أبو بَكْر الأصبهانيّ، المهّاد، المؤذَن
الْمُقْرِئ.
سمع: محمود بْن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفيّ، وجعفر بْن عَبْد الواحد
الثّقفيّ.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
93- مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بْن مُحَمَّد [1] .
أبو عَبْد اللَّه الْجَلَاليّ، الْبَغْدَادِيّ.
سمع: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبا بَكْر الزّرقيّ.
وذكر أنّه سمع «المقامات» من المصنِّف.
وكان جليلا نبيلا.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ.
وُلِد سنة سبع وتسعين وأربعمائة. ومات فِي رجب قال ذلك ابن
النّجّار.
وأمّا ابن الدُّبيثي فقال: مات فِي رمضان. وقال: سَأَلْتُهُ عن
مولده فقال لي: فِي نصف رجب سنة اثنتين وتسعين.
عاش مائة سنة وشهرين، وهو مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الآتي ذِكره.
94- مُحَمَّد بْن الْحُسَن بْن أَبِي الفوارس هبة اللَّه ابن
الْمُقْرِئ الكبير أَبِي طاهر بْن سِوار [2] .
الْبَغْدَادِيّ أبو بَكْر، الوكيل بباب القضاة.
كان بارِعًا فِي فنّه وَفِي السِّجِلّات كأبيه وجدّه.
سمع من: صَدَقة بْن مُحَمَّد بْن المَحْلبان، وأبي عليّ أَحْمَد
بْن محمد الرّحبيّ، وابن البطّيّ.
__________
[1] انظر ترجمته الآتية أيضا برقم (95) .
[2] انظر عن (محمد بن الحسن بن أبي الفوارس) في: التكملة لوفيات
النقلة 1/ 261 رقم 348، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة
32، والمشتبه 1/ 376، وميزان الاعتدال 3/ 521 رقم 7411، والمغني في
الضعفاء 2/ 570 رقم 5426، وتوضيح المشتبه 5/ 205، ولسان الميزان 5/
135 رقم 448.
(42/103)
وحدَّث.
وتُوُفّي فِي رابع شعبان.
كذَّبه ابن نُقْطة، ووهّاه ابن الحُصْريّ [1] .
95- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّه [2] .
المعمّر أبو عَبْد اللَّه الْبَغْدَادِيّ، المعروف بالْجَلَاليّ،
منسوب إِلَى خدمة الوزير جلال الدّين الْحَسَن بْن صَدَقة.
شيخ معمَّر، كان أحد من جاوز المائة. وُلِد فِي نصف رجب أو فِي
شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة.
وسمع من: عليّ بْن الْمُبَارَك بْن الفَاعُوس، وابن الحصين، ومحمد
بن الحسين المزرفيّ.
وحدَّث. ولو سمع فِي صِغَرِه لسمع جماعة من أصحاب أَبِي عليّ بْن
شاذان، بل السّماع قِسْمِيَّة.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ [3] ، وأبو الحَجّاج
الأدميّ، وجماعة.
وتُوُفّي فِي رابع رمضان، وله مائة سنة وشهر [4] .
__________
[1] وقال المنذري: وكان حاذقا بصناعة الوكالة وإثبات المساطير
والسجلّات، وكيلا بباب الحكم العزيز، هو، وأبوه، وجدّه.
وأبوه: أبو طاهر سمع من أبي القاسم بن الحصين، وحدّث.
وجدّه: أبو الفوارس سمع من أبيه ومن غير واحد. وحدّث.
وجدّ أبيه أبو طاهر من العلماء بالقراءات، وكتابه «المستنير» في
القراءات كتاب مشهور، وله غير ذلك، وأخذ عنه غير واحد من الفضلاء.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 264
رقم 355، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد، لابن الدبيثي 2/ 20 رقم
224، والمختصر المحتاج إليه 1/ 59، والوافي بالوفيات 2/ 260 رقم
677 وفيه: «الجلالي البغدادي محمد بن أبي بكر بن محمد» ، والمشتبه
1/ 196، وأهل المائة فصاعدا (مجلّة المورد- ج 2 ع 2/ 135 سنة 1973)
، وسير أعلام النبلاء 21/ 272 دون ترجمة.
وقد مرّ ذكره برقم (93) باسم: «محمد بن أبي بكر بن محمد» .
[3] وهو قال: شيخ مسنّ ذكر أنه سمع الحديث وقد قارب الأربعين. (ذيل
تاريخ مدينة السلام) .
[4] وقال ابن الدبيثي: توفي في أوائل شهر رمضان سنة اثنتين وتسعين
وخمسمائة فيكون له
(42/104)
وكان يمكن أن تكون له إجازة من أَبِي عَبْد
اللَّه بْن طَلْحَةَ النِّعاليّ، وغيره.
96- مُحَمَّد بْن عَبْد اللّطيف بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن
عَبْد اللَّطيف بْن مُحَمَّد بْن ثابت بْن الْحَسَن [1] .
الرِّئيس الكبير صَدْر الدّين أبو بَكْر الأزْديّ، الخُجَنْديّ [2]
الأصْلَ، الإصْبَهَانيّ، الفقيه الشّافعيّ.
كان قد سمع الحديث وتفقَّه. وكان رئيسا مقدَّمًا بأصبهان هُوَ
وآباؤه.
وهو وآباؤه الثّلاثة يُلَقَّبون صَدْر الدّين.
وخُجَنْد مدينة على طرف سَيْحُون.
قَتَلَه فَلَكُ الدّين سُنْقر الطّويل متولّي أصبهان فِي هَذَا
العام.
وكان يدخل ويخرج فِي أمر الدّولة فَخُتِمَ له بخير [3] .
__________
[ () ] مائة وشهران. (ذيل تاريخ مدينة السلام) .
[1] انظر عن (محمد بن عبد اللطيف) في: رحلة ابن جبير 177- 179 و
196، والكامل في التاريخ 12/ 52 وفيه اسمه: «محمود» ، وذيل تاريخ
مدينة السلام بغداد 2/ 89، 90 رقم 300، وآثار البلاد في أخبار
العباد 298، وذيل الروضتين 10، والمختصر في أخبار البشر 3/ 96،
ومعجم الأدباء 7/ 81، وإنسان العيون، ورقة 65، والتكملة لوفيات
النقلة 1/ 252، 253 رقم 334، والبداية والنهاية 13/ 12 وفيه
«محمود» ، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 149 ب، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 80 (6/ 134) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ
1/ 491، 492. والوافي بالوفيات 3/ 284 رقم 1330، وعقد الحمان 17/
ورقة 204- 208 وفيه «محمود» ، والعسجد المسبوك 2/ 237، وشذرات
الذهب 4/ 163.
[2] الخجنديّ: بضم الخاء المعجمة وفتح الجيم وسكون النون وآخرها
دال مهملة نسبة إلى خجند مدينة كبيرة على طرف سيحون ويقال لها
خجندة أيضا بزيادة تاء التأنيث.
[3] وقال ابن الدبيثي: قدم أبو بكر هذا مع أبيه بغداد وهو صبيّ دون
البلوغ لما حجّ في سنة تسع وسبعين وخمسمائة. وخرج معه إلى مكة،
وعاد إلى أصبهان بعد وفاة أبيه، وأنه توفي في توجّهه إليها وصار
رئيس الشافعية بها على عادة سلفه.
ثم قدم بغداد بعد ذلك في سنة ثمان وثمانين وصادف من الديوان
العزيز- مجّده الله- قبولا، ونائب الوزارة يومئذ مؤيّد الدين أبو
الفضل محمد بن علي ابن القصّاب، وأكرم وأجري له الجرايات الوافرة
وأنعم في حقه ما لم ينعم في حقّ أحد من أمثاله. وفوّض إليه
(42/105)
__________
[ () ] النظر في المدرسة النظامية ووقفها. ولم يزل مغمورا بسوابغ
الأنعام، مكرما غاية الإكرام إلى أن خرج الوزير مؤيّد الدين
المذكور متوجّها إلى خوزستان في شوال سنة تسعين وخمسمائة، فخرج معه
فلما فتح الوزير أصبهان وخرج من كان بها من المخالفين جعل بها من
أمراء الخدمة الناصرية- خلّد الله ملكها- الأمير سنقر الطويل وأذن
لابن الخجنديّ المذكور بالمقام بها أيضا فكان على ذلك إلى أن بدا
منه ما وحش بينه وبين الأمير سنقر، وأدّت الحال إلى أن قتل ابن
الخجنديّ في خفية لم يتحقّق من قتله، وذلك في جمادى الأولى أو
الآخرة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة فوصل نعيه إلى بغداد ونوّابه
بها بالمدرسة النظامية وقوم من أصحابه فتفرقوا.
وكان بالأمور الدنياوية أشغل منه بالعلم وسمع شيئا من الحديث، ولكن
لم يبلغ سنّ الرواية.
وقد كتب ابن جبير وصفا رائعا لمجلس وعظ صدر الدين الخجنديّ، فقال:
«وقد وقع الإيذان بوصول صدر الدين رئيس الشافعية الأصبهاني الّذي
ورث النباهة والوجاهة في العلم كابرا عن كابر لعقد مجلس وعظ تلك
الليلة، وكانت ليلة الجمعة السابع من المحرّم، فتأخر وصوله إلى هدء
من الليل، والحرم قد غصّ بالمنتظرين، والخاتون جالسة موضعها، وكان
سبب تأخره تأخر أمير الحاج لأنه كان على عدة من وصوله، إلى أن وصل
ووصل الأمير، وقد أعدّ لرئيس العلماء المذكور، وهو يعرف بهذا
الاسم، توارثه عن أب فأب، كرسي بإزاء الروضة المقدّسة، فصعد، وحضر
قراؤه أمامه، فابتدروا القراءة بنغمات عجيبة وتلاحين مطربة مشجية،
وهو يلحظ الروضة المقدّسة فيعلن بالبكاء، ثم أخذ في خطبة من إنشائه
سحرية البيان، ثم سلك في أساليب من الوعظ باللسانين، وأنشد أبياتا
بديعة من قوله، منها هذا البيت. وكان يردّده في كل فصل من ذكره،
صلى الله عليه وسلم، ويشير إلى الروضة:
هاتيك روضته تفوح نسيما ... صلّوا عليه وسلّموا تسليما
واعتذر من التقصير لهول ذلك المقام، وقال: عجبا للألكن الأعجم كيف
ينطق عند أفصح العرب، وتمادى في وعظه إلى أن أطار النفوس خشية
ورقّة، وتهافتت عليه الأعاجم معلنين التوبة، وقد طاشت ألبابهم،
وذهلت عقولهم، فيلقون نواصيهم بين يديه، فيستدعي جلمين ويجزّها
ناصية ناصية، ويكسو عمامته المجزوز الناصية، فيوضع عليه للحين
عمامة أخرى من أحد قرّائه أو جلسائه ممن قد عرف منزعه الكريم في
ذلك، فبادر بعمامته لاستجلاب الغرض النفيس لمكارمه الشهيرة عندهم،
فلا زال يخلع واحدة بعد أخرى، إلى أن خلع منها عدّة وجزّ نواصي
كثيرة، ثم ختم مجلسه بأن قال: معشر الحاضرين، قد تكلّمت لكم ليلة
بحرم الله عز وجل، وهذه الليلة بحرم رسوله صلى الله عليه وسلّم،
ولا بدّ للواعظ من كدية، وأنا أسألكم حاجة إن ضمنتموها لي أرقت لكم
ماء وجهي في ذكرها. فأعلن الناس كلّهم بالإسعاف. وشهيقهم قد علا،
فقال: حاجتي أن تكشفوا رءوسكم، وتبسطوا
(42/106)
97- مُحَمَّد بْن أَبِي الطّاهر عَبْد
الوارِث بْن القاضي هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسَيْن [1]
.
الرَّئيس أبو الفخر الأنصاريّ، الأَوْسيّ، المصريّ، الشّافعيّ،
المعروف بابن الأزرق.
وُلِد فِي حدود سنة ستّ وثلاثين وخمسمائة. وكان جدّه أبو الفضائل
هبة اللَّه قاضي قُضاة الدّيار المصريَّة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
98- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن فارس بْن عليّ [2] .
__________
[ () ] أيديكم، ضارعين لهذا النبي الكريم في أن يرضى عني، ويسترضي
الله عز وجل لي، ثم أخذ في تعداد ذنوبه والاعتراف بها. فأطار الناس
عمائمهم، وبسطوا أيديهم للنّبيّ صلى الله عليه وسلّم، داعين له،
باكين متضرّعين، فما رأيت ليلة أكثر دموعا، ولا أعظم خشوعا، من تلك
الليلة. ثم انفضّ المجلس وانفضّ الأمير، وانفضّت الخاتون من
موضعها.
وأمر هذا الرجل صدر الدين عجيب في قعوده، وأبّهته، وملوكيّته،
وفخامة آلته، وبهاء حالته، وظاهر مكنته، ووفور عدّته، وكثرة عبيده،
وخدمته، واحتفال حاشيته وغاشيته، فهو من ذلك على حال يقصر عنها
الملوك. وله مضرب كالتاج العظيم في الهواء، مفتّح على أبواب على
هيئة غريبة الوضع، بديعة الصنعة والشكل، تطلّ على المحلّة من بعد،
فتبصره ساميا في الهواء. وشأن هذا الرجل العظيم لا يستدعيه الوصف،
شاهدنا مجلسه فرأينا رجلا يذوب طلاقة وبشرا، ويخفّ للزائر كرامة
وبرّا، على عظيم حرمته وفخامة بنيته، وهو أعطى البسطتين علما
وجسما، استجزناه فأجازنا نثرا ونظما، وهو أعظم من شاهدناه بهذه
الجهات» . (رحلة ابن جبير 177- 179) .
[1] انظر عن (محمد بن عبد الوارث) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
252 رقم 322، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 149 ب،
والمقفى الكبير 6/ 155 رقم 2618.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن فارس) في: ذيل تاريخ مدينة السلام
بغداد 2/ 135- 137 رقم 368 والمشترك وضعا 91، ومعجم البلدان 5/
397، والكامل في التاريخ 12/ 124، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 451، 452،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 259 رقم 344، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوط
شهيد علي 1870) ورقة 86، 87، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة (مخطوط)
ورقة 55، وذيل الروضتين 9، 10، والمختصر المحتاج إليه 1/ 95، 96،
والإعلام بوفيات الأعلام 244، والإشارة إلى وفيات الأعيان 307،
والعبر 4/ 279، 280، ومرآة الجنان 3/ 474، والبداية والنهاية 13/
13، والوافي بالوفيات 4/ 165- 168 رقم 1704، والعسجد المسبوك 2/
238، والنجوم الزاهرة 6/ 140، وشذرات
(42/107)
أبو الغنائم بْن المعلّم الواسطيّ،
الهُرْثيّ، الشّاعر المشهور. والهُرْث:
من قرى واسط.
وُلِد سنة إحدى وخمسمائة. وانتهت إليه رئاسة الشِّعْر فِي زمانه.
وطال عُمره حتّى صار شيخ الشّعراء فِي وقته وسار شِعْره، واشتهر
ذِكْره.
وقد أكثر القولَ فِي المديح والغَزَل.
قال ابن الدُّبيثيّ: سمعت عليه أكثر شِعره بواسط، وبالهُرْث،
فأنشدنا لنفسه:
يا مُبيحَ القَتْلِ فِي دِين الهَوَى ... أنتَ مِن قَتْلي فِي
أوسَع حِلِّ
اغْضُضِ الطَّرْفَ فنيران [1] الهَوَى ... لَمْ تدعْ لي كَبِدًا
تُرْمى بِنَبْلِ
هَبْكَ أغليتَ وصالي ضِنَّةً ... منكَ بالحُسْنِ فلِمْ أرْخَصْتَ
قَتْلي؟ [2]
فلِحُبيّ فيكَ أَحْببتُ الضَّنَا ... لست بالطّالب برئي يا [3]
معلّى [4]
وله:
يا نازلين الحمى رفقا بقلب فتى ... إن صاح بالبين داع فهو [5]
مضمره
مقسما حذر الواشي يغيب به ... عنه وأمر [6] الهوى العذريّ يحضره
__________
[ () ] الذهب 4/ 310، وديوان الإسلام 4/ 288 رقم 2055، وتكملة
تاريخ الأدب العربيّ 1/ 442، وكشف الظنون 768، 769، وهدية العارفين
2/ 104، والأعلام 6/ 179، ومعجم المؤلفين 11/ 33، وفهرس المخطوطات
المصوّرة 1/ 453 وقد ذكره المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام
النبلاء 21/ 272 ولم يترجم له.
[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 137: «فيدان» .
[2] في ذيل تاريخ مدينة السلام بعد هذا بيت:
وفؤادي أتبعت مني فلتة ... وهو بعضي لم تصرّفت بكلّي
[3] في ذيل تاريخ مدينة السلام: «من» .
[4] وقال ياقوت: وهو القائل يذكر الهرث:
يا خليليّ القوافي اطّرحت ... فابكيا الفضل بدمع مستهلّ
وارثيا لي من زمان خائن ... ومحلّ مثل حالي مضمحلّ
قد منعت الهرث دارا في الأذى ... بالفيافي غير دار الهون رحلي
إنّ بذل الشعر بإقالته ... عندكم سهل وعندي غير سهل
[5] في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 137: «باح» ، وكذلك في ذيل
الروضتين 9.
[6] في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 137: «وأمن» .
(42/108)
كم تستريحون عن صُبحي وأُتْعِبه ... وكم
تَنَامُون عن ليلي وأُسهِرُه
لا تحسبوا البُعْد [1] عن عَهْدٍ يغيّرني ... غيري ملازمةُ البلوى
تغيّرُه
فَمَا ذكرتكمُ إلّا وهِمْتُ جوى ... وآفة المُبتلى فيكم تَذَكُّرُه
وتستلذّ الصّبا نفسي وقد علمت ... أن لا تمرّ بصافٍ لا تكدّرُه
سلا بوجديَ عن قَيْس مُلوَّحُه ... وعن جميلٍ بما ألقاه مَعْمَرُه
يزداد فِي مسمعي تكرارُ ذِكركُم ... طيبا ويحسُنُ فِي عيني
مكرَّرُه [2]
وله ممّا سمعه منه أبو الْحَسَن بْن القَطِيعيّ:
تنبّهي يا عَذَبَاتِ الرَّنْد ... كم ذا الكَرَى هَبَّ نسيمُ نجد
مرّ على الرّوض وجاء سحرا ... يسحب بردي أرَج وورْدِ [3]
حتّى إذا عانقتُ منه نفحة ... عادَ سَمُومًا والغَرَامُ يُعدي
أُعَلِّلُ القلبَ ببانِ رامةٍ ... وما ينوبُ غُصُنٌ عن قدِّ
وأَقتصي النَّوحَ حماماتِ اللِّوَى ... هيهاتَ ما عند اللِّوى ما
عندي
ما ضرَّ مَن لم يسمحوا بزَوْرةٍ ... لو سمحوا عن طَيْفهم بوعْدِ
وله:
أأحبابنا [4] إنّ الدّموع الّتي جَرَت ... رخاصا على أيدي النَّوى
لغَوَالي
أقيموا على الوادي ولو عُمْرَ سَاعةٍ ... كلَوْثِ إزَارٍ أو
كَحَلِّ عقالِ
فكم تمّ لي من وقفةٍ لو شَرَيتُها ... بروحي لم أُغْبَن فكيف
بمالي؟ [5]
وله:
هُوَ الحِمَى ومغانيه مغانيه ... فاحبس وعانِ بليلى ما تعانيهِ
لا تسأل الركْبَ والحادي فَمَا سَأَلَ ... العشاق قبلك عن ركب
وحاديه
__________
[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 137: «الصدّ» ، وكذلك في ذيل
الروضتين 9.
[2] ورد هذا البيت بمفرده في: الوافي بالوفيات 4/ 166، وفي ذيل
الروضتين 9 أربعة أبيات.
[3] وفي هامش الأصل: «وبرد» ، وفي الوافي بالوفيات 4/ 167: «يسحب
ثوبي أرج وبرد» .
[4] في الوافي بالوفيات 4/ 166: «أجيراننا» ، وكذا في: مرآة الزمان
8 ق 2/ 451.
[5] قارن بمرآة الزمان، ففيه أبيات أخرى تكمّلها.
(42/109)
ما فِي الصَّحاب أخو وَجْدٍ أُطارحُهُ ...
حديثَ نجدٍ ولا صَبٍّ أُجاريه
إليك عن كلّ قلب فِي أماكنهِ ... ساهٍ وعن كلّ دمعٍ فِي مآقيه
ما واحدُ القلب فِي المعنى كفاقده ... وجامد الدّمع فِي البَلْوى
كجارية
يا منزلا بدواعي البَيْن مُنْتَهبٌ ... وما البليَّة إلّا من
دواعيه
وقفت أشكو اشتياقي والسّحاب به ... فانْهلّ دمعي وما انهلَّت
عزاليه
ومالكٍ غير قتلي ليس يُقْنِعُهُ ... وفاتكٍ غيرَ ذُليّ ليس يُرضيهِ
لم أدْر حين بدا والكأسُ فِي يده ... من كأسِه الخمرُ، أَمْ عينيه،
أمْ فيهِ
حَكَت جواهرُه أيّامه فَصَفَتْ ... واستَهْدتِ الشَّمسُ معنى من
معانيهِ
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي رابع رجب بقَرْيتِه، وقد أنشد أبو الفَرَج
بن الجوزيّ من شعره على المنبر [1] .
__________
[1] وقال ابن الدبيثي: شيخ متقدّم بناحيته، فيه فضل وتميّز، وهو
أحد من سار شعره، وانتشر ذكره، ونبه بالشعر قدره، وحسن به حاله
وأمره، وطال في نظم القريض عمره، وساعده على قوله زمانه ودهره.
أكثر القول في الغزل والمدح وفنون المقاصد. وكان سهل الألفاظ، صحيح
المعاني، يغلب على عشره وصف الحب والشوق وذكر الصبابة والغرام،
فعلق بالقلوب ولطف مكانه عند أكثر الناس، ومالوا إليه وتحفّظوه
وتداولوه بينهم، واستشهد به الوعّاظ واستحلاه السامعون حتى بلغني
أنه حكى، أعني أبا الغنائم ابن المعلّم، ولم أسمعها منه. قال:
اجتزت يوما ببغداد على بدر المحروس، والناس مزدحمون هناك غاية
الزحام، فسألت عما ازدحموا عليه؟ فقيل لي: هذا الشيخ أبو الفرج ابن
الجوزي الواعظ جالس هاهنا. ولم أكن علمت بجلوسه، فتقدّمت وزاحمت
حتى شاهدته، وسمعت كلامه وهو يعظ ويذكّر حتى قال مستشهدا على بعض
إشاراته، ولقد أحسن ابن المعلّم حين يقول:
يزداد في مسمعي تكرار ذكركم ... طيبا ويحسن في عيني مكرّره
فعجبت من اتفاق حضوري واستشهاده بهذا البيت وهو لي وما يعلم أني
حاضر ولا أحد من الحاضرين فانكفيت.
ولقد سمعت أبا عبد الله محمد بن يوسف الأرّجاني ببغداد يقول: قال
لي إنسان بسمرقند وقد جرى ذكر أهل العراق ولطافة طباعهم ورقّة
ألفاظهم: كفى أهل العراق أن منهم من يقول:
تنبّهي يا عذبات الرند ... كم ذا الكرى هبّ نسيم نجد؟
وكرّر البيت تعجّبا منه من لطافته وعذوبة لفظه وهو لابن المعلّم
مبدأ قصيدة مدح بها إنسانا يعرف بهندي بنى القصيدة على هذه القافية
لأجل اسمه.
(42/110)
99- مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن
الْمُبَارَك [1] .
الوزير مؤيَّد الدّين أبو الفضل بْن القصّاب الْبَغْدَادِيّ.
كان ذا رأي وشهامة وحزْم وغَوْرٍ بعيد، وهمّته علِيَّةَ، ونفْسه
أَبِيّه.
وكان أديبا بارِعًا بليغا، شاعرا.
وُلّي كتابة ديوان الإنشاء مدّة، ثمّ ناب في وزارة الخلافة في سنة
تسعين وخمسمائة، وسار بعسكر الخليفة ففتح البلاد هَمَذَان،
وأصبهان، وحاصر الرّيّ، وبيَّن، وصارت له هيبة فِي النّفوس، فلمّا
عاد وُلّي الوزارة.
ثُمَّ إنّه خرج بالجيوش إِلَى هَمَذَان فتُوُفّي بظاهرها فِي رابع
شعبان، وقد نيّف على السّبعين.
وقد قرأ العربيَّة على أبي السعادات هبة الله بن الشجري، وتنقّل
فِي الخدم. وأقام بأصبهان مدَّة. ثُمَّ قدِم من أصبهان فرتِّب فِي
ديوان الإنشاء.
ولم يزل فِي عُلُوٍّ حَتّى ناب فِي الوزارة.
وأنشدوه قول المتنبّي:
قاضٍ إذا اشتبه [2] الأمران عنَّ له ... رأيٌ يفصّل [3] بين الماء
واللّبن
__________
[1] انظر عن (محمد بن علي القصّاب) في: الكامل في التاريخ 12/ 124،
الفخري في الآداب السلطانية 324، وفيه: أبو المظفّر محمد بن أحمد
بن القصّاب، والوافي بالوفيات 4/ 168، 169 رقم 1705، ومرآة الزمان
ج 8 ق 2/ 450، 451، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 262 رقم 349، وتاريخ
ابن الدبيثي (مخطوط شهيد علي) ورقة 87، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 450،
451، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 283، ومختصر التاريخ لابن
الكازروني 250، والمختصر في أخبار البشر 3/ 91، وتاريخ ابن الوردي
2/ 110، وإنسان العيون، ورقة 251، وذيل الروضتين 9، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 96، وسير أعلام النبلاء 21/ 323، 324 رقم 169،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 307، 308، والوافي بالوفيات 4/ 168،
والبداية والنهاية 13/ 12، ومآثر الإنافة 2/ 58، 59، والعسجد
المسبوك 2/ 239، وعقد الجمان 17/ ورقة 209، والنجوم الزاهرة 6/
136، وشذرات الذهب 4/ 311.
[2] في ديوان المتنبي: «التبس» .
[3] في ديوان المتنبي: «يخلّص» ، وفي الوافي بالوفيات 4/ 169
«يفرّق» .
(42/111)
فقال: أَنَا أفصل بين الماء واللّبن بأنْ
أغمس البُردى فِيهِ ثُمَّ أعصره، فلا يُشرب إلّا الماء، ويخلص
اللّبن.
وكان والد الوزير قصَّابًا أعجميّا بسوق الثّلاثاء ببغداد.
تُوُفّي الوزير بظاهر هَمَذَان، فأُخفي موته ودُفن، وأركِب فِي
مِحَفّته قيصر العونيّ الأمير، وكان يشبهه، ثُمَّ طِيف به فِي
الجيش تسكينا. ثُمَّ ظهر الأمر، ونبشه خُوارزْم شاه تكش، وحزَّ
رأسه، ثُمَّ طاف به فِي بلاد خُراسان [1] .
قال ابن النّجّار: لو مُدَّ له فِي العُمر لكان لعلّه يملكُ
خُراسان. وكان فِيه من الدّهاء وحسن التّدبير والحِيَل ما يعجز
عَنْهُ الوصْف، مع الفضل والأدب والبلاغة.
وهو القائل يرثي ولده:
وَإِذَا ذكرتُك وَالَّذِي فعل البِلَى ... بجمال وجهك جاء ما لا
يُدْفَعُ
عاش مؤيّد الدّين بضْعًا وسبعين سنة [2] .
100- مُحَمَّد بْن مالك بْن يوسف بْن مالك [3] .
أبو بَكْر الفِهْريّ، الشَّرِيشيّ.
سمع من شُرَيْح بْن مُحَمَّد «صحيح الْبُخَارِيّ» ، ومن أَبِي
القاسم بْن جَهْور «مقامات الحريريّ» ، ومن: أبي بكر بن العربيّ.
وجماعة.
__________
[1] ذيل الروضتين 9، وفيه إنه لما خرج عن بغداد كتب إلى ابنه أحمد
وهي له:
يا خازن النار خذ إليك أبا ... السائب حلف الفضول والحمق
ولا تكله إلى زبانية ... يأخذهم بالخداع والملق
قلت تدري أي ابن زانية ... عندك ملقى في القدّ والحلق
[2] وقال ابن طباطبا: هو أعجميّ الأصل، كان أبوه يبيع اللحم على
رأس درب البصريين ببغداد، ونشأ هو مشتغلا بالعلوم والآداب، وبرع في
علوم المتصرّفين كالحساب ومعرفة الكروث والمساحات والمقاسمات، ثم
تبصّر بأسباب الوزارة. وكانت نفسه قويّة، وهمّته عالية. قاد
العساكر، وفتح الفتوح، وجمع بين رياستي السيف والقلم. ومضى إلى
بلاد خوزستان وفتحها وقرّر أمورها وقواعدها، ثم مضى إلى بلاد العجم
وصحبته العساكر، فملك أكثرها، ثم أدركه أجله فمات هناك. (الفخري
324) .
[3] انظر عن (محمد بن مالك) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
(42/112)
قال الأَبّار: وكان حافظا لمذهب مالك،
بصيرا بالشُّروط. ثنا عَنْهُ بسّام ان أَحْمَد، وأبو سُلَيْمَان
بْن حَوْط اللَّه.
وقد وُلِد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وتُوُفّي سنة اثنتين أو ثلاثٍ وتسعين.
101- مُحَمَّد بْن معالي بْن مُحَمَّد [1] .
أبو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ ابن شِدْقَيْنيّ [2] .
سمع: عليّ بْن عَبْد الواحد الدِّينَوَريّ، وأحمد بْن كادش، وهبة
اللَّه بْن الحُصَيْن، وهبة اللَّه بْن الطبَر، وجماعة.
وكان عارفا بتعبير الرؤيا.
روى عَنْهُ: ابن خليل والدُّبيثيّ، وقال: كان فِي تسميعاته فِي شيء
اسمه مُحَمَّد، وَفِي شيء أبو مُحَمَّد. وقد سمّاه أبو المحاسن
القُرَشيّ فِي معجمه أبو الفضل.
تُوُفّي فِي سلْخ ربيع الآخر وله اثنتان وثمانون سنة.
102- مُحَمَّد بْن يحيى بْن عليّ بْن الْحَسَن [3] .
أبو الْحَسَن بْن أَبِي البقاء الهَمَذَانيّ الأصل،
الْبَغْدَادِيّ، المؤدّب.
ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
وسمع من: زاهر الشَّحّاميّ، وثابت بْن مَنْصُور الكيليّ [4] ،
وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (محمد بن معالي) في: الوافي بالوفيات 5/ 41 رقم 2020،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 248، 249 رقم 325، وتاريخ ابن الدبيثي
(باريس 5921) ورقة 143، والمختصر المحتاج إليه 1/ 141، وسير أعلام
النبلاء 21/ 272 دون ترجمة.
[2] شدقيني: بكسر الشين المعجمة والدال ساكنة مهملة، وفتح القاف،
وسكون الياء المثنّاة من تحتها، ونون.
[3] انظر عن (محمد بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 273 رقم
372، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 175، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 161.
[4] الكيلي: بكسر الكاف وسكون الياء آخر الحروف وبعدها لام، نسبة
إلى كيل: قرية على شاطئ دجلة على مسيرة يوم من بغداد مما يلي طريق
واسط.
(42/113)
وكِيل قرية على دُجَيل مسيرة يوم من بغداد
من جهة واسط، ويقال فيها جِيل، كما قيل جيلان وكيلان.
تُوُفّي رحمه اللَّه تعالى سنة إحدى أو اثنتين وتسعين.
وكان شيخا صالحا، أديبا، فاضلا. سمع منه القدماء.
قال ابن النّجّار: لم أر للمتأخّرين عليه سماعا فلعلّهم لم يعرفوه،
وقد رَأَيْته. وقال لي ولده إِسْمَاعِيل إنّه تُوُفّي فِي سادس
المحرَّم سنة اثنتين.
103- مُحَمَّد بْن أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي نصْر [1] .
فخر الدّين أبو عَبْد اللَّه النَّوْقَانيّ [2] ، الفقيه
الشّافعيّ، الأُصُوليّ.
تفقّه بخُراسان على الْإِمَام مُحَمَّد بْن يحيى صاحب الغزاليّ،
وبرع فِي المذهب، ودرّس، وناظَر، وقدِم بغداد، وتردّدت إليه
الطّلبة، وتخرَّج به جماعة.
وكان عنده طلب لمدرسة النّظاميّة، فأنشأت والدة النّاصر لدين
اللَّه مدرسة وجعلته مدرّسها، وخلعوا عليه، وحضر عنده الأعيان،
فألقى أربعة دروس، وأعاد له الدَّرسَ ولدُه.
وحجّ وعاد فتُوُفّي بالكوفة فِي ثالث صَفَر.
وكان شيخا مَهِيبًا، له يدٌ طُولَى فِي التّفسير، والفِقه،
والْجَدَل، المنطق، مع ما هُوَ عليه من العبادة والصّلاح.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي علي) في: الكامل في التاريخ 12/ 124 وفيه
«محمود» ، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 240، 241 رقم 309، وتاريخ ابن
الدبيثي (باريس 5921) ورقة 180، وذيل الروضتين 10، وتكملة إكمال
الإكمال 351، 352، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2389، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 165، وسير أعلام النبلاء 21/ 248، 249 رقم 129،
وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 29، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 499،
500، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 150 أ، والبداية والنهاية
13/ 13، وتوضيح المشتبه 1/ 461، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة
164، وطبقات المفسّرين للسيوطي 39، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين
282 رقم 548.
[2] تصحّفت في طبعة صادر للكامل في التاريخ 12/ 124 إلى:
«القوفاني» ، ووردت صحيحة في الحاشية. والنّوقاني: بنونين، الأولى
مفتوحة.
(42/114)
104- المبارك بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم
[1] .
أبو الفتح الواسطيّ، البَرْجُونيّ، الْمُقْرِئ المعروف بابن
باسويه.
ولد سنة عشرين وخمسمائة. وقرأ بالروايات على: أَبِي البركات
مُحَمَّد بْن أَحْمَد المَزْرفيّ، وأبي الفتح الْمُبَارَك بْن
أَحْمَد الحدّاد، وأبي يَعْلَى مُحَمَّد بْن تُركان.
وقدِم بغداد فقرأ القراءات على أَبِي الفتح عَبْد الوهّاب بْن
مُحَمَّد بْن الصّابونيّ.
وسمع من: أحمد بن المقرب.
وحدّث ببلده وأقرأ. وهو والد تقيّ الدّين عليّ نزيل دمشق.
تُوُفيّ فِي شعبان.
105- الْمُبَارَك بْن الْمُبَارَك بْن هبة اللَّه بْن بكْري [2] .
أبو المعالي الحريميّ.
روى عن: أَبِي غالب بْن البنّاء، وأبي مَنْصُور القزّاز، وأحمد بْن
عليّ بْن الأشقر.
وتُوُفّي فِي جُمادى الأولى.
106- محمود بْن القاسم [3] .
الحريميّ، الوزّان. عُرِف باسم باذِنْجانَة.
سمع: أَبَا البدر الكَرْخيّ.
وحدَّث.
تُوُفّي فِي المحرَّم أو صفر.
روى عنه: ابن الدّبيثيّ.
__________
[1] انظر عن (المبارك بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 262
رقم 350.
[2] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
251 رقم 329.
[3] انظر عن (محمود بن القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 240
رقم 307.
(42/115)
107- محمود بْن الْمُبَارَك بْن أَبِي
القاسم عليّ بْن الْمُبَارَك [1] .
الْإِمَام أبو القاسم الواسطيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الشّافعيّ،
الفقيه، المنعوت بالمُجِير.
تفقَّه بالنّظاميَّة على أَبِي مَنْصُور الرّزّاز، وأبي نصر
الْمُبَارَك بْن زوما.
وقرأ علم الكلام على أَبِي الفتوح محمد بن الفضل الأسفرائينيّ،
وعلى أَبِي جَعْفَر عَبْد السّيّد بْن عليّ بْن الزَّيْتُونيّ،
وتقدَّم على أقرانه. وكان المُشار إليه فِي وقته.
تخرَّج به خلْق. وكان من أذكياء العالم.
وُلِد سنة سبْع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبي
القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ، وجماعة.
وحدَّث ببغداد، وواسط، وأعاد فِي شبيبته للإمام أَبِي النّجيب
السُّهْرُوَرديّ بمدرسته. وسار إِلَى دمشق، ودرّس بها وناظر،
واستدلّ، وتخرَّج به جماعة.
ثمّ رجع ودرّس بشِيراز، وبعسكر مُكْرَم، وواسط. ووُلّي تدريس
النّظاميَّة ببغداد، وخُلِع عليه خِلعة سوداء، وطَرْحة، وحضر درسَه
العلماءُ وأرباب الدّولة كلَهم، وكان يوما مشهودا.
ونُفِّذ رسولا إِلَى همذان، فأدركه أجله بها.
__________
[1] انظر عن (محمود بن المبارك) في: الكامل في التاريخ 12/ 124،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 267 رقم 363، وذيل الروضتين 10، وتلخيص
مجمع الآداب 5/ رقم 643، والمختصر المحتاج إليه 3/ 184 رقم 1179،
والعبر 4/ 280، وسير أعلام النبلاء 21/ 255، 256، رقم 132،
والإعلام بوفيات الأعلام 244، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308،
وطبقات الشافعية الكبرى 4/ 304 (7/ 287، 288، وطبقات الشافعية
للإسنويّ 1/ 271، وطبقات الشافعية لابن كثير ورقة 151 أ، ب،
والبداية والنهاية 13/ 15، ومرآة الجنان 3/ 473، والعقد المذهب
لابن الملقّن، ورقة 75، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 779
وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 381، 382 رقم 349، والعسجد
المسبوك 239، والنجوم الزاهرة 6/ 140، وشذرات الذهب 4/ 311.
(42/116)
قال أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ [1] : برع
فِي الفقه حتّى صار أوحد زمانه، وتفرَّد بمعرفة الأصول والكلام.
قرأت عليه بواسط عِلْم الأصول، وما رَأَيْت أجمع لفنون العِلم منه،
مع حسن العبادة.
قال: وخرج رسولا إِلَى خُوارزْم شاه إِلَى أصبهان، فمات فِي طريقه
بهَمَذان فِي ذي القعدة.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: وكان بالنّظاميَّة المُجِير
الْبَغْدَادِيّ، وكان ضئيلا، طوالا، ذكيّا، دقيق الفهم، غوّاصا على
المعاني، غير منفعلٍ عند المناظرة يُعِدّ لها كلّ سلاح، ويستعمله
أفضل استعمال. وكان يشتغل فِي الخفْية بالهندسة، والمنطق، وفنون
الحكمة، على أَبِي البركات اليهوديّ كان، ثمّ أسلم فِي آخر عمره
وعمي، وكان يُملي عليه وعلى جماعة، منهم ابن الدّهّان المنجّم،
ومنهم والدي، ومنهم المهذَّب بْن النّقّاش كتاب «المعتبر» له. هذا
حكاية ابن الدهّان لي بدمشق.
وكان شيخا فاضلا، بنى له نور الدّين المارِسْتان بدمشق، ونشر بها
عِلْم الطّبّ.
وكان بين المُجِير وبين ابن فضلان مناظرة كمحاربة، وكان المُجير
يقطعه كثيرا.
ثمّ إنّ ابن فضلان شنَّع عليه بالفلسفة، فخرج إِلَى دمشق، واتّصل
بامرأةٍ من بنات الملوك، وبُنيت له مدرسة جاروخ، واستخلص من المرأة
جوهرا كثيرا، فكثُر التّعصُّب عليه، فتوجَّه إِلَى شيراز، وبنى له
مِلكها شرفُ الدّين مدرسة، فلمّا جاءت دولة ابن القصّاب أحضره
إِلَى بغداد، وولّاه تدريس النّظاميَّة، ويوم ألقى الدّرس كان يوما
مشهودا، فدرَّس بها أسبوعا. وسُيِّرَ فِي الرسالة فلم يرجع.
وحضر مرة بدمشق مجلس المناظرة بحضرة القاضي كمال الدّين
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 3/ 184.
(42/117)
الشَّهْرَزُوريّ، فجاء الصُّوفيَّة ولهم
ذُقون ولهم ذلوق، فارتفعوا على الفقهاء، فأنفوا وقصدوا أذاهم
ففوَّضوا الأمر إِلَى المُجير، فاستدلّ فِي مسّ الذَّكَر، فقال
فضوليّ: لا ينتقض الوضوء بلمْسه قياسا على الصُّوفيّ. فسألوه
البيان. فقال:
إنّ الصّوفيّ يطرق حتّى يُطْرِقٌ الباب فيثب ويقول: فُتُوح، ويقع
نظر الرجل منهم على صورةٍ جميلة فيثب من وسطه ويقول: فُتُوح.
فاستحيا الصُّوفيَّة ونهضوا.
وكان أجدلَ أَهْل زمانه فِي سكونٍ ظاهر، وقلَّة انزعاج.
روى عنه ابن خليل في «معجمه» .
وروى ابن النّجّار فِي «تاريخه» ، عن ابن خليل، عَنْهُ.
108- مَسْعُود بْن أَبِي الفضائل محمود بْن خَلَف بْن أَحْمَد بْن
مُحَمَّد [1] .
أبو المعالي العِجْليّ، الأصبهانيّ. أخو المنتجب أسعد، الفقيه.
سمع: أَبَا نهشل عَبْد الصّمد العنبْريّ.
وعنه: ابن خليل، وقال: تُوُفي فِي صَفَر.
- حرف النون-
109- نصْر بْن عليّ بْن أَحْمَد [2] .
أبو طَالِب [3] بْن النّاقد الْبَغْدَادِيّ.
روى عن: سَعِيد بْن البنّاء.
وتُوُفي فِي الثّامن والعشرين من جُمادى الآخرة [4] .
__________
[1] انظر عن (مسعود بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 245،
246 رقم 317.
[2] انظر عن (نصر بن علي) في: ذيل الروضتين 10 وفيه: نصر بن علي بن
محمد، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 258 رقم 340.
[3] لقبه: زعيم الدين.
[4] قال أبو شامة: ولي حجبة الباب، ثم ولي صاحب ديوان. ثم ولي
المخزن، وهو الملقّب بقنبر، وإنما لقّب بقنبر لأنه صاد ولده قنبرا
وخبّأه إلى جانب مسندة، فخرج القنبر فصاح:
قنبر قنبر، فلقّب به. وكان إذا بلغه أن أحدا لقّب قنبر يسعى في
هلاكه. وقيل إنه كان يميل إلى التشيّع. وكانت عمامته طويلة، فلقّبه
أهل باب الأزج قنبر، وهو ذكر العصافير.
وكان إذا ركب صاحوا: قنبر قنبر. وقرب العيد فأمره الخليفة بالركوب
في صدر المركب،
(42/118)
110- نفيس بْن عَبْد الجبّار بْن أَحْمَد
بْن شِيشُوَيْه [1] .
أبو صالح الحربيّ، الضّرير.
سمع من: عَبْد الوهّاب الأنْماطي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن
يوسف.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وغيره.
تُوُفي فِي شوّال.
- حرف الهاء-
111- هبة اللَّه بْن مَسْعُود بْن الْحَسَن [2] .
أبو القاسم بْن الزّقْطَر الباذبينيّ، التّاجر.
روى عن: أَبِي غالب بن البنّاء، وأبي الفضل الأُرْمَويّ، وغيرهما.
وعنه: ابن خليل.
تُوُفّي فِي صَفَر.
- حرف الياء-
112- يَحْيَى بْن عَبْد الجليل [3] بْن مجبّر [4] .
__________
[ () ] فجمع العوام قنابر كثيرة وعزموا على أن يرسلوها حوله في
الموكب، وقيل للخليفة: إن وقع هذا بقي الموكب هتكة فعزله.
وكان مولده سنة 532 هـ.
[1] انظر عن (نفيس بن عبد الجبار) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
266 رقم 361، والمشتبه 1/ 358، وتوضيح المشتبه 5/ 92 و «شيشويه» :
بمعجمتين بينهما ياء، الأولى مكسورة، والثانية مضمومة.
[2] انظر عن (هبة الله بن مسعود) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 47، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 243 رقم 311.
[3] انظر عن (يحيى بن عبد الجليل) في: زاد المسافر لابن إدريس
المرسي 9، وبغية الملتمس للضبّي 508 رقم 1494، ووفيات الأعيان 7/
13، 14 و 133، والبيان المغرب ج 3 طبعة تطوان، ونفح الطيب 3/ 237،
وكشف الظنون 768، وهدية العارفين 2/ 520، والأعلام 9/ 87، 88،
ودليل مؤرّخ المغرب لابن سودة 431، ومعجم المؤلفين 13/ 204 وأرّخ
وفاته بسنة 588 هـ.
[4] هكذا في الأصل: «مجبّر» بتشديد الباء الموحّدة. وفي (وفيات
الأعيان) : «مجبر» بضم الميم، وسكون الجيم، وفتح الباء الموحّدة.
ومثله في (بغية الملتمس) . وفي كشف
(42/119)
أبو بَكْر، ويقال أبو زكريّا، الفِهْريّ،
الأندلسيّ، الإشبيليّ. شاعر الأندلس بلا مُدافعة.
قد ذكرتُه في سنة بضع وثمانين [1] ، ثمّ وجدتُ تاجَ الدّين بْن
حَمُّوَيْه قد ذكر أنّه لم يلْحقه، وذكر أنّ له قطعة في وقعة
الزّلّاقة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ثُمَّ ساق له قصائد
مُونِقَة [2] .
113- يحيى بْن عليّ بْن طِراد بْن الحُسين [3] .
أبو فراس الْبَغْدَادِيّ، الحريميّ، المعروف بابن كَرْسَا [4] .
حدَّث عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن.
وعنه: ابن خليل، والدُّبيثيّ.
تُوُفّي فِي مستهلّ رمضان [5] .
114- يحيى بْن مروءة بن بركات [6] .
__________
[ () ] الظنون، ومعجم المؤلفين، وغيره: «مجير» بالياء المنقوطة
باثنتين من تحتها.
[1] أرّخ ابن خلّكان وفاته في سنة 587 هـ.
[2] وقال ابن خلّكان: وقد نظرت في ديوانه فوجدت أكثر مدائحه في
الأمير يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن، وذكر له قصيدة قال إنها طويلة
عدد أبياتها مائة وسبعة أبيات، أولها:
أتُراه يتركَ الغَزَلا ... وعليه شبَّ واكْتَهَلا
كلِفٌ بالغيد ما عقلت ... نفسه السلوان مذ عقلا
ولما مات الأمير يوسف بن عبد المؤمن رثاه بقصيدة طويلة أجاد فيها،
وأولها:
جلّ الأسى فأسل دم الأجفان ... ما ذي الشؤون لغير هذا الشان
وقال الضبّي: شاعر متقدّم في طريقة الشعر برع فيها وفاق أهل زمانه.
توفي ليلة عيد الأضحى بمراكش في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
وقد رأيت شعره. مجموعا في سفرين ضخمين.
وأورد الضبّي أبياتا من شعره.
[3] انظر عن (يحيى بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 263 رقم
353، والمختصر المحتاج إليه 3/ 245، 246 رقم 1352.
[4] كرسا: بفتح الكاف وسكون الراء المهملة وبعدها سين مهملة مفتوحة
وألف. (المنذري) .
[5] وكان مولده سنة 513 هـ.
[6] انظر عن (يحيى بن مروءة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 252 رقم
333.
(42/120)
أبو الْحسين بْن الجمّال الأزْديّ،
المصريّ.
روى عن ظافر بن القاسم الحدّاد قطعة من شِعره.
وعنه: الحافظ عليّ بْن المفضّل.
والجمّال: بجيم وبالتّشديد. تُوُفّي فِي جُمادى الأولى.
115- يُوسُفَ بْن عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن أيّوب بْن موهوب [1] .
أبو الحَجّاج الفِهْريّ، الأندلسيّ، الدّانيّ، وقيل الشّاطبيّ،
نزيل بَلَنْسِيةِ.
وُلِد سنة ستّ عشرة وخمسمائة، وأجاز له أبو مُحَمَّد بْن عتّاب.
وتفقّه بأبي محمد عبد الواحد بن بقيّ.
وسمع من: أبيه، وأبي بكر بْن برنجال.
وأخذ القراءات عَن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الدّانيّ، وأبي
عَبْد اللَّه المكناسيّ.
وأخذ العربيَّة عن: أَبِي العبّاس بْن عامر.
ذكره الأَبّار فقال: كان من أَهْل العناية بالرواية والتّقدّم فِي
الآداب.
وكان إماما فِي معرفة الشُّرُوط، كاتبا بليغا، شاعرا. كتبَ
القُضاة، وناب فِي الأحكام.
وتُوُفيّ فِي شعبان.
وقال غيره: أجاز له أيضا الفقيه أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن
عليّ المازِريّ.
116- يوسف بْن معالي بْن نصر [2] .
أبو الحَجّاج الأطْرابُلُسِيّ، ثمّ الدّمشقيّ، الكتّاني المقرئ،
البزّار.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 262 رقم 351، ونهاية النهاية 2/ 397 رقم
3926.
[2] انظر عن (يوسف بن معالي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 263 رقم
352، وتكملة إكمال الإكمال 365، والعبر 4/ 280، والإعلام بوفيات
الأعلام 244، وسير أعلام النبلاء 21/ 272 دون ترجمة، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 308، وشذرات الذهب 4/ 311، وموسوعة علماء المسلمين
في تاريخ لبنان الإسلامي- القسم الثاني- ج 5/ 72 رقم 1373.
(42/121)
سمع من: الأمير هبة اللَّه بْن الأكفانيّ،
وعليّ بْن قَيْس المالكيّ، وجمال الْإِسْلَام الفقيه.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وابن خليل، وأبو مُحَمَّد عَبْد
الرَّحْمَن بْن أَبِي الفَهْم البلدانيّ، والعماد عَبْد الحميد بْن
عَبْد الهادي، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، والزَّين أَحْمَد بْن
عَبْد الدّائم، وآخرون.
تُوُفّي فِي شعبان. وكان من الثّقات.
وفيها وُلد: الفقيه يعقوب بْن أَبِي بَكْر الطّبَريّ، ثُمَّ
المكّيّ فِي المحرَّم، والإمام محيي الدّين أبو القاسم مُحَمَّد
بْن مُحَمَّد بْن سُراقة الشَاطبيّ بها فِي رجب، وقُطْب الدّين
أَحْمَد بن عبد السّلام بن أبي عصرون بحلب فِي رجب، وكريم بْن
أَبِي المُنَى عمّ الزّين خَالِد، أجاز له الصَّيْدلانيّ، ومسعود
بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن حَمُّوَيْه فِي ربيع الأوّل.
(42/122)
سنة ثلاث وتسعين
وخمسمائة
- حرف الألف-
117- أَحْمَد بْن أسعد بْن وهْب [1] .
الْبَغْدَادِيّ، ثُمَّ الهَرَويّ، الْمُقْرِئ أبو الخليل بْن
صُفَيْر.
قدِم بغداد وسمع بها من: خَلَف بْن أَحْمَد، وصالح بْن الرّخْلة،
وخديجة بِنْت النَّهْرُوانيّ.
وسمع بهَرَاة من: نصْر بْن سَيّار. وصحِبَ الشّيخ عَبْد القادر.
تُوُفّي فِي شعبان.
والرِّخْلَة، بسكون الخاء [2] .
وقد سافر إلى هَمَذّان فقرأ بالروايات أو ببعضها على الحافظ أَبِي
العلاء، وبأصبهان. وكان له حُرْمَة وافِرة بهَرَاة. كان صاحب البلد
يزوره، ونَفَقَت سوقُه دكّانا جيّدة. ثُمَّ بان مُحالُه وكَذِبُه.
ثُمَّ ردّ إِلَى بغداد وبها مات [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أسعد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 286،
287، رقم 398، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 165، وتلخيص
مجمع الآداب 4/ رقم 1468، وميزان الاعتدال 1/ 83 رقم 298، والمغني
في الضعفاء 1/ 34 رقم 242، والوافي بالوفيات 6/ 245، 246 رقم 2725،
ولسان الميزان 1/ 137، 138 رقم 431.
[2] وبكسر الراء المهملة، وبعد اللام تاء تأنيث.
[3] وقال ابن النجار: وحدّث بيسير في مكة وبغداد ونيسابور، ولما
دخلت هراة أصبت أصحاب الحديث مجمعين على كذب أبي الخليل هذا،
وذكروا أنه كان إذا قرأ على الشيوخ يغيّر سطورا لا يقرأها، ويدخل
متنا في إسناد وإسنادا في متن آخر، وإنهم اعتبروا ذلك عليه
فاجتنبوا السماع معه، وكنا هناك نجتنب كل ما سمعه الشيوخ بقراءته
فلا نعبأ به ولا نعتمد عليه. وحكى لي صديقنا أبو القاسم موهوب بن
سعيد الحمامي وكان قد رآه وسمع معه الحديث قال: كان يظهر الزهد
والتقشف ولبس الصوف وعلى جسمه الثياب الناعمة وجباب الإبريسم، ولما
مات خلّف مالا كثيرا.
(42/123)
118- أَحْمَد بْن عليّ بْن عِيسَى بْن هبة
اللَّه بْن الواثق باللَّه [1] .
أبو جَعْفَر الهاشميّ، العبّاسيّ، الواثقيّ، الْمُقْرِئ.
سمع: أَبَا غالب بْن البنّاء، وأبا البدر الكَرْخيّ.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
روى عَنْهُ: ابن خليل.
وكان أديبا شاعرا فاضلا [2] .
119- أَحْمَد بْن أَبِي الفائز [3] بْن عَبْد المحسن بْن الكُبْريّ
[4] .
البغداديّ، الشُّرُوطيّ، أبو الْعَبَّاس.
روى عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبي غالب بن البنّاء.
وعنه: الدُّبيثيّ، وابن خليل.
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة وله خمسٌ وثمانون سنة.
120- أَحْمَد بْن الوزير مؤيّد الدّين مُحَمَّد بْن عليّ بْن
القصّاب [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن عيسى) في: الوافي بالوفيات 7/ 206 رقم
3153.
[2] وكان أحد القراء بالترب التي للخلفاء بالرصافة، وكان متأدّبا.
قال ابن النجار: سمعت أنه غسل ديوانه قبل موته، وكان كثير الهجاء،
خبيث اللسان ... وحدّث باليسير.
ومن شعره:
قطعت مطامعي واعتضت عنها ... عزيزا بالقناعة والخمول
ورمت الزهد في الدنيا لأني ... رأيت الفضل في ترك الفضول
وله أيضا:
دع عنك فخرك بالآباء منتسبا ... وأفخر بنفسك لا بالأعظم الرمم
فكم شريف وهت بالجهل رتبته ... ومن هجين علا بالعلم في الأمم
[3] انظر عن (أحمد بن أبي الفائز) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
281، 282 رقم 392، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 242،
وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1968، والمشتبه 2/ 541، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 229، وتوضيح المشتبه 7/ 279.
[4] الكبري: بضم أوله، وسكون الموحّدة، وكسر الراء. وقد سئل عنه
أحمد فقال: هو لقب لجدّي عبد المحسن.
[5] انظر عن (أحمد بن الوزير مؤيّد الدين) في: مختصر التاريخ لابن
الكازروني 250.
(42/124)
ناب فِي الوزارة عن أَبِيهِ حين سار
بالجيوش أَبُوهُ إِلَى خوزستان.
تُوُفّي فِي هَذَا العام.
121- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أبو إِسْحَاق الْبَغْدَادِيّ، البزّاز. ويُعرف بابن حسّان.
سمع: أَبا الدُّرّ ياقوت بْن عَبْد اللَّه التّاجر، وأحمد بْن
المقرَّب.
وحدَّث.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
122- إبراهيم بن عبد الواحد بن عليّ [2] .
أبو إِسْحَاق المَوْصليّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ.
حدَّث عن: أَبِي الفضل الأُرْمَوِيّ، وغيره.
تُوُفّي فِي حدود هَذَا العام، قاله المنذريّ.
- حرف الحاء-
123- الْحَسَن بْن عليّ بْن حمزَة [3] بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن
بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن الْحُسَيْنُ
بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.
النّقيب الطّاهر أبو مُحَمَّد الهاشميّ، العَلَويّ، الحُسَيْنيّ،
الزَّيْدِيّ، المعروف بابن الأقْسَاسِيّ. أحد الرؤساء وسِنان صعْدة
البُلَغاء، ونجم أفق الأدباء.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 296
رقم 416، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 243.
[2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الواحد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
298 رقم 420، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 261.
[3] انظر عن (الحسن بن علي بن حمزة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
287، 288 رقم 400، والذيل على الروضتين 11، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق
1/ 576، رقم 838، والمختصر المحتاج إليه 2/ 19، والبداية والنهاية
13/ 15، 16، وعقد الجمان 17/ ورقة 213، 214، والوافي بالوفيات 12/
128، 129 رقم 105، وأعيان الشيعة 22/ 326.
(42/125)
له النَّظم والنَّثْر.
سمع من الفضل بْن سهل الإسْفَرَائيني الأثير. وحدَّث. وولي نقابة
العلويّين بالكوفة مدَّة، ثمّ ببغداد.
وقد مدح النّاصر لدين اللَّه. والأقساس: قرية بالكوفة. فَمَنْ
شِعْره:
لو أنّني من سِحْر لَحْظك [1] سالم ... لم أعصِ فيكَ وقد ألحّ
اللّائمُ
لكنّه ناجى فؤادا هائما ... ولَقَلَّما أصغَى فؤادٌ هائمُ
اين الشّجِيُّ من الخَلِيّ فخلِّني ... لبلابلي اليَقْظَى فسِرُّك
نائمُ [2]
وشِعره متوسّط.
تُوُفّي فِي شعبان. وكان مولده سنة تسع وخمسمائة.
124- الْحُسَيْن بْن الْحسن بْن أَحْمَد [3] .
أبو عَبْد اللَّه التّكْريتيّ، الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ.
وُلِد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وحدّث بأناشيد [4] .
__________
[1] في الحاشية من الأصل: «بخطه: «من لفظ سحرك» .
[2] ومن شعره:
ما حاجة الحسن في جيد إلى سخب ... لولا مظاهرة في الدّرّ والذهب
وما تقلّدها مرصوفة لحلى ... سنى الزجاجة أبدى رونق الحبب
والبدر في التمّ لم تعلم فضائله ... حتى تقلّد للنظّار بالشهب
ولو محاها سناه حين يشملها ... لفاتنا نظر في منظر عجب
والدرّ في عنق الحسناء من شرف ... درّ وفي عنق الأخرى كمخشلب
والحسن يكسب منه الحلي منقبة ... والقبح أوضح مسلوب من السّلب
قال الصفدي: قعاقع ما تحتها طائل. (الوافي بالوفيات 12/ 129) .
[3] انظر عن (الحسين بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 291
رقم 407، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 25، والوافي
بالوفيات 12/ 355 رقم 336، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 4/ 629،
والبداية والنهاية 13/ 173، وأعيان الشيعة 25/ 310.
[4] ومن شعره:
تبارك من لا يعلم الغيب غيره ... وشكرا على ما قد قضاه وما حكم
(42/126)
- حرف الخاء-
125- الخاتون والدة السلطان الملك العادل سيف الدين أَبِي بَكْر
بْن أيّوب [1] .
تُوُفّيت بدمشق في ذي الحجّة بدارها المعروفة بدار العقيقيّ الّتي
صارت ترُبة السّلطان الملك الظّاهر.
126- خاصّ بَك بْن برغش [2] .
النّاصريّ الأمير. وُلّي القاهرة مدَّة طويلة.
وحجّ بالنّاس [3] .
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
- حرف الصاد-
127- صالح بْن عِيسَى بْن عَبْد الملك [4] .
الفقيهُ الصّالح أبو التّقيّ المصريّ، المالكيّ، الخطيب.
قرأ القرآن على: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم
الكيزانيّ، وعَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن نِفْطُوَيْه.
روى عَنْهُ: ولده الفقيه أبو مُحَمَّد عَبْد اللَّه. وكان صالحا
زاهدا، لمّا زالت دولة العُبَيْديّين كان يخرج إِلَى البلاد
المصريَّة ويخطبُ بها، وينسخ ما كان بها من الأذان. بحيّ على خير
العمل، ثمّ ينتقل إِلَى بلدٍ آخر احتسابا.
__________
[ () ]
إذا كان ربّي عالما بسريرتي ... وكنت بريئا عنده غير متّهم
فقل لظلوم ساءني سوء فعله ... سينتصف المظلوم من كل من ظلم
فيا نفس لي في يوسف خير أسوة ... فصبرا فإنّ الصبر خير من الندم
(الوافي بالوفيات) .
[1] انظر عن (الخاتون والدة العادل) في: الوافي بالوفيات 13/ 237
رقم 286، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 506، 507.
[2] انظر عن (خاصّ بك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 280 رقم 390.
[3] وحمدت سيرته.
[4] انظر عن (صالح بن عيسى) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 297 رقم
418.
(42/127)
128- صَنْدَل [1] .
الذّمام الكبير، الأمير، أبو الفضل الحَبَشيّ، المُقَتَفَوِيّ
الخادم.
سمع من: أَبِي الفتح ابن البَطِّيّ، وعليّ بْن عساكر البطائحيّ.
وحدَّث. وكان يلقَّب عماد الدّين. فِيهِ ذكاء وفِطْنة وعقل.
ولّي أستاذيّةالدار للخلافة المُقْتَفَوِيَّة، فلمّا بويع النّاصر
كان صَنْدَل قد كبر وضعْف، وطلب أذْنًا بالانقطاع فِي تربة له،
ففسح له [2] .
__________
[1] انظر عن (صندل) في: ذيل الروضتين 11، وخلاصة الذهب المسبوك
280، والوافي بالوفيات 16/ 333- 335 رقم 366.
[2] وقال الصفدي: كان أحد الخدم الكبار بدار الخلافة، وله المنزلة
الرفيعة عند الخلفاء، تولّى النظر بواسط أيام المستنجد باللَّه، ثم
تولّى استادارية الخلافة أيام المستضيء سنة سبع وستين، وبقي مدّة
على ولايته معظّما على نظرائه، وعزل سنة إحدى وسبعين، ولزم بيته
مدّة، ثم ولي عدّة ولايات أيام الإمام الناصر. وكان حافظا لكتاب
الله، متديّنا، محبّا لأهل العلم مكرما لهم، يعرف طرفا من العلم،
وسمع بعد علوّ سنّه من هبة الله بن أحمد بن محمد بن شاتيل..
وانتقى عليه الحافظ معمر بن عبد الواحد بن الفاخر الأصبهاني جزءا
من عوالي مسموعاته.
قال أبو الغنائم محمد بن علي بن المعلّم: حججت سنة ثمان وستين
وخمسمائة وكان عماد الدين صندل الخاص في السفر، ولكثرة أشغالي في
الطريق بمهامّ نفسي لم أتفرّغ أن أطلبه وأسلّم عليه، فلما كان في
الرجعة وقد بقي بيننا وبين الكوفة ثلاث مراحل رأيت خيمة كبيرة
عالية بالقرب من الموضع الّذي نزلت فيه، فسألت عنها فقيل لي: إنها
للأمير عماد الدين صندل، فلبست ثيابا غير الثياب التي كانت عليّ
ومضيت إليه لأسلّم عليه، فرأيته من بعيد وقد عمل له طرّاحة ومسند
في الخيمة، فلما رآني من بعيد وعرفني قال لحاجب له يقال له بهرام:
من هذا؟
تنبّهي يا عذبات الرند قال: فلما دخلت عليه وقبّلت يده قلت: يا
مولانا وكيف ما تعرفني إلّا بقولي:
تنبّهي يا عذبات الرند لم لا تعرفني بقولي فيك؟ قال: وما قلت في؟
قلت: قولي:
وما أرج من روضة ظلّها النّدى ... تضرّع في جنح من الليل أليل
وجاءت به ريح الصبا وهي رطبة ... بها من شميم الحيّ عبقة مندل
بأطيب عرفا من تراب أماكن ... تمشّت بها مجتازة خيل صندل
فاستحسن ذلك مني، وأمر حاجبه بهرام فأحضر لي جبّة وعمامة وقميص
تحتاني ولباسا مع تكّته وخفّا وعشرين دينارا وقال: هذه تنفقها من
الحلّة إلى أن تصل إلى أهلك.
(42/128)
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
- حرف الطاء-
129- طُغْتِكِين بْن نجم الدّين أيُوب بْن شاذي بْن يعقوب بْن
مروان [1] .
الدُّوَيْنيّ الأصل، ظهير الدّين، الملك الْعَزِيز سيف الْإِسْلَام
صاحب اليمن، أخو السّلطان صلاح الدّين.
وكان أخوه قد سيَّره إِلَى بلاد اليمن بعد أَخِيهِ شمس الدّولة،
فملكها واستولى على كثيرٍ من بلادها فِي سنة سبْعٍ وسبعين.
وكان شجاعا، محمود السّيرة، مع ظُلمٍ. وكان قد أَخَذَ من نائبيَ
أَخِيهِ ابن مُنْقِذ، وعثمان الزَّنْجيليّ أموالا عظيمة بالمرَّة.
وكان مِمَّا كثُر الذَّهب عنده يسبكه ويجعله كالطّاحون.
وكان حَسَن السّياسة، مقصودا من البلاد. سارَ إليه شرف الدّين بْن
عُنَين ومدَحه فأحسن إليه، وخرج من عنده بذهبٍ كثير ومتاجر، فقدِم
مصر، فأخذ منه ديوان الزّكاة ما على متجره، والسّلطان يومئذٍ
الْعَزِيز عثمان، فعمل:
__________
[1] انظر عن (طغتكين بن نجم الدين أيوب) في: زبدة الحلب 3/ 20،
والكامل في التاريخ 12/ 129، 130، وذيل الروضتين 11، ومفرّج الكروب
3/ 72، وتاريخ الزمان 230، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 453، ووفيات
الأحيان 2/ 523، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 289، 290 رقم 404،
ومعجم البلدان 5/ 212، ووفيات الأعيان 2/ 523، وإنسان العيون لابن
أبي عذيبة (مخطوط) ورقة 66، والمختصر في أخبار البشر 3/ 93، والدرّ
المطلوب 313، 132، والعبر 4/ 281، والمختصر المحتاج إليه 2/ 172،
173، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، والإعلام بوفيات الأعلام
244، ودول الإسلام 2/ 103، وسير أعلام النبلاء 21/ 333 رقم 176،
وتاريخ ابن الوردي 2/ 112، والبداية والنهاية 13/ 15، ومرآة الجنان
3/ 475، 476، والوافي بالوفيات 16/ 450، 451 رقم 484، وطبقات فقهاء
اليمن للجعدي 184، 223، 224، 229، 230، 236، والعسجد المسبوك 2/
241، والمقفى الكبير 4/ 14، 15 رقم 1410، وغاية النهاية 1/ 460،
ومآثر الإنافة 2/ 68، والسلوك ج 1 ق 1/ 140، وصبح الأعشى 5/ 29،
والعقود اللؤلؤية للخزرجي 1/ 29، وعقد الجمان (مخطوط) 17/ ورقة
215، 216، والنجوم الزاهرة 6/ 141، 142، وشفاء القلوب 198، 199،
وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 219، وترويح القلوب 47، 57، والسمط
الغالي الثمن لليامي 22، وشذرات الذهب 4/ 311، 312، وتاريخ ثغر عدن
2/ 101.
(42/129)
ما كلُّ من يتسمَّى بالعزيز لها ... أهلٌ
ولا كلُّ برْقٍ سُحْبُهُ غَدِقَهْ
بين العَزيزَيْن بَوْنٌ فِي فَعَالهما ... هذاك يُعطي، وهذا يأكل
[1] الصَدَقَهْ
تُوُفّي سيف الْإِسْلَام فِي شوّال بالمنصورة، مدينة أنشأها
باليمن، وقام بالمُلك بعده ابنه إِسْمَاعِيل الّذي سفك الدّماء،
وادَّعى أنّه أُمَويّ، ورام الخلافة وتلقَّب بالهادي، وكان
شَهْمًا، شجاعا، طيّاشا، وكان أَبُوهُ يخاف منه. وقد وفد على عمّه
السّلطان صلاح الدّين قبل موته بأيّامٍ، ثمّ رجع إِلَى اليمن،
فأدركتْه وفاةُ أَبِيهِ وقد قارب تَعِز، فتسلَّم اليمن.
130- طَلْحَةُ بْن مظفَّر بْن غانم [2] .
أبو مُحَمَّد العراقيْ، العَلْثي الحنبليّ، الزّاهد.
تفقّه ببغداد على الْإِمَام أَبِي الفتح بْن المَنِّيّ، وغيره.
وسمع من: أبي الفتح بن البطي، ويحيى بن ثابت، وأحمد بن المبارك
المرقّعاتيّ، وطائفة.
وعُني بالحديث، وحصّل، وقرأ على ابن الجوزيّ أكثر مصنَّفاته. ثُمَّ
انقطع فِي زاويته بالعَلْث [3] ، وأقبل على العبادة وتعليم العِلم،
وأقبل النّاس عليه، وصار له أتباع، واشتهر اسمه. وكان من الثّقات
رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
روى عَنْهُ: يوسف بن خليل، وجماعة.
وتُوُفّي فِي ثالث عشر ذي الحجَّة، وله جماعة أولاد. وهو ابن عمّ
الزّاهد إسحاق العلثيّ.
__________
[1] في ديوان ابن عنين 223، والوافي بالوفيات 16/ 451 «يأخذ» .
[2] انظر عن (طلحة بن مظفّر) في: معجم البلدان 3/ 711، والتكملة
لوفيات النقلة 1/ 295 رقم 413، وأخبار الزهاد لابن الساعي، ورقة
77، والمختصر المحتاج إليه 2/ 121 رقم 743، والمشتبه 2/ 468،
والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 390، 391، وتوضيح المشتبه 6/ 318،
والتاج المكلّل للقنوجي 312، 313، وشذرات الذهب 4/ 313 وفيه:
«طلحة بن عبد بن مظفر» .
[3] العلث: بالمثلّثة وفتح العين وسكون اللام. هي قرية من قرى دجيل
من أعمال بغداد.
(42/130)
- حرف العين-
131- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن هبة
اللَّه [1] .
أبو مُحَمَّد الأُرْسُوفيّ، ثُمَّ الْمَصْرِيّ، الشّافعيّ،
التّاجر.
كان كثير المال، غزير الإفضال، وافر البِرّ والمعروف.
وأُرْسُوف: بضمّ أوّله [2] .
132- عَبْد اللَّه بْن مَنْصُور بْن عِمران بْن ربيعة [3] .
أبو بَكْر الرَّبَعيّ، الْمُقْرِئ، الواسطيّ، المعروف بِابن
الباقِلّانيّ.
شيخ العراق. وُلِد في المحرّم سنة خمسمائة. وقرأ القراءات على
أَبِي العِزّ القلانِسيّ، وهو آخر أصحابه. وعلى: عليّ بْن عليّ بْن
شيراز، وأبي مُحَمَّد سِبْط الخيّاط.
وسمع منهم، ومن: أَبِي عليّ الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الفارقيّ،
وخميس الحَوْزيّ، وأبي الكرم نصر اللَّه بْن الجلَخْت، وأبي عَبْد
اللَّه البارع، وأبي العزّ بْن كادَش، وأبي القاسم بْن الحُصَيْن،
وأبي بكر المزرفيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 277
رقم 379.
[2] وسكون الراء وضم السين المهملتين وبعد الواو الساكنة فاء.
مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام.
[3] انظر عن (عبد الله بن منصور) في: الكامل في التاريخ 12/ 130،
وتاريخ دمشق (مخطوطة الأزهرية 70/ 10) ورقة 2 ب، ومرآة الزمان ج 8
ق 2/ 453، 454، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 76- 78 رقم 381، وذيل
الروضتين 12، والتقييد لابن نقطة 327، 328 رقم 394، وذيل تاريخ
بغداد لابن الدبيثي 15/ 225، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 81
رقم 35، والمختصر المحتاج إليه 2/ 172، 173، رقم 812، وسير أعلام
النبلاء 21/ 247- 248 رقم 127، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308،
وميزان الاعتدال 2/ 508 رقم 4226، والعبر 4/ 281، ودول الإسلام 2/
72، والإعلام بوفيات الأعلام 244، ومعرفة القراء الكبار 2/ 450،
452، والمعين في طبقات المحدّثين 181 رقم 1930، ومرآة الجنان 3/
453، 454، والوافي بالوفيات 17/ 640، 641، رقم 538، وغاية النهاية
1/ 460، 461 رقم 1927، ولسان الميزان 3/ 366 رقم 1466، وعقد الجمان
17/ ورقة 214، 215، والعسجد المسبوك 2/ 241، والنجوم الزاهرة 6/
146، وشذرات الذهب 4/ 314.
(42/131)
روى عَنْهُ تاج الْإِسْلَام أبو سعْد
السَّمْعانيّ، وأبو القاسم بْن عساكر أناشيد، وماتا قبله بدهر.
وقد ذكره ابن عساكر فِي «تاريخه» فقال: شابٌ قدِم دمشق وأقرأ بها،
وكان قد قرأ على القلانِسِيّ. قرأ عليَّ كتاب «الغاية» لابن مهران،
«وتفسير الواحديّ الوسيط» .
قال: ورأيت له قصيدة مدَح بها بعض النّاس بدمشق يقول:
بِأّيِّ حُكْمٍ دمُ العُشّاق مطْلُولُ ... فليس يودي لهم في الشّرع
مقتول
ليت البَنَان الّتي فيها رأيتُ دمي ... يُرى بها لي تقليبٌ وتقبيلُ
[1]
قلت: وقرأ عليه بالقراءات التّقيّ أبو الحسن بن باسويه، والمرجّى
بْن شُقَيْرة التّاجر، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن سعيد
الدّبيثيّ، والحسن بن أبي الحسن بْن ثابت الطّيْبيّ، والعلّامة أبو
الفَرَج بْن الجوزيّ، وولده الصّاحب محيي الدّين يوسف، وخلْق
سواهم.
وازدحم عليه الطَّلبة وقصدوه من النّواحي.
لكن قد ضعّفه غير واحد.
قَال ابن نُقْطَة [2] : حدَّث «بسُنَن أَبِي دَاوُد» ، وعن أَبِي
عليّ الفارقيّ، وسمعه منه فِي سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
قال: وحدّثني أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن
الواسطيّ ابن أخت ابن عبد السّميع، وكان ثقة صالحا، قال: سمعت منه
«السُّنَن» وسماعه فيه صحيح.
__________
[1] وقال ابن عساكر: أنشد لأبي الحسن محمد بن علي بن أبي الصَّقر
الواسطي لنفسه ارتجالا وقد دخل غزاء لصبيّ وهو في عشر المائة، وبه
ارتعاش، فتغامز عليه الحاضرون، فقال:
إذا دخل الشيخ بين الشباب ... وقد مات طفل صغير
رأيت اعتراضا على الله إذ ... توفي الصغير وعاش الكبير
فقل لابن شهر وقل لابن ألف ... وما بين ذاك هذا المصير
[2] في التقييد 327.
(42/132)
قال: وكان قد قرأ على القلانِسيّ بكتاب
«الإرشاد» [1] وقراءته به صحيحة، وما سوى ذلك فإنه يزوّره.
قال ابن نُقْطة: وقال لي أبو طَالِب بْن عَبْد السّميع: كان ابن
الباقِلّانيّ يسمّع كتاب «مناقب عليّ» ، عن مؤلّفه أَبِي عَبْد
اللَّه بْن الْجُلّابي، فقال لي:
نسخته ليست موجودة بواسط، يعني سماعه. فقلت له: إنّ النُّسَخ بها
مختلفة تزيد وتنقص. فلم يزل يُسمّعها من أيِّ نسخةٍ كَانَتْ.
وقد ضعّفه الدُّبيثيّ فقال [2] : انفرد برواية العشرة عن أَبِي
العِزّ، وادّعى رواية شيءٍ آخر من الشّواذ عن أَبِي العِزّ،
فتكلَّم النّاس فِيهِ، ووقفوا فِي ذلك، واستمرّ هُوَ على روايته
للمشهور والشّاذّ شَرِهًا منه.
قال: وكان حَسَن التّلاوة، عارفا بوجوه القراءات.
وتُوُفّي فِي سلْخ ربيع الآخر. وأقرأ النّاسَ أكثر من أربعين سنة.
قال: وسمعت أَبَا طَالِب عَبْد المحسن بْن أَبِي العميد الصُّوفيّ
يقول: رَأَيْت في المنام بعد وفاة ابن الباقِلّانيّ كأنّ شخصا يقول
لي: صلّى عليه سبعون وليّا للَّه.
قلت: آخر من مات من تلامذته الشّريف الدّاعي.
133- عَبْد الخالق بْن الْمُبَارَك بْن عِيسَى [3] .
أبو الفَرَج ابن المزيّن الْبَغْدَادِيّ، القارئ.
سمع من: أَبِي الْحُسَيْن محمد بن مُحَمَّد بْن الفرّاء.
وكان معمّرا عاش نَيِّفًا وتسعين سنة.
__________
[1] هو كتاب: الإرشاد في معرفة علماء الحديث، لأبي يعلى الخليل بن
عبد الله القزويني (ت 446 هـ.) ، وقد حققه د. محمد سعيد بن عمر
إدريس- وصدر عن دار الرشد بالرياض 1409 هـ. / 1989 م. في 3
مجلّدات.
[2] في ذيل تاريخ بغداد 15/ 225.
[3] انظر عن (عبد الخالق بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
277 رقم 380، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 152.
(42/133)
134- عَبْد الكريم بْن يحيى بْن شُجاع بْن
عَبَّاس [1] .
أبو مُحَمَّد القَيْسيّ الدَّمشقيّ، المعروف بابن الهادي.
سمع: عَبْد الكريم بْن حَمْزَة، ويحيى بْن بطْريق.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والعماد بْن عساكر، وجماعة.
ويقال له كرم [2] .
تُوُفّي فِي ثاني شعبان.
135- عَبْد الكريم بْن يوسف بْن مُحَمَّد [3] .
أبو نصر الْبَغْدَادِيّ، الخيفيّ، المعروف بابن الدّيناريّ.
وُلِد سنة سبْع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن.
وحدَّث.
وتوفي في جمادى الأولى.
روى عنه: ابن الدُّبيثيّ، وغيره.
136- عَبْد الوهّاب بْن الشَّيْخ عَبْد القادر بْن أَبِي صالح [4]
.
الفقيه أبو عَبْد اللَّه الجيليّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الأزَجيّ،
الواعظ الحنبليّ.
ولد سنة ثنتين وعشرين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (عبد الكريم بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
282، 283 رقم 394.
[2] هكذا في الأصل. وفي (التكملة) : يسمّى: كريما.
[3] انظر عن (عبد الكريم بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
279 رقم 387، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 165، والجواهر
المضية 2/ 459 رقم 856، والفوائد البهية 101، والطبقات السنية ج 2/
ورقة 547، 548، وهدية العارفين 1/ 609، وكتائب أعلام الأخيار، رقم
398، ومعجم المؤلفين 6/ 7 وفيه وفاته سنة 590 هـ.
[4] انظر عن (عبد الوهاب بن الشيخ عبد القادر) في: مشيخة النعّال
132، 133، وذيل الروضتين 12، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 288، 289
رقم 403، ومرآة الزمان ج 8/ 454، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 155، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 63،
والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 388- 390، وعقد الجمان 17/ ورقة 214،
215، وقلائد الجواهر للتادفي 42، وشذرات الذهب 4/ 314، والتاج
المكلّل للقنوجي 212.
(42/134)
وسمع من: أَبِي الفضل الأُرْمَوِيّ، وأبي
غالب بن البنّاء، وولده سَعِيد بْن أَبِي غالب، وأبي مَنْصُور بْن
زُرَيق القزّاز، ومحمد بْن أَحْمَد بْن صرما.
وتفقّه على والده، ودرّس بعده بمدرستهم، وحدَّث ووعظ وأفتى
وناظَرَ، وروسل من الدّيوان الْعَزِيز. وكان أديبا ظريفا، ماجنا،
خفيفا على القلوب.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل.
وولّاه النّاصر لدين اللَّه المظالم، وبنى [1] تربة الخلاطيَّة.
قال أبو شامة [2] : قيل له يوما فِي مجلس وعظه: ما تقول في أهل
البيت؟ قال: قد أَعْموني. وكان أعمش. أجابَ عن بيتِ نفسه.
وقيل له يوما: بأيّ شيء يُعرف المُحِقّ من المُبْطِل؟
قال: بلَيْمُونَة. أجاب عمّن يخضِب، أي بلَيْمُونَة، يزول
خِضَابُه.
وقال ابن البُزُوريّ: وعظ مرَّةً، فقال له شخص: ما سمعنا مثل
هَذَا.
فقال: لا شكّ يكون هَذَيان.
تُوُفّي فِي شوّال.
137- عُبَيْد اللَّه بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الملك [3] .
أبو الْحُسَيْن بْن قزمان، القُرْطُبيّ.
سمع من: أَبِيهِ القاضي أَبِي مروان.
وسمع «صحيح البخاريّ» من أَبِي جَعْفَر البَطْروحيّ. وأجاز له أبو
مُحَمَّد بْن عتّاب، وأبو بحر الأَسَديّ.
وولي القضاء بكور قُرْطُبة. وكان بصيرا بالأحكام، أديبا، شاعرا،
بارع الخطّ.
سمع منه: أبو سُلَيْمَان بْن حَوْط اللَّه قبل الثّمانين.
واختبل قبل موته بمدّة.
__________
[1] في الأصل: «وبنا» .
[2] في ذيل الروضتين 12.
[3] انظر عن (عبيد الله بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن
الأبّار.
(42/135)
تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وتسعين. ذكره
الأبّار.
138- عُبَيْد اللَّه بْن يُونُس بْن أَحْمَد [1] .
أبو المظفَّر الأزَجيّ، الْبَغْدَادِيّ، الوزير جلال الدّين.
تفقَّه على: أَبِي حكيم إِبْرَاهِيم بْن دينار النّهْروانيّ.
وقرأ الأُصُول والكلام على أَبِي الفَرَج صَدَقة بْن الْحُسَيْن.
وسمع: أَبَا الوقت، ونصر بْن نصْر العُكْبَرِيّ.
وسافر إِلَى هَمَذَان، فقرأ القراءات أو بعضها على الحافظ أَبِي
العلاء، ثُمَّ داخَلَ الدّولة إِلَى أن رُتِّب وكيلا لوالدة
الخليفة، ثُمَّ ترقّى أمره، وعظُم قدْره، إِلَى أنْ ولي الوزارة
للنّاصر لدين اللَّه فِي سنة ثلاثٍ وثمانين. ثمّ سار بالجيوش
المنصورة لمناجزة طُغْرِيل بْن أرسلان السَّلْجوقيّ، وعمل معه
مُصَافًّا، فانكسر الوزير وانجفل جَمْعُه وأُسِر، وحُمِل إِلَى
هَمَذَان، ثُمَّ إِلَى أَذَرْبَيْجان. ثُمَّ تسحّب فجاء إِلَى
الموصل، ثُمَّ إِلَى بغداد متستّرا، ولزِم بيته مدّة، ثمّ بعد مدّة
ظهر، فرتّب ناظرا للخزانة، ثمّ نقل إلى الاستداريّة، وذلك في سنة
سبع وثمانين، وصار كالنّائب فِي الوزارة. فلمّا وُلّي ابن القصّاب
الوزارة سنة تسعين قبض على جلال الدّين ابن يُونُس وسجنه. فلمّا
مات ابن القصّاب عام أوّلٍ، نقلوا ابن يُونُس إِلَى دار الخلافة،
وحُبِس فِي مطمورة، وكان آخر العهد به.
قال أبو عَبْد اللَّه بْن النّجّار [2] : كان يعرف الكلام. صنَّف
كتابا فِي الأصول والمقالات، وسمعه منه الفضلاء.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن يونس) في: الكامل في التاريخ 11/ 562 و
12/ 24، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 438، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي
283، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 249، والتاريخ المجدّد لابن
النجار (مخطوطة الظاهرية) ورقة 116، وذيل الروضتين 32، وفيه «عبد
الله» ، وسير أعلام النبلاء 21/ 299، 300 رقم 155، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 308، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 392.
[2] في التاريخ المجدّد، ورقة 71.
(42/136)
وسمع منه الحديث: عَبْد الْعَزِيز بْن
دُلَف، وأبو الْحَسَن بْن القَطِيعيّ.
ولم يكن فِي ولايته محمودا.
قيل: مات فِي صَفَر فِي السِّرْداب، ودُفِن به.
139- عَذراء بِنْت شاهنشاه بْن أيّوب بن شاذي [1] .
الخاتون الجليلة صاحبة العذراويّة، وأخت عزّ الدّين فرّوخ شاه.
تُوُفّيت فِي أوّل العام، ودُفِنت بتُربتها فِي مدرستها داخل باب
النّصر.
وهي عمَّة الملك الأمجد البَعْلَبَكِّيّ.
140- عَلِيّ بْن أَبِي بَكْر بْن عَبْد الجليل [2] .
العلّامة، شيخ الحنفيَّة، برهان الدّين المَرْغِينَانيّ، الحنفيّ،
صاحب كتابيَ «الهداية» و «البداية» فِي المذهب.
تُوُفّي رحمه اللَّه تعالى ليلة الثّلاثاء لأربع عشرة ليلةٍ خَلَت
من ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى [3] .
__________
[1] انظر عن (عذراء بنت شاهنشاه) في: ذيل الروضتين 11، ووفيات
الأعيان 2/ 453، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308.
[2] انظر عن (علي بن أبي بكر) في: سير أعلام النبلاء 21/ 232 رقم
118، وتاج التراجم 42، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 101،
والجواهر المضيّة 2/ 627- 629 رقم 1030، ومفتاح السعادة 2/ 263،
264، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 425، والطبقات السنيّة، رقم 1457،
وكشف الظنون 1/ 227، 228، 352، 569 و 32/ 1250، 1251، 1622، 1660،
1830، 1852، 1953، 2032، والفوائد البهية 141- 144، وإيضاح المكنون
2/ 570، وهدية العارفين 1/ 702، والأعلام 5/ 73، ومعجم المؤلفين 7/
45.
[3] وقال ابن أبي الوفاء القرشي: أقرّ له أهل عصره بالفضل
والتقدّم، كالإمام فخر الدين قاضي خان، والإمام زين الدين
القبّابي. وفاق شيوخه وأقرانه، وأذعنوا له كلهم، ولا سيّما بعد
تصنيفه لكتاب «الهداية» و «كفاية المنتهى» . ونشر المذهب، وتفقّه
عليه الجمّ الغفير.
سمعت قاضي القضاة شمس الدين بن الحريري يذكر عن العلّامة جمال
الدين ابن مالك أن صاحب «الهداية» كان يعرف ثمانية علوم. ورحل،
وسمع، ولقي المشايخ، وجمع لنفسه مشيخة كتبتها، وعلّقت منها فوائد.
(الجواهر) .
(42/137)
141- عليّ بْن خليفة بْن عليّ [1] .
أبو الْحَسَن بْن المُنقَّى، الْمَوْصِلِيّ، النَّحويّ.
كان زاهدا، ورِعًا، صالحا. أقرأ العربيَّة مدَّةً، وله شِعْر
حَسَن، ومقدّمة نحو. وتخرَّج به خلْق من أَهْل الموصل.
وكان مع دينه يهجو بالشِّعر.
142- عليّ بْن علي بْن أَبِي البركات هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن
علي بْن أَحْمَد [2] .
قاضي القُضاة أبو طَالِب ابن البخاريّ، البغداديّ، الفقيه
الشّافعيّ.
ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وتفقّه على العلّامة أَبِي القاسم
يحيى بْن فضلان.
وسمع من: أَبِي الوقت، وغيره.
وخرج أَبُوهُ قاضيا إِلَى بعض بلاد الروم، فسافر معه وأقام هناك.
فلمّا تُوُفّي أَبُوهُ وُلّيَ هُوَ القضاء. ثُمَّ إنّه عُزِل فسار
إِلَى الشّام، ثمّ عاد إِلَى بغداد بعد عشرين سنة، فأُكْرِم مورده،
وزِيد فِي احترامه. ثمّ إنّه ولّي قضاء القضاة سنة اثنتين وثمانين.
__________
[1] انظر عن (علي بن خليفة) في: معجم الأدباء 13/ 215، والوافي
بالوفيات 21/ 80، 81 رقم 44، وبغية الوعاة 2/ 165، وكشف الظنون 2/
1743 وفيه وفاته سنة 562 هـ. وهو غلط، ومعجم المؤلفين 7/ 87.
[2] انظر عن (علي بن علي) في: الكامل في التاريخ 12/ 130، والتكملة
لوفيات النقلة 1/ 281 رقم 391، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1145،
وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 283، ومختصر التاريخ لابن الكازروني
251، والعبر 4/ 282، وسير أعلام النبلاء 21/ 224 دون ترجمة،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/
279، 280 (7/ 227، 228) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 2173، 174،
وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 148 ب، 149 أ، والبداية والنهاية
13/ 15، والعقد المذهب، ورقة 163، والعسجد المسبوك 2/ 241، 242،
وعقد الجمان 17/ ورقة 210- 213، والنجوم الزاهرة 6/ 140، وشذرات
الذهب 4/ 314، 315.
(42/138)
ثُمَّ ناب فِي الوزارة مع القضاء مُديدَة،
ثُمَّ عُزل عَنْهَا، ثمّ أُعيد إِلَى قضاء القُضاة سنة تسعٍ
وثمانين.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
143- علي بْن مُحَمَّد بْن حَبْشيّ [1] ، بفتح الحاء ثمّ سكون
الباء.
أبو الْحَسَن الأَزَجيّ الرّفّاء.
روى عَنْ: أَبِي سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ.
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
144- عليّ بْن مُوسَى بْن عليّ بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن خَلَف
[2] .
أبو الْحَسَن بْن النَّقَرات الأنصاريّ، السّالمّي، الأندلسيّ،
الْجَيّاني، نزيل مدينة فاس.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِي عليّ بْن عَريب، وأبي العبّاس بْن
الحُطَيْئة، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد الفِهْريّ.
وحدّث عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه بْن الدّمامة، وأبي الْحَسَن
اللّواتي.
وأقرأ النّاس، ووُلّي خطابة فاس.
وأكثر عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن القطّان.
وإليه يُنسب الكتاب الموسوم «بشذور الذَّهَب» في الكيمياء [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن حبشي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
274، 275 رقم 374، والمشتبه 1/ 210، وتوضيح المشتبه 3/ 70.
[2] انظر عن (علي بن موسى) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم
1877، وجذوة الاقتباس 481، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة
ج 5/ 412، وفوات الوفيات 3/ 106، والوافي بالوفيات 22/ 260- 264
رقم 185، وغاية النهاية 1/ 581، ولسان الميزان 4/ 265، ونفح الطيب
3/ 605، وشذرات الذهب 4/ 317.
[3] لم ينظم أحد في الكيمياء مثل نظمه، بلاغة معان وفصاحة ألفاظ
وعذوبة تراكيب، حتى قيل فيه: إن لم يعلّمك صنعة الذهب، فقد علّمك
صنعة الأدب. وقيل: هو شاعر الحكماء وحكيم الشعراء. وقصيدته الطائية
أبرزها في ثلاثة مظاهر: مظهر غزل، ومظهر قصة موسى، والمظهر الّذي
هو الأصل في صناعة الكيمياء، وهذا دليل القدرة والتمكّن، وأولها:
(42/139)
وقد ذكره التُّجَيْبِيّ ووصفه بالزُّهْد
والصّلاح والورع. وقال: ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة. وعاش إِلَى
هَذَا العام [1] .
145- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عليّ [2] .
أبو حَفْص الْبَغْدَادِيّ، القزّاز. ويُعرف بابن العُجَيْل.
حدَّث عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن.
وكان رجلا صالحا.
تُوُفّي فِي صَفَر رحمه اللَّه تعالى.
146- عُمَر بْن أَبِي المعالي [3] .
الْبَغْدَادِيّ، الكُمَيْماثيّ [4] ، الزَّاهد. صاحب الشّيخ عَبْد
القادر.
__________
[ () ]
بزيتونة الدهن المباركة الوسطى ... غنينا فلم نبدل بها الأثل
والخمطا
صفونا فآنسنا من الطور نارها ... تشبّ لنا وهنا ونحن بذي الأرطى
فلما أتيناها وقرّب صبرنا ... على السير من بعد المسافة ما اشتطّا
نحاول منها جذوة لا ينالها ... من الناس من لا يعرف القبض والبسطا
هبطنا من الوادي المقدّس شاطئا ... إلى الجانب الغربيّ نمتثل
الشرطا
وهي طويلة. وقال الصفدي: عدد أبيات «الشذور» ألف وأربع مائة وتسعون
بيتا، جميعها من هذه المادّة، وهذا فنّ لا يقدر غيره عليه، ولا
أعرف لأحد مثل هذا، نعم، المتنبّي وبعض شعراء العرب الفحول، لهم
قدرة على إبراز صورة الحرب في صورة الغزل، فتجد حماستهم تشبه
الأغزال.
[1] في الذيل والتكملة، ولسان الميزان، كان حيّا سنة 595 هـ. وفي
شذرات الذهب توفي سنة 594 هـ.
[2] انظر عن (عمر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 275 رقم
375، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 199.
[3] انظر عن (عمر بن أبي المعالي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
275 رقم 376، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 206، وذيل
تاريخ بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 123، وأخبار الزهاد لابن
الساعي، ورقة 9390، وسير أعلام النبلاء 21/ 224 دون ترجمة.
[4] هكذا في الأصل وتكملة المنذري، بضم الكاف. أما في: تاريخ ابن
الدبيثي، وأخبار الزهاد لابن الساعي، وذيل تاريخ بغداد لابن
النجار: «الكيماي» .
(42/140)
ذكره المُحِبّ بْن النّجّار [1] فقال: كان
صالحا، منقطعا عن النّاس، مشتغلا بما يعنيه. كَانَتْ له حلقة بجامع
القصْر بعد الجمعة. يجتمع حوله النّاس، ويتكلّم عليهم بكلامٍ مفيد.
وكان له أتباع وأصحاب وَقَبُولٌ.
تُوُفّي فِي صَفَر، وقد جاوز السّبعين. وبَنَت والدةُ الخليفة على
قبره قُبَّة.
147- عِيسَى بْن الشَّيْخ عَبْد القادر بْن أَبِي صالح الْجِيليّ.
أبو عَبْد الرَّحْمَن نزيل مصر.
سمع أَبَاهُ. وبدمشق: عليّ بْن مهديّ الهلاليّ.
ووعظ بمصر، وحصل له قَبُولٌ.
روى عَنْهُ: حَمْد بْن ميسرة.
وتُوُفّي فِي رمضان.
- حرف الفاء-
148- فايز بْن دَاوُد بْن بركة [2] .
أبو الفايز وأبو المظفّر النّهْروانيّ، الأَزَجيّ.
ولد سنة ثمان وخمسمائة.
وسمع من: إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن ملك العاقوليّ، وأبي الفضل
الأُرْمَوِيّ، وأبي المعمّر الْمُبَارَك بْن أَحْمَد.
وحدَّث.
149- فتيان بْن مُحَمَّد بْن عليّ الخيّاط [3] .
حدَّث بالموصل عن: أَحْمَد بْن هشام الطّوسيّ.
توفّي في ذي الحجّة.
__________
[1] في ذيل تاريخ بغداد.
[2] انظر عن (فايز بن داود) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 283 رقم
396.
[3] انظر عن (فتيان بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 295 رقم
414.
(42/141)
- حرف الميم-
150- مُحَمَّد بْن الفقيه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي العز
الْمُبَارَك بْن بَكْرُوس [1] .
أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ.
سمع: أَبَا مُحَمَّد بْن الخشّاب، وجماعة.
وتُوُفّي شابّا رحمه اللَّه.
151- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يحيى [2] بْن زَيْدِ بْن ناقة [3] .
أبو مَنْصُور الكوفيّ، المعدّل.
سمع: أَبَاهُ.
وحدَّث.
وتُوُفّي ببغداد فِي جُمَادَى الآخرة [4] .
152- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الباقي بْن أحمد بْن
النَّرْسِيّ [5] .
أبو مَنْصُور العدل الْبَغْدَادِيّ، المحتسب.
تُوُفّي فِي ذي القعدة عن سبعين سنة.
روى عن: جدّه، وعن: هبة اللَّه بْن الطَّبر، وجماعة.
روى عنه عَبْد اللَّه بْن أحمد الخباز، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
297 رقم 419، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 15.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن يحيى) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 62، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 279، 280 رقم 388،
وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 14، 15، ومرآة الزمان 8 ق
2/ 450، وذيل الروضتين 9، والمختصر المحتاج إليه 1/ 15، وعقد
الجمان 17/ ورقة 208، 209.
[3] تصحّف في ذيل الروضتين، وعقد الجمان إلى: «باقة» .
[4] ذكره سبط ابن الجوزي، وأبو شامة، وبدر الدين العيني في وفيات
592 هـ.
[5] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الباقي) في: التكملة لوفيات
النقلة 1/ 292، 293 رقم 409، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870)
ورقة 15، والوافي بالوفيات 2/ 106 رقم 429، والمختصر المحتاج إليه
1/ 15، 16.
(42/142)
153- مُحَمَّد بْن حسن بْن عطيَّة [1] .
الأنصاريّ، الجابريّ، جَابِر بْن عَبْد اللَّه، أبو عَبْد اللَّه
السَّبْتيّ.
سمع وأكثر عن: القاضي عِياض. وسمع من: جدّه لأمّه سُلَيْمَان بْن
تسع الخطيب، والحسن بْن سهْل الخُشنيّ. وجماعة.
قال الأَبّار: كان من الثّقة والأمانة والعدالة بمكان. ولي القضاء
وعُني بعقد الشُّروط. وله حظٌّ من النّظم.
