تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

 [المجلد الخامس والعشرون (سنة 331- 350) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة الرابعة والثلاثون
سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة
[زواج ابن المتّقي ببنت ناصر الدّولة الحمدانيّ]
في المحرّم كُتب كتاب أبي منصور إسحاق بن المتّقي على بنت الأمير ناصر الدّولة بن حمدان، والصَّداق مائتا ألف دينار، وقيل: مائة ألف دينار وخمسمائة ألف درهم. وولي العقْد أبو عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشميّ، ولم يحضر أبوها [1] .
[غزو الروم إلى أَرْزن وغيرها]
وفي صفر وصلت الرّوم إلى أَرْزَن [2] ، وميّافارقين، ونصّيبين، فقتلوا وسَبوا، ثمّ طلبوا منديلًا في كنيسة الرُّها يزعمون أنّ المسيح مسح به وجهه فارتسمت صورته فيه، علي أنّهم يُطْلِقون جميعَ من سبوا، فأرسل إليهم وأطلقوا الأسرى [3] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 131، تجارب الأمم 2/ 37، الكامل في التاريخ 8/ 404، البداية والنهاية 11/ 205، النجوم الزاهرة 3/ 278.
[2] أرزن: بالفتح ثم السكون، وفتح الزاي، مدينة مشهورة قرب خلاط، لها قلعة حصينة، وكانت من أعمر نواحي أرمينية. (معجم البلدان 1/ 150) .
[3] الخبر باختصار في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 130 وبقيّته في صفحة 135، 136، وهو في:
تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 41- 43، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 123، والمنتظم 6/ 331، والكامل في التاريخ 8/ 405، وتاريخ الزمان 57، وتاريخ مختصر الدول 165، ونهاية الأرب 23/ 172، 173، والمختصر في أخبار البشر 2/ 91، وتاريخ ابن الوردي 1/ 275، والبداية والنهاية 11/ 205، و 206، وتاريخ ابن خلدون 3/ 417، ومآثر الإنافة 297، والنجوم الزاهرة 3/ 278، وتاريخ الخلفاء 395، وأخبار الدول 169، وتاريخ الأزمنة للدويهي 54، 55.

(25/5)


[تضييق ناصر الدّولة على المتّقي]
وفيها ضيّق الأمير ناصر الدّولة على المتّقي في نفقاته، وأخذ ضياعه، وصادر الدّواوين، وأخذ الأموال، وكرِهَهُ النّاسُ [1] .
[استئمان الديْلَم لأبن بُوَيْه]
وفيها وافى الأمير أحمد بن بُوَيْه يقصد قتال البريديّ، فاستأمنَ إليه جماعةٌ مِن الدَّيْلم [2] .
[هروب سيف الدّولة وأخيه]
وفيها هاج الأمراء على سيف الّدولة بواسط، فهرب في البرّيّة يريد بغداد [3] . ثمّ سار إلى المَوْصِل ناصرُ الدّولة خائفًا، لهروب أخيه، ونُهبت داره [4] .
[نزوح البغدادّيين إلى الشام ومصر]
وفيها نزحَ خلق كثير مِن بغداد مع الحُجّاج إلى الشّام، ومصر، خوفًا من اتّصال الفِتَن ببغداد [5] .
[خِلْعة المتّقي لابن بُوَيْه]
وفيها بعث المتقّي إلى أحمد بْن بُوَيْه بِخلعٍ، فَسُرَّ بها ولبسَها [6] .
[ولادة مولود للقرمطيّ]
وفيها وُلَد لأبي طاهر القَرَمِطّي ولدٌ، فأهدي إليه أبو عبد الله البَريِديّ هدايا عظيمة، فيها مهد ذهب مجوهر [7] .
__________
[1] النجوم الزاهرة 3/ 278.
[2] تجارب الأمم 2/ 37، تاريخ الأنطاكي 39.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 132 و 134، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 125، تاريخ حلب للعظيميّ 290.
[4] تجارب الأمم 2/ 41، النجوم الزاهرة 3/ 278.
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 135، النجوم الزاهرة 3/ 278.
[6] البداية والنهاية 11/ 206.
[7] البداية والنهاية 11/ 206، والنجوم الزاهرة 3/ 279.

(25/6)


[الحجّ هذا الموسم]
وحجَّ بالنّاس القَرْمِطيّ على مالٍ أخذه منهم [1] .
[وزارة علي بن مُقْلَة]
واستوزر المتقّي أبا الحسين عليّ بن أبي عليّ محمد بن مُقْلَة [2] .
[دخول توزون بغداد وإمرته]
وسار من واسط توزون، فقصد بغداد، وقد هربَ منه سيف الدّولة، فدخلَ توزون بغداد في رمضان، فانهزم سيف الدّولة إلي الموصل أيضًا، فخلعَ المتّقي على توزون ولقَّبه أمير الأمراء [3] .
[الوحشة بين المتقّي وتوزون]
وفيها وقعت الوحشة بين المتقّي وتوزون، فَعَاد إلى واسط [4] .
[عزل ابن مُقْلَة]
وفيها عَزَلَ المتقّي ولد ابن مُقْلَة وأخذ منه مائة ألف دينار، ثمّ استوزره [5] .
[وفاة بدر الخَرْشَنيّ]
وفيها هلك بدمشق بدْر الخَرْشنيّ. وكان قد جرت له أمور ببغداد، ثمّ صار إلى الإخشيد محمد بن طُغْج، فولّاه إمرة دمشق، فوليها شهرين ومات [6] .
__________
[1] في تاريخ حلب للعظيميّ 290: «وحج بالناس ابن ورقاء» ، النجوم الزاهرة 3/ 279.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 134، تجارب الأمم 2/ 43، 44، مروج الذهب 4/ 340، تاريخ الأنطاكي 40، الكامل في التاريخ 8/ 405، الفخري 286.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 134، تجارب الأمم 2/ 44، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 128، تاريخ الأنطاكي 40، تاريخ حلب 290.
[4] تجارب الأمم 2/ 47، تاريخ الأنطاكي 45.
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 134، تجارب الأمم 2/ 42، 43، تاريخ الأنطاكي 40، الكامل في التاريخ 8/ 405، الفخري 286.
[6] تكملة تاريخ الطبري 1/ 132، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 136، النجوم الزاهرة 3/ 279، أمراء دمشق في الإسلام 17 رقم 59.

(25/7)


[وفاة سنان بن ثابت]
وفي ذي القعدة مات أبو سعيد سِنان بن ثابت المتطبِّب والد مصنَف التاريخ ثابت [1] .
وقد أسلم سِنان على يد القاهر باللَّه. وقد طبَّب جماعةً مِن الخلفاء وكان متفنّنًا.
[وفاة ابن عبدوس الجهشياريّ]
وفيها مات محمد بن عُبْدُوس مصنّف كتاب «الوزراء» ببغداد. وكان من الرّؤساء [2] .
[وزارة الأصبهانيّ]
وفي حدودها استوزر المتّقي غير وزيرٍ من هؤلاء الخاملين، ويعزله، فاستوزر أبا العبّاس الكاتب الأصبهاني وكان ساقط الهِمّة بحيث أنّه كان يركب وبين يديه اثنان، وما ذاك إلا لضَعْفِ دَسْت الخلافة ووهن دولة بني العبّاس [3] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 8/ 405، البداية والنهاية 11/ 206 وفيه: وفاة «ثابت بن سنان» وهو وهم، فالمتوفّى هذه السنة هو «سنان» كما في النجوم الزاهرة 3/ 279.
[2] الكامل في التاريخ 8/ 405، النجوم الزاهرة 3/ 279.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 131 و 133 وفيه: «وكانت مدّة وقوع اسم الوزارة على أبي العباس الأصفهاني أحدا وخمسين يوما» ، تجارب الأمم 2/ 38، مروج الذهب 4/ 340، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 151، وتاريخ الأنطاكي 39، تاريخ حلب 290، الفخري 286.

(25/8)


سنة اثنتين وثلاثين
[الحرب بين توزون والمتّقي]
فيها قدّم أبو جعفر بن شيرزاد من واسط من قبل توزون إلى بغداد، فحكم على بغداد وأمّر ونهي. فكاتب المتّقي بني حمدان بالقدوم عليه، فقدِم أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان في جيشً كثيف في صَفَر، ونزل بباب حرب، فخرجَ إليه المتقّي وأولاده والوزير. واستتر ابن شيرزاد.
وسار المتّقي بآله إلى تِكريت ظنًّا منه أنّ ناصر الدّولة يلقاه في الطّريق ويعودون معًا إلى بغداد. فظهرَ ابن شيرزاد فأمرَ ونهي، فقدِم سيف الدّولة على المتقّي بتكريت، فأشار عليه بأن يصعد إلى المَوْصل ليتّفقوا على رأي، فقال: ما على هذا عاهدتموني [1] .
فتفلّل أصحاب المتقّي إلى الموصل، وبقي في عدد يسير مع ابن حمدان. فقِدم توزون بغداد واستعدّ للحرب. فجمع ناصر الدّولة عددًا كثيرًا من الأعراب والأكراد، وسارَ بهم إلى تكريت.
وكان الملتَقَى بينه وبين توزون بُعكْبرا، واقتتلوا أيّامًا، ثمّ انهزم بنو حمدان والمتقّي إلى الموصل. وراسل ناصر الدّولة توزون في الصّلح على يد أبي عبد الله بن أبي موسى الهاشميّ، وكان توزون على تِكْريت، فتسلل بعض أصحابه إلي ابن حمدان، وردّ توزون إلي بغداد [2] .
وجاء سيف الدّولة إلى تكريت فردّ إليه توزون، فالتقوا في شعبان على حرْبَى [3] ، فانهزم سيف الدّولة إلى الموصل، وتبِعه توزون، ففرّ بنو حمدان
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 136، النجوم الزاهرة 3/ 280.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 136، تجارب الأمم 2/ 48، مروج الذهب 4/ 341.
[3] في الأصل: «حربا» ، والمثبت يتفق مع: معجم البلدان 2/ 237 وفيه: حربي: مقصور والعامة

(25/9)


والخليفة إلى نصّيبين، فدخل توزون الموصل ومعه ابن شيرزاد، فاستخلص من أهلها مائة ألف دينار [1] .
[مصالحة المتّقي وتوزون]
وراسل المتّقي توزون في الصُّلح وقال: ما خرجت من بغداد بأهلي إلا بلغني أنّك اتفقت مع البَريديّ عليَّ. والآن آثَرْت رضاي فصالح ابني حمدان، وأنا أرجع إلى دارى.
وأشار ابن شيرزاد على توزون بالصّلح.
وتواترت الأخبار أنَّ أحمد بن بُوَيْه نزل واسطًا وهو يريد بغداد. فأجاب توزون إلى الصّلح، ورجع إلى بغداد [2] .
وكان السّفير بينهم يحيى بن سعيد السُّوسيّ، فحصل له مائة ألف دينار [3] .
[عقد البلد لناصر الدولة]
وعقد توزون للبلد على ناصر الدّولة ثلاث سنين بثلاثة آلاف ألف درهم [4] .
__________
[ () ] تلفّظ به ممالا، بليدة في أقصى دجيل بين بغداد وتكريت مقابل الحظيرة.
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 136، 137، تجارب الأمم 2/ 49، مروج الذهب 4/ 341، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 126- 130، البداية والنهاية 11/ 207.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 137 و 141، تجارب الأمم 2/ 49 و 67، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 130، 131 و 142، تاريخ الأنطاكي 45، المنتظم 6/ 334، الكامل في التاريخ 8/ 406، أخبار الدولة الحمدانية 18، زبدة الحلب 1/ 104، تاريخ الزمان 57، تاريخ مختصر الدول 165، الإنباء في تاريخ الخلفاء 171- 173، نهاية الأرب 23/ 164، خلاصة الذهب المسبوك 254، المختصر في أخبار البشر 2/ 91، دول الإسلام 1/ 204، تاريخ ابن الوردي 1/ 276، البداية والنهاية 11/ 207، مرآة الجنان 2/ 310، 311، تاريخ ابن خلدون 3/ 414، مآثر الإنافة 296، النجوم الزاهرة 3/ 278، تاريخ الخلفاء 395، تاريخ الأزمنة 55.
[3] في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 137 «وحصل لابن شيرزاد مائتا ألف دينار» .
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 137 وفيه: ثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف درهم، ومثله في: تجارب الأمم 2/ 50، والبداية والنهاية 11/ 207.

(25/10)


[موت البريديّ]
وفيها قَتَلَ أبو عبد الله البَريديّ أخاه أبا يوسف [1] ، ثمّ مات بعده بيسير [2] .
[ولاية ابن لؤلؤ إمرة دمشق]
وفيها ولّى الإخشيد الحسين بن لؤلؤ إمرة دمشق، فبقي عليها سنة وأشهرًا [3] .
[إمرة المؤنسيّ على دمشق]
ثمّ نقله إلى حمص، وأمَّرَ عليها يانس المؤنسيّ [4] .
[ولاية الحسين بن حمدان قنّسرين والعواصم]
وفيها ولّى ناصر الدّولة ابن عمه الحسين بن سعيد بن حمدان قنّسرين والعواصم، فسارَ إلى حلب [5] .
[وصول الإخشيد إلى المتقّي]
وفيها كتبّ المتقّي إلى صاحب مصر الإخشيد أن يحضر إليه، فخرج من مصر وسار إلى الرَّقَّةِ، وبها الخليفة، فلم يُمَكَّن من دخولها لأجل سيف الدّولة، فإنهّ كان مُبَاينًا له. فمضى إلى حرّان، وأصطلح مع سيف الدّولة، وبانَ للمتقّي من بني حمدان الملل والضّجر منه، فراسلَ توزون واستوثق منه [6] .
واجتمع الإخشيد بالمتقّي على الرَّقّة، وأهدي إليه تُحَفًا وأموالا [7] . وبلغه
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 138، تجارب الأمم 2/ 51 و 53، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 132، الإنباء في تاريخ الخلفاء 172، المنتظم 6/ 336، الكامل في التاريخ 8/ 409، النجوم الزاهرة 3/ 280.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 140، الإنباء في تاريخ الخلفاء 172، الكامل في التاريخ 8/ 410.
[3] أمراء دمشق في الإسلام 28 رقم 92.
[4] أمراء دمشق 97 رقم 286.
[5] انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 141، ومروج الذهب 4/ 341، زبدة الحلب 1/ 105، النجوم الزاهرة 3/ 280.
[6] تجارب الأمم 2/ 67، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 141، 142.
[7] مروج الذهب 4/ 341، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 144، الإنباء في تاريخ الخلفاء 172، زبدة الحلب 1/ 106، 107،

(25/11)


مراسلته لتوزون فقال: يا أمير المؤمنين أنا عبدك وابن عبدك، وقد عرفت الأتراك وغّدْرهم وفجورهم، فاللَّه الله في نفسكَ. سِرْ معي إلى الشّام ومصر، فهي لك، وتأمنَ على نفسك. فلم يقبل. فقال: أقِمْ هاهُنا وأمدّك بالأموال والرجال. فلم يقبل [1] .
فعدل الإخشيد إلى الوزير ابن مُقْلَة وقال: سِرْ معي. فلم يفعل مراعَاة للمتقّي. فكان ابن مُقْلَة يقول: يا ليتني قِبلت نُصْح الإخشيد. ورجع الإخشيد إلى بلاده [2] .
[مقتل حمْدي اللّصّ]
وفيها قُتِل حَمْدي [3] اللّصّ، وكان فاتكًا. ضمنّه ابن شيرزاد اللُّصوصيّة ببغداد في الشهر بخمسة وعشرين ألف دينار [4] . فكان يكبس بيوت النّاس بالمِشعَل والشّمع، ويأخذ الأموال. وكان أسكورَج الدَّيْلمّي قد ولي شرطة بغداد، فأخذه ووسّطه [5] .
[دخول ابن بُوَيْه واسط]
وفيها دخل أحمد بن بُوَيْه واسطًا، وهرب أصحاب البريديّ إلى البصرة [6] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 141، تجارب الأمم 2/ 67، 78، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 142- 144، الولاة والقضاة 292، ولاة مصر 309، مروج الذهب 4/ 341، تاريخ الأنطاكي 46، الإنباء في تاريخ الخلفاء 172، الكامل في التاريخ 8/ 418، زبدة الحلب 1/ 107، نهاية الأرب 23/ 176، المختصر في أخبار البشر 2/ 91، العبر 2/ 229، دول الإسلام 1/ 205، تاريخ ابن الوردي 1/ 276، البداية والنهاية 11/ 210، تاريخ ابن خلدون 3/ 418، النجوم الزاهرة 3/ 254، 255، تاريخ الخلفاء 396.
[2] تجارب الأمم 2/ 68.
[3] هكذا في الأصل بالجيم المنقوطة، وفي: تكملة تاريخ الطبري 1/ 137 «ابن حمدي» ، ثم «ابن حمدان» (1/ 138) وفي: تجارب الأمم 2/ 51 «ابن حمدي» ، ومثله في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 131، والكامل 8/ 416، 417.
[4] في تجارب الأمم 2/ 51 «خمسة عشر ألف دينار» ، ومثله في: العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 132، والنجوم الزاهرة 3/ 281.
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 137 و 138، تجارب الأمم 2/ 51 و 54، 55، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 131، 132، النجوم الزاهرة 3/ 281.
[6] تكملة تاريخ الطبري 1/ 138، تجارب الأمم 2/ 55، الكامل في التاريخ 8/ 417، النجوم الزاهرة 3/ 281.

(25/12)


[إصابة توزون بالصرع]
وفي شوّال كان توزون ببغداد على سرير المُلْك، فعرضَ له صَرْعٌ، فوثب ابن شيرزاد فأرخى بينه وبين القوّاد ستْرًا وقال: قد حدثت للأمير حُمّى [1] .
[امتناع الحجّ]
ولم يحجّ في هذه السنة أحدٌ لموت القَرمَطيّ [2] .
[ترجمة أبي طاهر القرمطيّ]
وهو أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجّنابيّ بهجَر في رمضان بالْجُدَريّ [3] . وهو الّذي قتل الحجيج وأشياخهم مرّات، واقتلع الحجر الأسود، وبقي بعده أبو القاسم سعيد [4] .
[تتمّة أخبار القرمطيّ كما أثبتها الناسخ استجابة لأمر المؤلّف الذهبيّ]
هذه تتمة أخبار أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنّابي القرمطي ذكرها المصنّف في غير موضعها وأمر أن تلحق هنا، فألحقتها حسب مرسومه.
الناسخ قال: وكان أبوه يحّبه ويرجّحه للأمر من بعده، وأوصى: إن حَدَث بي موتٌ، فالأمرُ إلي ابني سعيد إلى أن يكُبر أبو طاهر، فيُعيد سعيد إليه الأمر.
وكان أبو سعيد قد عَتا وتمرّد، وأخاف العباد، وهزم الجيوش، وكان قد أسرَ فيمن أسرَ خادمًا، فحُسنت منزلته عنده حتّى صار على طعامه وشرابه. وكان
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 139، تجارب الأمم 2/ 61، 62، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 134، النجوم الزاهرة 3/ 281.
[2] في تاريخ حلب 290: «وحج بالناس جعفر بن ورقاء» ، والخبر في: المنتظم 6/ 336، النجوم الزاهرة 3/ 281.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 139، تجارب الأمم 2/ 55، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 132، الكامل في التاريخ 8/ 415.
[4] المنتظم 6/ 336.

(25/13)


الخادم ينطوي على إسلام، قلم يَرَ أبا سعيد يصلّي صلاةً، ولا صام شهر رمضان. فأبغَضه وأضمر قتله، فخلاه وقد دخل حمّامًا في الدّار ووثب عليه بخنجر فذبحه، ثمّ خرج ودعا بعضَ قُوّاد أبي سعيد فقال له: كلّم أبا سعيد.
فلّما حصل ذبحه. ثمّ استدعى آخر، ففعل به كذلك حتى فعل ذلك بجماعة من الكبار، وكان شجاعًا قوّيًا جلْدًا.
ثمّ استدعي في الآخِر رجلا، فدخل في أوّل الحّمام، فإذا الدّماء تجري، فأدبر مسرعًا وصاح، فتجمّع النّاس. وقد مرّ ذلك في سنة إحدى وثلاثمائة.
وأخذ سعيد ذلك الخادم، فقرض لحمه بالمقاريض إلى أن مات. فلّما كان في سنة خمس وثلاثمائة سلّم سعيد الأمرَ إلى أخيه أبي طاهر، فاستجاب لأبي طاهر خلق وافتتنوا به، بسبب أنّه دلّهم على كنوز كان والده أطلعه عليها وحده، فوقع لهم أنّه عِلْم غَيْب، وتخيَّر موضعًا من الصّحراء وقال: أريد أن أحفر هاهُنا عَيْنًا. فقيل له: هنا لا ينبع ماء. فخالفهم وحفر فنبع الماء فازدادت فتنتهم به.
ثمّ استباح البصرة، وأخذ الحجيج، وفعل العظائم، وأرعَبَ الخلائق وكُثرت جموعه، وتزلزل له الخليفة.
وزعم بعض أصحابه به أنّه إله [1] المسيح، ومنهم مَن قالَ هو نبيّ. وقيل هو المهديّ، وقيل: هو الممهّد للمهديّ.
وقد هزم جيش الخليفة المقتدي غير مرّة، ثمّ إنّه قصد بغداد ليأخذها فدفع الله شرّه.
وقد قَتَلَ بحَرَم الله تعالى مقتلة عظيمة لم يتمّ مثلها قطّ في الحَرَم. وأخذ الحجر الأسود. ثمّ لم يُمْهِلْه الله بعد ذلك. فلمّا أشفى على التَّلَف سلَّم مُلْكه إلى أبي الفضل بن زكريا المجوسيّ العجميّ.
قال محمد بن عليّ بن رِزام الكوفيّ: قال لي ابن حمدان الطّبيب: أقمتُ بالَقطِيف أعالج مريضًا فقال لي رجل: أنظر ما يقول النّاس. يقولون إنّ ربّهم قد ظهر.
__________
[1] في الأصل: «إلاه» .

(25/14)


فخرجتُ، فإذا النّاس يُهرعون، إلى أن أتينا دارَ أبي طاهر سليمان القَرْمِطيًّ، فإذا بغلام حسن الوجه، دُرّيّ اللّون، خفيف العارضين، له نحو عشرين سنة، وعليه عمامة صفراء تعميم العَجَم، وعليه ثوب أصفر، وفي وسطه منديل وهو راكب فرسًا شهبًا [1] ، والناس قيام، وأبو طاهر القّرْمطيّ وإخوته حوله.
فصاح أبو طاهر بأعلى [2] صوته: يا معشر النّاس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو طاهر سُلَيْمَان بْن الْحَسَن. اعلموا أَنَا كُنَّا وإياكم حمير، وقد من اللَّه علينا بهذا، وأشار إِلَى الغلام، هَذَا ربي وربكم، وإلهي وإلهكم، وكلنا عباده والأمر إليه، وهو يملكنا كلنا.
ثُمَّ أَخَذَ هُوَ والجماعة التراب، ووضعوه عَلَى رءوسهم، ثُمَّ قالَ أبو طاهر:
اعلموا يا معشر الناس، إنّ الدّين قد ظهر، وهو دين أبينا آدم، وكلًّ دين كنّا عليه فهو باطل. وجميع ما توصَّلتْ به الدُّعاة إليكم فهو باطل وزُور من ذكْر موسى، وعيسى، ومحمد. إنّما الدّين دين آدم الأوّل، وهؤلاء كلّهم دجالون محتالون فالعنوهم. فلعنهم الناس.
وكان أبو الفضل المجوسيّ، يعني الغلام الأمرد، قد سَنَّ لهم الّلواط ونكاح الأخوات، وأمرّ بقتل الأمرد الممتنع. وكان أبو طاهر يطوف هو والناس عُراةً به ويقولون: إلهنا عزًّ وجلّ.
قال ابن حمدان الطّبيب: أُدخِلتُ على أبي الفضل فوجدتُ بين يديه أطباقًا عليها رءوس جماعة، فسجدتُ له كعادتهم والنّاسُ حوله قيام وفيهم أبو طاهر، فقال لأبي طاهر: إنّ الملوك لم تزل تعُدّ الرءوس في خَزائنها فسَلُوه، وأشارَ إليَّ، كيف الحيلة في بقائها بغير تغيير؟
فسألني أبو طاهر فقلت: إلهُنا أعلم، ويعلم أنّ هذا الأمر ما علمته. ولكن أقول على التقدير إنّ جملة الإنسان إذا مات يحتاج إلى كذا وكذا صبَر وكافور.
والرّأس جزءُ من الإنسان، فيؤخذ بحسابه. فقال أبو الفضل: ما أحسن ما قال.
قال ابن حمدان: وما زلت أسمع النّاس تلك الأيام يلعنون إبراهيم،
__________
[1] في الهامش: ث. اسمه أبو الفضل المجوسي.
[2] في الأصل: بأعلى.

(25/15)


وموسى، ومحمدا، وعليًا، وأولاده، ورأيت المصحف يُمْسَح به الغائط.
وقال أبو الفضل لكاتبه ابن سَنْبر: اكتب كتابًا إلى الخليفة فصل لهم على محمد، وكِلْ لهم من جراب النِّوْرة.
قال ابن سَنْبر: والله ما تنبسط يدي لذلك.
وكان لأبي طاهر أخت فاقتنصها أبو الفضل، وذبح أبنًا لها في حجْرها، وقتل زوجها، ثمّ عزم علي قتل أبي طاهر، فبلغ ذلك أبا طاهر، فأجمع رأيه ورأي ابن سَنْبر ووالدة أبي طاهر على أن يمتحنوه ويقتلوه.
فأتياه فقالا: يا إلهنا، إنّ مُرْجة أمّ أبي طاهر قد ماتت، ونشتهي أن تحضر لنشقّ جوفها ونحشوه جمْرًا، وكان قد شرع لهم ذلك. فمضى معهما، فوجد مرجة مُسَجاة، فأمر بشقّ بطنها. فقال أبو طاهر: يا إلهي أنا أشتهي أن تُحييها لي.
قال: ما تستحق، فإنها كافرة [1] .
فعاوده مرارًا، فاسترابَ وأحسَّ بتغّيرهما عليه، فقال: لا تعجلا عليَّ ودعاني أخدم دوابّكما إلى أن يأتي أبي، فإني سرقت منه العلامة، فيري فيَّ رأيَه.
فقال له ابنُ سنبر: ويْلَك هتكتَ أستارنا وحريمنا، وكشفتَ أمرنا، ونحن نُرتّب هذه الدّعوة من ستين سنة، لا يُعلم ما نحن فيه. فأنت لو رآك أبوك علي هذه الحالة لقتلك، قُم يا أبا طاهر فاقتله.
قال: أخشى أن يمسخني.
فقام إليه سعيد أخو أبي طاهر فقتله وأخرج كبده، فأكلتها أخت أبي طاهر [2] .
ثمّ جمع ابن سنبر النّاس وذكر حَقه فيهم، لأنه كان شيخُهم، وقال لهم:
إنّ هذا الغلام وَرَدَ بكذبٍ سرَقه مِن معدن حقّ، وعلامةٍ موّه بها، فأطعناه لذلك.
__________
[1] انظر الحكاية برواية مختلفة في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 139، وتجارب الأمم 2/ 55، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 134.
[2] الخبر باختصار في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 139.

(25/16)


وإنا وجَدَنا فوقه غلامًا ينكحه فقتلناه.
وقد كنا نسمع أنه لا بُدّ للمؤمنين من فتنةٍ عظيمة يظهر بعدها الحقّ، وهذه هِيَ. فارجعوا عن نكاح المُحَرمات، وأطفئوا بيوت النيران، واتركوا اتّخاذ الغلمان، وعظّموا الأنبياء عليهم السّلام.
فضج النّاس بالصّياح وقالوا: كل يومٍ تقولون لنا قولًا. فأنفق أبو طاهر أموالًا، كان جمعها أبو الفضل، في أعيان الناس فسكتوا.
قال ابن حمدان الطّبيب: وبعد قتل أبي الفضل اتصلتً بخدمة أبي طاهر، فأخرج إلي يومًا الحجر الأسود وقال: هذا الذي كان المسلمون يعبدونهَ.
قلتُ: ما كانوا يعبدونه.
قال: بلي.
فقلت: أنت أعلم.
وأخرجه إلي يومًا وهو ملفوف بثياب ديبقيّ، وقد طيّبه بالمسك، فعرفنا أنه معظم له.
ثمّ إنّه جرت بين أبي طاهر وبين المسلمين حروب وأمور، وضعف جانبه، وقُتل من أصحابه في تلك الوقعات خلْق وقَلُوا، فطلب من المسلمين الأمان على أن يردّ الحجر الأسود وأن لا يتعرض: للحجاج أبدًا. وأن يأخذ على كلّ حاجّ دينارًا ويخفرهم. فطابت قلوب النّاس وحجوا آمنين. وحصل له أضعاف ما كان ينتهبه من الحاجّ.
وقد كان هذا الملعون بلاءً عظيمًا على الإسلام وأهله، وطالت أيّامُه.
ومنهم مَن يقول إنّه هلك عقيب أخْذه الحجر الأسود. والّظاهر خلاف ذلك
[تسمية أمير الأندلس بأمير المؤمنين]
فلمّا ضعُف أمرُ الأمّة، ووَهَت أركان الدّولة العبّاسية، وتغلبت القرامطة والمبتدَعة على الأقاليم، قويت همة صاحب الأندلس الأمير عبد الرحمن بن محمد الأمويّ المَروانيّ، وقال: أنا أوْلى النّاس بالخلافة. وتسمّى بأمير

(25/17)


المؤمنين. وكان خليقًا بذلك. فإنه صاحب غزو وجهاد وهَيبة زائدة استولى على أكثر الأندلس، ودانت له أقطار الجزيرة.
«انتهى ما ألحقه المؤلّف بخطّه من أخبار أبي طاهر القرمطي في غير موضعه فألحقته هنا. ولا قوة إلا باللَّه، ففي كتابة مثل هذا مضض. ونسأل الله العفو والسلامة» .
الناسخ [1]
[سبب قتل البريديّ لأخيه]
فأمّا أبو يوسف البَريديّ فكان يتكبرّ على أخيه أبي عبد الله، ويُطلق لسانه فيه، ويُعامل عليه أحمد بن بُوَيْه وتوزون، وينسبه إلى الغدْر والظُلم والْجُبْن والبخل، فاستدعاه أخوه أبو عبد الله إلى الدّار بالبصرة، وأقعد له جماعة في الدَّهْليز ليقتلوه. فلّما دخل ضربوه بالسّكاكين، فلامه بعض إخوته فقال: اسكت وإلا ألحقتك به [2] .
ثمّ مات بعده بثمانية أشهر [3] ، وَوُجد له ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار، وعشرة آلاف ألف درهم. ومِن الفرش وغيرها ما قيمته ألف ألف دينار. وألف رطْل نَدّ، وألفا رِطْل هنديّ، وعشرون ألف رِطْل عود.
وقد تقدَّم مِن أخباره. وسيُذكر في العام الآتي.
__________
[1] هذه التتمّة عن أخبار القرمطيّ بطولها أثبتها كاملة المستشرق هـ. ف. آمدروز في حاشية كتاب تجارب الأمم لمسكويه 2/ 57- 60 بما فيها قول الناسخ بداية الخبر ونهايته.
[2] تجارب الأمم 2/ 53.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 140، تجارب الأمم 2/ 58، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 134، البداية والنهاية 11/ 208.

(25/18)


سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة
[قتل المتّقي]
قد ذُكِرَ أنّ توزون حَلفَ وبالغ في الأيمان للمتقّي، فلمّا كان رابع محرَّم توجّه المتقّي من الرقَّة إلى بغداد، فأقام بهيت، وبعث القاضي أبا الحسين الخِرَقيّ إلى توزون وابن شيرزاد، فأعاد الأْيمان عليهما. وخرج توزون وتقدّمه ابن شيرزاد، فالتقى المتقّي بين الأنبار وهِيت [1] .
[رواية المسعودي عن مقتل المتقّي]
وقال المسعودي [2] : لمّا التقى توزون بالمتقّي ترجّل وقبّل الأرض، فأمره بالركوب، فلم يفعل، ومشى بين يديه إلى المخيّم الذي ضربه له.
فلمّا نزل قبض عليه وعلى ابن مقلة ومن معه. ثمّ كحّله، فصاح المتقّي، وصاح النساء، فأمر توزون بضرب الدَّبادب [3] حول المخيم. وأدخل بغداد مسمول العينين، وقد أخذ منه الخاتم والبُرْدة والقضيب.
وبلغ القاهر فقال: صِرنا اثنين، ونحتاج إلى ثالث، يُعرِّض بالمستكفي، فكان كما قال، سُمل بعد قليل [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 141، 142، تجارب الأمم 2/ 69- 71، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 146، 147، تاريخ الأنطاكي 46، الإنباء في تاريخ الخلفاء 173، 174، المنتظم 6/ 338، 339، الكامل في التاريخ 8/ 411، 412.
[2] في مروج الذهب 4/ 342، 343 والمؤلّف ينقل عنه بتصرّف.
[3] الدبادب: الطبول، وانظر: العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 149، 150 ففيه رواية مفصّلة عن كيفية القبض على المتّقي وسمله، والإنباء في تاريخ الخلفاء 174، والكامل في التاريخ 8/ 419، والفخري 287، والبداية والنهاية 11/ 210، والنجوم الزاهرة 3/ 282.
[4] النجوم الزاهرة 3/ 282، عيون الأخبار وفنون الآثار، السبع الخامس 193، والسبع السادس 121.

(25/19)


[خلافة المستكفي]
وقال ثابت: أحضر توزون عبد الله بن المكتفي وبايعه بالخلافة، ولقّبه بالمستكفي باللَّه، ثمّ بايعه المتقي للَّه المسمول، وأشهد على نفسه بالخلْع لَعشْرٍ بقين من المحرَّم سنة ثلاثٍ وثلاثين.
ثمّ أخرج المتقّي إلي جزيرة مقابل السِّنْديّة، وسُمِل حتّى سالت عيناه [1] .
وقيل: إنما خُلعِ لعشر بقين من صفر [2] .
ولم يحل الحَوْل على توزون حتّى مات [3] .
[صفة المستكفي باللَّه]
وكنيةُ المستكفي: أبو القاسم، من أمّ ولد. بويع وعمره إحدى وأربعون سنة [4] .
وكان مليحًا، رَبْعةً، معتدل الجسم، أبيض بحُمْرة، خفيف العارضين.
وعاش المتقّي للَّه بعد خلعه خمسًا وعشرين سنة. [5] .
[الحرب بين ابن بُوَيْه وتوْزُون]
وفيها استولى أحمد بن بُوَيْه على الأهواز، والبصرة، وواسط، فخرج إليه توزون فالتقيا، ودام الحربُ بينهما أشهرًا، وهي كلّها على توزون، والصَّرْع يعتريه [6] . فقطع الجسر الذي بينه وبين أحمد بن بُوَيْه عند ديالى، وضاق بابن بُوَيْه الحال وقلت الأقوات، فرجع إلى الأهواز [7] . وصرع توزون يومئذ، وعاد إلى بغداد مشغولا بنفسه [8] .
__________
[1] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 150.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 143.
[3] المنتظم 6/ 339، النجوم الزاهرة 3/ 283.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 144.
[5] توفي في خلافة المطيع في شعبان سنة خمسين وثلاثمائة وله ستون سنة. (العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 150) .
[6] انظر عن سبب إصابة توزون بالصرع في: العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 152.
[7] تجارب الأمم 2/ 76، 77.
[8] تجارب الأمم 2/ 78، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 158، 159 و 160، البداية والنهاية

(25/20)


[وزارة أبي الفرج السامرّيّ ومصادرته]
وفي صفر استوزر المستكفي أبا الفَرَج محمد بن عليّ السّامرّيّ [1] ، ثمّ عزله توزون بعد أربعين يومًا [2] ، وصادره وأخذ منه ثلاثمائة ألف دينار [3] .
[وزارة ابن شيرزاد]
ثم استوزر أبا جعفر بن شيرزاد بإشارة توزون [4] .
[الحرب بين سيف الدّولة والإخشيد]
وفيها سار سيفُ الدّولة بن حمدان إلى حلب فملكها، وهربَ أميرها يانس المؤنسي إلي مصر، فجهّز الإخشيد جيشًا إلي سيف الدّولة، فالتقوا على الرَّسْتن، فهزمهم سيف الدّولة وأسر منهم ألف رجل، وفتح الرَّستْن.
ثمّ سار إلى دمشق فملكها. فجاء الإخشيد ونزل طبريّة، فتسلّل أكثر أصحاب سيف الدّولة إلي الإخشيد، فخرج سيف الدّولة إلى حلب وجمع القبائل وحشد. وسار إليه الإخشيد، فالتقوا على قنَّسرين، فهزمه الإخشيد، فهربَ إلي الرقَّة، ودخل الإخشيد حلب [5] .
[الغلاء والجوع ببغداد]
وفيها عظم الغلاء ببغداد حتّى هرب الناس وبقي النّساء. فكنّ المخدّرات
__________
[ () ] 11/ 208، النجوم الزاهرة 3/ 283.
[1] في تكملة تاريخ الطبري 1/ 144 «السرمن رائي» ، وفي الكامل في التاريخ 8/ 421 «الساري» ، والمثبت يتفق مع تجارب الأمم 2/ 78، والتنبيه والإشراف 345، ومروج الذهب 4/ 356، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 155، وتاريخ الأنطاكي 49، والفخري 287، والإنباء في تاريخ الخلفاء 176، والبداية والنهاية 11/ 210، وتاريخ ابن خلدون 3/ 4119، ونهاية الأرب 23/ 181.
[2] في التنبيه والإشراف 345 «ووزر سبعة وأربعين يوما» .
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 145 وفيه: «وصادره على ثلاثمائة ألف درهم» فكان وقوع اسم الوزارة عليه «اثنين وأربعين يوما» ومثله في: تجارب الأمم 2/ 80، والكامل في التاريخ 8/ 447 وفيه:
«وصودر على ثلاثمائة ألف درهم» .
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 145، تجارب الأمم 2/ 78، مروج الذهب 4/ 356، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 155، تاريخ الأنطاكي 49، الإنباء في تاريخ الخلفاء 176، مختصر التاريخ لابن الكازروني 187.
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 146، الكامل في التاريخ 8/ 445، 446، زبدة الحلب 1/ 105، أخبار الدولة الحمدانية لابن ظافر الأزدي 30.

(25/21)


يخرجن عشرين عشرين من بيوتهنّ، مُمْسكات بعضهنّ بعضًا، يَصحْن: الجوع الجوع. وتسقط الواحدة منهنّ بعد الأخرى ميّتة من الجوع. ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ [1] 2: 156.
[قيام أبي الحسين البريديّ مكان أخيه]
وكان أبو عبد الله البَريديّ قد استولى على الأهواز والبصرة. ووزر للمتقّي كما ذكرنا. وكان قد قتل أخاه لكونه يذكر عيوبَه، فلم يمُتَع بعده، وأخذته الحُمّى أسبوعًا [2] ، فهلك في اليوم الثّامن من شوّال. وقام أخوه أبو الحسين البَريديّ مقامه. وكان يانس مقدّم جيوشه يبغض أبا الحسين [3] .
[النزاع بين البريديّ وأخيه]
ثم إنّ أبا الحسين أساء العشرة على التُّرْك والدّيْلم، وحطّ من أقدارهم، فشَكَوْه إلى يانس، فقال لأبي القاسم ولد أبي عبد الله: إن كان عندك مال عقدتُ لك الرئاسة على عمك.
فقال: هذه ثلاثمائة ألف دينار. فأخذها يانس، فأصلح بها قلوب الْجُنْد، وعقد لأبي القاسم. فهرب أبو الحسين ليلًا ماشيًا متنكرًا إلي هجر، فاستجار بالقرامطة، فأجاروه، وبعثوا معه جيشًا إلي البصرة فنازلوها حتّى ضجروا. ثمّ أصلحوا بينه وبين ابن أخيه، ثمّ مضى إلى بغداد [4] .
[قتل يانس]
ثمّ إنّ يانس طمع في المُلك، فوَاطأ الديْلَم على قتل أبي القاسم. وعلم أبو القاسم فاحتال حتى قبض على يانس، وأخذ منه مائة ألف دينار وقتله، واستقام له الدّست [5] .
__________
[1] تاريخ سنّي ملوك الأرض 147، 48، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 180، 181، (حوادث سنة 334 هـ.) ، تجارب الأمم 2/ 95، عيون الأخبار وفنون الآثار، السبع الخامس 193.
[2] تجارب الأمم 2/ 58.
[3] تجارب الأمم 2/ 58، 59.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 140 (حوادث سنة 332 هـ.) ، تجارب الأمم 2/ 59- 61 (حودث سنة 332 هـ.) .
[5] تجارب الأمم 2/ 61.

(25/22)


[غزوة سيف الدّولة في الروم]
وفيها غزا سيف الدّولة بلاد الروم، وردّ سالمًا بعد أن بدع في العدّو.
وسبب هذه الغزاة أنّه بلغ الدُّمسْتُق ما فيه سيف الدّولة من الشُّغْل بحرب أضداده، فسار في جيش عظيم، وأوقع بأهلِ بغراس ومَرْعش، وقتل وأسر.
فأسرع سيف الدّولة إلى مضيق وشِعاب، فأوقع بجيش الدُّمسْتُق وبيّتهم، واستنقذ الأسارى والغنيمة، وانهزم الروم أقبح هزيمة [1] .
ثمّ بلغ سيف الدّولة أنّ مدينةً للروم قد تهدم بعض سورها، وذلك في الشتاء، فاغتنم سيف الدّولة الفرصة، وبادرَ فأناخ عليهم، وقتل وسبى [2] ، لكن أصيب بعض جيشه [3] .
__________
[1] البداية والنهاية 11/ 211، النجوم الزاهرة 3/ 283، 284.
[2] في الأصل: «سبا» .
[3] النجوم الزاهرة 3/ 284.

(25/23)


سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة
[وفاة توزون وطمع ابن شيرزاد بالإمارة]
في المحرَّم تُوُفّي توزون التُرْكيّ بهيت، وكان معه كاتبه أبو جعفر بن شيرزاد، فطمع في المملكة وحلّف العساكر لنفسه، وجاء فنزل بباب حرب، فخرج إليه الدَّيْلم وباقي الْجُنْد، وبعث إليه المستكفي بالإقامات وبخلع بيض.
ولم يكن معه مال، وضاق ما بيده، فشرَع في مصادرات التّجّار والكُتاب، وانقطع الجلب عنها فخربت [1] .
[زواج سيف الدّولة ببنت أخي الإخشيد]
وفيها تزوج سيف الدّولة بن حمدان ببنت أخي الإخشيد، واصطلح مع الإخشيد على أن يكون لسيف الدّولة حلب، وأنطاكّية، وحمص [2] .
[تلقُّب المستكفي بإمام الحقّ]
وفيها لُقب المستكفي نفسَه «إمام الحقّ» ، وضرب ذلك على السّكّة [3] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 146، 147، تجارب الأمم 2/ 81- 83، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 161، 162، تاريخ الأنطاكي 52، تاريخ حلب 291، الإنباء في تاريخ الخلفاء 176، المنتظم 6/ 345 رقم 558، الكامل في التاريخ 8/ 448، تاريخ مختصر الدول 166، نهاية الأرب 23/ 182، المختصر في أخبار البشر 2/ 93، دول الإسلام 1/ 207، تاريخ ابن الوردي 1/ 278، نكت الهميان 88، الوافي بالوفيات 10/ 448 رقم 4937، البداية والنهاية 11/ 211، تاريخ ابن خلدون 3/ 419، مآثر الإنافة 1/ 300، النجوم الزاهرة 3/ 284، شذرات الذهب 2/ 335، تاريخ الأزمنة 58 وقيل إن توزون مات في داره، وقيل إن المستكفي باللَّه سمّه. انظر: الإنباء في تاريخ الخلفاء 176، ونكت الهميان 88.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 147، زبدة الحلب 1/ 115.
[3] المنتظم 6/ 340، البداية والنهاية 11/ 211، النجوم الزاهرة 3/ 284.

(25/24)


[دخول ابن بُوَيْه بغداد ومبايعته الخليفة]
وفيها قصد مُعزّ الدّوله أَحْمَد بن بُوَيْه بغداد، فلمّا نزل باجِسْرى [1] استتر المستكفي وابن شيرزاد، وتسلّل الأتراك إلى الموصل، وبقي الدَّيْلم ببغداد، وظهر الخليفة. فنزل معز الدّولة بباب الشماسيّة، وبعث إليه الخليفة الإقامات والتُحف. فبعث مُعز الدّولة يسأله في ابن شيرزاد، وأن يأذن له في استكتابه.
ودخل في جُمَادَى الأولى دار الخلافة، فوقف بين يدي الخليفة، وأخذت عليه البَيْعة بمحضر الأعيان. ثمّ خلع الخليفة عليه، ولقبة «مُعِزّ الدّولة» [2] ، ولقّب أخاه علّيًا «عماد الدّولة» وأخاهما الحسن «رُكْن الدّولة» . وضُربت ألقابهم على السّكّة [3] .
ثمّ ظهر ابن شيرزاد واجتمع بمُعزّ الدّولة، وقرر معه أشياء منها: كلّ يوم برسم النَّفقة للخليفة خمسة آلاف درهم فقط [4] .
[عناية ابن بُوَيْه بالشباب]
وهو أوّل مَن ملك العراق من الدَّيْلم. وهو أوّل من أظهر السُعاة ببغداد ليجعلهم فُيوجًا بينه وبين أخيه رُكنِ الدّولة إلى الري. وكان له ركائبيان: فضل، ومرعوش، فكان كل واحد يمشي في اليوم ستة وثلاثين فرسخا، فغرى بذلك شبابُ بغداد وانهمكوا فيه. وكان يُحضر المصارعين بين يديه في الميدان ويأذن للعوّام، فمن غلب خَلعَ عليه. وشرع في تعليم السّباحة، حتى صار السّبّاح يسبح وعلى يده كانون فوقه قِدْره، فيسبح حتّى ينضج اللحم [5] .
__________
[1] باجسرى: بكسر الجيم وسكون السين، وراء، والقصر: بلدة في شرقيّ بغداد، بينها وبين حلوان، على عشرة فراسخ من بغداد. (معجم البلدان 1/ 313) .
وفي الأصل: «باجسراي» .
[2] الإنباء في تاريخ الخلفاء 176.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 148، تجارب الأمم 2/ 84، 85، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 167، تاريخ الأنطاكي 52، 53، المنتظم 6/ 340، الكامل في التاريخ 8/ 449، 450، البداية والنهاية 11/ 212، النجوم الزاهرة 2/ 284، 285.
[4] في تكملة تاريخ الطبري 1/ 148 «وقرر المستكفي في كل يوم خمسين ألف درهم لنفقته» ، والمثبت يتفق مع: الكامل في التاريخ 8/ 450.
[5] المنتظم 6/ 341، البداية والنهاية 11/ 213، النجوم الزاهرة 3/ 285.

(25/25)


[ولاية عُتبة قضاء الجانب الشرقيّ]
وفيها ولي قضاء الجانب الشرقي أبو السائب عُتْبة بن عُبيَد الله [1] .
[خلْع المستكفي باللَّه]
وفيها خُلع المستكفي وسُمِل. وسبب ذلك أنّ عَلَمَ [2] القهرمانة كانت واصلةً عند الخليفة وتأمر وتنهى، فعملت دعوةً عظيمة حَضرها خُرْشيد الدَّيْلميّ مقدّم الدَّيْلَم، وجماعة من القُواد. فاتهمها مُعزّ الدّولة، وخاف أن تفعل كما فعلت مع توزون وتحُلَف الدّيلم للمستكفي، فتزول رئاسة مُعِزّ الدّولة.
وكان إصْفَهد [3] الديْلم قد شفع إلي الخليفة في رجل شيعي يثير الفتَن [4] ، فلم يقبل الخليفة شفاعته، فحقد على الخليفة وقال لِمُعزّ الدّولة: إنّ الخليفة يراسلني في أمرك لألقاه في الليل.
فقوي سوء ظن معُزّ الدّولة. فلمّا كان في جُمَادى الآخرة دخل على الخليفة، فوقف والنّاس وقوف على مراتبهم، فتقدّم اثنان من الِّدْيلم فطلبا من الخليفة الرزق، فمد يده إليهما ظنًا منه أنهما يريدان تقبيلها، فجذباه من السرّير طرحاه على الأرض، وجرّاة بعمامته. وهجم الديلم دار الخلافة إلى الحُرم، ونهبوا وقبضوا على القهرمانة وخواص الخليفة.
ومضى معز الدّولة إلى منزله، وساقوا المستكفي ماشيًا أليه، ولم يبق في دار الخلافة شيء [5] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 147، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 174، 175، تاريخ بغداد 12/ 320، المنتظم 6/ 341.
[2] في: العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 167 «حسن» ، وجاء في: الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 175 إن المرأة كانت تعرف ب «حسن الشيرازية» وكانت زوجة بعض كتاب الأمير توزون، وقد صيّرها المستكفي قهرمانة الدار وغير اسمها وسمّاها «علم» فصارت تعرف ب «علم القهرمانة» . وانظر: مختصر التاريخ لابن الكازروني 187، والكامل في التاريخ 8/ 421.
[3] في تجارب الأمم 2/ 86 «اصفهدوست» .
[4] في العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 167 «رجل يعرف بالشافعي من باب الطاق وكان رئيس الشيعة» .
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 149، تجارب الأمم 2/ 86، 87، العيون والحدائق ج 4

(25/26)


وخلع المستكفي، وسملت يومئذ عيناه [1] .
وكانت خلافته سنة وأربعة أشهر ويومين. وتوفي بعد ذلك في سنة ثمَان وثلاثين وعمرة ست وأربعون سنة.
__________
[ () ] ق 2/ 171، تاريخ الأنطاكي 53، الإنباء في تاريخ الخلفاء 176، المنتظم 6/ 342، 343، الكامل في التاريخ 8/ 450، 451، البداية والنهاية 11/ 212، النجوم الزاهرة 3/ 285، 286.
[1] انظر: العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 173، وتاريخ الأنطاكي 55، والإنباء في تاريخ الخلفاء 176، البداية والنهاية 11/ 212.

(25/27)


[خلافة المطيع للَّه]
ثمّ إنهم أحضروا أبا القاسم الفضل بن المقتدر جعفر وبايعوه بالخلافة، ولقبّوه المطيع للَّه، وسنُّه يومئذ في أربع وثلاثين سنة. ثمّ قدموا ابن عمّه المستكفي، فسَّلم عليه بالخلافة، وأشهد على نفسه بالخَلْع قبل أن يُسْملَ [1] .
ثمّ صادر المطيع خواصّ المستكفي، وأخذ منهم أموالًا كثيرة، ووصَلَ العباسّيين والعلويّين في يوم، مع إضاقته، بنيف وثلاثين ألف دينار [2] .
وقَّرر له معُزِ الدّولة كل يوم مائة دينار ليس إلًا نفقة [3] .
[الغلاء ببغداد]
وعظمُ الغلاء ببغداد في شعبان، وأكلوا الِجيَف والرَّوْث، وماتوا على الطُرقُ، وأكلت الكلاب لحومهم، وبيعَ العقار بالرّغْفان، وُوجدت الصّغار مشوية مع المساكين، وهربَ الناس إلي البصرة وواسط، فمات خلق في الّطِرقَات [4] .
[5] وذكر ابن الْجَوْزيّ أنه أشُتري لمُعزّ الدّولة كُرّ دقيق بعشرين ألف درهم.
قلتُ: الكُرّ سبعة عشر قنطارًا بالدمشقي. لأنًّ الكُرّ أربع وثلاثون كارة.
والكارة خمسون رطلا بالدّمشقيّ [6] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 150، تاريخ الأنطاكي 55، المنتظم 6/ 344، الكامل في التاريخ 8/ 452، النجوم الزاهرة 3/ 286.
[2] المنتظم 6/ 344.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 150 وفيه: «وأقام معزّ الدولة لنفقته في كل يوم ألفي درهم» ، ومثله في: العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 177، وفي الإنباء في تاريخ الخلفاء 177: «ورتّب له كل يوم خمسة آلاف درهم» ، الكامل في التاريخ 8/ 453، والمثبت يتفق مع: النجوم الزاهرة 3/ 286.
[4] انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 152، تجارب الأمم 2/ 95، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 180، 181، تاريخ الأنطاكي 55، 56، تاريخ سنيّ ملوك الأرض 147، 148 (في حوادث سنة 333 هـ.) ، المنتظم 6/ 344، تاريخ الزمان 58 و 59، الكامل في التاريخ 8/ 465، نهاية الأرب 23/ 187، المختصر في أخبار البشر 2/ 96، دول الإسلام 1/ 208، البداية والنهاية 11/ 213، النجوم الزاهرة 3/ 286، شذرات الذهب 2/ 335، أخبار الدول 170.
[5] في المنتظم 8/ 345، ونقل الخبر: ابن تغري بردي في: النجوم الزاهرة 3/ 286.
[6] النجوم الزاهرة 3/ 286.

