ عُثْمَانُ، وَكَانَ مُحَلَّى، قُلْتُ: كَمْ كَانَتْ
حِلْيَتُهُ؟ قَالَ:
أَرْبَعُمِائَةٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ [2] : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ
مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سَمِعَ
مِنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لا
يَزِيدُ وَلا يُنْقِصُ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي
ذَلِكَ مِثْلَهُ [3] . وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ،
عَمَّنْ حَدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَّبِعُ أَمْرَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآثَارَهُ
وَحَالَهُ وَيَهْتَمُّ بِهِ حَتَّى كَانَ قَدْ خِيفَ عَلَى
عَقْلِهِ مِنَ اهْتِمَامِهِ بِذَلِكَ [4] .
وَقَالَ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ
نَافِعٍ قَالَ: لَوْ نَظَرْتَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ إِذَا اتَّبَعَ
أَثَرَ رَسُولِ اللَّهِ لَقُلْتُ هَذَا مَجْنُونٌ [5] .
وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَّبِعُ
آثَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
كُلِّ مَكَانٍ صَلَّى فِيهِ، حَتَّى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَكَانَ ابْنُ
عُمَرَ يَتَعَاهَدُهَا فَيَصُبُّ فِي أَصْلِهَا الماء لكيلا تيبس
[6] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 4/ 172، تاريخ دمشق 56.
[2] مهملة في الأصل.
[3] تاريخ دمشق 57.
[4] تاريخ دمشق 62.
[5] تاريخ دمشق 61، حلية الأولياء 1/ 210.
[6] تاريخ دمشق 62، أسد الغابة 3/ 341.
(5/458)
وَعَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ
تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ» . قَالَ: فَلَمْ يَدْخُلْ
مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ [1] .
مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِي قَالَ:
مَا سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا بَكَى.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عِنْدَ
عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ يَقُصُّ، فَرَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ
وَعَيْنَاهُ تُهْرَاقَانِ دَمْعًا [2] .
وَقَالَ أَبُو شِهَابٍ: ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ قَالَ: قِيلَ
لِنَافِعٍ: مَا كَانَ يَصْنَعُ ابْنُ عُمَرَ فِي مَنْزِلِهِ؟
قَالَ: لا تُطِيقُونَهُ، الْوُضُوءُ لِكُلِّ صَلاةٍ، وَالْمُصْحَفُ
فِيمَا بَيْنَهُمَا [3] .
وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ،
إِنَّ ابْنَ عُمَرَ كان إذا فاتته العشاء في جماعة أحياء بَقِيَّةَ
لَيْلَتِهِ [4] .
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أنبأ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
زَيْدٍ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ
يُصَلِّي مَا قُدِّرَ (لَهُ) [5] ، ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى
الْفِرَاشِ، فَيَغْفَى إِغْفَاءَةَ الطَّائِرِ، ثُمَّ يَقُومُ
فَيَتَوَضَّأُ وَيُصلِّي، يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي اللَّيْلِ أَرْبَعَ
مَرَّاتٍ أَوْ خَمْسَةً [6] .
وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لا يَصُومُ فِي السَّفَرِ،
وَلا يَكَادُ يُفْطِرُ فِي الْحَضَرِ [7] .
__________
[1] تاريخ دمشق 62.
[2] طبقات ابن سعد 4/ 162، تاريخ دمشق 70.
[3] تاريخ دمشق 72، طبقات ابن سعد 4/ 170.
[4] حلية الأولياء 1/ 303، تاريخ دمشق 73.
[5] «له» : مستدركة على الأصل.
[6] تاريخ دمشق 73.
[7] وتمامه في تاريخ دمشق 74: «إلا أن يمرض أو أيام يقدم، فإنه كان
رجلا كريما يحب أن يؤكل عنده. قال: وكان يقول: ولأن أفطر في السفر
وآخذ برخصة الله أحبّ إليّ من أن أصوم» .
(5/459)
وَقَالَ سَالِمٌ: مَا لَعَنَ ابْنُ عُمَرَ
خَادِمًا، لَهُ إِلا مَرَّةً، فَأَعْتَقَهُ [1] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ إلى مكّة فعرّسنا، فانحدر علينا رَاعٍ
مِنْ جَبَلٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَرَاعٍ أَنْتَ؟ قَالَ:
نَعَمْ. قَالَ: بِعْنِي شَاةً مِنَ الْغَنَمِ؟ قَالَ: إِنِّي
مَمْلُوكٌ. قَالَ: قُلْ لِسَيِّدِكَ أَكَلَهَا الذِّئْبُ. قَالَ:
فَأَيْنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَيْنَ
اللَّهُ، ثُمَّ بَكَى، وَاشْتَرَاهُ بَعْدُ فَأَعْتَقَهُ [2] .
وَرَوَى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
نَحْوًا مِنْهُ [3] .
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَا أَعْجَبُ ابْنَ
عُمَرَ شَيْءٌ إِلا قَدَّمَهُ [4] .
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ عمرو بْنِ
حَمَاسٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: خَطَرت هَذِهِ الآيَةُ لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ
حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ 3: 92 [5] ، فَمَا وَجَدْتُ
شَيْئًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَارِيَتِي رُمَيْثَةَ،
فَعَتَقْتُهَا، فَلَوْلا أَنِّي لا أَعُودُ فِي شَيْءٍ جَعَلْتُهُ
للَّه لَنَكَحْتُهَا، فَأَنْكَحْتُهَا نَافِعًا، فَهِيَ أَمُّ
وَلَدِهِ [6] .
وَقَالَ قُتَيْبَةُ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ،
ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:
كَانَ رَقِيقُ عَبْدِ اللَّهِ رُبَّمَا شَمَّرَ أَحَدُهُمْ
فَيَلْزَمُ الْمَسْجِدَ فيُعْتِقُهُ، فَيَقُولُونَ لَهُ: إِنَّهُمْ
يَخْدَعُونَكَ، فيَقُولُ: مَنْ خَدَعَنَا باللَّه انْخَدَعْنَا
لَهُ، وَمَا مَاتَ حَتَّى أَعْتَقَ أَلْفَ إِنْسَانٍ أَوْ زَادَ،
وَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً [7] .
الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى الشَّيْبَانِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ كُتُبٌ يَنْظُرُ
فِيهَا قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إلى الناس.
__________
[1] تاريخ دمشق 75.
[2] تاريخ دمشق 77، 78.
[3] انظر تاريخ دمشق 78 وأسد الغابة 3/ 341.
[4] تاريخ دمشق 80.
[5] سورة آل عمران- الآية 92.
[6] تاريخ دمشق 84.
[7] تاريخ دمشق 79.
(5/460)
الصَّائِغُ صَدُوقٌ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ
[1] : لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أنبأ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَاتَبَ
غُلامًا لَهُ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَخَرَجَ إِلَى الْكُوفَةَ،
فَكَانَ يَعْمَلُ عَلَى حُمُرٍ لَهُ حَتَّى أَدَّى خَمْسَةَ عَشْرَ
أَلْفًا، فَجَاءَهُ إِنْسَانٌ فَقَالَ: أَمَجْنُونٌ أنْتَ هَا
هُنَا تُعَذِّبُ نَفْسَكَ وَابْنُ عُمَرَ يَشْتَرِي الرَّقِيقَ،
وَيُعْتِقُ! ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ قَدْ عَجَزْتُ، فَجَاءَ إِلَيْهِ
فَقَالَ: قَدْ عَجَزْتُ وَهَذِهِ صَحِيفَتِي فَامْحُهَا، قَالَ:
لا، وَلَكِنْ أَمْحُهَا إِنْ شِئْتَ، فَمَحَاهَا، فَفَاضَتْ
عَيْنَاهُ، وَقَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ، قَالَ: أَصْلَحَكَ
اللَّهُ، أَحْسَنْتَ، أَحْسِنْ إِلَى ابْنَيَّ هَذَيْنِ. قَالَ:
هُمَا حُرَّانِ. قَالَ: أَحْسِنْ إِلَى أُمَّيْهِمَا.
قال: هما حرّتان، فَأَعْتَقَ الْخَمْسَةَ [2] .
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
أَعْطَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ابْنَ عُمَرَ بِنَافِعٍ
عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ، فَدَخَلَ عَلَى
صَفِيَّةَ امْرَأَتِهِ فَأَخْبَرَهَا، قَالَتْ: فَمَا تَنْتَظِرُ!
قَالَ: فَهَلا مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ هُوَ حرٌّ لِوَجْهِ
اللَّهِ [3] .
وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَرَادَ ابْنُ عُمَرَ
أَنْ يَلْعَنَ خَادِمًا، فَقَالَ:
اللَّهُمَّ الْعَ، فَلَمْ يُتِمَّهَا، وَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ
الْكَلِمَةَ لا أُحِبُّ أَنْ أَقُولَهَا [4] .
وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ: أتى ابن عمر ببضعة وعشرين ألفا، فما قَامَ
حَتَّى فَرَّقَهَا وَزَادَ عَلَيْهَا [5] .
وَرَوَى بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنْ كَانَ
ابْنُ عُمَرَ لَيُقَسِّمُ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ ثَلاثِينَ
أَلْفًا، ثُمَّ يَأْتِي عَلَيْهِ شَهْرٌ مَا يَأْكُلُ مزعة من لحم
[6] .
__________
[1] في الجرح والتعديل 2/ 100 رقم 278 وهو إبراهيم بن زياد بن
إبراهيم الصائغ. وليس فيه قوله: لا يحتج به، بل قوله: صدوق.
[2] تاريخ دمشق 81، 82.
[3] تاريخ دمشق 84.
[4] أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (19533) و (19534) ، وأبو نعيم في
الحلية 1/ 307، وابن عساكر في تاريخ دمشق 85.
[5] حلية الأولياء 1/ 296، تاريخ دمشق 86.
[6] حلية الأولياء 1/ 295، 296، تاريخ دمشق 88، مجمع الزوائد 9/
347.
(5/461)
وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:
بَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَمَا
حَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ [1] .
وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: اشْتَهَى
ابْنُ عُمَرَ الْعِنَبَ فِي مَرَضِهِ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ،
فَجَاءُوهُ بِسَبْعِ حَبَّاتِ عِنَبٍ بِدِرْهَمٍ فَجَاءَ سَائِلٌ،
فَأَمَرَ لَهُ بِهِ وَلَمْ يَذُقْهُ [2] .
وَقَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ نَافِعٍ إِنَّ ابْنَ عُمَرَ
أَتِيَ بِجَوَارِشَ فَكَرِهَهُ وَقَالَ:
مَا شَبِعْتُ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا [3] .
وقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ الْمُخْتَارَ
بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ كَانَ يُرْسِلُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ
بِالْمَالِ، فَيَقْبَلُهُ وَيَقُولُ: لا أَسْأَلُ أَحَدًا، وَلا
أَرُدُّ مَا رَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [4] . قُلْتُ:
الْمُخْتَارُ هُوَ أَخُو صَفِيَّةَ زَوْجَةِ ابْنِ عُمَرَ.
وَقَالَ قَبِيصَةُ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الوازع، قُلْتُ
لابْنِ عُمَرَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَاكَ
اللَّهُ لَهُمْ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنِّي لَأَحْسَبُكَ
عِرَاقِيًّا، وَمَا يُدْرِيكَ مَا يُغْلِقُ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّكَ
بَابَهُ [5] !.
وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ
ابْنُ عُمَرَ: إِنِّي لأَخْرُجُ وَمَا لِي حَاجَةٌ إِلا لأُسَلِّمَ
عَلَى النَّاسِ وَيُسَلِّمُونَ عَلَيَّ [6] .
قَالَ مَالِكٌ: كَانَ إِمَامَ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ زَيْدِ
بْنِ ثَابِتٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، مَكَثَ سِتِّينَ سَنَةً
يُفْتِي الناس [7] .
__________
[1] حلية الأولياء 1/ 296، تاريخ دمشق 89.
[2] تاريخ دمشق 91، وفي حلية الأولياء 1/ 297 أنهم اشتروا له
عنقودا، وكذا في طبقات ابن سعد 4/ 160.
[3] طبقات ابن سعد 4/ 150 تاريخ دمشق 100 والجوارش نوع من الأدوية
المهضمة للطعام.
[4] تاريخ دمشق 103.
[5] تاريخ دمشق 109 وفي رواية «ابن أخيك» . وهو في طبقات ابن سعد
4/ 161.
[6] طبقات ابن سعد 4/ 155 و 156 و 170 من عدة طرق، وتاريخ دمشق
109.
[7] المعرفة والتاريخ 1/ 491، تاريخ بغداد 1/ 172، تاريخ دمشق 118
وفيه «يفتي الناس في الموسم» .
(5/462)
وقال أسامة بن زيد، عن عبد الله بْنِ
وَاقِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ قَائِمًا يُصَلِّي، فَلَوْ
رَأَيْتَهُ رَأَيْتَهُ مُقْلَوْلِيًا [1] ، وَرَأَيْتُهُ يَفُتُّ
الْمِسْكَ فِي الدُّهْنِ يَدَّهِنُ بِهِ [2] .
وَقَالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي
جَمِيلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ أَنَّ عُثْمَانَ
قَالَ لابْنِ عُمَرَ: اقْضِ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: أَوَ
تَعْفِينِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟، قَالَ: فَمَا تَكْرَهُ
مِنْ ذَلِكَ وَقَدْ كَانَ أَبُوكَ يَقْضِي؟! قَالَ: إِنِّي
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «مَنْ كَانَ قَاضِيًا فَقَضَى بِالْعَدْلِ فَبِالْحَرِيِّ
أَنْ يَفْلِتَ مِنْهُ كَفَافًا» فَمَا أَرْجُو بَعْدَ ذَلِكَ [3]
؟. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ
قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّكَ مَحْبُوبٌ إِلَى النَّاسِ،
فَسِرْ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: بِقَرَابَتِي
وَصُحْبَتِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَالرَّحَمِ الَّتِي بَيْنَنَا، فَلَمْ يُعَاوِدْهُ [4] . وَقَالَ
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَعْثَ إِلَيَّ عَلِيٌّ: إِنَّكَ مُطَاعٌ فِي
أَهْلِ الشَّامِ، فَسِرْ، فَقَدْ أَمَّرْتُكَ عَلَيْهِمْ،
فَقُلْتُ:
أُذَكِّرُكَ اللَّهَ وَقَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّه وَصُحْبَتِي
إِيَّاهُ إِلا مَا أَعْفَيْتَنِي، فَأَبَى عَلِيٌّ، فَاسْتَعَنْتُ
عَلَيْهِ بِحَفْصَةَ، فَأَبَى، فَخَرَجْتُ لَيْلا إِلَى مَكَّةَ،
فَقِيلَ لَهُ: قَدْ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَبَعَثَ فِي أَثَرِي،
فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ حَفْصَةُ: إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ إِلَى
الشَّامِ، إِنَّمَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ [5] .
وَقَالَ مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ:
مَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنَّا وَابْنُ عُمَرَ شَاهِدٌ،
قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ أَحَقُّ مِنْكَ مِنْ ضَرَبَكَ عليه
وأباك، فخفت الفساد [6] .
__________
[1] مقلوليا: أي المتجافي المستوفز المتقلّي في فراشه، القلق.
[2] تاريخ دمشق 129.
[3] أخرجه الترمذي في أول الأحكام (1321) ، وابن عساكر في تاريخ
دمشق 138.
[4] تاريخ دمشق 139.
[5] تاريخ دمشق 139، طبقات ابن سعد 4/ 182.
[6] طبقات ابن سعد 4/ 182، تاريخ دمشق 141.
(5/463)
وَرَوَى عِكْرِمَةُ، عَنْ خَالِدٍ،
وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ
الْحَكَمَيْنِ فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ
فَلْيُطُلِعْ إِلَيَّ قَرْنَهُ، فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهَذَا
الأَمْرِ، قَالَ: فَحَلَلْتُ حَبْوَتِي وَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ:
أَحَقُّ بِهِ مَنْ قَاتَلَكَ وأباك على الإسلام، فخشيت أن أقول
كلمة تُفَرِّقُ الْجَمْعَ وَتُسْفِكُ الدِّمَاءَ، فَذَكَرْتُ مَا
أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَانِ [1] .
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:
قَدِمَ أَبُو مُوسَى، وَعَمْرُو لِلتَّحْكِيمِ، فَقَالَ أَبُو
مُوسَى: لا أَرَى لِهَذَا الأَمْرِ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عمر، فقال عمرو لابن عمر: أما تريد أن نبايعك؟ فهل لك أن تعطى مالا
عَظِيمًا، عَلَى أَنْ تَدَعَ هَذَا الأَمْرَ لِمَنْ هُوَ أَحْرَصُ
عَلَيْهِ مِنْكَ، فَغَضِبَ وَقَامَ، فَأَخَذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ
بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
إِنَّمَا قَالَ تُعْطَى مَالا عَلَى أَنْ أُبَايِعَكَ، فَقَالَ:
وَاللَّهِ لا أُعْطِي عَلَيْهَا وَلا أُعْطَى وَلا أَقْبَلُهَا
إِلا عَنْ رِضَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ [2] .
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ نَزَّالٍ الأيْلِيِّ [3] ، عَنْ سُفْيَانَ،
عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ قَالَ: قَالَ
مَرْوَانُ لابْنِ عُمَرَ: أَلا تَخْرُجُ إِلَى الشَّامِ
فَيُبَايِعُوكَ؟ قَالَ:
فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِأَهْلِ الْعِرَاقِ؟ قَالَ: تُقَاتِلُهُمْ
بِأَهْلِ الشَّامِ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنْ
يُبَايِعَنِي النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلا أَهْلَ فَدَكَ، وَإِنِّي
قَاتِلُهُمْ فَقُتِلَ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَقَالَ مَرْوَانُ:
إِنِّي أَرَى فِتْنَةَ تَغْلِي مَرَاجِلُهَا ... وَالْمُلْكُ
بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا [4]
قُلْتُ: أَبُو لَيْلَى هُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يزيد.
__________
[1] أخرجه البخاري في المغازي 7/ 309- 311 باب غزوة الخندق، وعبد
الرزاق في المصنف 5/ 465، وابن عساكر في تاريخ دمشق 142.
[2] حلية الأولياء 1/ 293، 294، تاريخ دمشق 142، 143.
[3] مهملة في الأصل.
[4] طبقات ابن سعد 4/ 169، وتاريخ دمشق 144.
(5/464)
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ،
عَنْ فِطْرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عُمَرَ: مَا أَحَدٌ شَرٌّ
لأُمَّةِ مُحَمَّدِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكَ،
قَالَ: وَلِمَ! قَالَ: إِنَّكَ لَوْ شِئْتَ مَا اخْتَلَفَ فِيكَ
اثْنَانِ، قَالَ: مَا أَحَبَّ أَنَّهَا أَتَتْنِي وَرَجُلٌ
يَقُولُ: لا، وَآخَرُ يَقُولُ: بَلَى [1] .
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ [2] قَالَ: كَانَ
ابْنُ عُمَرَ يُسَلِّمُ عَلَى الْخَشَبِيَّةِ وَالْخَوَارِجِ
وَهُمْ يَقْتَتِلُونَ، فَقَالَ: مَنْ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ
أَجَبْتُهُ، وَمَنْ قَالَ:
حَيَّ عَلَى قَتْلِ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ وَأَخْذِ مَالِهِ، فَلا
[3] .
وَقَالَ الزهري: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عُمَرَ قَالَ:
أَقْبَلَ عَلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ فِي
نَفْسِي مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي
مِنْ أَنْ أُقَاتِلَ هَذِهِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةِ كَمَا
أَمَرَنِي اللَّهُ، فَقُلْنَا لَهُ: وَمَنْ تَرَى الْفِئَةَ
الْبَاغِيَةَ؟ قَالَ:
ابْنُ الزُّبَيْرِ بَغَى عَلَى هَؤُلاءِ الْقَوْمِ، فَأَخْرَجَهُمْ
مِنْ دِيَارِهِمْ وَنَكَثَ عَهْدَهُمْ [4] .
الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ ابْنُ عُمَرَ
قَالَ: مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلا عَلَى ثَلاثٍ:
ظَمَأِ الْهَوَاجِرِ، وَمُكَابَدَةِ اللَّيْلِ، وَأنِّي لَمْ
أُقَاتِلْ هَذِهِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ الَّتِي نَزَلَتْ بِنَا،
يَعْنِي الْحَجَّاجَ [5] .
قُلْتُ: هَذَا ظَنٌّ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ، وَإِلا فَهُوَ قَدْ
قَالَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَمَا تَقَدَّمَ،
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَصَابَتِ ابْنَ عُمَرَ
عَارِضَةُ الْمَحْمَلِ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ،
فَمَرِضَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ، فَلَمَّا رَآهُ ابْنُ
عُمَرَ أغمض عينيه، قال: فَكَلَّمَهُ فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَغَضِبَ
وَقَالَ: إِنَّ هَذَا يقول: إنّي
__________
[1] تاريخ دمشق 145.
[2] هم أصحاب المختار بن أبي عبيد الثقفي.
[3] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 169، 170 من طريق: أحمد بن يونس،
عن أبي شهاب، عن يونس، عن نافع. وابن عساكر في تاريخ دمشق 150.
[4] أخرجه ابن عساكر 153 بزيادة في أوله.
[5] أخرجه ابن سعد 4/ 185 وابن عساكر في تاريخ دمشق 157.
(5/465)
عَلَى الضَّرْبِ الأَوَّلِ [1] .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: إِنَّ
ابْنَ عُمَرَ قَدِمَ حَاجًّا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ
وَقَدْ أَصَابَهُ زُجُّ رُمْحٍ، فَقَالَ: مَنْ أَصَابَكَ؟ قَالَ:
أَصَابَنِي مَنْ أَمَرْتُمُوهُ بِحَمْلِ السِّلاحِ فِي مَكَانٍ لا
يَحِلُّ فِيهِ حَمْلُهُ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [2] .
قَالَ الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ: ثنا خَالِدُ بْنُ نُمَيْرٍ
قَالَ: خَطَبَ الْحَجَّاجُ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ
حَرَّفَ كِتَابَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ
كَذَبْتَ، مَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ وَلا أَنْتَ مَعَهُ، فَقَالَ:
اسْكُتْ فَإِنَّكَ قَدْ خَرِفْتَ وَذَهَبَ عَقْلُكَ يُوشِكُ شَيْخٌ
أن يُضْرَبَ عُنُقَةُ فَيُجَرُّ [3] ، قَدِ انْتَفَخَتْ
خُصْيَتَاهُ، يَطُوفُ بِهِ صِبْيَانُ أَهْلِ الْبَقِيعِ [4] .
وَقَالَ أَيُّوبُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ نَافِعٍ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ
الْمَدِينَةَ، فَحَلَفَ عَلَى الْمِنْبَرِ لَيَقْتُلَنَّ ابْنَ
عُمَرَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ مَكَّةَ تَلَقَّاهُ النَّاسُ، فَقَالَ
لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ:
إِيها، جِئْتَنَا لِتَقْتُلَ ابْنَ عُمَرَ! قَالَ: وَمَنْ يَقُولُ
هَذَا، وَمَنْ يَقُولُ هَذَا [5] .
زَادَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: وَاللَّهِ لا أَقْتُلُهُ
[6] .
وَقَالَ مَالِكٌ: بلغ ابن عمر سبعا وثمانين سنة [7] .
__________
[1] أخرجه ابن سعد 4/ 186، وابن عساكر 155، 156.
[2] في العيدين 2/ 379 باب: ما يكره من حمل السلاح في العيد
والحرم، من طريق: أحمد بن يعقوب، حدّثني إسحاق بْنُ سَعِيدُ بْنُ
عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عن أبيه، قال: دخل الحجّاج
على ابن عمر وأنا عنده، فقال: كيف هو؟ فقال: صالح. قال: من أصابك؟
قال:
أصابني من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحلّ فيه حمله، يعني الحجّاج.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 186 من طريق: الفضل بن دكين، عن
إسحاق بن سعيد، عن سعيد يعني أباه، وابن عساكر في تاريخ دمشق 156.
[3] في سير أعلام النبلاء 4/ 230 «فيخر» بالخاء المعجمة. وما
أثبتناه عن الأصل، وطبعة القدسي 3/ 183 وطبقات ابن سعد.
[4] طبقات ابن سعد 4/ 184.
[5] ذكرها ثلاثا كما في طبقات ابن سعد 4/ 183.
[6] أخرجه ابن سعد 4/ 183 من طريق: إسماعيل بن إبراهيم، بهذا
الإسناد.
[7] تاريخ دمشق 158.
(5/466)
قُلْتُ: بَلَغَ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ
سَنَةً، لِأَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ ابْنُ
خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَالْهَيْثَمُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ،
وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
وَأَبُو مُسْهِرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ [1] .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَخَلِيفَةُ [2] : تُوُفِّيَ
سَنَةَ أَرْبَعٍ.
قُلْتُ: هَذَا أَصَحُّ، لِأَنَّهُ صَلَّى عَلَى رَافِعِ بْنِ
خَدِيجٍ.
وَعَنْ نَافِعٍ، وَغَيْرِهِ، أن ابْنَ عُمَرَ أَوْصَى عِنْدَ
الْمَوْتِ: ادْفِنُونِي خَارِجَ الْحَرَمِ، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَى
ذَلِكَ مِنَ الْحَجَّاجِ، قَالَ: فَدَفَنَّاهُ بِفَخٍّ [3] فِي
مَقْبَرَةِ الْمُهَاجِرِينَ.
زَادَ بَعْضُهُمْ: وَصَلَّى عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ [4] .
200- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ [5] بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ
الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ.
قَالَ خَلِيفَةُ: قُتِلَ بِسِجِسْتَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ
مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، كَذَا قَالَ فِي
تَارِيخِهِ [6] .
وَقَالَ فِي «الطَّبَقَاتِ» [7] : إِنَّ الَّذِي قُتِلَ مَعَ
عُبَيْدِ اللَّهِ بِسِجِسْتَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ
الْمَخْزُومِيُّ الَّذِي ولد بأرض الحبشة.
__________
[1] تاريخ دمشق 159.
[2] في الطبقات 22، والتاريخ 271.
[3] فخّ: بفتح أوله وتشديد ثانيه. واد بمكة. (معجم البلدان) .
[4] طبقات ابن سعد 4/ 187 و 188.
[5] انظر عن (عبد الله بن عياش الهاشمي) في:
تاريخ خليفة 277 وفيه «ابن عباس» ، والوافي بالوفيات 17/ 392 رقم
323.
[6] ص 277.
[7] ص 234.
(5/467)
201- عبد الله بن عيّاش [1] ابن أَبِي
رَبِيعَةَ عَمْرُو بْن المُغِيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن
مخزوم القرشي المخزومي.
وُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَلَهُ رُؤْيَةٌ وَشَرَفٌ، وَكَانَ
مِنْ أَقْرَأِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لِكِتَابِ اللَّهِ
وَأقْوَمِهِمْ بِهِ.
قَرَأَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعَ مِنْ: عُمَرَ، وَأَبِيهِ،
وَابْنِ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْحَارِثُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ،
وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَزِيَادُ
مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ
الْقَعْقَاعِ مَوْلاهُ أَيْضًا، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيُّ: ثنا مَالِكٌ، قَالَ
نَافِعٌ: سَمِعْتُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي
رَبِيعَةَ حَدِيثًا لا أَدْرِي عَمَّنْ حَدَّثَ بِهِ قَالَ:
يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لا تَدَعْ
أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ إِلا أَمَاتَتْهُ.
وَقَدْ قَرَأَ عَلَى ابْنِ عَيَّاشٍ الْقُرْآنَ مَوْلاهُ أَبُو
جَعْفَرٍ أَحَدُ الْعَشَرَةِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يُمْسِكُ
الْمُصْحَفَ على مولاه عبد الله [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عيّاش المخزومي) في:
طبقات ابن سعد 5/ 28، وطبقات خليفة 234، والتاريخ الكبير 5/ 149،
150 رقم 457، والجرح والتعديل 5/ 125 رقم 578، وتاريخ الثقات
للعجلي 271 رقم 861، والثقات لابن حبان 5/ 162، والمعارف 528،
وأنساب الأشراف 1/ 7208 209، وتاريخ الطبري 4/ 378، والمعرفة
والتاريخ 1/ 247، والاستيعاب 2/ 363، 364، ومعرفة القراء الكبار 1/
57، 58 رقم 16، ومرآة الجنان 1/ 122، والوافي بالوفيات 17/ 392،
393 رقم 324، وأسد الغابة 3/ 240، 241، والعبر 1/ 55، وغاية
النهاية 1/ 439، 440 رقم 1837، والإصابة 2/ 356، 357 رقم 4876،
والتحفة اللطيفة 3/ 4، وشذرات الذهب 1/ 55.
[2] في غاية النهاية لابن الجزري 1/ 440: روى عنه مولاه أبو جعفر
يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، وعبد الرحمن بن هرمز، ومسلم بن
جندب، ويزيد بن رومان، وهؤلاء الخمسة شيوخ نافع. وكان أقرأ أهل
المدينة في زمانه.
(5/468)
وَالَّذِي أَعْتَقِدُ أَنَّ أَبَا
الْحَارِثِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ
بَقِيَ إِلَى هَذَا الزَّمَانِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَمُتْ سَنَةَ
ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ كَمَا غَلَطَ بَعْضُهُمْ وَصَحَّفَ
سَبْعِينَ بِأَرْبَعِينَ.
202- عبد الله بن مطيع [1] ابن الأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ
الْعَدَوِيُّ الْمَدَنِيُّ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَلَهُ حَدِيثٌ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» . وَقَدْ وَلاهُ ابْنُ
الزُّبَيْرِ عَلَى الْكُوفَةِ، فَلَمَّا غَلَبَ عَلَيْهَا
الْمُخْتَارُ هَرَبَ عَبْدُ اللَّهِ وَقَدِمَ مَكَّةَ، فَكَانَ
مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ أَحَدُ الشُّجْعَانِ
الْمَذْكُورِينَ، وَكَانَ عَلَى قُرَيْشٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ
أَيْضًا [2] .
الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ،
عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُطِيعٍ: كَيْفَ نَجَوْتَ يَوْمَ الْحَرَّةِ؟. قَالَ: كنا نقول: لو
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن مطيع) في:
طبقات ابن سعد 5/ 144- 9149 وتاريخ خليفة 237 و 269، وطبقات خليفة
234، وتاريخ أبي زرعة 1/ 636، والثقات 149 لابن حبان 5/ 47،
والاستيعاب 2/ 327، 328، والتاريخ الكبير 5/ 199 رقم 626، والتاريخ
الصغير 69 و 78، والمعارف 395 و 450، وتاريخ اليعقوبي 2/ 255 و
258، والمحبّر 147 و 148 و 379 و 494، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 16 و
276 و 301 و 302 و 307 و 310 و 319 و 321 و 324 و 328 و 333 و 350
و 352 و 353 و 441، و 5/ (انظر فهرس الأعلام) 406، وأخبار القضاة
لوكيع 1/ 154 و 2/ 397، ومروج الذهب 1925 و 1935 و 1936 و 1957 و
1961، والعقد الفريد 4/ 167 و 169 و 388 و 389 و 393، والبصائر
والذخائر 4/ 407، وأسد الغابة 3/ 262، والمعرفة والتاريخ 1/ 553،
وتحفة الأشراف 7/ 170، 171 رقم (1158) ، وتهذيب الكمال (المصوّر)
2/ 743، والكاشف 2/ 118، والبداية والنهاية 8/ 345، وتهذيب التهذيب
6/ 36 رقم 59، والإصابة 2/ 371 رقم 4963 و 3/ 64، 65 رقم 6191،
وتقريب التهذيب 1/ 452 رقم 646، وخلاصة تذهيب التهذيب 215، وشذرات
الذهب 1/ 80، والتذكرة الحمدونية 2/ 35، والوافي بالوفيات 17/ 620،
621 رقم 523، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 86، والأخبار الطوال
228 و 246 و 265 و 287 و 290 و 291 و 292، ورجال مسلم لابن منجويه
1/ 390 رقم 862.
[2] الاستيعاب 2/ 328 وانظر طبقات ابن سعد 5/ 147.
(5/469)
أَقَامُوا شَهْرًا مَا فَعَلُوا بِنَا
شَيْئًا، فَلَمَّا صَنَعَ بِنَا مَا صَنَعَ وَوَلَّى النَّاسُ
ذَكَرْتُ قَوْلَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ:
وَعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا أُقْتَلْ وَلا يَضْرُرْ
عَدُوِّي مَشْهَدِي فَتَوَارَيْتُ، ثُمَّ لَحِقْتُ بِابْنِ
الزُّبَيْرِ، ثُمَّ قَالَ عِيسَى: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
مَرْوَانَ: نَجَا ابْنُ مُطِيعٍ مِنْ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ،
ثُمَّ لَحِقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، وَنَجَا وَلَحِقَ بِالْعِرَاقِ،
وَكَثُرَ عَلَيْنَا فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَلَكِنْ مِنْ رَأْيِي
الصَّفْحَ عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِهِ مِنْ قَوْمِي [1] .
وَعَنْ عامر بن عبد الله بن الزبير قال: اسْتَعْمَلَ أَبِي عَلَى
الْكُوفَةِ ابْنَ مُطِيعٍ [2] .
وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ: فَقَدِمَ الْمُخْتَارُ الْكُوفَةَ،
وَحَرَّضَ النَّاسَ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ، وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُ،
فَهَرَبَ ابْنُ مُطِيعٍ مِنَ الْكُوفَةِ، وَلَحِقَ بِابْنِ
الزُّبَيْرِ، فَكَانَ مَعَهُ بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ
قَبْلَ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِيَسِيرٍ فِي الْحِصَارِ [3] ،
أَصَابَهُ حَجَرُ الْمَنْجَنِيقِ فَقَتَلَهُ بِمَكَّةَ مَعَ ابْنِ
الزُّبَيْرِ وَهُوَ فِي عَشْرِ السَّبْعِينَ.
203- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ [4] أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السَّلُولِيُّ الْكُوفِيُّ، أَحَدُ الشُّعَرَاءِ الْفُصَحَاءِ.
مَدَحَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ بَعْدَ أَنْ هَجَاهُ لَمَّا
استُخْلِفَ بِقَوْلِهِ مِنْ أَبْيَاتٍ:
شَرِبْنَا الْغَيْظَ حَتَّى لَوْ سُقِينَا ... دِمَاءَ بَنِي
أُمَيَّةَ مَا رَوِينَا
وَلَوْ جَاءُوا بِرَمْلَةَ أَوْ بهِنْدِ ... لَبَايَعْنَا أميرة
مؤمنينا
__________
[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 5/ 146، 147 وفيه زيادة بآخره «إنما
أقتل بهم نفسي» .
[2] طبقات ابن سعد 5/ 147.
[3] ابن سعد 5/ 149.
[4] انظر عن (عبد الله بن همّام) في:
أنساب الأشراف 4 ق 1/ 1 و 14 و 64 و 136 و 138 و 156 و 249 و 291 و
293 و 265 و 368 و 382 و 400 و 5/ انظر فهرس الأعلام) 406، والشعر
والشعراء 2/ 545، 546 رقم 231، وطبقات الشعراء لابن سلام 2/ 625-
637، والأغاني (طبعة دار الثقافة) 3/ 357 و 16/ 5 و 103، ومروج
الذهب 1829 و 1914، والعقد الفريد 6/ 127، والبداية والنهاية 8/
328، والوافي بالوفيات 17/ 664 رقم 561، وخزانة الأدب 3/ 638، وسمط
اللآلي 683، والأخبار الطوال 291.
(5/470)
204- عبد الرحمن بن أبزى [1]- ع- الخزاعيّ
مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ.
اسْتَنَابَهُ نَافِعٌ [2] عَلَى مَكَّةَ حِينَ انْتَقَلَ عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عُسْفَانَ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ
عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ قَالَ: ابْنُ أَبْزَى، وَقَالَ: إِنَّهُ
قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، ثُمَّ إِنَّ
عَبْدَ الرَّحْمَنِ سَكَنَ الْكُوفَةَ وَوَلِيَهَا مِرَّةً [3] .
وَلَهُ صُحْبَةٌ ورواية، وروى أيضا عن: أبي بكر، وعمر، وَأُبَيِّ
بْنِ كَعْبٍ، وَعَمَّارٍ.
روى عنه: ابناه سعيد، وعبد الله، والشعبي، وعلقمة بن مرثد، وأبو
إسحاق السبيعي، وجماعة.
وذكر ابن الأثير [4] أن عَلِيًّا اسْتَعْمَلَهُ عَلَى خُرَاسَانَ.
وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ قَالَ: ابْنُ أَبْزَى مِمَّنْ رَفَعَهُ
اللَّهُ بِالْقُرْآنِ.
205- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [5]-
ع- الهذليّ الكوفيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبزى) في:
طبقات ابن سعد 5/ 462، والمحبّر 379، والأخبار الطوال 298، 299،
وأنساب الأشراف 5/ 406، والعقد الفريد 4/ 169، وطبقات خليفة 109 و
137 و 280، وتاريخ خليفة 153، والجرح والتعديل 5/ 209 رقم 985،
ومسند أحمد 3/ 406، والثقات لابن حبّان 5/ 98، وتاريخ أبي زرعة 1/
494، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 167، وتاريخ الطبري 1/ 64 و
2/ 622 و 4/ 379 و 5/ 132، والاستيعاب 2/ 417، 418، وتهذيب الأسماء
واللغات ق ج 1/ 293 رقم 341، وتحفة الأشراف 7/ 187- 190 رقم 326،
وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 772، والكاشف 2/ 137، 138 رقم 3173،
وتهذيب التهذيب 6/ 132، 133 رقم 275، وتقريب التهذيب 1/ 472 رقم
857، والإصابة 2/ 388، 389 رقم 5075، وخلاصة تذهيب التهذيب 223
وفتوح البلدان 505.
وأبزى: بفتح الهمزة وسكون الباء الموحّدة، بعدها زاي مقصورا.
(التقريب 1/ 472) .
[2] هو نافع بن عبد الحارث الخزاعي، مولاه.
[3] تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 293، تهذيب الكمال 2/ 772
وانظر طبقات ابن سعد 5/ 462.
[4] في أسد الغابة.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود) في:
طبقات ابن سعد 6/ 181، والتاريخ لابن معين 2/ 351، والتاريخ الكبير
5/ 299، 300 رقم 979، وتاريخ الثقات للعجلي 295 رقم 963، وتاريخ
الطبري 7/ 578، وطبقات خليفة 141، وتاريخ خليفة 279، والجرح
والتعديل 5/ 248 رقم 1185، والمعارف 249، ومشاهير علماء الأمصار،
رقم 755، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 800، وتهذيب التهذيب
(5/471)
تُوُفِّيَ أَبُوهُ وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ،
وَقَدْ حَفِظَ عَنْ أَبِيهِ شَيْئًا.
وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، وَمَسْرُوقٍ،
وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ الْقَاسِمُ، وَمَعْنٌ- وَهُمَا مِنْ
عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ- وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ،
وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ لا هُوَ وَلا
أَخُوهُ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنْ أَبِيهِمَا شَيْئًا [1] .
قُلْتُ: وحديثه في «الصحيحين» عَنْ مَسْرُوقٍ، وَحَدِيثُهُ فِي
السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ، عَنْ أَبِيهِ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وسبعين.
206- عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد القارّيّ [2]- ع- المدني.
وَالْقَارَّةُ [3] وَعَضَلٌ أخَوَانِ مِنْ ذُرِّيَّةِ مُدْرِكَةِ
بْنِ إِلْيَاسَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أُتِيَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَغِيرٌ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي طَلْحَةَ زَيْدِ بْنِ سَهْلٍ،
وَأَبِي أَيُّوبَ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ.
__________
[ () ] 6/ 215، 216 رقم 433، والكاشف 2/ 153 رقم 3286، وتقريب
التهذيب 1/ 488 رقم 1014، وخلاصة تذهيب التهذيب 230، وجمهرة أنساب
العرب 197، ورجال البخاري للكلاباذي ح 1/ 446 رقم 660، ورجال مسلم
1/ 414 رقم 927.
[1] التاريخ لابن معين 2/ 351.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد القارّي) في:
طبقات ابن سعد 5/ 57، وطبقات خليفة 236، وتاريخ خليفة 280، وتاريخ
الثقات للعجلي 295 رقم 966، والثقات لابن حبّان 5/ 79، والتاريخ
الكبير 5/ 302 رقم 9881 و 5/ 318، 319 رقم 1008، والجرح والتعديل
5/ 261 رقم 1233، والاستيعاب 2/ 422، 423، وأسد الغابة 3/ 307،
وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 803، والعبر 1/ 92، والمعين في طبقات
المحدّثين 34 رقم 213، وسير أعلام النبلاء 4/ 14، 15 رقم 3،
والإصابة 3/ 71 رقم 6223، وتهذيب التهذيب 6/ 223 رقم 449، ومرآة
الجنان 1/ 162، وخلاصة تذهيب التهذيب 231، وشذرات الذهب 1/ 88،
والكاشف 2/ 155 رقم 3300. والقارّيّ بتشديد الراء المهملة.
[3] قال ابن سعد في الطبقات 5/ 57: «وإنما سمّوا القارّة لأنّ يعمر
الشّدّاخ بن عوف الليثي أراد أن يفرّقهم في بطون كنانة، فقال رجل
منهم:
دعونا قارّة لا تنفرونا ... فنجعل مثل إجفال الظليم
فسمّوا بذلك القارة. وفيهم يقول القائل: «قد أنصف القارة من
راماها» .
(5/472)
روى عنه: عروة، وعبيد الله بن عبد اللَّهِ،
وَالأَعْرَجُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَعَاشَ ثَمَانِيًا وَسَبْعِينَ سنة، توفّي سنة ثمانين [1] ،
وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِينَ الْكِبَارِ.
207- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عثمان [2]- م د ن- بن عبيد الله
القرشيّ التّيميّ، ابن أخي طلحة ابن عُبَيْدِ اللَّهِ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، أَسْلَمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ،
وَقِيلَ يَوْمَ الْفَتْحِ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: عَمِّهِ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ،
وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ، وَعُثْمَانُ، وَمُعَاذُ، وَهِنْدٌ،
وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ،
وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ يُقَالُ لَهُ «شَارِبُ الذَّهَبِ» . وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيِّ.
قُتِلَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ.
208- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ [3] .
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَادِيُّ الصُّنَابِحِيُّ نَزِيلُ
الشام.
__________
[1] ابن سعد 5/ 57.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن عثمان) في:
تاريخ الطبري 5/ 344، والكامل في التاريخ 2/ 42 و 4/ 364 و 373،
والاستيعاب 2/ 404، 405، ومسند أحمد 3/ 453 و 3/ 499، والكاشف 2/
156 رقم 3305، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 149 رقم 769، وتجريد
أسماء الصحابة 1/ 352، وتهذيب التهذيب 6/ 227 رقم 457، وتقريب
التهذيب 1/ 490 رقم 1037، والمعرفة والتاريخ 1/ 276 و 285 و 366 و
728، والإصابة 2/ 410 رقم 5159، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 804،
وخلاصة تذهيب التهذيب 231، وشذرات الذهب 1/ 80، وطبقات خليفة 18،
وتحفة الأشراف 7/ 103 رقم 336، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/
298 رقم 354، والمستدرك على الصحيحين 3/ 445، ورجال مسلم 1/ 402
رقم 892.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عسيلة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 509، 510، وطبقات خليفة 293، والتاريخ الكبير 5/
321، 322 رقم
(5/473)
هَاجَرَ فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ قُدُومِهِ بِخَمْسِ أَوْ
سِتِّ لَيَالٍ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَمُعَاذٍ، وَبِلالٍ، وَعُبَادَةَ
بْنِ الصَّامِتِ، وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ،
وَمَكْحُولٌ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، وَمَرْثَدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ،
وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ صَالِحًا، عَارِفًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ.
قَالَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ ابنِ
مُحَيْرِيزٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ [1] قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ،
فبكيت، فقال: مه، لم تبكي، فو الله لَئِنِ اسْتُشْهِدْتُ
لأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لأَشْفَعَنَّ لَكَ،
وَلَئِنِ اسْتَطَعْتَ لأَتَّبِعَنَّكَ. ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْ
حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلا حَدَّثْتُكُمُوهُ، إِلا
حَدِيثًا وَاحِدًا، وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوهُ فِي الْمَوْتِ
وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ
إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ
عَلَيْهِ النَّارَ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيِّ
قَالَ: مَا فَاتَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلا بِخَمْسِ لَيَالٍ، قُبِضَ وَأَنَا بِالْجُحْفَةِ، فَقَدِمْتُ
الْمَدِينَةَ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
[ () ] 1021، والثقات لابن حبّان 5/ 74، والمعارف 421، وعيون
الأخبار 2/ 117، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 850، والجرح والتعديل
5/ 262، 263 رقم 1241، والتاريخ لابن معين 2/ 353، وتاريخ الطبري
1/ 263 و 2/ 356، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 804، 805، والمعرفة
والتاريخ 1/ 222 و 305 و 2/ 220- 222 و 306 و 314 و 359 و 361-
363، والاستيعاب 2/ 426، 427، والكاشف 2/ 157 رقم 3309، والمعين في
طبقات المحدّثين 34 رقم 214 (وفيه: غسيلة) بالغين المعجمة، وهو
تحريف، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 57، والبداية والنهاية 8/ 323،
وتهذيب التهذيب 6/ 229، 230 رقم 465، وتقريب التهذيب 1/ 491 رقم
1045، وخلاصة تذهيب التهذيب 231، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 154
رقم 486، ورجال البخاري ج 1/ 441 رقم 648. ورجال مسلم 1/ 413، 414
رقم 926.
[1] الصّنابحيّ: بضم الصاد وفتح النون وبعد الألف باء موحّدة
مكسورة. نسبة إلى صنابح بن زاهر بن عامر.. (اللباب لابن الأثير 2/
47) .
[2] لهذا الحديث طرق كثيرة وألفاظ مختلفة عند مسلم وغيره، انظر
عنها في (معجم الألفاظ الحديث 3/ 186) مادّة «شهد» .
(5/474)
مُتَوَافِرُونَ، فَسَأَلْتُ بِلالا عَنْ
لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَلَمْ تُعْتِمْ [1) .] وَقَالَ: لَيْلَةُ
ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: ثنا رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: كُنَّا عِنْدِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ،
فَأَقْبَلَ الصُّنَابِحِيُّ، فَقَالَ عُبَادَةُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ
يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ كَأَنَّمَا رُقِيَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ
سَمَاوَاتٍ فَعَمِلَ عَلَى مَا رَأَى فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [2] : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ أَدْرَكَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ
مَرْوَانَ، وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، يَرْوِي
عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وَعَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ
يَرْوِي عَنْهُ الْمَدَنِيُّونَ، يُشْبِهُ أَنْ يكون له صحبة.
وقال عليّ بن الْمَدِينِيِّ: الَّذِي رَوَى عَنْهُ قَيْسُ بْنُ
أَبِي حَازِمٍ فِي الْحَوْضِ هُوَ الصُّنَابِحُ [3] بْنُ
الأَعْسَرِ الأَحْمَسِيُّ، لَهُ صُحْبَةٌ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ، قَالَ ابْنُ
سَعْدٍ [4] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هَؤُلاءِ الصُّنَابِحِيُّونَ
إِنَّمَا هُمُ اثْنَانِ فَقَطْ: الصُّنَابِحُ الْأَحْمَسِيُّ،
وَهُوَ:
الصُّنَابِحُ بْنُ الأَعْسَرِ، فَمَنْ قَالَ الصُّنَابِحِيُّ فِيهِ
فَقَدْ أَخْطَأَ، يَرْوِي عَنْهُ الْكُوفِيُّونَ، قَيْسُ بْنُ
أَبِي حَازِمٍ، وَغَيْرُهُ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ، يَرْوِي
عَنْهُ أَهْلُ الْحِجَازِ وَأَهْلُ الشَّامِ، دَخَلَ الْمَدِينَةَ
بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِثَلاثِ أَوْ أَرْبَعِ لَيَالٍ [5] .
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَبِلالٍ، وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فمن قال: أبو
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 187 «يعتم» والتصحيح من طبقات ابن سعد 7/
510 وفي الاستيعاب 2/ 426 «لم يفتك» .
[2] قوله غير موجود في التاريخ، ولا في: معرفة الرجال.
[3] هكذا في الأصل. وقد أثبتها القدسي في طبعته 3/ 188 «الصنابح»
قال: التصويب من الإصابة والخلاصة.
وأقول: إن ما جاء في الأصل صحيح، حيث يجوز: الصّنابح، والصّنابحيّ.
انظر: معرفة الرجال لابن معين 2/ 152 رقم 482 و 485 و 486.
[4] في الطبقات 7/ 509.
[5] في التاريخ الصغير للبخاريّ 84 «منذ خمس» .
(5/475)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيُّ فَقَدْ
أَخْطَأَ، وَمَنْ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ فَقَدْ
أَخْطَأَ، وَجَعَلَ كُنْيَتَهُ اسْمَهُ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ.
209- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ [1] نَزِيلُ
فِلَسْطِينَ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأَبِي
ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو سَلامٍ مَمْطُورٌ
الْحَبَشِيُّ الأَسْوَدُ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ،
وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَمَكْحُولٌ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ،
وَعُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ،
وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ،
بَعَثَهُ عُمَرُ إِلَى الشَّامِ يُفَقِّهُ النَّاسَ.
وَكَانَ أَبُوهُ ممّن هاجر مع أبي موسى.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن غنم الأشعري) في:
طبقات ابن سعد 7/ 441، وطبقات خليفة 307، وتاريخ خليفة 277، ومسند
أحمد 4/ 226، والتاريخ الصغير 65، وتاريخ الثقات 297 رقم 974،
والثقات لابن حبان 5/ 78، والمعرفة والتاريخ 2/ 309، 310، وتاريخ
أبي زرعة 1/ 56 و 498 و 584 و 596 و 597، وفتوح البلدان 173،
وتاريخ الطبري 4/ 100 و 352، والجرح والتعديل 5/ 274 رقم 1300،
والاستيعاب 2/ 424، 425، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 851، وأسد
الغابة 3/ 318، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 302، 303 رقم 358،
وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 810، 811، وتذكرة الحفاظ 1/ 48، والعبر
1/ 89، والكاشف 2/ 160 رقم 3332، والمعين في طبقات المحدّثين 34
رقم 215، وسير أعلام النبلاء 4/ 45، 46 رقم 10، والبداية والنهاية
9/ 26 وفيه (عبد الله بن غنم) ، ومرآة الجنان 1/ 158، ودول الإسلام
1/ 56، والإصابة 3/ 97، 98 رقم 6375، وتهذيب التهذيب 6/ 250، 251
رقم 498، وتقريب التهذيب 1/ 494 رقم 1077، والنجوم الزاهرة 1/ 198،
وطبقات الحفاظ 30، وخلاصة تذهيب التهذيب 233، وشذرات الذهب 1/ 84،
ورجال البخاري 2/ 878 رقم 1501.
[2] في الطبقات 7/ 441.
(5/476)
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ:
وُلِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ.
قُلْتُ: وَخَرَّجَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي «مُسْنَدِهِ» [1]
لَهُ أَحَادِيثُ، وَهِيَ مَرَاسِيلُ فِيمَا يَغْلِبُ عَلَى
الظَّنِّ.
وَذَكَرَهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ فِي الصَّحَابَةِ.
وَذُكِرَ عَنِ اللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيعَةَ أَنَّهُمَا قَالا:
لَهُ صُحْبَةٌ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: وَبِفِلَسْطِينَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ، وَهُوَ رَأْسُ التَّابِعِينَ.
وَقَالَ الْهَيْثَمُ، وَخَلِيفَتُهُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ
ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ.
210- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ [3] أَبُو حَاتِمٍ
الثَّقَفِيُّ الأَمِيرُ، ابْنُ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمِيرُ سجستان.
__________
[1] انظر ج 4/ 226.
[2] في تاريخه 277 وطبقاته 307.
[3] انظر عن (عبيد الله بن أبي بكرة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 190، وطبقات خليفة 203، وتاريخ خليفة 210 و 218 و
219 و 277 و 279 و 295 و 296، والمحبّر 150، والتاريخ الكبير 5/
375 رقم 1192، وتاريخ الثقات 315 رقم 1051، والثقات لابن حبان 7/
143، والمعارف 2 و 533 و 557، وعيون الأخبار 1/ 337، وأنساب
الأشراف 1/ 496- 505، و 4 ق 1/ 42 و 176 و 376 و 387 و 463 و 468 و
470 و 472 و 474، و 5/ 172 و 179، وتاريخ اليعقوبي 2/ 232 و 287،
والعقد الفريد 1/ 293 و 300، وأخبار القضاة 1/ 302، والأغاني 18/
219، وربيع الأبرار 1/ 476، والبصائر 2/ 256 و 3/ 709، والأمالي
للقالي 3/ 20، والمستجاد من فعلات الأجواد 96- 98، وسراج الملوك
للطرطوشي 159، ولباب الآداب 90- 92 و 101 و 102 و 136، والكنى
والأسماء للدولابي 1/ 141، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 152
أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 374 أ، وسير أعلام النبلاء
4/ 138، 139 رقم 44، والعبر 1/ 90، وتاريخ الطبري 5/ 332 و 6/ 153
و 154 و 165 و 320- 323 و 327 و 329 و 332 و 429، وتعجيل المنفعة
214، والنجوم الزاهرة 1/ 202، وشذرات الذهب 1/ 87، ودول الإسلام 2/
57، وفوات الوفيات 2/ 171، ومرآة الجنان 1/ 161، والتذكرة
الحمدونية 2/ 115 و 154 و 268 و 284 و 298، وفتوح البلدان 446- 448
و 489 و 491.
(5/477)
وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَكَانَ
أَحَدَ الْكِرَامِ الأَجْوَادِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ،
وَغَيْرُهُمَا.
وَقَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ.
قَالَ خَلِيفَةُ [1] : وَفِي سَنَةِ ثَلاثِ وَخَمْسِينَ عُزِلَ
عبيد الله بن أبي بكرة عن سجستان، وَكَانَ قَدْ وَلِيَهَا فِي
سَنَةِ خَمْسِينَ، ثُمَّ وَلِيَهَا فِي إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ.
كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ أَسْوَدَ اللَّوْنِ.
قَالَ أَبُو هِلالٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ [2] قَالَ: أَوَّلُ مَنْ
رَأَيْنَاهُ يَتَوَضَّأُ بِالْبَصْرَةِ هَذَا الْوُضُوءِ عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، فَقُلْتُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا
الْحَبَشِيُّ يَلُوطُ إِسْتَهُ، يَعْنِي يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ
[3] .
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [4] : هُوَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ
قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ مِنَ
الأَجْوَادِ، فَاشْتَرَى جَارِيَةً يَوْمًا بِمَالٍ عَظِيمٍ،
فَطَلَبَ دَابَّةً تُحْمَلُ عَلَيْهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ فَنَزَلَ
عَنْ دَابَّتِهِ، فَحَمَلَهَا عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ
بِهَا إِلَى مَنْزِلِكَ [5] .
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي
بَكْرَةَ يُنْفِقُ عَلَى جِيرَانِهِ، يُنْفِقُ عَلَى أَرْبَعِينَ
دَارًا عَنْ يَمِينِهِ، وَأَرْبَعِينَ عَنْ يَسَارِهِ،
وَأَرْبَعِينَ أَمَامَهُ، وَأَرْبَعِينَ وَرَاءَهُ، سَائِرُ
نَفَقَاتِهِمْ، وَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بِالتُّحَفِ [6]
وَالْكِسْوَةِ وَيُزَوِّجُ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمُ التَّزْوِيجَ،
وَيُعْتِقُ فِي كُلِّ عِيدٍ مِائَةَ عَبْدٍ [7] .
وَرَوَى قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ
بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَجَّهَ إلى
__________
[1] في تاريخه 219 وانظر: 210 و 277.
[2] في الأصل «حمرة» بالحاء المهملة، وهو أبو جمرة الضّبعيّ.
[3] تاريخ دمشق 10/ 374 أ.
[4] في تاريخ الثقات 315 رقم 1051.
[5] عيون الأخبار 1/ 337، البصائر 5/ 725، سراج الملوك 159،
التذكرة الحمدونية 2/ 268 رقم 708.
[6] في التذكرة «بالأضاحي» .
[7] سراج الموك 159، ربيع الأبرار 1/ 476، التذكرة الحمدونية 2/
154 رقم 341.
(5/478)
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ
أَنَّهُ أَصَابَتْنِي عِلَّةٌ، فَوُصِفَ لِي لَبَنُ الْبَقَرِ،
قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِسَبْعِمِائَةِ بَقَرَةً وَرُعَاتِهَا
[1] .
وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ-
وَذَكَرَهُ الْكَلْبِيُّ- أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُفَرِّغٍ
الْحِمْيَرِيَّ قَدِمَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ
بِسِجِسْتَانَ، فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِينَ أَلْفًا، فَانْصَرَفَ
وَهُوَ يَقُولُ:
يُسَائِلُنِي أَهْلُ الْعِرَاقِ عَنِ النَّدَى ... فَقُلْتُ:
عُبَيْدُ اللَّهِ حِلْفُ الْمَكَارِمِ
فَتَى حَاتِمِيٍّ فِي سِجِسْتَانَ دَارُهُ ... وَحَسْبُكَ مِنْهُ
أَنْ يَكُونَ كَحَاتِمِ
سَمَا لِبِنَاءِ الْمَكْرُمَاتِ فَنَالَهَا ... بِشِدَّةِ
ضِرْغَامٍ وَبَذْلِ الدَّرَاهِمِ [2]
وقَالَ خَلِيفَةُ [3] : تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ
بِسِجِسْتَانَ.
211- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الرُّقَيَّاتِ [4] الْقُرَشِيُّ
الْعَامِرِيُّ الْحِجَازِيُّ، أَحَدُ الشُّعَرَاءِ
الْمُجَوِّدِينَ. مَدَحَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ
اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي أَيَّامِ عُمَرَ.
وَهُوَ الْقَائِلُ:
خَلِيلَيَّ مَا بَالُ الْمَطَايَا كَأَنَّهَا ... نراها على
الأدبار بالقوم تنكص
__________
[1] سراج الملوك 159، تاريخ دمشق 10/ 375 ب.
[2] المستجاد من فعلات الأجواد 97، الأغاني 18/ 219، ولباب الآداب
137، وانظر: التذكرة الحمدونية 2/ 114 و 115.
[3] في التاريخ 279.
[4] انظر عن (عبيد الله بن قيس الرقيّات) في:
طبقات الشعراء لابن سلام 519 و 561، والمحبّر 138 و 167، والبيان
والتّبيين 2/ 278، ونسب قريش 435، والمغازي للواقدي 784، وأنساب
الأشراف 5/ 175 و 183 و 270 و 342، والشعر والشعراء 2/ 450- 452
رقم 96، والمثلّث للبطليوسي 2/ 272 و 365 و 378 و 408، ومروج الذهب
2013 و 2014 و 2197، والموشح 187، ومشاهير علماء الأمصار رقم 80،
والأغاني 4/ 154، ومجموعة المعاني 82، والأمالي للقالي (الذيل) 53،
وأمالي المرتضى 1/ 82 و 326 و 528 و 568، والمنازل والديار 1/ 41 و
47 و 132 و 229، والبداية والنهاية 8/ 328، وفيه (عبد الله) ،
وفوات الوفيات 2/ 418 و 4/ 143 و 144، والتذكرة الحمدونية 2/ 267 و
429، وشرح شواهد المغني 47، وخزانة الأدب 3/ 265، وسمط اللآلي 294،
ومعجم الشعراء في لسان العرب 339 رقم 871، وديوان عبيد الله بن قيس
الرقيّات- نشره رود كناكس في فيينا 1902، ود. محمد يوسف نجم، بيروت
1958، والأخبار الموفقيات 533، والتذكرة الفخرية 469.
(5/479)
الأَبَيْاتُ الْمَشْهُورَةُ.
وَقِيلَ لِأَبِيهِ: قَيْسُ الرُّقَيَّاتِ لِأَنَّ لَهُ جَدَّاتٍ
عِدَّةً يُسَمَّيْنَ رُقَيَّةَ.
212- عُبَيْدُ بْنِ نضيلة [1]- م 4- أبو معاوية الخزاعيّ الكوفيّ
المقرئ، مقريء أَهْلِ الْكُوفَةِ.
سَمِعَ: الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، وَمَسْرُوقًا، وَعُبَيْدَةَ
السَّلْمَانِيَّ، وَأَرْسَلَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَقَرَأَ
الْقُرْآنَ على علقمة.
قرأ عليه: حمران بن أعين، ويحيى بن وثاب، وروى عنه: إبراهيم
النخعي، وأشعث بن سليم، والحسن العرني.
قيل: إنه توفي في ولاية بشر بن مروان العراق، وكان مقريء أهل
الكوفة في زمانه، ويقال: قَرَأَ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، رَوَاهُ
يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ
الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى
بْنِ وَثَّابٍ، قُلْتُ: فَيَحْيَى عَلَى مَنْ قَرَأَ؟ قَالَ: عَلَى
عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ، وَقَرَأَ عُبَيْدٌ عَلَى ابْنِ
مَسْعُودٍ.
213- عبيد بن عمير [2] ابن قتادة أبو عاصم اللّيثيّ.
__________
[1] انظر عن (عبيد بن نضيلة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 117 و 211، وتاريخ خليفة 273 وفيه (عبيد بن فضلة)
، وطبقات خليفة 150 وفيه (نضلة) ، والتاريخ الكبير 6/ 5 رقم 498
وفيه (نضلة) ، وتاريخ الثقات للعجلي 323 رقم 1085، وفيه (نضلة) ،
والمعرفة والتاريخ 2/ 556 وفيه (نضلة) ، والجرح والتعديل 6/ 3 رقم
12 وفيه (نضيلة) ، والثقات لابن حبان 5/ 138 وفيه (نضلة) ، والكاشف
2/ 210 رقم 3687 وفيه (نضيلة) ، وتهذيب التهذيب 7/ 75، 76 رقم 164
وفيه (فضلة) ، وتقريب التهذيب 5451 رقم 1577، وغاية النهاية 1/
497، 498 رقم 2071 وفيه (نضلة) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 256، ولم
يترجم له المؤلّف- رحمه الله- في معرفة القراء، بل ذكره خلال ترجمة
(حمران بن أعين) ج 1/ 70 رقم 26 وسمّاه: عبيد بن نضيلة، وقال: قرأ
عبيد على ابن مسعود، وقد اختلف في عبيد بن نضيلة المقرئ، والثبت
أنه قرأ على علقمة، عن ابن مسعود. ورجال مسلم 2/ 26 رقم 1060 وفيه
(ابن نضيلة) .
[2] انظر عن (عبيد بن عمير) في:
طبقات ابن سعد 5/ 463، وطبقات خليفة 279، والتاريخ لابن معين 2/
386، والتاريخ
(5/480)
الْجُنْدَعِيُّ [3] الْمَكِّيُّ الْوَاعِظُ
الْمُفَسِّرُ.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
وروى عن: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ،
وَعَائِشَةَ، وَأَبِي مُوسَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِيهِ
عُمَيْرٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي
رَبَاحٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ،
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ،
وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَحْضُرُ
مَجْلِسَهُ، وَكَانَ ثِقَةً إِمَامًا.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ
قَصَّ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ [4] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ
عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى
عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لَهُ: خَفِّفْ فَإِنَّ الذِّكْرَ ثَقِيلٌ [5]
، تَعْنِي إِذَا وَعَظْتَ.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ بْنَ
عُمَيْرٍ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى قَفَاهُ، وَلِحْيَتُهُ صفراء [6]
__________
[ () ] الكبير 5/ 455 رقم 1479، وتاريخ الثقات للعجلي 321 رقم
1082، والثقات لابن حبان 5/ 132، ومقدّمة مسند بقي بن مخلد 163 رقم
949، والمعرفة والتاريخ 2/ 23 و 24 و 155 و 3/ 73 و 147 و 148،
وتاريخ أبي زرعة 1/ 515، وتاريخ الطبري 1/ 76 و 115 و 182 و 261 و
277 و 2/ 300 و 290 و 3/ 286 و 291 و 292، والجرح والتعديل 5/ 409
رقم 1896، وجمهرة أنساب العرب 184، والكاشف 2/ 209 رقم 3679،
والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 219، وتجريد أسماء الصحابة 1/
367، وأنساب الأشراف 5/ 361، ومشاهير علماء الأمصار 592، وثمار
القلوب 57، والمعارف 434، وحلية الأولياء 3/ 266- 279 رقم 242،
والاستيعاب 2/ 441، وأسد الغابة 3/ 353، وتهذيب الكمال (المصوّر)
2/ 895، وتذكرة الحفاظ 1/ 47، وسير أعلام النبلاء 4/ 156، 157 رقم
56، والكاشف 2/ 209 رقم 3679، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم
219، والبداية والنهاية 9/ 5، 6، والعقد الثمين 5/ 543، وغاية
النهاية 1/ 496، 497 رقم 2064، والإصابة 3/ 78 رقم 6242، وتهذيب
التهذيب 7/ 71 رقم 148، وتقريب التهذيب 1/ 554 رقم 1561، والنجوم
الزاهرة 1/ 197، وطبقات الحفاظ 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 255،
ورجال البخاري 2/ 498 رقم 764، ورجال مسلم 2/ 37 رقم 1062.
[3] مهملة في الأصل، والتحرير من (اللباب 1/ 240) .
[4] أخرجه ابن سعد في الطبقات 5/ 463.
[5] طبقات ابن سعد 5/ 464.
[6] طبقات ابن سعد 5/ 464.
(5/481)
تُوُفِّيَ قَبْلَ وَفَاةِ ابْنِ عُمَرَ
بِيَسِيرٍ، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ.
214- عَبِيدَةُ [1] بْنُ عَمْرٍو السّلمانيّ [2] المراديّ، من
سَلْمَانَ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ مُرَادٍ. كَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ
الْكِبَارِ بِالْكُوفَةِ.
أَسْلَمَ زمَنَ الْفَتْحِ، وَلَمْ يَلْقَ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذَ عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ
مَسْعُودٍ.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعيُّ، وَالشَّعْبيُّ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ
الْمُرَادِيُّ، وَأَبُو حَسَّانٍ مُسْلِمُ الأَعْرَجُ، وَأَبُو
إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ عَبيدَةُ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي
الْقَضَاءِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] : كَانَ عَبِيدَةُ أَعْوَرَ،
وَكَانَ أَحَدَ أَصْحَابِ ابن مسعود الذين يفتون ويقرئون.
__________
[1] بفتح أوله، وكسر ثانيه.
[2] انظر عن (عبيدة بن عمرو السّلماني) في:
طبقات ابن سعد 6/ 93- 95 وفيه (عبيدة بن قيس) ، وطبقات خليفة 146،
وتاريخ خليفة 268، وفيه (ابن قيس) ، والتاريخ لابن معين 2/ 387،
388، والتاريخ الكبير 6/ 82 رقم 1777، والتاريخ الصغير 75،
والتاريخ الثقات للعجلي 325 رقم 1093، والمعارف 425، وتاريخ أبي
زرعة 1/ 651 و 655، والجرح والتعديل 6/ 91 رقم 466، ومشاهير علماء
الأمصار، رقم 735، والاستيعاب 2/ 444، وتاريخ بغداد 11/ 117- 120
رقم 5814، وطبقات الفقهاء للشيرازي 80، والثقات لابن حبان 5/ 139،
وأسد الغابة 3/ 356، واللباب 1/ 552، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج
1/ 317 رقم 384، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 900، وتذكرة الحفاظ 1/
47، والعبر 1/ 79، وسير أعلام النبلاء 4/ 40- 44 رقم 9، ودول
الإسلام 1/ 54، والبداية والنهاية 8/ 328، وغاية النهاية 1/ 498
رقم 2073، والإصابة 3/ 102، 103 رقم 6405، وتهذيب التهذيب 7/ 84،
85 رقم 185، وتقريب التهذيب 1/ 547 رقم 1598، والنجوم الزاهرة 1/
189، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 256، وشذرات
الذهب 1/ 78، وتاج العروس (مادّة سلّم) ، ورجال البخاري 2/ 504 رقم
778، ورجال مسلم 2/ 28، 29 رقم 1068.
والسلماني: بفتح السين وسكون اللام.. نسبة إلى سلمان بن يشكر..
وأصحاب الحديث يفتحون اللام. (انظر اللباب 1/ 552) وقال يحيى بن
معين: «لم يكن عيسى بن يونس يقول: عبيدة السلماني وكان يقول: عبيدة
السلماني، مفتوحة» . (التاريخ 2/ 388) .
[3] في تاريخ الثقات 325 رقم 1093.
(5/482)
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: مَا رَأَيْتُ
رَجُلا كَانَ أَشَدَّ تَوَقِّيًا مِنْ عَبِيدَةَ.
وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ مُكْثِرًا عَنْ عَبِيدَةَ [1] .
هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: سَمِعْتُ عَبِيدَةَ يَقُولُ:
أَسْلَمْتُ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ، وَصَلَّيْتُ وَلَمْ أَلْقَهُ [2] .
هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ:
اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الأَشْرِبَةِ، فَمَا لِي شَرَابٌ مُنْذُ
ثَلاثِينَ سَنَةً إِلا الْعَسَلُ وَاللَّبَنُ وَالْمَاءُ [3] .
هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ: إِنَّ
عِنْدَنَا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ شَيْئًا مِنْ قِبَلِ أَنَسٍ، فَقَالَ: لأَنْ يَكُونَ
عِنْدِي مِنْهُ شَعْرةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ صَفْرَاءَ
وَبَيْضَاءَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ [4] .
تُوُفِّيَ عَلَى الصَّحِيحِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كُنْيَتُهُ أَبُو مُسْلِمٍ،
وَأَبُو عَمْرٍو.
215- الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ [5] أَبُو نَجِيحٍ السُّلَمِيُّ
صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَأَحَدُ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ الَّتِي
__________
[1] قال العجليّ: كان ابن سيرين من أروى الناس عنه، وكل شيء روى
محمد بن سيرين عن عبيدة سوى رأيه، فهو عن عليّ. (تاريخ الثقات 325)
.
[2] طبقات ابن سعد 6/ 93.
[3] طبقات ابن سعد 6/ 95.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 95.
[5] انظر عن (العرباض بن سارية) في:
طبقات ابن سعد 4/ 276 و 7/ 412، وطبقات خليفة 52 و 301، والتاريخ
لابن معين 2/ 399، ومسند أحمد 4/ 126، والمحبّر 281، والمغازي
للواقدي 800 و 994 و 1024 و 1036 و 1037، والتاريخ الكبير 7/ 85
رقم 381، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 92، والمعرفة والتاريخ
2/ 344- 349، وتاريخ أبي زرعة 1/ 606، والجرح والتعديل 7/ 39 رقم
208، وحلية الأولياء 2/ 13، 14 رقم 103، والاستيعاب 3/ 166، 167،
وأسد الغابة 3/ 192، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 330 رقم 402،
ومعرفة الرجال 2/ 203 رقم 678، والكامل في التاريخ 4/ 392، ومعرفة
الرجال 2/ 203 رقم 578، والكامل في التاريخ 4/ 392، وتهذيب الكمال
(المصوّر) 2/ 926، وتحفة الأشراف 7/ 286، والعبر 1/ 85، وسير أعلام
النبلاء 3/ 419- 422 رقم 71، والكاشف 2/ 228 رقم 3821، والمعين في
طبقات المحدّثين 24 رقم 89، والبداية والنهاية 9/ 7، ومشاهير
(5/483)
بِمَسْجِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ البكّاءين الذين نَزَلَ فِيهِمْ وَلا
عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ 9: 92 الآيَةَ
[1] .
سَكَنَ حِمْصَ.
رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَأَبِي عُبَيْدَةَ.
رَوَى عَنْهُ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَأَبُو رُهْمٍ
السَّمَاعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ،
وَيَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ،
وَالْمُهَاجِرُ بْنُ حَبِيبٍ، وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ، وَحَبِيبُ
بْنُ عُبَيْدٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ سَعْدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنَ رُوَيْمٍ، عَنِ
الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُقْبَضَ،
فَكَانَ يَدْعُو:
اللَّهمّ كَبِرَتْ سِنِّي وَوَهَنَ عَظْمِي، فَاقْبِضْنِي
إِلَيْكَ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا يَوْمًا فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ
أُصَلِّي وَأَدْعُو أَنْ أُقْبَضَ إِذَا أَنَا بِفَتًى شَابٍّ مِنْ
أَجْمَلِ النَّاسِ، وَعَلَيْهِ دُوَّاجٍ [2] أَخْضَرَ، فَقَالَ:
مَا هَذَا الَّذِي تَدْعُو بِهِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: كَيْفَ أَدْعُو
يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: قُلْ: اللَّهمّ حَسِّنِ الْعَمَلَ
وَبَلِّغِ الأَجَلَ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟
قَالَ: أَنَا رَتَبَايِيلُ الَّذِي يَسِلُّ الْحُزْنَ مِنْ صُدُورِ
الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضمضم بن زرعة، عن شريح
بن عبيد قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ: كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ
رَجُلٌ وَلَهُ اسْمٌ لا يُحِبُّهُ غَيَّرَهُ، وَلَقَدْ أَتَيْنَاهُ
وَإِنَّا لَسَبْعَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، أَكْبَرُنَا الْعِرْباضُ
بْنُ سَارِيَةَ، فَبَايَعْنَاهُ [3] .