حدّث عَنْهُ من شيوخنا: أبو العبّاس العَزفيّ، وأبو بَكْر بْن
محرز.
قلت: ومن آخر أصحابه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الأَزْدي،
السَّبْتيّ.
154- مُحَمَّد بْن حَيْدَرة بْن عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن
مُحَمَّد [2] .
الشّريف أبو المعمّر بْن أَبِي المناقب العَلَويّ، الحُسَيْني،
الزَّيْديّ [3] ، الكوفيّ.
ولُدِ سنة أربعٍ وخمسمائة بالكوفة، وبها مات فِي هَذَا العام
تقريبا.
سمع من: أَبِي الغنائم مُحَمَّد بْن عليّ النَّرْسيّ، وهو آخر من
حدَّث عَنْهُ بالكوفة.
ومن: جدّه أبي البركات عُمَر بْن إِبْرَاهِيم، وأبي غالب سَعِيد
بْن مُحَمَّد الثّقفيّ.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن طارق، ويوسف بْن خليل، وغيرهما.
وقال تميم بْن أَحْمَد البَنْدَنِيجيّ: إنّ أَبَا المعمّر كان
رافضيّا يتناول الصّحابة.
155- مُحَمَّد بْن سيّدهم بْن هبة الله بن سرايا [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن حسن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (محمد بن حيدرة) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد
لابن الدبيثي 1/ 251، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 298 رقم 421،
والوافي بالوفيات 3/ 32 رقم 910، والعبر 4/ 282، وسير أعلام
النبلاء 21/ 223، 224 رقم 111، وميزان الاعتدال 3/ 533 رقم 7465،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، ولسان الميزان 5/ 151 رقم 514،
والنجوم الزاهرة 3/ 14، وشذرات الذهب 4/ 315.
[3] تصحّفت هذه النسبة في (لسان الميزان) إلى: «الرَّبَذيّ» .
[4] انظر عن (محمد بن سيدهم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 294 رقم
411، والعسجد المسبوك 2/ 242، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي- القسم الثاني- ج 4/ 24، 25 رقم 1014.
(42/143)
أبو عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ،
الدّمشقيّ، المعروف بابن الهَرّاس.
سمع: جمال الْإِسْلَام السُّلَميّ، ونصر اللَّه المصّيصيّ، وهبة
اللَّه بْن طاوس، والبهجة أَبَا طالب عليّ بن عبد الرحمن الصّوريّ.
وأكثر عن: الحافظ ابن عساكر.
ولد سنة اثنتين أو ثلاث وخمسمائة.
وقد ذكر أنّه سمع من: هبة اللَّه بْن الأكفانيّ. وهو والد أَبِي
الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وابن خليل، والشّهاب إِسْمَاعِيل
القُوصيّ، وطائفة.
وأوّل سماعه سنة ستّ عشرة وخمسمائة.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة. وكان ثقة معمّرا، يلقَّب مُهذَّب الدّين.
156- مُحَمَّد بْن صَدَقة بْن مُحَمَّد [1] .
أبو المحاسن البُوسَنْجيّ [2] ، الكاتب، الأديب.
له شِعْرٌ بالعربيّة والعجميَّة.
وسمع من: القاضي أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ.
وتُوُفّي فِي رمضان.
ووَزَرَ لأمير واسط ولغيره. وكان والده من كبار الكُتّاب، وكان
هُوَ يلبس القميص والشَّربوش على قاعدة كتّاب العجم، أبيض الرأس
واللّحية [3] .
__________
[ () ] وقد ذكره المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 21/
224 دون أن يترجم له.
[1] انظر عن (محمد بن صدقة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 288 رقم
401، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 47، والوافي
بالوفيات 3/ 159 رقم 1120.
[2] هكذا بالسين المهملة في الأصل. وفي تكملة المندري «البوشنجي»
بالشين المعجمة.
[3] من شعره في الرثاء:
سقى الله أرضا ضمّ «أزدق» عارضا ... شآبيبه منهلّة كنواله
فو الله لا جاد الزمان بمثله ... ولا برحت عين العلى عن حياله
وله:
(42/144)
157- مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ.
أبو السُّعود الْبَغْدَادِيّ.
من بيت حشمة وولاية. وُلّي حجابة الحُجّاب.
وتُوُفّي فِي رمضان وشيّعه الأعيان.
158- مُحَمَّد بْن المحدّث أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْمُبَارَك
بْن مُحَمَّد بْن مَشِّقْ [1] .
أبو نصر الْبَغْدَادِيّ، البيّع.
تُوُفّي شابا فِي حياة والده وله ثلاثٌ وثلاثون سنة.
سمع: أَبَا الْحَسَين بْن عَبْد الحقّ، وشُهْدَة، وطبقتهما.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
159- مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن طَلْحَةَ [2] .
أبو عَبْد اللَّه البَجَليّ، الواسطيّ، الشّاعر.
دخل بغداد، والشّام. ومدح غير واحد.
__________
[ () ]
بتنا وشعارنا التّقى والكرم ... والشمل بساحة اللّقا ملتئم
نشكو ونبثّ ما جناه الألم ... حتى بسم الصبح ولاح العلم
وله:
ولما دعاني نحوكم حافز الهوى ... ونازعني وجد وغالبني ذكر
وجدّد يأسي حين صبري عدمته ... وطوّح بي التذكار والشوق والفكر
تطفّلت والتطفيل عذر ذوي النهى ... على مثلكم مما يقوم به العذر
وقال:
أبا حسن هل جاز في الحبّ قبلها ... لمستسلم من أن يطاح له دم
يقاد على غير الرضا وهو مسلم ... فيلقى إلى لفّ العدي وهو مسلم
[1] انظر عن (محمد بن أبي بكر محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
295، 296 رقم 415، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 125،
والوافي بالوفيات 1/ 149 رقم 62.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 278 رقم
382، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 175، والوافي بالوفيات
5/ 199، 200 رقم 2658.
(42/145)
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر [1] .
160- مُحَمَّد بْن يوسف بْن مفرّج [2] .
أبو عَبْد اللَّه البنانيّ البَلَنْسِيّ، الْمُقْرِئ المعروف بابن
الجيّار.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِي الأَصْبغ بْن المرابط، وأبي بَكْر بْن
تمارة.
وسمع منهم ومن: أَبِي الْحَسَن بْن هُذَيْل.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن خيرة، وأبو الرَّبِيع بْن سالم
الكَلاعيّ.
وكان رجلا صالحا فاضلا.
تُوُفّي فِي رجب عن نيِّفٍ وسبعين سنة، وشيّعه الخلْق.
161- الْمُبَارَك بْن سَلْمان [3] بْن جَرْوان [4] بْن حُسَيْنِ.
أبو البَرَكات الماكِسِينيّ [5] ، ثمّ البغداديّ.
ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي المواهب أَحْمَد بْن ملوك،
وأبي بَكْر الأنصاريّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: اليَلدانيَ، وابن خليل، والدُّبيثيّ.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير سلامة، وغيره.
__________
[1] من شعره:
لقد أوحشتني الدار بعد أنيسها ... وضاق عليّ الرحب وهو فسيح
وأصبح مغنى كنتم تسكنونه ... كجسم خلت منه العشيّة روح
ترى ترجع الأيام تجمع بيننا ... ويرجع وجه الدهر وهو صبيح
ويأتي بشير منكم فأضمّه ... وأشركه في مهجتي وأبيح
فإن تسمحوا بالبعد عني فإنني ... بخيل به لو تعلمون شحيح
[2] انظر عن (محمد بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[3] انظر عن (المبارك بن سلمان) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 75، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 291، 292 رقم 408،
وتوضيح المشتبه 1/ 644 (البوراني) .
[4] جروان: بفتح الجيم وسكون الراء المهملة وفتح الواو وبعد الألف
نون.
[5] الماكسيني: بفتح الميم وسكون الألف وكسر الكاف وبعدها سين
مهملة مكسورة وياء آخر الحروف ونون. نسبة إلى ماكسين: مدينة
بالجزيرة على الخابور.
(42/146)
تُوُفّي فِي ذي القِعْدة.
162- محمود بْن أَحْمَد بْن ناصر [1] .
الحربيّ، الحذّاء [2] .
سمع: ابن الطّلّاية، وأبا الفَرَج عَبْد الخالق اليُوُسفيّ.
وحدَّث.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
163- مكّيّ بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن معالي [3] .
أبو إِسْحَاق الْبَغْدَادِيّ، الغرّاد [4] .
من ساكني المأمونيَّة. طلبَ بنفسه وكتب، وحصّل الأصول وأكثر.
ولد سنة ثلاثين وخمسمائة.
وسمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، ومحمد بْن ناصر، وأبا بَكْر
الزّاغُونيّ، وطبقتهم. وخلْقًا بعدهم.
قال ابن النّجّار: لم يزل يسمع ويقرأ حتّى سمعنا بقراءته كثيرا.
وكانت له حلقة بجامع القصر لقراءة الحديث يحضر فيها المشايخ عنده.
قال: وكان صالحا متديِّنًا، محمود الأفعال، مُحِبًّا للطّلّاب،
متواضعا. وله شعْر. وسألت شيخنا ابن الأخضر عَنْهُ فأساء الثّناء
عليه. وكذا ضعْفه شيخنا عَبْد الرّزّاق الْجِيليّ. وقال: كتب اسمه
فِي طبقةٍ لم يكن قبل ذلك، وراجعتُه فأصرّ.
__________
[1] انظر عن (محمود بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 278،
279 رقم 383، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 391، وشذرات الذهب 4/
315.
[2] كنيته: أبو البركات، ويقال: أبو الثناء.
[3] انظر عن (مكّي بن أبي القاسم) في: مشيخة النعّال 130، 131،
والتقييد لابن نقطة 451، 452 رقم 603، وتاريخ ابن الدبيثي 15/ 255،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 195 رقم 1215، وميزان الاعتدال 4/ 179
رقم 8753. والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 387، 388، ولسان الميزان
6/ 88 رقم 312، وشذرات الذهب 4/ 315.
[4] الغرّاد: بفتح الغين المعجمة وفتح الراء المهملة وتشديدها
وآخره دال مهملة، قال المنذري: هُوَ الَّذِي يعمل البيوت من القصب
فِي أعلى المنازل وغير ذلك.
(42/147)
وقال الدُّبيثيّ [1] : كان شيخنا أبو بَكْر
الحارميّ يذمّه ويَنْهى عن السّماع بقراءته.
سمع منه: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ، ويوسف بْن خليل،
واليّلْدانيّ، وغيرهم. ولم يَرْوِ إلّا اليسير.
تُوُفّي فِي المحرَّم فِي سادسه، وشيّعه الخلْق، وحُمِل على
الرّؤوس.
والغرّاد. هُوَ الَّذِي يعمل البيوت من القصب فِي أعلى المنازل،
وهو بغَيْنٍ معَجَمة.
وقال ابن نُقْطَة [2] : سَأَلت ابن الحُصْريّ عَنْهُ بمكَّة فضعّفه
وقال: كان يقرأ وإلى جانب حلقته جماعة يتحدّثون فيكتبهم. ووقع لي
نسخة بكتاب الزّكاة من «سُنَن» أَبِي دَاوُد، وقد نقل مكّيّ عليه
سماعا من الأُرْمَوِيّ، فأصلحت فِيهِ مائةَ موضعٍ أو أكثر. وغاية
ما أخذه الجماعة عليه التّساهل [3] .
مات يوم الجمعة سادس شهر المحرَّم. وأبوه يروي عن ابن الحُصَيْن.
164- مكّيّ بْن عليّ بْن الْحَسَن [4] .
أبو الحَرَم العراقيّ، الحربيّ، الفقيه، الضّرير.
وحَرْبا: من عمل دُجَيْل.
تفقّه على: أَبِي مَنْصُور سَعِيد الرّزّاز. وسافر إلى الشّام في
صباه،
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 3/ 195.
[2] قول ابن نقطة هذا في: إكمال الإكمال.
[3] وقال ابن نقطة في (التقييد 451) : وسماعه في «الجامع» وغيره
صحيح.
حدّثني غير واحد من أصحابنا أن شيخنا عبد الرزاق بن عبد الرزاق بن
عبد القادر الحافظ استعار منه مكي مائة جزء ونحو ذلك فأعادها إليه
بعد يوم أو يومين وعليها طباق السماع فتكلّم فيه بسبب ذلك وقال: إن
كان سمعها فمتى عارض بها النسخ التي سمع منها؟
قلت: وعبد الرزاق ومكّي قد سمعا في طبقة واحدة فيحتمل أن يكون مكّي
قد سمع من الأصول التي عليها تفريع عبد الرزاق ثم نقل السماع إلى
نسخة، وعلى هذا لا بأس به.
وكان من شيوخ أهل السّنّة المعروفين، رحمه الله، رأيت نسبه بخطه في
إجازة وكتب:
مكّيّ بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن معالي بن عبد الباقي.
[4] انظر عن (مكي بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 283 رقم
395، ونكت الهميان 297، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 310،
والعقد المذهب، ورقة 165.
(42/148)
وسكن دمشق. وتفقّه بها أيضا على جمال
الإسلام أَبِي الْحَسَن السُّلَميّ، فسمع منه ومن نصر اللَّه
المَصّيصيّ.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وابن خليل، وجماعة.
وتُوُفّي فِي شعبان. وكان مولده فِي سنة 518.
- حرف النون-
165- ناصر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح [1] .
أبو الفتح الأصبهانيّ، القطّان، الْمُقْرِئ، المعروف بالويْرِج [2]
.
شيخ كثير السّماع عالي الإسناد. ثقة.
سمع من: إِسْمَاعِيل بْن الإخشيد، وجعفر بن عبد الواحد الثقفي،
وابن أبي ذر الصالحاني، والحسين بْن عَبْد الملك الخلال، وسعيد بْن
أَبِي الرجاء، وفاطمة الْجُوزْدانيَّة.
وتفرَّد فِي وقته بأشياء. أكثر عَنْهُ يوسف بْن خليل، وأبو رشيد
الغزّال، وأبو الجناب الخيوقيّ.
قال لنا أبو العلاء الفَرَضيّ: سمع ناصر بن محمد الويرجي «مُسْنَد
أَبِي حنيفة» ، جمْع ابن الْمُقْرِي، من إِسْمَاعِيل بْن الإخشيد،
عن ابن عَبْد الرحيم، عَنْهُ. وسمع كتاب «شرح معاني الآثار»
للطَّحاوي، من الإخشيد أيضا بسماعه من مَنْصُور بْن الْحُسَيْن، عن
ابن المقري، عَنْهُ. وسمع «المعجم الكبير» [3] من
__________
[1] انظر عن (ناصر بن محمد) في: التقييد لابن نقطة 469 رقم 632،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 294 رقم 412، والعبر 4/ 282، والمعين في
طبقات المحدّثين 181 رقم 1928، وسير أعلام النبلاء 21/ 306، 307
رقم 163، والإعلام بوفيات الأعلام 244، والإشارة إلى وفيات الأعيان
308، والعسجد المسبوك 2/ 242، والنجوم الزاهرة 6/ 143، وشذرات
الذهب 4/ 315.
[2] هكذا ضبط في الأصل بكسر الواو والراء، وسكون الياء المثنّاة من
تحتها.
والويرج بالفارسية: السوسن الأصفر أو النيلوفر.
[3] للطبراني.
(42/149)
فاطمة، و «المعجم الصّغير» [1] من
خُجَسْته، وقال: تُوُفّي فِي ثامن ذي الحجَّة.
166- نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن المسلَّم بْن أَبِي سُراقة [2] .
أبو الفتح الدَّمشقيّ، الكاتب.
سمع: أَبَا الفتح نصر اللَّه بْن مُحَمَّد المصّيصيّ، الفقيه.
روى عنه: ابن خليل.
توفّي في ربيع الآخر.
167- نصْر بْن صَدَقَة بْن نجا بْن أَبِي بَكْر المُظَفَّر [3] .
الصَّرْصَرِيّ، ثُمَّ الأَزَجيّ، البيّع.
سمع من: أبي القاسم بن الحصين.
وحدّث.
وتوفّي في هذه السّنة.
168- نصر بن عبد الكريم بن عبد السّلام [4] .
أبو القاسم البندنيجيّ، المقرئ الضّرير.
روى عن: ابن ناصر، وأبي الوقت.
169- نعمة بن أحمد بن أحمد [5] .
تاج الشّرف أبو البركات الزّيديّ، المصريّ، المؤذّن. رئيس
المؤذّنين بجامع القاهرة.
تفقّه على مذهب مالك على أبي المنصور ظافر بن الحسن الأزديّ.
ذكره الحافظ المنذريّ فقال: برع في علم المواقيت، وتقدّم على
أقرانه، ونظم في ذلك أرجوزة.
__________
[1] للطبراني أيضا.
[2] انظر عن (نصر الله بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 279
رقم 384.
[3] انظر عن (نصر بن صدقة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 299 رقم
422.
[4] انظر عن (نصر بن عبد الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 296
رقم 417.
[5] انظر عن (نعمة بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 280 رقم
389.
(42/150)
سمعت منه، وانتفع به جماعة.
روى عنه شيخنا إسماعيل بن عبد الرحمن الكاتب، وغيره.
وتوفّي في ثامن جمادى الآخرة.
170- نعمة الله بن أحمد بن يوسف بن سعيد [1] .
أبو الفضل الأنصاريّ، الواسطيّ، العدل. ويعرف بابن أبي الهندباء.
قرأ القراءات على: أبي الفتح المبارك بن أحمد الحدّاد، وعبد الرحمن
بن الحسين ابن الدّجاجيّ.
وتفقّه على الإمام أَبِي جَعْفَر هبة اللَّه بْن البُوقيّ.
وسَمِع من جماعة، وقرأ علم الكلام على المجير محمود بن المبارك.
وحدّث بأناشيد.
توفّي في نصف رجب.
- حرف الهاء-
171- هبة الله بن رمضان [2] بن أبي العلاء بن شبيبا [3] .
أبو القاسم الهيتيّ، ثمّ البغداديّ، المقرئ.
ولد سنة عشر وخمسمائة.
وسمع من: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، ثُمَّ من: أَبِي الفتح
الكَرُّوخيّ، وأبي الفضل الأُرْمَوِيّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والدُّبيثيّ، وأبو مُحَمَّد اليَلْدانيّ.
وكان رجلا صالحا، إماما بمسجد دار البساسيريّ.
__________
[1] انظر عن (نعمة الله بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 282
رقم 393، ومعجم الشافعية، ورقة 99.
[2] انظر عن (هبة الله بن رمضان) في: مشيخة النعّال 56- 59، وتلخيص
مجمع الآداب ج 4/ رقم 1824، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 275، 276
رقم 377.
[3] شبيبا: بضم الشين المعجمة وفتح الباءين الموحّدتين، بينهما ياء
ساكنة مثنّاة من تحتها.
وقد تصحّف في (تلخيص مجمع الآداب) إلى: «شبينا» بالنون.
(42/151)
تُوُفّي فِي سابع عشر ربيع الأوّل.
وشُبَيْبَا: بالضّمّ.
172- هبة اللَّه بْن عُمَر بْن الْحُسَيْن بْن خليل [1] .
أبو البقاء الطّيبيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، المقرئ.
سمع من: أبي غالب بن البنّاء، وأبي البركات يحيى بْن حُبَيْش، وأبي
القاسم بْن السّمرقنديّ.
وروى عَنْهُ: ابن خليل، وجماعة.
وتُوُفّي فِي شعبان عن ثمانٍ وسبعين سنة.
- حرف الياء-
173- يحيى بْن أسعد [2] بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن بَوْش [3] .
أبو القاسم الأَزَجيّ، الحنبليّ، الخبّاز.
سمع الكثير فِي صِغره بإفادة خاله عليّ بْن أَبِي سعْد الخبّاز،
من: أَبِي طَالِب عَبْد القادر بْن يوسف، وأبي الغنائم مُحَمَّد
بْن المهتدي باللَّه، وأبي عليّ الْحَسَن بْن مُحَمَّد
الباقَرْحِيّ، وأبي سعد بْن الطُّيُوريّ، وأبي غالب عُبَيْد اللَّه
بْن عَبْد الملك الشَّهْرَزُوريّ، وأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن
أَحْمَد بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبي البركات هبة اللَّه بن محمد بن
البخاري، وأبي نصر أحمد بن هبة الله بن
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 287
رقم 399، والمختصر المحتاج إليه 3/ 224، 225 رقم 1294.
[2] انظر عن (يحيى بن أسعد) في: مشيخة النعّال 133- 135، والتقييد
لابن النقطة 486 رقم 661، وإكمال الإكمال له (الظاهرية) ورقة 61،
وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 386، والتكملة لوفيات النقلة 1/
290، 291 رقم 405، وذيل الروضتين 12، 13، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/
455، والمعين في طبقات المحدّثين 181 رقم 1929، وسير أعلام النبلاء
21/ 243، 244 رقم 125، والإعلام بوفيات الأعلام 244، ودول الإسلام
2/ 77، والعبر 4/ 283، والإشارة إلى وفيات الأعيان 308، وتوضيح
المشتبه 1/ 650، وعقد الجمان 17/ ورقة 214، 215، والنجوم الزاهرة
6/ 140، وشذرات الذهب 4/ 315.
[3] بوش: بفتح الباء الموحّدة وسكون الواو وبعدها شين معجمة. وقال
ابن نقطة: «البوشي» .
(42/152)
النَّرْسِيّ، وأبي العزّ بْن كادِش، وعليّ
بْن عَبْد الواحد الدِّينَوَرِيّ، وابن الحُصَيْن، وأبي عَبْد
اللَّه البارع، وخلْق سواهم.
وأجاز له أبو القاسم بْن بيان، وأُبَيٌّ النَّرْسِيّ، وأبو عليّ
الحدّاد ذكره أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ وقال: كان سماعه صحيحا.
وبورك فِي عمره، واحتيج إليه، وحدَّث نحوا من أربعين سنة. ولم يكن
عنده من العِلْم شيء.
قلت: روى عَنْهُ الشيخ الموفَّق، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن،
والتّقيّ عليّ بْن باسوَيْه، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الفلّوس، ومحمد
بْن عَبْد الْعَزِيز الصّوّاف، ومحمد بْن عَبْد القادر
البَنْدَنيجيّ، وتميم بْن مَنْصُور الرُّصَافيّ، وجعفر بْن ثناء
بْن القُرْطبان، وداود بْن شجاع البوَّاب، وعليّ بْن أَحْمَد بْن
فائزة المؤدّب، وعليّ بْن أَبِي مُحَمَّد بْن الأخضر، وعليّ بْن
مَعَالي الرُّصافيّ، وفضل اللَّه بْن عَبْد الرّزّاق الْجِيليّ،
ومحيي الدّين يوسف بْن الْجَوْزيّ، وابن خليل، واليَلْدانيّ، وابن
المُهَيْر الحَرّانيّ، وخلْق كثير.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي ثالث ذي القعدة فجأة من لقمة غصّ بها فمات.
وكان فقيرا قانعا، وربّما كان يُعطي على التّسميع.
ووُلِد سنة عشر، وقيل سنة ثمان وخمسمائة. وهو أحدُ مَن سمع
«المُسْنَد» بكماله على ابن الحُصَيْن.
174- يعيش بْن صَدَقَة بْن عليّ [1] .
أبو القاسم الفُراتيّ، الضّرير، الفقيه الشّافعيّ، صاحب ابن الخلّ.
__________
[1] انظر عن (يعيش بن صدقة) في: مشيخة النعّال 135، 136، والكامل
في التاريخ 12/ 131، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 293 رقم 410،
والمشتبه 2/ 501، وسير أعلام النبلاء 21/ 300، 301 رقم 156، وطبقات
الشافعية الكبرى 4/ 325 (7/ 338، 339) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ
2/ 277، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 152 أ، ونكت الهميان 312،
والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 165، ومعجم الشافعية لابن عبد
الهادي، ورقة 112، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 395، والعسجد المسبوك 2/
242، وعقد الجمان 17/ ورقة 222، وشذرات الذهب 4/ 316، والتاج
المكلّل 213.
(42/153)
كان إماما، صالحا، بارعا فِي المذهب
والخلاف. وكان أَجلْ من بقي ببغداد من الشّافعيَّة.
تخرَّج به جماعة، ودرَّس بمدرسة ثقة الدّولة، وبالمدرسة الكماليّة.
وكان سديد الفَتَاوى، حَسَن الكلام فِي المناظرة.
قرأ بالكوفة القراءات على الشّريف عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن
حَمْزَة العَلَويّ.
وسمع: أَبَا القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبا مُحَمَّد بْن
الطّرّاح، وجماعة.
وتفقَّه على أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْمُبَارَك بْن الخلّ.
روى عَنْهُ: التّقيّ بْن باسوَيْه، وأبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ،
وابن خليل، واليَلْدانيّ، وآخرون.
وهو منسوب إِلَى نهر الفُرات.
تُوُفّي ببغداد فِي الرّابع والعشرين من ذي القعدة، وآخر من روى
عَنْهُ بالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
175- يوسف بْن أَحْمَد.
الأمير صاحب الحديثة.
أُخِذت منه الحديثة، وقدِم بغداد فأقام بها إِلَى أن تُوُفّي فِي
جُمادى الآخرة.
الكنى
176- أبو الهيجاء الكردي السّمين [1] .
الأمير الكبير حسام الدّين، من أعيان الدّولة الصلاحيَّة.
وُلّي نيابة عكّا فقام بأمرها أتمّ قيام كما ذكرناه فِي الحوادث.
ثمّ صار بعد سنة تسعين إِلَى بغداد، وخدم بها رحمه الله.
__________
[1] انظر عن (أبي الهيجاء) في: الكامل في التاريخ 11/ 414، 484،
488 و 12/ 35، 55، 74، 119، 125، وذيل الروضتين 11.
(42/154)
ووُلِد فيها: غازي بْن أَبِي الفضل
الحلاويّ تقريبا، وأبو بَكْر بْن عُمَر بْن يُونُس المِزّيّ، وشمس
الدّين مُحَمَّد بْن حسن بْن الحافظ أَبِي القاسم بْن عساكر،
والْجُنَيْد بْن عِيسَى بْن خَلَّكان، والأمير شَرَف الدّين عِيسَى
بْن مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم الهَكّاريّ، والظَّهير محمود بْن
عُبَيْد اللَّه الدّكانيّ.
(42/155)
سنة أربع وتسعين
وخمسمائة
- حرف الألف-
177- إِسْحَاق بْن عليّ بْن أَبِي ياسر أَحْمَد بْن بُنْدار بْن
إِبْرَاهِيم [1] .
أبو القاسم الدِّينَوَرِيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ، التّاجر المعروف
بابن البقّال [2] .
ويُعرف بابن الشّاة الحلّابة.
وُلِد سنة ستّ وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبي الْحَسَن بْن
عَبْد السّلام، وعليّ بْن الصّبّاغ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: ابن الدُّبيثيّ، وابن خليل، وغيرهما.
سافر الكثير فِي التّجارة.
وتُوُفّي فِي رابع ربيع الأوّل.
وهو من بيتٍ معروف بالرّواية والأمانة.
178- أسماء بِنْت مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن طاهر بْن الرّان [3] .
الدّمشقيَّة.
سمعت من: عَبْد الكريم بْن حَمْزَة، وجدّها أَبِي المفضّل يحيى بن
عليّ القاضي.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 302، 303
رقم 429، وتاريخ ابن الدبيثي (بارس 5921) ورقة 252، 253، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 250.
[2] في تكملة المنذري «المعروف بابن القطّان» .
[3] انظر عن (أسماء بنت محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 314،
315 رقم 457، وسير أعلام النبلاء 21/ 329 دون ترجمة، وستعاد في
وفيات السنة التالية برقم (226) .
(42/156)
روى عَنْهَا: يوسف بْن خليل، وولدُها زين
الأُمناء أبو البركات، والشّهاب إِسْمَاعِيل القُوصيّ، وآخرون.
وتُوُفّيت فِي ثالث عشر ذي الحجّة.
وهي أخت آمنة والدة قاضي القضاة محيي الدّين أَبِي المعالي
مُحَمَّد بْن الزَّكيّ.
- حرف التاء-
179- تمّام بْن عُمَر بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه [1] .
أبو الْحَسَن بْن الشَّنّا [2] الحربيّ.
سمع: أبا الحسين محمد بْن القاضي أَبِي يَعْلَى.
روى عَنْهُ: ابن الدُّبيثيّ، وابن خليل.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي العشرين من شعبان.
- حرف الجيم-
180- جُرْديك [3] .
الأمير فلان الدّين النُّوريّ الأتابَكيّ، من كبار أمراء الدّولة.
وهو الّذي تولّى قتْل شاوَر بمصر، وقتل ابن الخشّاب بحلب.
وكان بطلا، شجاعا، جوادا. وُلّي إمرة القُدس لصلاح الدّين.
__________
[1] انظر عن (تمام بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 308 رقم
446، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 286، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 266.
[2] الشّنّا: بالشين المعجمة والنون المشدّدتين.
[3] انظر عن (جرديك) في: الكامل في التاريخ 12/ 134 وفيه «جورديك»
، وزبدة الحلب 2/ 326، و 3/ 21، 31، 42، 69، 73، والروضتين 13،
ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 456، ومفرّج الكروب 3/ 52، والوافي بالوفيات
11/ 68 رقم 119، والسلوك ج 1 ق 1/ 58، والنجوم الزاهرة 6/ 326،
وشذرات الذهب 4/ 316.
(42/157)
- حرف الحاء-
181- حاتم بْن ظافر بْن حامد [1] .
أبو الْجُود الأُرْسُوفيّ، ثمّ المصريّ، الْمُقْرِئ الصّالح
الشّافعيّ.
كان ينسخ فِي بيته فوقع عليه البيت فاستشهد.
وكان طيّب الصَّوت بالقرآن.
182- حامد بْن إِسْمَاعِيل بْن نصر [2] .
أبو مُحَمَّد الأصبهانيّ، الْبَغْدَادِيّ.
حدّث عن: أَبِي مَنْصُور بْن خيرون.
وتُوُفّي فِي جُمادى الأولى.
183- الْحَسَن بْن مُسلَّم [3] بْن أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي
الجود.
أبو عليّ الفَارِسيّ [4] ، الحَوْرِيّ [5] العراقيّ، الزّاهد.
أحد العُبّاد المشهورين رحمة الله عليه.
__________
[1] انظر عن (حاتم بن ظافر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 304 رقم
433.
[2] انظر عن (حامد بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 306
رقم 438، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 37.
[3] انظر عن (الحسن بن مسلم) في: معجم البلدان 2/ 359 و 3/ 838،
والكامل في التاريخ 12/ 138، 139، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 456، 457،
وذيل الروضتين 13، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 300، 301، رقم 424،
والمختصر المحتاج إليه 2/ 26، رقم 591، والعبر 4/ 283، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 309، ودول الإسلام 2/ 77، والمشتبه 2/ 492، وذيل
طبقات الحنابلة 1/ 395، والوافي بالوفيات 12/ 270 رقم 242، وشذرات
الذهب 4/ 316، والعسجد المسبوك 2/ 247، وذيل تاريخ بغداد لابن
الدبيثي (باريس 5922) ورقة 18، وأخبار الزهّاد لابن الساعي، ورقة
49، وسير أعلام النبلاء 21/ 301، 302 رقم 157، وعقد الجمان 17/
ورقة 222، وشذرات الذهب 4/ 316، والتاج المكلّل 213 و «المسلّم» :
بضم الميم، وفتح السين المهملة، وتشديد اللام وفتحها.
[4] الفارسيّ: نسبة إلى الفارسية، قرية من قرى نهر عيسى.
وفي ذيل الروضتين 13: القادسي من قرية بنهر عيسى يقال لها
القادسية.
[5] الحوري: بفتح الحاء المهملة، وسكون الواو، وراء.
(42/158)
قرأ القرآن، وتفقّه فِي شبيبته.
وسمع من: أَبِي البدر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكَرْخيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والدُّبيثيّ، وابن باسوَيْه، وآخرون،
والتّقيّ اليَلْدانيّ.
وتُوُفّي فِي حادي عشر المحرَّم وقد بلغ التّسعين أو نحوها.
وكان مشتغلا بالعبادة، منقطِع القرين.
ذكره أبو شامة فقال [1] : أحد الأبدال، أقام أربعين سنة لا يكلّم
أحدا وكان صَائِم الدّهر، يقرأ فِي اليوم واللّيلة ختمة. وكانت
السِّباع تأوي إلى زاويته.
قال: تُوُفّي يوم عاشوراء، ودُفن برِباطه بالفارسيَّة، قرية من
قُرى دُجَيل، وهو منها. وأمّا حَوْرا المنسوب أيضا إليها فقريةٌ من
عمل دُجَيْل.
وذكره شيخنا ابن البُزُوريّ فقال: كان مُجِدًّا فِي العبادة،
ملازما للمحراب والسّجّادة، ورِعًا، تقيّا، ومن الأدناس نقيّا،
ظاهر الخُشُوع، كثير البكاء والخضوع، صحِب الشّيخ عَبْد القادر،
والشّيخ حماد الدّبّاس. كذا قال.
وكان النّاس يقصدونه، ويتبركون به، ويغتنمون دعاءه. وتردّد إليه
الْإِمَام النّاصر لدين اللَّه وزاره، وكان يعتقد فِيهِ.
قلت: وكان الشّيخ أبو الفَرَج بْن الجوزيّ يبالغ فِي وصْفه
وتعظيمه، رحمه الله.
184- الحسن بْن هبة اللَّه [2] بْن أَبِي الفضل بْن سُفَير، بالفاء
[3] .
أبو القاسم الدَّمشقيّ.
سمع من: جمال الْإِسْلَام أَبِي الْحَسَن، وأبي الفتح المصِّيصيّ.
__________
[1] في ذيل الروضتين 13.
[2] انظر عن (الحسن بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 309
رقم 449، وتكملة إكمال الإكمال 195، 196.
[3] سفير: بضم السين المهملة، وفتح الفاء، وسكون الياء آخر الحروف
وآخره راء مهملة.
(42/159)
وحدَّث. روى عَنْهُ ابن خليل فِي «مُعْجمه»
، وغير واحد.
تُوُفّي فِي رمضان.
185- الْحُسَيْن بْن أبي المكارم أحمد بن الحسين بن بهرام [1] .
أبو عبد الله القزوينيّ، الصّوفيّ، الصّالح، والد أبي المجد
مُحَمَّد.
روى عَنْهُ: ولده.
وتُوُفّي فِي صَفَر [2] .
- حرف الزاي-
186- زنْكيّ بْن قُطْب الدِّين مودود بن الأتابك زنكيّ بن آق سنقر
[3] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن أبي المكارم) في: التدوين في أخبار قزوين
1/ 442، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 302 رقم 428.
[2] وقال المنذري: وكان قدم مصر وسمع بها، وحدّث.
وقال القزويني: فقيه شروطيّ محصّل، متديّن، محتاط، باغ للخير وساع
فيه، كان يحيي مساجد بالجماعات، ويدلّ الناس على الصناعات، وسمع
الحديث بقزوين، وتبريز، والشام، ومكة، وغيرها. وأجاز له أبو الوقت
عبد الأول، وسمع منه صحيح البخاري بقراءة صالح بن أحمد الهروي، سنة
اثنتين وخمسين وخمسمائة.
سمع «الرياضة» للشيخ جعفر الأبهري من أبي علي الموسياباذي و «معالم
التنزيل» ، و «شرح السّنّة» للبغوي، من أبي منصور بن حفدة، و
«الاعتقاد» للبيهقي، و «التخيير» للقشيري، عن أبي محمد سهل بن عبد
الرحمن السراج، بروايته عن أبي نصر القشيري، عن المصنفين.
سافر إلى الشام لسماع الحديث وزيارات قبور الأنبياء عليهم السلام.
[3] انظر عن (زنكي بن مودود) في: الكامل في التاريخ 12/ 132،
والتاريخ الباهر 191، وتاريخ مختصر الدول 225، ومفرّج الكروب 3/
78، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 457، وتاريخ الزمان 230، وذيل الروضتين
13، ووفيات الأعيان 2/ 81 رقم 232، وبغية الطلب 8/ 416 رقم 1230،
وانظر الجزء الخاص بتراجم السلاجقة (الفهرس 398، 399) ، والمختصر
في أخبار البشر 3/ 93، والدر المطلوب 13، والإعلام بوفيات الأعلام
244، والعبر 4/ 283، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، ودول الإسلام
2/ 104، وتاريخ ابن الوردي 2/ 112، ومرآة الجنان 3/ 477، والبداية
والنهاية 13/ 16، والوافي بالوفيات 14/ 223، 224 رقم 301، وتاريخ
ابن الفرات ج 4 ق 2/ 139، 140، والعسجد المسبوك 242، 243، والنجوم
الزاهرة 6/ 144، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 617.
(42/160)
الملك عماد الدّين صاحب سِنْجار.
كان قد تملّك مدينة حلب بعد وفاة ابن عمّه الملك الصّالح
إِسْمَاعِيل بْن نور الدّين، ثُمَّ إنّ الملك النّاصر صلاح الدّين
سار إليه وحاصر حلب، ثُمَّ وقع بعد الحصار الاتّفاق على أن يترك
حلب ويعوّضه بسنْجار وأعمالها، فسار إليها. ولم يزل ملكها إلى هذا
الوقت.
وكان يكرم العلماء ويبرّ الفقراء. وبنى بسنجار مدرسة للحنفيّة.
وكان عاقلا، حسن السّيرة. تزوّج بابنة عمّه نور الدّين. وكان الملك
صلاح الدّين يحترمه ويتحفه بالهدايا. ولم يزل مع صلاح الدّين في
غزواته وحروبه.
توفّي في المحرّم.
قال ابن الأثير: كان بخيلا شديد البخل، لكنّه كان عادلا في
الرعيّة، عفيفا عن أموالهم، متواضعا. ملك بعده ابنه قُطْب الدّين
مُحَمَّد [1] .
- حرف السين-
187- سلامة بْن إِبْرَاهِيم بْن سلامة [2] .
المحدِّث أبو الخير الدَّمشقيّ، الحدّاد، والد أَبِي العبّاس
أَحْمَد.
سمع: أَبَا المكارم عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن هلال، وعبد
الخالق بْن أسد الحنفيّ، وعبد اللَّه بْن عَبْد الواحد الكَتّانيّ،
وأبا المعالي بْن صابر، وجماعة.
ونسخ الكثير بخطّه، وكان ثقة صالِحًا، فاضلا. أَمَّ بحلقة الحنابلة
بدمشق مدّة. وكان يلقّب تقيّ الدّين.
__________
[1] من شعره في مملوك تركي:
السّكّر صار كاسدا في شفتيه ... والبدر تراه ساجدا بين يديه
في الحسن عليه كل شيء وافر ... إلّا فمه فإنّه ضاق عليه
(الوافي بالوفيات 14/ 224) .
[2] انظر عن (سلامة بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 306
رقم 437، والإعلام بوفيات الأعلام 244، والإشارة إلى وفيات الأعيان
309، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 397، والوافي بالوفيات 15/ 331، 332
رقم 470، وشذرات الذهب 4/ 316، 317.
(42/161)
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وابن خليل،
والشّهاب القُوصيّ، وابن عَبْد الدّائم، وآخرون.
تُوُفّي فِي السّابع والعشرين من ربيع الآخر فِي أوائل سنّ
الشَّيْخوخة.
- حرف الطاء-
188- طَلْحَةُ بْن عُثْمَان بْن طلْحة بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي
ذَرّ [1] .
الصالحانيّ الأصبهانيّ.
تُوُفّي فِي رمضان.
ذكره المنذريّ.
- حرف العين-
189- عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْن
أَحْمَد [2] .
الخطيب أبو الفضائل [3] الأصبهانيّ، الكاغَديّ، القاضي المعدَّل.
وُلِد سنة إحدى وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي عليّ الحدّاد، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد
الدّقّاق، وإسماعيل بْن الفضل الإخشيد، وفاطمة الْجُوزدَانيَّة،
وغيرهم.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، وجماعة.
وآخر مَن روى عَنْهُ بالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي العَشْر الأوّل من ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (طلحة بن عثمان) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 309 رقم
448.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
309، 310، رقم 451، والإعلام بوفيات الأعلام 244، وسير أعلام
النبلاء 21/ 246 رقم 127، والمعين في طبقات المحدّثين 181 رقم
1931، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، والعبر 4/ 7284 وذيل
التقييد 2/ 112 رقم 1253، وشذرات الذهب 4/ 317.
[3] ويكنّى أيضا: «أبو نصر» . (ذيل التقييد 2/ 112) .
(42/162)
190- عَبْد الوهّاب بْن جمّاز بْن شهاب [1]
.
القاضي أبو مُحَمَّد النُّمَيْريّ، القَلْعيّ.
سمع من: الْمُبَارَك بْن عليّ السِّمِّذيّ، وابن ناصر، وأبي الوقت.
روى عَنْهُ: ابن خليل.
وتُوُفّي بدمشق فِي ربيع الأوّل.
وقد ناب عن قاضي القُضاة كمال الدّين الشّهْرُزوريّ.
وسمع منه الشّهاب القُوصيّ «صحيح الْبُخَارِيّ» كلّه. لَقَبُه تقيّ
الدّين رحمه اللَّه.
191- عليّ بْن جَابِر بْن زهير بْن عليّ [2] .
القاضي أبو الْحَسَن البطائحيّ، الفقيه.
وُلِد سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وتفقّه على مذهب الشّافعيّ مدَّةً ببغداد، وتفقّه بالرَّحبة أيضا.
وسمع من: ابن ناصر، وعليّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن السّمّاك.
ووُلّي القضاء بسواد العراق مدَّةً.
وتُوُفّي فِي رمضان [3] .
192- عليّ بن سعيد بن فاذشاه [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن جمّاز) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
303 رقم 430، والمشتبه 1/ 107، وتوضيح المشتبه 2/ 402.
[2] انظر عن (علي بن جابر) في: معجم البلدان 3/ 12، وذيل الروضتين
13/ 14، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 316 رقم 460، وتاريخ ابن
الدبيثي (باريس 5922) ورقة 220، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار
(الظاهرية) ورقة 196، والعقد المذهب، ورقة 163، وعقد الجمان 17/
ورقة 223.
[3] أنشده القاسم بن علي صاحب المقامان لنفسه:
لا تخطون إلى خط ولا خطأ ... من بعد ما الشيب في فوديك قد وخطا
فأيّ عذر لمن شابت ذوائبه ... إذا سعى في ميادين الصّبا وخطا
[4] انظر عن (علي بن سعيد) في: سير أعلام النبلاء 21/ 246 (في آخر
ترجمة عبد الرحيم بن محمد الكاغدي، رقم 127) وقال: وهو أحد العشرة.
(42/163)
أبو طاهر الأصبهانيّ.
سمع: أَبَا عليّ الحدّاد.
وهو من كبار مشايخ ابن خليل.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
193- عليّ بْن عليّ بْن أَبِي طَالِب يحيى بْن مُحَمَّد بْن
مُحَمَّد [1] .
الشّريف الصّالح أبو المجد العَلَويّ، الحُسَيْنيّ،
الْبَغْدَادِيّ، الحنفيّ، الفقيه.
ويُعرف بابن ناصر.
وُلِد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وسمع من القاضي أَبِي بَكْر الأنصاريّ، وحدَّث. ودرَّس بجامع
السّلطان، وكان عارفا بالمذهب.
تُوُفّي فِي ليلة الثاني عشر من ربيع الأول.
ويقال إنّه سمع من: ابن الحُصَيْن.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، وابن الأخضر رفيقه [2] .
194- عليّ بْن الْمُبَارَك بْن هبة اللَّه بْن المعمّر [3] .
__________
[ () ] يعني من أصحاب الحدّاد الذين أدركهم الحافظ ابن خليل.
[1] انظر عن (علي بن علي) في: الكامل في التاريخ 12/ 319 وفيه:
«أبو المجد علي بن أبي الحسن علي بن الناصر محمد» ، وذيل تاريخ
بغداد لابن الدبيثي 15/ 307 رقم 1122، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 457،
458، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 303 رقم 431، وذيل الروضتين 14،
والجواهر المضية 1/ 368 (والترجمة ملحقة بالرقم 1014) ، وعقد
الجمان 17/ ورقة 222، 223، والعسجد المسبوك 2/ 247، والوافي
بالوفيات 21/ 338، 339 رقم 221.
[2] حبس أبو المجد في الديوان لسبب، فرأى الإمام الناصر في المنام
امرأة تقول له: أطلق ولدي من الحبس فقال لها: من أنت؟ ومن ولدك؟
قالت: أنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وولدي ابن
ناصر، فأمر بإطلاقه في الحال وخلع عليه وذكر له المنام فبكى وقال:
والله ما فرحت بإطلاقي وتشريفي كفرحي بصحّة نسبي وإقرار السيدة أني
من ولدها.
ومن شعره:
كل الأمور شواغل وقواطع ... فتخلّ عنها أيّها الرجل
وكل الأمور إلى مدبّرها ... وخف الفوات فقد دنا الأجل
[3] انظر عن (علي بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 304
رقم 434، والمختصر المحتاج إليه 3/ 140 رقم 1049.
(42/164)
الشّريف أبو المعالي الهاشميّ، القَصْريّ.
سمع: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبا مَنْصُور القزّاز، وأبا
الْحَسَن بْن صَرْما، وجماعة.
تُوُفّي فِي عاشر ربيع الآخر.
195- عليّ بْن الْمُبَارَك بْن عَبْد الباقي [1] بْن بانَوَيْه [2]
.
أبو الْحَسَن الظَّفَريّ، من محلَّة الظَّفَريَّة، النَّحْويّ،
الأديب.
ويُعرف بابن الزّاهدة.
أَخَذَ العربيَّة عن أَبِي السّعادات بْن الشَّجريّ، وأبي جَعْفَر
المعروف بالتّكْريتيّ، وابن الخشّاب.
وعلَّم العربية، وحدَّث، وتخرَّج به جماعة. تُوُفّي فِي ذي الحجَّة
[3] .
وكانت أُمّه واعظة مشهورة بالعراق، وهي أمة السّلام مباركة.
__________
[1] انظر عن (علي بن المبارك بن عبد الباقي) في: معجم الأدباء 14/
108- 110، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 310، 311 رقم 453، وإكمال
الإكمال (الظاهرية) ورقة 24، وإنباه الرواة 2/ 318، والمشتبه 1/
39، والمختصر المحتاج إليه 3/ 140، 141 رقم 1050، والوافي بالوفيات
21/ 399 رقم 278، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 157، وطبقات النحاة
واللغويين لابن قاضي شهبة 2/ 279، وتوضيح المشتبه 1/ 306، وبغية
الوعاة 2/ 185 رقم 1753، وكشف الظنون 1/ 701، وإيضاح المكنون 1/
427، ومعجم المؤلفين 7/ 173.
[2] بانويه: ضبطه ابن شهبة بالباء الموحّدة وبعد الألف نون مفتوحة.
[3] وهو برع في اللغة والنحو، وقال الشعر، وكان حسن الأخلاق، طيّب
الملقى، متواضعا ... ولم يحدّث بشيء بل روى شيئا من الكتب الأدبية،
وتصدّى لإقراء العربية.
وقرأ عليه محبّ الدين ابن النجار «اللّمع» لابن جنّي، وسمع منه
«التصريف الملوكي» ، وبعض «الإيضاح» .
ومن شعره:
أرى الدهر منكوسا على أمّ رأسه ... يحطّ الأعالي حيث حكم الأسافل
فكم من حليم يتّقي ذا سفاهة ... ومن عالم يخشى معرّة جاهل
مرضت من الحمقى فلو أدرك المنى ... تمنّيت أن أشفى برؤية عاقل
ومن شعره:
إذا اسم بمعنى الوقت يبنى لأنه ... تضمّن معنى الشرط موضعه النّصب
ويعمل فيه النصب معنى جوابه ... وما بعده في موضع الجرّ يا ندب
(42/165)
196- عُمَر بْن عليّ بْن عَبْد السّيّد بْن
عَبْد الكريم [1] .
أبو حَفْص الْبَغْدَادِيّ، الصّفّار.
روى عن: أَبِي القاسم بْن الحُصَيْن، وأبي القاسم بْن الطَّبر،
وأبي القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
روى عَنْهُ: ابن الدُّبيثيّ، وابن خليل، واليلدانيّ، وآخرون.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، وغيره.
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة وله تسعٌ وسبعون سنة [2] .
- حرف الغين-
197- أبو غالب بْن سعد اللَّه بْن دبوس [3] .
الأزجيّ، القطيعيّ.
روى عن: مُحَمَّد بْن أَحْمَد الطّرائفيّ، وابن ناصر.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
198- غياث بْن الْحُسَن بْن سَعِيد بْن أَبِي غالب بن البنّاء [4]
.
أبو بكر البغداديّ.
من بيت الرواية والإسناد.
سمعَ: جدَّ أَبِيهِ أَبَا غالب، وابن الحُصَيْن، وعبد اللَّه بْن
أَحْمَد بْن جحشُوَيْه.
روى عَنْهُ: ابن الأخضر، والدُّبيثيّ، وابن خليل، وآخرون.
قال الحافظ ابن الأخضر: سمعت منه، ومن أبيه، وجدّه.
__________
[1] انظر عن (عمر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 307 رقم
441، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 197، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 102 رقم 945، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم 1955.
[2] مولده سنة 515 هـ.
[3] انظر عن (أبي غالب بن سعد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
301 رقم 426.
[4] انظر عن (غياث بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 311 رقم
454، والمختصر المحتاج إليه 3/ 156 رقم 1097، والمعين في طبقات
المحدّثين 184 رقم 1957.
(42/166)
قلت: روى عَنْهُ بالإجازة شيخنا ابن أَبِي
الخير.
تُوُفّي فِي ذِي الحجَّة.
- حرف القاف-
199- القاسم بْن عليّ بْن أَبِي العلاء [1] .
أبو الفتح السّقْلاطُونيّ الدّارْقَزِّيّ.
حدّث عن: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ.
وتُوُفّي رحمه اللَّه فِي أوّل السّنة.
200- قِلِيج النُّوريّ [2] .
الأمير الكبير غرس الدّين.
أَعْطَاه السّلطان صلاح الدّين الشّغر، وبكّاس، وشقيف دركوش لمّا
افتتحها، فلمّا مات قصد صاحب حلب هَذِهِ البلاد، وأخذها، بالأمان
بعد المحاصرة، من أولاد قليج وعوَّضهم.
- حرف الميم-
201- مُحَمَّد بْن حامد.
أبو عبد الله بن الدياهيّ.
ناظر الخالص، والخالص من أعمال العراق.
وهو أخو مكّيّ، ناظر الدّيوان الْعَزِيز.
202- مُحَمَّد بْن عَبْد السّلام بْن عَبْد السّاتر [3] .
الأنصاريّ، فخر الدّين الماردِينيّ، الطّبيب. إمام أَهْل الطَّبّ
فِي وقته.
أَخَذَ الطّبّ عن: أمين الدولة ابن التّلميذ، والفلسفة عن: النّجم
أحمد بن الصّلاح.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 300 رقم
423.
[2] انظر عن (قليج النوري) في: مفرّج الكروب 3/ 81.
[3] انظر عن (محمد بن عبد السلام) في: عيون الأنباء 1/ 299، وأخبار
الحكماء 189، والوافي بالوفيات 3/ 255، 256 رقم 1280.
(42/167)
قدِم دمشقَ فِي أواخر عمره وأقرأ بها
الطّبّ.
أَخَذَ عَنْهُ: السّديد محمود بْن عُمَر بْن رقيقة، والمهذَّب
عَبْد الرحيم بْن عليّ [1] .
ثُمَّ سافر إِلَى حلب، فأنعم عليه الملك الظّاهر غازي، وبقي عنده
نحو سنين مكرَمًا.
ثُمَّ سافر إِلَى ماردين.
وتُوُفّي بآمِد فِي ذي الحجَّة. ووقف كتبَه بماردين.
وحكى السّديد تلميذه أنّه حضره عند الموت، فكان آخر ما تكلَّم به:
اللَّهمّ إنّي آمنتُ بك وبرسولك، صَدَق صلّى اللَّه عليه إنّ
اللَّه يستحي من عذاب الشّيخ.
تُوُفّي وله اثنتان وثمانون سنة.
203- مُحَمَّد بْن عَبْد المولى بْن مُحَمَّد [2] .
الفقيه أبو عَبْد اللَّه اللَّخْميّ، اللُّبْنيّ، المهدويّ،
المالكيّ، الفقيه.
ولُبْنَة [3] : من قُرَى المهديَّة.
روى عن: أَبِيهِ، عن نصر المقدسيّ الفقيه.
روى عَنْهُ: ابن الأنمَاطيّ، والكمال الضّرير، والرّشيد العطّار،
وجماعة.
ومات بمصر فِي صَفَر، وعاش خمسا وثمانين سنة [4] .
__________
[1] وهو قرأ عليه بعض القانون لابن سينا وصحّحه معه ولما عزم على
السفر من دمشق أتى إليه مهذّب الدين وعرض عليه المقام بدمشق وأن
يوصل لوكيله في كل شهر ثلاث مائة درهم ناصرية فأبى ذلك وقال: العلم
لا يباع أصلا، وشرح قصيدة ابن سينا:
هبطت إليكَ من المحلّ الْأرفع رسالة فضح فيها من اتهمه بالميل إلى
مذهب بعينه.
[2] انظر عن (محمد بن عبد المولى) في: أخبار مصر لابن ميسّر (ماسي)
73، 83، والمقفّى الكبير للمقريزي 6/ 146، 147 رقم 2607.
[3] لبنة: بضم اللام وسكون الباء الموحّدة وكسر النون.
[4] مولده سنة 509 وكان من أعيان العدول بمصر المعروفين بالضبط،
فلما استبدّ أبو عليّ أحمد الملقّب كتيفات ابن الأفضل شاهنشاه ابن
أمير الجيوش بسلطنة مصر، وسجن الحافظ لدين الله أبا الميمون عبد
المجيد بن محمد، رتّب قضاة أربعة في سنة خمس
(42/168)
204- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عليّ [1] .
أبو الفتوح الطّوسيّ، ثُمَّ النَّيْسابوريّ.
سمع: أَبَا المعالي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الفارسيّ.
حمل عَنْهُ بَدَل التّبريزيّ «السُّنَن الكبير» بكماله.
205- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيِّ بْن أَحْمَد
بْن أمامة [2] .
أبو المفاخر الواسطيّ، الْمُقْرِئ، النَّحْويّ.
تُوُفّي بالقاهرة.
أحدُ من قرأ على أَبِي بَكْر بْن الباقِلّانيّ، وتُوُفّي شابّا.
206- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الغنائم مُحَمَّد بْن
مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه [3] .
الشّريف أبو الغنائم الهاشميّ، العبّاسيّ، الحريميّ، الخطيب.
ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
__________
[ () ] وعشرين وخمسمائة، وهم: شافعيّ، ومالكي، وإسماعيلي، وإمامي،
وجعل في قضاء الشافعية الفقيه سلطان بن رشا، وفي قضاء المالكية أبا
عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن عَبْد المولى اللُّبنِيّ هذا، وفي قضاء
الإسماعيلية أبا الفضائل فخر الأمناء هبة الله بن عبد الله بن
الأزرق، وفي قضاء الإمامية ابن أبي كامل، فكان كل قاض يحكم بمذهبه
ويورّث بمذهبه.
فلما قتل أبو علي ابن الأفضل بطل ذلك. ولما مات قاضي القضاة الأعزّ
أبو المكارم أحمد بن عبد الرحمن بن أبي عَقِيل وشغر منصب القضاء
مدة ثلاثة أشهر من سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة تقدّم الوزير رضوان
بن ولخشي إلى الفقيه أبي عبد الله محمد بن عبد المولى اللّبني هذا
أن يعقد الأنكحة، فعقدها من شعبان إلى أن قرّر الحافظ لدين الله في
قضاء القضاة فخر الأمناء أبا الفضائل هبة الله بن عبد الله بن
الأزرق في حادي عشر ذي القعدة. فاعتزل اللّبني في داره بين أولاده
إلى أن توفي بمصر في صفر سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
وكان ثبتا متحرّيا في روايته، ضابطا لما يكتب ويقول. (المقفى
الكبير) .
[1] انظر عن (محمد بن عمر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
317 رقم 462.
[2] لم يذكره القفطي، ولا السيوطي، مع أنه من شرطهما.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن أبي الغنائم) في: التكملة لوفيات
النقلة 1/ 301 رقم 425، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 21/ 59) ورقة
127، والمختصر المحتاج إليه 1/ 123.
(42/169)
وقد سمع من أَبِي بَكْر الأنصاريّ، وبعده
من: أَبِي عَبْد اللَّه بْن السّلّال، وابن الطّلّاية.
تُوُفّي فِي نصف المحرَّم. وحدَّث بشيءٍ يسير.
وكان خطيب جامع القصر.
207- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي البركات إِسْمَاعِيل بْن
الحُصْريّ [1] .
القاضي أبو عَبْد اللَّه الْبَغْدَادِيّ، ثُمَّ الواسطيّ، المعدّل.
روى عن: أَبِي الوقت.
وولي قضاء بلده [2] .
208- مُحَمَّد بْن محمود بْن إِسْحَاق بْن المعزّ [3] .
أبو الفتح الحرَّانيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ.
سمع من: جدّه لأمّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحرّانيّ، وأبي
الوقْت السِّجْزي، وأبي المظفّر الشِّبْليّ، وطائفة.
وخرّج لنفسه مشيخة.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
وقد شُهِّر على جملٍ لكونه زَوَّر.
209- مُحَمَّد بْن أَبِي المظفّر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عمامة [4]
.
أبو بَكْر الأَزَجيّ، البزّاز.
سمع: أبا القاسم بن السّمرقنديّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن أبي البركات) في: التكملة لوفيات
النقلة 1/ 305، 306 رقم 436، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
125.
[2] جاء في هامش الأصل: «بخطه: بليدة» .
[3] انظر عن (محمد بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 314 رقم
456، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 137، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 135.
[4] انظر عن (محمد بن أبي المظفّر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
311 رقم 455، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 180، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 165.
(42/170)
وتُوُفّي فِي ذي الحجّة.
210- محمد البشيليّ [1] .
الزّاهد. من فقراء بغداد المذكورين.
صحب الشّيخ عبد القادر [2] .
وتوفّي في ثاني عشر شعبان. وبَشِيلة: قرية قريبة من الجانب الغربيّ
من بغداد.
211- محمود بْن عَبْد اللَّه بْن مطروح بْن محمود [3] .
أبو الثّناء المِصِّيصيّ الأصل، المصريّ، الْمُقْرِئ، المؤدّب،
الحنبليّ، الصّالح.
حدَّث عن: الشّريف أَبِي الفُتُوح الخطيب، والفقيه أَبِي عُمَر،
وعثمان بْن مرزوق.
وروى بالإجازة عن حسّان بْن سلامة الخلّال.
روى عَنْهُ: الفقيه مكّيّ بْن عُمَر.
وكان حَسَن التَّلَفُّظ بالقرآن جدا. قاله المنذريّ [4] . وقال:
تُوُفّي فِي جُمادى الأولى.
212- محمود بْن كرم بن أحمد [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد البشيلي) في: معجم البلدان 1/ 635، وتاريخ ابن
الدبيثي (باريس 5921) ورقة 158، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 308 رقم
445.
و «البشيلي» : باللام، قرية من قرى نهر عيسى بينها وبين بغداد نحو
أربعة أميال أو خمسة.
قال ياقوت: رأيتها غير مرة.
ووردت في الأصل: «بشتيلي» و «بشتيلة» .
[2] وقال ياقوت: وكان يتبرّك به ويحسن الظنّ فيه، وكان حسن السّمت،
جميل الطريقة.
[3] انظر عن (محمود بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 306
رقم 439.
[4] في التكملة: قرأت عليه القرآن مدّة ولم يتفق لي السماع منه..
وكان حسن اللفظ بالقرآن جدّا وإذا تحدّث لا يكاد يفهم عنه، فإذا
أقرأ القرآن أحسن أداءه والتلفّظ به. وأمّ بالمسجد المعروف به
بطحاني الموقف مدّة.
[5] انظر عن (محمود بن كرم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 308 رقم
444.
(42/171)
أبو الثّناء الْبَغْدَادِيّ، الْمُقْرِئ،
الضّرير [1] .
قرأ القرآن على: عليّ بْن عساكر، وغيره.
وتُوُفّي فِي رجب.
وكان مجوّدا للقراءات.
213- الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عبّاس.
الخطيب أبو سعْد الْجُبّائيّ، العراقيّ، السُّلَميّ.
سمع: دعوان بْن عليّ، وأبا الفضل الأُرْمَوِيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد
بْن المذاريّ.
وعنه: أبو الفُتُوح بْن الحُصْريّ.
مات فِي ربيع الآخر، وله سبْعٌ وسبعون سنة.
وكان صالحا خيِّرًا، يخطب بالْجُبّ بقرب بَعْقُوبا.
214- مَسْعُود بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن العبّاس [2] .
الفقيه أبو المعالي بْن الدّيناريّ، الحنفيّ، العطّار.
وُلِد سنة ثمان عشرة.
وسمع من: جدّه لأمّه الْحُسَيْن بْن الْحَسَن المقدسيّ، وأبي
القاسم بْن الحُصَيْن، وقاضي المَرِسْتان.
وسمع منه: عُمَر بْن عليّ الحافظ، والقدماء.
وروى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل.
وتُوُفّي فِي رمضان. وكان إمام مشهد أَبِي حنيفة. وهو أخو محمود
بْن الدّيناريّ.
أثنى عليه ابن النّجّار [3] .
__________
[1] لم يذكره الصفدي في «نكت الهميان» مع أنه من شرطه.
[2] انظر عن (مسعود بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 309 رقم
450، والمختصر المحتاج إليه 3/ 186 رقم 1186، والجواهر المضية 2/
168.
[3] وهو قال: وكان فقيها فاضلا مقرئا ديّنا، أضرّ في آخر عمره
وحدّث بالكثير وأجاز لنا.
(42/172)
215- مظفَّر بْن صَدَقة [1] .
أبو البدر الأَزَجي، الطّحّان.
حدَّث عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن.
وقيل إنّ اسمَه نصر، وكنيته أبو المظفّر.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وتسعين.
216- مفرّج بْن الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم.
أبو الخليل الأنصاريّ، الإشبيليّ، الضّرير.
أخذ القراءات عَن: أَبِي بَكْر بن خَيْر، ونَجَبة بن يحيى.
وحدَّث عن: عَبْد الكريم بْن غُلَيْب، وفتح بْن مُحَمَّد بْن فتح،
وسليمان بْن أَحْمَد اللَّخْميّ، وجماعة.
سمع من بعضهم، وأجازوا له كلّهم. وأقرأ القراءات. وقد أجاز لبعضهم
في هذه السّنة.
لم تحفظ وفاته.
- حرف النون-
217- نعمة الله بن عليّ بن العطّار [2] .
أبو الفضل الواسطيّ.
روى عن: جدّه لأمّه أَبِي عبد الله محمد بن علي الجلابي.
وحدث ببغداد.
- حرف الواو-
218- واثق بْن هبة اللَّه بن أبي القاسم [3] .
__________
[1] انظر عن (مظفّر بن صدقة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 299 رقم
922 في وفيات 593 هـ.، و 1/ 315 رقم 459 في وفيات 594 هـ.
[2] انظر عن (نعمة الله بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 308،
309 رقم 447.
[3] انظر عن (واثق بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 304
رقم 432، والمختصر المحتاج إليه 3/ 217 رقم 1272.
(42/173)
أبو البركات الحربيّ.
سَمِع: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل من شيوخ ابن خليل.
- حرف الياء-
219- يحيى بْن سَعِيد بْن هبة اللَّه [1] بْن عليّ بْن عليّ بْن
زَبَادَة [2] .
أبو طَالِب بْن أَبِي الفَرَج الواسطيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ،
الكاتب.
شيخ ديوان الإنشاء بالعراق، قِوام الدّين. انتهت إليه رئاسة
الإنشاء فِي عصره، مع تفنُّنِه بعلومٍ أُخَر، كالفقه، والأُصول،
والكلام، والشِّعْر.
وقد سارت برسائله المونقة الرُّكْبان.
ومن شِعره:
لا تَغْبِطَنّ وزيرا للملوك وإنْ ... أنالَهُ الدَّهرُ منهم فوق
هِمَّتِهِ
واعْلَم بأنّ له يوما تَمُورُ به الأرض ... الوقور كما مادت
لهيبتهِ [3]
هارونُ وهو أخو مُوسَى الشّقيقٌ له ... لولا الوزارةُ لم يأخُذْ
بِلحيتهِ
ووُلّي مناصب جليلة.
ومولده في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وحدَّث عن: أَبِي الْحَسَن عَلِيِّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد
السّلام، وأبي القاسم عليّ بْن الصّبّاغ، والقاضي أَبِي بَكْر
أَحْمَد بْن محمد الأرّجانيّ الأديب.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن سعيد) في: معجم الأدباء 7/ 280، والكامل في
التاريخ 12/ 138، وذيل الروضتين 14، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 315
رقم 458، ووفيات الأعيان 6/ 244، ومختصر التاريخ لابن الكازروني
252، وخلاصة الذهب المسبوك 84، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 3197،
والإعلام بوفيات الأعلام 244، وسير أعلام النبلاء 21/ 336، 337 رقم
178، والمشتبه 1/ 243، والعبر 4/ 284، والبداية والنهاية 13/ 17،
والعسجد المسبوك 2/ 246، 247، وعقد الجمان 17/ ورقة 217، والنجوم
الزاهرة 6/ 144، وشذرات الذهب 4/ 318، وتاج العروس 2/ 363.
[2] تحرّف في الكامل إلى: «زيادة» بالباء المثنّاة من تحتها.
[3] في سير أعلام النبلاء 21/ 337 «بهيبته» ، والمثبت يتفق مع:
وفيات الأعيان 6/ 244.
(42/174)
وأخذ العربيَّة عن: أَبِي مَنْصُور بْن
الجواليقيّ.
وولّي نظر واسط، والبصرة، ثمّ ولّي حجابة الحجّاب، ثمّ ولّي
الأستاذ داريّة ونقل إلى كتابة الإنشاء.
حدّث عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل، وغيرهما.
قال الدّبيثيّ [1] : أنشدنا أبو طالب، أنّ القاضي أَبَا بَكْر
أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأَرَّجانيّ أنشده لنفسه فِي سنة ثمانٍ
وثلاثين وخمسمائة:
ومقسومة العَينين من دَهَشِ النَّوَى ... وقد راعها بالعِيس رَجْعُ
حُدائي
تُجيبُ بإحدى مُقْلَتَيها تَحِيَّتي ... وأُخرى تُراعي أَعْيُنَ
الرُّقباءِ
رأتْ حولَها الواشين طافوا فَغَّيَضتْ ... لهم دمعها واستعْصَمت
بخِباءِ
فلمّا بكتْ عيني غداةَ وَدَاعِهم [2] ... وقد روَّعَتْني فُرْقةُ
القُرَناءِ
بَدَتْ فِي مُحَيّاها خَيالاتُ أَدْمُعي ... فغاروا وظنُّوا أنْ
بَكَتْ لبُكائي
تُوُفّي ابن زَبَادَة في سابع عشر ذي الحجَّة.
وكان دَيِّنًا، محمود السّيرة.
220- يحيى بْن ياقوت [3] .
أبو الفَرَج الْبَغْدَادِيّ، النّجّار.
روى عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبي غالب بْن البنّاء، وهبة
اللَّه بْن الطَّبَر، وجماعة.
روى عنه: ابن الدبيثي [4] ، وابن خليل، واليلداني، وغيرهم.
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 3/ 243.
[2] في سير أعلام النبلاء 1/ 337 «رحيلهم» ، والمثبت يتفق مع:
وفيات الأعيان، والمختصر المحتاج إليه.
[3] انظر عن (يحيى بن ياقوت) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 307،
308 رقم 443، والمختصر المحتاج إليه 3/ 253 رقم 1372.
[4] وهو قال: ورتّب من الديوان العزيز شيخا ومعمارا بالحرم الشريف،
فأقام هناك مدّة وحدّث. بثّني من مسموعاته وعاد إلى بغداد.
(42/175)
وكان يسكن المختارة من الجانب الشّرقيّ.
تُوُفّي فِي حادي عشر جُمادى الآخرة.
221- يُونُس بْن أبي محمد بن علي بن المعمر [1] .
أبو اليُمْن البغداديّ، البُسْتَنْبانيّ [2] ، المعروف بابن
جَرَادَة.
روى عن: عَبْد الخالق بْن عَبْد الصّمد بْن البَدَن.
وتُوُفّي فِي المحرَّم [3] .
روى عَنْهُ: ابن خليل.
وفيها وُلِد: شمس الدّين المسلّم مُحَمَّد بْن المسلّم بْن عِلّان
القَيْسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن الصوري فِي ذي الحجة،
والنّظام عليّ بْن الفضل بْن عَقِيل العبّاسيّ التّاجر، له إجازة
من الخُشُوعيّ، والعدل بدر الدّين مُحَمَّد بْن عليّ العَدَوي بْن
السّكاكريّ، وأبو بَكْر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الهَرَويّ،
ثُمَّ الصّالحيّ فِي شوّال، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن
سلامة المَقْدِسيّ، والعزّ عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد المنعم بْن
الصَّيْقَل بحرّان، والزّاهد أحمد بن عليّ الأثريّ.
__________
[1] انظر عن (يونس بن أبي محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 302
رقم 427، وإكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 89، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 253 رقم 1373.
[2] البستنباني: بباء موحّدة مضمومة وبعدها سين مهملة ساكنة وتاء
ثالث الحروف مفتوحة ونون ساكنة وباء موحّدة وبعد الألف نون. وهذه
النسبة تقال لمن يحفظ البستان.
ووقع في (التكملة) للمنذري: «لبستنبان» من غير ألف في أوله.
[3] ورّخ ابن الدبيثي وفاته في: شعبان سنة عشر وستمائة.
(42/176)
سنة خمس وتسعين
وخمسمائة
- حرف الألف-
222- أَحْمَد بْن حيّوس [1] بْن رافع بْن مُتَوَّج بْن مَنْصُور
بْن فُتَيْح [2] .
العدْل، الجليل، أبو الْحُسَيْن الغَنويّ، الدّمشقيّ.
وُلِد سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. وكان اسمه قديما عَبْد اللَّه.
سمع من: أبي الفتح نصر اللَّه المصيصي، وهبة اللَّه بْن طاوس.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وطائفة. وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير
[3] .
223- أَحْمَد بْن وهْب بْن سَلْمان [4] بن أحمد بن الزّنف [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن حيّوس) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 336،
337 رقم 504،
[2] وقع في: ذيل الروضتين 17 في وفيات 596 هـ.: «وفيها توفي الأمير
أبو الحسين أحمد بن حيّوس الشاعر ثامن عشر ذي القعدة» .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لقد خلّط أبو شامة في هذه الترجمة القصيرة، فوصف ابن حيّوس بالأمير
والشاعر، والمراد بالأمير والشاعر هو: أبو الفتيان محمد بن سلطان
بن محمد حيّوس المتوفى سنة 473 هـ.
وصاحب الترجمة أعلاه ليس أميرا ولا شاعرا. فليصحّح.
ولم يتنبّه الدكتور «بشّار عوّاد معروف» إلى هذا الخلط في تحقيقه
لكتاب التكملة، فقال إن أبا شامة ذكره في ذيل الروضتين.
[3] وقال المنذري: وأجاز لي إجازة مطلقة في رجب سنة خمس وتسعين
وخمس مائة.
و «حيّوس» : بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف وضمّها
وبعد الواو الساكنة سين مهملة.
[4] انظر عن (أحمد بن وهب) في: بغية الطلب 3/ 187 رقم 292،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 338، 339 رقم 509.
[5] الزّنف: بفتح الزاي وسكون النون وآخره فاء.
(42/177)
أبو الْحُسَيْن السُّلميّ، الدَّمشقيّ.
وُلِد سنة ثلاثين، وسمَّعه أَبُوهُ حضورا من: يحيى بْن بطْريق.
وسمع: أَبَا الفتح نصر اللَّه المصّيصيّ، وأبا الدُّرّ ياقوتا
الرُّومي، وأبا المعالي مُحَمَّد بْن يحيى القاضي، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
224- إِسْمَاعِيل بْن فضائل بْن عَبْد الباقي بْن مكّيّ [1] .
أبو عَبْد الرَّحْمَن الحربيّ.
سمع: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، والقاضي أَبَا بَكْر.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ، وابنُ خليل.
وأجاز لابن أَبِي الخَيْر.
وتُوُفّي فِي شعبان.
قال ابن النّجّار: هُوَ شيخ صالح.
225- إِسْمَاعِيل بْن هبة اللَّه بْن أَبِي نصر بْن أَبِي الفضل
[2] .
أبو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ، الحربيّ، المعروف بابن دَقِيقة.
سمع من: أَبِي البركات الأنْماطيّ، وأبي البدر الكَرْخيّ، وعبد
اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
ودَقيقة بالفتح.
روى عنه: الدّبيثيّ، وابن خليل.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن فضائل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 329
رقم 489، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 247، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 245.
[2] انظر عن (إسماعيل بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
318 رقم 463، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 251، وتلخيص
مجمع الآداب 5/ رقم 220، والمختصر المحتاج إليه 1/ 248، 249.
(42/178)
وأجاز لابن أَبِي الخير سلامة.
تُوُفّي يوم عاشوراء.
226- أسماء [1] بِنْت أَبِي البركات مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن
الرَّان [2] .
الدّمشقيَّة.
روت عن: جدّها لأمّها أَبِي المفضّل يحيى بْن عليّ القاضي.
وعنها: سِبْطها النّسّابة عزّ الدّين مُحَمَّد بْن أَحْمَد، ويوسف
بْن خليل، والشّهاب القُوصيّ.
وتزوَّجت بابن خالتها مُحَمَّد أخي الحافظ ابن عساكر.
تُوُفّيت فِي ذي الحجَّة.
227- أعزّ بْن عليّ بْن المظفَّر بْن عليّ [3] .
أبو المكارم الْبَغْدَادِيّ، المراتبيّ، المعروف بالظَّهيريّ.
سمع من: أَبِي القاسم والده، ومن: إِسْمَاعِيل بْن
السَّمَرْقَنْديّ، ومَسَرَّة بْن عَبْد اللَّه الزَّعيميّ.
وكان أُمِّيًّا لا يكتب.
روى عَنْهُ: ابن خليل، واليَلْدانيّ.
وتُوُفّي فِي ثالث عشر ربيع الأوّل [4] .
__________
[1] تقدّمت ترجمتها في وفيات السنة الماضية، برقم (178) ، وبها
ورّخ المنذري وفاتها، ولم ينبّه المؤلّف الذهبي- رحمه الله- إلى
هذا التناقض فذكرها مرتين.
[2] هكذا في الأصل، وفي أصل سير أعلام النبلاء. انظر المطبوع 21/
329 بالحاشية (3) وقال محقّقاه إنّ «الران» تحريف، وأثبتاها
«البزّاز» وقالا: والتصحيح من تاريخ الإسلام والّذي فيه كما
أثبتناه: «الران» ، وسيأتي أيضا في ترجمة «آمنة بنت محمد» رقم
(228) فيكون المثبت في سير أعلام النبلاء غلطا.
[3] انظر عن (أعزّ بن علي) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية)
ورقة 12، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 274، والجامع
المختصر 9/ 7، 8، والمختصر المحتاج إليه 1/ 259، وتبصير المنتبه 1/
22.
[4] وقال المنذري: وقد قيل إنّ الأعزّ لقب له واسمه المظفّر، وهو
بفتح الهمزة وبعدها عين مهملة مفتوحة وزاي مشدّدة. أجاز لي في ذي
الحجة سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة
(42/179)
228- آمنة بِنْت مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن
طاهر بْن الرّان [1] .
أخت السّتّ أسماء.
وُلِدت سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وتُوُفّيت فِي شوّال، ودُفنت بمسجد القدم.
سمعت من: جدّها لأمّها القاضي المنتجب يحيى بْن عليّ القُرشيّ،
وعبد الكريم بْن حَمْزَة.
وحجّت هِيَ وأختها، ثمّ حجّت مرّتين أيضا.
روى عَنْهَا ولدُها القاضي محيي الدّين أبو المعالي بْن الزّكيّ،
وشهاب الدّين القُوصيّ، وغير واحد.
وَوَقَفَتْ رِباطًا بدمشق.
- حرف الباء-
229- بَشِير بْن محفوظ بْن غَنيِمة [2] .
أبو الخير الأَزَجيّ شيخ صالح.
روى عن: ابن ناصر، وأبي الوقت.
وصحِب الشّيخ عَبْد القادر، وانقطع إِلَى العبادة. وله كلام فِي
العَرْفان.
وكان النّاس يتبرّكون به.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي حادي عشر في ربيع الأوّل.
__________
[ () ] جميع ما صح عندي وثبت لديّ من سماعاته وإجازاته وما تنتظمه
الرواية مع التزام الشرائط المعتبرة.
[1] انظر عن (آمنة بنت محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 333 رقم
497، وسير أعلام النبلاء 21/ 330 دون ترجمة.
[2] انظر عن (بشير بن محفوظ) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 322 رقم
470، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 283، وأخبار الزهاد
لابن الساعي، ورقة 46، والمختصر المحتاج إليه 1/ 263.
(42/180)
- حرف الثاء-
230- ثابتُ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفَرَج بْن الْحَسَن [1] .
أبو الفَرَج المَدِينيّ، الأصبهانيّ.
محدِّث ناحيته.
سمع من: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ، وسعيد
الصَّيْرَفيّ، وزاهر الشّحّاميّ، والحسين الخلّال، وجماعة.
ورحل إلى بغداد.
فسمع من: أَبِي الفضل الأرمويّ، والمبارك بن كامل المفيد، وغيرهما.
وأملى بأصبهان، وخرَّج.
ووُلّي خطابة أصبهان. وكان ذا معرفة بهذا الشّأن.
سمع منه: الحافظ أبو بَكْر الحازميّ، ونصر بْن أَبِي رشيد
الأصبهانيّ، ويوسف بْن خليل، وجماعة.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير.
تُوُفّي أواخر رمضان.
- حرف الحاء-
231- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ [2] .
أبو عليّ الْبَغْدَادِيّ، البقّال، المعروف بابن القطائفيّ.
روى عن: ابن الحصين.
وكان سوقيّا متعيّشا.
__________
[1] انظر عن (ثابت بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 331، 332
رقم 493، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 289، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 268، 269، وسير أعلام النبلاء 21/ 330 دون ترجمة.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
318، 319 رقم 464، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 15،
والمختصر المحتاج إليه 2/ 22، 23 رقم 590.
(42/181)
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل،
وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي المحرَّم وقد قارب الثّمانين.
232- الْحُسَيْن بْن أَبِي بَكْر بْن الْحُسَيْن [1] .
أبو عَبْد اللَّه الحربيّ، المعروف بابن السّمك.
روى عن: هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الأصابع الحربيّ.
233- حُمَيْد الأَبْلَه [2] .
كان ببغداد ينام على المزابل، وربّما تكشَّف، ومع هَذَا فكان
للبغاددة فِيهِ اعتقاد كقاعدتهم فِي المُولهين.
تُوُفّي فِي ذي القعدة، وشيّعه خلائق.
- حرف الخاء-
234- خليفة بْن أبي بَكْر بْن أَحْمَد [3] .
أبو نصر الْبَغْدَادِيّ ابن القَطَوة.
روى عن: إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنديّ، وعبد الوهّاب بْن
الأنْماطيّ.
وكان سقّاء.
روى عَنْهُ بالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي شعبان.
وأبوه قيّده ابن نقطة.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 319
رقم 466، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 35، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 47 رقم 630، والمشتبه 1/ 87، وتوضيح المشتبه 1/
575.
[2] انظر عن (حميد الأبله) في: الجامع المختصر 9/ 15، والمختار من
تاريخ ابن الجزري 73.
[3] انظر عن (خليفة بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 329،
330 رقم 490، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 45، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 59 رقم 649.
(42/182)
وحدَّث عَنْهُ: ابن النّجّار.
- حرف الدال-
235- دُلَف بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُوفا [1] .
أبو القاسم الحريميّ [2] .
سمع: ابن الحُصَيْن، وغيره.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، واليَلْدانيّ. وبالإجازة: ابن
أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي شوّال.
قال ابن النّجّار: كان صالحا، دمثا، حسَنَ الأخلاق.
- حرف الضاد-
236- ضياء بْن أَحْمَد بْن يوسف بْن جَنْدَل [3] .
أبو مُحَمَّد الحربيّ.
روى عن: أَبِي الْحَسَن بْن عَبْد السّلام، وعبد اللَّه
اليُوسُفيّ، والمبارك بْن كامل الدّلّال.
سمع منه: أَحْمَد بْن سلمان الحربيّ، وابن خليل، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
__________
[1] انظر عن (دلف بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 332 رقم
494، والتقييد لابن نقطة 262 رقم 327، وتاريخ ابن الدبيثي 15/ 182،
وإكمال الإكمال، له (طبعة دار الكتب المصرية) مادّة: قوفا،
والمختصر المحتاج إليه 2/ 65 رقم 660، وتلخيص مجمع الآداب، في
الملقّبين ب (قوام الدين» ، والمشتبه 2/ 536، والمعين في طبقات
المحدّثين 183 رقم 1949، وسير أعلام النبلاء 21/ 330 دون ترجمة،
وتوضيح المشتبه 7/ 257.
[2] وقال المنذري: ويقال اسمه زيد، وكأنه كان مشكورا بكنيته فسمّاه
كل واحد على اختياره.
و «قوفا» : بضم القاف وسكون الواو وفتح الفاء.
[3] انظر عن (ضياء بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 328،
وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 86، والمختصر المحتاج إليه
2/ 116 رقم 735.
(42/183)
- حرف الطاء-
237- طرخان بْن ماضي بْن جَوْشَن بْن عليّ [1] .
الفقيه أبو عَبْد اللَّه اليمنيّ، ثُمَّ الدَّمشقيّ، الشّاغُوريّ،
الضّرير الشّافعيّ.
سمع من: أَبِي المعالي مُحَمَّد بْن يحيى القُرَشيّ، وأبي القاسم
بْن مقاتل، ومحمد بْن كامل بْن دَيْسم، وغيرهم.
روى عَنْهُ: عَبْد الكافي الصَّقَلّيّ، وابن خليل، والشِّهاب
القُوصيّ، وجماعة.
وأَمّ بالسّلطان نور الدّين. وكان يلقَّب تقيّ الدّين.
سُئل عن مولده فقال: فِي سنة ثمان عشرة بالشّاغور.
وتُوُفّي فِي ثالث ذي الحجَّة. وهو والد إِسْحَاق شيخ الشَّرَف
مُحَمَّد ابن خطيب بيت الآبار.
- حرف الظاء-
238- ظَفَر بْن إِبْرَاهِيم [2] .
أبو السُّعود الحربيّ، المعروف بابن الأَرْمنيّ.
روى عن: أَبِي الْحُسَيْن بْن القاضي أَبِي يَعْلَى، وعبد الباقي
بْن أَبِي الغُبار الأديب.
وكان قصّابا.
تُوُفّي فِي نصف جُمادى الآخرة.
ولابن أَبِي الخير منه إجازة.
روى عَنْهُ: ابن النّجّار.
__________
[1] انظر عن (طرخان بن ماضي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 337،
338 رقم 507، وذيل الروضتين 15، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط)
ورقة 47 أ، والوافي بالوفيات 16/ 424، 425، رقم 461، ونكت الهميان
174، وطبقات الشافعية لابن الملقّن 162، وسير أعلام النبلاء 21/
330 دون ترجمة، وعقد الجمان 17/ ورقة 240.
[2] انظر عن (ظفر بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 326،
327 رقم 482، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 213 د والمختصر المحتاج
إليه 2/ 124، 125 رقم 749.
(42/184)
- حرف العين-
239- عَبْد اللَّه بْن المظفَّر بْن أَبِي نصر بْن هبة اللَّه [1]
.
أبو مُحَمَّد البوّاب.
سمّعه أَبُوهُ من: يحيى بْن حُبَيْش الفارِقيّ، وأبي بَكْر بْن
الْأَنْصَارِيّ.
وكان أَبُوهُ بوّابا بدار الخلافة.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والدُّبيثيّ.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
240- عَبْد الخالق بْن أَبِي البقاء هبة اللَّه بْن القاسم بْن
مَنْصُور [2] .
أبو مُحَمَّد بْن البُنْدار الحريميّ، الزّاهد، العابد.
وُلِد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة فِي جُمادى الآخرة. وقيل سنة إحدى
عشرة.
وسمع من: ابْن الحُصَيْن، وأبي غالب بْن البنّاء، وابن الطَّبر،
وأبي المواهب بْن مُلوك، والقاضي أبي بكر، وأبي منصور القزّاز.
وكان ثقة صالحا خيِّرًا، ناسكا، سَلَفِيًّا.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن النّجّار، وابن خليل، واليّلْداني،
وابن عَبْد الدّائم، وجماعة.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن أبي الخير، وغيره.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن المظفّر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
325 رقم 478، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 108، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 170 رقم 809.
[2] انظر عن (عبد الخالق بن أبي البقاء) في: مشيخة النعّال 137،
138، والتقييد لابن نقطة 380 رقم 390، وإكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 42، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 152، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 334، 335 رقم 500، والجامع
المختصر 9/ 13، والعبر 4/ 286، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم
1952، وشذرات الذهب 4/ 319، 320.
(42/185)
قال ابن النّجّار فِي «تاريخه» : كان يشبه
الصّحابة. ما رَأَيْت مثله رحمه اللَّه.
تُوُفّي فِي سادس ذي القعدة.
241- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي المظفّر أَحْمَد بْن عَبْد الواحد
بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد [1] .
أبو الْحَسَن العُكْبَرِيّ، الصُّوفيّ. الدّبّاس.
وُلِد سنة عشرين، وسمع من: أَبِي الفضل الأرْمَويّ، وهبة اللَّه
الحاسب، وجماعة.
وحدَّث بمكَّة.
روى عَنْهُ: الحافظ ابن المفضَّل، ومكّيّ بْن عُمَر الفقيه.
تُوُفّي فِي أوّل ذي القعدة.
242- عَبْد الغنيّ بْن عليّ بْن إِبْرَاهِيم [2] .
أبو القاسم المصريّ، النّحّاس، الْمُقْرِئ.
حدَّث «بالوجيز» للأهوازيّ، عن الشّريف أَبِي الفُتُوح الخطيب.
وكان مؤدّبا بزُقاق القناديل.
روى عَنْهُ: الكمال.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
243- عَبْد القادر بْن هبة اللَّه بْن عَبْد الملك بْن غريب الخال
[3] .
أبو مُحَمَّد.
يُقَالُ إنّه سمع من القاضي أبي بكر، وحدّث.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي المظفّر) في: التكملة لوفيات
النقلة 1/ 334 رقم 498، والمختصر المحتاج إليه 2/ 191 رقم 837.
[2] انظر عن (عبد الغني بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 324
رقم 475.
[3] انظر عن (عبد القادر بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة
1/ 328 رقم 386، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 177.
(42/186)
244- عَبْد المعيد بْن المحدّث عَبْد
المغيث بْن زُهَير بْن زُهَير [1] .
أبو مُحَمَّد الحربيّ، الحنبليّ.
سمّعه أَبُوهُ من: أَبِي الوقت، وهبة اللَّه الشِّبْليّ، وجماعة.
قيل إنّه حدَّث.
245- عَبْد المنعم بْن الخَضِر بْن شِبْل بْن عَبْد الواحد [2] .
أبو مُحَمَّد الحارثيّ، الدَّمشقيّ.
روى عن: أَبِي القاسم بْن البُن.
روى عَنه: ابن خليل، وغيره.
توفّي في ربيع الأوّل بنواحي طبريّة.
246- عبد الواحد بن ناصر بن أبي الأسد [3] .
أبو محمد المقرئ المعروف بالكديميّ، الدّمشقيّ.
روى عن: هبة اللَّه بْن طاوس.
وعنه: ابن خليل.
247- عُبَيْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن عليّ [4] .
أبو الفَرَج بْن الدَّوَاميّ [5] الكاتب.
سمع: أَبَاهُ، وأبا مُحَمَّد سِبْط الخيّاط، وأبا مَنْصُور بْن
خيرون، وأبا عبد الله السّلّال.
__________
[1] انظر عن (عبد المعيد بن عبد المغيث) في: التكملة لوفيات النقلة
1/ 326 رقم 480، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 190.
[2] انظر عن (عبد المنعم بن الخضر) في: تكملة إكمال الإكمال 257،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 323، 324 رقم 474.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن ناصر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
332 رقم 495.
[4] انظر عن (عبيد الله بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
326 رقم 481، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 117، وذيل
تاريخ بغداد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 87.
[5] الدّوامي: بفتح الواو المهملة وبعدها واو مفتوحة وبعد الألف
ميم.
(42/187)
وكان على ديوان الحشْر، فِشُكرت سيرته.
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
248- عُثْمَان بْن يوسف بْن أيّوب بْن شاذي [1] .
السُّلطان الملك الْعَزِيز أبو الفتح، وأبو عَمْرو بْن السّلطان
الملك النّاصر صلاح الدّين، صاحب مصر.
وُلِد فِي جُمادى الأولى سنة سبع وستّين وخمسمائة.
وسمع من: أبي طاهر السلفي، وأبي الطاهر بْن عَوْف، وعبد اللَّه بْن
برّيّ النَّحْويّ.
وحدَّث بثغر الإسكندريّة.
ملك ديار مصر بعد والده، وكان لا بأس به فِي سِيرته. وكان قد خرج
يتصيّد فرماه فرسه رمْيةً مؤلمة منكرة، فردّ إِلَى القاهرة وتمرّض
ومات.
قال الحافظ الضّياء، ومن خطّه نقلت، قال: خرج إِلَى الصَّيد،
فجاءته كُتُب من دمشق فِي أذِيَّة أصحابنا الحنابلة، فقال: إذا
رجعنا من هَذِهِ السَّفْرة كلّ من كان يقول بمقالتهم أخرجناه من
بلدنا. فرماه فَرَسُه، ووقع عليه فخسَف صدره. كذا حدَّثني يوسف بْن
الطّفيل، وهو الّذي غسّله.
__________
[1] انظر عن (عثمان بن يوسف) في: الكامل في التاريخ 12/ 140،
والتاريخ الباهر 194، والتاريخ المنصوري 7، وذيل الروضتين 16 (في
وفيات سنة 596 هـ.، وزبدة الحلب 3/ 142، وتاريخ مختصر الدول 225،
وتاريخ الزمان 231، ومفرّج الكروب 3/ 82، 83، ومرآة الزمان ج 8 ق
2/ 460- 464، ووفيات الأعيان 3/ 251- 253 رقم 414، وتلخيص مجمع
الآداب ج 4 ق 2/ 773، 774، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 320 رقم 467،
والمختصر في أخبار البشر 2/ 104، وسير أعلام النبلاء 21/ 291- 294
رقم 152، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، والإعلام بوفيات الأعلام
245، وتاريخ ابن الوردي 2/ 112، والبداية والنهاية 13/ 18، ومرآة
الجنان 3/ 479، والعسجد المسبوك 247، 248، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق
2/ 143- 148، وتاريخ ابن خلدون 5/ 335، ومآثر الإنافة 2/ 61- 62،
والسلوك ج 1 ق 1/ 143، 144، والمواعظ والاعتبار 1/ 148، والنجوم
الزاهرة 6/ 120- 146، وتاريخ ابن سباط 1/ 222، 223، وشذرات الذهب
4/ 219، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 252، وأخبار الدول 195.
(42/188)
قال المنذريّ [1] : توفّي في العشرين من
المحرّم، وعاش ثمانيا وعشرين سنة، وأقيم بعده ولده في الملك، صبيّ
دون البلوغ، فلم يتمّ.
وقال الموفّق عبد اللّطيف: كان العزيز شابّا، حسن الصّورة، ظريف
الشّمائل، قويّا، ذا بطش أيد، وخفّة حركة، حييا، كريما، عفيفا عن
الأموال والفُروج. وبلغ من كَرَمه أنّه لم يبق له خزانة ولا خاصّ
ولا برك ولا فَرْش، وأمّا بيوت أصحابه فتفيض بالخيرات. وكان شجاعا
مقداما.
وبلغ من عِفّته أنّه كان له غلام تركيّ اشتراه بألف دينار يُقَالُ
له أبو شامة، فوقف على رأسه خلوة. فنظر إِلَى جماله، فأمره أن ينزع
ثيابه، وجلس معه مقعد الفاحشة، فأدركه التّوفيق ونهض مسرعا إِلَى
بعض سراريه، فقضى وطره، وخرج والغلام بحاله، فأمره بالتَّسَتُّر
والخروج.
وأمّا عِفّته عن الأموال فلا أقدر أن أصف حكاياته فِي ذلك.
ثُمَّ حكى الموفّق ثلاث حكايات فِي المعنى.
وقال ابن واصل [2] : كَانَت الرعيَّة يحبّونه محبَّة عظيمة،
وفُجعوا بموته، إذ كَانَت الآمال متعلّقة بأنّه يسُدّ مسدّ أبيه.
ثمّ حكى ابن واصل حكايتين فِي عدْله ومروءته رحمه اللَّه وسامحه.
ولمّا سار الملك الأفضل أخوه مع العادل ونازَلا بِلْبِيس، وتزلزل
أمره، بذلت له الرعيَّة أموالها ليذبّ عن نفسه فامتنع.
وقال ابن واصل [3] : وقد حُكيَ أنّه لمّا امتنع قيل له اقترض من
القاضي الفاضل، فإنّ أمواله عظيمة. فامتنع، فألحّوا عليه، فاستدعى
القاضي الفاضل، فلمّا رآه مقبلا وهو يراه من المنظرة قام حياء،
ودخل إِلَى النّساء.
فراسلته الأمراء وشجّعوه، فخرج وقال له بعد أن أطنب في الثّناء
عليه: أيّها
__________
[1] في التكملة 1/ 320.
[2] في مفرّج الكروب 3/ 82.
[3] في مفرّج الكروب.
(42/189)
القاضي، قد علمت أنّ الأمور قد ضاقت عليّ،
وليس لي إلّا حُسْن نظرك، وإصلاح الأمر بمالك، أو برأيك، أو بنفسك.
فقال: جميع ما أَنَا فِيهِ من نعمتكم، ونحن نقدّم الرأي أوّلا
والحيلة، ومتى احتيج إِلَى المال فهو بين يديك.
فوردت رسالة من العادل إلى القاضي الفاضل باستدعائه، ووقع
الاتّفاق.
وقد حُكي عَنْهُ ما هُوَ أبلغ من هَذَا، وهو أنّ عَبْد الكريم بْن
عليّ أخا القاضي الفاضل كان يتولّى الجيزة زمانا، وحصّل الأموال،
فجرت بينه وبين الفاضل نَبْوَة أوجبت اتّضاعه عند النّاس فعْزِل،
وكان متزوّجا بابنة ابن ميسّر، فانتقل بها إِلَى الإسكندريّة،
فضايقها وأساء عِشْرتها لسوء خُلُقِه، فتوجّه أبوها وأثبت عند قاضي
الإسكندريّة ضَرَرها، وأنّه قد حصَرها فِي بيتٍ، فمضى القاضي
بنفسه، ورام أن يفتح عليها فلم يقدر فأحضر نقّابا فنقب البيت
وأخرجها ثُمَّ أمر بسدّ النقب، فهاج عَبْد الكريم وقصد الأمير
جهاركس فخر الدّين بالقاهرة وقال:
هَذِهِ خمسة آلاف دينار لك، وهذه أربعون ألف دينار للسّلطان،
وأُوَلَّى قضاء الإسكندريّة. فأخذ منه المال، واجتمع بالملك
الْعَزِيز ليلا، وأحضَر له الذَّهَب.
وحدَّثه، فسكت ثُمَّ قال: رُدّ عليه المال، وقل له: إيّاك والعَوْد
إِلَى مثلها، فما كلّ ملك يكون عادلا، فأنا أبيع أَهْل
الإسكندريَّة بهذا المال.
قال جهاركس: فَوَجَمْتُ وظهر عليّ، فقال لي: أراك واجما، وأراك
أخذت شيئا على الوساطة. قلت: نعم. قال: كم أخذت؟ قلت: خمسة آلاف
دينار. فقال: أعطاك ما لا تنتفع به إلّا مرَّة، وأنا أعطيك فِي
قبالته ما تنتفع به مرّات.
ثُمَّ أَخَذَ القلم ووقّع لي بخطّه من جهةٍ تُعرف بطنبزة كنت
أستغلّها سبعة آلاف دينار.
قلت: وقد قصد دمشق ومَلَكها، كما ذكرنا فِي الحوادث، وأنشأ بها
المدرسة العزيزيَّة. وكان السّكَّة والخطبة باسمه بها وبحلب.
وخلَّف ولَدَه الملك المنصور مُحَمَّد بْن عُثْمَان، وهو ابن
عَشْر، فأوصى
(42/190)
له بالمُلْك، وأن يكون مدبّره الأمير بهاء
الدّين قراقوش الأَسَديّ. وكان كبير الأسديَّة الأمير سيف الدّين
يازكوج، وبعضهم يُغيّر يازكوج ويقول: أزكش، وسائر الأمراء
الأَسَديَّة والأكراد محبّين للملك الأفضل، مُؤْثِرين له، والأمراء
الصّلاحيَّة بالعكس، لكونهم أساءوا إليه. ثُمَّ تشاوروا وقال مقدّم
الجيش سيف الدّين يازكوج:
نطلب الملك الأفضل ونجعله مع هَذَا. فقال الأمير فخر الدّين
جهاركس، وكان من أكبر [أمراء] الدّولة: هُوَ بعيد علينا. فقال
يازكوج: هُوَ فِي صَرْخد فنطلبه ويصل مسرعا. فقال جهاركس شيئا
يُمَغْلط به، فقال يازكوج: نشاور القاضي الفاضل. فاجتمع الأميران
به، فأشار بالأفضل. هكذا حكى ابن الأثير [1] .