(25/28)


[الحرب بين ناصر الدّولة ومعز الدّولة بن بُوَيْه]
ووقعَ ما بين مُعّز الدّولة وبين ناصر الدّولة بْن حمدان، فجمع ناصر الدولة وجاء فنزل سامراء، فخرج إليه معز الدولة ومعه المطيع في شعبان، وابتدأت الحرب بينهم بعُكْبرا [1] .
وكان معُزّ الدّولة قد تغيّر علي ابن شيرزاد واستخانه في الأموال، فأحفظه ذلك، ووقع القتال، فاندفع معُز الدّولة والمطيع بين يديه، فجاء ناصر الدّولة فنزل بغداد، من الجانب الشّرقيّ فملكها، وجاء مُعزّ الدّولة ومعه المطيع كالأسير، فنزل في الجانب الغربي، وبقي في شدّة غلاء حتّى اشتُري له كر حنطة بعشرة آلاف درهم [2] أو بأكثر. وعزم على المسير إلى الأهواز فقال: روِّزوا لنا الشّطّ [3] ، فإنْ قدرنا على العبور كان أهوَن علينا. فلمّا عبرت الدّيالمة اضطّرب عسكر ناصر الدّولة وانهزموا، وهرب ناصر الدّولة فعبر مُعّز الدّولة إلي الجانب الشرقيّ، وأحرق الدّيْلم سوق يحيى، ووضعوا السيَّف في النّاس وسَبَوا الحريم، وهربَ النساء إلى عُكْبَرا، ومات منهنّ جماعة مِن العطش [4] .
[امتناع الحجّ]
ولم يحجّ أحُد من أهل العراق.
[وفاة القاضي الخِرَقيّ]
وفيها تُوُفيّ القاضي أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن إسحاق الخرقي قاضي قضاة المتقّي للَّه بدمشق.
__________
[1] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 178، الكامل في التاريخ 8/ 453، البداية والنهاية 11/ 213، النجوم الزاهرة 3/ 286.
[2] في تكملة تاريخ الطبري 1/ 151 «بعشرين ألف درهم» ، ومثله في: تجارب الأمم 2/ 91، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 179، المنتظم 6/ 345.
[3] في العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 179: فأمر معزّ الدولة ببنيان زبازب ومعابر في دور على الصراة.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 151، تجارب الأمم 2/ 89- 93، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 179، 180، المنتظم 6/ 349 (حوادث سنة 335 هـ.) ، النجوم الزاهرة 3/ 286، 287 (باختصار) .

(25/29)


[وفاة الخِرَقيّ الحنبليّ]
وأبو القاسم عمر بن الحسين الخرقيّ الحنبليّ مصنفّ «مختصر دمشق» [1] .
[وفاة توزون]
وتوزون الّذي غلب على العراق وسَمَلَ المتقّي للَّه [2] .
[وفاة الإخشيد]
وصاحب مصر والشام الإخشيد محمد بن طُغْج الفَرَغانيّ أبو بكر. ويقال إنّ جدّه جُفّ ابن ملك فَرغانة [3] . وكل من ملك فرَغَانة سُمّي الإخشيد، أي ملك الملوك وهي من كبار مُدن التُّرْك.
كما أنّ الإصبَهبَذ لَقَب ملك طَبَرسْتان، وصول ملك جُرجان [4] ، وخاقان ملك التُّرْك، والأفشين ملك أشرُسونة، وسامان ملك سَمَرْقنْد.
وكان مولد محمد الإخشيد ببغداد، وكان شجاعًا مَهيبًا فارسًا [5] ، ولي دمشق، ثمّ ولي مصر مِن قبل القاهر سنة إحدى وعشرين. وبدمشق تُوُفي في آخر السنة بحُمّى حادّة وله ستون سنة، ودُفِنَ في القدس. وكان له ثمانية آلاف مملوك [6] .
__________
[1] المنتظم 6/ 346 رقم 561، الكامل في التاريخ 8/ 465، البداية والنهاية 11/ 214، النجوم الزاهرة 3/ 289.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 146، تاريخ حلب 291، المنتظم 6/ 345 رقم 558.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 152، 153، تجارب الأمم 2/ 104.
[4] في تكملة تاريخ الطبري 1/ 153: «وملك جرجان صول، وملك آذربيجان اصبهيذ، وملك طبرستان يدعى سالان» .
[5] في تكملة تاريخ الطبري 1/ 153: «وكان ابن طغج جبانا» !
[6] في تكملة تاريخ الطبري 1/ 153 «وكان له خمسة آلاف مملوك يحرسونه بالليل بالنوبة» .
وانظر عن «محمد بن طغج» في:
تجارب الأمم 2/ 104، وولاة مصر 310، والولاة والقضاة 293، والكامل في التاريخ 8/ 457، وأخبار الدولة الحمدانية 30، وزبدة الحلب 1/ 116، ونهاية الأرب 23/ 187، وتاريخ حلب 291، وتاريخ مختصر الدول 167، والمنتظم 6/ 347، ووفيات الأعيان 5/ 56- 63، والعبر 2/ 239، ودول الإسلام 1/ 208، 209، وتاريخ ابن الوردي 1/ 279، ومرآة الجنان 2/ 314- 316، والبداية والنهاية 11/ 213 و 215، والوافي بالوفيات 3/ 171، 172 رقم 1141، وسير أعلام النبلاء 15/ 365، 366 رقم 189، والنجوم الزاهرة 3/ 251- 256، وحسن المحاضرة 2/ 10، وشذرات الذهب 2/ 337، وأخبار الدول 263، 264.

(25/30)


وقيل إنّ عدّة جيشه بلغت أربعمائة ألف رجل [1] .
وقام بعده ابنه أبو القاسم أنوجور مع غَلَبَة كافور على الأمور [2] .
[وفاة أبي القاسم صاحب المغرب]
وفيها مات أبو القاسم محمد بن عُبَيد الله صاحب المغرب. وكان مولده بسَلَمية سنة ثمانٍ وسبعين. ودخلَ مع أبيه المغرب في زيّ التُجار، فآل بهم الأمر إلى ما آل. وبويع هذا سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة عند موت أبيه.
وقد خرج عليه سنة اثنتين وثلاثين مَخلَد بن كيداد [3] . وكانت بينهما وقائع مشهورة. وحصَره مَخْلَد بالمَهديّة وضيقَّ عليه واستولى على بلاده، فعرض للقائم وسواس فاختلط عقله، ومات في تلك الحال في شوّال، وله خمس وخمسون سنة. وسُتِرت وفاته سنة ونصفًا. وقام بعده وليّ عهده المنصور باللَّه أبو الطاهر إسماعيل ولده.
وكان القائم شرًّا من أبيه المهديّ، زنْديقًا ملعونًا [4] .
[مقاتلة ابن كَيْداد لأبي القاسم]
ذكر القاضي عبد الجّبار أنّه أظهر سبّ الأنبياء عليهم السلام، وكان مناديه ينادي: العنوا الغار وما حوى، وقتلَ خلقًا من العلماء. وكان يراسل أبا طاهر القَرْمَطيّ إلى البحرين وهَجَر، ويأمره بإحراق المساجد والمصاحف. ولمّا كثر
__________
[1] في تكملة تاريخ الطبري 1/ 153: «وكان جيشه يحتوي على أربعمائة رجل» ، والمثبت يتفق مع: المنتظم 6/ 347.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 182، الولاة والقضاة 293، العيون الدعج 197- 199، زبدة الحلب 1/ 116، النجوم الزاهرة 3/ 293 وفيه: «وأنوجور اسم أعجمي غير كنية، معناه باللغة العربية «محمود» .
[3] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 159، 160 و 184، عيون الأخبار وفنون الآثار، السبع الخامس 172 وما بعدها، وفيه: «أبو يزيد الأعور الدجّال النكاري مخلد بن كيداد» .
[4] تاريخ الأنطاكي 56، 57، رسالة افتتاح الدعوة 279، تاريخ حلب 291. الحلّة السيراء 1/ 290، الكامل في التاريخ 8/ 442- 433، عيون الأخبار وفنون الآثار- السبع الخامس- 172- 224، المختصر في أخبار البشر 2/ 92، البيان المغرب 1/ 216- 218، تاريخ ابن الوردي 1/ 276، 277، البداية والنهاية 11/ 210، اتعاظ الحنفا 1/ 75- 82، عقد الجمان (مخطوطة دار الكتب المصرية) حوادث سنة 333 هـ، تاريخ ابن خلدون 4/ 40، النجوم الزاهرة 3/ 287.

(25/31)


فجوره اجتمع أهل الجبال على رجل من الإباضيّة يقال له مَخُلْد بن كيدْاد، وكان شيخًا لا يقدر على ركُوُب الخيل، فركب حمارًا. وكان وزيره أعمى، فاجتمع معه خلائق، فسار فحصرَ القائم بالمَهْديّة.
وكان مَخْلَد أعرج يكنّى أبا يزيد، وهو من زَنَاتة، قبيلة كبيرة من البربر، وكان يتنسَّك ويقصر دلقة الصُّوف، ويركب حمارًا، ولا يثبت على الخيل.
وكان نافذ الأمر في البربر، زاهدًا، دَيِّنًا، خارجيًا. قام على بني عُبَيْد، والنّاس على فاقة وحاجة لذلك. فقاموا معه وأَتوه أفواجًا، ففتح البلاد، ودخل القيروان. وتحيز منه المنصور وتحصّن بالمهديّة التي بناها جدّه. ونَفَر مع مَخْلَد الخلْق والعلماء والصُلحاء، منهم الإمام أبو الفضل التنيسي العبّاس بن عيسى الفقيه، وأبو سليمان ربيع القّطان، وأبو العرب، وإبراهيم بن محمد.
قال القاضي عياض في ترجمة العّباس بن عيسى هذا: وركب أبو العرب وتقلَّد مُصحَفًا، وركب الفقُهاء في السّلاح، وشقوا القيروان وهم يعُلنون التّكبير والصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم والترضي على الصّحابة. وركّزوا بُنُودهم عند باب الجامع. وهي سبعة بُنُود حُمْر فيها: لا إله إلا اللَّه، ولا حُكْم إلّا للَّه وهو خير الحاكمين، وبنْدان أصفران لربيع القّطان فيهما: نصر من الله وفتح قريب، وبنَد مَخْلَد فيه: اللَّهمّ أنصر وليَّك على من سبّ نبيّك، وبَندْ أبي العرب فيه: قاتلوا الذين لا يؤمنون باللَّه، وبَنْد أصفر لابن نصرون الزّاهد فيه: قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ 9: 14 [1] ، وبند أبيض فِيهِ: محمد رسول اللَّه، أبو بكر الصّدّيق، عمر الفاروق، وبَنْد أبيض لإبراهيم بن محمد المعروف بالعَشّاء فيه إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ الله 9: 40 [2] الآية.
وحضرت الجمعة فخطبهم أحمد بن أبي الوليد، وحضّ على الجهاد. ثمّ ساروا ونازلوا المهديّة. فلمّا التقوا وأيقن مخلد بالنصر غلب عليه ما عنده من الخارجية، فقال لأصحابه: انكشفوا عن أهل القيروان حتى ينال منهم عدوّهم.
ففعلوا ذلك، فاستشهد خمسَة وثمانون رجلًا من العلماء والزّهّاد، منهم ربيع القطّان، والتّنّيسيّ، والعشّاء.
__________
[1] سورة التوبة، الآية 14.
[2] اقتباس من سورة التوبة، الآية 40: إِلَّا تَنْصُرُوهُ ... 9: 40.

(25/32)


[الإباضيّة]
والإباضية فرقة من الخوارج، رأسهم عبد الله بن يحيى بن إباض، خرج في أيّام مروان الحمار. وانتشر مذهبه بالمغرب، ومذهبه أنّ أفعالنا مخلوقة لنا.
ويكفٍّر بالكبائر، وأنهّ ليس في القرآن خصوص. ومّن خالفه كفر وحلّ له دمه وماله.
[وفاة الشبّليّ]
وفيها توُفّي الزّاهد أبو بكر الشبَّليّ بالعراق [1] .
[وفاة الوزير عليّ بن عيسى]
وفي آخرها توفّي الوزير عليّ بن عيسى [2] .
__________
[1] تاريخ حلب 291، المنتظم 6 ج 347 رقم 565، البداية والنهاية 11/ 215، النجوم الزاهرة 3/ 289.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 153 (حوادث سنة 335 هـ.) ، تجارب الأمم 2/ 104 (حوادث سنة 334 هـ.) ، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 181 (حوادث سنة 334 هـ.) ، الوزراء للصابي 344 وفيه: «توفي يوم الجمعة لليلة خلت من ذي الحجّة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة عن تسع وثمانين سنة وستة أشهر، لأن مولده كان في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومائتين» ، الكامل في التاريخ 8/ 465.

(25/33)


سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة
[عودة المطيع إلي دار الخلافة]
ولمّا انهزم سيف الدّولة بن حمدان إلى الموصل جدَّد مُعزّ الدّولة أحمد بن بويه الأيمان بينه وبين المطيع، وأزال عَنْهُ التوكيل، وأعاده إلى دار الخلافة [1] .
[صرْف ابن أبي الشوارب عن القضاء]
وصرف القاضي محمد بن الحسن بن أبي الشوارب عن القضاء بالجانب الغربيّ [2] وقُلَّد قضاء الجانبين أبو الحسن محمد بن صالح، ويعرُف بابن أمّ شيبان [3] .
[امتلاك سيف الدّولة دمشق]
ولمّا مات الإخشيد بدمشق، سار سيف الدّولة من حلب فملك دمشق، واستأمن إليه يانس المؤنسيّ.
ثم سار سيف الدّولة فنزل الزملة. وجاء من مصر أنوجور بن الإخشيد بالجيوش، والقائم على أمره كافور الخادم. فرد سيف الدولة إِلَى دمشق، وسار وراءه المصريون، فانهزم إِلَى حلب [4] ، فساروا خلفه، فانهزم إلى الرقَّة. ثمّ تصالحوا على أن يعود سيف الدّولة إلى ما كان بيده [5] .
قال المسبّحي: وكان بين سيف الدّولة وبين أبي المظفّر حسن بن طغج،
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 157، تجارب الأمم 2/ 105، 106، الكامل في التاريخ 8/ 466.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 177، المنتظم 6/ 350.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 159، المنتظم 6/ 350.
[4] تاريخ الأنطاكي 75، زبدة الحلب 1/ 116- 118، الكامل في التاريخ 8/ 164، المختصر في أخبار البشر 2/ 95، النجوم الزاهرة 3/ 291، 292.
[5] أخبار الدولة الحمدانية 30، 31.

(25/34)


وهو أخو الإخشيد، وقعة عظيمة بالّلجون [1] ، فانكسر ابن حمدان ووصل إلى دمشق بعد شدةٍ وتشتُت. وكانت أمّه بدمشق. فنزل المرج خائفًا، وأخرج حواصله، وسار نحو حمص على طريق قارا. وسار أخو الإخشيد وكافور الإخشيديّ إلى دمشق. ثمّ سار إلى حلب في آخر السنة واستقرّ أمرهم [2] .
[مصالحة معزّ الدّولة وناصر الدولة]
وفيها اصطلح معز الدولة وناصر الدولة على أن يكون لناصر الدّولة من تكريت إلى الشّام. وكان ناصر الدّولة قد عاد فنزل عُكُبرا [3] .
[قيادة تكين الشيرازي للُترك]
فلمّا علم التُّرك الّذين مع ناصر الدّولة بالمصالحة جاءوا إليه ليقتلوه، فانهزم إلى الموصل، فقدموا عليهم تكين الشيرازيّ. وكانوا خمسة آلاف.
وساقوا وراء ناصر الدّولة [4] .
[حبْس ابن شيرزاد]
وكان أبو جعفر بن شيرزاد قد هرب من معزّ الدّولة إلى ناصر الدّولة، فلّما قُرب من الموصل سمله وحبسه [5] .
__________
[1] اللّجون: بلد بالأردن بينه وبين طبرية عشرون ميلا وإلى الرملة أربعون ميلا. (معجم البلدان) .
[2] النجوم الزاهرة 3/ 292.
[3] تجارب الأمم 2/ 108، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 182، تاريخ الأنطاكي 73، الإنباء في تاريخ الخلفاء 177، المنتظم 6/ 349، الكامل في التاريخ 8/ 453- 455، المختصر في أخبار البشر 2/ 94، 95، العبر 2/ 241، دول الإسلام 1/ 209، مرآة الجنان 2/ 319، البداية والنهاية 11/ 213، النجوم الزاهرة 3/ 293، تاريخ الأزمنة 59، و «عكبرا» : بضم أوله وسكون ثانيه، وفتح الباء الموحّدة، وقد يمدّ ويقصر. بليدة من نواحي دجيل قرب صريفين وأوانا بينها وبين بغداد عشرة فراسخ.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 158، تجارب الأمم 2/ 108، 109، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 182، 183، تاريخ الأنطاكي 73، 74.
[5] تكملة تاريخ الطبري 1/ 158، تجارب الأمم 2/ 109 وفيه «وسلّمه» وهو تحريف، وتصحّح في 2/ 111، تاريخ الأنطاكي 74، تاريخ حلب 292، الكامل في التاريخ 8/ 466، 467، البداية والنهاية 11/ 216.

(25/35)


[هزيمة التُرْك]
وبعث ناصر الدّولة إلي أخيه سيف الدّولة يستنجده، وتقهقر إلى سنجار ونزل الحُديْثة والتُرك وراءه.
ثمّ إنّ مُعزّ الدّولة جهَّز له نجدة، وجاءه عسكر حلب، فالتقوا على الحُديْثة، فانهزم التُرْك وقتلوا وأسروا، ورجع ناصر الدّولة إلى الموصل [1] .
[استيلاء ابن بويه على الرِّيّ والجبال]
وفيها استولى ركن الدولة بن بويه عَلَى الري والجبال [2] .
[امتناع الحجّ]
ولم يحج أحد.
[وثوب غلبون على مصر]
وفيها في غيبة الإخشيد عن مصر، وثب عليها غَلْبون متولّي الرّيف في جُموُع، ووقع النَّهْب في مصر، فلم يستقر أمره حتّى لَطَف الله، وقدم الجيش فهرب فاتبعه طائفة فقُتلِ [3] .
[وزارة ابن الفرات بمصر]
وفيها استوزر بمصر لولد الإخشيد أبو القاسم جعفر بن الفضل بن الفُرات.
[الدعوة لسيف الدّولة بطرسوس]
وفيها أقيمت الدّعوة بطرسوس لسيف الدّولة، فنفّذ لهم الخَلع والذَّهب، ونفدّ ثمانين ألف دينار للفداء [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 158، تجارب الأمم 2/ 109، الكامل في التاريخ 8/ 466، 467.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 158، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 182 (حوادث سنة 334 هـ) ، المنتظم 6/ 350، الكامل في التاريخ 8/ 467، البداية والنهاية 11/ 216، النجوم الزاهرة 3/ 293.
[3] ولاة مصر 312، 313، الولاة والقضاة 295، 296، تاريخ الأنطاكي 75، 76، النجوم الزاهرة 3/ 292.
[4] انظر: البداية والنهاية 11/ 216، والخبر في النجوم الزاهرة 3/ 293، 294.

(25/36)


سنة ست وثلاثين وثلاثمائة
[خروج المطيع لمحاربة البريدي]
فيها خرج المطيع ومُعّز الدّولة من بغداد إلى البصرة لمحاربة أبي القاسم عبد الله بن البريديّ، فسلكوا البرية، فلمّا قاربوها استأمن إِلَى مُعز الدّولة جيش البريديّ، وهرب هو إلى القرامطة. وملك معز الدّولة البصرة، وأقطع المطيع منها ضياعًا [1] .
[قدوم عماد الدّولة على أخيه معز الدّولة]
وفيها وصل عماد الدّولة عليّ بن بويه إلى الأهواز، فبادره أخوه معز الدّولة إلى خدمته، وجاء فقَّبل الأرضَ ووقفَ وتأدَّب معه [2] . ثمّ بعد أيّام ودّعه، وعاد معز الدّولة وقد أخذ واسطًا والبصرة.
[تكحيل صاحب خراسان أخويه وعمه]
وفيها وردت الأخبار بأنّ نوحًا صاحب خُراسان كحّل أخوَيْه وعمّه إبراهيم [3] .
[ظفر صاحب المغرب بابن كيَدْاد]
وفيها ظفر المنصور صاحب المغرب بمَخَلْد بن كَيْداد، وقتل قوّاده، ومزّق جيشه [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 160، تجارب الأمم 2/ 112، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 185، الإنباء في تاريخ الخلفاء 177، المنتظم 6/ 356، 357، البداية والنهاية 11/ 219، النجوم الزاهرة 3/ 295.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 160، تجارب الأمم 2/ 112، 113، الكامل في التاريخ 8/ 469، البداية والنهاية 11/ 219، النجوم الزاهرة 3/ 295.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 160، النجوم الزاهرة 3/ 295.
[4] تاريخ الأنطاكي 57، رسالة افتتاح الدعوة 272، الحلّة السيراء 2/ 388، 389، العيون

(25/37)


[وفاة الصوليّ]
وفيها تُوُفيّ أبو بكر محمد بن يحيى الصُوليّ النديم الإخباريّ العلامة صاحب الهندسة والبراعة في الشَطَرنْج. وقع لنا جزءٌ من حديثه بعُلو [1] .
[غارة الروم على أطراف الشام]
وفيها أغارت الروم- لعنهم الله- على أطراف الشّام، فسبوا وأسروا، فسَاقَ وراءهم سيف الدّولة ولِحقَهم، فقتل منهم مقتلة، واستردّ ما أخذوا، ثمّ أخذ حصْن بَرْزَيَة [2] من الأكراد بعد أن نازله مدّةً، ثمّ افتتحه في سنة سبع [3] .
__________
[ () ] والحدائق ج 4 ق 2/ 183، الكامل في التاريخ 8/ 438- 441، دول الإسلام 1/ 210، البيان المغرب 1/ 219، 220، العبر 2/ 242، عيون الأخبار- السبع الخامس 230- 280، اتعاظ الحنفا 1/ 82- 85، تاريخ ابن خلدون 4/ 40- 44، النجوم الزاهرة 3/ 295.
[1] الكامل في التاريخ 8/ 468 (حوادث سنة 335 هـ.) ، البداية والنهاية 11/ 219، النجوم الزاهرة 3/ 296.
[2] برزيه: هو قول العامّة، وهو: برزويه: بفتح أوله وضمّ الزاي وسكون الواو وفتح الياء. حصن قرب السواحل الشاميّة على سنّ جبل شاهق. (معجم البلدان 1/ 565) .
[3] تاريخ الأنطاكي 77، أخبار الدولة الحمدانية 32، زبدة الحلب 1/ 102، النجوم الزاهرة 3/ 295.

(25/38)


سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة
[غرق بغداد]
فيها كان الغرق ببغداد. زادت دجلة إحدى وعشرين ذراعًا وهرب النّاس، ووقعت الدّور، ومات تحت الهْدم خلْق [1] .
[استئمان أبي القاسم البريديّ]
وفيها دخل بغداد أبو القاسم بْن البريدي بأمانٍ من معز الدّولة، وأقطعه قرى [2] .
[اختلاف معز الدّولة وناصر الدّولة وصُلْحهما]
وفيها اختلف معز الدّولة وناصر الدّولة، وسار معز الدّولة إِلَى الموصل، فتأخر ناصر الدّولة إلى نصيبين خائفًا. ثمّ صالحه كلّ سنة على ثمانية آلاف ألف درهم [3] .
[امتلاك الروم مرعش]
وفيها خرجت الروم، فالتقاهُم سيف الدّولة على مرعش، فهزموه وملكوا مرعش [4] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 161، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 187، المنتظم 6/ 362، النجوم الزاهرة 3/ 297.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 160، تجارب الأمم 2/ 115، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 186، الكامل في التاريخ 8/ 480، النجوم الزاهرة 3/ 297.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 161، تجارب الأمم 2/ 115، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 187، الإنباء في تاريخ الخلفاء 177 وفي: «كل سنة ثلاثمائة ألف دينار» ، الكامل في التاريخ 8/ 477، البداية والنهاية 11/ 220، النجوم الزاهرة 3/ 297.
[4] تكملة تاريخ الطبري 1/ 160، تجارب الأمم 2/ 114، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 186 (حوادث سنة 336 هـ.) ، الكامل في التاريخ 8/ 480، النجوم الزاهرة 3/ 297.

(25/39)


[امتناع الحجّ]
ولم يحجّ أحد [1] .
[ولاية أبي المظفر دمشق]
وفيها ولى إمرة دمشق أبو المظفر الحسن بن طُغْج نيابةً لأخيه الإخشيد.
وقد وليها مدّة في أيّام القاهر [2] .
__________
[1] النجوم الزاهرة 3/ 297.
[2] النجوم الزاهرة 3/ 297.

(25/40)


سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة
[ولاية عُتبة قضاء القضاة]
فيها تقلّد أبو السائب عُتْبة بن عُبيْد الله الهمْدانيّ قضاء القُضاة ببغداد [1] .
[وصول تقادُم أنوجور إلي معز الدّولة]
وفيها وصلت تقادُم أنوجور بن الإخشيد من مصر، ويسأل معز الدّولة أن يكون أخوه عليّ مشاركًا له في الأمر، ويكون من بعده، فأجابه [2] .
[تحرُّك القرامطة]
وفيها تحرّكت القرامطة [3] .
[امتناع الحج]
ولم يحجّ أحُد من العراق [4] .
[بناء المنصورية بالمغرب]
وعمَّر المنصور إسماعيل صاحب المغرب مدينة المنصوريّة [5] .
__________
[1] تجارب الأمم 2/ 123، المنتظم 6/ 364، الكامل في التاريخ 8/ 484، البداية والنهاية 11/ 221، النجوم الزاهرة 3/ 298.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 188.
[3] النجوم الزاهرة 3/ 298.
[4] النجوم الزاهرة 3/ 298.
[5] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 186 و 188، تاريخ الأنطاكي 58، الحلّة السيراء 2/ 389، عيون الأخبار السبع الخامس 316، البيان المغرب 1/ 220، اتعاظ الحنفا 1/ 85، 86، تاريخ ابن خلدون 4/ 45، النجوم الزاهرة 3/ 298.

(25/41)


[وفاة المستكفي باللَّه]
وتُوُفيّ المستكفي باللَّه عبد الله بن المكتفي عليّ معتقلًا في دار معز الدّولة بنفث الدم، وله ست وأربعون سنة.
[وفاة عماد الدّولة الدّيلميّ]
وفيها تُوُفيّ السّلطان عماد الدّولة أبو الحسن عليّ بن بويه بن فنّا خسرو الدَّيْلميّ. وقد ذكرنا مبدأهم في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. وكان قد ملك بلاد فارس. وكان عاقلًا شجاعًا مَهيبًا، اعتلّ بقُرحةٍ في الكُلا أنهكت جسمَه [1] ، وتُوُفيّ بشيراز وله تسعٌ وخمسون سنة. وأقام المطيع للَّه مقامَه أخاه أبا عليّ ركُنِ الدّولة والد السلطان عضُد الدّولة. وكان معز الدّولة يحبّ أخاه عماد الدّولة ويحترمه ويكاتبه بالعُبُودية [2] .
[ولاية شعلة إمرة دمشق]
وفيها ولي إمرة دمشق شعُلة بن بدر الإخشيدي من قبَل ولد الإخشيد، وكان أحد الأبطال الموصوفين، وفيه ظلم [3] .
__________
[1] تجارب الأمم 2/ 120، تاريخ حلب 293، الإنباء في تاريخ الخلفاء 177، المنتظم 6/ 365 رقم 596.
[2] الكامل في التاريخ 8/ 482- 484، البداية والنهاية 11/ 221، 222.
[3] أمراء دمشق 40 رقم 132، النجوم الزاهرة 3/ 298، 299.

(25/42)


سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة
[استيلاء قراتكين على الرّيّ والجبال]
فيها استولى قراتكيِن على الرَّيّ والجبال، ودفع عنها عسكر رُكْن الدّولة [1] .
[غزوة سيف الدّولة وانهزامه]
وفيها غزا سيف الدّولة بن حمدان بلادَ الروم في ثلاثين ألفًا، ففتح حصونًا وَقَتل وسبى وغنم، فأخذ عليه الروم الدرب عند خروجه، فاستولوا على عسكره قتلًا وأسرًا، واسترّدوا جميع ما أخذ، وأخذوا جميع خزائنه، وهرب في عدد يسير [2] .
[ردّ الحجر الأسود]
وفيها رُدّ الحجر الأسود إلي موضعه. بعث به القَرْمَطّي مع محمد بن سنَبْر إلى المطيع. وكان بجَكَم قد دفَع فيه قبل هذا خمسين ألف دينار وما أجابوا، وقالوا: أخذناه بأمرٍ وما نردّه إلا بأمر. فلمّا ردّوه في هذه السنة قالوا: رددناه بأمرِ من أخذناه بأمره [3] .
__________
[1] تجارب الأمم 2/ 123، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 190.
[2] تكملة تاريخ الطبري 1/ 164، وسيعيد المؤلّف- رحمه الله- هذا الخبر عمّا قليل بتفصيل أوسع، المنتظم 6/ 367، الكامل في التاريخ 8/ 485، 486، زبدة الحلب 1/ 121 النجوم الزاهرة 3/ 301.
[3] تجارب الأمم 2/ 126، 127، التنبيه والإشراف 346، تاريخ سنّي ملوك الأرض للأصفهاني 156 وفيه أن الحجر ردّ إلى مكانه من ركن الكعبة في ذي الحجّة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وهذا غلط، والصحيح 339 هـ، تكملة تاريخ الطبري 163، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 191. تاريخ حلب 294، تاريخ أخبار القرامطة 57، والمنتظم 6/ 367، تاريخ الزمان 59، الكامل في التاريخ 8/ 486، الفخري 289، والمختصر في أخبار البشر 2/ 98، نهاية

(25/43)


وكذبوا، فإنّ الله سبحانه وتعالى قال: فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَالله أَمَرَنا بِها [1] 7: 28، فكذبهم الله بقوله: قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ [2] 7: 28.
وأنْ عَنَوْا بالأمر القَدَر، فليس ذلك حُجّة لهم، فإنّ الله تعالى قدَّر عليهم الضّلال والمُرُوقَ مِن الدين، وقدَّر عليهم أنه يُدْخِلُهم النّارَ، فلا ينفعهم قولُهم: أخذناه بأمر.
وقد أعطاهم المطيع مالًا، وبقي الحجر عندهم اثنتين وعشرين سنة [3] .
وفيها- قاله المسّبحيّ، وافى سُنْبُر بن الحَسَن [4] إلى مكة ومعه الحجر الأسود، وأمير مكّة معه، فلمّا صار بفناء البيت أظهر الحجر من سفط وعليه ضباب فضة قد عملت من طوله وعرضه، فضبط شقوقا حدثت عليه بعد انقلاعه، وأحضر له صانعا معه جص يشده به. فوضع سنبر بْن الْحَسَن بْن سنبر الحجر بيده، وشدّه الصّانع بالجصّ، وقال لمّا ردّه: أخذناه بقُدرة الله ورددناه بمشيئة الله [5] .
[وفاة الصَّيْمريّ الكاتب]
وفيها تُوُفيّ محمد بن أحمد الصَّيْمريّ كاتب معز الدّولة ووزيره [6] .
__________
[ () ] الأرب 23/ 189، دول الإسلام 1/ 210، العبر 2/ 249، تاريخ ابن الوردي 1/ 284، البيان المغرب 1/ 220، اتعاظ الحنفا 1/ 184، 185، البداية والنهاية 11/ 223، مرآة الجنان 2/ 328، الدرّة المضيّة 93، 94، مآثر الإنافة 1/ 309، النجوم الزاهرة 3/ 301، 302، تاريخ الخلفاء 399، شذرات الذهب 2/ 348.
[1] سورة الأعراف، الآية 28.
[2] من الآية السابقة.
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 163، النجوم الزاهرة 3/ 302.
[4] في تجارب الأمم 2/ 127: «وكان الّذي جاء به أبو محمد بن سنبر» .
[5] النجوم الزاهرة 3/ 302.
[6] تكملة تاريخ الطبري 1/ 162 (حوادث سنة 338 هـ.) ، تجارب الأمم 2/ 123، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 190، معجم الأدباء 2/ 338 و 3/ 181، تاريخ الأنطاكي 77، المختصر في أخبار البشر 2/ 98، دول الإسلام 1/ 211، تاريخ ابن الوردي 1/ 284، البداية والنهاية 11/ 223 وفيه «الضميري» ، وهو تصحيف، النجوم الزاهرة 3/ 302.

(25/44)


[تقليد المهلّبيّ الكتابة]
فقلّد مكانه أبا محمد الحسن بن محمد المهلّبيّ الوزير [1] .
[مقتل عبد الله ابن الناصر لدين الله الأموي]
وفي عيد الأضحى قَتَل النّاصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأمويّ صاحب الأندلس ولدَه عبد الله، وكان قد خاف من خروجه عليه [2] ، وكان من كبار العُلماء، روى عن: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أَصْبَغ. وله تصانيف منها مجلَّد في «مناقب بقَيّ بن مخلد» ، رواه عنه: مَسلَمَة بن قاسم [3] .
[غزوة سيف الدّولة وإيغاله في الروم]
وفيها غزا سيف الدّولة كما قدمنا، فسار في ربيع الأول، ووافاه عسكر طَرَسوُس في أربعة آلاف، عليهم القاضي أبو حُصيْن. فسار إلى قيسارية، ثمّ إلى ( ... ) [4] ووغل في بلاد الروم، وفتح عدّة حصون، وسبى وقتل، ثمّ سار إلى سمندو [5] ، ثمّ إلي خَرْشَنَة [6] يقتل ويسبى، ثمّ إلى بلد صارخة [7] وبينها وبين قسطنطينية سبعة أيّام. فلّما نزل عليها واقعَ الدُّمُسْتقُ مقدّمته، فظهرت عليه، فلجأ إلى الحصن وخاف على نفسه. ثمّ جمع والتقى سيف الدّولة، فهزمه الله أقبح هزيمة، وأسرَت بطارقته، وكانت غزوة مشهورة. وغنم المسلمون ما لا يوصف، وبَقَوْا في الغزو أشهرا [8] .
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 162 (حوادث سنة 339 هـ.) ، تجارب الأمم 2/ 123، 124 و 128، النجوم الزاهرة 3/ 302.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 191، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 230، النجوم الزاهرة 3/ 302.
[3] النجوم الزاهرة 3/ 302.
[4] في الأصل بياض، وبالمقارنة مع النص في: النجوم الزاهرة 3/ 303 لا يوجد نقص.
[5] سمندو: بلد في وسط بلاد الروم غزاها سيف الدولة في سنة 339 وهرب منه الدمستق.
(معجم البلدان 3/ 253) .
[6] خرشنة: بفتح أوله وتسكين ثانيه، وشين معجمة، ونون. بلد قرب ملطية من بلاد الروم ...
وقالوا: سمّي خرشنة باسم عامرة، وهو: خرشنة بن الروم بن اليقن بن سام بن نوح عليه السلام. (معجم البلدان 2/ 359) .
[7] صارخة: بعد الراء خاء معجمة، بلدة غزاها سيف الدولة في سنة 339 ببلاد الروم. (معجم البلدان 3/ 388) .
[8] النجوم الزاهرة 3/ 303.

(25/45)


ثمّ إنّ الطرسوسيين قفَلوا، ورجع العُربْان، ورجع سيف الدّولة في مضيق صعب، فأخذت الرّوم عليه الدّروب، وحالوا بينه وبين المقدّمة، وقطعوا الشجر، وسدّوا به الطُّرُق، ودهدهوا الصخورَ في المضايق على النّاس. والرّوم وراء النّاس مع الدُّمُسْتقُ يقتلون ويأسرون، ولا منَفَذَ لسيف الدّولة.
وكان معه أربعمائة أسير من وجوه الروم فضربَ أعناقهم، وعقر جماله وكثيرًا من دوابه، وحَرَقَ الثِّقل، وقاتل قتال الموت، ونجا في نفر يسير [1] .
واستباح الدُّمُسْتُق أكثر الجيش، وأسر أمراء وقضاة. ووصل سيف الدّولة إلى حلب، ولم يكد.
ثمّ مالت الروم فعاثوا وسبوا، وتزلزل النّاس، ثمّ لطفَ الله تعالى، وأرسل الدمستق إلى سيف الدّولة يطلب الهدنة، فلم يُجِبْ سيف الدّولة، وبعث يتهدّده.
ثمّ جهَّز جيشًا فدخلوا بلاد الروم من ناحية حران، فغنموا وأسروا خلقًا. وغزا أهل طرسوس أيضًا في البرّ والبحر. ثمّ سار سيف الدّولة من حلب إلى آمِد، فحارب الروم وخرب الضياع، وانصرف سالمًا.
وأمّا الروم، فإنهم احتالوا على أخذ آمد، وسعي لهم في ذلك نصْرانيّ على أن ينقبَ لهم نقَبَا من مسافة أربعة أميال حتى وصل إلى سورها. ففعل ذلك، وكان نقبًا واسعًا، فوصل إلى البلد من تحت السّور. ثمّ عرفَ به أهلُها، فقتلوا النصْراني، وأحكموا ما نقبه وسَدُّوه.
ومعني «الدُّمُسْتُق» : نائب البلاد الّتي في شرقيّ قسطنطينيّة.
__________
[1] تكملة تاريخ الطبري 1/ 164، تجارب الأمم 2/ 125، 126، تاريخ الأنطاكي 78، 79، تاريخ حلب 293، 294، معجم الأدباء 9/ 31، المنتظم 6/ 367، الكامل في التاريخ 8/ 485، أخبار الدولة الحمدانية 33، زبدة الحلب 1/ 121، 122، تاريخ مختصر الدول 168، تاريخ الزمان 59، المختصر في أخبار البشر 2/ 98، دول الإسلام 1/ 210، العبر 2/ 249، تاريخ ابن الوردي 1/ 284، مرآة الجنان 2/ 328، البداية والنهاية 11/ 223، النجوم الزاهرة 3/ 301، شذرات الذهب 2/ 348، تاريخ الأزمنة 61، 62.

(25/46)


سنة أربعين وثلاثمائة
[مهاجمة صاحب عمان البصرة]
فيها قصد صاحبُ عُمان البصرة، وساعده أبو يعقوب القرمطّي، فسار إليهم أبو محمد المهلّبّي في الدَّيْلم فالتقوا، فانهزم المهلّبي واستباح عسكرهم، وعاد إلى بغداد بالأسارى والمراكب [1] .
[إيغال سيف الدولة في بلاد الروم]
وفيها جمع سيفُ الدّولة بن حمدان جيوش الموصل، والجزيرة، والشام، والأعراب، ووغل في بلاد الّروم، فقتل وسبى شيئًا كثيرًا، وعاد إلى حلب سالمًا [2] .
[الحج هذه السنة]
وحجّ النّاس في هذه السنة.
[إصلاح الحجر الأسود وتمكينه في الكعبة]
وفيها قلع حَجَبةَ الكعبة الحجرَ الذي نصبه سنبر صاحب الجنابّي وجعلوه في الكعبة، وأحبّوا أن يجعلوا له طَوقًا من فضّةٍ فيُشدّ به كما كان قديمًا لمّا عمله عبد الله بن الزُبير. وأخذ في إصلاحه صائغان حاذقان فأحكماه.
قال أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي: فدخلتُ الكعبة فيمن دخلها،
__________
[1] تجارب الأمم 2/ 143، العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 192، 193، تكملة تاريخ الطبري 1/ 165، المنتظم 6/ 368، 369، البداية والنهاية 11/ 224، النجوم الزاهرة 3/ 304، 305.
[2] النجوم الزاهرة 3/ 305.

(25/47)


فتأملتُ الحجر، فإذا السّواد في رأسه دون سائره، وسائره أبيض. وكان مقدار طوله فيما حزرت مقدار عُظُم الذراع.
قال: ومبلغ ما عليه من الفضة فيما قيل ثلاثة آلاف وسبعمائة وسبعة وتسعون درهمًا ونصف [1] .
[وفاة الكرخيّ شيخ الحنفيّة]
وفيها تُوُفيّ شيخ الحنفية أبو الحسن الكرْخي عَبْد الله [2] بن الحسين بن لال، وله ثمانون سنة، ببغداد [3] .
[الزلازل بحلب والعواصم]
وفيها كثُرت الزلازل بحلب والعواصم، ودامت أربعين يومًا، وهلك خلق كثير تحت الهدم. وتهَّدم حصن رَغْبان ودُلُوك وتلّ حامد، وسقط من سور دلوك ثلاثة أبرجة [4] . وللَّه الأمر.
__________
[1] النجوم الزاهرة 3/ 305.
[2] يرد في المصادر: «عبد الله» و «عبيد الله» .
[3] تكملة تاريخ الطبري 1/ 165، المنتظم 6/ 369 رقم 607، الكامل في التاريخ 8/ 495، البداية والنهاية 11/ 224، 225.
[4] النجوم الزاهرة 3/ 305.

(25/48)


ذكر من مات في هذه الطبقة 34 مرتبًا كل سنة على حروف المعجم
سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة
- حرف الألف-
1- أحمد بن عمران [1] .
أَبُو جعفر اللّيْموسكّي [2] الأَسْتَرَاباذيّ الفقيه الحنفيّ.
ولْيُموسْك: علي فرسخ من أسْتَراباذ سمع: الحسن بن سلام السّوّاق، ومحمد بن سعد العّوْفيّ، وأحمد بن أبي غَرزة.
سمع منه في هذه السنة: أبو جعفر المستغْفرِيّ.
2- أحمد بن محمد بن بكر [3] .
أبو رَوْق الهِزّانيّ [4] البْصريّ.
سمع: أبا حفص الفلّاس، ومحمد بن النّعمان بن شبل الباهليّ، وميمون
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عمران) في:
الأنساب لابن السمعاني 11/ 51، واللباب 3/ 138، 139.
[2] اللّيموسكيّ: بكسر اللام، بعدها الياء آخر الحروف، والميم المضمومة، بعدها الواو، ثم السين المهملة الساكنة، وفي آخرها الكاف. (الأنساب) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن بكر) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 161- 163 رقم 109، والأنساب 12/ 229، 230، والإكمال لابن ماكولا 4/ 63 و 7/ 414، واللباب 3/ 387، وميزان الاعتدال 1/ 132، 133، والعبر 2/ 225، وسير أعلام النبلاء 15/ 285، 286 رقم 128، ولسان الميزان 1/ 256 رقم 802، وشذرات الذهب 2/ 329.
[4] الهزّاني: بكسر الهاء والزاي المشدّدة المفتوحة بعدهما الألف وفي آخرها النون. هذه النسبة هزّان، وهو بطن من عتيك وهو هزّان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان. قال الدار الدّارقطنيّ: هو بطن ينتسب إليه الهزّانيّون، وهو أخو محارب بن صباح. (الأنساب) .

(25/49)


ابن مِهران، ومحمد بن الوليد البُسْريّ، وأحمد بن رَوْح، وطائفة سواهم.
وأوّل سماعه سنة سبعْ وأربعين ومائتين.
روى عنه: ابن أخيه أبو عمرو محمد بن محمد بن محمد الهزانيّ، وأحمد ابن محمد بن عمران بن الجنْديّ، وأبو الحسين بن جُميْع، وعليّ بن القاسم الشاهد، وأبو بكر بن المقرئ، لكن ذكر أنّ سماعه منه في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة [1] .
ووقع لنا حديثه بُعلُوٍّ في «معجم ابن جُميَعْ» .
3- أحمد بن محمد بن الربيع بن سُليمان المراديّ المصريّ.
أبو بكر.
في شَوال.
قال ابن ماكولا: ليس هو حفيد الربيع صاحب الشافعيّ.
قلت: ذكره ابن يونس مختصرًا، وقال فيه: سليمان بن أيوب بن سنان.
وصاحب الشافعيّ هو الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الجبار بْن كامل.
4- أحمد بن يزيد بن ورْكشين [2] .
أبو حفص البلْخيّ المؤدِّب.
سكن دمشق.
وحدَّث عن: الحَسَن بن عَرَفَة، وحماد بن المؤمل.
وعنه: أبو الحسين الّرازيّ، وأبو بكر الرَّبَعيّ.
وهذا الرجل أول ترجمةٍ في «تاريخ دمشق» لابن عساكر.
5- إبراهيم بن أحمد العجليّ [3] .
__________
[1] وفيها ورّخه ابن السمعاني في: الأنساب 12/ 230، ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد ناقض المؤلّف الذهبي رحمه الله نفسه، فهو هنا يذكر صاحب الترجمة في المتوفين سنة 331 هـ.، ولكنه في: سير أعلام النبلاء 15/ 286 يقول: «وبعض الناس أرّخ موته في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، فوهم» .
[2] انظر عن (أحمد بن يزيد) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 5، 6 رقم 1، وفيه:
«أحمد بن أحمد بن يزيد ... » .
[3] انظر عن (إبراهيم بن أحمد العجليّ) في:
المغني في الضعفاء 1/ 8 رقم 22، وميزان الاعتدال 1/ 17 رقم 25، ولسان الميزان 1/ 28 رقم 40.

(25/50)


رحل وسمع: يحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الجهم، وغيرهما.
ثمّ وضع أحاديث فافتضح، وتُرِك.
6- إبراهيم بن أحمد بن سهل.
أبو إسحاق الْجُهَنيّ.
سمع: بكّار بن قتيبَة.
تُوُفيّ في رجب بمصر.
7- إسماعيل بن يعقوب بن بُهْلُولٍ الأنباريّ.
حدَّث عن: الحارث بن أبي أسامة، وجعفر بن محمد بن شاكر، وطبقتهما.
وعنه: ابن أخيه أحمد بن يوسف.
وكان عالمًا نسَّابة، ثقة.
عاش ثمانين سنة.
- حرف الباء-
8- بكر بن أحمد بن حفص [1] أبو محمد التنيسي الشَّعْرانيّ [2] .
سمع: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكَم، وعمران بن بكار، ومحمد بن عَوْف الطائي، ويزيد بن عبد الصمد، وجماعة.
وعنه: أبو سعيد بن يونس، والميمون بن حمزة الحُسَيْنيّ، وأحمد بن عبد الله بن رزيق البغدادي، ومحمد بن المظفر، وأحمد بن عبد الله بن حميد، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (بكر بن أحمد) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 365، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/ 369، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 286، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 24 رقم 346.
[2] هكذا في الأصل والإكمال لابن ماكولا، وفي تاريخ دمشق: «المشغراني» ، وهو الأرجح، والوهم في النسخ. وهو من أهل مسعرى، سمعه يمن بن عبد الله الّذي روى بصور. وهو روى عن أبي عليّ الحسن بن أحمد بن محمد بن بكار بن بلال العاملي المتوفى سنة 275، وسمع الحديث بدمشق. قال ابن يونس: قدم تنيس مع أبيه وكتب الحديث بالشام ومصر وكان يقدم إلى فسطاط مصر أحيانا ويكتب أهل الحديث عنه.

(25/51)


قال ابن يونس: كان ثقة حسن الحديث.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
- حرف الجيم-
9- جعفر بْن محمد بْن يعقوب [1] .
أبو الفضل البغداديّ الشيرجيّ [2] الوراق.
سمع: عليّ بن إشكاب.
وعنه: أبو الفضل الزُّهريّ، وابن شاهين.
حدَّث في هذا العام [3] .
- حرف الحاء-
10- حبان بن موسى بن حبان الكلابيّ.
عن: زكريا بن يحيى خياط السنة.
وعنه: أبو الحسين الرّازيّ، والعبّاس بن محمد بن حبان حفيده.
11- حَبْشون [4] بن موسى بن أيّوب [5] .
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
تاريخ بغداد 7/ 223 رقم 3705، والأنساب 7/ 455.
[2] الشّيرجيّ: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء، وفتح الراء، وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى بيع دهن الشيرج، وهو دهن السمسم، وببغداد يقال لمن يبيع الشيرج: الشيرجي، والشيرجاني.
[3] ذكر ابن الثلّاج أنه سمع منه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد) . وجاء في الأنساب لابن السمعاني: «ومات في جمادى الأولى من سنة ثمان وأربعين ومائتين» .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لقد وهم ابن السمعاني في قوله، فسنة 248 هي سنة ولادة صاحب الترجمة وليست سنة وفاته، فهو ينقل عن تاريخ بغداد للخطيب الّذي يقول: «قرأت كتاب أبي عمر محمد بن علي ابن الفياض: «ولد أبو الفضل جعفر بن محمد بن يعقوب الوراق المعروف بالشيرجي- على ما ذكر لي- في جمادى الأولى، أو الثانية، من سنة ثمان وأربعين ومائتين» .
[4] في الأصل: «حبشون» يضم الحاء المهملة، وما أثبتناه عن المصادر.
[5] انظر عن (حبشون بن موسى) في:
معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي، (بتحقيقنا) 265 رقم 225، وتاريخ بغداد 8/ 279- 291، رقم 4392، والإكمال لابن ماكولا 2/ 375 رقم 1، والمنتظم 6/ 331، 332، والعبر 2/ 235، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 210، وسير أعلام النبلاء 15/ 316، 317 رقم

(25/52)


أبو نصر البغداديّ الخلال.
سمع: الحسن بن عَرَفَه، وعلي بْن سعَيِد الرّمليّ، وعلي بن إشكاب، وحنبل بن إسحاق، وغيرهم.
وعنه: الدّارقطنيّ، وابن شاهين، وأبو بكر بن شاذان، وأحمد بن الفرج ابن الحجاج.
ثقة.
مولده سنة أربع وثلاثين ومائتين، وتوفي في شعبان.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَوَّاسِ: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَاكِمُ وَأَنَا حَاضِرٌ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ الْخَطِيبُ، أَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، أَنَا حَبْشُونُ بْنُ مُوسَى: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «صَدَقَتُكَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَصَدَقَتُكَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ» [1] . 12- حسن بن سعد بن إدريس بن خَلَف [2] .
أبو عليّ الكتَاميّ القُرْطبي الحافظ.
سمع من بقيّ بن مخلد مسندة.
__________
[ () ] 155، وشذرات الذهب 2/ 379.
[1] أخرجه النسائي في الزكاة 5/ 92 باب: الصدقة على الأقارب، والترمذي في الزكاة (658) باب: ما جاء في الصدقة على ذي القرابة، وابن ماجة في الزكاة (1844) ، باب فضل الصدقة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو كما قال.
وروى الطبراني عَنْ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم صدقة وصلة» . (المعجم الكبير 5/ 105 رقم 4723) . والحديث بنصّه عن سلمان بن عامر، فذكره الطبراني في: المعجم الكبير 6/ 337 رقم 6207، وسلمان بن عامر هو الضبيّ.
ورواه المنذري بنصّه وقال: رواه النسائي، والترمذي وحسّنه، وابن خزيمة، وابن حبّان في صحيحهما، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد (الترغيب والترهيب 2/ 160) . والحديث في:
معجم الشيوخ لابن جميع 265 قم 225.
[2] انظر عن (حسن بن سعد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 110، والأنساب 10/ 351، والعبر 2/ 225، وتذكرة الحفاظ 3/ 870، وسير أعلام النبلاء 15/ 435، 436 رقم 246، والوافي بالوفيات 12/ 27، ومرآة الجنان 2/ 310، وطبقات الحفاظ 356، وشذرات الذهب 2/ 359.