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا أَبُو بَكْر بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ
سَارِيَةَ قَالَ: لَوْلا أَنْ يُقَالَ: فَعَلَ أَبُو نجيح لألحقت
مالي
__________
[ () ] علماء الأمصار، رقم 331، ومرآة الجنان 1/ 156، والإصابة 2/
473 رقم 5501، وتقريب التهذيب 2/ 17 رقم 146، وخلاصة تذهيب التهذيب
269، وشذرات الذهب 1/ 82، ودول الإسلام 1/ 55، ومشتبه النسبة، ورقة
21 أ.
[1] سورة التوبة، الآية 92.
[2] دوّاج: مثل رقّان وغراب: اللحاف الّذي يلبس. أو هو ضرب من
الثياب. (لسان العرب) .
[3] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 51، 52 وقال: رجاله ثقات وفي
بعضهم خلاف.
(5/484)
سُبُلَهُ، ثُمَّ لَحِقْتُ وَادِيًا مِنْ
أَوْدِيَةِ لُبْنَانَ، فَعَبَدْتُ اللَّهَ حَتَّى أَمُوتَ [1] .
وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي
الْفَيْضِ: سَمِعْتُ عُمَرَ أَبَا حَفْصٍ الْحِمْصِيُّ قَالَ:
أَعْطَى مُعَاوِيَةُ الْمِقْدَامَ حِمَارًا مِنَ الْمَغْنَمِ،
فَقَالَ لَهُ الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ: مَا كَانَ لَكَ أَنْ
تَأْخُذَهُ، وَمَا كَانَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَكَ، كَأَنِّي بِكَ فِي
النَّارِ تَحْمِلُهِ عَلَى عُنُقِكَ، فَرَدَّهُ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ
وَسَبْعِينَ.
216- عَطِيَّةُ بْنُ بُسْرٍ [2] الْمَازِنِيُّ [3]- ت- أَخُو
عَبْدِ اللَّهِ، وَلَهُمَا صُحْبَةٌ [4] .
ذُكِرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ
عَلَيْهِمَا فَقَدَّمَا لَهُ تَمْرًا وَزُبْدًا، وَكَانَ يُحِبُّ
الزُّبْدَ.
قَالَهُ صَدَقَةُ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ
عَامِرٍ، عَنِ ابْنَيْ بُسْرٍ، وَلَمْ يُسَمِّهِمَا.
217- عَطِيَّةُ السَّعْدِيُّ [5]- د ت ق- ابن عروة، ويقال: ابن
سعد، ويقال: ابن
__________
[1] الحديث مختصر في طبقات ابن سعد 4/ 276.
[2] في الأصل «بشير» والتصويب من الإصابة حيث قيّده بضمّ الباء
وسكون السين المهملة.
[3] انظر عن (عطية بن بسر المازني) في:
التاريخ الكبير 7/ 10 رقم 45، وتاريخ أبي زرعة 1/ 216، والجرح
والتعديل 6/ 381 رقم 2118، والثقات لابن حبّان 3/ 307 و 5/ 263،
والاستيعاب 3/ 145، 146، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 939، والكاشف
2/ 235 رقم 3874، وتحفة الأشراف 7/ 297 رقم 375، وتهذيب التهذيب 7/
223 رقم 410، وتقريب التهذيب 2/ 24 رقم 213، والإصابة 2/ 484 رقم
5568، وخلاصة تذهيب التهذيب 267، والعقد الفريد 3/ 162، والبداية
والنهاية 8/ 328، وتعجيل المنفعة 287 رقم 742.
ويقال في نسبته: الهلاني. (الاستيعاب 1/ 146) .
[4] ذكر ابن حبّان صاحب الترجمة (عطية بن بسر) مرتين، مرّة في
الصحابة، ومرة في التابعين، في الأولى: عطية بن بسر المازني، وفي
الثانية: عطية بن بسر الشامي. (الثقات 3/ 307 و 5/ 261) قال ابن
حجر في ترجمة (عطية بن بسر الشامي) : فرّق ابن حبّان بينه وبين
عطية بن بسر المازني، فذكر المازني في الصحابة، وذكر هذا في ثقات
التابعين، وقال:
«شيخ من أهل الشام حديثه عند أهلها» . (تعجيل المنفعة 287) .
[5] انظر عن (عطيّة السعدي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 430، وطبقات خليفة 55، ومسند أحمد 4/ 226،
والتاريخ الكبير 7/ 8 رقم 33، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 115 رقم
405، والجرح والتعديل 6/ 383 رقم 2127، والثقات لابن حبّان 3/ 307،
والاستيعاب 3/ 144، 145، وتهذيب الكمال 2/ 940، وتحفة الأشراف 7/
297 رقم 376، والكاشف 2/ 235 رقم 3879، وتهذيب
(5/485)
عَمْرِو بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الْقَيْنِ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَنَزَلَ الْبَلْقَاءَ بِالشَّامِ،
وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ بِالْبَلْقَاءِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ أَبُو عُرْوَةَ، وَرَبِيعَةُ بْنُ
يَزِيدَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَعَطِيَّةُ
بْنُ قَيْسٍ.
قَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، سَمِعَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْيَدُ
الْمُعْطِيَةُ خَيْرٌ من اليد السّفلى» [1] . 218- عقبة بن صهبان
[2]- خ م د ق- الأزدي البصريّ.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ، وَعِيَاضِ بْنِ عَمَّارٍ،
وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ، وَقَتَادَةُ، وَعَلِيُّ
بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ وِلايَةِ
الْحَجَّاجِ عَلَى الْعِرَاقِ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً.
219- عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ [4]
__________
[ () ] التهذيب 7/ 227، 228 رقم 417، وتقريب التهذيب 2/ 25 رقم
221، والإصابة 2/ 485 رقم 5573، وخلاصة تذهيب التهذيب 268.
[1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 226.
[2] انظر عن (عقبة بن صهبان) في:
طبقات ابن سعد 7/ 146، وطبقات خليفة 305، وتاريخ خليفة 308،
والتاريخ لابن معين 2/ 309، والتاريخ الكبير 6/ 431 رقم 2889،
وتاريخ الثقات لابن حبان 337 رقم 1151، والثقات لابن حبّان 5/ 225،
والمعرفة والتاريخ 3/ 24، والجرح والتعديل 6/ 312 رقم 1736، وتهذيب
الكمال (المصوّر) 2/ 944، والكاشف 2/ 237 رقم 3895، وتهذيب التهذيب
7/ 242 رقم 438، وتقريب التهذيب 2/ 27 رقم 241، وعيون الأخبار 2/
29، وخلاصة تذهيب التهذيب 268، ورجال البخاري 2/ 564 رقم 888،
ومسلم 2/ 108 رقم 1270.
[3] في الطبقات 7/ 146.
[4] انظر عن (علقمة بن وقّاص) في: رجال البخاري 2/ 575 رقم 907،
وطبقات ابن سعد 5/ 60، وطبقات خليفة 236، وتاريخ خليفة 292 و 300،
والتاريخ الكبير 7/ 40 رقم 176، وتاريخ الثقات للعجلي 342 رقم
1164، والمعرفة والتاريخ 1/ 393، وتاريخ الطبري 2/ 588 و 611 و 4/
453 و 476، والجرح والتعديل 6/ 405 رقم 2259، والثقات لابن حبان 5/
209، والاستيعاب 3/ 126، وأسد الغابة 3/ 126، وأسد الغابة 4/ 15،
وتهذيب الكمال (المصوّر)
(5/486)
- ع- الليثي العتواري [5] المدني. جَدُّ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ.
سَمِعَ: عُمَرَ، وَعَائِشَةَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَمْرٌو، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَابْنُ أَبِي
مُلَيْكَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ [6] ، وكان قليل الرواية.
220- عمارة بن رويبة [7]- م د ت ن- الثقفيّ. صَحَابِيٌّ مَعْرُوفٌ،
نَزَلَ الْكُوفَةَ، كُنْيَتُهُ أَبُو زُهَيْرَةَ.
رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ
عَلِيٍّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَارَةَ، وَأَبُو
إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ،
وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَهُوَ الَّذِي رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ يَخْطُبُ رَافِعًا
يديه، فقال: قبّح الله هاتين
__________
[ () ] 2/ 954، والكاشف 2/ 242 رقم 3934، والمعين في طبقات
المحدّثين 34 رقم 222، وتهذيب التهذيب 7/ 280، 281 رقم 488، وتقريب
التهذيب 2/ 31 رقم 290، وخلاصة تذهيب التهذيب 271، وتذكرة الحفاظ
1/ 50، وسير أعلام النبلاء 4/ 61، 62 رقم 15، والإصابة 3/ 81 رقم
6260، وطبقات الحفاظ للسيوطي 16، والمشاهير رقم 459، ورجال مسلم 2/
104 رقم 1260.
[5] العتواري: بضم العين وسكون التاء وفتح الواو ...
نسبة إلى عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. ووهم
السمعاني فقال إنه بطن من الأزد. (انظر: اللباب 2/ 121) .
[6] في الطبقات 5/ 60.
[7] انظر عن (عمارة بن رويبة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 40، وطبقات خليفة 55 و 131، ومسند أحمد 4/ 135 و
261، والتاريخ الكبير 6/ 494 رقم 3090، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد
98 رقم 200، وتاريخ الثقات للعجلي 353 رقم 1212، والثقات لابن
حبّان 5/ 263، والجرح والتعديل 6/ 365 رقم 2012، والاستيعاب 3/ 20،
وأنساب الأشراف 5/ 170، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 312، وأسد
الغابة 4/ 49، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1000، وتحفة الأشراف 7/
486، 487 رقم 391، والكاشف 2/ 262 رقم 4069، والإصابة 2/ 515 رقم
5715، وتهذيب التهذيب 7/ 416 رقم 675، وتقريب التهذيب 2/ 49 رقم
365، والإكمال 4/ 102، والجمع بين رجال الصحيحين 396، والوافي
بالوفيات 22/ 404 رقم 278، ورجال مسلم 2/ 91 رقم 1231.
(5/487)
الْيَدَيْنِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ
ثَلاثٍ أَوْ أربع وسبعين.
221- عمر بن أبي سلمة [1] ابن عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالٍ، أَبُو
حَفْصٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، رَبِيبُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ
الْهِجْرَةِ، عَلَى مَا قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [2] ، وَهُوَ
خَطَأٌ، وَذَلِكَ لِأَنَّ مَوْلِدَهُ قَبْلُ.
وَعَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي
بِسَنَتَيْنِ.
قُلْتُ: لَمَّا تُوُفِّيَ وَالِدُهُ أَبُو سَلَمَةَ فِي سَنَةِ
ثَلاثٍ كَانَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَوْلادٍ:
عُمَرُ، وَهُوَ الأَكْبَرُ فِيمَا أَرَى، وَسَلَمَةُ، وَزَيْنَبُ،
وَدُرَّةُ، وَقَدْ تَزَوَّجَ عُمَرُ، وَاسْتَفْتَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ،
وَقَدْ تَزَوَّجَ نَبِيُّ اللَّهِ بِأُمِّهِ أُمِّ سَلَمَةَ سَنَةَ
أَرْبَعٍ، وَوَرَدَ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي زَوَّجَ أُمَّهُ، وأنّه
كان صبيّا مميّزا [3] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن أبي سلمة) في:
المحبّر لابن حبيب 84 و 293، والمغازي للواقدي 343 و 344 و 721،
والتاريخ الكبير 9/ 139 رقم 1953، والتاريخ الصغير 83، وتاريخ
خليفة 200 و 292 و 300 و 410، والتاريخ لابن معين 2/ 430، ومسند
أحمد 4/ 26، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 169، والمعارف 125 و
131 و 238، وأنساب الأشراف 1/ 430 و 432، وتاريخ اليعقوبي 2/ 201،
وتاريخ الثقات للعجلي 358 رقم 1235، والثقات لابن حبّان 3/ 263،
ومشاهير علماء الأمصار، رقم 124، والمعرفة والتاريخ 1/ 271، وتاريخ
أبي زرعة 1/ 525، وتاريخ الطبري 3/ 164 و 4/ 445 و 451 و 480 و 5/
139، والجرح والتعديل 6/ 117 رقم 632 (باسم: عمر بن عبد الله بن
عبد الأسد) ، والاستيعاب 2/ 474، 475، وتاريخ بغداد 1/ 194 رقم 32،
والجمع بين رجال الصحيحين 339، وأسد الغابة 4/ 79، والكامل في
التاريخ 4/ 106، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 16 رقم 5، وجمهرة
أنساب العرب 88، وتاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 13/ 116 ب، وتهذيب
الكمال (المصوّر) 1010، وتحفة الأشراف 8/ 128- 132 رقم 396،
والكاشف 2/ 271 رقم 4129، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 153،
والأسامي والكنى، للحاكم- ج 1 ورقة 120 أ، والبداية والنهاية 8/
323، والوافي بالوفيات 22/ 501 رقم 351، وسير أعلام النبلاء 3/
406- 408 رقم 63، والعقد الثمين 6/ 307، والإصابة 2/ 519 رقم 5740،
وتهذيب التهذيب 7/ 455، 456 رقم 758، وتقريب التهذيب 2/ 56 رقم
443، وخلاصة تذهيب التهذيب 240، ورجال البخاري 2/ 507، 508 رقم
781، ورجال مسلم 2/ 32 رقم 1075.
[2] في الاستيعاب 2/ 474.
[3] أخرجه النسائي في النكاح 6/ 81 باب إنكاح الابن أمّه، وابن حجر
في الإصابة 2/ 519.
(5/488)
وَكَانَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فِي أُطُمِ
حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ مَعَ النِّسَاءِ، فَكَانَ يَحْمِلُ ابْنَ
الزُّبَيْرِ لِيَنْظُرَ، فَهَذِهِ الأَشْيَاءُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ
مَوْلِدَهُ قَبْلَ عَامِ الْهِجْرَةِ وَلا بُدَّ.
وَكَانَ عِنْدَ أُمِّهِ أمِّ سَلَمَةَ، وَعَلَّمَهُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ سَمِّ
اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» [1] . وَرَوَى
عَنْ أُمِّهِ.
رَوَى عَنْهُ: عُرْوَةُ، وَابْنُ الُمُسَيِّبُ، وَوَهْبُ بْنُ
كَيْسَانَ، وَقُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَثَابِتٌ
الْبُنَانِيُّ، وَأَبُو وَجْزَةَ [2] السَّعْدِيُّ يَزِيدُ بْنُ
عُبَيْدٍ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَمَّهُ مِنَ الرَّضَاعِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ
الْمَلِكِ. ثُمَّ رَأَيْتُ ابْنَ الْأَثِيرِ [4] قَدْ وَرَّخَ
مَوْتَهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ، فَيُؤَخَّرُ.
222- عَمْرُو بْنُ أخطب [5]- م 4- أبو زيد الأنصاري الخزرجيّ
الأعرج.
__________
[1] أخرجه البخاري في الأطعمة 9/ 458 باب التسمية على الطعام
والأكل باليمين، ومسلم في الأشربة (2022) باب آداب الطعام والشراب
وأحكامهما، وأبو داود (3787) ، والترمذي (1858) ، ومالك في الموطّأ
6684 رقم 1694، والحاكم في الأسامي والكنى، ج 1 الورقة 120 أ.
[2] في الأصل «وحزه» وهو تحريف.
[3] قوله ليس في طبقات ابن سعد حيث لم يترجم له.
[4] أرّخ ابن الأثير وفاته في أسد الغابة كما هنا (4/ 79) وفي
الكامل في التاريخ أرّخه بسنة 86 هـ. (5/ 525) .
[5] انظر عن (عمرو بن أخطب في) :
مسند أحمد 5/ 77 و 340، وطبقات ابن سعد 7/ 28، وطبقات خليفة 104 و
187، والتاريخ لابن معين 2/ 440، والتاريخ الكبير 6/ 309 رقم 2488،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 108 رقم 326، والمعرفة والتاريخ 1/ 331،
وتاريخ أبي زرعة 1/ 207 و 559، 560، وتاريخ الطبري 3/ 180، والجرح
والتعديل 6/ 220 رقم 1215، والاستيعاب 2/ 524، 525، ومعرفة الرجال
2/ 116 رقم 335، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 32، والأسامي والكنى
للحاكم، ج 1 ورقة 202 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 372، وأسد
الغابة 4/ 190، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1025، وتحفة الأشراف 8/
133، 134 رقم 398، والكاشف 2/ 280 رقم 4191، وسير أعلام النبلاء 3/
473، 474 رقم 100، والبداية والنهاية 8/ 324 (وفيه عمر) ، والإصابة
2/ 522 رقم 5759، و 4/ 78 رقم
(5/489)
غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَمَسَحَ رَأْسَهُ
وَقَالَ: «اللَّهمّ جَمِّلْهُ» فَبَلَغَ مِائَةَ سَنَةٍ، وَلَمْ
يَبْيَضَّ مِنْ شَعْرِهِ إِلا الْيَسِيرُ [1] . نَزَلَ
الْبَصْرَةَ، وَلَهُ بِهَا مَسْجِدٌ.
رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَحَادِيثَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ بَشِيرٌ، وَيَزِيدُ الرِّشْكُ، وعلباء بْنُ
أَحْمَرَ، وَأَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ،
وَجَمَاعَةٌ.
223- عَمْرُو بْنُ الأَسْوَدِ [2] وَيُقَالُ عُمَيْرُ بْنُ
الأَسْوَدِ، أَبُو عِيَاضٍ الْعَنْسِيُّ [3] الْحِمْصِيُّ،
وَيُقَالُ: إِنَّهُ سَكَنَ دَارَيَّا، وَقِيلَ: كنيته أبو عبد
الرحمن، من كبار تابعييّ الشَّامِ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ،
وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأُمِّ حَرَامِ بِنْتِ ملحان،
وغيرهم.
__________
[ () ] 461، وتهذيب التهذيب 418 رقم 4، وتقريب التهذيب 2/ 65 رقم
534، وخلاصة تذهيب التهذيب 243، وفتوح البلدان 92، 93، ورجال مسلم
2/ 64 رقم 1162.
[1] أخرجه الترمذي في المناقب (3629) من طريق: محمد بن بشار، عن
أبي عاصم النبيل، عن عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَلْبَاءَ بْنِ
أَحْمَرَ، حدّثنا أبو زيد بن أخطب، قَالَ: مسح رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ على وجهي ودعا لي. قال
عزرة إنه عاش مائة وعشرين سنة، وليس في رأسه إلّا شعرات بيض.
وأخرجه أحمد في المسند 5/ 77 و 341، وانظر طبقات ابن سعد 7/ 28.
[2] انظر عن (عمرو بن الأسود) في:
طبقات ابن سعد 7/ 442، وطبقات خليفة 280، والتاريخ الكبير 6/ 315
رقم 2504، والتاريخ الصغير 59 و 64، وتاريخ الثقات للعجلي 362 رقم
1248، والثقات لابن حبّان 7/ 171، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 860،
والمعرفة والتاريخ 2/ 314 و 348، وتاريخ أبي زرعة 1/ 392، والجرح
والتعديل 6/ 220، 221 رقم 1222، وحلية الأولياء 5/ 155- 157 رقم
310، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 134/ 196 أ، وأسد الغابة 4/
84، 85، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1028، وسير أعلام النبلاء 4/
79- 81 رقم 26، والكاشف 2/ 280 رقم 4192، والإصابة 3/ 120 رقم
6526، وتهذيب التهذيب 8/ 4- 6 رقم 5، وتقريب التهذيب 2/ 65 رقم
535، وخلاصة تذهيب التهذيب 287، ورجال مسلم 2/ 66 رقم 1168.
[3] تحرّفت هذه النسبة في طبقات خليفة 280 إلى «العبسيّ» بالباء
الموحّدة، وفي الجرح والتعديل 6/ 220 إلى «القيسي» بالقاف والياء
المثنّاة.
(5/490)
رَوَى عَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَخَالِدُ بْنُ
مَعْدَانَ، وَأَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ
سَيْفٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ بْنَ
سُمَيْعٍ: عَمْرُو بْنُ الأَسْوَدِ هُوَ عُمَيْرُ بْنُ الأَسْوَدِ،
يُكَنَّى أَبَا عِيَاضٍ [1] .
قُلْتُ وَحَدِيثُهُ فِي «صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ» في الجهاد [2] :
عمير بن الأسود.
وقال أحمد في «مسندة» [3] : ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ، وَحَكَى
ابْنُ عُمَيْرٍ قَالا: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: من سره أن
ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هَدْيِ
عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ،
وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ
فَقَطْ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى عُمَرَ.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ
أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي زُرَيْقٌ أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ الألهاني [4] ، أن عمرو بن الأسود قدم المدينة، فرآه ابن
عمر يصلي، فقال: من سره أن ينظر إلى أشبه الناس صَلاةً بِرَسُولِ
اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلينظر إلى هَذَا، ثُمَّ
بَعَثَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بِقِرًى وَعَلَفٍ وَنَفَقَةٍ.
فَقَبِلَ الْقِرَى وَالْعَلَفَ وَرَدَّ النَّفَقَةَ [5] ، فَقَالَ
ابْنُ عُمَرَ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَفْعَلُ ذَلِكَ.
__________
[1] العبارة في تاريخ أبي زرعة 1/ 392: «وعمرو بن الأسود يكنى أبا
عياض» .
[2] باب ما قيل في قتال الروم 3/ 232 والحديث رواه البخاري عن:
إسحاق بن يزيد الدمشقيّ، حدّثنا يحيى بن حمزة، قال: حَدَّثَنِي
ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، أن عمر بن
الأسود العنسيّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ
وَهُوَ نازل في ساحل حمص، وهو في بناء له ومعه أم حرام، قال عمير:
فحدّثتنا أمّ حرام أَنَّهَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي
يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أوجبوا» قالت أمّ حرام: قلت: يا رسول
الله، أنا فيهم! قال: «أنت فيهم» . ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي
يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مغفور لهم» فقلت: أَنَا فِيهِمْ يَا
رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَا» . وهو في حلية الأولياء 5/ 156.
[3] ج 1/ 18، 19، وانظر حلية الأولياء 5/ 156.
[4] الألهاني: بفتح الألف وسكون اللام. نسبة إلى ألهان بن مالك أخي
همدان بن مالك.
(اللباب 1/ 66) .
[5] حتى هنا في سير أعلام النبلاء 4/ 80.
(5/491)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الأَبَرْقُوهِيُّ [1] . أنا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنبأ
أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقَاضِي قَالُوا:
نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (بْنِ) [2]
الْمُسْلِمَةِ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الزُّهْرِيُّ، ثنا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ [3] ، ثنا إبراهيم بن
العلاء الحمصي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ [4]
بْنِ سعيد [5] ، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود العنسي أنه
كان إذا خرج إلى المسجد قبض بيمينه على شماله، فسئل عن ذلك،
فَقَالَ: مَخَافَةُ أَنْ تُنَافِقَ يَدَيْ [6] .
قُلْتُ: لِئَلا يَخْطُرَ بِهَا فِي مِشْيَتِهِ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ [7] : حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ كَانَ يَدَعُ كَثِيرًا مِنَ
الشَّبَعِ مَخَافَةَ الْأَشَرِ [8] .
224- عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ [9] الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ،
لَهُ صحبة.
__________
[1] الأبرقوهي: بفتح الألف والباء الموحّدة وسكون الراء وضمّ
القاف. نسبة إلى أبرقوه بليدة بنواحي أصبهان. (اللباب 1/ 24) .
[2] «بن» ساقطة من الأصل.
[3] في الأصل «الفرياني» ، والتصحيح من اللباب 2/ 211.
[4] مهمل في الأصل، والتحرير من خلاصة التذهيب حيث قيّده بكسر
الحاء المهملة.
[5] في سير أعلام النبلاء 4/ 80 «سعد» .
[6] حلية الأولياء 2/ 156 وفيه «مخافة الخيلاء» .
[7] مهمل في الأصل.
[8] حلية الأولياء 5/ 156.
[9] انظر عن (عمر بن حريث) في:
طبقات ابن سعد 6/ 23، ونسب قريش 233، والمحبّر 156 و 342 و 379،
وطبقات خليفة 20 و 126، ومسند أحمد 4/ 306، والتاريخ الكبير 6/ 305
رقم 2479، والتاريخ الصغير 91، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم
134، وتاريخ الثقات للعجلي 363 رقم 1254، والثقات لابن حبان 3/
272، والمعارف 293 و 480 و 576، والاشتقاق لابن دريد 61 و 92،
والمعرفة والتاريخ 1/ 323، وأنساب الأشراف 1/ 228 و 260 و 4 ق 1
(انظر فهرس الأعلام) 657 وج 5 (انظر فهرس الأعلام) 412، والزهد
لابن المبارك 356، وفتوح البلدان 276 و 305، والبيان والتبيين 4/
81، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 286، ومروج الذهب 1896 و 1919،
والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، والجرح والتعديل 6/ 226 رقم 1254،
وتاريخ الطبري 5/ 523، وذيل المذيّل 547، والاستيعاب 2/ 515،
والجمع بين رجال
(5/492)
قَالَ خَلِيفَةُ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ
ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ بِالْكُوفَةَ.
قُلْتُ: وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ
وَثَمَانِينَ.
225- عمرو بن عتبة [2] ابن فَرْقَدٍ السُّلَمِيُّ الْكُوفِيُّ
الزَّاهِدُ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسُبَيْعَةَ الأسلمية.
وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَحَوْطُ بْنُ رَافِعٍ الْعَبْدِيُّ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ
الْهَمْدَانِيُّ، لَكِنْ لَمْ يُدْرِكْهُ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ: كَانَ عَمْرُو بْنُ
عُتْبَةَ يَرْعَى رِكَابَ أَصْحَابِهِ وَغَمَامَةً تُظِلُّهُ،
وَكَانَ يُصَلِّي وَالسَّبُعُ يَضْرِبُ بِذَنَبِهِ يَحْمِيهِ [3] .
وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عبد الله
بن ربيعة قال: قال
__________
[ () ] الصحيحين 1/ 363، وأسد الغابة 4/ 213، وتهذيب الأسماء
واللغات ق 1 ج 2/ 26 رقم 13، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1028،
وتحفة الأشراف 8/ 143- 146 رقم 402، والعبر 1/ 100، وسير أعلام
النبلاء 3/ 417- 419 رقم 70، والكاشف 2/ 282 رقم 4206، والمعين في
طبقات المحدّثين 25 رقم 96، ومرآة الجنان 1/ 176، ومجمع الزوائد 9/
405، والعقد الثمين 6/ 368، والإصابة 2/ 531 رقم 5808، وتهذيب
التهذيب 8/ 17، 18 رقم 26، وتقريب التهذيب 2/ 67 رقم 559، وخلاصة
تذهيب التهذيب 244، وشذرات الذهب 1/ 95، والأخبار الطوال 223، 224،
والخراج وصناعة الكتابة 379، ورجال مسلم 2/ 65 رقم 1165، وسيعيده
المؤلّف في الجزء التالي.
[1] في الطبقات 20 و 126.
[2] انظر عن (عمر بن عقبة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 206، والأخبار الموفقيات 467، 468، والمغازي
للواقدي 994، وطبقات خليفة 142 و 143، والتاريخ الكبير 6/ 360 رقم
2636، وتاريخ الثقات للعجلي 367 رقم 1273، والثقات لابن حبان 5/
173 و 7/ 227، والمعرفة والتاريخ 2/ 585، 586، وتاريخ اليعقوبي 2/
240، والمعارف 345، وتاريخ الطبري 4/ 305 و 306 و 309، والعقد
الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 140، والجرح والتعديل 6/ 250 رقم
1382، وجمهرة أنساب العرب 263، والكامل في التاريخ 3/ 133 و 134،
وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1042، وتهذيب التهذيب 8/ 75، 76 رقم
110، وتقريب التهذيب 2/ 74 رقم 631، وحلية الأولياء 4/ 155- 158 و
259، وخلاصة تذهيب التهذيب 291، وصفة الصفوة 3/ 68 رقم 404.
[3] حلية الأولياء 4/ 157، وانظر الزهد لابن المبارك 301 رقم 869.
(5/493)
عُتْبَةُ [1] بْنُ فَرْقدٍ: يَا عَبْدَ
اللَّهِ أَلا تُعِينَنِي عَلَى ابْنِي؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
يَا عَمْرُو، أَطِعْ أَبَاكَ. فَقَالَ: يَا أَبَهْ، إِنَّمَا أَنَا
رَجُلٌ أَعْمَلُ فِي فِكَاكِ رَقَبَتِي فَدَعْنِي، فَبَكَى أَبُوهُ
ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنِّي لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ، حُبًّا
للَّه، وَحُبَّ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ، قَالَ:
يَا أَبَهْ إِنَّكَ كُنْتَ أتَيْتَنِي بِمَالٍ بَلَغَ سَبْعِينَ
أَلْفًا، فَإِنْ أَذِنْتَ لِي أَمْضَيْتُهُ. قَالَ: قَدْ أَذِنْتُ
لَكَ، فَأَمْضَاهُ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُ دِرْهَمٌ [2] .
وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ
قَالَ: قَامَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يُصَلِّي، فَقَرَأَ حَتَّى
بَلَغَ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ 40: 18 الآيَةَ [3] .
فَبَكَى حَتَّى انْقَطَعَ، ثُمَّ قَعَدَ، فَعَلَ ذَلِكَ حَتَّى
أَصْبَحَ [4] .
وَيُرْوَى أَنَّ حَنَشًا جَاءَهُ فِي الصَّلاةِ، فَالْتَفَّ عَلَى
رِجْلِهِ، فَلَمْ يَتْرُكْ صَلاتَهُ [5] .
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ [6] عَنْ عِيسَى بْنِ
عُمَرَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ يَخْرُجُ
عَلَى فَرَسِهِ لَيْلا، فيقف على القبور، فيقول: يا أهل الْقُبُورِ
قَدْ طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَقَدْ رُفِعَتِ الأَعْمَالُ، ثُمَّ
يَبْكِي وَيَصُفُّ [7] قَدَمَيْهِ حَتَّى يُصْبِحَ فَيَرْجعُ
فَيَشْهَدُ صَلاةَ الصُّبْحِ [8] . رَوَاهَا النَّسَائِيُّ عَنْ
سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي «السُّنَنِ» ،
وعيسى لم يدرك عمرا.
__________
[1] في الأصل «عقبة» وهو تحريف.
[2] حلية الأولياء 4/ 156.
[3] سورة غافر- الآية 18.
[4] حلية الأولياء 4/ 158.
[5] روى أبو نعيم من طريق: بشر بن المفضّل، عن سلمة بن علقمة، عن
محمد بن سيرين قال: كان عمرو بن عتبة لا يزال رجلا يتشبه به قد
صحبه، فبينما هو ليلة في فسطاط يصلّي خارجا من الفسطاط إذ جاءه
أسود حتى مرّ في قبلة صاحبه عمرو فلم ينصرف، ثم أتى الفسطاط فجاء
حتى انطوى على رجل عمرو فلم ينصرف، فلما أراد أن يسجد جاء حتى
انطوى في موضع سجوده فسجد عليه- أو قال فنحّاه- ثم سجد، فلما أصبح
عمرو دخل عليه فأخبره بمرّ الأسود بين يديه وأنه لم ينصرف وهو يرى
أنه قد صنع شيئا، فأراه عمرو وأثره على رجله وأخبره بما صنع.
[6] في الزهد- ص 13 رقم 29.
[7] في الزهد: «يصفن» بمعنى يضم. والمثبت يتفق مع ما في حلية
الأولياء.
[8] الزهد، حلية الأولياء 4/ 158.
(5/494)
وَعَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ قَالَ: كَانَ
عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يُفطِرُ عَلَى رَغِيفٍ وَيَتَسحَّرُ
بِرَغِيفٍ [1] .
وَقَالَ فُضَيْلٌ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ
عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ: سَأَلْتُ اللَّهَ ثَلاثًا فَأَعْطَانِي
اثْنَتَيْنِ وَأَنَا أَنْتَظِرُ الثَّالِثَةَ: سَأَلْتُهُ أَنْ
يُزَهِّدَنِي فِي الدُّنْيَا فَمَا أُبَالِي مَا أَقْبَلَ وَمَا
أَدْبَرَ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُقَوِّيَنِي عَلَى الصَّلاةِ
فَرَزَقَنِي مِنْهَا، وَسَأَلْتُهُ الشَّهَادَةَ، فَأَنَا
أَرْجُوهَا [2] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ:
خَرَجْنَا وَمَعَنَا مَسْرُوقٌ، وَعَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ،
وَمِعْضَدٌ الْعِجْلِيُّ غَازِينَ، فَلَمَّا بَلَغْنَا
مَاسَبَذَانَ [3] ، وَأَمِيرُهَا عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ، فَقَالَ
لَنَا ابْنُهُ عَمْرُو: إِنَّكُمْ إِنْ نَزَلْتُمْ عَلَيْهِ صَنَعَ
لَكُمْ نُزُلا، وَلَعَلَّ أَنْ تَظْلِمُوا فِيهِ أَحَدًا، وَلَكِنْ
إِنْ شِئْتُمْ قُلْنَا فِي ظِلِّ هَذِهِ الشَّجَرَةِ وَأَكَلْنَا
مِنْ كَسْرِنَا، ثُمَّ رُحْنَا، فَفَعَلْنَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا
الأَرْضَ قَطَعَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ جُبَّةً بَيْضَاءَ
فَلَبِسَهَا فَقَالَ: وَاللَّهِ إنْ تَحَدَّرَ الدَّمُ عَلَى
هَذِهِ لَحَسَنٌ، فَرَمَى، فَرَأَيْتُ الدَّمَ يَنْحَدِرُ عَلَى
الْمَكَانِ الَّذِي وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَمَاتَ رَحِمَهُ
اللَّهُ [4] .
وقَالَ هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ
عُتْبَةَ دَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَلَى أُخْتِهِ، فَقَالَ:
أخبرينا عَنْهُ، فَقَالَتْ: قام ذات ليلة فاستفتح سورة (حم)
فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ
إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ 40: 18 [5] فَمَا
جَاوَزَهَا [6] حَتَّى أَصْبَحَ [7] .
لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ، وَحِكَايَةٌ عِنْدَ
النَّسَائِيِّ، وَهُوَ في طبقة
__________
[1] حلية الأولياء 4/ 157.
[2] حلية الأولياء 4/ 155، 156.
[3] ماسبذان: بفتح السين المهملة والباء الموحّدة والذال معجمة،
وآخره نون. وأصله: ماه سبذان مضاف إلى اسم القمر. وهي مدينة حسنة
في الصحراء ببلاد فارس. (معجم البلدان 5/ 41) .
[4] حلية الأولياء 4/ 155.
[5] سورة غافر، الآية 18.
[6] في طبعة القدسي 3/ 197 «جازها» والتصحيح من الحلية.
[7] حلية الأولياء 4/ 158.
(5/495)
أَبِي وَائِلٍ، وَشُرَيْحٍ، وَعَلْقَمَةَ،
وَمَسْرُوقٍ، وَالْقُدَمَاءِ مِنْ حَيْثُ الْوَفَاةِ.
أَمَّا أَبُوهُ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ فَمِنْ أَشْرَافِ بَنِي
سُلَيْمٍ، شَهِدَ فَتْحَ خَيْبَرَ فِيمَا قِيلَ، وَصَحِبَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَلِيَ إِمْرَهَ
الْمَوْصِلِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَهُ بِهَا مَسْجِدٌ
مَعْرُوفٌ وَدَارٌ، وَلا أَعْلَمُ لِعُتْبَةَ رِوَايَةً.
226- عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [1]- ع- بْنِ أَبِي
الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ قَلِيلُ
الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَسَعِيدِ بْنِ
الُمَسيِّبِ، وَأَبُو الزِّنَادِ.
تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ الثَّمَانِينَ، وَكَانَ زَوْجَ رَمْلَةَ
بِنْتِ مُعَاوِيَةَ.
227- عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ [2] الأَوْدِيُّ الْمَذْحِجِيُّ أَبُو
عَبْدِ الله.
__________
[1] انظر عن (عمرو بن عثمان) في:
طبقات ابن سعد 5/ 150، والمحبّر 57 و 382، ونسب قريش 105 و 109 و
110، وطبقات خليفة 240، والتاريخ الكبير 6/ 352، 353 رقم 2612،
والتاريخ الصغير 34، والمعارف 196، و 198 و 201 و 214، وأنساب
الأشراف 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 357 وج 5 (انظر فهرس الأعلام)
413، وفتوح البلدان 105 و 109 و 110 و 154 و 371، وتاريخ اليعقوبي
2/ 176 و 227، وتاريخ الثقات للعجلي 367 رقم 1274، والثقات لابن
حبّان 5/ 168، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 443، وتاريخ الطبري 4/
420 و 5/ 482 و 485 و 494، والجرح والتعديل 6/ 248 رقم 1368، ومروج
الذهب 1776 و 2024، والعقد الفريد 1/ 279، وأخبار القضاة لوكيع 3/
5، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 291 أ، وتهذيب الكمال
(المصوّر) 2/ 1046، والكامل في التاريخ 3/ 186 و 4/ 113 و 114 و
120، والكاشف 2/ 290 رقم 4262، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم
223، وسير أعلام النبلاء 4/ 353 رقم 134، وشرح نهج البلاغة 3/ 297،
ومحاضرات الأدباء 2/ 224، وتهذيب التهذيب 8/ 78، 79 رقم 115،
وتقريب التهذيب 2/ 75 رقم 636، وخلاصة تذهيب التهذيب 291، والتذكرة
الحمدونية 2/ 418، ورجال مسلم 2/ 76 رقم 1193.