وحكى غيره أنْهم أجلسوا الصَّبيّ فِي المُلْك. وقام قراقوش
بأتابَكيّته، وحلفوا له، وامتنع عمّاه الملك المؤيَّد والملك
المعزّ إلّا أنْ تكون لهما الأتابكيَّة. ثُمَّ حَلفا على كُرْهٍ.
ثُمَّ اختلفت الأمراء وقالوا: قراقوش مضطرب الآراء، ضيّق العطن.
وقال قوم: بل نرضى بهذا الخادم فإنّه أطْوَع وأسوس.
وقال آخرون: لا ينضبط هذا الإقليم إلّا بملك يرهب ويخاف.
ثمّ اشْتَوروا أيّاما، ورجعوا إِلَى رأي القاضي الفاضل، وطلبوا
الأفضل ليعمل الأتابكيَّة سبْع سِنين، ثُمَّ يسلّم الأمر إلى
الصّبيّ، وبشرط أن لا يذكر فِي خطبةٍ ولا سِكَّة. وكتبوا إليه،
فأسرع إِلَى مصر فِي عشرين فارسا، ثُمَّ جرت أمور.
249- عُثْمَان بْن الرئيس أبي القاسم نصر بن منصور بن الحسين بْن
العطّار [2] .
الصّدر أبو عَمْرو [3] الحرّانيّ الأصل، ثمّ البغداديّ.
__________
[1] في الكامل 12/ 140.
[2] انظر عن (عثمان بن نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 336 رقم
503، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 208، وذيل تاريخ بغداد
لابن النجار (الظاهرية) ورقة 132، والجامع المختصر 9/ 14، 15.
[3] في الجامع المختصر: «أبو عمر» .
(42/191)
سمع من: أَبِي الوقت، وابن البطّيّ.
وكان رئيسا متواضعا.
مات فِي ذي القعدة.
250- عليّ بْن أَبِي تَمَّام أَحْمَد بْن عليّ بْن أبي تمّام أحمد
بن هبة الله ابن المهتدي باللَّه [1] .
أبو الْحَسَن الهاشميّ، الخطيب.
من بيت حشمةٍ وخطابة ورواية.
تُوُفّي فِي صفر.
251- عليّ بْن أَحْمَد [2] .
أبو الْحَسَن اللمْطيّ.
سمع: معمّر بْن الفاخر.
وحدَّث عن: عُمَر الميانشِيّ، ويوسف بْن أَحْمَد الشّيرازيّ
الْبَغْدَادِيّ.
وكان كثير البِرّ والإفضال.
تُوُفّي بمصر فِي ربيع الآخر.
252- عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النّقيب
أَبِي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن المعمّر [3] .
الشّريف أبو الْحَسَن العَلَويّ الحُسَيْنيّ.
حدّث بشيء بسير من شعره. ومات شابّا [4] .
__________
[1] انظر عن (علي بن أبي تمّام) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 320،
321 رقم 468، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 213، والجامع
المختصر 9/ 7، والمشتبه 2/ 456.
[2] انظر عن (علي بن أحمد اللمطي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
324 رقم 476.
[3] انظر عن (علي بن أبي طالب) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 331
رقم 492، والوافي بالوفيات 21/ 188 رقم 118.
[4] ومن شعره:
زيارة زوّرها الغرام ... ففيم تمتنّ بها الأحلام
(42/192)
253- عليّ بْن الشَّيْخ عَبْد الرَّحْمَن
بْن عَلِيّ بْن المسلَّم [1] .
أبو الْحَسَن اللَّخْميّ الخِرَقيّ، الدَّمشقيّ.
ولد سنة خمس وثلاثين.
وسمع من: نصر اللَّه المصِّيصيّ.
وحدَّث.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
254- عُمَر بْن عليّ بْن فارس [2] .
أبو حفْص الطّينيّ.
روى عن: أَحْمَد بْن عليّ بْن الأشقر، وأبي الوقت.
وكان يعمل من الطّين عُصْفورًا يصفّر به الصّبيان، ويعمل
الزّمامير.
مات فِي رجب.
255- عُمَر بْن يوسف بْن أَحْمَد بْن يوسف [3] .
أبو حَفْص الكُتّاميّ، الحمويّ.
الكاتب المعروف بابن الرّفيش، بفاء وشين معجمة.
__________
[ () ]
وإنما أخو الهوى مخادع ... شاتم ما عارضه جهام
ومنه:
وليل سرى فيه الخيال وبرده ... يضوعه نشر الصباح الممسّك
فلو كان للآمال كفّ لأقبلت ... بقالص أذيال الدّجى تتمسّك
ومنه:
إذا رقصت وأيقظت المثاني ... وطرف رقيبها العاني نؤوم
أرتك الروض مطلول الحواشي ... يهينم مسحرا فيه النسيم
وفت حركاتها بسكون عقل ... وأحشاء ترقّصها الهموم
[1] انظر عن (علي بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 337
رقم 505، وتكملة إكمال الإكمال 124، 125.
[2] انظر عن (عمر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 328، 329
رقم 487، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 205.
[3] انظر عن (عمر بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 325، 326
رقم 479.
(42/193)
سمع بدمشق من: جمال الْإِسْلَام أَبِي
الْحَسَن بْن المسلَّم، وببغداد من:
الأُرْمَوِيّ، وهبة اللَّه الحاسب.
روى عَنْهُ: ابن خليل. وبالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
وكان صالحا عابدا، وِرْدُه فِي اليوم مائة ركعة.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
- حرف الفاء-
256- فُتُونُ بِنْت أَبِي غالب بْن سُعُود بْن الحَبُوس [1] .
الحربيَّة.
رَوَت عن: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
أَخَذَ عَنْهَا [2] : أَحْمَد بْن أبي شَرِيك الحربيّ، وابن خليل،
وجماعة.
وفُتُون: بالتاء المثنّاة، والحَبُوس: بحاءٍ مفتوحة وسين مهملة.
تُوُفّيت فِي خامس ذي القعدة.
- حرف القاف-
257- قايماز [3] .
__________
[1] انظر عن (فتون) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 334 رقم 499،
والمشتبه 2/ 498، وتوضيح المشتبه 3/ 76 و 7/ 42.
و «فتون» : بضم الفاء وبعدها تاء ثالث الحروف مضمومة أيضا، وبعد
الواو الساكنة نون.
و «المحبوس» : بفتح الحاء المهملة وضم الباء الموحّدة المخفّفة
وبعد الواو الساكنة سين مهملة.
[2] في الأصل: «عنه» وهو وهم.
[3] انظر عن (قايماز) في: الكامل في التاريخ 12/ 153، 154،
والتاريخ الباهر 193، 194، وذيل الروضتين 14، في وفيات 594 هـ.،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 323 رقم 473، وتاريخ إربل 1/ 76، 77، و
169، وتاريخ الزمان 11/ 338، ومفرّج الكروب 3/ 103، ووفيات الأعيان
4/ 82- 84 رقم 540، والمختصر في أخبار البشر 3/ 7، وسير أعلام
النبلاء 21/ 330 دون ترجمة، وتاريخ ابن الوردي 2/ 115، والبداية
والنهاية 13/ 21، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 168، والعسجد المسبوك
252، والنجوم الزاهرة 6/ 144، وشذرات الذهب 4/ 219 وفيه وفاته سنة
594 هـ.، ومنية الأدباء في تاريخ الموصل الحدباء لياسين خير الله
الخطيب العمري- نشره سعيد الديوجي 63- 65، وتاريخ ابن سباط 1/ 226.
(42/194)
الأمير مجاهد الدّين أبو مَنْصُور
الرُّوميّ، الزينبيّ، الخادم الأبيض الّذي بنى بالموصل الجامع
المجاهديّ، والرّباط، والمدرسة.
كان لزين الدّين صاحب إربل فأعتقه وأمّره، وفوَّض إليه أمور مدينة
إربل، وجعله أتابَك أولاده فِي سنة تسعٍ وخمسين، فعدل فِي
الرّعيَّة وأحسن السّيرة. وكان كثير الخير والصّلاح والإفضال، ذا
رأيٍ وعقلٍ وسُؤْدد.
انتقل إِلَى الموصل سنة إحدى وسبعين، وسكن قلعتها، وولي تدبيرها،
وراسل الملوك، وفوَّضَ إليه صاحب الموصل غازي بْن مودود الأمور،
وكان هُوَ الكلّ وامتدّت أيّامه، فلمّا وصلت السَّلْطَنة إِلَى
رسلان شاه وتمكَّن من المُلْك قبض على قيماز وسجنه، وضيَّق عليه
إِلَى أن مات فِي السّجن.
وكان لعزّ الدّين صاحب الموصل جارية اسمها اقصرا، فَزوَّجه بها،
وهي أمّ الأتابَكية زَوْجة الملك الأشرف مُوسَى الّتي لها بالجبل
مدرسة وتربة.
وقيل إنّه كان يتصدَّق فِي اليوم بمائة دينار خارجا عن الرواتب.
وقد مدحه سِبْط التّعاويذيّ بقصيدةٍ سيَّرها إليه من بغداد،
مطلعها:
عليلُ الشَّوْق فِيك مَتَى يصحُّ ... وسكرانٌ بحبّك كيف يصحو
وبين القلب والسّلْوان حَرْبٌ ... وبين الْجَفْنِ والعَبَرات
صُلْحُ
فبعث إليه بجائزة سنيّة وبغلة، فضعفت البغْلة فِي الطّريق، فكتب
إليه:
مجاهدُ الدّينِ دُمتَ ذُخْرًا ... لكلّ ذي فاقةٍ وكَنْزَا
بعثت لي بغلة ولكنْ ... قد مُسِخت فِي الطّريق عَنْزَا [1]
أجاز لي ابن البُزُوريّ قال: مجاهد الدّين قايماز الحاكم فِي دولة
نور الدّين أرسلان شاه، كان أديبا فاضلا، وإلى ما يقرّبه إلى الله
مائلا كثير
__________
[1] وله شعر ينسب إليه:
إذا أدمت قوار حكم جناحي ... صبرت على أذاكم وانطويت
وجئت إليكم طلق المحيّا ... كأنّي ما سمعت وما رأيت
(تاريخ ابن الفرات) .
(42/195)
الصَّدَقات، له آثار جميلة بالموصل، فمنها
الجامع، وإلى جانبه مدرسة، ورباط، ومارستان، وبنى عدَّة خانات فِي
الطُّرُق وقناطر.
وكان كثير الصّيام، يصوم فِي السّنّة مقدار سبعة أشهر. وعنده معرفة
تامَّة بمذهب الشّافعيّ. كذا قال.
وأما ابن الأثير فقال [1] : كان عاقلا، خيِّرًا، فاضلا، يعرف الفقه
على مذهب أَبِي حنيفة، ويكثر الصَّوْم، وله أَوْراد، وكان كثير
المحفوظ من التّواريخ، والشِّعْر، وغرائب الأخبار.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي ربيع الأول.
- حرف الميم-
258- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أحمد بن أحمد بن رشد
[2] .
أبو الْوَلِيد القُرْطبيّ، حفيد العلّامة ابن رُشْد، الفقيه.
وُلِد سنة عشرين، قبل وفاة جدّه أبي الوليد بشهر واحد.
__________
[1] في الكامل 12/ 153.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في: بغية الملتمس للضبّي 44،
وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 2/ 75، والتكملة
لابن الأبّار 1/ 269، والمعجب للمراكشي 242 و 305 وفيه وفاته في
آخر سنة 594 هـ.، والمغرب في حلى المغرب 1/ 104، وقضاة الأندلس
111، والعبر 4/ 287، وسير أعلام النبلاء 21/ 307- 310 رقم 164،
والإعلام بوفيات الأعلام 245، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309،
والديباج المذهب 284، والوافي بالوفيات 1/ 114، 115 رقم 450،
والعسجد المسبوك 2/ 253، 254، والوفيات لابن قنفذ 298، 299 رقم
595، ومرآة الجنان 3/ 479، والنجوم الزاهرة 9/ 154، وتاريخ الخلفاء
457، وكشف الظنون 63، 512، 1261، وشذرات الذهب 4/ 320، وديوان
الإسلام 2/ 356، 357 رقم 1024، وإيضاح المكنون 2/ 92، وهدية
العارفين 2/ 104، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 461، ودائرة المعارف
الإسلامية 1/ 166- 175، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 113،
والأعلام 6/ 212، ومعجم المؤلفين 8/ 313.
وهناك الكثير من المؤلّفات الحديثة التي تناولت سيرته وعلومه وأثره
في الفلسفة وغيرها، لا يمكن حصرها.
(42/196)
وعَرَضَ «الموطّأ» على والده أَبِي القاسم.
وأخذ عن: أَبِي مروان بْن مَسَرَّة، وأبي القاسم بْن بَشْكُوال،
وجماعة.
وأخذ عِلم الطِّبّ عن: أَبِي مروان بْن حَزْبول [1] .
ودرس الفِقه حتّى بَرَع فِيهِ، وأقبل على عِلم الكلام، والفلسفة،
وعلوم الأوائل، حتّى صار يُضْرَبُ به المَثَل فيها. فَمَنْ تصانيفه
على ما ذكره ابن أَبِي أُصَيْبَعَة [2] : كتاب «التّحصيل» جمع
فِيهِ اختلافات العلماء، كتاب «المقدّمات فِي الفقه» ، كتاب «نهاية
المجتهد» ، كتاب «الكُليّات» طبّ، كتاب «شرح أُرجوزة ابن سينا فِي
الطّبّ» ، كتاب «الحيوان» ، كتاب «جوامع كُتب أرسطاطاليس فِي
الطّبيعيّات والإلهيّات» ، كتاب فِي المنطق، كتاب تلخيص الإلهيّات
لنيقولاوس، كتاب «تلخيص ما بعد الطّبيعة» لأرسطوطاليس، «شرح كتاب
السّماء والعالم» لأرسطوطاليس، «شرح كتاب النّفس» لأرسطوطاليس،
«تلخيص كتاب الأسطقسات» لجالينوس، ولَخَّصَ له أيضا كتاب «المزاج»
، وكتاب «القوى» ، وكتاب «العلل» ، وكتاب «التّعرّف» ، وكتاب
«الحمّيات» ، وكتاب «حيلة البرء» ، ولخّص كتاب «السّماع الطّبيعيّ»
لأرسطوطاليس، وله كتاب «تهافت التّهافت» يردّ فِيهِ على الغزاليّ،
وكتاب «منهاج الأدِلَّة فِي الأصول» ، كتاب «فصل المقال فيما بين
الحكمة والشّريعة من الاتّصال» ، كتاب «شرح كتاب القياس» لأرسطو،
«مقالة فِي العقل» ، «مقالة فِي القياس» ، كتاب «الفحص عن أمر
العقل» ، كتاب «الفحص عن مسائل وقعت فِي الإلهيّات من الشفاء» لابن
سينا، «مسألة فِي الزّمان» ، «مقالة فِي أنّ ما يعتقده المشّاءون
وما يعتقده المتكلِّمون من أَهْل ملَّتنا فِي كيفيَّة وجود العالم
متقارب فِي المعنى» ، مقالة فِي نظر أَبِي نصر الفارابيّ فِي
المنطق ونظر أرسطوطاليس، مقالة فِي اتّصال العقل المُفارق للإنسان،
مقالة فِي ذلك أيضا، مباحثات بين المؤلّف وبين أَبِي بَكْر بْن
الطُّفَيل فِي رسمه للدّواء، مقالة فِي وجود المادّة
__________
[1] في تكملة الصلة لابن الأبّار «جربول» . والمثبت عن الأصل وسير
أعلام النبلاء 23/ 308.
[2] في عيون الأنباء 2/ 75.
(42/197)
الأولى، مقالة فِي الردّ على ابن سينا فِي
تقسيمه الموجودات إِلَى ممكن على الإطلاق وممكن بذاته، مقالة فِي
المزاج، مقالة فِي نوائب الحُمّى، مسائل فِي الحكمة، مقالة فِي
حركة الفَلَك، كتاب ما خالفَ فِيهِ أبو نصر لأرسطو فِي كتاب
البُرْهَان، مقالة فِي التِّرياق، تلخيص كتاب الأخلاق لأرسطو،
وتلخيص كتاب البرهان له.
قلت: ذكر شيخ الشّيوخ تاج الدّين: لمّا دخلتُ إِلَى البلاد سألتُ
عَنْهُ، فَقِيل إنّه مهجورٌ فِي دارِهِ من جهة الخليفة يعقوب، ولا
يدخل أحدٌ عليه، ولا يخرج هُوَ إِلَى أحد. فَقِيل: لِمَ؟ قَالُوا:
رُفعت عَنْهُ أقوالٌ رديَّة، ونُسِب إليه كثرة الاشتغال بالعلوم
المهجورة من علوم الأوائل.
ومات وهو محبوس بداره بمرّاكُش فِي أواخر سنة أربعٍ وتسعين.
وذكره الأَبّار [1] فقال: لم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما
وفضلا.
قال: وكان متواضعا، منخفض الجناح، عُني بالعِلم حتّى حُكيّ عَنْهُ
أنّه لم يَدَع النّظر والقراءة مُذْ عقل إلّا ليلةَ وفاةِ أَبِيهِ
وليلة عُرْسِه. وأنّه سوَّد فيما صنَّف وقيّد واختصر نحوا من عشرة
آلاف ورقة، ومال إِلَى علوم الأوائل، فكانت له فيها الإمامة دون
أَهْل عصِره. وكان يُفْزعُ إِلَى فتْياه فِي الطّبّ كما يُفْزَع
إِلَى فتياه فِي الفِقه، مع الحظّ الوافر من العربيَّة.
قيل: وكان يحفظ «ديوان» حبيب، والمتنبّي. وله من المصنَّفات: كتاب
«بداية المجتهد ونهاية المقتصد» فِي الفقه علَّل فيها ووجَّه، ولا
نعلم فِي فنّه أنفع منه، ولا أحسن مساقا. وله كتاب «الكليَّات» فِي
الطّبّ، و «مختصر المستصفى» فِي الأصول، وكتاب فِي العربيَّة، وغير
ذلك.
وقد وُلّي قضاء قُرْطُبة بعد أَبِي مُحَمَّد بْن مغيث فَحُمِدت
سيرته وعظُم قدره.
سمع منه: أبو مُحَمَّد بْن حَوْط اللَّه، وسهل بْن مالك، وجماعة.
وامتُحِن بآخرة، فاعتقله السّلطان يعقوب وأهانه، ثمّ أعاده إلى
الكرامة
__________
[1] في تكملة الصلة 2/ 553.
(42/198)
فيما قيل، واستدعاه إِلَى مرّاكُش وبها
تُوُفّي فِي صَفَر، وقيل فِي ربيع الأوّل.
وقد مات السّلطان بعده بِشَهْر.
وقال ابن أَبِي أُصَيْبَعَة [1] : هُوَ أوحدٌ فِي علم الفقه
والخلاف. تفقَّه على الحافظ أَبِي مُحَمَّد بْن رزق. وبرع في
الطّب. وألّف كتاب «الكلّيّات» أجاد فِيهِ. وكان بينه وبين أَبِي
مروان بْن زُهْر مودَّة.
حدَّثني أبو مروان الباجيّ قال: كان أبو الْوَلِيد بْن رُشْد ذكيا،
رثّ البزَّة، قويّ النَّفس، اشتغل بالطّبّ على أَبِي جَعْفَر بْن
هارون، لازمه مدَّة.
ولمّا كان المنظور بقُرطُبة وقت غزْو الفُنْش استدعى أَبَا
الْوَلِيد واحترمه وقرَّبه حَتَّى تَعَدَّى به المجلس الّذي كان
يجلس فِيهِ الشَّيْخ عَبْد الواحد بْن أَبِي حَفْص الهنتانيّ،
ثُمَّ بعد ذلك نَقَمَ عليه لأجل الحكمة، يعني الفلسفة.
259- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن خطّاب [2] .
الأندلسيّ.
تُوُفّي بطريق مكَّة. وقد رحل، وسمع ببغداد على: ذاكر بْن كامل،
وابن بوش، وطبقتهما.
ودخل أصبهان. وقرأ القرآن بواسط على ابن الباقِلّانيّ.
مات فِي ذي الحجة.
260- مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح [3] .
أبو جعفر الطّرسوسيّ، ثمّ الأصبهانيّ، الحنبليّ.
__________
[1] في عيون الأنباء 2/ 75.
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 343
رقم 512، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 22.
[3] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 327،
328 رقم 484، والإعلام بوفيات الأعلام 245، وسير أعلام النبلاء 21/
245، 246 رقم 126، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1932،
والعبر 4/ 287، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، والنجوم الزاهرة
6/ 154، وشذرات الذهب 6/ 320.
(42/199)
من كبار شيوخ عصره فِي مصره.
وُلِد سنة اثنتين وخمسمائة فِي حادي عشر صَفَر.
وسمع من: أَبِي عليّ الحدّاد، والحافظ مُحَمَّد بْن طاهر، والحافظ
يحيى بْن مَنْدَهْ، والحافظ مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق،
ومحمود بْن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفيّ، وأبي نهشل عَبْد الصَّمَد
العنبْريّ.
حَدَّث عَنْهُ: أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
الْغَنِيِّ، ويوسف بْن خليل، وجماعة كبيرة.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير، وغيره من المتأخّرين.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ فِي كِتَابِهِ، عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ
الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ: أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أبو زرعة الدّمشقيّ، ثنا يحيى بن
صالح، ثنا معاوية بن سَلامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:
كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ بِالصَّلاةِ جَامِعَةً. أَخْرَجَهُ
(خ) [1] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
صَالِحٍ.
تُوُفّي فِي السّابع والعشرين من جُمادى الآخرة.
وهو آخر من حدَّث عن ابن طاهر بالسَّماع.
261- مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد
الْعَزِيز [2] .
قاضي القُضَاة أبو الْحَسَن [3] الهاشميّ، العبّاسيّ، المكّيّ، ثمّ
البغداديّ.
__________
[1] ج 2/ 442 في الكسوف، باب النداء بالصلاة جامعة في الكسوف.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر) في: ذيل الروضتين 15، والتكملة لوفيات
النقلة 1/ 327 رقم 483، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة
28، والجامع المختصر 9/ 9- 11، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 251،
وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 213، والمختصر المحتاج إليه 1/ 30،
31، والبداية والنهاية 13/ 21، والعقد المذهب، ورقة 163، والعقد
الثمين 1/ ورقة 114، 115، وعقد الجمان 17/ ورقة 224- 229.
[3] في ذيل الروضتين: أبو الحسين.
(42/200)
ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
وتفقّه على أَبِي الْحَسَن بْن الخلّ الشّافعيّ.
وسمع من: جدّه، وأبي الوقت.
وأجاز له: أبو القاسم بن الحُصَيْن، وأبو العزّ بْن كادش، وهبة
اللَّه الشُّرُوطيّ، وجماعة.
ووُلّي القضاء والخطابة بمكَّة، ثُمَّ وُلّي قضاء القُضاة ببغداد
بعد عَزْل أَبِي طَالِب عليّ بْن عليّ بْن الْبُخَارِيّ فِي سنة
أربع وثمانين. ثُمَّ صُرِف فِي سنة ثمانٍ وثمانين بسبب كتاب امرأةٍ
زوَّره وارتشى على إثباته خمسين دينارا وثيابا من الْحَسَن
الإسْتِراباذيّ، فقال: ثبت عندي بشهادة فلانٍ وفلان. فأنكرا
فَعَزَله أستاذ الدّار، ورسَّم عليه أيّاما، ثُمَّ لزِم بيته حتّى
مات.
وقد سمع منه ابنه الحافظ جَعْفَر.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
ذكر ترجمته الدُّبيثيّ.
وحدَّث عَنْهُ: ابن خليل، واليَلْدانيّ.
262- مُحَمَّد بْن ذاكر بْن كامل [1] .
أبو عَبْد اللَّه الخفّاف.
سمع من: ابن البطّيّ، ويحيى بْن ثابت.
وكان شابّا صالحا. ما أحسبه حدَّث [2] .
263- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي درَقة.
أبو عَبْد اللَّه القحطانيّ القُرْطبيّ، الفقيه، قاضي تونس.
روى بها «الموطّأ» عن: أبي عبد الله بن الزّمّامة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن ذاكر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 343 رقم
513، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 42، والوافي بالوفيات 3/
66 رقم 961.
[2] قال ابن النجار: أبو عبد الله ابن شيخنا أبي القاسم جارنا
بالظفرية، كان شابا صالحا، ورعا تقيّا ديّنا، حسن الطريقة، تفقّه
بالمدرسة النظامية، وقرأ القرآن بالروايات، واشتغل بشيء من الأدب،
وسمع الحديث من والده وغيره، ومات قبل أوان الرواية.
(42/201)
أَخَذَ عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه بْن أصبغ،
وغيره.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة.
264- مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن غَنيِمة بْن يحيى
بْن بركة [1] .
أبو مَنْصُور الحربيّ الخيّاط، المعروف بابن حَوَاوا.
سمع: ابن الحُصَيْن، وأبا الْحُسَيْن بْن أَبِي يَعْلَى الفرّاء.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وقال: تُوُفّي رحمه اللَّه فِي نصف ربيع
الأول [2] .
265- مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن زُهر بْن عَبْد الملك بْن
مُحَمَّد بْن مروان بْن زُهْر [3] .
أبو بَكْر الإياديّ، الإشبيليّ.
أَخَذَ عن جدّه أَبِي العلاء علم الطّبّ، وأخذ عن أَبِيهِ.
وانفرد بالإمامة فِي الطّبّ فِي زمانه مع الحظّ الوافر من اللُّغة،
والآداب، والشِّعر.
فَمَنْ شِعره، قال الموفّق أَحْمَد بْن أَبِي أُصَيْبَعَة: أنشدني
محيي الدّين مُحَمَّد بْن العربيّ الحاتميّ: قال الحفيد أبو بَكْر
بْن زُهْر لنفسه يتشوَّق إِلَى ولده:
ولي واحدٌ مثل فرخ القطا ... صغيرٌ تخلّف قلبي لدَيْه
نأتْ عَنْهُ داري فيا وحشتي ... لذاك الشّخيص [4] وذاك الوجيه
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام
بغداد لابن الدبيثي 2/ 21 رقم 225، والمختصر المحتاج إليه 1/ 59،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 323 رقم 472.
[2] وقد نيّف على الثمانين.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في: معجم الأدباء 18/ 216- 225،
وعيون الأنباء 2/ 66، والوافي بالوفيات 4/ 39- 43 رقم 1497، ونفح
الطيب 1/ 625، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 642، والمطرب لابن دحية
207، والمعجب للمراكشي 145، وتكملة الصلة 2/ 255، ووفيات الأعيان
4/ 434- 437، والعبر 4/ 288، وسير أعلام النبلاء 21/ 325- 327 رقم
171، والمختار من تاريخ ابن الجزري 71، 72، وإنسان العيون، ورقة
81، والمختصر في أخبار البشر 3/ 127، وتاريخ ابن الوردي 2/ وشذرات
الذهب 4/ 320، والكنى والألقاب للقمي 1/ 293، 294.
[4] في الوافي 4/ 40: «فيا وحشتا لذاك القديد» .
(42/202)
تشوّقني وتشوّقُته ... فيبكي عليَّ وأبكي
عليه
وقد تعب الشّوق ما بيننا ... فمنه إليّ ومني إليه
قال الموفّق: وأنشدني القاضي أبو مروان الباجيّ: أنشدنا أبو
عِمْرَانَ بْن أَبِي عِمْرَانَ الزّاهد المرتليّ قال: أنشدنا أبو
بَكْر بْن زُهْر الحفيد لنفسه:
إنّي نظرتُ إِلَى المرآة إذ جُلِيَت ... فأنكَرَت مُقْلَتَايَ
كلّما رأتَا
رأيتُ فيها شيخا لست أعرفه ... وكنت أعرف فيها قبل ذاك فَتَى [1]
فقلت أني الّذي مَثْوَاهُ كان هنا ... مَتَى ترحّل عن هَذَا المكان
مَتَى؟
فاستعجلتني وقالت لي وما نطقت ... قد راح ذاك وهذا بعد ذاك أتى [2]
هَوِّنْ عليك وهذا لا بقاء له ... أما ترى العشب يفنى بعد ما نبتَا
كان الغَوَاني يُقلنَ: يا أُخيّ، فقد ... صار الغَوَاني يَقُلْنَ
اليوم: يا أبَتَا
وللحفيد:
للَّه ما صنعَ [3] الغرام بقلبِهِ ... أوْدَى به لمّا ألمّ بلُبّهِ
لبّاه لمّا أن دعاه، وهكذا ... من يدعه داعي الغرام يلبّه
يأبى الّذي لا يستطيع لعجبه ... ردّ السّلام وإنْ سلكت [4] فَعُجْ
بِهِ
ظَبْيٌ من الأتراك ما تركَتْ ظبي [5] ... ألحاظُه من سلْوَةٍ
لمحبِّهِ
إنْ كنتَ تُنكرُ ما جنى بِلِحَاظِهِ ... فِي سَلْبه يومَ الغوير
فسَلْ بِهِ
أو شئت أن تلْقى غزالا أغْيدًا ... فِي سِرْبِهِ أُسْدُ العرينِ
فَسِرْ بِهِ
يا ما أُمَيْلَحَهُ وأعذبَ رِيقَهُ ... وأَعَزّهُ وأذَلَّني فِي
حُبِّهِ
بل ما أُليْطِفَ وردة فِي خدِّهِ ... وأرقَّها وأشدَّ قسوةِ قلبه
وله موشّحات كثيرة مشهورة، فمنها هذه:
__________
[1] في الأصل: «فتا» .
[2] في الأصل: «أتا» .
[3] في سير أعلام النبلاء 21/ 327 «ما فعل» .
[4] في سير أعلام النبلاء 21/ 327 «شككت» .
[5] في سير أعلام النبلاء 21/ 327 «ضنّى» .
(42/203)
أيُّها السَّاقي إليكَ المشتكى [1] ... قد
دعوناكَ وإنْ لم تسمع
ونديم همت فِي غُرّتِه ... وشرِبتُ الرَّاحَ من راحتِه
كلّما استيقظت من سَكْرته
جَذَبَ الزِّقَّ إليه واتَّكا ... وسَقَاني أربعا فِي أربعِ
غُصْنُ بانٍ مالَ من حيث اسْتَوَى ... باتَ مَن يَهْواهُ من فَرْط
الجوى
خَفِقَ الأحشاءِ مَرْهون القُوى
كلما فكَّر فِي البينِ بَكَا ... ما لَهُ يبكي بما لم يقع
ليس لي صَبْرٌ ولا لي جَلَدُ ... يا لقَوْمي عذلوا واجتهدوا
أنكروا وشَكْواي ممّا أجِدُ
مثلُ حالي حقّه أن يُشتكا ... كمد البأس وذلّ الطّمع
ما لِعَيْنِي غَشِيَتْ بالنَّظر ... أنكرتْ بعدك ضوء القمر
وإذا ما شِئتَ فاسْمَع خبري
شَقِيَتْ عَيْنَاي من طولِ البكا ... وبَكَى بَعْضي على بَعْضي
مَعِي
وإليه انتهت الرئاسة بإشبيليّة، وكان لا يعدله أحدٌ فِي الحَظْوة
عند السّلاطين. وكان سَمْحًا، جوادا، نفّاعا بماله وجاهه،
ممدَّحًا. ولا أعرف له رواية. قاله الأَبّار.
وقد أَخَذَ عَنْهُ الأستاذ أبو عليّ الشّلُوبين، وأبو الخطّاب بْن
دِحْية.
قال الأَبّار [2] : وكان أَبو بَكْر بْن الجدّ يزكّيه.
ويُحكى عَنْهُ أنّه يحفظ «صحيح البخاريّ» مَتْنًا وإسنادا.
تُوُفّي بمّراكُش فِي ذي الحجَّة، وقد قارب التّسعين، فإنّه وُلِد
سنة سبْعٍ وخمسمائة.
__________
[1] في الأصل: «المشتكا» .
[2] في تكملة الصلة 2/ 255.
(42/204)
وقال غَيْره: كان ديّنا، عدّلا، مُحِبًّا
للخير، مَهِيبًا جَرِيء الكلام، قويُّ النَّفس، مليح الشّكْل-
يجرُّ قوسا يكون سبْعًا وثلاثين رطلا باليد.
وقال ابن دِحْيَة [1] : كان من اللّغة بمكانٍ مكين، وموردِ فِي
الطّبّ عذْبٍ مَعِين. كان يحفظ شِعْر ذي الرّمَة، وهو ثلث اللّغة،
مع الإشراف على جميع أقوال أَهْل الطّبّ، مع سُمُوّ النَّسَب وكثرة
المال والنّشبْ. صحِبْتُه زمانا طويلا، واستفدت منه أدبا جليلا.
وقال لي: ولدت سنة سبع وخمسمائة.
وله أشعار حلوة. ورحل أبو جدّه إِلَى المشرق، وولي رئاسة الطّبّ
ببغداد، ثُمَّ بمصر، ثُمَّ بالقيروان، ثُمَّ استوطن دانية
بالأندلس، وطار ذِكره.
قلتُ: وقد مرّ والده فِي سنة سبْعٍ وخمسين، وجدّه فِي سنة خمسٍ
وعشرين وخمسمائة.
وكان أبو بَكْر يُقال له: الحفيد. وكان وزيرا محتشِمًا، كثير
الحُرْمَة، من سَرَوات أَهْل الأندلس. وقد رأَسَ فِي فَنَّيِ
الطّبّ والأدب وبلغ فيهما الغاية [2] .
266- مُحَمَّد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الوهّاب
[3] .
أبو بَكْر المِزّيّ [4] ، الدَّمشقيّ، المعروف بالدُّوَانِيقيّ.
روى عن: أَبِي الفتح نصر اللَّه المصّيصيّ.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والقوصي، والتّاج القُرْطُبيّ، وأخوه
إسماعيل.
__________
[1] في المطرب 203.
[2] وقد قيل في ابن زهر:
قل للوبا أنت وابن زهر ... قد جزتما الحدّ في النكاية
ترفّقا بالورى قليلا ... في واحد منكما كفاية
(المختصر في أخبار البشر 3/ 97، المختار من تاريخ ابن الجزري 72،
وتاريخ ابن الوردي 2/ 115) .
[3] انظر عن (محمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 329 رقم
488، وتكملة إكمال الإكمال 333، 334.
[4] هكذا في الأصل بالزاي. وقيّدها ابن الصابوني: «المرّي» بضم
الميم وكسر الراء المشدّدة.
(42/205)
وتُوُفّي فِي شَعْبان.
267- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [1] .
أبو المظفَّر الخاتونيّ، الأصبهانيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ،
الكاتب.
أحد الشّعراء.
سمع جزءا من مُحَمَّد بن عليّ السّمنانيّ، بسماعه من أَبِي الغنائم
ابن المأمون.
رَواه عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن القَطِيعيّ، وغيره.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة عن نيِّفٍ وعشرين سنة [2] .
268- الْمُبَارَك بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الباقي بْن أَحْمَد
بْن الصّواف [3] .
أبو نَصْر بْن النَّشف الواسطيّ، البزّاز، الْمُقْرِئ.
قرأ القراءات على: أَبِي الفتح الْمُبَارَك بْن أَحْمَد الحدّاد،
وغيره.
وسمع: أَبَا عبد الله محمد بن علي الجلابي، وأحمد بْن عُبَيْد
اللَّه الآمِديّ.
وسمع ببغداد من: ابن ناصر.
وحدَّث.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ، وقال: تُوُفّي فِي
ذي القعدة وله أربعٌ وسبعون سنة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمد الخاتوني) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
338 رقم 508، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 125، والوافي
بالوفيات 1/ 419، 150 رقم 63.
[2] قال ابن النجار: من ساكني دار الخلافة. كان كاتبا فاضلا أديبا
حسن الأخلاق. خدم عدّة من الأمراء ثم نظر في أعمال قوسان وبعدها في
دجيل ثم انعزل ولزم بيته، وأورد له من أبيات:
لقد هاج لي أبين حزنا طويلا ... وحمّلني البين عبئا ثقيلا
وأذكرني البرق سفح الغدير ... وتلك القفار وتلك الهجولا
ومثّل لي وقفات الحجيج ... وجوب الفلا عنقا أو ذميلا
فأذريت دمعي لعلّ الدموع ... تبلّ غليلا وتروي عليلا
فما بلغت بعض ما نلته ... وما هو أمرا أراه منيلا
لأنّي أروم شفاء الجوى ... وقد أوحش البين تلك السبيلا
[3] انظر عن (المبارك بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
337 رقم 506، والمختصر المحتاج إليه 3/ 168 رقم 1123.
(42/206)
269- الْمُبَارَك بْن عليّ بْن يحيى بْن
مُحَمَّد بْن بذال [1] .
أبو بَكْر المعروف بابن النّفيس الْبَغْدَادِيّ.
وُلِد سنة سبْع عشرة.
وسمع من: أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبي مَنْصُور الشَّيْبَانيّ
القزّاز.
قال الدّبيثيّ [2] : سمع منه بعض أصحابنا، وأجاز لي.
270- مَسْعُود بْن أَبِي مَنْصُور بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن [3] .
الأصبهانيّ أبو الْحَسَن، الخيّاط المعروف بالجمّال.
ولد سنة ستّ وخمسمائة، وسمع من: أَبِي عليّ الحدّاد، ومحمود بْن
إسماعيل الصيرفي، وأبي نهشل عبد الصمد العنبري، والهَيْثم بْن
مُحَمَّد المعدانيّ. وحضَر أَبَا القاسم غانما البُرْجيّ، وحمزة
بْن العبّاس العَلَويّ.
وأجاز له عَبْد الغفّار الشِّيرُوِييّ.
وكان من بقايا أصحاب الحدّاد.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وأبو مُوسَى بْن عَبْد الغنيّ، ومحمد بْن
عُمَر العثمانيّ.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير، وجماعة.
تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من شوّال.
271- مُسْلِم بن عليّ بن محمد [4] .
__________
[1] انظر عن (المبارك بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 335،
336 رقم 502، وإكمال الإكمال لابن نقطة (مادّة: بذال) ورقة 31،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 173 رقم 1142.
[2] في المختصر المحتاج إليه.
[3] انظر عن (مسعود بن أبي منصور) في: التقييد لابن نقطة 446 رقم
598، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 333 رقم 496، والعبر 4/ 288،
والإعلام بوفيات الأعلام 245، وسير أعلام النبلاء 21/ 268 رقم 141،
والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1933، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 309 وفيه: «مسعود بن أبي مسعود» ، وذيل التقييد 2/ 278 رقم
1621، والنجوم الزاهرة 6/ 154، وشذرات الذهب 4/ 321.
[4] انظر عن (مسلم بن علي) في: إكمال الإكمال، لابن نقطة (السيحي)
، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 319 رقم 465، والمشتبه 1/ 350، وسير
أعلام النبلاء 21/ 302، 303 رقم 159.
(42/207)
أبو مَنْصُور بْن السّيْحيّ [1] ، العدل
المَوْصِليّ.
حدَّث عن: أَبِي البركات مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن خميس، وهو آخر
من حدَّث عَنْهُ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وأبو مُحَمَّد اليَلْدانيّ.
تُوُفّي فِي منتصف المحرَّم.
272- مَنْصُور بْن أَبِي الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل بْن المظفَّر
[2] .
أبو الفضل المخزوميّ، الطّبريّ، الصُّوفيّ، الواعظ.
وُلِد بآمُل طَبَرِسْتان، ونشأ بمَرْو، وتفقّه على الْإِمَام أَبِي
الْحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد المَرْوَزِيّ.
وبنَيْسابور على مُحَمَّد [3] بْن يحيى.
وكان مليح الكلام فِي المُنَاظرة، ثُمَّ اشتغل بالوعظ والتّصوُّف.
وسمع من: زاهر بْن طاهر، وعبد الجبّار بْن مُحَمَّد الحواريّ،
وعليّ بْن مُحَمَّد المَرْوَزِيّ. وحدَّث ببغداد والشّام.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو بَكْر الحازميّ، وإلياس بْن جامع، وابن خليل،
وأخوه إِبْرَاهِيم، والضّياء المقدسيّ، والتّاج بْن أَبِي جَعْفَر،
والشّهاب القُوصيّ، وطائفة سواهم.
__________
[1] في الأصل: «السحي» ، والتصحيح من مصادر الترجمة. قال المنذري:
السّيحي: بكسر السين والحاء المهملتين بينهما ياء آخر الحروف.
[2] انظر عن (منصور بن أبي الحسن) في: التقييد 453، 454 رقم 606،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 160 رقم 477، وتاريخ إربل 1/ 191 رقم
94، وتكملة إكمال الإكمال 134، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/
353، والتدوين في أخبار قزوين 4/ 116، والإشارة إلى وفيات الأعيان
309، والإعلام بوفيات الأعلام 245، والعبر 4/ 288، والمعين في
طبقات المحدّثين 182 رقم 1934، والمختصر المحتاج إليه 3/ 191، 192
رقم 1205، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 1 ص 36، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 4/ 313، ولسان الميزان 6/ 92، والنجوم الزاهرة 6/ 54،
وشذرات الذهب 4/ 321.
[3] في الأصل: «وبنيسابور علي بن محمد» وهو وهم.
(42/208)
وروى عنه الأمير يعقوب بْن مُحَمَّد
الهَذبانيّ «مُسْنَد» أَبِي يعلى الموصليّ، سمعه منه بالموصل،
ولقّبه القُوصيّ بشِهاب الدّين.
ونقلتُ من خطّه قال: حدَّث بدمشق سنة اثنتين وتسعين «بصحيح
مُسْلِم» ، وسمعته منه، عن الفُرَاويّ.
وتوقَّف فِي أمره الحافظ بهاء الدّين القاسم بْن عساكر، وامتنع
جماعةٌ لامتناعه.
ومولده بطَبَرِسْتان سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وقال ابن النّجّار: حدّث ببغداد، ثُمَّ سكن الموصل يحدَّث ويدرّس.
ثُمَّ انتقل إِلَى دمشق، فذكر لي رفيقنا عَبْد الْعَزِيز
الشَّيبانيّ أنّه سمع منه، وادّعى أنّه سمع «صحيح مُسْلِم» من
الفُرَاويّ. وكان معه خطٌّ مُزَوَّر على خطّ الفُرَاويّ.
وقال ابن نُقْطة [1] : حدَّثني عليّ بْن القاسم بْن عساكر قال:
لمّا قُرئَ على الطَّبريّ أوّل مجلس من «صحيح مُسْلِم» بحُكم
الثّبْت حضر شيخ الشّيوخ ابن حَمُّوَيْه، وحضر أَبِي وأنا معه،
فجاء ابن خليل الأَدَميّ وقال لأبي: هَذَا الثَّبَت ليس بصحيح،
وأراه إيّاه. فامتنع أَبِي من الحضور والجماعة، فغضب شيخ الشّيوخ
أبو الْحَسَن بْن حَمُّوَيْه والصّوفيّة، وقرءوا عليه الكتاب [2] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ كِتَابَةً عَنْ مَنْصُورِ بْنِ
أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيِّ، أَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ: أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ،
أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَقِيهُ بِالطَّابَرَانِ، أَنَا
أَبُو النَّصْرِ الْفَقِيهُ: ثنا عثمان بن سعيد الدّارميّ، ثنا
سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ:
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أُنَيْسٍ قَالَ: كُنَّا بِالْبَادِيَةِ فَقُلْنَا: إِنْ قَدِمْنَا
بِأَهَلِينَا شُقَّ عَلَيْنَا، وَإِنْ خَلَّفْنَاهُمْ
أَصَابَتْهُمْ ضَيْعَةٌ. فَبَعَثُونِي، وَكُنْتُ أَصْغَرُهُمْ،
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَذَكَرَتْ لَهُ قَوْلَهُمْ، فَأَمَرَنَا بِلَيْلَةِ ثلاث وعشرين
[3] .
__________
[1] في التقييد 454.
[2] المختصر المحتاج إليه 3/ 192.
[3] الحديث بطوله رواه أبو داود في الصلاة، والنسائي في الاعتكاف.
انظر: تحفة الأشراف 4/ 273 رقم 5143.
(42/209)
قال ابن الهاد: فكان مُحَمَّد بْن
إِبْرَاهِيم يجتهد تلك اللّيلة [1] .
تُوُفّي فِي ثامن عشر ربيع الآخر بدمشق [2] .
- حرف النون-
273- نَصْر بْن أَبِي المحاسن بْن أَبِي الرشيد [3] .
أبو الخطّاب الأصبهانيّ، الصُّوفيّ.
حدَّث عن: أَبِي القاسم بْن الفضل بْن عَبْد الواحد الصَّيدلانيّ.
وتُوُفّي ببغداد.
__________
[1] وقال ابن عبد البرّ في (الاستيعاب 2/ 259) : وتعرف تلك الليلة
بليلة الجهنيّ بالمدينة.
[2] وقال الرافعي القزويني: ورد قزوين وسمع منه بها: «فضائل
الأوقات» لأبي بكر البيهقي سنة تسع وستين وخمسمائة. بروايته عن عبد
الجبار الخواريّ، عن المصنّف. (التدوين) .
وقال ابن نقطة: سمع ببغداد (سنن) البيهقي الصغير بقراءة ابن ناصر
الحافظ في سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وقال أبو الطاهر بن الأنماطي
بدمشق إنهم وجدوا سماعه من مسند أبي يعلى الموصلي من زاهر، وأن
سماعه في نسخة يوسف البندهي بدمشق.
ورأيت نسخة بأربعين حديثا من جمع أبي الفضل منصور بن أبي الحسن
الطبري وعليها خطه وقد حدّث بها عن زاهر بن طاهر الشحامي، وذكر أنه
توفي في سنة سبع وعشرين، وإنما كانت وفاته في ربيع الآخر من سنة
ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وما روي فيها- أعني الأربعين- عن الفراوي
شيئا، وفيها أحاديث من «صحيح» مسلم قد رواها عن أبي عبد الرحمن
محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطيب الكشميهني، عن الفراوي، ولو كان
قد سمعه من الفراوي كما زعم في آخره لما خرج عن رجل، عنه، وقد حدّث
فيها بأسانيد فيها نظر، وصحّتها مستبعدة. (التقييد) .
وقال ابن المستوفي: هو أبو الفضل بن أبي عبد الله، المعروف
بالدّيّني المخزومي ثم الطبري، كذا كتب لي نسبه بخطّه في إجازة لي.
وحدّثني أبو الخير بدل ابن أبي المعمّر التبريزي أنه: منصور بن علي
بن إسماعيل. ووجدت بخط إلياس بن جامع: «أبو الفضل منصور بن الحسن
بن سعد بن المظفر بن الطبري المخزومي» ، ورد إربل ونزل خانكاه أبي
منصور قايماز، وسمع عليه الحديث بإربل، وأدركته بالموصل ولم يقدّر
لي السماع عليه.
رحل إلى دمشق وأقام بها، فقيل إنه توفي بها.
كان رجلا صالحا عنده شيء من فقه- كما قيل- سمع الكثير وعمّر حتى
سمع عليه. وأخبرني بدل بن أبي المعمّر قال: أحبّ السماع عليه، فكان
يقول: إنه سمع الكتاب جميعه، فإذا تفقد وجد سماعه على بعضه، فعل
ذلك في مسند أبي يعلى الموصلي وغيره. (تاريخ إربل) .
[3] انظر عن (نصر بن أبي المحاسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
335 رقم 501.
(42/210)
- حرف الواو-
274- وَهْب بْن لُبّ بْن عَبْد الملك بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
وهب بْن نُذير [1] .
أبو العطاء الفِهْريّ الأندلُسيّ، الشَّنْتَمريّ، نزيل بلنسية.
سمع من: أبيه أبي عيسى. ولزم أبا الوليد بن الدّبّاغ وأكثر عنه.
وتفقّه على أبي الحسن بن النّعمة. وأخذ القراءات عَنْ أَبِي
مُحَمَّد بْن سعدون الوَشْقي.
وكان فقيها، حافظا، مشاوَرًا، مُفْتيًا، مدرّسا، من أَهْل العِلم
والذّكاء والدّهاء.
أَخَذَ عَنْهُ جماعة، ووُلّي قضاء بَلَنْسِية وخطابتها، ثُمَّ
صُرِف عن القضاء وبقي خطيبا.
تُوُفّي فِي ذي الحجّة، وصلّى عليه ولده أبو عَبْد اللَّه، وعاش
ثلاثا وثمانين سنة. ذكره الأَبَّار.
- حرف الياء-
275- يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أبو بَكْر الْأَزْدِيّ، الأندلسيّ، النَّحْويّ، المعروف بابن
فضالة.
من علماء أوريُولَة. خطب ببلده وناب فِي القضاء، قال التّجيبيّ:
كان شيخي فِي اللّغة والعربيّة، وصحِبتُه عدَّة سِنين وعرضتُ عليه
كتبا كثيرة. وعُمّر دهرا.
بقي إِلَى سنة خمسٍ هَذِهِ.
276- يحيى بن علي بن الفضل بن هبة الله بن بركة [2] .
__________
[1] انظر عن (وهب بن لب) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (يحيى بن علي بن الفضل) في: الكامل في التاريخ 12/ 154
وفيه: «يحيى بن علي بن فضلان» ، وذيل الروضتين 15، والتقييد لابن
نقطة 485، 486 رقم 660، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 330، 331 رقم
491، وتاريخ ابن الدبيثي 15/ 392، والجامع المختصر 19/ 11- 13،
والعبر 4/ 289، والإشارة إلى وفيات الأعيان 309، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 246، رقم 1353، وإنسان العيون، ورقة 179، وطبقات
(42/211)
العلّامة جمال الدّين أبو القاسم
الْبَغْدَادِيّ، الشّافعيّ، المعروف بابن فضلان.
وُلِد فِي آخر سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وسمع: أَبَا غالب ابن البنّاء، وأبا القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ،
وأبا الفضل الأُرْمَويّ، وغيرهم.
وكان اسمه واثق، وكذا هُوَ فِي الطَّباق، ولكنْ غلب عليه يحيى
واختاره هُوَ. وكان إماما بارِعًا فِي عِلم الخلاف، مشارا إليه فِي
جودة النَّظَر.
تفقَّه على أَبِي مَنْصُور الرّزّاز، وارتحلَ إِلَى صاحب الغزاليّ
مُحَمَّد بْن يحيى مرَّتين، وعلَّق عَنْهُ.
وظهر فضله، واشتهر اسمه، وانتفع به خلْق.
وسمع أيضا بنَيْسابور من: أَبِي يحيى، وعمر بْن أَحْمَد الصّفَّار
الفقيه، وأبي الأسعد هبة الرَّحْمَن بْن القُشَيْريّ، وإسماعيل بْن
عَبْد الرَّحْمَن العصائديّ.
وكان حَسَن الأخلاق، سَهْل القياد، حُلْو العبارة، يَقِظًا، لبيبا،
نبيها، وجيها. درَّس ببغداد بمدرسة دار الذَّهَب وغيرها.
وأعاد له الدّرسَ الْإِمَامُ أبو عليّ يحيى بْن الرَّبِيع.
روى عَنْهُ: ابن خليل فِي حروف الواو، وأبو عَبْد اللَّه
الدُّبيثيّ، وجماعة.
وتُوُفّي فِي تاسع عشر شعبان.
قال الموفّق عَبْد اللّطيف: ارتحل ابن فضلان إِلَى مُحَمَّد بْن
يحيى مرَّتين، وسقط فِي الطّريق فانكسرت ذراعه، وصارت كفخذه،
فالتجأ إِلَى قريةٍ، وأدّته الضّرورة إِلَى قطْعها من المِرْفق،
وعمل محضرا بأنّها لم تقطع في
__________
[ () ] الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 320 (7/ 322، 323) ، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 2/ 279، 280، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة
151 ب، 152 أ، والبداية والنهاية 13/ 21، ومرآة الجنان 3/ 479،
والعسجد المسبوك 2/ 254، وعقد الجمان 17/ ورقة 239، 240، والعقد
المذهب، ورقة 74، والنجوم الزاهرة 6/ 153، ومعجم الشافعية لابن عبد
الهادي، ورقة 100، والفلاكة والمفلوكين 20، وشذرات الذهب 4/ 321،
والأعلام 9/ 198.
(42/212)
ريبة. فلمّا قدِم بغداد وناظر المجير، وكان
كثيرا ما ينقطع فِي يد المُجير، فقال له المجير: يسافر أحدهم فِي
قطْع الطّريق، ويدّعي أنّه كان يشتغل.
فأخرج ابن فضلان المحضر ثمّ شنَّع على المجير بالفلسفة.
وكان ابن فضلان ظريف المناظرة، له نغمات موزونة، يشير بيده مع
مخارج حروفه بوزنٍ مُطرِبٍ أنيق، يقف على أواخر الكلمات خوفا من
اللّحْن. وكان يُداعبني كثيرا.
ورُميَ بالفَالج فِي آخر عمره، رحمه اللَّه تعالى.
277- يعقوب بْن يوسف بْن عَبْد المؤمن بْن عليّ [1] .
الملقَّب بالمنصور، أمير المؤمنين أبو يوسف، سلطان المغرب
القَيْسيّ المرّاكُشيّ، وأُمُّه أمّ وَلَد روميَّة اسمها سَحَر [2]
.
بويع فِي حَيَاة والده بأمره بِذَلِك عند موته، فملك وعمره يومئذٍ
اثنتان وثلاثون سنة. وكان صافي السُّمْرة إِلَى الطّول ما هُوَ،
جميل الوجه، أعين، أفوه، أقْنَى، أكْحَل، مستديرَ اللّحية، ضخم
الشَّكل، جَهُورِيّ الصّوت، جزل
__________
[1] انظر عن (يعقوب بن يوسف) في: الكامل في التاريخ 12/ 145- 147،
ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 464- 468، والروضتين 2/ 174، وذيل الروضتين
16، ووفيات الأعيان 7/ 3- 19، والمعجب 336 وما بعدها، والحلل
الموشّية 121، وآثار البلاد وأخبار العباد 112، وروض القرطاس 160،
وأعمال الأعلام 269، والجامع المختصر 9/ 8، والبيان المغرب 3/ 140-
211، والاستقصاء 2/ 158، وتاريخ الدولتين 10، وجذوة الاقتباس 348،
والأنيس المطرب 153، ونفح الطيب (انظر فهرس الأعلام) ، والدر
المطلوب 127، وشرح رقم الحلل 191، 200- 202، والإعلام بوفيات
الأعلام 245، وسير أعلام النبلاء 21/ 311- 319 رقم 166، والمختار
من تاريخ ابن الجزري 64- 71، ودول الإسلام 2/ 77، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 310، ومآثر الإنافة 2/ 73، والمختصر في أخبار البشر
3/ 97، وتاريخ ابن الوردي 2/ 114، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 166-
168، والروض المعطار 27، 82، 127، 136، 163، 174، 175، 200، 201،
342، 343، 347، 354، 390، 414، 415، 469، 479، 487، 521، 541، 568،
578، 579، والنجوم الزاهرة 6/ 137، ونظم الجمان 96، والحلّة
السيراء 2/ 178، 193، والبداية والنهاية 13/ 19، وشذرات الذهب 4/
421- 423.
[2] في (المعجب) : «ساحر» .
(42/213)
الألفاظ، صادق اللهْجَة، كثير الإصابة
بالظّنّ والفَرَاسة، ذا خبرةٍ بالخيرِ والشّرّ. وُلّي الوزارة
لأبيه، فبحث عن الأمور، وكشف أحوال العمّال والوُلاة.
وكان له من الولد: مُحَمَّد وليّ عهده، وإبراهيم، وموسى، وعبد
اللَّه، وعبد العزيز، وأبو بَكْر، وزكريّا، وإدريس، وعيسى، وصالح،
وعثمان، ويونس، وسعد، وساعد، والحَسَن، والحسين، فهؤلاء الّذين
عاشوا بعده. وله عدَّة بنات.
ووزَرَ له عُمَر بن أبي زيد الهنتانيّ إلى أن مات، ثُمَّ أبو بَكْر
بْن عَبْد اللَّه بْن الشّيخ عُمَر أيِنْتي، ثُمَّ ابن عمّ هَذَا
مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر. ثُمَّ هرب مُحَمَّد هَذَا وتزهَّد ولبس
عباءة، ثُمَّ وَزَرَ له أبو زَيْدٍ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُوسَى
الهنْتانيّ، وبقي بعده وزيرا لابنه مُدَيْدَة.
وكتب له أبو الفضل بْن مَحْشُوَّة، ثُمَّ بعده أَبُو عَبْد اللَّه
مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عيّاش الكاتب البليغ الَّذِي
بقي إلى سنة تسع عشرة وستّمائة.
وكتب أيضا لولده من بعده.
وقضَى له أبو جَعْفَر أَحْمَد بْن مضاء، وبعده أبو عَبْد اللَّه
بْن أَبِي مروان الوَهْرَانيّ، ثُمَّ عزله بأبي القاسم أَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن بَقِيّ.
ولَمَّا بويع كان له من إخوته وعُمومته منافسون ومزاحمون لا يرونه
أهلا للإمارة لِمَا كانوا يعرفون من سوءِ صِباه، فلقيَ منهم
شدَّةً، ثُمَّ عبر البحر بعساكره حتّى نزل مدينة سَلا، وبها تمَّت
بيعته، لأنّ بعض أعمامه تلكَّأ، فأنعم عليهم، وملأ أيديهم أموالا
لها خطر. ثُمَّ شرع فِي بناء المدينة العُظْمى الّتي على البحر
والنّهر من العَدْوَة، وهي تلي مَرّاكُش. وكان أَبُوهُ قد اختطّها
ورسمها، فشرع هُوَ فِي بنائها إِلَى أن تمّت أسوارها، وبنى فيها
جامعا عظيما إلى الغاية، وعمل له منارة في نهاية العُلُوّ على هيئة
منارة الإسكندريَّة، لكن لم يتمّ هذا الجامع لأنّ العمل بَطَلَ منه
بموته. وأمّا المدينة فتمّت، وطولها نحوٌ من فَرْسَخ، لكنّ عرضها
قليل بالنّسبة. ثُمَّ سار بعد أن تهيَّأت فنزل مَرّاكُش.
(42/214)
وَفِي أوّل ملكه، وذلك فِي سنة ثمانين، خرج
عليه صاحب ميورقة [1] الملك المعروف بابن غانية، وهو عليّ بْن
إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن غانية، فسار فِي البحر بجيوشه،
وقصد مدينة بِجاية، فملكها وأخرج مَن بها من الموحّدين فِي شعبان
مِن السّنة. وهذا أوّل اختلالٍ وَقَعَ فِي دولة الموحّدين [2] .
وأقام ابن غانية ببِجاية سبعة أيّام، وصلّى فيها الجمعة، وأقام
الخُطبة للإمام النّاصر لدين اللَّه العبّاسيّ، وكان خطيبه يومئذٍ
الْإِمَام أبو مُحَمَّد عَبْد الحقّ الأزْديّ مصنِّف الإحكام.
فأحنق ذلك المنصورَ أَبَا يوسف، ورام قتْلَ عَبْد الحقّ، فعصمه
اللَّه وتوفّاه قريبا.
ثُمَّ سار ابن غانية بعد أن أسّس أموره ببِجاية، ونازل قلعة بني
حمّاد فملكها، وملك تلك النّواحي، فتجهَّز المنصور لحربه بجيوشه،
فتقهقر ابن غانية، وقصد بلاد الجريد، فلمّا وصل المنصور إِلَى
بِجّاية تلقّاه أهلها، فصفح عَنْهُمْ، وجهّز جيشا مع ابن عمّه
يعقوب بْن عُمَر، ونزل هُوَ تونس، فالتقى يعقوب وابن غانية، فانهزم
الموحّدون انهزاما مُنْكَرًا، وتبِعَهم جيش ابن غانية من العرب
والبربر يقتلونهم فِي كلّ وجهٍ، وهلك كثيرٌ منهم عَطَشًا، ورجع من
سَلِم إِلَى تونس. فلمَّ المنصور شعْثهم، ثُمَّ سار بنفسه وعمل مع
ابن غانية مصافّا، فانكسر أصحاب ابن غانية، وثبت هُوَ، وبيّن إِلَى
أن أُثخن جراحا، ففرّ بنفسه متماسكا، ومات فِي خيمة أَعرابيَّة [3]
. ثُمَّ إنّ جُنْدَه قدّموا عليهم أخاه يحيى، ولحِقوا بالصّحراء
فكانوا بها مع تلك العُربان إِلَى أن رجع المنصور إِلَى مَرّاكُش.
وانتقض أَهْل قَفْصَة فِي هَذِهِ المدَّة، ودعوا لبني غانية، فنزل
عليها المنصور، فحاصرها أشدّ الحصار، وافتتحها عَنْوةً، وقتل أهلها
قتلا ذريعا.
فَقِيل إنّه ذبح أكثرهم صبرا، وهدم أسوارها، ورجع إلى المغرب [4] .
__________
[1] في الأصل: «ميرقة» .
[2] الروض المعطار 568.
[3] المعجب 349.
[4] الروض المعطار 568، المعجب 349.
(42/215)
وأمّا يحيى بْن غانية فإنّه بعث أخاه أبا
محمد عَبْد الله إِلَى مَيُورقة فاستقلّ بها، إِلَى أن دخلها عليه
الموحّدون قبل السّتّمائة. وبقي يحيى بإفريقية يظهر مرَّة ويخمد
أخرى، وله أخبارٌ يطول شرحها.
وَفِي غيبة المنصور عن مَرّاكُش طمع عمّاه فِي الأمر، وهما
سُلَيْمَان وعمر، فأسرع المنصور ولم يتمّ لهما ما راماه، فتلقّياه
وترجّلا له، فقبض عليهما، وقيّدهما فِي الحال، فلمّا دخل مَرّاكُش
قتلهما صبْرًا، فهابه جميع القرابة وخافوه.
ثمّ أظهر بعد ذلك زُهدًا وتقشُّفًا وخشونةَ عَيْشٍ وملبس، وعظُم
صيت العُبَّاد والصّالحين فِي زمانه، وكذلك أَهْل الحديث، وارتفعت
منزلتهم عنده فكان يسألهم الدعاء. وانقطع فِي أيّامه عِلم الفروع،
وخاف منه الفقهاء، وأمر بإحراق كتب المذهب بعد أن يجرّد ما فيها من
الحديث، فأحرق منها جملة فِي سائر بلاده، «كالمدوَّنة» ، و «كتاب
ابن يُونُس» ، و «نوادر ابن أَبِي زَيْدٍ» ، و «التّهذيب»
للبرادعيّ، و «الواضحة» لابن حبيب.
قال محيي الدّين عَبْد الواحد بْن عليّ المَرّاكُشي فِي كتاب
«المعجب» [1] له: ولقد كنت بفاس، فشهدت يؤتى بالأحمال منها فتوضع
ويُطلق فيها النّار.
قال: وتقدَّم إلى النّاس بترك الفقه والاشتغال بالرأي والخوض
فِيهِ، وتوعّد على ذلك، وأمَر مَن عنده مِن المحدِّثين بجمع أحاديث
من المصنَّفات العشرة وهي: «الموطّأ» ، والكتب الخمسة، و «مُسْنَد
أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة» ، و «مُسْنَد البزّار» ، و «سنن
الدّار الدَّارَقُطْنِيّ» ، «وسُنَن البَيْهقيُّ» فِي الصّلاة وما
يتعلّق بها، على نحو الأحاديث الّتي جمعها ابن تومرت فِي الطّهارة.
فجمعوا ذلك، فكان يُمليه بنفسه على النّاس، ويأخذهم بحفظه. وانتشر
هَذَا المجموع فِي جميع المغرب وحفظه خلْق. وكان يجعل لمن حفظه
عطاء وخِلعة.
وكان قصْده فِي الجملة مَحْو مذهب مالك رَضِيَ اللَّه عنه وإزالته
من
__________
[1] ص 354.
(42/216)
المغرب. وحَمَلَ النّاسَ على الظّاهر من
القرآن والسُّنَّة. وهذا المقصد بعينه كان مقصد أَبِيهِ وجدّه،
إلّا أنهما لم يُظهراه، وأظهره هُوَ.
أخبرني غير واحدٍ ممّن لقي الحافظ أَبَا بكر بن الجدّانة أنّه
أخبرهم قال:
دخلت على أمير المؤمنين أَبِي يعقوب يوسف أوّل دخلةٍ دخلتُها عليه،
فوجدت بين يديه «كتاب ابن يُونُس» ، فقال لي: يا أَبَا بَكْر أَنَا
انظر فِي هَذِهِ الآراء المتشعّبة الّتي أُحدِثت فِي دِين اللَّه.
أرأيت يا أَبَا بَكْر المسألة فيها أربعة أقوال، وخمسة أقوال، أو
أكثر فِي أيّ هَذِهِ الأقوال الحقّ؟ وأيّها يجب أن يأخذ به
المقلِّد؟
فافتتحت أبيّن له، فقال لي، وقطع كلامي: يا أَبَا بَكْر ليس إلّا
هَذَا، وأشار إِلَى المصحف، أو هَذَا، وأشار إِلَى «سُنَن أَبِي
دَاوُد» ، أو السّيف.
قال عَبْد الواحد: وظهر فِي أيّام أَبِي يوسف يعقوب ما خفي فِي
أيّام أَبِيهِ وجدّه، ونال عنده طلبة العِلم والحديث ما لم ينالوا
فِي أيّام أبويه، وانتهى أمره إِلَى أن قال يوما بحضرة كافَّة
الموحّدين: يا معشر الموحّدين، أنتم قبائل، فَمَنْ نابَه منكم أمرٌ
فزع إِلَى قبيلته وهؤلاء، يعني الطّلبة، لا قَبِيل لهم إلّا أَنَا،
فمهما نابَهم أمرٌ فأنا ملجأهم. فعظموا عند ذلك فِي أعين
الموحّدين، وبالغوا فِي احترامهم.
وَفِي سنة خمسٍ وثمانين قصد بَطرو بْن الريق لعنه اللَّه مدينة
شَلْب فنالها فأخذها، فتجهّز المنصور أبو يوسف فِي جيوشٍ عظيمة،
وعبر البحر، ونزل على شَلْب، فلم يطِق الفرنج دفاعه، وهربوا منها،
وتسلَّمها. ولم يكفِه ذلك حتّى أَخَذَ لهم حِصْنًا، ورجع فمرض
بمَرّاكُش مرضا عظيما، وتكلَّم أخوه أبو يحيى فِي الملك، ودعا
إِلَى نفْسِه، فلمّا عُوفي قتله صبرا، وقال: وإنّما أقتلك بقوله
صلى الله عليه وسلّم: «إذا بويع الخليفتان فاقتلوا الأحدث منهما» .
تولّى قتْله أخوه عَبْد الرَّحْمَن بمحضرٍ من النّاس. ثُمَّ تهدَّد
القرابة وأهانهم، فلم يزالوا فِي خمولٍ، وقد كانوا قبل ذلك لا فرق
بينهم وبين الخليفة سوى نفوذ العلامة [1] .
__________
[1] المعجب 356- 358.
(42/217)
وَفِي سنة تسعين انتقض ما بينه وبين
الأذْفُنْش [1] من العهد، وعاثت الفرنج فِي الأندلس، فتجهّز أبو
يوسف وأخذ فِي العبور، فعبر فِي جُمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين،
ونزل بإشبيليّة، فعرض جيوشه، وقسَمَ الأموال، وقصد العدوّ المخذول،
فتجهّز الأذفُنْش فِي جُموعٍ ضخمة، فالتقوا بفحص الحديد، وكان
الأذفنْش قد جمع جُموعًا لم يجتمع له مثلها قطّ، فلمّا تراءى
الجمعان اشتدّ خوف الموحّدين، وأمير المؤمنين يعقوب فِي ذلك كلّه
لا مُستنّد لَهُ إلّا الدّعاء، والاستعانة بكلّ من يظنّ أنّه صالح،
فتواقعوا فِي ثالث شعبان، فنصر اللَّه الْإِسْلَام، ومُنِح أكتاف
الروم، حتّى لم ينج الفنش، إلّا في نحو من ثلاثين نفْسًا من وجوه
أصحابه. واستشهد يومئذٍ جماعة من الأعيان، منهم الوزير أَبِو بكر
ابن عبد الله ابن الشَّيْخ عُمَر اينتي، وأتى أبو يوسف قلعة رباح
وقد هرب أهلها، فدخلها وجعل كنيستها مسجدا واستولى على ما حول
طُلَيطُلة من الحصون، وردّ إِلَى إشبيلية.
ثُمَّ قصد الرومَ من إشبيلية فِي سنة اثنتين وتسعين، فنزل على
مدينة طليطلة بجيوشه، فقطع أشجارها، وأنكى فِي الروم نكاية بيّنة
ورجع. ثمّ عاد في المرّة الثالثة، وتوغَّل فِي بلاد الروم، ووصل
إِلَى مواضع لم يصل إليها ملك من ملوك المسلمين، ورجع، فأرسل
الأدفُنْش يطلب المهادنة، فهادنه عشر سنين، وعبر بعد هَذَا إِلَى
مَرّاكُش فِي سنة أربعٍ وتسعين.
قال: وبلغني عن غير واحدٍ أنّه صرَّح للموحّدين بالرحلة إِلَى
المشرق، وجعل يذكر لهم البلاد المصريَّة وما فيها من المناكير
والبِدَع ويقول: نَحْنُ إن شاء اللَّه مُطهِّروها. ولم يزل هَذَا
عزْمُه إِلَى أن مات فِي صدر سنة خمس.
وكان فِي جميع أيّامه مؤثرا للعدْل بحسب طاقته، وبما يقتضيه إقليمه
والأمَّة الّتي هُوَ فيها.
وكان يتولّى الإمامة بنفسه فِي الصَّلَوات الخمس أشهرا إلى أن أبطأ
يوما
__________
[1] يقال: «الأذفنش» و «الأدفنش» ، و «الفنش» . وهو «ألفونس
الثامن» ملك قشتالة.
(42/218)
عن العصر حتّى كادت تفوت، فخرج وأوسعهم
لَوْمًا وقال: ما أرى صلاتكم إلّا لنا، وإلّا فَمَا منعكم أن
تقدّموا رجلا؟ فقد قدّم أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف حين دخل وقت
الصّلاة، وهو عليه السّلام غائب، أما لكم أُسْوَة؟ فكان ذلك سببا
لقطْعه الإمامة [1] .
وكان يقعد للنّاس عامَّةً لا يُحجَب عَنْهُ أحد، حتّى اخْتَصَم
إليه رجلان فِي نصف درهم، فقضى بينهما وأمر بضربهما قليلا، وقال:
أما كان فِي البلد حُكَّام قد نُصِبوا لهذا.
ثمّ بعد هذا بقي يقعد فِي أيّامٍ مخصوصة. واستعمل على القضاء أَبَا
القاسم بْن بَقِيّ، فشرط عليه بأن يكون قعوده بحيث يسمع حُكمه فِي
جميع القضايا وهو مِن وراء ستْر.
وكان يدخل إليه أُمناء الأسواق فِي الشّهر مرَّتين، فيسألهم عن
أسواقهم، وأسعارهم، وحُكامهم. وكان إذا وفد عليه أهلُ بلدٍ سألهم
عن وُلاتهم وقُضاتهم، فإذا أثْنَوا خيرا قال: اعلموا بأنّكم
مسئولون عن هذه الشّهادة يوم القيامة. وربّما تلا: يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ
بِالْقِسْطِ 5: 8 [2] .
قال: وبلغني أنّه تصدَّق سنة إحدى وتسعين قبل خروجه إِلَى الغزوَة
بأربعين ألف دينار. وكان كلّما دخلت السّنة أمر أن تُكتَب له
الأيتام والمنقطعون، فيُجْمعون إِلَى عند قصره، فيختنون، ويأمر
لكلّ صبيّ منهم بمثقال، وثوب، ورغيف، ورُمّانة. هَذَا كلّه
شهِدْتُهُ [3] .
وبنى بمَرّاكُش بيمارستانا ما أظنّ فِي الدّنيا مثله، أجرى فِيهِ
مياها كثيرة، وغرسَ فِيهِ من جميع الأشجار، وزَخْرَفَه، وأمر له من
الفرش بما يزيد على الوَصْف. وأجرى له ثلاثين دينارا كلّ يوم برسم
الأدوية. وكان كلّ جمعة يعود فِيهِ المرْضى ويقول: كيف حالكم؟ كيف
القومة عليكم؟.
__________
[1] المعجب 361.
[2] سورة المائدة، الآية 8.
[3] القول لعبد الواحد المراكشي في (المعجب) 364.
(42/219)
وَفِي سنة نيّفٍ وثمانين وردَ عليه من مصر
قراغش التَّقَويّ، فتى تقيّ الدّين عُمَر ابن أخي السّلطان الملك
النّاصر، والأمير شعبان، والقاضي عماد الدّين فِي جماعة، فأكرمهم
وأقطعهم، حتّى أقطع رجلا من أَهْل إربل يُعرف بأحمد الحاجب مواضع،
وأقطع شعبان بالأندلس قرى تغلّ فِي السّنة نحوا من تسعة آلاف
دينار، سوى ما قرَّر لهم من الجامكيَّة [1] .
وأخبرني أبو العبّاس أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مطرّف بمكَّة
قال: قال لي أمير المؤمنين أبو يوسف: يا أَبَا الْعَبَّاس اشهد لي
بين يدي اللَّه أنّي لا أقول بالعصمة، يعني عصمة ابن تومرت.
وقال لي، وقد استأذنته فِي فِعل: مَتَى نفتقر إِلَى وجود
الْإِمَام؟ يا أَبَا العبّاس أَيْنَ الْإِمَام، أَيْنَ الْإِمَام؟
أخبرني أبو بَكْر بْن هانئ الجيّانيّ قال: لمّا رجع أمير المؤمنين
من غزوته تلقّيناه، فسألني عن أحوال البلد وقُضاته ووُلاته، فلمّا
فرغت من جوابه سألني: ما قرأتَ من العِلم؟ فقلت: قرأت تواليف
الْإِمَام، أعني ابن تومرت، فنظر إليَّ نظرة المغضِب وقال: ما هكذا
يقول الطّالب، إنّما حُكمك أنْ تقول: قرأتُ كتاب اللَّه، وقرأت
شيئا من السُّنَّة، ثُمَّ بعد هَذَا قُلْ ما شئت [2] .
وقال تاج الدّين عَبْد السّلام بْن حَمُّوَيْه الصُّوفيّ: دخلت
مَرّاكُش فِي أيّام السّيّد الْإِمَام أَبِي يوسف يعقوب، ولقد
كَانَت الدّولة بسيادته مجمّلة، والمحاسنُ والفضائل فِي أيّامه
مكمّلة، يقصده العُلماء لفضله، والأغنياء لعدله، والفقراء لبذْله،
والغُزاة لكثرة جهاده، والصلحاء والعامَّة لتكثير سواده وزيادة
إمداده، والزُّهّاد لإرادته وحُسْن اعتقاده. كما قال فِيهِ بعض
الشّعراء:
أهْلٌ لأن يُسْعَى إليه ويُرْتجي ... ويُزار من أقصى البلاد على
الوجا
__________
[1] المعجب 365، 366.
[2] المعجب 369.
(42/220)
ملكٌ غدا بالمَكْرُمات مقلَّدًا ...
وموشَّحًا ومختما ومتوّجَا
عمرت مقامات الملوك بذِكرهِ ... وتعطّرت منه الرّياح تأرُّجَا
وجد الوجود وقد دجا فأضاءه ... ورآه في الكرب العظام ففرَّجا
ولمّا قدِمْتُ عليه أكرم مقدمي، وأعذب فِي مشارعه مَوْردي، وأنجح
فِي حُسْن الإقبال والقبول مقصدي، وقرَّر لي الرُّتبة والرَّاتب،
وعيَّن أوقات الدّخول إِلَى مجلسه بغير مانع ولا حاجب. وكانت أكثر
مجالسة المرتبة بحضور العلماء والفُضَلاء، يفتتح فِي ذلك بقراءة
القرآن، ثُمَّ يقرأ بين يديه قدر ورقتين أو ثلاث من الأحاديث
النّبويَّة. وربّما وقع البحث فِي معانيها، ثُمَّ يختم المجلس
بالدّعاء، فيدعو هُوَ. وكذا كان يدعو عند نزوله من الركوب.
ثُمَّ ينزل فيدخل قصره.
والّذي أعلمه مِن حاله أنّه كان يُجِيد حِفْظ القرآن، وكان يحفظ
متون الأحاديث، ويتكلَّم فِي الفقه والأحكام كلاما بليغا، ويُنَاظر
ويُباحث. وكان فُقهاء الوقت يرجعون إليه فِي الفتاوى والمُشكلات
وله فتاوٍ مجموعة. وكانوا ينسبونه إِلَى مذهب الظّاهر والحُكم
بالنّصوص.
وكان فصيح العبارة، مَهِيبًا، ملحوظ الإشارة، مع تمام الخِلْقة
وحُسْن الصّورة وطلاقة البِشْر، لا يُرى منه اكفهرار، ولا له عن
مجالِسِه إعراض ولا ازوِرار. يدخل عليه الدّاخل فيراه بزِيّ
الزّهّاد والعلماء، وعليه جلالة الملوك.
وقد صنَّف كتاب «التّرغيب» فِي الأحاديث الّتي فِي العبادات،
فَمَنْ فتاويه: حضانة الولد للأمّ ثُمَّ للأب ثُمَّ للجَّدة.
اليمين على المنكِر ولا ترد على المُدَّعي بحال، مَن نكل عن اليمين
حُكِم عليه بما نُكِل عَنْهُ، الشُّفْعه لا تنقطع إلّا بتصريحٍ من
الّذي يجب له إسقاطها، مَن ادَّعى العَدم وأشكل أمره، خُيِّر طالبه
بين أن يخلى سبيلَه، وبين أن يحبسَه وينفق عليه.
وله شِعْر جيّد، وموشَّحات مشهورة.
(42/221)
وبلغني أنّ قوما أتوه بفيلٍ هديَّةً من
بلاد السّودان، فوصلهم ولم يقبل الفيل، وقال: لا نريد أن نكون
أصحاب الفيل. وقيل بل جَرَى ذلك لوالده يوسف.
ثُمَّ ذكر فصلا فِيهِ طولٌ فِي كَرَمه وعدْله وخيره، إِلَى أن قال:
فإذا كان عشر ذي الحجَّة أمر وُلاة الزّكاة بإحضارها، فيفرّقها فِي
الأصناف الثّمانية.
حدَّثني بعض عمّالهم أنّه فرّق فِي عيد، سنة أربعٍ وتسعين، ثلاثا
وسبعين ألف رأس من مَعِز وضأن. ثُمَّ ذكر أنّه عمل مكتبا كبيرا
فِيهِ جماعة عُرَفاء وغيرهم، ويُجري عليهم النّفقات والكسْوة
للصّبيان، فسألت واحدا فقال: نَحْنُ عشرة معلّمين، والصّبيان
يزيدون على الألف، وقد ينقصون.
وكان يكسو الفقراء فِي العام، ويختن أولادهم، ويعطي الصَّبيّ
دينارا [1] .
قال عَبْد الواحد [2] : وكان مهتمّا بأمر البناء، لم يخل وقت من
قصر يستجدّه، أو مدينة يعمرها. وزاد فِي مَرّاكُش زيادة كبيرة.
وأمر أن تميّز اليهود بلباس ثياب كحليّة وأكمام مفرطة في الطّول
والسّعة، تصل إلى قريب أقدامهم، وبدلا من العمائم كَلْوتَات على
أشنع صُورَ، كأنّها البراذع، تبلغ إِلَى تحت آذانهم وشاع هذا
الزّيّ فيهم. وبقوا إِلَى أن توسّلوا إِلَى ابنه بعده بكلّ وسيلةٍ
وشفاعة، فأمرهم ابنه بثيابٍ صُفْر، وعمائم صفر، فهم على ذلك إلى
وقتنا، وهو سنة إحدى وعشرين وستّمائة.
فائدة
ذكر تاج الدّين بْن حَمُّوَيْه أنّه سَأَلَ ابن عطيَّة الكاتب، ما
بال هَذِهِ البلاد، يعني المغرب، ليس فيها أحدٌ من أَهْل الذّمَّة
ولا كنائس ولا بيَع؟ فقال: هَذِهِ الدّولة قامت على رهبةٍ وخُشونة.
وكان المهديّ قد قال لأصحابه: إنّ هؤلاء الملثَّمين مبتدِعة
ومجسِّمة مشبِّهة كَفَرة يجوز قتْلهم وسَبْيهم بعد أن يعرضوا
__________
[1] في المعجب 382.
[2] في المعجب 383.
(42/222)
على الْإِيمَان. فلمّا فعل ذلك، واستولوا
على السّلاطين، بعد موت المهديّ، وفتح عَبْد المؤمن مَرّاكُش، أحضر
اليهود والنّصارى وقال: أَلَسْتُم قد أنكرتم، يعني أوائلكم، بعثة
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلّم، ودفعتم أن يكون هُوَ الرَّسُول
الموعود به فِي كتابكم، وقلتم إنّ الّذي يأتي إنّما يأتي لتأييد
شريعتنا وتقرير مِلّتنا؟ قَالُوا:
نعم. قال: فأين منتظركم إذا؟ سيَّما وقد زعمتم أنّه لا يتجاوز
خمسمائة عام.
وهذه خمسمائة عام قد انتقضت لِمِلّتنا، ولم يأتِ منكم بشيرٌ ولا
نذير. ونحن لا نقرّكم [1] على كُفركم، ولا لنا حاجة بجزيتكم، فإمّا
الْإِسْلَام، وإمّا القتل.
ثمّ أجّلهم مدَّة لتخفيف أثقالهم، وبَيْع أملاكهم، والنّزوح عن
بلاده.
فأمّا أكثر اليهود، فإنّهم أظهروا الْإِسْلَام تَقِيَّة، فأقاموا
على أموالهم، وأمّا النّصارى فدخلوا إِلَى الأندلس، ولم يسلم منهم
إلّا القليل. وخربت الكنائس والصّوامع بجميع المملكة، فَلَيْس فيها
مشرِك ولا كافر يتظاهر بكُفْره إِلَى بعد السّتّمائة، وهو حين
انفصالي عن المغرب.
قال عَبْد الواحد [2] : وإنّما حمل أَبَا يوسف على ما صنعه بهم،
يعني بالملثَّمين، شكُّه فِي إسلامهم. وكان يقول: لو صحّ عندي
إسلامُهم لتركتهم يختلطون بْنا فِي أنكحتهم وأمورهم. ولو صحَّ عندي
كُفْرهم لقتلتهم، ولكنّني متردِّد فيهم، ولم ينعقد عندنا ذمَّة
ليهوديّ ولا نصرانيّ منذ قام أمر المصامدة، ولا فِي جميع بلاد
المغرب بِيعة ولا كنيسة، إنّما اليهود عندنا يُظهرون الْإِسْلَام،
ويُصلّون فِي المساجد، ويقرءون أولادهم القرآن جارين على مِلّتنا
وسُنّتنا، والله أعلم بما تكنّ صدورهم.
قلت: ما ينبغي أن يسمّى هؤلاء يهود أبدا بل هُمْ مسلمون.
محنة ابن رُشْد
وسببها أنّه أخذ فِي شرح كتاب «الحيوان» لأرسطوطاليس فهذَّبه، وقال
__________
[1] في الأصل: «لا نقرّنا» .
[2] في المعجب 383.
(42/223)
فِيهِ عند ذِكر الزّرافة: رأيتها عند ملك
البَرْبر. كذا غير ملتفتٍ إِلَى ما يتعاطاه خَدَمَةُ الملك من
التّعظيم، فكان هَذَا مِمَّا أحنقهم عليه، ولم يظهروه.
ثمّ إنّ قوما ممّن يناوِئه بقُرْطُبة ويدّعي معه الكفاءة فِي البيت
والحشمة سَعوا به عند أَبِي يوسف بأنْ أخذوا بعض تلك التّلاخيص،
فوجدوا فِيهِ بخطّه حاكيا عن بعض الفلاسفة قد ظهر أنّ الزُّهْرة
أحد الآلهة. فأوقفوا أَبَا يوسف على هَذَا، فاستدعاه بمحضرٍ من
الكبار بقُرطُبة، فقال له: أَخَطُّك هَذَا؟
فأنكر، فقال: لعن اللَّه كاتبه، وأمر الحاضرين بلعنه، ثمّ أمر
بإخراجه مُهَانًا.
وبإبعاده وإبعاد من يتكلّم فِي شيءٍ من هَذِهِ العلوم، وبالوعيد
الشّديد. وكتب إِلَى البلاد بالتّقدّم إِلَى النّاس فِي تركها،
وبإحراق كتب الفلسفة، سوى الطّبّ، والحساب، والمواقيت. ثمّ لمّا
رجع إِلَى مَرّاكُش نزع عن ذلك كلّه، وجنح إِلَى تعلُّم الفلسفة،
واستدعى ابن رُشد للإحسان إليه، فحضر ومرض، ومات فِي آخر سنة أربع.
وتُوُفّي أبو يوسف فِي غرَّة صَفَر، وولي بعده وليّ عهده ابنه أبو
عَبْد اللَّه مُحَمَّد، وكان قد جعله فِي سنة ستٍّ وثمانين وليَّ
العهد، وله عشر سِنين إذ ذاك.
وقال الموفَّق أَحْمَد بْن أَبِي أصَيْبَعة فِي «تاريخه» : حدَّثني
أبو مروان الباجيّ قال: ثمّ إنّ المنصور نقم على أَبِي الْوَلِيد،
وأمر بأن يقيم فِي بلد اليسّانة، وأن لا يخرج منها، ونقم على
جماعةٍ من الأعيان، وأمر بأن يكون فِي مواضع أُخر لأنّهم مشتغلون
بعلوم الأوائل. والجماعة أبو الْوَلِيد، وأبو جَعْفَر الذّهبيّ،
ومحمد بْن إِبْرَاهِيم قاضي بجّاية، وأبو الرَّبِيع الكفيف، وأبو
العبّاس الشّاعر القرابيّ. ثُمَّ إنّ جماعة شهدوا لأبي الْوَلِيد
أنّه على غير ما نُسِب إليه، فرضي عَنْهُ وعن الجماعة، وجعل أَبا
جَعْفَر الذّهبيّ مزوارا للأطبّاء والطَّلَبة.
وممّا كان فِي قلب المنصور من أَبِي الْوَلِيد أنّه كان إذا تكلَّم
معه يخاطبه بأنْ يقول: تسمع يا أخي.
قلت: واعتذر عن قوله ملك البربر بأنْ قال: إنّما كتبت ملك
البرَّيْن، وإنّما صَحَّفها القارئ.
(42/224)
وقال الْإِمَام أبو شامة: وفيها تُوُفّي
خليفة المغرب أبو يوسف الّذي كسَرَ الفُنْش. وكان قد قام بالمُلْك
بعد أَبِيهِ أحسن قيام، ونشر كلمة التّوحيد ورفع راية الجهاد، وأمر
بالمعروف، ونهى عن المنكر، وأقام الحدود على أقربائه وغيرهم.
وكان سَمْحًا، جوادا، عادلا، مُكْرِمًا للعلماء، متمسّكا
بالشَّرْع. يُصلّي بالنّاس الصّلوات الخمس، ويلبس الصّوف، ويقف
للمرأة والضّعيف. أوصى عند الموت إِلَى ولده أَبِي عَبْد اللَّه،
وأن يُدفن على قارعة الطّريق ليترحّم عليه.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل ومدّه ملكه خمس عشرة سنة.
كتب إليه الملك صلاح الدّين يستنجده على الفرنج، ولم يخاطبه فِي
الكتاب بأمير المؤمنين، فلم يُجبْه إِلَى ما طلب.
وقال أَحْمَد بْن أَبِي أُصَيْبَعَة فِي ترجمة الغزَال أنّه لازم
الحفيد أَبَا بَكْر بْن زُهر حتّى برع فِي الطّبّ وخدم المنصور.
وكان المنصور قد أبطل الخمر، وشُدّد فِي أن لا يؤتى بشيءٍ منه، أو
يكون عند أحدٍ. ثُمَّ بعد مدَّة قال المنصور لأبي جَعْفَر بْن
الغزال: أريد أن تركّب لي تِرْياقًا. فجمع حوائجه، فأعوزه الخمر،
فأعلم المنصور فقال: تطلّبه من كلّ ناحية فلعلّ تقع عند أحد.
فتطلّبه حتّى يئس، فقال المنصور: واللهِ ما كان قصدي بعمل
التِّرْياق إلّا لأعتبر هَلْ بقي عند أحدٍ خمرٌ أمْ لا.
قلتْ: وهذا من أحسن التّلطُّف فِي كشف الأمور الباطنة.
وبلغني أنّ الأدفُنْش لمّا بعث إِلَى أَبِي يوسف يتهدّده ويطلب منه
بعض الحصون، وكانت المكاتبة من إنشاء وزيره ابن الفخّار وهي: باسمك
اللَّهمّ فاطر السّماوات والأرض، وصلّى اللَّه على السّيّد المسيح،
روح اللَّه وكلمته الرَّسُول الفصيح [1] ، أمّا بعد، فلا يخفى [2]
على ذي ذِهنٍ ثاقب، ولا عقلٍ
__________
[1] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 446 «وصلى الله على السيد عيسى بن
مريم الفصيح» ، والمثبت يتفق مع: المختار من تاريخ ابن الجزري 65.
[2] في المرآة: «أيها الأمير إنه لا يخفى» .
(42/225)
لازبٍ [1] ، أنّك أمير المِلَّة
الحنيفيَّة، كما أَنَا أمير المِلَّة النّصرانيَّة، وقد علمت ما
عليه نوّابك من رؤساء الأندلس من التّخاذل والتّواكل [2] ، وإهمال
أمر الرعيَّة، وإخلادهم إِلَى الراحة. وأن أسومهم القهر، فأخلي
الدّيار، وأسبي الذراريّ، وأقتل الرجال [3] ، ولا عُذْر لك فِي
التّخلُّف عَنْهُمْ وعن نصرهم إذْ أمكنتك يد القدرة، وأنتم تزعمون
أنّ اللَّه فرض عليكم قتال عشرةٍ منّا بواحدٍ منكم، الْآنَ خَفَّفَ
اللَّهُ عَنْكُمْ، وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً 8: 66 [4] ،
ونحن الآن نقاتل عشرة منكم بواحدٍ منّا، لا تستطيعون دفاعا، ولا
تملكون امتناعا.
وقد حُكيَ [5] عنك أنّك أخذت فِي الاحتفال [6] ، وأشرفت على ربوة
القتال، وتُماطل نفسك عاما بعد عام، تُقَدَّم رِجْلًا وتؤخِّر
أُخرى، فلا أدري، الْجُبْنُ بطّأَ بِك أَم التّكذيبُ بما وعدك
ربّك. ثُمَّ قيل لي إنّك لا تجد إِلَى جواز البحر سبيلا لعلَّةٍ لا
يسوغ لك التّقحّم معها. وها أَنَا أقول لك ما فيه الراحة [7] ،
وأعتذر لك وعنك على أن تفي بالعهود والمواثيق، وكثرة الرهائن،
وترسل إليَّ جملة من عبيدك [8] بالمراكب والشَّواني، فأجوز بحملتي
إليك، وأقاتلك فِي أعزّ الأماكن لديك، فإن كانت لك فغنيمة كبيرة
جلبت إليك، وهديّة عظيمة مثلت بين يديك، وإن كانت لي كانت يدي
العليا عليك، واستحققت إمارة الملّتين، والحكم فِي البرّين. [9] .
فلمّا وصل كتابه إِلَى أَبِي يوسف مزّقه وقطّعه، وكتب على قطعة
منه:
__________
[1] في المرآة: «على ذي عقل لازب» .
[2] في المرآة: «الكامل» .
[3] في المرآة: «الشباب» .
[4] اقتباس من سورة الأنفال، الآية 66.
[5] في الكامل في التاريخ 12/ 113 «حكي لي عنك» .
[6] في المرآة ج 8 ق 2/ 447 «الاحتيال» .
[7] في المرآة: «وتوجه إلى جملة من المراكب لأعبر إليك» .
[8] في المرآة: «أن تتوجه بجملة من عندك» .
[9] في المرآة: «والتقدم على الفئتين» .
(42/226)
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ
بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها
أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ 27: 37 [1] . الجواب ما ترى لا ما
تسمع.
وهذا البيت، وهو للمتنبّي:
وَلَا كُتْب إلّا المَشْرَفِيَّةُ عِنْدَنا ... وَلَا رُسُلٌ إلّا
الخميس العَرَمْرَمِ [2]
ثمّ استنفر النَّاس، وجمع الجيوش، فكانوا مائة ألفٍ فِي الدّيوان،
ومائة ألف مُطَّوَّعة، وسار إِلَى زُقاق سَبْتَة، فعدَّى منه إِلَى
الأندلس، وطلب الأدفُنْش، فكان المصافّ عند قلعة رباح شماليّ
قُرْطبة، فَفَتَح اللَّهُ ونَصَر، وكانت ملحمة هائِلة قلَّ أنْ وقع
مثلها فِي الْإِسْلَام. قيل إنّه حصل منها لبيت المال من دروعهم
ستّون ألف درع. وأمّا الدّوابّ فلم يُحصَر لها عدد.
وذكر ابن الأثير فِي «الكامل» [3] ، أنّ عدد من قُتِلَ من الفرنج
مائة ألف وستَّة وأربعون ألفا، وَقُتِلَ من المسلمين نحوٌ من عشرين
ألفا، وأُسِر من الفرنج ثلاثة عشر ألفا، وغنم المسلمون منهم شيئًا
عظيما، فمن الخيام مائة ألف وثلاثة وأربعون ألفا، ومن الخيل ستّة
وأربعون ألفا، ومن البِغال مائة ألف، ومن الحمير مائة ألف. ونادى
يعقوب: مَن غنِم شيئا فهو له سوى السّلاح.
ثمّ إنّه سار إِلَى طُلَيطُلة فحاصرها، وأخذ أعمالها، وترك الفرنج
فِي أسوأ حال، ورجع إِلَى إشبيلية، فأقام إِلَى أثناء سنة ثلاثٍ
وتسعين، فعاد وأغار وسَبَى، ولم يبق للفرنج قُدرة على مُلْتقاه،
فالتمسوا الصُّلح، فأجابهم لِما اتّصل إليه مِن أخبار ابن غانية
المَيُورقيّ الّذي استولى وخرج عليه فِي سنة ثمانين، وهو عليّ بْن
إِسْحَاق الملثَّم، وقام بعده أخوه يحيى بْن إِسْحَاق، فاستولى على
بلاد إفريقية، واستفحل أمره، فهادن أبو يوسف الفرنج خمسة أعوام،
وعاد إِلَى مَرّاكُش، وشرع فِي عمل الأحواض والروايا والآلات
للبرّيَّة ليتوجّه إِلَى أفريقيَّة، ودخل مدينة سَلا متنزّها، وكان
قد بنى بقرب سلا مدينة
__________
[1] سورة النمل، الآية 37.
[2] ديوان المتنبي، بشرح البرقوقي 4/ 7.
[3] ج 12/ 115.
(42/227)
على هيئة الإسكندريّة سمّاها رِباط الفتح،
ثمّ عاد إِلَى مَرّاكُش.
وبعد هَذَا فقد اختلفت الأقوال فِي أمره، فَقِيل إنّه ترك ما كان
فِيه، وتجرّد وساح فِي الأرض حتّى انتهى إلى بلاد المشرق مختفيا،
ومات خاملا، حتّى قيل إنّه مات ببَعْلَبَكّ، وهذا القول خُرافة.
ومنهم من قال: رجع إِلَى مَرّاكُش وتُوُفّي بها.
وقيل: مات بسَلا.
وكان مولده فِي ربيع الأوّل سنة أربعٍ وخمسين، وعاش إحدى وأربعين
سنة.
وكان قد أفتى وأمرَ برفض فروع الفقه، وأن لا يُفتى العلماء إلّا
بالكتاب والسُّنَّة، وأن يجتهدوا، يعني على طريقة أَهْل الظّاهر.
قال القاضي شمس الدّين ابن خلّكان [1] : لقد أدركنا جماعة من مشايخ
المغرب وصلوا إلينا إِلَى البلاد وهم على تلك الطّريقة، مثل أَبِي
الخطّاب بْن دِحْية، وأخيه عَمْرو [2] ، والشّيخ محيي الدّين ابن
العربيّ.
وكان قد عظُم ملكه، واتّسعت دائرة سلطنته، وإليه تُنْسَب الدّنانير
اليعقوبيَّة [3] .
قال ابن خَلَّكان [4] : وحكى لي جَمْعٌ كثير بدمشق فِي سنة ثمانين
وستّمائة أنّ بالقرب من المَجْدَل بالبقاع قريةٌ يُقَالُ لها
حَمَّارَة، إِلَى جانبها مَشْهد يُعْرف بقبر الأمير يعقوب ملك
المغرب، وكلّ أَهْل تلك النّواحي متّفقون على ذلك. وبين القبر وبين
المَجْدَل نحو فرسخين.
__________
[1] في وفيات الأعيان 7/ 11.
[2] في وفيات الأعيان 7/ 11 «وأخيه أبي عمر» .
[3] وفيات الأعيان 7/ 12.
[4] في وفيات الأعيان 7/ 10.
(42/228)
قلت: الأصحّ موته بالمغرب.
تُوُفّي فِي غُرَّة جُمادى الأولى، وقيل فِي ربيع الآخر، وقيل في
صَفَر كما تقدَّم.
وفيها، فِي أوّلها ولد: فخر الدّين عليّ بْن الْبُخَارِيّ، وَفِي
ذي القعدة عليّ بْن محمود بْن نبهان الرَّبَعيّ، وأحمد بْن هبة
اللَّه بْن أَحْمَد الكهفيّ، ومحمد بْن الْحُسَيْن بْن عتيق بْن
رشيق المالكيّ، والموفَّق مُحَمَّد بْن عُمَر ابن بِنْت الأَبّار.