(25/53)


ورحل، فسمع بمكّة من: عليّ بن عبد العزيز.
وباليمن من: إسحاق الدَّبريّ، وعبيد الكشوريّ، وبمصر من: أبي يزيد القراطيسي.
وسمع من: أبي مسلم الكجي.
قال ابن الْفَرَضيّ [1] : وكان يذهب إلي ترك التقليد، ويميل إلي قول الشافعي. وكان يحضر الشُّورى، فلمّا رأى الفُتيا دائرةً على المالكيّة ترك شهُودَها.
وسمع الناس منه الكثير.
وكان شيخا صالحًا، لم يكن بالضّابط جدًّا.
تُوفيّ يوم الجمعة، يوم عَرَفة.
وكان مولده سنة ثمانٍ وأربعين.
- حرف العين-
13- العبّاس بن عبد السميع بن هارون بن سليمان بن الخليفة المنصور [2] .
أبو الفضل الهاشميّ.
عن: أحمد بن الخليل البَرجلانيّ، وابن أبي العوّام، وغيرها.
وعنه: الدّار الدّارقطنيّ، وابن شاهين، ويوسف القواس.
وثقه الخطيب.
14- عَبْد الله بْن الحسين بْن محمد بْن جُمْعة [3] .
أبو محمد السُّلميّ الدمشقي.
سمع: أباه، وشعيب بن عمرو، والربيع بن سليمان، وأحمد بن سليمان الرّمليّ، وأبا أميّة.
__________
[1] في تاريخ علماء الأندلس 1/ 110.
[2] انظر عن (العباس بن عبد السميع) في:
تاريخ بغداد 12/ 158 رقم 6638.
[3] انظر عن (عبد الله بن الحسين) في:
تاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 189، 190 رقم 251، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 371، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 178، 179 رقم 862.

(25/54)


وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وأبو الحسين بن المظفر، وأحمد بن الميانجي، وأبو بكر بن أبي الحديد.
مات في ذي القعدة.
15- عبد الله بن محمد بن يحيى [1] .
أبو الطيب البغدادي البزاز.
عن: إسحاق الختليّ، وعبد الملك بن محمد الرّقاشيّ.
وعنه: الدّار الدّارقطنيّ، وعبد الله بن عثمان الصّفّار، وأبو القاسم بن الثّلّاج.
توفّي بالموصل.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: حافظ، ثقة [2] .
16- عبد الله بن محمد بن منازل [3] .
أبو محمد النَّيسْابوري الزّاهد، المجرد على الصِّحّة والحقيقة.
وقيل: كنيته أبو محمد.
سمع: السري بن خزيمة، والحسين بن الفضل، وجماعة.
وحدَّث عن: أحمد بن سلمة بالمسند الصّحيح.
روي عنه: عليّ بن مفلح القزويني، ومحمد بن حَمْدون، ووالد أبي عبد الرحمن السّلميّ.
وقال السلميّ [4] : له طريقة يتفرد بها. صحبَ هارون [5] القصّار، وكان عالمًا بعلوم الظّاهر. سمعت محمد بْن عَبْد الله بْن شاذان يقول: سمعت ابن منازل يقول: لا خير فيمن لم يَذُقْ ذُل المكاسب، وذُلّ السؤال، وذلّ الرّدّ [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن يحيى) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 304 رقم 269، وتاريخ بغداد 10/ 125 رقم 5256.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن منازل) في:
طبقات الصوفية للسلمي 366- 369 رقم 5، والرسالة القشيرية 34، والمنتظم 6/ 332 رقم 543 وفيه «المبارك» بدل «المنازل» ، ومرآة الجنان 2/ 310، وشذرات الذهب 2/ 330، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 126، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 191.
[4] في طبقات 366.
[5] في طبقات الصوفية، والمنتظم: «حمدون بن أحمد القصّار» .
[6] طبقات الصوفية 367 رقم 1.

(25/55)


وسمعت عبد الله بن محمد بن فضْلوَيه المعلّم يقول: سمعتُ عبد الله بن محمد يقول: التفويض مع الكسبْ خيرٌ من خُلوه عنه [1] .
وسأله إنسان عن مسالة فأجاب، فقال له: أعِدْ عليّ. قال: أنا في ندامةٍ ما جرى [2] .
وسمعته يقول لبعض أصحابه: قد عشقت نفسك، وعشقت من يعشقك [3] .
وقال الحاكم: حُملُت إليه، يعني ابن المنازل، غير مرةً متبرِّكًا به، وصورته نصُبْ عيني.
توُفي رحمه الله في ربيع الأول. وكان أعرج.
17- عليّ بن عبد الله بن البازيار.
سمع: إبراهيم بن عبد الله القصّار، ونجيح بن إبراهيم.
وعنه: الدّار الدّارقطنيّ، وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
بقي إلي هذا العام.
18- علي بن محمد بْن سهل [4] .
أَبُو الْحَسَن الدِّينَوَرِيّ الصّائغ الزّاهد.
أحد مشايخ القوم.
سمع: محمد بن عبد العزيز الدَّيَنَوريّ، وغيره.
وكان يتكلَّم على النّاس. له كشف وكرامات.
روى عنه: عبد الملك بن حِبّان المرَاديّ، وأبو بكر بن المهلّب.
قال عليّ بن عثمان القرافيّ: لا يجوز لأحدٍ أن يتكلَّمَ عَلَى النَّاسِ إِلا من
__________
[1] المصدر نفسه 369 رقم 18.
[2] المصدر نفسه 367 رقم 6.
[3] المصدر نفسه 369 رقم 21.
[4] انظر عن (علي بن محمد بن سهل) في:
طبقات الصوفية للسلمي 312- 315 رقم 14، وحلية الأولياء 10/ 353، وصفة الصفوة 4/ 60، والمنتظم 6/ 328، والرسالة القشيرية 32، ومرآة الجنان 2/ 310، وحسن المحاضرة 1/ 294، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 119، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 180- 182، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 176.

(25/56)


يَكُونُ حَالُهُ مِثْلُ حَالِ أَبِي الْحَسَنِ الدَّينُورِيِّ، فَإِنَّ الْخَلْقَ كَانُوا مُكَشَّفِينَ بَيْنَ يَدْيَهِ.
وَمِنْ كَلامِهِ قَالَ: مَنْ أَيْقَنَ أَنَّهُ لِغَيْرِهِ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَبْخَلَ بِنَفْسِهِ.
قَالَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ الحسين بن أحمد يقول: قال حمشاذ: رَأَيْتُ نِسْرًا وَاقِفًا فِي الْهَوَاءِ [1] لا يَتَحَرَّكُ. فَمَشَيْتُ فَإِذَا أنا بِأَبِي الْحَسَنِ بْنِ الصَّائِغِ يُصَلِّي، وَالنِّسْرُ يُظِلُّهُ.
وسمعت أبا عثمان المغربيّ يقول: ما رأيتُ في المشايخ أهيْب من أبي الحسن الدَّيَنَوريّ بمصر.
وقال أبو الحسن الطحان: كان أبو الحسن بن الصائغ من الصديقين.
وتوفي في نصف رجب بمصر.
19- عيسى بن محمد بن أبي يزيد البلْخيّ.
أبو بَكْر.
روي عن: عيسى بن أحمد العسقلانيّ البلخي، وعبد الصّمد بن الفضل.
- حرف الميم-
20- محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة السَّدوسيّ [2] .
أبو بكر البغدادي.
سمع: جده، ومحمد بن شجاع الثلجي، وعليّ بن حرب الطائيّ، وعبيد الله بن جرير بن جَبَلَة، والرماديّ.
وعنه: عبد الواحد بن أبي هاشم، وطلحة الشاهد، وعبد الرحمن بن عمر الخلال، وأبو عمر بن مهديّ، وآخرون.
وثقه الخطيب، وقال [3] : أنا البرَقْاني، أنا عبد الرحمن بن عمر قال محمد:
__________
[1] في الأصل: «في الهوى» .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 1/ 373- 375، والأنساب 7/ 59، 60، والمنتظم 6/ 333، 334، رقم 545، والعبر 2/ 225، 226، وسير أعلام النبلاء 15/ 312، 313 رقم 152، والبداية والنهاية 11/ 206، 207، والوافي بالوفيات 2/ 39، وشذرات الذهب 2/ 329.
[3] في تاريخه.

(25/57)


سمعت «المسند» من جدّي في سنة ستين، وسنة إحدى وستين بسامراء، فسمع أبو مسلم الكَجيّ من جدّي، وبقي عليه شيء سمعه أبو مسلم مني. ومات جدّي وهو يقرأ عليّ. والذي سمعت منه مُسنَدَ العشرة [1] ، وابن عبّاس، وبعض الموالي، ولي دون العشر. ولدت في أول سنة أربع وخمسين.
قلت: وخلفَ له أموالًا عظيمة فضيعها وافتقر.
قال أبو سَعد السمعاني في «الأنساب» [2] : ذكر أبو بكر بن يعقوب قال: لمّا ولّدتُ دخل أبي على أمي فقال: إنّ المنجمين قد أخذوا مولد هذا الصّبيّ، فإذا هو يعيش كذا وكذا. وقد حسبتها أيّاما، وقد عزمت أن أعدَّ لكلّ يوم دينارًا، فإنّ ذلك يكفي المتوسط. فأعدَّ لي حبا [3] في الأرض وملأه دنانير. ثُمَّ قالَ لها:
أعدي له حبا آخر. فجعل فِيهِ مثل ذلك استظهارا، ثُمَّ استدعى حبا آخر وملأه ودفنهم.
قال أبو بكر: وما نفعني ذلك مع حوادث الزّمان، وقد احتجُت إلى ما ترون.
قال أبو بكر بن السّقطيّ: رأيناه فقيرًا يجيئنا بلا إزار، ونسمع عليه ويبرّ بالشّيء بعد الشّيء [4] .
قلت: وتُوفيّ في ربيع الآخر.
أَخْبَرَنِي الْحَافِظُ أَبُو محمد بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَلَفٍ، أَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي السُّعُودِ: أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ، أنا أبو عَبْدُ اللَّهِ النِّعَالِيُّ، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد، أَنَا محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ: ثَنَا جَدِّي: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فِي عَمَّارٍ: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» [5] . فَقَالَ: هو كما قال
__________
[1] أي العشرة المبشّرين بالجنّة.
[2] ج 7/ 59، 60.
[3] الحبّ: بالضم، الجرّة الضخمة. وفي الأنساب: «جبّا» .
[4] تاريخ بغداد 1/ 374، 375.
[5] الحديث مشهور، عن أمّ سلمة، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وأبي اليسر، وحذيفة، وقال ابن حجر: روى حديث تقتل عمّارا الفئة الباغية جماعة من الصحابة، منهم: قتادة بن النعمان، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفّان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمّار نفسه، وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها

(25/58)


رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَتَلَتْهُ الفئة الْبَاغِيَةُ. وَقَالَ: فِي هَذَا غَيْرَ حَدِيثٍ صَحِيحٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ. وَكَرِهَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا بِأَكْثَرِ من هذا.
21- محمد بن إبراهيم بن نُومرد.
أبو بكر الدّامَغانيّ [1] .
سمع: عَمار بن رجاء الْجُرْجانيّ، ويحيى بن أبي طالب.
وقبلهما أحمد بن منصور زاج.
وعنه: الحسين بن محمد بن قيصر الدّامغانيّ، وعبد الله بن محمد الدَّوْرَقي، وعبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن القاضي، وغيرهم.
توُفيّ في جُمادّى الآخرة.
22- محمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم [2] .
أَبُو بَكْر البغداديّ المقرئ.
سمع: محمد بن حمزة الطّوسيّ، ومحمد بن عُبيْد الله المناديّ.
وعنه: عبد الواحد بن مسرور البلْخيّ، وابن جُمَيْع، وعبد الله بن أحمد خُجْنُج النَّحويّ.
وكان صدوقًا. بقي إلى هذه السنة [3] .
23- محمد بن إسماعيل [4] .
__________
[ () ] صحيحة، أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عددهم. (جامع الأصول 9/ 43) .
[1] الدّامغانيّ: بالدال المفتوحة المشدّدة المهملة والميم المفتوحة والغين المنقوطة. بلدة من بلاد قومس. (الأنساب) .
[2] انظر عن (محمد بن إسحاق) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 87، 88 رقم 32، وتاريخ بغداد 1/ 256، 257، رقم 83، والمنتظم 6/ 355.
[3] في المنتظم ورّخ ابن الجوزي وفاته بسنة 335 هـ.
[4] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
الرسالة القشيرية (تحقيق د. عبد الحليم محمود) 567، 568، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ 59 أ- 61 ب، والكامل في التاريخ 8/ 405، والمختصر في أخبار البشر 2/ 91، وسير أعلام النبلاء 15/ 290، 291 رقم 132، والعبر 2/ 310، وتاريخ ابن الوردي 1/ 275، ومرآة الجنان 2/ 210، وطبقات الأولياء 302- 305 رقم 66، والنجوم الزاهرة 3/ 279، 280، وشذرات الذهب 2/ 329.

(25/59)


أبو بكر الفَرْغانيّ الصّوفيّ، أستاذ أبي بكر الدّقيّ.
كان من المجتهدين في العبادة.
قال الدقّيّ: ما رأيت أحسن منه ممّن يُظْهر الغِنى في الفقر. كان يلبس قميصين أبيضين ورداءً وسراويل ونعْلًا نظيفًا وعمامة. وفي يده مفتاح، وليس له بيت. ينطرح في المساجد ويطوي الخمسَ والسِّتَّ [1] .
وقال أحمد بن عليّ الرُّسْتُميّ: كان يسيحُ ومعه كوزٌ فيه قميص نظيف رقيق، فإذا اشتهي دُخول بلدٍ تنظَّف ولبس القميص، ومعه مفتاح منقوش، فُيصلّي ويطرحه بين يديه، يوهم أنُه تاجر.
وقال عبد الواحد بن بكر: سمعت الدّقّيّ: سمعت الفرغاني محمد بن إسماعيل يقول: دخلتُ الدَّير الذي بطور سيناء فأتاني مطرانهم بأقوام كأنهم نُشروا من القبور فقال: هؤلاء يأكل أحدهم في الأسبوع أكلة يفخرون بذلكً.
فقلتُ لهم: كم صبر مِسيحيُّكم هذا؟
قالوا: ثلاثين يومًا.
وكنتُ قاعدًا في وسطَ الدَّيْرِ، فلم أزل جالسًا أربعين يومًا لم آكل ولم أشرب، فخرج إليّ مطرانهم قال: يا هذا، قُم فَقَدْ أفسدت قلوبَ كلّ من في الدَّيْرِ.
فقلت: حتّى أُتِمّ ستّين يومًا. فألحوا عليَّ فخرجتُ.
24- محمد بن إسماعيل القُرطبيّ النَّحْويّ [2] .
ويعرُف بالحكيم.
سمع: محمد بن وضاح، وعبد الله بن مسَرَّة، ومحمد بن عبد السّلام الخُشنيّ، ومطرف بن قيس.
وكان عالما بالنحو والحساب، لطيف النّظر، مثيرا للمعاني.
__________
[1] أي يصوم خمسة وستة أيام.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
طبقات اللغويين والنحويين للزبيدي 300، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 52 رقم 1232، وبغية الوعاة 1/ 55 رقم 97.

(25/60)


عاش ثمانين سنة، وتخرج به أئمة كبار.
25- محمد بن حكم الزيات القرطبي [1] .
أبو القاسم.
توفي في هذا الحد.
روى عن: محمد بْن وضاح، وإبراهيم بْن باز، ومطرف بْن قَيْس.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عثمان، ويحيى بن هلال، وخلَف بن محمد الخَوْلانيّ، وغيرهم [2] .
26- محمد بن الحسين بن ماقولة.
أبو جعفر المَدينيًّ مستملي أحمد بن مهديّ.
27- محمد بن العبّاس بن يونس [3] .
أبو بكر المحاربيّ الدمشقيّ، ويعرف بابن زلْزَل.
كان جدُّهم قسيسًا بجوبر [4] .
سمع: بكّار بن قُتيبة، وأبا زُرْعَة النَّصريّ، وجماعة.
وعنه: أبو العبّاس السمِّسار، وعبد الوّهاب الكِلابيّ.
28- محمد بن عليّ بن الحسين بن أبي الحديد الصَّدَفيّ الْمَصْرِيّ.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، ووفاء بن سُهيل، والرّبيع بن سليمان، وابن عبد الحّكم، والقاضي بكّار.
قال ابن يونس: كان ثقة، يُكنّى أبا الحسين مولى الصَّدَف. وكان فقيهًا على مذهب أبي حنيفة، فرضيًّا عاقلًا.
توُفيّ في جُمادى الأولى.
__________
[1] انظر عن (محمد بن حكم) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 52 رقم 1233 وفيه «الزّياط» !
[2] قال ابن الفرضيّ: «وكان حافظا للمسائل، عاقدا للوثائق، مشهورا بالعدالة. حدّث وسمع منه الناس كثيرا» .
[3] انظر عن (محمد بن العباس) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 162، 163.
[4] جوبر: بالراء. قرية بالغوطة من دمشق، وقيل: نهر بها. (معجم البلدان 2/ 176) .

(25/61)


29- محمد بن عُمير الْجُهنيّ [1] .
مولاهم الدّمشقيّ، سبط محمد بن هشام بن ملاس.
روى عن: محمد بن سليمان بن مطر، ويونس بن عبد الأعلى.
وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد السّلميّ، وأحمد ابن عبد الله بن زريق البغدادي ثم المصري.
30- محمد بن مخلد بن حفص [2] .
أبو عبد الله الدوري العطار.
سمع: يعقوب الدَّورقيّ، والفضل بن سهل، وأصْبغ بن إسماعيل السّهميّ، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عثمان بن كرامة، ومسلم بن الحجاج القشيري، وخلقا كثيرا.
وعنه: أبو بكر الآجري، والجعابيّ، والدّار الدّارقطنيّ، وأبو الحسن بن الجندي، وابن الصلت الأهوازي، وأبو عمر بن مهدي، وطائفة سواهم.
وكان موصوفا بالصدق والثقة والصلاح.
ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين أو سنة ثلاث.
سئل عنه الدّار الدارقطني فقال: ثقة مأمون [3] .
قلتُ: وله تصانيف وتخاريج.
تُوفيّ في جُمادى الآخرة رحمه الله تعالى.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمير) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 152، 153.
[2] انظر عن (محمد بن مخلد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 140- 142 رقم 94، والفهرست لابن النديم 325، والفوائد العوالي للتنوخي، بتخريج الصوري (بتحقيقنا) 82، 83، وتاريخ بغداد 3/ 310، 311، وطبقات الحنابلة 2/ 73، 74، والأنساب 186، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 516، والمنتظم 6/ 334، ودول الإسلام 1/ 204، والعبر 2/ 227، وسير أعلام النبلاء 15/ 256، 257 رقم 108، وتذكرة الحفاظ 3/ 828، 829، والمعين في طبقات المحدّثين 110 رقم 1241، وطبقات الحفاظ 344، 345، ومرآة الجنان 2/ 310، والنجوم الزاهرة 3/ 280، ولسان الميزان 5/ 374، وطبقات الحفاظ 344، 345، وشذرات الذهب 2/ 331، وكشف الظنون 27، ومعجم المؤلفين 12/ 9، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 453، 454.
[3] تاريخ بغداد 3/ 311.

(25/62)


31- محمد بْن يحيى بْن عُمَر بْن لُبَابة الأندلسي [1] .
بالأندلُس.
يُقال: توفيّ فيها. وقد تقدمَّ ذكره.
له رواية عن عمّه محمد بن عمر.
- حرف النون-
32- نصْر بن أحمد بن إسماعيل بن أسد بن سامان [2] .
الملك أبو الْحَسَن صاحب ما وراء النّهر، وابن ملوكها.
كان ملكا رفيع العماد، وريّ الزّناد، زكيّ المرَاد، ملك البلاد، ودانت له العباد.
وكان قد قتل أبوه سنة إحدى وثلاثمائة، ويقي نَصر في الملك ثلاثين سنة وثلاثين يومًا. وقام بالأمر بعده ولده أبو محمد نوح.
- حرف الهاء-
33- هارون بن يوسف بْن هارون بن ناصح.
أبو عليّ الأُسوانيّ.
سمع: بحر بن نصْر الخولانيّ، وابن عبد الحكمَ.
وكانت القُضاة تقبله.
وتوفيّ في ربيع الأوّل.
قال ابن يونس: سمع منه معي ابني عليّ.
34- هُنَاد بن السَّريّ بن يحيى أخي هنَاد بن السّريّ التّميميّ الكوفيّ [3] .
أبو السّريّ.
__________
[1] تقدّمت ترجمته في الطبقة الماضية برقم (515) ، وستعاد ترجمته مرة أخرى في هذه الطبقة.
[2] انظر عن (نصر بن أحمد) في:
تاريخ بخارى للنرشخي 44، 75، 126، 128، 140- 142، والكامل في التاريخ (انظر:
فهرس الأعلام) 3/ 372، 373، ووفيات الأعيان 6/ 424، والفخري 280، والمختصر في أخبار البشر 2/ 90، والعبر 2/ 118، 227، وتاريخ ابن الوردي 1/ 275، وشذرات الذهب 2/ 331.
[3] انظر عن (هناد بن السّريّ) في:
العبر 2/ 227، وتحفة ذوي الأرب 126 لابن خطيب الدهشة، طبعة ليدن سنة 1905.

(25/63)


كان ثقة، عسرًا في الرّواية، ويعُرف بُهنَاد [1] الصغير.
سمع: أبا سعيد الأشجّ، وأباه السريّ بن يحيى.
وعنه: محمد بن عبد الله الْجُعفيّ القاضي، وأبو بكر بن أبي دارم الحافظ، وأبو حازم محمد بن عليّ الوشّاء، ومحمد بن عمر الْعَلَويّ الكوفيّون.
- حرف الواو-
35- وثيمَة بن عمارة بن وثيمَةَ بن موسى بن الفُرات.
أبو حُذيفَة.
مصريّ، توفيّ في شعبان. وأصله فارسيّ.
سمع من: أبيه، وجماعة.
ذكره ابن يونس.
- حرف الياء-
36- يزيد بْن الْحَسَن بْن يزيد [2] .
أبو الطّيبّ بن المُسلمة.
بغداديّ كبير.
سمع: الحَسن الزَّعفرانيّ، والحَسنَ بن عرفة، وابن وارة.
وعنه: الدّار الدّارقطنيّ، وابن شاهين.
وكان ثقة.
37- يعقوب بْن عَبْد الرحمن بْن أَحْمَد بْن يعقوب [3] .
أبو يوسف البغداديّ الجّصاص الدّعّاء.
سمع: أبا حُذافة أحمد بن إسماعيل السهميّ، وحفص بن عمرو الرِّباليّ، وحميد بن الرَّبِيع، وعليّ بن إشكاب، وجماعة.
__________
[1] هناد: بضم الهاء ثم نون وألف ودال مهملة.
[2] انظر عن (يزيد بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 14/ 349 رقم 7667.
[3] انظر عن (يعقوب بن عبد الرحمن) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 376 رقم 368، وتاريخ بغداد 14/ 294 رقم 7598، ودول الإسلام 1/ 204، وميزان الاعتدال 4/ 453، والعبر 2/ 227، وسير أعلام النبلاء 15/ 296، 297 رقم 139، وشذرات الذهب 2/ 331.

(25/64)


وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وإسماعيل بن زنجيّ، وعبد الله بن محمد الحنائيّ، وابن جُميْع، وغيرهم.
قَالَ الْخَطِيبُ [1] : فِي حَدِيثِهِ وَهْمٌ كَثِيرٌ.
قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بنِ غَدِيرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَرَسْتَانِيِّ حُضُورًا: أَنَا أبو الْحَسَنُ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَلَّابٍ، أَنَا محمد بْنُ أَحْمَدَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَاعِظُ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ.
عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «اقْرَأْ عَلَيَّ سُورَةَ النِّسَاءِ» .
قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قَالَ: «إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» .
فَقَرَأْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْلِهِ: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً [2] 4: 41.
قَالَ: فَسَالَتْ عَيْنَاهُ فَسَكَتُّ [3] . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَهُوَ أَعْلَى [4] مَا وَقَعَ لِي عَنِ الْجَصَّاصِ.
38- يُونُسُ بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصَّدَفِيُّ.
أبو سهل المصريّ الزاهد.
سمع: عبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم، وأبا عبد الرحمن النسائي.
وعنه: أخوه الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن وقال: كان من أفضل أهلِ زمانه، يعني في العبادة.
روى عنه: عبد الملك بن حبان، وغيره.
ذكره المالينيّ في أربعي الصّوفيّة، له.
__________
[1] في تاريخ بغداد 14/ 294.
[2] سورة النساء، الآية 41.
[3] أخرجه البخاري في التفسير (4582) باب: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً 4: 41، وفي فضائل القرآن (5055) باب: البكاء عند القرآن، من طريق: صدقة بن الفضل، عن يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به.
وأخرجه مسلم (800) من طريق حفص بن غياث.
وهو في: معجم الشيوخ لابن جميع بهذا الإسناد 476 رقم 378.
ورواه عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد» ، بسنده إلى عبد الله بن مسعود.
ورواه الإمام أحمد عن عمر بن المصطلق. (البيان والتعريف 2/ 205، 206) .
[4] في الأصل: «أعلا» .

(25/65)


سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة
- حرف الألف-
39- أحمد بن إشكاب بن محمد [1] .
أبو بكر الأصبهانيّ.
سمع: عُبيْد بن الحَسَن، وأبا طالب بن سوادَة.
ذكره أبو عبد الله بن منَده، وأحسبه روى عنه.
40- أحمد بن عامر بن بِشْر [2] .
أبو حامد المَرْورُّوذيّ الفقيه الشافعيّ.
تفقّه على: أبي إسحاق المروزيّ، وصنّف «الجامع» في الفقه، وشرح
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إشكاب) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 149 وفيه «أحمد بن إشكيب» .
[2] جاء في هامش الأصل: «أبو حامد إنما توفي سنة اثنتين وستين. كذا قاله أبو إسحاق الشيرازي في طبقاته، والنووي في تهذيبه، وابن خلكان في وفياته ... » ، وفي الأصل بياض. ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب: «عمر عبد السلام تدمري» : ذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله- مرّة أخرى في الطبقة السادسة والثلاثين، وفيات سنة 362 هـ. باسم: «أحمد بن بشر ابن عامر» .
انظر عنه في:
الفهرست لابن النديم 214، وطبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 76، وطبقات الفقهاء للشيرازي 114، ومعجم البلدان 5/ 112، ووفيات الأعيان 1/ 69 رقم 73، والعبر 2/ 326، وسير أعلام النبلاء 16/ 166، 167 رقم 121، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 211، ومرآة الجنان 2/ 375، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 82 رقم 76، والبداية والنهاية 11/ 209، والوافي بالوفيات 6/ 265، رقم 2755، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 140 رقم 94 وفيه «أحمد بن بشر بن عامر» ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ رقم 1018، وشذرات الذهب 3/ 40، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 86، والأعلام 1/ 99، وهدية العارفين 1/ 66، وديوان الإسلام لابن الغزي 4/ 213 رقم 1951 وأخباره كثيرة في كتب تلميذة أبي حيّان التوحيديّ، مثل: كتاب الإمتاع والمؤانسة، والبصائر والذخائر، وغيره.

(25/66)


«مختصر المُزنيّ» ، وصنَّف في أصول الفقه. وكان إمامًا لا يُشقُ غُبارُه.
نزل البصرة، وعنه أخذ فقهاؤها.
41- أحمد بن عُبادة بن علَكدة بن نوح [1] .
أبو عمر الرعيني المالكيّ، إمام جامع قُرطُبة.
سمع: محمد بن وضّاح، ومحمد بن عبد السّلام الخُشنيّ.
توفي في رجب.
وكان زاهدا فاضلا، قلد الشورى فلم يتقلدها.
وحج فسمع من: العقيلي.
42- أحمد بن عبيد الله بن الحريص البغدادي [2] .
سمع: العبّاس التُّرقفي، ومحمد بن عبد الملك الدّقيقيّ.
وعنه: الدّار الدَّارقطنيّ، وابن شاهين، وعمر الكتّانيّ.
43- أحمد بن عيسى [3] .
أبو بكر الخواص.
سمع: عليّ بن حرب، وجماعة.
وعنه: ابن نجيب، وابن شاهين، والدّار الدّارقطنيّ ووثَّقة.
عاش بضعًا وثمانين سنة.
44- أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن [4]
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبادة) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 34 رقم 105، وجذوة المقتبس للحميدي 140 رقم 238، وبغية الملتمس للضبي 198 رقم 450.
[2] انظر عن (أحمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 4/ 253 رقم 1985.
[3] انظر عن (أحمد بن عيسى) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 201، 202 رقم 158، وتاريخ بغداد 4/ 282.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن سعيد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 167- 169 رقم 115، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 33، 34، والفهرست للطوسي 52 رقم 86، والفوائد المنتقاة للعلوي، بتخريج الصوري (بتحقيقنا) 73، وتاريخ جرجان للسهمي 220، ورجال الطوسي 241، 242 رقم 30، وتاريخ

(25/67)


مولى بني هاشم، أبو العبّاس الكوفيّ الحافظ المعروف بابن عُقْدة، وهو لقبُ أبيه.
سمع: أبا الجعفر بن المنادي، والحسن بن عليّ بن عفّان، وأحمد بن عبد الحميد الحارثيّ، والحسن بن مكرم، وعلي بن داود القنطري، وعبد الله بن أبي مَسَرة المكيّ، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن أسامة لكلبيّ، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الحسين الحُنينيّ، وخلقًا كثيرًا حتّى سمع من أقرانه، وأصغر منه.
وكان حافظًا كبيرًا، جَمَعَ الأبواب والتراجم.
روي عنه: الجعابيّ، وابن عديّ، والطبرانيّ، والدّار الدّارقطنيّ، وعمر الكتانيّ، وابن جُميعْ، وإبراهيم بن خُرشيد قولة، وأبو عمر بن مهديّ، وابن الصلت، وأبو الْحُسَيْن بْن المتيم، وخلق سواهم.
وكان أبو عقُدَة إمامًا في النَّحو والتَّصريف، ورعًا خيِّرًا.
أنبأني ابن علان، ومؤمل بن محمد البالسي قالا: ثنا الكنديّ، أنا القزاز، نا أبو بكر الخطيب: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد الواعظ نا ابن عقدة سنة ثلاثة إملاءً: نا عبد الله بن الحسين بن الحسن الأشقر: سمعتُ عثام بن عليّ: سمعتُ سُفيان يقول: لا يجتمع حُبّ عليّ وعثمان إلا فِي قلوب نبلاء الرجال [1] .
قلتُ: ما يملي ابن عقدة مثل هَذَا إلا وأمره في التشيع متوسطّ.
قال الوزير أبو الفضل بن حنزابة: سمعت الدّار الدّارقطنيّ يقول: أجمع أهل
__________
[ () ] بغداد 5/ 14- 22، والمنتظم 6/ 336، 337، رقم 550، ورجال الحلّي 203، 204 رقم 13، والعبر 2/ 230، وسير أعلام النبلاء 15/ 340- 355 رقم 178، والمعين في طبقات المحدّثين 111 رقم 1242، ودول الإسلام 1/ 205، وتذكرة الحفاظ 3/ 839- 842، والمغني في الضعفاء 1/ 55 رقم 422، وميزان الاعتدال 1/ 136- 138، ومرآة الجنان 2/ 311، والبداية والنهاية 11/ 209، والوافي بالوفيات 7/ 395، 396، ولسان الميزان 1/ 263- 266، والنجوم الزاهرة 3/ 281، وطبقات الحفاظ 348، 349، وشذرات الذهب 2/ 332، والأعلام 1/ 207، ومعجم طبقات الحفاظ 59 رقم 789، وهدية العارفين 1/ 60، وإيضاح المكنون 1/ 303 1/ 303 و 2/ 260، وديوان الإسلام 3/ 267 رقم 1545، ومعجم المؤلفين 2/ 106، ومجمع الرجال للقهبائي 1/ 144، وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 3/ 112- 116.
[1] تاريخ بغداد 5/ 15.

(25/68)


الكوفة أنّه لم يُرَ بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله عنه إلى زمن أبي العبّاس ابن عُقْدة أحفظ منه [1] .
أبو أحمد الحاكم قال: قال لي ابن عقدة: دخل البرديجيّ الكوفَة، فزعم أنّه أحفظ مني. فقلت: لا تطول، نتقدم إِلَى دكان وراق، ونضع القبان، ونزن من الكتب ما شئت. ثمّ يُلقى علينا فنذكره.
قال: فبقي [2] .
قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت أحفظ لحديث الكوفييّن من ابن عقدة [3] .
وعن ابن عقدة قال: أنا أُجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم [4] .
روى هذا عنه أيضا الدّار الدّارَقُطْنيّ.
وعن ابن عقدة قال: أحفظ مائة ألف حديث [5] بالإسناد والمتن، وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث [6] .
وقال عبد الغنيّ: سمعت الدّار الدّارَقُطْنيّ قال: كان ابن عقدة يعلم ما عند الناس، ولا يعلم الناس ما عنده [7] .
وقال أبو سعد المالينيّ: أراد ابن عقدة أن ينتقل، فكانت كتبه ستّمائة حملة [8] .
قلتُ: وكلّ أحدٍ يخضع لحفظ ابن عقدة، ولكنه ضعيف قال أبو أحمد بن عديّ: كان أبو العباس صاحب معرفة وحفظ، ومقدم في هذه الصنعة، إلا أنيّ رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثّناء عليه، ورأيت فيه
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 16.
[2] تاريخ بغداد 5/ 16 أي: بهت.
[3] المصدر نفسه.
[4] المصدر نفسه.
[5] في رجال الطوسي 442، وفي رجال الحلّي 204: «أحفظ مائة وعشرين ألف حديثا بأسانيدها» .
[6] رجال الطوسي 442، رجال الحلّي 204.
[7] تاريخ بغداد 5/ 18.
[8] المصدر نفسه.

(25/69)


مجازفات، حتى كان يقول: حدَّثني فلانة قالت: هذا كتاب فلان قرأت فيه: ثنا فلان. وهذا مجازفة.
وكان مقَّدمًا في الشّيعة. ولولا اشتراطي أن أذكر كلّ من تُكلِّم فيه لما ذكرته للفضل الذي فيه.
وقال البرقانيّ: قلت للدارقطني: إيش أكثر ما في نفسك من ابن عقدة؟
قال: الإكثار بالمناكير [1] .
وقال السّلميّ: سألت الدّار الدّارَقُطْنيّ عَنْهُ فقال: حافظ محدث، ولم يكن في الدّين بقوي، ولا أزيد عَلَى هَذَا.
وقال حَمْزَةُ بْن محمد بْن طاهر: سمعتُ الدّار الدَّارَقُطْنِيّ يقول: ابن عقدة رجل سوء.
وقال أبو عمر بن حيويْه: كان ابن عقدة يُمْلِي مثالبَ الصّحابة، أو قال:
الشيخين، فتركتُ حديثه.
وقال عبدان الأهوازيّ: ابن عقدة خرج عن معاني أصحاب الحديث، ولا يُذكر معهم. يعني لما كان يُظهْر من الكثرة.
وتكلَّم فيه مطيَّن.
وقال ابن عديّ: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنّه كان يحمل شيوخًا بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخًا ويأمرهم أن يرووها، ثمّ يرويها عنهم. قد تبينا ذلك منه في غير شيخ [2] .
وسمعت محمد بن محمد الباغنديّ يحكي فيه شبيهًا بهذا، وقال: كتب إلينا أنهّ قد خرج بالكوفة شيخ عنده نُسخ فقدمنا عليه، وقصدنا الشَّيْخَ وطالبناه بأصول ما يرويه.
فقال: ليس عندي أصلُ، إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسّخ، وقال: اروه يكُن لك فيه ذِكر، ويُرْحل إليك [3] .
__________
[1] تاريخ دمشق 5/ 18.
[2] تاريخ بغداد 5/ 21.
[3] المصدر نفسه.

(25/70)


مَوْلِدُ ابْنِ عُقْدَةَ فِي سنة تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ [1] .
وَوَقَعَ لِي حَدِيثُهُ بِعُلُوٍّ [2] . أَخْبَرَنَا ابْنُ غَدِيرٍ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ، أَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفِ عُمَيْرَةَ: حَدَّثَنِي أَبِي: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثَعْلَبَةَ أَبِي بَحْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قال: استضحك النّبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: «عَجِبْتُ لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْضِي لَهُ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ [3] » . 45- أحمد بن محمد بن أبي سعيد [4] .
أبو بكر البزاز.
سمع: أحمد بن أبي غرزة.
وعنه: يوسف القّواس وقال: ثقة.
46- أحمد بن محمد بن عمر بن أبان [5] .
أبو الحسن العبديّ اللنبانيّ الأصبهاني.
سمع ببغداد من أبي بكر بن أبي الدنيا جملة من تصانيفه.
وسمع «المسند» كله من عبد الله بن أحمد بن حنبل.
وعنه: الحسن بن محمد بن أريوه، وأبو عبد الله بْن منده، وأبو عمر عبد الله ابن محمد بن عبد الوهّاب السّلميّ، وغيرهم.
__________
[1] في رجال الحلّي 204: وفاته سنة 333 هـ. وكذلك في الفهرست للطوسي.
وقال الحلّي: جليل القدر عظيم المنزلة وكان زيديا جاروديا وعلى ذلك مات، وإنما ذكرناه من جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم. روى جميع كتب أصحابنا وصنّف لهم وذكر أصولهم وكان حفظة.
[2] جاء في هامش الأصل بقرب هذه الجملة: «لا يكتب» .
[3] رواه الإمام أحمد، وابن حبّان، وإسناده صحيح. انظر: شرح الجامع الصغير 227، وهو في:
معجم الشيوخ لابن جميع 169.
[4] ستعاد ترجمته في هذه الطبقة برقم (160) في أول وفيات سنة 335 هـ.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن عمر) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 137، والأنساب 495 ب، وسير أعلام النبلاء 15/ 311، 312 رقم 151.

(25/71)


توفيّ في ربيع الآخر.
47- أحمد بن محمد بن الوليد [1] .
أبو العباس التميميّ، ابن ولاد المصريّ.
هو من كبار النحاة، وكذا أبوه وجده.
سافر إلى العراق، وأخذ عن أبي إسحاق الزّجاج، وطبقته ورجع.
صنَّف كتاب «الانتصار لسيبويه على المبرّد» وهو من أحسن الكتب.
وله: «المقصور والممدود» .
وكان هو وأبو جعفر النّحّاس شيخيْ مصر في زمانهما.
وقيل هو بغداديّ سكن مصر.
وقد روى عن المبرد أيضًا.
حَدَّثَ عنه: عبد الله بن محمد بن سعيد المصريّ الشّاعر.
48- أَحْمَد بن محمد بن يعقوب [2] .
أبو عبد الله البَصريّ، المعروف بالبريديّ.
أحد الأعيان والمتموّلين، وأولي الدَّهاء والإقدام.
ولي وزارة الراضي باللَّه محمد بن المقتدر سنة سبْع وعشرين، وخلفَه بالحضرة أبو بكر النَّفريّ لأنّه كان بواسط، ثمّ عزل عن الوزارة بعد سنة وأشهر.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن الوليد) في:
طبقات النحويين واللغويين 238، 239، ومعجم الأدباء 4/ 201- 203، وإنباه الرواة 1/ 99- 101، ومرآة الجنان 2/ 311، 312، وبغية الوعاة 1/ 386 رقم 751، وشذرات الذهب 2/ 332، وكشف الظنون 1/ 173، ومعجم المؤلفين 2/ 167، 168.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن يعقوب) في:
تكملة تاريخ الطبري للهمداني 1/ 140، وتجارب الأمم 2/ 53 وما بعدها، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 134، والوزراء للصابي 343، 386، والفرج بعد الشدّة للتنوخيّ 1/ 31، 32، 230، 233، 235 و 3/ 32 و 4/ 32، 234، 238، 309، 310، ونشوار المحاضرة، له 1/ 18- 20، 190، 217، 219، 284، 305، و 2/ 123، 163، 221، 222، 252، 290، 333، 363 و 3/ 23 و 4/ 75 و 5/ 19 و 6/ 11، 89 و 7/ 205، 206، 228 و 8/ 250، 256، ومروج الذهب 2663، 3461، 3508، 3509، 3607، والإنباء في تاريخ الخلفاء 172، والكامل في التاريخ 8/ 410، والبداية والنهاية 11/ 208، والعبر 2/ 203، 204، 602، 208، 210، 215، 216، 229، 233، والفخري 284، 285، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 185، وخلاصة الذهب المسبوك 253، 255.

(25/72)


ثمّ وَزرَ للمتقيّ باللَّه إبراهيم بن المقتدر في سنة تسع وعشرين، ثمّ اختلف عليه الجند وحاربوه وهزموه، فانحدر إلى واسط بعد أيّام من وزارته.
ثمّ وزر سنة ثلاثين شهرًا، ثمّ عُزل وصودر مَرَّاتٍ.
وقد مرَّ في الحوادث من أخباره.
توفيّ بالبصرة في شوّال.
49- إبراهيم بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم [1] .
أبو إِسْحَاق الحنبليّ الفقيه، صاحب المروذيّ.
سمع منه، ومن: عباس الدُّوريّ، ويحيى بن أبي طالب.
وصنّف في المذهب.
روى عنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ.
50- إبراهيم بن محمد بن علي بن بَطحاء التميميّ البغداديّ المحتسب [2] .
سمع: أباه، وعليّ بن حرب، والعطارديّ، وعبّاسا الدّوريّ، وطبقتهم.
وعنه: الدّار الدارقطني، ويوسف القواس، وعبيد الله بن أبي مسلم الفرضي.
ولد سنة خمسين ومائتين. ومات في صفر.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: ثقة، فاضل.
51- إسماعيل بن عمر بن الوليد القُرطُبيّ الفقيه [3] .
أبو الأصبغ.
كان مشاورًا في الأحكام، مُفتيًا، نبيلًا.
سمع: محمد بن وضّاح، وابن مطروح.
أرّخه القاضي عياض.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 6/ 41 رقم 3062، وطبقات الحنابلة 2/ 16 رقم 584، واللباب 2/ 222.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن علي) بن:
تاريخ بغداد 6/ 164 رقم 3212.
[3] انظر عن (إسماعيل بن عمر) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 65 رقم 213.

(25/73)


52- أيّوب بن صالح بن سليمان بن صالح بن هاشم بن غريب [1] .
أبو صالح المعافريّ، القُرطبيّ المالكيّ.
روي عن: العُتْبيّ الفقيه، وأبي زيد، وعبد الله بن خالد، وابن مُزَين.
وقال ابن الفَرضيّ [2] : كان إمامًا في مذهب مالك. دارت عليه الفتوى في وقته وعلى محمد بن لُبابَة. وكان متصرِّفًا في علم النَّحو والبلاغة والشِّعْر.
وكان مجانبًا للدولة، لكنّه ولي الحسْبة فأحسن السّيرة.
وتوفيّ في المحرَّم.
- حرف الحاء-
53- الحسن بن سعد بن إدريس بن خَلَف [3] .
أبو عليّ الكُتاميّ البربريّ.
سمع: بقيّ بن مخلد الحافظ.
وباليمن من: إسحاق الدَّبَريّ.
وكتامة قبيلة من البربر [4] .
54- الحسن بن يوسف بن يعقوب بن ميمون [5] .
أبو عليّ الحدّاديّ. إمام جامع مصر.
يروي عن: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبحر بْن نَصْر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن الحكم، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (أيوب بن صالح) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 86، وجذوة المقتبس 161، وبغية الملتمس 337، وسير أعلام النبلاء 15/ 330 رقم 266، والوافي بالوفيات 10/ 52، والديباج المذهب 98.
[2] في: تاريخ علماء الأندلس 1/ 86.
[3] انظر عن (الحسن بن سعد) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 110 رقم 341.
[4] قال ابن الفرضيّ: كان يذهب إلى النظر وترك التقليد ويميل إلى قول محمد بن إدريس الشافعيّ.
وكان يحضر الشورى، ولما رأى الفتيا دائرة على مذهب المالكيّين ترك شهودها ولزم بيته. وسمع الناس منه كثيرا. ورحل ثانية إلى المشرق بعد ما أسنّ فحجّ وانصرف، وكان شيخا صالحًا، لم يكن بالضّابط جدًّا.
[5] انظر عن (الحسن بن يوسف) في:
المنتظم 6/ 337، 338 رقم 551.

(25/74)


وعنه: ابن مَنْدَه أبو عبد الله.
55- الحسين بن الحسن بن أحمد بن النضر بن حليم [1] .
أبو عبد الله النَّضْريّ المَرْوزِيّ، والد عبد الله بن الحسين البصريّ. امتنع من التّحديث، فيما أخبر ابن ماكولا، إلي أن أنفذ إليه الحاكم أبو الفضل ابنه، فحدَّث بكتب ابن أبي الدُّنيا، «وسُنَن أبي داود» ، «وفوائد عبّاس الدُّوريّ» ، عنهم.
وحدَّث بكتاب «معاني القرآن» للفرّاء، عن السّريّ، عنه.
- حرف السين-
56- سعيد بن محمد بن نصر.
أبو عمرو بن ممّوس القّطان.
سمع: أباه، وعليّ بن عبد العزيز البغَويّ، وأبا يزيد القراطيسي.
وعنه: أحمد بن فارس اللغوي، والقاسم بن محمد السراج، وجماعة.
توفي بجرجان.
57- سليمان بن أبي سعيد الجنابي القرمطي [2] .
زعيم قومه، هلك بالجدري في رمضان، فلا رحمه الله.
وقد مرت أخباره في سنة سبع عشرة في الحوادث.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن الحسن) في:
الإكمال لابن ماكولا 7/ 354.
[2] انظر عن (سليمان القرمطي) في:
تكملة تاريخ الطبري 1/ 139، ومروج الذهب 3428، 3440، 3533، 3656، والتنبيه والإشراف 339، وتجارب الأمم 2/ 55، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 132، والمنتظم 6/ 336، والكامل في التاريخ 8/ 415، وتاريخ الأنطاكي 79، والمختصر في أخبار البشر 2/ 91، ودول الإسلام 1/ 205، والعبر (انظر فهرس الأعلام) 2/ 436، وتاريخ ابن الوردي 1/ 205، وتاريخ أخبار القرامطة (انظر فهرس الأعلام) 118، والدرّة المضيّة 61، 62، واتعاظ الحنفا 1/ 165.

(25/75)


- حرف العين-
58- العباس بن محمد بن قوهيار [1] .
أبو الفضل النيسابوري.
سمع: إسحاق بْن عَبْد الله بْن رَزِين، وعلي بْن الحسن الهلالي، ومحمد ابن عبد الوهاب.
وانتخب عليه أبو علي الحافظ.
قال الحاكم: سمعتُ وُلده يذكرون أنّه دخل الحمّام، فحلق القيّم رأسَهُ، والقيم سكران، فأرسل الموسى في دماغه. فأخرجوه مِن الحمام فمات في ربيع الآخر.
روي عنه: ابن محمِش، ومحمد بن المظفَّر الحافظ، وأبو الحسن العلويّ، وآخرون.
قيل: اسم جدّه قُوهيار مُعاذ.
59- عبد الله بن إسحاق [2] .
أبو محمد المصريّ الجوهريّ.
حدَّث ببغداد عن: الربيع بن سليمان، وبكار القاضي، وإبراهيم بن مرزوق، وأبي زرعة الدمشقيّ.
وعنه: الدّار الدارقطني، وابن شاهين، وابن جميع، وأبو أحمد الفرضيّ، وأبو عمر بن مهدي، ومحمد بن عثمان النفري.
مات في ربيع الأول.
وحدَّث عنه أبو يَعلَى عثمان بن المحسن الطوسيّ، وقال: ثقة [3] .
60- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد بْن أبي سعيد [4] .
__________
[1] انظر عن (العباس بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 157، وسير أعلام النبلاء 115/ 331 رقم 167.
[2] انظر عن (عبد الله بن إسحاق) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 297 رقم 258، وتاريخ بغداد 9/ 388 رقم 4976، والمنتظم 6/ 338 رقم 553.
[3] تاريخ بغداد.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 296 رقم 257، وتاريخ بغداد 10/ 125، 226 رقم 5257،

(25/76)


أبو بكر البزاز. خال [ابن] [1] الجعابيّ.
سمع: الزّعفرانيّ، وعليّ بن إشكاب، وجماعة.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وعبد الله الصَّفّار.
وكان ثقة [2] .
61- عبد الرحمن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عبد الرحمن بن عبد الله ابن يزيد [3] .
المقرئ المالكيّ.
سمع من: جدّه.
روى عنه ابن جُميْع بالإجازة.
62- عبد العزيز بن أحمد بن الفرج.
أبو محمد الغافقيّ، مولاهم المصري.
كان يخضب بالحناء، فقيل له: الأحمريّ.
قال ابن يونس: ثقة، ثبْت.
روى عن: محمد بن زيدان الكوفيّ، وبكّار بن قُتيبة، وإبراهيم بن مرزوق.
توفي في جُمادى الأولى من السنة.
63- عبد العزيز بن قيس.
أبو زيد البصري، ثمّ المصريّ.
روى عن: بكار بن قُتيبة، ويزيد بن سنان القزاز.
قال ابن يونس: كان ثقة. لم يكن من أهل المعرفة بالحديث.
توفي في ربيع الأوّل سنة 332.
__________
[ () ] والمنتظم 6/ 338 رقم 554.
[1] إضافة على الأصل من: تاريخ بغداد.
[2] وثّقه الخطيب.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 310 رقم 277.

(25/77)


64- عبيد الله بْن أحمد بْن عبد الله بْن عمْرو النصريّ [1] .
أبو محمد الدمشقيّ.
روى عن: جدّه لأمه أبي زُرعة.
وعنه: عبد الوهّاب الكلابيّ، ومحمد بن جعفر الصَّيداويّ.
65- عمرو بن صالح [2] .
أبو حفص المُريًّ الجديانيّ [3] .
حدَّث بقرية جَديا من الغُوطة، عن: إبراهيم الْجُوزجانيّ، وبكر بن حفص.
وعنه: عبد الوهّاب الكلابيّ، ووالد تمتام.
- حرف القاف-
66- القاسم بن داود بن سليمان بن مردان شاه [4] .
أبو ذَرّ الكاتب.
بغداديّ، ثقة، نبيل.
روى عن: سعدان بن نصْر، وعباس التُّرْقفيّ، وأحمد بن منصور الرمادي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن شاذان، والمعافى بن زكريا، وابن جميع، وآخرون.
ورّخه الخطيب.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 234، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 141.
[2] انظر عن (عمرو بن صالح) في:
الإكمال لابن ماكولا 3/ 22، والأنساب 3/ 205، ومعجم البلدان 2/ 115، واللباب 1/ 264.
[3] الجدياني: بفتح الجيم والدال المهملة والياء المثنّاة من تحتها وفي آخرها النون. (الإكمال والأنساب) .
وقال ياقوت أيضا بالفتحتين، ثم أضاف: وهم يسمّونها الآن جديا: بكسر أوله وتسكين ثانيه.
(معجم البلدان) .
أما ابن الأثير، فبعد أن ذكر أنها بفتحتين، قال: الصواب جديا بكسر الجيم وتسكين الدال.
(اللباب) .
[4] انظر عن (القاسم بن داود) في.
معجم الشيوخ لابن جميع 360 رقم 346، تاريخ بغداد 12/ 448، 449 رقم 6928.