[2] انظر عن (عمرو بن ميمون) في:
طبقات ابن سعد 6/ 117، 118، وطبقات خليفة 147، وتاريخ خليفة 275 و
423، والتاريخ لابن معين 2/ 454، 455، والسير والمغازي لابن إسحاق
68 و 211، والتاريخ
(5/496)
أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَلَمْ يَلْقَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِمَ الشَّامَ
مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، ثُمَّ نَزَلَ الْكُوفَةَ.
وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ،
وَأَبِي أَيُّوبَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَالشَّعْبِيُّ، وَعَبْدَةُ بْنُ
أَبِي لُبَابَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُونَ.
وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مَيْمُونَ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ
[1] .
وَفِي «الْمُسْنَدِ» [2] : ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا
الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ
الأَوْدِيِّ قَالَ: قدم
__________
[ () ] الكبير 6/ 367 رقم 2659، والتاريخ الصغير 95، وتاريخ الثقات
للعجلي 371 رقم 1290، والثقات لابن حبان 5/ 166، ومشاهير علماء
الأمصار، رقم 733، والمعارف 426 و 448، 349، وتاريخ اليعقوبي 2/
240 و 282، وأنساب الأشراف 1/ 167 و 189 و 4 ق 1/ 155 و 501 و 502
و 5/ 170 وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 282، والعقد الفريد 1/ 182،
والجرح والتعديل 6/ 258 رقم 1422، وربيع الأبرار 4/ 190، وأمالي
القالي 3/ 42، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 319، وحلية الأولياء 4/ 148-
154 رقم 258، والاستيعاب 2/ 542- 554، وتاريخ دمشق (مخطوطة
الظاهرية) 13/ 322 أ، وأسد الغابة 4/ 134، والكامل في التاريخ 3/
65 و 70 و 399 و 4/ 373، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 224 رقم 765،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 34، 35 رقم 24، وتهذيب الكمال
(المصوّر) 1054، وتحفة الأشراف 8/ 172 رقم 416، وسير أعلام النبلاء
4/ 158- 161 رقم 58، وتذكرة الحفاظ 1/ 61، والعبر 1/ 85، وعهد
الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 277 و 278 و 342 و 504 و 565
و 571 و 639، والمغازي من (تاريخ الإسلام) 73 و 461 و 465، والكاشف
2/ 296 رقم 4305، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 224، ومرآة
الجنان 1/ 156، والعقد الثمين 6/ 417، وغاية النهاية 1/ 603 رقم
2463، والإصابة 3/ 118 رقم 6515، وتهذيب التهذيب 8/ 109، 110 رقم
180، وتقريب التهذيب 2/ 80 رقم 690، والنجوم الزاهرة 1/ 195،
وطبقات الحفاظ للسيوطي 24، وخلاصة تذهيب التهذيب 294، وشذرات الذهب
1/ 82، ورجال البخاري 2/ 551 رقم 867، ورجال مسلم 2/ 79، 80 رقم
202.
[1] تاريخ دمشق 13 ورقة 322 أ.
[2] مسند أحمد 5/ 231، 232.
(5/497)
عَلَيْنَا مُعَاذٌ الْيَمَنَ رَسُولَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ
الشِّحْرِ، رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، أَجَشَّ الصَّوْتِ،
فَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ مَحَبَّتِي، فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى
حَثَوْتُ عَلَيْهِ التُّرَابَ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ
النَّاسِ بَعْدَهُ، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ [1] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: رَأَيْتُ قِرْدَةً فِي
الْجَاهِلِيَّةِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ فَرَجَمُوهَا،
فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [2] .
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: حَجَّ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ سِتِّينَ
مَا بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ [3] .
وَقَالَ مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَمَّا كَبِرَ
عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ أُوتِدَ لَهُ فِي الْحَائِطِ، وَكَانَ
إِذَا سُئِمَ مِنَ الْقِيَامِ أَمْسَكَ بِهِ، أَوْ يَرْبِطُ حَبْلا
فَيَتَعَلَّقُ بِهِ [4] .
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كان
عمرو بن ميمون إذا رئي ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى [5] .
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ،
وَسُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ الْتَقَيَا، فَاعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ
مِنْهُمَا صَاحِبَهُ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.
وَقَالَ الفلّاس: سنة خمس وسبعين.
__________
[1] رواه أحمد من طريق: الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن حسان بن
عطيّة، عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
ميمون الأودي، قال: قدم علينا معاذ بن جبل الْيَمَنَ رَسُولَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ
الشِّحْرِ، رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، أَجَشَّ الصَّوْتِ،
فَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ مَحَبَّتِي، فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى حثوت
عليه التراب بالشام ميتا، رحمه الله، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى
أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدَهُ، فَأَتَيْتُ عبد الله بن مسعود فقال
لي: كيف أنت إذا أتت عليكم أمراء يصلّون الصلاة لغير وقتها؟ قال:
فقلت: ما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: صلّ الصلاة لوقتها واجعل ذلك
معهم سبحة.
وقد تحرّفت «الشحر» إلى «السحر» ، وهو بكسر أوله وإسكان ثانيه،
ساحل اليمن ممتدّ بينها وبين عمان. (معجم ما استعجم 3/ 783) .
والحديث أيضا في سنن أبي داود، كتاب الصلاة (432) باب: إذا أخّر
الإمام الصلاة عن الوقت.
[2] في الأنبياء 7/ 121 باب أيام الجاهلية.
[3] حلية الأولياء 4/ 148 وفي التاريخ لابن معين 2/ 455 مائة حجّة
وعمرة.
[4] حلية الأولياء 4/ 150 وفيه «وتد له وتدا في الحائط» .
[5] طبقات ابن سعد 6/ 118.
(5/498)
228- عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ
الْمُجَاشِعِيُّ [1] قَاتَلَ حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَتَلَهُ تَقَرُّبًا بِذَلِكَ إِلَى
عَلِيٍّ، وَقَالَ لَهُ لَمَّا جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ
«بَشِّرْ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ بِالنَّارِ» ، فَنَدِمَ وَسُقِطَ فِي
يَدِهِ، وَبَقِيَ كَالْبَعِيرِ الأَجْرَبِ، كُلُّ يَتَجَنَّبَهُ
وَيُهَوِّلُ عَلَيْهِ مَا صَنَعَ، وَرَأَى مَنَامَاتٍ مُزْعِجَةً.
وَلَمَّا وَلِيَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِمْرَةَ الْعِرَاقِ
خَافَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ، ثُمَّ جَاءَ بِنَفْسِهِ إِلَى مُصْعَبٍ
وَقَالَ: أَقِدْنِي بِالزُّبَيْرِ، فَكَاتَبَ أَخَاهُ ابْنَ
الزُّبَيْرِ فِي ذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى مُصْعَبٍ: أنا أقتل ابن
جرموز بالزبير! ولا بشسع نَعْلِهِ أَقْتُلُ أَعْرَابِيًّا
بِالزُّبَيْرِ، خَلِّ سَبِيلَهُ، فَتَرَكَهُ، فَكَرِهَ الْحَيَاةَ
لِذَنْبِهِ، وَأَتَى بَعْضَ السَّوَادِ، وَهُنَاكَ قَصْرٌ عَلَيْهِ
زُجٌّ فَأَمَرَ إِنْسَانًا أَنْ يَطْرَحَهُ عليه، فطرحه عليه
فقتله.
229- عمير بن شابئ الْبُرْجُمِيُّ [2] مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ
الْكُوفَةِ.
اتَّهَمَهُ الْحَجَّاجُ بِأَنَّهُ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ،
فَقَتَلَهُ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَا دَخَلَ أَمِيرًا عَلَى الْكُوفَةِ
فِي سَنَةِ خمس [3] .
__________
[1] انظر عن (عمير بن جرموز) في:
تاريخ خليفة 181 و 186 و 187، والمعرفة والتاريخ 3/ 312 (وفيه:
عمرو) ، وتاريخ الطبري 4/ 499 و 510 و 511 و 534 و 535 و 5/ 228
(وفيه: عمرو وعمير) ، وجمهرة أنساب العرب 221 (وفيه: عمرو) ،
والكامل في التاريخ 3/ 244 و 453 (وفيه: عمرو) ، وعهد الخلفاء
الراشدين (من تاريخ الإسلام) 506، والعقد الفريد 3/ 277 و 4/ 322
(وفيه: عمرو) ، والأخبار الطوال 148 (وفيه: عمرو) ، وطبقات ابن سعد
3/ 110- 112 (في قتل الزبير ومن قتله وأين قبره وكم عاش) وفيه:
عمرو، والمطالب العالية لابن حجر (4466) ، والإصابة 1/ 528، ووفيات
الأعيان 3/ 19 (وفيه: عمرو) ، والتذكرة الحمدونية 2/ 475 و 476 و
478 (وفيه: عمرو) .
[2] انظر عن (عمير بن ضابيء) في:
الأخبار الموفقيات 3 و 98، وطبقات الشعراء لابن سلام 146، والشعر
والشعراء لابن قتيبة 311، 312، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 575 و 576 و
5/ 84، ومعجم الشعراء لابن المرزباني 244، والأغاني 14/ 230، ومروج
الذهب 1606 و 2059 و 2061، والكامل في الأدب للمبرّد 335 و 340،
والبدء والتاريخ 6/ 30 و 32، والعقد الفريد 5/ 18، ونهاية الأرب
21/ 211، 212، والتذكرة الحمدونية 1/ 436 و 438، وتاريخ الطبري 4/
318 و 403 و 404 و 414 و 6/ 207- 210، وجمهرة أنساب العرب 223،
والكامل في التاريخ 3/ 138 و 179 و 183 و 4/ 378 و 379.
[3] انظر تاريخ الطبري 6/ 207- 210.
(5/499)
230- عُمَيْرُ [1] آبِيُّ [2] اللَّحْمِ- م
4- لَهُ صُحْبَةٌ، شَهِدَ خَيْبَرَ مَعَ مَوْلاهُ، وَحَفِظَ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ،
وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَيَزِيدُ ابن عبد الله بن الهاد،
ومحمد بن زيد بْنُ الْمُهَاجِرِ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ
الْمَدِينَةِ.
231- عَمِيرَةُ [3] بْنُ سَعْدٍ [4] الشِّبَامِيُّ [5]
الْهَمْدَانِيُّ.
سَمِعَ عَلِيًّا.
وَعَنْهُ: طلحة بن مصرّف، يكنّى أبا السّكن.
__________
[1] انظر عن (عمير مولى آبي اللحم) في:
طبقات خليفة 34، ومسند أحمد 5/ 223، والتاريخ الكبير 6/ 530 رقم
3221، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 197، والجرح والتعديل 6/
379 رقم 2102، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 38، 39 رقم 31،
والكاشف 2/ 303 رقم 4360، والاستيعاب 2/ 490، والإصابة 3/ 38 رقم
1064، وتهذيب الكمال (المسوّر) 2/ 1062، وتحفة الأشراف 8/ 208، 209
رقم 422، وتهذيب التهذيب 8/ 151 رقم 268، وتقريب التهذيب 2/ 87 رقم
767، وخلاصة تذهيب التهذيب 297، ورجال مسلم 2/ 88 رقم 1221.
[2] في الأصل «أبي» والتصويب من مصادر ترجمته. ولقّب بذلك لأنه كان
يأبى أكل اللحم.
[3] انظر عن (عميرة بن سعد) في:
التاريخ الكبير 7/ 68 رقم 314، والجرح والتعديل 7/ 23، 24 رقم 123،
والثقات لابن حبّان 5/ 279، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1062،
وتهذيب التهذيب 8/ 152 رقم 273، وتقريب التهذيب 2/ 87 رقم 772،
وخلاصة تذهيب التهذيب 297 وقال بعضهم عمير، ولا يصح (البخاري 7/
68) .
وهو بفتح أوله وكسر ثانيه.
[4] في الأصل، وخلاصة تذهيب التهذيب «سعيد» وما أثبتناه عن بقية
المصادر الأخرى.
[5] كذا في الأصل وخلاصة تذهيب التهذيب، وفي بقية المصادر:
«الإيامي» (تاريخ البخاري 7/ 23) وهو تصحيف، و «اليامي» في (الثقات
لابن حبان 5/ 279) .
و «الأيامي» و «اليامي» كلاهما صحيح. قال ابن السمعاني في الأنساب
«الأيامي ... هذه النسبة إلى أيام، وقيل لهذا البطن يام أيضا بغير
الألف.
وقال ابن الأثير في اللباب 3/ 406 «اليامي.. نسبة إلى يام بن أصبى
بن رافع.. بطن من همدان» .
و «الشبامي» بكسر الشين وفتح الباء وبعد الألف ميم، هذه النسبة إلى
شبام وهي مدينة باليمن. قال ابن الأثير: إنما شبام بطن من همدان،
وهو شبام بن أسعد بن جشم بن حاشد.. وتلك المدينة سمّيت بهم..
وهمدان من اليمن. (اللباب 2/ 182) .
(5/500)
وعرار [6] بن سويد. 232- عَوْفُ بْنُ
مَالِكٍ [7] الأَشْجَعِيُّ الْغَطَفَانِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. شَهِدَ الْفَتْحَ،
وَلَهُ أَحَادِيثُ.
وَعَنْهُ: أَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ،
وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو
إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، وَالشَّعْبيُّ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ،
وَيَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ [8] ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ،
وَشَدَّادُ أَبُو عَمَّارٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَآخَرُونَ.
وَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ.
قَالَ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: نا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ
الأَشْجَعِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ سَيْفًا مِنَ السَّمَاءِ
تُدَلَّى، وَأَنَّ النَّاسَ تَطَاوَلُوا، وَأَنَّ عُمَرَ
فَضَّلَهُمْ بِثَلاثَةِ أَذْرُعٍ. قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ:
لِأَنَّهُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ، وَلا يَخَافُ فِي
اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَأَنَّهُ يُقْتَلُ شَهِيدًا. قَالَ:
فَقَصَصْتُهَا عَلَى الصِّدِّيقِ، فَطَلَبَ عُمَرَ، فَلَمَّا جَاءَ
قَالَ: يَا عوف قصّها عليه،
__________
[6] في طبعة القدسي 3/ 199 «عوادة» ، والتصويب من: التاريخ الكبير
7/ 68 و 94 رقم 422، والإكمال لابن ماكولا 6/ 187، والمشتبه في
أسماء الرجال للذهبي 450.
[7] انظر عن (عوف بن مالك) في:
طبقات ابن سعد 4/ 280، 281 و 7/ 400، ومسند أحمد 6/ 22، وطبقات
خليفة 47 و 302، وتاريخ خليفة 269، والتاريخ الكبير 7/ 56 رقم 256،
ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 50، والمغازي للواقدي 768 و 773 و
801 و 921 و 922، والمعارف 315، والزهد لابن المبارك 446، وأنساب
الأشراف 1/ 530، وتاريخ أبي زرعة 1/ 597 و 622، والجرح والتعديل 7/
13، 14 رقم 61، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 328، وتاريخ الطبري 4/
194، والمستدرك على الصحيحين 3/ 546، 547، والاستبصار 126،
والاستيعاب 3/ 131، وأسد الغابة 4/ 312، 313، وتهذيب الكمال
(المصوّر) 1065، وتحفة الأشراف 8/ 209- 217 رقم 423، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 40، 41 رقم 37، والكامل في التاريخ 2/
465 و 4/ 364، وسيرة ابن هشام 4/ 271، والعبر 1/ 81، والمغازي (من
تاريخ الإسلام) 488 و 490 و 571 و 572، وسير أعلام النبلاء 2/ 487-
490 رقم 901، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 15، 16، ولباب الآداب 300،
ودول الإسلام 1/ 54، والبداية والنهاية 8/ 346، ومرآة الجنان 1/
148، والكاشف 2/ 306 رقم 4380، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم
100، وتهذيب التهذيب 8/ 168 رقم 303، وتقريب التهذيب 2/ 90 رقم
795، والإصابة 3/ 43 رقم 6101، وخلاصة تذهيب التهذيب 298، وشذرات
الذهب 1/ 79، ورجال مسلم 2/ 99 رقم 1249.
[8] في الأصل «الاسم» .
(5/501)
فَلَمَّا أبَنْتُ لَهُ أَنَّهُ خَلِيفَةٌ
مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ قَالَ: أَكُلُّ هَذَا يَرَى النَّائِمُ؟.
فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ رَآنِي بِالْجَابِيَةِ وَهُوَ يَخْطُبُ،
فَدَعَانِي فَأَجْلَسَنِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْخُطْبَةِ قال:
قُصَّ عَلَيَّ رُؤْيَاكَ فَقُلْتُ لَهُ: أَلَسْتَ قَدْ جَبَهْتَنِي
عَنْهَا؟ قَالَ: خَدَعْتُكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ. فَلَمَّا
قَصَصْتُهَا عَلَيْهِ قَالَ: أَمَّا الْخِلافَةُ فَقَدْ أُوتِيتُ
مَا تَرَى، وَأَمَّا أَنْ لا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ،
فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ عَلِمَ مِنِّي ذَلِكَ،
وَأَمَّا أَنْ أُقْتَلَ فَأَنَّى لِي بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا فِي
جِزِيرَةِ الْعَرَبِ. وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَ ذَلِكَ كَأَنَّ
دِيكًا يَنْقُرُ سُرَّتِي، وَمَا أَمْتَنِعُ عَنْهُ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ
الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أبي مسلم الخولانيّ قال: قَالَ: حَدَّثَنِي
الْحَبِيبُ الأَمِينُ- أَمَّا هُوَ إِلَيَّ فَحَبِيبٌ، وَأَمَّا
هُوَ عِنْدِي فَأَمِينٌ- عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سَبْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ تِسْعَةً فَقَالَ: «أَلا
تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟» فَرَدَّدَهَا ثَلاثًا،
فَقَدَّمْنَا أَيْدِيَنَا فَبَايَعْنَاهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [1]
. وقال عمارة بن زاذان: ثنا ثابت عن أَنَسٍ قَالَ: آخَى رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَوْفِ بْنِ
مَالِكٍ وَالصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ [2] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَتْ رَايَةُ أَشْجَعَ يوم الفتح مع عوف
بن مالك [3] .
__________
[1] الحديث أخرجه مسلم في كتاب الزكاة (1043) باب كراهة المسألة
للناس، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ وسلمة بن شبيب، عن
مروان بن محمد الدمشقيّ، عن سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ
رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ،
عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الأَمِينُ. أَمَّا هو فحبيب إليّ، وَأَمَّا
هُوَ عِنْدِي، فَأَمِينٌ. عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ
قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ تسعة أو ثمانية أو سبعة. فقال: «ألا تبايعون رسول الله»
؟ وكنّا حديث عهد ببيعة. فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثم قال:
«ألا تبايعون رسول الله» ؟ فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثم
قال: «ألا تبايعون رسول الله» ؟ قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد
بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟ قال: «على أَنْ تَعْبُدُوا
اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. والصلوات الخمس، وتطيعوا-
وأسرّ كلمة خفيّة- ولا تسألوا الناس شيئا، فلقد رأيت بعض أولئك
النفر يسقط سوط أحدهم، فما يسأل أحدا يناوله إيّاه.
[2] في طبقات ابن سعد 4/ 280 آخى بين أبي الدرداء وبين عوف بن مالك
الأشجعي.
[3] في طبقات ابن سعد (4/ 281) ، والمستدرك 3/ 546، وتلخيص
المستدرك، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 40.
(5/502)
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: ثنا
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ عَوْفٍ
قَالَ: عَرَّسَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَتَوَسَّدَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا ذِرَاعَ
رَاحِلَتِهِ، فَانْتَبَهْتُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ، فَإِذَا أَنَا
لا أُرِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عِنْدَ رَاحِلَتِهِ، فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ، فَانْطَلَقْتُ
أَلْتَمِسُهُ، فَإِذَا أَنَا بِمُعَاذٍ وَأَبِي مُوسَى، وَإِذَا
هُمَا قَدْ أفزعهما ما أفزعني، فبينا نحن كذلك إذ سَمِعْنَا
هَزِيزًا عَلَى أَعْلَى الْوَادِي كَهَزِيزِ الرَّحَى.
قَالَ: فَأَخْبَرْنَاهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِنَا، فَقَالَ:
«أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَخَيَّرَنِي
بَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي
الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ» ، فَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ،
اللَّهَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَالصُّحْبَةُ لِمَا جَعَلْتَنَا مِنْ
أَهْلِ شَفَاعَتِكَ، قَالَ:
«فَإِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي» ، قَالَ: فَانْتَهَيْنَا
إِلَى النَّاسِ، فَإِذَا هُمْ قَدْ فَزِعُوا حِينَ فَقَدُوا
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] . وَقَالَ
هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ: ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا جَعْفَرُ
بْنُ بُرْقَانَ [2] ، ثنا ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ:
شَتَوْنَا فِي حِصْنٍ دُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَعَلَيْنَا
عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، فَأَدْرَكَنَا رَمَضَانُ
وَنَحْنُ فِي الْحِصْنِ، فَقَالَ عَوْفٌ: قَالَ عُمَرُ:
صِيَامُ يَوْمٍ لَيْسَ مِنْ رَمَضَانَ، وَإِطْعَامُ مِسْكِينٍ
يَعْدِلُ صِيَامَ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَ
أَصْبُعَيْهِ. قَالَ ثَابِتٌ: هُوَ تَطَوُّعٌ، مَنْ شَاءَ صَامَهُ
وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ، يَعْنِي الإِطْعَامَ [3] .
وَرَوَى جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ قَالَ: قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ:
مَا مِنْ ذَنْبٍ إِلا وَأَنَا أَعْرِفُ تَوْبَتَهُ، قِيلَ: يَا
أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا تَوْبَتُهُ؟ قَالَ: أَنْ
تَتْرُكَهُ ثُمَّ لا تَعُودُ إِلَيْهِ.
قُلْتُ: وَقِيلَ إِنَّ كُنْيَتَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَقِيلَ أَبُو
حَمَّادٍ، وَقِيلَ أَبُو عَمْرٍو، وَقِيلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
[4] .
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند من طريق: بهز قال:
حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا قتادة عن أبي مليح، عن عوف بن مالك
الأشجعي.. باختلاف قليل في الألفاظ (6/ 28) وبآخره: فلما أضبّوا
عليه قال: «فأنا أشهدكم أن شفاعتي لمن لا يشرك باللَّه شيئا من
أمّتي» . (وانظر 6/ 23، 24) واختصره الترمذي (2441) .
[2] في الأصل «برقال» وهو تحريف.
[3] اختصره المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 2/ 490.
[4] وقيل: أبو عبد الرحمن. (طبقات خليفة 47 و 302) .
(5/503)
قَالَ الْوَاقِدِيُّ وَخَلِيفَةُ [1] :
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ، وَتُوُفِّيَ بِالشَّامِ [2]
. قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ.
233- عِيَاضُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَرِيُّ [3] سَمِعَ: أَبَا
عُبَيْدَةَ، وَخَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَعِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ
الْفِهْرِيَّ، وَجَمَاعَةً.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَحُصَيْنُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَأَحْسِبُهُ نَزَلَ الْكُوفَةَ.
قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَرَّ عِيَاضُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَرِيُّ فِي
يَوْمِ عيد فقال: ما لي لا أَرَاهُمْ يُقَلِّسُونَ فَإِنَّهُ مِنَ
السُّنَّةِ [4] .
قَالَ هُشَيْمٌ: التَّقْلِيسُ الضَّرْبُ بِالدُّفِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [5] : ثنا غُنْدَرٌ نا
شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ: سَمِعْتُ عِيَاضًا الأَشْعَرِيَّ قَالَ:
شَهِدْتُ الْيَرْمُوكَ وَعَلَيْنَا خمسة أمراء: خالد بن الوليد،
__________
[1] في الطبقات 47 و 302 والتاريخ 269.
[2] كانت وفاته بحمص (طبقات ابن سعد 4/ 281) .
[3] انظر عن (عياض بن عمرو) في:
التاريخ الكبير 7/ 19، 20 رقم 87، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 122
رقم 486، والجرح والتعديل 6/ 407 رقم 2276، وتاريخ اليعقوبي 2/
278، وأنساب الأشراف 1/ 39 و 226 و 441، والاستيعاب 3/ 129، وتاريخ
الطبري 4/ 39، والثقات لابن حبّان 5/ 264، وأسد الغابة 4/ 164،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 42، 43 رقم 43، وتهذيب الكمال
(المصوّر) 2/ 1077، وتحفة الأشراف 8/ 252 رقم 431، وتجريد أسماء
الصحابة 1/ 431، وسير أعلام النبلاء 4/ 138، 139 رقم 45، والكاشف
2/ 313 رقم 4428، والإصابة 3/ 49 رقم 6139، وتهذيب التهذيب 8/ 202
رقم 373، وتقريب التهذيب 2/ 96 رقم 861، وخلاصة تذهيب التهذيب 301،
ورجال مسلم 2/ 112 رقم 1282.
[4] أخرجه ابن ماجة في إقامة الصلاة (1302) باب: ما جاء في التقليس
يوم العيد من طريق شريك، عن مغيرة، عن عامر، قال: شهد عياض
الأشعريّ عيدا بالأنبار فقال: ما لي لا أراكم تقلّسون كما كان
يقلّس عند رسول الله؟.
وهو في تاريخ البخاري 7/ 19 و 20 وفي رواية أخرى من طريق شريك، عن
مغيرة، عن الشعبي، عن زياد بن عياض الأشعري قال: كل شيء كان على
عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مذ كانت إلا أنكم لا تقلسون في
العيد. (7/ 20) .
[5] ج 1/ 49.
(5/504)
وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ،
وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ،
وَعِيَاضُ هُوَ ابْنُ غَنْمٍ، وَقَالَ عُمَرُ: إِذَا كَانَ قِتَالٌ
فَعَلَيْكُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالَ: فَكَتَبْنَا إِلَيْهِ:
إِنَّهُ قَدْ جَاشَ إِلَيْنَا الْمَوْتُ، فَاسْتَمْدَدْنَاهُ،
فَكَتَبَ إِلَيْنَا، إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي كِتَابُكُمْ
تَسْتَمِدُّونِي، وَأَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَعَزُّ
نَصْرًا وَأَحْصَنُ جُنْدًا: اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
فَأَشْهِدُوهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَدْ نُصِرَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي أَقَلِّ مِنْ
عِدَّتِكُمْ، قَالَ:
فَقَاتَلْنَاهُمْ فَهَزَمْنَاهُمْ وَقَتَلْنَاهُمْ [1] أَرْبعَ
فَرَاسِخَ، وَأَصَبْنَا أَمْوَالا، قَالَ: فَتَشَاوَرُوا،
فَأَشَارَ عَلَيْنَا عِيَاضُ أَنْ نُعْطَى عَنْ كُلِّ رَأْسٍ
عَشْرَةَ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَنْ يُسَابِقْنِي؟
فَقَالَ لَهُ شَابٌّ: أَنَا إِنْ لَمْ تَغْضَبْ، قَالَ:
فَسَبَقَهُ: فَرَأَيْتُ عَقِيصَتَيْ أَبِي عُبَيْدَةَ تَنْقُزَانِ
وهو خلفه على فرس عربيّ.
__________
[1] «وقتلناهم» ساقطة من طبعة القدسي 3/ 201 وهي في مسند أحمد، وفي
الأصل.
(5/505)
[حرف الغين]
234- غضيف بن الحارث [1] ابن زُنَيْمٍ، أَبُو أَسْمَاءَ
السَّكُونِيُّ.
مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ.
روى عن: عمر، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَبِلالٍ،
وَأَبِي الدَّرْدَاءِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عَائِذٍ الْيَمَانِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ،
وَمَكْحُولٌ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسَيِ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ،
وَشُرَحْبِيلُ بن مسلم، وأبو راشد الحبرانيّ، وجماعة.
وسكن حمص.
فروى العلاء بن يزيد الثماليّ: ثنا عِيسَى بْنُ أَبِي رَزِينٍ
الثُّمَالِيُّ:
سَمِعْتُ غُضَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: كُنْتُ صَبِيًّا أَرْمِي
نخل الأنصار، فأتوا بي
__________
[1] انظر عن (غضيف بن الحارث) في:
طبقات ابن سعد 7/ 429 وفيه (عطيف بن الحارث) و 7/ 443، ومسند أحمد
4/ 347 (غضيف أو غطيف) بالغين المعجمة، والتاريخ لابن معين 2/ 469،
وطبقات خليفة 308، والتاريخ الصغير 95، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد
112 رقم 368، وفيه (غطيف) ، وتاريخ الثقات 381 رقم 1342، والثقات
لابن حبّان 5/ 291، والمعرفة والتاريخ 1/ 461، وتاريخ أبي زرعة 1/
388 و 603، 604، والجرح والتعديل 7/ 54 رقم 311، والاستيعاب 3/
187، والكاشف 2/ 322، 323 رقم 4496 (وقيل: عضيف) بالعين المهملة،
وسير أعلام النبلاء 3/ 453- 455 رقم 92، وأسد الغابة 4/ 340،
وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1089، والإصابة 3/ 186، 187 رقم 6912،
وتهذيب التهذيب 8/ 248- 250 رقم 459، وتقريب التهذيب 2/ 105 رقم
18، وخلاصة تذهيب التهذيب 261، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 360.
(5/506)
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَمَسَحَ بِرَأْسِي وَقَالَ: «كُلْ مَا سَقَطَ وَلا
تَرْمِ نَخْلَهُمْ» . رَوَاهُ خَيْثَمَةُ الأَطْرَابُلُسِيُّ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلاءَ
فَذَكَرَهُ، فَإِنْ صَحَّ هَذَا الْحَدِيثُ فَهُوَ صَحَابِيٌّ.
وَيُقَوِّيهِ مَا رَوَى مَعْنٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ،
عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ
الْكِنْدِيِّ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِي
الصَّلاةِ [1] . وَقَالَ يُونُسُ الْمُؤَدِّبُ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ
بُرْدٍ [2] أَبِي الْعَلاءِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ
غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
فَقَالَ: نِعْمَ الْفَتَى غُضَيْفٌ. فَلَقِيتُ أَبَا ذَرِّ بَعْدَ
ذَلِكَ، فَقَالَ: أَيْ أَخِي اسْتَغْفِرْ لِي، قُلْتُ: أَنْتَ
صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ
عُمَرَ، يَقُولُ: نِعْمَ الفتى غضيف، قد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ
الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ» [3] . وَرَوَى نَحْوَهُ
مَكْحُولٌ، عَنْ غُضَيْفٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِيُّ
ثِقَةٌ، فِي الطَّبَقَةِ الأُولَى مِنْ تَابِعِيِّي أَهْلِ
الشَّامِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [5] : لَهُ صُحْبَةٌ، وَقِيلَ فِيهِ
الْحَارِثُ بْنُ غُضَيْفٍ، وَقَالَ أَبِي، وَأَبُو زُرْعَةَ [6] :
الصَّحِيحُ أَنَّهُ غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ لَهُ صُحْبَةٌ.
وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سُمَيْعٍ: غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ
الثُّمَالِيُّ مِنَ الأَزْدِ، حِمْصِيٌّ.
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو: إِنَّ
غضيف بن الحارث كان
__________
[1] مسند أحمد 4/ 105 و 5/ 290، طبقات ابن سعد 7/ 429.
[2] مهمل في الأصل.
[3] أخرجه أحمد بهذا الإسناد 5/ 145، 5/ 165 و 177، وأبو داود
(2962) وابن ماجة (108) ، والحاكم في المستدرك 3/ 86، 87 ووافقه
الذهبي في التلخيص.
[4] في الطبقات 4/ 443.
[5] في لجرح والتعديل 7/ 54، 55.
[6] تاريخ أبي زرعة 1/ 603.
(5/507)
يَتَوَلَّى لَهُمْ صَلاةَ الْجُمُعَةِ
بِحِمْصَ إِذَا غَابَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ [1] .
وَقَالَ بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ غُضَيْفٍ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَقَالَ: يَا أَبَا أَسْمَاءَ،
قَدْ جَمَعْنَا النَّاسَ عَلَى أَمْرَيْنِ، رَفْعِ الأَيْدِي عَلَى
الْمَنَابِرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْقَصَصِ بَعْدَ الصُّبْحِ
وَالْعَصْرِ، قَالَ غُضَيْفٌ: أَمَّا إِنَّهَا أَمْثَلُ
بِدْعَتِكُمْ عِنْدِي، وَلَسْتُ مُجِيبُكَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُمَا،
قَالَ: لِمَ؟ قُلْتُ: لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلا رُفِعَ
مِثْلُهَا مِنَ السُّنَّةِ» . فَتَمَسُّكٌ بِسُّنَّةٍ خَيْرٌ مِنْ
إِحْدَاثِ بِدْعَةٍ. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «الْمُسْنَدِ» [2] .
__________
[1] تاريخ أبي زرعة 1/ 603.
[2] ج 4/ 105.
(5/508)
[حرف الفاء]
235- فروة بن نوفل [1]- م 4- الأشجعيّ الكوفيّ.
لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَلِيًّا، وَعَائِشَةَ.
رَوَى عَنْهُ: هِلالُ بْنُ يَسَافٍ [2] ، وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ
اللَّيْثِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ أيضا، عن رجل، عنه.
__________
[1] انظر عن (فروة بن نوفل) في:
التاريخ الكبير 7/ 127 رقم 570، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 137 رقم
628، والجرح والتعديل 7/ 82، 83 رقم 469، وتاريخ الطبري 5/ 32 و 86
و 166، وتاريخ اليعقوبي 2/ 217، والكامل في التاريخ 3/ 346 و 409-
411، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1094، 1095، وتحفة الأشراف 8/
257، 258 رقم 438، والكاشف 2/ 327 رقم 4523، وتهذيب التهذيب 8/ 266
رقم 494، وتقريب التهذيب 2/ 109 رقم 24، والإصابة 3/ 217 رقم 7039،
وخلاصة تذهيب التهذيب 308، والأخبار الطوال 210، 211، ورجال مسلم
2/ 137 رقم 1343.
[2] في الأصل «سياف» وهو تصحيف. و «يساف» بكسر أوله.
(5/509)
[حرف الْقَافِ]
236- قُرْطُ بْنُ خَيْثَمَةَ الْبَصْرِيُّ [1] عَنْ: عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي مُوسَى.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ مِخْرَاقٍ، وَأَبُو الأَسْوَدِ، وَطَلْقُ
بْنُ خشّاف وعرار [2] بن سويد.، وَدَاوُدُ بْنُ نُفَيْعٍ.
قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [3] عَنْ أَبِيهِ.
237- قَطَرِيُّ [4] بْنُ الْفُجَاءَةِ [5] وَاسْمُ أَبِيهِ
__________
[1] انظر عن (قرط بن خيثمة) في:
التاريخ الكبير 7/ 195 رقم 867، والجرح والتعديل 7/ 146 رقم 811،
والثقات لابن حبّان 5/ 325.
[2] «خشّاف» بتشديد الشين المعجمة. (المشتبه 1/ 266) .
[3] في الجرح والتعديل 7/ 146.
[4] قطري: بالتحريك.
[5] انظر عن (قطري بن الفجاءة) في:
المحبّر 302، والمعارف 411 و 431 و 600، وتاريخ اليعقوبي 2/ 275،
276، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 459 و 466 و 478 و 5/ 332 و 354،
والبيان والتبيين 1/ 341، والمثلّث للبطليوسي 2/ 387 و 470، ومروج
الذهب 1993 و 2072- 2074 و 2104 و 2142، والعقد الفريد 1/ 117 و
142 و 222 و 2/ 81 و 82، وربيع الأبرار 4/ 327، وزهر الآداب 1027،
وأمالي القالي 1/ 265 و 266 و 3/ 70 و 114، وأمالي المرتضى 1/ 636-
638، وبهجة المجالس 1/ 473، وتحفة الأنفس 78، ولباب الآداب 224 و
225، ودول الإسلام 1/ 57، ونهاية الأرب 21/ 159، ومرآة الجنان 1/
160 و 161، ووفيات الأعيان 4/ 93- 95 رقم 544، والتذكرة السعدية 43
و 51، وصبح الأعشى 1/ 223، ومعجم الشعراء في لسان العرب 311 رقم
154، والتذكرة الحمدونية 2/ 401 و 411 و 447 و 455
(5/510)
جَعُونَةُ [6] بْنُ مَازِنِ بْنِ يَزِيدَ
التَّمِيمِيُّ الْمَازِنِيُّ، أَبُو نَعَامَةَ، رَأْسُ
الْخَوَارِجِ فِي زَمَانِهِ.