وفيها، تقريبا، أمين الدّين القاسم بْن أَبِي بَكْر الإربليّ
التّاجر.
(42/229)
سنة ست وتسعين
وخمسمائة
- حرف الألف-
278- أَحْمَد بْن عليّ بْن أَبِي بَكْر عتيق بْن إِسْمَاعِيل [1] .
الْإِمَام أبو جَعْفَر القُرطُبيّ، الفَنكيّ، الشّافعيّ،
الْمُقْرِئ، نزيل دمشق، وإمام الكلّاسة.
ولد بقرطبة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وسمع بها من أَبِي الْوَلِيد
يوسف بْن عبد العزيز بن الدّبّاغ الحافط، بقراءة أَبِيهِ،
«الموطّأ» ، بسماعه من الخولانيّ.
وقرأ القراءات على أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن صاف،
ثُمَّ حجّ ودخل الموصل، فقرأ بها القراءات على يحيى بْن سعد
القُرطُبيّ.
وسمع الكثير بدمشق من: أَبِي القاسم بْن عساكر، ومن: أَبِي نصر
عَبْد الرحيم اليُوسُفيّ، ويحيى الثّقفيّ، وطائفة.
ونسخ الكثير بخطّه المغربيّ الحلو، وكان صالحا، خيّرا، عابدا،
قانتا، وليّا للَّه، إماما في القراءات، مجوّدا لمعرفتها.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 361، 362
رقم 545، وتكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 90، 91، وذيل الروضتين 17،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 1 ق 1/ 311- 313، والعبر
4/ 291، والإعلام بوفيات الأعلام 245، والمعين في طبقات المحدّثين
185 رقم 1971، ومعرفة القراء الكبار 2/ 576، 577 رقم 533، وسير
أعلام النبلاء 21/ 303، 304 رقم 160، والإشارة إلى وفيات الأعيان
310، والوافي بالوفيات 7/ 205 رقم 3151، وطبقات الشافعية لابن
كثير، ورقة 146 ب، والعقد المذهب، ورقة 161، والمقفى الكبير 1/
529، 530 رقم 516، وغاية النهاية 2/ 205، وعقد الجمان 17/ ورقة
247، والنجوم الزاهرة 6/ 158، وديوان الإسلام 2/ 72، 73 رقم 661،
وشذرات الذهب 4/ 323.
(42/230)
روى عَنْهُ: ولداه تاج الدّين مُحَمَّد،
وإسماعيل، وابن خليل، والشّهاب القُوصيّ، وجماعة.
وأجاز لشيخنا ابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي سابع عشر رمضان بدمشق.
وفَنَك: قرية أو قُلَيعة من أعمال قُرْطُبة.
أقرأ القراءات، وكان قيّما بها، وكتب الكثير منها.
279- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى [1] .
أبو العبّاس الدَّارقَزَّيّ، المعروف بابن البخيل.
سمع: أَبَا المواهب بْن مُلوك، وأبا غالب بن البنّاء، والقاضي
أَبَا بَكْر، وغيرهم.
روى عَنْهُ: النّجيب عَبْد اللّطيف.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن
عَبْد الواحد بْن البخاريّ، تنكّس من داره فمات فِي تاسع ذي
القعدة، رحمه اللَّه تعالى.
280- إِبْرَاهِيم بن منصور بن المسلّم [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
364 رقم 550، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم 1945، وسير أعلام
النبلاء 21/ 335 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 1/ 208، 209،
وتوضيح المشتبه 1/ 380.
[2] انظر عن (إبراهيم بن منصور) في: وفيات الأعيان 1/ 33 رقم 7،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 355، 356 رقم 532، وتكملة إكمال الإكمال
296، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 320 رقم 91، والعبر
4/ 291، وسير أعلام النبلاء 21/ 304، 305 رقم 161، ومرآة الجنان 3/
484، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 201 (7/ 37- 39) ، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 2/ 221- 222، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة
146 ب، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 356، 357 رقم 322،
والوافي بالوفيات 6/ 151 رقم 2896، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/
182- 184، والسلوك ج 1 ق 1/ 153، والمقفى الكبير 1/ 322، 323 رقم
383، وحسن المحاضرة 1/ 190، وكشف الظنون 1912، وشذرات الذهب 4/
223، وسلّم الوصول لحاجّي خليفة، ورقة 35، والأعلام 1/ 70، ومعجم
المؤلفين 1/ 116.
(42/231)
الفقيه العلّامة أبو إِسْحَاق المصريّ،
الخطيب المعروف بالعراقيّ.
ولد بمصر سنة عشر وخمسمائة، ورحل إِلَى بغداد فتفقّه بها حتّى برع
فِي مذهب الشّافعيّ، ولإقامته ببغداد سمّاه المصريّون العراقيّ.
وعاد إِلَى مصر فوُلّي خطابة جامعها العتيق والتّصدُّر، وشرح
«المهذَّب» [1] لأبي إِسْحَاق، وانتفع به الطّلبة، وتفقّه به جماعة
من الفُضلاء.
وقد تفقّه ببغداد على أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن
الأُرْمَويّ تلميذ الشّيخ أَبِي إِسْحَاق الشّيرازيّ. ثُمَّ تفقّه
على أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الخلّ.
وتفقّه بمصر على القاضي أَبِي المعالي مجلّي بْن جُمَيع. وخرج له
عدَّة تلامذة.
وهو جدّ شيخنا العَلَم العراقيّ لأمّه. وكان على سَداد وأمرٍ جميل.
تُوُفّي فِي الحادي والعشرين من جُمادى الأولى، وما أظنّه روى
شيئا.
281- إِسْمَاعِيل بْن صالح بْن ياسين بْن عِمْرَانَ [2] .
الرجل الصّالح أبو الطّاهر ابن الْمُقْرِئ العالم أَبِي التّقيّ
الشّارِعيّ [3] ، الشَّفِيقيّ، بفاء ثمّ قاف، نسبة إلى خدمة شفيق
الملك، المصريّ البنّاء الْجَبَليّ، نسبة إِلَى سُكنى جبل مصر.
ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة. وسمع بمصر من أَبِي عَبْد اللَّه
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحطّاب الرازيّ، بإفادة الزّاهد المعروف
بالرُّدّيْنيّ.
وكان آخر من حدَّث بمصر عن الرّازيّ.
__________
[1] قال ابن الصلاح إنه في عشر مجلّدات، رأيته. (طبقات الفقهاء
الشافعية) .
[2] انظر عن (إسماعيل بن صالح) في: إكمال الإكمال لابن نقطة،
(الظاهرية) ورقة 66، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 367، 368 رقم 557،
وتكملة إكمال الكمال 225، والعبر 4/ 291، والمعين في طبقات
المحدّثين 182 رقم 1937، وسير أعلام النبلاء 21/ 269، 270 رقم 143،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، والإعلام بوفيات الأعلام 245،
والنجوم الزاهرة 6/ 158، وشذرات الذهب 4/ 323.
[3] الشارعي: منسوب إلى الشارع، الموضع المشهور ظاهر القاهرة.
(42/232)
روى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغنيّ، والحافظ
الضّياء، والشّهاب القُوصيّ، والمجد عِيسَى بْن الموفَّق، وعبد
اللَّه بْن الشّيخ أَبِي عُمَر، ومحمد بْن البهاء عَبْد
الرَّحْمَن، والرضى إِسْمَاعِيل، ويوسف بْن خليل، والزَّين أَحْمَد
بْن عَبْد الملك، ويونس بن خليل أخو يوسف، وأبو الحسن السّخاويّ،
وأبو عمرو بْن الحاجب، وإسماعيل بْن ظَفَر، وأبو طَالِب مُحَمَّد
بْن عَبْد اللَّه بْن صابر، والمعين أَحْمَد بْن عليّ بْن يوسف
الدَّمشقيّ ثمّ المصريّ، وعبد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن علّاق،
والرشيد يحيى بْن عليّ العطّار، وإسماعيل بْن عزّون، وخلْق آخرهم
ابن علّاق.
وتُوُفّي فِي ثاني عشر ذي الحجَّة، رحمه اللَّه.
282- إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الدّائم [1] .
أبو مَنْصُور الرحبيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ الخيّاط.
حدّث عن: أَبِي مُحَمَّد سِبْط الخيّاط.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
283- أَصَبَة المستنجديّ.
الأمير.
وُلّي نيابة واسط مُدَيْدة.
- حرف التاء-
284- تكش خوارزم شاه [2] .
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن عبد الدائم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
348 رقم 522، وتاريخ.
ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 271، والمختصر المحتاج إليه 1/ 241.
[2] انظر عن (تكش) في: الكامل في التاريخ 12/ 156- 158، وسيرة
السلطان جلال الدين للنسوي (في مواضع كثيرة) ، وتاريخ الزمان 232،
وتاريخ مختصر الدول 225، ونهاية الأرب 27/ 205، وذيل الروضتين 17،
والمختصر في أخبار البشر 3/ 98، 99، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 471،
472 و 668- 671، والدر المطلوب 535، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 362
رقم 546، وذيل مرآة الزمان 1/ 17، والمختار من تاريخ ابن الجزري
(42/233)
السّلطان علاء الدّين بْن الملك رسلان شاه
بْن أطْسِز، كذا نَسَبَه الْإِمَام أبو شامة [1] ، وقال: هُوَ من
ولد طاهر بْن الْحُسَيْن.
قال: وكان شجاعا جوادا، ملك الدّنيا من السِّنْد والهند وما وراء
النّهر، إِلَى خُراسان، إلى بغداد، فإنّه كان نوّابه في حلوان.
وكان في ديوانه مائة ألف مقاتل. وهو الَّذِي كسر مملوكهُ عسكر
الخليفة وأزال دولة بني سلجوق.
وكان حاذقا بعِلم الموسيقى. لم يكن أحدٌ ألْعَب منه بالعود.
قيل إنّ الباطنيّة جهّزوا عليه من يقتله، وكان يحترس كثيرا، فجلس
ليلة يلعب بالعود، فاتّفق أنّه غنيّ بيتا بالعجميّ معناه: قد
أبصرتك، وفهمَه الباطنيّ، فخاف وارتعد فهرب، فأخذوه وحُمِل إليه،
فقرّره فاعترف فقتله.
وكان يباشر الحروب بنفسه، وذهبت عينه فِي القتال. وكان قد عزم على
قصْد بغداد، وحشد فوصل إِلَى دهِسْتان فتُوُفّي بها فِي رمضان،
وحُمِل إِلَى خُوارزم، ودُفن عند أهله، وقام بعده ولده خوارزم شاه
مُحَمَّد، ولُقِّب علاء الدّين بلقبه.
وأنبأني ابن البُزُوريّ قال: السّلطان خُوارزم شاه تكِش ملك مشهور،
عنده آداب وفضائل، ومعرفة بمذهب أَبِي حنيفة، وبنى مدرسة بخُوارزم
للحنفيَّة. وله المقامات المشهورة فِي رَضِيَ الدّيوان، منها
محاربة السّلطان طغريل وقتله.
__________
[ () ] 74، والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، ودول الإسلام 2/ 105،
والإعلام بوفيات الأعلام 245، وسير أعلام النبلاء 21/ 330- 332 رقم
174، وتاريخ ابن الوردي 2/ 116، والعبر 4/ 292، وإنسان العيون،
ورقة 103، والبداية والنهاية 13/ 22، 23، ومرآة الجنان 3/ 485،
والوافي بالوفيات 13/ 428، 429 رقم 516، وطبقات الشافعية الكبرى 1/
330- 332، وتاريخ ابن الفرات/ 4 ق 2/ 192، والشعور بالعور، ورقة
139- 141، وعقد الجمان 17/ ورقة 247- 251، ومآثر الإنافة 2/ 58،
والجامع المختصر 9/ 24، 25، والنجوم الزاهرة 6/ 155، والعسجد
المسبوك 2/ 255، 256، وتاريخ ابن سباط 1/ 231، وأخبار الدول 276،
ودائرة المعارف الإسلامية 9/ 3- 17، والطبقات السنية 1/ ورقة 670،
وشذرات الذهب 4/ 324.
[1] في ذيل الروضتين 17.
(42/234)
وقع بينه وبين الوزير مؤيَّد الدّين
مُحَمَّد بْن القصّاب خُلْف، وكان قد نُفِّذ له تشريف من الدّيوان
فردّه، ثُمَّ ثاب إليه عقُله وندم واعتذر، وطلب تشريفا، فنفّذ له
فلبسه، ولم يزل نافذ الأمر ماضي الحكم.
تُوُفّي فِي العشرين من رمضان بشهرستانه، وحمله ولده قطب الدّين
محمد فدفنه بمدرسته بخُوارزم.
وذكر المنذريّ [1] وفاته فِي سابع عشر رمضان.
وقال ابن الأثير [2] : حصل له خوانيق فأُشير عليه بترك الحركة،
فامتنع وسار، فاشتدّ مرضه ومات. ووُلّي بعده قُطْب الدّين
مُحَمَّد، ولُقِّب بلقب والده علاء الدّين.
- حرف الجيم-
285- جَابِر بْن مُحَمَّد بْن نامي [3] .
أبو أيوب الْحَضْرَمِيّ الإشبيليّ، النَّحْويّ.
سمع «الْبُخَارِيّ» و «الموطّأ» من أَبِي الْحَسَن شُرَيْح. وأخذ
العربيَّة عن:
أَبِي القاسم بْن الدماك، وأبي الْحَسَن بْن مُسْلِم.
وعني بها وتحقّق بمعرفتها، وجلس لإقرائها عن اتّساعِ باعٍ فيها
واطِّلاعٍ على معانيها.
وكان يعرف «كتاب» سيبَوَيه. أقرأ القراءات وعاش نيِّفًا وثمانين
سنة وتُوُفّي سنة ستٍّ. وقيل: سنة سبْعٍ وتسعين.
286- جَعْفَر بْن غريب [4] .
__________
[1] في التكملة لوفيات النقلة 1/ 362.
[2] في الكامل 12/ 158.
[3] انظر عن (جابر بن محمد) في: بغية الملتمس للضبيّ 1/ 248،
والوافي بالوفيات 11/ 33 رقم 61 وفيه: «باقي» ، وهو تحريف، وبغية
الوعاة 1/ 484.
[4] انظر عن (جعفر بن غريب) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 344 رقم
514، وتاريخ ابن
(42/235)
أبو عَبْد اللَّه العراقيّ.
حدَّث عن: أَبِي الفتح الكَرُّوخيّ، وابن ناصر.
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
- حرف الحاء-
287- الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن بْن عَبْد اللَّه
[1] .
أبو عليّ الفارسيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ، الصّالح. مِن
صوفيَّة رباط الزَّوْزنيّ.
كان صالحا عابدا، خيّرا. وُلِد سنة سبع عشر وخمسمائة.
وسمع: هبة اللَّه بْن الطّبر، وأبا السّعود أَحْمَد بْن المجلّي،
وأبا بَكْر الأنصاريّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: الدُّبيثي وأثنى عليه، وابن خليل، واليَلْدانيّ،
وآخرون.
وأمّا:
- الْحَسَن بْن مُسْلِم الفارسيّ الزّاهد فقد مات قبل هَذَا،
وذكرناه [2] .
تُوُفّي هَذَا فِي الثّالث والعشرين من شعبان.
288- الْحُسَن بن عليّ بن نصر بن عقل [3] .
__________
[ () ] الدبيثي (باريس 5921) ورقة 295.
[1] انظر عن (الحسن بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
360 رقم 542، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 7، وسير أعلام
النبلاء 21/ 335 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 1/ 282.
[2] في وفيات سنة 594 هـ. برقم (183) .
[3] انظر عن (الحسن بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 359، 360
رقم 541، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922 ورقة 11، 12، وذيل
الروضتين 19، والمختصر المحتاج إليه 2/ 18، رقم 581، وفوات الوفيات
1/ 243، والوافي بالوفيات 12/ 129، 130 رقم 106، وتاريخ ابن الفرات
ج 4 ق 2/ 192، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 474، 475، والبداية والنهاية
13/ 24، والنجوم الزاهرة 6/ 158، وأعيان الشيعة الطبعة الجديدة) 5/
215.
(42/236)
أبو عليّ العَبْديّ، الواسطيّ، ثُمَّ
الْبَغْدَادِيّ، الأديب الشّاعر [1] ، المنعوت بالهُمام.
مدح طائفة بالشّام والعراق، وأقام بدمشق. وكان شاعرا محسنا.
ذكره العماد فِي «الخريدة» وقال: مدح السلطان صلاح الدّين.
قال ابن الدُّبيثيّ [2] : وكان شيعيّا اكتسب بالشِّعر، ومدح
الأكابر.
قلت: روى عَنْهُ القُوصيّ قصيدة، وقال: اتّصل بخدمة الأمجد
ببَعْلَبَكّ.
وقال المُنْذريّ [3] : تُوُفّي فِي العشرين من شعبان.
289- الْحَسَن بْن عليّ بْن أَبِي سالم المعمّر بْن عَبْد الملك
[4] .
__________
[1] ومن شعره:
ألا قل لناعي الفضل أقصر فإنني ... تيقّنت حقّا أن نعيك باطل
إذا كان محيي الدين في الدست جالسا ... فما مات في الدنيا من الناس
فاضل
ومن شعره:
ذمّا معي قلبي وليالي في الهوى ... فكلاهما بالطّيف نمّ وأخبرا
ذا أيقظ الرقباء فرط وجيبه ... بين الضلوع وذاك أشرق إذ سرى
ومنه قوله:
أين من ينشد قلبا ... ضاع يوم البين منّي
تاه لما راح يقفو ... أثر الظّبي الأغنّ
سكن البيد فعلمي ... فيهما لا رجم ظنّ
إنّ هذا في لظى حزن ... وذا في روض حزن
نح معي شوقا إلى ... البانة يا ورقا وغنّ
كلّنا قد علّم الحبّ ... بنا عاشق غصن
ومن شعره:
وما الناس إلا كامل الحظ ناقص ... وآخر منهم ناقص الحظّ كامل
وإني كمثر في حياء وعفّة ... وإن لم يكن عندي من المال طائل
وذكر محسن الأمين أن له مقصورة علوية كما في «الطليعة» تناهز
الخمسمائة بيت.
[2] في المختصر المحتاج إليه.
[3] في التكملة.
[4] انظر عن (الحسن بن علي) في: معجم الأدباء 3/ 164- 179،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 363 رقم 547، والمقفى الكبير 3/ 426 رقم
1199، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 184، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 12، وتلخيص مجمع الآداب
(42/237)
أبو البدر الإسكافيّ [1] ، ثُمَّ
الْبَغْدَادِيّ، نزيل القاهرة.
قرأ النَّحْو على أَبِي مُحَمَّد بْن الخشّاب، وخدم فِي الجهات
الدّيوانيَّة بالعراق.
وكان أديبا فاضلا. روى شيئا من شِعره [2] ، وعاش نيِّفًا وستّين
سنة.
ويُعرف بابن ناهوج.
290- الْحَسَن بْن أَبِي البركات مُحَمَّد بْن عليّ بْن طَوْق [3]
.
أبو عليّ المَوْصِليّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ.
تفقّه فِي صِباه بالنّظاميَّة، وسمع من: أَبِي الوقت.
تُوُفّي فِي شوّال [4] .
291- الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم علي بْن إِبْرَاهِيم
[5] .
أبو مَنْصُور الشّيرازيّ الأصل، البغداديّ الصّوفيّ.
__________
[ () ] 4/ رقم 88، والروض الناضر في أخبار الإمام الناصر لابن
الساعي، وفيه وفاته 599 هـ.
والمختصر المحتاج إليه 2/ 19، رقم 583، وبغية الوعاة 1/ 514.
[1] نسبة إلى إسكاف بني الجنيد، قرية من قرى بغداد تعرف بالعلياء،
وهي بكسر الهمزة وسكون السين المهملة.
[2] ومنه:
ألا قل لجيران الصفا داعي ... التفرّق أعمى يوم راح مناديا
لعمري لقد ودّعت يوم وداعكم ... بشعب المنقّى شعبة من فؤاديا
[3] انظر عن (الحسن بن أبي البركات) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
364 رقم 548. وتاريخ ابن الدبيثي (باريس) ورقة 15، والوافي
بالوفيات 12/ 234 رقم 213، والجامع المختصر 9/ 35، 36، وتلخيص مجمع
الآداب 5/ رقم 127.
[4] تفقّه للشافعي، وتأدّب، وقال الشعر، وتولّى النظر في العقار
الخاص، وديوان التركات، ثم عزل، ولزم بيته إلى أن مات.
وكان سيّئ الطريقة، مذموم السيرة، رديء الأفعال، وكان مليح الشيبة،
حسن الوجه، نظيفا ظريفا لبّاسا متنعّما، وكان لا يتجاسر على الظهور
من بيته بعد عزله. وكان مع جنازته حرّاس وأعوان يحفظونها من
العوامّ، فقال مجنون: خرّب الله بيوتهم، هلّا حفظوه بعد دفنه من
الزبانية!
[5] انظر عن (الحسن بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 366 رقم
555، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 15، 16.
(42/238)
روى عن: أَبِي القاسم بْن البنّاء، وأبي
الوقت. وكان كاتبا ثُمَّ تصوَّف وخدم الفقراء.
تُوُفّي ليلة عَرَفَة.
292- حمّاد بْن مَزْيَد بْن خليفة [1] .
أبو الفوارس.
قرأ القراءات على: عليّ بْن عساكر البطائحيّ.
وأقرأ، وأَمَّ بالنّاس مدَّة.
تُوُفّي فِي شعبان.
293- حَمْزَة بْن سَلْمان بْن جَرْوان بْن الْحُسَيْن [2] .
أبو يَعْلى الماكسِينيُّ [3] الأصل، الْبَغْدَادِيّ الشَّعيرِيّ
[4] ، البُوراني [5] ، النّجّار.
حدَّث عن: أَبِي بَكْر الأنصاريّ، وأبي البدر الكّرْخيّ.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ، وبالإجازة ابن أَبِي
الخير، وغيره.
ومات فِي نصف ربيع الآخر.
__________
[1] انظر عن (حمّاد بن مزيد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 358 رقم
539، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 3/ 162 رقم 2082، والجامع المختصر
9/ 32، والمختصر المحتاج إليه 2/ 50، 51 رقم 636، ونكت الهميان
148، والوافي بالوفيات 13/ 153 رقم 167، وغاية النهاية 1/ 259 رقم
1175.
[2] انظر عن (حمزة بن سلمان) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 75، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 352، 353 رقم 528،
والمختصر المحتاج إليه 2/ 49 رقم 634، وتوضيح المشتبه 1/ 644.
[3] الماكسيني: نسبة إلى ماكسين (بكسر الكاف والسين المهملة) بلدة
قريبة من رحبة طوق بن مالك.
[4] الشعيري: منسوب إلى درب الشعير محلّة بغربيّ بغداد.
[5] البوراني: بضم الباء الموحّدة وسكون الواو وفتح الراء المهملة
وبعد الألف نون. نسبة إلى عمل البواري التي تبسط ويجلس عليها، تعمل
من الحلفاء والقصب، ويقال لمن يعملها ببغداد: بوراني، وبوراوي.
(42/239)
- حرف الخاء-
294- خُطْلُبا بْن سوتِكِين.
الأمير.
ولي قلعة تكْريت، ثُمَّ شِحْنكيَّة البصرة.
وكان فِيهِ دِين وخير.
295- خليل بْن أَبِي الرجاء بدر بْن أَبِي الفتح ثابت بْن رَوْح
بْن محمد ابن عَبْد الواحد [1] .
أبو سَعِيد الأصبهانيّ، الرّارانيّ، الصُّوفيّ.
شيخ معمّر عالي الرّواية. وُلِد سنة خمسمائة.
وسمع: أَبَا عليّ الحدّاد، ومحمد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق،
ومحمود بْن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفيّ، وجعفر بْن عَبْد الواحد
الثّقفيّ.
روى عَنْهُ: أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ،
ويوسف بْن خليل، وابنه مُحَمَّد بْن خليل، وعبد الْعَزِيز بْن عليّ
الواعظ، وليلة البدر بِنْت مُحَمَّد بْن خليل الرّازيّ، وآخرون.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وغيره.
وتُوُفّي فِي الخامس والعشرين من ربيع الآخر.
وكان من مُرِيدي الشّريف حَمْزَة بْن العبّاس العَلَويّ. وكان شيخ
الشّيوخ بأصبهان فِي زمانه، أعني أَبَا سَعِيد، ولبس منه الخرقة
خلْق كثير.
وقيل بل مولده سنة اثنتين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (خليل بن أبي الرجاء) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) (الراراني) ، والتقييد 262، 263 رقم 323، والتكملة
لوفيات النقلة 1/ 354 رقم 530، والعبر 4/ 291، والمعين في طبقات
المحدّثين 182 رقم 1935، وسير أعلام النبلاء 21/ 269 رقم 142،
والإعلام بوفيات الأعلام 245، والمشتبه 1/ 296، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 310، والنجوم الزاهرة 6/ 158، وشذرات الذهب 4/ 323.
(42/240)
- حرف الدال-
296- دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن أَحْمَد بْن نظام المُلْك [1] .
أبو عليّ الطُّوسيّ الأصل، الأصبهانيّ.
ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وسمع: جَعْفَر بْن عَبْد الواحد، وفاطمة الْجَوْزدانيَّة، وخجسته
بِنْت عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصّالحانيَّة، وسعيد بْن أَبِي
الرّجاء، والحسين بْن عَبْد الملك.
وقدِم بغداد مرارا.
وسمع من: أَبِي مَنْصُور الرار الفقيه.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الدُّبيثيّ، وابن خليل، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي بأصبهان، وكان بهيّا، متواضعا، جليلا.
مات فِي نصف شوّال.
- حرف السين-
297- سَعِيد بْن عَبْد المنعم بْن كُلَيب [2] .
سمع من: ابن ناصر.
ولم يَرْو.
298- سَعِيد بْن الْمُبَارَك بْن أَحْمَد بْن صَدَقة [3] .
أبو البدْر الحمّاميّ.
روى عن: ابن ناصر، وأبي الوقت.
__________
[1] انظر عن (داود بن سليمان) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 373
رقم 566، والمختصر المحتاج إليه 2/ 60 رقم 650، والوافي بالوفيات
13/ 466 رقم 566.
[2] انظر عن (سعيد بن عبد المنعم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
358 رقم 537، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 66، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 90 رقم 696.
[3] انظر عن (سعيد بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 354
رقم 529، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 66.
(42/241)
والحمّامي بالتّشديد والتّخفيف، قاله
المنذريّ.
299- سنقر الطّويل النّاصريّ.
فَلَك الدّين.
كان ذا قُرب من الْإِمَام النّاصر.
ألْحقه بالزّعماء وجعله من كبار الأمراء، وأقطعه تكريت ودقوقا.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
- حرف الشين-
300- شاكر بْن فضائل بْن مُسْلِم [1] .
أبو حامد بْن طُلَيب الحربيّ.
روى عن: سعيد بن البنّاء.
وعنه: ابن خليل.
ورَّخه المنذريّ بلا شهر.
- حرف الصاد-
301- صَدَقة بْن نَصْر بْن زهير بْن مقلّد [2] .
أبو الْحَسَن الحرَّانيّ الأصل الْبَغْدَادِيّ.
سمع من: أَبِي نصر الْحَسَن بْن مُحَمَّد اليُونَارتيّ [3] .
ذكره الدُّبيثيّ وقال: ما أعلمه حدَّث.
وتوفّي في جمادى الأولى.
__________
[1] انظر عن (شاكر بن فضائل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 373 رقم
565، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 79.
[2] انظر عن (صدقة بن نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 355 رقم
531، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 84، والمختصر المحتاج
إليه 2/ 111، 112 رقم 738.
[3] اليونارتي: بضم الياء وسكون الواو وفتح النون وسكون الألف
والراء في آخرها تاء فوقها نقطتان. هذه النسبة إلى: يونارت، وهي
قرية على باب أصبهان.
(42/242)
- حرف الطاء-
302- طاهر بْن نصْر اللَّه بْن جَهْبَل [1] .
الشَّيْخ مجد الدّين الكلابيّ، الحلبيّ، الفقيه الشّافعيّ،
الفَرَضيّ.
مدرّس مدرسة القدس.
تُوُفّي بالقدس، وكان فقيها إماما فاضلا، عاش أكثر من ستّين سنة،
وهو والد الفقهاء الّذين كانوا بدمشق بهاء الدّين نصر اللَّه، وتاج
الدّين إِسْمَاعِيل، وقُطْب الدّين.
- حرف العين-
303- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان.
أبو مُحَمَّد بْن الشّكّاك الفاسيّ، المالكيّ.
وحجّ وسمع من: السِّلَفيّ.
ودخل الأندلس فأخذ عن أَبِي القاسم بْن ورد.
حدَّث عَنْهُ: يعيش بْن النّديم، وأبو الحسن القطّان.
وعاش بضعا وتسعين سنة.
وكان معمّرا معدّلا.
304- عبد الله بن المستنجد باللَّه بن المقتفي.
الأمير أبو القاسم.
تُوُفّي فِي هذه السّنة.
305- عَبْد اللَّه بْن ملد بن المبارك بن الحسين ابن النشّال.
__________
[1] انظر عن (طاهر بن نصر الله) في: ذيل الروضتين 17، ووفيات
الأعيان 6/ 272 و 7/ 343، والعبر 4/ 292، وطبقات الشافعية لابن
كثير (مخطوط) ورقة 147 ب، والبداية والنهاية 13/ 23، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 1/ 371، 372، ومرآة الجنان 3/ 485، والوافي
بالوفيات 16/ 411 رقم 449. وشذرات الذهب 4/ 324، والدارس في تاريخ
المدارس 1/ 230، والأنس الجليل 2/ 102، 103.
(42/243)
أبو طالب العبّاسيّ، نقيب النّقباء
بالعراق.
عزل من نقابته، وأحدر إلى واسط فحبس بها إلى أن تُوُفّي فِي شوّال.
306- عَبْد الرحيم بْن أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد
اللَّه بْن قنان [1] .
الْبَغْدَادِيّ الكاتب.
سمع: أَبَاهُ، وشهدة.
وتُوُفّي شابا فِي ذي الحجَّة.
307- عَبْد الرّحيم بْن عَلي بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن أحمد
بن المفرّج بن أحمد [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة
1/ 371 رقم 560، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 134،
والجامع المختصر 9/ 38.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن علي) في: النوادر السلطانية (في مواضع
كثيرة) ، والنكت العصرية 53، 79، والكامل في التاريخ 12/ 159،
وخريدة القصر (قسم شعراء مصر) 1/ 35- 54. ومعجم البلدان 1/ 788،
789، والمشترك وضعا 76، ومرآة الزمان 8/ 473، وذيل الروضتين 17،
وبدائع البدائه 4، 16، 270، 276، 396، 397، 403، 404، ومفرّج
الكروب 3/ 109، 110، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 351، 352 رقم 526،
ووفيات الأعيان 3/ 158- 163 رقم 374، والجامع المختصر لابن الساعي
9/ 28، 29، والمختصر في أخبار البشر 3/ 98، ونهاية الأرب 8/ 1- 51،
والمشترك وضعا 76، ودول الإسلام 2/ 105، والمعين في طبقات
المحدّثين 182 رقم 1939، وسير أعلام النبلاء 21/ 338- 344 رقم 179،
والإعلام بوفيات الأعلام 245، والمختار من تاريخ ابن الجزري 74،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، والعبر 4/ 293، وتاريخ ابن الوردي
2/ 115، 116، ومسالك الأبصار (دولة المماليك الأولى) 86، 89، 146،
147، 177، 193، 195، 212، والبداية والنهاية 13/ 24- 26، والدرّ
المطلوب 141- 146، ومرآة الجنان 3/ 485- 487، وتاريخ ابن خلدون 5/
337، والعقد الثمين 5/ 422- 428، والسلوك ج 1 ق 1/ 153 وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 253، والفلاكة والمفلوكين 789 والعسجد
المسبوك 257، وثمرات الأوراق لابن حجّة الحموي 20، 31، 133، 134،
137، 138، 342، 347، والنجوم الزاهرة د/ 156- 158، وحسن المحاضرة
1/ 270، وتاريخ الخلفاء 457، وحسن التوسّل لشهاب الدين محمود 77 و
307، وتاريخ ابن سباط 1/ 228، وكشف الظنون 2/ 1016، وشذرات الذهب
4/ 324- 327، وتحفة الأحباب للسخاوي 69، والأعلام 4/ 121 وبدائع
الزهور ج 1 ق 1/ 253، والمواعظ والاعتبار 2/ 366، 367، وتاريخ
الأزمنة للدويهي 200، 201، وبلوغ الأرب في علم الأدب لجرمانوس
فرحات 162، والكواكب الدرّية لحسين الجسير
(42/244)
القاضي الفاضل أبو عليّ ابن القاضي الأشرف
أَبِي الْحَسَن، اللَّخميّ البَيْسانيّ، العَسْقلانيّ، المولد،
المصريّ الدّار، الكاتب صاحب ديوان الإنشاء فِي الدّولة
الصّلاحيَّة وبعدها.
وُلِد فِي منتصف جُمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وخمسمائة، ولَقَبُه
محيي الدّين. وَفِي نَسَبه إِلَى بَيْسان تجوُّز، فإنّه ليس منها،
وإنّما وُلّي أَبُوهُ قضاءها، فلهذا نُسِب إليها.
انتهت إِلَى القاضي الفاضل براعة الإنشاء، وبلاغة التّرسُّل، وله
فِي ذلك معاني مبتكَرَة لم يُسبق إليها مع كثرتها.
قال القاضي شمس الدّين ابن خَلَّكان [1] : نُقِل عَنْهُ أنَّه قال
إنّ مُسَوَّدات رسائِله فِي المجلّدات والتّعليقات فِي الأوراق،
إذا جمعِت ما تقصّر عن مائة مجلَّد. وله نَظْمٌ كثير.
واشتغل بصناعة الإنشاء على الموفَّق يوسف بْن الخلّال شيخ الإنشاء
للمتأخرين من خلفاء بني عُبَيْد.
ثُمَّ إنه خدم بثغر الإسكندرية فِي شبيبته، وأقام بها مدة.
قال عُمارة اليمنيّ [2] : ومن محاسن العادل بْن الصالح بْن رُزّيك
خروج أمره إِلَى والي الإسكندريّة بتسيير القاضي الفاضل إِلَى
الباب، واستخدامه فِي ديوان الجيش، فإنّه غرس منه للدّولة، بل
للِملَّة، شجرة مباركة متزايدة النَّمَاء، أصلها ثابتٌ وفرعُها فِي
السّماء.
وقال العماد الكاتب [3] : وتمّت الرّزيَّة الكبرى وفجيعة أَهْل
الدّين والدّنيا بانتقال القاضي الفاضل من دار الفناء إلى دار
البقاء في داره بالقاهرة في
__________
[ () ] 21، وله ديوان مطبوع في جزء من تحقيق الدكتور أحمد أحمد
بدوي، القاهرة 1961.
[1] قول ابن خلّكان ورد في ترجمة «الموفق الخلّال» 7/ 219- 221.
[2] في النكت العصرية 53، 54.
[3] في الخريدة 1/ 53.
(42/245)
سادس ربيع الآخر. وكان ليلتئذٍ صلّى
العشاء، وجلس مع مدرّس مدرسته، وتحدَّث معه ما شاء، وطالت المسامرة
وانفصل إِلَى منزله صحيح البدَن، وقال لغلامه: رتّب حوائجَ
الحمَّامْ، وعرّفني حتّى أقضي منّي المنامْ. فوافاه سحرا للإعلام،
فما اكترث بصوت الغلام، ولم يدر أنّ كَلْم الحِمام حَمَى الكلام،
وأنّ وثوقه بطهارة الكوثر أغناه عن الحمّام، فبادر إليه ولده
فألفاه وهو ساكت باهت، فلبِث يومه لا يُسمع له إلّا أنين خفِيّ،
ثُمَّ قضى سعيدا ولم يبق في حياته عملا صالحا إلّا وقدَّمه، ولا
عهدا فِي الجنَّة إلّا أحكمه، ولا عقدا فِي البرّ إلا أبرمه، فأنْ
صَنائعه فِي الرِّقاب، وأوقافه على سبل الخيرات متجاوزة الحساب، لا
سيّما أوقافه لفكاك أسرى المسلمين إِلَى يوم الحساب، وأعان الطّلبة
الشّافعيَّة والمالكيَّة عند داره بالمدرسة، والأيتام بالكتّاب.
وكان رحمه اللَّه للحقوق قاضيا، وَفِي الحقائق ماضيا. سلطانُه
مُطاع، والسّلطان له مطيع، ما افتتح الأقاليم إلّا بأقاليد آرائه،
ومقاليد غِناه وعنائه، وكنتُ من حسناته محسوبا، وإلى مناسب آلائه
منسوبا، أعرِف صناعته، ويعرف صناعتي، وأعارِضُ بِضاعتَه الثّمينة
بمُزْجاة بِضاعتي. وكانت كتابته كتائبَ النّصر، وبراعته رائعة
الدّهر، ويراعته بارئة للبرّ، وعبارته نافثة في عقد السّحر،
وبلاغته للدّولة مجمّلة، وللمملكة مكمّلة، وللعصْر الصّلاحيّ على
سائر الأعصار مفضّلة، وهو الّذي نسخ أساليب القدماء بما أقدمه من
الأساليب، وأغربه من الإبداع، وأبدعه من الغريب. وما ألفيته كرَّر
دعاء فِي مكاتبة، ولا تردَّد لفظا فِي مخاطبةٍ. بل تأتي فصوله
مبتكرة مبتدعة مبتَدَهة، لا مفتكرة بالعُرف والعرفان مُعَرَّفة لا
نِكرة. وكان الكرام في ظلّه يقيلون، ومن عثرات النّوائب بفضله
يستقيلون، وبعزّ حمايته يعزّون. فإلى من بعده الوفادة؟
وممّن الإفادة؟ وفي من السّيادة؟ ولمن السّعادة؟
وقال ابن خلّكان [1] في ترجمته: وزر للسّلطان صلاح الدّين.
__________
[1] في وفيات الأعيان 3/ 158.
(42/246)
ومن شعره عند وصوله إلى الفرات يتشوّق إلى
النيل:
باللَّه قُلْ للنّيل عنّي إنّني ... لم أشْفِ من ماء الفرات غليلا
وسلِ الفؤاد فإنّه لي شاهد ... هلْ كان جفني بالدّموع بخيلا
يا قلبُ كم خلّفتَ ثمّ بثينة ... وأعيذ صبْرَك أن يكون جميلا [1]
وكان الملك الْعَزِيز صلاح الدّين يميل إِلَى القاضي الفاضل فِي
أيّام أَبِيهِ، واتّفق أنّه أحبّ قَيْنَةً وشُغِفَ بها وبلغ صلاح
الدّين، فمنعه من صُحبتها، ومنَعها منه، فحزن ولم يَسْتجرِ أن
يجتمع بعد هَذَا بها، فسيّرت له مع خادمٍ كُرَة عنبر، فكسرها فوجد
فيها زرّ ذَهَب، فلم يفْهم المُرادَ به، وجاء القاضي الفاضَل
فعرّفه الصّورة، فعمل القاضي:
أهدت لك العنبر فِي وسطه ... زِرٌّ من التِّبْر دقيق اللّحامْ
فالزّرّ فِي العنبر معناهما ... زُرْ هكذا مُستترًا فِي الظّلام
[2]
وله:
بِتْنا على حالٍ يسُرُّ الهَوى ... وربّما لا يمكن الشَّرْحُ
بوّابُنا الليلُ، وقلنا له: ... إنْ غبتَ عنّا هجم [3] الصُّبحُ
وله:
وسيف عتيق للعلاء فَإِنْ تقل: ... رأيتُ أَبَا بَكْر، فقُلْ:
وعتيقُ
فزُرْ بابه، فهو الطّريق إِلَى النَّدى ... ودعْ كلّ بابٍ ما إليه
طريقُ
ولِهِبةُ المُلك بْن سناء المُلْك فِيهِ وقد ولي الوزارةَ، من
قصيدةٍ:
قال الزّمان لغَيرْه إذْ [4] رامها: ... تَرِبَتْ يمينُك لستَ من
أربابها [5]
اذهبْ طريقَك لستَ من أربابها ... وارجِعْ وراءَك لستَ من أترابها
[6]
__________
[1] ديوان القاضي الفاضل 91، وفيات الأعيان 3/ 160.
[2] في وفيات الأعيان 3/ 161.
[3] في الديوان 26، ووفيات الأعيان 3/ 160 «دخل» .
[4] في سير أعلام النبلاء 21/ 340 «لو» .
[5] في ديوان ابن سناء الملك (طبعة دار الكاتب العربيّ بالقاهرة
1969) ج 2/ 22 «من أترابها» .
[6] في الديوان: «من أصحابها» .
(42/247)
وبِعِزّ سيّدنا وسيّد غيرِنا [1] ...
ذَلَّتْ من الأيّام شَمْسُ صِعابها
وأَتَتْ سعادتُه إِلَى أبوابه ... لا كالّذي يسعى إِلَى أبوابها
فلْتَفْخرِ الدّنيا بِسائس مُلْكِها ... منهُ ودارسِ عِلْمها
وكتابها
صَوَّامِها قَوّامِها عَلّامِها ... عَمّالِها بذّالِها وهابِها
[2]
وبَلَغَنا أنّ كُتُبه الّتي ملكها بلغت مائة ألف مجلَّد، وكان
يحصّلها من سائر البلاد [3] .
وذكر القاضي ضياء الدّين القاسم بْن يحيى الشّهْرزُوريّ أنّ القاضي
لمّا سمع أنّ العادل أَخَذَ الدّيار المصريَّة دعا على نفسه بالموت
خشية أن يستدعِيَهُ وزيرُه صَفِيّ الدّين بْن شُكْر، أو يجري فِي
حقّه إهانة، فأصبح ميتا. وكان له معاملة حَسَنَة مع اللَّه
وتهجُّدٌ باللّيل.
وقال العماد فِي «الخريدة» [4] : وقبل شروعي فِي أعيان مصر، أقدّم
ذِكر مَن جميعُ أفاضِل القصْر [5] كالقطرة فِي بحرة [6] ، المولى
القاضي الأجلّ الفاضل، الأسعد أبو عليّ عَبْد الرحيم بْن القاضي
الأشرف أبي المجد عليّ بن البيسانيّ، صاحب القرآن، العديم الأقران،
واحد الزّمان.
إِلَى أن قال: فهو كالشّريعة المحمّدية نَسَخَتِ الشّرائع، يخترع
الأفكارَ، ويفترع الأبكار [7] ، وهو ضابط المُلْك بآرائه، ورابطُ
السِّلْك بآلائه. وإن شاء
__________
[1] في الديوان: «وسيد غزنا» .
[2] في الديوان 2/ 22- 24، سير أعلام النبلاء 21/ 340، 341.
[3] وقال ابن حجّة الحموي: ولعمري إن الإنشاء الّذي صدر في الأيام
الأموية والأيام العباسية نسي وألغي بإنشاء الفاضل وما اخترعه من
النكت الأدبية والمعاني المخترعة والأنواع البديعة، والّذي يؤيّده
قول العماد الكاتب في «الخريدة» إنه في صناعة الإنشاء كالشريعة
المحمدية نسخت الشرائع. (ثمرات الأوراق 97) .
[4] خريدة القصر (شعراء مصر) 1/ 35.
[5] في الخريدة: «أفاضل الدهر، وأمائل العصر» ، وفي سير أعلام
النبلاء 21/ 341 «أفاضل العصر» .
[6] في الخريدة: «في تيار بحرة، بل كالذّرّة في أنوار فجره، وهو
المولى الأجلّ» .
[7] في الخريدة: «ويفترع الأبكار، ويطلع الأنوار، ويبدع الأزهار،
وهو ضابط» .
(42/248)
أنشأ فِي يومٍ [1] ما لو دُوِّن، لكان لأهل
الصّناعة خيرَ بِضاعة. أينَ قُسٌّ من فصاحتِهِ، وقَيْسٌ من [2]
حصافته؟ ومَن حاتمٌ وعَمْرو فِي سَماحتِه وحماستِه [3] ؟
لا مَنَّ فِي فِعله، ولا مَيْن فِي قوله [4] ذو الوفاء، والمروءة،
والصّفا، والفُتُوَّة، والتُّقَى، والصّلاح، والنَّدَى، والسّماح
[5] . وهو من أولياء اللَّه الّذين خُصّوا بكرامته، وأخلصوا
لولايته [6] . وهو مع ما يتولّاه مِن أشغال المملكة [7] ، لا يفتر
عن المواظبة على نوافل صَلَواته، ونوافِل صِلاته. يختم كلّ يومٍ
القرآنَ المَجِيد، ويضيف إليه ما شاء اللَّه من المَزِيد، وأنا
أوثر أن أُفرد لنظْمه ونثْره كتابا، فإنّني أغار من ذِكره مع
الّذين هُمْ كالسُّها فِي فَلَك شَمْسه وذُكائه، وكالثَّرى عند
ثريّا علمه وذكائه، فإنّما تبدو النّجوم إذا لم تُبرز الشّمسُ
حاجبَها. وإنّه لا يوثِر أيضا إثبات ذلك، فأنا ممتثلٌ لأمره
المُطاع ملتزمٌ له قانون الاتّباع، لا أعرف يدا مَلَكتني غير يده،
ولا أتصدّى إلّا لِما جعلني بصَدَده.
قلت: وكان رحمه اللَّه أحدب. فحدثني شيخنا جمال الدّين الفاضليّ
أنّ القاضي الفاضل ذهب فِي الرّسْليَّة إلى صاحب الموصل، فحضر
وأُحضِرت فواكه، فقال بعض الكبار منكِّتًا على الفاضل: خِياركم
أحدب. فقال الفاضل:
خسّنا خير مِن خِياركم.
وحدَّثني الفاضليّ فِي آخر سنة إحدى وتسعين أنّ القاضي والعِماد
الكاتب كانا في الموكب، فقال القاضي الفاضل:
__________
[1] في الخريدة: «في يوم واحد، بل في ساعة واحدة ما لو دوّن» .
[2] في الخريدة: «وأين قيس في» .
[3] في الخريدة زيادة: «فضله بالإفضال حال، ونجم قبوله في أفق
الإقبال عال» .
[4] وفي الخريدة زيادة: «ولا خلف وعده، ولا بطء في رفده، الصادق
الشيم، السابق بالكرم، منشر رفات العلم وناشر راياته» .
[5] في الخريدة زيادة: وجالي غيابات الفضل وتالي آياته.
[6] في الخريدة زيادة بن: «قد وفقه الله للخير كله، وفضل هذا العصر
على الأعصار السالفة بفضله ونبله» .
[7] في الخريدة زيادة: «الشاغلة، ومهامه المستغرقة في العاجلة، لا
يغفل عن الآجلة ... » .
(42/249)
أمّا الغُبار فإنّه ... ممّا أثارَتْهُ
السَّنابكْ
وقال للعماد: أجِز. فقال:
فالجوُّ منه مُغَبَّرٌ ... لكنْ تباشير السّنابكْ
يا دهر لي عَبْد الرحيم ... فلا أُبالي مسَّ نابِكْ
قلت: وقد سمع: أَبَا طاهر السَّلَفيّ، وأبا مُحَمَّد العثمانيّ،
وأبا الطّاهر ابن عَوْف، وأبا القاسم بْن عساكر الحافظ، وعثمان بن
سعيد بْن فَرَج العَبْدَريّ.
قال المنذريّ [1] : وَزَرَ للسّلطان صلاح الدّين ورَكَن إليه
رُكونًا تامّا، وتقدّم عنده كثيرا. وكان كثير البِرّ والمعروف
والصَّدَقَة. وله آثار جميلةٌ ظاهرة، مع ما كان عليه من الإغضاء
والاحتمال.
تُوُفّي فِي ليلة سابع ربيع الآخر.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: ذِكْر خبر القاضي الفاضل. كانوا
ثلاثة إخوة، واحدٌ منهم خَدَم فِي الإسكندريَّة وبها مات، وخلّف من
الخواتيم صناديق.
ومن الحُصْر والقُدُور والخَزَف بيوتا مملوءة. وكان مَتَى رَأَى
خاتما أو سمع به تسبَّب فِي تحصيله.
وأما الآخر فكان له هَوَسٌ مُفْرِط فِي تحصيل الكُتُب، وكان عنده
زُهاء مائتي ألف كتاب، من كلّ كتابٍ نُسَخ.
والثّالث القاضي الفاضل، وكان له غَرَام بالكتابة، وبتحصيل الكتب
أيضا، وكان له الدِّين والعَفَاف والتُّقَى، مواظبٌ على أوراد
اللّيل، والصّيام، والتّلاوة. ولمّا ملك أسدُ الدّين احتاج إِلَى
كاتبٍ، فأحضره، فأعجبه نفاذُه وسَمْتُه ونُصْحُه، فلمّا مَلَك
صلاحُ الدّين استخلصه لنفسه، وحسن اعتقاده فيه.
__________
[1] في التكملة 1/ 352 وفيه زيادة.
(42/250)
وكان قليل اللّذّات، كثير الحَسَنات، دائم
التّهجُّد، يشتغل بالأدب والتّفسير.
وكان قليل النَّحْو، لكنْ له دُرْبَةٌ قويَّة توجب له قِلَّة
اللَّحْن، وكتبَ من الإنشاء ما لم يكتبْه أحدٌ. أعرفُ عند ابن سناء
المُلْك من إنشائه اثنين وعشرين مجلّدا. وعند ابن القطّان، أحد
كُتّابه، عشرين مجلّدا. وكان متقلّلا فِي مَطْعمه ومنكحه، وملبسه.
لباسه البياض، لا يبلغ جميعَ ما عليه دينارين.
ويركب مع غلامٌ ورِكابيّ. ولا يمكِّن أحدا أن يَصْحَبَه. ويُكْثر
تشييع الجنائز، وعيادَة المرضى، وزيارَةَ القبور. وله معروف فِي
السّرّ والعلانية.
وكان رحمه اللَّه ضعيف البنية، رقيق الصّورة، له حَدْبَة يغطّيها
الطَّيْلَسان.
وكان فِيهِ سوء خُلُق يُكْمِد به فِي نفسه، ولا يضرّ أحدا به.
ولأصحاب الفضائل عنده نَفَاق، يُحسن إليهم ولا يَمُنّ عليهم. ولم
يكن له انتقام من أعدائه إلّا بالإحسان إليهم، وبالإعراض عَنْهُمْ.
وكان دخْله ومعلومُه فِي السّنة نحو خمسين ألف دينار، سوى متاجر
الهند والمغرب، وغيرهما.
مات مسكوتا، أحوج ما كان إِلَى الموت عند تولّي الإقبال، وإقبال
الإدبار، وهذا يدلُّ على أنّ للَّه به عناية رحمه اللَّه.
308- عَبْد السّلام بْن محمود بْن أَحْمَد [1] .
ظهير الدّين أبو المعالي الفارسيّ، الفقيه، الأُصُوليّ، المتكلّم.
سمع من: أبي الوقت السّجزيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد السلام بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
359 رقم 540، وطبقات الشافعية الكبرى 7/ 170 وفيه: «عبد السلام بن
محمد» ، والبداية والنهاية 13/ 24، والوافي بالوفيات 18/ 435 رقم
450.
(42/251)
وبالثّغر من: أَبِي طاهر السِّلَفيّ.
وروى بدمشق.
وتُوُفّي بحلب فِي سابع عشر شعبان.
وكان من كبار المتكلّمين والخلافيّين. ودرَّس واشتغل، وصنَّف
التّصانيف. ولم يشتهر من تصانيفه إلّا القليل.
وقد أجاز للحافظ المنذريّ، وهو ترجمه.
309- عَبْد الْعَزِيز بْن عِيسَى بْن عَبْد الواحد بْن سُلَيْمَان
[1] .
الوجيه أبو مُحَمَّد اللَّخْميّ، الأندلسيّ، الشّرِيشيّ الأصل،
الإسكندرانيّ المولد والدّار، العدل المحدِّث، أحد طَلَبة
السِّلَفيّ.
وُلِد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وقرأ الكبير على السِّلَفيّ.
وحدَّث بمصر والقدس.
روى عنه: ولده أبو القاسم عيسى، وعثمان بن محمد بن أبي عصرون.
وبالإجازة: الشّهاب القوصيّ، وغيره.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
310- عَبْد الكريم بْن الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم
[2] .
الفقيه أبو الفضل البلديّ، الْبَغْدَادِيّ، الحنفيّ، المعروف بابن
الصّيرفيّ.
ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
وتفقَّه على الْإِمَام مَسْعُود بْن الْحُسَيْن اليَزْديّ.
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن عيسى) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
345 رقم 516، وسير أعلام النبلاء 21/ 335 دون ترجمة.
[2] انظر عن (عبد الكريم بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
357 رقم 536، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 166، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 68، 69 رقم 870، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 730،
والجامع المختصر 9/ 30، والجواهر المضية 1/ 326، والطبقات السنية
2/ ورقة 545.
(42/252)
وسمع من: أَبِي سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد
الزَّوْزَنيّ، وأبي البدر الكَرْخيّ، وأبي الفضل الأُرْمَوِيّ.
ودَرّس، وناب فِي القضاء. وكان يسكن بقراح أبي الشّحم، ودرّس
بالمغيثيّة.
روى عنه: الدُّبيثيّ، وابن خليل، وغيرهما.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
وهو من بلد الّتي بقرب الموصل.
311- عَبْد اللّطيف بْن إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
دُوَسْت دادا [1] .
أبو الْحَسَن ابن شيخ الشّيوخ أَبِي البركات بْن أَبِي سعد
النَّيْسابوريّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ، أخو شيخ الشّيوخ
صدر الدّين عَبْد الرحيم.
كان بليدا، قليل الفَهم، عديم التّحصيل.
ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبي القاسم بْن
السَّمَرْقَنْديّ، وأبي مَنْصُور عليّ بْن عليّ الأمين، وأبي
الْحَسَن بْن عَبْد السّلام، وأبي الفتح الكَرُّوخيّ، وغيرهم.
قال ابن النّجّار: وُلّي رِباط جدّه بعد أَخِيهِ، ولُقِّب صدر
الدّين. ثُمَّ إنّه حجّ وركب البحر إِلَى مصر، وزار بيت المقدس.
وتُوُفّي بدمشق فِي رابع عشر ذي الحجّة.
__________
[1] انظر عن (عبد اللطيف بن إسماعيل) في: ذيل تاريخ بغداد لابن
الدبيثي (باريس 5922) ورقة 160، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 473، وذيل
الروضتين 17، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 370، 371 رقم 558، والجامع
المختصر 9/ 37، والعبر 4/ 293، والإعلام بوفيات الأعلام 245، وسير
أعلام النبلاء 21/ 334، 335 رقم 177، والإشارة إلى وفيات الأعيان
310، والمختصر المحتاج إليه 3/ 63، 64 رقم 857، وعقد الجمان 17/
ورقة 247، والنجوم الزاهرة 6/ 159، وشذرات الذهب 4/ 327.
(42/253)
قلت: روى عَنْهُ: ابن النّجّار، وابن خليل،
واليَلْدانيّ، وعثمان ابن خطيب القرافة، وفَرَج الحبشيّ، وعبد
اللَّه بْن أَحْمَد بْن طِعان [1] ، وأخوه عَبْد الرَّحْمَن،
والقاضي صدر الدّين ابن سَنِيّ الدّولة، وتقيّ الدّين إِسْمَاعِيل
بْن أَبِي اليُسْر، وابن عَبْد الدّائم، والكمال عَبْد الْعَزِيز
بْن عبْد، وخلْق.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير.
قال الدُّبيثيّ [2] : كان بليدا لا يفهم. حَدَّثَنِي بعض الطّلبة
أنّه أتاه بجُزء ليقرأه عليه، فصادفه فِي شُغل فوقف، فلمّا طال
عليه الوقوف قال له عَبْد اللّطيف: امضِ إِلَى ضياء الدّين عَبْد
الوهّاب بْن سُكَيْنة ليُسْمِعك إيّاه عنّي، فإنّي مشغول.
ونقلت من خطّ الحافظ الضّياء ما صورته: وشيخ الشّيوخ عَبْد اللّطيف
ابن شيخ الشّيوخ أَبِي البركات تُوُفّي بدمشق فِي رباط خاتون فِي
ذي الحجَّة، وصلّى عليه شيخنا القاسم الحافظ.
312- عَبْد المنعم بْن عَبْد الوهاب بْن سعد بن صَدَقة بن الخَضِر
بْن كُلَيْب [3] .
مُسنِد العراق أبو الفَرَج بْن أَبِي الفتح الحَرّانيّ الأصل،
الْبَغْدَادِيّ، الحنبليّ، التّاجر، الآجرّي، لسكناه درب الآجر.
__________
[1] طعان: بكسر الطاء وفتح العين المهملة. (المشتبه 2/ 421) .
[2] في المختصر المحتاج إليه 3/ 63.
[3] انظر عن (عبد المنعم بن عبد الوهاب) في: الكامل في التاريخ 12/
159، والتقييد 377، 378 رقم 486، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 348،
349 رقم 523، وذيل بغداد لابن الدبيثي 15/ 283، وذيل تاريخ بغداد
لابن النجار 2/ 166، وذيل الروضتين 18، والجامع المختصر 9/ 26،
ووفيات الأعيان 3/ 227، ودول الإسلام 2/ 78، وسير أعلام النبلاء
21/ 258- 260 رقم 134، والإعلام بوفيات الأعلام 245، والمعين في
طبقات المحدّثين 182 رقم 71940 والإشارة إلى وفيات الأعيان 310،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 90، 91، رقم 923، والعبر 4/ 293،
والبداية والنهاية 13/ 23، والعسجد المسبوك 2/ 259، وعقد الجمان
17/ ورقة 241، والنجوم الزاهرة 6/ 159، وديوان الإسلام 4/ 88 رقم
1776، وشذرات الذهب 4/ 327.
(42/254)
ولد في صفر سنة خمسمائة، وبكَّر به أَبُوهُ
بالسّماع، لكنّه لم يُكثر، فسمع: أَبَا القاسم بْن بيان، وأبا عليّ
بْن نبهان، وأبا مَنْصُور مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طاهر الخازن،
وأبا بَكْر بْن بدران الحلْوانيّ، وأبا عُثْمَان إِسْمَاعِيل بْن
مِلَّة، وأبا طَالِب الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الزَّيْنبيّ، وصاعد
بْن سيّار الدّهّان، والمبارك بْن الْحُسَيْن العسّال.
وانفرد بالرواية عَنْهُمْ. وأجاز له: أبو الغنائم النَّرْسِيّ،
وابن بيان، وابن نبهان، وأبو الخطّاب محفوظ الكَلْوَذانيّ الفقيه،
وأبو طاهر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد اليُوسفيّ، وأبو العزَّ
مُحَمَّد بْن الْمُخْتَار، وأبو عليّ بْن المهْديّ، ومحمد بْن
عَبْد الباقي الدُّوري، وحمزة بْن أَحْمَد الرُّوذْرَاوَريّ، وأبو
البركات عَبْد الكريم بْن هبة اللَّه النّحويّ.
وله مشيخة معروفة. وكان صحيح السَّماع والذِّهْن والحواسّ إِلَى أن
مات. صَبُورًا على المحدّثين، محِبًّا للرّواية.
دخل مصر مع والده، وسكن ثغر دِمياط مدَّةً، وحجّ سبْع حجج، وحجّ
ثامنة، ففاتته وتعوَّق بالبحر.
روى عَنْهُ خلْق من الحُفّاظ، وسمع «صحيح الْبُخَارِيّ» من أَبِي
طَالِب الزَّيْنبيّ.
فممّن روى عَنْهُ: ابنه الدُّبيثيّ [1] ، وابن النّجّار، وابن
خليل، ومحمد بْن النّفيس الرّزّاز، وعمر بْن بدر الْمَوْصِلِيّ،
وأبو مُوسَى عَبْد اللَّه بْن الحافظ، ومحمد بْن [عَبْد] الكريم
الكاتب، واليَلْدانيّ، وأحمد بْن سلامة الحرَّانيّ، ومحيي الدّين
يوسف بْن الْجَوزيّ، وشرف الدّين شيخ الشّيوخ الحمويّ، ويوسف بْن
شروان، وداود بن شجاع البوّاب، وأحمد بْن عَبْد الواسع بْن أميركا،
ومحمد بن هبة الله بن الدّواميّ، وعبد العزيز بن محفوظ البنّاء،
__________
[1] وهو قال عنه: شيخ حسن، عمّر وانفرد بالرواية وألحق الصغار
بالكبار.. وكان سماعه صحيحا وذهنه وحواسّه صحيحة إلى أن مات.
(المختصر المحتاج إليه 3/ 90، 91) .
(42/255)
والواعظ شمس الدّين يوسف بْن قُزغُليّ
البغداديّون، ومبارك الحبشيّ بمصر، والزّين بْن عَبْد الدّائم،
والنّجيب عَبْد اللّطيف وهو آخر منَ روى عَنْهُ بالسّماع.
وبالإجازة: الحافظ الضّياء، وابن أَبِي اليسر، والقطب أحمد بن عبد
السلام بن أَبِي عَصْرون، وسعد الدين الخضِر بْن عَبْد السّلام بْن
حَمُّوَيْه، وأبو العبّاس أَحْمَد بْن أَبِي الخير، ومحمد بْن
يعقوب بْن أَبِي لديْنة، والعزّ عَبْد الْعَزِيز بْن الصَّيْقَل
وهو آخر مَن روى عَنْهُ بالإجازة فِي الدّنيا.
قال الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ [1] : سمعت قاضي القُضاة أَبَا
مُحَمَّد الكتّانيّ يقول: سمعته يقول، يعني ابن كُلَيب: تسرّيت [2]
مائة وثماني وأربعين جارية.
وكان يخاصم أولاده فِي ذلك السّنّ فيقول: اشتروا لي جارية، اشتروا
لي جارية.
توفّي ليلة السّابع والعشرين من ربيع الأوّل.
وقال ابن النّجّار: ألحق الصِّغَار بالكبار، ومُتِّع بصحّته وذهنه،
وحُسْن صورته، وحُمْرة وجهه. وكان لا يملّ من السّماع.
نسخ «جزء ابن عَرَفَة» وله سبْعُ وتسعون سنة بخطّ مليح غير مرتعش،
ورواه من لفظه.
وكان من أعيان التّجّار، ذا ثروة واسعة. ثُمَّ تضعضع حاله وافتقر،
واحتاج إِلَى الأخْذ على الرواية. وبقي لا يحدّث بجزء ابن عرفة
إلّا بدينار.
وكان صدوقا، قرأت عليه كثيرا.
313- عَبْد الوهّاب بْن أَبِي الطاهر إِسْمَاعِيل بْن مكّي بْن
عَوْف [3] .
الفقيه أبو مُحَمَّد الزُّهريّ، الإسكندرانيّ، نبيه الدّين
المالكيّ.
تفقّه على والده، ودرس من بعده بالإسكندريّة، وعاش خمسا [4] وستّين
سنة.
__________
[1] في التكملة 1/ 349.
[2] في التكملة 1/ 349: «اشتريت» .
[3] انظر عن (عبد الوهاب بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
365 رقم 552.
[4] في الأصل: «خمسة» .
(42/256)
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
314- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الجليل بْن مُحَمَّد
[1] .
القاضي أبو محمد بْن الشَّيْخ أَبِي الفتح السّاويّ، ثُمَّ
الْبَغْدَادِيّ، الفقيه الحنفيّ. أحد العدول والأكابر.
نابَ فِي الحكم بدار الخلافة، ثُمَّ بمدينة السّلام بغداد. وكان
محمود السّيرة.
وُلِد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة فِي أوّلها.
وسمع من: ابن الحُصَيْن، وابن الطّبر، وأبي الْحُسَيْن بْن
الفرّاء، وجماعة.
وكان آخر مَن بقي مِن بيت السّاويّ، ولم يُعقِب.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والبَغَاددة.
وتُوُفّي فِي تاسع المحرَّم.
315- عُثْمَان بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الحكيم [2] .
أبو عَمْرو الحريميّ، المارِسْتانيّ.
حدَّث عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن.
وعنه: ابن خليل، والدّبيثيّ، وقبلهما أَحْمَد بْن طارق، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة عن ثمانين سنة، وكان يخدم المَرْضَى.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في: التقييد 362 رقم 459،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 344، 345 رقم 515، وذيل تاريخ بغداد
لابن الدبيثي 15/ 230، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 127،
والجامع المختصر 9/ 23، والمختصر المحتاج إليه 2/ 186، 187 رقم
828، وسير أعلام النبلاء 21/ 305، 306 رقم 162، والجواهر المضيّة
1/ 341، والطبقات السنية 2/ ورقة 605.
[2] انظر عن (عثمان بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 365،
366 رقم 553، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 208، 209، وذيل
تاريخ بغداد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 123، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 112 رقم 971.
(42/257)
316- عسكر بْن خليفة بْن حفّاظ [1] .
الفقيه أبو الجيوش الحمويّ، الحنفيّ.
حدَّث عن: أَبِي الفتح نصر اللَّه المصيصي، وهبة اللَّه بْن طاوس.
ويُعرف بابن العقادة.
وكان من كبار الحنفيَّة بدمشق.
أجاز لشيخنا ابن أبي الخير.
وتوفّي في جمادى الأولى.
وروى عنه الشّهاب القُوصيّ فقال: شيخ الْإِسْلَام بدر الدّين، كان
مبرّزا فِي جميع الفنون. قرأتُ عليه بمدرسة القصّاعين.
317- عَلِيِّ بْنِ الحَسَن بْنِ عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد
السّلام بْن الْمُبَارَك بْن راشد [2] .
المنتجب أبو الْحَسَن التّميميّ، الدّارميّ، المكّيّ.
سمع من: أَبِي الفتح الكَرُوخيّ، ومحمود بْن عَبْد الكريم فورّخه،
وأحمد بْن المقرّب.
روى عَنْهُ: الحافظ ابن المفضّل، وغيره.
وله شِعْر جيّد. ووفد على الملكين نور الدّين، وصلاح الدّين.
318- عليّ بْن الْمُبَارَك بْن أَبِي العزّ مُحَمَّد بْن جَابِر
[3] .
أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ.
من كبار العدول.
__________
[1] انظر عن (عسكر بن خليفة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 356 رقم
533، وسير أعلام النبلاء 21/ 335 دون ترجمة.
[2] انظر عن (علي بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 372 رقم
562، والعقد الثمين 3/ 134.
[3] انظر عن (علي بن المبارك) في: مشيخة النعّال 138، 139،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 356 رقم 534، والجامع المختصر لابن
الساعي 9/ 29، 30، والمختصر المحتاج إليه 3/ 141 رقم 1051، والمعين
في طبقات المحدّثين 183 رقم 1944.
(42/258)
سمع «المُسْنَد» كلّه من ابن الحُصَيْن.
وسمع من: أَبِي نصر اليُونَارتيّ.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، واليلداني، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير [1] .
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة.
319- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر [2] .
الْإِمَام أبو مُحَمَّد الأَنْصَاري، العاقِليّ، الحنفيّ،
البخاريّ.
تُوُفّي ببخارى فِي ربيع الأوّل.
وقد حدَّث بمكّة، وبغداد عن: أَبِي بَكْر عُمَر بْن مُحَمَّد
العَوْفيّ.
روى عَنْهُ: الحافظ ابن المفضّل.
وكان موصوفا بمعرفة المذهب والزُّهد والصّلاح، درَّس وأشغل وصنَّف.
وقد ذكره أبو العلاء الفَرَضيّ، فقال فِيهِ العقيليّ بدل العاقليّ،
وقال:
روى عن: حسام الدّين عُمَر بْن برهان الأئمّة عَبْد الْعَزِيز بْن
عُمَر بْن مازة، والحافظ عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد
النَّسَفيّ، وفخر الأئمّة أَبِي بكر محمد بْن علي بْن سَعِيد
المطهري، ومحمد بْن الفضل الفراويّ، وفخر الْإِسْلَام أبو نصر
أَحْمَد بْن الْحَسَن.
روى عَنْهُ: سِبْطه العلّامة شمس الدّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
أَحْمَد الْأَنْصَارِيّ، والعلّامة أبو الوحدة مُحَمَّد بْن عَبْد
السّتّار العماديّ، والقاضي محمد بن محمد العمريّ.
__________
[1] وقال ابن الساعي: شهد عند قاضي القضاة أَبِي طَالِب رَوْح بْن
أَحْمَد بن الحديثي في يوم الأحد ثالث عشر جمادى الآخرة من سنة ست
وستين وخمسمائة. (الجامع المختصر 9/ 29) .
[2] انظر عن (عمر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 349، 350
رقم 524، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 117، 118،
والجواهر المضية 1/ 397، 398، والطبقات السنية 2/ ورقة 959، 960،
والفوائد البهية 150.
(42/259)
مات فِي خامس جُمادى الأولى.
320- عِوَض بْن سلامة [1] .
الأَزَجيّ القَطِيعيّ، الغرّاد، الصّالح.
شيخ معروف خيّر، له رباط ببغداد.
تُوُفّي إِلَى رحمه [2] اللَّه فِي ذي الحِجّة.
- حرف القاف-
321- قَيْصَر العَوْنيّ.
الأمير، مملوك الوزير عَوْن الدّين يحيى بْن هُبَيْرة.
كان بديع الجمال يُضرب بحُسْنه الأمثال. وكان الوزير يركّبه فِي
صدر موكبه بالقباء والعِمامة السّوداوين، وإِلَى جانبه خادمين.
- حرف الكاف-
322- كامل بْن الفتح بْن ثابت [3] .
الضّرير، البادرائيّ، الأديب، ظهير الدّين.
له شِعرٌ وترسُّل. كتب الطّلبة عنه لأجل الكفاف من شِعره. وما أحسن
قوله:
وَفِي الأوانس من نعمان آنسةٌ ... لها من القلب ما تهوى وتختارُ
ساومتها نفثة من ريقها بدمي ... وليس إلّا خفيّ الطَّرف سمسارُ
__________
[1] انظر عن (عوض بن سلامة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 371 رقم
559، وتاريخ ابن الدبيثي (نسخة كمبرج) ورقة 183، والجامع المختصر
9/ 44.
[2] في الأصل: «رحمت» .
[3] انظر عن (كامل بن الفتح) في: معجم الأدباء 17/ 19، والتكملة
لوفيات النقلة 1/ 356، 357 رقم 535، وذيل الروضتين 18، وتكملة
إكمال الإكمال 26، 27، والجامع المختصر 9/ 30، 31، ونكت الهميان
231، وفوات الوفيات 2/ 282، وتوضيح المشتبه 1/ 319، وعقد الجمان
17/ ورقة 246، 247، وبغية الوعاة 2/ 266.
(42/260)
عند العذول اعتراضات ولائمة ... وعند قلبي
جواباتٌ وأعذارُ
- حرف الميم-
323- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن رفاعة [1] .
المفتي كمال الدّين القُرَشيّ، الْمَصْرِيّ، قاضي قوص.
روى عَنْهُ الشّهاب القُوصيّ شِعرًا، وورَّخ وفاته فِي هَذِهِ
السّنة.
324- مُحَمَّد بْن الشّريف أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ
بْن مُحَمَّد بْن الحسين [2] .
الشّريف أبو الحياة نظام الدّين البلخيّ، الواعظ، المعروف بابن
الظّريف.
وُلِد ببلْخ فِي سنة ستٍّ وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي شجاع عُمَر البِسْطاميّ، وأبي سعد بْن
السَّمْعانيّ.
وسمع بالثَّغر من السِّلَفيّ، وبدمشق، وجالَ فِي الآفاق.
روى عَنْهُ: أبو الحسن بن المفضّل.
ووعظ كثيرا، وصنّف في الوعظ.
وكان طيّب الصّوت، مطربا، فصيحا، شيعيّا.
تُوُفّي فِي تاسع عشر صفر.
وقد ذكره ابن النّجّار: فطوَّل ترجمته، وقال: سمع بدمشق من:
حَمْزَة بْن كردوس، وبمصر من: ابن رفاعة، وابن الحطيَّة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: الوافي بالوفيات 2/ 27 رقم 276،
والمقفى الكبير 5/ 73، 74 رقم 1610، وبغية الوعاة 1/ 6.
[2] انظر عن (محمد بن الشريف أبي القاسم) في: التكملة لوفيات
النقلة 1/ 346، رقم 518، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي 2/ 21، 22 رقم 226، ومرآة الزمان ج 8/ ق 2/ 474، 475،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 60، وذيل الروضتين 18، والجامع المختصر
9/ 25، وسير أعلام النبلاء 21/ 335، 336 دون ترجمة، والمستفاد من
ذيل تاريخ بغداد 16، 17 رقم 12، والوافي بالوفيات 3/ 343، وعقد
الجمان 17/ ورقة 245، 246.
(42/261)
وأقام عند السِّلَفيّ زمانا، وأملى أمالي.
روى عَنْهُ شيخه السِّلَفيّ، وكان يعظّمه ويُبجّله ويعجب بكلامه.
ثمّ قدِم بغدادَ فسكنها [1] .
وكان يعِظ بالنّظاميّة. وحضرتُ مجلسه مِرارًا. وكان مليح الوجه
متبرّكا، واسع الجبهة، منوّرا، بهيّا، ظريف الشَّكل، عالما أديبا،
له لسان مليح فِي الوعظ، حَسَن الإيراد، حُلْو الاستشهاد، رشيق
المعاني، وله قبولٌ تامّ، وسوقٌ نافعة، ثمّ فَتَرَتْ ولزِم داره.
وكان يُرْمَى بأشياء مِنها الخمر، وشراء الجواري المغنّيات وسماع
الملاهي المحرَّمة، وأُخرج مِن بغداد مِرارًا لذلك.
وكان يُظهِر الرَّفضْ.
وأنشدني أَحْمَد بْن عُمَر المؤدّب أنّ الواعظ البلخيّ أنشد لنفسه
دو بيت:
دَعْ عنْك حديث من يميتك غدا ... واقطع زمن الحياة عيشا رغدا
لا تَرْجُ هوى ولا تعجل كَمَدا ... يوما تُمضِيه لا تراهُ أبدا [2]
وسمعت أَخي عليّ بْن محمود يقول: كان البلْخيّ الواعظ كثيرا ما
يرمُز فِي أثناء مجالسه سبّ الصّحابة. سمعته يقول: بكت فاطمة عليها
السّلام، فقال لها عليٌّ: كم يبكين عليَّ؟ أأخذتُ منك فدك؟
أأغضبتك؟ أفعَلت، أفعلت؟
__________
[1] المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 16.
[2] وأنشد يوما في النظامية:
سقاهم الليل كاسات السري فغدوا ... منه سكارى كأنّ الليل خمار
وصيّر الشوق أطواقا عمائمهم ... لا يعقلون أقام الحيّ أم ساروا
ونسمة الفجر إذا مرّت بهم سحرا ... تمايلوا وبدا للسكّر آثار
فلم يبق في المجلس إلّا من قام وصاح وتواجد. وأنشد أيضا:
مددت يدي في الحب نحو سائلا ... وقلت لجفني أذر دمعك سائلا
تفقهت في علم الصبا والهوى ... فمن شاء فليأن على المسائلا
(ذيل الروضتين 18) .
(42/262)
فضجّت الرّافضة وصفّقوا بأيديهم وقالوا:
أحسنت أحسنت [1] .
325- مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم بْن أَبِي البركات مُحَمَّد بْن
طاهر بْن سَعِيد بْن القدوة أَبِي سَعِيد فضل اللَّه ابن أَبِي
الخير [2] .
أبو البركات المِيهَنيّ الصُّوفيّ.
تُوُفّي ببغداد فِي ذي الحجَّة. وكان رجلا صالحا.
سمع من: أَبِيهِ، وشُهْدَة، والمبارك بْن عليّ بْن خُضَيْر.
وكان شيخ رباط البِسْطاميّ.
عاش أربعا وخمسين سنة. وكان سَمْحًا جوادا، ذا فُتُوَّة، كان يؤثر
بمداسه ويمشي حافيا. لَقَبُه: رُكْن الدّين.
326- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [3] .
أَبُو القاسم الهَمَذَانيّ، الأندلسيّ، من أَهْل مدينة وادي آش،
ويُعرف بابن البراق.
سمع من: أَبِي العبّاس الجزُوليّ، وأبي بَكْر يحيى بْن مُحَمَّد،
وأبي الْحَسَن ابن النّعمة.
وأجاز له أبو بكر بْن العَرَبيّ، وشُرَيْح بْن مُحَمَّد، وأبو
الْحَسَن بن مغيث، وآخرون.
__________
[1] وقال ابن الدبيثي: سافر الكثير وجال في الآفاق ما بين خراسان
والعراق والشام وديار مصر والإسكندرية، وسمع في تطوافه، وتكلّم في
الوعظ.
وقدم بغداد غير مرة واستوطنها في آخر عمره إلى أن توفي بها. وحدّث
باليسير، وكان حسن الكلام مليح العبارة، لطيف الإشارة، له صنعة
جيّدة في الكلام على الناس. حضرت مجلسه كثيرا وسمعت منه أحاديث كان
يوردها من حفظه في مجلس وعظه. ولم أعلّق عنه شيئا. وقد أجاز لنا.
(ذيل تاريخ مدينة السلام 22) .
[2] انظر عن (محمد بن عبد المنعم) في: ذيل تاريخ مدينة السلام
بغداد 2/ 85 رقم 295، وذيل الروضتين لأبي شامة 19، والجامع المختصر
لابن الساعي 9/ 37، 38، ومرآة الزمان 8 ق 2/ 475، والتكملة لوفيات
النقلة 1/ 366، 367 رقم 556، وعقد الجمان 17/ ورقة 246.
[3] انظر عن (محمد بن علي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
(42/263)
وذكره الأبّار فقال: كان محدّثا ضابطا،
أديبا، ماهرا، شاعرا مُجِيدًا، متفنّنا، وشِعره مدوَّن.
حدَّث عنه: أبو العبّاس البناتيّ، وأبو الكَرَم جوديّ.
وعاش سبْعًا وستّين سنة.
327- مُحَمَّد بْن عُمَر [1] .
أبو عَبْد اللَّه المالِقيّ الكاتب، نزيل فاس.
قال الأبّار: كان حافظا للُّغات، والآداب، والتّواريخ، بصيرا
بالحديث.
وكان يكتب للأمراء.
328- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الطّاهر محمد بن بنان [2] .
القاضي الأثير ذو الرّئاستين، ابن القاضي الأجلّ ذي الرّئاستين أبي
الفضل ابن القاضي ذي الرّئاستين، الأنباريّ، المصريّ، أبو الفضل
الكاتب.
وُلِد بالقاهرة سنة سبع وخمسمائة، وسمع من: أَبِي صادق مرشد
المَدِينيّ، وأبي البَرَكَات مُحَمَّد بْن حَمْزَة العِرْقيّ [3] ،
ووالده أَبِي الفضل، والقاضي أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن هبة الله
بن الحَسَن بن عرس.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (محمد بن محمد) في: تاريخ الدبيثي 15/ 69، وإنباه
الرواة 3/ 209، والتاريخ الباهر 85، 89، وذيل تاريخ بغداد لابن
الدبيثي (شهيد علي) ورقة 110، ووفيات الأعيان 3/ 259 رقم 417،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 350، 351 رقم 525، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 122، والعبر 4/ 294، وسير أعلام النبلاء 21/ 220- 222،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 230، وتاج
التراجم 58، والجواهر المضية 2/ 167، والوافي بالوفيات 1/ 281، 282
رقم 184، وفوات الوفيات 3/ 259، وذيل التقييد 1/ 220 رقم 424،
والعسجد المسبوك 2/ 257، 258، والفلاكة والمفلوكين 89، 90، وتاريخ
ابن الفرات ج 4 ق 2/ 191، 7192 وتوضيح المشتبه 1/ 600، والسلوك ج 1
ق 1/ 154، والمقفى الكبير 7/ 154- 157 رقم 3258، والنجوم الزاهرة
6/ 159، وحسن المحاضرة 1/ 176، وشذرات الذهب 4/ 327، وبدائع الزهور
ج 1 ق 1/ 253، وتاج العروس 9/ 145، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/
248، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- تأليفنا-
القسم الثاني- ج 4/ 178- 180 رقم 1190.
[3] العرقي: بكسر العين المهملة. نسبة إلى عرقة بلدة وحصن بالقرب
من طرابلس الشام.
(42/264)
وقرأ القرآن على: أَبِي العبّاس بْن
الحطيَّة.
وكان رئيسا، عالِمًا، نبيلا. ذكره الدُّبيثيّ فقال [1] : قدم بغداد
رسولا من سيف الْإِسْلَام طُغْتِكِين أمير اليمن، ونزل بباب
الأَزَج. وحدَّث ب «السّيرة» لابن هشام، عن والده، وحدَّث ب «صحاح»
الجوهريّ.
وسمعهما منه جماعة كثيرة، وكنت أَنَا مسافرا، وذلك فِي سنة اثنتين
وثمانين.
روى «الصّحاح» عن أَبِي البَرَكات العِرْقيّ [2] . وكتب النّاس
عَنْهُ من شِعرْه.
وقال المنذريّ [3] : سمع منه جماعة من شيوخنا ورُفقائنا، فلم
يتَّفق لي السّماع منه.
وقد كتب الكثير بخطّه. وخطُّه فِي غاية الجودة.
وتولّى ديوان النَّظَر فِي الدّولة المصريَّة، وتقلّب فِي الخِدَم
فِي الأيّام الصّلاحيَّة بِتَنَيس، والإسكندريَّة.
قلت: وكان أَبُوهُ يروي «السّيرة» عن الحبّال.
روى عَنْهُ: الحافظ أبو الْحُسَيْن العطّار، والسّيّد أَبُو عَبْد
اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحُسَيْنيّ الحلبيّ.
تُوُفّي فِي ثالث ربيع الآخر، وله تسعٌ وثمانون سنة.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: كان رقيقا، طُوالًا، أسمر، عنده أدب
وترسُّل، وخطٌّ حَسَن، وشِعرٌ لا بأس به. وكان صاحب ديوان مصر فِي
زمن المصريّين، والفاضل ممّن يَغْشَى بابه ويمتدحه، ويفتخر بالوصول
إليه. فلمّا جاءت الدّولة الصّلاحيَّة قال القاضي الفاضل: هَذَا
رَجُل كبير القدْر يصلُح أن يُجرى عليه ما يكفيه ويجلس فِي بيته.
ففُعل ذلك.
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 1/ 122، وتاريخه 15/ 869
[2] تصحّف في المقفى الكبير 7/ 155 إلى «الغرق» .
[3] في التكملة 1/ 350.
(42/265)
ثمّ إنّه توجّه إِلَى اليمن، ووَزَر لسيف
الإسلام، وأرسله إِلَى الدّيوان الْعَزِيز، فعظُم ببغداد وبُجِّل.
ولمّا صِرْتُ إِلَى مصر وجدتُ ابن بُنان فِي ضَنْكٍ من العَيْش،
وعليه دَيْن ثقيل، وأدّى أمره إِلَى أنْ حَبَسه الحاكم بالجامع
الأزهر. وكان يتنقّص بالقاضي الفاضل، ويراه بالعين الأولى، والفاضل
يُقصّر فِي حقّه، فيقصّر النّاسُ مراعاة للفاضل.
وكان بعض مَن له عليه دَيْن أعجميّا جاهلا، فصعِد إليه إِلَى سطح
الجامع، وسفّه عليه، وقبض على لحيته، وضرَبه، ففرّ وألقى بنفسه من
سطح الجامع فتهشَّم، فحُمِل إِلَى داره، وبقي أياما ومات. فسيَّر
القاضي الفاضل بجهازه خمسة عشر دينارا مع ولده [1] . ثُمَّ إنّ
القاضي مات فجأة بعد ثلاثة أيّام رحمه الله.
__________
[1] قال المقريزي: ولم يصلّ عليه ولا شيّع جنازته، فأنكر ذلك عليه،
واتفق أن الفاضل مات بعده فجأة بعد ثلاثة أيام، وكان لهذا أعجب من
حال جرير والفرزدق، فإنه كان بينهما ستة أشهر، وكان بين هذين
الرجلين ثلاثة أيام، فليعتبر العقلاء بذلك.
وكان الأثير فاضلا جليلا عالما أديبا بليغا. له شعر مليح وترسّل
فائق، وتقدّم في الكتابة، ونال الرئاسة الخطيرة، وتمكّن التمكّن
الكثير.
وصنّف كتاب تفسير القرآن الكريم، وكتاب «المنظوم والمنثور» .
قال فيه العماد الكاتب: له شعر كالسحر، ونثر كنظم الدرّ.
ومن شعره يصف مغارة في جبل:
وشاهقة خاضت حشا الجو مرتقى ... تشير إلى زهر الكواكب من عل
محاسنها شتّى ولكن أخصّها ... وأثرها ذكرى حبيب ومنزل
جداول تجري باللجين، فتارة ... تسيح وأحداث تريني موئلي
وقال الأسعد شرف الدين أبو المكارم بن المهذّب بن زكريا بن أبي
المليح المماتي، في الأثير ابن بنان:
الشيخ ذو بلاغة ... معدودة من حكمه
كأنّما خاطره ... على لسان قلمه
قد قدّ من فصاحة ... فطبعه ملء فمه
وقال أيضا:
أطال الله عزّك يا أثير ... وطوّل في حياة أبي عليّ
وها أنا قد خدمتك في دعائي ... فتمّم بالصلاة على النبيّ
(42/266)
329- مُحَمَّد بْن المحسّن بْن هبة اللَّه
بْن مُحَمَّد [1] .
أبو الْحَسَن الوكيل بأبواب القُضاة.
سمع من: أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وغيره.
توفي في ذي الحجة.
330- محمد بن محمود بْن مُحَمَّد [2] .
الشّهاب الطُّوسيّ أبو الفتح، الفقيه الشّافعيّ، نزيل مصر.
إمامٌ، مُفْتٍ، علّامة مشهور. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وحدَّث عن: أَبِي الوقت، وغيره.
ووعظ ببغداد، وصاهر قاضي القضاة أَبَا البركات بْن الثّقفيّ، وقدم
مصر
__________
[ () ] وفي هذين البيتين دفين، وهو قوله:
أطال الله عزّك إشارة إلى عزّ الناسخ، وكان يتّهم به. وقوله: في
حياة أبي علي، فهو القاضي الفاضل، وكان يؤمّله. (المقفّى الكبير) .
[1] انظر عن (محمد بن المحسّن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 371،
372 رقم 561، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 144، 145.
[2] انظر عن (محمد بن محمود) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 475، 476،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 364، 365 رقم 551، والروضتين 2/ 240،
وذيله 18، 19، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة
15، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 267 رقم 73، ووفيات
الأعيان 4/ 224 في ترجمة «محمد بن يحيى بن أبي منصور النيسابورىّ»
والعبر 4/ 294، والإشارة إلى وفيات الأعيان 310، وسير أعلام
النبلاء 21/ 387- 389 رقم 195، والمختصر المحتاج إليه 1/ 208، 209،
وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 175، 176، والوافي بالوفيات 5/ 9 رقم
1962، وطبقات الشافعية الكبرى 4/ 185 (6/ 396- 400) وطبقات
الشافعية لابن كثير، ورقة 150 ب، 151 أ، والبداية والنهاية 13/ 24،
ومرآة الجنان 3/ 487، والعقد المذهب، ورقة 73، وذيل التقييد 2/
397، 398 رقم 1893، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 376، 377
رقم 345، والعسجد المسبوك 2/ 258، وعقد الجمان 17/ ورقة 245،
والاكتفاء لابن نباتة، ورقة 100، والألقاب للسخاوي، ورقة 87، ومعجم
الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 59، والنجوم الزاهرة 6/ 159، وحسن
المحاضرة 1/ 189، وتاريخ الخلفاء 457، والمقفى الكبير 7/ 141، 142
رقم 3236، وديوان الإسلام 3/ 239 رقم 1375، وشذرات الذهب 4/ 327،
وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 253.
(42/267)
فسكنها، قدمها من مكَّة سنة تسعٍ وسبعين.
ونزل بخانقاه سَعِيد السُّعَداء، وتردّد إليه بها الفقهاء.
ثمّ ولي التّدريس بمدرسة منازل العِزّ، وانتفع به جماعة كبيرة.
وكان جامعا للفنون، معظّما للعِلم وأهله. غير محتفل بأبناء
الدّنيا.
وعظ بجامع مصر مدَّةً.
روى عَنْهُ: بهاء الدّين بْن الْجُمَّيْزيّ، وشهاب الدّين القُوصيّ
وكنّاه أَبَا الفتح.
وذكر أنّه تفقّه بنَيْسابور على الْإِمَام مُحَمَّد بْن يحيى.
وقال أبو شامة [1] ، وذكر الطُّوسيّ، فقال: قيل إنّه لمّا قدِم
بغداد كان يركب بالسَّنْجَق والسّيوف المُسَلَّلة والغاشية
والطَّوق فِي عُنق البغْلة، فَمُنِع من ذلك. فسافر إِلَى مصر ووعظ،
وأظهر مذهب الأشعريّ، وثارت عليه الحنابلة. وكان يجري بينه وبين
زين الدّين بْن نجيَّة العجائب من السِّباب ونحوه.
قال: وبلغني أنّه سُئِل أيّما أفضل: دمُ الْحُسَيْن، أمْ دمُ
الحلّاج؟
فاستعظم ذلك، فَقِيل له: فَدَمُ الحلّاج كتب على الأرض: اللَّه
اللَّه، ولا كذلك دمُ الْحُسَيْن. فقال: المتَّهم يحتاج إِلَى
تزكية. وهذا فِي غاية الحُسْن، لكنْ لم يصحّ عن دم الحلّاج.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: كان رجلا طُوالًا، مَهِيبًا،
مِقْدامًا، سادّ الجواب فِي المحافل. دخل مصر، وأقبل عليه تقيّ
الدّين، وعمل له مدرسة بمنازل العِزّ، وبثَّ العِلم بمصر. وكان
يُلقي الدّرس من الكتاب. وكان يرتاعه كلّ أحد، وهو يرتاع من
الخبوشانيّ ويتضاءل له. وكان يحمق بظرافةٍ، ويتيه على الملوك
بلباقة، ويخاطب الفُقهاء بصرامة. وعَرَض له جُدَريّ بعد الثّمانين
عمَّ جَسَدَه، وكحل عينيه، وانْحَطّ عَنْهُ فِي السّابع.
__________
[1] في ذيل الروضتين 18.
(42/268)
وجاء يوم العيد والسّلطان بالمَيدان، فجاء
الطُّوسيّ وبين يديه مِنادٍ ينادي: هَذَا ملك العلماء. والغاشية
على الأصابع. وكان أَهْل مصر إذا رأوها قرءوا: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ
الْغاشِيَةِ 88: 1 [1] ، فتفرّق له الْجَمْع، وتفرَّق الأمراء غيظا
منه.
وجرى له مع الملك العادل وابن شُكْر قضايا عجيبة، لمّا تعرّضوا
لوقوف المدارس، فمنع عن نفسه وعن النّاس، وثبت.
وقال ابن النّجّار: مات بمصر فِي الحادي والعشرين من ذي القعدة،
وحمله أولاد السّلطان على رِقابهم [2] .
331- مُحَمَّد بْن مَكَارم بْن أَبِي يَعْلَى [3] .
أبو بَكْر الحريميّ.
سمع من: مُحَمَّد بْن الأشقر، والمبارك بْن أَحْمَد الكِنْديّ،
وسعيد بْن البنّاء.
ويقال له الحِيريّ نسبة إِلَى الحِيرة الّتي بقرب عَانَة لا إِلَى
حيرة نَيْسابور.
سمع منه جماعة.
وتوفّي في صفر.
وأجاز لابن أبي الخير.
__________
[1] أول سورة الغاشية.
[2] وقال ابن الصلاح: «شيخ الفقهاء، وصدر العلماء في عصره، تفقّه
على جماعة من أصحاب الغزالي، منهم الإمام أبو سعد محمد بن يحيى
النيسابورىّ، وقدم أبو الفتح مصر فنشر العلم بها، وتفقه عليه جماعة
كثيرة، ووعظ، وذكّر، وانتفع الناس به، وكان معظّما عند الخاصة
والعامّة، وعليه مدار الفتوى في مذهب الشافعيّ ... وكان إماما في
فنون، وجرت له حكاية عجيبة في بيعة الخليفة الناصر» . (طبقات
الفقهاء الشافعية) .
[3] انظر عن (محمد بن مكارم) في: المشترك وضعا لياقوت 150،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 347 رقم 520، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس
5921) ورقة 149، والمختصر المحتاج إليه 1/ 146.
(42/269)
332- مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن أَبِي
الكرم نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مَخْلَد [1] .
أَبُو المفضّل الأزَديّ، الواسطيّ العدْل، المعروف جدُّه بابن
الْجَلَخْت.
ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: جدّه.
وحدَّث ببغداد.
قاله ابن الدّبيثيّ: سمعت منه، ونِعْم الشّيخ كان.
توفّي في ذي القعدة.
333- المبارك بن المبارك بن أحمد بن زُريق [2] .
أبو جعفر بن الحدّاد، الواسطيّ، المقرئ.
ولد سنة تسع وخمسمائة. وقرأ القراءات على والده الْإِمَام أبي
الفتح.
وسمع من: أبي عليّ الفارقيّ، وعليّ بن عليّ بن شيران، وأبي الكرم
نصر الله بن الجلخت، وأبي عبد الله الجلّابيّ، وأبي الحسن بن عبد
السّلام.
والمبارك بن نغوبا، وغيرهم بواسط.
ثمّ قدم بغداد سنة اثنتين وثلاثين، فقرأ القراءات على أبي محمد سبط
الخيّاط.
وسمع منه، ومن: أبي القاسم بن السّمرقنديّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 366
رقم 554، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 157، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 156، 157.
[2] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
360، 361 رقم 544، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 33، 34، والعبر
4/ 295، والمختصر المحتاج إليه 3/ 177، 178 رقم 1156، ومعرفة
القراء الكبار 2/ 567، 568 رقم 523، وسير أعلام النبلاء 21/ 327،
328 رقم 172، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، وتلخيص مجمع الآداب
5/ رقم 819، وغاية النهاية 2/ 41، والنجوم الزاهرة 6/ 159، وشذرات
الذهب 4/ 328.
(42/270)
حدّث بالإجازة عن: الحافظ خميس الحَوْزيّ،
وأبي طَالِب بْن يوسف، وأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بن السّمرقنديّ،
ورزين العبدريّ، وجماعة.
وأقرأ النّاس، وأمّ زمانا.
ترجمه الدُّبيثيّ، وقال: كان صدوقا. قرأت عليه القراءات، فقدِم
بغدادَ سنة ثمانٍ وثمانين وحدَّث بها.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، ويوسف بْن خليل، وجماعة.
وتُوُفّي فِي سادس عشر رمضان.
قرأ عليه بالروايات مُحَمَّد بْن عُمَر الدّاعي، وكان مقرئ واسط
فِي زمانه.
334- الْمُبَارَك بْن أبي القاسم بن أبي منصور بن السدنك [1] .
أبو مَنْصُور البغداديّ.
روى عَنْ: قاضي المَرِسْتان.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
335- محمود بْن الْمُبَارَك بْن الْحُسَيْن [2] .
أبو الثّناء بْن الدِّارِيج الْبَغْدَادِيّ.
روى عن: القاضي أَبِي بَكْر، والحسين بْن علي سِبْط الخيّاط.
وتُوُفّي فِي صَفَر.
336- مَسْعُود بْن عليّ [3] .
__________
[1] انظر عن (المبارك بن أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
364 رقم 549.
[2] انظر عن (محمود بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 346،
347 رقم 519، والمختصر المحتاج إليه 3/ 185 رقم 1180.
[3] انظر عن (مسعود بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 375 رقم
568، والكامل في التاريخ 12/ 158، والمختار من تاريخ ابن الجزري
73، 74، والبداية والنهاية 13/ 23، والعسجد المسبوك 2/ 254، 255،
ومآثر الإنافة 2/ 2 3، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 309، وعقد
الجمان 17/ ورقة 252، 253، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة
82.
(42/271)
نظام المُلْك الوزير، وزير السّلطان
خُوارزم شاه.
قَتَلتْه الملاحِدة فِي هَذَا العام فِي جُمادى الآخرة.
وكان ديّنا، حَسَن السّيرة، شافعيّا، بنى للشافعيَّة بمرْو جامعا
مشرِفًا على جامع الحنفيَّة، فتعصَّب شيخ الحنفيَّة بمرْو، وجمع
الأوباش فأحرقه، فغضب خُوارزم شاه، وأحضر هَذَا الشّيخ وصادره.
وبنى [1] نظام المُلْك هَذَا مدرسة عظيمة وجامعا بخُوارزم، وله
آثار حسنة. فلمّا قُتِلَ تأسَّف عليه السّلطان، واستوزر ابنه، وهو
صبيّ، فأُشير على الصّبيّ بأن يستعفي، فقال السّلطان خُوارزم شاه:
لست أعفيك وأنا وزيرك، فكُنْ راجعني فِي الأمور. ثُمَّ لم تَطُلُ
أيّام الصّبيّ. ومات خُوارزم شاه فِي العام، كما تقدَّم.
337- المظفَّر بْن عليّ بْن وهب [2] .
المدائنيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الصّابونيّ، الخيّاط.
شيخ معمّر، وُلِد سنة خمسمائة.
وسمع: أَبَا نصر الْحَسَن بْن مُحَمَّد اليُونَارْتيّ، وثابت بْن
مَنْصُور الكيليّ.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ وقال: تُوُفّي سنة ستٍّ.
- حرف النون-
338- نجيب بْن فارس الحربيّ [3] .
روى عن: سَعِيد بْن أبي البنّاء.
وعنه: ابن خليل.
__________
[1] في الأصل: «وبنا» .
[2] انظر عن (المظفّر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 373
رقم 564، والمختصر المحتاج إليه 3/ 193 رقم 1208.
[3] انظر عن (نجيب بن فارس) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 352 رقم
527.