(25/78)


- حرف الميم-
67- محمد بْن أحمد بْن أَبِي سعيد [1] .
أبو بكر البغدادي، البزاز.
روى عن: أحمد بن أبي غَرزَة الغفَاريّ.
وعنه: يوسف القّواس، وعبيد الله بن أحمد المقرئ.
وثَّقه القوّاس.
68- محمد بْن إبراهيم بْن عَمْرو الْقُرَشِيّ السَّهميّ.
أبو الحسين.
مصريّ، روى عن: عُبيْد الله بن سعيد بن عُفير، وخيْر بن موفَّق.
69- محمد بن بِشْر بن بطريق [2] .
أبو بكر الزُّبيري العَكريّ.
في شوّال.
سمع: بحر بن نصر الخولانيّ، وابن عبد الحكم الفقيه، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وعبد الرحمن بن عمر النّحاس.
وقال يحيى بن عليّ بن الطّحّان: عند كثير مِن أهل العمل أنهّ مصريّ، لأنّه دخل مصر صغيرًا.
ووُلد بسامّراء سنة ثمانٍ وأربعين.
قال ابن يونس: هو مولى عتيق بن مَسلَمة الزُبيريّ.
والزُبيري ضبطه الصّوريّ [3] .
70- محمد بن بكّار بن يزيد بن المرزبان [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي سعيد) في:
تاريخ بغداد 1/ 306 رقم 177.
[2] انظر عن (محمد بن بشر) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 314 رقم 153، ولسان الميزان 5/ 93، 94، وتبصير، المنتبه 2/ 656، وحسن المحاضرة 1/ 226.
[3] هو الحافظ محمد بن علي الصوري المتوفّى ببغداد سنة 441 هـ.
[4] انظر عن (محمد بن بكار) في:

(25/79)


أبو الْحَسَن السَّكْسكيّ، قاضي بيت لِهْيا.
سمع: محمد بن إسماعيل بن عُليَّة، وشعيب بن شعيب بن إِسْحَاق، وبكّار بن قُتيبة، وجماعة.
وعنه: أبو محمد بن ذكوان البعلبكي، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهاب الكِلابيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وابن ابنه الحسين بن أحمد بن محمد بن بكّار.
توفي ببيت لَهْيا.
71- محمد بن الحسن بن يونس [1] .
أبو العباس الهُذليّ، النحَّوي، الكوفيّ.
قرأ القرآن وتلقَّنه على أبي الحسن عليّ بن الحسن بن عبد الرحمن التّيميّ الْمُقْرِئ.
قرأ عليه: القاضي محمد بْن عَبْد اللَّه الهرواني الجعفي، وأبو الْحَسَن محمد بْن جَعْفَر التميمي النّجّار.
72- محمد بن الحسين بن الحسن بن الخليل [2] .
أبو بكر النّيسابوريّ القطّان.
الشيخ الصّالح، مسُندِ نيسابور.
سمع: أحمد بن منصور، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف، وعبد الرحمن بن بِشْر، والذُّهليّ، وهذه الطبقة.
روى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، وأبو علي الحافظ، وابن منده، ومحمد بن محمد بن مَحْمِش، ومحمد بن الحسين العلويّ.
__________
[ () ] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 216، 217، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 129، 130 رقم 1341.
[1] انظر عن (محمد بن الحسن بن يونس) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 288، 289 رقم 203، والوافي بالوفيات 2/ 436، وغاية النهاية 2/ 125، 126 رقم 2947، وبغية الوعاة 1/ 90 رقم 142.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
الأنساب 10/ 185، 186، والعبر 2/ 231، وسير أعلام النبلاء 15/ 318، 319 رقم 157، والوافي بالوفيات 2/ 372، وشذرات الذهب 2/ 332.

(25/80)


قال أبو عبد الله الحاكم: أحضروني مجلسَه غير مَرَّةٍ، ولم يصحّ لي عنه شيء.
توفي في شوّال، وأظنّه جاوز التسعين.
73- محمد بن زفر.
الفقيه أبو بكر المازنيّ.
سمع: عبد الملك بن عبد الحميد الميمونيّ الفقيه، وأبا زُرعة الدّمشقيّ، وعبد الله بن الحسين المصيصيّ، وجماعة.
وعنه: أبو الحسين الرازيّ، وأحمد بن البراميّ.
74- محمد بن سهل بن اسود الجمليّ.
مصريّ.
عن: أبي الزِّنْباع رَوْح بن الفرج، وطبقته.
75- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن ثابت [1] .
أبو بكر بن شَلْحويْه الدمشقيّ.
سمع: شُعيب بن عمرو، وأبا إسحاق الجوزجانيّ، وإسماعيل بن عُبيد الله العجليّ.
وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هاشم المؤدِّب، وأبو حفص بن شاهين.
76- محمد بن عليّ بن أبي روبة.
سمع: العطارديّ.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ.
وكان ثقة.
77- محمد بن عمار العجلي العطّار [2] .
أبو جعفر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله) في:
تاريخ بغداد (مخطوطة التيمورية) 38/ 228.
[2] انظر عن (محمد بن عمار) في:
لسان الميزان 5/ 317، 318 رقم 1046.

(25/81)


كوفي حافظ، عاش خمسا وثمانين سنة.
قال ابن حمّاد الحافظ: كان ابن عقدة يتكَّلم فِيهِ، وهو يتكلم في ابن عقدة.
78- محمد بن عمران بن موسى [1] .
أبو جعفر الشَّرْمَغُولي [2] . وَشَرمُغول بها قلعة، وهي علي أربع فراسخ مِن نَسَا.
سمع ببغداد: موسى الوشّاء، ومحمد بن يوسف بن الّطّباع، وأحمد بن أبي خيثَمة، وجماعة.
وسمع منه «تاريخ ابن أبي خيثمة» جماعةً منهم: أبو عليّ الحافظ، وأبو أحمد الحاكم.
79- محمد بن محمد بن أبي حُذيفَةَ الدّمشقيّ [3] .
أبو عليّ. واسم أبي حذيفة: القاسم بن عبد الغني.
سمع: محمد بن هشام بن ملاس، والوليد بن مروان، وربيعة بن الحارث الحمصيّ، وبكار بن قتيبة، وأبا أمية الطرسوسي، وجماعة.
وعنه: أبو الحسين بن شمعون، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وجماعة.
80- محمد بن يزداد الشهرزوري الأمير [4] .
ولي إمرة دمشق من قبل محمد بن رائق، إذ غلب على دمشق سنة ثمان وعشرين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمران) في:
الأنساب 7/ 323.
[2] الشّرمغوليّ: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفتح الميم، وضم الغين المعجمة، بعدها الواو، وفي آخرها اللام.
[3] انظر عن (محمد بن محمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 313.
[4] انظر عن (محمد بن يزداد) في:
أمراء دمشق في الإسلام 80 رقم 244.

(25/82)


فلما قتل ابن رائق وجاء الإخشيد صاحب مصر، استأمنَ إليه محمد بن يزداد.
وبلَغنَا أنّه توفي بمصر وهو على شرطة الإخشيد في هذا العام 81- محمد بن يونس بن إبراهيم بن النَّضر.
أبو عبد الله الّنَيْسابوري الشَّعراني المقرئ.
قال الحاكم: كان من أئمّة القراء والعُباد. رأيته يرّسل شعره الأبيض.
سمع: السرَّيّ بن خُزَيْمَة، والحسين بن الفضل.
وبالعراق: أبا مسلم الكَجّيّ، وطبقته.
روى عنه: يحيى العنبريّ، وأبو عليّ الحافظ.
82- محمود بن إسحاق البخاري القواس.
سمع من: محمد بن إسماعيل البخاريّ، ومحمد بن الحسن بن جعفر صاحب يزيد بن هارون.
وحدَّث، وعُمِّر دهرا.
أرخه الخليلي، وقال: ثنا عنه محمد بن أحمد الملاحميّ.
- حرف الهاء-
83- هشام بن أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير [1] .
أبو الوليد الدّمشقيّ المقرئ.
سمع: العباس بن الوليد البيروتيّ، وأبا زُرعَة، وهلال بن العلاء، والكُديميّ، وجماعة.
وعنه: أحمد بن عُتْبة الجوبري، والطَّبرانيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهاب الكِلابيّ، وأبو حفص بن شاهين، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (هشام بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 127، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19، 579، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 143 رقم 1765.

(25/83)


- حرف الياء-
84- يعقوب بن إسحاق.
أبو الفضل الهرويّ الحافظ.
سمع: عثمان بن سعيد الدّارميّ، ومن بعده.
وصنّف جزءا في الرّدّ على اللَّفْظية.
روى عَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم بالإجازة وهو أكبر منه، وأهل بلده.
85- يوسف بن عبد الله التميميّ القفصيّ المالكيّ [1] .
كان مِن أفقه أهلِ زمانه، وله شعرٌ جَيِّدٌ.
ذكره القاضي عياض، وعظّمه.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن عبد الله) في: ترتيب المدارك 4/ 356.

(25/84)


سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة
- حرف الألف-
86- أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب الشيَّبانيّ الدّمشقيّ [1] .
أبو الّطّيب، المعروف بابن عَبَادِلَ.
سمع: أبا أمَيَّة، والعباس بن الوليد البيروتيّ، وبحر بن نصر الخولانيّ، وإبراهيم بن مُنقْذ، وخلقًا كثيرًا.
روى عنه: أبو هاشم المؤدَّب، والطَّبراني، وأبو بكر بن أبي الحديد، وعبد الوهّاب الكلابيّ، وجماعة.
وُثَّق.
87- أحمد بن إسماعيل بن جبريل بن الفيل.
أبو حامد الصّرّام.
روى كُتب الفقه والتفسير ببلْخ أو بخاري.
وسمع: يوسف بن بلال، وغيره.
وجاوز ثمانين سنة.
88- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن المبارك بن حبيب الأُمويّ المروانيّ الأندلسيّ [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 73، 74، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 381 و 8/ 369، وسير أعلام النبلاء 15/ 332 رقم 169، والوافي بالوفيات 6/ 212، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 174 رقم 79.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في:
جذوة المقتبس للحميدي 128 رقم 221، وبغية الملتمس للضبي 184 رقم 421 وفيه «أحمد ابن عبد الله بن محمد بن الرك» !

(25/85)


من بيت حشمة وشرف.
يروي عن: بقيّ بن مخلد، وغيره، ومحمد بن وضّاح، ومحمد بن عبد السّلام الخشنيّ. وكان مائلا إلى الأخبار والآداب.
روى عنه: عبد الله الباجي، وسليمان بن أيوب، ومحمد بن أحمد بن مفرج.
توفي في صفر.
89- أحمد بن علي بن رازح.
أبو بكر الخولاني المصري.
يروي عن: أبي يزيد يوسف القراطيسيّ، وغيره.
90- أحمد بن عمرو بن جابر [1] .
أبو بكر الّطّحان الحافظ، نزيل الرملة.
سمع: سليمان بن سيف الحرانيّ، ومحمد بن عوف الحمصيّ، وأبا زُرْعة الدّمشقيّ، والعباس بن الوليد البيروتي، وبكّار بن قُتيبة، والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن عبد الله العبسّي، وطبقتهم.
وعنه: أبو سليمان بْن زبْر، وأبو بَكْر بن المقرئ، ومحمد بن المظفرّ، وعمر بن عليّ الأنطاكيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وابن جُميع، وآخرون كثيرون.
وقع لنا حديثه عاليًا.
__________
[ () ] وذكر في الحاشية تعليقا على هذا اللفظ: «بشكل الخط» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب: «عمر عبد السلام تدمري» : تأمّل هذه السماجة في التعليق و «التحقيق» !!
[1] انظر عن (أحمد بن عمرو) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 189 رقم 140، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 85، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 419، والعبر 2/ 229، 233، وتذكرة الحفاظ 3/ 845، وسير أعلام النبلاء 15/ 461- 463 رقم 260، والوافي بالوفيات 7/ 370، وطبقات الحفاظ 350، وحسن المحاضرة 1/ 147، وشذرات الذهب 2/ 334، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 176، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلاميّ 1/ 358، 359 رقم 173.

(25/86)


91- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم بْن حَكِيم [1] .
أبو عمرو بن ممّك المَدينيّ.
رحل، وسمع: ابن وارة، وأبا حاتم بالريّ، ويحيى بن أبي طالب ببغداد، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر بأطرابُلس، وأبا أسامة بحلب.
وعنه: أبو الشيخ، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وعليّ بن ميلة الزّاهد، وعبد الله ابن أحمد بن جُولَة، وأحمد بن مَرْدَوَيْه شيوخ أبي عبد الله الثقفيّ.
وكان أديبًا، فاضلًا، حسن المعرفة بالحديث.
تُوُفّي في جُمَادَى الْآخرة.
92- أَحْمَد بن محمد بن عاصم [2] .
أبو بَكْر بن أبي سهل الحُلوانيّ.
عن: يحيى بن أبي طالب، وأبي قلابة، وجماعة.
وعنه ابن حيُّويْه، وأبو حفص الكتّانيّ، وأبو الحسن بن الْجُنديّ.
وثقه الخطيب.
وكان إخباريًا، علامة، نسَّابة.
93- أحمد بْن محمد بْن عَبْد الله [3] .
أبو بكر الجوهريّ.
بغداديّ، مستور.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن إبراهيم) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 122، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقه) 67، والإكمال لابن ماكولا 3/ 82 و 4/ 270، والأنساب لابن السمعاني 1/ 173، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيموريّة) 3/ 186، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 451، والعبر 229، 230 و 2/ 233، 234، وتذكرة الحفاظ 3/ 845، وسير أعلام النبلاء 15/ 306، 307 رقم 146، والنجوم الزاهرة 3/ 284، وفهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية 185 و 403، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 455، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 378، 379 رقم 193.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد) في:
تاريخ بغداد 5/ 76 رقم 2460.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد الجوهري) في:
تاريخ بغداد 5/ 44 رقم 2400.

(25/87)


حدث في هذا العام عن: محمد بن يوسف الّطبّاع، وأحمد بن الهيثم البّزاز، وطبقتهم.
وعنه: أبو عبد الله المرزبانيّ، وابن الصلْت المجبِّر، وغيرهما.
94- أحمد بن مسعود بن عمرو بن إدريس [1] .
أبو بكر الزَّنبريّ الْمَصْريّ.
سمع: الربيع بن سليمان بن عبد الجبّار المُراديّ، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن عبد الحَكَم.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وابن يونس، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم من الرحّالة.
توفي في ثالث رمضان.
وقع لنا حديثه. ولا ذكرَ ابن ماكولا في الزَّنبري سواه.
95- إبراهيم بن جعفر بن أحمد [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن مسعود) في:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 242، وسير أعلام النبلاء 15/ 333، 334 رقم 171.
[2] انظر عن (إبراهيم بن جعفر المتّقي للَّه) في:
أخبار الراضي والمتّقي للصولي 186- 285، ومروج الذهب 4/ 339- 352، والتنبيه والإشراف 344، وتجارب الأمم 2/ 68- 72، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 142، 143، وتاريخ بغداد 6/ 51، 52 رقم 3076، والإنباء في تاريخ الخلفاء 168- 174، والوزراء للصابي 343، 344، وزبدة الحلب 1/ 102، 106، 107، 152، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 33- 48، ونشوار المحاضرة للتنوخي 1/ 20، 38، 231، 249، 277، 300 و 2/ 63، 223 و 4/ 180، 203، 204، 212- 214، 238 و 5/ 177، 199، 221، 22 و 6/ 11، 74 و 7/ 205 و 8/ 52، 108، 245، والفرج بعد الشدّة له 1/ 230، 325 و 2/ 52، 58، 83، 213، 222، 303، 324، و 3/ 32، 80، 81، 106، 169 و 4/ 137، 234، 237، 241، 309- 312، 371، وولاة مصر للكندي 308، 309، والولاة والقضاة، له 290، 292، 582، وثمار القلوب للثعالبي 514، وتاريخ حلب للعظيميّ 289، 290، والمنتظم 6/ 316- 319 و 7/ 43، والنبراس 119، 120، والكامل في التاريخ 8/ 368 وما بعدها، و 8/ 419، وتاريخ الزمان لابن العبري 57، 58، وتاريخ مختصر الدول، له 165، 166، والفخري 284، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 182- 185، وخلاصة الذهب المسبوك 253- 255، ونهاية الأرب 23/ 1176، 177، والمختصر في أخبار البشر 2/ 91، 92، والعبر 2/ 307، 308، وسير أعلام النبلاء 15/ 104- 111 رقم 59، ودول الإسلام 1/ 205، وتاريخ ابن الوردي 1/ 175، 176، والوافي بالوفيات 5/ 341، 342، ونكت الهميان 87، والبداية والنهاية 11/ 210، وتاريخ ابن خلدون 3/ 418، 419، ومآثر الإنافة 1/ 292- 298،

(25/88)


أمير المؤمنين المتَّقي للَّه أبو إسحاق بن المقتدر الهاشمي العباسيّ.
ولُد سنة سبْع وتسعين ومائتين، واستخلف سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بعد أخيه الراضي باللَّه. فولي الخلافة إلى هذه السنة. ثمّ إنهم خلعوه وَسَمُلوا عينيه، وبقي في قيد الحياة إلى أن مات في شعبان سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وكان حَسَن الجسم، أبيض مُشْربًا حُمْرة. أشقر الشَّعر بجُعُودة، أشهل العينين، كثّ اللحْية.
وكان فيه دين وصلات وكَثْرة صلاة، وصيام. ولا يشرب الخمر.
وتقدَّم ذِكر الراضي.
- حرف الحاء-
96- حاتم بن عَقيل بن المهتدي [1] المَرَاريّ [2] .
أبو سعيد اللّؤلؤيّ.
سمع: عبد الله بن حمّاد الآمُليّ، وغير واحد.
وعنه: القاسم بن محمد بن الخليل.
97- الحسين بن محمد.
أبو عبد الله الخُزاعيّ الزّيّات.
كوفيّ ثقة.
كان ابن عقدة يفيد عنه ويكتب عنه.
توفي في هذا العام.
__________
[ () ] وشرح رقم الحلل 107، 117، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 35، واتعاظ الحنفا 1/ 137.
والنجوم الزاهرة 3/ 282، وتاريخ الخلفاء 394، 397، وشذرات الذهب 2/ 33، وفوات الوفيات 1/ 17، 18، رقم 73، ووفيات الأعيان 2/ 114، وأخبار الدول للقرماني 169، وتاريخ الأزمنة للدويهي 56.
[1] انظر عن (حاتم بن عقيل) في:
الأنساب 11/ 222، واللباب 3/ 189.
[2] المراري: بفتح الميم، والألف بين الراء من المهملتين، هذه النسبة إلى المرار، وهو نوع من الحبال المتّخذة من القنّب وهو جلد الكتّان، إلى بيعه وعمله.

(25/89)


- حرف العين-
98- عبيد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث.
أبو الفضل البخاريّ. أخو الفقيه عبد الله.
سمع: سهل بن المتوكّل، وصالح بن محمد الحافظ.
وعنه: أهل بخارى.
مات في رمضان.
99- عبيد الله بن يعقوب بن يوسف [1] .
أبو القاسم الرازي الواعظ، نزيل نيسابور.
ختن أبي العباس بن سريج.
رحل، وسمع: هلال بن العلاء الرَّقَّيّ، ويزيد بن عبد الصمد الدّمشقيّ، وأبا إسماعيل الترمذيّ، وجماعة كثيرة.
وعنه: يحيى العنبريّ، ومحمد بن أبي بكر الإسماعيليّ.
قال أبو عليّ الحافظ: كان يكذب.
وقال الحاكم: كان أوحد أهل خُراسان في مجالس التّذكير. حضرتُ مجلسه.
100- عليّ بن أحمد بن نوكرد الأسْترَاباذيّ.
سمع بمكّة: عليّ بن عبد العزيز.
101- عليّ بن إبراهيم بن معاوية.
أبو الحسن النيَّسابوريّ المعدّل، الصّالح.
سمع: أبا زُرْعة، وابن وَارَةَ، وأحمد بْن عَبْد الجبّار العُطارديّ، وأبا حاتم.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو الحسين الحجاجيّ، وأبو عبد الله الحاكم لكن ذهب سماعه منه.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن يعقوب) في:
المغني في الضعفاء 2/ 418 رقم 3954، وميزان الاعتدال 3/ 18 رقم 5407، ولسان الميزان 4/ 116، 117 رقم 238.

(25/90)


102- عليّ بن الحسن بن أحمد بن فَرُّوخ [1] .
أبو الحسين الحرّانيّ ابن الكلاس.
قدم بغداد وحدَّث بها، عن: سليمان بن سيف، وهلال بن العلاء، وطبقتهما.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو حفص الكتانيّ.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: لم يكن قويًا [2] .
وقال أبو الفتح القواس: كان حيًا في هذه السنة.
103- عليّ بْن محمد بْن منصور بن قُريْش.
أبو الحسن السُّنيّ البخاريّ.
سمع: محمد بن عيسى الطرسوسيّ، وعُبيد الله بن واصل، ومحمد بن إسماعيل الميدانيّ.
وعنه: أهل بلده.
104- عليّ بن محمد بن المَرْزُبان [3] .
أبو الحسن الأسواريّ الأصبهاني العابد.
سمع: أحمد بن مهديّ، وابن النعُمان.
وصِحبَ أبا عبد الله الخُشوعيّ.
قال أبو نُعيمْ: لم يُخرِّج حديثه [4] .
105- عمرو بن عُبيْد.
أبو عليّ البلْخيّ الصَّيْدَلَانِيُّ.
توفي ببلْخ في ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن) في:
تاريخ بغداد 11/ 382، 383 رقم 6252.
[2] تاريخ بغداد 11/ 383.
[3] انظر عن (علي بن محمد بن المرزبان) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 15.
[4] وقال أبو نعيم: «وذكر المتأخّر أنه توفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في صفر» .

(25/91)


- حرف الميم-
106- محمد بن أحمد بن تميم بن تمّام [1] .
أبو العَرَب الإفريقيّ.
كان جدّه من أمراء إفريقية.
وسمع محمد من أصحاب سَحنوُن، وكان حافظًا لمذهب مالك، مفتيًا. غلبَ عليه علم الحديث والرّجال، وله تصانيف منها كتاب «مِحَن العلماء» ، وكتاب «طبقات أهل إفريقيّة» ، وكتاب «فضائل مكّة» ، وكتاب «فضائل سَحْنُون» ، وكتاب «عُبّاد إفريقية» ، وغير ذلك.
وتوفي فِي ذي القعدة.
107- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عمرو [2] .
أبو علي اللُّؤلُؤيّ.
بصري مشهور ثقة.
سمع: أبا داود السّجستانيّ، ويعقوب بن إسحاق القلّوسي، والحسن بن عليّ بن بحر، والقاسم بن نصر، وعليّ بن عبد الحميد القزوينيّ.
وعنه: الحسن بن عليّ الْجِيليّ، وأبو عمر القاسم بن جعفر الهاشميّ،
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن تميم) في:
رياض النفوس 2/ 306، وعلماء إفريقية 226، وترتيب المدارك 3/ 334- 336، وسير أعلام النبلاء 15/ 394، 395 رقم 217، وتذكرة الحفاظ 3/ 889، 890، والوافي بالوفيات 2/ 39، والديباج المذهب 250، 251، ومعالم الإيمان 3/ 42- 47، وطبقات الحفاظ 363، وفهرست ابن خير 297، 301، وطبقات علماء إفريقية للخشني، تحقيق محمد بن أبي شنب، بالجزائر 1915، وكشف الظنون 2/ 1122، وهدية العارفين 6/ 37، والأعلام 6/ 200، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 2/ 236، وشجرة النور الزكية 1/ 83، وتراجم المؤلّفين التونسيين 3/ 359، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 693 وما بعدها، رقم 30، وإيضاح المكنون 1/ 213، 329، ومعجم المؤلفين 8/ 243.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عمرو) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 70 رقم 11، والأنساب 496 ب، والعبر 2/ 234، ودول الإسلام 1/ 206، وسير أعلام النبلاء 15/ 307 رقم 147، ومرآة الجنان 2/ 312، والوافي بالوفيات 2/ 39، وشذرات الذهب 2/ 334، والمغني في أسماء الرجال للهندي 218، وديوان الإسلام 4/ 98 رقم 1788.

(25/92)


وأبو الحسين الفسويّ، ومحمد بن أحمد بن جُمَيع الغسانيّ.
وقال أبو عمر الهاشمي: كان أبو عليّ اللؤلؤي قد قرأ كتاب السُّنن على أبي داود عشرين سنة، وكان يسّمى وراقه. والورّاق عندهم القارئ للناس.
قال: والزيادات التي في رواية ابن داسة حَذَفها أبو داود آخرًا لشيءٍ رابهُ في الإسناد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ: أَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ محمد حُضُورًا، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ، أنا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَلابٍ، نا محمد بْنُ أَحْمَدَ: ثنا أَبُو عَلِيٍّ محمد بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو الْهَيْثَمِ بِشْرُ بْنُ فَأْفَاءٍ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا شُعْبَةُ، مَرْوَانُ الأَصْغَرُ قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ: أَقَنَتَ عُمَرُ؟
قَالَ: خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ [1] .
108- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن يعقوب بن زوزان [2] .
الحافظ أبو بكر الأنطاكيّ.
كان حَيًّا في هذا الوقت، ولم أر له تاريخ وفاة.
وجدّه قيّده الأمير بمعجمتين، وقال: روى عن: محمد بن إبراهيم بن كثير الصُّوريّ، وأبي الوليد بن بُرد، وأبي يزيد القراطيسيّ، وأبي علاثة محمد بن عَمْرو بن خالد، وأحمد بن يحيى الرّقّيّ، وبشر بن موسى.
قلت: وزكريّا خيّاط السنة، وهذه الطبقة.
روي عنه: محمد بن عبد الله الدهان، وأبو محمد بن ذَكْوان، وفرَج بن إبراهيم النّصيبيّ، وأبو الحسين بن جُميْع.
قال الأمير ابن ماكولا [3] : له رحلة في الحديث. كتب بالشام، والعراق، ومصر.
__________
[1] أي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: صحيح البخاري 2/ 409، 410، ومسلم (675) .
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن عبد الله) في:
المؤتلف والمختلف للدارقطنيّ 71 أ، ومعجم الشيوخ لابن جميع 83 رقم 28، والإكمال لابن ماكولا 4/ 193، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 69، وتهذيب تاريخ دمشق 70/ 288، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 58 رقم 1253.
وسيعيده المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في المتوفين تقريبا من أهل هذه الطبقة، برقم (356) .
[3] في الإكمال 4/ 192، 193.

(25/93)


قلت: وتوفّي سنة نيّف وثلاثين وثلاثمائة.
109- محمد بن إسحاق بن عيسى [1] .
أبو بكر بن حضرون التّمّار.
بغداديّ، ثقة.
سمع: عليّ بن حرب، والعباس التّرْقفيّ.
وعنه: أبو بكر الوراق، ومحمد بن سليم البزاز.
110- محمد بن حامد بن أحمد بن حمدويه.
أبو بكر البخاري الوزان.
سمع: سهل بن المتوكلّ، ومحمد بن عبد الله السَّعديّ، وجماعة.
وعاش سبعين سنة.
111- محمد بن أبي الفتح [2] .
أبو بكر القلانسيّ.
بغداديّ، ثقة.
سمع: عبّاس التُّرقفيّ، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور.
وعنه: ابن المظفّر، والدّار الدّارقطنيّ، وأحمد بن الفرج، وابن جُميَعْ.
112- محمد بن محمد بن عبد السلام بن ثُعْلبة [3] .
أَبُو الحسن الخُشنيّ الأندلسيّ.
سمع أباه فأكثر عنه.
وكان فقيهًا مُشاوِرًا في الأحكام، قليل الفقه، رحمه الله تعالي.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 1/ 257 رقم 85.
[2] انظر عن (محمد بن أبي الفتح) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 138 رقم 91، وتاريخ بغداد 3/ 167 رقم 1212 وفيه «محمد بن الفتح» .
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن عبد السلام) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 53 رقم 1239، وجذوة المقتبس للحميدي 38 رقم 2، 4، وبغية الملتمس للضّبي 47 رقم 2

(25/94)


113- محمد بن محمد بن وشَاح [1] .
أبو بكر ابن الّلبّاد اللّخميّ.
مولاهم الفقيه الإفريقيّ المالكيّ.
من أصحاب يحيى بن عمر الفقيه.
صنَّف «فضائل مالك» ، وكتاب «عصمة النّبييّن» ، وكتاب «الطّهارة» .
وتوفي في صفر.
وعليه تفقه أبو محمد بن أبي زيد.
114- محمد بن محمد بن يونس الأبهريّ الأصبهانيّ [2] .
سمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن عصام، وأسيد بن عاصم، وإبراهيم ابن فهد.
وعنه: ابن مَنْدَه، وعليّ بن مُقْلَة.
توفيّ في ربيع الآخر.
115- مذكور بن جعفر بن أحمد.
أبو زيد البَلَويّ المؤذّن المصريّ.
روى حديثا واحدا عن بكّار بن قُتيْبة.
وتوفي في المحرم.
116- مظفَّر بن أحمد بن حمدان [3] .
أبو غانم المصريّ النّحويّ المقرئ.
من جلّة المقرءين بمصر.
قرأ عَلَى: أَحْمَد بن عبد اللَّه بن هلال.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن وشاح) في:
طبقات الفقهاء للشيرازي 160، وسير أعلام النبلاء 15/ 360 رقم 184، والوافي بالوفيات 1/ 130، والديباج المذهب 249، 250، ومعالم الإيمان 3/ 23- 31، والأعلام 7/ 242، ومعجم المؤلفين 11/ 509.
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن يونس) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 270.
[3] انظر عن (مظفّر بن أحمد) في:
غاية النهاية 2/ 301 رقم 3618، ومعرفة القراء الكبار 1/ 286 رقم 200.

(25/95)


قرأ عليه: محمد بن عليّ الأدْفُويّ، ومحمد بن خُراسان الِّصقِليّ، وعامّة أهل مصر.
قال ابن خُراسان: توفي في ربيع الأول سنة 333.
- حرف الياء-
118- يعقوب بن محمد بن عبد الوهّاب [1] .
أبو عيسى الدُّوريّ.
حدَّث عن: الَحَسن بن عَرَفَة، وحفص الرَّباليّ، ويحيى بن حبيب الجمّال.
وعنه: أبو الفتح القوّاس، وأبو الحسن الْجُنديّ، ومحمد بن أحمد بن جُمَيْع الصَّيْدَاويّ لكنّه سمّاه يعقوب بن عبد الرحمن. وذاك وهم منه.
قال الخطيب: كان صدوقا.
__________
[1] انظر عن (يعقوب بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 377 رقم 369، وتاريخ بغداد 14/ 295 رقم 7600.

(25/96)


سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة
- حرف الألف-
119- أحمد بن حامد بن مخلد البغدادي [1] .
أبو عبد الله القطّان المقرئ.
سمع: إبراهيم بن عبد الله القّصار، وأحمد بن أبي خَيْثَمة.
وعنه: ابن شاهين، وأبو القاسم بن الثّلاج، وأبو الحسن بن الصّلْت الأهوازيّ.
وثَّقه الخطيب.
120- أحمد بن عبد الله بن إسحاق [2] .
أبو الحسن الخرقيّ.
تقلّد القضاء بواسط، ثمّ بمصر والمغرب. ثمّ ولي قضاء بغداد سنة ثلاثين
__________
[1] انظر عن (أحمد بن حامد) في:
تاريخ بغداد 4/ 121 رقم 1790.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله الخرقي) في:
تاريخ بغداد 4/ 232 رقم 1942، والولاة والقضاة للكندي 489، 566، والعبر 2/ 236، ومرآة الجنان 2/ 316، وزبدة الحلب 1/ 106، 107.
وجاء في الأنساب لابن السمعاني ترجمة لآخر من الخرقيين توفي في هذه السنة أيضا 334 هـ. بدمشق. هو:
«أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله الخرقي، من أهل بغداد صاحب الكتاب المختصر، في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وكان فقيها صالحا سديدا شديد الورع، قال القاضي أبو يعلى بن الفرّاء: كانت له مصنّفات كثيرة وتخريجات على المذهب لم تظهر لأنه خرج عن مدينة السلام لما ظهر سبّ الصحابة، وأودع كتبه، قال: فحكى لي عن أبي الحسن التميمي أنه قال: كانت كتبه مودعة في درب سليمان، واحترقت الدار التي كانت فيها، واحترقت الكتب أيضا، ولم تكن قد انتشرت لبعده عن البلد، ومات الخرقي بدمشق سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة» . (5/ 92، 93) .

(25/97)


وكان هو وأبوه وعمومته من التُّجار يشهدون على القُضاة.
وكان المتقّي للَّه يرعى له خدمته. فلمّا أفضت الخلافة إليه أحبّ أن ينّوه باسمه، ويبلغه إلى حال لم يبلغها أحد من أهله فقّلده القضاء. ولم يكن له خدمة للعلم ولا مجالسة لأهله، فتعجّب النّاس. لكن ظهرت منه رُجلة وكفاءة وعفة ونزاهة. وانقطع خبره في هذا العام لأنّه ترحّل إلي الشام ومات هناك.
121- أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن أبي قماش [1] .
أبو عيسى الأنماطيّ.
سمع الزَّعفرانيّ، وسعدان بن نصْر، وجماعة.
وعنه: أبو أحمد بن الفرضيّ، وإسماعيل بن الحسن الصَّرْصريّ.
وثَّقه الخطيب.
مات في ربيع الآخر.
122- أحمد بْن عَبْد اللَّه بن نصر بن هلال [2] .
أبو الفضل السُّلميّ.
سمع: أباه، وموسى بن عامر المُّريّ، ومحمد بن إسماعيل بن علية، ومؤمل بن إهاب، وأبا إسحاق الجوزجاني، وغيرهم.
وكان أسند من بقي بدمشق.
روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وعبد الوهاب الكلابي، ومحمد بن علي الإسفرائيني الحافظ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وعمران بن الحسن.
توفي في جمادى الأولى عن بضع وتسعين سنة.
123- أحمد بن عليّ بن سعيد.
أبو عبد الله الكوفيّ الكاتب الوزير.
خدم سيف الدّولة بن حمدان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إسحاق) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 186 رقم 137، وتاريخ بغداد 4/ 34، 35 رقم 1637.
[2] انظر عَنْ (أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر) في:
العبر 2/ 237، وسير أعلام النبلاء 15/ 310، 311 رقم 150، وشذرات الذهب 2/ 335.

(25/98)


124- أحمد بن محمد بن أَوس [1] .
أبو عبد الله الهمَدانيّ المقرئ. مسُند مُعمَّر.
روى عن: إبراهيم بن أحمد بن يعيش، وأحمد بن بدُيَلٍ الياميّ، وجماعة.
وعنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر بن لال، وشعيب بن علي القاضي. وأهل همدان.
وهو صدوق.
125- أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار [2] .
أبو بكر الضبي الحلبي المعروف بالصنوبري.
الشاعر المشهور.
روى عنه من شعره: أبو الحسن الأديب، وأبو الحسين بن جميع، وغيرهما.
فمن شعره السائر:
لا النَّومُ أَدرِي به ولا الأَرقُ ... يدري بهذين مَن به رَمَقُ
إنّ دموعي مِن طول ما استبقْت ... كلَّتْ فما تستطيعُ تستبقُ
ولي مَلِيكٌ لم تبدُ صورتُهُ ... مُذْ كان إلا صلَّت له الحَدقُ
نويتُ تقبيل نارْ وجنتهِ ... وخفت أدنو منها فأحترق [3]
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أوس) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 388 رقم 211، وغاية النهاية 1/ 107.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد الصنوبري) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 182، 183 رقم 132، والأنساب 8/ 98، والمنازل والديار 1/ 221، وثمار القلوب 132، 216، 272، 334، 493، 531، 584، 593، 600، 601، 671، واللباب 2/ 248، 249، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 456، وتاريخ دمشق (أحمد ابن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمل) 206- 212، والعبر 2/ 237، والوافي بالوفيات 7/ 479- 383، وفوات الوفيات 1/ 111، والنجوم الزاهرة 3/ 334، ومعاهد التنصيص 2/ 4، والتذكرة الفخرية 382، 394، وبدائع البدائه 306، وشذرات الذهب 2/ 335، والأعلام 1/ 198، ومعجم المؤلفين 2/ 91، وانظر: ديوان الصنوبري تحقيق د. إحسان عباس، بيروت 1970، ومعجم الألفاظ والتراكيب المولّدة 180، 270، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب 3/ 23.
[3] تاريخ دمشق 208.

(25/99)


وحكي الصنَّوْبرَيّ أنّ جدّه الحسن كان صاحب بيت حكمة من بيوت حكم المأمون، فتكَّلم بين يديه فأعجبه كلامه ومزاحُه فقال: إنّك لصنوْبريُّ الشكل، يعني الذكّاء، فلقبوا جدِّي: الّصنوبريّ [1] .
126- أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهانيّ [2] .
أبو عليّ الصّحّاف.
سمع: إسماعيل بن عبد الله سمّويه، وأحمد بن عبيد الله النّرسيّ، وموسى ابن سهل الوشّاء.
وعنه: ابنُ مَنْدَه.
127- أحمد بن محمد بن عصام [3] .
أبو بكر القزوينيّ.
ثقة، سمع: هارون بن هزاريّ، ويحيى بن عَبْدَك.
روى عنه جماعة [4] .
128- أحمد بن محمد بن ياسين [5] .
أبو إسحاق الْهَرَويّ الحداديّ. مؤرخَّ هَرَاة.
سمع: موسى بن أحمد الفريابيّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، ومعَاذ بن المُثَنَّى، ومحمد بن إبراهيم، وجماعة يكثر عددهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه بْن أَبِي ذُهل، وأبو عليّ منصور الخالديّ، ومحمد ابن عليّ بن الحسن.
لا يوثق به. حطّ عليه الدّار الدّارقطنيّ والنّاس.
__________
[1] تاريخ دمشق 206.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد الصحّاف) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 161.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد القزويني) في:
التدوين في تاريخ قزوين 2/ 242.
[4] وصفه القزويني بالفقيه، وقال: شيخ ثقة.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن ياسين) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 339، 340 رقم 177، وتذكرة الحفاظ 3/ 877، 878، وميزان الاعتدال 1/ 149، 150، ولسان الميزان 1/ 291، وطبقات الحفاظ 358.

(25/100)


روى أيضًا عن الفضل بن عبد الله اليشَكْرُيّ.
قالَ أبو عَبْد الرحمن السلمي: سَأَلت الدّار الدَّارَقُطْنِيّ عَنْهُ فقال: هُوَ شر من أَبِي بشر المَرْوَزِيّ وكذبهما.
وقال أبو سعد الإدريسي: سمعت أهل بلده يطعنون فيه ولا يرضونه.
وكان يحفظ الحديث ويعرف، ويقع في حديثه مناكير أرجو أنّها لا تقع من جهته.
وتوفي في ذي القعدة من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
- حرف الباء-
129- بَصير بن صابر بن داود.
أبو محمد البخاريّ.
سمع: أسْباط بن الْيَسَع، وأبا عبد الله بن أبي حفص، والبخاريّين.
وعنه: أحمد بن محمد بن عمر، وسهل بن عثمان.
- حرف الحاء-
130- حَسَّان بن عبد الله بن حَسَّان [1] .
أبو عليّ الأندلسيّ، من أهل أسْتجة.
كان نبيلًا في الفقه، مُعتنيًا بالحديث، متصّرفًا في اللُّغة والآداب، ولم يكن بأستجة مثله.
روى عن: عُبَيْد الله بن يحيى، والأعناقيّ، وعبد الله بن الوليد، وجماعة.
131- الحسن بن أحمد بن يعقوب [2] .
__________
[1] انظر عن (حسان بن عبد الله) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 116 رقم 360، وبغية الملتمس 270 رقم 661.
[2] انظر عن (الحسن بن أحمد) في:
أخبار الحكماء 113، وإنباه الرواة 1/ 279- 284 رقم 183، وتلخيص ابن مكتوم 51، 52، وطبقات الأمم لصاعد 58، 59، ومعجم الأدباء 7/ 230، 231، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 1/ 319، وبغية الوعاة، 1/ 498 رقم 1031، وكشف الظنون 144، 1338، 1415، 1822، 2050، وإيضاح المكنون 1/ 362، وروضات الجنات 238، وأعيان الشيعة 21/ 52- 54، ومعجم المؤلفين 3/ 204.

(25/101)


أبو محمد الهمْدانيّ اليمنيّ، المعروف بابن الحائك.
اللغويّ النَّحويّ الإخباريّ الطّبيب، صاحب التَّصانيف.
كان نادرة زمانه، وواحد أوانه. وكان جَدُّه يعُرف بذي الدُمينة الحائك.
وعند أهل اليمن الشاعر هو الحائك لأنّه يحوكُ الكلام.
ولأبي محمد شعر ومدائح في ملوك اليمن. وله كتاب كبير في عجائب اليمن، وكتاب في الطّبّ، وكتاب «المسالك والممالك» .
وشعْرُه سائر. ولمّا دخل الحسين بن خالُوُيْه اليمن جَمَع ديوان هذا الرجل.
ومات بصنعاء في السجّن في هذه السنة.
132- الحسن بن بُوَيْه.
أمير أصبهان.
133- الحُسين بن محمد بن هارون.
أبو عليّ الفرميّ.
سمع: أحمد بن داود المكّيّ، ويحيى بن أيّوب العلّاف، والمصريين.
وكان موثقًا خيِّرًا.
مات في ذي القعدة.
134- الحسين بن يحيى بن عياش [1] .
أبو عبد الله المَتُّوثيّ البغداديّ القطّان الأعور.
سمع: أحمد بن المقدام العجليّ، والحسن بن أبي الربيع، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن مجشّر، وجماعة.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، والقواس ووثَّقه، وأبو الحُسين بن جُمَيْع، وهلال الحفّار، وأبو عمر بن مهديّ، وإبراهيم بن مخلد، وأبو عمر الهاشميّ.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن يحيى) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 256 رقم 215، وتاريخ بغداد 8/ 148، والعبر 2/ 237، وسير أعلام النبلاء 15/ 319، 320 رقم 158، والنجوم الزاهرة 3/ 190 وفيه «عباس» بدل «عيّاش» وهو تحريف، وشذرات الذهب 2/ 335.

(25/102)


توفي في جمادى الآخرة. ومولده في سنة تسع وثلاثين ومائتين.
عواليه في «الثقّفيّات» . وكان صاحب حديث كثير الرّواية.
- حرف السين-
135- سليمان بن إسحاق الجلاب [1] .
سمع: إسحاق الحربيّ، وغيره.
وعنه: أبو عمر بن حَيُّويه، وأبو القاسم بن الثّلاج.
وثَّقه الخطيب.
- حرف العين-
136- عَبَّاد بن العبّاس بن عباد.
أبو الحسن الطّالقانيّ.
137- عبد الله أمير المؤمنين الخليفة المستكفي باللَّه [2] ابن الخليفة
__________
[1] انظر عن (سليمان بن إسحاق) في:
تاريخ بغداد 9/ 63 رقم 4648، والمنتظم 6/ 345 رقم 559.
[2] انظر عن (المستكفي باللَّه) في:
تكملة تاريخ الطبري 1/ 149، وتجارب الأمم 2/ 86، 87، ومروج الذهب 4/ 355- 371، والتنبيه والإشراف 345، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 94 و 2/ 54، 319، 324 و 4/ 137، و 154، 371، ونشوار المحاضرة، له 1/ 138، 208، 247، 249، و 4/ 140، 142، 180 و 5/ 7، 178، 200، و 7/ 54، 167، و 8/ 245، وولاة مصر 309، 310، والولاة والقضاة 292، 293، 491، 492، 546، 564، 565، 567، 568، 582، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 49- 54، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 167- 176، وتاريخ بغداد 10/ 10، 11 رقم 5121، وزبدة الحلب 1/ 107، والهفوات النادرة 8/ 221، وثمار القلوب 514، وتاريخ حلب للعظيميّ 48، 89، 140، 290، 291، والمنتظم 6/ 339 و 364، والإنباء في تاريخ الخلفاء 176، والكامل في التاريخ 8/ 420، 450، 451، وتاريخ الزمان 8، وتاريخ مختصر الدول 166، 167، والفخري 287، 288، ووفيات الأعيان 1/ 175، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 186- 188، والنبراس 120، 121، ونهاية الأرب 23/ 184، 185، والمختصر في أخبار البشر 2/ 94، ودول الإسلام 1/ 207، وسير أعلام النبلاء 15/ 111- 113 رقم 60، والعبر 2/ 235، وتاريخ ابن الوردي 1/ 278، والبداية والنهاية 11/ 210- 212، ومرآة الجنان 2/ 313، ونكت الهميان 182، 183، والوافي بالوفيات 17/ 323- 325 رقم 277، وعيون الأخبار وفنون الآثار للداعي المطلق

(25/103)


المكتفي باللَّه عليّ بن المعتضد أحمد بن الموَّفق العّباسيّ.
أبو القاسم.
بُويع عند خلع المَّتقيّ للَّه في صفر سنة ثلاث وثلاثين. وقُبضَ عليه في جُمَادى الآخرة هذه السنة، سنة أربع. وسُملت عيناه، وسُجن.
وتوفيّ بعد ذلك في سنة ثمان وثلاثين في السجن عن ستّ وأربعين سنة.
وكان أبيض جميلًا، ربعةً من الرجال، خفيف العارضين، أكْحل، أقنْى، ابنُ أمة.
وبايعوا بعده المطيع للَّه الفضل ابن المقتدر باللَّه.
138- عبد الملك بن بحر بن شاذان [1] .
أبو مروان الجلاب المكي.
ثقة، مُكْثر.
قاله ابن يونس.
حدَّث بمصر عن: محمد بن إسماعيل الصائغ، وعبد الله بن أبي مَسَرّة.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وعبد الرحمن بن عمر النّحّاس.
139- عبُيد الله بْن أحمد بْن عبد الله بْن بكير [2] .
أبو القاسم التّميميّ.
سمع: يحيى بن أبي طالب، وعبد الله بن قُتيبة، وحمدان الورّاق، وعليّ ابن عبد العزيز البَغَويّ، وطائفة.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وأبو حفص عمر الآجُرّيّ، ومحمد بن عبد الرحيم المازنيّ.
__________
[ () ] (السبع الخامس) 193، وتاريخ ابن خلدون 3/ 420، 421، ومآثر الإنافة 1/ 299- 302، واتعاظ الحنفا 1/ 137، والنجوم الزاهرة 3/ 285، 286، وتاريخ الخلفاء 397، 398، وشذرات الذهب 2/ 345، وأخبار الدول 169، وتاريخ الأزمنة 59. وسيعيده المؤلّف- رحمه الله- مختصرا، في وفيات سنة 338 هـ. برقم (253) .
[1] انظر عن (عبد الملك بن بحر) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 315 رقم 286.
[2] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 10/ 353، رقم 5503، والمنتظم 6/ 346 رقم 560 وفيه «عبد الله» .

(25/104)


وثقّه الخطيب، وغيره.
توفيّ ببغداد.
140- عَبْدُوس بن الحسين بن منصور.
أبو الفضل النيَّسابوريّ النصراباذيّ.
أخو الحسن.
سمع: أبا حاتم، وأَبَا أحمد محمد بن عبد الوهّاب، وأبا إسماعيل الترمذيّ.
وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي.
توفي في رمضان.
141- عثمان بن محمد بن علان بن أحمد بن جعفر البغداديّ [1] .
أبو الحسين الذَّهبيّ.
حدَّث بمصر، ودمشق.
عن: أبي بكر بن أبي الدنيا، والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربّي، وطبقتهم.
وعنه: أبو هاشم المؤّدب، وابن الضّرّاب المصريّ، وأحمد بن الميانجيّ، وأبو محمد عبد الوهّاب الكلابي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن عمر الجيزيّ شيخ الدانيّ، وآخرون.
وثقه الخطيب.
توفيّ بحلب.
142- عليّ بن إسحاق بن البختريّ [2] .
أبو الحسن المادرائيّ البصريّ.
محدّث مشهور ثقة.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 301 302 رقم 6091.
[2] انظر عن (علي بن إسحاق) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 327 رقم 300، والأنساب 11/ 24، والمنتظم 6/ 227، واللباب 3/ 143، والعبر 2/ 238، وسير أعلام النبلاء 15/ 334، 335 رقم 173، والنجوم الزاهرة 3/ 290، وشذرات الذهب 2/ 335.

(25/105)


سمع: عليّ بن حرب، وأبا قلابة الرقاشيّ، ويوسف بن صاعد، وطائفة.
وعنه: أبو الحُسين بن جميع، وأبو عمر القاسم بن جعفر الهاشميّ، وجماعة.
ورحل إليه أبو عبد الله بن منده فبلغَتْهُ وفاته، فردّ من الطريق ولم يدخل البصْرة.
143- عليّ بن حَسَن المرُيّ البجانيّ الأندلسي [1] .
سمع من: يوسف المغاميّ، وطاهر بن عبد العزيز.
وحدَّث.
وسمع من أحمد بن موسى بن جرير.
حدَّث عنه: أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن عون الله، وعليّ بن عمر ابن نجيح.
توفي ببجّانة.
144- عليّ بن عيسى بن داود بن الجرّاح [2]
__________
[1] انظر عن (علي بن حسن) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 312 رقم 919 وفيه «علي بن حسين» ، وأعاده ثانية 1/ 313 رقم 921 وصحّحه وكنّاه: أبا الحسن.
وقال عنه في المرة الأولى: سمع الواضحة من يوسف بن يحيى المغامي، وكان معدودا في أهل العلم ببجّانة ومشاورا عند الحكام بها.
وفي المرة الثانية ذكر انه توفي ببجانة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، أخبرنا بذلك ابن ابنته. وقال لنا مجاهد بن أصبغ: توفي المرّي في شوال سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
[2] انظر عن (علي بن عيسى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 199، وإعتاب الكتّاب 186- 189، والفهرست لابن النديم 86، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 11، 27، 36، 37، 105، 124، 151، والوزراء للصابي (انظر فهرس الأعلام) 428، والهفوات النادرة 294، وتاريخ الأنطاكي 42، ومروج الذهب 10، 235، 723، 1377، 3422- 3424، والتنبيه والإشراف 337 و 344، وتكملة تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 1/ 257، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 176، 207، 212، 221، 226، 232، 321، 322، 325 و 2/ 45، 48، 51، 56، 63، 76، 132، 136، 141، 264، 276، 277، 324، 354، 358. 379 و 3/ 189، 191، 194، 197، و 4/ 352، 364، 370، ونشوار المحاضرة، له 1/ 11، 22، 25، 42، 43، 46، 48، 52، 55، 84، 85، 100، 117، 216، 258، 279، 282، 286 و 2/ 29، 31- 35، 58، 89، 134، 148، 150، 151، 243- 245 و 3/ 35، 40، 41، 72، 95، 96، 178 و 4/ 19- 22، 29- 34، 41، 47، 54، 70، 71، 73،

(25/106)


أبو الحسن البغدادي الكاتب الوزير.
وَزَرَ للمقتدر وللقاهر.
وحدَّث عن: أحمد بن بُدَيل الياميّ، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وحُمَيْد بن الربيع، وعمر بن شبَّة.
روى عنه: ابنه عيسى، والطبرانيّ، وأبو الطاهر الذُّهليّ.
وكان صدوقًا، ديِّنًا، خيَّرًا، صالحًا عالمًا من خيار الوزراء، ومن صُلحاء الكُبَراء.
وكان على الحقيقة غنّيًا شاكرًا، ولما نزل به صابرًا.
وما أحسن قوله إذْ عزَّى ولدي القاضي عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف بأبيهما: مُصيبة قد وَجَبَ أجرُها، خيرٌ من نعمة لا يؤدّى شُكْرُها. وصدق والله.
وكان كثير البر والمعروف، والصّلاة والصّيام، ومجالسة العلماء.
حكى أبو سهل بن زياد القطّان أنّه كان معه لمّا نُفي إلى مكّة. وقال:
فطاف يومًا، وجاء فرمي بنفسه وقال: أشتهي على الله شُرْبة ماءٍ مثلوج.
فنشأت بعد ساعَةٍ سحابَة ورعدت، وجاء برد كثير، وجمع الغلمان منه جرارًا، وكان الوزير صائمًا، فلمّا كان الإفطار جاءته أقداح مملوءة من أصناف
__________
[ () ] 83، 107، 175، 179، 222، 223 و 5/ 50، 54، 78، 80- 84، 209 و 1/ 80، 81 و 7/ 46، 248، 251، 255 و 8/ 10، 25، 32، 49- 41، 54، 60، 85- 88، 93، 96، 103، 110، 111، 121- 126، 128- 130، 133، 139، 1143، 147، 181، 190، 191، 196، وخاص الخاص 61، 62، 65، 88، 92، وتحفة الأمراء 281- 364، وتاريخ بغداد 12/ 14- 16 رقم 6376، والإنباء في تاريخ الخلفاء 153، 157، 163، 167، 168، وتحفة الوزراء 15/ 54، 55، 116، 117، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 12/ 244 أ- 246 أ، والمنتظم 6/ 351- 355 رقم 569، ومعجم الأدباء 14/ 68- 73، والكامل في التاريخ 8/ 174، 183، 185، 405، 465 وما بعدها، والفخري 236، والمختصر في أخبار البشر 2/ 96، ودول الإسلام 1/ 208، والعبر 2/ 238، وسير أعلام النبلاء 15/ 298- 301 رقم 140، ومرآة الجنان 2/ 7316 317، والبداية والنهاية 11/ 217، 218، وتاريخ ابن الوردي 1/ 279، 280، والنجوم الزاهرة 3/ 288، 289، وشذرات الذهب 2/ 336، وخلاصة الذهب المسبوك 237، 241، ووفيات الأعيان 2/ 109، 133، 142 و 3/ 302، والتذكرة الحمدونية 1/ 443، ولباب الآداب 115/ 117، 339، 340، ودرّة الغوّاص للحريري 74.