كَانَ أَحَدَ الأَبْطَالِ الْمَذْكُورِينَ، خَرَجَ فِي خِلافَةِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَبَقِيَ يُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ،
وَيَسْتَظْهِرُ عَلَيْهُمْ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَسُلِّمَ
عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ جهّز إليه الْحَجَّاجُ
جَيْشًا بَعْدَ جَيْشٍ، وَهُوَ يَسْتَظْهِرُ عَلَيْهِمْ
وَيَكْسِرُهُمْ، وَتَغَلَّبَ عَلَى نَوَاحِي فَارِسٍ وَغَيْرِهَا،
وَوَقَائِعُهُ مَشْهُورَةٌ [7] .
وَقِيلَ لِأَبِيهِ الْفُجَاءَةُ لِأَنَّهُ قَدِمَ عَلَى أَهْلِهِ
مِنْ سَفَرٍ فَجَاءَةً.
وَلِقَطَرِيٍّ، وَكَانَ مِنَ الْبُلَغَاءِ:
أَقُولُ لَهَا وَقَدْ طَارَتْ شَعَاعًا ... مِنَ الأَبْطَالِ
وَيْحَكَ تُرَاعِي
فَإِنَّكِ لَوْ سَأَلْتِ بَقَاءَ يَوْمٍ ... عَلَى الأَجَلِ
الَّذِي لَكِ لَمْ تُطَاعِي
فصبرا في مجال الموت صبرا ... بما نَيْلُ الْخُلُودِ بِمُسْتَطَاعِ
وَلا ثَوْبُ الْحَيَاةِ [8] بِثَوْبِ عَزٍّ ... فَيَطْوِي عَنْ
أَخِي الْخَنْعِ الْيَرَاعِ
سَبِيلُ الْمَوْتِ غَايَةُ كُلِّ حَيٍّ ... وَدَاعِيَهِ لِأَهْلِ
الأَرْضِ دَاعٍ
وَمَنْ لَمْ يُعْتَبَطْ يَسْأَمْ وَيَهْرَمْ ... وَتُسْلِمْهُ
الْمَنُونُ إِلَى انْقِطَاعِ
وَمَا لِلْمَرْءِ خَيْرٌ فِي حَيَاةٍ ... إِذَا مَا عُدَّ مَنْ
سَقَطِ الْمَتَاعِ [9]
__________
[ () ] و 482، ونسب قريش 288، والأخبار الطوال 275 و 277 و 280 و
305، وفتوح البلدان 488، وتاريخ العظيمي 192، ولطف التدبير 224،
والمبهج 28.
[6] مهمل في الأصل.
[7] انظر أخباره في تاريخ الطبري 6/ 126 و 169 و 259 و 301 و 303 و
304 و 308 و 310 و 318 و 7/ 626، والكامل في التاريخ 4/ 282 و 286
و 342 و 345 و 438- 443 وغيره من كتب التواريخ.
[8] في التذكرة الحمدونية 2/ 401 «البقاء» .
[9] الأبيات في: شرح التبريزي 1/ 96، والعقد الفريد 1/ 105، وأمالي
المرتضى 1/ 636، وشرح نهج البلاغة 3/ 2731، ولباب الآداب 224،
والتذكرة السعدية 49 و 71، ونهاية الأرب 3/ 227، ووفيات الأعيان 4/
94، وحماسة الخالديين 1/ 126، والثاني في: حلية المحاضرة 1/ 352،
وديوان شعر الخوارج 122، 123، والتذكرة الحمدونية 2/ 401 رقم 1033،
وحياة الحيوان للدميري 2/ 391، والبداية والنهاية 9/ 30، والأشباه
والنظائر
(5/511)
في سنة تسع وسبعين اندقّت عنقه، إذ
عَثَرَتْ بِهِ فَرَسُهُ كَمَا تَقَدَّمَ، وَقِيلَ: بَلْ قتل [1] .
__________
[ () ] 1/ 186، والأول في الحماسة البصرية، والأول والثاني في:
حماسة البحتري، وسمط اللآلي 572، وعيون الأخبار 1/ 126.
[1] راجع حوادث سنة 79 هـ.
(5/512)
[حرف الكاف]
238- كثير بن الصّلت [1]- ن- بن معديكرب الكنديّ المدنيّ أَخُو
زُبَيْرٍ [2] .
قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي خِلافَةِ الصِّدِّيقِ وَرَوَى عَنْهُ،
وَعَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ.
رَوَى عَنْهُ: يُونُسُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو عَلْقَمَةَ مَوْلَى
ابْنِ عَوْفٍ.
رَوَى أَبُو عَوَانَةَ فِي «مُسْنَدِهِ» مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ كَثِيرَ بْنَ الصَّلْتِ كَانَ اسْمُهُ
قَلِيلا، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَثِيرًا.
وَخَالَفَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فَجَعَلَ الَّذِي غَيَّرَ اسْمَ
كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [3] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ لَهُ شَرَفٌ وَحَالٌ جَمِيلَةٌ،
وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ كبيرة بالمصلّى.
__________
[1] انظر عن (كثير بن الصلت) في:
طبقات ابن سعد 5/ 14، وطبقات خليفة 238، والتاريخ الكبير 7/ 205
رقم 899، وتاريخ الثقات للعجلي 396 رقم 1407، والثقات لابن حبان 5/
330، والجرح والتعديل 7/ 153 رقم 855، وتاريخ الطبري 3/ 330 و 332
و 338 و 4/ 359 و 382، وجمهرة أنساب العرب 428، والكامل في التاريخ
3/ 175، وأسد الغابة 4/ 232، والاستيعاب 3/ 318، وتهذيب الكمال
(المصوّر) 3/ 1143، والكاشف 3/ 5 رقم 4706، وتهذيب التهذيب 9/ 419،
420 رقم 749، وخلاصة تذهيب التهذيب 320، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 525
و 574 و 5/ 37 و 82، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 505، والبداية
والنهاية 9/ 21.
[2] في طبعة القدسي 3/ 204 «زبية» وهو غلط.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 14، أسد الغابة 4/ 232، والتاريخ الكبير 7/
208.
[4] في الطبقات 5/ 14.
(5/513)
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] :
تَابِعيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ كَاتِبًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
مَرْوَانَ عَلَى الرَّسَائِلِ.
239- كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ 4 [2] أَبُو شَجَرَةَ، وَيُقَالُ: أَبُو
الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِيُّ الْحِمْصِيُّ.
سَمِعَ: عُمَرَ، وَرَوَى عَنْ: مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَنُعَيْمِ
بْنِ هَمَّارٍ، وَعَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، وَتَمِيمِ الدَّارِيِّ،
وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَيَزِيدُ
بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْمِصْرِيَّانِ،
وأَبُو الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بْنُ كُرَيْبٍ، وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ
عَامِرٍ.
وَيُقَالُ إِنَّهُ أَدْرَكَ سَبْعِينَ بَدْرِيًّا. قَالَهُ يَزِيدُ
بْنُ أَبِي حَبِيبٍ [3] .
وَشَهِدَ الْجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ.
رَوَى نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَخِيهِ مَحْفُوظٍ: عَنِ ابْنِ
عَائِذٍ قَالَ: قَالَ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ لِمُعَاذٍ وَنَحْنُ
بِالْجَابِيَةِ: مَنِ الْمُؤْمِنُونَ؟ قَالَ مُعَاذٌ [4] :
أَمُبَرْسَمٌ! والكعبة
__________
[1] في تاريخ الثقات 396 رقم 1407.
[2] انظر عن (كثير بن مرّة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 448، وطبقات خليفة 309، والتاريخ لابن معين 2/
495، والتاريخ الكبير 7/ 208 رقم 907، والتاريخ الصغير 95، وتاريخ
الثقات للعجلي 397 رقم 1410، والثقات لابن حبّان 5/ 332، والزهد
لابن المبارك (الملحق) 70 رقم 240، وأنساب الأشراف 1/ 10، والمعرفة
والتاريخ 1/ 513 و 1/ 297 312 و 339 و 348، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56
و 62، و 597، والجرح والتعديل 7/ 157 رقم 872، وتاريخ دمشق (مخطوطة
الظاهرية) 14/ 258 أ، وأسد الغابة 4/ 233، وتهذيب الكمال (المصوّر)
3/ 1143، والكاشف 3/ 6 رقم 4719، والمعين في الطبقات المحدّثين 35
رقم 228، وسير أعلام النبلاء 4/ 46، 47 رقم 11، وتذكرة الحفاظ 1/
49، وتهذيب التهذيب 8/ 428، 429 رقم 766، وتقريب التهذيب 2/ 133
رقم 32، والإصابة 3/ 312 رقم 7485، وطبقات الحفاظ للسيوطي 15،
وخلاصة تذهيب التهذيب 320، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 8،
والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 277 ب، 278 أ.
[3] في سير أعلام النبلاء- الرمز (م 4) .
[4] في سير أعلام النبلاء 4/ 46 «أدرك بحمص سبعين بدريا» . وهو في
طبقات ابن سعد 7/ 448.
(5/514)
إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّكَ أَفْقَهُ مِمَّا
أَنْتَ، هُمُ الَّذِينَ أَسْلَمُوا وَصَامُوا وَأَقَامُوا
الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَدْرَكَ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ عَبْدَ
الْمَلِكِ، يَعْنِي وَفَاةَ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَهُ الْبُخَارِيُّ [1] .
قُلْتُ: فَيُؤَخَّرُ إِلَى الطَّبَقَةِ التَّاسِعَةِ.
240- كُرَيْبُ بن أبرهة [2] ابن مَرْثَدٍ [3] أَبُو رِشْدِينَ
الأَصْبَحِيُّ الْمِصْرِيُّ، الأَمِيرُ، أَحَدُ الأَشْرَافِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحُذَيْفَةَ، وَكَعْبِ الأحبار.
قال يزيد بن أبي حبيب: إن عبد العزيز بن مروان قَالَ لِكُرَيْبِ
بْنِ أبْرَهَةَ: أَشَهِدْتَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ؟
قَالَ: حَضَرْتُهَا وَأَنَا غُلامٌ أَسْمَعُ وَلا أَدْرِي مَا
يَقُولُ [4] .
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: كُرَيْبُ شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ،
وَأَدْرَكْتُ قَصْرَهُ بِالْجِيزَةِ، هَدَمَهُ ذَكَاءُ الأَعْوَرُ،
وَبَنَى عِوَضَهُ قَيْسَارِيَّةَ ذَكَاءُ يُبَاعُ فِيهَا الْبَزُّ،
قَالَ: وَوَلَّى كُرَيْبٌ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ مَرْوَانَ أَمِيرِ مِصْرَ [5] ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ
وَسَبْعِينَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [6] : هُوَ ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ
التَّابِعِينَ.
__________
[1] ليس في تاريخ البخاري هذا القول.
[2] انظر عن (كريب بن أبرهة) في:
التاريخ الكبير 7/ 231 رقم 993، وتاريخ الثقات للعجلي 397 رقم
1415، والثقات لابن حبان 5/ 339، وأنساب الأشراف 5/ 149 و 300،
وأخبار القضاة لوكيع 3/ 222، والمعرفة والتاريخ 1/ 464 و 2/ 298 و
317 و 318 و 430 و 3/ 322، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56، والجرح والتعديل
7/ 168 رقم 955، وتاريخ الطبري 4/ 98 و 256 و 6/ 142، والاستيعاب
3/ 323، وأسد الغابة 4/ 238، والكامل في التاريخ 4/ 298، وتهذيب
التهذيب 8/ 433 رقم 782، والإصابة 3/ 313 رقم 7488، والولاة
والقضاة 41 و 42 و 44 و 46 و 310.
[3] في طبعة القدسي 3/ 204 «ابن مزيد» ، وما أثبتناه عن الأصل،
والإصابة 3/ 313.
[4] الإصابة 3/ 314 باختصار عن تاريخ دمشق.
[5] الإصابة 3/ 313.
[6] في تاريخ الثقات 397.
(5/515)
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: ثَوْبَانُ بْنُ
شَهْرٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ، وأَبُو سَلِيطٍ شُعْبَةُ،
وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ التَّجِيبِيُّ، وَوَفَدَ عَلَى
مُعَاوِيَةَ.
وَعَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ قَالَ:
رَأَيْتُ كُريْبَ بْنَ أبْرَهَةَ يَخْرُجُ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، فَيَمْشِي تَحْتَ رِكَابِهِ خَمْسُمِائَةٍ مِنْ
حِمْيَرٍ [1] .
241- كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ النَّخَعِيُّ [2] شَرِيفٌ مُطَاعٌ مِنْ
كِبَارِ شِيعَةِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ.
قتله الحجاج.
روى عنه: أبو إسحاق، وعبد الرحمن بن عائش [3] ، والأعمش، وجماعة.
وثّقه ابن معين [4] .
__________
[1] الإصابة 3/ 313.
[2] انظر عن (كميل بن زياد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 179، وطبقات خليفة 148، وتاريخ خليفة 288،
والتاريخ الكبير 7/ 243 رقم 1036، وتاريخ الثقات للعجلي 398 رقم
1423، والثقات لابن حبان 2/ 341، والمعرفة والتاريخ 2/ 481، وأنساب
الأشراف 5/ 30 و 41 و 45 و 54، وفتوح البلدان 458، وتاريخ اليعقوبي
2/ 205، 206، والعقد الفريد 2/ 212، 213، ومروج الذهب 1749، والجرح
والتعديل 7/ 174، 175 رقم 905، وتاريخ الطبري 4/ 318 و 323 و 326 و
403 و 404 و 446 و 6/ 350 و 365، وجمهرة أنساب العرب 415، وتهذيب
الكمال (المصوّر) 3/ 1150، وتهذيب التهذيب 8/ 447، 448 رقم 811،
وتقريب التهذيب 2/ 136 رقم 70، والإصابة 3/ 318 رقم 7501، والتذكرة
الحمدونية 1/ 67.
[3] مهملة في الأصل.
[4] لم يذكره في تاريخه، ولا في معرفة الرجال.
(5/516)
[حرف اللام]
242- ليلى الأخيلية [1] الشاعرة المشهورة. كانت من أشعر النساء، لا
يُقَدَّمُ عَلَيْهَا فِي الشِّعْرِ غَيْرَ الْخَنْسَاءِ.
وَقِيلَ: إِنَّ النَّابِغَةَ الْجَعْدِيَّ هَجَاهَا فَقَالَ:
وَكَيْفَ أُهَاجِي شَاعِرًا [2] رُمْحُهُ اسْتُهُ ... خضيب البنان
لا يزال مكحّلا
فأجابته:
__________
[1] انظر عن (ليلى الأخيلية) في:
الأخبار الموفقيّات 501، 502 و 511، ومعجم الشعراء للمرزباني 343،
والتعليقات والنوادر للهجري 2/ 250، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 27،
والمنمّق 9، والشعر والشعراء 1/ 356 و 357 و 359 و 362 و 593،
والمثلّث للبطليوسي 2/ 391، والمعارف 90، ومروج الذهب، 1194 و 2082
و 2083 و 2145، والعقد الفريد 6/ 4، وبدائع البدائه لابن ظافر 29،
30، والأغاني 11/ 204، وسمط اللآلي 119، وشرح التبريزي 4/ 76،
ورغبة الآمل 5/ 215- 221 و 8/ 177 و 179 و 184، وزهر الآداب للحصري
932، وأمالي المرتضى 1/ 58، وأمالي القالي 1/ 86- 89 و 248 و 2/ 81
والذيل 78 و 91. ولباب الآداب 285، وثمار القلوب 200 و 349، وفوات
الوفيات 3/ 226- 228، والنجوم الزاهرة 1/ 193، ومعجم الشعراء في
لسان العرب 361، 362 رقم 913، وديوان ليلى الأخيلية- نشره خليل
إبراهيم العطية وجليل العطية، طبعة بغداد 1387 هـ.، وفتوح البلدان
382، والتذكرة الفخرية 86، والجليس الصالح 1/ 331، وشرح أدب الكاتب
74 و 145 و 300، وأخبار النساء 44، 45، وربيع الأبرار 3/ 688، 689،
والمبهج، لابن جني 78.
[2] في الشعر والشعراء:
وكيف أهاجي من يكن رمحه استه
(5/517)
أعَيَّرْتَنِي دَاءً بِأُمِّكِ مِثْلُهُ
... وَأَيُّ حِصَانٍ لا يُقَالُ لَهَا هَلا [1]
وَدَخَلَتْ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَقَدِ
أَسَنَّتْ، فَقَالَ لَهَا: مَا رَأَى تَوْبَةُ [2] مِنْكِ حَتَّى
عَشِقَكِ؟ قَالَتْ: مَا رَأَى النَّاسُ مِنْكَ حَتَّى جَعَلُوكَ
خَلِيفَةً، فَضَحِكَ وَأَعْجَبَهُ [3] .
وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَالَ لَهَا: هَلْ كَانَ بَيْنَكُمَا سُوءٌ
قَطُّ؟ قَالَتْ: لا وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِهِ، إِلا أَنَّهُ
غَمَزَ يَدِي مَرَّةً.
وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ
مَوْلَى لِعَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: دَخَلْتُ
يَوْمًا عَلَى الْحَجَّاجِ، فَأُدْخِلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ،
فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ، فَجَلَسَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِذَا
امْرَأَةٌ قَدْ أَسَنَّتْ، حَسَنَةُ الْخَلْقِ، وَمَعَهَا
جَارِيَتَانِ لَهَا، فَإِذَا هِيَ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ،
فَقَالَ: يَا لَيْلَى، مَا أَتَى بِكِ؟ قَالَتْ: إِخْلَافُ
النُّجُومِ، وَقِلَّةُ الْغُيُومِ، وَكَلَبُ الْبَرْدِ، وَشِدَّةُ
الْجَهْدِ، وَكُنْتَ لَنَا بَعْدَ اللَّهِ الرِّفْدَ، وَالنَّاسُ
مُسْنَتُونَ، وَرَحَمَةُ اللَّهِ يَرْجُونَ، وَإِنِّي قَدْ قُلْتُ
فِي الأَمِيرِ قَوْلا، قَالَ: هَاتِي، فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:
أَحَجَّاجُ لا يُفْلَلْ سِلَاحُكَ إِنَّمَا ... الْمَنَايَا
بِكَفِّ اللَّهِ حَيْثُ يَرَاهَا
إِذَا هَبَطَ الْحَجَّاجُ أَرْضًا مَرِيضَةً ... تَتَبَّعُ أَقْصَى
دَائِهَا فَشَفَاهَا
شَفَاهَا مِنَ الدَّاءِ الْعُضَالِ الَّذِي بِهَا ... غُلامٌ [4]
إِذَا هَزَّ الْقَنَاةَ سَقَاهَا
إِذَا سَمِعَ الْحَجَّاجُ رِزْءَ [5] كَتِيبَةٍ ... أَعَدَّ لَهَا
قَبْلَ النُّزُولِ قِرَاهَا
ثُمَّ ذَكَرَ بَاقِي الْقَصَّةِ بِطُولِهَا [6] وَأَنَّ الحجّاج
وصلها بمائة ناقة، وقال
__________
[1] الشعر والشعراء 1/ 359، 360، سمط اللآلي 282، خزانة الأدب 3/
33.
[2] هو توبة بن الحميّر، فقد مرّت ترجمته في حرف التاء.
[3] الأغاني 11/ 240، الشعر والشعراء 1/ 360.
[4] في الأغاني 11/ 249 «فلما قالت:
غلام إذا هزّ القناة سقاها
قال: لا تقولي غلام، قولي همام.
[5] الرّزء: بالكسر، الصوت تسمعه من بعيد.
وفي طبعة القدسي 3/ 206 «رزء» .
[6] القصّة بطولها في الأمالي لأبي علي القالي 1/ 86، 89، وهي
باختصار في ربيع الأبرار 3/ 688، 689.
(5/518)
لِجُلَسَائِهِ: هَذِهِ لَيْلَى
الأخْيَلِيَّةُ الَّتِي مَاتَ تَوْبَةُ الْخَفَاجِيُّ [1] مِنْ
حُبِّهَا، أَنْشِدِينَا بَعْضَ مَا قَالَ فِيكِ، قَالَتْ: نَعَمْ،
قَالَ فِي:
وَهَلْ تَبْكِيَنَّ لَيْلَى إِذَا مُتُّ قَبْلَهَا ... وَقَامَ
عَلَى قَبْرِي النِّسَاءُ النَّوَائِحُ
كَمَا لَوْ أَصَابَ الْمَوْتُ لَيْلَى بَكَيْتُهَا ... وَجَادَ
لَهَا دَمْعٌ مِنَ الْعَيْنِ سَافِحُ
وَأُغْبَطُ مِنْ لَيْلَى بِمَا لا أَنَالُهُ ... أَلا [2] كُلَّمَا
قَرَّتْ بِهِ الْعَيْنُ صَالِحُ [3]
وَلَوْ أَنَّ لَيْلَى الأخْيَلِيَّةَ سَلَّمَتْ ... عَلَيَّ
وَدُونِي جَنْدَلٌ [4] وَصَفَائِحُ
لسلّمت تسليم البشاشة أو زقا [5] ... إِلَيْهَا صَدًى مَنْ جَانِبِ
الْقَبْرَ صَائِحُ
قَالَ الْحَجَّاجُ: فَهَلْ رَابَكِ مِنْهُ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لا
وَالَّذِي أَسْأَلُهُ أَنْ يُصْلِحَكَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ لِي
مَرَّةً، ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ خَضَعَ لِأَمْرٍ، فَأَنْشَأْتُ
أَقُولُ:
وَذِي حَاجَةٍ قُلْنَا لَهُ لا تَبُحْ بِهَا ... فَلَيْسَ
إِلَيْهَا مَا حَيِيتَ سَبِيلُ
لَنَا صَاحِبٌ لا يَنْبَغِي أَنْ نَخُونَهُ ... وَأَنْتَ لأخرى
فارغ وخليل [6]
243- لمازة بن زبّار [7]- د ت ق- أبو لبيد الجهضميّ البصريّ.
__________
[1] في الأصل «الخناجي» والتصحيح من المؤتلف والمختلف للآمدي 68.
[2] في أمالي القالي «بلى» .
[3] في الأمالي «طائح» والمثبت يتفق مع ما في ديوان الحماسة.
[4] في الشعر والشعراء «تربة» .
[5] في الأصل «رقا» ، والتصحيح من الشعر والشعراء، وأمالي القالي.
[6] في بدائع البدائه «صاحب وخليل» ، وفي أمالي القالي «صاحب
وحليل» .
وللقصّة بقية في: أمالي القالي 1/ 86- 89، وانظر الكامل في الأدب
للمبرّد 732- طبعة، لا يبزغ 1864، والأمالي للقالي أيضا 2/ 87
والذيل 91، والشعر والشعراء 1/ 357، وديوان الحماسة 3/ 155،
والمحاسن والأضداد 125، والأغاني 11/ 244 و 247- 249، وبدائع
البدائه 29، 30 رقم 14، والتذكرة الفخرية 86، وديوان توبة 48، 49،
وفوات الوفيات 3/ 226- 228، وأمالي الزجاجي 50، وخزانة الأدب 3/
31، والجليس الصالح 1/ 331- 8340
[7] انظر عن (لمازة بن زبار) في:
طبقات ابن سعد 7/ 213، والتاريخ لابن معين 2/ 500، وفيه (ابن زياد)
، ومعرفة الرجال 1 رقم 790، والتاريخ الكبير 7/ 251 رقم 1069،
وتاريخ أبي زرعة 1/ 484، والجرح والتعديل 7/ 182 رقم 1033، وتاريخ
الطبري 4/ 545 و 5/ 510 و 512 وفيه (ابن زياد الجهنيّ) ، والثقات
لابن حبّان 5/ 345، ومروج الذهب 1651، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/
1152، والكاشف 3/ 12 رقم 4758 وفيه (ابن زنار) ، وتهذيب التهذيب
(5/519)
رَوَى عَنْ: عُمَرَ وَعَلِيٍّ، وَأَبِي
مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ
الْخِرِّيتِ، وَيَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، وَمَطَرُ بْنُ حُمْرَانَ،
وَطَالِبُ بْنُ السُّمَيْدِعِ.
وَوَفَدَ عَلَى يَزِيدَ.
قَالَ ابن سعد [1] : سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ وَلَهُ أَحَادِيثُ
صَالِحَةٌ، وَكَانَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: أَبُو لَبِيدٍ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
سيعاد.
__________
[ () ] 8/ 457، 458 رقم 829، وتقريب التهذيب 2/ 138 رقم 5، وخلاصة
تذهيب التهذيب 323.
ولمازة: بكسر اللام وفتح الميم المخفّفة والزاي. وزبّار: بفتح
الزاي وتشديد الباء الموحّدة، وفي آخره راء.
[1] في الطبقات 7/ 213.
(5/520)
[حرف الميم]
244- مالك بن أبي عامر [1]- ع- الأصبحيّ المدنيّ، جَدُّ مَالِكِ
بْنِ أَنَسٍ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَعْبِ الْحَبْرِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ أَنَسٌ، وَأَبُو سَهْلٍ نَافِعٌ، وَسَالِمٌ
أَبُو النَّضْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ،
وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وكان ثقة فاضلا.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.
245- مَالِكُ بْنُ مِسْمَعٍ [2]
__________
[1] انظر عن (مالك بن أبي عامر) في:
طبقات ابن سعد 5/ 63، 64، وطبقات خليفة 254، والتاريخ الكبير 7/
305 رقم 1297، والتاريخ الصغير 86، وتاريخ الثقات للعجلي 418 رقم
1525، والثقات لابن حبان 5/ 383، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 589،
والجرح والتعديل 8/ 214 رقم 951، وتاريخ الطبري 4/ 414، وتهذيب
الكمال (المصوّر) 3/ 1299، والكاشف 3/ 101 رقم 5349، والمعين في
طبقات المحدّثين 35 رقم 231، وتهذيب التهذيب 10/ 19 رقم 25، وتقريب
التهذيب 2/ 225 رقم 879، وخلاصة تذهيب التهذيب 367، ومرآة الجنان
1/ 55، والبداية والنهاية 9/ 6، ورجال البخاري 2/ 692، 693 رقم
1136، ورجال مسلم 2/ 223 رقم 1548.
[2] انظر عن (مالك بن مسمع) في:
الأخبار الموفقيات 158، والمحبّر 261 و 302، والمعارف 419، و 587،
والبيان والتبيين 1/ 325، 326، وتاريخ اليعقوبي 2/ 264 و 273،
وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 406- 408 و 411- 414 و 463- 470، و 5/ 202 و
244 و 24 و 253 و 257 و 260 و 265 و 282،
(5/521)
أَبُو غَسَّانَ الرَّبَعِيُّ [3]
الْبَصْرِيُّ.
كَانَ سَيِّدُ رَبِيعَةَ فِي زَمَانِهِ، وَكَانَ رَئِيسًا
حَلِيمًا، يُذْكَرُ فِي نُظَرَاءِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ فِي
الشَّرَفِ.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم،
وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ.
قَالَ خَلِيفَةُ [4] : مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وسبعين.
246- محمد بن إياس [5]- د- بن البكير.
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وعنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن، ونافع مولى ابن عمر، ومحمد بن عبد
الرحمن بن ثوبان، وغيرهم.
247- محمد بن حاطب [6]- ت ن ق- بن الحارث القرشيّ الجمحيّ، أخو
__________
[ () ] ومشاهير علماء الأمصار، رقم 301، والعقد الفريد 2/ 374 و 4/
305، ومروج الذهب 1958 و 2003، والحيوان 1/ 270، والبداية والنهاية
8/ 347، ومرآة الجنان 1/ 155، والإصابة 3/ 485 رقم 8359، وجمهرة
أنساب العرب 320، 321، وتاريخ خليفة 258 و 259 و 326، وتاريخ
الطبري 4/ 505 و 536 و 5/ 110 و 357 و 505 و 512 و 514 و 515 و 516
و 6/ 68 و 69 و 95 و 99 و 118 و 128 و 152 و 155 و 580 و 591 و
600، والكامل في التاريخ 3/ 241 و 259 و 361 و 4/ 23 و 137- 139 و
142 و 268 و 279 و 281 و 287 و 307 و 308 و 363 و 5/ 85، والأخبار
الطوال 231.
[3] في الأصل «الزيعي» .
[4] قوله ليس في تاريخه.
[5] انظر عن (محمد بن إياس) في:
التاريخ الكبير 1/ 20، 21 رقم 14، والمعرفة والتاريخ 1/ 420،
والجرح والتعديل 7/ 205 رقم 1134، والثقات لابن حبان 5/ 379،
وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1176، وأسد الغابة 4/ 312، والكاشف 3/
21 رقم 4809، وتهذيب التهذيب 9/ 68 رقم 81، وتقريب التهذيب 2/ 146
رقم 68، وخلاصة تذهيب التهذيب 328.
[6] انظر عن (محمد بن حاطب) في:
طبقات خليفة 25 و 278 والتاريخ لابن معين 2/ 510، ومسند أحمد 3/
418 و 4/ 259، والمحبّر 153 و 379، والتاريخ الكبير 1/ 17 رقم 8،
وأنساب الأشراف 1/ 538 و 4 ق 1/ 491 و 493 و 5/ 8 و 10، ومقدّمة
مسند بقيّ بن مخلد 119 رقم 446، والمعرفة والتاريخ 1/ 306، وتاريخ
أبي زرعة 1/ 561 و 577 و 578، والجرح والتعديل 7/ 224، 225 رقم
1243، والاستيعاب 3/ 340 وفيه (محمد بن حطاب) ، وجمهرة أنساب العرب
162، وأسد الغابة 4/ 314، 315، الكامل في التاريخ 4/ 373، وتهذيب
الكمال (المصوّر) 3/ 1182، وتحفة الأشراف 8/ 355 رقم 491، والكاشف
3/ 28 رقم 4855،
(5/522)
الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ.
لَهُ صُحْبَةٌ، وَحَدِيثَانِ، وَاحِدٌ في الضّرب بالدّفّ في
النّكاح [1] .
وروى عنه: عَلِيٍّ أَيْضًا.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ الْحَارِثُ، وَعُمَرُ، وَإِبْرَاهِيمُ،
وَحَفِيدُهُ عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَسَعْدُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو
بَلْجٍ [2] .
يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، وَهُوَ رَضِيعُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
وَقِيلَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ فِي الإِسْلامِ مُحَمَّدًا.
وُلِدَ بِمَكَّةَ، وَقِيلَ: وُلِدَ بِالْحَبَشَةِ.
وَفِي الصَّحَابَةِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمَةَ كَبِيرٌ مَشْهُورٌ
لَكِنَّهُ سُمِّيَ مُحَمَّدًا قَبْلَ الإِسْلامِ.
تُوُفِّيَ ابْنُ حَاطِبٍ هَذَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.
248- مَسْرُوحُ بْنُ سَنْدَرٍ [3] الْجُذَامِيُّ [4] ، مَوْلَى
رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، كُنْيَتَهُ أَبُو الأَسْوَدِ.
قَدِمَ مِصْرَ بَعْدَ فَتْحِهَا بِكِتَابٍ مِنْ عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ،
وَرَبِيعَةُ بْنِ لَقِيطٍ.
وَهُوَ قَلِيلُ الحديث.
__________
[ () ] وسير أعلام النبلاء 3/ 435، 436 رقم 79، والوافي بالوفيات
2/ 317 رقم 766، ومجمع الزوائد 9/ 415، ومرآة الجنان 1/ 155،
والعقد الثمين 1/ 450، والإصابة 3/ 372 رقم 7765، وتهذيب التهذيب
9/ 106 رقم 143، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 122، وشذرات الذهب 1/
82، وخلاصة تذهيب التهذيب 282.
[1] أخرجه أحمد في المسند 3/ 418 و 4/ 259، والترمذي (1088) ،
والنسائي 6/ 127 باب إعلان النكاح بالصوت وضرب الدف، وابن ماجة في
النكاح (1896) باب إعلان النكاح.
[2] بلج: بفتح أوله وسكون ثانيه.
[3] انظر عن (مسروح بن سندر) في:
الإصابة 3/ 407، 408 رقم 7931
[4] بضم الجيم، نسبة إلى جذام قبيلة من اليمن ... (اللباب 1 (215)
.
(5/523)
249- مصعب بْنُ الزُّبَيْرِ [1] ابْنِ
الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ، أَبُو عِيسَى، وَيُقَالُ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ.
حَكَى عَنْ أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَاسْتَعْمَلَهُ أَخُوهُ عَلَى
الْبَصْرَةِ، وَقَتَلَ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، ثُمَّ
عَزَلَهُ أَخُوهُ، وَاسْتَعْمَلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى
الْعِرَاقِ، فَأَقَامَ بِهَا يُقَاوِمُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ
مَرْوَانَ وَيُحَارِبُهُ إِلَى أن قُتِلَ.
وأمّه الرّباب بنت أنيف الكلبيّ.
__________
[1] انظر عن (مصعب بن الزبير) في:
طبقات ابن سعد 5/ 182، 183، والأخبار الموفقيات 15 و 22 و 68،
والمحبّر (انظر فهرس الأعلام) 719، ونسب قريش (انظر فهرس الأعلام)
464، وطبقات خليفة 241، وتاريخ خليفة 264 و 267 و 268 و 269 و 293
و 294 و 296 و 404 و 408، والتاريخ الكبير 7/ 350 رقم 1510،
والتاريخ الصغير 75، والمعرفة والتاريخ 1/ 214 و 223 و 627 و 2/
479 و 758 و 3/ 91 و 331، وتاريخ أبي زرعة 1/ 192 و 235 و 236 و
511 و 512 و 583 و 584، والمعارف 224، وانظر فهرس الأعلام 766،
والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) 142، 143، وفتوح البلدان 471،
472، وأنساب الأشراف 3/ 60 و 159 و 213 و 4 ق 1 (انظر فهرس
الأعلام) 666، و 5 (انظر فهرس الأعلام) 422، وتاريخ اليعقوبي 2/
263- 266، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 457، وربيع الأبرار 1/ 198 و
(انظر فهرس الأعلام) 4/ 550، وثمار القلوب 508، 509، والعقد الفريد
(انظر فهرس الأعلام) 7/ 151، ومروج الذهب 2003- 2015، وأمالي
القالي 1/ 11 و 13 و 3/ 27 و 127 و 189، والأغاني 19/ 122- 133،
وتاريخ بغداد 13/ 105- 108 رقم 7093، وجمهرة أنساب العرب 124، 125،
والجرح والتعديل 8/ 33 رقم 1401، وسيرة ابن هشام 1/ 112، وتاريخ
الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 416، و 417، والثقات لابن حبّان 5/
410، 411، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ 263 أ، وتاريخ
العظيمي 188، 189، وسير أعلام النبلاء 4/ 140- 145 رقم 48، والعبر
1/ 80، 81، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 86 و 89، وفوات الوفيات
4/ 143، والبداية والنهاية 8/ 317- 323 وتعجيل المنفعة 403، 404
رقم 1042، ولباب الآداب 87 و 88 و 208 و 257 و 347- 349، والتذكرة
الحمدونية 1/ 424 وانظر فهرس الأعلام) 2/ 511، ونهاية الأرب 21/
80، والنجوم الزاهرة 1/ 187، والكامل في التاريخ (انظر فهرس
الأعلام) 13/ 345، والفتوح لابن أعثم 6/ 260.
(5/524)
وكان يسمّى آنية النّحل [1] من كرمه وجوده.
وفيه يَقُولُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:
إِنَّمَا مُصْعَبُ شِهَابٌ مِنَ اللَّهِ ... تَجَلَّتْ عَنْ
وَجْهِهِ الظَّلْمَاءُ
مُلْكُهُ مُلّكُ عِزَّةٍ [2] لَيْسَ فِيهِ ... جَبَرُوتٌ مِنْهُ
[3] وَلا كِبْرِيَاءُ
يَتَّقِي اللَّهَ فِي الأُمُورِ وَقَدْ أَفْلَحَ ... مَنْ كَانَ
هَمُّهُ الاتِّقَاءُ [4]
وَفِيهِ يَقُولُ أَيْضًا:
لَوْلا الإِلَهُ وَلَوْلا مُصْعَبٌ لَكُمْ ... بِالطَّفِّ قَدْ
ضَاعَتِ الأَحَسْابُ وَالذِّمَمُ
أَنْتَ الَّذِي جِئْتَنَا وَالدِّينُ مُخْتَلَسٌ ... وَالْحُرُّ
مُعْتَبَدٌ وَالْمَالُ مُقْتَسَمُ
فَفَرَّجَ اللَّهُ عَمْيَاهَا وَأَنْقَذَنَا ... بِسَيْفٍ أَرْوَعَ
فِي عِرْنِينِهِ شَمَمُ
مُقَلَّدٌ بِنَجَادِ السَّيْفِ فَضْلُهُ ... فِعْلُ الْمُلُوكِ
وَلا عَيْبَ وَلا قِرْمُ
فِي حِكَمِ لُقُمَانَ يَهْدِي مَعَ نَقِيبَتِهِ ... يَرْمِي بِهِ
اللَّهُ أَعْدَاءً وَيَنْتَقِمُ
وَبَيْتُهُ الشرف الأعلى سوابغها ... في الدّارعين إذا ما سَأَلْتِ
الْخَدَمُ
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: وَمُصْعَبُ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ
اللَّهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ [5] .