(42/272)
- حرف الهاء-
339- هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد ابن الوزير أَبِي
المعالي هبة اللَّه بْن أَبِي سعْد بْن المطَّلِب [1] .
سمع: أَبَا [2] القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
وحدَّث. وله شِعرٌ وخطّ منسوب.
يُكَنَّى أَبَا المعالي.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
وكان صاحب مِزَاح ونوادر، يلقّب بالجرذ.
- حرف الواو-
340- وهب بن محمد بن وهب [3] .
أبو الفتح الحربي، المعروف بابن الضّبيع.
روى عن: أبي الحسين بن أبي يعلى، وأبي البركات الأنماطيّ.
وتوفّي في صفر.
روى عنه: الدّبيثيّ.
وأجاز لابن أبي الخير.
- حرف الياء-
341- يحيى بْن عليّ بْن يحيى بن محمد بن بذال [4] .
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 358
رقم 538، والمختصر المحتاج إليه 3/ 221 رقم 1284.
[2] في الأصل: «أبي» .
[3] انظر عن (وهب بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 345 رقم
517، والمختصر المحتاج إليه 3/ 218 رقم 1273، والمشتبه 2/ 414،
وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 54، وتوضيح المشتبه 5/ 455.
[4] انظر عن (يحيى بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 347، 348
رقم 521، والمختصر المحتاج إليه 3/ 246 رقم 1354.
(42/273)
أبو منصور بن النّفيس الحريميّ.
حدّث عن: القاضي أبي بكر، وأبي منصور القزاز.
وكان رجلا صالحا. وهو أخو أحمد والمبارك.
روى عنه: الدبيثي، وابن خليل.
وتوفي في ربيع الأوّل.
342- يحيى بْن أَبِي القاسم الْمُبَارَك بْن عليّ بْن هَرْثمة [1]
.
أبو الفتح الْبَغْدَادِيّ، الكرْخيّ، العدل، البيّع.
سَمِعَ من: سَعِيد بن البَنَّاء، وأبي الوقت، وجماعة.
وهو من كَرْخ بغداد.
ولهم كَرْخ باجُدّا، وكَرْخ جُدّان، وكَرْخ سامرّا، وقيل إن هَذِهِ
الثلاثة كرْخ واحد، وكَرْخ البصرة قرية، وكَرْخ عَبَرْتا، وكَرْخ
الرَّقَّة، وكَرْخ خوزستان، وكَرْخ مِيسان.
ذكرهم زكيّ الدّين عَبْد العظيم.
وفيها كان مولد: القاضي محيي الدِّين يحيى ابْن قاضي القُضاة محيي
الدين مُحَمَّد بْن عليّ بْن الزّكيّ.
والعَدْل عليّ بْن أَبِي طَالِب المُوسَويّ، ويعقوب بْن نصر اللَّه
ابن سَنِيّ الدّولة، والكمال إبراهيم بن أحمد بْن فارس التّميميّ
المعرّيّ، والجمال مُحَمَّد بْن شبل النّشّابيّ، مصريّ.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
374 رقم 567.
(42/274)
سنة سبع وتسعين
وخمسمائة
- حرف الألف-
343- أَحْمَد بْن صالح بْن طاهر [1] .
أبو العبّاس المُضَرِيّ، الْبَغْدَادِيّ، الأَزَجيّ، الوكيل.
وُلِد سنة عشرين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي عَبْد اللَّه السّلّال، ومحمد بْن أَحْمَد بْن
صَرْما، وعبد الباقي بْن أَحْمَد النَّرْسِيّ، وعليّ بْن الصّبّاغ.
وأضرّ فِي آخر عمره.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، وغيرهما.
وهو مستفاد مع أَحْمَد بْن صالح المصريّ شيخ الْبُخَارِيّ.
تُوُفّي فِي رابع عشر المحرَّم.
وروى عَنْهُ ابن النّجّار، وقال: طلب الحديث بنفسه. وقرأ على
المشايخ، وكتب بخطّه. وكان صدوقا.
أَنَا الشّريف أَحْمَد بْن صالح، قال: أَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد
بْن أَبِي عُثْمَان الدّقاق، أَنَا هناد النَّسَفيّ.
344- أَحْمَد بْن عليّ بن سعيد [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن صالح) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 378 رقم
574، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 187، والمختصر المحتاج
إليه 2/ 184، 185، والمشتبه 2/ 595، وتوضيح المشتبه 8/ 184.
[2] انظر عن (أحمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 385 رقم
591.
(42/275)
أبو العبّاس الخُوزيّ، الصُّوفيّ، نزيل
واسط.
شيخ معمّر، ولد سنة خمسمائة. وقال مرة: سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
سمع من: أَبِي عليّ الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الفارقيّ، وقاضي
المَرِستان أَبِي بَكْر، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ، وجماعة.
وكان شيخا صالحا.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
وتُوُفّي بواسط فِي جُمادى الآخرة، ولو سمع على مقتضى سنّة لكان
أسند أَهْل العصر، وهو من خُوزِستان ويقال بها بلاد الخوز، وهي بين
فارس والبصرة.
345- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مَنْكير [1] .
الحَرْبيّ، الخبّاز.
روى عن: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف، وإسماعيل بْن
السَّمَرْقَنْديّ.
ومَنْكير بفتح أوّله.
سمع منه: أَحْمَد بْن سلمان السُّكّر.
وحدَّث عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وغيره.
وآخر مَن روى عَنْهُ بالإجازة: الفخر عليّ.
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
346- أَحْمَد بْن أَبِي عِيسَى مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعمان بْن عَبْد
السّلام [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 388 رقم
597، والمختصر المحتاج إليه 1/ 209.
[2] انظر عن (أحمد بن أبي عيسى) في: التقييد لابن نقطة 180، 181
رقم 201، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 404 رقم 626، والعبر 4/ 297،
ودول الإسلام 2/ 79، والإعلام بوفيات الأعلام 246، وتذكرة الحفاظ
4/ 1340، وسير أعلام النبلاء 21/ 362، 363
(42/276)
القاضي العدل أبو المكارم التَّيْميّ
الأصبهاني الشُّرُوطيّ اللّبّان، مُسْنِد أصبهان.
وُلِد فِي صفر سنة سبع وخمسمائة. وهو مَن تَيْم اللَّه بْن
ثَعْلَبَة.
وقال مرَّة: وُلِدتُ سنة ستٍّ. وقال الضّياء الحافظ: رأيته في موضع
سنة أربع وخمسمائة.
قلت: ونقلت نَسَبَه من خطّه. وكان مُكثِرًا عن أَبِي عليّ الحدّاد،
وهو آخر من سمع منه [1] ، كما أنّ الصَّيْدلانيّ آخر من حَضَر
عليه.
وتفرَّد أيضا بإجازة عَبْد الغفّار الشّيروييّ.
روى عَنْهُ: أبو الفتح مُحَمَّد، وأبو مُوسَى عَبْد اللَّه ابنا
الحافظ عَبْد الغنيّ، وإسماعيل بْن ظَفَر، ويوسف بْن خليل، وأبو
رشيد الغزّال، وطائفة.
وبالإجازة: ابن أَبِي اليُسْر، وأحمد بْن أَبِي الخَيْر، والفخر
عليّ بْن الْبُخَارِيّ، وآخرون.
تُوُفّي فِي السّابع والعشرين من ذي الحجّة بأصبهان بعد الكرّانيّ.
347- أحمد بْن أَبِي القاسم هبة اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد
بْن عَبْد القادر بْن مُحَمَّد [2] .
أبو الرِّضا الهاشميّ، الْبَغْدَادِيّ، المعروف بابن المكشوط.
__________
[ () ] رقم 189، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1936،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، وذيل التقييد 1/ 399 رقم 780،
والنجوم الزاهرة 6/ 179، وشذرات الذهب 4/ 329.
[1] وذكر القاضي عز الدين ابن جماعة أنه رأى بخط من يثق به من
حفّاظ عصره قال: رأيت بخط محمد بن محمد بن عنان أن الحافظ أبا
العباس الظاهري أخبره، أن الحافظ بدر الدين التبريزي روى جميع
الكتاب عن اللبّان، بسماعه للجميع من الحدّاد، والله أعلم.
(ذيل التقييد) .
[2] انظر عن (أحمد بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 381
رقم 582، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 235، 236، والجامع
المختصر 9/ 74، والمختصر المحتاج إليه 1/ 223.
(42/277)
قال الدُّبيثيّ: لم يحدِّث ولا ظهر سماعه
إلّا بعد موته، سمع: أَبَا غالب بْن البنّاء. وأجاز لي.
قلت: بل سمع منه ابن خليل، وحدَّث عَنْهُ.
وتوفي في صفر.
قال ابن النجار: كان فقيها مجاورا، مقرّه بجامع ابن المطَّلِب. سمع
كتاب «الزّهد» لابن المبارك من ابن البنّاء، وحدَّث به.
سمعه منه جماعة. كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقا ساكنا.
قال: وتُوُفّي فِي المحرَّم.
348- إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم [1] .
أَبُو إِسْحَاق، ناظر نهر المُلْك ببغداد.
كان ديّنا متزهّدا، يلبس القطن ويعدِل، ويحسن السِّيرة.
أمر الخليفة بصلْبه فصُلب وحزِن عليه النّاس، وكان شيخا مهيبا
جليلا، و [حضر] [2] واقعة عَبْد الرشيد المذكور فِي سنة ستٍّ
وثمانين.
349- إِبْرَاهِيم بْن شمس الدّين مُحَمَّد بْن عَبْد الملك [3] .
الأمير عزّ الدّين ابن المقدّم الّذي قُتِلَ أَبُوهُ بَعَرَفات.
من كبار الأمراء. وهو صاحب قلعة بارين، ومَنْبج، وغير ذلك.
وكان شجاعا عاقلا.
تُوُفّي بدمشق، ودُفِن بتربته بباب الفراديس.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم) في: مرآة الزمان ج 8 ق
2/ 480، وذيل الروضتين 20.
[2] في الأصل بياض.
[3] انظر عن (إبراهيم بن شمس الدين محمد) في: زبدة الحلب 3/ 148،
ومفرّج الكروب 3/ 120، وذيل الروضتين 20، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/
480، والمختصر في أخبار البشر 3/ 99، وتاريخ ابن الوردي 2/ 117،
والوافي بالوفيات 6/ 2576، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 198، 209،
وشفاء القلوب 210، وتاريخ ابن سباط 1/ 231.
(42/278)
350- إِبْرَاهِيم بْن مُزَيْيل بْن نصر [1]
.
الفقيه أبو إِسْحَاق المخزوميّ، الشّافعيّ، المصريّ، الضّرير.
سمع من: أَبِي عَمْرو عُثْمَان بْن إِسْمَاعِيل الشّارعيّ.
وأجاز له عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن فتحون رواية كتاب
«الموطّأ» .
وقد سمع منه: الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بْن قاسم الزّيّات، ومات قبله
بعشرين سنة. وقد درّس بالمدرسة المعروفة به بمصر مدّة. وتفقّه عليه
جماعة.
وعاش ثمانين سنة وشهرين، وتُوُفّي يوم عَرَفة، رحمه اللَّه تعالى.
351- إقبال بْن عَبْد اللَّه [2] .
أبو الخير.
صالح مجاور بمكَّة.
حدَّث عن: أَبِي الوقت.
وتُوُفّي فِي رمضان.
- حرف التاء-
352- تَمَام بِنْت الْحُسَيْن بْن قَنَان [3] .
الأنباريَّة الواعظة، ويُقال لها بدر التّمام.
حدَّثت عن: هبة اللَّه بْن الطّبر الحريريّ.
وأجازت للفخر عليّ بْن الْبُخَارِيّ، وغيره.
وسمع منها: الحافظ الضّياء، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن مزيبل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 403
رقم 624، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 146 ب، والمقفى
الكبير للمقريزي 1/ 320 رقم 381، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة
161.
[2] انظر عن (إقبال بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 400
رقم 616، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 275، والعقد الثمين
2/ ورقة 66.
[3] انظر عن (تمام بنت الحسين) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 67، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 404 رقم 627،
والمشتبه 1/ 117، وتوضيح المشتبه 2/ 63.
(42/279)
توفّيت فِي ذي الحجَّة.
353- تميم بْن أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن كَرَم بْن غالب
[1] .
أبو القاسم البَنْدَنِيجيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الأَزَجيّ،
المفيد.
ولد سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
وسمع الكثير من: أَبِي بَكْر بْن الزّاغونيّ، وأبي الوقت السجْزيّ،
وأبي محمد بن المادح، وهبة اللَّه بْن الشّبليّ، والشّيخ عَبْد
القادر، وابن البَطِر [2] ، وخلق كثير.
وكتب بخطّه الكثير لنفسه وللنّاس. وأفاد أهل بغداد والغرباء. وكان
ذا عناية بأسماء الشّيوخ وبمسموعاتهم ووَفَيَاتهم. وله فيهم فَهْم
حَسَن [3] .
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، والتّقِيّ اليلدانيّ، وجماعة.
وتوفّي في ثالث جمادى الآخرة.
__________
[1] انظر عن (تميم بن أبي بكر) في: التقييد لابن نقطة 222، 223 رقم
226، وإكمال الإكمال، له (الظاهرية) ورقة 40، وذيل تاريخ بغداد
لابن الدبيثي 15/ 151، وميزان الاعتدال 1/ 359، 360، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 311، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة، والوافي
بالوفيات 10/ 410 رقم 4916، والجامع المختصر 9/ 57، 58، والعبر 4/
297، والمختصر المحتاج إليه 1/ 267، والذيل على طبقات الحنابلة 1/
399، ولسان الميزان 2/ 71، 72، والنجوم الزاهرة 6/ 180، وشذرات
الذهب 4/ 329.
[2] في الأصل: «ابن البطي» .
[3] وقال ابن النجار: سمعت معه وبإفادته كثيرا، وسمعت منه جزءا
واحدا اتفاقا. وكان متساهلا في الرواية، ينقل السماعات من حفظه على
الفروع من غير مقابلة بالأصول، رأيت منه ذلك مرارا، وأذكره مرة
وأنا واقف معه وقد أتاه بعض الطلبة بجزء فأراه إياه وسأله: هل هو
مسموع في ذلك الوقت أم لا؟ فقال له: هو سماع فلان بن فلان. وتقدّم
إلى دكّان خبّاز. وأخذ منه دواة وقلما ونقل له على ذلك الجزء وكان
صحيفة سماع ذلك الشيخ من حفظه، ودفعه إليه وقال: اذهب فاسمعه.
فأخذه ذلك الطالب ومضى. واشتهر ذلك منه، فامتنع جماعة من حفّاظ
الحديث من السماع بنقله.
(42/280)
- حرف الجيم-
354- جَعْفَر بْن القاضي السّعيد أَبِي الْحَسَن عليّ بْن عُثْمَان
[1] .
القاضي الأمجد، أبو الفضائل القُرَشيّ، المخزوميّ، المصريّ،
الشّافعيّ.
وُلِد سنة اثنتين وخمسين.
وسمع من: مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحمن المسعوديّ، والبُوصِيريّ.
وأجاز له خطيب الموصل أبو الفضل، وجماعة.
وتُوُفّي فِي رمضان، وهو من بيت رئاسة وتقدَّم رحمه اللَّه تعالى.
- حرف الحاء-
355- الحسن بن عليّ [2] .
أبو عليّ الْبَغْدَادِيّ، الْمُقْرِئ، الضّرير.
قرأ بالروايات الكثيرة على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي.
وأقرأ النّاسَ، وكان طيّب الصَّوْت.
356- الْحَسَن المنعوت بالظّهير الفارسيّ [3] .
الفقيه [4] .
__________
[1] انظر عن (جعفر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 395 رقم
609.
[2] انظر عن (الحسن بن علي) في: معجم البلدان 2/ 566، 567، ومرآة
الزمان ج 8 ق 2/ 480، 481، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 398، 399 رقم
611، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 12، والجامع المختصر 9/
68، والمختصر المحتاج إليه 2/ 20 رقم 584، ونكت الهميان 138، 139.
[3] انظر عن (الحسن الفارسيّ) في: معجم الأدباء 8/ 100- 108، وتاج
التراجم لابن قطلوبغا 23، والجواهر المضيّة 2/ 52، 53 رقم 444،
وحسن المحاضرة 1/ 314، وبغية الوعاة 1/ 502، 503، والطبقات السنية،
رقم 681، وكشف الظنون 1/ 33، 132، 460، 486، 600، وروضات الجنات 3/
92، 93، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 255، ومعجم المؤلفين 3/ 222.
[4] وكان فقيها حنفيا. قال ابن النجار: ذكر لي عبد الرحمن بن عمر
بن الغزّالي أنه قدم عليهم
(42/281)
تُوُفّي بمصر كهْلًا، رحمه اللَّه.
- حرف الخاء-
357- خطّاب بْن مَنْصُور [1] .
أبو عَبْد اللَّه الْبَغْدَادِيّ الدّحروج.
روى عن: أَبِي الوقت، وغيره.
358- خديجة بِنْت الحافظ معمر بْن الفاخر.
الإصبهانيَّة.
ورّخها الضّياء.
359- الخليل بْن عَبْد الغفّار بْن يوسف [2] .
السُّهْرَوَرْدِيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ.
وُلِد سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة.
وصحِب الشّيخ أَبَا النّجيب.
وسمع من: ابن البطّيّ، وغيره.
وحدّث بأناشيد.
__________
[ () ] بغداد حاجّا بعيد التسعين وخمسمائة، وأنه كتب عنه شيئا من
شعره. قال: وكان عالما بالأدب واللغة والشعر، وله تصانيف في ذلك.
ثم قال ابن النجار إنه كان عالما بالتفسير، والقراءات، والمعاني،
والفقه، والخلاف، والأصول، والكلام، والمنطق، والحساب، وعلم
الهيئة، والطب، مبرّزا في اللغة، والنحو، والعروض، راوية لأشعار
العرب وأيامها، وأخبار ملوكها العرب والعجم.
(الجواهر المضية) .
[1] انظر عن (خطّاب بن منصور) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 384
رقم 589، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 844.
[2] انظر عن (الخليل بن عبد الغفار) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
379، 380 رقم 578، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 42، 43،
والوافي بالوفيات 13/ 395 رقم 496.
(42/282)
- حرف الزاي-
360- زينب بِنْت أَبِي الطاهر إِسْمَاعِيل بْن مكّي بْن عوف،
الزُّهْريّ، المالكيّ، الإسكندريّ [1] .
أمّ مُحَمَّد.
وُلِدت سنة ثمانٍ وعشرين.
وأجاز لها: الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك الخلّال، وعبد الجبّار بْن
مُحَمَّد الحواريّ، وسعيد بْن أَبِي الرجاء الصَّيْرَفيّ، وطائفة.
وحدَّثت.
- حرف السين-
361- سَعِيد بْن أَبِي أسعد [2] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد.
أبو مَنْصُور البلديّ الحطّابيّ، الكاتب.
تُوُفّي شابّا. وكان لديه فضيلة.
362- سَقْمان [3] .
الأمير قُطْب الدّين أبو سَعِيد بْن مُحَمَّد، صاحب آمِد.
سقط من جَوْسقٍ له فمات فِي هَذِهِ السّنة.
- حرف الصاد-
363- صَدَقَة ابن الوزير أَبِي الرضا محمد بن أحمد بن صدقة [4] .
__________
[1] انظر عن (زينب بنت إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 406
رقم 632.
[2] في الأصل: «سعيد بن أبي سعيد» ، والتصحيح من: التكملة لوفيات
النقلة 1/ 380 رقم 580، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 66،
67.
[3] انظر عن (سقمان) في: الكامل في التاريخ 12/ 170، والروضتين 2/
240، والمختصر في أخبار البشر 3/ 101، والدرّ المطلوب 151، والجامع
المختصر 9/ 53، وتاريخ ابن الوردي 2/ 118، والعسجد المسبوك 265،
والوافي بالوفيات 15/ 287 رقم 407، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/
209.
[4] انظر عن (صدقة بن محمد) في: مختصر التاريخ لابن الكازروني 249،
وخلاصة الذهب
(42/283)
ظهير الدّين أبو الفتح.
وُليّ نيابة الوزارة ببغداد.
وكان صدرا معظّما.
وأبوه الوزير جلال الدّين قد وَزَرَ للراشد باللَّه.
تُوُفّي الظّهير فِي حادي عشر رجب.
- حرف الظاء-
364- ظافر بْن الْحُسَيْن [1] .
أبو المنصور الأزْديّ، الإسكندرانيّ، ثُمَّ المصريّ، الفقيه
المالكيّ.
تفقَّه بالثَّغر عَلَى العلّامة أَبِي طَالِب صالح بْن إِسْمَاعِيل
ابن بِنْت مُعَافى [2] .
وتولّى بمصر تدريس المدرسة المجاورة لجامع مصر العتيق مدَّةً
طويلة.
وتخرَّج به جماعة من الشّافعية والمالكيَّة. وانتفع به خلْق كثير.
وكان يُشْغِل أكثر النّهار. وكان من كبار العلماء فِي عصره، رحمه
اللَّه.
تُوُفّي بمصر حادي عشر جُمادى الآخرة.
- حرف العين-
365- عَبْد اللَّه ابن الوزير الكبير أَبِي الفرج مُحَمَّد بْن
عَبْد اللَّه بْن هبة اللَّه بْن المظفر ابْن رئيس الرؤساء أَبِي
القاسم عليّ ابن المسلمة [3] .
أبو الحسن.
__________
[ () ] المسبوك للإربلي 283.
[1] انظر عن (ظافر بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 387،
388 رقم 595، والعبر 4/ 297، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون
ترجمة، وحسن المحاضرة 1/ 214، وشذرات الذهب 4/ 229، ونيل الابتهاج
للتنبكتي 130.
[2] في الأصل: «معافا» .
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 381،
382 رقم 583، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 104، 105،
والجامع المختصر 9/ 56.
(42/284)
سمع من: يحيى بن ثابت البقّال.
وناب عن والده فِي الوزارة. ولم يخدم بعد أَبِيهِ فِي شيء. ولزِم
طريقة التصوُّف.
ومات وله دون أربعين سنة أو أكثر.
366- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى [1] .
الْإِمَام أبو مُحَمَّد التّادليّ الفاسيّ.
ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وروى بالإجازة عَن: أَبِي مُحَمَّد بْن عَتّاب، وأبي بحر بْن
العاص.
وسمع من: القاضي عِياض.
وكان فقيها أديبا، متفنِّنًا، شاعرا. بطلا شجاعا، من علماء فاس.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله الحضرمي، وأبو محمد بن حوط الله، وأبو
الربيع بن سالم، وعدّة.
وكاد أن ينفرد عن ابن عتّاب.
قال ابن فَرْتُون: اختلّ ذِهنه من الكِبَر.
367- عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر الْمُبَارَك بن هبة اللَّه [2]
.
أبو مُحَمَّد ابن الطّويلة الدَّارَقَزّيّ.
سمع: ابن الحُصَيْن، وأبا القاسم بْن الطّبر، وأبا المواهب بْن
ملوك، والقاضي أَبَا بَكْر، وجماعة.
والطّويلة لَقَبٌ لجدّه هبة اللَّه بْن مُحَمَّد.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، واليّلْدانيّ، وابن
عبد الدّائم، والنّجيب عبد اللّطيف، وغيرهم.
__________
[1] سيعاد في وفيات سنة 599 هـ. برقم (509) .
[2] انظر عن (عبد الله بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
393 رقم 607، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 107، والعبر 4/
297، والمختصر المحتاج إليه 2/ 167 رقم 805، وسير أعلام النبلاء
21/ 311 دون ترجمة، وشذرات الذهب 4/ 229.
(42/285)
وآخر من رَوى عَنْهُ بالإجازة الفخر بْن
البخاريّ.
تُوُفّي فِي تاسع رمضان. ويُعرف بابن الأخرس أيضا.
368- عَبْد الجبّار بْن أَبِي الفضل بْن الفَرَج بْن حَمْزَة [1] .
الأَزَجيّ، الحُصْري، الْمُقْرِئ، الرجل الصّالح.
قرأ القراءات على أَبِي الكَرَم الشَّهْرَزُورِيّ.
وسمع من: أَبِي الوقت، وابن ناصر، وأبي بَكْر الزّاغونيّ، وجماعة.
وأقرأ القرآن مدَّةً ببغداد، والموصل.
وتُوُفّي فِي سابع محرَّم شهيدا، سقط عليه جُرْفٌ بقرب تكريت
وعجزوا عن كشْفه فكان قبره رحمه اللَّه.
369- عَبْد الحميد بْن عَبْد اللَّه بْن أسامة بن أَحْمَد [2] .
أبو عليّ الهاشميّ، العَلَويّ، الحُسَيْنيّ الزَّيْديّ، الشّريف
النّقيب.
عاش خمسا وسبعين سنة.
وكان إماما فِي الأنساب [3] . واشتغل على ابن الخشّاب النَّحْويّ.
ووُلّي أَبُوهُ وجدُّه النّقابة.
370- عَبْد الرَّحْمَن ابن قاضي القضاة عبد الواحد [4] بن أحمد.
الثقفي، الكوفيّ، القاضي أبو مُحَمَّد. قاضي نهر عِيسَى.
روى عن: أبي الوقت، وغيره.
__________
[1] انظر عن (عبد الجبار بن أبي الفضل) في: التكملة لوفيات النقلة
1/ 377 رقم 572، والوافي بالوفيات 18/ 39 رقم 37، وتاريخ ابن
الدبيثي (باريس 5922) ورقة 151.
[2] انظر عن (عبد الحميد بن عبد الله) في: الوافي بالوفيات 18/ 72،
73 رقم 74.
[3] قال ياقوت: حدّث النقيب شرف الدين يحيى بن أبي زيد نقيب
البصرة، أنه لم يكن تحت السماء أحد أعرف من ابن التقيّ بالأنساب،
وكان يحدّث عن معرفته بالعجائب، وكان مع ذلك عارفا بالطب والنجوم
وعلوم كثيرة من الفقه والشعر وغيره.
[4] في الأصل: «عبد الرحمن ابن قاضي القضاة عبد الوهاب» ، والتصحيح
من: التكملة لوفيات النقلة 1/ 378، 379 رقم 575، وتاريخ ابن
الدبيثي (باريس 5922) ورقة 120، والجامع المختصر 9/ 56، والطبقات
السنية 2/ ورقة 433.
(42/286)
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
371- عَبْد الرَّحمن بْن علي [1] بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمّادَى بْن أَحْمَد
بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم بْن النَّصر
بْن القاسم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ
الصِّدِّيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قُحَافة.
الحافظ العلّامة جمال الدّين أبو الفَرَج ابن الْجَوْزيّ،
القُرَشيّ، التُّيْمِيّ البكْريّ، الْبَغْدَادِيّ، الحنبليّ،
الواعظ، صاحب التّصانيف المشهورة في أنواع
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن علي) في: مشيخة النعّال 140- 142،
ورحلة ابن جبير 196- 200، والكامل في التاريخ 12/ 171، والتقييد
لابن نقطة 343، 344 رقم 422، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 481- 502،
والروضتين 2/ 245، وذيل الروضتين 21- 25، والتاريخ المظفّري لابن
أبي الدم (مخطوط) ورقة 329، ومشيخة قاضي القضاة ابن قدامة 1/ 91،
92، وآثار البلاء وأخبار العباد 316 و 320، والمختصر في أخبار
البشر 3/ 101، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 394، 395 رقم 608، ووفيات
الأعيان 3/ 140- 142 رقم 370، والدرّ المطلوب 150، 151، والجامع
المختصر 9/ 67، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، وسير أعلام
النبلاء 21/ 365- 384 رقم 192، والعبر 4/ 297، والمعين في طبقات
المحدّثين 182 رقم 1941، والمختصر المحتاج إليه 3/ 205- 208،
وتذكرة الحفاظ 4/ 1342، 1348، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 399- 433،
والوافي بالوفيات 18/ 186- 194 رقم 235، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق
2/ 210- 220، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 155، 156 رقم 110،
والوفيات لابن قنفذ 301 رقم 599، وفيه وفياته سنة 599 هـ.، وتاريخ
الخميس 2/ 410، ومرآة الجنان 3/ 489- 492، وغاية النهاية 1/ 375
رقم 1592، والعسجد المسبوك 268، وعقد الجمان 17/ ورقة 261- 260،
والتاج المكلّل للقنوجي 64- 74، والنجوم الزاهرة 6/ 174، وتاريخ
ابن سباط 1/ 234، وطبقات المفسرين للسيوطي 17، وطبقات المفسرين
للداوديّ 1/ 270، وتاريخ الخلفاء 457، وشذرات الذهب 4/ 329- 331،
وروضات الجنات 426- 429، وكشف الظنون (في مواضع كثيرة) ، وهدية
العارفين 1/ 520- 523، ومفتاح السعادة 1/ 207، 208، والرسالة
المستطرفة 45، ومعجم المؤلفين 5/ 157، 158، وتاريخ علماء
المستنصرية لناجي معروف 1/ 143- 146، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين
109 رقم 1063، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 125، وآداب اللغة
العربية 3/ 101، والأعلام 4/ 89، وانظر: مشيخة ابن الجوزي بتحقيق
محمد محفوظ- طبعة دار الغرب الإسلامي، بيروت 1980.
(42/287)
العلوم من التّفسير، والحديث، والفقه،
والوعْظ، والزُّهْد، والتّاريخ، والطّبّ، وغير ذلك.
وُلِد تقريبا سنة ثمان [1] أو سنة عشر وخمسمائة، وعُرِف جدُّهم
بالجوْزيّ لجوزةٍ فِي وسط داره بواسط، ولم يكن بواسط جَوْزة سواها.
وأوَّل سماعه سنة ستّ عشرة وخمسمائة. وسمع بعد ذلك في سنة عشرين
وخمسمائة وبعدها.
فسمع من: ابن الحصين، وعليّ بْن عَبْد الواحد الدِّينَوَرِيّ،
والحسين بْن مُحَمَّد البارع، وأبي السّعادات أَحْمَد بْن أَحْمَد
المتوكّليّ، وأبي سعْد إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وأبي
الْحَسَن عليّ بْن الزّاغونيّ الفقيه، وأبي غالب بن البنّاء، وأخيه
يحيى، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المَزْرَفيّ، وهبة الله
بْن الطّبر، وقاضي المَرِسْتان، وأبي غالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن
الماوَرْديّ، وخطيب أصبهان أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد
الرّاوي عن ابن شمَّة، وأبي السُّعود أحمد بن المجلي، وأبي منصور
عبد الرحمن بن محمد القزّاز، وعليّ بن أحمد بن الموحّد، وأبي
القاسم بن السّمرقنديّ، وابن ناصر، وأبي الوقت.
وخرّج لنفسه مشيخة عن سبعةٍ وثمانين نفْسًا. وكتب بخطّه ما لا
يوصف. ووعظ وهو صغير جدّا.
قرأ الوعظ على الشّريف أَبِي القاسم عليّ بْن يَعْلى بْن عِوَض
العَلَويّ الهَرَويّ، وأبي الْحَسَن بْن الزّاغونيّ.
وتفقَّه عَلَى أَبِي بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الدِّينَوَرِيّ.
وتخرَّج فِي الحديث بابن ناصر.
وقرأ الأدب على أَبِي منصور موهوب ابن الجواليقيّ.
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 21/ 336: «ولد سنة تسع» .
(42/288)
روى عَنْهُ: ابنه محيي الدّين يوسف،
وسِبْطه شمس الدّين يوسف الواعظ، والحافظ عَبْد الغنيّ، والشّيخ
الموفّق، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، والضّياء مُحَمَّد، وابن خليل،
والدُّبيثيّ، وابن النجار، واليَلْدانيّ، والزَّيْن بْن عَبْد
الدّائم، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وخلْق سواهم.
وبالإجازة: الشّيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وأحمد بْن أَبِي
الخير، والعزّ عَبْد الْعَزِيز بْن الصَّيْقل، وقُطْب الدّين أحمد
بن عبد السّلام العصرونيّ، وتقيّ الدّين إسماعيل بن أبي اليسر،
والخضر بن عبد الله بن حمّويه، والفخر عليّ بن البخاريّ.
وكان الّذي حرص على تسميعه وأفاده الحافظ ابن ناصر.
وقرأ القرآن على أبي محمد سبط الخيّاط.
وكان فريد عصره في الوعظ. وهو آخر من حدّث عن الدّينوريّ
والمتوكّلي.
ومن تصانيفه [1] :
كتاب «المغني» فِي عِلم القرآن، كتاب «زاد المسير فِي علم
التّفسير» ، و «تذكرة الأريب فِي شرح الغريب» ، «نزهة النّواظر فِي
الوجوه والنّظائر» ، مجلّد، كتاب «عيون علوم القرآن» ، «فنون
الأفنان» ، مجلّد، كتاب «النّاسخ والمنسوخ» ، كتاب «منهاج الوصول
إِلَى علم الأُصُول» ، كتاب «نفْي التّشبيه» ، كتاب «جامع
المسانيد» ، فِي سبع مجلْدات، كتاب «الحدائق» ، مجلّدان، كتاب «نفي
النّقْل» ، كتاب «الْمُجْتَبَى» ، كتاب «النّزهة» ، كتاب «عيون
__________
[1] وضع الأستاذ عبد الحميد العلوجي كتابا سمّاه «مؤلّفات ابن
الجوزي» طبع في بغداد 1965، واستدرك عليه الدكتور محمد باقر علوان
بمقال عنوانه: «المستدرك على مؤلفات ابن الجوزي» نشر في مجلّة مجمع
اللغة العربية بدمشق، رقم 47 لسنة 1972- ص 304- 324، وفي مجلّة
المورد العراقية، العدد 1 لسنة 1971 ص 181- 190، ونشرت الأستاذة
ناجية عبد الله إبراهيم رسالة بعنوان «ابن الجوزي- فهرست كتبه» في
مجلّة المجمع العلمي العراقي، العدد 31 لسنة 1980- ص 193- 220.
(42/289)
الحكايات» ، مجلّدان، كتاب «التّحقيق فِي
أحاديث التّعليق» ، مجلّدان، كتاب «كشف مشكل الصّحيحين» ، أربع
مجلّدات، كتاب «الموضوعات» ، كتاب «الأحاديث الرائقة» ، كتاب
«الضُّعفاء» ، كتاب «تلقيح فهوم أَهْل الأثر فِي عيون التّواريخ
والسِّيَر» ، كتاب «المنتظم فِي أخبار الملوك والأمم» ، كتاب «شذور
العقود فِي تاريخ العهود» ، كتاب «مناقب بغداد» ، كتاب «المُذْهَب
فِي المَذْهب» ، كتاب «الإنتصار فِي مسائل الخلاف» ، كتاب
«الدّلائل فِي مشهور المسائل» ، مجلّدان، كتاب «اليواقيت فِي
الخُطَب الوعْظيَّة» ، كتاب «المنتَخَب» ، كتاب «نسيم السَّحَر» ،
كتاب «لُباب زين القَصَص» ، كتاب «المدهش» ، كتاب «صفة الصَّفْوة»
، كتاب «مُثِير العزم السّاكن إِلَى أشرف الأماكن» ، كتاب
«المُقْعِد المقيم» ، كتاب «تبصرة المبتدئ» ، كتاب «تحفة الواعظ» ،
كتاب «ذمّ الهوى» ، كتاب «تلبيس إبليس» ، مجلّدان، كتاب «صيد
الخاطر» ، ثلاث مجلّدات، كتاب «الأذكياء» ، كتاب «الحمقى
والمغفّلين» ، كتاب «المنافع فِي الطّبّ» ، كتاب «الشَّيْب
والخِضاب» ، كتاب «روضة النّاقل» ، كتاب «تقويم اللّسان» ، كتاب
«منهاج الإصابة فِي محبَّة الصّحابة» ، كتاب «صَبا نَجْد» ، كتاب
«المزعج» ، كتاب «الملهب» ، كتاب «المطرب» ، كتاب «مُنْتَهَى
المُشْتَهَى» ، كتاب «فنون الألباب» ، كتاب «الظُّرَفاء
والمتحابّين» ، كتاب «تقريب الطّريق الأبعد فِي فضل مقبرة أَحْمَد»
، كتاب «النّور فِي فضائل الأيّام والشُّهور» ، كتاب «العِلَل
المتناهية فِي الأحاديث الواهية» ، مجلّدان، كتاب «أسباب البداية
لأرباب الهداية» ، مجلّدان، كتاب «سَلْوة الأحزان» ، كتاب «ياقوتة
المواعظ» ، كتاب «منهاج القاصدين» ، مجلّدان، كتاب «اللّطائف» ،
كتاب «واسطات العقود» ، كتاب «الخواتيم» ، كتاب «المجالس
اليُوسُفيَّة» ، كتاب «المحادثة» ، كتاب «إيقاظ الوَسْنان» ، كتاب
«نسيم الرياض» ، كتاب «الثّبات عند الممات» ، كتاب «ألوفا بفضائل
المصطفى» ، كتاب «مناقب أَبِي بَكْر» ، كتاب «المَعَاد» ، كتاب
«مناقب عُمَر» ، كتاب «مناقب عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز» ، كتاب
«مناقب سَعِيد بْن المسيّب» ، كتاب «مناقب الحَسَن البصْريّ» ،
كتاب «مناقب إِبْرَاهِيم بْن أدهم» ، كتاب «مناقب الفضيل» ، كتاب
(42/290)
«مناقب أَحْمَد» ، كتاب «مناقب الشّافعي» ،
كتاب «مناقب معروف» ، كتاب «مناقب الثّوريّ» ، كتاب «مناقب بِشْر»
، كتاب «مناقب رابعة» ، كتاب «العُزْلة» ، كتاب «مرافق الموافق» ،
كتاب «الرياضة» ، كتاب «النّصر على مصر» ، كتاب «كان وكان» فِي
الوعظ، كتاب «خُطَب اللّئالئ فِي الحروف» ، كتاب «النّاسخ
والمنسوخ» فِي الحديث كتاب «مواسم العمر» ، وتصانيف أُخَر لا
يحضُرني ذِكرها.
وجعفر فِي أجداده هُوَ الجوزيّ، منسوبٌ إِلَى فُرْضَة من فُرَض
البصْرة يُقَالُ لها جَوْزة [1] . وفُرْضة النّهر ثُلْمتُه،
وفُرْضه البحر مَحَطُّ السُّفُن.
وتُوُفّي والد أَبِي الفَرَج أبو الحَسَن وله ثلاث سِنين، وكانت له
عمَّة صالحة. وكان أهله تجّارا فِي النُّحَاس ولهذا كتب فِي بعض
السّماعات اسمه عَبْد الرَّحْمَن الصّفّار، فلمّا ترعرع حملته
عمّته إِلَى ابن ناصر فاعتنى به.
وقد رُزق الْقَبُولَ فِي الوعظ، وحضر مجلسه الخلفاء، والوزراء
والكبار، وأقلّ ما كان يحضر مجلسه أُلُوف.
وقيل إنّه حضر مجلسه فِي بعض الأوقات مائة ألف. وهذا لا أعتقده
أَنَا، على أنّه قد قال: هُوَ ذلك [2] .
وقال غير مرَّة إنّ مجلسه حُزِر بمائة ألف.
قال سِبْطه شمس الدّين أبو المظفّر [3] : سمعته يقول على المِنْبر
فِي آخر عُمره: كتبت بإصْبعَيّ هاتين ألفَيْ مجلَّدة، وتاب على يدي
مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألف [4] يهوديّ ونصرانيّ.
قال: وكان يجلس بجامع القصر، والرُّصافة، والمنصور، وباب بدر،
__________
[1] وهذا خلاف ما قدّمه في بداية الترجمة من أنها جوزة بدارهم
بواسط.
[2] في الهامش: ث، قد شهد له بذلك الموفق عبد اللطيف.
[3] في مرآة الزمان 8 ج 482.
[4] في الأصل: «ألفا» .
(42/291)
وتربة أمّ الخليفة. وكان يختم القرآن فِي
كلّ أسبوع ولا يخرج من بيته إلّا إِلَى الجمعة أو المجلس.
ثُمَّ قال: وذكر ما وقع إليَّ من أسامي مصنّفاته كتاب «المغني» أحد
وثمانون جزءا بخطّه، إلّا إنّه لم يبيّضه ولم يشتهر، كتاب «زاد
المسير» ، أربع مجلَّدات، فذكر عامَّة ما ذكرناه، زاد عليه أيضا
أشياء منها: كتاب «درَّة الإكليل في التّاريخ» ، أربع مجلّدات،
كتاب «الفاخر فِي أيّام الْإِمَام النّاصر» ، مجلّد، كتاب «المصباح
المضيء بفضائل المستضيء» ، مجلّد، كتاب «الفجر النّوري» ، كتاب
«المجلد الصّلاحيّ» ، مجلّد، كتاب «شُذُور العقود» ، مجلّد.
قال: ومن عِلم العربية: «فضائل العرب» ، مجلّد، كتاب «الأمثال» ،
مجلّد، كتاب «تقويم اللّسان» ، جزءان، كتاب «لغة الفقه» ، جزءان،
كتاب «مُلَح الأحاديث» ، جزءان.
قال: وكتاب «المنفعة فِي المذاهب الأربعة» ، مجلّدان، كتاب «منهاج
القاصدين» ، مجلّدان، كتاب «إحكام الإشعار بأحكام الأشعار» ،
مجلَّدان، كتاب «الْمُخْتَار من الأشعار» عشر مجلّدات، كتاب
«التّبصرة في الوعظ» ثلاث مجلّدات، كتاب «المنتخب فِي الوعظ» ،
مجلَّدان، كتاب «رءوس القوارير» ، مجلّدان.
إِلَى أن قال: فمجموع تصانيفه مائتان ونيّف وخمسُون كتابا.
ومن كلامه فِي مجالس وعْظه: عقارِبُ المنايا تلْسع، وخدران جسم
الأمل يمنع الإحساس، وماء الحياة فِي إناء العُمر يرشح بالأنفاس.
وقال لبعض الوُلاة: أذكر عند القُدْرة عدلَ اللَّه فيك، وعند
العقوبة، قُدرة اللَّه عليك. وإيّاك أن تشفي غيظك بسقم دِينك.
وقال لصاحبٍ: أنت فِي أوسع العُذْر من التّأخير عنّي لثقتي بك،
وَفِي أَضْيقَه من شوقي إليك.
وقال له قائل: ما نمْت البارحةَ من شوقي إِلَى المجلس.
(42/292)
قال: لأنّك تريد أن تتفرَّج، وإنّما ينبغي
أن لا تنام اللّيلة لأجل ما سمعت.
وقال: لا تسمع ممّن يقول الجوهر والعَرْض، والاسم والمسمّى،
والتّلاوة والمَتْلُوّ. لأنّه شيء لا تُحيط به أوهام العوامّ، بل
قُلْ: آمنتُ بما جاء من عندِ اللَّه، وبما صحَّ عن رسول اللَّه.
وقام إليه رجلٌ فقال: يا سيّدي نشتهي منك تتكلّم بكلمةِ ننقلها
عنك، أيّما أفضل: أبو بَكْر أو عليّ؟
فقال له: اقعْد. فقعد ثُمَّ قام وأعاد قوله، فأجلسه، ثُمَّ قام
فقال له:
اجلس فأنت أفضل من كلّ أحد.
وسأله آخر، وكان التّشيُّع تلك المدَّة ظاهرا: أيُّما أفضل، أبو
بَكْر أو عليّ؟ فقال: أفضلهما من كَانَت ابنته تحته. ورمى بالكلمة
فِي أودية الاحتمال، ورضي كلٌّ من الشّيعة والسُّنَّة بهذا الجواب
المدهش [1] .
وقرأ بين يديه قارئان فأطربا الجمع، فأنشد:
ألا يا حماميَ بطن نُعمان هجتما ... عليّ الهوى لمّا ترنّمتما ليا
ألا أيّها القُمْريّتان تجاوبا ... بلَحْنَيْكما ثُمَّ اسجعا لي
علانيا
وقال له قائل: أيّما أفضل أسبِّح أو أستغفر؟
قال: الثّوب الوسخ أحوج إِلَى الصّابون من البخور.
وقال فِي قوله عليه السّلام: «أعمار أمّتي ما بين السّتّين إِلَى
السّبعين» [2] : إنّما طالت أعمار القُدماء لطول البادية، فلمّا
شارفَ الركبُ بلد الإقامة قيل حثّوا المطيّ.
__________
[1] آثار البلاد وأخبار العباد 320.
[2] أخرجه الترمذي (3555) ، وابن ماجة (4236) ، والخطيب في تاريخ
بغداد 6/ 397 و 12/ 42، وابن حبّان (2467) ، والحاكم في المستدرك
2/ 427، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وتمام الحديث: «وأقلّهم من يجوز
ذلك» .
(42/293)
وقال: من قنع طاب عَيْشُه، ومَن طمع طال
طَيْشُه.
قال: ووعظ الخليفة فقال: يا أمير المؤمنين، إنْ تكلّمتُ، خفت منك،
وإنّ سكتُّ، خِفْت عليك. فأنا أقدّم خوفي عليك على خوفي منك. إنّ
قول القائل اتّقِ اللَّه، خيرٌ من قول القائل أنتم أَهْل بيتٍ
مغفورٌ لكم.
وقال يوما: أَهْل البِدَع يقولون ما فِي السّماء أحد، ولا فِي
المُصْحَف قرآن، ولا فِي القبر نبيّ، ثلاث عورات لكم.
وقال فِي قوله أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ 43: 51 [1] : يفتخر
فِرْعَون بنهرٍ، ما أجراه ما أجراه.
وقال وقد طرب الجمع: فهمتم فهمتم.
قال: وقد ذكر العماد الكاتب جدّي فِي «الخريدة» ، وأنشد له هَذِهِ
الأبيات:
يَودُّ حسودي أن يرى لي زَلَّةً ... إذا ما رَأَى الزّلّات جاءت
أكاذيبُ
أردُّ على خصمي وليس بقادر ... على ردّ قولي، فهو موتٌ وتعذيبُ
تُرى أوجه الحُسّاد صُفرًا لرؤيتي ... فإنْ فُهْتُ عادت وهي سودٌ
غرابيبُ
قال: وقال أيضا:
يا صاحبي إنْ كنتَ لي أو معي ... فعُجْ إِلَى وادي الحِمى نَرْتَعِ
وَسَلْ عنِ الوادي وسُكّانِه ... وانشدْ فؤادي فِي رُبا لَعْلعِ
جِيءَ كثيب الرَّمْل رمل الحِمى ... وقِفْ وسَلِّمْ لي على المجمعِ
واسمعْ حديثا قد روته الصَّبا ... تُسْنِده عن بانِه الأجرعِ
وابْكِ فَمَا فِي العَين من فضلةٍ ... ونُبْ فَدَتك النَّفْسُ عن
مدمعي
وانزل على الشّيخ بواديهم ... واشْمِمْ عُشَيْبَ البلد البَلْقعِ
رِفقًا بنضوٍ قد براه الأَسَى ... يا عاذلي لو كان قلبي معي
لَهَفي على طِيب ليالٍ خَلَت ... عُودي تعودي مدنفا قد نعي
__________
[1] سورة الزخرف، الآية 51.
(42/294)
إذا تذكّرتُ زمانا مضى ... فَوَيْحَ
أجْفاني من أدمُعي
وقد نالتْه محنةٌ في أواخر عمره، وذلك أنّهم وَشَوْا إِلَى الخليفة
النّاصر به بأمرٍ اختُلِف فِي حقيقته، وذلك فِي الصَّيف، فبينا
هُوَ جالسٌ فِي داره فِي السِّرداب يكتب، جاءه مَن أسمعه غليظ
الكلام وشَتَمَه، وختم على كتبه وداره، وشتّت عياله. فلمّا كان فِي
أوّل اللّيل حملوه فِي سفينةٍ، وأحدروه إِلَى واسط، فأقام خمسة
أيّام ما أكل طعاما، وهو يومئذٍ ابن ثمانين سنة، فلمّا وصل إلى
واسط أُنزِل فِي دار وحُبَسِ بها، وحَصَل عليها بوّاب، فكان يخدم
نفسه ويغسل ثوبه ويطبخ، ويستقي الماءَ من البئر، فبقي كذلك خمس
سنين، ولم يدخل فيها حمّاما.
وكان من جملة أسباب القضيَّة أنّ الوزير ابن يُونُس قُبض عليه،
فتتبّع ابنُ القصّاب أصحاب ابن يُونُس.
وكان الرُّكْن عَبْد السّلام بْن عَبْد الوهّاب بْن عَبْد القادر
الْجِيليّ المتّهم بِسوء العقيدة واصلا عند ابن القصّاب، فقال له:
أَيْنَ أنتَ عن ابن الجوزيّ، فهو من أكبر أصحاب ابن يونس، وأعطاه
مدرسة جدّي وأُحرِقت كُتُبي بمشورته، وهو ناصبيّ من أولاد أَبِي
بَكْر.
وكان ابن القصّاب شيعيّا خبيثا، فكتب إِلَى الخليفة، وساعده جماعة،
ولبّسوا على الخليفة، فأمر بتسليمه إلى الرّكن عبد السّلام، فجاء
إِلَى باب الأَزَج إِلَى دار ابن الجوزيّ، ودخل وأسمعهُ غليظ
المقال كما ذكرنا.
وأُنزل فِي سفينةٍ، ونزل معه الرّكن لا غير، وعلى ابن الجوزيّ
غُلالة بلا سراويل، وعلى رأسه تخفيفة، فأُحدِر إِلَى واسط، وكان
ناظرها العميد أحد الشّيعة، فقال له الرّكن: حرسكَ اللَّه، مكِّنّي
من عدوّي لأرميه فِي المطمورة:
فعزّ على العميد وَزَبَره وقال: يا زِنديق أرميه بقولك!؟ هات خطِّ
الخليفة.
واللهِ لو كان من أَهْل مذهبي لبذلتُ روحي ومالي فِي خدمته.
فعاد الرّكن إِلَى بغداد. وكان بين ابن يُونُس الوزير وبين أولاد
الشّيخ
(42/295)
عَبْد القادر عداوةٌ قديمة، فلمّا ولي
الوزارة، ثمّ أستاذيّةالدار بدَّد شملهم، وبُعث ببعضهم إِلَى
مطامير واسط فماتوا بها، وأهين الركن بإحراق كتبه النُّجوميَّة.
وكان السّبب فِي خلاص ابن الجوزيّ أنّ ابنه محيي الدّين يوسف ترعرع
وقرأ الوعظ، وطلع صبيّا ذكيّا، فوعظ، وتكلَّمت أمُّ الخليفة فِي
خلاص ابن الجوزيّ فأُطلِق، وعاد إِلَى بغداد.
وكان يقول: قرأت بواسط مدّة مُقامي بها كلّ يومٍ ختمة، ما قرأت
فيها سورة يوسف من حُزْني على ولدي يوسف وشوقي إليه.
وكان يكتب إِلَى بغداد أشعارا كثيرة.
وذكره شيخنا ابن البُزُوريّ، فأطنب فِي وصفه، وقال: فأصبح فِي
مذهبه إماما يُشار إليه، ويُعقد الخِنْصر فِي وقته عليه، ودرّس
بمدرسة ابن الشّمحل، ودرّس بالمدرسة المنسوبة إِلَى الجهة بنفشا
المستضيئة، ودرّس بمدرسة الشّيخ عَبْد القادر. وبنى لنفسه مدرسةَ
بدرب دينار، ووقف عليها كُتُبه.
بَرَعَ فِي العلوم، وتفرَّد بالمنثور والمنظوم، وفاق على أدباء
مصره، وعلا على فُضلاء دهره. له التّصانيف العديدة.
سُئِل عن عددها فقال: زيادة على ثلاثمائة وأربعين مصنَّفًا، منها
ما هُوَ عشرون مجلّدا ومنها ما هُوَ كرّاس واحد.
ولم يترك فنّا من الفنون إلّا وله فِيهِ مُصنَّف.
كان أوحد زمانه، وما أظنّ الزّمان يسمح بِمِثْلِهِ. ومن مؤلّفاته
كتاب «المنتظم» ، وكتابنا ذَيْلٌ عليه.
قال: وكان إذا وعظ اختلس القلوب، وشُقّقت النُّفوسُ دون الجيوب.
إِلَى أن قال: تُوُفّي ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلةٍ خَلَت من
رمضان، وصلّى عليه الخلْق العظيم الخارجُ عن الحدّ. وشيّعوه إِلَى
مقبرة باب حرب.
وكان يوما شديد الحَرّ، فأفطر من حرّه جمْعٌ كثير. وأوصَى أن
يُكتَب على قبره:
(42/296)
يا كثير الصَّفْح عمَّن ... كثُر الذَّنبُ
لديهِ
جاءك المذنب يرجو ... العَفْوَ [1] عن جُرْم يديهِ
أَنَا ضَيفٌ وجزاءُ الضَّيْفِ ... إحْسَانٌ إليهِ
وقال سِبْطه أبو المظفَّر [2] : جلس رحمه اللَّه يوم السّبت سابع
رمضان تحت تربة أمّ الخليفة المجاورة لمعروف الكَرْخيّ، وكنتُ
حاضرا، وأنشد أبياتا قطع عليها المجلس، وهي:
اللَّه أسألُ أن يُطوِّلَ مُدَّتي ... وأنَالَ بالأنعام ما فِي
نيَّتي [3]
لي هِمَّةٌ فِي العِلْم ما من [4] مِثْلها ... وهي الّتي جَنَت
النُّحُولَ هِيَ الّتي
كم كان لي من مجلسٍ لو شُبِّهَتْ ... حالاتُه لتشبَّهَتْ بالجنَّةِ
فِي أبيات.
ونزل، فمرض خمسة أيّام، وتوفّي ليلة الجمعة بين العشاءين في
الثّالث عشر من رمضان، في داره بقطفتا.
وحدّثتني والدتي أنّها سمعته يقول قبل موته: أيش أعمل بطواويس،
يردّدها، قد جبتم لي هَذِهِ الطّواويس.
وحضر غسْله شيخنا ضياء الدّين ابن سُكَيْنة، وضياء الدّين ابن
الخبير وقت السَّحَر، واجتمع أَهْل بغداد، وغُلِّقت الأسواق،
وشدَدنا التّابوت بالحبال، وسلّمناه إِلَى النّاس، فذهبوا به إلى
تحت التّربة، مكان جلوسه، فصلّى عليه ابنه عليّ اتّفاقا، لأنّ
الأعيان لم يقدروا على الوصول إليه، ثُمَّ صلّوا عليه بجامع
المنصور، وكان يوما مشهودا، لم يصل إلى حفرته بمقبرة
__________
[1] في الوافي بالوفيات 18/ 193 «الصفح» ، وكذا في: سير أعلام
النبلاء 21/ 380.
[2] في مرآة الزمان 8/ 499- 502.
[3] لم يرد غير هذا البيت في مرآة الزمان.
[4] في سير أعلام النبلاء 21/ 379: «ما إن» .
(42/297)
أَحْمَد بْن حنبل إِلَى وقت صلاة الجمعة،
وكان فِي تمّوز، فأفطر خلْقٌ، ورموا نفوسهم فِي الماء.
قال: وما وصل إِلَى حُفْرته من الكَفَن إلّا قليل.
قلت: وهذا من مجازفة أَبِي المظفّر.
قال: ونزل فِي حُفرته والمؤذّن يقول: اللَّه أكبر. وحزن النّاسُ
وبكوا عليه بُكاءً كثيرا وباتوا عند قبره طول شهر رمضان يختمون
الختمات بالقناديل والشَّمْع.
ورآه فِي تلك اللّيلة المحدّث أَحْمَد بْن سلمان الحربيّ الملقَّب
بالسُّكّر على مِنْبرٍ من ياقوت مُرَصَّع بالجوهر، والملائكة جلوسٌ
بين يديه والحقّ تعالى حاضرٌ، يسمع كلامه.
وأصبحنا عملنا عزاءهُ، وتكلَّمت يومئذٍ، وحضر خلْقٌ عظيم. وقام
[عَبْد] القادر العلويّ وأنشد هَذِهِ القصيدة:
الدّهْرُ عن طمعٍ يُغِرّ [1] ويخدع ... وزخارف الدّنيا الدّنيَّة
تُطمَعُ
وأَعِنَّة الآمال يُطْلِقها الرجا ... طَمَعًا وأسيافُ المنيَّة
تقطَعُ
والموتُ آتٍ والحياة شهيَّة [2] ... والنّاس بعضهم لبعضٍ يتبعُ
واعلم بأنَّك عن قليل صائرٌ ... خَبَرًا فكُنْ خَبَرًا بخيرٍ [3]
يسمَعُ
لعُلا أَبِي الفَرَج الَّذِي بعد التُقى ... والعِلم يوم حواه هَذا
المضجعُ [4]
حَبْرٌ [5] عليه الشَّرْع أصبح والها ... ذا مُقْلةٍ حَرَّى عليه
تدمعُ
مَنْ للفتاوى المشكلات وحلّها ... مَن ذا لخرقِ الشّرعِ يوما يرقعُ
مَن للمنابر أن يقوم خطيبها [6] ... ولِرَدّ مسألة يقول فيسمع
__________
[1] في الوافي 18/ 193 «يعز» .
[2] في الوافي 18/ 193 «مريرة» ، وكذا في مرآة الزمان 8/ 501.
[3] في الوافي 18/ 193 «لخير» ، وكذا في مرآة الزمان.
[4] هذا البيت والّذي بعده ليسا في مرآة الزمان.
[5] في الوافي: «خبر» بالخاء المعجمة.
[6] في الوافي 18/ 194 «إن تفاقم خطبها» .
(42/298)
مَن للجدال إذا الشّفاهُ تقلّصتْ ...
وتأخّر القَرْم الهِزَبْرُ المِصْقَعُ
مَن للدياجي قائما دَيْجورَها ... يتلو الكتاب بمُقلةٍ لا تَهْجَعُ
أَجَمال دين مُحَمَّدٍ مات التُّقَى ... والعِلمُ بعدك واستُجم
المجمعُ
يا قبره جادتْك كلّ غمامةٍ ... هطّالةٍ بركابه [1] لا تقلعُ
فيك الصَّلاة مع الصَّلات [2] فَتِهْ بِهِ ... وانظُرْ به بارئك
[3] ماذا يصنعُ
يا أحمدا خُذْ أحمدَ الثّاني الّذي ... ما زال عنك مدافعا لا يرجعُ
أقسمت لو كُشِفَ الغطاء لرأيتمُ ... وَفْدَ الملائك حولَه يتسرّعوا
[4]
ومحمدٌ [5] يبكي عليه وآله ... خيرُ البريَّة والبَطِين الأنْزعُ
فِي أبيات.
ومن العجائب أنّا كنّا يومئذٍ بعد انقضاء العزاء عند القبر،
وَإِذَا بخالي مُحيي الدّين يوسف قد صعِد من الشّطّ، وخلفه تابوت،
فقلنا: ترى مَن مات فِي الدّار؟ وَإِذَا بها خاتون والدة محيي
الدّين، وعهدي بها ليلة الجمعة فِي عافية، وهي قائمة، فكان بين
موتهما يومٌ وليلة. وعَدَّ النّاسُ ذلك من كراماته، لأنّه كان
مُغْرًى بحُبّها.
وخلّف من الْوَلِيد علِيًّا، وهو الّذي أَخَذَ مصنَّفات والده
وباعها بيعَ العبيد، ومَن يزيد. ولمّا أُحدِر والده إِلَى واسط
تحيَّل على كُتُبه باللّيل، وأخذ منها ما أراد، وباعها ولا بثمن
المِداد. وكان أَبُوهُ قد هجره منذ سِنين، فلمّا امتُحنِ صار
إلْبًا عليه. ومات أبوه ولم يشهد موته.
وخلّف محيي الدّين يوسف، وكان قد ولد سنة ثمانين وخمسمائة، وسمع
الكثير، وتفقَّه، وناظَر، ووعظ تحت تربة والدة الخليفة، وقامت
بأمره
__________
[1] في مرآة الزمان 8/ 501 «ركابه» .
[2] في الوافي 18/ 194 «الصلاة» ، وكذا في مرآة الزمان.
[3] في مرآة الزمان 8/ 501، والوافي: «يا ويك» .
[4] في المرآة: «تتسرع» .
[5] في المرآة: «ومحمدا» .
(42/299)
أحسن قيام. ووُلّي حِسْبة بغداد سنة أربعٍ
وستّمائة. ثمّ ترسّل عن الخلفاء، وتقلّبت به الأحوال حتّى بلغ أشرف
مآل إِلَى سنة أربعين وستّمائة. ثُمَّ وُلّي أستاذ داريَّة
الخلافة.
وكان لجدّي ولد اسمُه عَبْد الْعَزِيز، وهو أكبر أولاده. سمع معَه
من ابن ناصر، وأبي الوقت، والأرمويّ، وسافر إلى الموصل، فوعظ بها
سنة بضْعٍ وخمسين، وحصل له الْقَبُولُ التّام، ومات بها شابّا.
وكان له بنات منهن أمّي رابعة، وشَرَف النّساء، وزينب، وجوهرة،
وستّ العلماء الكبرى، وستّ العلماء الصُّغرى.
قلت: ومع تبحُّر ابن الجوزيّ فِي العلوم، وكثرة اطّلاعه، وسعَة
دائرته، لم يكن مبرّزا فِي عِلمٍ من العلوم، وذلك شأن كلّ من فرَّق
نفسه فِي بحور العِلم. ومع أنّه كان مبرِّزًا فِي التّفسير،
والوعظ، والتّاريخ، ومتوسّطا فِي المذهب، متوسّطا فِي الحديث، له
اطّلاع تامٌ على مُتُونه. وأمّا الكلام على صحيحه وسقيمه، فَمَا له
فيه ذوق المحدّثين، ولا نقْد الحُفّاظ المبرّزين. فإنّه كثير
الاحتجاج بالأحاديث الضّعيفة، مع كونه كثير السّياق لتلك الأحاديث
فِي الموضوعات. والتّحقيق أنّه لا ينبغي الاحتجاج بها، ولا ذِكرها
فِي الموضوعات.
ورُبّما ذكر فِي «الموضوعات» أحاديث حِسانًا قويَّة.
ونقلتُ من خطّ السّيف أَحْمَد بْن المجد، قال: صنّف ابن الجوزيّ
كتاب «الموضوعات» ، فأصاب فِي ذِكره أحاديث شنيعة مخالفة للنّقل
والعقل.
وممّا لم يصب فيه إطلاقه الوضع على أحاديث بكلام بعض النّاس فِي
أحد رُواتها، كقوله: فُلان ضعيف، أو ليس بالقويّ، أو ليّن، وليس
ذلك الحديث ممّا يشهد القلب ببُطْلانه، ولا فِيهِ مخالفة ولا
معارضة لكتاب ولا سُنَّة ولا إجماع، ولا حُجَّة بأنّه موضوع، سوى
كلام ذلك الرجل فِي راويه، وهذا عُدْوان ومجازَفَة. وقد كان
أَحْمَد بْن حنبل يقدّم الحديث الضّعيف على القياس.
(42/300)
قال: فَمَنْ ذلك أنّه أورد حديث مُحَمَّد
بْن حِمْيَر السَّلِيحيّ، عن مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ
الأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، في فضل قراءة آية الكرسيّ
في الصّلوات الخمس، وهو: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ
كُلِّ صَلاةٍ مكتوبةٍ لم يمنعه من دخول الجنّة إلّا الموت» [1] .
وجعله في الموضوعات، لقول يعقوب بن سُفيان [2] مُحَمَّد بْن حِمْير
ليس بالقويّ. ومحمد هَذَا قد روى الْبُخَارِيّ فِي «صحيحه» ، عن
رجلٍ، عَنْهُ. وقد قال ابن مَعِين [3] إنّه ثقة. وقال أَحْمَد بْن
حنبل: ما عَلمت إلّا خيرًا [4] .
قال السّيف: وهو كثير الوهْم جدّا فإنّ فِي مشيخته مع صِغَرها
وهْمٌ فِي مواضع. قال فِي الحديث التّاسع وهو «اهتزاز العرش» :
أَخْرَجَهُ البخاريّ، عن مُحَمَّد بْن المثنّى، عن الفضل بن هشام،
عن الْأَعْمَشُ.
قلت: والفضل إنّما هُوَ ابن مساور رواه عن أَبِي عَوَانَة، عن
الْأَعْمَشُ، لا عن الْأَعْمَشُ نفسه.
والحادي والعشرين، قال: أَخْرَجَهُ البخاريّ، عن ابن منير، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وإنّما
يرويه ابن منير، عن أَبِي النّضر، عن عبد الرحمن.
والسّادس والعشرين فِيهِ: أَنَا أبو العبّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد
بن الأثرم، وإنّما هو محمد بن أحمد.
والثّاني والثّلاثين، قال: أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ، عن
الأُوَيْسيّ، عن إبراهيم بن سعد، عن الزّهريّ، وإنّما هو عن ابن
سعْد، عن صالح، عن الزُّهْرِيّ.
__________
[1] رواه ابن حبّان في صحيحه.
[2] في المعرفة والتاريخ 2/ 309.
[3] انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 240.
[4] انظر ترجمة: «محمد بن حمير السليحي» في الجزء الخاص بوفيات
(191- 200 هـ.) من هذا الكتاب- ص 361 رقم 272 وفيه حشدت مصادرها.
(42/301)
وَفِي التّاسع والأربعين: ثنا قُتيْبة، نا
خَالِد بن إسماعيل، وإنّما هو حاتم بْن إِسْمَاعِيل.
وفي الثّاني والسّبعين: أَنَا أبو الفتح مُحَمَّد بْن عليّ
العُشاريّ، وإنّما هُوَ أبو طَالِب مُحَمَّد بْن عليّ بْن الفتح.
وَفِي الرابع والثّمانين: عن حُمَيْد بْن هلال، عن عفّان بن كاهل،
وإنّما هو هصّان [1] .
وفي الحديث الثّاني: أخرجه البخاريّ، عن أَحْمَد بْن أَبِي إياس،
وإنّما هُوَ آدم.
قال لنا شيخنا أبو عَبْد اللَّه الحافظ: كتبتُ المشيخة من فَرْعٍ،
فإذا فيها أَحْمَد، فاستنكرته، فراجعتُ الأصل، فإذا هُوَ أيضا على
الخطأ.
وذكر وَفَيَات بعض شيوخه وقد خُولف كيحيى بْن ثابت، وابن خضِر،
وابن المقرّب، وهذه عدَّة عيوب فِي كراريس قليلة.
وسمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الغنيّ ابن نُقْطَة، يقول:
قيل لأبي مُحَمَّد بْن الأخضر: ألا تجيب ابن الجوزيّ عن بعض
أوهامه؟ قال: إنّما يتتبَّع على مَن قَلّ غَلَطه، فأمّا هَذَا
فأوهامه كثيرة، أو نحو هَذَا.
قلت: وذلك لأنّه كان كثير التّأليف فِي كُلّ فنّ، فيصنّف الشّيء
ويُلقيه، ويتكل على حِفْظه.
قال السّيف: وما رأيت أحدا يُعتمد عليه فِي دِينه وعلِمه وعقله
راضيا عَنْهُ. قال جدّي رحمه اللَّه: كان أبو المظفّر بْن حَمْدي
أحد العدول والمشار إليهم ببغداد ينكر على ابن الجوزيّ كثيرا كلمات
يخالف فيها السّنّة.
قال السّيف: وعاتبه الشّيخ أبو الفتح بْن المَنِّي فِي بعض هذه
الأشياء الّتي حكيناها عنه.
__________
[1] هصّان: بكسر الهاء وتشديد الصاد المهملة، وفي آخره النون.
(42/302)
ولمّا بان تخليطه أخيرا رجع عَنْهُ أعيان
أصحابنا الحنابلة، وأصحابه وأتباعه.
سمعت أَبَا بَكْر ابن نُقْطَة فِي غالب ظنّي يقول: كان ابن الجوزيّ
يقول:
أخاف شخصين: أَبَا المظفَّر بْن حمْدي، وأبا القاسم بْن الفرّاء،
فإنّهما كان لهما كلمة مسموعة.
وكان الشّيخ أبو إِسْحَاق العلثي يكاتبه ويُنكر عليه.
سمعت بعضهم ببغداد أنّه جاءه منه كتاب يذمّه فِيهِ، ويَعْتِب عليه
ما يتكلّم به فِي السّنَّة.
قلت: وكلامه فِي السُّنَّة مضطرب، تراه فِي وقت سنّيّا، وفي وقت
متجهّما محرّفا للنّصوص، والله يرحمه ويغفر له.
وقرأتُ بخطّ الحافظ ابن نُقْطَة قال: حَدَّثَنِي أبو عَبْد اللَّه
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الحاكم بواسط قال: لمّا انحدر
الشّيخ أبو الفَرَج بْن الجوزيّ إِلَى واسط قرأ على أَبِي بَكْر
بْن الباقِلّانيّ بكتاب «الإرشاد» لأجلِ ابنهِ، وقرأ معه ابنُه
يوسُف.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: كان ابن الجوزيّ لطيف الصّورة، حُلْو
الشّمائل، رخيم النّغمة، موزون الحركات والنّغمات، لذيذ
المفاكَهَة، يحضر مجلسه مائة ألف أو يزيدون، لا يضيّع من زمانه
شيئا، يكتب فِي اليوم أربعة كراريس، ويرتفع له كلّ سنةٍ من كتابته
ما بين خمسين مجلّدا إِلَى ستّين.
وله فِي كلّ عَلمٍ مشاركة، لكنّه فِي التّفسير من الأعيان، وَفِي
الحديث من الحفّاظ، وَفِي التّاريخ من المتوسّعين، ولديه فِقه
كافٍ.
وأمّا السّجع الوعظي فَلَه فِيهِ مَلَكَة قويَّة، إنِ ارْتجلَ
أجاد، وإن روَّى أبدع. وله فِي الطّبّ كتاب اللُّقَط، مجلّدان. وله
تصانيف كثيرة.
وكان يُراعي حِفْظ صحتّه وتلطيف مزاجه، وما يفيد عقلَه قوة، وذهنَه
(42/303)
حِدَّة أكثر ممّا يُراعي قوَّة بدنه ونيل
لذّته. جُلّ غذائه الفَرَاريج والمزورات، ويعتاض عن الفاكهة
بالأشْربة والمعجونات، ولباسه أفضل لباس، الأبيض النّاعم المطيَّب.
ونشأ يتيما على العفاف والصَّلاح، وله ذِهنٌ وقّاد، وجوابٌ حاضر،
ومُجُونٌ لطيف، ومُداعبات حُلْوة. وكانت سيرته فِي منزله المواظبةُ
على القراءة والكتابة. ولا ينفكّ من جاريةٍ حسناء فِي أحسن زِيّ،
لا تُلْهيه عمّا هُوَ فِيهِ، بل تُعينه عليه وتُقَوّيه.
وقرأت بخطّ الموقانيّ أنّ أبا الفرج كان قد شرب حَبّ البلاذُر- على
ما قيل- فسقطت لحيتُه، فكانت قصيرة جدّا، وكان يَخْضِبها بالسّواد
إِلَى أن مات.
ثُمَّ عظّمه وبالغ فِي وصفه، ثُمَّ قال: ومع هَذَا فهو كثير
الغَلَط فيما يصنّفه، فإنّه كان يصنَّف الكتاب ولا يعتبره رحمه
اللَّه وتجاوز عَنْهُ [1] .
372- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الكرم مُحَمَّد بْن أَبِي ياسر
هبة اللَّه [2] .
عُرِف بابن ملّاح الشّطّ.
__________
[1] وقال القزويني: وكانت له جارية حظية عنده، فمرضت مرضا شديدا،
فقال وهو على المنبر: يا إلهي يا إلهي ما لنا شيء إلّا هي قد رمتني
بالدواهي والدواهي والدواهي. ونقل أنهم كتبوا على رقعة إليه وهو
على المنبر: إن ها هنا امرأة بها داء الأبنة والعياذ باللَّه
تعالى، فماذا تصنع بها؟ فقال:
يقولون ليلى في العراق مريضة ... فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
(آثار البلاد 320) وفي رحلة ابن جبير وصف رائع لمجلس وعظ ابن
الجوزي لمن شاء أن يقف عليه بالتفصيل. (196- 200) .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي الكرم) في: ذيل تاريخ بغداد لابن
الدبيثي (باريس 5922) ورقة 126، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 380،
381 رقم 581، والعبر 4/ 298، والمختصر المحتاج إليه 2/ 212، 213
رقم 866، وسير أعلام النبلاء 21/ 310، 311 رقم 165، والمعين في
طبقات المحدّثين 183 رقم 1953، وشذرات الذهب 4/ 331.
(42/304)
سمع: ابنَ الحُصَيْن، وأبا الْحَسَن عليّ
بْن الزّاغونيّ، وأبا غالب بن البنّاء، وأبا البركات يحيى بْن
عَبْد الرَّحْمَن الفارقيّ، وأبا بَكْر الأنصاريّ، وجماعة.
وكان شيخا صالحا معمّرا، مُحِبًّا للرواية، وصار بوّابا لمدرسة
والدة النّاصر لدين اللَّه.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وابن النّجّار، والضّياء، والنّجيب عَبْد
اللّطيف، وابن عَبْد الدّائم.
وأجاز لابن أَبِي الخير، والقُطْب أَحْمَد بْن أَبِي عَصْرُون،
وسعد الدّين الخضر بْن حَمُّوَيْه، وطائفة آخرهم الشَّيْخ الفَخْر.
تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من صَفَر فِي عَشْر المائة.
373- عَبْد الصّمد بْن جوشن بْن المفرّج [1] .
أبو مُحَمَّد التَّنُوخيّ، الدَّمشقيّ، القوّاس، الفقيه الشّافعيّ.
سمع: أبا الدر ياقوت بن عبد الله الروميّ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والشّهاب القُوصيّ.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي ثالث المحرَّم.
374- عَبْد المحسن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الوهّاب [2] .
أبو مَنْصُور الأَزَجيّ، البزّاز، المعروف بالزّابيّ.
سمع: أَبَا البركات يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارقيّ، وأبا
الفضل عَبْد الملك مُحَمَّد بْن يوسف، وأبا سعْد أَحْمَد بْن
مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن جوشن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 376
رقم 569.
[2] انظر عن (عبد المحسن بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
390 رقم 601، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 183، والمشتبه
1/ 331، وتوضيح المشتبه 4/ 99 و 258.
(42/305)
روى عَنْهُ: ابن خليل، وغيره.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي رجب.
375- عَبْد المنعم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم [1] بْن أَحْمَد
[2] .
أبو مُحَمَّد بْن الفَرَس الْأَنْصَارِيّ، الخزْرجيّ، الغَرْناطيّ،
الفقيه المالكيّ.
سمع: أَبَاهُ، وجدّه أَبَا القاسم.
وتفقّه وكتب أصول الفقه والدّين وبرع.
وكان مولده في سنة أربع وعشرين وخمسمائة تقريبا.
ذكره أبو عَبْد اللَّه الأَبّار فِي «التَّكملة» [3] ، فقال: سمع
أَبَا الْوَلِيد بْن بقوة، وأبا مُحَمَّد بْن أيّوب، وأبا
الْوَلِيد بْن الدّبّاغ، وأبا الْحَسَن بْن هُذَيْل وأخذ عنه
القراءات.
وأجاز له خلْق منهم: أبو الْحَسَن بْن موهوب، وأبو عَبْد اللَّه
بْن مكّيّ، وأبو الْحَسَن بْن الباذش، وأبو القاسم بْن بَقِيّ.
وكان له تحقُّقٌ بالعلوم على تفاريقها، وأخْذٌ فِي كلّ فنٍّ منها،
وتقدُّم فِي حفظ الفقه، مع المشاركة فِي علم الحديث، والعُكُوف على
العِلم.
سمعت أَبَا الرَّبِيع بْن سالم يقول: سمعتُ أبا بكر بن الجدّ،
وناهيك به،
__________
[1] انظر عن (عبد المنعم بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
404 رقم 627، وتكملة الصلة لابن الأبّار 3/ ورقة 40، وإشارة
التعيين لليمني، ورقة 30، وسير أعلام النبلاء 21/ 364، 365 رقم
191، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، والمرقبة العليا للنباهي
110، والعسجد المسبوك 2/ 269، 270، وغاية النهاية 1/ 471، والنجوم
الزاهرة 6/ 180، وبغية الوعاة 2/ 116 وفيه وفاته 599 هـ.، وكشف
الظنون 1669. والديباج المذهب 218، 219، وإيضاح المكنون 1/ 51،
وهدية العارفين 1/ 629، ومعجم المؤلفين 6/ 196.
[2] في التكملة لوفيات النقلة «محمد» ، والمثبت يتفق مع المصادر.
[3] 1/ 404 رقم 627.
(42/306)
يقول غيرَ مرَّة: ما أعلم بالأندلس أحفظ
لمذهب مالك مِن عَبْد المنعم بْن الفَرَس بعد أَبِي عَبْد اللَّه
بْن زرقون، وبيته عريق فِي العلم.
قال الأَبّار: وألّف عَبْد المنعم كتابا فِي أحكام القرآن مِن أحسن
ما وُضِع فِي ذلك. حدَّث عَنْهُ جِلَّة شيوخنا وأكابر أصحابنا.
وقال أبو عَبْد اللَّه التُجَيبيّ، وذكر عَبْد المنعم بْن الفَرَس:
رَأَيْتُ من حفظه وذكائه وتفنّنه فِي العلوم عند رحلتي إلى أَبِيهِ
فأعجبت منه، وأنشدني كثيرا من نظمه، واضطرب قبل موته بيسير لاختلال
أصابه في صدر سنة خمس وتسعين وخمسمائة مِن علَّة خَدَرٍ طاوَلَتْه،
فُترِك الأخذ عَنْهُ إِلَى أن تُوُفّي فِي رابع جُمادى الآخرة سنة
سبْعٍ، وشيَّعه أُمم. وكَسَرَ النّاسُ نعشَه وتقسّموه رحمه الله
تعالى.
قلت: روى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل بْن يحيى الغَرْناطيّ العطّار، وعبد
الغنيّ بْن مُحَمَّد الغَرناطيّ، وأبو الْحُسَيْن يحيى بْن عَبْد
اللَّه الداني الكاتب، وآخرون.
وسمع منه الشّرف المُرْسيّ «موطّأ» مالك، رحمه اللَّه تعالى.
376- عَبْد الواحد بْن مَسْعُود بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن
عَبْد الواحد [1] .
أبو غالب ابن الشّيخ الأجلّ أَبِي مَنْصُور بْن الحُصَيْن
الشَّيْباني، نظام الدّين الْبَغْدَادِيّ الكاتب.
وُلِد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وروى عن: أَبِي الوقت، وأبي
الكَرَم الشّهرزوريّ، وجماعة.
وحدَّث بالشّام ومصر.
وتُوُفّي فِي رمضان بحلب [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن مسعود) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
398 رقم 610، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 172، وذيل
تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 301، 302 رقم 179، والجامع المختصر 9/
70، والمختصر المحتاج إليه 3/ 74، 75 رقم 882.
[2] وقال ابن النجار: تولّى النظر بواسط وأعمالها في سنة سبعين
وخمسمائة، ثم عزل عنها
(42/307)
وكان قد ولي ديوان الشّام، وضيَّق على
الأمير أُسامة بْن مُنْقِذ فِي جامِكّيته فقال:
أضحى أسامة خاضعا متذلّلا ... لابن الحُصَيْن لبُلْغَةٍ من زادِهِ
فاعجبْ لدهْرٍ جائرٍ فِي حُكْمه ... تَسْطُو ثَعَالبُهُ على
آسادِهِ [1]
377- عليّ بْن أَحْمَد بْن وهْب [2] .
الأَزَجيّ، البزّاز.
سمع: ابن ناصر، وأبا الفضل الأُرْمَوِيّ، والكَرُوخيّ.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
وكان فقيها، صحِب الشّيخ عَبْد القادر، وصار أحد المعيدين لدرسه
[3] .
__________
[ () ] في آخرها، وخرج عن بغداد في سنة سبع وسبعين ودخل بلاد الشام
وديار مصر، وخدم الملوك هناك، ثم عاد إلى حلب وصار كاتبا لملكها
الظاهر بن صلاح الدين واستوطنها إلى حين وفاته، وكان كاتبا بليغا،
مليح الخط، حسن المعرفة بأحوال التصوّف، محمود السيرة، (ذيل تاريخ
بغداد) .
[1] وهجاه سبط ابن التعاويذي واستنجد القاضي الفاضل على استخلاص
دين له كان على ابن الحصين، وكان قد استدان من جماعة من أهل بغداد
ديونا كثيرة، وحين ضمن البطيحة وكسر أموال الضمان وألطّ بأموال
التجار وخرج من بغداد هاربا إلى صلاح الدين. ومن هجوه له قوله:
ألا يا ابن الحصين جمعت نفسا ... مذمّمة إلى خلق قبيح
وقوله:
ثم أتاكم عاريا مالئا ... حضنين من عار ومن وزر
وقوله:
يا صلاح الدين خذ ... حذرك من صلّ العراق
(ديوان أسامة 96 و 190 و 305) .
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 387 رقم
593، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 214، وذيل تاريخ بغداد
لابن النجار 3/ 168- 170 رقم 647.
[3] وقال ابن النجار: وسمع الحديث الكثير، ثم إنه بعد علو سنّه ترك
ذلك وصار بزّازا بخان السيدة برحبة جامع القصر عند باب العامّة ...
كتبت عنه، وكان شيخا صالحا ورعا عفيفا فاضلا، ساكنا على طريقة
السلف، حافظ لكتاب الله، ثقة صدوقا حسن السمت.
سمعت أبا بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي يقول: كان الشيخ أبو
الحسن بن وهب
(42/308)
378- عليّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن [1]
بْن الطيّب [2] .
أبو القاسم القُرَشيّ، الزُّهْرِيّ، الكوفيّ، المعدّل.
سمع أَبَا البركات عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الزَّيْدِيّ، وأحمد بْن
ناقة.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل، ويُعرف بابن غنَج.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
379- عُمَر بْن أَحْمَد بْن حسن بْن عليّ بْن بكرون [3] .
أبو حَفْص النّهْرُوانيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الْمُقْرِئ
المعدَّل.
قرأ القراءات على أَبِي الكَرَم الشَّهْرَزُورِيّ.
وسمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، والفضل بْن سهل الإسْفَرَائينيّ،
وابن ناصر.
ووُلّي خزانة الدّيوان الْعَزِيز.
روى عَنْهُ: ابن خليل.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير.
وتُوُفّي رحمه اللَّه فِي رجب.
380- عُمَر بن عبد الكريم بن أبي غالب [4] .
__________
[ () ] صاحبا لوالدي وخصّيصا به، وصار معيدا لدرسه، وأثنى عليه
كثيرا، وقال: عرضت عليه الشهادة عند القضاة فأباها، وكان متورّعا
ديّنا على طريق حسنة، قرأت بخط شيخنا عبد الرزاق: أبو الحسن بن وهب
صحب والدي أربعين سنة. وكان مولده في سنة عشرين وخمسمائة.
[1] انظر عن (علي بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 383 رقم
586، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 17، والمختصر المحتاج إليه
3/ 136 رقم 1036.
[2] هكذا في الأصل والمختصر المحتاج إليه. وفي التكملة: «الطبيب» .
[3] انظر عن (عمر بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 389، 390
رقم 600، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 192، وذيل تاريخ
بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 86، والجامع المختصر 9/ 59،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 97 رقم 934.
[4] انظر عن (عمر بن عبد الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
391، 392 رقم 604، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 195، 196،
وذيل تاريخ بغداد لابن النجار
(42/309)
الحربيّ الحمّاميّ.
حدث عن: عبد الله بن أحمد بن يوسف.
وعنه: ابن خليل.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي شعبان.
381- عُمَر بْن عليّ بْن عُمَر [1] .
أبو عليّ الحربيّ، الواعظ. عُرِف بابن النّوّام [2] .
كان له لسان فِي الوعظ، وقول الشِّعْر.
سمع: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبا الْحُسَيْن بْن الفرّاء، وأبا
بَكْر الْأَنْصَارِيّ.
روى عنه: ابن خليل، والدبيثي، والضياء محمد، وابن عبد الدائم،
وآخرون.
وبالإجازة: ابن أبي الخير، والفخر عليّ.
وُلِد فِي صَفَر سنة أربع عشرة وخمسمائة.
وتوفّي في وسط شوّال [3] .
__________
[ () ] (باريس) ورقة 188.
[1] انظر عن (عمر بن علي) في: إكمال الإكمال، ورقة 67، وذيل تاريخ
بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 197، والتاريخ المجدد لابن
النجار (باريس) ورقة 114، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 503، والجامع
المختصر 9/ 70، والعبر 4/ 298، والإعلام بوفيات الأعلام 246، وسير
أعلام النبلاء 21/ 353، 354 رقم 184 والمختصر المحتاج إليه 3/ 102،
103 رقم 946، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1942، وتوضيح
المشتبه 2/ 75، وشذرات الذهب 4/ 329.
[2] النوّام: بنون مفتوحة، مع تشديد الواو مفتوحة، تليها ألف، ثم
ميم. (التوضيح) .
[3] من شعره:
من داوم العزلة في دهره ... كان له تصحيفها دائما
فجانب الخلق جميعا وثق ... وخالف الخلق تعش سالما
وخلّهم الأفق خلّهم ... ... (؟) فاهجرهم تكن غانما
(42/310)
382- عُمَر بْن مُحَمَّد [1] بْن أَبِي
الْجَيْش [2] .
أبو مُحَمَّد الهَمَذَانيّ، الصُّوفيّ.
له ببلده رِباط يخدم فِيهِ الواردين.
سمع: أَبَا المعالي مُحَمَّد بْن عُثْمَان المؤدّب، وأبا العلاء
الحافظ.
383- عِوَض بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ [3] .
البزّاز. عُرِف بالمشهديّ.
حدَّث عن: أَبِي البركات بْن حُبَيش.
روى عَنْهُ: الدُّبِيثيّ، وابن خليل.
ومات فِي المحرَّم.
384- عِيسَى بْن نصر بْن مَنْصُور [4] .
النُّمَيْرِيّ أبو مُحَمَّد، الشّاعر ابن الشّاعر.
كان من شُعراء الدّيوان العزيز، وشِعره جيّد.
مات فِي رمضان.
- حرف الفاء-
385- فضائل بن فضائل.
المقدسيّ، المرداويّ، الفقيه.
__________
[1] انظر عن (عمر بن محمد بن أبي الجيش) في: التكملة لوفيات النقلة
1/ 405 رقم 629، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 200، 201،
وتكملة إكمال الإكمال 118، 119.
[2] في الأصل: «ابن أبي الجيش» ، وقد قيّده ابن الصابوني بالحروف
فقال: بالجيم المفتوحة وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ساكنة
وشين معجمة.
[3] انظر عن (عوض بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 378
رقم 573، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 182، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 154 رقم 1090.
[4] انظر عن (عيسى بن نصر) في: الكامل في التاريخ 12/ 171 وفيه:
«عيسى بن نصير» .
(طبعة صادر) ، ومثله في: العسجد المسبوك 2/ 269، والجامع المختصر
9/ 69 كما هنا، وإنسان العيون، ورقة 76، والتكملة لوفيات النقلة 1/
399 رقم 614، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 179.
(42/311)
تُوُفّي بالموصل.
- حرف القاف-
386- قراقوش [1] .
الأمير بهاء الدّين الأَسَديّ، الخادم الأبيض فتى أسد الدّين
شيركوه.
لمّا استقلّ السّلطان صلاح الدّين بمصر جعله زِمام القصر، وكان
مسعودا، ميمون النّقيبة، صاحب همَّة. بنى السّور المحيط بمصر
والقاهرة، وبنى قلعة الجبل، وبنى قناطر الْجِيزة فِي الدّولة
الصّلاحيَّة.
ولمّا فتح صلاح الدّين عكّا سلّمها إليه، فلمّا أخذتها الفرنج حصَل
قراقوش أسيرا فِي أيديهم. فافتكّه منهم بعشرة آلاف دينار فِيما
قيل.
وله حقوق على السّلطان والإسلام.
وللأسعد بْن مماتي كرّاس سمّاه «الفاشوش فِي أحكام قراقوش» فِيهِ
أشياء مكذوبة عليه، وما كان صلاح الدّين ليستنيبه لولا وثوقه بعقله
ومعرفته.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي رجب، ودُفِن بسفح المقطّم.
قال المنذريّ [2] كَانَتْ له رغبة فِي الخير وآثار حَسَنة. وناب عن
صلاح الدّين مدَّة بالدّيار المصريَّة.
- حرف الميم-
387- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن المصحِح.
أبو الفضل الدّقّاق، الأزجيّ، ويسمّى أيضا المبارك.
__________
[1] انظر عن (قراقوش) في: الروضتين 2/ 244، وذيل الروضتين 19،
ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 504، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 389 رقم
598، والعبر 4/ 298، والعسجد المسبوك 2/ 270، والنجوم الزاهرة 6/
176- 178، والدرّ المطلوب 151، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 220،
وذكره المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 21/ 311 دون
ترجمة، والإشارة إلى وفيات الأعيان 211، وعقد الجمان 17/ ورقة 271،
272، وشذرات الذهب 4/ 231، 232.
[2] في التكملة 1/ 389.
(42/312)
سمع مجلسا من ابن الحُصَيْن سنة أربعٍ
وعشرين، ولم يسمع منه أحد، لكن استجازه ابن النّجّار فأجاز له.
قال: وظفِرْتُ بسمعه بعد موته بثلاثين سنة. وكان شيخا حسنا
متيقّظا.
عاش إحدى وثمانين سنة.
388- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن
عِمران.
أبو بَكْر الغافقيّ، الأندلسيّ.
من أَهْل المَرِيَّة. له مصنَّف حَسَن فِي الشّروط.
روى عن: الْحَسَن بْن موهب الْجُذَاميّ، وأبي القاسم بْن ورْد،
وأبي الْحَسَن بْن مَعْدَان، وجماعة.
وتُوُفّي فِي صَفَر رحمه اللَّه.
389- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [1] .
أَبُو عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، الفارْفانيّ، وفارْفان: من قرى
أصبهان.
وُلِد سنة أربع عشرة وخمسمائة.
وسمع حضورا من عبد الواحد الدّشْتيّ صاحب أَبِي نُعَيْم الحافظ.
وسمع من: فاطمة الْجُوزْدانيَّة.
وأخته عفيفة أسنّ منه بأربع سنين.
روى عَنْهُ بالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير، وغيره.
وتُوُفّي فِي رمضان.
390- مُحَمَّد بْن أَحمد بْن حامد [2] .
الرَّبَعي، الصُّمَيريّ، الدّمشقيّ، البزّاز.
روى عن: أبي الدّرّياقوت الروميّ.
وكان ثقة ديّنا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة
1/ 400 رقم 615، وسير أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن حامد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
406 رقم 631.
(42/313)
روى عَنْهُ: ابن خليل، والقُوصيّ، وغيرهما.
391- مُحَمَّد بْن إدريس بْن أَحْمَد بْن إدريس [1] .
الشّيخ أبو عبد الله العجليّ، الحلّيّ، فقيه الشّيعة وعالم
الرّافضة فِي عصره. وكان عديم النّظير فِي عِلم الفِقه. صنَّف كتاب
«الحاوي لتحرير الفتاوي» ، ولقّبه بكتاب السّرائر، وهو كتاب مشكور
بين الشّيعة.
وله كتاب «خلاصة الاستدلال» ، وله «منتخب كتاب التبيان» فقه، وله
«مناسك الحجّ» ، وغير ذلك فِي الأُصول والفروع.
قرأ على الفقيه راشد بْن إِبْرَاهِيم، والشّريف شرف شاه.
وكان بالحِلَّة، وله أصحاب وتلامذة، ولم يكن للشّيعة فِي وقته
مثله.
ولبعضهم فِيهِ قصيدة يفضّله فيها على مُحَمَّد بْن إدريس الشّافعيّ
رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وما بينهما أفعل تفضيل.
392- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عبّاس [2] .
فقير بغداديّ صالح.
حدَّث عن: أَبِي بَكْر الأنصاريّ.
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
393- مُحَمَّد بْن أَبِي زيد [3] بن حمد [4] بن أبي نصر.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إدريس) في: تلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2331،
وسير أعلام النبلاء 21/ 332 رقم 175، والوافي بالوفيات 2/ 383 رقم
540، ولسان الميزان 5/ 65 رقم 215، وأمل الآمل 1/ 103 وأعيان
الشيعة (الطبعة الجديدة) 9/ 120، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 710،
ومعجم المؤلفين 9/ 32.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 379
رقم 577، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 37، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 39، 40.
[3] انظر عن (محمد بن أبي زيد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 400،
401 رقم 617، والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، والمعين في طبقات
المحدّثين 185 رقم 1967، وسير أعلام النبلاء 21/ 7311 دون ترجمة،
والعبر 4/ 299، وذيل التقييد 1/ 126 رقم 193، والنجوم الزاهرة 6/
180، وشذرات الذهب 4/ 322.
[4] تصحّف في الشذرات إلى: «أحمد» .
(42/314)
أبو عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، الكرّاني،
الخبّاز، شيخ معمّر عالي الإسناد، رحلة الوقت.
وُلِد سنة سبع وتسعين وأربعمائة، وكمّل مائة سنة.
وسمع: أَبَا عليّ الحدّاد، وفاطمة الْجُوزْدانيَّة، ومحمود بْن
إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفيّ روى عَنْهُ سائر «مُعجم الطَّبَرانيّ
الكبير» ، بسماعه من ابن فاذشاه، عن المؤلّف.
روى عَنْهُ: أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ،
وبدل التّبْرِيزيّ، ويوسف ابن خليل، وإسماعيل بْن ظَفَر، وجماعة.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير، والفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي ثالث شوّال.
وكَرَّان [1] : محلَّة بأصبهان.
394- مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن
عَبْد اللَّه بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد
الخلّال [2] .
أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ، الوكيل الحاجب.
روى عن: أَبِي الفضل الأُرْمَوِيّ، وغيره.
وعنه: أبو عَبْد اللَّه بْن النّجّار، وقال: كان ساكنا متواضعا.
تُوُفّي فِي ذي الحِجّة [3] .
395- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أحمد بن سراج [4] .
__________
[1] كرّان: بفتح الكاف وتشديد الراء المهملة وفتحها وبعد الألف
نون.
[2] انظر عن (محمد بن أبي القاسم) في: ذيل تاريخ مدينة السلام
بغداد 2/ 22 رقم 227، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 431، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 60، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 402، 403 رقم 623.
[3] وقال ابن الدبيثي: كان وكيلا مدّة ثم صار حاجبا من حجّاب
الديوان العزيز وتولّى النيابة بباب النوبيّ المحروس بعد موته..
وروى شيئا يسيرا، سمع منه آحاد الطلبة. وقد رأيته وما سمعت منه.
قرأت مولده بخط أبيه، ولد ابني أبو الحسن محمد في ليلة الخميس ثامن
جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وخمس مائة. (ذيل تاريخ مدينة السلام
22) .
[4] انظر عن (محمد بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/
239 رقم 371، والمختصر المحتاج إليه 1/ 97، والتكملة لوفيات النقلة
1/ 377، رقم 571، والجامع
(42/315)
أبو الفتح البغداديّ، البيّع، سِبْط أَبِي
المُظَفَّر الصّبّاغ.
شاهد جميل السِّيرة، ديّن.
سمع من: عمّ جدّه أَبِي القاسم عليّ بْن الصّبّاغ، والأُرْمَوِيّ،
وعمر بْن ظَفَر.
روى عَنْهُ: ابن النّجّار وأثنى عليه.
وقال: مات فِي المحرَّم [1] .
396- مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم عليّ بْن إِبْرَاهِيم [2] .
أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ الكاتب.
وُلِد سنة ثلاثٍ وعشرين.
وسمع من: قاضي المَرِسْتان أَبِي بَكْر، وإسماعيل بْن
السَّمَرْقَنْديّ، ويحيى بن البنّاء، ويحيى بْن الطّرّاح.
ووُلّي نظَرَ أَوَانا مدَّة.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن النّجّار، وحفيده مُحَمَّد بْن
الكريم، وغيره.
وتُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين فِي جُمادى الآخرة.
وكان من الأدباء الظُّرفاء اللُّطَفاء. نسخ كثيرا من مسموعاته ومن
كتب الأدب. وله مجموع كبير في عشرين مجلّدة. وكان صدوقا.
397- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حامد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّه بْن عَلي بْن محمود بْن هبة الله بْن أَلُه [3] .
__________
[ () ] المختصر 9/ 55، 56.
[1] وقال ابن الدبيثي: حدّث بالقليل. سمع منه آحاد الطلبة، وقد
رأيته وما اتفق لي من سماع. وقد أجاز لي. (ذيل تاريخ مدينة السلام
139) .
[2] انظر عن (محمد بن أبي القاسم علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام
بغداد لابن الدبيثي 2/ 140، 141 رقم 373، وتلخيص مجمع الآداب 5/
رقم 1258، والمختصر المحتاج إليه 1/ 97، والتكملة لوفيات النقلة 1/
388 رقم 596، والمختصر المحتاج إليه 1/ 97، 98، والوافي بالوفيات
4/ 147.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن حامد) في: الكامل في التاريخ 12/
171، ومعجم الأدباء
(42/316)
الْإِمَام العلّامة، المنشئ، البليغ،
الوزير، عماد الدّين، أبو عَبْد اللَّه الأصبهانيّ، الكاتب،
المعروف قديما بابن أخي الْعَزِيز.
وُلِد بأصبهان سنة تسع عشرة وخمسمائة، وقدِم بغداد وهو ابن عشرين
سنة أو نحوها.
ونزل بالنّظاميَّة، وتفقّه وبرع فِي الفِقْه على أَبِي مَنْصُور
سَعِيد ابن الرّزّاز، وأتقن الخلاف، والنَّحْو، والأدب.
وسمع من: ابن الرّزّاز، وأبي مَنْصُور بْن خَيْرُون، وأبي الْحَسَن
عليّ بْن عَبْد السّلام، والمبارك بْن عليّ السِّمّذِيّ، وأبي
بَكْر بْن الأشقر، وأبي القاسم عليّ بن الصّبّاغ، وطائفة.