(25/107)


الأسوقة فأقبل يسقي المجاورين، ثم شرب وحمد اللَّه، وقال: ليتني تمنّيت المغفرة [1] .
وكان متواضعًا، قال: ما لبست ثوبًا بأكثر من سبعة دنانير [2] .
وقال أحمد بن كامل القاضي: سمعتُ عليّ بن عيسى الوزير يقول:
كسبت سبعمائة ألف دينار، أخرجت منها في وجُوُه البّر ستّمائة وثمانين ألفًا [3] .
توفي في آخر السنة [4] ، وله تسعون سنة. وقد ذكرناه في الحوادث.
ووقع لي من حديثه بعلُوُ في أمالي ابنه عيسى.
وله كتاب «جامع الدّعاء» ، وكتاب «معاني القرآن وتفسيره» ، وأعانه عليه أبو بكر بن مجاهد، وأبو الحسين الواسطي، وكتاب ترسّلاته.
وزَر أوّلا أوّل سنة إحدى وثلاثمائة، وعُزل بعد أربع سنين. ثمّ وزر في سنة خمس عشرة.
قال الصوليّ: لا أعلم أنَّه وزر لبني العباس وزير يُشبهه في عفّته وزُهده، وحفظه للقرآن وعلمه بمعانيه. وكان يصوم نهاره ويقوم ليله. ولا أعلم أنّني خاطبتُ أحدًا أعرف منه بالشِّعر.
وكان يجلس للمظالم وينصف الناس. ولم يروا أعفّ بطْنًا ولسانًا وفَرجًا منه. ولمّا عُزل ثانيًا لم يقنع ابن الفرات حتى أخرجه عن بغداد، فجاور بمكّة.
وقال في نكبته:
ومَن يكُ عنّي سائلًا لشماتة [5] ... لِما نابني أو شامتًا غير سائلِ
فقد أبرزتْ مني الخطوبُ ابن حرةٍ ... صبورًا على أحوال تلك الزلازلِ [6]
إذا سُرَّ لم يبطر وليس لنكبة ... إذا نزلت بالخاشع المتضائلِ
وأشار علي المقتدر فوقف ما مُغَلُّه في العام تسعون ألف دينار على
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 15، المنتظم 6/ 351، 352.
[2] انظر: تاريخ بغداد 12/ 16.
[3] تاريخ بغداد 12/ 16، المنتظم 6/ 351.
[4] وفي المنتظم وفاته في سنة 335 هـ.
[5] في تاريخ بغداد، والمنتظم:
«فمن كان عني سائلا بشماتة» .
[6] تاريخ بغداد 12/ 16، المنتظم 6/ 352.

(25/108)


الحَرَميْن والثَّغر. وأفرد لهذه الوقوف ديوانًا سمّاه «ديوان البرّ» .
145- عمر بن الحسين بن عبد الله [1] .
أبو القاسم البغداديّ الخَرِقيّ الحنبليّ، صاحب «المختصر في الفقه» .
روى عنه: عبد الله بن عثمان الصّفّار حكايَة، وكان من كبار الأئمة.
قال أبو يعَلى بن الفرّاء [2] : كانت لأبي القاسم مصنفات كثيرة لم تظهر لأنّه خرج عن بغداد لمّا ظهر بها سبّ الصّحابة، وأودع كَتَبُه في دار، فاحترقت تلك الدار.
قلت: قدم دمشق وبها مات. وقبره بباب الصغير.
قال أبو بكر الخطيب [3] : زُرتُ قبرهَ.
قلت: وكان أبوه من أئّمة الحنابلة رحمه الله تعالي.
146- عمرو بن عبد الله بن دِرهم [4] .
أبو عثمان النيَّسْابوري الزاهد المطِّوعيّ، والمعروف بالبصريّ.
سمع: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن معاذ.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو إسحاق المزكيّ، وأبو عبد الله بن منده، والحسن بن عليّ بن المؤمّل، ومحمد بن محمش، وغيرهم.
قال الحاكم: لم أرزق السَّماع منه، على أنّه كان يحضر منزلنا وانبسط
__________
[1] انظر عن (عمر بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 11/ 234، 235، وطبقات الفقهاء للشيرازي، 172، وطبقات الحنابلة 2/ 75- 118، والأنساب 5/ 92، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 12/ 352 أ، والمنتظم 6/ 346 رقم 561، والكامل في التاريخ 8/ 465، ووفيات الأعيان 3/ 441، والمختصر في أخبار البشر 2/ 96، والعبر 2/ 338، 339، ودول الإسلام 1/ 208، وسير أعلام النبلاء 15/ 363، 364 رقم 86 أ، وتاريخ ابن الوردي 1/ 280، والبداية والنهاية 11/ 214، وشذرات الذهب 2/ 336، 337، وديوان الإسلام 2/ 223 رقم 856، وكشف الظنون 446، وغيرها، ومفتاح السعادة 1/ 438، والأعلام 5/ 44، ومعجم المؤلفين 7/ 282.
[2] في طبقات الحنابلة.
[3] في تاريخ بغداد.
[4] انظر عن (عمرو بن عبد الله) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 364، 365، رقم 188.

(25/109)


إليه. قال أبي: صحبْتُهُ إلى رباط فراوة [1] ، وما رأيت مثل اجتهاده حضرا وسفرًا.
توفي في شعبان، وقد جاوز الثّمانين.
- حرف الفاء-
147- فياض بن القاسم بن حُريْش [2] .
أبو علي الدّمشقيّ.
سمع: شعيب بن عمرو الضبعيّ.
ثمّ من: أبي عبد الملك البُسريّ، وغيره.
وعنه: جُمح بن القاسم المؤذّن، وأحمد بن الميانجيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وغيرهم.
توفي في جمادى الآخرة.
- حرف الميم-
148- محمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي صبيح [3] .
أبو عبد الله المغربيّ الخراط.
شيخ صالح، حسن.
له رحلة قديمة.
سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن عبد الحكم، وأصحاب سحنون.
ذكره عياض في الفقهاء المالكيّة.
149- محمد بن سَعِيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن مرزوق القشيريّ [4] .
__________
[1] فراوة: بالفتح، وبعد الألف واو مفتوحة، بليدة من أعمال نسا. (معجم البلدان 4/ 245) .
[2] انظر عن (فيّاض بن القاسم) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 35/ 27.
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: ترتيب المدارك 4/ 357.
[4] انظر عن (محمد بن سعيد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 107 رقم 55، والأنساب 6/ 153، وتذكرة الحفّاظ 3/ 846، 847، وسير أعلام النبلاء 15/ 335، 336 رقم 174، والعبر 2/ 239، والوافي بالوفيات 3/ 95، وطبقات الحفاظ 350، وشذرات الذهب 2/ 337.

(25/110)


أبو عليّ الحرانيّ الحافظ، نزيل الرقّة ومؤرخها.
سمع: سليمان بن سيف الحرانيّ، وعليّ بن عثمان النفيليّ، وأبا الحسن عبد الملك بن عبد المجيد الميمونيّ، ومحمد بن عليّ بن ميمون العطّار، وهلال بن العلاء، وعبد الحميد بن محمد بْن المستام، وجماعة.
وعنه: أبو أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن جامع الدّهّان، ومحمد بن جعفر البغداديّ غُنْدر، وأبو الحسين بن جميع، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب.
عاش إلى هذه السّنة.
قرأت على أبي حفص بن القوّاس، أنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ محمد حُضُورًا: أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ، أَنَا حُسَيْنُ بْنُ محمد الْقُرَشِيُّ، أَنَا محمد بْنُ أَحْمَدَ بِصَيْدَاءَ: ثَنَا محمد بْنُ سَعِيدٍ بِالرَّقَّةِ، ثَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ محمد: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد: حَدَّثَنِي مَالِكٌ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَفْرَدَ الْحَجَّ [1] .
150- محمد بن طُغج بن جفّ بن يلتكين بن فوران [2] .
__________
[1] أخرجه مسلم في الحج (1211) باب بيان وجوه الإحرام، وأبو داود في المناسك (1777) باب: إفراد الحج، والترمذي في الحج (820) باب: إفراد الحج، والنسائي في الحج 5/ 145 باب: إفراد الحج، والحميدي في مسندة 1/ 103 رقم 204، ومالك في الموطّأ 1/ 335 باب إفراد الحج، وابن جميع في: معجم الشيوخ 107 رقم 55.
والإفراد: هو أن ينوي الحج منفردا عن العمرة، فيقول: لبّيك بحجّ مفرد.
[2] انظر عن (محمد بن طغج) في:
ولاة مصر للكندي 299، والولاة والقضاة، له 281، 285- 294، 287، 489- 491، 542- 545، 552، 553، 555- 557، 559- 562، 564- 569، 571، 573، 577، وتاريخ حلب للعظيميّ 291، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ 243 ب، 244 أ، والمنتظم 6/ 347 رقم 564، وزبدة الحلب 1/ 69، 84، 97، 98، 100، 102- 107، 111- 119، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 35، 44، 48، 54، 69، 120، 135، 182، والإنباء في تاريخ الخلفاء 172، 173، والفخري 280، وتاريخ الأنطاكي 25، 26، 29، 30، 46، 74، 75، 126، 454، وتكملة تاريخ الطبري 152، 153، وتاريخ مختصر الدول 167، ونهاية الأرب 23/ 187، وتاريخ حلب 291، وتاريخ أخبار القرامطة 57، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 55، 311 و 3/ 119- 121 و 4/ 63، 371، ونشوار المحاضرة، له 3/ 20، 21، 25، و 5/ 83 و 6/ 214، و 8/ 98، ومروج الذهب 780، 895، 3191، 3286، 3511، 3514، 3559، 3599، 3605، ووفيات

(25/111)


أبو بكر الفرغانيّ التركي، صاحب مصر.
روى عن: عمّه بدر بن جُفّ.
حكي عنه: عبد الله بن أحمد الفرغانيّ.
ولي ديار مصر سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ولُقّب بالإخشيد.
ثمّ ولي دمشق من قبل الراضي باللَّه سنة ثلاث وعشرين، مُضافًا إلى مصر. الإخشيد بلسان الفَرغْانيين ملك الملوك. وطُغْج يعني عبد الرحمن.
وأصله من أولاد ملوك فرغانة.
وجف من الترك الذين حملوا إلى المعتصم فبالغ في إكرامه، وتوفيّ جفّ سنة 247. فاتصل ابنه طغج بابن طولون صاحب مصر، وترقَّت به الحال، وصار من أكبر القواد.
فلمّا قُتل خمارويه بن أحمد بن طولون، سار طغج إلى الخليفة المكتفي فأكرم مورده. ثمّ بدا منه تكبُّر على الوزير، فحُبس هو وابنه هذا فمات طغج في الحبس، وبعد مدة أخرج محمد من السجن، وجَرَت له أمور يطول ذكرُها.
وكان ملكًا شجاعًا حازمًا حسن التدبير، متيقظًا في حروبه، مُكرمًا للجند، شديد البطش، لا يكاد أحد يجرّ قوسه، وله هيبة عظيمة.
وبلغ عدّة مماليكه ثمانية آلاف مملوك، وعدّة جيوشه أربعمائة ألف فيما قيل.
وقيل: بل عاش ستين سنة، وله أولاد ملكوا.
وهو أستاذ كافور الإخشيدي الذي تملّك.
توفي الإخشيد بدمشق في ذي الحجّة عن 66 سنة ونُقل فَدُفن ببيت المقدس. ومولده ببغداد.
__________
[ () ] الأعيان 5/ 56- 63، والعبر 2/ 239، 240، وسير أعلام النبلاء 15/ 365، 366 رقم 189، ودول الإسلام 1/ 208، 209، ومرآة الجنان 2/ 314، 315 و 317، والبداية والنهاية 11/ 215، والوافي بالوفيات 3/ 171، 172 رقم 1141، والنجوم الزاهرة 3/ 235- 237، وشذرات الذهب 2/ 337، وحسن المحاضرة 2/ 10، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 176، وأخبار الدول 263، 264، وتاريخ ابن الوردي 1/ 279، واتعاظ الحنفا 1/ 74، 102، 115، 129 و 2/ 6، 41، 134 و 3/ 275، ومآثر الإنافة 1/ 284، 285، 290، 291، 297، 298، 301، 302، 306، 308، ومعجم الألفاظ والتراكيب المولّدة للخفاجي 100، تاج العروس (مادّة: خشد) .

(25/112)


151- محمد بن عبد الله بن مُعاذ [1] .
أبو بكر التيميّ، مولاهم الدّمشقيّ.
سمع: يزيد بن عبد الصمد، وبكّار بن قتيبة، وأبا زرعة النصريّ.
وعنه: أبو الحسين الرازيّ، وعبد الوهّاب الكلابيّ.
152- محمد بن عيسى [2] .
الفقيه الحنفيّ أبو عبد الله بن أبي موسى الضرير.
ولي قضاء بغداد زمن المتقيّ وزمن المستكفي.
وكان ثقة مشهورا بالفقه والتّصوّف لا مطعن عليه.
قتلته اللصوص بداره في ربيع الأوَّل.
153- محمد بْن محمد بْن أَحْمَد الحاكم [3] .
أَبُو الفضل السُّلَميّ المروزيّ الحنفيّ، الوزير الشهّيد.
كان عالم مَرْو، وشيخ الحنفية. ولي قضاء بخاري، واختلف إلى الأمير الحميد، فأقرأه العلم، فلمّا تملك الحميد قلّده أزمّة الأمور كلّها.
وكان يمتنع عن اسم الوزارة، فلم يزل به الأمير الحميد حتى تقلّدها.
سمع: أبا رجاء محمد بن حَمْدَوَيْه، ويحيى بن ساسويه الذُّهليّ، والهيثم ابن خلف الدوريّ، وطبقتهم بخُراسان، والعراق، ومصر، والحجاز، فأكثر، وكان يحفظ الفقهيّات، ويتكلم على الحديث. ويصوم الإثنين والخميس، ويقوم اللّيل.
ومناقبه جَمّة.
وكان لا ينهض بأعباء الوزارة، بل نهمته في العلم وفي الطّلبة الفقراء.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن معاذ) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) في:
[2] انظر عن (محمد بن عيسى) في:
تاريخ بغداد 2/ 403، 404 رقم 932، والمنتظم 6/ 346 رقم 562، والكامل في التاريخ 8/ 465، والمختصر في أخبار البشر 2/ 96، وتاريخ ابن الوردي 1/ 280، والبداية والنهاية 11/ 214، 215، والوافي بالوفيات 4/ 296 رقم 1832، والجواهر المضيّة 2/ 106.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن أحمد) في:
المنتظم 6/ 346 رقم 563، والبداية والنهاية 11/ 215،

(25/113)


قُتل ساجدًا. من الأنساب.
154- محمد بن محمد بن عَبّاد النَّحْويّ [1] .
ذكره القفطيّ.
155- محمد بن مطهّر بن عُبيد [2] .
أبو النَّجا المصريّ الضرير. أحد الأئمة المالكية الأعلام.
وكان رأسًا في الفرائض.
له مصنّفات في الفرائض والمذهب.
156- محمد بن مُعاذ بن فَهْد الشعَّرانيّ [3] .
أبو بكر النهاونديّ.
روى عن: إبراهيم بن ديزيل، وتمتام، والكُدَيميّ، وطائفة.
وعنه: أبو بكر بن بلال، ومنصور بن جعفر النهاوندي، وغيرهما.
وهو متروك، واهٍ.
- حرف النون-
157- نزار [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن عبّاد) في:
إنباه الرواة 3/ 212، 213.
[2] انظر عن (محمد بن مطهّر) في:
المنتظم 6/ 363، والبداية والنهاية 11/ 221، وعيون التواريخ (مخطوط) 12/ 77 ب، ومعجم المؤلفين 12/ 37.
[3] انظر عن (محمد بن معاذ) في:
ميزان الاعتدال 4/ 44، وسير أعلام النبلاء 15/ 387، 388 رقم 260، ولسان الميزان 5/ 384، 385.
[4] انظر عن (نزار القائم بأمر الله) في:
العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 183، 2184، 186، ورسالة افتتاح الدعوة 279، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 164، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 56، 57، وتاريخ حلب للعظيميّ 89، 291، والحلّة السيراء 1/ 285- 291، والكامل في التاريخ 8/ 455، ووفيات الأعيان 5/ 19، 20، والمختصر في أخبار البشر 2/ 95، ونهاية الأرب 23/ 187، والعبر 2/ 240، وسير أعلام النبلاء 15/ 152- 156 رقم 66، ودول الإسلام 1/ 209، وتاريخ ابن الوردي 1/ 279، والبيان المغرب 1/ 208 وما بعدها، والوافي بالوفيات 4/ 4، ومرآة الجنان

(25/114)


واسمه محمد القائم بأمر الله، أبو القاسم ابن الملَّقب بالمهْديّ عُبيد الله، الذي توثب على الأمر، وادّعى أنّه عَلَويّ فاطميّ.
بايع أبا القاسم والده بولاية العهد من بعده بإفريقية، وجهزهُ في جيش عظيم إلى مصر مرتين ليأخذها. المرة الأولى في سنة إحدى وثلاثمائة، فوصل إلى الإسكندرية، فملكها وملك الفيّوم، وصار في يده أكثر خراج مصر، وضيّق على أهلها.
ثم رجع.
ثم قدمها في سنة سبع وثلاثمائة، فنزح عاملُ المقتدر عن مصر ودخلها.
ثمّ خرج إلى الجيزة في جحفل عظيم، فبلغ المقتدر، فجَّهز مؤنسًا الخادم إلى حربه، فجدّ في السَّير وقدم مصر، والقائم مالك الجيزة والأشمونين وأكثر بلاد الصعيد، فالتقي الْجَمْعان وجرت بينهما حروب لا توصف. ووقع في جيش القائم الوباء والغلاء، فمات الناس وخيلهم. فتقهقر إلي إفريقية، وتبعه عسكر المسلمين إلى أن بَعُدَ عنهم ودخل المهديّة، وهي المدينة التي بناها أبوه.
وفي أيامه خرج عليه أبو يزيد مخلد بن كيداد، وخرج معه خلق كثير من المسلمين الصلحاء ابتغاء وجه الله تعالي لِما رأوا من إظهاره للبدْعة وإماتته للسنة. وجرت له مع هؤلاء أمور.
وبخروج هذا الرجل الصالح وأمثاله على بني عُبيد، أحسنوا السيرة مع الرعيّة، وتهذبوا وطووا ما يرومونه من إظهار مذهبهم الخبيث، وساسوا مُلكهم، وقنعوا بإظهار الرّفض والتّشيّع.
توفّي القائم بالمهديّة في شوّال سنة أربعٍ هذه، ومخلد المذكور محاصرا له.
وقيل: إنّ مَخْلَدًا كان على رأي الخوارج.
__________
[ () ] 2/ 317، والبداية والنهاية 11/ 210، 211، والدرّة المضيّة 110، وخطط المقريزي 1/ 351، واتعاظ الحنفا 1/ 107- 220، ومآثر الإنافة 1/ 302، وتاريخ ابن خلدون 4/ 40- 43، وعيون الأخبار وفنون الآثار (السبع الخامس) 229، 230، والسيف المهنّد للعيني 249، والنجوم الزاهرة 3/ 287، وشذرات الذهب 2/ 337، 338، وأخبار الدول 190، وعقد الجمان (مخطوط) حوادث سنة 333 هـ.

(25/115)


وكان مولد القائم بسلمية في حدود الثمانين ومائتين. وقام بعده في الحال ولده المنصور إِسْمَاعِيل. وكتم موت أَبِيهِ. وبذل الأموال، وجدّ في قتال مخلد.
وقد ورد عن القائم عظائم، منها ما نقله القاضي عياض، وغيره، قال: لمّا أظهر بنو عُبيد أمرهم نصبوا حسن الأعمى السباب، لعنه الله، في الأسواق للسبّ بأسجاع لُقنَّها، منها:
العنوا الغار وما وعي ... والكساء وما حوى. وغير ذلك.
158- نصر بن محمد بن عبد العزيز [1] .
أبو القاسم البغداديّ الدّلال.
سمع: الحسن بن محمد الزعفرانيّ، وأحمد بن منصور الرمادي.
وعنه: أبو الحسن بن الْجُنديّ، وابن جُمَيْع في مُعْجمه.
الكنى
159- أبو بكر الشِّبْلِيُّ [2] .
الصوفيّ المشهور، صاحب الأحوال.
__________
[1] انظر عن (نصر بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 367 رقم 357، وتاريخ بغداد 13/ 299، 300، رقم 7272.
[2] انظر عن (أبي بكر الشبلي) في:
طبقات الصوفية للسلمي 337- 348، رقم 1، ومعجم الشيوخ لابن جميع 382، 383، رقم 376، وحلية الأولياء 10/ 366- 375، وتاريخ بغداد 14/ 389- 397، وعقلاء المجانين 320 رقم 552، والرسالة القشيرية 25، 26، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 52 و 180 و 288 و 289 و 295 و 574 و 723 و 756 و 857، وتحسين القبيح 100، ومعجم البلدان 3/ 169، 256 و 4/ 202، والأنساب 7/ 382- 384، والمنتظم 6/ 347- 359، رقم 565، وصفة الصفوة 456- 461 رقم 316، والكامل في التاريخ 8/ 465، ووفيات الأعيان 2/ 273- 276، والعبر 2/ 250، 241، وسير أعلام النبلاء 15/ 367- 369 رقم 190، ودول الإسلام 1/ 209، وآثار البلاد وأخبار العباد 540، 541، ومرآة الجنان 2/ 317- 319، والبداية والنهاية 11/ 215، 216، والديباج المذهب 116، 117، وطبقات الأولياء 204- 213، رقم 40، والنجوم الزاهرة 3/ 289، 290، وشذرات الذهب 2/ 338، وديوان الإسلام 3/ 166، 167 رقم 1273، والأعلام 2/ 341، والمستطرف 1/ 215، 216، ودرر الأبكار 123، 124، وهدية الأحباب القمّي 140، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 187- 189، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 121- 124.

(25/116)


اسمه دُلف بن جَحدر، وقيل: جعفر بن يونس، وقيل: جعفر بن دُلف، وقيل غير ذلك [1] .
أصله من الشِّبْلِيَّةِ، وهي قرية [2] ، ومولده بسرَّ من رَأَى.
ولي خالُه إمرة الإسكندرية، وولي أبوه حجابة الحُجاب، وولي هو حجابة الموفقَّ [3] .
فلما عُزل الموفَّق من ولاية العهد، حضر الشبلي يوما مجلس خير النساج وتاب فيه، وصحب الْجُنيد ومن في عصره. وصار أوحد الوقت حالًا وقالًا [4] ، في حال صحوه لا في حال غيبته.
وكان فقيها، مالكيّ المذهب. وسمع الحديث.
حكي عنه: محمد بن عبد الله الرازي، ومنصور بْن عبد اللَّه الهَرَويّ، ومحمد بْن الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ، وأبو القاسم عَبْد الله بن محمد الدمشقيّ، ومحمد ابن أحمد الغسانيّ، وجماعة.
وله كلام مشهور، وفي الكتب مسطور.
فعن الشبلي في قوله تعالي: لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً 18: 18 [5] قال: لو أطَلعت على الكُلّ لوليَّت منهم فرارًا إلينا.
وقال مرّةً: آه.
فقيل: من إيّ شيء؟
قال: من كلّ شيء.
وقيل: إنّ ابن مجاهد قال للشبليّ: أين في العلم إفساد ما ينتفع به؟ قال له: فأين قوله: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ 38: 33 [6] ولكن أين معك يا مقريء القرآن. إنّ المُحبّ لا يعذب حبيبه. فسكت.
__________
[1] وفي: آثار البلاد: «دلف بن جعفر» .
[2] قال القزويني: شبليّة: قرية من كور أسروشنة بما وراء النهر من أعمال بخارى. (آثار البلاد 540) . ويقال: أسروشنة، والأشهر: أشروسنة. بتقديم الشين، كما في تاريخ بغداد.
[3] تاريخ بغداد 14/ 389.
[4] تاريخ بغداد 14/ 389، صفة الصفوة 2/ 456.
[5] سورة الكهف، الآية 18.
[6] سورة ص، الآية 33.

(25/117)


قال: قوله: وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ الله وَأَحِبَّاؤُهُ 5: 18 [1] .
وقال: ما قلت: الله، قطّ، إلا واستغفرت الله من قولي الله [2] .
قال جعفر الخُلْديّ: أحسن أحوال الشبليّ أن يقال فِيهِ مجنون، يُريد أنّه كثير الشطح، والمجنون رُفع عنه القلم.
وقال السُّلميّ: سمعت أبا بكر الأبهريّ يقول: سمعت الشّبليّ يقول:
الانبساط بالقول مع الله تَرْك الأدب، وترك الأدب يوجب الطرد.
وقال أحمد بن عطاء: سمعت الشبلي قال: كتبت الحديث عشرين سنة، وجالست الفقهاء عشرين سنة [3] .
وكان يتفقه لمالك. وكان له يوم الجمعة صيحة. فصاحَ يومًا فتشوَّش الخلْق، فحرد أبو عمران الأشيب والفقهاء، فقام الشبليّ وجاء إليهم، فلمّا رآه أبو عمران أجلسه بجنبه، فأراد بعضُ أصحابه أن يُرِيَ الناس أن الشبليّ جاهل فقال: يا أبا بكر، إذا اشتبه على المرأة دَم الحيض بدم الاستحاضة كيف تصنع؟
فأجاب الشبليّ بثمانية عشر جوابًا. فقام أبو عمران وقبل رأسه وقال: مِن الأجوبة ستة ما كنتُ أعرفها.
رواها أبو عبد الرحمن السلمي عن أحمد بن محمد بن زكريّا، عن أحمد ابن عطاء [4] .
وقيل: إنه أنشد:
يقول خليلي: كيف صبرُكَ عنهم؟ ... فقلتُ: وهل صبر فيسأل عن كيف
بقلبي جَوَيً [5] أذْكَى من النّار حَرُّهُ ... وأصلى من التقوى وأمضى من السيف [6]
وقيل: إنه سأله سائل: هل يتحقَّق العارف بما يبدو له؟
فقال: كيف يتحقق بما لا يثبت، وكيف يطمئنّ إلى ما لا يظهر، وكيف يأنس بما لا يخفى. فهو الظاهر الباطن الباطن الظّاهر. ثم أنشد:
__________
[1] سورة المائدة، الآية 18، والخبر في: تاريخ بغداد 14/ 392.
[2] تاريخ بغداد 14/ 390.
[3] تاريخ بغداد 14/ 393.
[4] تاريخ بغداد 14/ 393.
[5] في تاريخ بغداد: «هوى» .
[6] تاريخ بغداد 14/ 394.

(25/118)


فمن كان في طول الهوى ذاق سلوةً ... فإني من ليلى لها غير ذائق
وأكبر [1] شيءٍ نلتهُ من نوالها [2] ... أماني لم تصدق كلمحة بارق [3]
وكان رحمه الله لهجا بالغزال والمحبّة، فمن شعره:
تغني العودُ فاشتقنا ... إلى الأحباب إذ غنّا
أزور الدَّير سكرانًا ... وأغدوا حاملًا دنّا
وكنا حيثُ ما كانوا ... وكانوا حيثُ ما كُنّا
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ: أَنَا ابْنُ الحرستانيّ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ، أنا ابْنُ طَلابٍ، أَنَا ابن جُمَيْعٍ: أنشدنا الشبليّ:
خرجنا السنَّ نستنّ ... ومعَنا من تري منّ
فلما جننا الليل ... بذلنا بيننا دنّ [4]
وكان للشبليّ في ابتدائه مجاهدات فوق الحدّ.
قال أبو عليّ الدّقّاق: بلغني أنّه كحّل عينيه بكذا وكذا من الملح ليعتاد السَّهر [5] .
ويروى أنّ أباه خلف له ستين ألف دينار سوي الأملاك، فأنفق الجميع، ثمّ قعد مع الفقراء [6] .
وقال أبو عبد الله الرازيّ: لم أر في الصوفيّة أعلم من الشبليّ [7] .
قال السلميّ: سمعت محمد بن الحسن البغدادي: سمعت الشبليّ يقول:
أعرفُ من لم يدخل في هذا الشأن حتّى أنفقَ جميع مُلْكه، وغرَّق في دجلة سبعين قمطرًا بخطه، وحفظ «الموطّأ» ، وقرأ كذا وكذا قراءة. يعني نفسه [8] .
__________
[1] في طبقات الصوفية: «وأكثر» .
[2] في طبقات الصوفية: «وصالها» .
[3] طبقات الصوفية 347 رقم 42.
[4] معجم الشيوخ 383.
[5] آثار البلاد 540، وفيات الأعيان 2/ 273.
[6] صفة الصفوة 2/ 456.
[7] تاريخ بغداد 14/ 393.
[8] تاريخ بغداد 14/ 393.

(25/119)


وقال حسن الفرغاني: سألت الشبليّ: ما علامة العارف؟
فقال: صدرُه مشروح، وقلبه مجروح، وجسمه مطروح.
وقد تغيّر مزاج الشَّبليّ مدّة، وجف دماغه، وتوفي ببغداد في آخر سنة أربعٍ وثلاثين، وله سبع وثمانون سنة.

(25/120)


سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة
- حرف الألف-
160- أحمد بن محمد بن أبي سعيد الدُّوري [1] .
أبو العباس البزاز.
قال الجعابيّ: حدَّث عن: أبي حُذافة السَّهميّ، والحسن بن محمد الزعفرانيّ، وعليّ بن إشكاب.
وعنه: يوسف القوّاس وقال: ثقة، وأبو الحسين بن خمة الخلال، وابن البواب المقرئ، وأبو عبد الله بن دوست.
تُوُفّي في رمضان.
161- أحمد بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب [2] .
مولي الداخل عبد الرحمن بن معاوية الأموي، أبو عمر الحذاء القرطبي.
سمع: محمد بن وضّاح، وأبان بن عيسى، ومحمد بن يوسف بن مطروح.
وأمَّ بالأمير عبد الله بن محمد الأمويّ، وبالناصر عبد الرحمن بن محمد.
وحدَّث وتوفي في ذي الحجة.
162- أحمد بن أبي أحمد الطّبريّ [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أبي سعيد) في:
وقد تقدّمت ترجمته في هذه الطبقة برقم (45) في وفيات سنة 332 هـ.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد القرطبي) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 34، 35 رقم 107.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي أحمد) في:
طبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 73، وطبقات الفقهاء للشيرازي 91، والأنساب 10/ 24، 25، ووفيات الأعيان 1/ 68، 69، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 252، ودول الإسلام 1/ 209،

(25/121)


أبو العبّاس ابن القاصّ الشّافعيّ، صاحب أبي العباس بن سريج. إمام كبير صنَّف في المذهب كتاب «المفتاح» ، «وأدب القاضي» ، و «المواقيت» ، والتلخيص» الذي شرحه أبو عبد الله ختن الإسماعيلي.
تفقه عليه أهل طبرستان. وكانت وفاته بطرسوس.
وقد شرح حديث أبى عمير [1] .
وحدث عن: أبي خليفة، وغيره.
163- أحمد بن الوليد بن عيسى.
أبو بشر الأسيوطيّ.
في سنة خمس أو سنة ستّ وثلاثين توفي.
سمع: أبا الزِّنْباع رَوح بن الفَرَج.
164- إبراهيم بن محمد بن خَلَف بن قُديد.
أبو إسحاق المصريّ، مولي الأزد.
سمع: الربيع بن سليمان، وغيره.
قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يونس: لم يكن بذاك.
- حرف الحاء-
165- الحسن بن حَمُّوَيْه [2] .
__________
[ () ] والعبر 2/ 241، وسير أعلام النبلاء 15/ 371، 372 رقم 192، والوافي بالوفيات 6/ 227، ومرآة الجنان 2/ 319، والبداية والنهاية 11/ 219، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 103، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 107، 108 لرقم 52، والنجوم الزاهرة 3/ 294، وشذرات الذهب 2/ 339، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 65، 66، وكشف الظنون 47، 479، 760، 1219، 1465، 1636، 1769، ومعجم المؤلفين 1/ 149.
[1] وهو من حديث أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ- يقال له أبو عمير- قال: أحسبه فطيما، وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير ما فعل النغير؟ نغر كان يلعب به، فربّما حضر الصلاة وهو في بيتنا، فيأمر بالبساط الّذي تحته، فيكنس وينضح، ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلّي بنا.
والنّغير: طائر صغير كالعصفور.
والحديث أخرجه البخاري (1629) و (6203) ومسلم (2150) وأبو داود (4969) والترمذي (333) كلّهم عن أنس.
[2] انظر عن (الحسن بن حمّويه) في:

(25/122)


قاضي أسْتَرَاباذ.
روي عن: محمد بن يزداد، وإبراهيم بن عليّ النيَّسابوري، وجماعة.
166- حمزة بن القاسم بن عبد العزيز [1] .
أبو عمر الهاشمي البغدادي. إمام جامع المنصور.
سمع: سعدان بن نصر، وعيسى بن أبي حرب، وعبّاس بن عبد الله التّرقفيّ، وعبّاس بن محمد الدّوريّ.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وأبو الحُسين بن المتّيم، وإبراهيم بن مخلد، وجماعة.
قال الخطيب [2] : كان ثقة، مشهورًا بالصّلاح. استسقى للّناس فقال: اللَّهمّ إنّ عمرًا استسقى بشيبة العباس وهو أبي، وأنا استسقي به.
قال: فجاء المطر وهو على المنبر.
وُلِدَ سنة 249.
- حرف السين-
167- سعيد بن مروان [3] .
أبو عثمان الحضرميّ الأندلسيّ.
رحل، وحج، وسمع من: عليّ بن عبد العزيز، ويحيى بن عمر الفقيه.
سمع منه: حَكَم بن إبراهيم المراديّ كتاب «الفضائل» لأبي عُبْيد.
وكان شيخًا فاضلًا، مشهورا بالعلم. رحمه الله.
168- سليمان بن عبد الله بن المبارك [4] .
__________
[ () ] المنتظم 6/ 350 رقم 666، والبداية والنهاية 11/ 216، 217.
[1] انظر عن (حمزة بن القاسم) في:
تاريخ بغداد 8/ 181- 183 رقم 4305، والمنتظم 6/ 350، 351 رقم 567، وسير أعلام النبلاء 15/ 374، 375 رقم 195.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (سعيد بن مروان) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 167 رقم 497.
[4] انظر عن (سليمان بن عبد الله) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 187 رقم 560.

(25/123)


أبو أيّوب القرطبيّ. عُرف بابن المشتري.
سمع: محمد بن وضّاح، وأبا صالح أيّوب بن سليمان، وعبيد الله بن يحيى.
وكان عالمًا متعبّدًا مجتهدًا فقيهًا.
روى عنه: محمد بن أحمد بن مفرّج، وغيره.
وقيل: بل توفي سنة سبعٍ وثلاثين.
169- سليمان بن عبد الملك [1] .
أبو أيّوب القُرْطبيّ.
سمع: محمد بن وضّاح، وأبا صالح.
وصنّف.
وكان عابدًا مجتهدًا، مشاورًا في الأحكام.
توفي فيها أو بعدها.
- حرف الشين-
170- شقيق بن محمد بن عبد الله أبو دُجانة الأنصاريّ المصريّ.
وثّقه أبو سعيد بن يُونُس وقال: روى عن إبراهيم بن مرزوق.
توفي سنة خمس وثلاثين.
- حرف العين-
171- عبّاد بن العبّاس بن عَبَّاد بن أحمد بن إدريس [2] .
الوزير أبو الحسن. والد الصاحب إسماعيل بن عَبَّاد.
ولي الوزارة للحسن بن بويه.
__________
[1] هو المذكور قبله مباشرة.
[2] انظر عن (عبّاد بن العباس) في:
وفيات الأعيان 1/ 229، 232.
وسيعيده المؤلّف في المتوفّين قريبا آخر هذه الطبقة برقم (347) .

(25/124)


وحدَّث عن: محمد بن حَبّان المازنيّ، ومحمد بن يحيى المروزيّ، وأبي خليفة.
وعنه: أبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ.
172- عبد الله بن الحسن [1] .
أبو محمد الأندلسيّ الوشقيّ، يُعرف بابن الهنديّ.
سمع بالقيروان: يحيى بن عمر.
وولي قضاء بلده.
وتوفي في هذا العام [2] .
173- عبد الله بن حوثرة بن العباس الأمويّ المروانيّ القُرْطُبي [3] .
أبو محمد.
روى عن: بَقيّ بن مخلد.
وذكره ابن الفرضيّ مختصرًا.
174- علقمة بن يحيى بن علقمة.
أبو سُليم المصريّ الجوهريّ.
روى عن: أبيه، وبكّار بن قتيبة.
وكتب الكثير.
وثقه ابن يونس وورخه.
175- علي بن محمد بن مهرويه [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن الحسن) في تاريخ علماء الأندلس 1/ 227، 228 رقم 287.
[2] قال ابن الفرضيّ: استقضاه أمير المؤمنين عبد الرحمن بن محمد رحمه الله على وشقة وما والاها، وهو يقرأ عليه ويسمع منه.
وذكر ابن حارث في كتابه: أنه كان منسوبا إلى الكبر، ومزهوّا شديد العصبيّة للمولّدين، منتقضا للعرب، حافظا لمثالبها.
[3] انظر عن (عبد الله بن حوثرة) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 228 رقم 688.
[4] انظر عن (علي بن محمد) في:
تاريخ جرجان للسهمي 301 رقم 517، وتاريخ بغداد 12/ 69، 70، والأنساب 10/ 138، 139، التدوين في أخبار قزوين 3/ 416، 417، وسير أعلام النبلاء 15/ 396، 397 رقم

(25/125)


أبو الحسن القزويني.
شيخ مسن نيف على المائة.
سمع: يحيى بن عَبْدك القزويني، وعبّاسًا الدوريّ ببغداد، والحسن بن عليّ بن عفان، وإبراهيم بن بُرّة باليمن.
ورحل إلى العراق مرَّتين. وكتب ما لا يُحصى.
وانتخب عليه أبو العبّاس بن عُقدة، مع تقدمه، ثلاثة أجزاء [1] .
روى عنه: أبو طالب عليّ بن عبد الملك النَّحْويّ، وعليّ بن الحسن بن سَعِيد، ومحمد بن أحمد بن عثمان الزُّبيريّ، وولده الزُّبير بن محمد، وجماعة.
ومن أهل جُرجان: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيلي، وغيرهما. وأحمد ابن علي الآبندونيّ.
وسكن جُرْجان.
وكانت وفاته بقزوين.
وروي عنه: صالح بن أحمد الهمدانيّ وقال: كان صُويْلحًا. وكان يأخذ على نسخة عليّ بن موسى الرّضا.
وقال شيرُوَيْه الهمدانيّ: قال عبد الرحمن: روى نسخة الرّضا ظاهرًا وباطنًا. فما رواه سرًا لم أسمعه. وكان يأخذ عليه.
وتكلَّموا فيه.
قلت: كأنه كان شيعيًّا.
روى عنه من البغداديّين: عمر بن سنَبْك، وأبو بكر الأبْهريّ، وأبو حامد ابن شاهين.
وقال صالح الحافظ: محلّه الصِّدْق [2] .
أخبرنا محفوظ بن معتوق التّاجر سنة 693، أنبا عبد اللّطيف بن محمد، أنا طاهر بن محمد، أنا محمد بن الحسين المقوِّميّ، أنا الزبير بن محمد، أنا عليّ بن محمد بن مِهْرَوَيْهِ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو عبيد، ثنا هشيم، أنا
__________
[ () ] 219، ولسان الميزان 4/ 257، 258.
[1] التدوين 3/ 417.
[2] وقال الخليلي الحافظ: مشهور كتب الحديث الكثير. (التدوين 3/ 416) .

(25/126)


أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بن عُباد، عن أبي سعيد الْجُندي قال: من قرأ سورةَ الكهف يوم الجمعة أضاءَ له من النوّر ما بينه وبين البيت العتيق.
176- عليّ بن محمد بن موسى [1] .
أبو القاسم البغداديّ، المعروف بابن صُغدان الأنباريّ المُلقَّب حُسْنُس.
سمع: عبّاسًا الدوريّ، ويحيى بن أبي طالب، وهلال بن العلاء.
وحدّث في هذا العام عن جماعة، وانقطع ذكره.
روى عنه: أبو المفضل الشَّيبانيّ، وأبو الحُسين بن جُمَيْع، وأبو بكر الهيتيّ.
وقع لي حديثه عاليًا. وقد رواه الخطيب عن ابن عيّاض، عن ابن جُمَيْع، عنه.
وروى الخطيب أيضًا عن محمد بن عبد الله الهَيتيّ، إملاءً عَنْهُ.
- حرف الميم-
177- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله.
أبو الفضل المروزيّ الحاكم.
قُتل بمروْ.
178- محمد بن أحمد بن الربيع بن سليمان بن أبي مريم [2] .
أبو رجاء الأسوانيّ المصريّ الشّاعر.
صاحب القصيدة التّي ما أعلم في الوجود أطول منها.
ذكره ابن يونس، وأنّه مات في ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 328 رقم 302، وتاريخ بغداد 12/ 74، والإكمال لابن ماكولا 3/ 156.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن الربيع) في:
المنتظم 6/ 358 رقم 570، والطالع السعيد للأدفوي 267، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 108، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 116 رقم 62، والوافي بالوفيات 2/ 36، والنجوم الزاهرة 3/ 294، وحسن المحاضرة 1/ 226، وكشف الظنون 1342، 1636، وديوان الإسلام 1/ 125 رقم 173، والأعلام 5/ 309، ومعجم المؤلفين 8/ 360.

(25/127)


وأنّه سمع من عليّ بن عبد العزيز البغويّ. وأنّه كان أديبًا وفقيهًا على مذهب الشّافعيّ. له قصيدة نظم فيها أخبار العالم، فذكر قصص الأنبياء نبّيًا نبّيًا عليهم السّلام.
قال: وبلغني أنّه سُئل قبل موته بسنتين: كم بلغت قصيدتك إلى الآن؟
فقال: ثلاثين ومائة ألف بيت، وقد بقي عليّ فيها أشياء. ونظَم فيها الفقه، ونظم كتاب المزنيّ فيها، وكتاب طبّ، وكُتُب الفلسفة.
وكان فيه سكون ووقار. وكان حسن الصيانة.
توفيّ في ذيّ الحجّة.
قلت: كذا أعاد وفاته بعد أن قدَّم أنّها في ذي القعدة. ثمّ روى عنه حديثًا.
179- محمد بن أحمد بن سليمان القوّاس [1] .
بغداديّ.
يروي عن: إسحاق الختّليّ.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وغيره.
180- محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر [2] .
أبو عبد الله الفارسيّ.
بغداديّ الدّار، ثقة.
فقيه على مذهب الشّافعي.
روى عن: أبي زُرعَة الدّمشقيّ، وعثمان بن خرزاذ، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبريّ، وبكر بن سهل الدّمياطيّ.
روى عنه: الدّار الدارقطني فأكثر، وإبراهيم بن خرشيد قوله، وأبو عمر بن مهدي.
ومولده سنة تسع وأربعين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن سليمان) في:
تاريخ بغداد 1/ 306 رقم 178، والمنتظم 6/ 355 رقم 571.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
المنتظم 6/ 355 رقم 572، والكامل في التاريخ 8/ 468، وفيه «نجر» بدل: «بحر» . وهو تحريف، والبداية والنهاية 11/ 218.

(25/128)


181- محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد البغدادي [1] .
الصيرفي أبو بكر المطيري. من مطيرة سامراء.
نزل بغداد، وحدَّث بها عن: الحَسَن بن عرفة، وعليّ بن حرب، وعبّاس الدوريّ، وابن عفّان العامريّ.
وعنه: الدّار الدارقطني، وابن شاهين، وأبو الحسين بن جميع، وأبو الحسن بن الصّلت.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: هو ثقة مأمون [2] .
182- محمد بن الحسين بن عليّ.
أبو العبّاس النيَّسابوري.
سمع: الحسين بن الفضل، وغيره.
توفي في رمضان.
183- محمد بن حيّان بن حمدويه.
أبو بكر النيسابوريّ. الصوفي الزاهد.
قال السلميّ: كان يذهب مذهب الحسين بن الفضل، وهو من كبار فتيان أصحاب أبي عثمان. قَعَدَ في حلقة الشبليّ، وقد حلق ووضع رأسه على رُكبتيه، فصفَعه الشبليّ، فلم يرفع رأسه وقال: لبيِّك. فأخذ الشبلي يعتذر إليه.
فقال: هو لا ذا ولا ذاك.
فقال الشبلي: وردَ علينا مَن أرانا قيمتنا.
قال الحاكم: هو من كبار مشايخ الصوفية، ومّمن جري له ببغداد مع الشبلي مناظرات كثيرة. وكان يغشانا أيّام والدي، وكان يحفظ حديثا قرأه عليَّ مرات، سمعه من محمد بن مندة، عن بكر بن بكّار.
__________
[1] انظر عن (محمد بن جعفر بن أحمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 91 رقم 36، وتاريخ بغداد 2/ 145، 146، رقم 561، والمنتظم 6/ 355 رقم 574، وسير أعلام النبلاء 15/ 301 رقم 141، والنجوم الزاهرة 3/ 194، وشذرات الذهب 2/ 339.
[2] تاريخ بغداد 2/ 146.

(25/129)


توفي في جمادى الآخرة. وقد صحب أبا عثمان الحيِريّ.
184- محمد بن عمر بن حفص النيسابوري [1] .
لا الْجُورْجِيريّ، ذاك تقدَّم ذكره سنة ثلاثين.
أبو بكر السِّمْسار الزّاهد.
كان لا يشتغل إلّا بالصّلاة والتّلاوة، والصّلاة على الجنائز.
سمع: إسحاق بن عبد الله بن رُزَيْق، وسهل بن عمّار.
روى عنه: أبو الحسين الحَجّاجيّ، وأبو إسحاق المزكيّ، وابن مَحْمِش، وأبو عبد الله بن منده.
تُوُفّي في شوّال، وله اثنتان وتسعون سنة. وشيّعه خلق كجمْع العيد.
وكان في مكسب عظيم فَتَرَكه.
185- محمد بن يحيى بْن عَبْد الله بْن العبّاس بْن محمد بن صول [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 376 رقم 196.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى الصولي) في:
معجم الشعراء للمرزباني 431، ومعجم الشيوخ لابن جميع 150، 151 رقم 106، ومروج الذهب 4/ 324، والفهرست لابن النديم 215، 216، وتاريخ جرجان للسهمي 426 رقم 762، وتاريخ بغداد 3/ 427- 432، والفوائد المنتقاة للعلوي، بتخريج الصوري (بتحقيقنا) 11/ 13، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 68، وتحسين القبيح للثعالبي 70، وثمار القلوب، له 47، 69، 77، 192، 212، 239، 312، 350، 375، 351، 519، 589، 689، ونشوار المحاضرة للتنوخي 19، 20، 43، 298، 299 و 2/ 229، 240، 356 و 4/ 143، 202، 210 و 5/ 43، 171، 180 و 6/ 14، 95، 133، 186، و 7/ 46، 191، 252 و 8/ 106، والفرج بعد الشدّة، له 1/ 11، 13، 32، 168، 181، 308، 311، 331، 366، 382، 384، 386 و 2/ 9، 16، 18، 52، 60، 209 و 3/ 46، 48، 88، 177، 246، 262، 264، 338، 362 و 4/ 61، 104، 105، 110، 112، 238 و 5/ 15، 265، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 90، 115، 152، وأمالي المرتضى 1/ 15، 63، 64، 119، 135، 141، 143، 258، 279، 282، 299، 302، 304، 360، 446، 450، 459، 463، 483، 485، 486، 593، 596، 597 و 2/ 42، 261، 284، والأنساب 357 أ، وأخبار أبي تمام (المقدّمة) ، والمنتظم 6/ 359- 361 رقم 582، وفيه:
توفي سنة 336 هـ. ومعجم الأدباء 7/ 136 و 19/ 109، ونزهة الألبّاء 188- 190، وإنباه الرواة 3/ 233، وأخبار الحمقى والمغفّلين 80، 129، والأذكياء 48، 69، واللباب 2/ 251، والكامل في التاريخ 8/ 468، وبدائع البدائه 18، 49، 50، 67، 96، 123، 176، 194، 321، 289، 346، ووفيات الأعيان 4/ 356- 361، والوزراء للصابي 4،

(25/130)


أبو بكر الصُّوليّ البغداديّ.
أحد الأدباء المتفنّنين في الآداب والأخبار والشِّعر والتّواريخ.
حدَّث عن: أبي داود السَّجِسْتانيّ، والكُدَيْميّ، والمبرّد، وثعلب، وأبي العَيْناء.
وكان حاذقًا بتصنيف الكتب.
نادَم عدّةً من الخلفاء، وصنَّف أخبار الخلفاء وأخبار الشّعراء والوزراء.
وكان حَسن الاعتقاد، مقبول القَوْل.
وكان جدّه صول مِن ملوك جُرْجان [1] .
روى عنه: أبو عمر بن حيّويه، والدّار الدّارقطنيّ، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن بن الْجُنْديّ، وأبو الحسين بن جُمَيْع، وعُبَيْد الله بن أبي مُسلم الفَرَضيّ، وعليّ بن القاسم، والحُسين الغضائريّ.
وله شعرٌ كثير سائر.
خرج عن بغداد لإضاقةٍ لحِقَتْه.
وحديثه بعُلُوٍّ عند أصحاب السّلفيّ.
__________
[ () ] 241، 381، والهفوات النادرة، له 35، 40، 79، 135، 146، 183، 207، 281، 388، 397، والفخري 267، 268، والإنباء في تاريخ الخلفاء 36، 39، 40، 151، 156، 163، ولباب الآداب 20، ومروج الذهب 11/ 166. 2850، 3364، 3387- 3389، 3469- 3471، 3493- 3495، 3500، والتذكرة الحمدونية 2/ 149، والمستطرف 1/ 104، والروض المعطار، 108، 307، والعبر 2/ 241، 242، ودول الإسلام 1/ 209، وسير أعلام النبلاء 15/ 301- 303 رقم 142، والمختصر في أخبار البشر 2/ 96، وتاريخ ابن الوردي 1/ 280، والبداية والنهاية 11/ 218 و 11/ 219، 220 (ذكر وفاته في سنتي 335 و 336 هـ.) ، ومرآة الجنان 2/ 319- 325، والوافي بالوفيات 5/ 190- 192، والفلاكة والمفلوكين 103، والوفيات لابن قنفذ 210، 211 رقم 315، ولسان الميزان 5/ 427، 428، والنجوم الزاهرة 3/ 286، وشذرات الذهب 2/ 339- 342، وكشف الظنون 25 وغيرها، وهدية العارفين 2/ 38، وإيضاح المكنون 1/ 311، وديوان الإسلام 3/ 208 رقم 1330، وروضات الجنات 609، والأعلام 7/ 136، ومعجم المؤلفين 12/ 105.
[1] قال السهمي: «وصول من بعض ضياع جرجان يقال له حور» . (تاريخ جرجان) .