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا
قَطُّ أَحْسَنُ مِنْ مُصْعَبٍ [6] .
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ: قَالَ الشَّعْبيُّ: مَا
رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ عَلَى مِنْبَرٍ أَحسَنَ مِنْ مُصْعَبٍ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: كَانَ مُصْعَبٌ يُحْسَدُ عَلَى
الْجَمَالِ، فَنَظَرَ يَوْمًا وَهُوَ يَخْطُبُ إِلَى أَبِي
خَيْرَانَ الْحِمَّانِيُّ، فَصَرَفَ وَجْهُهُ عَنْهُ، ثمّ دخل ابن
جودان
__________
[1] قال بعض الأشراف في قتله:
عماد بني العاص الرفيع عماده ... وقرم بني العوّام آنية النّحل
(ثمار القلوب 508 رقم 829) وقد وردت في الأصل «ابنه» .
[2] في الشعر والشعراء «رحمة» .
[3] في الشعر والشعراء «جبروت يخشى» .
[4] الأبيات في: الشعر والشعراء 2/ 450 والكامل في الأدب 2/ 269،
والأغاني 5/ 79، وديوان مصعب بن الزبير 91، والعقد الفريد 2/ 173.
[5] الطبقات لابن سعد 5/ 183.
[6] الطبقات.
(5/525)
الْجَهْضَمِيُّ، فَسَكَتَ وَجَلَسَ،
وَدَخَلَ الْحَسَنُ فَنَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: اجْتمَعَ فِي الْحِجْرِ عَبْدُ اللَّهِ، وَمُصْعَبٌ،
وَعُرْوَةُ بَنُو الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ،
فَقَالُوا: تَمَنَّوْا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْخِلافَةَ، وَقَالَ عُرْوَةُ: أَمَّا
أَنَا فَأَتَمَنَّى أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي الْعِلْمُ، وَقَالَ
مُصْعَبٌ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى إِمْرَةَ الْعِرَاقِ،
وَالْجَمْعُ بَيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، وَسُكَيْنَةَ
بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَّا أَنَا
فَأَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ، فَنَالُوا مَا تَمَنَّوْا، وَلَعَلَّ
ابْنَ عُمَرَ قَدْ غُفِرَ لَهُ [1] .
قَالَ خَلِيفَةُ [2] : فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ جَمَعَ ابْنُ
الزُّبَيْرِ الْعِرَاقَ لِأَخِيهِ مُصْعَبٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ الْمُلْكَ بِأَحَدٍ قَطُّ أَلْيَطَ
مِنْهُ بِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ: بَلَغَ
مُصْعَبًا عَنْ عَرِّيفِ الأَنْصَارِ شَيْءٌ فَهَمَّ بِهِ،
فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«اسْتَوْصُوا بِالأَنَصْارِ خَيْرًا، اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ
وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ» ، فَأَلْقَى مُصْعَبٌ نَفْسَهُ
عَنِ السَّرِيرِ، وَأَلْزَقَ خَدَّهُ بِالْبُسَاطِ، وَقَالَ:
أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ، وَتَرَكَهُ. رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ
[3] . وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أُهْدِيَتْ
لِمُصْعَبٍ نَخْلَةٌ مِنْ ذَهَبٍ عَثَاكِلُهَا [4] مِنْ صُنُوفِ
الْجَوْهَرِ، فَقُوِّمَتْ بِأَلْفَيْ ألف دِينَارٍ، وَكَانَتْ مِنْ
مَتَاعِ الْفُرْسِ، فَدَفَعَهَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
فَرْوَةَ [5] .
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا
كَتَبَ لِلرَّجُلِ بِجَائِزَةٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ جَعَلَهَا مُصْعَبٌ
مائة ألف.
__________
[1] حلية الأولياء 2/ 171، وانظر عيون الأخبار 3/ 258.
[2] قوله ليس في تاريخه أو طبقاته.
[3] في المسند 3/ 240 و 241.
[4] العثاكل: مفردها: عثكول وعثكال، وهو العذق من أعذاق النخل
الّذي يكون فيه الرطب.
[5] ابن أبي فروة هو كاتب مصعب بن الزبير. والخبر في تاريخ دمشق
16/ 267 أ.
(5/526)
وَسُئِلَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَيُّ ابْنَيِ الزُّبَيْرِ أَشْجَعُ؟ قَالَ: كِلاهُمَا جَاءَ
الْمَوْتُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ.
وَعَنِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمًا
لِجُلَسَائِهِ: مَنْ أَشْجَعُ الْعَرَبِ؟
قِيلَ: شَبِيبٌ، قَطَرِيُّ، فلان، فُلانٌ، فَقَالَ: إِنَّ أَشْجَعَ
الْعَرَبِ لَرَجُلٌ وَلِيَ الْعِرَاقَيْنِ خَمْسَ سِنِينَ،
فَأَصَابَ أَلْفَ أَلْفٍ، وَأَلْفَ أَلْفٍ، وَأَلْفَ أَلْفٍ،
وَتَزَوَّجَ سُكَيْنَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ، وَعَائِشَةَ بِنْتَ
طَلْحَةَ، وَأَمَةَ الْحميدِ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ
بْنِ كُرَيْزٍ، وَأُمُّهُ رَبَابُ بِنْتُ أُنَيْفٍ الْكَلْبِيُّ،
وَأُعْطِيَ الأَمَانَ، فَأَبَى وَمَشَى بِسَيْفِهِ حَتَّى مَاتَ،
ذَاكَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ [1] .
وَرَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْقَصْرَ بِالْكُوفَةِ، فَإِذَا رَأْسُ
الْحُسَيْنِ بَيْنَ يَدَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، ثُمَّ
دَخَلْتُ الْقَصْرَ بِالْكُوفَةِ، فَإِذَا رَأْسُ عُبَيْدِ اللَّهِ
بَيْنَ يَدَيِ الْمُخْتَارِ، ثُمَّ دَخَلْتُ الْقَصْرَ، فَإِذَا
رَأْسُ الْمُخْتَارِ بَيْنَ يَدَيْ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ،
ثُمَّ دَخَلْتُ بَعْدُ، فَرَأَيْتُ رَأْسَ مُصْعَبٍ بَيْنَ يَدَيْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَعَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قُتِلَ مُصْعَبٌ يَوْمَ
الْخَمِيسِ، النِّصْفُ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ
وَسَبْعِينَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قُتِلَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً.
وَلابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ يَرْثِيهِ:
إِنَّ الرَّزِيَّةَ يَوْمَ مَسْكِنَ ... وَالْمُصِيبَةَ
وَالْفَجِيعَهْ
بِابْنِ الْحَوَارِيِّ الَّذِي ... لَمْ يَعْدُهُ [2] يَوْمُ
الْوَقِيعَهْ
غَدَرَتْ بِهِ مُضَرُ الْعِرَاقِ ... وَأَمْكَنَتْ مِنْهُ
رَبِيعَهْ
فَأَصَبْتِ [3] وِتْرَكِ يَا رَبِيعَ ... وَكُنْتُ سَامِعَةً
مُطِيعَهْ
يَا لَهْفَ لَوْ كَانَتْ لَهُ ... بِالدَّيْرِ يَوْمَ الدَّيْرِ
شِيعَهْ
أَوْ لَمْ تَخُونُوا عَهْدَهُ ... أَهْلُ الْعِرَاقِ بَنُو [4]
اللَّكِيعَهْ
__________
[1] الأغاني 19/ 131، 132.
[2] في طبعة القدسي 3/ 210 «نفده» ، والتصحيح من الكامل للمبرّد.
[3] في طبعة القدسي 3/ 210 «فأصيب» ، والتصحيح من الكامل للمبرّد.
[4] في طبعة القدسي 3/ 210 «بني» والتصحيح من الكامل للمبرّد.
(5/527)
لَوَجَدْتُمُوهُ حِينَ يَحْدِرُ ... لا
يُعَرِّسُ بِالْمَضِيعَهْ [1]
251- مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ [2] أَبُو زُرْعَةَ. لَهُ
صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.
كَانَ صَاحِبَ لِوَاءِ جُهَيْنَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَكَانَ
أَلْزَمَهُمْ لِلْبَادِيَةِ.
أَخَذَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَيْضًا.
رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَغَيْرُهُ.
وَلا رِوَايَةٌ لَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الكتب السّنّة.
وَعَاشَ ثَمَانِينَ سَنَةً. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ
وَسَبْعِينَ.
فَأَمَّا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ صَاحِبُ الْقَدْرِ فَسَيَأْتِي.
252- مَعْدَانُ بن أبي طلحة [3]- م 4- اليعمريّ [4] الشاميّ.
__________
[1] الأبيات في الكامل للمبرّد 1/ 59 وفيه البيت الأخير:
لوجدتموه حين يغضب ... لا يعرّج بالمضيعة
وهي أيضا في: الفتوح لابن أعثم 6/ 269، والأخبار الموفقيات 533،
والأغاني 19/ 128، وديوان ابن الرقيات 184، ومعجم البلدان 5/ 127
(مادّة مسكن: وهو موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير
الجاثليق، وبه كانت الوقعة بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير
في سنة 72 فقتل مصعب وقبره هناك معروف) . ومنها ثلاثة أبيات في
التنبيه والإشراف 271.
[2] انظر عن (معبد بن خالد) في:
طبقات ابن سعد 4/ 338، وطبقات خليفة 211، والتاريخ الكبير 7/ 399
رقم 1745، والمعرفة والتاريخ 2/ 280، والجرح والتعديل 8/ 279 رقم
1276، والاستيعاب 3/ 457، 458، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 380، وتهذيب
التهذيب 10/ 222 رقم 405، وتقريب التهذيب 2/ 262 رقم 1251،
والإصابة 3/ 439 رقم 8092، وأسد الغابة 4/ 390.
[3] انظر عن (معدان بن أبي طلحة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 444، وطبقات خليفة 308، والتاريخ لابن معين 2/
575، 576، والتاريخ الكبير 8/ 38 رقم 2070، وتاريخ الثقات للعجلي
433، 434 رقم 1603، والثقات لابن حبّان 5/ 457، والمعرفة والتاريخ
2/ 328 و 465 و 664، والجرح والتعديل 8/ 404 رقم 1854، وتاريخ
الطبري 4/ 204، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1351، وتهذيب التهذيب 10/
228 رقم 417، وتقريب التهذيب 2/ 263 رقم 1262، وخلاصة تذهيب
التهذيب 383، ورجال مسلم 2/ 269 رقم 1665.
[4] بفتح الميم، كما في الأنساب 12/ 415.
(5/528)
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : أَهْلُ الشَّامِ
يَقُولُونَ: مَعْدَانُ بْنُ طَلْحَةَ، وَهُمْ أَثْبَتُ فِيهِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] وَغَيْرُهُ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَثَوْبَانَ.
رَوَى عَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ [3]
وَالسَّائِبُ بْنُ حُبَيْشٍ الْكَلاعِيُّ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي
الْجَعْدِ، وَيَعِيشُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ [4] فِي الطَّبَقَةِ الَّتِي تَلِي
الصَّحَابَةَ.
252- الْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ الْعَبْدِيُّ [5] مِنْ وُجُوهِ
أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
وُلِّيَ إِمْرَةَ إِصْطَخْرَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ وُلِّيَ السِّنْدَ مِنْ قِبَلِ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ.
يُقَالُ إِنَّهُ قُتِلَ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قَدِمَ الْجَارُودُ بْنُ عَمْرِو بْنِ
حَنَشٍ الْعَبْدِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لِلْجَارُودِ صُحْبَةٌ.
وَقُتِلَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بِفَارِسٍ.
كُنْيَةُ الْمُنْذِرِ أَبُو الأَشْعَثِ، ويقال أبو عتّاب.
__________
[1] في التاريخ 2/ 576.
[2] في تاريخ الثقات 433، 434.
[3] مهملة في الأصل، والتحرير من الخلاصة.
[4] في تاريخ دمشق 1/ 370.
[5] انظر عن (المنذر بن الجارود) في:
تاريخ خليفة 236، والمعرفة والتاريخ 3/ 313، والأخبار الموفقيات
428، والمعارف 339، والشعر والشعراء 121، وفتوح البلدان 358 و 439،
والأخبار الطوال 231، 232 و 305، والتعليقات والنوادر ج 1 رقم 110،
وأنساب الأشراف 1/ 500 و 4 ق 1/ 30 و 375 و 376، وتاريخ اليعقوبي
2/ 204 و 264، وتاريخ الطبري 4/ 80 و 505 و 5/ 318 و 319 و 357،
والعقد الفريد 3/ 405 و 4/ 39، ومروج الذهب 1631، وربيع الأبرار 4/
197، وشرح نهج البلاغة 4/ 230، 231، ولباب الآداب 229، والبداية
والنهاية 9/ 17، والإصابة 3/ 480 رقم 8334، والكامل في التاريخ 3/
523 و 4/ 23 و 101 و 342.
(5/529)
[حرف النون]
253- ناعم [1] بن أجيل [2]- م- الهمدانيّ المصريّ، مَوْلَى أُمِّ
سَلَمَةَ.
سُبِيَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَاشْتَرَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ
فَأَعْتَقَتْهُ [3] فَرَوَى عَنْهَا، وَعَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ
عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
رَوَى عَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةَ، وَالأَعْرَجُ،
وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ بمصر.
توفّي سنة ثمانين.
254- نافع مولى أمّ سلمة [4]- ن- أَيْضًا مِنَ الْقُدَمَاءِ.
رَوَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ فِي صِحَّةِ صَوْمِ الْجُنُبِ حَدِيثًا
تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ
هِشَامٍ [5] .
__________
[1] انظر عن (ناعم بن أجيل) في:
طبقات ابن سعد 5/ 298، والتاريخ الكبير 8/ 125 رقم 2441، والمعرفة
والتاريخ 2/ 520، وتاريخ أبي زرعة 1/ 431 و 630، والجرح والتعديل
8/ 508 رقم 2323، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1402، 1403، وأسد
الغابة 5/ 7، والكاشف 3/ 172 رقم 5878، وتهذيب التهذيب 10/ 403،
404 رقم 724، وتقريب التهذيب 2/ 195 رقم 12، والإصابة 3/ 543 رقم
8649، وخلاصة تذهيب التهذيب 405، والثقات لابن حبّان 5/ 470.
[2] كزبير، بضم أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه.
[3] التاريخ الكبير 8/ 125.
[4] انظر عن (نافع مولى أم سلمة) في:
تهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1405.
[5] أخرج أحمد في المسند 6/ 34 حديثا من طريق: عبد الأعلى، عن
معمر، عن الزهري، عن
(5/530)
255- نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطٍ الأَشْجَعِيُّ
[1]- د ن ق- لَهُ صُحْبةٌ وَرِوَايَةٌ.
زَوَّجَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فُرَيْعَةَ بِنْتَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، وَعَاشَ دَهْرًا [2] .
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ سَلَمَةُ، وَنُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ،
وَأَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ سَعْدُ بن طارق.
256- النّزال بن سبرة [3]- خ د ن ق- الهلاليّ الكوفيّ.
__________
[ () ] أَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ
هشام قال: دخلت أنا وأبي على عائشة وأم سلمة فقالتا أَنّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يصبح جنبا ثم
يصوم. وأخرج أيضا 6/ 36 من طريق: مالك، عن سميّ، وعبد ربه بن سعيد،
عن أبي بكر بن عبد الرحم، عن عائشة وأم سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصبح جنبا من جماع
غير احتلام ثم يصوم. وقالت في حديث عبد ربه في رمضان. وأخرج 6/ 38
من طريق: سفيان، عن سميّ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عائشة أن
النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يدركه الصبح وهو جنب فيغتسل ويصوم.
[1] انظر عن (نبيط بن شريط) في:
طبقات ابن سعد 6/ 29، 30، وطبقات خليفة 47 و 129، ومسند أحمد 4/
305، والتاريخ الكبير 8/ 137 رقم 2476، والتاريخ الصغير 1/ 2،
وتاريخ الثقات للعجلي 448 رقم 1683، والمعرفة والتاريخ 1/ 446 و
455 و 2/ 270، والجرح والتعديل 8/ 505 رقم 2312، والاستيعاب 3/
564، وأسد الغابة 5/ 14، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1407، وأنساب
الأشراف 1/ 272، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 313، وتحفة الأشراف 9/
7 رقم 548، والنكت الظراف 9/ 548، وتهذيب التهذيب 10/ 417، 418 رقم
752، وتقريب التهذيب 2/ 297 رقم 40، والإصابة 3/ 551 رقم 8673.
[2] ذكر الدكتور عبد المعطي قلعجي في تعليقه على كتاب تاريخ الثقات
للعجلي 448 حاشية رقم 169 إنه اطّلع على 13 ورقة ضمن مخطوط بدار
الكتب المصرية حديث 1588 على حديث نبيط بن شريط منسوب له بخط جد
رديء يكاد لا يقرأ. قال فؤاد سزكين 1/ 12: إذا صحّت نسبة الحديث له
يعدّ أقدم صحيفة مشهورة وصلت إلينا في أقوال الرسول صلّى الله عليه
وسلّم.
[3] انظر عن (النزّال بن سبرة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 84، 85، وطبقات خليفة 143، والتاريخ الكبير 8/
117 رقم 2410، وتاريخ الثقات للعجلي 448 رقم 1686، والثقات لابن
حبّان 5/ 482، والمعرفة والتاريخ 2/ 760، وتاريخ أبي زرعة 1/ 630 و
632 و 633، والجرح والتعديل 8/ 498 رقم 2279، والاستيعاب 3/ 578،
579، وأسد الغابة 5/ 15، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1408، وتهذيب
التهذيب 10/ 423، 424 رقم 763، وتقريب التهذيب 2/ 298 رقم 51،
والإصابة 3/ 553 رقم 8694 و 3/ 583، 584 رقم 8856، وأنساب الأشراف
4 ق 1/ 510، و 5/ 23، ولباب الآداب 320، ورجال البخاري 2/ 754، 755
رقم 1265.
(5/531)
روى عن: عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ
مَسْعُودٍ.
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمَ،
وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ
الزُّبَيْدِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] وغيره.
__________
[1] في تاريخ الثقات 448.
(5/532)
[حرف الْهَاءِ]
257- هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ [1] الْعَبْدِيُّ الرَّبَعِيُّ-
وَيُقَالُ الأَزْدِيُّ- الْبَصْرِيُّ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَكَانَ مِنْ سَادَةِ الْعُبَّادِ، وُلِّيَ بَعْضَ الْحُرُوبِ فِي
أَيَّامِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ بِأَرْضِ فَارِسٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ عَامِلا لِعُمَرَ، وَكَانَ ثِقَةً
لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ.
وَقِيلَ، سُمِّيَ هَرِمًا لِأَنَّهُ بَقِيَ فِي بَطْنِ أمّه سنتين
حتّى طلعت ثنيّتاه.
__________
[1] انظر عن (هرم بن حيّان) في:
طبقات ابن سعد 7/ 131- 134، وطبقات خليفة 198، وتاريخ خليفة 141 و
159 و 164، والتاريخ الكبير 8/ 243 رقم 2869، والزهد لأحمد 282-
285، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 122، والمعارف 421 و 430 و 595، والجرح
والتعديل 9/ 110 رقم 463، وفتوح البلدان 387 و 478، وجمهرة أنساب
العرب 295، وتاريخ الطبري 4/ 74 و 266 و 286 و 352، والثقات لابن
حبّان 5/ 513، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 1182، والخراج وصناعة
الكتابة 388، 389، والعقد الفريد 2/ 472 و 3/ 171، وربيع الأبرار
4/ 198 و 385، وحلية الأولياء 2/ 119- 122 رقم 167، والاستيعاب 3/
611، 612، وأسد الغابة 5/ 57، والكامل في التاريخ 3/ 101 و 119،
وسير أعلام النبلاء 4/ 48- 50 رقم 12، والإصابة 3/ 601 رقم 8946،
والنجوم الزاهرة 1/ 132، والتذكرة الحمدونية 1/ 136 و 140، والغدير
للأميني 11/ 117، ومشتبه النسبة، ورقة 30 ب، رقم 757 (حسب تحقيقنا
لنسخة المتحف البريطاني) .
[2] في الطبقات الكبرى 7/ 131 و 132.
(5/533)
قَالَ أَبُو عِمَرانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ
هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْعَالِمَ
الْفَاسِقَ، فَبَلَغَ عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ وَأَشْفَقَ
مِنْهَا: مَا الْعَالِمُ الْفَاسِقُ؟ فَكَتَبَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَرَدْتُ إِلا الْخَيْرَ، يَكُونُ
إِمَامٌ يَتَكَلَّمُ بِالْعِلْمِ، وَيَعْمَلُ بِالْفِسْقِ،
وَيُشَبَّهُ عَلَى النَّاسِ فَيَضِلُّوا [1] .
قُلْتُ: إِنَّمَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ عُمَرُ لِأَنَّهُمْ لَمْ
يَكُونُوا يَعُدُّونَ الْعَالِمَ إِلا مَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ.
وَرَوَى الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْذَمِيُّ [2] ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ الْعَاصِ وَجَّهَ
هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ إِلَى قَلْعَةٍ فَافْتَتَحَهَا عَنْوَةً [3]
.
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: خَرَجَ هَرِمٌ وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عَامِرٍ بن كريز، فبينما رواحلهما ترعى إذ قَالَ هَرِمٌ:
أيَسُرُّكَ أَنَّكَ كُنْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: لا
وَاللَّهِ، لَقَدْ رَزَقَنِي اللَّهُ الإِسْلامَ، وَإِنِّي
لأَرْجُو مِنْ رَبِّي، فَقَالَ هَرِمٌ: لَكِنِّي وَاللَّهِ
لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ، فَأَكَلَتْنِي
هَذِهِ النَّاقَةُ، ثُمَّ بَعَرَتْنِي، فَاتُّخِذْتُ جِلَّةً،
وَلَمْ أكابد الحساب، ويحك يا ابن عامر إِنِّي أَخَافُ
الدَّاهِيَةَ الْكُبْرَى [4] .
قَالَ الْحَسَنُ: كَانَ وَاللَّهِ أَفْقَهَهُمَا وَأَعْلَمَهُمَا
باللَّه.
وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ يَقُولُ: مَا
أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ إِلا أَقَبْلَ اللَّهُ
بِقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيْهِ حَتَّى يَرْزُقَهُ
مَوَدَّتَهُمْ وَرَحْمَتَهُمْ.
وَقَالَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ: قَالَ هَرِمٌ: صَاحِبُ الْكَلامِ
عَلَى إِحْدَى مَنْزِلَتَيْنِ، إِنْ قَصَّرَ فِيهِ خَصَمَ، وَإِنْ
أَغْرَقَ فِيهِ أَثِمَ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: قَالَ هَرِمٌ: مَا رَأَيْتُ كَالنَّارِ نَامَ
هَارِبُهَا، وَلا كَالْجَنَّةِ نام طالبها [5] .
__________
[1] الطبقات لابن سعد 7/ 133.
[2] في الأصل «القحدمي» بالدال المهملة، والتحرير من اللباب.
[3] تاريخ خليفة 159.
[4] رواه أبو نعيم في الحلية 2/ 119، 120، من طريق: عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أبي همام الوليد بن شجاع، قال:
حدّثنا مخلد- يعني ابن حسين- عن هشام، وعن الحسن.
ورواه جرير، عن جابر، عن حميد بن هلال، نحوه.
[5] حلية الأولياء 2/ 119، طبقات ابن سعد 7/ 132.
(5/534)
وَقَالَ الْحَسَنُ: مَاتَ هَرِمُ بْنُ
حَيَّانَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَلَمَّا دُفِنَ جَاءَتْ سَحَابَةٌ
قَدْرُ قَبْرِهِ فَرَشَّتْهُ ثُمَّ انْصَرَفَتْ [1] .
وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَغَيْرُهُ: قِيلَ لِهَرِمٍ: أَلا
تُوصِي؟ قَالَ: قَدْ صَدَقَتْنِي نَفْسِي فِي الْحَيَاةِ وَمَا لِي
شَيْءٌ أُوصِي، وَلَكِنْ أُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ
النَّحْلِ [2] .
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: قَدِمَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ دِمَشْقَ فِي
طَلَبِ أُوَيْسٍ الْقَرَنِيُّ.
258- هَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ [3]- ع- يَرْوِي عَنْ،
عُمَرَ: وَعَمَّارٍ، وَالْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَحُذَيْفَةَ
وَجَمَاعَةٍ، رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ،
وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَوَبَرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : تُوُفِّيَ زَمَنَ الْحَجَّاجِ.
وَقَالَ حُصَيْنٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: إِنَّ هَمَّامَ
بْنَ الْحَارِثِ كان يدعو:
__________
[1] طبقات ابن سعد 7/ 133 و 134، وحلية الأولياء 2/ 122.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 132 وتحرّفت فيه «النحل» إلى «النخل» ، وذكر
الآيات: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ 16: 125 إلى آخر السورة إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ
اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ 16: 128.
[3] انظر عن (همام بن الحارث) في: رجال البخاري 2/ 776 رقم 1300،
ورجال مسلم 2/ 320، وطبقات ابن سعد 6/ 118، 119، وطبقات خليفة 340،
ورقم 1786 وتاريخ خليفة 257، والتاريخ الكبير 8/ 236 رقم 2848،
وتاريخ الثقات 461 رقم 1749، والمعرفة والتاريخ 2/ 576 و 3/ 217 و
221، والجرح والتعديل 9/ 106، 107 رقم 452، ومشاهير علماء الأمصار،
رقم 810، وأخبار القضاة 1/ 39، 40، والثقات لابن حبّان 5/ 510،
511، وصفة الصفوة 3/ 35 رقم 90، والاستيعاب 3/ 623، وأسد الغابة 5/
70، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1448، والمعين في طبقات المحدّثين
36 رقم 241، والكاشف 3/ 198 رقم 6089، والإصابة 3/ 609 رقم 8994،
وتهذيب التهذيب 11/ 66 رقم 105، وتقريب التهذيب 2/ 321 رقم 109،
وخلاصة تذهيب التهذيب 411، وحلية الأولياء 4/ 178، 179 رقم 265،
وسير أعلام النبلاء 4/ 283، 284 رقم 104.
[4] في الطبقات 6/ 118.
(5/535)
اللَّهمّ اشْفِنِي مِنَ النَّوْمِ
بِالسَّيْرِ، وَارْزُقْنِي سَهَرًا فِي طَاعَتِكَ. فَكَانَ لا
يَنَامُ إِلا هُنَيْهَةً وَهُوَ قَاعِدٌ [1] .
وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيُّ: كَانَ النَّاسُ يَتَعَلَّمُونَ
هَدْيَهُ وَسَمْتَهُ، وَكَانَ طَوِيلَ السَّهَرِ، رَحْمَةُ الله
عليه.
__________
[1] طبقات ابن سعد 6/ 118، حلية الأولياء 4/ 178.
(5/536)
[حرف الياء]
259- يحيى بن الحكم [1] ابن أبي العاص بن أمية الأُمَوِيُّ.
رَوَى عَنْ: مُعَاذٍ.
رَوَى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ أُسَامَةَ.
وَوَلِيَ الْمَدِينَةَ لابْنِ أَخِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ
وَلِيَ حِمْصَ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: كَانَ
يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ فِيهِ حُمْقٌ
[2] فَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بِلا إِذْنٍ، فَعَزَلَهُ.
وَذَكَرَ الْعُتْبِيُّ أن عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ:
كَيْفَ لَنَا بِمِثْلِ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا يَحْيَى بْنُ
الْحَكَمِ:
هَيْفَاءُ مُقْبِلةٌ عَجْزَاءُ مُدْبِرَةٌ ... لَفَّاءُ غَامِضَةُ
الْعَيْنَيْنِ مِعْطَارُ
خُوذٌ مِنَ الْخَفِرَاتِ الْبِيضِ لَمْ يَرَهَا ... بِسَاحَةِ
الدَّارِ لا بَعْلٌ وَلا جَارٌ
__________
[1] انظر عن (يحيى بن الحكم) في:
الأخبار الموفقيات 525، ونسب قريش 159 و 179، والمغازي للواقدي
697، والمحبّر 68، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 449 و 5 (انظر فهرس
الأعلام) 429، وتاريخ اليعقوبي 2/ 281، وتاريخ الطبري 4/ 535 و 5/
460 و 465 و 6/ 202 و 209 و 256 و 321 و 355 و 7/ 67، و 109، 110،
والكامل في التاريخ 3/ 258 و 4/ 323 و 418، والعقد الفريد 608 و 2/
12 و 73 و 4/ 21 و 25 و 6/ 99، وفوات الوفيات 3/ 161، ومروج الذهب
1428، ومعجم بني أميّة 196، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 101.
[2] قيل إن عبد الملك بن مروان كان يقول: من أراد أمرا فليشاور
يحيى، فإذا أشار عليه بأمر فليعمل بخلافه. (الأخبار الموفقيات 525)
.
(5/537)
وَعَنْ جُنَادَةَ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حِمْصَ،
فَأَمَرَ بِإِسْحَاقَ بْنِ الأَشْعَثِ، فَقُتِلَ صَبْرًا،
فَتَكَلَّمَ أَهْلُ حِمْصَ فَنُودِيَ: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ
وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ.
وَقَالَ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ؟
فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ذِي الْكَلاعِ فَقَالَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَسْنَا بِأَهْلِ الْكُوفَةَ،
وَلَكِنَّا الَّذِينَ قَاتَلْنَا مَعَكَ مُصْعَبَ بْنَ
الزُّبَيْرِ، وَأَنْتَ تَقُولُ يَوْمَئِذٍ: وَاللَّهِ يَا أَهْلَ
حِمْصَ لَأُوسِيَنَّكُمْ وَلَوْ بِمَا تَرَكَ مَرْوَانُ،
وَعَلَيْكَ يَوْمَئِذٍ قِبَاؤُكَ الأَصْفَرُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ:
اعْزِلْ عَنَّا سَفِيهَكَ يَحْيَى بْنَ الْحَكَمِ. فَقَالَ:
ارْحَلْ عَنْ جِوَارِ الْقَوْمِ.
260- يَزِيدُ بْنُ الأَسْوَدِ [1] الْجُرَشِيُّ [2] أَسْلَمَ فِي
حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِمَ
الشَّامَ، وَسَكَنَ بِقَرْيَةِ زِبْدِينَ فِي الْغُوطَةِ، وَلَهُ
دَارٌ بِدَاخِلِ بَابٍ شَرْقِيٍّ [3] .
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ
مَيْسَرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ: يَا أَبَا
الأَسْوَدِ، كَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْعُزَّى
تُعْبَدُ فِي قَرْيَةِ قَوْمِي [4] .
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ
عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ- رَجُلٌ تَابِعِيٌّ- عَنْ يَزِيدَ
بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ: اكْتُبُوا فِي
الْغَزْوِ، قَالُوا: قد
__________
[1] انظر عن (يزيد بن الأسود) في:
طبقات ابن سعد 7/ 444، وطبقات خليفة 285، والتاريخ الكبير 8/ 318
رقم 3158، والمعرفة والتاريخ 1/ 235 و 2/ 316 و 380 و 381 و 383 و
384 و 385، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 235 و 602، ومشاهير علماء
الأمصار، رقم 915، واللباب 1/ 272، والجرح والتعديل 9/ 250 رقم
1047، والاستيعاب 3/ 660، وأسد الغابة 5/ 103، وتهذيب الأسماء
واللغات ق 1 ج 2/ 161 رقم 252، وسير أعلام النبلاء 4/ 136، 137 رقم
43، والبداية والنهاية 8/ 324، والإصابة 3/ 673 رقم 9393، وموسوعة
علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ج 5/ 209، 210 رقم 1838، وانظر
لنا: دراسات في تاريخ الساحل الشامي، وتاريخ دمشق (مخطوطة
التيمورية) 46/ 489.
[2] في الأصل «الخرشي» والتصويب من (اللباب) .
[3] مشهور بهذا.
[4] التاريخ الكبير 8/ 318، تاريخ دمشق 46/ 489.
(5/538)
كَبَّرْتُ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ،
اكْتُبُونِي فَأَيْنَ سَوَادِي فِي الْمُسْلِمِينَ؟ قَالُوا:
أَمَّا إِذَا فَعَلْتَ فَأَفْطِرْ وَتَقَوَّ عَلَى الْعَدُوِّ،
قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَانِي أَبْقَى حَتَّى أُعَاتِبَ فِي نَفْسِي.
وَاللَّهِ لا أُشْبِعُهَا مِنْ طَعَامٍ، وَلا أُوطِئُهَا مِنْ
مَنَامٍ حَتَّى تَلْحَقَ بِالَّذِي خَلَقَهَا [1] .
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: ثنا صَفْوَانُ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ
عَامِرٍ، إِنَّ السَّمَاءَ قَحَطَتْ، فَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ
وَأَهْلُ دِمَشْقَ يَسْتَسْقُونَ، فَلَمَّا قَعَدَ مُعَاوِيَةُ
عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: أَيْنَ يَزِيدُ بْنُ الأَسْوَدِ
الْجَرَشِيُّ؟ فَنَادَاهُ النَّاسُ، فَأَقْبَلَ يَتَخَطَّى
النَّاسَ، فَأَمَرَهُ مُعَاوِيَةُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَعَدَ
عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: اللَّهمّ إِنَّا
نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ بِخَيْرِنَا وَأَفْضَلِنَا، اللَّهمّ إِنَّا
نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ الْيَوْمَ بِيَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ، يَا
يَزِيدُ ارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى اللَّهِ، فَرَفَعَ يَزِيدُ
يَدَيْهِ، وَرَفَعَ النَّاسُ، فَمَا كَانَ بِأَوْشَكَ أَنْ ثَارَتْ
سَحَابةٌ كَأَنَّهَا تُرْسٌ، وَهَبَّتْ لَهَا رِيحٌ فَسُقِينَا
حَتَّى كَادَ النَّاسُ أَنْ لا يَبْلُغُوا مَنَازِلَهُمْ [2] .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي
عُمَرَ السَّيْبَانِيُّ [3] وَغَيْرُهُمَا، إِنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ
قَيْسٍ اسْتَسْقَى بِيَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ، فَمَا بَرِحُوا
حَتَّى سُقُوا [4] .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ
لَمَّا خَرَجَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَحَلَ مَعَهُ يَزِيدُ
بْنُ الأَسْوَدِ، فَلَمَّا الْتَقَوْا قَالَ: اللَّهمّ احْجُزْ
بَيْنَ هَذَيْنِ الْجَبَلَيْنِ، وَوَلِّ الأَمْرَ أَحَبَّهُمَا
إِلَيْكَ، فَظَفِرَ عَبْدُ الْمَلِكِ [5] .
رَوَى الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقُرَشِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي
بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ [6] أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الأَسْوَدِ الجرشيّ
كان يسير هو
__________
[1] تاريخ دمشق 46/ 490.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 444.
[3] في طبعة القدسي 3/ 214 «الشيبانيّ» بالشين المعجمة، وهو تحريف،
والتصويب من الأنساب 7/ 215 إذ قال: بفتح السين المهملة وسكون
الياء المنقوطة بنقطتين.. النسبة إلى سيبان، وهو بطن من حمير.
وانظر اللباب 2/ 163.
[4] الخبر بأطول من ذلك في المعرفة والتاريخ 2/ 381.
[5] تاريخ دمشق 46/ 491.
[6] أقول إن لفظ المشيخة برد في المصادر التاريخية على الغالب
للحديث عن مشيخة ساحل دمشق. وقد ورد ذلك في تاريخ الطبري 4/ 262
وانظر لنا: دراسات في تاريخ الساحل
(5/539)
وَرَجُلٌ فِي أَرْضِ الرُّومِ، فَسَمِعَ
مُنَادِيًا يَقُولُ: يَا يَزِيدَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ،
وَإِنَّ صَاحِبَكَ لَمِنَ الْعَابِدِينَ، وَمَا نَحْنُ
بِكَاذِبِينَ [1] .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَسَاكِرَ الْحَافِظُ:
بَلَغَنِي أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الأَسْوَدِ كَانَ يُصَلِّي
الْعِشَاءَ الآخِرَةَ بمسجد دمشق، ويخرج إلى زبدين، فتضيء
إِبْهَامُهُ الْيُمْنَى، فَلا يَزَالُ يَمْشِي فِي ضَوْئِهَا
حَتَّى يَبْلُغَ زِبْدِينَ [2] .
قُلْتُ: وَقَدْ حَضَرَهُ وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ عِنْدَ
الْمَوْتِ.