__________
[ () ] 19/ 11- 28 رقم 4، ومفرّج الكروب 3/ 127، 128، ومرآة الزمان
ج 8 ق 2/ 504- 508، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 392، 393 رقم 605
وبدائع البدائه 100، 107، 115، 140، 184، 243، 248، 249، 311، 386،
388، 389، 393، 396، وذيل الروضتين 27، 28، ووفيات الأعيان 5/ 147-
153 رقم 705، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 2/ 844 رقم 1240، والجامع
المختصر لابن الساعي 9/ 61- 64، والمختصر في أخبار البشر 3/ 100،
والعبر 4/ 299، والمختصر المحتاج إليه 1/ 122، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 311، ودول الإسلام 2/ 106، وسير أعلام النبلاء 21/ 245-
250 رقم 180، والدرّ المطلوب 152، ومرآة الجنان 3/ 491- 494،
والبداية والنهاية 13/ 30، 31، وتاريخ ابن الوردي 2/ 117، والوافي
بالوفيات 1/ 132- 140 رقم 46، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/
178، والوفيات لابن قنفذ 299 رقم 597، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/
220، 221، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3742، 375 رقم 343،
والمواعظ والاعتبار 3/ 29، والمقفى الكبير 7/ 204- 211 رقم 3266،
والعسجد المسبوك 2/ 269، ومفتاح السعادة 1/ 264، 265، وتوضيح
المشتبه 1/ 263، والنجوم الزاهرة 6/ 178- 179، وتاريخ الخلفاء 457،
وثمرات الأوراق لابن حجة 20، وتاريخ ابن سباط 1/ 233، وشذرات الذهب
4/ 332، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 256 (في وفيات 599 هـ. 9، والدارس
في تاريخ المدارس 1/ 408، ومفتاح السعادة 1/ 214، وديوان الإسلام
3/ 287، 288 رقم 1441، وكشف الظنون 239 وغيرها، وإيضاح المكنون 2/
92، وهدية العارفين 2/ 105، والأعلام 7/ 254، ومعجم المؤلفين 11/
204، والفهرس التمهيدي 384، وبلوغ الأرب في علم الأدب 162، 163،
والكواكب الدرّية للجسر 21.
(42/317)
وأجاز له أبو القاسم بْن الحُصَيْن، وأبو
عَبْد اللَّه الفُرَاويّ.
ورجع إِلَى أصبهان سنة ثلاثٍ وأربعين، وقد برع فِي العلوم، فسمع
بها، وقرأ الخلاف على أَبِي المعالي الوركانيّ، ومحمد بْن عَبْد
اللطيف الخُجَنْديّ، ثُمَّ عاد إِلَى بغداد. وتَعَانَى الكتابة
والتّصرّف.
وسمع بالثّغر من السَّلَفيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والشّهاب القوصيّ، والخطير فتوح بن نوح
الخُوّيّ، والعزّ عَبْد الْعَزِيز بْن عُثْمَان الإرْبليّ،
والشَّرَف مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عليّ الأنصاريّ، والتّاج
القُرْطُبيّ، وآخرون.
وبالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير، وغيره.
وأَلُه اسمٌ فارسيّ معناه العُقاب.
ذكره ابن خَلِّكان [1] ، وقال: كان شافعيّا، تفقَّه بالنّظاميَّة،
وأتقن الخلاف وفنون الأدب، وله من الشِّعْر والرّسائل ما هُوَ
مشهور. ولمّا مَهَرَ تعلّق بالوزير عَوْن الدّين يحيى بْن هُبَيْرة
ببغداد، فولّاه نظر البصْرة، ثُمَّ نَظَر واسط. فلمّا تُوُفّي
الوزير ضعُف أمره، فانتقل إِلَى دمشق فقدِمها فِي سنة اثنتين
وستّين وخمسمائة، فتعرّف بمدبّر الدّولة القاضي كمال الدّين
الشَّهْرزُوريّ، واتّصل بطريقة بالأمير نجم الدّين أيوب والد صلاح
الدّين، وكان يعرف عمَّه الْعَزِيز من قلعة تِكْريت، فأحسن إليه.
ثُمَّ استخدمه كمال الدّين عند نور الدّين فِي كتابة الإنشاء.
قال العماد: وبقيت متحيّرا فِي الدّخول فيما ليس من شأني، ولا
تقدَّمَتْ لي به دُرْبَة. فجُبن عَنْهَا فِي الابتداء، فلمّا
باشرها هانت عليه، وصار منه ما صار. وكان يُنشئ بالعجميَّة أيضا.
وترقّت منزلته عند السّلطان نور الدّين، وأطلعه على سرّه، وسيَّره
رسولا إلى بغداد في أيّام المستنجد، وفوَّض إليه تدريس المدرسة
المعروفة بالعماديَّة بدمشق فِي سنة سبْعٍ وستّين، ثُمَّ رتّبه فِي
أشراف الدّيوان في سنة ثمان.
__________
[1] في وفيات الأعيان 5/ 147 وما بعدها.
(42/318)
فلمّا تُوُفّي نور الدّين وقام ولده ضُويق
من الّذين حوله وخُوِّف، إِلَى أن ترك ما هُوَ فِيهِ، وسافر إِلَى
العراق، فلمّا وصل إِلَى الموصل مرض. ثُمَّ بَلَغَه خروج السّلطان
صلاح الدّين من مصر لأخذ دمشق، فعاد إِلَى الشّام فِي سنة سبعين،
وصلاح الدّين نازل على حلب، فقصده ومدحه، ولزِم رِكابه، وهو مستمرّ
على عطلته، إِلَى أن استكتبه واعتمد عليه، وقرُب، منه حتّى صار
يضاهي الوزراء.
وكان القاضي الفاضل ينقطع عن خدمة السّلطان فِي مصالح الدّيار
المصريَّة، فيقوم العماد مقامه.
وله فِي المصنَّفات «خريدة القصر وجريدة العصر» جعله ذيلا على
«زينة الدّهر» لأبي المعالي سعد بْن عليّ الخطيريّ. «وزينة الدّهر»
ذيلٌ على «دُمْيَة القصْر وعُصْرة أَهْل العَصْر» للباخَرْزيّ،
«والدُّمْية» ذيلٌ على «يتيمة الدّهر» للثّعالبيّ، و «اليتيمة»
ذيلٌ على كتاب «البارع» لهارون بْن عليّ المنجّم.
فذكر العماد فِي كتابه الشّعراء الّذين كانوا بعد المائة الخامسة
إِلَى سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وجمع شعراء العراق، والعجم،
والشّام، والجزيرة، ومصر، والمغرب، وهو فِي عَشْر مجلّدات.
وله كتاب «البَرْق الشّاميّ» فِي سبْع مجلدات. وإنّما سمّاه البرق
الشّاميّ لأنّه شبّه أوقاته فِي الأيّام النّورية والصّلاحية
بالبرق الخاطف لطِيبها وسُرعة انقضائها.
وصنَّف كتاب «الفتح القُسّي فِي الفتح القُدْسي» فِي مجلّدين،
وصنَّف كتاب «السَّيْل والذَّيْل» ، وصنَّف كتاب «نُصْرة الفَتْرَة
وعُصرة الفِطْرة» فِي أخبار بني سلجوق ودولتهم، وله ديوان رسائل
كبير، وديوان شِعر فِي أربع مجلَّدات، وديوان جميعه دو بيت، وهو
صغير.
وكان بينه وبين القاضي الفاضل مخاطبات ومحاورات ومكاتبات.
قال مرَّة للفاضل: سِرْ فلا كبا بك الفرس.
(42/319)
فقال له: دام عُلا العماد.
وذلك مِمَّا يُقرأ مقلوبا وصحيحا [1] .
قال ابن خَلِّكان [2] : ولم يزل العماد على مكانته إِلَى أن
تُوُفّي السّلطان صلاح الدّين، فاختلّت أحواله، ولم يجد فِي وجهه
بابا مفتوحا. فلزِم بيته وأقبل على تصانيفه.
وأَلُهْ: معناه بالعربيّ العُقاب، وهو بفتح الهمزة، وضمّ اللّام،
وسكون الهاء.
وقيل إنّ العُقاب جميعه أنثى، وإنّ الّذي يسافده طائرٌ من غير
جنسه، وقيل: إنّ الثّعلب هُوَ الّذي يسافده، وهذا من العجائب.
قال ابن عنين فِي ابن سَوْدة:
ما أنت إلا كالعقاب فأمُّهُ ... معروفةٌ وله أبٌ مجهولُ
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: حكى لي العماد من فلْق فِيهِ، قال:
طلبني كمال الدّين لنيابته فِي ديوان الإنشاء، فقلت: لا أعرف
الكتابة. فقال: إنّما أريد منك أن تُثْبِت ما يجري فتخبرني به.
فصرت أرى الكتب تكتب إِلَى الأطراف، فقلت لنفسي: لو طُلب منّي أن
أكتب مثل هَذَا ماذا أكنت أصنع؟ فأخذتُ أحفظ الكُتُب وأحاكيها،
وأروِّض نفسي فيها. فكتبت كتبا إِلَى بغداد، ولا أُطْلِع عليها
أحدا. فقال كمال الدّين يوما: ليتنا وجدنا من يكتب إِلَى بغداد
ويُرِيحنا. فقلت: أَنَا أكتب إنْ رضيتَ.
فكتبت وعرضت عليه، فأعجبه فاستكتبني. فلمّا توجّه أسد الدّين إِلَى
مصر فِي المرَّة الثّالثة صحِبْتُه.
قال الموفّق: وكان فقهه على طريقة أسعد المِيهَنِيّ، ومدرسته تحت
القلعة. ويوم يدرّس تتسابق الفُقهاء لسماع كلامه وحُسْن نُكَتِه.
وكان بطيء
__________
[1] وفيات الأعيان 5/ 150.
[2] في وفيات الأعيان 5/ 152.
(42/320)
الكتابة، ولكنْ دائم العمل، وله توسُّع فِي
اللّغة، ولا سعَة عنده فِي النَّحو.
وتُوُفّي بعد ما قاسي مَهانات ابن شُكْر.
وكان فريد عصره نظْمًا ونثْرًا. وقد رَأَيْته فِي مجلس ابن شُكْر
مَزحومًا فِي أُخريات النّاس.
وقال زكيّ الدّين المنذريّ [1] : كان جامعا للفضائل: الفِقْه،
الأدب، والشِّعْر الجيّد، وله اليد البيضاء فِي النّثْر والنَّظْم،
وصنَّف تصانيف مفيدة.
قال: وللسّلطان الملك النّاصر معه من الإغضاء والتّجاوز والبَسْط
وحُسن الخُلُق ما يُتعجَّب من وقوع مثله من مثلِه.
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي مستهلّ رمضان بدمشق، ودُفن بمقابر
الصُّوفيَّة.
أنبأنا أَحْمَد بْن سلامة، عن مُحَمَّد بْن محمد الكاتب، أنبا عليّ
بْن عَبْد السّيّد، أَنَا أبو مُحَمَّد الصّيرفينيّ، أَنَا ابْنُ
حُبَابَةَ: ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ
الْجَعْدِ، أَنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي ذبيان، واسمه خليفة بْن كعب،
قال: سمعت ابن الزّبير يقول: لا تُلِبسوا نساءَكم الحرير فإنّي
سمعتُ عُمَر يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
«مَن لبسَه فِي الدّنيا لم يلبسه في الآخرة» [2] رواه الْبُخَارِيّ
[3] ، عن عليّ بْن الْجَعْد رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مثله. ومن شِعْره
فِي قصيدة:
يا مالِكًا رِقّ قلبي ... أراكَ ما لَكَ رِقَّهْ
ها مُهْجَتي لك خُذْها ... فإنّها مستحِقَّهْ
فدَتْكَ [نفسي] [4] برفق ... ممّا رمتني [5] المشقّه
__________
[1] في التكملة 1/ 393.
[2] أخرجه مسلم في اللباس (2069/ 11) ، والنسائي 8/ 200.
[3] في اللباس 10/ 243 باب لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه.
[4] في الأصل بياض، والمثبت من: سير أعلام النبلاء 21/ 349.
[5] في سير أعلام النبلاء: «فما أطيق» .
(42/321)
ويا رشيقا أتتني [1] ... من سهم عينيه
رَشْقَهْ
لِصارِم الْجَفْنِ منهُ ... فِي مُهجتي ألفُ مَشْقَهْ
وخصره مثلُ معنى ... بَلا غِيٍّ فِيهِ دِقَّهْ
وله:
كتبتُ والقلب بين الشَّوق والكمدِ ... والعَينُ مطروفةٌ بالدّمع
والسّهد
وَفِي الحَشَى نفحةٌ للوجْد مُحرِقة ... مَتَى تجدْ نفحة من أرضكم
تقدِ
يا رائدا وهو سارِ فِي الظّلام سنا ... وطالبا فِي الهجير الوِردَ
وهو صَدِ
ها مهجتي فاقتبِس من نارها ضرما ... ومُقْلتي فاغترف من مائها
وِردِ
يا مَن هُوَ الرّوحُ بل روحُ الحياةِ ... ولا بقاء بعد فِراق
الرّوح للجسدِ
حاولتَ نقْضَ عهودٍ صُنتُها، ولكم ... أردتَ فِي الحبّ سُلْوانًا
ولم أردِ
واها لحاضرةٍ فِي القلب غائبةٍ ... عن ناظري من هواها ما خلا جلدي
قويَّة البطْش باللَّحْظ الضّعيف وبالخصر ... النّحيف وكلّ مضعف
جسدي
لا غرو إن سحرت قلبي بمقلتها ... نفّاثة بفنون السّحر من العقد
بالطّرف في كحل، بالعطف فِي ميل، ... بالخدِّ فِي خجلٍ، بالقدِّ
فِي ميدِ
بالرّاح مُرْتَشِفًا، بالورد مقتطفا، ... بالغُصن منعطفا، بالثّغر
كالبَرَدِ
لا جلتُ يوما ولا أبصرتُ من شغفٍ ... ضلالتي فِي الهوى إلّا مِن
الرشَدِ
وله:
كالنَّجْم حين هدا، كالدّهر حين عدا ... كالصُّبْح حين بدا،
كالعَضْب حين برا
فِي الحلْم طودٌ علا، فِي الحكم بحر نُهى ... فِي الجودِ غَيث ندا،
فِي البأس لَيْث شرا
أنبأني ابن البُزُوريّ قال: العماد هو إمام البلغاء، وشمس
الشّعراء، وقطب رحى الفضلاء، أشرقت أشِعَّة فضائله وأنارتْ، وأنجدت
الرُّكْبانُ بأخباره وأغارتْ، فِي الفصاحة قسُّ دَهرهِ، وَفِي
البلاغة سَحْبان عصره، فاق الأنام طُرًّا نَظْمًا ونثْرًا. وَفِي
رسائله المعاني الأبكار المخجلة الرياض عند إشراق النّوّار.
__________
[1] في السير: «أتاني» .
(42/322)
ومن شعره:
نقضي عمره فِي الهجرِ شوقا إِلَى الوصلِ ... وأبلاه من ذِكر
الأحبَّة ما يُبلي
وكان خَلِيّ القلب من لوعةِ الهَوَى ... فأصبح من برْح الصَّبَابَة
فِي شُغْلِ
وأطربه اللّاحي بذِكر حبيبه ... فآلى عليه أن يزيدَ من العذلِ
وما كنتُ مفتون الفؤاد وإنّما ... عليَّ فُتُوني دسَّ.... [1]
الذّلِ
نُحُولي ممّن شدّ عِقْد نطاقه ... على ناحلٍ واهٍ من الخصرِ منحلِ
إذا رام للصَّدّ القيامَ أبَتْ له ... رَوادِفُه إلّا المُقام على
وصْلي
398- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن مُحَمَّد بْن كوكب [2] .
أبو عَبْد اللَّه الْبَغْدَادِيّ المولد، الحِلّي المنشأ، المقرِئ
الماهر المُعرَّف بابن الكال البزّار.
مقرِئ جليل مشهور بصيرٌ بالقراءات، ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة،
وقرأ القراءات على: سِبْط الخيّاط، وأبي الكَرَم الشّهرزُوريّ،
ودعوان بْن عليّ، وأبي العلاء الهَمَذَانيّ وسمع منهم ومن عليّ بْن
الصّبّاغ.
وقرأ بالموصل على: يحيى بْن سعدون.
وأقرأ بالحلَّة مدَّة، وحمل النّاس عَنْهُ.
قال أبو عَبْد الله الدّبيثيّ: قرأتُ عليه بالرّوايات العشر،
وسمعتُ منه.
وحدَّثنا بدُكّانه بالحلَّة المَزْيَدِيَّة.
وتُوُفّي فِي حادي عشر شهر ذي الحجّة بالحلّة.
__________
[1] في الأصل بياض.
[2] انظر عن (محمد بن محمد بن هارون) في: تاريخ ابن الدبيثي
(مخطوطة باريس 5921) ورقة 180، 181، والتكملة لوفيات النقلة 1/ رقم
588، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 57، والمختصر المحتاج إليه 1/
165، 166، وتذكرة الحفاظ 4/ 1348، والعبر 4/ 300، والمشتبه 2/ 560،
ومعرفة القراء الكبار 2/ 569، 570 رقم 525، وسير أعلام النبلاء 21/
311 دون ترجمة. ومرآة الجنان 3/ 492، وغاية النهاية 2/ 259، وشذرات
الذهب 4/ 333.
(42/323)
قلت: وممّن قرأ عليه الدّاعي الرّشيديّ،
وهو آخر مَن روى عَنْهُ.
قال ابن نُقْطَة: وحدَّث عن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عنقش
الأنباريّ. وكان له بالحلَّة دُكّان يعمل فِيهِ البزر.
399- مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد بْن أَبِي المعالي بْن المقرون
[1] .
أبو شجاع اللَّوْزيّ، نسبة إِلَى محلَّة اللَّوزية بشرقيّ بغداد،
المقرِئ، الرجل الصالح.
قرأ القرآن عَلَى: أَبِي مُحَمَّد سبْط الخياط، وأبي الكَرَم
الشّهرزوريّ بالروايات. وسمع منهُما، ومن: أَبِي الْحَسَن بْن
عَبْد السّلام، وابن الصّبّاغ، وأبي الفتح عَبْد اللَّه بْن
البيضاويّ، وأبي الفضل الأُرْمَوِيّ، وجماعة.
وروى الكثير، وأقرأ النّاسَ دهرا حتّى لقَّن الآباء والأبناء
والأحفاد.
وكان أمّارا بالمعروف، نهّاء عن المُنْكَر كثير الخير. أقرأ كتابَ
اللَّه نحوا من ستين سنة. وكان بصيرا بالقراءات، وكان يأكل من كسْب
يده، ولا يأخذ من أحدٍ شيئا.
تُوُفّي فِي سابع عشر ربيع الآخر.
قال أبو عَبْد اللَّه النّجّار: لقّن خلقا لا يُحْصَوْن، وحُمِلت
جنازته على الرّؤوس، وما رَأَيْت جمْعًا أكثر من جمع جنازته.
قال: وكان مُستَجَاب الدّعوة، وَقُورًا.
وقال الدُّبيثيّ [2] : قرأنا عليه القراءات، وسمعنا منه، ونِعْمَ
الشّيخ كان.
ثمّ روى عنه حديثا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 383،
384 رقم 588، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 180، 181،
والجامع المختصر 9/ 57، والمختصر المحتاج إليه 1/ 165، 166، وسير
أعلام النبلاء 21/ 311 دون ترجمة، والمشتبه 2/ 560، وغاية النهاية
2/ 259، وتوضيح المشتبه 7/ 369، وشذرات الذهب 4/ 333.
[2] في المختصر المحتاج إليه.
(42/324)
وممّن روى عَنْهُ: الضّياء، وابن خليل،
واليّلْدانيّ، والنّجيب عَبْد اللّطيف، والزّين بْن عَبْد الدّائم.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والفخر بْن الْبُخَارِيّ.
ودُفِن بصُفَّة بِشْر الحافي.
400- مُحَمَّد بْن الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد بْن ميمون [1] .
أبو غالب الأديب، الكاتب.
سمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، وابن ناصر، وأبا بَكْر بْن
الزّاغونيّ.
وله شِعْر جيّد [2] .
وكان مكثِرًا من أشعار العرب.
ولابن الْبُخَارِيّ منه إجازة.
وتوفّي في جمادى الآخرة.
401- مُحَمَّد بْن أَبِي طاهر بْن زقمير [3] .
أبو عَبْد اللَّه الحربيّ، الآجُرّيّ.
سَمِع: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
روى عنه: الدَّبِيثيّ، وابن خليل.
وتوفّي فِي ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 387
رقم 594، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 141، والوافي
بالوفيات 4/ 382 رقم 1932، والمختصر المحتاج إليه 1/ 139، 140.
[2] أورد له ابن الساعي في كتاب «لطائف المعاني» قوله ما يكتب على
مرآة:
في يا قوم خصلتان أراني ... بهما الدهر ذات كبر وتيه
جلبي الشكر والمحامد للَّه ... وصدقي في كل ما أحكيه
سئل عن مولده فقال: في سابع عشر المحرّم سنة ثلاث وعشرين وخمس
مائة.
[3] انظر عن (محمد بن أبي طاهر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 401
رقم 620، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 181، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 166، 167.
(42/325)
402- مُحَمَّد البلْخي الزّاهد [1] .
نزيل بغداد. كان كبير القدْر، صالحا، منعزِلًا عن النّاس، يسكن
الخراب، ولا يُعلَم من أَيْنَ قُوته إِلَى أن كبر وعجز. أدركه
أجَلُه وهو منقطع فِي مسجد مجاور بقبر معروف الكَرْخيّ.
تُوُفّي إِلَى رحمة اللَّه فِي المحرَّم، وجهّزته أمّ الخليفة،
وأخذت درّاعته للبركة، وكان قد قارب الثّمانين.
قال ابن النّجّار: كان يتنقّل فِي الأمكنة لئِلّا يُعرف. وما كان
يفهم بالعربيّ.
وكان الخليفة النّاصر يقصده زائرا فلا يكلّمه. وما كان يعرفُ
أَحَدٌ من أَيْنَ يأكل.
وكان كثير العبادة، شديد الرياضة، له كرامات ظاهرة، رحمه اللَّه.
403- الْمُبَارَك بْن حَمْزَة بْن عليّ [2] .
الفقيه أبو المظفَّر بْن البُزُوريّ، الْبَغْدَادِيّ، سِبْط أَبِي
المظفّر بْن الصّبّاغ.
كان إماما مبرّزا، أعادَ بالنّظامية ببغداد.
وتفقّه على: أَبِي المحاسن يوسف بْن بُنْدار.
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
404- الْمُبَارَك بْن الْمُبَارَك [3] بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن
بن سكّينة [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد البلخي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 376 رقم
570، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 158، ومرآة الزمان 8/
270، والجامع المختصر 9/ 54، 55، والمختصر المحتاج إليه 1/ 169،
170.
[2] انظر عن (المبارك بن حمزة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 379
رقم 576، والجامع المختصر 9/ 56، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 132
رقم 729، والعقد المذهب، ورقة 261، ومعجم الشافعية لابن عبد
الهادي، ورقة 73.
[3] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: مشيخة النعّال 139، 140،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 382، 383 رقم 585، والمشتبه 1/ 364،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 178 رقم 1157، وتوضيح المشتبه 5/ 129.
[4] سكّينة: بكسر السين المهملة وتشديد الكاف بعدها ياء مثنّاة من
تحتها ثم نون.
(42/326)
أبو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ، الأنْماطي،
البَيِّع.
حدَّث من بيته جماعة.
وسمع هُوَ من: أَبِي القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
روى عَنْهُ: الدُّبِيثيّ، وغيره.
وتُوُفّي رحِمَه اللَّه فِي ربيع الأوّل، وله أربع وثمانون سنة.
405- مَسْعُود بْن مُحَمَّد بْن الدّلّال.
الهَمَذَانيّ، شيخ القَلَنْدَرِيَّة.
ذكره شيخنا ابن البُزُوريّ فِي «تاريخه» ، وقال: كان على قَدَم
حَسَن، وكان كثيرا ما يقول: الماضي لا يُذكر. فقيل إنّه رئي في
المنام، فَقِيل لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّه بك؟ قَالَ: أوقفني بين
يديه، وقال لي: يا مَسْعُود الماضي لا يُذْكَر، انطلقوا به إِلَى
الجنَّة.
تُوُفّي فِي شهر رمضان من سنة سبْع.
406- مَنْصُور بْن الْحَسَن بْن منصور [1] .
الإمام أبو المكارم الزّنجانيّ، الشّافعيّ، نزيل بغداد، ومُعيد
النّظاميّة، ومدرّس المدرسة التّقيَّة.
إمام مناظرٌ، عارف بالمذهب، له حلقة بجامع القصر.
توفي في رمضان.
- حرف الياء-
407- يحيى بن طاهر [2] .
__________
[1] انظر عن (منصور بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 393
رقم 606، والجامع المختصر 9/ 64، 65، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 7/ 304، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 9، وطبقات الشافعية
لابن كثير، ورقة 151 ب، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 165،
ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 88.
[2] انظر عن (يحيى بن طاهر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 402 رقم
622، والجامع المختصر 9/ 71، 72، والمختصر المحتاج إليه 3/ 244 رقم
1346، وإنسان العيون
(42/327)
أبو زكريّا الْبَغْدَادِيّ، الواعظ،
المعروف بابن النّجّار.
كان يتّهم بالكذِب. وله سماع من سِبْط الخيّاط، والأُرْمَوِيّ.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة عَنْ خمسٍ وسبعين سنة [1] .
قال الدُّبيثيّ: أنشدنا ابن النّجّار لبعضهم:
عاشِرْ من النّاس مَن تبقى مودّته ... فأكثر النّاسِ جمعٌ غير
مؤتلِف
منهم صديقٌ بلا قاف، ومعرفةٌ ... بغير فاء، وإخوانٌ بلا ألفِ
408- يوسف بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن غُصْن [2] .
أبو الحَجّاج التُّجَيْبيّ، وقيل اللَّخْمي، الإشبيليّ،
الْمُقْرِئ.
أَخَذَ القراءات عَنْ: أَبِي الْحَسَن شريح، وأبي العبّاس بن حرب،
وأبي العبّاس بن عيشون.
وروى عن: أَبِي بَكْر بْن العَرَبيّ.
وتصدَّر للإقراء بإشبيليَّة، وطال عمره، ورحل النّاس إليه. وهو آخر
أصحاب شريح الّذين قرءوا عليه.
تُوُفّي فِي سنة سبْعٍ هَذِهِ تقريبا. قاله الأبّار.
قلت: بل هُوَ مِن آخرهم.
الكنى
409- أبو مَنْصُور بْن أَبِي بَكْر بْن شُجاع بْن نُقْطة
المُزَكْلِش [3] .
أخو الزّاهد عَبْد الغنيّ. بغداديّ ظريف، ينشد في الأسواق ويمسخر
__________
[ () ] 175، وميزان الاعتدال 4/ 387 رقم 9548، ولسان الميزان 6/
263 رقم 922.
[1] مولده سنة 522 هـ.
[2] انظر عن (يوسف بن عبد الرحمن) في: التكملة لكتاب الصلة لابن
الأبّار (مخطوط) 3/ ورقة 143، وصلة الصلة لابن الزبير 216، ومعرفة
القراء الكبار 2/ 570 رقم 526، وغاية النهاية 2/ 396، 397، وشذرات
الذهب 4/ 333.
[3] انظر عن (أبي منصور) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 509، وذيل
الروضتين 28.
(42/328)
ويلعب. وله يد في كان وكان. وكان يُسحِّر
النّاس فِي رمضان.
قيل له: أَمَا تستحي، أخوك زاهد العراق، وأنت تُزَكْلِش فِي
الأسواق؟
فقال مواليا:
قد خاب مَن شبّه الجزعة إِلَى دُرَّه [1] ... وشابه قحبة إِلَى
مستحسنة [2] حُرَّه
أَنَا مُغنّي وأخي زاهد إِلَى مرَّه ... بئرين فِي دار [3] ذي
حُلوة وذي مُرَّة [4]
وفيها وُلِد الشيخ شمس الدين عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَر،
وإبراهيم بْن مَسْعُود الحويريّ الحبشيّ، والشّيخ مُحَمَّد بْن
أَحْمَد بْن منظور المصريّ، والمحبّيّ طاهر بْن أَبِي الفضّال
الكحّال، ومحمد بْن ربيعة بْن حاتم الحيْليّ المصريّ، والعماد
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب المنقذيّ، وفاطمة بنت
الملك المحسن في شعبان.
__________
[1] في ذيل الروضتين: «الدرة» .
[2] في ذيل الروضتين: «مستجنة» .
[3] في ذيل الروضتين: «في الدار بئرين» .
[4] وأجري حديث قتل عثمان وأن عليّا كان بالمدينة ولم يقدر على
الوصول إليه، فقال ابن نقطة: ومن قتل في جواره مثل ابن عفان واعتذر
يجب عليه أن يقبل في الشام عذر يزيد.
فأراد الشيعة قتله فوثب عليه ليلة وكان يسحّر الناس في شهر رمضان.
وكان الملك الناصر تلك الليلة في المنظرة وهو واقف يسحّر ويقول: أي
نياما، قوما، قوما السحور، قوما، فعطس الخليفة، فقال ابن نقطة: يا
من عطس في الروزنة، يرحمك الله قوما. فبعث الخليفة إليه مائة
دينار، وحماه من الشيعة، فمات بعد قليل.
(42/329)
سنة ثمان وتسعين
وخمسمائة
- حرف الألف-
410- أَحْمَد بْن تَزْمش بْن بَكْتَمُر [1] .
أبو القاسم الْبَغْدَادِيّ، الخيّاط.
سمع: أَبَا بَكْر قاضي المَرِسْتان، وأبا القاسم الكَرُّوخيّ، وأبا
الفضل الأُرْمَوِيّ، وجماعة.
وأقام بدمشق مدَّةً، ثمّ عاد إلى بغداد، ثمّ رجع إِلَى دمشق وبها
مات.
كذا قال الدُّبيثيّ. وإنّما مات فِي شوّال بحلب، قاله الضّياء.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ [2] ، وقال إنّه وُلد سنة ثمان وعشرين.
وروى عنه: الضّياء، وابن خليل، والقوصيّ وقال: لَقَبُه: صائن
الدّين، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وابن عَبْد الدّائم.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن سلامة، وغيره.
وقال ابن النّجّار: كان ظريفا كيّسا، يرجع إِلَى أدبٍ وتمييز. وكان
صاحبا لقاضي القضاة القاسم بن الشّهرزوريّ، سمعنا منه.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن تزمش) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 441، 442
رقم 698، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 921 ذ) ورقة 166، وتاريخ بغداد
للبنداري، ورقة 16، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 945، والعبر 4/ 301،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 177، والوافي بالوفيات 6/ 280، 281 رقم
2774، وشذرات الذهب 4/ 334.
وذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 21/ 386
دون ترجمة.
[2] في المختصر المحتاج إليه 1/ 177.
(42/330)
411- أَحْمَد بْن دَاوُد بْن يوسف [1] .
أبو جَعْفَر الْجُذَاميّ، الغَرْناطيّ، النَّحْويّ.
ذكره الأَبّار [2] فقال: كان نَحْويًا لُغَويًّا. صنَّف شرحا
«لمقامات» الحريريّ، وشرحا «لأدب الكاتب» لابن قُتَيْبة [3] .
قال: وتُوُفّي فِي حدود سنة ثمانٍ [4] .
412- أَحْمَد بْن سَلَمَةَ بْن أحمد بن يوسف [5] .
أبو جعفر ابن الصَّيْقَل الْأَنْصَارِيّ، اللّورَقيّ.
روى عن: ابن الدّبّاغ، وأبي بَكْر بْن خبر، وجماعة.
وكان مَعنِيًّا بالحديث.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عِيسَى بْن أَبِي السّداد، وأبو عَبْد اللَّه
بْن الصّفّار، وأبو الْحَسَن ابن القطّان.
وتُوُفّي فِي المحرَّم. ذكره الأبّار [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن داود) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 92،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1/ 115 رقم 151، وبغية
الوعاة 1/ 132، وكشف الظنون 48، 1788، ومعجم المؤلفين 1/ 219.
[2] في تكملة الصلة 1/ 92.
[3] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: من أهل باغة ابن هيثم، سرقسطي
الأصل، انتقل سلفه منها قديما أبو جعفر. روى عن سليمان بن يزيد
السعدي، وكان متقدّما في المعرفة بالنحو والحفظ للغة والذكر
للآداب، ذا مشاركة جيدة في الطب، وغيره، وحظ من قرض الشعر.
(الذيل والتكملة) .
[4] وفي الذيل: توفي بباغة سنة سبع وقيل سنة ثمان وتسعين وخمسمائة
ابن سبعين سنة أو نيّف عليها.
[5] انظر عن (أحمد بن سلمة) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 91،
والذيل والتكملة لكتاب الموصول والصلة 1/ 125- 127 رقم 177.
[6] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان محدّثا حافظا، كامل العناية
بالحديث ومن أهل المعرفة به، ضابطا متقنا وافر الحظ من علم العربية
درسها بتلمسان، واستدعاه أبو يوسف يعقوب المنصور بن أبي يعقوب بن
أبي محمد عبد المؤمن إلى حضرته مراكش ليسمع عليه الحديث، فقدمها
وأسمع بها، ثم عاد إلى تلمسان في ذي القعدة سنة خمس وثمانين
وخمسمائة قال فيه أبو الحسن ابن القطان: عدل إمام في الحديث.
(42/331)
413- أَحْمَد بْن عليّ بْن الحَكَم [1] .
أبو جَعْفَر بْن الحصّار القَيْسي، الغَرْناطي، العطّار.
قال الأَبّار: سمع «صحيح الْبُخَارِيّ» و «مُسْلِم» من شُرَيْح.
وسمع من: أَبِي جَعْفَر بْن الباذش، وأبي مُحَمَّد بْن عطيَّة،
والقاضي عِياض، وأبي بَكْر بْن نفيس، وجماعة.
وأجاز له أبو القاسم بْن بَقِيّ، وأبو عَبْد اللَّه بْن مكّيّ،
وجماعة.
وكان من أَهْل الصّلاح والعناية بالرّواية، ثقة، صدوقا. حدَّثنا
عَنْهُ جماعة، ووُليّ خطابة بلده [2] .
مولده سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
وتُوُفّي فجأة فِي ربيع الأوّل.
414- أَحْمَد بْن أَبِي عليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بَكْري
[3] .
أَبُو العبّاس الحريميّ.
روى عن: أَحْمَد بْن عليّ بْن الأشقر.
وهو من بيت الرواية.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن الحكم) في: تكملة الصلة لابن الأبّار،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1/ 303- 305 رقم 387.
[2] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان مقرئا مجوّدا محدّثا مكثرا،
عدلا خيارا، زاهدا، فاضلا صالحا ورعا، يتعيّش مما يعود عليه في عمل
مراوح الحلفاء وما يشبهها، كثير التلاوة للقرآن والبكاء عندها
والخشوع فيها. خطب وأمّ بجامع غرناطة بعد أبي عبد الله بن أحمد بن
عروس، وأسمع به الحديث طويلا، وأنسأ الله في أجله فعلت روايته
وتنوفس في الأخذ عنه. وكان ثقة فيما يرويه، وكتب بخطه الكثير.
قال أبو عمرو سالم بن صالح بن سالم: سألته بغرناطة يوم الأربعاء
جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة عن مقدار ما نسخ، فقال:
انتسخت في عمري ثمانية آلاف ورقة.
ومما يؤثر من فضله أنه قتل ولده، فسيق قاتله وثبت عليه دمه ووجب له
قتله، فلما أحضر للموت ورأى أبو جعفر السيف والحال قد اشتدّ جاءه
وقال: يا بنيّ قتلت ولدي وقطعت كبدي. وعتب عليه ثم عفا عنه،
وسرّحه، نفعه الله وأعظم أجره.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 408
رقم 634.
(42/332)
مات فِي المحرَّم. وهو:
415- أَحْمَد بْن أَبِي عليّ الْمُبَارَك بْن أَحْمَد بْن بكْري
[1] .
أبو الْعَبَّاس الحريمي.
سمع: أَحْمَد بْن الأشقر، وسعْد الخير الأندلسيّ.
سمع منه: أَحْمَد بْن سلمان السكّر، وغيره.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
ورّخه ابن النّجّار.
416- أَحْمَد بْن المؤمّل بْن الْحَسَن [2] .
أبو مُحَمَّد العدْوانيّ الشّاعر.
كان يمدح بالشِّعر.
وسمع من: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ، وأبي مُحَمَّد سِبط الخيّاط.
وحدَّث، ولم يكن مَرْضِيًّا.
ومن شِعره:
قد كان للنّاس أبوابٌ مفتَّحَة ... تُغشَى ويُطلب منها الفضل
والجودُ
فأصبحت كلّها بابا وقد منعت ... منه الحوائج فالمفتوح مسدود [3]
__________
[1] هو الّذي قبله.
[2] انظر عن (أحمد بن المؤمّل) في: الوافي بالوفيات 8/ 206، 207
رقم 3639.
[3] ومن شعره:
وقائلة أراك أخا هموم ... فقل لي ما دهاك من البلايا
فقلت لها دهاني فاندبيني ... وقوفي وسط معترك المنايا
ومنه أيضا:
هاجر معي إن رحمتني هاجر ... واسترض عنّي زماني الهاجر
وقف على منزل كلفت به ... بين ربى رامة إلى حاجر
منها:
يقبل ذو الوجد عن مقاصده ... فيها فيهديه نشرها العاطر
تبكي رباها لفقد ساكنها ... حزنا ويفترّ روضها الزاهر
منازل اللهو لا عداك حيا ... يؤنس من طيب ربعك النافر
(42/333)
417- أَحْمَد بْن يوسف بْن مُحَمَّد بْن
خُشَيْش [1] .
أبو العبّاس الأَزَجيّ، الدّقّاق.
سمع من: أَبِي البركات يحيى بن عبد الرحمن الفارقي، وأبي القاسم
بْن السَّمَرْقَنْديّ.
418- إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عليّ [2] .
أبو مَنْصُور الأَسَديّ، العامريّ، البصْريّ، القطّان.
تُوُفّي ببغداد وله ستٌّ وسبعون سنة.
سمع بالبصرة من: أَبِي جَعْفَر الغِطْريف بْن عَبْد اللَّه، وطلحة
بْن عليّ العامريّ.
وحدَّث ببغداد. وكان له فَهْمٌ ومعرفةٌ مّا.
روى عَنْهُ: ابن النّجّار.
419- إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْعَزِيز بْنِ مُحَمَّدِ بْن عَلِيِّ
بْن أبي الفوارس [3] .
__________
[ () ]
سقاك يا دارهم ومعهدهم ... كلّ سحاب مزمجر ماطر
ومنه أيضا:
كم ترشق النكبات نفس عزائمي ... وعليّ من جزعي أعدّ دلاص
ومن العجائب أن كل بلاغة ... جمحت مطاوعتي وحظّي عاص
والطير جنس واحد لكنّما ... للغاتهنّ حبسن في الأقفاص
وقال مما يحسن أن يكتب على قبر:
أمرت فلم نقبل لسوء اختيارنا ... وها نحن أسرى في يديك إلهنا
وكانت أمانيّ الحياة تسوقنا ... بتسويفها بالخير حتى إلى هنا
فإن أنت يا ربّ انتقمت فعادل ... وإن أنت حقّقت المنى قلنا الهنا
[1] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 420 رقم
656، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 237، وتلخيص مجمع
الآداب 4/ رقم 16، والمختصر المحتاج إليه 1/ 225.
[2] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 412،
413 رقم 643، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 243، 244،
وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 570.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد العزيز) في: المختار من تاريخ ابن
الجزري 78- 80، والمقفّى الكبير للمقريزي 1/ 228 رقم 248 ولم يذكره
الأدفوي في (الطالع السعيد) مع أنه من شرطه.
(42/334)
نفيس الدّين القُرَشيّ، الجزِيريّ، نزيل
الصّعيد.
تُوُفّي بالقلندون [1] من الدّيار المصريَّة، وكان له ثروة
بالجزيرة العُمَريَّة.
وكان ديِّنًا أمينا، فطلب منه صاحب الجزيرة شاه بْن الأتابَك أن
يتولّى نظر ديوانه فأبى، فقال: لا بُدّ من ذلك. فباشر يوما وامتنع.
وكانت زوجته حاملا بابنه أَبِي بَكْر جدّ صاحبنا المولى شمس
الدِّين مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي بَكْر، فحلف بالطّلاق
أنّه لا يعُلّم أولادَه الخطّ. فعاش له خمسة بنين فلم يعلّمهم
الخطّ لئلّا يكونوا دواوين.
ثمّ سافر إِلَى مصر، وسكن بالقلندون، واقتنى الأبقار والأغنام.
وكان له وكيل بالجزيرة، فبقي يبيع له مِلْكًا بعد ملك، ويُنفقه على
أولاده.
وكان وكيله نحّاسا، فعلَّم أَبَا بَكْر المذكور صنعة النُّحاس.
ثُمَّ سافر إِلَى عند والده، فأقام عنده سنة ورجع، فأوصَى أَبُوهُ
إليه.
وخلّف إِبْرَاهِيم من الذَّهَب اثني عشر ألف دينار، سوى المواشي
والبضائع فلم يرجع أبو بكر إلى الميراث، وسافر بالذّهب والداه
الكبيران للتجّارة، فغرقا في بحر اليمن.
وله عُصْبةُ أولادٍ وذُرّيَّة بالقلندون يُعرفون بأولاد النّفيس.
تُوُفّي فِي هَذِهِ السّنة. أفادنا بِذَلِك الشّيخ شمس الدّين
المذكور.
420- أسعد بْن أَبِي طاهر أحمد بن أبي غانم حامد بن أحمد بن محمود
[2] .
أبو محمود الثَّقفيّ، الأصبهانيّ، الضّرير، الفقيه.
ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
__________
[1] القلندون: في أعمال الأشمونين بمصر. (الإنتصار لواسطة عقد
الأمصار، لابن دقماق 2/ 17) .
[2] انظر عن (أسعد بن أبي طاهر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 434،
435 رقم 683، والعبر 4/ 301، وسير أعلام النبلاء 21/ 386، وشذرات
الذهب 4/ 334.
(42/335)
وسمع هُوَ وأخوه زاهر «مُسْنَد أَبِي
يَعْلَى» من الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك الخلّال.
وسمع من فاطمة الْجُوزْدانية كتاب «الفِتَن» لنُعَيْم بْن حمّاد،
ثلاثة أجزاء من أوّله.
وسمع من: جَعْفَر بْن عَبْد الواحد الثقفي، وإسماعيل بْن الإِخشيد،
ومحمد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ.
وسمع حضورا من: أَبِي طاهر الدّشْتج.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والضّياء مُحَمَّد، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وابن الْبُخَارِيّ.
وتُوُفّي فِي تاسع شوّال. وكان فقيها معدّلا.
421- أسعد بْن المولى العَميد أَبِي يَعْلَى حَمْزَة بْن أسعد بْن
عليّ بْن مُحَمَّد [1] .
الصّدْر الرّئيس، مؤيَّد الدّين، أبو المعالي التّميميّ،
الدّمشقيّ، الكاتب الوزير، المؤرّخ، ابن القلانسيّ.
وُلد سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أَبِيهِ، ونصر اللَّه بْن مُحَمَّد المصِّيصيّ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والشّهاب القُوصيّ، وغيرهما.
وتُوُفّي فِي رابع عشر ربيع الأوّل.
422- إِسْمَاعِيل الملك المعزّ بْن سيف الْإِسْلَام طُغْتِكِين بن
أيّوب بن شاذي بن مروان [2] .
__________
[1] انظر عن (أسعد بن حمزة) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 421، 422
رقم 658، وذيل الروضتين 31، والعبر 4/ 301، وشذرات الذهب 4/ 334.
[2] انظر عن (إسماعيل بن طغتكين) في: مفرّج الكروب 3/ 137، 138،
والدرّ المطلوب 156، والجامع المختصر 9/ 96، والعبر 4/ 301،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، والوافي بالوفيات 9/ 124، 125 رقم
4040، وتاريخ ابن الفرات 4/ 229- 233،
(42/336)
صاحب اليمن.
كان قد ورد بغداد فأُكرم مورده وتُلُقِّيّ بالإنعام. وكان منهمكا
فِي اللهو والشرب، قليل الخير.
وكُتِبَ معه من جهة الخلافة منشور إلى أبيه بالرضا عنه. ولما
تُوُفّي أَبُوهُ ولي بعده مملكة اليمن في سنة ثلاث وتسعين.
ثُمَّ إنه ادَّعى أنه أمويّ ورام الخلافة وأظهر العصيان فوثب عليه
أخوان من أمرائه فقتلاه، وولي اليمن أخٌ له صغير.
وقيل إنّه ادَّعى النُّبُوَّة [1] . واسم أَخِيهِ الّذي تولّى
الملك النّاصر أيّوب ابن سيف الْإِسْلَام.
قال ابن واصل [2] : خافت المعزَّ مماليكُه فتحزّبوا عليه، وخرجوا
عليه، وضربوا معه مصافّا، فكسروه وقتلوه، وداروا برأسه فِي اليمن،
ونهبوا زبيد سبعة أيّام، ثمّ جعلوا لأخيه النّاصر اسم السّلطنة،
وترتّبَ أتابكه سيف الدّين سنْقر مملوك أَبِيهِ. ثُمَّ خرجوا على
سنقر وحَاربوه، فانتصر عليهم، وقتل جماعة من الأكراد والأتراك،
وحبس آخرين. وصَفَت له اليمن أربع سِنين. ثُمَّ مات سنْقر، فتزوَّج
بأمّ النّاصر الأمير غازي بْن جبريل، وقام في الأتابكيّة.
ثمّ سمّ النّاصر فيما قيل. ثُمَّ قُتِلَ غازي وبقيت اليمن بلا
سلطان مدّة.
__________
[ () ] والعسجد المسبوك 2/ 273، 274، والنجوم الزاهرة 6/ 181،
والسلوك ج 1 ق 1/ 159، 160، وشذرات الذهب 4/ 334.
[1] ومن شعره في هذا المعنى:
وإنّي أنا الهادي الخليفة والّذي ... أدوس رقاب الغلب بالضّمّر
الجرد
ولا بدّ من بغداد أطوي ربوعها ... وأنشرها نشر السماسر للبرد
وأنصب أعلامي على شرفاتها ... وأحيي بها ما كان أسّسه جدّي
ويخطب لي فيها على كل منبر ... وأظهر دين الله في الغور والنجد
[2] في مفرّج الكروب 3/ 137.
(42/337)
- حرف الباء-
423- بركات بْن إِبْرَاهِيم بْن طاهر بْن بركات بْن إِبْرَاهِيم
بْن عليّ [1] .
مُسْنِد الشّام أبو طاهر الخُشُوعيّ الدَّمشقيّ، الرّفّاء،
الأَنْماطيّ، الذّهبيّ، لكونه يسكن بمحلَّة حجر الذَّهَب.
وُلِد في صفر سنة عشر وخمسمائة، وانفرد بالمسموعات الكثيرة من
الأمين هبة اللَّه بْن الأكفانيّ، وغيره.
وانفرد بالإجازة من مصنِّف «المقامات» أَبِي مُحَمَّد الحريريّ،
والمقرئ أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن الفحّام، وأبي بَكْر
مُحَمَّد بن الوليد الطّرطوشيّ.
وأجاز له أيضا: أبو عليّ الحدّاد، وأبو طَالِب عَبْد القادر بْن
مُحَمَّد بْن يوسف، وأبو عليّ محمد بن مُحَمَّد بْن المهْديّ،
والحسن بْن مُحَمَّد الباقَرْحِيّ، ومحمود بْن الفضل الأصبهانيّ،
وأبو صادق مرشد بْن يحيى المَدِينيّ، وأبو الْحَسَن عليّ بْن
الْحَسين المَوْصِلي الفرّاء، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن
بركات السّعِيديّ النَّحْويّ، وأبو الفتح سلطان بْن إِبْرَاهِيم
المقدسيّ، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن صَوْلَة، وأبو الفضل جَعْفَر
بْن إِسْمَاعِيل بْن خَلَف الْمُقْرِئ، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد
بْن أحمد بْن الحطّاب الرّازيّ، وعليّ بن المشرف الأنماطيّ، وعليّ
بْن المؤمّل الكاتب، وأبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن
حَكَم الباهليّ.
__________
[1] انظر عن (بركات بن إبراهيم) في: التقييد لابن نقطة 220، ورحلة
ابن جبير 13، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 419، 420 رقم 655، وذيل
الروضتين 28، 29 (في وفيات 597 هـ.) ، ووفيات الأعيان 1/ 269،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 419، 420 رقم 655، والعبر 4/ 302، ودول
الإسلام 2/ 79، والإعلام بوفيات الأعلام 246، وسير أعلام النبلاء
21/ 355- 358 رقم 186، والمعين في طبقات المحدّثين 185 رقم 1970،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 311، والبداية والنهاية 13/ 32،
والوافي بالوفيات 10/ 117 رقم 4573، والعسجد المسبوك 2/ 274،
وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 241، وذيل التقييد 1/ 489 رقم 956،
وغاية النهاية 1/ 176، وعقد الجمان 17/ ورقة 253، والنجوم الزاهرة
6/ 181، وديوان الإسلام 2/ 532 قم 898، وشذرات الذهب 4/ 335.
(42/338)
وقد انفرد أيضا بالإجازة من بعضهم، وإجازة
[1] الحريريّ له فِي سنة اثنتي عشرة من البصرة.
واستجاز له المصريّين أبو طاهر السِّلَفيّ.
وقد سمع أيضا من شيوخ دمشق: عَبْد الكريم بْن حَمْزَة، وطاهر بْن
سهل الإسْفَرائينيّ، وعليّ بْن أَحْمَد بْن قبيس المالكيّ، وجمال
الْإِسْلَام عليّ بْن المُسلّم، وابن طاوس، وغيرهم.
وهو من بيت الحديث والرواية، اعتنى به والده. وما زال هُوَ يَسمَع
ويُسمِع، وحمل النّاسُ عَنْهُ عِلْمًا جمّا.
روى عَنْهُ: أولاده إِبْرَاهِيم، وعبد الْعَزِيز، وعبد اللَّه،
وستّهم، وستّ العجم، والشّيخ الموفَّق، وعبد القادر الرُّهاوي،
والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، وابن خليل، والضّياء، واليَلْدانيّ،
وأحمد بْن مُحَمَّد بْن رزمان الحنفيّ، وأحمد بْن يوسف
التِّلِمْسانيّ، والزَّين أَحْمَد بْن عَبْد الملك، والزَّين
أَحْمَد بْن عَبْد الدّائم، والنجَّم أَحْمَد بْن راجح، وإسحاق بْن
سُلطان التّميميّ، وأخوه عَبْد الرَّحْمَن، والشّهاب القُوصيّ،
وحفيده بركات بْن إِبْرَاهِيم، والخطيب دَاوُد ابن عمّ الأبّاريّ،
والفقيه سُلَيْمَان بْن عَبْد الكريم، والنّظام عَبْد اللَّه بْن
يحيى بْن البانياسيّ، والتّقيّ عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل
المقدسيّ الحنبليّ، وأخوه عليّ، وعبد اللَّه بْن الشّيخ أَبِي
عُمَر، وأبو سُلَيْمَان عَبْد الرَّحْمَن بْن الحافظ، وعبد
الرَّحْمَن وعبد اللَّه ابنا أَحْمَد بْن طعّان، وعبد الرَّحْمَن
بْن الخَضِر بْن عَبْدان، وعبَاس بْن أَبِي طَالِب الحمويّ، وعبد
السّلام بْن ممدود الشَّيباني، والعزّ عَرَفَة الحنفيّ، وعليّ بْن
أَبِي طَالِب القطَّان، وعليّ بْن المظفَّر النُشْبِيّ [2] ، وعليّ
بْن محاسن بْن عوانة النُّمَيريّ، والخطيب عماد الدّين عَبْد
الكريم بْن الحَرَسْتانيّ، وفَرَج الحَبَشيّ القُرطُبيّ، والنّجيب
فراس بن
__________
[1] في الأصل: «إجازت» بالتاء الممدودة.
[2] النّشبي: بضم النون، وسكون الشين المعجمة، ثم موحّدة مكسورة.
(توضيح المشتبه 1/ 500) .
(42/339)
العسقلانيّ، ومحمد بْن عُمَر الفخر
المالكيّ، والأوحد محمد بن عبد الله القرشيّ الحنفيّ، والموفَّق
مُحَمَّد بْن هارون الثّعلبيّ، والشّيخ الفقيه مُحَمَّد
اليُونينيّ، ومكّيّ بْن عَبْد الرّزّاق المقدسيّ، ومظفَّر بْن
أَبِي بَكْر بْن الشّيرجّي، والتّاج مظفّر بْن عَبْد الكريم بْن
الحنبليّ مدرّس الحنبليَّة، وابن عمّه يحيى بْن النّاصح عَبْد
الرَّحْمَن، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم البابشرقيّ، والشَّرَف
الإربِليّ، ويوسف بْن يعقوب الإربليّ الذّهبيّ، ويوسف بْن مكتوم
المقرِئ الحبّال، ويوسف بْن عُمَر أخو خطيب بيت الأَبّار، وأيّوب
بْن أَبِي بَكْر الحمّاميّ، وعليّ بْن عَبْد الواحد الْأَنْصَارِيّ
البزاز، والمجد مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وعبد الوهّاب
بْن مُحَمَّد القِنَّبيطيّ، والتّقيّ إِسْمَاعِيل ابن أَبِي
اليُسْر، والكمال عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد المنعم بْن عبْد.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير، وأحمد بْن عَبْد السّلام بْن
أَبِي عصرون، وأبو الغنائم المسلّم بْن عِلّان، وجماعة آخرهم الفخر
بْن البخاريّ.
روى عَنْهُ القوصيّ، وقال فِيهِ: أكثر أَهْل الشّام حديثا وأعلاهم
إسنادا، مع تواضُع وافر، ودِين ظاهر، ومُرُوَّة تدلّ على أصلٍ
طاهر. لازَمْتُهُ من حين مقدمي إلى الشّام إلى حين موته.
ثمّ سمّى شيئا كثيرا من الكتب قد سمعها منه.
وقال الضّياء: تُوُفّي فِي سابع أو ثامن صفر. وحضرته، ودُفن بباب
الفراديس، وانقطع به إسنادٌ كثير.
وقال ابن نُقْطة [1] : حدَّث بأكثر «سُنَن» أَبِي دَاوُد، عن عَبْد
الكريم بن حمزة، عن الخطيب، وسماعاته وإجازاته صحيحة رحمه اللَّه.
قلت: وبَلَغَنا أنّه لم تظهر له إجازة الحدّاد إلّا بعد موته ولذا
لم يَرْوِها.
وقد قال الشّهاب القُوصيّ: وهو مخبّط ضعيف. سمعت عليه جملة من
__________
[1] التقييد 220.
(42/340)
تصانيف أَبِي نُعَيْم الحدّاد، عَنْهُ.
أفما أراد أحدٌ يقول هَذَا إلّا القُوصيّ وحده؟
وهلّا ظهر من ذلك شيء.
ثُمَّ ذكر أنّه سمع منه «الموطّأ» رواية ابن القاسم، و «سنن أَبِي
دَاوُد» ، و «الإكمال» لابن ماكولا، «ومغازي» ابن عُقْبة، وكتاب
«فوائد تمّام» ، و «سراج الملوك» للطّرطوشيّ، وكتاب «الرّهبان»
لتمّام، و «السُّنَن» للدّارَقُطْنيّ، و «مكارم الأخلاق»
للخرائطيّ، و «مساوئ الأخلاق واعتلال القلوب» له، و «الهواتف» له،
و «القناعة» له و «الشُّكر» له، و «المقامات» للحريريّ، و
«المُلْحة» له، و «الجامع» للخطيب، و «الكفاية» له، و «البخلاء» ،
و «اقتضاء العلم» ، و «شرف أصحاب الحديث،» و «الطُّفَيْلييّن» ،
وجملة من تصانيف الخطيب، و «الكامل فِي الضّعفاء» ، لابن عَدِيّ،
«وَفَضائل الصّحابة» لخيثمة [1] ، وسمّى اثنتين وعشرين تصنيفا لابن
أَبِي الدّنيا، سمعها منه.
وقال المنذريّ [2] : حدَّث هُوَ وأبوه وجدّه، ولنا منه إجازة.
وقال في نسبته: الخشوعيّ، الفُرَشيّ. قال: سُئل أَبُوهُ
إِبْرَاهِيم عن النّسبة بالخُشوعيّ فقال: كان جدُّنا الأعلى يؤُمّ
بالنّاس، فتوفّي في المحراب.
قال المنذريّ: [3] والفرشيّ نسبة إلى بيع الفرش.
قلت: قد ضبطه بالقاف جماعة من المحدّثين كالضّياء، وابن خليل.
ورأيت جماعة تركوا هَذِهِ النّسبة للخُلْف فيها.
424- بشارة [4] .
الأمير حسام الدّين، أمير بانياس.
توفّي فيها.
__________
[1] نشرناه محقّقا، وصدر عن دار الكتاب العربيّ، بيروت 1980.
[2] في التكملة لوفيات النقلة 1/ 420.
[3] في التكملة لوفيات النقلة 1/ 420.
[4] انظر عن (بشارة) في: ذيل الروضتين 31.
(42/341)
425- بنفشا [1] .
فتاة المستضيء باللَّه.
كَانَتْ أحبّ سراريه إليه. وقفت مدرسة بباب الأزج، وعمّرت عدَّة
مساجد. وكانت كثيرة الرغبة فِي أفعال البِرّ. وهي الّتي أشارت على
الخليفة بأن يجعل ابنه وليَّ عهده، أعني النّاصر لدين اللَّه.
توفّيت فِي تاسع عشر ربيع الأوّل.
- حرف الجيم-
426- جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد
بْن عَبْد الْعَزِيز [2] .
الشّريف الأفضل أبو مُحَمَّد العبّاسيّ، المكّيّ، ثمّ البغداديّ،
المحدّث.
أحد طلبة بغداد.
كان عالي الهمّة في تحصيل هذا الشّأن، جيّد الفهم، حسن المعرفة،
ذكيّا نبيلا.
ولد سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِيهِ قاضي القُضاة أَبِي الْحَسَن، وَأَبِي الفتح بْن
شاتيل، والقزّاز، وعبد المنعم بن الفراويّ.
__________
[1] انظر عن (بنفشا) في: الكامل في التاريخ 12/ 178 وفيه: «بنفشه»
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 422 رقم 660، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/
510، 511، والوافي بالوفيات 10/ 293 رقم 2802، وذيل الروضتين 29،
وجهات الأئمة الخلفاء لابن الساعي 111- 115، والجامع المختصر 9/
88، 89، والبداية والنهاية 13/ 34، وعقد الجمان 17/ ورقة 276، 277.
[2] انظر عن (جعفر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 436 رقم
686، وتكملة إكمال الإكمال 71، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921)
ورقة 295، والمختصر المحتاج إليه 1/ 273، وتاريخ إربل 1/ 80 رقم
18، وميزان الاعتدال 1/ 415، والوافي بالوفيات 11/ 143 رقم 224،
ولسان الميزان 2/ 127، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 95، 96 رقم
62.
وذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 21/ 386
دون ترجمة.
(42/342)
ثُمَّ طلب بنفسه قبل التّسعين فأكثر، وسمع
بالجزيرة ودمشق وحدَّث بها.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والشّهاب القُوصيّ.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة بحماه راجعا إِلَى بغداد، وله سبْعٌ
وعشرون سنة.
ولَقَبُه شرف الدّين.
رَأَيْت ورقة بخطّ الحافظ الضّياء فيها الحطّ على جَعْفَر هَذَا،
وفيها أنّه غلَّ آخر أَوانّه، وأنّه حكَّ اسما وأثبت مكانَه ذاكر
بْن كامل.
وقد ذكره ابن النّجّار ولم يتعرَّض للبيّنة، بل قال: كان عنده حفظ
ومعرفة بالمتون والرجال، ويقرأ قراءة فصيحة، وينقل نُقُولا صحيحة.
وكان خارق الذّكاء، ظريفا.
إِلَى أن قال: إلّا أنّه كان ضَجُورًا، لعّابا، قليل الأمانة،
مُخَالِطًا لغير أبناء جنسه. استدعاه صاحب حماه ليقيم بها محدّثا،
فمات بها رحمه اللَّه [1] .
- حرف الحاء-
427- حاتم بن سنان بن بشر [2] .
__________
[1] وقال الحافظ محبّ الله البغدادي: بالغ في الطلب بهمّة عالية،
وحرص وعناية شديدة، وقرأ بنفسه الكثير، كتب بخطه، واستكتب بخط
غيره. سمعت معه وبقراءته، وكان عنده حفظ ومعرفة بالحديث وأسماء
الرجال والتواريخ، ويكتب خطا مليحا. وينقل نقلا صحيحا، وكان حسن
الأخلاق، وطيب المجالسة، حلو المعاشرة، ظريفا، كيّسا، متودّدا،
متواضعا، إلّا أنه كان ضجورا ملولا. محبّا للّعب والمزاح، مخالطا
لغير أبناء جنسه، وضيّع أصوله بيعا وهبة، ولم يزل يسمع معنا إلى أن
سافر في أوائل سنة ست وتسعين وخمسمائة إلى الشام، فسمع بالموصل
وبلاد الجزيرة، ودخل الشام، فسمع بحلب ودمشق.
أنشدني يوسف بن خليل الدمشقيّ بحلب قال: أنشدني أبو محمد جعفر بن
محمد بن أحمد العباسي لنفسه:
إن ضاقت الشام بي أو ملّ ساكنها ... بها مقامي، ففي أرض العراق سعه
ما لي وللمكث في أرض أذلّ بها ... وهمّتي في طلاب العزّ مرتفعة
والمرء يضطر أحيانا فيصنع ما ... لو لم يكن منه مضطرّا لما صنعه
الله ربّي معي حيث اتّجهت ولن ... يضيع من هو في كل البلاد معه
[2] انظر عن (حاتم بن سنان) في: معجم البلدان 2/ 198، 199، وإكمال
الإكمال لابن نقطة
(42/343)
أبو الجود الحَبْليّ من حَبْلَة، أحد أعمال
الرملة. النّساخ المقرِئ.
حدَّث عن: أَبِي العبّاس أَحْمَد بْن مَعَدّ الأُقْليشيّ، وغيره.
وأَمَّ بمسجد عَبْد اللَّه بمصر مدَّة. وبها مات.
وعبد اللَّه صاحب المسجد هُوَ ابن عَبْد الملك بْن مروان
الأُمَويّ.
428- حامد بْن أَبِي الفَرَج مُحَمَّد [1] بْن حاتم [2] بْن
مُحَمَّد بْن أَلُه.
أبو بَكْر الأصبهانيّ، نزيل بغداد، أخو العماد الكاتب.
ولد بأصبهان سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
وسمع ببغداد من أَبِي زُرْعة المقدسيّ، وحدَّث.
وقد وفدَ على السّلطان صلاح الدّين رسولا من الدّيوان الْعَزِيز.
وكان من أكابر الفضلاء وأعيان الرؤساء. وكان قدومه بغداد صحبة
أَخِيهِ. كذا قال ابن البُزُوريّ. وأنا أتعجّب كيف لم يسمع معه من
أصحاب الصَّرِيفِينِيّ.
وقد وقف مكتبا للأيتام ببغداد.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
429- حبيب بْن مُحَمَّد بْن حبيب [3] .
أبو الْحُسَيْن الحِمْيريّ، الإشبيليّ، المقرِئ.
أَخَذَ القراءات عن: جدّه لأُمّه أَبِي الْحَسَن شُرَيْح بْن
مُحَمَّد.
وأقرأ الناسَ ببلده.
قال الأَبّار: تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين، وكان فِيهِ تعسُّر.
قرأ عليه: ابن وثيق، وغيره.
__________
[ () ] (الظاهريّة) مادّة: الحبلي، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 439،
440 رقم 694، والمشتبه 1/ 137، وتوضيح المشتبه 2/ 205.
[1] انظر عن (حامد بن أبي الفرج) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
435، 436 رقم 685، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 37، 38،
والوافي بالوفيات 11/ 278، 279 رقم 407، وشذرات الذهب 4/ 308.
[2] هكذا في الأصل. وفي التكملة: «حامد» .
[3] انظر عن (حبيب بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
(42/344)
430- الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الفَرَج بْن
راشد [1] .
أبو مُحَمَّد ابن القاضي أَبِي الْعَبَّاس المدنيّ، ثمّ البغداديّ،
الدّار قزّيّ، الورّاق.
سمع من: القاضي أَبِي بَكْر.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وغيره.
وولي أَبُوهُ قضاء دُجَيل. وسُئل عن نسبة المدنيّ فقال: نَحْنُ من
أَهْل مدينةٍ بناها السّفّاح وسمّاها المدينة.
وقد أجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي الثّاني والعشرين من المحرَّم.
431- الْحَسَن بْن عَبْد الباقي بْن أَبِي القاسم [2] .
أَبُو عليّ الصَّقَلّيّ، المَدِينيّ، المالكيّ، العطّار المعروف
قديما بابن الباجيّ.
محدّث مجتهد، كثير العناية والتّحصيل. كتب بخطّه الكثير. وكان
مولده في سنة أربعين وخمسمائة.
وتفقَّه فِي صباه. وسمع: أَبَا طاهر السِّلَفّي، وأحمد بْن المسلّم
اللَّخْميّ، وجماعة بالثّغر، ومحمد بن عليّ الرَّحَبِيّ، وإسماعيل
بْن قاسم الزَّيّات، ومُنْجِب بْن عَبْد اللَّه المرشديّ، وابن
برّيّ، وطائفة.
وتُوُفّي فِي هَذَا العام.
432- الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عتيق بْن الْحَسَن [3] .
القاضي المرتضى، أبو عليّ القسطلانيّ، المالكيّ، المعدّل.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 311،
412 رقم 642، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 3، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 277.
[2] انظر عن (الحسن بن عبد الباقي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
440 رقم 697.
[3] انظر عن (الحسن بن عتيق) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 424 رقم
665.
(42/345)
من فُضَلاء مصر.
حدّث عن عَبْد اللَّه بْن رفاعة.
تُوُفّي فِي جُمادى الأولى عن إحدى وسبعين سنة.
433- حمّاد بْن هبة اللَّه بْن حمّاد بْن الفُضَيْل [1] .
المحدّث أو الثّناء الحرّانيّ، الحنبليّ، التّاجر، السّفّار.
ولُدِ فِي سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وسمع ببغداد من: أبي القاسم إسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبي
بَكْر بْن الزّاغونيّ، وجماعة.
وبهَرَاة من: مَسْعُود بْن مُحَمَّد بْن غانم، وعبد السّلام بْن
أَحْمَد بَكْبَرَة.
وبالثّغر من السِّلَفيّ فأكثر، وبمصر من ابن رفاعة.
وحدَّث ببغداد، ومصر، وحرّان. وشرع فِي تاريخ لحرّان، وكتب بخطّه
الكثير. وتمّم تاريخه وحدَّث به. قاله الدُّبيثيّ.
وله شعرٌ جيّد [2] .
__________
[1] انظر عن (حمّاد بن هبة الله) في: التقييد 258 رقم 317،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 438 رقم 690 وفيه «الفضيلي الحرّاني
التاجر الحنبلي» ، وذيل الروضتين 29، 30، وتكملة إكمال الإكمال
259، وبغية الطلب 6/ 518 رقم 905، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 4/ 781
رقم 3042، والمختصر المحتاج إليه 2/ 51 رقم 637، والعبر 4/ 302،
وسير أعلام النبلاء 21/ 385، 386 رقم 194، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 311، 312، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 511، والبداية والنهاية
13/ 33، والوافي بالوفيات 13/ 154 رقم 169، والذيل على طبقات
الحنابلة 1/ 434 رقم 207، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 241، 242،
والمقفى الكبير 3/ 658، 659 رقم 1276، والتاج المكلّل للقنوجي 213
رقم 216، والنجوم الزاهرة 6/ 181، وشذرات الذهب 4/ 335، والأعلام
2/ 272، ومعجم المؤلفين 4/ 73.
[2] من شعره:
غمزتها اقتضي إنجاز ما وعدت ... ومن عيون الأعادي حولنا مدد
فأرسلت طرفها نحوي مخالسة ... بما أحبّ ولم يشعر بنا أحد
ومنه:
تنقّل المرء في الآفاق يكسبه ... محاسنا لم تكن فيه ببلدته
(42/346)
روى عنه الشّيخ الموفّق، وفرقد بْن عَبْد
اللَّه الكِنانيّ، وعبد القادر الرُّهاويّ، والعَلَم السّخاويّ،
والضّياء المقدسيّ، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وابن عَبْد الدّائم،
وأحمد بْن سلامة النّجّار.
وقيل إنّ جمال الدّين يحيى بْن الصَّيْرَفيّ سمع منه.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة بحرّان.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وجماعة [1] .
- حرف الخاء-
434- خديجة بِنْت الشّيخ أَبِي مَنْصُور موهوب بْن أَحْمَد بْن
الْجَواليقيّ [2] .
عن: أبيها، وابن ناصر.
وعنها: ابن النّجّار، وقال: كَانَتْ صادقة كثيرة العبادة.
ماتت فِي شعبان.
- حرف الدال-
435- داود بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن [3] .
أبو الفَرَج الحريميّ، الدّبّاس، المعروف بابن التّشّ.
__________
[ () ]
أما ترى بيذق الشطرنج أكسبه ... حسن التنقّل فيما فوق رتبته
(الوافي بالوفيات) ومن شعره فيمن تزوّجها عمياء قوله:
قالوا: تزوّجت عمياء فقلت لهم ... ما في تزوّجي العمياء من عيب
أقلّ ما في عماء العمي فائدة ... أن لا يطالعن منّي مطلع الشيب
(المقفّى الكبير)
[1] وقال ابن نقطة: وكان ثقة.
[2] هي الآتية باسم: «شمائل» برقم (438) .
[3] انظر عن (داود بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 433 رقم
679، والمختصر المحتاج إليه 2/ 60 رقم 651، والوافي بالوفيات 13/
457 رقم 554، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 1582) ورقة 46.
(42/347)
ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أبي غالب بن البنّاء، وأبي الفضل مُحَمَّد بْن المهتدي
باللَّه.
وأجاز له أبو عَبْد اللَّه البارع، وأبو عامر مُحَمَّد بْن سعدون
العَبْدَريّ.
قال الدُّبيثيّ: أجاز لي.
وتُوُفّي فِي رمضان.
وحدَّث عَنْهُ ابن النّجّار.
- حرف السين-
436- سعد بْن طاهر بْن سعد بْن عليّ [1] .
الأمير الرئيس أبو الفضل المزدقانيّ. الدّمشقيّ.
ولد سنة إحدى وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: جمال الْإِسْلَام عليّ بْن المسلم.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وغيره.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وللحافظ زكيّ الدّين عَبْد العظيم وقال:
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي العشرين من شعبان.
437- سُلَيْمَان [2] بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرحيم.
أبو دَاوُد الْبَغْدَادِيّ. عُرِف بابن العميد.
قرأ القرآن على أبي الكَرَم الشّهرزُوريّ.
وحدَّث عَنْهُ، وعن: أبي الوقت.
وتوفّي في صفر [3] .
__________
[1] انظر عن (سعد بن طاهر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 431 رقم
674، وسير أعلام النبلاء 21/ 386 دون ترجمة.
[2] انظر عن (سليمان بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 417
رقم 651، وفيه:
«سلمان» ، وفي فهرس الأعلام 4/ 69 «سليمان» ، وتاريخ ابن الدبيثي
(باريس 5922) ورقة 71، والوافي بالوفيات 15/ 350، 351 رقم 495.
[3] وقال الصفدي: كان شيخا صالحا، حسن التلاوة، دائم الذكر، كثير
المواظبة لمجالس الذكر.
(42/348)
- حرف الشين-
438- شمائل بِنْت أَبِي مَنْصُور موهوب بن أحمد الجواليقيّ [1] .
روت عن: أبيها.
روى عَنْها: الضّياء.
- حرف الصاد-
439- صفوان بْن إدريس [2] .
أبو بحر التُّجَيْبيّ، المُرْسي، الكاتب البليغ.
قال الأَبّار [3] : أَخَذَ عن أَبِي عَبْد اللَّه بْن حَميد، وأبي
العبّاس بْن مضاء أَخَذَ منه «صحيح مُسْلِم» .
وكان من جِلَّة الأدباء البُلَغاء ومَهَرة الكُتّاب والشّعراء.
فصيحا مدركا، جليل القدْر، وله رسائل بديعة.
وكان من الفضل والدّين بمكان. روى عَنْهُ: أبو الرَّبِيع بْن سالم
الكَلاعيّ، وأَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي البقاء.
وتُوُفّي فِي شوّال، وله سبْعٌ وثلاثون سنة وأشهر فإنّه وُلِد سنة
ستّين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (شمائل بنت موهوب) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 430
رقم 672.
وقد تقدّمت باسم: «خديجة» برقم (434) .
[2] انظر عن (صفوان بن إدريس) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 768،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 4/ 140، والمقتضب من تحفة
القادم لابن الأبّار 82، والمغرب 2/ 260، ورايات المبرّزين 79،
ومعجم الأدباء 4/ 269، وعقود الجمان للزركشي (مخطوط) ج 1/ ورقة 137
أ، وعقود الجمان لابن الشعار 3/ 179، وزاد المسافر (في المقدّمة)
بيروت 1970، والإحاطة في أخبار غرناطة 3/ 349، وسير أعلام النبلاء
21/ 386 دون ترجمة، والوافي بالوفيات 16/ 321- 324 رقم 355، ونفح
الطيب 5/ 62.
[3] في تكملة الصلة 768.
(42/349)
أورد ابن فرتون له هَذِهِ الأبيات:
أَحمَى الهوى قلبَه وأوْقدْ ... فهو على أن يموتَ أوْ قَدْ
وقال عَنْهُ العَذُولُ سالٍ ... قَلَّدهُ اللَّهُ ما تَقَلَّدْ
وباللّوى شادِنٌ عليه ... جِيدٌ غزال ووجْه فَرْقَدْ
عَلَّلَهُ ريقُهُ بخمرٍ ... حَتَّى انتشى [1] طَرْفُهُ فَعَرْبَدْ
لا تعجبوا لانهزام صبري ... به فجيشُ الهوى [2] مُؤَيَّدْ
أَنَا له كالّذي تمنّى ... عبدٌ نعَمْ عبدُه وأزْيَدْ
إن بَسْمَلتْ عينُهُ لقتلي ... صلّى فؤادي على مُحَمَّدْ
- حرف الضاد-
440- ضرغام بْن إِبْرَاهِيم.
الدِّمْياطيّ.
سمع السِّلَفيّ.
سمع منه القُوصيّ فِي هَذِهِ السّنة بدِمياط.
- حرف العين-
441- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَبِي المَجْد بْن غنائم [3] .
أبو مُحَمَّد الحربيّ، العتّابيّ، الإسكاف.
حدَّث بمُسند أَحْمَد عن ابن الحُصَيْن بالموصل، وبها توفّي.
__________
[1] في الوافي بالوفيات 16/ 322 «حتى ثنى» .
[2] في الوافي بالوفيات 16/ 322 «أجفانه» .
[3] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: التقييد لابن نقطة 328 رقم
395، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 311، والتكملة لوفيات
النقلة 1/ 409، 410 رقم 638، والعبر 4/ 302، والإعلام بوفيات
الأعلام 246 وفيه وفاته (597 هـ.) ، وسير أعلام النبلاء 21/ 361،
362 رقم 188، والمعين في طبقات المحدّثين 184 رقم 1959، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 133، 134 رقم 761، والإشارة إلى وفيات الأعيان
312، والنجوم الزاهرة 6/ 181، وشذرات الذهب 4/ 335.
(42/350)
وحدَّث عن: أَبِي الْحُسَيْن بْن الفراء
أيضا.
روى عنه: الدّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، وشيخ الشّيوخ عبد العزيز
الأنصاريّ، وابن عبد الدّائم، والنّجيب الحرّانيّ، وخلق من شيوخ
الدّمياطيّ.
لأنّه روى «المُسْند» ببغداد.
تُوُفّي فِي ثاني عشر المحرَّم. وتُوُفّي قبله بيوم ولدُه أَحْمَد.
واسم أَبِي المجد صاعد.
وقد أجاز لسعد الدّين الخضِر بْن حَمُّوَيْه، ولقُطْب الدّين
أَحْمَد بْن أَبِي عصرون، وللفخْر عليّ، وغيرهم [1] .
442- عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن رافع بْن ريّس [2] .
الحافظ أبو مُحَمَّد بْن بُصَيْلَة المِسْكيّ الأصل، الشّارعيّ،
القاهريّ.
ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وقرأ القرآن على الشَّيْخ رسلان
بْن عَبْد اللَّه بْن شعبان.
وسمع من: علي بْن هبة الله الكاملي، ومُحَمَّد بن عَلِيّ
الرَّحَبيّ، وعثمانَ بْن فَرَج العَبْدَريّ، وإسماعيل الزّيّات،
وعبد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد السِّيبيّ، وابن برّيّ، وخلْق.
وارتحل إِلَى الثّغر فأكثر عن السِّلَفيّ، وابن عوف، وبدر
الخُذاداذيّ، وأبي طالب بن المسلم.
وكتب بخطّه الكثير.
__________
[1] وقال ابن نقطة: وسماعه صحيح.
[2] انظر عن (عبد الله بن خلف) في: معجم البلدان 4/ 531، وتكملة
الصلة لابن الأبّار 1/ 426 رقم 667، وتكملة إكمال الإكمال لابن
الصابوني 166- 168، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 426- 428 رقم 667،
والمشتبه 2/ 644، والفلاكة للدلجي 90، والمقفى الكبير 4/ 396، 397
رقم 1491، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 242، وتوضيح المشتبه 8/ 160
و 9/ 95.
(42/351)
قال المنذريّ [1] : رأيته ولم يتّفق لي
السّماع منه.
قال: وكان حافظا، محصّلا، عالما بالتّواريخ والوَفَيَات. وجمع
مجاميع مفيدة، وشرع فِي «تاريخ» لمصر وعجز عن إكماله لضيق ذات يده.
ومسكة قرية بقرب عسقلان.
قال ابن الأنْماطيّ: جمع تاريخا لمصر أجاد فِيهِ، وهو مُسَوَّدة،
وكان يحفّظ.
443- عَبْد اللَّه بْن طَلْحة بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن
بْن عطيّة [2] .
أبو بَكْر المحاربيّ، الغَرْناطيّ.
سمع: أَبَاهُ، وابن عمّ أَبِيهِ عَبْد الحقّ بْن غالب، وأبا
الْحَسَن بْن الباذش.
وأخذ عن: عَبْد اللَّه الْمُقْرِئ، ومحمد بْن أَعْيَن السّعْديّ.
وتفقّه بالقاضيَيْن أَبِي الْحَسَن بْن أضحى، وأبي مُحَمَّد بْن
سِماك.
وسمع بقُرْطبة: أَبَا عَبْد اللَّه بْن الحاجّ، وأبا الْحَسَن بْن
مغيث.
وبالمَرِيَّة: أَبَا القاسم بْن وَرْد، وأبا الحَجّاج القُضاعيّ.
وسمع أيضا من: القاضي عياض، وعبد الله بن سهل الضّرير.
وأجاز له أبو مُحَمَّد بْن عتّاب، وغالب بْن عطيَّة، وأبو بحر
الأَسَديّ.
ذكره الأَبّار فقال: وكان معدودا فِي الفُقهاء، صدْرًا فِي
الشُّورَى والفُتْيا.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو العبّاس بْن عُمَيْرة، وأبو القاسم الملاحيّ،
وأبو الْوَلِيد إِسْمَاعِيل بْن يحيى الأزْديّ.
ووُلِد فِي سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وهو آخر من روى عن غالب، وابن
عتّاب.
وتوفّي غالب سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
444- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] .
__________
[1] في التكملة لوفيات النقلة 1/ 427.
[2] انظر عن (عبد الله بن طلحة) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 431
رقم 675.
(42/352)
أبو الفضل العليميّ، أخو المحدّث عمر
العليميّ.
روى عَن: أَخِيهِ.
وعن: نصْر بْن أَحْمَد بْن مقاتل.
وتُوُفّي فِي شعبان.
445- عَبْد اللَّه بْن أَبِي الفضل نصر بْن أَحْمَد بْن مزروع [1]
.
أبو مُحَمَّد بْن الثّلاجيّ، الحَرْبيّ، التّاجر.
سمع: ابن الحُصَيْن، وأبا الْحُسَيْن بْن الفرّاء.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وجماعة.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والفخر عليّ.
تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من صفر، وله سبْعٌ وثمانون سنة.
446- عَبْد الحقّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] .
أبو مُحَمَّد القَيْسيّ، المُرْسي. سِبْط عَبْد الحقّ بْن عطيَّة.
روى عَنْ: أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن سهل الضّرير، وأبي
القاسم بْن حُبَيْش.
قال الأَبّار: كان متفنّنا فِي العلوم الشّرعيّة والنّظريّة مع
دقَّة الذّهن، وجَودة النّظر، وقول الشِّعر.
وتُوُفّي فِي المحرَّم، وله تسعٌ وخمسون سنة.
447- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحمد بْن مُحَمَّد بْن العُمريّ [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي الفضل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
18 ط رقم 654، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 113، والجامع
المختصر 9/ 56، والمختصر المحتاج إليه 2/ 177، 178، والمعين في
طبقات المحدّثين 183 رقم 1951.
[2] انظر عن (عبد الحق بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 649،
والوافي بالوفيات 18/ 66 رقم 60.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
432 رقم 677، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 239، والعبر 4/ 303،
والمختصر المحتاج إليه 2/ 191، 192 رقم 838، وسير أعلام النبلاء
21/ 386 دون ترجمة، وشذرات الذهب 4/ 335.
(42/353)
القاضي أبو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ،
العدل.
وُلِد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وسمع: أَبَا القاسم بْن الحُصَيْن، وهبة اللَّه بْن الطَّبر، وأحمد
بْن عليّ المُجْلي، وقاضي المَرِسْتان، وجماعة.
وأجاز له أبو عامر العَبْدَريّ، وأبو عَبْد اللَّه البارع.
ووُلّي قضاء الجانب الغربيّ، وهو منسوبٌ إِلَى محلَّة العُمريَّة
من الجانب الغربيّ. ثُمَّ عُزِل فِي أواخر أمره بالقاضي عليّ بْن
عَبْد الرشيد الهَمَذَانيّ. ثُمَّ ناب له.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، والنّجيب ابن الصَّيْقل، وجماعة.
وبالإجازة: القطْب بْن عصرون، وابن أَبِي الخير، والفخر عليّ،
وآخرون.
تُوُفّي فِي ثاني عشر رمضان.
448- عَبْد الرَّحْمَن بْن سلطان بْن يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن عَبْد
الْعَزِيز بْن عليّ [1] .
زين القُضاة أبو بَكْر الْقُرَشِيّ، الفقيه، الشّافعيّ،
الدَّمشقيّ، ولِد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: جدّه القاضي أَبِي الفضْل يحيى، وأبي الفتح نصر اللَّه
المصّيصيّ، وأبي الدُّرّ ياقوت الُّروميّ.
وأجاز له: الفُرَاويّ، وعبد المنعم بْن القُشَيْريّ، وزاهر
الشّحّاميّ، وهبة اللَّه بْن الطّبر، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن سلطان) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
436، 437 رقم 687، والعبر 4/ 303، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312،
وسير أعلام النبلاء 21/ 386، 387 دون ترجمة، وطبقات الشافعية لابن
كثير، ورقة 147 ب، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 162، والعسجد
المسبوك 2/ 274، 275، والنجوم الزاهرة 6/ 181، وشذرات الذهب 4/
335، 336.
(42/354)
روى عَنْهُ: ابن خليل، والقُوصيّ، والزَّين
بْن عَبْد الدّائم، وجماعة.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والمسلّم بن علّان.
وكان إماما فاضلا فقيها رئيسا متعبدا.
قال الضّياء: تُوُفّي فِي ذي الحجَّة ونِعْمَ الشّيخ كان. ودُفن
بمسجد القدم.
449- عَبْد الرّحيم بْن أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن
بْن أَحْمَد بْن سهل [1] .
أبو الْحَسَن الشَّعريّ، الْجُرْجانيّ الأصل، النَّيْسابوريّ.
ثقة، صالح، خيّر، صحيح السّماع، عالي الإسناد. وهو أخو زينب
الشّعْريَّة.
وُلِد سنة خمس عشرة، ويقال سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وسمع الكثير بإفادة والده. فسمع «صحيح مُسْلِم» من أَبِي عَبْد
اللَّه الفُرَاويّ، وكتاب «السُّنَن والآثار» للبَيْهقيّ، من عَبْد
الجبّار الخُواريّ، عن المصنَّف.
قال ابن نُقْطَة [2] : وقال لي بَدَل التبْرِيزيّ إنّه سمع
«السُّنَن الكبير» من عَبْد الجبّار بْن عَبْد الوهّاب الدّهّان،
عن البَيْهقيّ، و «الموطّأ» من هبة اللَّه السِّنْديّ، «وغريب
الحديث» للخطّابيّ، من أَبِي عَبْد اللَّه الفُرَاويّ، و «مسْنَد
أَبِي يَعْلى» من زاهر بْن طاهر، و «شُعَب الْإِيمَان»
للبَيْهِقيّ، أكثره من الفُرَاويّ، وبعضه من زاهر، بسماعهما من
البَيْهقيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن أبي القاسم) في: التقييد 358 رقم 451،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 408، 409 رقم 635، والإعلام بوفيات
الأعلام 246 وفيه وفاته سنة 597 هـ.، والعبر 4/ 303، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 312، وسير أعلام النبلاء 21/ 387 دون ترجمة، والنجوم
الزاهرة 6/ 181، وشذرات الذهب 4/ 303.
[2] في التقييد 358.
(42/355)
قلت: وسمع أيضا من إِسْمَاعِيل بْن أَبِي
بَكْر القارِئ، ووجيه الشّحّاميّ، وجماعة.
وروى عَنْهُ بالإجازة أبو الحسن بْن الْبُخَارِيّ.
وتُوُفّي يوم الجمعة خامس المحرَّم.
450- عَبْد الرحيم بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن المسلَّم بْن
هلال [1] .
الرئيس نجم الدّين أبو البركات الأزْديّ الدَّمشقيّ، المعدّل.
روى عن: أَبِي القاسم الْحُسَيْن بْن البُن الأَسَديّ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والقُوصيّ.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي ثالث شعبان.
451- عَبْد الرّزّاق بْن أَبِي شجاع مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد
بْن المقرون [2] .
البغداديّ.
قرأ القرآن على أَبِيهِ.
وسمع من: ابن البطّيّ.
ودخل الشّام، ومصر.
ومات فِي المحرَّم.
452- عَبْد السّلام بْن أَبِي الخطّاب أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
عُمَر [3] .
أبو عليّ الحربيّ المؤدّب.
وُلِد سنة خمس عشرة.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن عبد الواحد) في: التكملة لوفيات النقلة
1/ 428، 429 رقم 669.
[2] انظر عن (عبد الرزاق بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
413 رقم 644، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 159.
[3] انظر عن (عبد السلام بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
434 رقم 681، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 141، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 37، 38 رقم 805.
(42/356)
وسمع من: أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبي
مَنْصُور القزّاز، وعبد الواحد بْن أَحْمَد بْن يوسف.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والدّبيثيّ، والضّياء، والنّجيب عَبْد
اللّطيف، والتّقيّ اليَلْدانيّ، وآخرون.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، وابن الْبُخَارِيّ.
وتُوُفّي فِي شوّال.
453- عَبْد الصّمد بْن ظاعن بْن مُحَمَّد بْن محمود [1] .
الْقُرَشِيّ الزُّبَيْريّ، من أولاد الشّيوخ.
روى عن: أَبِي الوقت، وأبي مُحَمَّد بْن المادح.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
454- عَبْد الْعَزِيز بْن أزهر بْن عَبْد الوهاب بْن أحمد بْن حمزة
[2] .
أبو محمد البغداديّ السّبّاك.
ولد سنة أربع وعشرين.
وسمع من: أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وعبد الوهّاب الأنْماطيّ.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ، وقال: تُوُفّي فِي ربيع
الأوّل.
قَالَ ابن النّجّار: سمعت منه، وكان شُرُوطيًّا لا بأس به.
455- عَبْد الْعَزِيز بْنِ الحَسَن بْنِ عليّ بْن مُحَمَّد بْن
عليّ.
القاضي عزّ الدّين وَلَد مجد الدّين بْن الزّكيّ الْقُرَشِيّ.
روى عن: أسامة بْن مُنْقذ.
روى عَنْهُ: القُوصيّ، وقال: تُوُفّي فِي ذي القعدة وله ثلاث
وثلاثون سنة.
__________
[1] انظر عن (عبد الصمد بن ظاعن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 411
رقم 641، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 177، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 79 رقم 896.
[2] انظر عن (عبد العزيز بن أزهر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
422 رقم 659، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 147، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 46 رقم 824، وتوضيح المشتبه 1/ 623 و 5/ 6.
(42/357)
456- عَبْد الملك بْن زَيْدِ بْن ياسين [1]
بْن زَيْدِ بْن قائد [2] بْن جميل.
الْإِمَام، خطيب دمشق ضياء الدّين التّغلبيّ [3] الأرقميّ،
الدَّوْلَعيّ، المَوْصليّ، الفقيه الشّافعيّ.
ولد سنة سبع وخمسمائة، وقدِم دمشق فِي شبيبته فتفقّه بها.
وسمع من: أَبِي الفتح نصر اللَّه المصّيصيّ.
وتفقَّه ببغداد وسمع بها «جامع التِّرمذيّ» من عَبْد الملك بْن
أَبِي القاسم الكَرُّوخيّ، و «سُنَن النَّسائيّ» من عليّ بْن
أَحْمَد بْن محمويه اليَزْديّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الطّاهر إِسْمَاعِيل بْن الأَنْماطيّ، وابن
خليل، والشّهاب القُوصيّ، والتّقيّ بْن أَبِي اليُسْر، وطائفة
سواهم.
تُوُفّي فِي ثاني عشر ربيع الأوّل وله إحدى وتسعون سنة إلّا أشهرا
قليلة.
وروى عَنْهُ بالإجازة: أبو الغنائم بْن علان، وأبو العبّاس بْن
أَبِي الخير.
وكان فقيها، مفتيا، عارفا بالمذهب.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن زيد) في: معجم البلدان 2/ 486، والكامل
في التاريخ 12/ 7178 وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 138، والمطبوع 15/ 250، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 511، وطبقات
الفقهاء الشافعية 2/ 570 رقم 212، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 420،
421 رقم 657، وذيل الروضتين 31، والجامع المختصر 9/ 89، وتهذيب
طبقات الفقهاء الشافعية للنووي (باريس 158) ورقة 112 والعبر 4/
303، والإعلام بوفيات الأعلام 246، والمعين في طبقات المحدّثين 184
رقم 1960، وفيه:
«ضياء الدين بن عبد الملك» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، وسير
أعلام النبلاء 21/ 350، 351 رقم 181، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 4/ 261 (7/ 187) ، والبداية والنهاية 13/ 33، وطبقات
الشافعية لابن كثير، ورقة 148 أ، ب، والعقد المذهب، ورقة 73،
وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 365 رقم 331، وذيل التقييد 2/
154، 155 قم 1336، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 248، وعقد الجمان
17/ ورقة 275، والنجوم الزاهرة 6/ 181، وطبقات الشافعية لابن هداية
الله 214، وشذرات الذهب 4/ 336، والأعلام 4/ 304.
[2] تصحّف «قائد» إلى «فائد» في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي.
[3] تحرّفت في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي إلى «الثعلبي» .
(42/358)
وُلّي خطابة دمشق مدَّةً طويلة، ودرّس
بالغزاليَّة. وكان على طريقةٍ حميدة.
والدَّوْلَعيَّة: من قرى الموصل، وقائد: بالقاف، والتّغلبيّ:
بالثّلاثة [1] .
ووُلّي بعده الخطابة ابن أَخِيهِ جمال الدّين مُحَمَّد بْن أَبِي
الفضل بجاه فَلَك الدّين أخي الملك العادل فبقي فِي الخطابة إِلَى
أن مات سنة خمسٍ وثلاثين وستّمائة رحمه اللَّه.
457- عَبْد الواحد بْن عبد اللَّه بْن حَيْدرة بْن المحسّن [2] .
أبو المحاسن السُّلَميّ، الدَّمشقيّ، الحنبليّ.
سِبْط أَبِي القاسم الْحُسَيْن بْن البُنّ.
وُلِد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. وسمع فِي كِبَره من جدّه.
وكان عطّارا بدمشق.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، وغيره.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي ثامن عشر ربيع الآخر، رحمه اللَّه تعالى.
458- عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد.
أبو مُحَمَّد القَيْسيّ، الأندلسيّ، الأديب، خطيب مالقة.
ورع عالم، متقلِّل مِنَ الدّنيا. وله النَّثْر والنَّظْم.
تُوُفّي فِي شوّال، وقد شاخ.
ومن شِعره:
الموتُ حصّاد بلا منجْل ... يسطو على القاطن والمنجلي
لا يقبل العُذر على حالةٍ ... ما كان من مُشْكلٍ أو من جلي
__________
[1] هكذا في الأصل، مع أنه ذكر «التغلبي» بالتاء المثنّاة. وقيّدها
المنذري بالحروف فقال:
بفتح التاء ثالث الحروف وسكون الغين المعجمة وبعد اللام المفتوحة
باء موحّدة.
[2] انظر عن (عبد الواحد بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة
1/ 422، 423 رقم 661.
(42/359)
وله:
بإحدى هَذِهِ الخيمات جارةٌ ... ترى قتْلي وتعذيبي تجارة
وكم ناديت: يا سولي ارحمينا ... فلسنا بالحديث ولا الحجارة
459- عفيفة بِنْت طارق بْن سِنان [1] .
أخت المحدّث أَحْمَد بْن طارق الكركيّ.
سمعت من: سَعِيد بن البَنّاء، وَأَبِي بَكْر بن الزّاغُونيّ،
وجماعة.
وحدَّثت.
سمع منها: جَعْفَر بْن مُحَمَّد العبّاسيّ ويوسف بْن خليل.
وتُوُفّيت فِي المحرَّم ببغداد رحمها اللَّه تعالى.
460- عليّ بْن عتيق بْن عِيسَى بْن أَحْمَد [2] .
أبو الْحَسَن الْأَنْصَارِيّ، الخزرجيّ، القُرْطُبي. أحدُ القرّاء.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِي القاسم بْن الفَرَس، وأبي جَعْفَر
البطروجيّ، وأبي العبّاس ابن زرقون.
وحدّث عن: أَبِي مُحَمَّد الرُّشاطيّ، وأبي عَبْد اللَّه بْن أَبِي
إحدى عشرة، وأبي الْحَسَن بْن مُغِيث، وأبي القاسم بْن بَقِيّ،
وأبي بَكْر بْن العربيّ، وجماعة.
وحجّ، فسمع من أَبِي طاهر السِّلَفّي.
ذكره الأَبّار [3] فقال: شيوخه ينيفون على مائة وخمسين شيخا. وكان
بصيرا بالقراءات والحديث. يشارك فِي عِلم الطّبّ ونظْم الشّعر.
وصنّف في الطّبّ والأصول.
__________
[1] انظر عن (عفيفة بنت طارق) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 414
رقم 646.
[2] انظر عن (علي بن عتيق) في: التكملة لابن الأبّار 3/ ورقة 70،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 5 ق 1/ 256- 264، وصلة
لابن الزبير 115- 117، ومعرفة القراء الكبار 2/ 577- 578 رقم 534،
وغاية النهاية 1/ 555.
[3] في تكملة الصلة 3/ ورقة 70.
(42/360)
سمع منه: أبو الْحَسَن بْن الفضل الحافظ
المقدسيّ، وشيوخنا أبو عَبْد اللَّه التّجيبيّ، وأبو الرَّبِيع بْن
سالم، وأبو الْحَسَن بْن فيرُّه.
وتُوُفّي وله خمسٌ وسبعون سنة.
وقال ابن الزُّبَير [1] : شارك فِي الكلام، والأصول، والطّبّ. فِي
خطّهِ أوهام، وفيه غفلة مُخِلَّة.
حدَّث عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن القطّان، ويعيش بْن القديم، وشيخنا
أبو الْحَسَن الغافقيُّ لِقيه بفاس، وكان آخر مَن حدَّث عَنْهُ.
461- عليّ بْن مُحَمَّد بْن غُلَيْس [2] ، بغين معجمة.
أبو الْحَسَن اليمنيّ الزّاهد، نزيل دمشق.
كان عبدا صالحا، قانتا للَّه. جاور مدَّة بالكلّاسة.
قال شهاب الدّين أبو شامة [3] : له كرامات ظاهرة. حكى عَنْهُ شيخنا
السّخاويّ أنّه قال: كنت مسافرا مع قافلة، فإذا سبُعٌ اعترضَنا،
فتقدَّمت إليه وهو مقع على ذنبه، فقلت له كلاما رَأَيْته فِي
النّوم كأنّي أقوله لسبُع، وهو: يا كلب أنتَ كلبُ اللَّه، وأنا
عَبْد اللَّه، فاخضع واخنع لمن سكن له ما في السّماوات والأرض وهو
السّميع العليم. فقلت له هَذا الكلام، ثُمَّ تقدَّمتُ فأدخلت يدي
فِي فمه، وقلبت أسنانه، وشممت مِن فِيهِ رائحة كريهة، وأدخلت يدي
بين أفخاذه، فقلبت خصيته.