(25/131)


- حرف الهاء-
186- هارون بن محمد بن هارون [1] .
أبو جعفر الضّبيّ.
أحد الأشراف، من أهل عُمان.
سكن بغداد.
روى عَنْهُ: ابنه القاضي أبو عَبْد اللَّه الحسين الضَّبّيّ في أماليه.
يروي عن: صالح بن محمد بن مهران الأيليّ، وغيره.
ذكره الدّار الدّارَقُطْنيّ فقال: ساد بعُمان في حَدَاثته، ثمّ خَرَج عنها فلقي عُلماء مكّة والعراق، ودخل بغداد سنة خمس وثلاثمائة، فارتفع قدره عند السّلطان، وانتشرت مكارمه، وأكثر الشعراء مدائحه، وأنفق الأموال في برّ العلماء، وفي الصِّلات.
وكان مبرزا في اللغة والنحو ومعاني القرآن. وكانت داره مجمع العلماء إلي أن مات [2] .
187- الهيثم بن كُلَيْب بن سُرَيْج بن مَعْقِل [3] .
أبو سعيد الشّاشيّ الحافظ.
مصنَّف «المُسَنْد» .
سمع: عيسى بن أحمد العسقلانيّ البلْخيّ، ومحمد بن عيسى الترمذي، وزكريا بن يحيى المروزي، ومحمد بن عُبيد الله بن المنادي، وعبّاس بن محمد
__________
[1] انظر عن (هارون بن محمد) في:
تاريخ بغداد 14/ 33 رقم 7375، والمنتظم 6/ 356 رقم 575، والبداية والنهاية 11/ 218.
[2] تاريخ بغداد 14/ 33.
[3] انظر عن (الهيثم بن كليب) في:
الإكمال لابن ماكولا- مادّة سريج-، والأنساب 7/ 246، والتقييد لابن النقطة 49 رقم 650، وتذكرة الحفاظ 3/ 848، 849، وسير أعلام النبلاء 15/ 359، 360 رقم 153، والعبر 2/ 242، ودول الإسلام 12/ 209، ومرآة الجنان 2/ 325، وطبقات الحفاظ 352، وشذرات الذهب 2/ 342، وكشف الظنون 820، وهدية العارفين 2/ 512، وديوان الإسلام 4/ 350 رقم 2144، والرسالة المستطرفة 73، ومعجم طبقات الحفاظ 183 رقم 796.

(25/132)


الدوري، ويحيى بن أبي طالب.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله بن منده [1] ، ورحل إليه إلى الشّاش، وعليّ بن أحمد الخزاعي، ومنصور بن نصر الكاغديّ، وأهل ما وراء النهر.
__________
[1] وكتب عنه ألف جزء. (التقييد) .

(25/133)


سنة ست وثلاثين وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
188- أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معاوية بن أبي السّوّار.
أبو الحسن المصريّ.
وثَّقه ابن يُونُس وقال: روى عن أبي يزيد القراطيسيّ، وأحمد بن حمّاد زُغْبة.
189- أحمد بن جعفر ابن المحدِّث أبي جعفر محمد بن عُبَيْد الله بن المنادي [2] .
أبو الحسين البغداديّ الحافظ.
سمع: جدّه، ومحمد بن عبد الملك الدَّقيقيّ، ومحمد بن إسحاق الصّغانيّ، وأبا داود السجستاني، وخلقا سواهم.
روى عنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ، وجماعة آخرهم محمد بن فارس الغوري.
قال الخطيب [3] : كان صلْب الدّين، شرس الأخلاق، فلذلك لم تنتشر عنه الرّواية.
__________
[1] كتب بجانب العنوان في الأصل: «336» .
[2] انظر عن (أحمد بن جعفر بن المنادي) في:
الفهرست لابن النديم 58، وتاريخ بغداد 4/ 69، 70، والسابق واللاحق 108، وطبقات الفقهاء للشيرازي 173، وطبقات الحنابلة 2/ 3- 6، والمنتظم 6/ 357، 358 رقم 576، والعبر 2/ 242، وسير أعلام النبلاء 15/ 361- 363 رقم 185، وتذكرة الحفاظ 3/ 849، 850، ومرآة الجنان 2/ 325، والبداية والنهاية 11/ 219، والوافي بالوفيات 6/ 290، وغاية النهاية 1/ 44، والنجوم الزاهرة 3/ 295، وبغية الوعاة 1/ 130، وطبقات الحفاظ 351، 352، وشذرات الذهب 2/ 343، واللآلي المصنوعة 1/ 477، وهدية العارفين 1/ 61، وديوان الإسلام 4/ 264 رقم 2019، والأعلام 1/ 107، ومعجم المؤلفين 1/ 183، ومعجم طبقات الحفاظ 50.
[3] في تاريخه.

(25/134)


وقد صنَّف أشياء وجمع.
وكان مولده سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين تقريبًا، وتوفي في المحرم من هذا العام.
قلتُ: وكان من جلّة القُرّاء. فإنّه قد ذكره الدّانيّ فقال: أخذ القراءة عرْضًا، وروى الحروف سماعًا عن: الحسن بن العبّاس، وأبي أيّوب الضّبّيّ، وإدريس الحدّاد، والفضل بن مخلد الدقاق. وسمي جماعة، ثم قال: مُقرئ جليل، غاية في الإتقان، فصيح اللّسان، عالمِ بالآثار، نهاية في علم العربيّة.
صاحب سنة، ثقة مأمون.
قرأ عليه: أحمد بن نصر الشّدائيّ، وعبد الرحمن بن أبي هاشم، وجماعة منهم أحمد بن عبد الرحمن شيخ عبد الباقي بن الحسن.
ومِن شيوخه: زكريّا بن يحيى المروزي، وعبّاس الدوري.
190- أحمد بن الحسين بن داناج.
أبو العبّاس الأصطخري الزاهد.
نزيل مصر.
سمع: علي بن عبد العزيز البغوي، والحسن بن سهل المجوّز، وإسحاق الدبري، ومُطَّينًا، وجماعة بالشّام وبغداد.
روى عنه: أبو بكر بن جابر التنيسي، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب، وعبد الرحمن بن النّحّاس.
وكان ممتعًا بعين واحدة.
توفي في شوّال.
191- أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرج [1] .
أبو القاسم القرطبي، والد الحافظ أبي عبد الله.
روى عن: محمد بن وضّاح، وجماعة.
روى عنه: ابنه [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن يحيى) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 35 رقم 109.
[2] هو محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى، أبو عبد الله الأموي القرطبي الّذي روى عن خيثمة

(25/135)


وهو مولى الإمام عبد الرحمن بن الحكم.
192- أحمد بن يوسف بن حَجّاج بن عُمَيْر بن حبيب [1] .
أبو عمرو الإشبيليّ الأديب.
كان حافظًا للَّنحْو، مدقِّقًا، شاعرًا عَرُوضّيًا.
- حرف الحاء-
193- حاجب بن أحمد بن يرحم بن سُفْيان [2] .
أبو محمد الطوسيّ.
حدَّث عن: محمد بن رافع، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ، ومحمد بن حمّاد الأبيَورْديّ، وأبي عبد الرحمن المروزي، وجماعة.
وكان يزعم أنّه ابن مائة وثمانين سنين في سنة خمسٍ وثلاثين.
قال الحاكم: بلغني أنّ شيخنا أبا محمد البلاذري كان يشهد له بلُقيّ هؤلاء الشيوخ. وحضرت أنا دار السنة بعد فراغ أبي العبّاس من الإملاء، وحُمِل حاجب فوُضع على الدّكة.
وقرأ عليه أبو أحمد الورّاق ثلاثة أجزاء، وفيها عن عبد الله بن هاشم، وعبد الرحيم بن منُيب. ولم أظفر بذلك السّماع.
وتُوُفّي سنة ست فجأة.
قال مسعود بن عليّ السِّجْزِيّ: سألت الحاكم عن حاجب الطُّوسيّ فقال:
لم يسمع حديثًا قطّ، لكنه كان له عمّ قد سمع الحديث، فجاء البلاذري إليه.
فقال: هل كنتَ مع عمّك في المجلس؟
قال: بلى. فانتخب له من كُتُب عمّه تلك الأجزاء الخمسة.
__________
[ () ] الأطرابلسي.
[1] انظر عن (أحمد بن يوسف) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 35 رقم 108.
[2] انظر عن (حاجب بن أحمد) في:
الأنساب 8/ 265، 266، والعبر 2/ 243، وسير أعلام النبلاء 15/ 336، 337 رقم 175، والمغني في الضعفاء 1/ 140 رقم 1220، وميزان الاعتدال 1/ 429، رقم 1603، ولسان الميزان 2/ 146.

(25/136)


قلت: روى عنه: منصور بن عبد الله الخالديّ، وأحمد بن محمد البصير الرّازيّ، وعليّ بن إبراهيم المزكي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبو عبد الله ابن منده، وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيريّ، ومحمد بن محمد بن مَحْمِش.
وقال أبو نصر بن ماشاذة: قلت للحافظ أبي عبد الله بن منده: ما تقول في حاجب بن أحمد؟
فقال: هو ثقة ثقة.
194- حسن بْن عُبيد الله بْن محمد بْن عَبْد الملك [1] .
أبو عبد الملك القرطبي.
سمع: محمد بن وضّاح، وعُبَيْد الله بن يحيى اللَّيْثيّ.
وكان مشاورا في الأحكام.
توفي في رجب.
- حرف الزاي-
195- زيد بن محمد بن خلف الشامي المصري.
أبو عمرو.
شيخ معمر، حدَّث عن يونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب بشيء يسير.
قال ابن يونس: ليس بالقويّ في الحديث.
توفي في ذي القعدة.
قلت: روى عنه: عبد الرحمن بن عمر بن النّحّاس، ولكن سمّاه زيد بن خَلَف بْن زيد بن مالك القُرشيّ.
وقد وقع لنا حديثه عاليا في «الخلعيّات» .
__________
[1] انظر عن (حسن بن عبيد الله) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 11 رقم 343.

(25/137)


- حرف العين-
196- عبد الرحمن بن محمد بن عُبَيْد اللَّه بْن سَعْد بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد الزهري العَوْفيّ [1] .
أبو محمد البغداديّ. والد عُبيد الله.
سمع: عبّاس بن محمد الدوري، وجعفرًا الصّائغ، ومحمد بن غالب.
وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن عثمان الصّفّار.
وثقه الخطيب، وقال [2] : توفي سنة ستِّ. وموِلده سنة سَبْعٍ وخمسين ومائتين.
197- عُبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الهمدانيّ [3] .
الأصبهاني المعدّل.
قال الحسين بن محمد الزعفراني في معجمه: ثنا قال: ثنا عبد الله بن محمد التَّيمّي.
198- عليّ بن الحسن بن عليّ الأصبهاني [4] .
أبو الحسن المظالمي، قاضي البلد.
والمظالميّ مَن يرفع الظّلامات إلى السّلطان.
يروى عن: أبي حاتم، والحارث بن أبي أسامة، وجعفر بن محمد بن شاكر، ومحمد بن غالب تمتام، وطبقتهم.
وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن عليّ بن بكر، وعليّ بن محمد القمّاط، وأبو بكر بن المقرئ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن عُبَيْد اللَّه) في:
تاريخ بغداد 10/ 289 رقم 5420، والمنتظم 6/ 358 رقم 579.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 102.
[4] انظر عن (علي بن الحسن) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 15.

(25/138)


199- عيسى بن محمد بن عيسى.
أبو بكر البلخيّ.
يروي عن: محمد بن مسلمة الواسطيّ.
200- عيسى بْن مُكْرم الغافقيّ القرطبي [1] .
سمع: محمد بن وضّاح.
ولم يكن بالنّافذ في العلم.
أرّخه عياض.
- حرف الفاء-
201- الفضل بن محمد بن محفوظ المروروذي.
نزيل بُخَارَى.
سمع: يوسف بن يعقوب القاضي، والفريابي.
ومات في الكهولة.
- حرف الميم-
202- محمد بْن أَحْمَد بْن احمد بن حماد بن إبراهيم [2] .
أبو العبّاس البغدادي المقرئ الأثرم. كذا نسبه الدّار الدّارَقُطْنيّ وجماعة.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، وعمرو بن شبَّة، وحُمَيْد بن الرّبيع، وبِشْر بن مطر، وعليّ بن حرب، وعبّاسًا الترقفي.
وانتقى عليه الحافظ عمر البصريّ.
وحدّث عنه: الدّار الدّارقطنيّ، وابن المظفّر، وعمر الكتّانيّ، وأبو الحسين بن
__________
[1] انظر عن (عيسى بن مكرم) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 334 رقم 983.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد الأثرم) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 59- 61 رقم 1، وتاريخ بغداد 1/ 263- 265 رقم 97، والأنساب 1/ 134، 135، والمنتظم 6/ 359 رقم 580، والكامل في التاريخ 8/ 476، والعبر 2/ 243، وسير أعلام النبلاء 15/ 303، 304 رقم 143، ومرآة الجنان 2/ 325، والوافي بالوفيات 2/ 40، والنجوم الزاهرة 3/ 296، وشذرات الذهب 2/ 343.

(25/139)


جميع، والحسن بن عليّ النيسابوري، وأبو عُمَر القاسم الهاشميّ، وعليّ بن القاسم النجاد.
وسكن البصرة بأخرة.
وكان مولده بسامرّاء سنة أربعين ومائتين.
أَنْبَأَنَا ابْنُ عِلَّانَ، أَنَا الْكِنْدِيُّ، أَنَا السَّيْبَانِيُّ، أَنَا الْخَطِيبُ، أَنَا أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَثْرَمُ سنة ثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السُّوسِيُّ سنة 259، نَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ وَهِشَامٍ، عَنِ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لَا تَلَقَّوُا الْجَلَبَ، فَمَنْ تَلَقَّى [1] جَلَبًا فَصَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ إِذَا دَخَلَ السُّوقَ [2] » . 203- محمد بْن أحمد بْن إبراهيم بن قريش الحكيميّ [3] .
أبو عبد الله البغداديّ الكاتب.
سمع: زكريّا بن يحيى المروزي، ومحمد بن عبد النور، ومحمد بن عُبيد الله بن المنادي، والدوري، والصغاني، والحسن بن مكرم، وجماعة.
وعنه: الدّار الدّارقطنيّ، والمرزبانيّ، وابن جُمَيْع الصيداويّ، وإبراهيم بن مخلد، وأحمد بن محمد بن دُوَسْت.
وثقه البرَقْانيّ وقال: إلا أنّه يروي مناكير [4] .
قال الخطيب [5] : وهو بلخيّ الأصل. مات في ذي الحجّة.
__________
[1] في الأصل: «تلقا» .
[2] أخرجه مسلم (17/ 1519) والنسائي 7/ 257، وابن ماجة (2178) من طرق، عن ابن جريج. وأحمد في المسند 2/ 403، والترمذي (1221) من طريقين، عن عبد الله بن عمرو، وأحمد 2/ 284 من طريق: معمر، عن أيوب، بهذا الإسناد.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن إبراهيم) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 76، 77 رقم 20، وتاريخ بغداد 1/ 217- 219، ونشوار المحاضرة 6/ 117 و 8/ 10، 11، والمنتظم 6/ 359 رقم 581، واللباب 1/ 379، ومعجم الأدباء 17/ 135- 137 و 5/ 23، والعبر 2/ 243، والنجوم الزاهرة 3/ 296، وشذرات الذهب 2/ 343.
[4] تاريخ بغداد 1/ 218.
[5] في تاريخه.

(25/140)


204- محمد بن أحمد بن محمد بن مَعْقِل [1] .
أبو عليّ النيسابوري الميداني، من محلّة ميدان زياد.
سمع من محمد بن يحيى الذهلي جزءًا هو عند سبط السلفي في السماء.
روى عَنْهُ: أبو سعيد بْن أَبِي بَكْر، وأبو عبد الله بن منده، ومحمد بن محمد ابن محمش، وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيريّ.
روى أبو عبد الله الحاكم حديثين عن الحيريّ عنه.
وقال: توفي في رجب فجأةً.
205- محمد بن الحسن [2] .
أبو طاهر النيسابوري المحمداباذيّ. ومحمداباذ: محلة بظاهر نيسابور.
كان من كبار الثّقات العالمين بمعاني القرآن والأدب.
سمع: أحمد بن يوسف السلمي، وعليّ بن الحسن الهلاليّ، وحامد بن محمود، وعبّاس بن محمد الدوري، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ويحيى بن أبي طالب.
وكان كثير الحديث.
روى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق، وأبو عليّ الحافظ، وعبد الله بن سعْد، وأبو عبد الله بن منده، وابن محمش، ومحمد بن إبراهيم الجوزجاني، وجماعة.
وقال الحاكم: اختلفتُ إليه أكثر من سنة، ولم أصل إلى حرف من سماعاتي منه. وقد سمعتُ منه الكثير.
سمعتُ أبا النَّضر الفقيه يقول: كان ابن خزيمة إذا شكّ في اللّغة لا يرجع فيها إلا إِلَى أبي طاهر المحمداباذيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الميداني) في:، العبر 2/ 243، وسير أعلام النبلاء 15/ 390، 391 رقم 214، وشذرات الذهب 2/ 343.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن المحمّداباذي) في:
الأنساب 512 أ، والعبر 2/ 243، 244، وسير أعلام النبلاء 15/ 304، 305 رقم 144 و 15/ 329، 330 رقم 165، والوافي بالوفيات 2/ 373، ومرآة الجنان 2/ 325، وشذرات الذهب 2/ 343.

(25/141)


قلتُ: حديثه بعُلُوِّ عند الِّسلَفيّ.
206- محمد بن الحسن بن يزيد بن أبي خُبزَة [1] .
أبو بكر الرَّقّيّ.
يروي عن: هلال بن العلاء، وجماعة.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ.
وبقي إلى هذه السنة، وانقطع خبره.
207- محمد بن عَبْد الله بْن أحمد بْن أَسِيد.
أبو عبد الله المدينيّ.
سمعّه أبوه من العراقيين وغيرهم.
من: جعفر الصائغ، وتمتام.
ومن: عُبَيد بن شرِيك، ومحمد بن عليّ الصائغ، وعبد الله بن أيوب القربيّ، وعليّ بن أحمد بن النَّضْر.
وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وعليّ بن محمود، وأبو بكر المقرئ، وأبو عبد الله بن منده، وعليّ بن ميلة.
وثقه ابن مردويه.
208- محمد بْن يحيى بْن عُمَر بْن لُبَابة [2] .
أبو عبد الله الأندلسي، الملقب بالبرجون.
جُلُّ سماعه من عمّه محمد بن عمر.
ورحل فسمع بالقيروان من: حماس، وغيره.
وكان من أحفظ أهلِ زمانه. ولي قضاء البيرة فلم تُحمد سيرته فُعزل.
وله في مذهب مالك كتاب «المنتخب» ، وكتاب «الوثائق» .
وكان بارعا في الشّروط.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 97 رقم 43، وتاريخ بغداد 2/ 198، والمنتظم 6/ 363، واللباب 1/ 420.
[2] تقدّمت ترجمة (محمد بن يحيى بن عمر) في الطبقة الماضية برقم (515) ، كما تقدّمت ترجمته في هذه الطبقة من هذا الجزء، برقم (31) .

(25/142)


توفي في ذي الحجّة.
209- محمد بن يوسف بن ديزويه.
أبو بكر الدينوريّ، يُلقّب سقَلاب.
سمع: أحمد بن محمد بن سليمان البرذعي.
وتوفي في شعبان.
210- مكّيّ بن عُجَيف بن نُصَير.
أبو بكر النّسَفيّ الواعظ.
سمع: عبد الصمد بن الفضل، وحمدان بن ذي النون.
وعنه: عيسى بن الحسين بن الربيع.
211- موسى بن أحمد السوسي المغربي.
الفقيه.
يروي عن: يحيى بن عمر، وابن مسكين.
من كبار المالكيّة.

(25/143)


سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
212- أحمد بن إسحاق بن إبراهيم.
أبو بكر الصَّيدلانيّ النيسابوري المعدل الطبيب.
سمع: الفضل بن محمد الشّعرانيّ، والحسين بن الفضل البَجَليّ، وطبقتهما.
وعنه: أبو أحمد الحافظ، والحسين الماسرجسيّ، والحاكم بن البيّع وقال: توفي في رمضان.
213- أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن عاصم [2] .
أبو جعفر، ويقال أبو بكر الصَّدفيّ المصريّ العطار.
سمع: أبا زرعة الدمشقي، ويحيى بن عثمان بن صالح، وروحًا أبا الزِّنْباع، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
ورحل وحصَّل.
روى عنه: الحسن بن إسماعيل الضّرّاب، والقاسم بن عُبيْد الله الوّراق، ونصر بن أبي نصر الطوسيّ، وعبد الرحمن بن عمر النّحّاس، والمغاربة.
214- أحمد بن عبد الله بن أحمد بن دليل [3] .
أبو الحُسَين الأصبهاني القاضي.
سمع: أحمد بن يونس الضّبّيّ.
__________
[1] كتب بجانب العنوان في الأصل: «337» .
[2] انظر عن (أحمد بن إسماعيل) في:
المنتظم 6/ 362 رقم 584.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن دليل) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 153.

(25/144)


وعنه: ابن مردويه.
215- أحمد بن عبد الله بن زكريّا [1] .
أبو الحسين الجرجانيّ الفقيه. تلميذ ابن سُريَجْ.
سمع: مُطيَّنًا، وأبا خليفة، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم، وغيره.
216- أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ [2] .
أبو الطّيب الحنفيّ الصُّعْلوكيّ النيسابوري، عمّ الأستاذ أبي سهل.
كان إمامًا مقَّدمًا في معرفة الفقه واللُغة. أدرك الأسانيد العالية، وصنَّف في الحديث، وأمسك عن الرواية بعد أن عُمِّر.
قال الحاكم: وكنّا نراه حسرةً.
سمع: يحيى بن الذهلي، وعليّ بن الحسن بن أبي عيسى الدارابجردي، ومحمد بن عبد الوهاب.
وبالري: علي بن الجنيد، ومحمد بن أيوب.
وببغداد: عبد الله بن أحمد.
روى عنه: أبو سهل الأستاذ، والحافظ أبو عبد الله بن الأخرم.
وسمعتُ منه حديثًا في المذاكرة.
توفي في رجب. وكان إمامًا في الشافعية.
217- أحمد بن نزار المغربيّ المالكيّ.
روى عن: حمديس القطّان.
روى عَنْهُ: اللّبيديّ، وغيره.
وكان فقيهًا، عابدًا، متبتلًا خائفًا رحمة [3] الله عليه.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله بن زكريا) في:
تاريخ جرجان 99 رقم 75.
[2] انظر عن (أحمد بن محمد الصعلوكي) في:
الأنساب 8/ 65، 66، وإنباه الرواة 1/ 105، وسير أعلام النبلاء 15/ 391 رقم 215، والوافي بالوفيات 7/ 396، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 43، 44، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 108 رقم 53، ومعجم المؤلّفين 2/ 108.
[3] في الأصل: «رحمت» .

(25/145)


218- إبراهيم بن شيبان [1] .
أبو إسحاق القِرْميسِينيّ الصوفيّ. شيخ الْجَبَل في زمانه.
صحب إبراهيم الخواص، ومحمد بن إسماعيل المغربيّ، ومحمد بن عبد الله الرازي، ومحمد بن محمد بن ثوابة، وغيرهم.
وساح بالشّام، وغيرها.
سُئل عبد الله بن مُنازل عن إبراهيم بن شَيْبَان فقال: إبراهيم حجّة الله على الفقراء، وأهل الآداب والمعاملات [2] .
وعن إِبْرَاهِيم قال: من أراد أن يتعطّل ويتبطّل فليلزم الرخص [3] .
وقال: علم الفناء والبقاء يدور على إخلاص الوحدانية وصحة العبودية.
وما كان غير هذا. فهو من المغاليط والزندقة [4] .
وقال: الخوف إذا سكن القلب أحرق مواضع الشهوات فيه، وطرد عنه رغبة الدُّنيا [5] .
وقال: الشرف في التواضع، والعزّ في التقَّوى، والحرِّيَّة في القناعة.
قال السلمي: توفي سنة سبع وثلاثين.
وقال أبو زيد المروزي: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: الخلق محلّ آلافات، وأكثر آفة منهم من سكنوا إليهم.
219- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هشام [6] .
أبو إسحاق البخاريّ الفقيه الأمين.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن شيبان) في:
طبقات الصوفية للسلمي 402- 405، وحلية الأولياء 10/ 361، والزهد الكبير للبيهقي 314 رقم 838، والرسالة القشيرية 27، والأنساب 10/ 110، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 225 أ، 225 ب، والمنتظم 6/ 390، 391، والعبر 2/ 244، 245، وسير أعلام النبلاء 15/ 392- 394 رقم 216، والوافي بالوفيات 6/ 20، ومرآة الجنان 2/ 325، والبداية والنهاية 11/ 234، وطبقات الأولياء 21- 23، وشذرات الذهب 2/ 334، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 132، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 199- 201.
[2] طبقات الصوفية 402.
[3] المصدر نفسه 403 رقم 2، وانظر: حلية الأولياء 10/ 361.
[4] المصدر نفسه 404 رقم 4، حلية الأولياء 10/ 361.
[5] المصدر نفسه 404 رقم 3 وفيه تكملة.
[6] انظر عن (إبراهيم بن محمد البخاري) في: الكامل في التاريخ 8/ 520 (في وفيات سنة 346 هـ.) .

(25/146)


قدِم في هذا العام نيسابور، وقيل توفي فيه.
روى عن: صالح جَزَرَة، وأبي الموجّه المروزي، وسهل بن شادويه.
وعنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبو عبد الله الحاكم.
وكان فقيه أهل النظر في عصره.
روى عنه: الأستاذ أبو الوليد الفقيه في صحيحه.
220- إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن يوسف البحريّ الْجُرجانيّ [1] .
المحدَّث المُسنِد.
كان رحلة جرجان في وقته.
سمع: محمد بن بسام، والحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أبي مَسَّرة، وهلال بن العلاء، وإسحاق الدَّبَريّ، وجماعة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عَديّ، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، وابن الإسماعيليّ أبو نصر، والنّعمان بن محمد الجرجاني، وأبو بكر السّبّاك، وغيرهم.
- حرف الباء-
221- بدر الخَرْشَنيّ [2] .
الأمير.
ولاه أستاذه الإخشيد دمشق سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، فبقي عليها عامين. فلمّا قدِم محمد بن رائق من بغداد زعم أنّ المتقيّ للَّه ولاه الشّام، فهرب بدر بعد وقعة كبيرة بينهما.
ثم ولي بدر دمشق سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة من قبل كافور الإخشيدي.
فلما ولى الحسن بن الإخشيد قبض على بدر، ثم أهلك سنة 337.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم الجرجاني) في:
تاريخ جرجان للسهمي 164 رقم 191، والأنساب 2/ 96، 97، وسير أعلام النبلاء 15/ 471، 472 رقم 265، وتذكرة الحفاظ 3/ 878، 879، وطبقات الحفاظ 358، وشذرات الذهب 2/ 345.
[2] انظر عن (بدر الخرشني) في:
أمراء دمشق في الإسلام 17 رقم 2، والنجوم الزاهرة 3/ 279.

(25/147)


- حرف الحاء-
222- حبيب بن أحمد بن إبراهيم المعلم [1] .
أبو إسماعيل القُرْطُبيّ.
روى عن: محمد بن وضّاح، وإبراهيم بن باز، والخشنيّ.
حدَّث عنه: أحمد بن عَوْن الله، وغيره.
توفي في رجب.
223- الحسن بن حمشاد بن سختويه التّميميّ.
أبو محمد النّيسابوريّ، أخو عليّ.
سمع: السريّ بن خُزيمة، وأبا إسماعيل الترمذي، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وأحمد بن أبي خيثمة.
وتوفي في جُمَادَى الآخرة عن خمسٍ وثمانين سنة.
عنه: أبو عبد الله الحاكم.
- حرف الزاي-
224- زكريّا بن خطّاب بن إسماعيل [2] .
أبو يحيى الأندلسيّ.
حجّ سنة ثلاثٍ وتسعين، وسمع «الموطّأ» من إبراهيم بن سعْد الحّذاء، عن أبي مُصْعَب، عن مالك.
وسمع من جماعة.
سمع منه: المستنصر باللَّه، وجماعة.
وكان ثقة، فقيهًا، مفتيًا.
توفي في رمضان، وولي القضاء ببعض مدن الأندلس.
__________
[1] انظر عن (حبيب بن أحمد) في:
جذوة المقتبس 198 رقم 391، وبغية الملتمس 273 رقم 673.
[2] انظر عن (زكريا بن خطاب) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 149، 150 رقم 444، وجذوة المقتبس 218 رقم 435، وبغية الملتمس 293 رقم 743.

(25/148)


- حرف العين-
225- عبد الله بن الفضل بْن محمد بن عقيل بْن خُوَيْلد.
أبو بكر النيسابوري.
سمع: أبا المُثَنَّى العنْبريّ، وأبا مسلم الكشّيّ.
وعنه: أبو سعْد بن حمشاد.
وهو من بيت حديث.
226- عبد الغفار بن محمد.
أبو نصر السائح.
سمع: الربيع بن سليمان المراديّ.
227- عَديّ بن أحمد بن عبد الباقي [1] .
أبو عُمير [2] الأذني [3] .
سمع: عمّه يحيى، ويوسف القاضي.
وعنه: عبد المنعم بن غلبون المقرئ، وأحمد بن عبد الكريم الحلبيّ، وعمر بن عليّ الأنطاكيّ، وابن جُمَيْع الغسّاني.
228- عمر بن يوسف بن موسى بن فهد [4] .
أبو حفص ابن الإمام الأمويّ، مولاهم الأندلسيّ.
__________
[1] انظر عن (عديّ بن أحمد) في:
مروج الذهب 739، 860- 863، 3336، والتنبيه والإشراف 164، 165، وتجارب الأمم 1/ 53، 54، 139، وتاريخ الأنطاكي (ملحق مخطوطة في التاريخ مجهولة المؤلف) (بتحقيقنا) 451، ومعجم الشيوخ لابن جميع 357 رقم 341، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 536، 33، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 282، 283 رقم 1010.
[2] في تجارب الأمم: «أبو عمر» و «أبو عمير» .
[3] في الأصل ومروج الذهب (طبعة محيي الدين عبد الحميد) 1/ 320 «الأزدي» ، وما أثبتناه عن: معجم الشيوخ لابن جميع، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وموسوعة علماء المسلمين.
[4] انظر عن (عمر بن يوسف) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 323 رقم 954، وجذوة المقتبس 303 رقم 694، وبغية الملتمس 409 رقم 1174.

(25/149)


من أهل تُطَيْلَة. ولي قضاءها، وامتُحن بالأسر هو وابنه وأخوه، فافتدوا بخمسة عشر ألف دينار.
وتوفي في رجب، وله ثلاث وتسعون.
لا نعلمه روى.
229- عيسى بن زيد بن عيسى.
أبو الحسن الهاشميّ الطالبّيّ العُقَيليّ النيسابوري الشافعيّ.
سمع بمكة من: عليّ بن عبد العزيز، وطبقته.
قال الحاكم: فلم يقتصر، وارتقى إلى قومٍ لم يدركهم، فحدَّثنا عَنْ الحَسَن بْن عَرَفَة، ويونس بْن عَبْد الأعلى. فقلت له: فمتى دخلت مصر؟
قال: سنة اثنتين وسبعين ومائتين. ومولدي سنة إحدى وأربعين ومائتين.
وكنتُ أتورَّع عن الرواية عن هذا وأمثاله.
قلتُ: روى عنه ابن منده.
- حرف الميم-
230- محمد بن إبراهيم بن نافع.
أبو عبد الله السِّجْزيّ.
حدَّث بِهَراة عن: موسى بن هارون، وأبي شُعيب الحرانيّ.
روى عنه: محمد بن عليّ السيّاوشائيّ، وغيره.
231- محمد بن الحُسين بن محمد بن سعيد [1] .
أبو عبد الله الواسطيّ الزّعفرانيّ، راوي «التّاريخ الكبير» عن أحمد بن أبي خَيْثَمَة.
وروى عن: أحمد بن الخليل البرجلانيّ، ومحمد بن زكريّا الغلابيّ، وابن أبي الدّنيا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين) في:
تاريخ بغداد 2/ 240 رقم 700، وسؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 53، 60، 70، 71، 94، 95، (رقم 77) ، 108.

(25/150)


وعنه: أبو عمر الهاشميّ، وعليّ بن محمد بن خَزَفَة الصيدلانيّ، وغيرهم.
وكان متمَّولًا، أكرم صاحب الزنج [1] ، فلمّا ظفر بواسط واستباحها حمي محلّته [2] .
232- محمد بن عبد الله بن سُفَيان [3] .
أبو بكر البغداديّ المَعْمريّ.
سمع: محمد بن الفَرج الأزرق، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وأبو عمر الهاشمي.
وهو ثقة.
233- محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن حفص الأصبهاني [4] .
أبو صالح الْجُلكيّ.
سمع: أحمد بن عصام.
وعنه: أحمد بن موسى بن مردويه، سمع منه في هذه السنة.
وثقه أبو نُعَيْم.
234- محمد بن عليّ بن عمر [5] .
أبو عليّ المذكرّ النيسابوري البرنوذي.
كان أبوه ثقة، فسمَّعه من: أحمد بن الأزهر، ومحمد بن يزيد السلمي، وإسحاق بن عبد الله بن رزين.
__________
[1] هو علي بن محمد الورزنيني العلويّ، من كبار أصحاب الفتن، ظهر في أيام المهتدي باللَّه العباسي سنة 255 وقتل سنة 270 هـ.
[2] ورّخ الحوزي وفاته بسنة 335 هـ. وقد جاء في هامش أصل نسخته: «صوابه سنة سبع» ، وبها أرّخه الخطيب.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله بن سفيان) في:
تاريخ بغداد 5/ 451 رقم 2984.
[4] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 280.
[5] انظر عن (محمد بن علي بن عمر) في:
المنتظم 6/ 363 رقم 589، والبداية والنهاية 11/ 221.

(25/151)


ولو اقتصر على هؤلاء أبو عليّ هذا لصار محدَّث عصره. ولكنّه حدَّث عن شيوخ أبيه: محمد بن رافع، وعليّ بن سَلَمَةَ اللبقيّ، وعتيق بن محمد.
قال الحاكم: والَّشَرهُ يحملنا على الرواية عن أمثاله.
وتوفي في شعبان وله مائة وسبع سنين.
قلتُ: روى عنه: أبو إسحاق المزكيّ، والحاكم، وابن منده، وغيرهم.
235- محمد بن عيسى بن رفاعة [1] .
أبو عبد الله الخولاني، المعروف بابن الفلاس الأندلسيّ.
من أهل ريّة بسكن قُرْطُبة.
وكان قد رحل وسمع من: عليّ بن عبد العزيز البغويّ، وبكر بن سهل الدِّمياطيّ، وجماعة.
وكان ينُسب إلى الكذب. كان محمد بن أحمد بن يحيى وأحمد بن عوْن الله قد أسقطا روايتهما عَنْهُ.
وقال عَبْد الله بْن محمد بْن علي الباجيّ: كان يكذب.
236- محمد بن أبي المنظور عبد الله بن حسّان الأندلسيّ.
أبو عبد الله، شيخ قديم الرحلة.
سمع ببغداد من ابن قُتيبة بعض تصانيفه، ومن: إسماعيل القاضي، وسكن القيروان، واشتغل بالتجرُّد. ولم ينتصب للتحديث.
ولاه أبو القاسم العُبيديّ القضاء، وأراد بتوليته تسكين نفوس العامّة والسنة.
وشاخ وعُمِّر.
وروى أيضًا عن: إسحاق الدبري، والحارث بن أبي أسامة.
روى عنه: عبد الله بن أبي هاشم، وابن التّبّان الفقيه.
توفّي في المحرّم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عيسى) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 55، 56 رقم 1245، والمغني في الضعفاء 2/ 622 رقم 5887، وميزان الاعتدال 3/ 679 رقم 8036، ولسان الميزان 5/ 334، 335 رقم 1106.

(25/152)


سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة
- حرف الألف-
237- أحمد بن إبراهيم.
أبو سعيد الرازي الزاهد.
عن: الكجّيّ، وابن الضُّريْس.
وعنه: الحاكم أبو عبد الله.
238- أحمد بن دحيم، أو رحيم، بن خليل [1] .
أبو عبد الله القرطبي.
سمع: عُبيَد الله بن يحيى، والأعْناقيّ.
ورحل، وسمع ببغداد.
وكان فقيهًا، ثقة، جامعًا للسُّنن. ولي قضاء طُلَيْطلة، وغيرها.
وتوفي في الطاعون سنة ثمان وثلاثين.
سمع من: البغويّ.
239- أحمد بن سليمان بن زَبّان [2] .
أبو بكر [3] الكندي الدمشقي الضّرير المعروف بابن أبي هريرة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن دحيم) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 35، 36 رقم 110، وجذوة المقتبس 122 رقم 207، وبغية الملتمس 177، 178 رقم 399.
[2] انظر عن (أحمد بن سليمان بن زبان) في:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 120، والعبر 2/ 246، وسير أعلام النبلاء 15/ 378 رقم 200، والمغني في الضعفاء 1/ 41 رقم 303، وميزان الاعتدال 1/ 103، والوافي بالوفيات 6/ 403، ونكت الهميان 99، وغاية النهاية 1/ 59 رقم 255، ولسان الميزان 1/ 181، 182، وشذرات الذهب 2/ 345، 346.
[3] قال ابن الجزري: أحمد بن سليمان بن إسماعيل بن زبان، كذا ذكر نسبه ابن سوار، وقال الأمير ابن ماكولا: أحمد بن سليمان بن إسحاق بن زبان بن يحيى الكندي من ولد عبد الرحمن

(25/153)


ذكر أنّه قرأ القرآن على: أحمد بن يزيد الحُلْوانيّ.
وأنّه سمع من: هشام بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري، وإبراهيم بن أيّوب.
قرأ عليه: أحمد بن عبد الله بن زُرَيْق البغداديّ.
وروى عنه: أبو الحسين بن شمعون، وأبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن ذكوان البعلبكي.
وروى عنه: تمّام الرّازيّ، وعبد الرحمن بن أبي نصْر ثمّ تركا الرواية عنه.
قال أبو الفتح عبد الواحد بن مَسْرور: سألت أبا بكر أحمد بن سليمان بن إسحاق بن زبان الكنديّ من ولد الأشعث بن قيس عن مولده، فقال: ولدتُ سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.
وقال عبد الغنيّ المصريّ: كان غير ثقة.
وقال الأمير ابن ماكولا [1] : آخر مَن روى عَنْهُ عَبْد الرحمن بْن عثمان بن القاسم ثمّ ترك الحديث عنه لسببٍ حكاهُ لي أبو محمد الكتاني لا يكون جَرْحًا في ابن زَبّان.
وقال جمال الإسلام: قال لنا عبد العزيز الكتّانيّ: لمّا قرأنا على أبي محمد بن أبي نصر بعض الجزء، قلت: قد تكلّموا في ابن زَبّان. فقطع عليَّ أبو محمد القراءة وامتنع من الرواية عنه.
قلتُ: صدق ابن ماكولا، مثُل هذا لا يوجب ترْك الرجل.
قال الكتّانيّ: وكان يُعرف ابن زَبّان بالعابد لزُهده وورعه، وحديثه بعُلُوّ عند الكندي، وأنا فأتّهمه في لُقيّ مثل هشام. فاللَّه أعلم.
240- أحمد بن شاذان بن إبراهيم بن الحكم.
أبو الحسين البلْخي.
له رواية.
__________
[ () ] الأشعث. انتهى. أبو الطيب الدمشقيّ. (غاية النهاية) .
[1] في الإكمال 4/ 120.

(25/154)


241- أحمد بن محمد بن إسماعيل [1] .
أبو جعفر بن النّحّاس المصريّ النّحويّ اللّغويّ.
رجل إلي الشّام، وأخذ عن الزجّاج.
وكان ينظر بابن الأنباري ونَفْطَوَيْه ببلده.
له كتاب «إعراب القرآن» ، وكتاب «المعاني» ، وكتاب «اشتقاق الأسماء الحُسنْي» ، وكتاب «تفسير أبيات سيبويه» ، و «الكافي» المؤلَّف في النَّحْو.
وفسَّرَ عشرة دواوين وأملاها.
وروى كثيرًا عن: عليّ بن سليمان الأخفش الصّغير.
وكان حاذقًا، بارعًا، كبير الشأن.
سمع الحديث من: الحسن بن علي، ونحوه.
وقيل: كان شديد التقتير على نفسه. ربَّما وهبوه العمامة، فيقطّعها ثلاث عمائم.
وروى أيضًا عن: محمد بن جعفر بن أَعيَن، وأحمد بن شُعيب النسائيّ، وبكر بن سهل الدمياطي، وجعفر الفريابي، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن الحسن بن سماعة الكوفي، وإبراهيم بن السري الزجاج.
وغلط ابن النجار في قوله: إنه سمع من المبرّد، فإنّه لم يُدْركه.
روي عنه أبو بكر محمد بن عليّ الأدفُويّ مصنفاته.
ووصفه بمعرفة النَّحو أَبُو سعَيِد بْن يونس، وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
وقيل: إنّه جلس على دَرَج مِقْياس نيل مصر يقطّع لبعض الطّلبة بيتا من
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن إسماعيل) في:
طبقات النحويين واللغويّين للزبيدي 239، ونزهة الألبّاء 201، 202، والمنتظم 6/ 364 رقم 501، ومعجم الأدباء 4/ 224- 230، وإنباه الرواة 1/ 101- 104، ووفيات الأعيان 1/ 99، 100، والعبر 2/ 246، وسير أعلام النبلاء 15/ 401، 402 رقم 22، والوافي بالوفيات 7/ 362- 364، ومرآة الجنان 2/ 327، والبداية والنهاية 11/ 222، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 1/ 236، والمزهر 2/ 420، وبغية الوعاة 1/ 157، وحسن المحاضرة 1/ 228، والوفيات لابن قنفذ 213 رقم 338، والنجوم الزاهرة 3/ 300، وشذرات الذهب 2/ 346، ومفتاح السعادة 1/ 418، وروضات الجنات 60، وكشف الظنون 48 وغيرها، وهدية العارفين 1/ 61، وديوان الإسلام 4/ 320، 321 رقم 2099، والأعلام 1/ 208، ومعجم المؤلفين 2/ 82.

(25/155)


الشِّعرِ، فسمعه جاهلُ فقال: هذا يسحر النيّل حتّى لا يزيد. فدفعه برِجلْهِ فألقاه في النيل، فعُدِم.
242- أحمد بن محمد بن شعيب.
أبو حامد النيسابوري الشعبي، الفقيه الصالح العابد.
سمع: يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي، وسهل بن عمّار.
وعنه: ابن أخيه أبو أحمد الشاهد، وأحمد بن هارون الفقيه، وأبو عبد الله الحاكم، وجماعة.
تُوُفّي في ذي القعدة.
243- أحمد بن محمد بن عبد البرّ بن يحيى [1] .
أبو عبد الملك القرطبي الأموي.
صاحب تاريخ الفقهاء والقُضاة. وكان ممّن طلب العلم كثيرًا، وبحث عنه.
وأخذ عن شيوخ الأندلس، وعّول على محمد بن لُبابة، وأسلم بن عبد العزيز.
ومات كهْلًا.
244- إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم.
أبو إسحاق النيسابوري العابد المعروف بإبراهيمك. القارئ.
سمع: يحيى بن الذهلي، والسريّ بن خزيمة، وعثمان بن سعيد الدّارميّ.
توفي في ربيع الآخر.
روى عنه: الحاكم.
وعاش ثلاثا وتسعين سنة.
245- إبراهيم بن عبد الرّزّاق بن الحسن الأنطاكيّ [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد البر) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 38، 39 رقم 120.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرزاق) في:

(25/156)


المقرئ أبو إسحاق.
فقيه، مقريء كبير.
قرأ علي: هارون بن موسى الأخفش، وأحمد بن أبي رجاء، وقُنبُل، وعثمان بن خُرَّزاذّ، وغيرهم.
وعلى والده.
وصنَّف كتابًا في القراءات الثَّمان.
وسمع: أبا أُمية الطرسوسيّ، ومحمد بن إبراهيم الصُّوريّ، ويزيد بن عبد الصمد، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ.
قرأ عليه: أبو الحسن بن بِشْر، وأبو عليّ بن حَبَش الدينوري، وأبو طاهر محمد بن الحسن الأنطاكيّ، وعليّ بن إسماعيل البصري، وأبو الطّيّب عبد المنعم بن غلبون.
وكان مقريء الشّام في زمانه.
روى عنه الحديث: شهاب بن محمد الصوريّ، وأبو أحمد محمد بن جامع الدّهّان، ومحمد بن أحمد المَلَطيّ، وأبو الحسين بن جُمَيْع، وآخرون.
توفي سنة ثمان. قاله فارس بن أحمد.
وقال غيره [1] : في شعبان سنة تسعٍ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ غَدِيرٍ، أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ وَأَنَا فِي الرَّابِعَةِ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُسْلِمِ، أَنَا ابْنُ طَلَّابٍ: أنبا ابْنُ جُمَيْعٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِأَنْطَاكِيَّةَ: ثَنَا محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّورِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْن الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يعنيه) [2] .
__________
[ () ] معجم الشيوخ لابن جميع 216، 217 رقم 175، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 258، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 227، ومعرفة القراء الكبار 1/ 230، 231، وسير أعلام النبلاء 15/ 384، و 385 رقم 207، وغاية النهاية 1/ 16، 17، والنجوم الزاهرة 3/ 300، وشذرات الذهب 2/ 346، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 230، 231 رقم 30، ومعجم المؤلفين 1/ 47.
[1] هو علي بن محمد بن بشير الأنطاكي. (تاريخ دمشق) .
[2] رواه أحمد في المسند 1/ 201، والطبراني في: المعجم الكبير 3/ 138 رقم 6886، وفي المعجم الصغير 2/ 111.

(25/157)


246- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت [1] .
أبو إسحاق العبسي السّامريّ، نزيل دمشق، ونائب الحكم بها [2] .
وصاحب الجزء العالي الذي تفردت به كريمة.
سمع: الحسن بن عَرَفَة، وسعدان بن نصر، وزكريّا بن يحيى المروزي، والربيع بن سليمان المراديّ، وإبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن عوف الحمصّي، ويزيد بن عبد الصّمد، وجماعة.
وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر الأبهري، وابن جميع، وأبو مُسْلِم الكاتب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة.
وتوفي في ربيع الآخر رحمه الله.
وثقه الخطيب [3] .
وقيل: كان تاجرًا رئيسًا، كثير الفضائل.
قال أبو الحسين الرازي [4] : كان بدمشق يُسأل عن المعدّلين، وأصلُه من العراق. تاجر نبيل [5] .
__________
[ () ] وقال الهيثمي في: مجمع الزوائد 8/ 18: ورجال أحمد والمعجم الكبير ثقات. والحديث رواه ابن جميع الصيداوي عن الأنطاكي، بإسناده، في معجم الشيوخ 217.
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن أحمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 210، 211 رقم 168، وتاريخ بغداد 6/ 165، والمنتظم 6/ 164 رقم 592، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 245 ب- 246 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 246، والعبر 2/ 347، وسير أعلام النبلاء 15/ 460، 461 رقم 259، والوافي بالوفيات 6/ 116، وشذرات الذهب 2/ 346، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 296 (طبعة 1977) ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 248- 250 رقم 50.
[2] قال ابن عساكر: لما تولّى القضاء محمد بن أحمد بن المرزباني سنة 302 استخلف على القضاء بدمشق عبد الصمد بن عبد الله بن أبي يزيد، وإبراهيم العبسيّ، فأقاما على القضاء إلى أن قدم والي البلد، ثم توفي سنة 304 ثم ولي بعده عمر بن الجنيد فاستخلف عبد الصمد وإبراهيم أيضا فأقام على خلافة بدمشق خمسة أشهر. ثم قدم هو فأقام إلى سنة 306 ثم صرف وولي مكانه محمد البركاني ثم عزل سنة 310 ثم ولي القضاء بعده على دمشق زياد البلخي فورد كتابه من مكة على إبراهيم صاحب الترجمة هذه فتسلّم الديوان من البركاني، ثم ترك القضاء بعد ذلك ولم يقبله.
[3] في تاريخه.
[4] في تاريخ دمشق (التهذيب 20/ 246) .
[5] له حديث مخطوط في الظاهرية بدمشق.

(25/158)


- حرف الباء-
247- بقاء بن سلامة بن محمد.
أبو القاسم المصريّ. ثمّ سمّى نفسه: عبد الله.
قال ابن يونس: كان يفهم الحديث.
كتب عن النَّسائيّ، ومَن بعده.
وتوفي في شوال.
248- بكار بن أحمد بن بكار بن سعيد السُّلميّ.
أبو القاسم المصريّ.
حدث عن: الربيع، وبكّار بن قُتيبة، وإبراهيم بن منقذ.
وعنه [1] .
- حرف الجيم-
249- جعفر بن أحمد بن الحارث بن شهاب المراديّ.
أخو عليّ والقاسم.
توفي بمصر.
وهو أصغر الإخْوة.
- حرف الحاء-
250- الحسن بن حبيب بن عبد الملك الدّمشقيّ [2] .
__________
[1] هكذا في الأصل ولم يذكر شيئا.
[2] انظر عن (الحسن بن حبيب) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 244، 245 رقم 201، والروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمّام 1/ رقم و 25 و 38 و 63 و 91 و 110 وغيره، والإكمال لابن ماكولا 4/ 112، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/ 396 و 35/ 339 و 45/ 239، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 159، والعبر 2/ 247، ومعرفة القراء الكبار 1/ 289، 290 رقم 204، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 238، وسير أعلام النبلاء 15/ 383، 348، رقم 206، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 255، 256، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 317، 418، وغاية النهاية 1/ 209، 210، وتهذيب التهذيب 5/ 132، والنجوم الزاهرة 3/ 300، وشذرات الذهب 2/ 346، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 99، 100، رقم 413.

(25/159)


الفقيه أبو عليّ الشّافعيّ الحصائريّ.
حدَّث بكتاب «الأمّ» للشّافعيّ عن أصحابه.
سمع: الربيع بن سليمان المؤذّن، وبكّار بن قُتَيْبة، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، والعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وصالح بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد اللَّه بن عبد الحَكَم، وأبا أُمَيّة الطرسوسي.
وقرأ على: هارون بن موسى الأخفش.
روى عنه: عبد المنعم بن غَلْبُون، وابن جُمَيْع، وابن المقرئ، وأبو حفص بن شاهين، وتمّام الرّازيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرحمن بن أبي نَصْر، وخلْق سواهم.
وقال: وُلدِت سنة 242.
وقال عبد العزيز الكتّانيّ: هو ثقة، نبيل، حافظ لمذهب الشّافعيّ.
ومات في ذي القعدة.
وقال ابن عساكر [1] : كان إمام مسجد باب الجابية.
251- الحسن بن عليّ بن الحسن بن مُقْلَة [2] .
الكاتب البارع، أخو الوزير أبي عليّ محمد.
كان أوّل من نقل، الطّريقة المنسوبة في الكتابة من القلم الكوفيّ، هو وأخوه الوزير على خلاف في ذلك.
توفي الحسن في ربيع الآخر، وله سبعون سنة.
ذكره ابن النّجّار فسمّي جدّه عبد اللَّه بدل الحسن.
وكان أديبًا شاعرًا، وفَدَ على سيف الدّولة بن حمدان، وكتبَ له مجلَّدات عديدة.
عنه: أبو الفضل بن المأمون، وأبو عبد الله الحسين النّمريّ.
__________
[1] تاريخ دمشق 9/ 396، التهذيب 4/ 159.
[2] انظر عن (الحسن بن علي بن مقلة) في:
الأذكياء لابن الجوزي 48، ومعجم الأدباء 9/ 31، 32، وسير أعلام النبلاء 15/ 229، 230 (في آخر ترجمة أخيه: محمد بن علي بن الحسن) رقم 86، ومرآة الجنان 2/ 327.