261- يَزِيدُ بْنُ شَرِيكٍ [3]- ع- التّيميّ الكوفيّ، مِنْ تَيْمِ
الرَّبَابِ لا تَيْمِ قُرَيْشٍ.
رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةَ.
روى عنه: ابنه إبراهيم التيمي، وإبراهيم النخعي، والحكم بن عتبة،
وغيرهم.
وثقه يحيى بن معين.
مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
التَّيْمِيِّ قَالَ: كَانَ عَلَى أَبِي قَمِيصٌ مِنْ قُطْنٍ،
فَقُلُتْ: يَا أبَهْ، لَوْ لَبِسْتَ! فَقَالَ: لَقَدْ قَدِمْتُ
الْبَصْرَةَ، فَأَصَبْتَ آلَافًا فَمَا اكْتَرَثْتُ بِهَا فَرَحًا،
وَلا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِالْكُرْهِ أَيْضًا، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ
كُلَّ لُقْمَةٍ طَيِّبَةٍ أَكَلْتُهَا فِي فَمِ أَبْغَضِ النَّاسِ
إِلَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الدّرداء
__________
[ () ] الشامي (لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية)
-، ص 14 و 229- طبعة جرّوس برس- طرابلس 1990.
[1] تاريخ دمشق 46/ 491.
[2] تاريخ دمشق 6/ 492.
[3] انظر عن (يزيد بن شريك) في:
طبقات ابن سعد 6/ 104، وطبقات خليفة 144، والتاريخ لابن معين 2/
672، والتاريخ الكبير 8/ 340 رقم 3239، وتاريخ الثقات 479 رقم
1844، والثقات لابن حبّان 5/ 532، والمعرفة والتاريخ 2/ 645،
والجرح والتعديل 9/ 271 رقم 1137، وأسد الغابة 5/ 115، وتهذيب
الكمال (المصوّر) 3/ 1535، 1536، والكاشف 3/ 245 رقم 6429، والمعين
في طبقات المحدّثين 36 رقم 242، وتهذيب التهذيب 11/ 337 رقم 643،
وتقريب التهذيب 2/ 366 رقم 268، والإصابة 3/ 674 رقم 9402، وخلاصة
تذهيب التهذيب 433، ورجال البخاري 2/ 808 رقم 1357، ورجال مسلم 2/
359، 360 رقم 3875.
(5/540)
يَقُولُ: إِنَّ ذَا الدِّرْهَمَيْنِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَشَدُّ حِسَابًا مِنْ ذِي الدِّرْهَمِ.
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: لَمَّا قَصَّ
إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ أَخْرَجَهُ أبوه رحمه الله.
262- يزيد بن عميرة [1]- د ن- الزّبيديّ، ويقال الكنديّ، ويقال
السّكسكي الحمصيّ [2] .
روى عنه: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ،
وَغَيْرِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، وَشَهْرُ بْنُ
حَوْشَبٍ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَعَطِيَّةُ بْنُ
قَيْسٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [3] : شَاميٌّ
ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَكْبَرُ أَصْحَابِ مَالِكِ بْنِ
يُخَامِرَ، وَكَانَ رَأْسَ الْقَوْمِ يَزِيدُ بْنُ عميرة
الزّبيديّ.
__________
[1] انظر عن (يزيد بن عميرة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 440، وطبقات خليفة 308، والتاريخ الكبير 8/ 350
رقم 3288، وتاريخ الثقات 480 رقم 1852، والمعرفة والتاريخ 1/ 468 و
2/ 321 و 322 و 719، وتاريخ أبي زرعة 1/ 649، والجرح والتعديل 9/
282 رقم 1190، والثقات لابن حبّان 5/ 544، 545، وتهذيب الكمال
(المصوّر) 3/ 1540، وتهذيب التهذيب 11/ 351، 352 رقم 676، وتقريب
التهذيب 2/ 369 رقم 303، والإصابة 3/ 675 رقم 9406، وخلاصة تذهيب
التهذيب 433.
[2] ويقال: «الكلبي» أيضا، انظر: طبقات خليفة، والجرح والتعديل،
وتهذيب الكمال.
[3] تاريخ الثقات 480.
(5/541)
[الكنى]
263- أبو إدريس الخولانيّ [1] ع اسمه عائذ اللَّه بْن عَبْد
اللَّهِ، فقيه أَهْل دمشق، وقاضي دمشق. وقيل اسمه عَبْد اللَّهِ
بْن إدريس بْن عائذ اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبة.
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عام حُنَيْن [2] .
__________
[1] انظر عن (أبي إدريس الخولانيّ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 448، وطبقات خليفة 308، وتاريخ خليفة 280 و 296،
والتاريخ الكبير 7/ 83 رقم 375، والزهد لابن المبارك 58 و 141 و
541، والملحق 178، والمعرفة والتاريخ 2/ 319، وأنساب الأشراف 154/
354، وربيع الأبرار 4/ 361، والجرح والتعديل 7/ 37، 38 رقم 200،
وتاريخ الثقات 246 رقم 758، وأخبار القضاة 3/ 202، وتاريخ أبي زرعة
1/ 199، 200 و 329 و 345 و 360 و 365 و 387 و 391 و 544 و 584 و
585 و 597 و 602 و 637، وجمهرة أنساب العرب 418، وحلية الأولياء 5/
122، والاستيعاب 4/ 16، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/
173، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 852، وطبقات الفقهاء 74، وتاريخ
دمشق (عاصم- عائذ) 485- 525 رقم 63، وتاريخ داريا 109، والإكمال 6/
8، والأنساب 5/ 235، وأسد الغابة 5/ 134، وتهذيب الكمال (المصوّر)
2/ 646 و 3/ 1578، وسير أعلام النبلاء (4/ 272- 277 رقم 99، وتذكرة
الحفاظ 1/ 53، والعبر 1/ 91، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم
245، ولباب الآداب 303، ودول الإسلام 1/ 57، ونهاية الأرب 21/ 228،
ومرآة الجنان 1/ 96، والبداية والنهاية 9/ 34، والوافي بالوفيات
14/ 142، وقضاة دمشق، وتهذيب التهذيب 5/ 85، وتقريب التهذيب 1/ 390
رقم 75، والإصابة 3/ 57 رقم 6157، والنجوم الزاهرة 1/ 201، وطبقات
الحفّاظ 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 185، وشذرات الذهب 1/ 88، وتهذيب
تاريخ دمشق 7/ 206، وتاج العروس (مادة عوذ) ، ورجال مسلم 1/ 381
رقم 1934، ومشتبه النسبة، ورقة 28 ب، رقم 680.
[2] طبقات ابن سعد 7/ 448، تاريخ دمشق 504 و 513.
(5/542)
وحدّث عَنْ: أَبِي ذَرّ، وأَبِي الدرداء،
وحُذَيْفة، وعُبادة بْن الصّامت، وأَبِي موسى، والمُغِيرَة بْن
شُعْبة، وأَبِي هريرة، وعُقْبة بْن عامر، وعَوْف بْن مالك، وشدّاد
بْن أوس، وابْن عَبَّاس، وأَبِي مسلم الخَوْلانيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: مكحول، وأَبُو سلام الأسود، وأَبُو قلابة
الْجَرْميّ، والزُّهْريّ، وربيعة بْن يَزِيد، ويحيى بْن يحيى
الغسّاني، وأَبُو حازم الأعرج، ويونس بْن مَيْسَرة، وآخرون كثيرون.
قَالَ العَبَّاس بْن سالم الدمشقيّ، وهُوَ ثقة: سَمِعْت أَبَا
إدريس الخَوْلانيّ قَالَ: لَمْ أنس عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود
قائمًا عَلَى دَرَج كنيسة [1] دمشق يحدّثنا بالأحاديث.
قَالَ أَبُو زُرْعة الدمشقيّ: قلت لدُحَيْم: أيُّ الرَّجُلين عندك
أعلم:
جُبَير بْن نُفَيْر، أو أَبُو إدريس الخَوْلانيّ؟ قَالَ: أَبُو
إدريس عندي المقدّم، ورفع من شأن جُبَير لإسناده وأحاديثه [2] .
وقَالَ الزُّهْري: حَدَّثَنِي أَبُو إدريس، وكَانَ من فُقهاء أَهْل
الشام [3] .
وقَالَ مكحول: ما رأيت مثل أَبِي إدريس الخَوْلانيّ [4] .
عَنْ سَعِيد بْن عبد العزيز قَالَ: كَانَ أَبُو إدريس عالمَ الشام
بَعْد أَبِي الدرداء [5] .
وقَالَ مُحَمَّد بْن شُعيب بْن شابور، أخبرني يَزِيد بْن عُبَيدة
أنّه رأى أَبَا إدريس فِي زمن عَبْد الْمَلِكِ، وأنّ حلق المسجد
بدمشق يقرءون القرآن
__________
[1] في تاريخ دمشق «مسجد دمشق» .
وأقول أنا طالب العلم محقق هذا الكتاب عمر عبد السلام تدمري
الطرابلسي: إن ما ورد هنا من أنه «كنيسة دمشق» يدعمه ما جاء في
تاريخ دمشق، رغم النص على «مسجد دمشق» فالعبارة فيه تدل على أن
المراد الكنيسة.
وهذا يوضّحه سياق الخبر، حيث روى يحيى بن سعيد والوليد بن سليمان
بن أبي السائب أنهما رأيا أبا إدريس الخولانيّ يجلس بالعشيّات على
درج مسجد (!) دمشق الّذي يطلع الناس منه إلى مسجد المسلمين
ومصلّاهم، مقبل بوجهه على القبلة والناس تحته جلوس يسألونه فيقصّ
عليهم ويحدّثهم بالأحاديث. (517) .
[2] تاريخ دمشق 513.
[3] تاريخ دمشق 514.
[4] تاريخ دمشق 415.
[5] تاريخ دمشق 516.
(5/543)
يدرسون جميعًا، وأَبُو إدريس جالس إِلَى
بعض العُمُد، فكُلَّما مرّت حلقةٌ بآية سَجْدةٍ بعثوا إليه يقرأ
بها، فأنصتوا لَهُ وسجد بهم، وسجدوا جميعًا بسجوده، وربّما سجد بهم
اثنتي عشرة سجْدة، حتّى إذا فرغوا من قراءتهم قام أَبُو إدريس
يقُصّ.
ثم قدّم الْقَصَصَ بَعْد ذَلِكَ [1] .
وقَالَ خَالِد بْن يَزِيد بْن أَبِي مالك، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كنّا نجلس إِلَى أَبِي إدريس الخَوْلاني فيحدّثنا، فحدّث يومًا
بغزاةٍ حتّى استوعبها، فقَالَ رجل:
أحَضَرْتَ هذه الغَزَاة؟ قَالَ: لا، فقَالَ: قد حضرتُها مَعَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولأنْتَ
أحْفَظُ لها مني [2] .
وقَالَ سعيد بْن عبد العزيز: عزل عَبْد الْمَلِكِ بلالا عَنِ
القضاء وولّى أَبَا إدريس [3] .
وقَالَ الوليد [4] عَنِ ابْن جابر: إنّ عَبْد الْمَلِكِ عزل أَبَا
إدريس عَنِ القَصص وأقرَّه عَلَى القضاء، فقَالَ: عزلتموني عَنْ
رغبتي، وتركتموني فِي رهْبتي [5] .
وقَالَ أَبُو عُمَر بْن عبد البَرّ [6] : سماع أَبِي إدريس عندنا
من مُعاذ صحيح.
قَالَ خَلِيفَة [7] : تُوُفِّيَ سنة ثمانين.
264- أبو بحريّة [8] التراغميّ [9] الحمصيّ. اسمه عَبْد اللَّهِ
بْن قَيْس. شهِد خُطبة الجابية.
__________
[1] تاريخ دمشق 516 و 517.
[2] تاريخ دمشق 517.
[3] تاريخ دمشق 522.
[4] هو الوليد بن مسلم الدمشقيّ.
[5] تاريخ دمشق 522.
[6] في الاستيعاب 4/ 16.
[7] في الطبقات 308.
[8] مهمل في الأصل.
[9] انظر عن (أبي بحريّة التراغمي) في:
(5/544)
وحدّث عَنْ: مُعاذ، وأَبِي هريرة، ومالك
بْن يَسَار.
روى عنه: خالد بن معدان، وضمرة بن حبيب، ويزيد بن قطب، ويونس بن
ميسرة، وأبو بكر بن أبي مريم، وغيرهم.
أدرك الجاهلية. ووثقه ابن معين، وغيره، وفي لقي ابن أبي مريم له
نظر.
قال بقية: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن أَبِي مريم، عَنْ يحيى بْن
جَابِر، عَنْ أَبِي بحرية قَالَ: إذا رأيتموني ألتفت فِي الصّفّ
فأوجئوا فِي لحيْي حتّى أسْتوي.
وحكى عَبْد اللَّهِ القطربليّ، عَنِ الْوَاقِدِيّ أَنَّ عُثْمَان
كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَة:
أَنْ أغْزِ الصَّائِفَةَ رَجُلا مَأْمُونًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ،
رَفِيقًا بِسِيَاسَتِهِمْ، فَعَقَدَ لأَبِي بَحْرِيَّةَ عَبْد
اللَّهِ بْن قَيْس الكِنْديّ، وكَانَ فقيهًا ناسكًا يُحمَل عَنْهُ
الْحَدِيث، وكَانَ عُثمانيّ الهوى حَتَّى مات فِي زمن الوليد،
وكَانَ مُعَاوِيَة وخلفاء بني أُمَيَّةَ تُعَظِّمُه [1] .
يُؤخَّر إِلَى الطبقة التاسعة.
265- أبو تميم الجيشانيّ [2] م ت ن ق اسمه عَبْد اللَّهِ بْن مالك
بْن أَبِي الأسحم المصريّ أخو سيف.
__________
[ () ] طبقات ابن سعد 7/ 442، والتاريخ الكبير 5/ 171 رقم 543،
والمعرفة والتاريخ 2/ 313، والجرح والتعديل 5/ 138 رقم 645، والكنى
والأسماء للدولابي 1/ 125، وتاريخ الثقات 490 رقم 1900، وتاريخ أبي
زرعة 1/ 346 و 391، وتهذيب الكمال 15/ 456- 458 رقم 3493، والتاريخ
لابن معين 2/ 327، وعلل أحمد 1/ 54 و 181، والتاريخ الصغير 1/ 176،
والثقات لابن حبّان 5/ 25، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 919،
والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 91 أ، وسير أعلام النبلاء 4/ 594 رقم
332، والكاشف 2/ رقم 2953، وغاية النهاية 1/ 442، وتهذيب التهذيب
5/ 364، وتقريب التهذيب 1/ 441، 442 رقم 553، والإصابة 4/ 23، 24
رقم 148، وخلاصة تذهيب التهذيب 210.
وقد قيّده القدسي- رحمه الله- في طبعته 3/ 216 «اليزاغمي» بالياء
والزاي والغين، معتمدا على الخلاصة للخزرجي. والّذي أثبتناه عن
المصادر.
[1] تهذيب الكمال 15/ 458.
[2] انظر عن (أبي تميم الجيشانيّ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 510، وطبقات خليفة 293، والعلل لأحمد 261 و 1/
410، والتاريخ
(5/545)
وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقدما المدينة زمن عُمَر.
رَوَى أَبُو تميم عَنْ: عُمَر، وعَلِيّ، وأَبِي ذَرّ، وقرأ
الْقُرْآن عَلَى مُعاذ بْن جَبَل.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّهِ بْن هُبَيْرة، وكعب بْن علقْمة،
ومَرْثَد بن عبد الله اليزني، وبكر بن سوادة، وغيرهم.
قَالَ يَزِيد بْن أَبِي حبيب: كَانَ من أعبد أَهْل مصر [1] .
قلت: تُوُفِّيَ فِي سَنَة سبع وسبعين. نقله سَعِيد بْن عفير.
وقَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ المقرئ: ثنا ابْن لَهيعة،
حَدَّثَنِي ابْن هُبَيرة:
سَمِعْت أَبَا تميم الْجَيْشَانيّ يَقُول: أقرأني مُعاذ بْن جَبَل
الْقُرْآن حِينَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى اليمن.
قلت: وتعلّم مُعاذ كثيرًا من الْقُرْآن من ابْن مَسْعُود، قاله
الأعمش، عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعيّ.
قَالَ ابْن مَسْعُود: جاء مُعَاذ، فقال لي النبي صلى الله عليه
وسلم أقْرِئه، فأقرأتُهُ ما كَانَ معي، ثمّ كنت أنا وهُوَ نختلف
إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرئنا.
__________
[ () ] الكبير 5/ 203 رقم 642، والتاريخ الصغير 1/ 176، والمعرفة
والتاريخ 1/ 299 و 2/ 487 و 488 و 492 و 493، وتاريخ الثقات 493
رقم 1918، وتاريخ أبي زرعة 1/ 393، والجرح والتعديل 5/ 171 رقم
791، والثقات لابن حبّان 5/ 14 و 49، ومشاهير علماء الأمصار، رقم
928، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة ج 1/ 93 ب.، والكنى والأسماء
للدولابي 1/ 19 و 65، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 279، 280،
والاستيعاب 4/ 26، 27، وأسد الغابة 5/ 152، وتهذيب الكمال 15/ 503-
505 رقم 3514، وسير أعلام النبلاء 4/ 73، 74 رقم 19، والكاشف 2 رقم
2969، والعبر 1/ 88، والإصابة 4/ 27 رقم 161، وتهذيب التهذيب 5/
379، 380، وتقريب التهذيب 1/ 444، وخلاصة تذهيب التهذيب 211،
وشذرات الذهب 1/ 84، ومرآة الجنان 1/ 158، ودول الإسلام 1/ 55،
ورجال مسلم 2/ 393 رقم 871.
والجيشانيّ: بفتح الجيم وسكون الياء وفتح الشين.. نسبة إلى جيشان
بن عبد الله بن حجر بن ذي رعين ... (اللباب 1/ 263) .
[1] تهذيب الكمال 15/ 504.
(5/546)
266- أَبُو ثعلبة [1] الخُشنّي [2] ع اسمه
عَلَى أشهر ما قيل جرثوم بْن ناشم.
لَهُ صُحبة ورواية، ورَوَى أَيْضًا عَنْ: أبي عُبَيدة، ومُعاذ.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيد بْن المسيّب، وجُبَير بْن نُفَير، وأَبُو
إدريس الخَوْلاني، وأَبُو رجاء العُطَارديّ، وأبو الزّاهريّة،
وعمير بن هانئ.
وسكن الشام، وكَانَ يكون بداريّا.
وقيل: إنّه سكن قرية البلاط [3] وله ذرية بها [4] .
وقَالَ الدارَقُطْنيُّ وغيرُه: بايع بَيْعة الرضوان، وضرب لَهُ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسَهْمٍ يوم
خيبر، وأرسله إلى قومه، فأسلموا [5] .
__________
[1] انظر عن (أبي ثعلبة الخشنيّ) في: مسند أحمد 4/ 106 و 193،
وطبقات ابن سعد 7/ 416، وطبقات خليفة 120 و 305 (الأشق بن جرهم) ،
والتاريخ الكبير 2/ 250 رقم 2357 (جرهم، ويقال جرثوم بن ناشم ويقال
ناشب ويقال عمرو) ، والمعرفة والتاريخ 1/ 294 و 2/ 148 و 319 و 3/
72 و 170 و 356 (جرهم بن ناشم) ، وتاريخ أبي زرعة 1/ 387 و 459 و
2/ 690 و 718 (جرثوم) ، وتاريخ الطبري 1/ 16، 17، والجرح والتعديل
2/ 543 رقم 2257 (جرثوم بن عمرو) ، ومشاهير علماء الأمصار، رقم
337، وجمهرة أنساب العرب 455 (الأشرس بن جرهم) ، والاستيعاب 4/ 27،
28 وفيه: أبو ثعلبة الخشنيّ. اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا
كثيرا فقيل اسمه جرم، وقيل جرثوم، وقيل ابن ناشب، وقيل ابن ناشم،
وقيل ابن لاشر، وقيل بل اسمه عمرو بن جرثوم، وقيل اسمه لاشر بن
جرهم، وقيل كاشف بن جرهم، وقيل جرثومة، ولم يختلفوا في صحبته. وأسد
الغابة 5/ 154، 155، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1590، 1591، وتحفة
الأشراف 9/ 130- 137 رقم 604، والكاشف 3/ 281 رقم 76، ودول الإسلام
1/ 55، والبداية والنهاية 9/ 7، 8، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة
98 أ، والنكت والظراف 9/ 136، ومشتبه النسبة، ورقة 16 ب وفيه
«جرثوم بن ناشر» ، والإصابة 4/ 29، 30 رقم 177، وتهذيب التهذيب 12/
49، 50 رقم 198، وتقريب التهذيب 2/ 404، رقم 3 والاستبصار 339،
والعبر 1/ 85، وسير أعلام النبلاء 2/ 567- 571 رقم 120، وكنز
العمال 13/ 615، وشذرات الذهب 1/ 82، ورجال البخاري 1/ 152 رقم 190
وفيه جرهم، والمعجم الكبير للطبراني 22/ 207 (وفيه: لا شومة بن
جرثومة) ، والعلل لابن المديني 57 رقم 68.
[2] الخشنيّ: بضم الخاء وفتح الشين.. نسبة إلى خشين بن النمر بن
وبرة.. (اللباب 1/ 374) .
[3] في الأصل «البلاد» ، والبلاط قرية لا تزال إلى الآن في غوطة
دمشق الشرقية.
[4] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 19/ 1 أ.
[5] تاريخ دمشق 19/ 1 أ.
(5/547)
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [1] :
ثنا عَبْدُ الرّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي
قَلابَةَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
اكْتُبْ لِي بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا بِالشَّامِ- لَمْ يَظْهَرْ
عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حِينَئِذٍ- فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَلا تَسْمَعُونَ مَا يَقُولُ هَذَا» ؟ فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ:
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَظْهَرَنَّ عَلَيْهَا. قَالَ:
فَكَتَبَ لَهُ بِهَا [2] . وقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ
الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ
جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَا
أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ، وَكَعْبٌ جَالِسَيْنِ، إذ قَالَ
أَبُو ثَعْلَبَةَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، مَا مِنْ عَبْدٍ تَفَرَّغَ
لِعِبَادَةِ اللَّهِ إِلا كَفَاهُ اللَّهُ مَئُونَةَ الدُّنْيَا،
قَالَ: أَيْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ شَيْءٌ تَرَاهُ؟
قَالَ: بَلْ شَيْءٌ أَرَاهُ، قَالَ: فَإِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ
الْمُنْزَلِ مَنْ جَمَعَ هُمُومَهُ هَمًّا وَاحِدًا، فَجَعَلَهُ
فِي طَاعَةِ اللَّهِ، كَفَاهُ اللَّهُ مَا أَهَمَّهُ، وَكَانَ
رِزْقُهُ عَلَى اللَّهِ، وَعَمَلُهُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ فَرَّقَ
هُمُومَهُ، فَجَعَلَ فِي كُلِّ وَادٍ هَمًّا، لَمْ يُبَالِ اللَّهُ
فِي أَيِّهَا هَلَكَ، ثُمَّ تَحَدَّثا سَاعَةً، فَمَرَّ رَجُلٌ
يَخْتَالُ بَيْنَ بُرْدَيْنِ، فَقَالَ أَبُو ثعلبة: يا أبا إسحاق
بئس الثوب ثوب الْخُيَلَاءُ، فَقَالَ: أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَلْ
شَيْءٌ أَرَاهُ، قَالَ: فَإِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ:
مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ
حَتَّى يَضَعَهُ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ يُحِبَّهُ [3] . وقَالَ
خَالِد بْن مُحَمَّد الوهْبيّ والد أَحْمَد: سَمِعْت أَبَا
الزَّاهرية قَالَ:
سَمِعْت أَبَا ثعلبة يَقُول: إنّي لأرجو أن لا يخنُقني اللَّهُ
عزَّ وجلَّ كما أراكم تُخنقون عند الموت، قَالَ: فبينما هُوَ يصلي
فِي جوف الليل قبض وهو ساجد [4] .
__________
[1] ج 4/ 193، 194.
[2] والحديث أيضا في: المصنّف لعبد الرزاق 4/ 471 رقم 8503 باب صيد
الجارح وهل ترسل كلاب الصيد على الجيف، وفي كتاب الأموال لأبي عبيد
بن سلام 349.
[3] روى المؤلّف- رحمه الله- نصف هذا الحديث في سير أعلام النبلاء
2/ 570 وهو بكاملة في تهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1591.
[4] وتمام الخبر في تهذيب الكمال 3/ 1591 «فرأت ابنته أن أباها قد
مات، فاستيقظت فزعة فنادت أمّها: أين أبي؟ قالت: في مصلّاه. فنادته
فلم يجبها، فأنبهته فوجدته ساجدا، فحرّكته، فوقع لحينه ميتا» .
(5/548)
قَالَ أَبُو حسّان الزّياديّ: تُوُفِّيَ
سَنَة خمس وسبعين.
267- أبو جحيفة السّوائيّ [1]- ع- اسمه وهْب بْن عَبْد اللَّهِ،
ويقَالَ لَهُ وهب الخير من صغار الصَّحَابَة، تُوُفِّيَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُراهق، وكَانَ صاحب
شُرطة عَلِيّ، وكَانَ إذا خطب عَلِيّ يقوم تحت منبره.
رَوَى عَنْ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعَنْ
عَلِيّ، والبَرَاء.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن الأقمر، وسلمة بْن كهيل، والحَكَم بْن
عُتْبة، وابنه عَوْن بْن أَبِي جُحَيْفة، وإسماعيل ابْن أَبِي
خَالِد، وغيرهم.
تُوُفِّيَ سَنَة إِحْدَى وسبعين، والأصحّ أنّه تُوُفِّيَ سَنَة
أربعٍ وسبعين، وقيل: أنّه بقي إِلَى سَنَة نيّفٍ وثمانين.
268- أمّ خالد الأمويّة [2] خ د ن بنت خَالِد بْن سَعِيد بْن العاص
بْن أميّة الأمويّة، اسمها أمة.
__________
[1] انظر عن (أبي جحيفة السوائي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 63، 64، وطبقات خليفة 57 و 132، وتاريخ خليفة
273، والتاريخ لابن معين 2/ 636، والتاريخ الكبير 8/ 162 رقم 2558،
والتاريخ الصغير 81، ومعرفة الرجال 2/ 127 رقم 385 ب، ومقدّمة مسند
بقيّ بن مخلد 86 رقم 72، والمعرفة والتاريخ 1/ 219 و 220 و 223 و
2/ 162 و 631 و 639 و 651 و 667 و 668 و 3/ 169 و 221 و 242،
وتاريخ أبي زرعة 1/ 587، وتاريخ الطبري 3/ 181، والجرح والتعديل 9/
22 رقم 99، وجمهرة أنساب العرب 373، ومشاهير علماء الأمصار، رقم
295، والاستيعاب 4/ 36، 37، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 117 أ،
والكنى والأسماء للدولابي 1/ 22، وأسد الغابة 5/ 157، وتهذيب
الكمال (المصوّر) 3/ 1479 و 1592، وتحفة الأشراف 9/ 96- 103 رقم
583، والكاشف 3/ 215 رقم 6219، وسير أعلام النبلاء 3/ 202، 203 رقم
44، والمستدرك على الصحيحين 3/ 617، وتاريخ بغداد 1/ 199، والجمع
بين رجال الصحيحين 2/ 540، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 201،
202 رقم 307، والعبر 1/ 84، ودول الإسلام 1/ 54، والبداية والنهاية
9/ 6، والإصابة 3/ 642 رقم 9166، والنكت الظراف 9/ 98 و 100- 102،
وتهذيب التهذيب 11/ 164 رقم 281، وتقريب التهذيب 2/ 338 رقم 119،
وخلاصة تذهيب التهذيب 359، وشذرات الذهب 1/ 82.
والسّوائي: بضم السين المهملة.
[2] انظر عن (أم خالد بنت خالد) في:
طبقات ابن سعد 8/ 234، وطبقات خليفة رقم 3244، والمحبّر 410،
والجرح والتعديل
(5/549)
ولدت لأبيها بالحَبَشة.
ولها صُحْبة ورواية حديثين.
وتزوّجها الزُّبيْر بْن العوَّام فولدت لَهُ عَمْرًا، وخالدًا.
رَوَى عنها: سَعِيد بْن عَمْرو بْن سَعِيد بْن الْعَاصِ، وموسى بْن
عُقبة.
وأظنُّها آخر من مات من النّساء الصَّحابيّات.
الْوَاقِدِيّ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْن مُحَمَّد بْن خَالِد، عَنْ
أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ أَمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ: سَمِعْتُ
النَّجَاشِيَّ يَوْمَ خَرَجْنَا يَقُولُ لأَصْحَابِ
السَّفِينَتَيْنِ:
أَقْرِئُوا جَمِيعًا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنِّي السَّلامَ، قَالَتْ: فَكُنْتُ فِيمَنْ أَقْرَأَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ
النَّجَاشِيِّ السَّلامَ [1] .
أَبُو نُعَيْمٍ، وَالطَّيَالِسِيُّ قَالا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ
سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَتْنِي أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ
خَالِدٍ قَالَتْ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ،
فَقَالَ: «مَنْ تَرَوْنَ أكْسُو هَذِهِ» ؟ فَسَكَتُوا، فَقَالَ:
«ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ» ، فَأُتِيَ بِي أُحْمَلُ،
فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ وَقَالَ: «أَبْلِي وَأَخْلِقِي»
يَقُولُهَا مَرَّتَيْنِ، وَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ
الْخَمِيصَةِ أَحْمَرَ وَأَصْفَرَ، فَقَالَ: «هَذَا سَنَا يَا
أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا» وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ إِلَى
الْعَلَمِ.
وَالسَّنَا بلسان الحبش: الحسن. قال إسحاق: فحدّثتني امرأة من أهلي
أنّها رأت الخَميصة عند أمّ خالد [2] .
269- أبو سالم الجيشانيّ [3]- م د ن- اسمه سفيان بن هانئ المصريّ.
__________
[ () ] 9/ 462 رقم 2369، والمعرفة والتاريخ 3/ 367، والاستيعاب 4/
446، وأسد الغابة 5/ 579، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1702، 1703،
وتحفة الأشراف 11/ 268 رقم 863، وسير أعلام النبلاء 3/ 470، 471
رقم 98، والكاشف 3/ 421 رقم 9، والإصابة 4/ 238 رقم 82، وتهذيب
التهذيب 12/ 400 رقم 2730، وتقريب التهذيب 2/ 590 رقم 11، وربيع
الأبرار 4/ 331، ومعجم بني أمية 211 رقم 445.
[1] طبقات ابن سعد 8/ 234.
[2] طبقات ابن سعد 8/ 234 وانظر تخريج الحديث للشيخ شعيب الأرنئوط
في حاشية سير أعلام النبلاء 3/ 472.
[3] انظر عن (أبي سالم الجيشانيّ) في:
(5/550)
شهدِ فتحَ مِصْرَ، وَوَفَدَ عَلَى عَلِيّ
رَضِيَ الله عنه.
وروى عَنْ: عَلِيّ وأَبِي ذَرّ، وزيد بْن خَالِد الْجُهَنيّ.
رَوَى عَنْهُ: ابنه سالم، وابْن ابنه سعيد بْن سالم، وبكر بْن
سوادة [1] ، ويَزِيد بْن حبيب، وعَبْد اللَّهِ بْن أَبِي جَعْفَرٍ.
270- أَبُو سَعِيد الخُدْرِيّ [2] ع صَاحِبِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ من فُضَلاء الصَّحَابَة
بالمدينة. وهو
__________
[ () ] التاريخ الكبير 4/ 87 رقم 2061، وتاريخ الثقات 499 رقم
1954، والثقات لابن حبّان 5/ 565، والمعرفة والتاريخ 2/ 463،
والجرح والتعديل 4/ 219 رقم 954، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 184،
والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 263 ب، والتاريخ لابن معين 2/ 220،
والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 196، وأسد الغابة 2/ 322، وتهذيب
الكمال 11/ 199، 200 رقم 2417، و (المصوّر) 3/ 1607، وسير أعلام
النبلاء 4/ 74 رقم 20، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2376، والكاشف
2/ 302 رقم 2023، والوافي بالوفيات 15/ 283 رقم 395، وجامع التحصيل
226 رقم 251، وتهذيب التهذيب 4/ 123 رقم 209، وتقريب التهذيب 1/
312 رقم 322، والإصابة 2/ 113 رقم 3689، وخلاصة تذهيب التهذيب 146،
ورجال مسلم 1/ 287 رقم 617.
[1] في طبعة القدسي 3/ 219 «سوارة» بالراء، وهو تحريف.
[2] انظر عن (أبي سعيد الخدريّ) في:
طبقات خليفة 96، وتاريخ خليفة 71 و 198 و 239 و 271، والتاريخ لابن
معين 2/ 193، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، ومسند أحمد 3/
2، والمحبّر 291 و 429، والتاريخ الكبير 4/ 44 رقم 1910، والتاريخ
الصغير 1/ 103 و 135 و 139 و 161 و 167، والمعارف 268 و 447،
والجامع الصحيح للترمذي 1/ 262، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس
الأعلام) 3/ 548، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 80 رقم 7، وتاريخ أبي
زرعة 1/ 166 و 189 و 309 و 466 و 539 و 553 و 619، وتاريخ الطبري
2/ 505 و 587 و 3/ 92 و 93 و 149 و 180 و 191 و 287 و 4/ 430 و 5/
425 و 429، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 47 و 53 و 55 و 56 و 170
و 3/ 43 و 89 و 159 و 200 و 4/ 137 و 242 و 248 و 277 و 286،
والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1176، والسير والمغازي 92
و 93 و 280، والجرح والتعديل 4/ 93 رقم 406، والمنتخب من ذيل
المذيل 526، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 26، والثقات 3/ 150، 151،
والكنى والأسماء للدولابي 1/ 34، وجمهرة أنساب العرب 362، وحلية
الأولياء 1/ 369- 371 رقم 75، والمعجم الكبير للطبراني 6/ 40 رقم
534، والاستيعاب 2/ 602 و 4/ 89، والأسامي والكنى للحاكم 216 أ،
والمستدرك على الصحيحين 3/ 563، وتاريخ بغداد 1/ 180، 181 رقم 19،
وربيع الأبرار 4/ 321 و 409 و 465، والعقد الفريد (انظر فهرس
الأعلام) 7/ 93، والإكمال
(5/551)
سَعِيد بْن مالك بْن سنان بْن ثعلبة بْن
عُبَيد الأَنْصَارِيّ الخزْرجيّ الخُدْرِيّ.
رَوَى الكثير عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أَبِي بَكْرٍ،
وعُمر، وأخيه لأمّه قَتَادة بْن النُّعمان.
رَوَى عَنْهُ: زيد بْن ثابت، وابْن عَبَّاس، وجَابِر بْن عَبْد
اللَّهِ، وسَعِيد بْن المسيّب، وطارق بْن شهاب، وسَعِيد بْن
جُبَير، وأَبُو صالح السّمّان، وعطاء بْن يَسَار، والْحَسَن، وأبو
الوداك، وعمرو بْن سُلَيْم الزُّرَقيّ، وأَبُو سَلَمَةَ، ونافع
مولى ابْن عُمَر، وخلْق.
وقُتل أَبُوهُ يوم أُحُد [1] .
قَالَ أَبُو هارون العبديّ: كَانَ أَبُو سَعِيد الخُدْرِيّ لا
يَخْضب، كَانَت لحيته بيضاء خَضْلاء [2] .
__________
[ () ] 3/ 296، وطبقات الفقهاء 51، والجمع بين رجال الصحيحين 1/
158، والأنساب 5/ 58، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 110- 115، وتلقيح فهوم
أهل الأثر 154، وأسد الغابة 2/ 289 و 5/ 211، وتهذيب الأسماء
واللغات ق 1 ج 2/ 237 رقم 355، والكامل في التاريخ 2/ 151 و 271 و
3/ 191 و 378 و 4/ 62 و 118 و 363، وتهذيب الكمال 10/ 294- 300 رقم
2224، وتحفة الأشراف 3/ 326- 503 رقم 186، والعبر 1/ 84، وسير
أعلام النبلاء 3/ 168- 172 رقم 28، وتذكرة الحفاظ 1/ 41، والكاشف
1/ 279 رقم 1859، والمعين في طبقات 21 رقم 45، وتلخيص المستدرك 3/
563، 564، ودول الإسلام 1/ 54، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 37 و
192 و 193 و 194 و 260 و 536 و 564 و 604 و 634 وعهد الخلفاء
الراشدين (من تاريخ الإسلام) انظر فهرس الأعلام 718، والوافي
بالوفيات 15/ 148 رقم 210، والبداية والنهاية 9/ 3، 4، ومرآة
الجنان 1/ 155، والنكت الظراف 3/ 327، وتهذيب التهذيب 3/ 479- 481
رقم 894، وتقريب التهذيب 1/ 289 رقم 101، والإصابة 2/ 35 رقم 3196،
والنجوم الزاهرة 1/ 192، وخلاصة تذهيب التهذيب 115، وشذرات الذهب
1/ 81، والزهد لابن المبارك (انظر فهرس الأعلام) .. ص (ح) ، ورجال
مسلم 1/ 232 رقم 498.