وله من الكرامات غير ذلك. وكان يقول عن نفسه: ابن غليس ما يسوى
فليس.
__________
[1] في صلة الصلة 115.
[2] انظر عن (ابن غليس) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 433 رقم 678،
وذيل الروضتين 30، 31، والوافي بالوفيات 22/ 111، 112 رقم 64، وذيل
تاريخ بغداد لابن النجار، ورقة 12، 13 (باريس) ، وأخبار الزهاد
لابن الساعي، ورقة 87، 88، وعقد الجمان 17/ ورقة 275، 276.
و «غليس» : بضم الغين وفتح اللام وسكون الياء آخر الحروف وبعدها
سين مهملة.
[3] في ذيل الروضتين 30.
(42/361)
وقال زكيّ الدّين المنذريّ [1] : تُوُفّي
ليلة سابع عشر رمضان ودُفن بباب الصّغير بالقرب من أَبِي الدّرداء.
وكان الجمع موفَّرًا ولم يبلغ ستّين سنة.
وقد سمع بالقدس من أَبِي مُحَمَّد القاسم بْن عساكر. وكان مشهورا
بالصّلاح والخير [2] .
462- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن يعيش [3] .
أبو الْحَسَن سِبْط قاضي القضاة أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن
مُحَمَّد بْن الدّامغانيّ.
شيخ متميّز نبيل، عالي الإسناد.
سمع من: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وزاهر بْن طاهر، وهبة اللَّه
بْن الطّبر، وغيرهم.
وكان مولده فِي شعبان سنة تسع عشرة.
روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل، والضّياء، وابن عَبْد
الدّائم، وآخرون.
وبالإجازة ابن أبي الخير، والفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي صفر رحمه اللَّه.
463- عليّ بْن يحيى بْن صلايا.
أبو الحسن العلويّ، البغداديّ.
__________
[1] في التكملة 1/ 433.
[2] من شعره:
ألا قل لمن كان يهوى سوانا ... هواه حرام ولكن هوانا
ومن كان يبغي رضا غيرنا ... له الويل أخطا ولكن رضانا
ألا قف وخيّم على بابنا ... تر الخير منّا جهارا عيانا
[3] انظر عن (علي بن محمد) في: مشيخة النعّال 142، 143، والتكملة
لوفيات النقلة 1/ 416 رقم 649، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة
157، 158، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 7، والجامع
المختصر 9/ 87، والمختصر المحتاج إليه 3/ 136 رقم 1037، والعبر 4/
304، وسير أعلام النبلاء 21/ 387 دون ترجمة، وشذرات الذهب 4/ 336.
(42/362)
من بيت مشهور. ولي نظر أعمال دُجيل.
وتُوُفّي فِي شعبان.
464- عُمَر بْن عليّ بْن بقاء [1] .
أبو حَفْص ابن النّموذج الحرِيميّ، السّقْلاطونيّ.
سمع من: ابن الحُصَيْن.
ووُلِد بعد سنة عشر وخمسمائة.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل.
وبالإجازة ابن أَبِي الخير.
تُوُفّي ثاني عشر المحرَّم.
- حرف الفاء-
465- فرحة بِنْت قراطاش بْن طُنْطاش الظَّفَريّ العَوْنيّ [2] .
كان أبوها مَوْلَى عزّ الدّين بْن هبيرة الوزير. كنيتها أمّ
الحيَا.
رَوَتْ عن: إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْديّ.
روى عَنْهَا: ابن خليل، والضّياء المقدسيّ، والنّجيب الحرّانيّ.
وبالإجازة: الفخر بْن الْبُخَارِيّ، وغيره.
وتوفّيت فِي ذي القعدة سنة تسعٍ. قاله ابن النّجّار.
وقال الدُّبيثيّ سنة ثمانٍ. فيُحرّر.
- حرف اللام-
466- لؤلؤ الحاجب العادليّ [3] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 409 رقم
637، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 198، وذيل تاريخ بغداد
لابن النجار (باريس) ورقة 112، والمختصر المحتاج إليه 3/ 103 رقم
947.
[2] انظر عن (فرحة بنت قراطاش) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 435
رقم (684) ، والمشتبه 2/ 489، وتوضيح المشتبه 9/ 443.
[3] انظر عن (لؤلؤ الحاجب) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 474 (سنة 596
هـ.) ، والتكملة
(42/363)
من كبار الدّولة. وله مواقف مشهورة
بالسّواحل. وكان مقدَّم الغُزاة حين توجّهوا إِلَى العدوّ الّذين
قصدوا الحجاز فِي البحر المالح بعدَّة مراكب وشوكة، فأحاطوا بهم،
واستولوا عليهم بأسرهم. وكانت غزوة عظيمة القدر، وقدِموا بالأَسرى
إِلَى القاهرة، وكان يوما مشهودا.
تُوُفّي لؤلؤ بالقاهرة فِي صَفَر.
قال الموفّق عَبْد اللّطيف: كان شيخا أرمنيّا فِي الأصل، من أجناد
القصر، وخدم مع صلاح الدّين مقدّما للأصطول. وكان حيثما توجّه فتح
وانتصر وغنم. أدركتُه وقد ترك الخدمة. وكان يتصدَّق كلّ يوم باثني
عشر ألف رغيف مع قُدُور الطّعام. وكان يُضعّف ذلك فِي رمضان، ويضع
ثلاثة مراكب، كلّ مركب طوله عشرون ذراعا مملوءة طعاما، ويدخل
الفقراء أفواجا، وهو مشدود الوسط، قائم بنفسه، وبيده مغرفة، وَفِي
الأخرى جرَّة سَمْن، وهو يُصْلح صفوف الفُقراء، ويقرّب إليهم
الطّعام، ويبدأ بالرجال، ثُمَّ بالنّساء، ثُمَّ بالصّبيان. ومع
كَثرتهم لا يزدحمون لِعلمهم أنّ المعروف يعمّهم.
فإذا فرغوا بَسَط سِماطًا للأغنياء يعجز الملوك عن مثله.
ولمّا كان صلاح الدّين على حَرّان توجّه فرنج الكَرَك والشَّوْبك
لينبشوا الحُجرة النّبويّة، وينقلوه إليهم، ويأخذوا من المسلمين
جُعْلًا على زيارته، فقام صلاح الدّين لذلك وقعد، ولم يمكنه أن
يتزحزح من مكانه، فأرسل إِلَى سيف الدّولة ابن مُنقذ نائبة بمصر
أنْ جَهِّزْ لؤلؤ الحاجب. فكلّمه فِي ذلك فقال: حسبك، كم عددهم؟
قال: ثلاثمائة ونيّف كلّهم أبطال.
فأخذ قيودا بعددهم، وكان معهم طائفة من مرتدَّة العرب، ولم يبق
بينهم وبين المدينة إلّا مسافة يوم، فتداركهم وبذل الأموال، فمالت
إليه العرب للذهب، واعتصم الفرنج بجبلٍ عالٍ، فصعد إليهم بنفسه
راجلا فِي
__________
[ () ] لوفيات النقلة 1/ 417 رقم 650، والعبر 4/ 304، وسير أعلام
النبلاء 21/ 384، 385 رقم 193، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 245،
وشذرات الذهب 4/ 336.
(42/364)
تسعة أنفُس، فخارت قوى الملاعين بأمرِ
اللَّه تعالى، وقويت نفسه باللَّه، فسلّموا أنفسهم، فصفّدهم وقدِم
بهم القاهرة. وتولّى قتْلهم الفقهاء، والصّالحون، والصُّوفيَّة.
- حرف الميم-
467- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف [1] .
أبو عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، المالقيّ.
قال الأَبّار: أَخَذَ القراءات عَنْ أَبِي الْحَسَن شُرَيْح، وأبي
العبّاس ابن حرب المسيليّ، وسمع منهما.
وتُوُفّي فِي شوّال بمالقة. وقد نيّف على الثّمانين.
468- مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم [2] .
الْأَنْصَارِيّ أبو عَبْد اللَّه الغَرْناطيّ.
ويُعرف بابن بداوة.
سمع: أَبَا بَكْر بْن العربيّ، وإبراهيم بْن منيه الغافقيّ،
وغيرهما.
وكان من أبرع النّاس خطّا.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو القاسم الملّاحيّ، وغيره.
حدَّث فِي أوائل هَذِهِ السّنة. ولم يؤرّخ الأبّار له وفاة.
469- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن عُثْمَان بْن
هاجر [3] .
أبو عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، البَلَنْسيّ، الْمُقْرِئ.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِي بَكْر بْن نمارة، ويحيى بْن مُحَمَّد.
وحجّ فسمع من السّلفيّ. وبمكّة سمع «الصّحيح» من عليّ بن عمّار
الأطرابلسيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: تكملة الصلة، وغاية النهاية 2/
179 رقم 3158.
(42/365)
أَخَذَ عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن فِيرُّه،
وأبو الرَّبِيع بْن سالم، وأَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي البقاء.
قال الأَبّار: كان من أَهْل الصّلاح والفضل والورع، محترفا
بالتّجارة.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
470- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو عَبْد اللَّه الرُّعَيْنيّ السَّرَقُسْطيّ المتكلِّم.
ويُلَقَّب بالرُّكن.
كان رأسا فِي الأُصول والكلام. يُقرئ «الإرشاد» للُجَويْنيّ، وغيره
بالأندلس.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن خَرْوف، وأبو سُلَيْمَان بْن
حَوْط اللَّه.
كان حيّا فِي هَذَا العام.
471- مُحَمَّد بْن العلّامة أَبِي سعْد عَبْد الكريم بْن أَحْمَد
بْن عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن طاهر [2] .
الوزّان، التَّيْميّ، الصَّدْر، الفقيه، العلّامة، عماد الدّين أبو
عَبْد اللَّه الشّافعيّ الرّازيّ، مصنَّف «شرح الوجيز» .
تُوُفّي بالريّ فِي ربيع الآخر، ودُفِن فِي جوار يوسف بْن
الْحُسَيْن الرّازيّ [3] .
472- مُحَمَّد بْن عَلِيّ [4] بْن الْحُسَيْن [5] بْن مُحَمَّد بْن
علي.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
423، 424 رقم 663، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 67،
وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1210، والعبر 4/ 305، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 4/ 77، والوافي بالوفيات 3/ 282 رقم 1325، وشذرات
الذهب 4/ 337، ومعجم المؤلفين 10/ 186.
[3] وهو رئيس الريّ وابن رئيسها والمقدّم على سائر الطوائف، كان من
كبار الشافعية نبيلا فاضلا له مكانة على الملوك والسلاطين ومنزلته
عندهم رفيعة.
[4] انظر عن (محمد بن علي بن الحسين) في: ذيل تاريخ مدينة السلام
بغداد 2/ 140 رقم 372، والمختصر المحتاج إليه 1/ 97، والتكملة
لوفيات النقلة 1/ 413، 414 رقم 645، وسير أعلام النبلاء 21/ 354،
355 رقم 185.
[5] في ذيل تاريخ مدينة السلام: «الحسن» .
(42/366)
أبو الْحَسَن بْن قاضي العراق أَبِي القاسم
بْن نور الهُدى أَبِي طَالِب الزَّينبيّ، الهاشميّ.
سمع من: قاضي المَرِسْتان أَبِي بَكْر، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن
القاسم الشَّهْرَزُورِيّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه بْن النجّار وقال: كان شيخا
صالحا ساكنا خاشعا صدوقا. افتقر فِي آخر عمره فقرا مُدْقِعًا، وكان
صابرا راضيا. وكان خليا من العلم.
تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من المحرَّم، وقد نيّف على السّبعين
[1] .
473- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن
عَبْد العزيز بْن عَلِيّ [2] .
قاضي قُضاة الشّام محيي الدّين، أبو المعالي ابن قاضي القضاة زكي
الدين أبي الحسن ابن قاضي القُضاة المنتجب، أبو المعالي ابن قاضي
القضاة الزّكيّ أَبِي الفضل القُرَشيّ، الدَّمشقيّ، الشّافعيّ.
__________
[1] وقال ابن الدبيثي: سمع منه أصحابنا، ولقيته وطالبت منه السماع
فأجاب وما قدّر ذلك فتوفي قبل أن نجتمع به.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
429 رقم 671، وذيل الروضتين 21، 32، والدرّ المطلوب 153، ومفرّج
الكروب 3/ 133، ووفيات الأعيان 3/ 364، والعبر 4/ 305، ودول
الإسلام 2/ 79، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، والإعلام بوفيات
الأعلام 246، وسير أعلام النبلاء 21/ 358- 360 رقم 187، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 89 (6/ 157- 159) ، ومرآة الجنان 3/
495، والبداية والنهاية 13/ 32، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة
149 ب، 150 أ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 9، 10، والوافي
بالوفيات 4/ 169- 171 رقم 1706، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة
164، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 372 رقم 340، وتاريخ ابن
الفرات ج 4 2/ 243، 244، وعقد الجمان 17/ ورقة 275، والمقفى الكبير
6/ 342- 344 رقم 2824، وفوات الوفيات 4/ 229 رقم 594، ومعجم
الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 46، وقضاة دمشق للنعيمي 52، وشذرات
الذهب 4/ 337، والنجوم الزاهرة 6/ 181، والتاج المكلل للقنوجي 111،
والأعلام 7/ 168.
(42/367)
ولد سنة خمسين وخمسمائة، وقرأ المذهب على
جماعة.
وسمع من: والده، وعبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وسعيد بن سهل
الفلكي، والصائن هبة الله بن عساكر، وأبي المكارم عَبْد الواحد بْن
هلال، وجماعة.
وهو من بيت القضاء والحشمة والأصالة والعِلم.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ فِي «معجمه» ، والمجد بْن عساكر،
وغيرهما.
وبالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
وعاش ثمانيا وأربعين سنة.
وكان أديبا، مُنشِئًا، بليغا، مُدْرَهًا، فصيحا، مفوَّهًا.
ذكره أبو شامة [1] فقال: كان عالما صارما، حَسَن الخطّ واللَّفْظ.
وشهِد فتح بيت المقدس، فكان أوّل من خطب به بخطبةٍ فائقة أنشأها.
وكانت بيده أوقاف الجامع الأُمويّ، وغيره. ثُمَّ عُزِل عَنْهَا سنة
موته، وتولّاها شمس الدّين ابن البينيّ ضمانا، فبقي إِلَى سنة أربع
وستّمائة، وعُزِل.
وتولّاها الرّشيد ابن أخته ضمانا بزيادة ثلاثة آلاف دينار، ثُمَّ
عُزِل فِي أثناء السّنة. وأُبطِل الضّمان، وتولّاها المعتمد والي
دمشق.
قال: وكان محيي الدّين قد اضطرب فِي آخر عُمره، وجرت له قضية مع
الإسماعيليَّة بسبب قتْل شخصٍ منهم، ولذلك فتح له بابا سرّا إلى
الجامع من دارهم الّتي بباب البريد لأجل صلاة الجمعة.
قال: وأثنى عليه الشّيخ عماد الدّين بْن الحَرَسْتانيّ وعلى فصاحته
وحِفْظه لِما يلقيه مِنَ الدّروس.
قال: وتُوُفّي وله ثمان وأربعون سنة. وكذا ابنه القاضي الطاهر.
__________
[1] في ذيل الورضتين 31، 32.
(42/368)
وكان يَنْهَى عن الاشتغال بكُتُب المنطِق
والجدل، وقطّع كُتُبًا من ذلك فِي مجلسه.
وكان قد تظاهر بترك النّيابة فِي القضاء عن القاضي ابن أَبِي
عصرون، فأرسل إليه السّلطان صلاحُ الدّين مجدَ الدّين بْن النّحّاس
والد العماد عَبْد اللَّه الراويّ، وأمره أن يضرب على علامته فِي
مجلس حُكْمه، ففعل به ذلك، فلزِم بيته حياء، وطلب ابن أَبِي عصرون
من يَنوب عَنْهُ، فأشاروا عليه بالخطيب ضياء الدّين الدَّوْلَعيّ،
فأرسل إليه خِلعةَ النّيابة مع البدْر يُونُس الفارِقيّ، فردّه
وشتمه، فأرسل إلى جمال الدّين بن الحرستانيّ، فناب عَنْهُ.
قلت: ثُمَّ بعد هَذَا تُوُفّي ابن أَبِي عصرون، ووُلّي المجبي
القضاء، وعَظُمَت رُتبته عند صلاح الدّين، وسار إِلَى مصر رسولا من
الملك العادل إِلَى الملك الْعَزِيز يحثّه على الجهاد، وعلى قصد
الفرنج.
وأوّل ما خطب بالقدس قرأ أوّل شيء الفاتحة، ثُمَّ قرأ فَقُطِعَ
دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا 6: 45 [1] الآية، ثُمَّ أول
الأنعام، والكهف، وحَمْدَلة النَّمل، وأوّل سبإ، وفاطر، ثُمَّ
قَالَ: الحمد للَّه مُعِزّ الْإِسْلَام بنصره، ومُذِلّ الشِّرْك
بقهره، ومصرّف الأمور بأمره، ومُدِيم النِّعَم بشُكْره، ومُستَدرج
الكفّار بمكْره، قدّر الأيّام دولا بعدله، وجعل العاقبة للمتّقين
بفضله، وأفاد على عباده من ظلّه، وأظهر دينه على الدّين كلّه،
القاهر فوق عباده فلا يُمَانَع، والظّاهر على خليفته فلا يُنازَع،
والآمر بما شاء فلا يُرَاجع، والحاكم بما يُريد فَلا يُدافَع.
أَحْمَده على إظفاره وإظهاره وإعزازه لأوليائه، ونصره لأنصاره،
وتطهير بيته المقدّس من أدناس الشِّرْك وأوضاره، حَمَدَ مَن استشعر
الحمْد باطن سرّه وظاهر جهاره، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له الأحد الصَّمَد الّذي لم يَلِد
ولم يولَد، ولم يكن له كُفُوًا أحد. شهادة مَن طهَّرَ بالتّوحيد
قلبه، وأرْضَى به ربّه. وأشهد أن مُحَمَّدًا عبده ورسوله داحض
الشّرك وداحض
__________
[1] سورة الأنعام، الآية 45.
(42/369)
الإفْك، الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا
مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى المسجد الأقصى وعَرَج به إِلَى
السّماوات العُلَى إِلَى سِدْرة المُنْتَهَى، عندها جَنَّة المأوى،
ما زاغ البَصَر وما طَغَى.
ثُمَّ ترضّى عن الصّحابة، ثُمَّ ذكر الموعظة فأبلغ، مضمونها تعظيم
بيت المقدس، وتعظيم الجهاد، والحثّ عليه، والدّعاء لصلاح الدّين.
وكان له يومئذٍ ثلاثُ وثلاثون سنة، واسمه على تثمين قبَّة النَّسْر
بخطٍّ كوفيّ بفَصٍّ أبيض، وهو ظاهرٌ فِي الجهة الشرقيَّة، فِيهِ
أنّ ذلك فُصِّصَ فِي مباشرته.
تُوُفّي فِي سابع شعبان.
474- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه.
أبو بَكْر الصّائغيّ، المَرْوَزِيّ، السّنْجيّ.
قال أبو العلاء الفَرَضيّ: هُوَ شيخ صالح.
سمع: يوسف بْن أيّوب الهَمَذَانيّ الزّاهد، وأبا شجاع عُمَر
البِسْطاميّ، وأبا الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهني، وعمر بن
مُحَمَّد السَّرْخسيّ.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
475- مُحَمَّد بْن محمود بن أحمد بن عليّ ابن الصّابونيّ [1] .
الصُّوفيّ أبو عَبْد اللَّه.
وُلِد بمكَّة ونشأ ببغداد، وسمع الكثير من: سَعِيد بْن أَحْمَد بْن
البنّاء، وأبي الوقت، وجماعة.
وبالثّغر من السَّلفَيّ.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، وقال: مات بدمشق في شعبان سنة 598.
__________
[1] انظر عن (محمد بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 429 رقم
670، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 138، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 135.
وانظر مقدّمة كتاب تكملة إكمال الإكمال 30، 31.
(42/370)
476- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَن بْن عليّ [1] .
أبو عَبْد اللَّه الرَّبْعيّ الكِرْكِنتي [2] ، القَيْروانيّ،
الفقيه، المالكيّ.
تُوُفّي وله إحدى وتسعون سنة.
وقد حدَّث عن: أَبِي الحَجّاج يوسف بْن عَبْد الْعَزِيز
المَيُورقيّ.
تُوُفّي فِي سلْخ ذي الحجَّة بالإسكندريّة [3] .
477- مُبَادر ابن الأجلّ أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مبادر
[4] .
الأَزَجيّ، الكاتب، الشّافعيّ.
تفقّه وناظر وتكلَّم فِي مسائل الخلاف.
وحدَّث عن ابن البطّيّ، وغيره.
478- محمود بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد [5] .
أبو الثّناء السّاويّ، الصُّوفيّ. لَقَبُه: مخلص الدّين. وهو والد
المُسْنِد يوسف السّاوي.
وُلِد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وسمع فِي الكهولة من السِّلَفيّ مع ولده.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 437
رقم 688، والمقفّى الكبير 7/ 106 رقم 3193.
[2] الكركنتي: نسبة إلى كركنت، بكسر الكافين بينهما راء مهملة
ساكنة، وبعدها نون ثم تاء مثنّاة من فوق، قرية من قرى القيروان.
[3] ولد في أثناء سنة سبع وخمسمائة، وكان منقطعا متورّعا. أقام
بالإسكندرية، ورحل إلى بغداد، وتفقّه بها وبديار مصر، وصار إماما
من أئمّة الإسكندرية والمدرّسين بها، والمعوّل عليه في الفتاوى
والنوازل الكبار، يسار إليه في ذلك، وكتب كثيرا.
وكان حافظا متقنا عارفا بإلقاء المسائل بصيرا بالجواب عنها، ورفع
الاعتراض وتحريرها، ويذكر حديثا كثيرا من أحاديث الأحكام، ويحكي
حكايات كثيرة في معنى المسائل.
[4] انظر عن (مبادر بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 430،
431 رقم 673، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 298، 299 (7/ 274)
، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 125، والعقد المذهب لابن الملقن،
ورقة 261، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 73.
[5] انظر عن (محمود بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 440
رقم 696.
(42/371)
وحدَّث. وكان صالحا خيّرا.
تُوُفّي بمصر.
479- محمود بْن سُلَيْمَان بْن سَعِيد [1] .
الْبَغْدَادِيّ، ويعرف بابن المحتسب.
مَوْصِليّ أديب، فاضل، شاعر، مُحسِن بديع القول.
مدح صاحبَ الموصل، وقدِم بغداد فسكنها، وولي نظر الأوقاف.
وعاش ستّا وستّين سنة. وتُوُفّي فِي ثالث شعبان بالموصل.
ومن شِعره:
أهابُ وصْفَ الخمر فِي إهابها ... يا حَبَّذا اللؤلؤ من حَبَابها
حيِّي بها السّاقي وقد أقعدهُ ... سُكْرٌ فزيد الشُّكر إذ حَبَا
بها
اعْنَ بها يا أيُّها المغْرَى بها ... وأَسْلف النُّضَار فِي
أعنابها
ثَوَى بها كلّ سرورٍ عندنا ... وإثْمُها أكبرُ من ثوابها
480- محمود بْن عَبْد المنعم بْن مُحَمَّد بْن أسد بْن عليّ [2] .
أبو الهمام التّميميّ، الدّمشقيّ.
ولد سنة عشرة وخمسمائة.
وسمع من جمال الْإِسْلَام أَبِي الْحَسَن السُّلَمي «معجمَ ابن
جُمَيْع» .
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، وإسحاق بْن الخضِر بْن كامل
السُّكَّريّ، والحافظ الضّياء، والفقيه مُحَمَّد اليُونِينيّ،
وموسى بْن راجح، وجماعة، والشّهاب القُّوصيّ وقال: لَقَبُه شرف
الدّولة.
روى عَنْهُ إجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمود بن سليمان) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 442
رقم 70، والجامع المختصر 9/ 90- 92، والبداية والنهاية 13/ 34،
وعقد الجمان 17/ ورقة 276، 277.
[2] انظر عن (محمود بن عبد المنعم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
424 رقم 666، وسير أعلام النبلاء 21/ 387 دون ترجمة، والعبر 4/
305، 306، وشذرات الذهب 4/ 338.
(42/372)
وتُوُفّي فِي حادي عشر جُمادى الأولى.
481- محمود بْن مُحَمَّد بْن قُلْ هُوَ اللَّه خُوان.
أبو القاسم الأصبهانيّ.
تُوُفّي عن بضع وسبعين سنة.
- حرف النون-
482- نصر اللَّه بْن سلامة بْن سالم [1] .
أبو المعالي الهيتيّ، المقرئ.
تُوُفّي بالموصل أو بهيت.
روى عن: أَبِي الفتح الكَرُوخيّ، وأبي الفضل الأُرْمَوِيّ، وابن
ناصر، وجماعة.
روى عَنْهُ: الحافظ ضياء الدّين، وابن خليل، واليَلْدانيّ، وسماعهم
منه بالموصل.
ويُعرف بابن حَبَن [2] ، بمُهْمَلة وموحَّدة بالفتح. وهو أخو
مَنْصُور. وهو من هِيت البلد الّذي فوق الأنبار على الفُرات.
وأمّا هِيت الّتي من أعمال زَرْع فنُسب إليها جماعة من الرُّواة.
تُوُفّي فِي جمادى الأولى [3] .
__________
[1] انظر عن (نصر الله بن سلامة) في: التقييد 468 رقم 631،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 428 رقم 668، وتاريخ إربل 1/ 102، 103
رقم 36، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 546، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي
15/ 356، وتوضيح المشتبه 3/ 74 و 9/ 159.
[2] ويقال: «حبان» .
[3] وقال ابن المستوفي: شيخ صالح، ومحدّث صادق ثقة، سمع الكثير
وكتب بخطّه الكثير، وكان زمن الرجلين، إذا مشى اعتمد على غيره
وانكفأ مائلا إلى كلا جانبيه.
حدّثني- رحمه الله- أنه قرأ في يوم واحد ثلاث ختمات محرابية أو دون
ذلك بقليل- الشكّ مني- أدّى فيها الحروف مبيّنة. لقي عدّة كثيرة من
المشايخ وسمع عليهم.. وأجاز له خلق كثير. كان له أملاك بهيت فباعها
وخرجت عن يده. وقرأ في ليلة نصف شعبان الختمة واقفا على قدميه لم
يتروّح إلى قعود في ركعتين، على ضعف فيهما شديد. وكان نظيف اللباس،
متجنّبا سائر الأنجاس.
(42/373)
483- نَصْر بْن مُحَمَّد بْن مقلّد [1] .
الْإِمَام أبو الفتح القُضاعيّ، الشَّيْزَريّ، الفقيه الشّافعيّ،
الملقَّب بالمُرْتَضَى. من علماء الدّيار المصريَّة.
تفقَّه على: أَبِي حامد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد البَرَويّ، وأبي
سعْد عَبْد اللَّه بْن أَبِي عصرون.
وسمع بدمشق من الحافظ ابن عساكر. وسكن مصر، ودرّس بالقرافة بمدرسة
الشّافعيّ.
وحدَّث.
- حرف الهاء-
484- هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن أَبِي سعْد المظفَّر بْن
الْحَسَن بْن المظفَّر [2] .
أبو القاسم الهَمَذَانيّ الأصل، البغداديّ، المراتبيّ، المعروف
بالسِّبْط، سِبْط ابن لال.
ولد في حدود سنة عشر وخمسمائة.
سمع من: أَبِيهِ أَبِي عليّ، وأبي نصر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه
بْن رضوان، وأبي العزّ أَحْمَد بْن كادَش، وأبي القاسم بْن
الحُصَيْن، وأبي غالب بن البنّاء، وأبي
__________
[ () ] أخذت عنه كثيرا من أجزائه. (تاريخ إربل) .
[1] انظر عن (نصر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 440 رقم
695، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 389، وطبقات الشافعية
للإسنويّ 2/ 115، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 151 ب، والعقد
المذهب، ورقة 165، وتاريخ ابن الفرات ج 4/ 244، ومعجم الشافعية
لابن عبد الهادي، ورقة 97.
[2] انظر عن (هبة الله بن الحسن) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 512،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 410، 411، رقم 640، وذيل الروضتين 30،
والجامع المختصر 9/ 85، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 243 رقم 188،
والعبر 4/ 306، والمختصر المحتاج إليه 3/ 221 رقم 1285، وميزان
الاعتدال 4/ 292 رقم 9202، وسير أعلام النبلاء 21/ 352، 353 رقم
182، وعقد الجمان 17 ورقة 276، والنجوم الزاهرة 6/ 181، وشذرات
الذهب 4/ 238، ولسان الميزان 6/ 188 رقم 669.
(42/374)
بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن
المَزْرَفيّ، وأبي الْحُسَيْن بْن الفرّاء، وعليّ بْن عَبْد القاهر
بْن آسة الفَرَضيّ، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن شاتيل، وإسماعيل
بْن أَبِي صالح المؤذّن، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ [1] وقال: كان صحيح
السّماع، فِيهِ تسامح فِي الأمور الدّينيَّة، وأبو مُوسَى بْن
عَبْد الغنيّ، وابن خليل، والضّياء، واليَلْدانيّ، والنّجيب، وابن
عَبْد الدّائم، وآخرون.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والفخر بْن الْبُخَارِيّ.
وتُوُفّي فِي العشرين من المحرَّم.
وقيل إنّه وُلِد فِي رجب سنة ثلاث عشرة.
قال ابن نُقْطَة: كان غير مَرْضِيّ السّيرة فِي دينه.
وقال ابن النّجّار: كان فَهِمًا، ذَكيًّا، حَفَظَة للشَّعر
والنّوادر، ظريفا، برع فِي عمل السّكاكين وعمل الشّطرنج عاجٍ
وأَبَنُوس، وزِنة حبّتين وأرزّة كان مثل الخردل، وأشكاله مفسَّرة.
ثُمَّ كبَر وعجز، وساءت أخلاقه، وصار وسِخًا، وقذِرًا لا يتّقي
النّجاسة. ولم يكن فِي دينه بذاك. وكان يسبّ أَبَاهُ كيف أسمعه
وكان مع فَقْره وعسارته لا يطلب شيئا على الرّواية.
485- هبة اللَّه، ويسمّى أيضا سيّد الأهل، بْن عليّ بْن مَسْعُود
بْن ثابت بْن هاشم بْن غالب [2] .
أمين الدّين، أبو القاسم الأَنْصَاري، الخَزْرَجيّ، المنسْتِيريّ
الأصل،
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 3/ 221.
[2] انظر عن (هبة الله بن علي بن مسعود) في: معجم البلدان 1/ 760،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 414- 416 رقم 647، ووفيات الأعيان 6/
67، والمختصر في أخبار البشر 3/ 107، والعبر 4/ 306، ودول الإسلام
2/ 79، والمعين في طبقات المحدّثين 182 رقم 1938، وسير أعلام
النبلاء 21/ 390- 392 رقم 197، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312،
والإعلام بوفيات الأعلام 246، ومرآة الجنان 3/ 409، وذيل التقييد
2/ 297، 298 رقم 1666، والدليل الشافي 2/ 766، والنجوم الزاهرة 6/
182، وحسن المحاضرة 1/ 176، وديوان الإسلام 1/ 309 رقم 7486 وشذرات
الذهب 4/ 238، والأعلام 8/ 75.
(42/375)
البُوصِيريّ، ثُمَّ الْمَصْرِيّ المولد
والدّار، الأديب، الكاتب.
ولد سنة ستّ وخمسمائة، وعاش اثنتين وتسعين سنة. وكان مُسْنِد ديار
مصر فِي وقته.
سمع مع السِّلَفيّ، وبقراءته من: أَبِي صادق المَدِينيّ، وأبي
عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن بركات السّعيديّ، وأبي الْحَسَن عليّ
بْن الْحُسَيْن الفرّاء، وسلطان بْن إِبْرَاهِيم، والخَفِرَة بِنْت
مبشّر بْن فاتك، وغيرهم.
وانفرد بالسّماع منهم. وأجاز له أبو الْحَسَن الفرّاء، وابن
الخطّاب الرّازيّ وقد سمع منهما.
وسمع من: أَبِي طاهر السِّلَفيّ.
وحدَّث بمصر والإسكندريّة، ورحل إليه المحدّثون، وقُصِد من البلاد.
روى عَنْهُ: ابن المفضل المقدسيّ، وابن خليل. والضّياء، وأبو
الْحَسَن السّخاويّ، والرّشيد أبو الْحُسَيْن العطّار، والرّضَى
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ، وأبو سلمان الحافظ،
والشَّرَف عَبْد اللَّه بْن أَبِي عُمَر، والزَّيْن أَحْمَد بْن
عَبْد الملك، ومحمد بْن البهاء، وخطيب مَرْدا، وأحمد بْن زين
الدّين، وأبو بَكْر بْن مكارم، ومحمد بْن عَبْد الْعَزِيز
الإدريسيّ، وسليمان الأسْعرديّ، وأبو عُمَر بْن الحاجب، والملك
المحسّن أَحْمَد بْن صلاح الدّين، وإسماعيل بْن عَبْد القويّ بْن
عَزُون، وأبوه، وإسماعيل بْن صارم، وعبد اللَّه بْن حلّاق، وعبد
الغنيّ بْن بنين، وخلْق كثير.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير.
وقد قرأت بخطّ أَحْمَد بْن الجوهريّ الحافظ أنّه قرأ بخطّ حسن بْن
عَبْد الباقي الصَّقَلّيّ أنّه سَأَلَ أَبا القاسم البُوصِيريّ
الإجازة لجميع المسلمين ممّن أدرك حياته فتلفّظ بالإجازة.
قلت: وتُوُفّي فِي ثاني ليلة من صفر.
وقال الضّياء المقدسيّ: كان شيخنا البُوصِيريّ ثقيل السَّمْع،
فكنتُ إذا
(42/376)
قرأتُ عليه أرفع صوتي، وكان يسمع بأُذُنه
اليسرى أجود. وكان شرس الأخلاق.
وشاهدته يوما وشيخنا الحافظ عَبْد الغنيّ يقرأ عليه من
الْبُخَارِيّ فجاء فِي الحديث: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ له له المُلْك وله الحمد.. الحديث.
فقال أبو القاسم: ليس فِيهِ ويُحيى ويميت. فعلمت أنّه يسمع وللَّه
الحمد.
- حرف الْيَاءِ-
486- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْن عَبْد
الرَّحْمَن [1] .
أبو العبّاس القُرْطُبيّ، المعروف بابن الحاجّ المجريطيّ.
ذكره الأَبّار فقال: أَخَذَ القراءات عن: أَبِيهِ، وعن: أَبِي
زَيْدٍ الخَزْرَجيّ.
وسمع من: أَبِي مروان بْن مسرَّة، وأبي جَعْفَر البَطْروُجيّ، وأبي
بكر ابن العربيّ.
وأخذ العربيّة عن أَبِي بَكْر بْن سمحون.
وأجاز له الشّيخ أبو عَبْد اللَّه ابن مَعْمَر، وغيره.
وولي قضاء جَيّان، ومُرْسِيَة وغَرْناطة. ثُمَّ قدِم بعد أَبِي
الْوَلِيد بْن رُشْد لقضاء قُرْطُبة. وكان معدودا فِي رجالها، وذوي
النّباهة مع الجزالة والعدالة والإيثار للحقّ والصَّدع به.
أقرأ القرآن وأسمع الحديث.
وروى عنه جماعة من شيوخنا.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة. وكان مولده في سنة تسع عشرة وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
(42/377)
وفيها وُلِد:
البدر أَحْمَد بْن شَيْبَان بْن تغلِب فِي آخر ربيع الآخر، وشمس
الدّين مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن إلياس التّغلبيّ، وعماد الدّين
دَاوُد بْن يحيى القُرَشيّ والد الفنجاريّ، والشّهاب عَبْد الرحيم
بْن يوسف ابن خطيب المِزَّة، فِي ذي القعدة، والشّيخ عَبْد البصير
بْن عليّ المريوطيّ، والرّشيد عُمَر بْن إِسْمَاعِيل الفارقيّ،
وإلياس بْن علوان الملقّن.
(42/378)
سنة تسع وتسعين
وخمسمائة
- حرف الألف-
487- أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز [1] .
أبو العبّاس الحربيّ، الخردليّ.
حدّث عن: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف، وغيره.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
488- أَحْمَد بْن قاضي القضاة أَبِي طَالِب عليّ بْن عليّ بْن
الْبُخَارِيّ [2] .
أقضى القُضاة أبو الفضل.
نابَ عن والده فِي القضاء بالحريم، وولي بعد ذلك قضاء العراق سنة
أربعٍ وتسعين، وعُزِل بعد سنة بأبي الفضائل القاسم بْن يحيى
الشّهْرزُوريّ، تُوُفّي فِي ذي الحجَّة، ولا أعلم له رواية.
489- أَحْمَد بْن عليّ بْن هلال بْن عَبْد الملك [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
468، 469 رقم 753، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 194.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
468 رقم 751، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 205، 206، وذيل
الروضتين 33، والجامع المختصر 9/ 113- 115، والجواهر المضية 1/ 82،
والطبقات السنية 1/ ورقة 393.
[3] انظر عن (أحمد بن علي بن هلال) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
445، 446 رقم 707، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 205،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 198، والوافي بالوفيات 7/ 230 رقم 3185
ومعجم المؤلفين 2/ 25.
(42/379)
أبو الفُتُوح الْبَغْدَادِيّ، القارئ
المعروف بالمعمّم.
روى بالإجازة عن: أَبِي العزّ بْن كادَش، وأبي القاسم بْن الحصين.
سمع منه: أبو عبد اللَّه الدُّبيثيّ [1] ، وغيره.
وتُوُفّي رحمه اللَّه فِي صفر.
490- أَحْمَد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن عميرة [2] .
أبو العبّاس الضّبيّ الأندلسيّ.
أَخَذَ عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن حَميد.
وحجّ فأخذ عن: أَبِي الطّاهر بْن عَوْف المالكيّ، وإسماعيل بن قاسم
الزّيّات.
ونسخ بخطّه ما لا ينحصر. وحدَّث. وعاش بِضْعًا وأربعين سنة.
سقط عليه حائط بمَرْسِيَة فاستشهد فِي ربيع الآخر.
491- أَحْمَد بْن يحيى بْن إبراهيم بن سعود [3] .
__________
[1] وهو قال: كان شيخا فاضلا من قدماء قرّاء الديوان وكان يغنّي في
صباه مع مظفّر التوثي، وله معرفة بالألحان. صنّف «تلقيح الأفهام في
معرفة أسرار صور الأقلام» . وله شعر:
يا من إذا ما غاب عن ... عيني فقلبي معه
صل مدنفا حسن رضاك ... فيك قد أطمعه
صاح به حادي النوى ... فارتاع إذ أسمعه
شمل المنى مبدّد ... هل لك أن تجمعه؟
وقال: أتاني آت في المنام وقال لي:
أيّها الغافل لا يغررك ... ذا العمر القصير
قال: فاستيقظت وأتممته بقولي:
واغتنم ما فات منه ... فإلى اللحد المصير
وأعدّ الزاد للرحلة ... قد آن المسير
أو ما أنذرك الشيب ... وقد لاح القتير
[2] انظر عن (أحمد بن يحيى بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار
1/ 96، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 3/ 653 رقم 872.
[3] انظر عن (أحمد بن يحيى بن إبراهيم) في: تكملة الصلة لابن
الأبّار 1/ 92.
(42/380)
أبو العبّاس العَبْدَريّ القُرْطبيّ.
سمع من: أَبِي جَعْفَر البطروجي، وأبي عَبْد اللَّه بْن أَبِي
الخصال.
وكان كاتبا، بليغا، مفوَّهًا، ظريفا، حُلْو النّادِرة، قويّ
العارِضة، بارع الكتابة بمرة.
له النَّظْم والنَّثْر. كتب لبعض ملوك الأندلس.
قال الأبّار: بلغني أنّ كُتُبه أبيعت بستَّة آلاف دينار. وتُوُفّي
بمرّاكش.
وورّخه.
قلت: لعلّه عاش ثمانين سنة.
492- أَحْمَد بْن يوسف بْن الْحُسَيْن [1] .
أبو العبّاس بْن الْقِرْمِيسِينيّ، الْبَغْدَادِيّ.
وُلِد فِي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وسمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، وأبا الكَرَم الشّهرزُوريّ
الْمُقْرِئ، وجماعة.
وأكثر التّطواف فِي الأرض للتّجارة حتّى دخل الهند، والتُّرك،
واليمن، ورأى العجائب.
وسمع بنَيْسابور من: هبة الرَّحْمَن بْن عَبْد الواحد القُشَيْريّ.
ومات بالموصل فِي جُمادى الأولى.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
493- أَحْمَد بْن أَبِي النّجم بن نبهان بن محمد [2] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 456، 457
رقم 729، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 237، 238، وتلخيص
مجمع الآداب 4/ رقم 1989، والمختصر المحتاج إليه 1/ 225.
[2] انظر عن (أحمد بن أبي النجم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 470
رقم 755، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 243.
(42/381)
الشّيخ المعمّر أبو سالم الأَبْهَريّ،
الزَّنْجانيّ، القاضي.
وهو أحمد بن سالم المذكور سنة 581. وما أحسبه بقي إِلَى هَذَا
الوقت.
أجاز له الشَّيْخ أبو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزَّنْجَريّ شيخ
السِّلَفّي فِي الأربعين البلديَّة فِي سنة إحدى وخمسمائة وهو آخر
مَن روى عَنْهُ فِي الدُّنيا.
حدَّث ببغداد، ومكَّة.
قال الحافظ المنذريّ: حُدِّثنا عَنْهُ. وتُوُفّي فِي هَذِهِ
السّنة.
494- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصّقال [1] .
الفقيه أبو إِسْحَاق الطّيبيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الحنبليّ،
المعدّل.
وُلِد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وتفقه على: القاضي أبي يعلى الصغير
محمد بْن مُحَمَّد، وأبي حكيم بْن دينار النّهروانيّ.
وسمع من: أَبِي العبّاس بْن الطّلّاية، وابن ناصر، وسعيد بن
البنّاء، وجماعة.
وكان ثقة ثبْتًا صالحا، إماما فِي الفرائض والحساب.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، والضّياء مُحَمَّد، وابن النّجّار،
وغيرهم.
وتُوُفّي فِي أوّل ذي الحجَّة، وشيّعه خلْق، وحُمِل على الرءوس
رحمه اللَّه.
495- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن حسّان بْن جواد بن عليّ بن خزرج
[2] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 467
رقم 750، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 265، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 234، 235، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 440- 442،
وشذرات الذهب 4/ 339.
وقد أضاف الدكتور بشّار عواد معروف إلى مصادر الترجمة كتاب:
«الوافي بالوفيات» ، وذلك في حاشيته رقم (2) على كتاب «التكملة
لوفيات النقلة 1/ 467) ، وهو غير مذكور فيه.
[2] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 464
رقم 473، والطالع السعيد للأدفوي 165، 166 رقم 95، وحسن المحاضرة
1/ 185، والخطط الجديدة 8/ 870
(42/382)
القاضي الجليل، أبو الطّاهر بْن القاضي
أَبِي عَبْد اللَّه الأنصاريّ، الفقيه المصريّ، الشّافعيّ.
رحل إِلَى بغداد وتفقّه على الْإِمَام أَبِي القاسم يحيى بْن
فَضْلان.
وسمع الحديث.
وحدَّث عن مَنُوجِهْر شيئا قليلا.
تُوُفّي بمصر فِي رمضان [1] .
496- إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يوسف [2] .
أبو الفتح المَرْوَزِيّ، الفاشانيّ [3] .
سمع: أَبَا سعد بْن السّمعانيّ الحافظ.
وببغداد: أَبَا الفتح بْن عَبْد السّلام.
وحدَّث بمرو.
وفاشان، بالفاء، من قرى بغداد.
وأمّا باشان القرية الّتي من هَرَاة فيقال لها فاشان أيضا منها أبو
عُبَيْدة صاحب «الغريبين» ، وغيره.
وأمّا قاشان، بالقاف، فبلد مشهور بقرب قُمّ.
وأمّا قاسان، بالقاف وسين مهملة، فبلد كبير بما وراء النّهر، وأهله
يعقدون القاف فيقولون كاسان.
وقاشان أيضا بُليدة بخُراسان، وناحية من أعمال أصبهان.
497- إِسْمَاعِيل بْن مظفّر بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن زيد بن ثابت
[4] .
__________
[1] وقال الأدفوي: وكان حاكما بأسوان ومدرّسا بمدرستها.
[2] انظر عن (إسماعيل بن محمد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة
1/ 465، 466 رقم 748، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 248،
وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 578، و 1999، والمشتبه 2/ 494، وتوضيح
المشتبه 7/ 23، وشذرات الذهب 4/ 339.
[3] تصحّفت النسبة في «شذرات الذهب» إلى: «القاشاني» .
[4] انظر عن (إسماعيل بن مظفّر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 451
رقم 21، وتاريخ ابن
(42/383)
أبو مُحَمَّد الكَرْخيّ، الشُّرُوطيّ،
المعروف بابن المنجّم.
وُلِد سنة اثنتين وثلاثين، وسمع: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد السّلّال،
والمبارك بْن عليّ السِّمْذِيّ، والأُرْمَوِيّ، وجماعةٍ.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
وأجاز للفخر عليّ.
- حرف الباء-
498- بركات بْن أَبِي غالب بْن نزّال بْن همّام [1] .
أبو محمد البغداديّ، السّقلاطونيّ.
سمع: أبا الحسن بْن الزّاغُونيّ، والقاضي أَبَا بَكْر، وإسماعيل
ابن السَّمَرْقَنْديّ.
ويُسمّى أيضا بعبد اللَّه.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وقال: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
- حرف الحاء-
499- الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن مَنْصُور بْن الْحُسَيْن بْن
قَحْطَبَة [2] .
أبو عليّ الفَرَغانيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ، المعروف
بابن اشنانة.
وُلِد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وسمع من: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، والحسن بن أحمد بن جكينا.
__________
[ () ] الدبيثي (باريس 5921) ورقة 249، والمختصر المحتاج إليه 1/
246.
[1] انظر عن (بركات بن أبي غالب) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
448، 449 رقم 714، وتاريخ بن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 279، 280،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 261.
[2] انظر عن (الحسن بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 446،
447 رقم 709، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 3، 4، وتلخيص
مجمع الآداب 4/ رقم 58، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 277، وشذرات الذهبة 4/ 339.
(42/384)
شيخ صوفيّ ظريف، حَسَن المذاكرة. صحِب
الصُّوفيَّة برباط الزَّوْزنيّ.
قال الدُّبيثيّ [1] : لا بأس به. تُوُفّي فِي ثامن عشر صفر.
روى عَنْهُ: هُوَ، والضّياء، وابن خليل، والنّجيب عَبْد اللّطيف،
والتّقيّ اليلدانيّ، وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة الفخر عليّ.
500- الْحَسَن بْن عليّ بْن الْحَسَن.
أبو مُحَمَّد العبْديّ، الْبَصْرِيّ، الأديب، المُنشئ.
قدِم بغداد، وسمع من أَبِي ناصر، وعاد إِلَى بلده.
وسمع من غير ابن ناصر.
- حرف الدال-
501- دَاوُد بْن يوسف بْن إِبْرَاهِيم [2] .
أبو السّعادات الحربيّ، المؤدّب.
سمع: ابن الطّلّاية، وسعيد بن البنّاء.
وحدَّث.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
- حرف الزاي-
502- زمرّد خاتون [3] .
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 1/ 277، وتاريخه، ورقة 4.
[2] انظر عن (داود بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 459 رقم
733، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 46، والمختصر المحتاج
إليه 2/ 61.
[3] انظر عن (زمرّد خاتون) في: الكامل في التاريخ 12/ 184،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 451 رقم 720، والجامع المختصر لابن
الساعي 9/ 102، وتاريخ ابن الوردي 2/ 121، وتراجم رجال القرنين
لأبي شامة 33، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 280، ومختصر التاريخ
لابن الكازروني 242، 248، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 513، 514،
والمختصر في أخبار البشر 3/ 104، والوافي بالوفيات 14/ 213 رقم
295، والنجوم الزاهرة 6/ 182، والعسجد المسبوك 2/ 278، 279،
والبداية والنهاية 13/ 36.
(42/385)
التُّركيَّة الجهة المعظّمة، أمّ أمير
المؤمنين النّاصر لدين اللَّه.
عاشت فِي خلافة ابنها أربعا وعشرين سنة. وحجّت، ووقفت المدارس
والرُّبَط والجوامع. ولها وقوفٌ كثيرة فِي القُرُبات.
وقد أنفقت في حجّتها نحوا من ثلاثمائة ألف دينار.
وحزن عليها الخليفة ومشى أمام تابوتها، وحُمِلت إِلَى تُربة معروف
الكَرْخِيّ، وشيّعها الأكابر. وكاد الوزير أن يهلك من المشْي، وقعد
يستريح مرّات، وعُمِل عزاؤها شهرا، وأُنشِدَت المراثي.
وأمر الخليفة بتفريق ما خلّفته من ذهب وجوهر وثياب.
وتُوُفّيت فِي ربيع الآخر.
قال لنا ابن البُزُوري فِي «تاريخه» : عظُمَ على الخليفة مُصابُها،
وتجرّع لفقْدها مُرّ الأحزان وصابَها. وتقدّم إِلَى الوزير وأرباب
الدّولة، الكلّ والمدرّسين بالحضور إِلَى باطن دار الخلافة للصّلاة
عليها، فلبِسوا ثياب العزاء، ورفعت الغرز والطَّرْحات والبَسْمَلة
من بين يدي الأمراء. وخرج الوزير نصير الدّين بْن مهديّ ماشيا من
داره إِلَى دار الخلافة. وصلّى عليها ولدُها، ثُمَّ أمَّ بالجماعة
الوزير، وأُنزِلت فِي الشَّبّارة، ونزل النّاس فِي السُّفن قياما،
ولم يزل الوزير وأرباب المناصب يتردّدون إِلَى التُّرْبة شهرا
كاملا بثياب العزاء.
ولا ضُرِبَ طبل، ولا شُهِر سيف، ولا نودي ببسم اللَّه.
قال: ودام لبْس ثياب العزاء سنة كاملة.
قلت: وهذا أمرٌ لم يُعْمَل مثلُه بأحدٍ بل ولا بخليفة.
- حرف الشين-
503- شعيب بْن عامر [1] .
__________
[1] انظر عن (شعيب بن عامر) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، رقم
2016، والذيل والتكملة
(42/386)
أبو مُحَمَّد القَيْسيّ، الإشبيليّ،
المؤدّب.
أَخَذَ القراءات عن جدّه لأمّه شعيب بْن عِيسَى الأشْجَعيّ. وأخذها
جدُّه عن خَلَف بْن شُعيب صاحب مكّيّ.
وكان جدّه مِن كبار الأئمَّة فأخذ عَنْهُ، وطال عمره.
أجاز لابن الطّيلسان في ذي الحجّة سنة 599 بإشبيليّة.
504- شَبث [1] بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد.
الأديب أبو الْحَسَن ضياء الدّين الْمَصْرِيّ، القِنَويّ [2] .
وُلِد بقنا، من عمل قوص سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
روى عَنْهُ الشّهاب القُوصيّ مِن شعره جملة وقال: هُوَ إمام فِي
العربيّة فِي عصره، وفريد دهره [3] .
__________
[ () ] لكتابي الموصول والصلة 4/ 130، 131 رقم 247.
[1] في الأصل: «شنب» والتصحيح من: معجم الأدباء 11/ 277، وإنباه
الرواة 2/ 73، والطالع السعيد 262- 265 رقم 186، ونكت الهميان 168،
وفوات الوفيات 1/ 188، والديباج المذهب 128، والبلغة في تاريخ أئمة
اللغة للفيروزابادي (مخطوط) ورقة 23 ب، وبغية الوعاة 2/ 6 رقم
1301، وحسن المحاضرة 1/ 209، وكشف الظنون 98، وهدية العارفين 1/
419، والأعلام 3/ 265، ومعجم المؤلفين 4/ 311.
[2] في شذرات الذهب: «القباوي» وهو غلط، والصحيح: «القناوي» .
[3] وقال الأدفوي: الفقيه، النحويّ، القفطي، كان قيّما بالعربية،
وله فيها تصانيف منها «المختصر» ، و «المعتصر من المختصر» رأيته
وعليه خطّه، و «حزّ الغلاصم وإفحام المخاصم» .
وقال القفطي: الفقيه النحويّ الزاهد. له في الفقه تعاليق ومسائل،
وله كلام في الرقائق.
وكان شبث رحمه الله حسن العبادة، لم يره أحد ضاحكا ولا هازلا، وكان
يسير في أفعاله وأقواله سيرة السلف الصالح، وكان ملوك مصر يعظّمونه
ويجلّون قدره، ويرفعون ذكره، على كثرة طعنه عليهم، وعدم مبالاته
بهم. وكان الفاضل عبد الرحيم البيساني يجلّه، ويقبل شفاعته ويعرف
حقّه، وله إليه رسائل ومكاتبات.
سمع الحديث من الحافظ السلفي، ومن أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسين
بن الحباب، وحدّث، وسمع منه جماعة، منهم الشيخ الحسن بن الشيخ عبد
الرحيم. وكان له نظم.
ومن نظمه:
اجهد لنفسك إنّ الحرص متعبة ... للقلب والجسم والإيمان يرفعه
فإنّ رزقك مقسوم سترزقه ... وكلّ خلق تراه ليس يدفعه
(42/387)
ثُمَّ ورَّخ موته فِي العام [1] .
- حرف الطاء-
505- طُفَيْل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الطُّفيْل [2]
.
أبو نصر العَبْديّ، الإشبيليّ، الْمُقْرِئ المعروف بابن عظيمة.
أَخَذَ القراءات عن أَبِيهِ أَبِي الْحَسَن، وأبي الْحَسَن
شُرَيْح.
وأدَّب بالقرآن. وكان مجوّدا، ضابطا، عارفا. وطال عمره وأخذ عَنْهُ
الآباء والأبناء.
روى عَنْهُ: أبو عليّ الشّلُوبينيّ. وأجاز له ولابن الطَّيْلَسان
فِي هَذِهِ السّنة فِي رمضان. ولم يُوَرَّخ الأَبّارُ له وفاة.
- حرف العين-
506- عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن زيد بن الحسن [3] .
__________
[ () ]
فإن شككت بأنّ الله يقسمه ... فإنّ ذلك باب الكفر تقرعه
ولد شبث. بقفط ثم انتقل بعد سنين إلى قنا، وقيل إنه كان ينكر على
الشيخ العارف السيد عبد الرحيم، ويذكر أهل البلاد أن الشيخ عبد
الرحيم قال للمؤذّن: أذّن للظهر، وأن الفقيه شبث قال: ما دخل الوقت
ويزعمون أن الشيخ عبد الرحيم دعا عليه أن يخمد ذكره.
وكان شبث من العلماء العاملين، وكفّ بصره وعلت سنّه، وله بقفط حارة
تعرف بحارة ابن الحاج.
ومن شعره:
هي الدنيا إذا اكتملت ... وطاب نعيمها قتلت
فلا تفرح بلذّتها ... فباللّذّات قد شغلت
وكن منها على حذر ... وخف منها إذا اعتدلت
ولا يغررك زخرفها ... فكم من نعمة سلبت
[1] اختلف في تاريخ وفاته، فقيل 598، وقيل 599 هـ.، وقيل 600 هـ.،
وقيل قريبا من سنة 600 هـ.
[2] انظر عن (طفيل بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 346،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 4/ 159، ومعرفة القراء
الكبار 2/ 578 رقم 535، وغاية النهاية 1/ 341، والوافي بالوفيات
16/ 462 رقم 502.
[3] انظر عن (عبد الله بن الحسن الكندي) في: ذيل الروضتين 33، مرآة
الزمان ج 8
(42/388)
أبو مُحَمَّد الكِنْديّ، أخو التّاج
الكِنْديّ.
تاجر متميّز سمْح جواد. وُلِد سنة تسعٍ وعشرين وخمسمائة.
وسمع: ابن ناصر، وسعيد بن البنّاء، وعبد الملك بن علي الهمذاني.
وأجاز له أبو القاسم هبة اللَّه بن الطّبر، وجماعة.
وحدَّث بدمشق.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، وغيره.
وتُوُفّي بدمشق فِي ذي القعدة.
وهو والد أمين الدّين أَحْمَد الّذي ورث تاج الدّين وبقي إلى قريب
الأربعين وستمائة.
وأجاز للعماد بْن البالسيّ.
507- عَبْد اللَّه بْن دَهْبَل بْن عليّ بْن مَنْصُور ابن كارِه
[1] .
أبو مُحَمَّد الحريميّ، الدّقّاق، وقيل: اسمه صالح.
سمع: قاضي المَرِسْتان أَبَا بَكْر، وأبا غالب بْن البنّاء، وأبا
القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، وابن عَبْد الدّائم،
والنّجيب الصَّيْقَليّ، وآخرون.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والقُطْب ابن عَصْرُون، والشّيخ شمس
الدّين عَبْد الرَّحْمَن الحنبليّ، وجماعة آخرهم موتا مُسْنِد
الدّنيا الفخر عليّ.
توفّي في عاشر رمضان.
__________
[ () ] ق 2/ 514، 515، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 424، 425 رقم
749، والمختصر المحتاج إليه 2/ 140، والوافي بالوفيات 17/ 133 رقم
120.
[1] انظر عن (عبد الله بن دهبل) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 464،
465 رقم 724، وتاريخ ابن الدبيثي، ورقة 92، 93، وسير أعلام النبلاء
21/ 393 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 2/ 143، 144 رقم 773،
والمشتبه 1/ 288، وتوضيح المشتبه 4/ 42.
(42/389)
508- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن عليّ [1] .
الأستاذ أبو مُحَمَّد ابن عَلُّوش الأندلسيّ، الإشبيليّ نزيل
مَرَّاكُش.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِي الْحَسَن شُرَيْح.
وسمع من: جدّه مُحَمَّد بْن عليّ، وأبي بَكْر بْن العربيّ.
وأدَّب ولد صاحب المغرب المنصور أبو يوسف يعقوب بْن يوسف
بمَرّاكُش.
وكان محقِّقًا، مَهِيبًا، مشدّدا على التّلميذ، مجوِّدًا، عارفا
بالقراءات، مشارِكًا فِي العربيّة.
تُوُفّي بعد سنة تسعٍ وتسعين. قاله الأَبّار.
509- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى [2] .
أبو مُحَمَّد التّادليّ، الفاسيّ، الحاكم.
قال الأَبّار: روى عَن: أَبِي بَحْر الأسَدي، وأبي مُحَمَّد بْن
عتّاب.
كتب إليه وولّاه الخليفة أبو يعقوب قضاء مدينة فاس فِي سنة تسعٍ
وسبعين.
ودخل أيضا إِلَى الأندلس فِي المدَّة اللَّمْتُونيَّة، وأدرك أَبَا
بَكْر بْن العربيّ.
وسمع من القاضي عِياض، وغيره ولم يحدّث إلّا عن ابن عتّاب، وأبي
بحر.
وكان فقيها متفنِّنًا، جليل القدر، له رسائل وأشعار، مع شجاعة
وصرامة. وكان أَبُوهُ أحد الفُقهاء المشاوَرِين بفاس.
ثُمّ قال: روى عَنْهُ: أبو عبد الله الحضرمي، وأبو محمد بن حوط
الله، وأبو الربيع ابن سالم.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عيسى) في: سير أعلام النبلاء 21/
393 ولم يترجم له.
وقد سبق للمؤلّف رحمه الله- أن ذكره في وفيات سنة 597 هـ. برقم
(366) .
(42/390)
وقال لي أبو الرَّبِيع هُوَ آخر من حدَّث
عن المذكورين. كذا قال.
وقد تقدَّم أنّ عبد الله بْن طَلْحَةَ بْن أَحْمَد آخر من حدَّث
عَنْهُمَا.
قلت: بل هَذَا آخر من حدَّث عَنْهُمَا.
قال ابن فَرْتُون، كما نقل الأَبّار عَنْهُ قال: تُوُفّي قرب
السّتّمائة وقد اختلّ ذِهنه من الكِبر.
قال الأَبّار: وقد حدَّث عن أَبِي بحر الأَسَديّ شيخنا أبو بَكْر
بْن أَبِي جمرة، وتأخّر عن الاثنين.
قلت: يعني حدَّث عَنْهَما بالإجازة، وكثيرا ما يقول الأَبّار وغيره
من المغاربة: حدّث فلان، عن فُلان، وإنّما يكون ذلك بالإجازة،
وَفِي هَذَا تدليس وتعمية للسّماع من الإجازة.
وحدَّث عن صاحب التّرجمة أبو الْحَسَن الشّاري وقال: تُوُفّي
بمكناسة مغرّبا عن وطنه سنة سبع وتسعين.
قلت: إنّما ذكرتُه هنا على التّقريب لقول ابن فَرْتُون تُوُفّي قرب
السّتّمائة.
510- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القاهر بْن عُليّان [1]
.
أبو مُحَمَّد الحربيّ.
سمع: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبا الْحُسَيْن بْن الفرّاء، وأبا
بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبا القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
وكان يُسمّى أيضا بعبد الغنيّ، ويُكَنّى أيضا بأبي الغنائم.
قال الدُّبيثيّ: مرض وأصابه فِي آخر عمره نوع من السّوداء، وجئناه
لنسمع منه فأبى، وكان قد تغيّر.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عبد القادر) في: التكملة لوفيات
النقلة 1/ 447، 448، رقم 712، وتاريخ ابن الدبيثي، ورقة 118، وسير
أعلام النبلاء 21/ 393، دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 2/ 163،
164 رقم 800، والعبر 4/ 307، وشذرات الذهب 4/ 339.
(42/391)
قلت: روى عَنْهُ ابن خليل، والنّجيب عَبْد
اللّطيف، والحافظ الضّياء.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي ثاني عشر ربيع الأوّل.
511- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بْن سُلَيْمَان
[1] .
أَبُو بَكْر بْن بُرطُلُه الأزْديّ، المُرْسيّ، سِبْط الحافظ أَبِي
عليّ بْن سُكَّرة الصَّدفيّ.
قرأ القراءات على أَبِي عليّ بْن عريب، وسمع منه.
ومن: أَبِي بَكْر بْن أَبِي ليلى، وجماعة.
وتفقّه بأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم، وبأبي مُحَمَّد بْن
عاشر.
وسمع من أَبِي الْحَسَن ابن النّعمة بَبَلْنِسيَة.
وولي قضاء دانية مُدَّة، وحُمِدت سيرته. وولي خطابة مُرْسِيَة
دهرا.
ذكره أبو عَبْد اللَّه الأَبّار وقال: كان حافظا للحديث، متقِنًا،
ذا حظٍّ من العربيّة، مدرّسا للفقه.
قال لي ابنه أبو مُحَمَّد إنّه عرض «المدوّنة» على أَبِي عَبْد
اللَّه بْن عَبْد الرحيم، وبعض «الغُنْيَة» . وعرض كتاب البراذعيّ،
على ابن عاشر. وحدَّث.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل كهُلًا أو فِي أوّل الشّيخوخة.
512- عَبْد الرَّحْمَن بْن مكّيّ بْن حَمْزَة بْن مُوَقَّى بْن
عليّ [2] .
أبو القاسم الأنصاريّ، السّعديّ، الإسكندرانيّ، المالكيّ التّاجر.
ويعرف بابن علّاس.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن
الأبّار.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن مكّي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
452 رقم 722، والعبر 4/ 307، وسير أعلام النبلاء 21/ 392، 393 رقم
198، والإعلام بوفيات الأعلام 247، والمعين في طبقات المحدّثين 184
رقم 1961، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، والنجوم الزاهرة 6/
183، وحسن المحاضرة 2/ 307.
(42/392)
ولد سنة خمس وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي عَبْد اللَّه الرّازيّ وله منه إجازة أيضا. وهو آخر
من حدَّث عَنْهُ.
روى عَنْهُ: الحافظ عليّ بْن المفضّل، والزّين محمد بن أحمد ابن
النَّحْويّ، وأبو الفتح مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل
اللَّخْميّ، ومنصور وأحمد ابنا عَبْد اللَّه ابن النّحّاس، وجعفر
بْن تمّام، وعبد اللَّه وحسين ابنا أَحْمَد بْن حديد الكِنانيّ،
والحسن بْن عُثْمَان المحتسب، وهبة اللَّه بْن زُوين، الفقيه،
وعثمان بْن هبة بْن عَوْف الزُّهْريّ الإسكندرانيّون، وخلْق سواهم.
وآخرهم موتا عُثْمَان، وبقي إِلَى سنة أربعٍ وسبعين.
قال الحافظ المنذريّ [1] : لم يزل صحيح السّمع والبَصَر والجسد
إِلَى أن مات. وتصدّق بألف دينار تُخْرَج من ثُلُثِه بعد موته.
وتُوُفّي فِي سلخ ربيع الآخر، رحمه اللَّه.
513- عَبْد الرحيم بْن أَبِي البركات الْمُبَارَك بْن كَرَم بْن
غالب [2] .
أبو الفَرَج البَنْدَنِيجيّ، ثمّ الْبَغْدَادِيّ، الخازن.
سمع: أَبَا سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ، وأبا الفضل
الأُرْمَوِيّ، وابن الطّلّاية، وحدَّث.
ومات فِي المحرَّم.
514- عَبْد الرحيم بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي البقاء هبة الله
بن القاسم بن البندار [3] .
__________
[1] في التكملة 1/ 452.
[2] انظر عن (عبد الرحيم بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
444، 445 رقم 705، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 134.
[3] انظر عن (عبد الرحيم بن عبد العزيز) في: التكملة لوفيات النقلة
1/ 455 رقم 725، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 134، 135،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 29 رقم 790.
(42/393)
الحريميّ.
سمع من: أَبِي الوقت، وأبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد
الطّائيّ.
وحدَّث.
515- عَبْد الوهّاب بْن يوسف بْن عليّ [1] .
أبو مُحَمَّد الدَّمشقيّ، الحنفيّ، بدر الدّين.
قرأ المذهب على الفقيه عالي بْن إِبْرَاهِيم الغزنويّ.
وسمع من: ابن صدقة الحرّانيّ.
ودرّس بمدرسة السّيُوفيّين بالقاهرة، وناب في القضاء، وأفتى.
وله شعر وفضائل.
توفّي في صفر بالقاهرة.
516- عُبَيْد اللَّه بْن عليّ بْن نصر [2] بْن حُمرة [3] .
أبو بَكْر ابن المارِسْتانيَّة.
قال ابن نُقْطة: حدَّثني عليّ بْن أَحْمَد أنّ ابن المارِسْتانيَّة
استعار منه «مغازي» الواقديّ فردّها، وقد طبّق عليها السّماع على
كلّ جزء ولم يسمعها.
وكان شيخنا ابن الأخضر يَنْهَى أن يُسمع على أحد بنقله أو بخطّه،
أو بخطّ أبي بكر بن سوار.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
447 رقم 710، والجواهر المضية 1/ 335، وحسن المحاضرة 1/ 219،
والطبقات السنية 2/ ورقة 586، 587، وشذرات الذهب 4/ 341، 342.
[2] انظر عن (عبيد الله بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد
لابن النجار، 2/ ورقة 99، وذيل الروضتين 34، وعيون الأنباء 1/ 203،
204، والجامع المختصر 9/ 112، وتاريخ مختصر الدول 238، وتلخيص مجمع
الآداب ج 2/ 226، والمختصر المحتاج إليه 2/ 187، رقم 829، وسير
أعلام النبلاء 21/ 397، 398 رقم 201، والبداية والنهاية 13/ 35،
والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 442- 446، ولسان الميزان 4/ 108 رقم
219، والعسجد المسبوك 280، 281، وشذرات الذهب 4/ 339.
[3] في العسجد المسبوك: «حمزة» .
(42/394)
وسمعت نصر بْن عَبْد الرّزّاق الجيليّ
يقول: اجتاز ابن المارِسْتانيَّة على باب مسجد عَبْد الحقّ بْن
يوسف ونحن نسمع. فلمّا رآه نهض إليه، وأخذ عُكّازَه، وجعل يضربه
ويقول: ويلك تستعير منّي أجزاء ثُمَّ تردّها، وقد سمّعت عليها،
تستغفلني؟ أنت مَتَى قرأتَهَا عليَّ؟ وشتمه حتّى قام رَجُل خلّصه
منه.
وحدَّثني عليّ بْن عَبْد الْعَزِيز ابن الأخضر: سمعتُ أَبِي يقول:
قام أبو الْحُسَيْن بْن يوسف عندنا بجامع القصر فقال: اشهدوا عليّ
أَنّ ابن المارستانيَّة كذّاب.
قلت: ابن المارِسْتانيَّة بغداديّ طَالِب حديث. ذكره الدُّبيثيّ
[1] فقال:
طلب الحديث، وجمع، وادّعى الحِفْظ والنَّقْل عَمَّنْ لم يدركه،
فكذّبه النَّاس.
وانتسب إِلَى أَبِي بَكْر الصِّدّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ دعوى
منه. وكان أبَواه يخدمان المارِسْتان، وكان ذا جُرأة وقِحَّة،
ويتعانى الفلسفة والطّبّ.
سمع من: شُهْدَة، وطبقتها.
وادّعى أنّه سمع من أَبِي الفضل الأُرْمَوِيّ، وسوَّد تاريخا
لبغداد.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة بطريق تفْلِيس، وكان ذاهبًا إليها رسولًا
من الخليفة. وكان يعرف الطّبّ والنّجوم.
517- عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي المعمّر بْن الْمُبَارَك [2] .
أبو الفَرَج الْبَغْدَادِيّ، النّاسخ، الفقيه، الشّافعيّ، المعروف
بالمستملي.
حدَّث عن: أَبِي الوقت السِّجْزِيّ.
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 2/ 187.
[2] انظر عن (عبيد الله بن أبي المعمّر) في: الكامل في التاريخ 12/
184، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 449، 450 رقم 17،، وذيل تاريخ
بغداد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 111، 112.
(42/395)
518- عثمان بن عيسى بن ميمون [1] .
أبو الفتح البَلِيطي، الأديب، النَّحْويّ.
له مجاميع فِي الأدب، وشِعر. وقد تصدّر بالجامع العتيق بمصر وأفاد.
وحدَّث عن: مُحَمَّد بْن أسعد بْن الحكيم العراقيّ.
وقد أقام عُثْمَان البَلَطِيّ بدمشق مدَّةً يتردّد إِلَى
الزَّبَدانيّ للتّعليم، فلمّا فُتِحت مصر انتقل إليها، ورتَّب له
صلاح الدّين جامكيَّة على جامع مصر.
وكان ضخما هائلا، أحمر اللّون، يَتَطَيْلَس من غير تحنيك، ويلبس
الثّياب الكثيرة فِي الحَرّ، ويختفي فِي بيته فِي الشّتاء، حتّى
كان يُقَالُ له: أنتَ فِي الشّتاء من حشرات الأرض.
وكان إذا دخل الحمّام دخل بالمزدوجة على رأسه، وأتى الحوض، وكشف
رأسه بيده، وأقلب الماء بيده الأخرى. ثمّ يبادر، ويغطّي رأسه إِلَى
أن يملأ الطّاسة، ثُمَّ يكشفه ويصبّ ويغطّيه. يفعل ذلك، مِرارًا.
ويقول: أخاف الهواء [2] .
وكان متمكِّنًا من فنون العربيَّة يخلط المذهبين فِي النَّحْو،
ويحُسن القيام بأصولهما وفروعهما.
وكان خليعا ماجنا. مُدْمِن الخمر، منهمكا فِي اللّذَّات [3] .
وله فِي القاضي الفاضل:
للَّه عبدٌ رحيمٌ ... يُدعَى بعبد الرحيم
__________
[1] انظر عن (عثمان بن عيسى) في: معجم البلدان 1/ 484، ومعجم
الأدباء 12/ 141- 167، رقم 40، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 470 رقم
757، وتكملة إكمال الإكمال 65، وتلخيص مجمع الآداب 4/ 192، وإنباه
الرواة 2/ 344، وفوات الوفيات 1/ 66- 70، وتوضيح المشتبه 1/ 590،
والعسجد المسبوك 2/ 279، 280، ولسان الميزان 4/ 150، وبغية الوعاة
2/ 135، 136، وديوان الإسلام 1/ 255 رقم 391، ومعجم المؤلفين 6/
267، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 52.
[2] معجم الأدباء 12/ 143، 144.
[3] معجم الأدباء 12/ 144.
(42/396)
على صِراط سَويّ ... من الهدى مستقيمِ [1]
وقال العماد الكاتب: أنشدني البلطيّ لنفسه:
حكّمته ظالما في مهجتي فسطا ... وكان ذلك جهلا شته بِخَطَا
هلا تجنّبتُهُ والظُّلْمُ شِيمتُهُ ... ولا أُسام بِهِ خَسْفًا ولا
شَطَطا
ومن أضلُّ هُدًى ممّن رأَى لَهَبًا ... فخاض فِيهِ وألقَى نفسَه
وَسَطا [2]
وله:
دعوه على ضَعْفي يجوزُ ويشتطُّ ... فما فِي الهوى قبضٌ لديَّ ولا
بسْطُ [3]
ولا تعتِبُوهُ فالعِتابُ يَزِيدُهُ ... مَلالًا وأَنَّى لي اصطبارٌ
إذا يَسْطُو
فَمَا الوْعظُ فِيهِ والعِتابُ بنافعٍ ... نو إن يشرط الإنسان [4]
لا ينفع الشَّرْطُ
تنازَعتِ الآرامُ [5] والدّرُّ والمَهًا ... لها شَبَهًا والبدرُ
والغُصْنُ والسَّقْطُ
فلِلرِّيم منه اللَّحْظُ واللَّونُ والطُّلَى [6] ... وللدُّرّ منه
اللَّفْظُ والثَّغْرُ والخطُّ
وللغُصنِ منه القدّ والبدْرُ وجهُهُ ... وعَيْنُ المها عَيْنٌ بها
أبدأ يَسْطُو
وللسّقْطِ منه رِدْفُهُ فإذا مَشَى ... بدا خلفه كالموج يعلو
وينحطّ [7]
وله القصيدة الّتي يَحْسُنُ فِي قوافيها الرفعُ والنَّصْبُ
والْجَرّ [8] . وله موشَّح فِي القاضي الفاضل [9] ، وله كتابان فِي
العَرْوض [10] ، وله العِظات المُوقِظات، وله كتاب
__________
[1] معجم الأدباء 12/ 153.
[2] معجم الأدباء 12/ 152.
[3] في معجم الأدباء 12/ 151:
فما بيدي حلّ لذاك ولا ربط
[4] في الأصل: «الإحسان» .
[5] الارام: جمع رئم، وهو الظبي.
[6] الطّلى: الجيد.
[7] معجم الأدباء 12/ 151، 152.
[8] انظر: معجم الأدباء 12/ 159- 166.
[9] انظر: معجم الأدباء 12/ 147- 151.
[10] قال ياقوت إنه في نحو 300 ورقة. (معجم الأدبار 12/ 146) .
(42/397)
«أخبار المتنبّي» ، وكتاب فِي أخبار
الأجواد [1] ، وكتاب «التّصحيف والتّحريف» ، وغير ذلك. والله
يسامحه.
وعاش خمسا وأربعين سنة.
وبلِط بلد. ويقال بَلِيطيّ، وبَلَطيّ.
أَخَذَ النّحو عن: ملك النُّحاة أَبِي نزار، وسعيد بْن الدّهّان.
وبقي فِي بيته ثلاثة أيّام ميتا لا يُدرَى به.
519- عليّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد [2] .
الكوفيّ [3] المالكيّ.
دخل الأندلس أو وُلِد بها.
وسمع من: ابن بَشْكُوال، ومحمد بْن سَعِيد بْن زرقون.
وقدِم الثّغر فسمع من السِّلَفيّ. وبدمشق من أَبِي القاسم بْن
عساكر.
وبمكَّة، وبغداد.
وحدَّث وخرّج الفوائد [4] .
وتُوُفّي فِي جُمادى الأولى.
520- عليّ بْن إبراهيم بن نجا بن غنائم [5] .
__________
[1] سمّاه: «المستزاد على المستجاد من فعلات الأجواد» .
[2] انظر عن (علي بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 456 رقم
728، والتكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار، رقم 1915، والذيل
والتكملة لكتابي الموصول والصلة 5/ 158، 159 رقم 320.
ولم يذكره الأستاذ عمر رضا كحّالة في (معجم المؤلفين) مع أنه من
شرطه.
[3] الكومي: بالميم.
[4] وقال ابن عبد الملك المراكشي: وكان محدّثا ذاكرا، شديد العناية
بهذا الشأن، منسوبا إلى معرفته، وثّقه الملاحي، ورماه بالكذب أبو
سليمان بن حوط الله. وأوطن مصر والقاهرة، وحدّث بهما، وصنّف
«البستان في علم القرآن» ، و «فتح المنغلق وجمع المفترق» ، و
«الزلفة والإرشاد إلى ما قرب وعلا من الإسناد» . وغير ذلك.
[5] انظر عن (علي بن إبراهيم) في: التقييد 402 رقم 532، وإكمال
الإكمال، له (الظاهرية) ورقة 63، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي
15/ 299، والتاريخ المجدّد لابن النجار
(42/398)
زين الدّين أبو الْحَسَن الْأَنْصَارِيّ
الدَّمشقيّ، الحنبليّ، الواعظ المعروف بابن نُجَيَّة، نزيل مصر
بالشّارع.
ولد بدمشق سنة ثمان وخمسمائة.
وسمع من: عليّ بْن أَحْمَد بْن قبيس المالكيّ.
وسمع ببغداد من: سعْد الخير بْن مُحَمَّد الأندلسيّ، وصاهره على
ابنته فاطمة.
وسمع أيضا من: عَبْد الصَّبُور بْن عَبْد السّلام الهَرَويّ، سمع
منه «جامع التِّرْمِذيّ» .
وسمع من: أَبِي الفَرَج عَبْد الخالق اليُوسُفيّ فِي سنة أربعين
وخمسمائة.
وحدَّث ببغداد، ودمشق، ومصر، والإسكندريَّة.
وكتب عَنْهُ أبو طاهر السِّلَفيّ مع تقدُّمه وجلالته شيئا حكاه فِي
«معجم شيوخ بغداد» . ووعظ بجامع القرافة مدَّة طويلة. وكان صدْرًا
محتشما، نبيلا، ذا جاهٍ ورئاسة، ودنيا واسعة، وتقدُّم عند الدّولة.
وهو سِبْط الشَيخ أَبِي الفَرَج عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد
الشّيرازيّ، الحنبليّ.
وقد سار فِي الرّسْليَّة من جهة السّلطان نور الدّين إِلَى
الدّيوان الْعَزِيز فِي سنة أربع وستّين وخمسمائة.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والحافظ الضّياء، ومحمد بن البهاء،
__________
[ () ] (الظاهرية) ورقة 147، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 515، 516،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 463، 464 رقم 742، وذيل الروضتين 34،
والجامع المختصر 9/ 110، وتكملة إكمال الإكمال 335 و 336، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 118، 119 رقم 987، والعبر 4/ 307، والمشتبه 1/
112، والإعلام بوفيات الأعلام 247، والمعين في طبقات المحدّثين 184
رقم 1962، وسير أعلام النبلاء 21/ 393- 396 رقم 199، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 312، والبداية والنهاية 13/ 34، وذيل طبقات الحنابلة
1/ 436، والعسجد المسبوك 2/ 279، وتوضيح المشتبه 2/ 33، وتبصير
المنتبه 1/ 197، والنجوم الزاهرة 6/ 183، وتحفة الأحباب 334، وحسن
المحاضرة 1/ 264، وشذرات الذهب 4/ 340، 341.
(42/399)
وعبد الرَّحْمَن، وأبو سُلَيْمَان ابن
الحافظ عَبْد الغنيّ، وأبوه، والزّكيّ عَبْد العظيم بْن بنين،
وجماعة.
روى عَنْهُ بالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
قال الْإِمَام أبو شامة [1] : كان كبير القدْر، معظَّمًا عند صلاح
الدّين، وهو الّذي نَمَّ على الفقيه عُمارَة اليَمَنيّ وأصحابه بما
كانوا عزموا عليه من قلْب الدّولة، فشنقهم صلاح الدّين.
وكان صلاح الدّين يكاتبه ويحضره مجلسه. وكذلك ولده الملك الْعَزِيز
من بعده. وكان واعظا، مفسّرا. سكن مصر. وكان له جاهٌ عظيم، وحُرْمة
زائدة. وكان يجري بينه وبين الشّهاب الطُّوسيّ عجائب لأنّه كان
حنبليّا، وكان الشّهاب أشعريّا، وكِلاهما واعظ.
جلس ابن نَجِيَّة يوما فِي جامع القرافة، فوقع عليه وعلى جماعة
سقْفٌ، فعمل الطُّوسيّ فصْلًا ذكر فيه: فَخَرَّ عَلَيْهِمُ
السَّقْفُ من فَوْقِهِمْ 16: 26 [2] . وجاء يوما كلبٌ يشقُّ
الصُّفوف فِي مجلس ابن نَجِيَّة، فقال هَذَا: مِن هناك. وأشار
إِلَى جهة الطُّوسيّ.
قال أبو المظفَّر بْن الجوزيّ [3] : واقتنى ابن نَجِيَّة أموالا
عظيمة، وتنعَّم تنعُّمًا زائدا، بحيث أنّه كان فِي داره عشرون
جارية للفراش تساوي كلُّ واحدةٍ ألف دينار وأكثر. وكان يُعمل له من
الأطعمة ما لا يعمل للملوك. وأعطاه الخلفاء والملوك أموالا عظيمة،
ومع هَذَا مات فقيرا. كفّنه بعض أصحابه.
قال المنذريّ [4] : مات فِي سابع رمضان.
__________
[1] في ذيل الروضتين 34.
[2] اقتباس من سورة النحل، الآية 26.
[3] في مرآة الزمان 8/ 515.
[4] في التكملة 1/ 464.
(42/400)
521- عليّ بْن الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل
بْن الْحَسَن [1] .
أبو الْحَسَن العَبْديّ، البصْريّ، ابن المعلّمة.
وُلِد بالبصرة سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: جَابِر بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ، وطلحة بن عليّ
المالكيّ، وإبراهيم بن عطيّة الشّافعيّ.
وببغداد من: ابن ناصر، وأبي بكر بن الزاغوني، وأبي الكرم
الشَّهْرَزُوريّ، وجماعة.
وقرأ الأدب بالبصْرة على جماعة. واشتغل وحدَّث وصنَّف وقال
الشِّعْر والتَّرَسُّل.
وثّقه الدُّبيثيّ وروى عَنْهُ، وأثنى عليه، قال: لقِيته بواسط.
وتُوُفّي فِي شعبان [2] .
522- عليّ بْن حَمْزَة بن عليّ بن طلحة بن عليّ [3] .
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن العبديّ) في: معجم الأدباء 13/ 88- 90،
ومرآة الزمان/ 8 ق 2/ 516 وفيه: «علي بن الحسين» ، وذيل الروضتين
35، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 136، 137، والتكملة لوفيات
النقلة 1/ 462، 463 رقم 741، وإنباه الرواة 2/ 242، والجامع
المختصر 9/ 112، والمختصر المحتاج إليه 3/ 123 رقم 997، وتلخيص ابن
مكتوم، ورقة 132، 133، والنجوم الزاهرة 6/ 184.
[2] من شعره:
لا تسلك الطرق إذا أخطرت ... لأنها تفضي إلى المهلكة
قد أنزل الله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى
التَّهْلُكَةِ 2: 195
وقال ياقوت: وهو شيخ فاضل له معرفة بالأدب والعروض، وله كتب
وتصانيف في ذلك، ويقول الشعر ويترسّل. وعاد إلى بلده، وخرّج لنفسه
فوائد في عدّة أجزاء عن شيخه، وأقرأ الناس الأدب، وكان متحقّقا،
بعلم العروض، ونعم الشيخ، وكان محمود الطريقة.
ومن شعره:
شيمتي أن أغضّ طرفي في ... الدار إذا ما دخلتها لصديق
وأصون الحديث أودعه صوني ... سرّي ولا أخون رفيقي
[3] انظر عن (علي بن حمزة) في: معجم الأدباء 13/ 211- 214، وذيل
تاريخ بغداد لابن
(42/401)
الشّيخ الأجَلّ أبو صالح ابن الأجلّ
الصَالح أَبِي الفُتُوح، الرّازيّ الأصل، الْبَغْدَادِيّ، الكاتب،
نزيل مصر.
من بيت سُؤْدُد وتقدُّم. وُلِد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي القاسم بْن الحُصَيْن.
وولي حجابة الباب النُّوبيّ، وحدَّث ببغداد، والشّام، ومصر. وكان
أنيق الكتابة.
سمع منه: أَبُو المحاسن عُمَر بْن عليّ القّرَشيّ، ومات قبله بدهر.
وحدَّث عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، وخطيب مَرْدا، وجماعة.
وتُوُفّي فِي غُرَّة شعبان.
ولي أَبُوهُ وكالة المسترشد باللَّه [1] .
523- عليّ بْن خَلَف بْن معَزوز بْن عليّ [2] .
الْإِمَام أبو الْحَسَن الكوفيّ، المحموديّ، التّلِمسانيّ،
المالكيّ. نزيل مُنْية بني خصيب.
فقيه عارف بالمذهب، خبير بالأصول والنَّظر، ذو زهد وورع. وكان يحضر
عند صاحب المغرب، وله منه جانب، فآثر الآخرة وفارقه، وقدم
__________
[ () ] الدبيثي (كمبرج) ورقة 139، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 461،
462 رقم 739، والجامع المختصر 9/ 106، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم
868، والمختصر المحتاج إليه 3/ 124، 125 رقم 1002، والعبر 4/ 308،
وسير أعلام النبلاء 21/ 296، 297 رقم 300، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 312، وحسن المحاضرة 1/ 176، وشذرات الذهب 4/ 342.
[1] وقال ياقوت: هو صاحب الخط المليح الغاية على طريقة علي بن هلال
بن البوّاب، خصوصا قلم المصاحف، فإنه لم يكتبه أحد مثله فيمن تقدّم
أو تأخّر.. ولما ولي حجبة الباب كان يتقعّر في كلامه ويستعمل
السّجع وحوشيّ اللغة.
وذكر ياقوت حكاية.
[2] انظر عن (علي بن خلف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 459، 460
رقم 735، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة، والمشتبه 2/ 601،
والعقد الثمين 3/ ورقة 135، وتوضيح المشتبه 8/ 213.
(42/402)
مصر، واشتغل بالثّغر على أَبِي طَالِب ابن
بِنْت مُعَافَى.
وحجّ ودخل بغداد فسمع من: يحيى بْن ثابتٍ، وأَبِي بَكْر بْن
النَّقُّور، وأبي عليّ الرَّحْبيّ، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن
السَّكَن، وأبي المكارم الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد البادرائيّ،
وطائفة.
وكتب الكثير، وحصّل الأصول.
قَالَ المنذريُّ [1] : تُوُفّي فِي الرابعِ والعشرينَ من رجب.
وحدَّث عَنْهُ جماعة من شيوخنا ورفقائنا. ودرّس بمُنية بني خصيب
وأشغل.
وبنو [2] محمود من كومية قِبيلة من البربر.
روى عَنْهُ: عَبْد الجليل الطّحاويّ، والشّهاب القُوصيّ وقال: هُوَ
مدرّس النّجميَّة اللّمطيَّة بمُنية بني خصيب. كان شيخا إماما،
كثير العبادة، رحل إِلَى العراق فِي طلب الحديث، وأفتى ودرّس.
سمعتُ منه ياقوتة أَبِي عَمْرو الزّاهد، وعدة أجزاء.
أنشدني أَحْمَد بْن إِسْحَاق القرافيّ: أنشدنا عَبْد الجليل بْن
مُحَمَّد الطّحاويّ، المالكيّ سنة خمس وثلاثين وستمائة: أنشدنا أبو
الْحَسَن عليّ بْن خَلَف، عن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الأشيريّ،
عن ابن مفوَّز لنفسه:
تروي الأحاديث عن كُلٍّ مسامحة ... وإنّما لمَعانيها مُعانيها
524- عليّ بْن الْإِمَام المدرّس أَبِي البركات هبةِ اللَّه بْن
عَبْد المحسن [3] .
الأنصاريّ، أبو الْحَسَن المصريّ، المالكيّ.
ولي التّدريس بعد والده بمدرسة المالكيَّة المجاورة للجامع العتيق
بمصر.
__________
[1] في التكملة 1/ 459.
[2] في الأصل: «بنوا» .
[3] انظر عن (علي بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 444
رقم 703، وتوضيح المشتبه 2/ 43.
(42/403)
وحدَّث عن: عَبْد الغنيّ بْن أَبِي الطّيّب
بشيء يسير.
525- عِيسَى بْن حمّاد بْن عَبْد الرَّحمن بْن عَمْرو [1] .
أبو مُوسَى القَيْسيّ، الصَّقَلّيّ الأصل، الدّمشقيّ.
ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وقدِم الشّام وله ثلاثون سنة.
حدَّث عن: أَبِي العشائر مُحَمَّد بْن خليل بْن فارس القَيْسيّ.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير.
وحدَّث عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ، وغيره.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل بدمشق عن بضْعٍ وثمانين سنة.
- حرف الغين-
526- غياث الدّين [2] .
السّلطان أبو الفتح مُحَمَّد بْن سالم بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن
الغُوريّ صاحب غَزْنَة. أخو السّلطان شهاب الدّين.
أنبأني ابن البُزُوريّ [3] أنّه كان ملكا عادلا، وللمال باذلا،
مُحسن إِلَى رعيّته، رءوفٌ بهم في حُكمه وسياسته. كَانَتْ نور
الأيّام به بواسم، وكلّها بوجوده أعياد ومواسم. قرّب العلماء،
وأحبّ الفُضلاء، وبنى المساجد والرّبط
__________
[1] انظر عن (عيسى بن حمّاد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 447 رقم
711.
[2] انظر عن (غياث الدين) في: الكامل في التاريخ 12/ 180- 182،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 471 رقم 759، والجامع المختصر 9/ 105،
106، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 2/ 1209، وآثار البلاد وأخبار
العباد للقزويني 430، والمختصر في أخبار البشر 3/ 104، ودول
الإسلام 2/ 80، والإعلام بوفيات الأعلام 247، وسير أعلام النبلاء
21/ 320- 322 رقم 167، والإشارة إلى وفيات الأعيان 312، 313،
والعبر 4/ 308، والمختار من تاريخ الجزري 62- 64 و 75، 76 و 81-
88، ومرآة الجنان 3/ 496، وتاريخ ابن الوردي 2/ 121، والبداية
والنهاية 13/ 34، والعسجد المسبوك 2/ 275- 277، ومآثر الإنافة 2/
49، 55، 71، والنجوم الزاهرة 6/ 184، وشذرات الذهب 4/ 342، وتاريخ
الإسلام في الهند لعبد المنعم النمر ص 102.
[3] في الأصل: «البزري» .
(42/404)
والمدارس، وجدّد من مواطن العبادات ما كان
دارسا [1] ، وأدَرَّ الصَّدَقَات، وبنى فِي الطُّرُق الخانات. وكان
بالجود والسّخاء موصوفا.
قلت: امتدّت أيّامه، وأَسَنّ ومرض بالنِّقْرِس مدَّةً.
ذكر العدل شمس الدّين الْجَزَريّ فِي «تاريخه» [2] أنّه تُوُفّي
فِي السابع والعشرين من جُمادى الأولى، ودُفن بتُربةٍ له إِلَى
جانب جامع هَرَاة.
قال ابن الأثير [3] : وكان عادلا سخيّا، قرّب العلماء وبنى المدارس
والمساجد وكان مظفَّرًا فِي حروبه لم ينكسر له عسكر. وكان ذا دهاءٍ
ومكْرٍ وكرم. أسقط المكوس ولم يتعرّض لمال أحد. وكان من مات بلا
وارث تصدّق بما خلّفه [4] . وكان فِيهِ فضل وأدب. وقد نسخ عدّة
مصاحف، لم يبدُ منه تعصُّبٌ لمذهب، وكان يقول: التّعصُّب قبيح.
وأمّا أخوه شهاب الدّين فإنّه قُتِلَ غِيلة. ثُمَّ إنّ خُوارزْم
شاه مُحَمَّد بْن تكش قصد غَزْنَة فِي سنة خمسٍ وستّمائة، وظفر
بالملك غياث الدّين محمود ولد غياث الدّين مُحَمَّد بْن سام وقتله
بعد أنْ آمنه [5] ، وترك بغَزْنَة جلال الدّين بْن خُوارزم شاه.
ولمّا تُوُفّي غياث الدّين مُحَمَّد كان الأمير تاج الدّين ألدُز
أحد موالي الملوك الغوريَّة قد استولى على باميان وبلْخ، فسار
إِلَى غياث الدّين ابن غياث الدّين ليكون فِي نصره، فحضر بغَزْنَة
وأحضر العلماء وفيهم رسول الخليفة مجد الدّين يحيى بْن الرَّبِيع
مدرّس النّظاميَّة، وكان قد نُفّذ رسولا إِلَى شهاب الدّين
الغُوريّ، فَقُتِلَ شهاب الدّين وابن الربيع بغزنة، فالتمس تاج
الدّين ألدز
__________
[1] في الأصل: «دارس» .
[2] المختار من تاريخ ابن الجزري 81.
[3] في الكامل في التاريخ 12/ 182.
[4] وقال القزويني في (آثار البلاد 430) : «وكان من عادته إذا مات
غريب في بلده لا يتعرّض لتركته حتى يأتي وارثه ويأخذها» .
[5] الجامع المختصر 9/ 170، العسجد المسبوك 2/ 298.
(42/405)
أنْ ينتقل إِلَى دار المملكة، وأن يخاطَبَ
بالمُلْك، فركب هُوَ والأمراء فِي خدمة غياث الدّين محمود، وعليه
ثياب الحُزْن على شهاب الدّين، فتغيّرت نيَّة جماعة الدّولة لأنّهم
كانوا يطيعونه، أعني ألْدُز، بناء على أنّه يحصّل الملك لغياث
الدّين، فَلَمَّا رَأَى انحرافهم فرّق فيهم الأموال ورضوا، وأذِن
لجماعةٍ من الأمراء وأولاد الملوك أن يكونوا فِي خدمة غياث الدّين،
فلمّا استقرّوا عنده بعث إليه خِلعة، وطلب منه ألدُز أن يُسَلْطِنه
وأن يعتقه من الرِّقِّ، لأنّه كان لعمّه الشّهيد شهاب الدّين، وأنْ
يزوّج ولده بابنة ألدُز. فلم يُجِبْه غياث الدّين محمود.
واتّفق أنّ جماعة من الغُوريَّة أغاروا على أعمال كرْمان، وهي
إقطاع قديم لألدُز، فجهَّز ألدُز صهره وراءهم فظفر بهم وقتلهم.
ثُمَّ إنّ ألدُز فرّق الأموال، وأجرى رسوم مولاه شهاب الدّين،
واستقام أمره [1] .
وجرت لهم أمورٌ طويلة حكاها شمس الدّين بْن الْجَزَريّ فِي أوائل
«تاريخه» [2] وأنّ ألدُز مَلَكَ مدينة لُهاور وعدَّة مدائن، وأنّه
التقى هُوَ وشمس الدّين الدزمش [3] مملوك قُطْب الدّين أَيْبَك فتى
شهاب الدّين الغُوريّ فأُسِر تاج الدّين ألدُز فِي المصافّ
فَقُتِلَ. وكان محمود السّيرة في رعيّته [4] .
__________
[1] المختار من تاريخ ابن الجزري 82، 83.
[2] المختار من تاريخ ابن الجزري 88.
[3] في (المختار) : «التزمش» .
[4] وقال القزويني: كان ملكا عاملا عادلا، مظفّرا في جميع وقائعه،
وحروبه كانت مع كفّار خطّاء. وكان كثير الصدقات، جوادا، شافعيّ
المذهب، وقد بنى مدارس ورباطات، وكتب بخطّه المصاحف وقفها عليها
... وكان أول أمره كرّاميّ المذهب وفي خدمته أمير عالم عاقل ظريف
شاعر، يقال له مبارك شاه الملقّب بعزّ الدين، علم أن هذا الملك
الجليل القدر على اعتقاد باطل، وكان يأخذه الغبن لأنه كان محسنا في
حقّه، وكان في ذلك الزمان رجل عالم فاضل ورع يقال له محمد بن محمود
المروروذي، الملقّب بوحيد الدين، عرّفه إلى الملك وبالغ في حسن
أوصافه حتى صار الملك معتقدا فيه، ثم إن الرجل العالم صرفه عن ذلك
الاعتقاد الباطل وصار شافعيّ المذهب. (آثار البلاد 430) .
(42/406)
- حرف الفاء-
527- فَلَكُ الدّين [1] .
الأمير الملقَّب بالمبارز سُلَيْمَان بْن ( ... ) [2] .
وهو أخو السّلطان الملك العادل لأمّه.
دُفِن بداره بدمشق الفَلَكيَّة الّتي وقفها مدرسة بناحية باب
الفراديس.
ورّخه أبو شامة [3] .
- حرف القاف-
528- القاسم بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم [4] .
قاضي القُضاة ضياء الدّين، أبو الفضائل بْن الشّهرزُوريّ،
الشّافعيّ، ابن أخي قاضي الشّام كمال الدّين مُحَمَّد.
وُلِد سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
تفقّه ببغداد بالنّظاميَّة مدَّةً، ثُمَّ عاد إِلَى الموصل. وقدِم
الشّام وولي قضاء القُضاة بعد عمّه. ثُمَّ استقال منه لمّا عرف أنّ
غرض السّلطان صلاح الدّين أن يولّي الْإِمَام أَبَا سعد ابن أَبِي
عصرون، فأقاله ورتّبه للتّرسُّل إِلَى الدّيوان الْعَزِيز.