(25/160)


مات بالشّام، فيقال نُقِل إلي بغداد.
توفي في ربيع الآخر من السنة.
- حرف السين-
252- سليمان بن داود بن سليمان بن أيّوب [1] .
أبو القاسم المصريّ العساكريّ، عساكر فُسطاط مصر.
سمع: الرّبيع المراديّ، وأبا غسان مالك بن يحيى، ومحمد بن خُزَيْمَة البصري.
وثقه أَبُو سعَيِد بْن يونس وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
روي عنه: ابن جُمَيْع.
- حرف العين-
253- عبد اللَّه بن عليّ بن أحمد العبّاسي [2] .
الخليفة المستكفي باللَّه ابن المكتفي.
مات في السجن.
وقد ذكرناه في سنة أربعٍ، سنة خلعوه وسَمَلْوه، نسأل اللَّه العافية.
254- العبّاس بن أَحْمَد بن محمد بن الفُرات [3] .
أبو الخطّاب، والد المحدِّث أبي الحسن.
كان صدرًا نبيلًا أُريد على الوزارة فامتنع تديّنا.
وقد حدّث عن: أحمد بن فرح المقرئ، وغيره.
255- عليّ بن أحمد بن الوليد [4] .
__________
[1] انظر عن (سليمان بن داود) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 281، 282 رقم 240.
[2] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 334 هـ. برقم (137) .
[3] انظر عن (العباس بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 159 رقم 6639.
[4] انظر عن (علي بن أحمد بن الوليد) في:
مقدّمة الروض البسّام 1/ 30 رقم 80، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11 ورقة 426 أ.

(25/161)


أبو الحسن المُرّيّ الدّمشقيّ المقرئ.
قرأ علي: هارون الأخفش.
وأقرأ النّاس.
وروى عنه: تمام الرّازيّ، وغيره، وأبو بكر محمد بْن أحمد السلمي الْجُبْنيّ [1] . وسلامة بن الرّبيع المطرِّز.
وقد حدَّث عن: أخْطَل بن الحَكَم. شيخ روى عن الوليد بن مسلم.
وفي سنة وفاته سمع منه تمام.
256- عليّ بن بُوَيْه بن فنّاخسرو بن تمام، بالتّخفيف، بن كوهي [2] .
السّلطان عِماد الدولة أبو الحسن الدَّيلميّ، صاحب بلاد فارس.
أخو معُزّ الدولة، ورُكْن الدولة أبي علي.
كان هَذَا أول من ملك من بني بويه. وكان بويه صيادا للسمك، ثُمَّ آل أمر بنيه إِلَى ملك البلاد العراقين والأهواز وفارس.
ثُمَّ ملك ابن أَخِيهِ عضد الدولة بْن ركن الدولة.
وكانت أيّام عماد الدولة ستَّ عشرة سنة، وعاش بضعا وخمسين سنة.
__________
[1] هكذا قيّده في الأصل بضم أوله وسكون ثانيه. وقد ورد هذا الرسم: «الجبنّيّ» بضم الجيم والباء المنقوطة من تحتها بواحدة، وتشديد النون في آخره، هذه النسبة إلى الجبن، وهو شيء يعمل من اللبن. (الأنساب 3/ 184) .
[2] انظر عن (علي بن بويه) في:
تكملة تاريخ الطبري 88- 90، 96، 1011، 105- 108، 148، 158، 160- 162، 205، 221، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 14- 22، 33، 34، 39، 42، 43، 50، 52، 167، 189، ونشوار المحاضرة للتنوخي 1/ 98، 138، 324، 325، 343، 344 و 2/ 274 و 4/ 119، 192، 193، والفرج بعد الشدّة، له 1/ 94، 233، 239 و 3/ 403 و 4/ 139، 166، ومروج الذهب 3607، وتاريخ حلب للعظيميّ 87، 292، وتاريخ مختصر الدول 160، 161، 166، 168، وخلاصة الذهب المسبوك 245، 252، والإنباء في تاريخ الخلفاء 164، 177، والهفوات النادرة 224، والمنتظم 6/ 365، والكامل في التاريخ 8/ 264 وما بعدها، ووفيات الأعيان 3/ 399، 400، والمختصر في أخبار البشر 2/ 98، والعبر 2/ 247، وسير أعلام النبلاء 15/ 402، 403 رقم 223، ومرآة الجنان 2/ 326، 327، وتاريخ ابن الوردي 1/ 284، والبداية والنهاية 11/ 221، 222، والدرّة المضية 182، وشرح رقم الحلل 118، واتعاظ الحنفا 2/ 79، و 3/ 96، والسيف المهنّد، للعيني 166، والنجوم الزاهرة 3/ 299، 300، وشذرات الذهب 2/ 346، 347، وتاريخ الأزمنة 49، والأعلام 5/ 75.

(25/162)


وقد ذكرنا مِن أخبارهم في الحوادث طَرَفًا صالحًا.
257- عليّ بن الحسين بن أحمد بن السَّفْر [1] .
أبو الغُنْم [2] الْجُرَشي [3] الدّمشقيّ البزّاز.
قرأ القرآن على هارون الأخفش.
وروى عن: بكّار بن قُتَيْبة، وأحمد بن عبد اللَّه بن البَرْقيّ، ويزيد بن عبد الصّمد، وجماعة.
وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو سهل المقرئ، وغيرهم.
ورّخه المَيْدانيّ.
وقرأ عليه محمد بن أحمد بن الْجُبْنيّ [4] .
258- عليّ بن داود بن أحمد.
أبو الحسن الأذْرَبيْجانيّ المؤدّب.
سكن المِزّة [5] ، وصنَّف بالنَّيْرَب [6] في شوّال سنة ثمان عن: تمتام، وأبي
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسين) في:
مقدّمة الروض البسام 1/ 41 رقم 84 وفيه: «علي بن الحسين بن محمد» ، وغاية النهاية 1/ 532 رقم 2198 و 1/ 533، 2203 وفيه: «علي بن الحسين بن الصقر أبو العباس الحرسي الدمشقيّ البزّاز» .
[2] هكذا في الأصل، أما في الترجمة الثانية عند ابن الجزري في غاية النهاية فكنيته: «أبو العباس» .
[3] في الترجمة الثانية عند ابن الجزري «الحرسي» بالسين المهملة، والمثبت أعلاه هو الصحيح لأنه من أبناء الغاز الجرشيّ، فهو: علي بن الحسين بن أحمد (أو محمد) بن السفر بن ربيعة ابن الغاز الجرشي» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : والمعروف أن الجرشيين من أبناء الغاز استوطنوا مدينة صيدا بساحل الشام (لبنان) . انظر كتابنا: لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية 225، 226، طبعة جروس برس- طرابلس 1410 هـ. / 1990 م.
[4] تقدّم التعليق على هذه النسبة في الحاشية قبل قليل، في ترجمة «المرّي الدمشقيّ» .
[5] المزّة: بالكسر ثم التشديد. قرية كبيرة غناء في وسط بساتين دمشق، بينها وبين دمشق نصف فرسخ. (معجم البلدان 5/ 122) .
[6] النّيرب: بالفتح ثم السكون، وفتح الراء، وباء موحّدة. قرية مشهورة بدمشق على نصف فرسخ

(25/163)


بكر بن أبي الدنيا، وحامد بن سهل الثغري، وجماعة.
وعنه: عمران الخفاف، والمظفر بن أحمد المقرئ، وعبد الرحمن بن عمر.
259- علي بن محمد بن أحمد بن حسن المصري [1] .
أبو الحسن الواعظ.
بغدادي، أقام بمصر مدة ورجع.
سمع: أحمد بن عُبّيْد بن ناصح، وأبا إسماعيل الترمذي، وأبن أبي العَوّام.
وبمصر: عبد اللَّه بن أبي مريم، وأبا يزيد القراطيسيّ، ورَوْح بن الفَرَج القّطان، وطبقتهم.
وعنه: ابن المظفَّر، وابن شاهين، ومحمد بْن فارس الغُوريّ، وابن دُوَسْت، ومحمد بن أحمد بن رزْقَوَيْه، وهلال الحفّار، وأبو الْحُسَيْن بن بشران.
قال الخطيب [2] وكان ثقة عارفًا. جمع حديث الليث، وابن لهيعة، وصنف في الزهد كتبا كثيرة. وله مجلس وعظ. حَدَّثَنِي الأزهريّ أنّ أبا الحسن المصري كان يحضر مجلسَ، وعْظه رجالٌ ونساء، فكان يجعل على وجهه بُرقعًا تخوُّفًا أن يفتتن به النّاسُ من حُسْنِ وجهه.
قال الزُّهْريّ: فَحُدِّثتُ أنّ أبا بكر النّقّاش المقرئ حضر مجلسه متخفّيا،
__________
[ () ] في وسط البساتين.
وهي ترد بلفظ التثنية: «النيربين» كما يقول أبو المطاع وجيه الدولة بن حمدان. (معجم البلدان 5/ 330، معجم الأدباء 9/ 17 حاشية 6) ومثله يقول ابن منير الطرابلسي المتوفى 548 هـ.
(انظر كتابنا: ديوان ابن منير الطرابلسي- ص 173- طبعة دار الجيل، بيروت، ومكتبة السائح، طرابلس- 1986) .
[1] انظر عن (علي بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 75 رقم 6483، ومعجم الشيوخ لابن جميع 331، 332 رقم 306، والمنتظم 6/ 365 رقم 595، والفهرست لابن النديم 263، وسير أعلام النبلاء 15/ 381، 382 رقم 204، والعبر 2/ 247، والبداية والنهاية 11/ 222، وشذرات الذهب 2/ 347، وهدية العارفين 1/ 679، ومعجم المؤلفين 7/ 179.
[2] في تاريخه.

(25/164)


فلمّا سمع كلامه قام قائمًا وشهر نفسه وقال: أيُّها الشيخ، القَصَصُ بعدك حرام.
قال الخطيب: مات في ذي القعِدة وله نَيف وثمانون سنة.
قلتُ: عند سِبْط السِّلَفيّ جزء عالٍ من حديثه.
260- عليّ بن حَمشاذ بن سَخْتَوَيْه بن نصر [1] .
أبو الحسن النيسابوري المعدّل الإمام.
واسم حَمشاذ محمد.
قال الحاكم: كان من أتقن مشايخنا وأكثرهم تصنيفًا.
سمع: الحسين بن الفضل، والفضل بن محمد الشعراني.
وحج سنة سبع وسبعين، فسمع: محمد بن منده بالرّيّ، وإبراهيم بن ديزيل بهمذان، والحارث التميمي ببغداد، وعلي بن عبد العزيز بمكة، وطائفة كبيرة.
وصنف «المسند الكبير» في أربعمائة جزء، وعمل الأبواب في مائتين وستين جزءا، والتفسير في مائتين وثلاثين جزءا.
ومات فجأة في الحمام يوم جمعة. ولما صلينا عليه قال أبو العبّاس الأصمّ: كنتُ أقول: إذا متُّ إنّما يكون السُّوق في التّحديث لعليّ بن حَمْشاذ.
وسمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول: صِحّبتُ عليَّ بن حَمْشاذ في الحَضَر والسَّفَر، فما أعلم أنّ الملائكة كتبت عليه خطيئة.
وسمعت أبا أحمد الحاكم يقول: ما رأيت في مشايخنا أثبت في الرّواية والتّصنيف من عليّ بن حَمْشاذ.
قال: ووُلِد سنة ثمان وخمسين ومائتين، وتوفي في شوال.
قلتُ: روي عنه: ابن مَنْدَه، وأبو الحسن بن محمد بن الحسين العلويّ، وطائفة كبيرة.
__________
[1] انظر عن (علي بن حمشاذ) في:
المنتظم 6/ 364، 365 رقم 594، والعبر 2/ 248، وسير أعلام النبلاء 15/ 398- 400، وتذكرة الحفاظ 3/ 855، 856، ومرآة الجنان 2/ 237، والبداية والنهاية 11/ 222 وفيه «ممشاد» ، وطبقات الحفاظ 358، وشذرات الذهب 2/ 348، وهدية العارفين 1/ 679، ومعجم المؤلفين 7/ 85.

(25/165)


261- عليّ بن محمد بن عامر [1] .
أبو الحسن. إمام جامع نهاوند.
حَدث في هذا العام عن: سعد بن محمد البيروتيّ، وإسحاق الدَّبّريّ.
وعنه: ابن لال، وعلي بن جهضم، وأبو الحسن محمد بن علي الحسني الهَمَذَانيّ، وأبو غانم مظفر بن حسين، وآخرون.
وكان واسع الرحلة عالي الهمّة.
وثقهُ الخليلي وقال: مات بنهاوند سنة 338.
- حرف القاف-
262- القاسم بن أبي صالح بُنْدار بن إسحاق [2] .
أبو أحمد الهمْدانيّ الأديب ابن الرّزّاز.
سمع: إبراهيم بن دِيزيل، وأبا حاتم الرّازيّ، وجماعة.
وعنه: شعيب بن عليّ القاضي، وأحمد بن لال، وأبو زُرْعة أحمد بن الحسين الحافظ، وطائفة.
وكان صدوقًا.
- حرف الميم-
263- محمد بن إبراهيم بن حُبَيْش البغداديّ المعدّل [3] .
روى عن: محمد بن شجاع البْلخيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم بن عبد الله القصّار.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وأحمد بن الفَرَج بن الحَجّاج، وعبد الرحمن بن عمر الخلّال.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن عامر) في:
التدوين في أخبار قزوين 3/ 414.
وسيعيده المؤلّف في وفيات السنة التالية 339 هـ. برقم (288) .
[2] انظر عن (القاسم بن أبي صالح) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 388، 389 رقم 212، ولسان الميزان 4/ 460.
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن حبيش) في:
تاريخ بغداد 1/ 410 رقم 395، والمنتظم 6/ 361 رقم 599.

(25/166)


وعاش ستًّا وثمانين سنة.
264- محمد بن عبد اللَّه بن دينار [1] .
أبو عبد الله النَّيْسابوريّ الزاهد المعّدل الفقيه الحنفيّ.
سمع: السَّريّ بن خزيمة، ومحمد بن أشرس، والحسين بن الفضل، وأحمد بن سَلَمَةَ، وجماعة كثيرة.
وعنه: الحاكم، وقال: كان يصوم النّهار ويقوم الّليل، ويصبر على الفَقْر.
ما رأيت في مشايخ أصحاب الرأي أعبد منه. كان يحجّ ويغزو. وكان عارفًا بمذهب أبي حنيفة. خرج للحجّ فتوفي غريبًا ببغداد.
قال الخطيب [2] : ثقة. توفي في غُرّة صَفَر. وسمع منه ابن شاهين. وكان قد رغب عن الفتوى لاشتغاله بالعبادة مع صبرٍ على الفقر. وكان يأكل من عمل يده ويتصدَّق ويُؤْثر على نفسه.
265- محمد بن عبد اللَّه بن عبد الملك بن أبي دُلَيْم [3] .
أبو عبد الملك القُرْطُبيّ.
سمع: محمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني، وعبيد الله بن يحيى، ومطرف بن قيس.
وكان منقبضا عن الحكَّام، متشّبهًا بابن وضّاح.
حدَّث عنه أهلُ الأندلس: أحمد بن القاسم التّاهَرْتيّ، وابن الباجيّ.
وتوفي في رمضان.
266- محمد بن المسيّب.
أبو الحسين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن دينار) في:
تاريخ بغداد 5/ 451، 452، والمنتظم 6/ 365، 366 رقم 597، والعبر 2/ 248، وسير أعلام النبلاء 15/ 382، 383 رقم 205، ومرآة الجنان 2/ 327، والجواهر المضيّة 2/ 66، والنجوم الزاهرة 3/ 300، وشذرات الذهب 2/ 348.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الملك) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 56، 57 رقم 1246.

(25/167)


عن: أبي الزِّنْباع رَوْح بن الفَرَج.
267- محمد بن يحيى بن زكريّا [1] .
أبو الحسين الرّازيّ القاضي الحافظ. من كبار الأئمّة.
سمع ببغداد من: أبي شعيب الحرانيّ.
وبالكوفة من: مُطَّين.
وتفقّه بابن سُرَيْجٍ. وصنَّف في الفقه والأصول.
ومات شهيدًا.
- حرف الهاء-
268- هارون بن عبد العزيز بن الخليفة المعتمد على اللَّه أحمد بن المتوكّل.
أبو محمد الهاشميّ النَّحْويّ.
سكن مصر، وأملي بها عن: أبي العَينْاء، والمبرّد، وثعلب، والكُدَيميّ.
وحدَّث في هذه السنة.
روى عنه: جعفر بن حنْزابَة الوزير.
- حرف الياء-
269- يحيى بْن محمد بْن يحيى.
أبو سلمة المَرْوزِيّ.
سمع: أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة.
ووُجِد مقتولًا في مُصَلاه ليلة سبع وعشرين من رمضان.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن زكريا) في:
الإرشاد للخليلي، الورقة 136، وسير أعلام النبلاء 15/ 379 رقم 201.

(25/168)


سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
270- أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ [2] .
أبو الحسين [3] المصريّ الناقد.
سمع: بكّار بن قُتَيْبة، والربيع بن سليمان، وعبد اللَّه بن أبي مريم.
وعنه: عبد الرحمن بن النحاس، وجماعة.
قال ابن يونس: كان ثقة طريفا.
توفّي في صفر.
وعنه أيضًا: ابن جُمَيْع، وعليّ بن محمد الحلبيّ.
271- أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسيّ الحافظ [4] .
أبو محمد البلاذري الواعظ.
قال الحاكم: كان واحد عصره في الحفظ والوعظ. كان شيخنا أبو عليّ الحافظ ومشايخنا يحضرون مجلسَه، ويفرحون بما يذكره على رءوس الملأ من الأسانيد. ولم أرهم قطّ غمزوه في إسناده أو اسم أو حديث.
سمع: تميم بن محمد الحافظ، ومحمد بن أيّوب الرّازيّ، وعَبْد اللَّه بْن محمد بن شِيرُويْه، وجماعة كثيرة بالعراق، وخُراسان. وخرج صحيحًا على وضع كتاب مسلم. واستشهد بالطّابران، وهي مريحلة من نيسابور.
__________
[1] كتب في الأصل بجانب العنوان: «339» .
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله الناقد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 195، 196، رقم 150، والمنتظم 6/ 167 رقم 600.
[3] في المنتظم «أبو الحسن» ، والمثبت يتفق مع: معجم الشيوخ.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد البلاذري) في:
تذكرة الحفاظ 3/ 101، 102، وشذرات الذهب 2/ 349، ومعجم المؤلفين 2/ 61.

(25/169)


272- أحمد بن محمد بن داود [1] .
الفقيه النّسّاج النَّحْويّ الزّاهد.
قزوينّي كبير السِّنّ [2] .
حج، وسمع بمكَّةَ: محمد بن إسماعيل الصّائغ، وعبد اللَّه بن أبي مَسَرَّة، وحدَّث [3] .
273- أحمد بن محمد بن عاصم [4] .
أبو عليّ الكّرانيّ الأصبهانيّ الحافظ.
ثقة، يفهم ويذاكر.
سمع: عبد اللَّه بن محمد النُّعْمان، ومحمد بن إبراهيم الحيرانيّ، وعمران ابن عبد الرّحيم، وأبا بكر بن أبي عاصم، وطبقتهم.
وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو بكر بن مَرْدُوَيْه الحفّاظ، وعليّ بن مَيْلَة.
توفي في ربيع الأوّل. وكَرّان: محلَّة بأصبهان.
قال ابن مَرْدُوَيْه: ثقة، مأمون، مُكِثر.
274- أحمد بن محمد بن فَضَالَةَ بن غَيْلان [5] .
أبو عليّ الهمداني الحمصيّ الصّفّار المعروف بالسّوسيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن داود) في:
التدوين في أخبار قزوين 2/ 233- 235.
[2] قال القزويني: كتب الكثير في كل فنّ وكان حسن التذكير، ورعا خاشعا عالما زاهدا مجاب الدعوة مقلّا، وفي نسله علماء ووعّاظا وزهّادا كبارا، وكان يسكن أقصى طريق الري، و.. كان آية في الزهد والعبادة.
[3] أرّخ القزويني وفاته بسنة 338 هـ. وقيل: سنة تسع.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن عاصم) في:
ذكر خبار أصبهان 1/ 103، 104، والأنساب 10/ 378، وسير أعلام النبلاء 15/ 403، 404 رقم 224.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن فضالة) في:
الروض البسّام (المقدّمة) 1/ 19 رقم 31، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد ابن المؤمّل) 381، 382 رقم 207، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 74، وسير أعلام النبلاء 15/ 404 رقم 225.

(25/170)


سمع: أبا زُرْعَة الدّمشقيّ، ويزيد بن عبد الصّمد، وبحر بْن نصر الخَوْلانيّ، والربيع بْن سليمان، وبكّار بن قُتَيْبة، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وخلقًا من المصريّين والشّاميين.
وعنه: شجاع بن محمد العسكريّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وأبو محمد ابن النّحّاس، وتّمام الرّازيّ.
قال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة، وكانت كُتُبُه جيادًا. قدِم مصر وتوفي في رمضان.
275- أحمد بن هارون.
أبو العبّاس التّبَّان الفقيه.
في رجب.
كان شيخ الحنفية ومفتيهم بَنْيسابور.
سمع: الفضل بن محمد الشعراني، وبشر بن موسى، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم.
276- إبراهيم بن أبان بن رُسْته المَدِينيّ.
أبو إسحاق.
سمع: محمد بن الصّائغ المكّيّ، وأبا مسلم الكشّيّ، وأحمد بن يحيى ابن خالد الرَّقّيّ.
توفي في جمادي الأوّلى.
- حرف الجيم-
277- جعفر بن أبي داود حمدان بن سليمان [1] .
أبو الفضل النّيْسابوريّ المقرئ، المؤدِّب. نزيل دمشق.
قرأ علي: هارون الأخفش، وكان من جِلّة أصحابه.
قرأ عليه: عبد الله بن عطيّة، وأبو بكر محمد بن أحمد الْجُبْنيّ، والمظفّر
__________
[1] انظر عن (جعفر بن أبي داود) في:
غاية النهاية 1/ 191 رقم 881.

(25/171)


ابن عبد اللَّه، ومحمد بن الحُسَيْن الدَّبِيليّ، وجماعة.
وتوفي في صفر.
- حرف الحاء-
278- الحسن بن عبد الرَّحمن بن إسحاق.
أبو محمد المصريّ الجوهريّ الفقيه.
تقلَّد قضاء مصر هو وأبوه. وكان رئيسًا متصوّنًا، من بيت حشمة وعلم.
قال ابن يونس: كتب كثيرًا وكتبتُ عنه.
وتوفي في جُمَادَى الآخرة.
279- الحسن بن عبد اللَّه بن عيّاش.
أبو عليّ.
رحل وسمعٍ: محمد بن يونس الكُدَيْميّ، وعليّ بن سهل بن المغيرة.
وكان حافظًا أظنّه من أَرْدَبيل.
280- الحسن بن محمد [1] .
أبو الطَّيِّب المصريّ الرّيّاش.
شيخ مُعَمَّر.
حدَّث في هذا العام عن: عبد الملك بن شعيب بن اللَّيْث. وهو آخر من حدَّث عنه.
روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النّحّاس.
وقال الحبّال: لم يكن عند النّحّاس من حديث عبد الملك بِعُلُوٍّ غير حديث واحد.
وروى أيضًا عن يونس بن عبد الأعلى. وقع لي حديثه عاليًا في الرابع من «الخِلَعيّات» . وهو الحسن بن محمد بن إبراهيم البرمكيّ.
وذكره ابن ماكولا فقال: روى عن: أبي أُمّية الطرسوسي، وابن عبد
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد الرياش) في:
الإكمال لابن ماكولا 3/ 360، 361.

(25/172)


الحَكَم، والربيع الجيزي، وبحر بن نصر. وسمي جماعة.
روى عنه ابن النحاس. ولم يزد.
قلتُ: وحديثه عن عبد الملك رواه ابن طاهر المقدسي، عن الحبّال، عن النّحّاس، عنه.
281- الحسين بن أحمد بن النّاصر [1] .
أبو عبد الله العلويّ الكوفيّ.
أحد وجوه السّادة. كان ورعًا، زاهدًا، ثقة.
روى عن: أبيه، وإسحاق الحِمْيَريّ.
وعنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ.
282- الحسين بن إسماعيل الفارسي.
حدث ببخارى عن: سهل بْن المتوكل.
وثقه أبو زُرْعَة أحمد الحافظ.
283- حفص بن عمر الأرْدُبِيليّ [2] .
الحافظ أبو القاسم.
سمع: أبا حاتم الرازيّ، ويحيى بن أبي طالب، وأبا قلابة عبد الملك الرّياشيّ، وإبراهيم بن دِيزِيل.
وله تصانيف وفوائد.
وكان ثقة، عارفًا.
روى عنه: أحمد بن طاهر المَيَانِجِيّ، وأحمد بن عليّ بن لال، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 7 رقم 4040، والمنتظم 6/ 368 رقم 602.
[2] انظر عن (حفص بن عمر) في:
العبر 2/ 249، وسير أعلام النبلاء 15/ 433، 434 رقم 245 والعبر 2/ 249، وتذكرة الحفاظ 3/ 850، 851، وطبقات الحفاظ 352، وشذرات الذهب 2/ 349، ومعجم طبقات الحفاظ 80 رقم 798.

(25/173)


- حرف السين-
284- سليمان بن يزيد [1] .
أبو داود القَزْوِينيّ الفاميّ.
ارتحل مع أبي الحسن القطّان إلى اليمن.
وسمع: أبا حاتم الرّازيّ، والمُنْسجِر بن الصَّلْت، ومحمد بن ماجة، وإسحاق الدَّبَريّ.
وعنه: أبو الحسين أحمد بن فارس، وسليمان بن أحمد النّسّاج.
- حرف العين-
285- عبد اللَّه بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحَكَم الضّبّّي.
أبو محمد النَّيْسابوريّ البيّع المؤذّن.
قال الحاكم: هو الّذي أذّنَ ثلاثًا وستّين سنة محتسبًا، وحجّ ثلاث حجج، وغزا اثنتين وعشرين غزوة. وما ترك قيام اللّيل. وأنفق على العلماء والزُّهّاد أكثر من مائة ألف.
توفي سنة تسعٍ وثلاثين.
286- عبد الرحمن بن سَلْمَوَيْه.
أبو بكر الرّازيّ الفقيه الشّافعيّ.
نزيل مصر.
روى عن: أبي شعيب الحّرانيّ، وغيره.
وعنه: أبو محمد النّحّاس.
قال ابن يونس: كان ثقة له حلقة بجامع مصر للعلم كتبَ الكثير عن أهلِ بلده، وغيرهم.
287- عليّ بن عبد اللَّه بن يزيد بن أبي مطر المَعَافريّ.
أبو الحسن الإسكندارنيّ الفقيه.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن يزيد) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 405، 406 رقم 227.

(25/174)


قاضي الإسكندرية، وله مائة سنة.
سمع: محمد بن عبد اللَّه بن ميمون صاحب الوليد بن مسلم، وأحمد بن محمد بن عبد ربّه صاحب سُفْيان بن عُيَيْنَة، ومحمد بن الموّاز المالكيّ.
وكانت الرحلة إليه.
سمع منه: القاضي أبو الحسن التِّلْبانيّ، ودرس بن إسماعيل، وعبد الرحمن بن عمر النّحّاس، ومنير بن أحمد الحسّاب.
288- عليّ بن محمد بن عامر النهّاونديّ. [1] .
سمع: بكر بن سهل الدِّمْياطيّ، وأحمد بن محمد بن رِشْدين.
وعنه: ابن لال، وابن رُوزَبة، والهمدانيون.
289- عمر بن الحسن بن عليّ بن مالك الشَّيْبانيّ البغداديّ [2] .
أبو الحسن بن الأُشْنانيّ القاضي.
سمع: أباه، ومحمد بن عيسى، بن حيان المدائني، ومحمد بْن شداد المسمعي، وموسى بْن سهل الوشاء، وابن أبي الدنيا.
وعنه: أبو العباس بن عقدة مع تقدّمه، وابن المظفّر، والدّار الدّارقطنيّ، والمعافى بن زكريا، وأبو الحسين بن بشران، وأبو الحسن بن مخلد وهو آخر من حدَّث عنه.
ولي القضاء بنواحي الشام.
وقد روى حروف عاصم عن محمد بن الْجَهْم السِّمَّريّ. سمعها منه أبو طاهر بن أبي هاشم، وأحمد بن نَصْر الشّذائيّ.
وقال الحاكم: قلت للدارقطني: سمعت أبا عليّ الحافظ يوثّق عمر بن الأشنانيّ.
__________
[1] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 338 هـ. برقم (261) .
[2] انظر عن (عمر بن الحسن) في:
الفهرست لابن النديم 166، وتاريخ بغداد 11/ 236- 239، والأنساب 1/ 281، والعبر 2/ 250، وسير أعلام النبلاء 15/ 406، 407 رقم 228، وميزان الاعتدال 3/ 185، وغاية النهاية 1/ 590، ولسان الميزان 4/ 290- 292، وشذرات الذهب 2/ 349.

(25/175)


فقال: بئس ما قال شيخنا أبو عليّ: دخلتُ عليه وبين يديه كتاب «الشُّفْعَة» ، وفيه: عن أبي إسماعيل الترمذي، عن عمر أبي صالح، عن عبد العزيز بن الماجشون، عن مالك، عن الزُّهْريّ. فقلت: قطع اللَّه يد مَن كتب هذا ومن يحُدث به. ما حدَّث به أبو إسماعيل ولا أبو صالح ولا ابن الماجِشُون.
قال: فما زال يُداريني حتّى أخذ الكتاب منّي وأنصرفت. فلما أصبحت دقّ غلامه الباب، فخرجتُ إليه فإذا القاضي، فما زال يتلافى ذلك بأنواع من البِرّ.
ورأيت مرّةً في كتابه: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَمَّالِ، عَنْ قُبَيْصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «نُهِيَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ» .
وكان يكذب [1] .
وقد ولي القضاء ببغداد ثلاثة أيّام، وعُزِل.
وقد حدَّث في أيّام الحربيّ إبراهيم [2] بن إسحاق سنة نَيفٍ وثمانين.
ومولده سنة ستيّن ومائتين.
قال أبو عبد الرحمن السّلميّ: سألت الدّار الدّارَقُطْنيّ عن عمر بن الأُشْنانيّ فقال: سعيد.
توفي في ذي الحجّة.
290- محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بْن منير [3] .
أبو بكر بن أبي الأصبغ الحرّانيّ، إمام جامع عَمْرو بن العاص، ونزيل مصر.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 238.
[2] وقال الخطيب: «تحديث ابن الأشناني في حياة إبراهيم الحربي له فيه أعظم الفخر وأكبر الشرف، وفيه دليل على أنه كان في أعين الناس عظيما، ومحلّه كان عندهم جليلا ... وهذا رجل من جلّة الناس، ومن أصحاب الحديث المجوّدين، وأحد الحفّاظ له، وحسن المذاكرة بالأخبار، وكان قبل هذا يتولّى القضاء بنواحي الشام، ويستخلف الكفاة، ولم يخرج عن الحضرة، وتقلّد الحسبة ببغداد، وقد حدّث حديثا كثيرا، وحمل الناس عنه قديما وحديثا» .
(تاريخ بغداد 11/ 237، 238) .
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد العزيز) في:
غاية النهاية 2/ 68 رقم 2742.

(25/176)


قرأ القرآن على: أحمد بن هلال.
وسمع قراءة نافع من عبد اللَّه بن عيسى عن عيسى بن مينا المدنيّ قالون.
وحدّث، ودرس مذهب مالك.
روى عنه: أحمد بن عمر القاضي، ومحمد بن مُفَرِّج القاضي الأندلسيّ القُرْطُبيّ، وغيرهما.
توفي في شوّال. قاله الدّانيّ.
وروى عن: محمد بْن سُلَيْمَان المنقري.
وعنه: منير الخشّاب، وابن النّحّاس.
وكان يروي المسائل الأسديّة، وكان قيّمًا بها، عن أبي الزِّنْبَاع القطّان، عن أبي زيد بن أبي الغَمْر، عن ابن القاسم.
مات في شوّال.
291- محمد بن الحافظ أحمد بن عَمْرو العَتَكيّ البزّار [1] .
سمع: أبا الأحْوَص محمد بن الهيثم، وأبا علاثة المصري.
وعنه: الدّار الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وابن جُمَيْع.
292- محمد القاهر باللَّه [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد العتكيّ) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 75، 6، رقم 19، وتاريخ بغداد 1/ 327، 328 رقم 232، والمنتظم 6/ 368 رقم 604.
[2] انظر عن (القاهر باللَّه) في:
العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 3- 6، 11- 14، 22- 25، 27، 215، 157، 176، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 59- 61، 66، 68، 70- 72، 74، 75، 77- 80، 82، 83، 127، 145، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 206، 226، 232، 235، 277، 279، و 2/ 54، 52- 54، 83، 135، 172، 251 و 3/ 120، 194- 197، 365 و 4/ 72، 137، ونشوار المحاضرة، له 242، 261، 277، 283 و 2/ 76- 79، 121، 145، 295 و 3/ 154 و 7/ 167، 230، 248 و 8/ 52، 181، 182، وولاة مصر للكندي 298- 300، 303، والولاة والقضاة، له 281، 282، 285، 485، 528، 546، 551، ومروج الذهب 32، 770، 2870، 3314- 3465، 3496- 3498، 3515، 3620، 3626، والتنبيه والإشراف 336، والإيجاز والإعجاز للثعالبي 22، وثمار القلوب، له 210، 514، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 20، 48، وتاريخ بغداد 1/ 339، 340، وتاريخ حلب للعظيميّ 48، 89، 118، 139، 272، 286، 287، وتاريخ الزمان 53- 55، وتاريخ مختصر

(25/177)


أمير المؤمنين أبو منصور بن المعتضد باللَّه أحمد بن طلحة بن المتوكّل على اللَّه.
استُخْلِف سنة عشرين عند قتل المقتدر، وخلعوه في جُمَادَى الأوّلى سنة اثنتين وعشرين، وسُمِلت عيناه فَسَالتا. وحَبسوه مدّةً ثمّ أهملوه وسيبّوه.
ومات في هذا العام في جُمَادَى الآخرة.
وكان ربعَةً أسمرًا، أصْهب الشَّعْر، طويل الأنف.
ذكرتُ من سيرته شيئًا في الحوادث.
293- محمد بن إبراهيم بن حَمْدَوَيْه البخاريّ الفرائضيّ الحسّاب.
روى عن: صالح جَزَرَة، وموسى بن أفلح.
294- محمد بن بكر بن العوّام.
أبو بكر الشَّيْبانيّ المصريّ.
روي عن: أبي يزيد القراطيسيّ، وبكر بن سهل.
وتوفي في رجب.
295- محمد بن حاتم بن خزيمة [1] .
__________
[ () ] الدول 157- 161، وخلاصة الذهب المسبوك 241- 245، والإنباء في تاريخ الخلفاء 158، 160- 162، 166، والهفوات النادرة 208، 221، والمنتظم 6/ 368، رقم 603، والتذكرة الحمدونية 2/ 264، وزبدة الحلب 1/ 97، 104، والكامل في التاريخ 8/ 244 وما بعدها، النبراس 113، وتحفة الوزراء 117، 124، والوزراء للصابي 159، 386، والفخري 275، 277، 279، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 167، 171- 189، وسير أعلام النبلاء 1515/ 98- 103 رقم 57، والعبر 2/ 250، 251، ودول الإسلام 1/ 194، 195، 211، والمختصر في أخبار البشر 2/ 76، 7، 79، 80. ونهاية الأرب 23/ 105- 121، وتاريخ ابن الوردي 1/ 366، ونكت الهميان 236، 237، والوافي بالوفيات 2/ 34، 35، والبداية والنهاية 11/ 170، 171، 178، 223، ومرآة الجنان 2/ 271، 279، وشرح رقم الحلل 106، 116، وتاريخ ابن خلدون 3/ 391- 396، واتعاظ الحنفا 1/ 137، والنجوم الزاهرة 3/ 303، 304، وتاريخ الخلفاء 386- 390، وشذرات الذهب 2/ 349، 350، وتاريخ الأزمنة 47، والأعلام 6/ 210، وأخبار الدول 167، 168.
[1] انظر عن (محمد بن حاتم) في:
المغني في الضعفاء 2/ 563، وميزان الاعتدال 3/ 503، وسير أعلام النبلاء 15/ 380، 381 رقم 203، والوافي بالوفيات 2/ 315، ولسان الميزان 5/ 110.

(25/178)


أبو جعفر الأسامي الكَشّيّ المُعَمَّر. من ولد أسامة بن زيد الحُباب.
قال الحاكم: قدِم علينا سنة تسعٍ وثلاثين ليحُجّ، فحدَّثنا عن: عَبْد بن حُمَيْد، والفتح بن عَمْرو. وذكر أنّه ابن مائة وثمان سنين. وعرضتُ كُتُبُه على شيخنا أبي بكر الصِّبْغيّ، فأمرنا بالسّماع منه.
توفي بهمَدَان في شَوال من السنة.
وقال ابن الصّلاح في النّوع السّتّين: روينا عن الحاكم أنّه قال: لمّا قدِم علينا محمد بن حاتم وحدَّث عن عبدٍ سألته عن مولده، فقال: سنة ستين ومائتين.
قلتُ: فظهر كِذبُه.
296- محمد بن الحسين بن عليّ أبو الحسين بن محمد بن أبي مُعَاذ البلْخيّ.
أبو جعفر.
297- محمد بن طالب بن عليّ.
أبو الحسين النَّسَفيّ الفقيه، إمام الشّافعيّة بتلك الدّيار.
كان فقيهًا عارفًا باختلاف العلماء. نقيّ الحديث، صحيحه. ما كتبَ إلا عن الثّقات.
وكذا قال جعفر المستغفريّ.
سمع: علي بن عبد العزيز بمكّة، وموسى بن هارون، وطائفة.
توفي في رجب بنَسف.
298- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد [1] .
أبو عبد الله الأصبهانيّ الصّفّار.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 271، والأنساب 8/ 74، 75، والمنتظم 6/ 368 رقم 605، واللباب 2/ 57، والعبر 2/ 250، وسير أعلام النبلاء 15/ 437، 438 رقم 248، والوافي بالوفيات 3/ 416، ومرآة الجنان 2/ 328، والبداية والنهاية 11/ 224، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 178، 179، والنجوم الزاهرة 3/ 304، وشذرات الذهب 2/ 349، وهدية العارفين 2/ 39، ومعجم المؤلفين 10/ 195.

(25/179)


قال الحاكم: هو محدَّث عصره. وكان مجَاب الدَّعوة، لم يرفع رأسًه إلى السماء، كما بلغنا، نيفًا وأربعين سنة.
سمع ببلده: أحمد بن عصام، وأُسَيْد بن عاصم، وأحمد بن رُسْتُم، وَعُبَيْدًا الغزّال، وجماعة في سنة ثلاثٍ وستين ومائتين.
وبفارس: أحمد بن مهران بن خالد.
وببغداد: أحمد بن عُبّيْد اللَّه النَّرْسِيّ، ومحمد بن الفَرَج الأزرق.
والتّصانيف من: أبي بكر بن أبي الدِّنيا.
وبمكّة: عليّ بن عبد العزيز، وجماعة.
وصنِّف في الزُّهْديّات.
وورد نيسابور قبل الثّلاثمائة فسكنها. وكان قد سمع «المُسْنَد» من عبد الله ابن أحمد بن حنبل. وكتب مصنّفات إسماعيل القاضي.
وصحب العُبّاد، ورحل إلى الحَسَن بن سفُيْان. وحصَّل «المُسْنَد» ومصنَّفات ابن أبي شَيْبَة.
قال الحاكم: كان وراقه أبو العباس المصريّ خانه واختزل عيون كتبه، وأكثر من خمسمائة جزء من أصوله، فكان يجامله أبو عبد الله جاهدا في استرجاعها منه، فلم ينجع فيه شيء.
وكان كبير المحّل في الصَّنعة، فذهبَ علمه بدُعاء الشيخ عليه.
روى عنه: أبو عليّ الحافظ، وأكثر مشايخنا.
وتُوُفّي في ذي القعدة سنة تسعٍ وثلاثين، وله ثمانٍ وتسعون سنة.
قلت: روي عَنْهُ الحاكم بن البيَّع، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ، ومحمد ابن موسى الصَّيْرفيّ، وأبو الحسين الحَجّاجيّ، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وآخرون.
299- محمد بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى بن كثير اللَّيْثيّ [1] .
مولاهم القُرْطُبيّ القاضي أبو عبد الله بن أبي عيسى.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن يحيى) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 58، 59 رقم 1253، وجذوة المقتبس 63 رقم 82، وبغية الملتمس 88 رقم 162، وقضاة قرطبة للخشني 233- 236.

(25/180)


سمع من: عمّ أبيه عُبّيْد اللَّه، وأحمد بن خالد، ومحمد بن لُبابة، وحج، فسمع: محمد بن إبراهيم بن المنذر، ومحمد بن عَمْرو العُقَيْليّ.
وقيل: لم يكن في قضَاة الأندلس أكثر شِعرًا منه.
وكان فصيحًا مفوَّهًا، صارمًا في القضاء.
وسمع أيضًا بمصر من: محمد بن محمد الباهلي، وابن زَبّان.
وكان حافظًا للفقه، جامعًا للسُّنن. ولي قضاء الجماعة للنّاصر.
300- محمد بْن عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ بْن مُدْرِك البغداديّ [1] .
أَبُو جعْفَر الرّزّاز.
وُلِد سنة إحدى وخمسين ومائتين.
وسمع: سعْدان بْن نصر، ومحمد بن عبد الملك الدَّقيقيّ، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وعباس بن محمد الدوري، وطبقتهم.
وانتخب عليه عمر البغوي.
قَالَ الحاكم: كَانَ ثقة مأمونًا.
وقَالَ الخطيب [2] : كَانَ ثقة ثَبْتًا.
رَوَى عَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن بْن بِشْران، وهلال الحفار، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وأبو نصر بْن حَسْنُونٍ النَّرْسِيّ، وأبو الْحُسَن محمد بْن محمد بْن مَخْلَد، وخلق سواهم.
آخر من روى حديثه بُعلُوّ ابن شاتيل، ونصر اللَّه القزاز.
301- محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمرو) في:
تاريخ بغداد 3/ 132، والأنساب 6/ 107، 108، وسير أعلام النبلاء 15/ 385، 386 رقم 208، ودول الإسلام 1/ 211، والعبر 2/ 251، والوافي بالوفيات 4/ 291، وشذرات الذهب 2/ 350.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (الفارابيّ) في:
الفهرست لابن النديم 368، وطبقات الأمم لصاعد 53، 54، وتاريخ الحكماء للقفطي 277- 280، وطبقات الأطباء لابن جلجل 603- 609، والكامل في التاريخ 8/ 491، ووفيات الأعيان 5/ 153- 157، وعيون الأنباء 2/ 134، وتاريخ حكماء الإسلام 30، والمختصر في أخبار البشر 2/ 99، ودول الإسلام، 1/ 211، وسير أعلام النبلاء 15/ 416- 418 رقم

(25/181)


أَبُو نصْر التُّرْكيّ الفارابيّ الحكيم. صاحب الفلسفة.
كَانَ بارعًا فِي الكلام والمنطق والموسيقى. وله تصانيف مشهورة، مَن ابتغَى الهُدى منها أضلّهُ اللَّه.
وبكُتُبه تخَّرج أبو عليّ بْن سينا.
قِدم أَبُو نصْر بغداد، فأتقنّ بها اللُّغة، وأدرك بها متَى بْن يونس الفيلسوف المنطقيّ، فأخذ عَنْهُ.
وسار إلى حرّان فلزِم يوحنّا بْن جيلان النَّصرانيّ فأخذ عَنْهُ، وسار إلى دمشق، وإلى مصر، ثمّ رجع إلى دمشق. وكان مفرطًا في الذّكاء.
وقيل إنّه دخل بدمشق عَلَى سيف الدّولة بْن حمدان وهو بزيّ التُّرك- وكان ذَلِكَ زيُّه دائمًا. وكان يعرِف فيما زعموا، سبعين لسانًا. وكان أَبُوهُ قائد جيش فيما بَلَغَنا- فقعد فِي الصَّدْر وأخذ يتكلم مع علماء المجلس في كل فن، ولم يزل كلامه يعلو وكلامهم يسفل حَتَّى صمت الكُلّ. ثُم إنّه خلا بِهِ، فإذا بِهِ أبرع من يوجد فِي لِعب العُود. فأخرج عودًا من خريطة، وركّبه ولِعب بِهِ، فضحك كلّ من فِي المجلس طربًا. ثمّ غيّر تركيَبه وحرّكه فنام كلُّ من فِي المجلس، حتّى البّواب، فتركهم وراح.
ويقال: إنّ القانون هُوَ أوّل من اخترعه.
وكان منفردًا لا يُعاشر أحدًا، وكان يقعد بدمشق فِي المواضع النَّزِهَة، ويُصنّف ويُشغل. وقَلَّما بيّض من تصانيفه.
وسألوه: مَن أعلم أنتَ أو أرسطو؟
فقال: لو أدركته لكنتُ أكبر تلاميذه.
وقد ذكر أَبُو العبّاس أَحْمَد بْن أَبِي أُصَيْبَعة فِي ترجمة أَبِي نصر [1] : لَهُ شِعرًا جيّدًا، وأدعية مليحة عَلَى اصطلاح الفلاسفة وعباراتهم. وسرد أسماء مصنّفاته،
__________
[ () ] 231، والعبر 2/ 251، وتاريخ ابن الوردي 1/ 284، 285، والوافي بالوفيات 1/ 106- 113، ومرآة الجنان 2/ 328- 331، والبداية والنهاية 11/ 224، والسيف المهنّد، لبدر الدين العيني 78، 79، وشذرات الذهب 2/ 350- 354، وكشف الظنون 52 وغيرها، وهدية العارفين 2/ 39، وديوان الإسلام 3/ 415- 417 رقم 1615، ومفتاح السعادة 1/ 259، والأعلام 7/ 20، ومعجم المؤلفين 11/ 194.
[1] في: عيون الأنباء 2/ 134.

(25/182)


وهي كثيرة منها: مقالة فِي إثبات الكيمياء والرّدّ عَلَى مُبطلها.
وكلّ مصنفَّاته فِي الرّياضيّ والإلهيّ.
وكان زاهدًا كزُهْد الفلاسفة، لا يحتفل بملبسٍ ولا مسكن. أجرى عَلَيْهِ سيف الدولة كلّ يوم أربعة دراهم.
وبدمشق تُوُفّي، وصلّى عَلَيْهِ سيف الدولة.
وعاش نحوًا من ثمانين سنة. ومات فِي رجب، ودفن بمقبرة باب الصّغير.
302- محمد بْن مروان بْن رُزَيْق [1] .
أبو عبد الله البَطَلْيُوسيّ.
سَمِعَ ببلده من: منذر بْن حزْم، ومحمد بْن سُوَيْد.
ورحل، فأكثر عَنْ: البَغَوِيّ، وابن أَبِي دَاوُد، وابن زبان المصريّ.
حدّث بقرطبة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن مروان) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 57، 58 رقم 1251.

(25/183)


سنة أربعين وثلاثمائة [1]
- حرف الألف-
303- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان بْن عَبْدُوَيْه.
أَبُو نصر العَبْدويّ النسائي الرّئيس.
سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، والسَّريّ بْن خُزَيْمَة، وطبقتهما. وقد سَمِعَ منه الحاكم حكايات، وقال: امتنع من التَّحديث.
304- أَحْمَد بْن سعد بْن عَبْد الرّحيم.
أَبُو نصر الشّاشيّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى.
305- أحمد بْن محمد بْن زياد بْن بِشْر بْن دِرْهَم العَنَزِيّ [2] .
الْإمَام أَبُو سَعِيد ابن الأعرابيّ البصْريّ. نزيل مكّة.
سَمِعَ: الْحَسَن بْن محمد بْن الصّبّاح الزَّعْفرانيّ، وسعدان بن نصر،
__________
[1] كتب في الأصل بجانب العنوان: «سنة 340» .
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن زياد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 159، 160 رقم 107، وطبقات الصوفية للسلمي 427- 430، وحلية الأولياء 10/ 375، 376، والرسالة القشيرية 28، وجذوة المقتبس 40، وبغية الملتمس 2/ 54، والمنتظم 6/ 371، والتقييد لابن النقطة 166، 167 رقم 184، ودول الإسلام 1/ 211، والعبر 2/ 252، وسير أعلام النبلاء 15/ 407- 412 رقم 229، وتذكرة الحفاظ 3/ 852، 853، والبداية والنهاية 11/ 226، ومرآة الجنان 2/ 331، وطبقات الأولياء 77، 78، ولسان الميزان 1/ 308، 309، والنجوم الزاهرة 3/ 306، 307، وشذرات الذهب 2/ 354، 355، وهدية العارفين 1/ 62، وديوان الإسلام 1/ 180 رقم 266، والرسالة المستطرفة 102، ومعجم المؤلفين 2/ 103، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 59 رقم 799، والأعلام 1/ 208، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 137، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 201.

(25/184)


وعبد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ، ومحمد بْن عبد الملك الدقيقي، وأبا جعفر بن المنادي.
وجمع وصنَّف وطال عمره.
روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن المقرئ، وابن مَنْدَه، وعبد اللَّه بْن يوسف، وعبد اللَّه بْن محمد القطّان الدّمشقيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن جُمَيْع، وعبد الرحمن ابن عُمَر بْن النحاس، ومحمد بْن أحمد بْن مفرج القُرْطُبي، وعبد الوهّاب بْن منير، وأبو الفتح محمد بْن إبراهيم الطّرُسوسيّ، وصَدَقة بْن محمد بْن الدّلم الدّمشقيّ، وخلق كثير من الحُجاج.
وكان شيخ الحرم فِي وقته سَنَدًا وعلمًا وزُهدًا وعبادة «وتسليكا» . فإنّه صَحِب الْجُنَيْد، وعَمْرو بْن عثمان المكّيّ، وأبا أَحْمَد القلانِسيّ، وأبا الْحُسَيْن النُّوريّ.
وجمع كتاب «طبقات النُّسَّاك» ، وكتاب «تاريخ البصرة» .
وما أحسن ما قَالَ فِي «طبقات النُّسَّاك» فِي ترجمة النوّريّ أنّه مات وهم عنده يتكلّمون فِي شيء سُكُوتهم عَنْهُ أَوْلَى، لأنّه شيء يتكَّهنون فِيهِ ويتعسّفون بظُنونهم. فإذا كَانَ أولئك كذلك، فكيف بمَن حدَّث بعدهم؟
إلى أن قَالَ ابن الأعرابّي: وإنّما كانوا يقولون جمعُ، وصورة الجمع عند كلّ واحدٍ بخلافها عند الآخر. وكذلك صعدة الفناء. فكانوا يتَّفقون فِي الأسماء ويختلفون فِي معناها. لأنّ ما تحت الاسم غير محصور، لأّنها من المعارف، وكذلك علم المعرفة غير محصور، ولا نهاية لَهُ، ولا لوجوده، ولا لذوقه..
إلى أن قَالَ: فإذا سمعتَ الرجل يسأل عَنِ الجمع أو الفناء أو يجيب فيهما، فاعلم أنّه فارغ لَيْسَ من أهلها. لأنّ أهلها لا يسألون عنها، لعلمهم بأنّها لا تُدرك وصفًا.
وكذلك المجيب فيها إن كان من أهلها علم أنّ السّائل عنها لَيْسَ من أهلها، فمحالّ إجابته، كما هُوَ مُحال سؤال مَن أهلها. فإذا رَأَيْت سائلًا عَنْ ذَلِكَ فاعلم فراغه وعاميّته.
قلت: وصنَّف فِي شرف الفقر، وفي الّتصّوف. وكان ثقة ثبتا.