والخدريّ: بضم الخاء وسكون الذال.. نسبة إلى خدرة بن عوف بن الحارث
بن الخزرج.
(اللباب 1/ 349) .
[1] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 89، وطبقات ابن سعد 2/ 43.
[2] في طبعة القدسي 3/ 220 «خصلا» بالصاد المهملة، والتحرير من
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 112.
(5/552)
وقَالَ ابْن سَعْد، وغيره: شهد أَبُو
سَعِيد الخنْدق وما بعدها من المشاهد [1] .
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي
زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: عُرِضْتُ يَوْمَ
أُحُدٍ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَنَا ابْنُ ثَلاثَ عَشْرَةَ فَجَعَلَ أَبِي يَأْخُذُ بِيَدِي
فَيَقُولُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ عَبْلُ الْعِظَامِ، وَجَعَلَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَعِّدُ فِي
النَّظَرِ وَيُصَوِّبُهُ، ثُمَّ قَالَ: «رُدَّهُ» فَرَدَّنِي [2] .
وقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني عقيل بن
مُدْرَكٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ
رَجُلا أَتَاهُ فَقَالَ: أَوْصِنِي يَا أَبَا سَعِيدٍ، قَالَ:
عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَإِنَّهَا رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ،
وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الإِسْلامِ،
وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ
رَوْحُكَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَذِكْرُكَ فِي أَهْلِ الأَرْضِ،
وَعَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلا فِي حَقٍّ فَإِنَّكَ تَغْلِبُ
الشَّيْطَانَ [3] .
وقَالَ حنظلة بْن أَبِي سُفْيَان، عَنْ أشياخه، إنّه لَمْ يكن أحدٌ
من أحداث أصحاب النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعلم من
أَبِي سَعِيد الخُدْرِيّ [4] .
وقَالَ وهْب بْن جَرِير: ثنا أَبُو عَقِيلٍ الدَّوْرَقِيُّ:
سَمِعْتُ أَبَا بَصْرَةَ يُحَدِّثُ قَالَ: وَدَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ
يَوْمَ الْحَرَّةِ غَارًا، فَدَخَلَ فِيهِ عَلَيْهِ رَجُلٌ ثُمَّ
خَرَجَ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ: أَدُلُّكَ عَلَى
رَجُلٍ تَقْتُلَهُ، فَلَمَّا انْتَهَى الشَّامِيُّ إِلَى بَابِ
الْغَارِ، قَالَ لأَبِي سَعِيدٍ، وَفِي عُنُقِ أَبِي سَعِيدٍ
السَّيْفُ: اخْرُجْ إِلَيَّ، قَالَ: لا أَخْرُجُ وَإِنْ تَدْخُلْ
عَلِيَّ أَقْتُلْكَ، فَدَخَلَ الشَّامِيُّ عَلَيْهِ، فَوَضَعَ
أَبُو سَعِيدٍ السَّيْفَ [5] ، وَقَالَ: بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ
وَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ، قَالَ: أَبُو سعيد
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 113.
[2] مهمل في الأصل، وهو بالتصغير.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 112.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 114.
[5] طبقات ابن سعد 2/ 374، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 114.
(5/553)
الْخُدْرِيُّ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمَ.
قَالَ: فَاسْتَغْفِرْ لِي غَفَرَ اللَّهُ لَكَ [1] .
خَالِد بْن مَخْلَد: ثنا عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر، عَنْ وهْب بْن
كَيْسان قَالَ: رأيت أَبَا سَعِيد الخُدْرِيّ يلبس الخَزّ.
الثَّوريّ، عَنِ ابْن عَجْلان، عَنْ عُثْمَان بْن عُبَيْد اللَّهِ
بْن أَبِي رافع: رأيت أَبَا سَعِيد يحفِي شاربه كأخي الحلق.
قَالَ الْوَاقِدِيّ والجماعة: تُوُفِّيَ سَنَة أربع وسبعين.
وقَالَ ابْن المَدينيّ قولين لَمْ يُتابع عليهما.
وقَالَ إسماعيل القاضي: سمعته يَقُول: تُوُفِّيَ سَنَة ثَلاث
وَسِتِّينَ.
وقَالَ البخاريّ: قَالَ عَلِيّ: مات بَعْد الحرّة بسنة.
270 ب- أبو سعيد بن المعلّى [2]- خ د ن ق- الأنصاريّ المدنيّ، قيل
اسمه رافع.
له صُحْبة ورواية.
رَوَى عَنْهُ: حفص بْن عاصم، وعُبَيد بْن حُنَين.
تُوُفِّيَ سَنَة ثَلاث وسبعين.
قَالَ الْوَاقِدِيّ: تُوُفِّيَ سَنَة أربع وسبعين، يعني أَبَا
سَعِيد بْن المُعَلِيّ.
وقَالَ ابْن سَعْد: هُوَ أَبُو سَعِيد بْن أوس بْن المُعَلِيّ بْن
لَوْذان من بني جُشَم بْن الخزرج.
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 114.
[2] انظر عن (أبي سعيد بن المعلّى) في:
طبقات ابن سعد 3/ 600، 601، وطبقات خليفة 101، (الحارث بن نفيع) ،
وتاريخ خليفة 60، ومسند أحمد 3/ 450 و 4/ 211، ومقدّمة مسند بقيّ
بن مخلد 127 رقم 555، والمعرفة والتاريخ 3/ 55، والجرح والتعديل 3/
480 رقم 2158، والاستيعاب 4/ 90، 91، وأسد الغابة 5/ 211، 212،
وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1608، وتحفة الأشراف 9/ 217، 218 رقم
629، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 173، والكاشف 3/ 300 رقم 179،
والإصابة 4/ 88 رقم 530، وتهذيب التهذيب 12/ 107، 108 رقم 499،
وتقريب التهذيب 2/ 427 رقم 22 (وفيه أبو سعد) ، وخلاصة تذهيب
التهذيب 450، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 34، والأسامي والكنى
للحاكم، ورقة 217 أ، ورجال البخاري 2/ 830، 831 رقم 1405.
(5/554)
271- أَبُو الصَّهْباء البكْريّ [1]
صُهَيب.
عَنْ: عَلِيّ، وابْن مَسْعُود، وابْن عَبَّاس.
وَعَنْهُ: سَعِيد بْن جُبَير، وطاوس، وأَبُو نَضْرة، ويحيى بْن
الجزّار.
قَالَ أَبُو زُرْعة الرازيّ [2] : مدنيِّ ثقة.
وقَالَ البُخاريّ [3] : سمَعَ عليًّا، وابنَ مَسْعُود.
272- أبو عامر [4] الهوزني [5]- د ن ق- عبد الله بن لحيّ [6]
الحمصيّ، والد أَبِي اليَمان عامر.
من قُدماء التَّابعين، أدرك الإسلام، من أوّله، وسمَعَ: عُمَر،
ومعاذ بْن جَبَل، وبلالا، وعَبْد اللَّهِ بْن قُرْط، ومعاوية،
وجماعة.
وشهد خطبة الجابية.
__________
[1] انظر عن (أبي الصهباء البكري) في:
تاريخ الثقات للعجلي 502 رقم 1981، والجرح والتعديل 4/ 444 رقم
1951، والمعرفة والتاريخ 2/ 674، والثقات لابن حبّان 4/ 381،
والتاريخ الكبير 4/ 315، 316 رقم 2964، والأسامي والكنى للحاكم،
ورقة 288 أ، والكاشف 2/ 29 رقم 2440، والمغني في الضعفاء 1/ 310
رقم 2902، وميزان الاعتدال 2/ 321 رقم 3923، وتهذيب الكمال 13/
241- 243 رقم 2906، وتهذيب التهذيب 4/ 439 رقم 761، وتقريب التهذيب
1/ 370 رقم 126، وخلاصة تذهيب التهذيب 453، والوافي بالوفيات 16/
338 رقم 370.
[2] في الجرح والتعديل 4/ 444.
[3] في التاريخ الكبير 4/ 315 وفيه: سمع ابن عباس وابن مسعود.
[4] انظر عن (أبي عامر الهوزني) في:
التاريخ الكبير 5/ 182 رقم 573 و 5/ 237 رقم 781، والتاريخ الصغير
97، وتاريخ الثقات 503 رقم 1986 وفيه (الألهاني) ، والمعرفة
والتاريخ 2/ 331 و 3/ 388، وتاريخ أبي زرعة 1/ 391، والجرح
والتعديل 5/ 145 رقم 681، والثقات لابن حبّان 5/ 19، والكنى
والأسماء للدولابي 2/ 23، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 189، 190،
وتهذيب الكمال 15/ 485- 487 رقم 3512، والكاشف 2/ 109 رقم 2970،
والوافي بالوفيات 17/ 414، 415 رقم 353، وتهذيب التهذيب 5/ 373 رقم
647، وتقريب التهذيب 1/ 444 رقم 573، وخلاصة تذهيب التهذيب 211.
[5] في الأصل «المرزني» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[6] لحيّ: بضم اللام وفتح الحاء المهملة وتشديد الياء.
(5/555)
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سلام الأسود، وراشد
بْن سَعْد، وأزهر الحَرَازيّ [1] ، وابنه أَبُو اليَمَان، وحَيْوَة
بْن عُمَر.
وقَالَ أَبُو زُرْعة الدمشقيّ [2] : كَانَ من أصحاب أَبِي
عُبَيْدة.
ووثّقه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمّار.
273- أَبُو عَبْد الله الأشعريّ [3]- د ق- الشاميّ الدمشقيّ.
رَوَى عَنْ: مُعَاذ، وخَالِد بْن الوليد، وأَبِي الدرداء، ويَزِيد
بْن أَبِي سُفْيَان.
روى عنه: أبو صالح الأشعري، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وزيد بن
واقد.
274- أبو عبد الرحمن السلمي [4] ع مقريء الْكُوفَة بلا مُدَافَعة.
اسمه عَبْد اللَّهِ بْن حبيب بن ربيعة.
__________
[1] الحرازي: بفتح الحاء والراء المهملتين. نسبة إلى حراز بن عوف
بن عديّ ... (اللباب 1/ 288) .
[2] في تاريخه 1/ 391.
[3] انظر عن (أبي عبد الله الأشعري) في:
1/ 56، والجرح والتعديل 9/ 400 رقم 1908، والثقات لابن حبّان 5/
577، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1620، والكاشف 3/ 312 رقم 248،
وتهذيب التهذيب 12/ 147 رقم 700، وتقريب التهذيب 2/ 444 رقم 26،
وخلاصة تذهيب التهذيب 454.
[4] انظر عن (أبي عبد الرحمن السلمي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 172- 175، وطبقات خليفة 153، وتاريخ خليفة 273،
والتاريخ لابن معين 2/ 301، ومصنف ابن أبي شيبة 13 رقم 15782،
والعلل لأحمد 1/ 37، والتاريخ الكبير 5/ 72 رقم 188، والتاريخ
الصغير 81، وتاريخ الثقات 253 رقم 793 و 503 رقم 1990، والمعارف
528، والمعرفة والتاريخ 1/ 219 و 220 و 2/ 589 و 590 و 775 و 779 و
3/ 134 و 137 و 147 و 149 و 207، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 64،
والجرح والتعديل 5/ 37 رقم 164، والمراسيل 106، ومشاهير علماء
الأمصار، رقم 753، والثقات 5/ 9، وتاريخ بغداد 9/ 430، 431 رقم
5048، والسابق واللاحق 157، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 249،
والأنساب 7/ 112، وتاريخ الطبري 1/ 76 و 2/ 420 و 5/ 40، والكامل
في التاريخ 5/ 126، وتهذيب الكمال 14/ 408- 410 رقم 3222، والمعين
في طبقات المحدّثين 33 رقم 210، والكاشف 2/ 71 رقم 2708، وتذكرة
الحفاظ 1/ 58، ودول الإسلام 1/ 54، وسير أعلام النبلاء 4/ 267- 272
رقم 97، والزهد لابن المبارك 141 رقم 420، والبداية والنهاية 9/ 6،
وجامع التحصيل 254 رقم 347، والوافي بالوفيات
(5/556)
قرأ الْقُرْآن عَلَى: عُثْمَان، وعَلِيّ،
وابْن مَسْعُود، وسمَعَ مِنْهُمْ ومن عُمَر.
رَوَى حسين بْن عَلِيّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مُحَمَّد بْن أبان، عَنْ
عَلْقَمة بْن مَرْثَد قَالَ: تعلّم أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ
الْقُرْآن من عُثْمَان، وعَرَض عَلَى عَلِيّ.
رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم النَّخَعيّ، وسَعِيد بْن جُبَير،
وعَلْقمة بْن مَرْثَد، وعطاء بْن السّائب، وإسماعيل السُّدّيّ [1]
، وغيرهم.
وأقرأ بالْكُوفَة من خلافة عُثْمَان إِلَى إمرة الحَجّاج [2] ، قرأ
عَلَيْهِ عاصم بْن أَبِي النَّجُود.
تُوُفِّيَ سَنَة أربع وسبعين، وقيل سَنَة ثَلاث، وقيل تُوُفِّيَ
فِي إمرة بِشْر بْن مَرْوَان، وقيل غير ذَلِكَ.
وأمّا قول ابْن قانع إنّه تُوُفِّيَ سَنَة خمس ومائة، فَوَهْم لا
يُتابَعُ عَلَيْهِ.
وعَلَيْهِ تلقّن عاصمُ الْقُرْآن.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أقرأ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ فِي المسجد
أربعين سَنَة [3] .
وقَالَ عطاء بْن السّائب: دخلنا عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ فِي
المسجد أربعين سَنَة [4] .
وقَالَ عطاء بْن السّائب: دخلنا عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ
نَعُودُه، فذهب بعضُهم يُرَجّيه، فقَالَ: أنا أرجو ربّي وقد صمت له
ثمانين رمضانا.
__________
[ () ] 16/ 121 رقم 106، وصفة الصفوة 3/ 29، 30، ومعرفة القراء
الكبار 1/ 52- 57 رقم 15، والعبر 1/ 96، ونكت الهميان 178، والعقد
الثمين 8/ 66، وغاية النهاية 1/ 413، 414 رقم 1755، وتهذيب التهذيب
5/ 183، 184 رقم 317، وتقريب التهذيب 1/ 408 رقم 250، وخلاصة تذهيب
التهذيب 194، وطبقات الحفاظ للسيوطي 19، وحلية الأولياء 4/ 191-
195 رقم 268، ورجال مسلم 2/ 358، 359 رقم 774.
[1] السّديّ بضم السين المهملة وتشديد الدال المهملة. نسبة إلى
السّدّة، وهي الباب.
(اللباب 1/ 537) .
[2] المعرفة والتاريخ 2/ 590، تهذيب الكمال 14/ 409.
[3] حلية الأولياء 4/ 192، تاريخ بغداد 9/ 431.
[4] حلية الأولياء 4/ 192، وطبقات ابن سعد 6/ 175، والمعرفة
والتاريخ 2/ 590، وتاريخ بغداد 9/ 431.
(5/557)
وقَالَ حَجّاج، عَنْ شُعبة [1] إنّه لم
يسمَعَ من عُثْمَان ولا من ابْن مَسْعُود، وَهَذَا فيه نظر، فإنّ
روايته عَنْ عُثْمَان فِي الصّحيح، وفي كَتَبَ القراءات إنّه قرأ
عَلَى عُثْمَان، وعَلِيّ، وابْن مَسْعُود، وزيد بْن ثابت.
قَالَ أَبُو بَكْر بْن عيّاش، عَنْ عاصم إنّ أَبَا عَبْد
الرَّحْمَنِ قرأ عَلَى عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وقَالَ ابْن مجاهد فِي كتاب «السبعة» : أول من أقرأ الناس
بالْكُوفَة بالقراءات التي جمَعَ الناس عليها عُثْمَان أَبُو عَبْد
الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ، فجلس فِي مسجدها الأعظم، ونصب نفسه
لتعليم الْقُرْآن أربعين سَنَة.
قلت: روايته عَنْ عُمَر فِي «سُنَن النَّسَائِيّ» .
ويقَالَ إنّه أضرّ بآخره، رحمه اللَّه تعالى.
قَالَ الدّانيّ: أَخَذَ القراءة عَرْضًا عَنْ: عُثْمَان، وعَلِيّ،
وابْن مَسْعُود، وأَبِي بْن كعب، وزيد بْن ثابت.
عرض عَلَيْهِ: عاصم، وعطاء بْن السّائب، ويحيى بْن وثّاب، وأَبُو
إِسْحَاق [2] ، وعَبْد اللَّهِ بْن عيسى بْن أَبِي ليلى، ومُحَمَّد
بْن أَبِي أَيُّوب، وعامر الشَّعبيّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد
[3] .
وكَانَ من المعمَّرين [4] .
شُعبة، عَنْ علْقمة بْن مَرْثَد، عَنْ سَعْد بْن عُبيدة أنّ أَبَا
عَبْد الرَّحْمَنِ أقرأ في خلافة عُثْمَان إِلَى أن تُوُفِّيَ فِي
إمارة الحَجّاج.
275- أَبُو عطية الوادعيّ الكوفيّ [5] روى عن: ابن مسعود، وعائشة.
__________
[1] قال حجّاج بن محمد، قال شعبة: لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي
من عثمان ولكن سمع من عليّ. (طبقات ابن سعد 6/ 172) .
[2] هو السبيعي، كما في طبقات القرّاء لابن الجزري.
[3] وفي طبقات القرّاء زيادة: أبو عون محمد بن عبيد الله الثقفي،
والحسن، والحسين.
[4] قيل إنه صام ثمانين رمضان. (طبقات ابن سعد 6/ 175) .
[5] انظر عن (أبي عطية الوادعي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 121، والتاريخ لابن معين 2/ 716، 717، وفيه اسمه
مالك بن عامر، ومالك بن عون، وعمرو بن أبي جندب، وتاريخ الثقات 505
رقم 2001، والتاريخ الكبير
(5/558)
- سوى ق-[6] .
وعنه: محمد بن سيرين، وخيثمة بن عبد الرحمن، وعمارة بن عمير، وأبو
إسحاق، وغيرهم.
وثقه ابن معين [7] .
وقد ورد أن الأعمش رَوَى عَنْهُ، فإنْ كَانَ قد سمَعَ منه فيؤخَّر
عَنْ هنا.
276- أَبُو غَطفان المُرّيّ الحجازيّ [8]- م د ن [9] ق-.
رَوَى عَنْ: سَعِيد بْن زَيْدِ بْن عَمْرو بْن نُفَيْلٍ، وأَبِي
هريرة، وابْن عَبَّاس، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: إسماعيل بْن أُمَيَّةَ، وقانط بْن شيبة الزُّهْريّ،
ويعقوب بْن عُتْبة بْن الأخنس، وآخرون.
277- أَبُو قِرْصافة [10] الكناني، جَنْدَرة [11] بْن خَيْشَنَة
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
__________
[ () ] 7/ 305 رقم 1298، والمعرفة والتاريخ 3/ 76 و 117 و 207،
والجرح والتعديل 8/ 213 رقم 945، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 44،
وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1627، والكاشف 3/ 317 رقم 283، وتهذيب
التهذيب 12/ 169، 170 رقم 801، وتقريب التهذيب 2/ 451 رقم 127،
وخلاصة تذهيب التهذيب 455.
[6] في الأصل «سوى و» والتصحيح من الخلاصة.
[7] في التاريخ 2/ 716.
[8] انظر عن (أبي غطفان المرّي) في:
طبقات ابن سعد 5/ 176، والجرح والتعديل 9/ 422 رقم 2076، والثقات
لابن حبان 5/ 567، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1636، والكاشف 3/
323 رقم 326، وتهذيب التهذيب 12/ 99 رقم 921، وتقريب التهذيب 2/
461 رقم 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 457، ورجال مسلم 2/ 130 رقم
1329.
[9] في الأصل «ت» والتصحيح من الخلاصة.
[10] انظر عن (أبي قرصافة) في:
مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 134 رقم 589، والمعرفة والتاريخ 2/ 101 و
3/ 28 و 168، والجرح والتعديل 2/ 545 رقم 2267، وجمهرة العرب 189،
والتاريخ الكبير 2/ 250 رقم 2358، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 49،
والثقات لابن حبان 3/ 64 وفيه (ابن حبشية) ، والمعجم الكبير
للطبراني 3/ 1، والاستيعاب 1/ 274، وتلقيح فهوم أهل الأثر 176 و
379، وأسد الغابة 1/ 307، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 92 رقم 861،
وتهذيب الكمال 5/ 149، 150 رقم 976، والمشتبه 1/ 278، وتهذيب
التهذيب 2/ 119 رقم 191، وتقريب التهذيب 1/ 135 رقم 121، وخلاصة
تذهيب التهذيب 65، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 335.
[11] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر ترجمته.
(5/559)
صَحَابيّ معروف، نزل عسقلان ورَوَى أحاديث.
رَوَى ضمرة بن ربيعة، عن بلال بن كعب قَالَ: زُرْنا يحيى بْن حسّان
أنا وإِبْرَاهِيم بْن أدهم فِي قريته، فقَالَ: أمَّنا فِي هَذَا
المسجد أَبُو قِرْصافة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين سَنَة، يصوم يومًا ويُفْطر يومًا، فوُلد
لأَبِي غلامٌ، فدعاه فِي اليوم الَّذِي يصومه فأفطر. رواه البخاري
في «الأدب» له.
278- أبو مراوح الغفاريّ [1]- خ م ن ق [2]- ويقال اللّيثيّ
المدنيّ.
قَالَ مسلم: اسمه سَعْد.
قلت: رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرّ، وحَمْزَة بْن عَمْرو الأَسْلَمِيّ.
وعنه: عروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، وزيد بن أسلم، وغيرهم.
وكان ثقة نبيلا، يقال: إنه ولد في زمن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
279- أَبُو مُعْرض الأسديّ [3] أَخُو خُزَيْمة.
__________
[1] انظر عن (أبي مراوح الغفاريّ) في:
تاريخ الثقات للعجلي 510 رقم 2035، والكاشف 3/ 332 رقم 372، وتهذيب
التهذيب 12/ 227 رقم 1035، وتقريب التهذيب 2/ 470 رقم 37، وخلاصة
تذهيب التهذيب 459، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1645، 1646، ورجال
البخاري 2/ 832 رقم 1409، ورجال مسلم 2/ 399، 400 رقم 2123.
[2] في الأصل «خ م د ت» والمثبت عن الخلاصة.
[3] انظر عن (أبي معرض الأسدي) في:
جمهرة أنساب العرب 191، والشعر والشعراء 2/ 463- 466 رقم 100 وفيه
(المغيرة بن الأسود، بن وهب) ، والمؤتلف والمختلف للآمدي 56، ومعجم
الشعراء للمرزباني 396، والأغاني 11/ 251- 276، وأسماء المغتالين
249، وسمط اللآلي 261، ومعاهد التنصيص 3/ 243، وخزانة الأدب 2/
279، وفيه: المغيرة بن عبد الله بن معرض، والبداية والنهاية 9/ 6،
وتخليص الشواهد 63، والكتاب 2/ 297، والخصائص 1/ 74 و 3/ 95،
والمحتسب 1/ 110، 111، والعمدة 2/ 111، وأمالي ابن الشجري 2/ 37،
وهمع الهوامع 1/ 54، والدرر اللوامع 1/ 32، وعيون الأخبار 2/ 259،
والمثلّث للبطليوسي 2/ 14 ر ق 9، والمحبر 153، والتذكرة السعدية
222، والأخبار الموفقيات 525، والتذكرة الفخرية 312، وذيل أمالي
القالي 37، والتذكرة الحمدونية 1/ 364 رقم 950، وربيع الأبرار 4/
403، ومعجم الشعراء في لسان العرب 63 رقم 72، والأعلام 8/ 100، وقد
جمع شعره الأستاذ الطيب العشاش ونشره في حولية الجامعة التونسية-
العدد 9/ 101- سنة 1972 تونس.
(5/560)
كوفِي شاعر، اسمه مُغِيرَة بْن عَبْد
اللَّهِ ويُعرف بالأقَيْشِر [1] .
وُلد فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وبقي إِلَى أن وفد عَلَى عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرْوَان.
وهُوَ القائل فِي أمّ الخبائث:
تريك القذى من دونها وهي دونه ... لوجهِ أخيها فِي الإناء قطوب
كميت إذا شجت وفي الكأس وردةٌ ... لها فِي عظام الشاربين دَبيبُ
وقيل لَهُ الأقَيْشر لأنّه كَانَ أحمرَ الوجه أقْشَر. وله شِعْر
كثير.
280- أَبُو عمّار الهمذاني [2] اسمه عريب [3] بْن حُمَيد، عداده
فِي الكوفيّين.
سمَعَ: عمّار بْن ياسر، وقَيْس بْن سَعْد.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق السَّبيعيّ، والقاسم بْن مُخَيْمِرَة.
281- أبو قُرَّةَ الكِنْديّ [4] كوفِي، اسمه سَلَمَةُ [5] بْن
مُعَاوِيَة بْن وهْب.
عَنْ: ابْن مَسْعُود، وسَلْمان، والمُغِيرَة بْن شُعْبة، وعَلْقمة.
وَعَنْهُ: الشّعبيّ، وتميم بْن حذْلَم الضَّبَيّ، وأَبُو إِسْحَاق.
282- أَبُو الكَنُود [6] يقَالَ: عَبْد اللَّهِ بْن عِمران
الأزديّ، ويقَالَ: عَبْد اللَّهِ بْن
__________
[1] كان يكره أن يقال له الأقيشر. (الشعر والشعراء) .
[2] انظر عن (أبي عمار الهمذاني) في:
التاريخ لابن معين 2/ 401، 402، ومعرفة الرجال 2/ 92 رقم 236،
والمعرفة والتاريخ 3/ 186، والتاريخ الكبير 7/ 97 رقم 362، والجرح
والتعديل 7/ 32 رقم 173، والثقات لابن حبّان 5/ 283، والكنى
والأسماء للدولابي 2/ 37، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 931، والكاشف
2/ 230 رقم 3841، وتهذيب التهذيب 7/ 91 رقم 363، وتقريب التهذيب 2/
20 رقم 169، وخلاصة تذهيب التهذيب 305.
[3] عريب: بفتح أوله وكسر الراء.
[4] انظر عن (أبي قرّة الكندي) في:
طبقات ابن سعد 6/ 148، والتاريخ لابن معين 2/ 227، والثقات لابن
حبّان 5/ 587، والمعارف 559 و 593، والكنى والأسماء للدولابي 2/
87.
[5] في طبقات ابن سعد 6/ 148 اسمه «فلان بن سلامة» .
[6] انظر عن (أبي الكنود) في:
طبقات ابن سعد 6/ 177، والتاريخ لابن معين 2/ 722، وطبقات خليفة
151 (عبد الله بن عامر) ، وتاريخ خليفة 26، والمعرفة والتاريخ 3/
224، وجمهرة أنساب العرب 383، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1641،
والكاشف 3/ 328 رقم 349، وتهذيب التهذيب
(5/561)
عُوَيْمر، ويقَالَ: عَبْد اللَّهِ بْن عامر
[1] .
سمَعَ: ابنَ مَسْعُود، وخبَّاب بنَ الأرتّ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق السَّبيعيُّ، وأَبُو سَعْد الأزْديٍّ.
وهُوَ مُقلّ.
283- أبو كنف العبديّ [2] سمع: ابنَ مَسْعُود، وسَعْد بْن أَبِي
وقّاص، وأَبَا هريرة.
وعنه: عبد الله بن مرّة الخارفيّ، وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ.
284- أَبُو نملة الأَنْصَارِيُّ الظَّفَرِيُّ [3] قِيلَ اسْمُهُ
عَمَّارُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ زُرَارَةَ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَهُ صُحْبَةٌ.
أَدْرَكَ الْحَرَّةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ ابْنَاهُ عَبْدُ
اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ. وَمَاتَ هُوَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي وِلَايَةِ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ نَمْلَةُ بْنُ أَبِي نَمْلَةَ شَيْخُ
الزُّهْرِيِّ.
وَلَهُ حَدِيثٌ فِي «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» : «إِذَا حَدَّثَكُمْ
أَهْلُ الْكِتَابِ فلا تصدّقوهم ولا تكذّبوهم» [4] .
__________
[ () ] 12/ 213 رقم 989، وتقريب التهذيب 2/ 466 رقم 23، وخلاصة
تذهيب التهذيب 458، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 90.
[1] في طبقات ابن سعد 6/ 177 اسمه: عبد الله بن عوف، وكذا في تاريخ
ابن معين 2/ 722.
[2] انظر عن (أبي الكنف العبديّ) في:
طبقات ابن سعد 6/ 201، والجرح والتعديل 9/ 431 رقم 2139.
[3] انظر عن (أبي نملة الأنصاري) في:
طبقات خليفة 81، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 120 رقم 467، والمعرفة
والتاريخ 1/ 380، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1654، والكاشف 3/ 340
رقم 426، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 58 و 91، وتهذيب التهذيب 12/
259 رقم 1197، وتقريب التهذيب 2/ 482 رقم 31، وتلقيح فهوم أهل
الأثر 378 وفيه: أسمعه معاذ، والإصابة 2/ 512 رقم 5703، وخلاصة
تذهيب التهذيب 461 وفيه (أبو نميلة) .
[4] أخرجه البخاري في الإعتصام 8/ 160 باب قول النبي صلّى الله
عليه وسلّم لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، من طريق: علي بن المبارك،
عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: كان أهل
الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسّرونها بالعربية لأهل
الإسلام فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تصدّقوا أهل
الكتاب ولا تكذّبوهم وقولوا آمنّا باللَّه وما أنزل إلينا وما
(5/562)
285- أَبُو يَحْيَى الْكُوفِيُّ [1] هُوَ
حَكِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْحَنَفِيُّ.
عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي مُوسَى.
وَعَنْهُ: عِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي
سُلَيْمٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
286- أَبُو تحيى الأعرج [3] المُعَرْقَب [4] مَوْلَى مُعَاذ بْن
عَفْراء [5] الأَنْصَارِيّ. اسمه مِصْدع، قاله عَمْرو بْن دينار.
وقَالَ ابْن معين [6] : أَبُو يحيى الأعرج اسمه زِيَاد.
رَوَى عَنْ: عَلِيّ، وعائشة، وابْن عَبَّاس.
وعنه: سعيد بن أبي الحسن، وسعد بن أوس العدوي.
287- أبو مسلم الجليلي [7] من أهل جبل الجليل، أدرك النّبيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكَانَ معلِّمَ كعب الأحبار،
__________
[ () ] أنزل إليكم. الآية. وأخرجه في التوحيد 8/ 213 باب ما يجوز
من تفسير لتوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها..
[1] انظر عن (أبي يحيى الكوفي) في:
التاريخ لابن معين 2/ 128، والكاشف 1/ 186 رقم 1219 وفيه (أبو
يحيى) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1590، وتهذيب التهذيب 2/ 453
رقم 787، وتقريب التهذيب 2/ 403 رقم 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 465،
والمشتبه 1/ 110.
وهو بالتاء المكسورة في أوله، وسكون ثانيه.
[2] قوله ليس في التاريخ ولا في معرفة الرجال.
[3] انظر عن (أبي تحيى الأعرج) في:
طبقات ابن سعد 5/ 477، وطبقات خليفة 163، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 107 رقم 314، والمعرفة والتاريخ 2/ 16، وتاريخ أبي زرعة 1/
485 (واسمه: مصرع- بالراء) ، وتاريخ الثقات للعجلي 429 رقم 1577،
والتاريخ لابن معين 2/ 567، والجرح والتعديل 8/ 429 رقم 1962،
والتاريخ الكبير 8/ 65 رقم 2176، والتاريخ الصغير 97، والثقات لابن
حبان 5/ 584، 585، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1658، والكاشف 3/ 130
رقم 5556، وتهذيب التهذيب 10/ 157، 158 رقم 299، وتقريب التهذيب 2/
251 رقم 1147، وخلاصة تذهيب التهذيب 397.
[4] المعرقب: بضم الميم وفتح القاف.
[5] في الأصل «عفر» ، والتحرير من مصادر الترجمة.
[6] قول ابن معين ليس في تاريخه ولا في معرفة الرجال.
[7] انظر عن (أبي مسلم الجليلي) في:
(5/563)
أسلم فِي عهد عُمَر، وقيل فِي عهد
مُعَاوِيَة.
حكى عَنْهُ: أَبُو مسلم الخَوْلانيّ، وأَبُو قلابة، وحزام بْن
حكيم، وجُبَير بْن نُفَير، ومسلم بْن مشْكم، وشُرَيْح بْن عقيل [1]
، ولُقمان بْن عامر، وغيرهم.
رَوَى قاسم الرحّال، عَنْ أَبِي قلابة أنّ أَبَا مسلم الجليليّ
أسلم عَلَى عهد مُعَاوِيَة، فأتاه أَبُو مسلم الخَوْلاني فقَالَ:
ما منعك أن تُسْلم عَلَى عهد أَبِي بَكْرٍ وعُمَر؟! فقَالَ: إني
وجدت فِي التَّوراة أنّ هذه الأمة ثلاثة أصناف، صنف يدخل الجنة
بغير حساب، وصنْف يحاسبون حسابًا يسيرًا، وصنْف يصيبهم شيءً ثم
يدخلون الجنة، فأردت أن أكون من الأوّلين، فإنْ لَمْ أكن مِنْهُمْ
كنت ممن يُحاسَب حسابًا يسيرًا، فإنْ لَمْ أكن مِنْهُمْ كنت من
الآخرين.
صالح المُرّيّ، عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ الشامي، عَنْ مكحول، عَنْ
أَبِي مسلم الخَوْلانيّ أنّه لقي أَبَا مسلم الْجَلُوليّ، وكَانَ
مترهَّبا، نزل من صَوْمَعَته أيّام عُمَر وأسلم، فقَالَ: تركت
الإسلام عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وعهد أَبِي بَكْرٍ، وذكر الْحَدِيث.
الجريريّ، عَنْ عُقْبة بْن وسّاج: كَانَ لأَبِي مسلم الخَوْلانيّ
جارّ يهوديّ يُكَنّى أَبَا مسلم كَانَ يمرّ به فيَقُول: يا أَبَا
مسلم أسْلمْ تَسْلَم، فمرّ به يومًأ وهُوَ يصلّي، وذكر شِبْهَ حديث
أَبِي قلابة.
قَالَ ابْن مَعين [2] : أَبُو مسلم الجليلّيّ، ويقَالَ: الجلوليّ،
شاميّ.
288- الأغرّ بن سليك [3]
__________
[ () ] التاريخ لابن معين 2/ 725، وتاريخ الثقات للعجلي 511 رقم
2044 وفيه (أبو مسلمة الخليلي) ، والجرح والتعديل 9/ 436 رقم 2181،
وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1648، والكنى والأسماء للدولابي 2/
113.
[1] في الأصل «عقيد» .
[2] في التاريخ 2/ 725.
[3] انظر عن (الأغر بن سليك) في:
طبقات ابن سعد 6/ 243، والتاريخ لابن معين 2/ 42، ومعرفة الرجال 2/
187 رقم 619، والتاريخ الكبير 2/ 44 رقم 1631، والجرح والتعديل 2/
308 رقم 1153، وتاريخ الثقات للعجلي 71 رقم 111، وثقات ابن حبّان
4/ 53، وتهذيب الكمال 3/ 317، 318 رقم
(5/564)
- ن-[4] ويقال ابن حنظلة الكوفيّ.
عَنْ: عَلِيّ، وأَبِي هريرة.
وَعَنْهُ: سِمَاك بْن حرب، وعَلِيّ بْن الأقمر، وأَبُو إِسْحَاق
السَّبيعيّ.
رَوَى لَهُ النَّسَائِيّ.
آخر الطبقة الثامنة والحمد للَّه أولا وآخرا.
(بعون الله وتوفيقه تم تحقيق هذا الجزء وضبط نصّه وتخريج أحاديثه
والإحالة إلى المصادر والمراجع، على يد طالب العلم الفقير إليه
تعالى عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي مولدا وموطنا، الأستاذ
الدكتور في الجامعة اللبنانية، وذلك من مساء يوم الاثنين في 13 من
شعبان 1409 هـ. الموافق 20 من آذار (مارس) 1989 م. بمنزله بساحة
النجمة بطرابلس المحروسة، والحمد للَّه وحده) .
- يليه الطبقة التاسعة-
__________
[ () ] 544، والكاشف 1/ 85 رقم 462، وتهذيب التهذيب 1/ 365، 366
رقم 665، وتقريب التهذيب 1/ 81 رقم 616، وخلاصة تذهيب التهذيب 39.
[4] في الأصل «س» وهو رمز للنسائي.
(5/565)
|