(25/185)


ومن كلامه: أخسَر الخاسرين من أبرز للنّاس صالح أعماله، وبارز بالقبيح مَن هُوَ أقرب إِلَيْهِ من حبل الوريد.
وقال السُّلَميّ [1] : سَمِعْتُ أَبَا بَكْر محمد بْن عَبْد اللَّه الرّازيّ: سَمِعْتُ ابن الأعرابيّ يَقُولُ: إنّ اللَّه طيبَ الدّنيا للعارفين بالخروج منها، وطيّب الجنّة لأهلها بالخلود فيها.
وسمعته يقول: ثبتَ الوعْد والوعيد عَنِ اللَّه تعالى. فإذا كَانَ الوعْد قبل الوعيد فالوعيد تهديد، وإذا كَانَ الوعيد قبل الوعد فالوعيد منسوخ. وإذا كَانَ معًا، فالغَلَبة والثَّبات للوعد، لأنّ الوعد حقّ العبد، والوعيد حقّ اللَّه والكريم يتغافل عَنْ حقّه [2] .
وقال السُّلَميّ [3] : سَمِعْتُ محمد بْن الْحَسَن الخشّاب: سَمِعْتُ [ابن] [4] الأعرابيّ يَقُولُ: المعرفة كلّها الاعتراف بالجهل، والتّصّوف كلّه ترك الفُضول، والزُّهد كلّه أخذ ما لا بدّ منه [5] ، والمعاملة كلّها استعمال الأَوْلى بالأَوْلى [6] ، والرّضا كلّه ترك الاعتراض، والعافية كلّها سقوط التّكلُّف بلا تكُّلف.
وذكر أَبُو عُمَر الطَّلِمَنْكيّ، عَنْ شيخه أَبِي عَبْد الرَّحْمَن بْن مُفَرِّج قَالَ:
لقيت بمكّة أَبَا سَعِيد ابن الأعرابيّ العَنَزيّ، وتوفي يوم السّابع والعشرين من ذي القعدة سنة أربعين [7] ، وصلَّينا عَلَيْهِ. ومولده سنة ستِّ وأربعين ومائتين.
وقال عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن باموَيْه: حضرت موته فِي ذي القعدة سنة أربعين.
آخر مَن روى لنا حديث ابن الأعرابيّ بعُلُوّ: محمد بْن أَبِي العزّ في «الخلعيّات» .
__________
[1] في طبقات الصوفية 428 رقم 2.
[2] المصدر نفسه 429 رقم 9.
[3] في طبقات الصوفية 428 رقم 4.
[4] الإضافة من: طبقات الصوفية.
[5] زاد في الطبقات: «وإسقاط ما بقي» .
[6] زاد في الطبقات: «من العلم، والتوكل كلّه طرح الكنف» .
[7] وقال السلمي: توفي سنة 341 هـ. وكان ثقة.

(25/186)


306- أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن مهران.
أَبُو الْحَسَن الإسماعيليّ النَّيسابوريّ العدْل.
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم الْبُوشَنْجيِ.
وعنه: الحاكم.
307- أحمد بن يعقوب بن أحمد بن مهران.
أبو سعيد الثقفي النيسابوري الزاهد العابد، نسيب أبي العباس السراج.
سَمِعَ: محمد بْن إبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ، ومحمد بْن عَمْرو الحَرَشيّ، وأبا مسلم الكجي، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبة، ومحمد بْن أيّوب الرّازيّ، وطبقتهم.
وعنه: أَبُو عليّ الحافظ، والحاكم أبو عبد الله، وجماعة.
تُوُفّي فِي رمضان، وقد شاخ.
308- إبْرَاهِيم بْن أَحْمَد [1] .
أَبُو إِسْحَاق المَرْوزِيّ، الشّافعيّ. شيخ المذهب، وشيخ أَبِي زَيْدُ المَرْوزِيّ الزّاهد.
أحد أعلام المذهب.
أقام ببغداد مدّة طويلة يُفْتي ويدرّس. وأنجب من أصحابه خلقٌ كثير.
شرح المذهب ولخَصه.
وتفقّه عَلَى أَبِي العبّاس بْن سُرَيْج. وصنَّف كُتُبًا كثيرة، وانتهت إِلَيْهِ رئاسة المذهب بعد ابن سريج.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في:
الفهرست لابن النديم 1/ 212، وتاريخ بغداد 6/ 11، وطبقات فقهاء الشافعية للعبّادي 68، وطبقات الفقهاء للشيرازي 92، ووفيات الأعيان 1/ 26، 27، ومعجم البلدان 5/ 116، والمختصر في أخبار البشر 2/ 99، والعبر 2/ 252، وسير أعلام النبلاء 15/ 429، 430 رقم 240، ودول الإسلام 1/ 211، ومرآة الجنان 2/ 331، وتاريخ ابن الوردي 1/ 285، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ رقم 1015، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 106، 107، رقم 51، وشذرات الذهب 2/ 355، 356، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 19، وكشف الظنون 1635، والأعلام 1/ 21، ومعجم المؤلّفين 1/ 3، وهدية العارفين 1/ 6، وروضات الجنات 1/ 169، وديوان الإسلام 4/ 210، 211، رقم 1947، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 177.

(25/187)


وانتقل فِي آخر عمره إلى مصر. وإليه يُنْسَبُ درب المَرْوزِيّ الّذي فِي قطيعة الرّبيع.
ومن جملة أصحابه أَبُو حامد أَحْمَد بْن بِشْر المَرْوَرُّوِذيّ عالِم أهلِ البصرة ومفتيهمِ وصاحب المصنَّفات الْمُتَوَفَّى سنة 362، وسيأتي.
تُوُفّي أَبُو إِسْحَاق بمصر فِي تاسع رجب، وقيل: فِي حادي عشره من السنة، وُدِفن عند ضريح الشّافعيّ رحمه اللَّه.
309- أسباط بْن إبْرَاهِيم المدينيّ المعدّل.
روى عَنْ: أَحْمَد بْن خُشْنام، وإبراهيم بْن سَعْدان، وابن أَبِي عاصم.
روى عنه مثل ابن منده.
310- إسحاق بن إبراهيم بن زيد بن سلمة [1] .
أبو عثمان التيمي الأصبهاني المعدل.
ثقة مأمون، سَمِعَ: عِمران بْن عَبْد الرّحيم، وإسماعيل بْن بحر سمعان، ومُطَيَّنًا، وعبد اللَّه بْن محمد بْن النُّعمان.
وعنه: أَبُو إِسْحَاق بْن حمزة، وأبو الْحَسَن بْن مَيْلَة، وجماعة.
- حرف الحاء-
311- الْحَسَن بْن يوسف بْن مُلَيْح الطّرائفيّ الْمَصْريّ [2] .
تُوُفّي فِي رجب.
سَمِعَ: بحر بْن نصْر الخَوْلانيّ، ويزيد بْن سِنان البصْريّ، وغير واحد.
وهو ثقة إن شاء اللَّه.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وابن منده، وعبد الرَّحْمَن بْن النّحّاس.
312- الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بن أيّوب [3] .
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 220.
[2] انظر عن (الحسن بن يوسف) في:
الأنساب 8/ 226، وسير أعلام النبلاء 15/ 418، 419 رقم 232، ولسان الميزان 2/ 260.
[3] انظر عن (الحسين بن الحسن) في:
العبر 2/ 243، وسير أعلام النبلاء 15/ 358، 359 رقم 182، وطبقات الشافعية الكبرى

(25/188)


أبو عبد الله الطُّوسيّ الأديب.
كَانَ من كبار المحدّثين وثقاتهم.
رحل إلى أَبِي حاتم فأقام عَلَيْهِ مدّة، وجاور فسمع مُسْنَد أَبِي يحيى بْن أَبِي مَسَرّة منه، وكُتبَ أَبِي عُبّيْد من عَلِيّ البَغَوِيّ.
وقال: سَمِعْتُ ابن أَبِي مَسَرَّة يَقُولُ: أَنَا أفتي. بمكّة منذ سبعين سنة.
رُوِيَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الحافظ، وأبو إِسْحَاق المُزَكيّ، وأبو الْحُسَيْن الحَجّاجيّ، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عَلِيّ الرُّوذَبَارِيّ، وآخرون.
313- الْحُسَيْن بْن صفوان بْن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم [1] .
أَبُو عَلِيّ البرذعيّ.
سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن أَبِي الدّنيا، ومحمد بْن شدّاد المِسْمَعيّ، ومحمد بْن الفَرَج الأزرق، والبِرْتيّ.
تُوُفّي فِي شعبان.
قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا رحمه اللَّه تعالي.
- حرف السين-
314- سُلَيْمَان بْن محمد بْن سُلَيْمَان بْن خَالِد العَبْدي النَّيْسَابوريّ المَيْدانيّ.
سمَّعه أَبُوهُ من: محمد بن يحيى الذُّهْليّ، ويحيى بْن الذُّهْليّ.
وكانت سماعاته عَنْد ابْن أخته.
قَالَ الحاكم: فقصدناه غير مرّة فلم يُخرج سماعَه لنا، وقال هُوَ رَجُل أمّيٌ لا يليق بِهِ التَّحديث. ثمّ وجدنا مجالس ليحيى بن الذّهليّ، فقرأناها عليه.
__________
[ () ] للسبكي 3/ 271، وشذرات الذهب 2/ 356.
[1] انظر عن (الحسين بن صفوان) في:
تاريخ بغداد 8/ 54، وسير أعلام النبلاء 15/ 442 رقم 252، والعبر 2/ 253، وشذرات الذهب 2/ 356، 357.

(25/189)


- حرف العين-
315- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يعقوب بْن الحارث بْن الخليل [1] .
أَبُو محمد الحارثيّ الكَلابَاذيّ الْبُخَارِيّ الفقيه، شيخ الحنفيّة بما وراء النَّهر، ويعُرف بعبد اللَّه الأستاذ.
كَانَ كبير الشّأن كثير الحديث، إمامًا فِي الفقه.
روى عَنْ: عُبّيْد اللَّه بْن واصل، وعبد الصمد بن الفضل، وحمدان بن ذي النون، وأحمد بن الضوء، وأبي الموجه المروزي، وَمحمد بْن علي الصائغ المكي، وموسى بْن هارون الحافظ، وخالد بن تمام الأسدي، والفضل بن محمد الشعراني، وأبي بكر بن أبي عبد الله بن أبي حفص الكبير، وأبي معشر حمدويه بن خطاب، وعمران بن فرينام، ومحمد بن الليث السرخسي، وأبي همام محمد بن خلف النسفي.
وعاش ثمانين سنة أو أكثر.
وصنف كتاب «الكشف عَنْ وهم الطائفة الظالمة أبا حنفية» .
وعنه: أَبُو الطَّيّب عَبْد اللَّه بْن محمد، ومحمد بْن الْحَسَن بْن منصور النيسابوريّان، وأحمد بْن محمد بْن يعقوب الفارسيّ، وطائفة.
ومِن القُدماء: أَبُو العبّاس بْن عُقْدَةَ.
ومِن المتأخرين: أبو عبد الله بْن منده. وكان حسنُ الرّأي فِيهِ.
قَالَ حمزة السَّهميّ: سَأَلت عَنْهُ أبا زرعة أحمد بن الحسين الرّازيّ فقال:
ضعيف [2] .
وقال الحاكم: هُوَ صاحب عجائب عن الثّقات.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 10/ 126، 127، والأنساب 1/ 212، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 141 رقم 2118، والمختصر في أخبار البشر 2/ 99، ودول الإسلام 1/ 211، والعبر 2/ 253، وسير أعلام النبلاء 15/ 424، 425 رقم 236، وميزان الاعتدال 2/ 496، 497، والمغني في الضعفاء 1/ 355، وتذكرة الحفاظ 3/ 68، والجواهر المضيّة 1/ 289، 290، ومرآة الجنان 2/ 331، 332، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 22، 23، ولسان الميزان 3/ 348، 349، وشذرات الذهب 2/ 357، وكشف الظنون 1485، 1837، وهدية العارفين 1/ 445، ومعجم المؤلفين 6/ 145.
[2] تاريخ بغداد 10/ 127.

(25/190)


وقال الخطيب [1] : لا يحُتجُ بِهِ. وُلِد سنة ثمان وخمسين ومائتين، وتوفي في شوال.
قلت: وقد جمع «مُسْنَد أبي حنيفة» .
316- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق النهاوندي [2] .
أَبُو القاسم الزّجّاجيّ النَّحْويّ، صاحب «الْجُمَل» .
أصله من صَيمر، نزل بغداد ولزِم أَبَا إِسْحَاق الزّجّاج حتى برعَ فِي النَّحْو.
ثم نزل حلب، ثمّ دمشق.
وأملى عَنْ: محمد بْن العبّاس اليزيديّ، وعليّ بْن سُليمان الأخفش، وابن دُرَيْد، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن عليّ الحلبيّ، وأبو محمد بْن أَبِي نصر التميميّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وأحمد بْن محمد بن سرّام [3] النَّحْويّ.
قَالَ الكتانيّ: تُوُفّي بطبرية فِي رمضان سنة أربعين [4] . وبلغنا أنّه صنَّف «الجمل» بمكّة. وكان إذا فرغ البابَ طاف بِهِ أسبوعًا، ودعا بالمغفرة. وللنحاة عليه في هذا الكتاب مؤاخذات معروفة، وقد انتفع بِهِ خلق من المشارقة والمغاربة.
317- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي العوّام الرّياحيّ [5] .
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن إسحاق) في:
الفهرست لابن النديم 1/ 80، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي 129، ونزهة الألبّاء 211، والأنساب 6/ 256، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 9/ 432 أ، 432 ب، وإنباه الرواة 2/ 160، 161، والكامل في التاريخ 8/ 491، ووفيات الأعيان 3/ 136، والمختصر في أخبار البشر 2/ 105، والعبر 2/ 254، وسير أعلام النبلاء 15/ 475، 476 رقم 268، ومرآة الجنان 2/ 332، 333، والبداية والنهاية 11/ 225، والنجوم الزاهرة 3/ 302، 303، وبغية الوعاة 2/ 77، رقم 1479، وشذرات الذهب 2/ 357، وهدية العارفين 1/ 513، وديوان الإسلام 2/ 384 رقم 1059، وكشف الظنون 48، 210، 603، وغيرها، وروضات الجنات 425، والأعلام 3/ 299، ومعجم المؤلفين 5/ 124.
[3] هكذا في الأصل وإنباه الرواة 1/ 104، وفي سير أعلام النبلاء 15/ 476 «شرّام» .
[4] تاريخ دمشق 9/ 432 ب، وذكره ابن الأثير في وفيات سنة 339 هـ. وقال: وقيل: 340 هـ.
[5] انظر عن (علي بن محمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 76 رقم 6485.

(25/191)


سمع: أباه.
وعنه: أبو حفص بن شاهين، والكَتّانيّ.
وثقه الخطيب.
- حرف القاف-
318- القاسم بْن أصبغ بْن محمد بْن يوسف بْن واضح [1] .
أَبُو محمد الأندلسيّ القُرْطُبيّ. مولي الوليد بْن عَبْد الملك الأمويّ البَيّانيّ.
وبيّانه محلّة من قُرْطُبة.
هذا مُسْنَد العصر بالأندلس وحافظها ومحدّثها الَّذِي من أخذَ عَنْهُ فقد استراح من الرّحلة. فإنَه سَمِعَ: بقي بْن مخلد، ومحمد بْن وضّاح، وأَصبْغ بْن خليل، ومحمد بن عبد السّلام الخشنيّ.
ورحل إلى المشرق سنة 274، وهو ابن بضع وعشرين سنة، فسمع:
محمد بن إسماعيل الصائغ، وجماعة بمكة.
وأبا محمد بن قتيبة، ومحمد بن الجهم السمري، والكديمي، وجعفر بن محمد بن شاكر، والحارث بن أبي أسامة، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وأبا إسماعيل الترمذي، وأحمد بن أبي خيثمة وسمع منه تاريخه، وإسماعيل القاضي، ونحوهم ببغداد.
وإبراهيم بْن أَبِي العيش القاضي، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه العبسي القصار صاحب وكيع.
وكان رفيقه فِي الرحلة محمد بن عبد الملك بن أيمن.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن أصبغ) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 364- 367، والإكمال لابن ماكولا 1/ 441، وجذوة المقتبس للحميدي 311، 312، وبغية الملتمس للضبيّ 447، 448، ومعجم الأدباء لياقوت 16/ 236، 237، وقضاة قرطبة للخشني 36، 180، وسير أعلام النبلاء 15/ 472- 474 رقم 266، وتذكرة الحفاظ 3/ 853- 855، والعبر 2/ 254، 255، ومرآة الجنان 2/ 333، والديباج المذهب 222، ولسان الميزان 4/ 458، وطبقات الحفاظ 352، وبغية الوعاة 2/ 375، وشذرات الذهب 2/ 357، ونسيم الرياض 2/ 380، وعنوان الدراية 365، والتاج المكلّل 286، وديوان الإسلام 1/ 200 رقم 303، ونفح الطيب 2/ 47، والأعلام 5/ 173، ومعجم المؤلفين 8/ 95، ومعجم طبقات الحفاظ 141 رقم 800.

(25/192)


وصنَّف كتاب «السُّنن» عَلَى وضع «سُنَن أَبِي دَاوُد» لكونه فاته السماع منه.
وصنف «مسند مالك» ، وكتاب «بر الوالدين» ، وغير ذلك.
وكان بصيرًا بالحديث والرجال، نبيلًا فِي النَّحْو والغريب والشِّعْر، مشاوَرًا فِي الأحكام.
وُلِد فِي ذي الحجّة سنة سبْع وأربعين ومائتين، وكان ممتَّعًا بذهنه، لا ينكر منه شيء إلا النسيان، خاصّة إلى آخر سنة سبعٍ وثلاثين، فتغّير ذهنه إلى أن مات في رابع عشر جُمَادَى الأولى سنة أربعين.
ومن مصنفاته: كتاب «المنتقى» وهو كصحيح مسلم فِي الصّحّة، وكتاب «المنتقى في السّنن» ، و «آثار التّابعين» .
وله مصنّف في الأنساب في غاية الحُسْن.
وقيل: ترك التحديث قبل موته بعامين.
روى عَنْهُ: حفيده قاسم بْن محمد، وعبد اللَّه بْن محمد الباجيّ الحافظ، وعبد الوارث بْن سُلَيْمَان، وعبد اللَّه بْن نصْر، وأبو بَكْر محمد بْن أَحْمَد بْن مُفَرِّج، وأحمد بْن القاسم التَّاهْرتيّ، وقاسم بْن محمد بْن غسلون، وأبو عُمَر أَحْمَد بْن الْجَسُور، وأبو عثمان سَعِيد بْن نصر، وخلْق غيرهم.
وتوفي بقُرطُبَة فِي جُمَادَى الأولى.
319- القاسم بْن فهْد بْن أَحْمَد بْن أَبِي هُريرة الْمَصْريّ.
يروي عَنْ: النَّسائيّ، وعُلَيْك الرّازيّ.
تُوُفّي فِي رجب.
- حرف الميم-
320- مُحَمَّد بْن أحمد بْن إبراهيم.
أبو بكر بن السقاء الهروي، مفيد أهل هراة.
يروي عَنْ: محمد بْن أَبِي عَلِيّ الخلاديّ، والحسن بْن سُفْيَان.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن يوسف الأصبهانيّ.
321- محمد بْن أَحْمَد بْن بالويه [1] .
__________
[1] هو غير: «محمد بن أحمد بن بالويه أبي علي النيسابورىّ المعدّل» المتوفى سنة 374 هـ.

(25/193)


أَبُو بَكْر النيسابوري الجلاب.
من أعيان المحدّثين والرؤساء ببلده.
رحل بِهِ أَبُوهُ وسمّعه من: محمد بْن غالب تمتام، ومحمد بْن رُمْح البزّار، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بْن مُوسَى، وموسى بْن الْحَسَن النَّسائيّ البغداديين.
وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وغير واحد.
قَالَ الحاكم: سمعته يَقُولُ: قَالَ لي أَبُو بَكْر بْن خُزَيْمَة: بلغني أنّك كتبت عَنْ محمد بْن جرير تفسيره.
قلت: نعم، كتبته عَنْهُ كلّه إملاءً من سنة 283 إلى سنة 95.
فاستعاره ابن خزيمة منّي.
قال الحاكم: وسمعته يَقُولُ: كتبتُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل ثلاثمائة جزء.
تُوُفّي فِي رجب سنة 340.
322- محمد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن زيد [1] .
أَبُو عَلِيّ بْن حيَكْان المعّدل النيسابوري.
ثقة.
قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ الأستاذ أَبَا الوليد الفقيه يذكر فضل أَبِي عليّ وتقدُّمه فِي العدالة.
وقال: خطب محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، فِي تزويجه ببنت ابنه يحيى الشهيد: وثنا أَبُو عَلِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن الأزهر، فذكر حديثًا.
قلتُ: مات فِي عَشْر المائة.
323- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن محمد بن الحسن [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 420 رقم 234.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 282.

(25/194)


أبو عبد الله بْن متَّوَيْه الأصبهانيّ. إمام الجامع وابن إمامه.
كَانَ معدّلًا فاضلًا.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن النُّعمان، والَهَرويّ، والطبقة.
وحدَّث.
قَالَ أَبُو نعيم الحافظ: مسحَ رأسي وأعطاني حلواء.
324- محمد بْن جعْفَر بْن إبْرَاهِيم.
أَبُو بَكْر المَنَاسِكيّ.
سَمِعَ: عثمان بْن سَعِيد الدّارِميّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البوشنجي.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
325- محمد بْن حمزة بن أيّوب اللّخميّ.
مولاهم المصريّ، أبو الْحَسَن.
روى عَنْ: يحيى بْن أيّوب، وطبقته.
تُوُفّي فِي رجب.
326- محمد بْن سَعِيد بْن دَاوُد المدينيّ.
سَمِعَ: عَلِيّ بْن محمد الثَّقفيّ الأصبهانيّ.
وعنه: محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل.
327- محمد بْن عُبّيْد اللَّه.
أَبُو الفضل الحَوْتَكيّ الحصّار. مصريّ جليل.
روى عَنْ: يحيى بْن عثمان بْن صالح، وأحمد بْن دَاوُد المكّيّ، وطبقتهما.
قَالَ ابن يونس: كَانَ ثقة.
مات فِي صَفَر رحمه اللَّه.
328- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن بالُوَيْه بْن زيد الشّاماتيّ.
أَبُو جعْفَر النيسابوري.
قَالَ الحاكم: صدوق صاحب كتاب سَمِعَ: الْحُسَيْن بْن الفضل، وأحمد ابن نصر. كتبت عنه.

(25/195)


329- محمد بن عيسى بن بندار [1] .
أبو بكر البغدادي الجصاص.
قرأ عَلَى: إِسْحَاق الخُزَاعيّ، وأبي ربيعة الرَّبَعيّ، وسعدان بْن كثير.
قرأ عَلَيْهِ: عَلِيّ بْن مجاهد الحجازيّ.
330- محمد بْن ملاق بْن نصر.
أَبُو العبّاس الأمويّ، مولاهم الْمَصْريّ.
روى عَنْ: رَوْح بْن الفَرَج، وخَيْر بْن عَرَفَة.
وتوفي فِي شهر رمضان.
331- محمد بْن يحيى الطّائيّ المَوْصليّ [2] .
قدِم بغداد، وحدَّث بها عَنْ: جدّ أَبِيهِ، وجدّه، وأحمد بْن إِسْحَاق الخشّاب.
وعنه: محمد بْن أَحْمَد بْن رِزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن محمد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل، وعمر بْن أَحْمَد العُكْبريّ، وغيرهم.
قَالَ أَبُو حازم العَبْدَويّ: لا أعلمه إلا ثقة.
وحسّن أَبُو بَكْر البَرْقانيّ أمره.
تُوُفّي ببغداد فِي رمضان.
وعند سُبْط السِّلَفيّ من حديثه جزءان فِي السّماء عُلُوًّا.
332- محمد بْن يحيى بْن مهديّ.
أَبُو الذّكْر الْمَصْريّ الأسوانيّ التّمّار. قاضي مصر.
كَانَ من كبار فقهاء المالكيّة. لَهُ حلقة.
وحضر جنازته خلقٌ لا يُحصَى عددهم.
وقد أطنب فِي ذِكره وأسهبَ فِي أمره أَبُو سَعِيد بْن يُونُس فقال: كَانَ لَهُ
__________
[1] انظر عن (محمد بن عيسى) في:
غاية النهاية 2/ 224 رقم 3341.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 3/ 432، 433، وسير أعلام النبلاء 15/ 357، 358، رقم 181، والعبر 2/ 255، ولسان الميزان 5/ 428، 429، وشذرات الذهب 2/ 357، 358.

(25/196)


بمصر قدرٌ ومنزلة جليلة. وكان تسلم القضاء من أَبِي عُبّيْد عليّ بْن الحُسَين.
وكان جلْدًا. وكان فُتْيا أكثر أهل مصر فِي وقته إِلَيْهِ. حدَّث بيسير، ونيّف عَلَى الثمانين.
تُوُفّي يوم عيد الفطر.
قلت: لم يذكر ابن يونس أَبَا عُبّيْد هذا فِي تاريخه. وكان لأبي الذّكْر قدَم فِي العبادة رحمه اللَّه تعالي.
الكنى
333- أَبُو الْحَسَن الكَرخي [1] .
شيخ الحنفيّة بالعراق.
اسمه عبيد اللَّه بْن الْحُسَيْن بن دلّال.
سمع ببغداد: إسماعيل القاضي.
وسمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مطين.
روى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن حَيَّوَيْهِ، وابن شاهين، وعبد اللَّه بْن محمد الأكفانيّ القاضي.
وكان علامة كبير الشّأن، بارعًا. انتهت إِلَيْهِ رئاسة الأصحاب، وانتشر تلامذته فِي البلاد. وكان عظيم العبادة والصّلاة والصّوم، صبورا عَلَى الفقر والحاجة.
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب [2] : حدّثني الصَّيْمَريّ: حدَّثني أَبُو القاسم بْن علان الواسطيّ قَالَ: لمّا أصاب أَبَا الْحَسَن الكَرْخيّ الفالج فِي آخر عمره حضرتُه وحضَر أصحابةُ أَبُو بَكْر الدّامغانيّ، وأبو عَلَى الشّاشيّ، وأبو عبد الله البصريّ
__________
[1] انظر عن (الكرخي) في:
الفهرست لابن النديم 293، وتاريخ بغداد 10/ 353- 355، وطبقات الفقهاء للشيرازي 142، والأنساب 5/ 386، 387، والمنتظم 6/ 369، 370، والعبر 2/ 255، ودول الإسلام 1/ 211، وسير أعلام النبلاء 15/ 426، 427 رقم 238، والبداية والنهاية 11/ 224، 225، ومرآة الجنان 2/ 333، والجواهر المضيّة 1/ 337، وطبقات المعتزلة 130، ولسان الميزان 4/ 98، 99، والنجوم الزاهرة 3/ 306، وشذرات الذهب 2/ 358.
[2] في تاريخ 10/ 355.

(25/197)


فقالوا: هذا مرضَ يحتاج إلى نفقة وعلاج، والشيّخ مُقلّ. ولا ينبغي أن نبذله للناس. فكتبوا إلى سيف الدولة بْن حمدان. فأحسّ أَبُو الْحَسَن بما هُمْ فِيهِ، فبكي وقال: اللَّهمّ لا تجعل رزْقي إلا من حيث عوَّدتني.
فمات قبل أن يُحمل إِلَيْهِ شيء.
ثمّ ورد من سيف الدولة عشرة آلاف درهم فُتصدِّقَ بها.
تُوُفّي وله ثمانون سنة.
وأخذ عَنْهُ الفقه الذين ذكرناهم، والإمام أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عليّ الرّازيّ، وأبو القاسم عَلِيّ بْن محمد التنوخيّ.
334- أَبُو عَمْرو الطَّبَريّ الفقيه [1] .
كَانَ يدرّس ببغداد مذهب أَبِي حنيفة هُوَ، والكَرْخيّ، فماتا فِي عامٍ واحد.
ولهذا شرح الجامعين.
__________
[1] انظر عن (أبي عمرو الطبري) في:
تاريخ بغداد 14/ 429 رقم 7794.

(25/198)


ومن المتوفّين تقريبًا
- حرف الألف-
335- أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل العسكريّ الْمَصْرِيّ.
سَمِعَ: يونس بْن عَبْد الأعلى.
وعنه: ابن مَنْدَه.
336- أَحْمَد بْن محمود بْن طَالِب بْن حيت [1] . بحاء مهملةٍ مكسورة.
وذلك مستفاد من خَنْب.
أبُو حامد الْبُخَارِيّ الصّرّام.
ذكره ابن ماكولا [2] ، وأبوه حِيت فردٌ، قَالَ: حدَّث أَبُو حامد عَنْ: عَبْد اللَّه ابن أبي حفص، ويعقوب بن غرمل.
وعنه: سهل بن عثمان.
مات بعد الثّلاثين وثلاثمائة، وقد أتى عَلَيْهِ مائة وخمس وستّون.
337- أَحْمَد بْن مروان [3] .
أَبُو بَكْر الدِّينَوَرِيّ المالكي، ومصنف «المجالسة» .
سمع: محمد بْن عَبْد الْعَزِيز الدينوري، وأبا بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وأبا قِلابة الرَّقَاشيّ، وعبد اللَّه بْن مُسلْمِ بْن قُتَيْبة، والكديميّ، والنّضر بن عبد الله الحلوانيّ،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمود) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 157، 158، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 180 و 273.
[2] في الإكمال 2/ 157، 158.
[3] انظر عن (أحمد بن مروان) في:
سير أعلام النبلاء 15/ 427، 428، والمغني في الضعفاء 1/ 60 رقم 462، وميزان الاعتدال 1/ 156 رقم 260، والديباج المذهب 32، 33، ولسان الميزان 1/ 309، 310 رقم 931، وحسن المحاضرة 1/ 208، 209، وكشف الظنون 1591، ومعجم المؤلفين 2/ 174، 175.

(25/199)


وعبّاس بْن محمد الدُّوريّ، وإبراهيم بْن دَيْزيل، وعبد الرَّحْمَن بْن مرزوق البُزُورِيّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الضّرّاب، وإبراهيم بْن عَلِيّ بْن غالب التّمّار، والقاضي أَبُو بكر الأبْهريّ.
وله: فضائل مالك، وكتاب «الرّدّ عَلَى الشّافعيّ» .
وله يد في المذهب.
ضعّفه الدّار الدّارَقُطْنيّ واتهمه.
قَالَ ابن زولاق فِي «قُضاة مصر» : كَانَ أَحْمَد بْن مروان قد قدِم مصر وحدَّث بها بكُتُب ابن قُتَيْبة وغيرها. ثمّ سافر إلى أسوان لقضائها، فأقام بها سنين كثيرة. فحدّثني أَحْمَد بْن مروان قَالَ: ولي ابن قُتَيْبة، قضاء مصر، يعني أَبَا جعْفَر، فجاءني كتابُ أَبِي الذّكر محمد بْن يحيى يَقُولُ فِيهِ: خاطبت القاضي فِي أمرك، فوعدني بإنفاذ العهد إليك. فلمّا ذكرتُ لَهُ أنّك تروي كتُبُ أَبِيهِ، وقفَ وبدا لَهُ، وقال: أنا أعرف كلّ من سَمِعَ من أَبِي وما أعرف هذا الرجل. فإنْ كَانَ عندك علامة فاكتب إليَّ بها. فكتبتُ إِلَيْهِ بعلامات يعرفها، فكتب لي يعتذر، وبعث بعهدي [1] .
338- أَحْمَد بْن يحيى بْن سعْد.
أَبُو حامد النيسابوري.
سَمِعَ: محمد بْن يحيى.
وعنه: ابن مَنْدَه.
339- أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي يعقوب بْن الخليفة هارون الرشيد.
أَبُو الْحَسَن الرشيديّ.
__________
[1] قال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 15/ 428: «لم أظفر بوفاة الدينَوَريّ، وأراها بعد الثلاثين وثلاثمائة» .
أما ابن فرحون فقال في: الديباج المذهب 32، 33: «توفي في صفر سنة ثمان وتسعين ومائتين، وسنّه أربع وثمانون سنة» .
يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إذا صحّ ما قاله ابن فرحون فيجب أن تحوّل هذه الترجمة من هنا لتوضع في تراجم الطبقة التاسعة والعشرين، والله أعلم.

(25/200)


سَمِعَ: الْحَسَن بْن عَرَفَة، والعبّاس التّرْقُفيّ، وأحمد بْن محمد بْن يحيى ابن حمزة، وجماعة.
وعنه: عُمَر بْن عَلِيّ الأنطاكيّ، ومنصور بْن عبد اللَّه الخالديّ الذُّهْليّ، ويعقوب بْن مسدَّد القلوسيّ، وغيرهم.
340- أَحْمَد بْن هشام بْن حُمَيْد الحصريّ [1] .
أَبُو بَكْر.
عَنْ: العُطَارِديّ، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن الْجَهْم.
وعنه: القاضي أبو عُمَر الهاشميّ، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أشتافنّا.
- حرف الجيم-
341- جعْفَر بْن محمد بْن الحَسَن [2] .
أبو عبد الله الأصبهاني، ونزيل سِيراف.
حدَّث عَنْ: هارون بْن سُلَيْمَان، وحذيفة بْن غياث، وجماعة.
روى عَنْهُ: مَسْلَمَة بْن القاسم الأندلسيّ، وأبو الْحُسَيْن بْن جُمَيْع.
وقع لنا حديثه عاليًا.
- حرف الحاء-
342- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق [3] .
أَبُو عَلِيّ بْن شيرزاد.
بغداديّ، يروي عَنْ: عبّاس الدُّوريّ، والْحَسَن بْن مُكْرَم.
وعنه: ابن رزقَوَيْه، وغيره.
وثقه الخطيب.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن هشام) في:
تاريخ بغداد 5/ 198، 199 رقم 2668.
[2] انظر عن (جعفر بن محمد) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 257، ومعجم الشيوخ لابن جميع 239 رقم 194.
[3] انظر عن (الحسن بن علي) في:
تاريخ بغداد 5/ 385، 386 رقم 3913.

(25/201)


343- الْحَسَن بْن محمد بْن عثمان الفَسَويّ [1] .
أَبُو عليّ.
حدّث بالبصرة عَنْ: يعقوب الفَسَويّ.
وعنه: ابن جُمَيْع.
344- الْحَسَن بْن محمد بْن يزيد بْن محمد بْن عَبْد الصمد [2] .
أَبُو عليّ الدّمشقيّ.
روى عَنْ: جده.
وعنه: أَبُو هاشم المؤدِّب.
قَالَ أَبُو الْحَسَين الرّازيّ: اختلط فِي سنة 332.
345- حمدان بْن عَوْن.
أَبُو جعْفَر الخولانيّ الْمَصْريّ المقرئ.
أَحد الحُذَّاق.
قرأ عَلَى: إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النّحّاس.
قرأ عَلَيْهِ: عُمَر بْن محمد بْن عِراك، فقال عُمَر بْن محمد: قَالَ لي حمدان ابن عَوْن بْن حكيم فِي سنة إحدى وثلاثين: قرأتُ عَلَى أَحْمَد بْن هلال ثلاثمائة ختمة، ثمّ أتي بي إلى النّحّاس فقال لَهُ: هذا تلميذي وقد قرأ عَليّ وجوَّد، فخذ عليه. فأخذ علي ختمتين.
قال الداني: توفي حمدان حول سنة 340.
- حرف الخاء-
346- خالد بن محمد بن عبيد الدمياطي.
الفقيه المالكي. ويعرف بابن عين الغزال.
كانت له حلقة بدمياط في الجامع.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 245 رقم 22.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد بن يزيد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 251.

(25/202)


روى عَنْ: عُبّيْد بْن أَبِي جعْفَر الدِّمياطيّ، وبكر بْن سهل، وجماعة.
وثّقه ابن يونس، وقال: توفّي سنة نيّف وثلاثين وثلاثمائة.
- حرف العين-
347- عبّاد بْن عبّاس بْن عبّاد [1] .
أَبُو الْحَسَن الطّالقانيّ، والد الصّاحب إِسْمَاعِيل بْن عبّاد.
سَمِعَ: أَبَا خليفة الْجُمَحيّ، وجعفر الفِرْيابيّ.
وعنه: أَبُو الشّيخ.
تُوُفّي سنة أربعٍ أو خمسٍ وثلاثين.
348- عَبْد اللَّه بْن يعقوب بْن إِسْحَاق الكِرمْانيّ [2] .
حدَّث بنيسابور عَنْ: يحيى بْن بحر، ومحمد بْن أَبِي يعقوب الكرمانيين وعنه: أبو أحمد الحاكم، وأبو طاهر بن محمش، وأبو عبد الله بن منده.
وحديثة بعلو في بلد أصبهان من أربعين السلفي لكنه ضعيف.
قال أبو علي الحافظ: قلتُ لَهُ: فِي أيّ سنة ولدت؟
قَالَ: سنة خمسين ومائتين.
فقلت لَهُ: مات ابن أَبِي يعقوب قبل أن تولد بِسَبْعِ سِنين فاعلمه.
وقال الحاكم: كَانَ فِي أيّامي، ولم أسمع منه.
349- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد البغداديّ [3] .
أبو عبد الله بْن الخُتُّليّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وإسماعيل القاضي، وابن أبي الدنيا، وأبا إسماعيل السّلميّ، والبرتيّ، وهذه الطّبقة.
__________
[1] تقدّمت ترجمته برقم (160) .
[2] انظر عن (عبد الله بن يعقوب) في:
ميزان الاعتدال 2/ 527، والمغني في الضعفاء 1/ 363 رقم 3434، وسير أعلام النبلاء 15/ 364 رقم 187، ولسان الميزان 3/ 279.
[3] انظر عن (عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه) في:
تاريخ بغداد 10/ 290، 291، والإكمال لابن ماكولا 3/ 220، والأنساب 5/ 45، والمنتظم 6/ 351، وسير أعلام النبلاء 15/ 436، 437، رقم 247، وتذكرة الحفّاظ 3/ 870، 871، وطبقات الحفّاظ 356، ومعجم طبقات الحفاظ 108 رقم 809.

(25/203)


وعنه: الدّار الدارقطني، وأبو الحسين بن البواب، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو عمر الهاشمي.
وكان ثقة حافظا عارفا. سكن البصرة.
قَالَ المحسِّن التّنوخيُ: دخل إلينا أبو عبد الله الخُتّليّ البصرة وليس مَعَه كُتُبه، فحدَّث شهورًا إلى أن لحِقَتْه كُتُبُه، فسمعته يَقُولُ: حدَّثت بخمسين ألف حديث مِن حفظي إلى أن لحِقَتْني كُتُبي.
350- عَلِيّ بْن سعَيِد بْن الْحَسَن البغداديّ [1] .
القّزاز المقرئ أَبُو الْحَسَن، المعروف بابن ذُؤابة.
كَانَ من جِلّة أهل الأداء، مشهور ضابط محقِّق.
قرأ عَلَى: إِسْحَاق بْن أَحْمَد الخُزَاعيّ، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الّلْهبيّ، وأحمد ابن فَرَج الضّرير، وابن مجاهد، وطائفة.
وأقرأ القرآن مدّة.
قرأ عليه: أبو الحسن الدّار الدّارَقُطْنيّ، وصالح بْن إدريس، وعامة أهل بغداد.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: مشهور بالضَّبط والإتقان، ثقة مأمون.
351- عَلِيّ بْن محمد [2] .
أَبُو الْحَسَين المُرّيّ الدّمشقيّ المقرئ.
قرأ عَلَى: هارون بْن مُوسَى الأخفش، وعلى: أبيه محمد بْن أَحْمَد المُرّيّ.
وقرأ عَلَيْهِ: سلامة بْن الربيع المطرز، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الْجُبنيّ.
ووالده هُوَ محمد بْن عُمَر بْن أبان بْن الوليد القاضي أَبُو الْحَسَن الطَّبريّ.
ولي قضاء أصبهان مدّة. وحدَّث عَنْ: محمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، وأبي خليفة، والحسن بْن سُفْيَان، وخلق لقِيَهم بالشّام ومصر والعجم.
وعنه: والد أبي نُعيم، ومحمد بْن أَحْمَد بْن محمد، وأبو بكر بن
__________
[1] انظر عن (علي بن سعيد) في:
غاية النهاية 1/ 543، 544 رقم 2226.
[2] انظر عن (علي بن محمد المرّي) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 16.

(25/204)


المقرئ، وغيرهم.
قَالَ أَبُو نعيم الحافظ: كَانَ رأسًا فِي الفقه والحديث والتّصّوف. خرج فتولى بلاد الجبل، رحمه اللَّه تعالي.
352- عُمَر بْن أحمد بن مهديّ [1] .
والد الدّار الدّارَقُطْنيّ.
قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة.
روى عَنْ: إبراهيم بْن شريك، وجعفر الفريابي.
روى عنه: ابنه.
353- عمر بن سعد القراطيسي [2] .
روى عَنْ: أبي بكر بن أبي الدّنيا.
وعنه: الآجُرّيّ، وابن حَيَّوَيْهِ، والمرزباني.
وثقه الخطيب.
354- عيسى بْن محمد بْن حبيب [3] .
أبو عبد اللَّه الأندلسيّ.
روى بمصر والشّام عَنْ: ياسين بن محمد البجانيّ، وأحمد بْن هارون الإسكندرانيّ، ومحمد بن أحمد بن حماد زغبة.
روى عنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو الحسين الرازي والد تمام. وهما أكبر منه، ومحمد بن إبراهيم الطرسوسي، وأبو الحسين بن جميع.
- حرف الميم-
355- محمد بن أحمد بن مخزوم [4] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 239 رقم 5982.
[2] انظر عن (عمر بن سعد) في:
تاريخ بغداد 11/ 233 رقم 5971.
[3] انظر عن (عيسى بن محمد) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 333، 334 رقم 985، ومعجم الشيوخ لابن جميع 351، 352 رقم 334، وجذوة المقتبس 297، 298، وبغية الملتمس 401.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن مخزوم) في:

(25/205)


أبو الحسين البغدادي المقرئ.
يروي عَنْ: إِسْحَاق بْن سُنين، وإبراهيم بْن الهيثم البلديّ.
وعنه: أبو بكر الأبهري.
356- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن يعقوب بن زوزان [1] .
أبو بكر الأنطاكي.
قيل: أصله بغدادي.
سَمِعَ بمصر من: يوسف بْن يزيد القراطيسيّ، وأبي عُلاثة محمد بْن عَمْرو، وبالشّام من: محمد بْن إبْرَاهِيم بْن كثير الصُّوريّ، وزكريّا خيّاط السنة، ومحمد بْن يحيى حامل كَفَنِه، وطائفة.
وببغداد: بِشْر بْن مُوسَى، وجماعة.
روى عَنْه: أَبُو أَحْمَد محمد بْن عَبْد اللَّه الدّهّان، وأبو محمد بْن ذَكْوان، وأبو الْحُسَيْن بْن جُمَيْع، وأحمد بْن عَلِيّ الحلبيّ، وأبو الفَرَج بْن إبْرَاهِيم النَّصِيبيّ.
وحدَّث بأنطاكيَة، وغيرها. وزُوزَان بمعجمتين.
357- محمد بن أحمد بن عبد الله بن صَفْوة [2] .
أَبُو الْحَسَن المَصّيصيّ.
روى عَنْ: يوسف بْن مُسَلّم، وغيره.
وعنه: عليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وأحمد بْن محمد بْن عليّ
__________
[ () ] تاريخ بغداد 1/ 322 رقم 301.
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 83 رقم 28، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) 71 أ، والإكمال لابن ماكولا 4/ 192، 193، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 381 ب، 382 أ، و (مخطوطة التيمورية) 23/ 69، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 288، وسير أعلام النبلاء 15/ 334 رقم 172، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 59 رقم 1256، وقد تقدّمت ترجمته في المتوفين سنة 333 هـ. من هذه الطبقة، برقم (108) .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الله) في معجم الشيوخ لابن جميع 63، 64 رقم 5، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 411.

(25/206)


النَّسَويّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يعقوب الهاشميّ، وابن جُمَيْع الغسّانيّ.
محلّه الصِّدق.
358- محمد بْن سَعِيد بْن إِسْحَاق الأصبهاني القطان [1] .
سَمِعَ: يحيى بْن أَبِي طَالِب، والحسن بْن مُكْرَم ببغداد، وأحمد بْن عصام، وجماعة.
وعنه: الحافظ أَبُو أسحاق بْن حمزة، وأحمد بْن عُبّيْد الله القصّار، وأبو بَكْر المقرئ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد اللَّه بْن محمد بْن مَنْدَه، ومحمد بْن أَحْمَد ابن جعْفَر الأبَحّ.
ووصفه ابن المقرئ بالصّلاح.
359- محمد بْن عَبْد اللَّه الشُّعَيْريّ.
أَبُو الطّّيّب النيسابوري.
شيخ الحاكم.
360- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن جُبْلَة البغداديّ [2] .
أَبُو بَكْر المُضَريّ الطَّرَسُوسيّ.
حدَّث بدمشق عَنْ: الْحَسَن بْن عَرَفَة، وصالح بْن أَحْمَد بْن حنبل، وهشام ابن عَلِيّ السيرافيّ.
وعنه: عَلَى بْن أَحْمَد الشَّرابيّ، وتّمام الرّازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
وقال عبد العزيز الكتّانيّ: حدّث عَنْ يوسف بْن مُسلْمِ، وأحمد بْن شيبان.
وكان شيخًا فِيهِ نظر.
361- محمد بْن الْحَسَن بن يونس [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن سعيد) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 274.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله الطرسوسي) في:
مقدّمة الروض البسام 1/ 40 رقم 124، وتاريخ بغداد 5/ 452 رقم 2986، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ ورقة 257 أ، ب، وميزان الاعتدال 3/ 605، ولسان الميزان 5/ 227.
[3] انظر عن (محمد بن الحسن) في:

(25/207)


الأمام أَبُو العبّاس الكوفي المقرئ النَّحْويّ.
قرأ القرآن عَلَى: إِسْمَاعِيل القاضي، والحسن بْن عمران الشّحّام صاحبيّ قالون.
وعلى: عَلِيّ بْن الْحَسَن التميميّ صاحب محمد بْن غالب الصَّيْرفيّ.
وتصدّر بالكوفة.
قرأ عَلَيْهِ: عَبْد الغفار بن عُبّيْد اللَّه الخصيبي، ومحمد بْن محمد بْن فيروز الكُرْجيّ.
وعلى: محمد الشّاهد، والقاضي أبو عبد الله محمد بْن عَبْد اللَّه الْجُعْفيّ الهروانيّ، وأبو الْحَسَن محمد بْن جعْفَر التميميّ النَّحْويّ ابن النّجّار، وغيرهم.
362- محمد بْن جعْفَر بْن محمد بْن المُسْتَفاض [1] .
أَبُو الْحَسَن بْن الفِرْيابيّ.
عداده فِي البغدادّيين، ثمّ نزل حلب.
وحدَّث عَنْ: عبّاس الدُّوريّ، وإسحاق بْن سيار النَّصِيبيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الجنيد، وإسماعيل القاضي وروي عَنْهُ رواية قالون.
حدَّث عَنْهُ: عبد المنعم بن غلبون، وعلي بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وأبو حفص بْن شاهين، وعمر بْن إبْرَاهِيم الكتّاني، وآخرون.
وعاش دهرًا. فإنّه وُلد سنة 247.
وثقة أَبُو بَكْر الخطيب [2] .
وآخر من حدَّث عَنْهُ ابن جُمَيْع الغسانيّ [3] .
363- محمد بن جعفر بن محمد بن عصام الأنصاريّ النّسفيّ.
شيخ معمّر.
__________
[ () ] معرفة القراء الكبار 1/ 288، 289 رقم 203، والوافي بالوفيات 2/ 436، وغاية النهاية 2/ 125، 126، وبغية الوعاة 1/ 90 رقم 142.
[1] انظر عن (محمد بن جعفر) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 93 رقم 39، وتاريخ بغداد 2/ 141 رقم 55، والمنتظم 6/ 299، ومعرفة القراء الكبار 1/ 300 رقم 213، وغاية النهاية 2/ 11 رقم 2898.
[2] في تاريخه.
[3] في معجم الشيوخ 93.

(25/208)


روى عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ أربعة عشر حديثًا.
قَالَ جعفر المستغفريّ: وهو آخر من رُوِي عَنْهُ فيما أعلم.
364- محمد بْن إِسْمَاعِيل [1] .
أبو الْحَسَن الرازي المؤدب.
نزيل بغداد.
روى عَنْ: أبي حاتم مُوسَى بْن نصر، وإبراهيم الحربيّ.
وعنه: ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان. يؤخر.
365- محمد بن عبد الله الحربي [2] .
المقرئ أبو عبد الله. وقيل: محمد بن جعفر.
قرأ عَلَى: أَحْمَد بْن سهل الأُشْنانيّ، وأبي جعفر أحمد بْن عليّ البزّاز.
وكان من جِلّة أصحابهما. مجِّودًا لحرف عاصم.
قرأ عَلَيْهِ الدّار الدَّارَقُطْنِيّ، فقال وحده: محمد بْن عَبْد اللَّه.
وقرأ عليه: أَحْمَد بْن نصر الشّذَائيّ، ومحمد بن أحمد الشّنبوذيّ، وعمر ابن إبْرَاهِيم الكتّانيّ فقالوا: محمد بْن جعْفَر.
وكان من صلحاء المقرءين.
366- محمد بن عليّ بن محمد.
أبو بكر النيسابوري.
سَمِعَ: عيسى بْن أَحْمَد العسقلانيّ.
وعنه: أبو عبد الله بْن مَنْدَه.
- حرف الياء-
367- يزيد بن إسماعيل [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في:
تاريخ بغداد 2/ 50 رقم 448.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله الحربي) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 302 رقم 216، وغاية النهاية 2/ 11 رقم 2897 وفيه «الحربي» بضم الجيم، و 2/ 176، 177، رقم 3150 وفيه: «محمد بن عبد الله بن جعفر ... الحربي» .
[3] انظر عن (يزيد بن إسماعيل) في:

(25/209)


أَبُو بَكْر الخلال.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن أيوّب المُخَرّميّ، وأحمد بْن منصور الرماديّ، والترقفيّ.
وعنه: أَبُو عُمَر الهاشميّ القاضي، وعلي بْن القاسم النّجّاد، وعليّ بن أحمد البّزاز البصْريّون، شيوخ الخطيب.
قَالَ الخطيب: ثقة سكن البصرة.
368- يزيد بْن محمد بْن إياس [1] .
أَبُو زكريّا الأزْديّ الحافظ. مؤرِّخ الموصل وقاضيها.
سَمِعَ: إِسْحَاق الحربيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بن أبي المثنّى، وعبيد بن عثّام، ومطيّنا، وخلقا سواهم.
وولي قضاء الموصل. وكان يُعرف بابن زُكْرة.
روى عَنْهُ: المظفر بْن محمد الطوسيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن جُمَيْع، ونصْر بْن أبي نصر الطّوسيّ العطّار.
وقع لنا حديثه بعلوّ.
آخر الطبقة الرابعة والثلاثين (بعون الله وتوفيقه، تم تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» للمؤرخ الحافظ شمس الدين الذهبي- رحمه الله- وتخريج أحاديثه وأشعاره، وضبط نصّه، والتعليق عليه، والإحالة إلى المصادر وتوثيقه، على يد طالب العلم وخادمه الأستاذ الدكتور الحاج «أبي غازي عمر عبد السلام تدمري» أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، الطرابلسي مولداً وموطناً، ووافق الفراغ منه بعد ظهر يوم الأحد الواقع في التاسع عشر من شهر ربيع الآخر سنة 1412 هـ. الموافق للسابع والعشرين من شهر تشرين الأول (اكتوبر) 1991 م.، وذلك بمنزله بساحة النجمة، من مدينة طرابلس الشام المحروسة، حفظها الله وجعلها دار أمان مطمئنة بحفظه ورعايته، وثغرا ورباطا للمسلمين، وموئلا للعلم والعلماء، وهو الموفق لكل خير) .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 14/ 350 رقم 7668.
[1] انظر عن (يزيد بن محمد) في:
معجم الشيوخ لابن جميع 379 رقم 373، وسير أعلام النبلاء 15/ 386، 387 رقم 209، وتذكرة الحفاظ 3/ 894، 895، وطبقات الحفاظ 366، ومعجم طبقات الحفاظ 189 رقم 831.

(25/210)