وقدِم بغداد رسولا عن الملك الأفضل. فلمّا تملّك العادل دمشق
أَخْرَجَهُ منها، فَسَار إِلَى بغداد، فأكرِم مورده وخلع عليه،
وولّاه الخليفة قضاء القُضاة والمدارس والأوقاف، والحكم في المذاهب
الأربعة.
__________
[1] انظر عن (فلك الدين) في: الكامل في التاريخ 11/ 423 و 12/ 82،
والمختصر في أخبار البشر 3/ 102، وتاريخ ابن الوردي 2/ 119 وفيه
«ملك الدين» وهو تصحيف.
[2] في الأصل بياض.
[3] لم أجده في ذيل الروضتين.
[4] انظر عن (القاسم بن يحيى) في: ذيل الروضتين 35، 36، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 313، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة،
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 298 (7/ 272، 273) ، وطبقات
الشافعية لابن كثير، ورقة 49 أ، ب، والبداية والنهاية 13/ 35،
والنجوم الزاهرة 6/ 184، وشذرات الذهب 4/ 342.
(42/407)
وحصلت له منزلة عظيمة إِلَى الغاية عند
النّاصر لدينِ اللَّه. ولم يزل على ذلك إلى أن سأل الإعفاء والإذن
له فِي التّوجّه إِلَى بلده، وخاف العواقب، وسار إِلَى حماه،
فوُلّي قضاءها، وعِيبَ عليه هَذِهِ الهمَّة النّاقصة.
وكان سمْحًا، جوادا، له شِعرٌ جيّد، فمنه:
فارقْتكُمُ ووصلتُ مصرَ فلم يقم ... أُنسُ اللّقاء بوحشة التّوديعِ
وسُرِرتُ عند قدومها لولا الّذي ... لكُمْ من الأشواق بين ضُلُوعي
وله:
فِي كلّ يوم تُرى للبَيْن آثارُ ... وما له فِي التآم الشّملِ
إيثار
يسطُو علينا بتفريق فوا عجبا ... هَلْ كان للبَيْن فيما بيننا ثارُ
يَهزّني أبدا من بعد بعدهم ... إلى لقائهم وجدٌ وتذْكارُ
ما ضرّهم فِي الهَوَى لو واصلوا دَنِفًا ... وما عليهم من الأوزارِ
لوْ زاروا
يا نازلين حِمى قلبي وإنْ بعُدُوا ... ومنصفين وإنْ صدّوا وإنْ
جاروا
نما فِي فؤادي سواكم فاعطفُوا وصِلُوا ... وما لكم فِيهِ إلّا
حبّكم جارُ
وقد سمع من أَبِي طاهر السِّلَفيّ وحدَّث عَنْهُ. وبحماه تُوُفّي
فِي رجب، وله خمسٌ وستّون سنة، فِي نصف الشّهر.
- حرف الميم-
529- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد [1] .
الأديب مؤيد الدّين التَّكْريتيّ، أبو البركات، الشّاعر [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد التكريتي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
454 رقم 723، ووفيات الأعيان 1/ 562 في ترجمة «ابن الدهان» ، وذيل
الروضتين 36، والوافي بالوفيات 2/ 115، 116 رقم 451، والمقفى
الكبير 5/ 262، 263 رقم 1824.
[2] أصله من تكريت، وولد ببغداد في سنة أربعين وخمسمائة، وسافر إلى
الشام وديار مصر في طلب التجارة، وحجّ إلى مكة في عدّة نوب وجاور
بها. وله ديوان شعر كثير المعاني إلّا أن الغالب عليه الهجاء.
(42/408)
قال الدُّبيثيّ: أنشدوني له:
ومَن [1] مبلغٌ عنّي الوجيه رسالة ... وإن كان لا تُجْدي إليه
الرسائلُ
تمذْهَبت [2] للنُّعمان بعد ابن حنبل ... وذلك لما أعوزتك المآكل
وما اخترتَ رأي الشّافِعيّ تديُّنًا ... ولكنّما تهوى الّذي هو
حاصل
وعما قليل أنت لا شك صائرٌ ... إِلَى مالكٍ فافْطن لِما أنت [3]
قائلُ [4]
530- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [5] .
أبو عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ، الهاشميّ، الزّاهد، الأندلسيّ، نزيل
بيت المقدس.
كان إماما كبيرا، عارفا، قانتا، مُخْبِتًا، من أَهْل الجزيرة
الخضراء.
ذكره ابن خَلِّكان [6] فقال: له كرامات ظاهرة، ورأيتُ أَهْل مصر
يحكون عَنْهُ أشياء خارقة.
قال: ولقيت جماعة مِمَّنْ صَحْبَه وكلٌّ منهم قد نَمى عليه من
بركته.
وكان من الطّراز الأوّل.
__________
[1] في ذيل الروضتين: «ألا» .
[2] في الذيل: «تمذهب» .
[3] في الذيل: «أنا» .
[4] ومن شعره:
ما ذلّتي في حبّكم وخضوعي ... عار، ولا شغفي لكم ببديع
دين الهوى ذلّ وجسم ناحل ... وسهاد أجفان وفيض دموع
كم قد لحاني في هواكم لائم ... فثنيت عطفي منه غير سميع
ما يحدث التقبيح عندي سلوة ... لكم ولو جئتم بكلّ فظيع
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ... جاءت محاسنه بألف شنيع
[5] انظر عن (محمد بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 468 رقم
752، ووفيات الأعيان 4/ 305 رقم 632، والإشارة إلى وفيات الأعيان
313، والعبر 4/ 309، والإعلام بوفيات الأعلام 247، وسير أعلام
النبلاء 21/ 400 رقم 203، والوافي بالوفيات 2/ 78، والمقفى الكبير
5/ 119- 135 رقم 1674، ونفح الطيب 2/ 54، والأنس الجليل للعليمي 2/
488، والكواكب الدرية للمناوي 2/ 98، وشذرات الذهب 4/ 342،
والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 159، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني
1/ 114.
[6] في وفيات الأعيان 4/ 305.
(42/409)
صحب بالمغرب أعلام الزّهد، وسافر من مصر
لزيارة بيت المقدس فأقام به إِلَى أن تُوُفّي.
وقال المنذريّ [1] : فِي سادس ذي الحجَّة، تُوُفّي الشّيخ
الْإِمَام قدوة العارفين أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد
الهاشميّ، الزّاهد ببيت المقدس، وهو ابن خمسٍ وخمسين سنة.
صحِب بالمغرب جماعة من أعلام الزُّهّاد، وقدِم مصر، ونفع اللَّه به
جماعة كثيرة ممّن صحِبه، أو شاهده، أو أحبّه، وقبره ظاهر يُقصد
للزّيارة والتّبرُّك به.
سمعتُ قطعة من منثور فوائده من الصّحابة [2] .
531- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن وليد بْن أَبِي
جمرة [3] .
مَوْلَى بني أُميَّة الْإِمَام أبو بَكْر بْن أَبِي جمرة
المُرْسيّ.
سمع الكثير من والده وعرض عليه «المدوَّنة» ، ومن: أَبِي بَكْر بْن
أسود، وناوله تفسيره.
ومن: أَبِي محمد بن أبي جعفر.
وأجاز له أبو الْوَلِيد بْن رُشْد الفقيه، وأبو بحر بْن العاص
الأَسَديْ، وأبو الْحَسَن شُرَيْح، وجماعة كثيرة.
ذكره أبو عَبْد اللَّه فقال: عُني بالرأي وحفظه، وولي خطّة
الشُّورى وهو ابن نيِّفٍ وعشرين سنة، وقُدِّم للفُتْيا مع شيوخه
فِي سنة تسعٍ وثلاثين وخمسمائة.
__________
[1] في التكملة 1/ 468.
[2] طوّل المقريزي في ترجمته، وذكر عدّة صفحات من أقواله، وتناول
مناقب شيوخه في الطريقة، ودخوله فيها.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الملك) في: التكملة لكتاب الصلة
لابن الأبار 2/ 561- 566، وسير أعلام النبلاء 21/ 398، 399 رقم
202، والعبر 4/ 309، وشذرات الذهب 4/ 342.
(42/410)
قلت: أفتى ستّين سنة.
قال: وتقلَّد قضاء مرسيّة، وشاطبة، وغير ذلك دفعات، وكان بصيرا
بمذهب مالك، عاكفا على تدريسه، فصيحا، حَسَن البيان، عدْلًا فِي
أحكامه، جزْلًا فِي رأيه، عريقا فِي النّباهة والوجاهة.
وله كتاب «نتائج الأفكار ومناهج النّظّار فِي معاني الآثار» ألّفه
بعد الثّمانين وخمسمائة عند ما أوقع السّلطان بأهل الرأي، وأمر
بإحراق «المدوَّنة» وغيرها من كتب الرأي. وله كتاب «إقليد التّقليد
المؤدّي إِلَى النّظر السّديد» .
قرأ عليه أبو مُحَمَّد بْن حَوْط اللَّه «الموطّأ» ، عن أَبِيهِ
سماعا، عن جدّه قراءة، وعن أَبِي الْوَلِيد ابن الباجيّ إجازة.
وتكلَّم فِيهِ بعض النّاس بكلامٍ لا يقدح فِيهِ.
وقد روى عَنْهُ أبو عُمَر بْن عات، وأبو عليّ بْن زلّال، وجماعة
كثيرة.
وكتب إليَّ وإلى أَبِي بالإجازة مرَّتين إحداهما فِي سنة سبعٍ
وتسعين، وأنا ابن عامين وشهور. وهو أعلى [1] شيوخي إسنادا.
وتُوُفّي بمُرْسِيَّة مصروفا عن القضاة فِي آخر المحرَّم سنة تسع.
ووُلِد فِي ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
قال: وهو آخر مَن روى عن أَبِي بحر، وغيره.
قلت: قال ابن فَرْتُون: قال أبو الرَّبِيع بْن سالم فِي «الأربعين»
له: أبو بَكْر ظهر منه فِي باب الرّواية اضطّرابٌ طرّق الفتنة
إليه، وأطلق الألسِنة عليه، والله أعلم بما لديه.
ولأبيه إجازة من أَبِي عَمْرو الدّانيّ، وهو فَلَه إجازة من
أَبِيهِ.
وسمع من أَبِيهِ «التّيسير» ، سمعه منه ابن جوبر السّبتيّ.
__________
[1] في الأصل: «أعلا» .
(42/411)
532- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي
الفتح طاهر بْن مكّيّ [1] .
أبو بَكْر النَّهْروانيّ، الأَزَجيّ، الحذّاء، النّعّال.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه السّلّال، وأبي سعد أحمد بن محمد
البغدادي، وابن ناصر، وجماعة.
روى عَنْهُ: النّجيب عَبْد اللّطيف.
وأجاز للفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي صفر.
533- مُحَمَّد بْن خَلَف بْن مروان بْن مرزوق بْن أَبِي الأَحْوَص
[2] .
أبو عَبْد اللَّه الزَّنَاتيّ، البَلَنْسِيّ، الْمُقْرِئ المعروف
بابن نِسَعْ.
أَخَذَ القراءاتِ عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن هُذَيْل، ولزِمه مدَّةً،
وسمع منه.
ومن: ابن النّعمة، وابن سعادة.
قال الأَبّار [3] : كان مقرئا خيِّرًا، زاهدا. سمع من طارق بْن
يعيش «السّيرة» لابن إِسْحَاق، وكثيرا ما كان يُسمع منه لعُلُوّه،
وكذلك كتاب «الإستشفاء» حتّى كاد يحفظهما.
حدَّثني بِذَلِك أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر، وسمع منه:
هُوَ، وأبو الْحَسَن بْن خيرة، وأبو الرَّبِيع بْن سالم، وأَبُو
بَكْر بْن مُحْرِز، وأبو مُحَمَّد بْن مطروح، وجماعة.
وُلِد سنة تسعٍ وخمسمائة، وتُوُفّي فِي ثاني عشر شعبان وله تسعون
سنة، وكانت جنازته مشهودة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 445
رقم 706، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 37، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 40.
[2] انظر عن (محمد بن خلف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 566،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 6/ 192، 193، ومعرفة القراء
الكبار 2/ 581 رقم 540، وغاية النهاية 2/ 138.
[3] في تكملة الصلة 2/ 566.
(42/412)
534- مُحَمَّد بن عَبْد الكريم [1] .
أبو عبد الله الفندلاويّ، الفاسيّ، المعروف بابن الكتّانيّ.
كان رأسا في علم الأصول والكلام. تخرَّج به طائفة. وله أُرْجوزة
فِي أصول الفقه.
روى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد الفاسيّ، وأبو الْحَسَن الشّاري.
ورّخه الأَبّار.
535- مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم [2] .
مؤيَّد الدّين أبو الفضل الحارثيّ، الدَّمشقيّ، المهندس.
كان ذكيّا أستاذا فِي تجارة الدّقّ. ثُمَّ برع فِي عِلم إقليدس:
وكان يعمل أيضا فِي نقش الرُّخام وضرب الخَيْط. ثُمَّ ترك
الصَّنْعة وأقبل على الاشتغال، وبرع فِي الطّبّ والرياضيّ.
وهو الّذي صنع السّاعات على باب الجامع.
وقد سمع من السَّلَفيّ بالإسكندريّة، وصار طبيبا بالمارستان.
وصنَّف كتبا مليحة منها «اختصار الأغاني» وهي بخطّه فِي مشهد
عُرْوة.
وكتاب «الحروب والسّياسة» وكتاب «الأدوية المفردة» ، ومقالة في
رؤية الهلال [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الكريم المهندس) في: عيون الأنباء 2/
190، والوافي بالوفيات 3/ 280، 281 رقم 1322، وكشف الظنون 51،
وهدية العارفين 2/ 105، والأعلام 7/ 84، ومعجم المؤلفين 10/ 188،
189.
[3] ألّفها للقاضي محيي الدين ابن الزكيّ ويقول فيها يمدحه:
خصصت بالأب لما أن رأيتهم ... دعوا بنعتك أشخاصا من البشر
ضدّ النعوت تراهم إن بلوتهم ... وقد يسمّى بصيرا غير ذي بصر
والنعت ما لم تك الأفعال تعضده ... اسم على صوت خطّت من الصور
وما الحقيق به لفظ يطابقه المعنى ... كنحل القضاة الصيد من مضر
فالدين والملك والإسلام قاطبة ... برأيه في أمان من يد الغير
(42/413)
536- مُحَمَّد بْن عُثْمَان [1] .
أبو عَبْد اللَّه العُكْبَرِيّ، الظَّفَريّ، الواعظ.
سمع من: شُهْدة، وعبد الحقّ، والطّبقة.
وجمع لنفسه مُعْجمًا [2] .
وتُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
537- مُحَمَّد بْن غَنيمَة بْن عليّ [3] .
أبو عَبْد اللَّه الحريميّ، القزّاز، المعروف بابن القاق. وهو
فَلَقَبُه:
عُصْفور.
شيخ معمَّر قارب المائة. وسمع في شبيبته من أَبِي الْحُسَيْن
مُحَمَّد بْن أَبِي يَعْلَى الفرّاء.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير.
تُوُفّي فِي رابع شعبان.
وروى عَنْهُ ابن النّجّار، ووصفه بالصَّلاح.
538- مُحَمَّد بْن محمود [4] .
العلّامة وحيد الدّين المرورّوذيّ، الشّافعيّ، المدرّس.
__________
[ () ]
كم سنّ سنّة خير في ولايته ... وقام للَّه فيها غير معتذر
[1] انظر عن (محمد بن عثمان) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/
105، 106 رقم 319، والمختصر المحتاج إليه 1/ 86، والتكملة لوفيات
النقلة 1/ 456 رقم 727، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 435، 436،
وشذرات الذهب 4/ 343.
[2] وقال ابن الدبيثي: ما أظنّه روى شيئا، وإن كان فيسيرا.
[3] انظر عن (محمد بن غنيمة) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد
لابن الدبيثي 2/ 363 رقم 402، والمختصر المحتاج إليه 1/ 106،
وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 3139، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 462
رقم 740.
[4] انظر عن (محمد بن محمود) في: الكامل في التاريخ 12/ 184،
والتكملة لوفيات النقلة 1/ 461 رقم 738، والعقد المذهب، ورقة 73،
والعسجد المسبوك 2/ 278.
(42/414)
كان من كبار الشّافعيَّة، وهو الّذي رغّب
السّلطان غياث الدّين مُحَمَّد بْن سام الغُوريّ، حَتَّى انتقل من
مذهب أَبِي حنيفة إِلَى مذهب الشافعيّ.
تُوُفّي فِي رجب.
539- مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن مكّيّ [1] .
العلّامة تاج الدّين أبو عَبْد اللَّه الحَمَويّ، ثُمَّ المصريّ.
الفقيه الشّافعيّ.
سمع: أَبَا طاهر السِّلَفيّ، وعبد اللَّه بْن برّيّ.
واعتنى بالمذهب، وَمَهَر فِيهِ. وحصّل كتبا كثيرة. ووُلّي خطابة
جامع القاهرة، والتّدريس بالنّاصرية المجاورة للجامع العتيق بمصر.
تُوُفّي فِي سادس عشر جُمادى الآخرة. ووُلِد بحماه فِي سنة ستّ
وأربعين [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 458
رقم 731، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 23 رقم 715، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 2/ 105، 106، وطبقات الشافعية لابن كثير 168 ب،
والمقفى الكبير 7/ 393، 394 رقم 3466.
[2] وقال المقريزي: وكان فقيها فرضيا نحويا متكلّما أشعريا، إليه
مرجع أهل مصر في الفتوى. وله شعر كثير، منه أرجوزة سمّاها «حدائق
الفصول وجواهر الأصول» نظمها للسلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب. وله
أرجوزة في الفرائض سمّاها «روضة الرياض ونزهة الفرّاض» نظمها
للقاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي. وكان كثيرا الاشتغال بالعلم دائم
التحصيل له.
ونقل المقريزي عن المنذري- وهو غير مذكور في التكملة- قال: - أي
المنذري-:
دخلت عليه يوما وهو في سرب تحت الأرض لأجل شدّة الحرّ، وهو يشتغل،
فقلت له:
في هذا المكان؟ وعلى هذه الحال؟
فقال: إذا لم أشتغل بالعلم ماذا أصنع؟
قال: ووجدت في تركته محابر تسع واحدة منها تسعة أرطال. وأخرى أحد
عشر رطلا.
والأخرى ثمانية. ووجد في تركته أيضا خمسون ديوانا خطبا. وسمعت أن
له ديوانا. وكان حسن الخط، جيّد الانتقاد. رأيت كتاب «البيان»
للعمراني بخطّه في مواضع كثيرة ينبّه عليها، تدل على وفور علمه
وكثرة اطّلاعه.
قال: وكان يأخذ الكتاب بالثمن اليسير ولا يزال يخدمه حتى يصير من
الأمّهات.
ومن نظمه:
اثنان من بعدها تسعة ... وسبعة من قبلها أربع
(42/415)
540- مُحَمَّد بْن يوسف بْن عليّ [1] .
أبو الفضل شِهاب الدّين الغَزْنَويّ، الفقيه الحنفيّ، الْمُقْرِئ،
نزيل القاهرة.
ولد سنة اثنتين [2] وعشرين وخمسمائة.
وسمع ببغداد من: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، وأبي
مَنْصُور بْن خَيْرُون، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وأبي
الفتح الكَرُّوخيّ، وجماعة.
وقرأ القراءات على أَبِي مُحَمَّد سِبْط الخياط.
وحدَّث ببغداد وحلب والقاهرة، وأقرأ النّاس.
قرأ عليه أبو الْحَسَن السَّخَاويّ، وأبو عَمرو بْن الحاجب،
وغيرهما.
وحدَّث عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والضّياء المقدسيّ، والكمال عليّ
بْن شجاع الضّرير، والرّشيد العطّار، والمعين أَحْمَد بْن زين
الدِّين الدَّمشقيّ، وآخرون.
وبالإجازة أَحْمَد بْن سلامة.
__________
[ () ]
وخمسة ثمّ ثلاث ... ومن بعد ثلاث ستّة تتبع
ثم ثمان قبلها واحد ... فرتّب الأعداد إذ تجمع
(المقفى الكبير) .
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في: تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس
5921) ورقة 173، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 448 رقم 713، وتلخيص
مجمع الآداب 5/ رقم 1811، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313،
والإعلام بوفيات الأعلام 247، والعبر 4/ 309، 310، ومعرفة القراء
الكبار 2/ 579 رقم 537، والمختصر المحتاج إليه 1/ 159، والمشتبه 1/
363، والجواهر المضيّة 3/ 410 رقم 1588، وغاية النهاية 2/ 286 رقم
3556، والمقفى الكبير 7/ 502، 503 رقم 3598، والنجوم الزاهرة 6/
7184 وحسن المحاضرة 1/ 464، 498، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/ 293،
والطبقات السنيّة للنعيمي (مخطوط) 3/ ورقة 748، 749، وشذرات الذهب
4/ 343، والفوائد البهية 204 وذكره المؤلّف- رحمه الله- في سير
أعلام النبلاء 21/ 393 ولم يترجم له.
[2] في الأصل: «لرر» ، وهي اختصار للاثنين.
(42/416)
تُوُفّي بالقاهرة فِي نصف ربيع الأوّل.
ودرّس المذهب بالمسجد المعروف به بالقاهرة مذهب أَبِي حنيفة.
541- الْمُبَارَك بْن الْمُبَارَك بْن هِبةِ اللَّه [1] .
أَبُو طاهر بْن المعطوش الحريميّ، العطّار، أخو أَبِي القاسم
الْمُبَارَك الّذي تقدَّمت وفاته من سنين.
ولد في رجب سنة سبع وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي عليّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المهديّ، وأبي
الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه، وهو آخر
أصحابهما، وهبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأَحْمَد بْن ملوك، ومحمد
بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ، وغيرهم.
قال الدُّبيثيّ [2] : وكان يَقِظًا فَطنًا، صحيح السّماع.
قلت: سمع سنة أربع عشرة وخمسمائة.
وحدَّث عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، وأبو مُوسَى بْن الحافظ،
واليَلْدانيّ، وابن عَبْد الدّائم، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وابن
النّجّار، وطائفة.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والفخر عليّ.
وقد سمع «المسند» كله من ابن الحُصَيْن، وحدَّث به.
قال ابن نُقْطَة [3] : كان سماعه صحيحا.
قال: وتُوُفّي في عاشر جمادى الأولى.
__________
[1] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: التقييد لابن نقطة 441 رقم
586، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 455 رقم 726، وذيل تاريخ بغداد
لابن الدبيثي 15/ 342، والعبر 4/ 309، وسير أعلام النبلاء 21/ 400،
401 رقم 204، والمختصر المحتاج إليه 3/ 178 رقم 1158، والأعلام
بوفيات الأعلام 247، والمعين في طبقات المحدّثين 183 رقم 1946 و
184 رقم 1964، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، والنجوم الزاهرة 6/
184، وشذرات الذهب 4/ 343.
[2] في ذيل تاريخ بغداد 15/ 342.
[3] في التقييد 441.
(42/417)
542- محمود بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد
بْن أَحْمَد [1] .
أبو الفضائل الأصبهانيّ، العَبْدَكويّ، القاضي الحنفيّ.
ولد سنة عشرين وخمسمائة.
وسمع من: الحافظ أَبِي القاسم التَّيْميّ، وزاهر الشّحّاميّ،
وغيرهما.
وسمع حضورا من فاطمة الْجُوزْدانيَّة.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والضّياء بْن عَبْد الواحد، وجماعة.
وبالإجازة: ابن أَبِي الخير، والفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي رجب.
543- محمود بْن أَبِي غالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن
السَّكَن [2] .
الحاجب أبو المكارم بْن المعوّج.
روى عَنْ: ابن ناصر، وغيره.
روى عنه: ابن النّجّار، وأرّخه.
544- مَسْعُود بْن شجاع بْن مُحَمَّد [3] .
الْإِمَام برهان الدّين أبو الموفّق القُرَشيّ الأمويّ،
والدّمشقيّ، الحنفيّ.
مدرّس النّورية بدمشق، والخاتونيّة أيضا. إمامٌ خبير بالمذهب. درّس
وأفتى وأشغل، وكان ذا أخلاق شريفة، وشمائل لطيفة.
وُلِد بدمشق، وارتحل إِلَى ما وراء النّهر، فتفقّه على شيوخ بخارى
وسمع بها من الإمام ظهير الدّين الْحَسَن بْن عليّ المَرْغِينانيّ،
وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمود بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 460 رقم
736، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة.
[2] انظر عن (محمود بن أبي غالب) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 449
رقم 715.
[3] انظر عن (مسعود بن شجاع) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 458،
459 رقم 732، وذيل الروضتين 34، والعبر 4/ 310، والعسجد المسبوك 2/
281، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 76، وشذرات الذهب 4/ 343، وطبقات
الشافعية للزيله لي، ورقة 34، والفوائد البهية 170.
(42/418)
ولي قضاء العسكر لنور الدّين، وحصل له جاه
وافر ودنيا واسعة. وكان لا يُغسل له فرجيَّة، بل إذا اندعكت
وهَبَها، ولبس أخرى جديدة.
وطال عُمره، فإنّه وُلِد فِي جمادى الآخرة سنة عشر وخمسمائة.
وتُوُفّي فِي سادس عشر جُمَادَى الآخرة أيضا.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ فِي مُعْجَمه، وابن خليل.
ولابن أَبِي الخير منه إجازة.
545- مَسْعُود بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الكريم بْن غَيْث [1] .
أبو الفُتُوح الْبَغْدَادِيّ، الدّقّاق.
وُلِد سنة أربع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي السّعود أَحْمَد بن المُجْلي، وأبي الْحَسَن عليّ
بْن الزّاغُونيّ، وأبي غالب أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُرَيش، وهبة
اللَّه بْن الطّبر، وجماعة.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، والضّياء، وابن عَبْد الدّائم، والنّجيب
الحرّانيّ.
وأجاز للزّكيّ عَبْد العظيم وقال: تُوُفّي فِي ثالث جَمادى الأولى.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وللقُطْب بْن عصرون، ولسعد الدّين بْن
حَمُّوَيْه.
546- المظفّر بْن أَبِي القاسم المسلّم بْن علي بْن قِيبا [2] .
أبو عبد الله الحريميّ.
سمع: ابن الطّلّاية، وأحمد بْن الأشقر، وأبا الفضل الأُرْمَوِيّ،
والمبارك بْن أَحْمَد الكِنْديّ.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، والنّجيب عبد اللّطيف.
__________
[1] انظر عن (مسعود بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/
424، 425 رقم 724، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 188 رقم 1192.
[2] انظر عن (المظفر بن المسلّم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 449
رقم 716، والمختصر المحتاج إليه 3/ 194 رقم 1212.
(42/419)
وبالإجازة: أبو الْحَسَن بْن البخاريّ.
وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل عن ثمانٍ وثمانين سنة.
- حرف النون-
547- النَّفيس بْن هبة اللَّه بْن وهْبان بْن رُوميّ [1] .
أبو جعفر السُّلَميّ، الحَدِيثيّ، ابن البُزُوريّ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن السّلّال، وأبا الفضل الأُرْمَوِيّ.
وهو من الحديثة، قلعة حصينة على الفُرات.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، والنّجيب.
وبالإجازة: شمس الدّين بْن أَبِي عُمَر، والفخر.
تُوُفّي ثالث عشر صفر.
- حرف الهاء-
548- هبة اللَّه بْن أَبِي المعالي مَعَدّ بْن عَبْد الكريم [2] .
الفقيه أبو القاسم بْن البوريّ، الْقُرَشِيّ، الدِّمياطيّ،
الشّافعيّ.
رحل إِلَى بغداد، وتفقَّه على الْإِمَام أَبِي طَالِب بْن الخَلّ.
وبدمشق على أَبِي سعد بْن أَبِي عصرون.
ودرّس بالإسكندريّة بمدرسة السِّلَفيّ مدَّة حتّى نُسِبت المدرسة
إليه.
وبورة بلد صغير بقرب دِمياط، واليها يُنسَب السَّمَك البُوريّ.
وبورة أيضا بقرب عُكْبَرَا، النسبة إليها بورانيّ.
__________
[1] انظر عن (النفيس بن هبة الله) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 55، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 446 رقم 708.
[2] انظر عن (هبة الله بن أبي المعالي) في: إكمال الإكمال لابن
نقطة (الظاهرية) ورقة 81، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 450 رقم 718،
والمشتبه 1/ 97، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 328، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 1/ 270، والعقد المذهب، ورقة 266، 267، وتوضيح
المشتبه 1/ 632.
(42/420)
- حرف الياء-
549- يازكوج [1] .
الأمير سيف الدّين الأَسَديّ، من قُدماء الأمراء.
تُوُفّي بالقاهرة.
ورّخه أبو شامة.
وقال الموفَّق عَبْد اللّطيف: له قصَّة عجيبة، وهي أنّه كان به
حُمّى ربع أقامت به سبْع سِنين، فلمّا حضر حَرْب السّابح وقع بين
أرجُلِ الخيل وضُرِب بالدّبابيس حتّى أُثخن، فأقلعت الحُمَّى
عَنْهُ.
قلت: حرب السّابح وقْعة بين الملك الأفضل وعمّه الملك العادل بديار
مصر.
550- يوسُفَ بْن هِبَةِ اللَّه بْن محمود بْن الطُّفَيْل [2] .
أبو يعقوب الدَّمشقيّ، الصّالح الصّوفيّ، نزيل القاهرة ووالد عَبْد
الرحيم.
رحل إِلَى بغداد، وسمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، وابن ناصر، وهبة
اللَّه بْن أَبِي الْحُسَيْن الحاسب، وأبا الفتح الكَرْوخيّ، وأحمد
بْن الطّلّاية، وأحمد بْن طاهر المِيهَنيّ، وطائفة.
وسمع بدمشق قبل ذلك من: أَبِي الفتح نصر اللَّه المصّيصيّ، وعليّ
بْن أَحْمَد بْن مقاتل، وعبد الواحد بْن هلال، وجماعة.
وسمع بالإسكندريّة من: السّلفيّ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (يازكوج) في: ذيل الروضتين 34 وفيه «أيازكوج» والكامل
في التاريخ 12/ 69، 142.
[2] انظر عن (يوسف بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 457،
458 رقم 730، وسير أعلام النبلاء 21/ 393 دون ترجمة، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 237 رقم 1330.
(42/421)
وسمّع ولده. وكان له عناية بسماع الحديث.
روى عَنْهُ: الحافظون عَبْد الغنيّ، وابن المفضّل، والضّياء
مُحَمَّد، وابن خليل، وجماعة كثيرة.
قال الشَّيْخ الموفّق: كُنَّا نسمع عليه قبل سفرنا إِلَى بغداد.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بِنَابُلُسَ، أَنَا أبو محمد عَبْدِ
اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ سَنَةَ سِتَّ عَشَرَةَ وَسِتِّمَائَةٍ،
أَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ الطُّفَيْلِ (ح) وَأَنْبَأَنِي
أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنِ ابْنِ الطُّفَيْلِ، أَنَا أَبُو
الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ، أَنَا أَبُو
نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ،
ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
الْمِقْدَامِ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ
هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ
اللَّهُ لِقَاءَهُ» [1] الْحَدِيثَ.
توفّي في ثامن جمادى الآخرة.
__________
[1] أخرجه البخاري في الرقاق 7/ 91 باب: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ
اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، ومن حديث همّام، عن قتادة، عن
أنس، عن عبادة بن الصامت، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ
لِقَاءَهُ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. قالت عائشة، أو بعض
أزواجه: إنّا لنكره الموت. قال: ليس لذاك ولكنّ المؤمن إذا حضره
الموت بشّر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحبّ إليه مما أمامه
فأحبّ لقاء الله وأحبّ الله لقاءه. وإن الكافر إذا حضر بشّر بعذاب
الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره
الله لقاءه. اختصره أبو داود وعمرو عن شعبة، وقال سعيد، عن قتادة،
عن زرارة، عن سعد، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلّم. ومسلم في الذكر (14/ 2683) و (15/ 2684) و (18/
2686) باب: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله
كره الله لقاءه.
والترمذي (1072) باب ما جاء فيمن أحب لقاء الله أحبّ الله لقاءه.
والنسائي 4/ 9 باب فيمن أحب لقاء الله. وابن ماجة في الزهد (4264)
. والدارميّ في الرقاق، باب (43) .
وأحمد 2/ 413، 346، 420 و 3/ 107 و 4/ 259 و 5/ 316، 321 و 6/ 44،
55، 207، 218، 236.
(42/422)
الكنى
551- أبو بَكْر بْن خَلَف [1] .
الأنصاريّ، القُرْطُبيّ، القاضي أبو يحيى.
سمع من: أَبِي إِسْحَاق بْن قرقول، وغيره.
قال الأَبّار: كان فقيها إماما، تامّ النّظر، عُني بالحديث،
والعِلَل، والرجال، ولم يُعْن بالرواية.
سمع منه: أبو الْحَسَن بْن القطّان.
واتَّصل بصاحب مَرَّاكُش وحصّل أموالا، وولي قضاء مدينة فاس.
تُوُفّي فِي شوّال.
وفيها وُلِد شمس الدِّين عَبْد الواسع بْن عَبْد الكافي
الأَبْهريّ، الشّافعيّ، ومُحيي الدّين عَبْد الْعَزِيز بْن
الْحُسَيْن الخليليّ، وعزّ الدّين بردويل بْن إِسْمَاعِيل بْن
بردويل، وإبراهيم بْن عُثْمَان بْن يحيى اللَّمْتُونيّ، والحسن بْن
مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل القبلويّ.
وعيسى بْن سالم بْن نجدة الكَركي، وشمس الدّين مُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّه بْن النّنّ الْبَغْدَادِيّ، والبرهان الدّرجيّ، والشّيخ
شهاب الدّين أبو شامة، والفخر عُمَر بْن يحيى الكَرْجيّ، والكمال
الفريرة، والمجد عَبْد اللَّه بْن محمود بن بلدجيّ شيخ الحنفيّة،
وشرف الدّين إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سعْد ابن التبتي.
__________
[1] انظر عن (أبي بكر بن خلف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
(42/423)
سنة ستمائة
- حرف الألف-
552- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى [1] .
أبو سعْد الدَرْزِيجانيّ [2] ، المؤدّب بالبصرة.
أَخَذَ القراءات عن أصحاب أَبِي العزّ القَلانِسيّ.
وسمع ببغداد من هبة اللَّه الحاسب، وابن ناصر.
وحدَّث بواسط، ودَرْزِيجان [3] من قرى بغداد.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ.
553- أَحْمَد بْن الشّيخ أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن
أَحْمَد [4] .
أبو بَكْر القُنائيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ.
سمّعه أَبُوهُ من: ابن ناصر، وأبي بَكْر بْن الزّاغونيّ.
تُوُفّي فِي حدود هَذِهِ السّنة.
ودير قنّا [5] من نواحي النّهروان.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 27
رقم 799.
[2] في الأصل: «الدرزنجاني» .
[3] في الأصل: «درزيجان» . وقد قيّدها المنذري بالحروف فقال: وهي
بفتح الدال وسكون الراء المهملتين وكسر الزاي وسكون الياء آخر
الحروف وفتح الجيم وبعد الألف نون.
[4] انظر عن (أحمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 51 رقم
855، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 183، وتلخيص مجمع
الآداب 4/ رقم 567.
[5] قال المنذري: ونسبته بالقنّائي: بضم القاف وتشديد النون وفتحها
إلى دير قنّى.
(42/424)
554- أَحْمَد بْن خَلَف بْن قَيْس بْن
تميم.
أبو العبّاس القَيْسيّ، الشّاغوريّ، الطَّرَسُوسيّ، ويُنْعَت
بالمخلص.
حدّث عن: نصر بْن أَحْمَد بْن مقاتل.
سمع منه: القفْصِيّ، والعماد بْن عساكر وقال: تُوُفّي فِي ثامن عشر
شوّال.
ومولده بعد العشرين وخمسمائة.
555- أَحْمَد بْن عليّ بْن أَبِي تمّام أَحْمَد بْن عليّ ابن
المهتدي باللَّه [1] .
خطيب جامع المنصور وجامع القصر.
تُوُفّي فِي رمضان.
556- أَحْمَد بْن علي بْن أحمد [2] بن محمد بن حرّاز [3] .
أبو القاسم الكَرْخيّ، الْمُقْرِئ، الخيّاط.
وُلِد سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبي مَنْصُور عَبْد
الرَّحْمَن القزّاز، وأبي الفتح الكَرُّوخيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن النّجّار، والنّجيب عَبْد اللّطيف،
وجماعة.
وتُوُفّي رحِمَه اللَّه فِي ذِي القعدة.
557- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مخلوف [4] .
أبو العبّاس الكعكيّ، الفقيه الإسكندرانيّ، المالكيّ، المدرّس.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن أبي تمّام) في: التكملة لوفيات النقلة
2/ 38، 39 رقم 821، والجامع المختصر 9/ 133، 134، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 198.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
44 رقم 834، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 206، والمشتبه
1/ 162، والمختصر المحتاج إليه 1/ 199.
[3] حرّاز: بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء المهملة وفتحها وبعد
الألف زاي.
[4] انظر عن (أحمد بن محمد بن مخلوف) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
6 رقم 761.
(42/425)
تُوُفّي رحمه اللَّه فِي المحرَّم.
558- أَحْمَد بْن محمود [1] .
أبو العبّاس الصُّوفيّ، التّبرِيزيّ.
صحِب الشّيخ أَبَا القاسم عَبْد الرحيم بْن أَبِي سعْد
النَّيْسابوريّ ببغداد واختصّ به. وكان فِيهِ سكون وخير.
قال الدُّبيثيّ: حضر مع الصُّوفيَّة فِي رجب، فأنشد القوّال:
وحقّ ليال الوصالِ ... أَواخرها والأُوَلْ
لئن عاد شملي بكُم ... حلا العَيْش لي واتَّصَلْ [2]
فتواجد الشّيخ وتحرَّك إِلَى أن سقط، فوجدوه ميتا، رحمه اللَّه
تعالى.
559- إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [3] .
أبو مُحَمَّد الشّيرازيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ.
أخو الحافظ يوسف.
شيخ صالح من صوفيَّة رباط الأُرْجُوانيّ.
سمع: أَبَا بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبا القاسم بْن
السَّمَرْقَنْديّ، ويحيى بن الطّرّاح.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمود) في: الكامل في التاريخ 12/ 198 وفيه
اسمه «أحمد بن إبراهيم الداريّ» ، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 32
رقم 810، والبداية والنهاية 13/ 38 وفيه: «أحمد الرازيّ» .
[2] وفي الكامل في التاريخ:
عويذلتي أقصري ... كفر بمشيبي عذل
شباب كأن لم يكن ... وشيب كأن لم يزل
وحقّ ليالي الوصال ... أواخرها والأوّل
وصفرة لون المحبّ ... عند استماع العذل
لئن عاد عيشي بكم ... حلال العيش ليس واتّصل
وزاد في البداية والنّهاية بيتا:
فلست أبالي بما نالني ... ولست أبالي بأهل ومل
[3] انظر عن (إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات
النقلة 2/ 39 رقم 822، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 269،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 238.
(42/426)
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وابن خليل،
والضّياء، وغيرهم.
وأجاز للفخر عليّ، وغيره.
وتُوُفّي فِي رمضان.
560- إِسْمَاعِيل بْن أَبِي تراب عليّ بْن عليّ [1] .
أبو عَبْد اللَّه بْن وكّاس الْبَغْدَادِيّ، الحنبليّ، القطّان.
سمع: أَبَا غالب بْن البنّاء، ويحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن
الفارقيّ، ومحمد بْن أَحْمَد الدّيباجيّ الواعظ.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، والنّجيب، وآخرون.
وبالإجازة: الشّيخ شمس الدّين، والفخر عليّ، وآخرون.
وتُوُفّي فِي شوّال.
561- أسعد بْن أَبِي الفضائل محمود بْن خَلَف بْن أَحْمَد [2] .
العلّامة منتجب الدّين أبو الفتوح، وأبو الفتح العِجْليّ،
الأصبهانيّ، الفقيه الشّافعيّ، الواعِظ.
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن أبي تراب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
43 رقم 832، وتاريخ ابن الدبيثي، ورقة 246، وسير أعلام النبلاء 21/
414 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 1/ 243.
[2] انظر عن (أسعد بن محمود) في: الكامل في التاريخ 12/ 199،
والتقييد لابن نقطة 214 رقم 254، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي
15/ 144، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 10، 11 رقم 770، ووفيات
الأعيان 1/ 181، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 1713، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 251، والعبر 4/ 311، والمعين في طبقات المحدّثين 185، رقم
1969، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 5/ 50 (8/ 126- 129) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 196،
197، والبداية والنهاية 13/ 39، ومرآة الجنان 3/ 498، والعقد
المذهب لابن الملقّن، ورقة 78، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/
358، 359 رقم 225، والعسجد المسبوك 2/ 287، 288، والنجوم الزاهرة
6/ 186، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 214، 215، وشذرات الذهب
4/ 334، وسلّم الوصول لحاجي خليفة، ورقة 182، والأعلام 1/ 294،
وكشف الظنون 1، 131، 1913، 2002، 2009، وروضات الجنات 101، ومعجم
المؤلفين 2/ 248 وذكره المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء
21/ 414 دون أن يترجم له.
(42/427)
ولد بأصبهان في أحد الربعين سنة خمس عشرة
وخمسمائة.
وسمع من: فاطمة الجوزدانيّة، وأبي القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ،
وغانم بن أحمد الجلوديّ، وأبي المطهّر القاسم بن الفضل
الصّيدلانيّ.
وببغداد من: ابن البطّيّ.
وأجاز له إسماعيل بن الفضل السّراج، وغيره.
وبرع في مذهب الشّافعيّ، وصنّف التّصانيف.
روى عنه: أبو نزار ربيعة اليمنيّ، وابن خليل، والضّياء محمود،
وآخرون. وأجاز لابن أبي الخير، والفخر عليّ.
قال الدّبيثيّ [1] : كان زاهدا له معرفة تامّة بالمذهب. وكان ينسخ
ويأكل من كسب يده، وعليه المعتمد في الفتوى بأصبهان.
وقال القاضي شمس الدّين بن خلّكان [2] : هو أحد الفقهاء الأعيان،
له كتاب في «شرح مشكلات الوجيز والوسط» للغزاليّ. وله كتاب «تتمّة
التتمّة» .
وتوفّي بأصبهان في الثّاني والعشرين من صفر.
وقرأت بخطّ الضّياء قال: شيخنا هذا كان إماما مصنّفا، أملى ووعظ،
ثمّ ترك الوعظ. وجمع كتابا سمّاه «آفات الوعّاظ» . سمعت منه
«المعجم الصّغير» للطّبرانيّ [3] .
__________
[1] في ذيل تاريخ بغداد 15/ 144، والمختصر المحتاج إليه 1/ 251.
[2] في وفيات الأعيان 1/ 181.
[3] وقال المنذري في (التكملة 2/ 10، 11) : «تفقه على مذهب الإمام
الشافعيّ- رضي الله عنه- وله فيه تصانيف مفيدة. وكان المرجع إليه
في الفتوى بأصبهان مع كان عليه من الزهد والصلاح والعبادة. لا يأكل
إلّا من كسب يده، يورّق ويبيع ما يتفوّت به» .
وقال ابن نقطة في (التقييد 214) : «الفقيه الشافعيّ المفتي
الأصبهاني، سمع البخاري من غانم بن أحمد الجلودي، عن سعيد العيّار،
وسمع معرفة علوم الحديث للحاكم، من أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن
الفضل، والمعجم الصغير للطبراني، من فاطمة بنت عبد الله
الجوزدانية، وكان من الصالحين، سمعت أشياخنا بأصبهان- منهم الأمير
محمد بن
(42/428)
562- أشرف بن هاشم بن أبي منصور [1] .
أبو عليّ الهاشميّ، الْبَغْدَادِيّ، المعروف بالفأفاء.
سمع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المَزْرَفِيّ، ويحيى بْن
البنّاء.
وكان يرجع إِلَى صَلاحٍ ودِين.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وغيره.
وروى عَنْهُ الضّياء، وابن خليل فقالا: ابن أَبِي هاشم.
وجاء عَنْهُ أنّه قال: اسمي عُبَيْد اللَّه، ولَقَبي أشرف.
وله إجازة من هبة اللَّه بْن الحُصَيْن.
تُوُفّي فِي المحرَّم. ولابن النّجّار منه إجازة.
563- أكمل بْن عليّ بْن عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن
أَبِي مُوسَى [2] .
الشّريف أبو مُحَمَّد الهاشميّ، الخطيب.
تُوُفّي فِي شوّال وله أربعٌ وثمانون سنة.
- حرف الباء-
564- بَرَكَةُ بْنُ نِزار بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي سعْد [3] .
أَبُو الخير الْبَغْدَادِيّ، التُّسْتَرِيّ، النَسَّاج، المعروف
بابن الجمّال.
سمع: هبة اللَّه بْن الطّبر.
روى عنه: الدّبيثيّ، والضّياء، والنّجيب الحرّانيّ، وغيرهم.
__________
[ () ] محمد بن غانم- يحسنون الثناء عليه» .
[1] انظر عن (أشرف بن هاشم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 7، 8 رقم
765، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 257، 258، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 256.
[2] انظر عن (أكمل بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 44 رقم
835، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 272، 273.
[3] انظر عن (بركة بن نزار) في: معجم البلدان 1/ 850، 851، وإكمال
الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 57، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس
5921) ورقة 279، والمختصر المحتاج إليه 1/ 290.
(42/429)
وأجاز للفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
وهو أخو عَبْد الواحد بْن نزار الآتي فِي طبقة ابن اللّتّيّ.
565- بزغش [1] .
التّاجر، عتيق أَحْمَد بْن شافع الكَفَرْطَابيّ.
حدَّث عن: أَبِي الوقت السِّجْزِيّ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والشّهاب القُوِصيّ، وجماعة.
تُوُفّي بدمشق فِي صفر.
566- بقاء بْن عُمَر بْن عَبْد الباقي [2] بْن حُنَّد [3] .
أبو المعمّر الأَزَجيّ، الدّقّاق.
شيخ مُسْنِد مُسِنٌ.
روى عن: هبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأبي غالب بْن البنّاء، وهبة
اللَّه بْن الطَّبَر الحريريّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، واليّلْدانيّ،
وجماعة.
وبالإجازة: القُطْب أَحْمَد بْن عصرون، وابن أَبِي الخير، والخضر
بْن عَبْد اللَّه بْن حمّويه، والفخر عليّ.
__________
[1] انظر عن (بزغش) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 9، 10 رقم 768،
وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 284، وتلخيص مجمع الآداب 4/
رقم 1676، والمختصر المحتاج إليه 1/ 264، والمشتبه 2/ 666، وتوضيح
المشتبه 9/ 211.
[2] انظر عن (بقاء بن عمر) في: التقييد 220، 221 رقم 264، وتاريخ
ابن الدبيثي 15/ 149، والمختصر المحتاج إليه 1/ 261، والمشتبه 1/
182، والوافي بالوفيات 10/ 181 رقم 4664، وذكره المؤلّف- رحمه
الله- في: سير أعلام النبلاء 21/ 414 دون ترجمة، والعبر 4/ 412،
وتوضيح المشتبه 2/ 477، وشذرات الذهب 4/ 344، وتاج العروس 3/ 341.
[3] حنّد: قال المنذري: بضم الحاء المهملة وتشديد النون وفتحها
وبعدها دال مهملة.
وقد وقع في (التقييد) وغيره: (جنّد» بالجيم، وهو تحريف.
(42/430)
ويُسمّى أيضا الْمُبَارَك [1] .
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر.
- حرف الجيم-
567- جَابِر بْن مُحَمَّد بْن يُونُس بْن خَلَف [2] .
أبو الفَرَج بْن اللّحية الحمويّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، الشّافعيّ،
التّاجر.
سمع: نصر اللَّه بْن مُحَمَّد المصّيصيّ، وهبة اللَّه بْن طاوس.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والقُوصيّ، وفَرَج الحَبَشيّ، وتقيّ الدّين
بْن أَبِي اليُسْر، وآخرون.
وأجاز لابن أَبِي الخير [3] .
وتُوُفّي فِي تاسع صفر بدمشق.
568- جبريل بْن جُمَيْل [4] بْن محبوب بْن إِبْرَاهِيم.
الفقيه أبو الأمانة القَيْسيّ اللّواتيّ، المصريّ، الحنفيّ.
سمع من: عُثْمَان بْن فَرَج العَبْدَري، وعليّ بْن هبة اللَّه
الكامليّ، وخلْق بمصر، وأبي طاهر السّلفيّ، وطائفة بالثّغر.
__________
[1] التقييد. وفيه: «حدّث عن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن
الحسين بقطعة من مسند أحمد بن حنبل، من ذلك: مسند عبد الله بن
العباس، ومسند أبي هريرة، ومسند البصريين. ذكر أبو القاسم تميم بن
أحمد بن البندنيجي أنه سمع هذه المسانيد من أبي القاسم بن الحصين
بقراءة أبي نصر اليونارتي، وسمع أمالي أبي الحسين بن سمعون من أبي
محمد القاسم الحريري قال: أنبا العشاري، وقد سمع من أبي غالب أحمد
بن الحسن بن البناء خمسة عشر مجلسا من أمالي ابن سمعون متوالية
بسماعه من خديجة، عنه.
سمع منه الناس بقراءة شيخنا أبي محمد بن الأخضر الحافظ عليه،
وسماعه صحيح.
[2] انظر عن (جابر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 8 رقم
766، وسير أعلام النبلاء 21/ 414 دون ترجمة، والعبر 4/ 312، وشذرات
الذهب 4/ 312.
[3] وقال المنذري: ولنا منه إجازة كتب بها إلينا من دمشق في ذي
القعدة سنة خمس وتسعين وخمس مائة.
[4] في الأصل: «حميد» ، والتصحيح من: التكملة لوفيات النقلة 2/ 50
رقم 850، والطبقات السنية 1/ ورقة 677.
(42/431)
وسمع الكثير.
وتُوُفّي بطريق مكَّة رحمه اللَّه تعالى.
569- جَهِير بْن أَبِي نصر عَبْد الله بن الْحُسَيْن بْن جَهِير
[1] .
الرئيسي أبو القاسم.
من بيت حشمة وتقدُّم ببغداد.
وحدّث عن: سعيد بن البنّاء، وأبي الوقت.
- حرف الحاء-
570- الْحسن بْن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللَّه [2]
.
أبو الفتح الدَّمشقيّ ابن عساكر.
سمع: عليّ بْن أَحْمَد بْن مقاتل، وحمزة بْن الحُبُوبيّ، وجماعة.
تُوُفّي كهلا فِي ذي الحجَّة.
روى عَنْهُ: شمس الدّين بْن خليل.
571- الْحَسَن بْن أَبِي المحاسن مُحَمَّد بْن الْمحسن [3] .
أبو سعد القشيريّ، النّيسابوريّ.
شيخ صالح.
قال المنذريّ: سمع «صحيح مُسْلِم» من أَبِي مُحَمَّد إِسْمَاعِيل
بْن عبد الرحمن القاري، وحدَّث به.
وتُوُفّي فِي هَذِهِ السنة.
قلت: وإسماعيل سمع «الصّحيح» من أَبِي الْحُسَيْن الفارسيّ.
__________
[1] انظر عن (جهير بن أبي نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 42
رقم 830، وتاريخ ابن الدبيثي، ورقة 297، 298، وتلخيص مجمع الآداب
4/ رقم 2037، والوافي بالوفيات 11/ 212 رقم 312.
[2] انظر عن (الحسن بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 48 رقم
845، والعقد المذهب، ورقة 232.
[3] انظر عن (الحسن بن أبي المحاسن) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
52 رقم 858.
(42/432)
572- الْحُسَيْن بْن عُثْمَان بْن عليّ [1]
.
أبو عَبْد اللَّه الحربيّ، القطّان.
عُرِف بابن الكُوفيّ.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر عن ستٍّ وثمانين سنة.
حدث عن: عبد الله بن أحمد بن يوسف.
وعنه: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، وجماعة.
وأجاز له لابن أَبِي الخير، وللفخر عليّ.
573- حَمْد بْن مَيْسرة بْن حَمْد بْن مُوسَى بْن غنائم [2] .
أبو الثّناء الشّاميّ، ثُمَّ المصريّ، الخلّال، الكامخيّ،
الحنبليّ.
الرجل الصّالح.
حدَّث عن: الشّيخ عُثْمَان بْن مرزوق الفقيه، وعيسى بْن الشّيخ
عَبْد القادر الجيليّ، وجماعة.
وكان يُسمِعُ فِي الشّيخوخة. وأَمّ بالمسجد المشهور به مدَّةٍ.
روى عَنْهُ: الفقيه مكّيّ بْن عُمَر، والحافظ عَبْد العظيم.
وقد روى أبو عَبْد اللَّه النّجّار فِي «تاريخه» ، عن رجلٍ، عَنْهُ
فِي ترجمة عِيسَى بْن عَبْد القادر.
وقال عَبْد العظيم: كان بمسجده كَوْمٌ من نَوَى للتّسبيح.
وتُوُفّي فِي ثاني عشر ربيع الأوّل. وقد عَلَتْ سِنُّه.
574- حَمْزَة بْن عَبْد الوهّاب بْن يحيى [3] .
أبو طاهر الكنديّ الدّمشقيّ.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عثمان) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 22
رقم 785، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 288، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 37 رقم 613.
[2] انظر عن (حمد بن ميسرة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 17 رقم
776.
[3] انظر عن (حمزة بن عبد الوهاب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 49
رقم 847.
(42/433)
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة عن ستٍّ وسبعين
سنة.
سمع: نصر بْن أَحْمَد بْن مقاتل، وحمزة بْن أسد التّميميّ،
وغيرهما.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والشّهاب القوصيّ وقال: لَقَبُهُ رشيد
الدّين.
- حرف الراء-
575- رحمة بِنْت الشّيخ محمود بْن نصر بْن الشّعّار [1] .
أخت المحدّث أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم. كنْيتها أمّ أَيْمَن.
وهي زَوْجَة الصّالح عُمَر بْن يوسف الْمُقْرِئ.
وقد رَوَت عن: أَبِي الفتح بْن البطّيّ.
وماتت فِي شوّال.
576- رضوان بْن سيدهم [2] بْن مَنَاد [3] .
أبو الفتح الكُتَاميّ، الفقيه المالكيّ، الأُصُوليّ.
سمع بمصر من: عُثْمَان بْن فَرَج العَبْدَريّ، وجماعة.
وأجاز له من المغرب الحافظان أبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن
مُحَمَّد بْن حُبَيْش، وأبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد
اللَّه السُّهَيْليّ.
وهو والد الْمُقْرِئ عَبْد المنعم الشّارعيّ.
تُوُفّي فِي سابع عشر ربيع الآخر.
- حرف السين-
577- سليمان بن قليج أرسلان [4] .
__________
[1] انظر عن (رحمة بنت محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 42، 43
رقم 831.
[2] انظر عن (رضوان بن سيدهم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 22، 23
رقم 787.
[3] مناد: بفتح الميم وبعدها نون مفتوحة وبعد الألف الساكنة دال
مهملة.
[4] انظر عن (سليمان بن قليج) في: الكامل في التاريخ 12/ 195، 196،
ومفرّج الكروب 3/ 160، 161، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 53 رقم 860،
وتاريخ مختصر الدول 228، والجامع المختصر 9/ 136، والمختصر في
أخبار البشر 3/ 105، وسير أعلام النبلاء 21/ 428 رقم 223، وتاريخ
ابن الوردي 2/ 122، والبداية والنهاية 13/ 53 رقم 860،
(42/434)
السّلطان ركن الدّين ملك الروم.
قال المنذريّ [1] : تُوُفّي فِي هَذِهِ السّنة.
قلت: قد ذُكِر والده في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة. وكان أخوه غياث
الدّين بَرًّا بأبيه. تملَّك قونية بعد أَبِيهِ، وقويَ على أَخِيهِ
الملك قطب الدّين ملك شاه، ثُمَّ قويَ أيضا على غيره، فتغلّب على
غياث الدّين كيخسرُو السّلطان ركنُ الدّين هَذَا، وأخذ منه قونية،
فهرب كيخسْرُو إِلَى الشّام، واستغاث بصاحب حلب الملك الظّاهر
غازي.
فَلَمَّا مات رُكن الدّين فِي هذا العام وتملَّك بعده ولده قِلج
أرسلان رجع غياث الدّين، وتملَّك قونية والبلاد كلّها، وهابَتْه
الملوك. ولمّا تُوُفّي تملّك بعده ابنه السّلطان عزّ الدّين كيكاوس
بْن كيخُسْرُو، وامتدّت أيّامه إِلَى أن مات، وتسلطن بعده أخوه عزّ
الدّين كيقباذ.
قال ابن واصل [2] : تُوُفّي السّلطان رُكْن الدّين سُلَيْمَان بْن
قِلج أرسلان بْن مَسْعُود بْن قِلج أرسلان بْن قُتُلْمِش بْن بيغو
أرسلان بْن سَلْجُوق فِي سادس ذي القعدة.
قال: وكان موته بالقُولنج فِي سبعة أيّام. وكان قبل مرضه بخمسة
أيّام قد حاصر أخاه بأنقِرة، حتّى نزل إليه بالأمان، فغدر به، وقبض
عليه، فلم يُمهَل. وملك بعده ابنه قِلج أرسلان، فلم يتمّ أمره.
- حرف الشين-
578- شجاع بن معالي بن محمد [3] .
__________
[ () ] والوافي بالوفيات 15/ 421 رقم 569، والسلوك ج 1 ق 1/ 163،
وتاريخ ابن سباط 1/ 236، والعسجد المسبوك 2/ 286، 287.
[1] في التكملة 2/ 53.
[2] في مفرّج الكروب 3/ 160.
[3] انظر عن (شجاع بن معالي) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 75، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 77،
وسير أعلام النبلاء 21/ 414 دون ترجمة، والعبر
(42/435)
أبو القاسم الْبَغْدَادِيّ، الغرّاد،
البُورانيّ، القَصَبَانيّ، المعروف بابن شدّقيني.
ولد سنة ستّ عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي الحسين بن الفرّاء، وأبي بكر
الأنصاريّ.
روى عنه: الدّبيثيّ، ويوسف بن خليل فسمّاه قيسا، والضّياء
المقدسيّ، فسمّاه فَرَجًا. وإنّما هُوَ معروف بكنيته.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
579- شِيرَوَيْه بْن شَهْرَدار بْن شِيرَوَيْه بْن شُهْردَار بْن
شِيرَوَيْه بْن فَنّاخسرو [1] .
أبو الغنائم ابن المحدّث أَبِي مَنْصُور الحافظ أَبِي شجاع
الدَّيْلَميّ. من ولد فيروز الدَّيْلميّ الصَّحابيّ.
هَمَذَانيّ، مُسْنِد، جليل، وُلِد سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أَبِيهِ، وأبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَبِي عليّ الحافظ،
وزاهر بْن طاهر الشّحّاميّ.
سمع منه «مُسْنَد أَبِي يَعْلَى» .
وقد سمع ببغداد من القاضي أَبِي الفضل الأُرْمَوِيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ الحافظ الضّياء. وأجاز للفخر عليّ.
وتُوُفّي رحمه اللَّه فِي تاسع عشر جُمادى الآخرة [2] .
__________
[ () ] 4/ 312، وشذرات الذهب 4/ 345.
وسيعاد في الكنى برقم (646) .
[1] انظر عن (شيرويه بن شهردار) في: التقييد 296 رقم 361، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 30 رقم 805، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 3/ 182، رقم
2120، والمختصر المحتاج إليه 2/ 103، والوافي بالوفيات 16/ 218 رقم
245، وتاريخ ابن الدبيثي 2/ ورقة 80 أ، (15/ 199) ، والإعلان
بالتوبيخ للسخاوي 106، والعسجد المسبوك 2/ 289.
[2] وقال ابن نقطة: وسمع مسند أبي يعلى الموصلي من زاهر بن طاهر
الشحّامي، بروايته عن أبي سعيد الكنجروذي، وحدّث عنهم، وكان ثقة
صحيح السماع، رأيت خطّه بالإجازة في شوال سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
(42/436)
- حرف الطاء-
580- الطَّيّب بْن إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن خليفة [1] .
أبو حامد الْبَغْدَادِيّ، الحرْبيّ، القصير.
وُلِد سنة أربعٍ وعشرين، وسمع: أَبَا بَكْر قاضي المَرِسْتان، وعبد
اللَّه وعبد الواحد ابنا أَحْمَد بْن يوسف.
وأصمّ فِي آخر عُمره، فكان يروي من لفظه.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، والضّياء.
وأجاز للفخر عليّ.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
- حرف العين-
581- عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن
الْإِمَام مُحَمَّد بْن القَاسِم بْن حبيب [2] .
العلّامة أبو سعْد ابن الصّفّار النَّيْسابوريّ، وَلدُ الإمام أبي
جعفر.
ولد سنة ثمان وخمسمائة، وسع من: جدّه لأمّه الأستاذ أَبِي نصر بْن
القُشَيْريّ وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
__________
[1] انظر عن (الطيب بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 31
رقم 807، والمختصر المحتاج إليه 2/ 123 رقم 745، والمشتبه 1/ 326،
وتوضيح المشتبه 4/ 239.
[2] انظر عن (عبد الله بن عمر) في: التقييد 327 رقم 393، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 34، 35 رقم 817، والجامع المختصر 9/ 133، ودول
الإسلام 2/ 80، والعبر 4/ 312، 313، والإعلام بوفيات الأعلام 247،
والمعين في طبقات المحدّثين 184 رقم 1965، وسير أعلام النبلاء 21/
403، 404 رقم 206، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 156 رقم 1152، وطبقات الشافعية للإسنويّ
2/ 144 رقم 744، والوافي بالوفيات 17/ 372 رقم 304، والنجوم
الزاهرة 6/ 186، والعقد المذهب، ورقة 162، وشذرات الذهب 4/ 345.
(42/437)
وسمع من: الفُرَاويّ، وزاهر الشّحاميّ،
وعبد الغافر بْن إِسْمَاعِيل الفارسيّ، وعبد الجبّار بْن مُحَمَّد
الخُواريّ، وغيرهم.
قرأتُ بخطّ الحافظ ابن نُقْطَة [1] قال: أبو سعْد ابن الصّفّار سمع
الكثير وكان إماما ثقة صالحا مُجْمَعًا على دِينه وأمانته.
حدَّث ب «صحيح مُسْلِم» عن الفُرَاويّ، وب «السُّنَن والآثار»
للبَيْهَقي، بسماعه من الخُواريّ، وب «السُّنَن» لأبي دَاوُد، سمعه
من عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل، بسماعه من نصر بْن عليّ الحاكميّ
[2] .
تُوُفّي فِي سابع شعبان [3] .
وقال المنذريّ [4] : تُوُفّي فِي سابع عشر رمضان.
قلت: روى عَنْهُ: بَدَل بْن أَبِي المعمّر التّبْريزيّ، وإسماعيل
بْن ظَفَر النّابُلسيّ، ونجم الكبراء أبو الجنّاب أَحْمَد بْن
عُمَر الخبوقيّ، وأبو رشيد الغزّال، وابنه أبو بَكْر القاسم بْن
عَبْد اللَّه، وجماعة.
وبالإجازة الشّيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وفخر الدّين عليّ
ابن البخاريّ.
وأنبأني أبو العلاء الفَرَضيّ قال: مجد الدّين أبو سعْد الصّفّار،
كان إماما عالما بالأصول، فقيها، ثقة، من بيت العِلم والرواية.
سمع: أَبَاهُ، وعمّته عَائِشَة، وجدَّه لأمِّه أَبَا نصر عَبْد
الرحيم، وجدّته دُردانة بِنْت إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الغافر
الفارسيّ، والفُرَاويّ، وزاهرا، وأبا المعالي الفارسيّ، وهبة
اللَّه السّيّديّ، وسهل بن إبراهيم المسجديّ، وجماعة.
__________
[1] في التقييد 327.
[2] التقييد 327.
[3] التقييد 327.
[4] في التكملة 2/ 34.
(42/438)
ومن سماع أبي سعد «سنن الدّار
الدّارَقُطْنيّ» ، سمعه بفُوَيْتٍ على أَبِي القاسم الفضل بْن
مُحَمَّد الأَبِيوَرْدِيّ، أَنَا أبو مَنْصُور النُّوقَانيّ،
عَنْهُ. وسمع «السُّنَن الكبير» للبَيْهقيّ من زاهر.
وقد روى الفخر عليّ عَنْهُ هذين الكتابين بالإجازة [1] .
582- عَبْد اللَّه بْن أَبِي مَنْصُور مُحَمَّد [2] بْن عليّ بْن
زبْرج [3] .
أبو المعالي ابن العتّابيّ، الفقيه الشّافعيّ.
كان يحج كل عام عن الخليفة المستضيء.
وأخطأ مَن سمع منه عن قاضي المَرِسْتان، فإنّه قال: هَذَا السّماع
لأخي، وأنا وُلِدت بعد تاريخ هَذَا السّماع بثلاثِ سِنيْن.
تُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
وقال ابن النّجّار: لم تكن سِيرته مَرْضِيَّة. ثُمَّ روى عَنْهُ من
«أمالي» الجوهريّ.
583- عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بْن ثابت بْن زَيْدِ بْن القاسم [4]
.
أبو حامد بْن النخّاس، الْبَغْدَادِيّ، الوكيل، ويُعرف بابن
جَوالق.
وُلِد سنة سبْعٍ وعشرين وخمسمائة، وأسمعه أَبُوهُ الفقيه أبو عَبْد
اللَّه من القاضي الْأَنْصَارِيّ، وأبي القاسم بْن
السَّمَرْقَنْديّ، وأبي منصور القزّاز، وأبي البركات الأنماطيّ،
وجماعة.
__________
[1] وقال ابن نقطة: وهو أكثر مشايخ خراسان سماعا، وأقدمهم سنّا
وسندا.
[2] انظر عن (عبد الله بن أبي منصور) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
28 رقم 801، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 105، والعقد
المذهب، ورقة 162، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 147 ب، وبغية
الوعاة 2/ 55.
[3] في طبقات الشافعية لابن كثير: «روح» وهو تصحيف.
[4] انظر عن (عبد الله بن مسلم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 38
رقم 820، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 110، وسير أعلام
النبلاء 21/ 415 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 2/ 173 رقم 813.
(42/439)
وحدَّث بالكثير.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وقال: سمعت منه سنة ستّ وسبعين وخمسمائة،
وابن خليل، والضياء، واليلداني، وابن عبد الدائم، والنجيب عبد
اللطيف.
وأجاز لابن أبي الخير، وشمس الدين بن أبي عمر، والفخر علي، والكمال
عَبْد الرحيم ابن عَبْد الملك.
وكان يروي «تاريخ الخطيب» ، سوى جزءين منه، عن القزّاز.
تُوُفّي فِي العشرين من رمضان. وأبوه مُسْلم مخفّف، والنّخّاس
بمعجمة.
584- عَبْد اللَّه بْن أَبِي مُحَمَّد بْن يَعْلَى [1] .
أبو الرضا المصريّ، الشّافعيّ، الْمُقْرِئ.
أَمَّ بمسجد الشّجاعة بمصر مدَّةً طويلة.
وسمع من: عَبْد اللَّه بْن رفاعة، وعليّ بْن نصر الأرتاحيّ، ومحمد
بْن إِبْرَاهِيم الكِيزانيّ.
قال المنذريّ: تُوُفّي فِي منتصف ربيع الأوّل. وحدَّثنا عَنْهُ غير
واحد.
585- عَبْد الباقي بْن عَبْد الجبّار بْن عَبْد الباقي [2] .
أبو أَحْمَد الهَرَويّ، الصُّوفيّ، الحُرْضيّ، والحُرْض الأشنان.
كان صاحبا لأبي الوقت السِّجْزيّ وخَدَمه فِي السَّفَر إِلَى
بغداد، وحدَّث عَنْهُ.
وعن: أَبِي الخير الباغبان، ومسعود الثّقفيّ.
وسكن بغداد.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
17 رقم 777.
[2] انظر عن (عبد الباقي بن عبد الجبار) في: إكمال الإكمال لابن
نقطة (الظاهرية) مادّة:
الحرضي، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 45، 46 رقم 838، وتاريخ ابن
الدبيثي (باريس 5922) ورقة 181، والمختصر المحتاج إليه 3/ 85 رقم
909.
(42/440)
روى عَنْهُ: الضّياء، والنّجيب عَبْد
اللّطيف، وإسحاق بْن محمود بْن بلكويْه البُرُوجرْديّ، وغيرهم.
وتُوُفّي فِي الثّالث والعشرين من ذي القعدة.
وأجاز للفخر عليّ.
586- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو القاسم الْقُرَشِيّ، الْمَصْرِيّ، المؤدّب، الفقيه الشّافعيّ.
سمع من: عشير بْن عليّ، وأبي الفضل الغَزْنَويّ، وطائفة.
وانقطع إِلَى الحافظ عَبْد الغنيّ فأكثر عَنْهُ ومعه، وكتب الكثير،
وحصّل كتبا كثيرة من الحديث والفِقْه.
وعاجَلَتْه المَنِيَّة فِي هَذِهِ السّنة.
وكان يؤدّب الصّبيان ويؤمّ بمسجد المنارة.
587- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مرشد بْن عليّ بْن منقذ
[2] .
الأمير الكبير شمس الدّولة أبو الْحَارِث ابن الأمير نجم الدّولة
الكِنانيّ الشَّيْزَرِيّ.
وُلِد بشَيْزَر سنة ثلاث وعشرين [3] وخمسمائة.
وسمع بالثّغر من أبي طاهر السِّلَفيّ.
وهو الّذي وجَّهه صلاح الدّين فِي الرّسْليَّة إِلَى صاحب المغرب.
وكان أديبا، عالما، نبيلا، شاعرا، مُحسِنًا، مترسِّلًا، من بيت
الشّجاعة والإمرة [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
50، 51 رقم 852.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن مرشد) في: التكملة لوفيات
النقلة 2/ 52 رقم 856، والوافي بالوفيات 18/ 251، 252 رقم 301.
[3] في الوافي: ولد سنة اثنتين وعشرين.
[4] من شعره:
لام العذول على هواه ... فقلت عذل لا يفيد
زادت ملاحته فقلّوا ... من ملامي أو فزيدوا
(42/441)
588- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر
مُحَمَّد بْن علي بْن زَيْدِ بْن اللّتّي [1] .
مرّ، الرّقيقيّ.
حدَّث عن: أَبِي الوقت، وغيره.
وتُوُفّي فِي أواخر العام.
589- عَبْد الرّزّاق بْن عَبْد السّميع بْن مُحَمَّد بْن شجاع [2]
.
الشّريف أبو الكَرَم الهاشميّ، الْبَغْدَادِيّ.
عاش ثلاثا وثمانين سنة. وسمع هبة اللَّه بْن أَحْمَد الحريريّ،
وقاضي المَرِسْتان.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، وابن النّجّار.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
590- عَبْد السّلام بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد [3] .
الأندلسيّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الحربيّ، المعروف بابن الأرمنيّ.
روى عن: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
وأجاز للزّكيّ عَبْد العظيم.
591- عَبْد الغني بْن عَبْد الواحد بْن عَلِيّ بْن سُرُور بْن رافع
بْن حسن بْن جَعْفَر [4] .
__________
[ () ]
قد جدّد الوجد القديم ... لديّ عارضه الجديد
ومنه:
وأغيد مسب للعقول بوجهه ... وثغر تبدّى درّه من عقيقه
إذا لدغت قلبي عقارب صدغه ... فليس شفائي غير درياق ريقه
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
51 رقم 853.
[2] انظر عن (عبد الرزاق بن عبد السميع) في: التكملة لوفيات النقلة
2/ 24، 25 رقم 791، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 159،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 62 رقم 853.
[3] انظر عن (عبد السلام بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
21، 22 رقم 784، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 141،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 38 رقم 806.
[4] انظر عن (عبد الغني بن عبد الواحد) في: التقييد لابن نقطة 370
رقم 473، وذيل الروضتين
(42/442)
الحافظ الكبير، تقيّ الدّين أبو مُحَمَّد
المقدسيّ الجمَّاعيليّ، ثُمَّ الدَّمشقيّ، الصّالحي، الحنبليّ.
وُلِد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وهو والشّيخ الموفَّق فِي عامٍ،
وهما أبناء خالةٍ. وُلدا بجَمَّاعِيل.
سمع بدمشق: أَبَا المكارم عَبْد الواحد بْن هلال، وأبا المعالي بْن
صابر، وسلمان بْن عليّ الرَّحْبيّ.
وببغداد: أَبَا الفتح بْن البطّيّ، والشّيخ عَبْد القادر، وأبا
زُرْعة المقدسيّ، وهبة اللَّه بْن هلال الدّقّاق، وَأَحْمَد بْن
المقرّب، وأبا بَكْر بْن النَّقُّور، والمبارك بْن الْمُبَارَك
السِّمسار، وَأَحْمَد بْن عَبْد الغنيّ الباجِسْرائيّ، ومَعْمَر
بْن الفاخر، ويحيى بْن ثابت، والمبارك بْن خضر، ويحيى بْن عليّ
الخَيْميّ، والمبارك بْن مُحَمَّد الباذرائيّ، وأبا مُحَمَّد بْن
الخشّاب، وطبقتهم.
وبالموصل: أَبَا الفضل عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الخطيب،
وبهَمَذَان عَبْد الرّزّاق بْن إِسْمَاعِيل القُومِسانيّ، ونسيبه
المُطَهَّر بْن عَبْد الكريم، وإسماعيل بْن مُحَمَّد بْن
إِسْمَاعِيل القُومِسانيّ، وجماعة.
__________
[ () ] 46، 47، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 278، ومرآة
الزمان ج 8 ق 2/ 519- 522، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 17- 19 رقم
778. والجامع المختصر 9/ 140، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 168،
169، رقم 124، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، ودول الإسلام 2/
80، وتذكرة الحفاظ 4/ 1372، وسير أعلام النبلاء 21/ 443- 471، رقم
235، والإعلام بوفيات الأعلام 247، والعبر 4/ 313، ومرآة الجنان 3/
499، والبداية والنهاية 13/ 38، 39، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 5- 34،
والعسجد المسبوك 2/ 289، 290، والفلاكة والمفلوكين للدلجي 68، 69،
وحسن المحاضرة 1/ 165، وطبقات الحفاظ 487، وتاريخ الخلفاء 457،
وكشف الظنون 1013، 1164، 1509، 2053، وشذرات الذهب 4/ 345، وإيضاح
المكنون 2/ 69، وهدية العارفين 1/ 589، وديوان الإسلام 3/ 277،
والنجوم الزاهرة 6/ 185، والأعلام 4/ 34، ومعجم المؤلّفين 5/ 275،
ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 114 رقم 1077، وفهرس مخطوطات
الظاهرية 72، 174، 210، 211، 306، فهرس المخطوطات المصوّرة 2/ 216،
217، 233، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي
(تأليفنا) - القسم الثاني- ج 2/ 220- 222 رقم 557.
(42/443)
وبأصبهان: الحافظ أَبَا مُوسَى المَدِينيّ،
وأبا سعْد مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الصّائغ، وأبا رشيد
إِسْمَاعِيل بْن غانم البيّع، وأبا الفتح بْن أَحْمَد الخِرَقيّ،
وأحمد بْن مَنْصُور التُّرْك، وأبا رشيد حبيب بْن إِبْرَاهِيم،
وأبا غالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن ناصر، وسُفيان وعليّا ابنَيْ
أَبِي الفضل بْن أَبِي طاهر الخِرَقيّ، وبنيمان بْن أَبِي الفوارس
السّبّاك، ومعاوية بْن عليّ الصُّوفيّ، وحمزة بْن أَبِي الفتح
الطَبريّ، وغيرهم.
وبالإسكندريَّة: أَبَا طاهر السِّلَفيّ فأكثر، وأبا مُحَمَّد عَبْد
اللَّه العثمانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن خَلَف اللَّه الْمُقْرِئ،
وجماعة.
وبمصر: مُحَمَّد بْن عليّ الرَّحبّي، وعليّ بْن هبة اللَّه
الكامليّ، وعبد اللَّه بْن برّيّ النّحويّ، وجماعة.
وحدَّث بأصبهان، وبغداد، ودمشق، ومصر، ودمياط، والإسكندريّة.
وكتب ما لا يوصف، وصنَّف التّصانيف المفيدة، ولم يزل يسمع ويسمع
ويكتب ويجمع إلى أن توفّاه اللَّه تعالى إِلَى رحمته.
روى عَنْهُ: الشّيخ الموفّق، والحافظ عَبْد القادر الرُّهاويّ،
وولداه أبو الفتح محمد وأبو موسى عبد الله، والحافظ الضّياء،
والحافظ ابن خليل، والفقيه اليُونينيّ، وسليمان الأسْعَرْدِيّ،
والزَّيْن بْن عَبْد الدّائم، وعثمان بْن مكّيّ الشّارعيّ الواعظ،
وأحمد بْن حامد بْن أَحْمَد بْن حمْد الأَرْتَاحِيّ الْمُقْرِئ،
وإسماعيل بْن عَبْد القويّ بْن عزّون، وأبو عِيسَى عَبْد اللَّه
بْن علّاق، وسعد الدّين محمد بن مهلهل الجينيّ، وبقي هَذَا إِلَى
ربيع الأوّل سنة أربعٍ وسبعين.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير وغيره.
قال أبو عَبْد اللَّه بْن النّجار: حدَّث بالكثير، وصنَّف فِي
الحديث تصانيف حسنة. وكان غزير الحِفْظ، من أَهْل الإتقان
والتّجويد، قيّما بجميع فنون الحديث عارفا بقوانينه، وأصوله،
وعِلَله، وصحيحه، وسقيمه، وناسخه، ومنسوخه، وغريبه، ومُشْكله،
وفِقْهه، ومَعانيه، وضبْط أسماء رُواته. وكان
(42/444)
كثير العبادة، ورِعًا، متمسّكا بالسُّنَّة
على قانون السَّلف. ولم يزل بدمشق- يَعْني بعد رجوعه من أصبهان-
يحدّث وينتفع به النّاس، إِلَى أن تكلّم فِي الصّفات والقرآن بشيءٍ
أنكره عليه أَهْل التّأويل من الفقهاء، وشنّعوا عليه، وعُقِد له
مجلسٌ بدار السّلطان، حضره الفقهاء والقُضاة، فأصرَّ على قوله،
وأباحوا إراقة دمه فشفع له جماعة إِلَى السّلطان من الأمراء
الأكراد، وتوسّطوا فِي القضيَّة على أن يُخرَج من دمشق، فأُخرج
إِلَى مصر، وأقام بها خاملا إِلَى حين وفاته.
أخبرنا يعيش بْن ملك الحنبليّ، أَنَا عَبْد الغنيّ. قلت: فذكر
حديثا.
قرأتُ بخطّ العلّامة شيخ أصبهان أَبِي مُوسَى المَدِينيّ: يقول أبو
مُوسَى عَفَا اللَّه عَنْهُ: قلَّ من قدِم علينا من الأصحاب يفهم
هذا الشّأن كَفَهْم الشّيخ الْإِمَام ضياء الدّين أَبِي مُحَمَّد
عَبْد الغنيّ بْن عَبْد الواحد المقدسيّ، زاده اللَّه تعالى
توفيقا. وقد وُفِّق لتبيين هَذِهِ الغلطات على أنّ فِي الكُتُب
المصنَّفة فِي معرفة الصّحابة غير هَذَا من الخطأ، ولا تنفكّ
الكُتُب المجموعة فِي ذلك من ذلك، وما ذكره كما ذكره.
إِلَى أن قال: ولو كان الدّار الدَّارَقُطْنِيّ، وأمثاله فِي
الأحياء لَصَوَّبوا فِعْله، وقلّ من يفهم فِي زماننا لِما فهمه.
كتبه أبو مُوسَى.
قلت: هَذَا كتبه على ظهر كتاب «تبيين الإصابة لأوهامٍ حصلت فِي
معرفة الصّحابة» الّذي جمعه الحافظ أبو نُعَيْم. وهو مجلّد صغير
أبان فيه عن حِفْظٍ باهر، ومعرفةٍ تامَّة.
وقال الضّياء: ثُمَّ سافر الحافظ إِلَى أصبهان. وكان خرج وليس معه
إلّا قليلُ فلوس، فسهّل اللَّه له مَن حمله وأنفق عليه، حتّى دخل
أصبهان، وأقام بها مدَّة، وحصّل بها الكُتُب الجيّدة.
وكان ليس بالأبيض الأمهق، بل يميل إِلَى السُّمْرة، حَسَن
الثَّغْر، كثّ اللّحية، واسع الجبين، عظيم الخلْق، تامّ القامة،
كأنّ النّور يخرج من وجهه.
وكان قد ضعف بصره من كثرة البكاء والنَّسْخ والمطالعة.
(42/445)
ذكر تصانيفه رحمه اللَّه كتاب «المصباح فِي
الأحاديث الصِّحاح» فِي ثمانية وأربعين جزءا، يشتمل على أحاديث
«الصّحيحين» ، كتاب «نهاية المراد فِي السّنن» نحو مائتي جزء، ولم
يبيّضه، كتاب «اليواقيت» مجلّد، كتاب «تحفة الطّالبين فِي الجهاد
والمجاهدين» مجلّد، كتاب «الروضة» أربعة أجزاء، كتاب «فضائل خير
البريّة» أربعة أجزاء، كتاب «الذّكر» جزءان، كتاب «الإسراء» جزءان،
كتاب «التّهجّد» جزءان، كتاب «الفرج» جزءان، كتاب «رحلات الأحياء
إلى الأموات» جزءان، كتاب «الصّفات» جزءان، كتاب «محنة أَحْمَد»
ثلاثة أجزاء، كتاب «ذمّ الرّياء» جزء، «ذمّ الغَيْبة» جزء،
«التّرغيب فِي الدّعاء» جزء، «الأمر بالمعروف» جزء، كتاب «فضائل
مكّة» أربعة أجزاء، «فضائل الحج» جزء، «فضائل رجب» جزء، «وفاة
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلّم» جزء، «أقسام النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم» جزء، «الأربعون» جزء، أربعون أخرى، «الأربعون من كلام
ربّ العالمين» جزء، أربعون حديثا بسندٍ واحد، «اعتقاد الشّافعيّ»
جزء، كتاب «الحكايات» سبعة أجزاء، كتاب «غُنْيَة الحفّاظ فِي مشكل
الألفاظ» فِي مجلّدتين، «ذِكر القبور» جزء، «مناقب عُمَر بْن عَبْد
الْعَزِيز» جزء، «أجزاء في الأحاديث والحكايات» أكثر من مائة جزء،
وهذه كلّها بأسانيده.
ومن الكتب بلا إسناد: «الأحكام» فِي ستَّة أجزاء، «العمدة في
الأحكام» جزءان، كتاب «درر الأثر» تسعة أجزاء، كتاب «السّيرة
النّبويَّة» جزء كبير، «النّصيحة فِي الأدعية الصّحيحة» جزء،
«الاعتقاد» جزء، «تبيين أوهام أَبِي نُعَيْم الحافظ فِي الصّحابة»
جزء كبير، كتاب «الكمال فِي معرفة الرجال» عدَّة مجلّدات، وفيه
إسناد.
قال: وكان لا يَكَادُ أَحَدٌ يَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيثٍ إِلا ذكره له
وبيّنه. ولا يُسأل عن رَجُلٍ، إلا قال: هُوَ فُلان بْن فلان،
وبيَّن نسبه.
قال: وأنا أقول: وكان الحافظ عَبْد الغنيّ المقدسيّ أمير المؤمنين
فِي
(42/446)
الحديث. سمعته يقول: كنت عند الحافظ أَبِي
مُوسَى فنَازَعَني رجلٌ فِي حديث فقال: هُوَ فِي البخاريّ. وقلت:
ليس هُوَ فِيهِ.
قال: فكتب الحديث فِي رُقْعة، ورفعها إِلَى الحافظ أَبِي مُوسَى
يسأله عَنْهُ، فناولني الحافظ الرُّقْعة وقال: ما تقول؟ هَلْ هَذَا
الحديث فِي الْبُخَارِيّ أم لا؟ فقلت: لا. قال: فخجل الرجل.
وسمعتُ أَبَا الطّاهر إِسْمَاعِيل بْن ظَفَر يقول: جاء رجل إلى
الحافظ، يعني عَبْد الغنيّ، فقال: رجلٌ حلف بالطّلاق أنّك تحفظ
مائة ألف حديث.
فقال: لو قال أكثر لصَدَق.
شاهدتُ الحافظ غير مرَّةٍ بجامع دمشق يسأله بعض الحاضرين وهو على
المنبر: اقرأ لنا أحاديث من غير الجزء. فيقرأ الأحاديث بأسانيدها
عن ظهر قلبه.
وقيل إنّه سُئل: لِمَ لا تقرأ من غير كتاب؟ يعني دائما، قال: إنّي
أخاف العُجْب.
وسمعت الْإِمَام أَبَا العبّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحافظ
قال: سمعت عليّ بْن قفارس الزّجّاج العلثيّ الصّالح قال: لمّا جاء
الحافظ من بلاد العجم قلت: يا حافظ ما حفظت بعدُ مائة ألف حديث؟
فقال: بلى. أو ما هَذَا معناه.
سمعتُ أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد الملك الشّيبانيّ
يقول: سمعتُ التّاج الكِنْديّ يقول: لم يكن بعد الدّار
الدَّارَقُطْنِيّ مثل الحافظ عَبْد الغنيّ، يعني المقدسيّ.
وقال الفقيه أبو الثّناء محمود بْن هَمّام الْأَنْصَارِيّ: سمعت
التّاج الكِنْدي يقول: لم يَرَ الحافظ عَبْد الغنيّ مثلَ نفسه.
وقال أبو نزار ربيعة بن الحسين: قد رَأَيْت أَبَا موسى المدينيّ،
وهذا الحافظ عَبْد الغنيّ أحفظ منه.
(42/447)
قال الضّياء: وكلّ من رأينا من المحدّثين
ممّن رَأَى الحافظ عَبْد الغنيّ وجرى ذَكر حِفْظه ومُذَاكراته قال:
ما رأينا مثله، أو ما يشبه هذا.
ثمّ ذكر الضّياء فصلا فِي حِرْصِه على الحديث وطلبه وتحريضه
للطَّلَبَة، وقال: حرَّضني على السّفر إِلَى مصر، وسافر معنا ولده
أبو سُلَيْمَان وله نحو عشر سنين. وسيّر قبلنا ولدَيْه محمدا وعبد
اللَّه إِلَى أصبهان. ثمّ سفّر إسماعيل بن ظفر، وزوّده وأعطاه ما
احتاج إليه، فسافر إِلَى بغداد، وأصبهان، وخُراسان. وقبلَ ذلك
حرَّض أَبَا الحجّاج يوسف بْن خليل على السَّفَر.
وكان يقرأ الحديث يوم الجمعة بعد الصّلاة بجامع دمشق وليلة الخميس
بالجامع أيضا. ويجتمع خلْق. وكان يقرأ ويبكي، ويُبكّي الناسُ بكاء
كثيرا، وكان بعد القراءة يدعو دعاء كثيرا.
وسمعتُ شيخنا أَبَا الْحَسَن عليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن نجا الواعظ
بالقرافة يقول على المِنْبر: قد جاء الْإِمَام الحافظ وهو يريد أن
يقرأ الحديث، فأشتهي أن تحضروا مجلسَه ثلاث مرّات، وبعدها أنتم
تعرفونه، ويحصل لكم الرغبة.
فجلس أوّل يوم، وكنتُ حاضرا بجامع القرافة، فقرأ أحاديث بأسانيدها
حِفْظًا، وقرأ جزءا. ففرح النّاس بمجلسه فَرَحًا كثيرا.
ثمّ سمعت ابن نجا شيخنا يقول: قد حصل الّذي كنت أريده فِي أول
مجلس.
قال: وكان يجلس بمصر فِي غير موضعٍ يقرأ الحديث.
وكان رحمه اللَّه لا يكاد يضيّع شيئا من زمانه بلا فائِدة. فإنّه
كان يُصلّي الفجر، ويلقّن القرآن، وربّما لقّن الحديث. فقد حفَّظنا
منه أحاديث جمَّة تَلْقِينًا. ثُمَّ يقوم فيتوضّأ، ويصلّي ثلاثمائة
ركعة بالفاتحة والمعوَّذتين إِلَى قبل وقت الظُّهْر، ثُمَّ ينام
نومة، ثُمَّ يُصلّي الظُّهر، ويشتغل إمّا بالتّسميع أو النَّسْخ
إِلَى المغرب، فَإِنْ كان صائما أفطر، وإن كان مفطِرًا صلّى من
المغرب إِلَى
(42/448)
العشاء الآخرة، فإذا صلّى العشاء نام إِلَى
نصف اللّيل أو بعده. ثُمَّ قام فتوضّأ وصلّى لحظة، ثُمَّ توضّأ،
ثُمَّ صلّى كذلك، ثُمَّ توضّأ وصلّى إِلَى قرب الفجر، وربّما توضّأ
فِي اللّيل سبع مرّات أو أكثر. فَقِيل له فِي ذلك فقال: ما تطيب لي
الصّلاة إلّا ما دامت أعضائي رطْبة. ثُمَّ ينام نومة يسيرة إِلَى
الفجر. وهذا دأْبُه. وكان لا يكاد يُصلّي فريضتين بوضوءٍ واحد.
سَأَلت خالي الْإِمَام موفَّق الدّين عن الحافظ فقال وكتب بخطّه:
كان رفيقي فِي الصِّبَى وَفِي طلب العِلم، وما كنّا نستبق إِلَى
خيرٍ إلّا سبقني إليه إلّا القليل. وكمّل اللَّه فضيلته بابتلائه
بأذى أَهْل البِدْعة، وعداوتهم له، وقيامهم عليه. ورُزِق العلم
وتحصيل الكُتُب الكثيرة، إلّا أنّه لم يعمّر حتّى يَبْتَغِ غرضَه
فِي روايتها ونشْرها.
قال الضّياء: وكان يستعمل السِّواك كثيرا، حتّى كأنّ أسنانه البرد.
سمعت محمود بن سلّامة الحرّانيّ التّاجر غير مرَّة يقول: كان
الحافظ عَبْد الغنيّ نازلا عندي بأصبهان، وما كان ينام من اللّيل
إلّا قليلا، بل يُصلّي ويقرأ ويبكي، حتّى ربّما مَنَعَنَا النّوم
إِلَى السَّحَر. أو ما هَذَا معناه.
وكان الحافظ لا يرى مُنْكرًا إلّا غيّره بيده أو بلسانه. وكان لَا
تأخذه فِي اللَّه لومَة لائم. رَأَيْته مرَّةً يُريق خمرا، فجبذ
صاحبه السّيف، فلم يخف، وأخذه من يده. وكان قويّا فِي بَدَنه.
وكثيرا ما كان بدمشق يُنْكر ويكسر الطّنابير والشّبّابات.
قال لنا خالي الموفَّق: كان لا يصبر عن إنكار المُنْكَر إذا رآه.
سمعت فضائل بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن سُرور المقدسيّ قال: سمعتهم
يتحدّثون بمصر أنّ الحافظ كان قد دخل على الملك العادل، فلمّا رآه
قام له.
فلمّا كان اليوم الثّاني إذا الأمراء قد جاءوا إلى الحافظ إِلَى
مصْر، مثل سركس، وأُزْكش، فقالوا: آمنّا بكرامتك يا حافظ.
وذكروا أنّ العادل قال: ما خفتُ مِن أحدٍ ما خفتُ من هذا الرجل.
(42/449)
فقلنا: أيّها الملك، هَذَا رجلٌ فقيه، أيش
خفتَ منه؟ قال: لمّا دخل ما خُيّل إليّ إلّا أَنَّه سَبُع يريد أن
يأكلني. فقلنا: هَذِهِ كرامة للحافظ.
قال الضّياء: شاهدتُ بخطّ الحافظ قال: والملك العادل اجتمعت به،
وما رَأَيْت منه إلّا الجميل، فأَقبل عليّ وأكرمني، وقام لي
والتزمني، ودعَوْتُ له. ثُمَّ قلت: عندنا قُصُور فهو الّذي يوجب
التّقصير. فقال: ما عندك لا تقصير ولا قُصُور.
وذُكر أمرُ السُّنَّة فقال: ما عندك شيءٌ تعابُ به فِي أمور الدّين
ولا الدّنيا، ولا بُدّ للنّاس من حاسِدين.
وبلغني عَنْهُ بعد ذلك أنّه ذُكر عنده العِلماء فقال: ما رأيتُ
بالشّام ولا مصر مثلَ فلان، دخل عليَّ فَخُيّل إليَّ أنّه أسد قد
دخل عليَّ، وهذا ببركة دعائكم ودعاء الأصحاب.
قال الضّياء: وكان المبتدعة قد وغروا صدر العادل على الحافظ،
وتكلّموا فِيهِ عنده. وكان بعضهم يقول إنّه ربّما قتله إذا دخل
عليه. فسمعتُ بعضَهم أنّ بعض المبتدعة أرسل إِلَى العادل يبذل فِي
قتْل الحافظ خمسة آلاف دينار.
وسمعتُ الشّيخ أَبَا بَكْر بْن أَحْمَد، الطّحّان قال: لكن فِي
دولة الأفضل عليّ جعلوا الملاهي عند دَرَج جَيْرون، فجاء الحافظ
فكسر شيئا كثيرا منها.
ثُمَّ جاء فصعِد على المِنبر يقرأ الحديث، فجاء إليه رسول القاضي
يطلبه حتّى يُناظره فِي الدّفّ والشّبابة فقال الحافظ: ذاك عندي
حرام. وقال: لا أمشي إليه، إنْ كان له حاجة فيجيء هو.
ثمّ تكلَّم على المِنْبر، فعاد الرَّسُول فقال: لا بُدّ من مجيئك
قد بطلت هَذِهِ الأشياء على السّلطان. فقال الحافظ: ضربَ اللَّهُ
رقبتَه ورقبة السّلطان.
فمضى الرَّسُول، وخِفْنا من فتنة، فَمَا جاء أحدٌ بعد ذلك.
(42/450)
سمعت محمود بْن سلامة الحرّانّي بأصبهان
قال: كان الحافظ بأصبهان فيصطفّ النّاس فِي السّوق ينظرون إليه.
ولو أقام بأصبهان مدَّةً وأراد أن يملكها لملكها. يعني من حُبّهم
له ورغبتهم فِيهِ.
قال الضّياء: ولمّا وصل إِلَى مصر أخيرا كنّا بها، فكان إذا خرج
يوم الجمعة إِلَى الجامع لا نقدر نمشي معه من كثرة الخلْق،
يتبرّكون به، ويجتمعون حوله. وكان سخيّا، جوادا، لا يدَّخر دينارا
ولا درهما. ومهما حصل له أَخْرَجَهُ. ولقد سمعتُ عَنْهُ أنّه كان
يخرج فِي بعض اللّيالي بقِفاف الدّقيق إِلَى بيوت المحتاجين، فإذا
فتحوا له ترك ما معه ومضى لئلّا يُعرف. وكان يُفتح له بشيء من
الثّياب والبُرد، فيعطيه للنّاس، وربّما كان عليه ثوب مرقَّع.
قال لي خالي الموفّق: كان جوادا، يؤثر بما تصل يده إِليه سرّا
وعلانية.
وقال عبد الجليل الْجِيلانيّ: كنتُ فِي مسجد الوزير، فبقيت ثلاثة
أيّام ما لنا شيء، فلمّا كان العصر يوم الجمعة سلّمت على الحافظ،
ومشيت معه إِلَى خارج باب الجامع فناولني نفقة، فإذا هِيَ نحو
خمسين درهما.
وسمعت بدْرَ بنَ مُحَمَّد الْجَزَريّ قال: ما رَأَيْت أحدا أكرم من
الحافظ عَبْد الغنيّ، قد أوفى عنّي غير مرَّة.
سمعت سُلَيْمَان بْن إِبْرَاهِيم الأَسْعَرْدِيّ يقول: بعث الملك
الأفضل إلى الحافظ بنفقة وقمح كثير. ففرّقه كلّه، ولم يترك شيئا.
سمعت أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه العراقيّ: حَدَّثَنِي مَنْصُور قال:
شاهدتُ الحافظ فِي الغلاء بمصر، وهو ثلاث ليالٍ يؤثر بعَشَائه
ويَطْوي.
سمعتُ الفقيه مقصد بْن عليّ بْن عَبْد الواحد المصريّ قال: سمعتُ
أنّ الحافظ كان زمان الغلاء يؤثر بعَشَائه. يعني غلاء مصر.
قال الضّياء: وقد فُتِح له بمصر بأشياء كثيرة من الذَّهب وغير ذلك،
فَمَا كان يترك شيئا.
(42/451)
سمعت الرِّضَى عَبْد الرَّحْمَن بْن
مُحَمَّد بْن عَبْد الجبّار: سمعتُ الحافظ يقول: سألتُ اللَّه أنْ
يرزقني مثل حال الْإِمَام أَحْمَد، فقد رزقني صلاته.
قال: ثُمَّ أبتُليَ بعد ذلك وأُوذِيَ.
سمعت الْإِمَام أَبَا مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَبِي الْحَسَن
الْجُبّائيّ [1] يقول: كان أبو نعيم قد أخذ على الحافظ ابن
مَنْدَهْ أشياء فِي معرفة الصّحابة، فكان الحافظ أبو مُوسَى يشتهي
أنْ يأخذ على أَبِي نُعَيْم فِي كتابه، فَمَا كان يجسر.
فلمّا جاء الحافظ عَبْد الغنيّ أشار إليه بِذَلِك، فأخذ على أَبِي
نُعَيْم فِي كتابه «معرفة الصّحابة» نحوا من مائتين وتسعين موضعا.
فلمّا سمع بِذَلِك الصّدر عَبْد اللّطيف بْن الخُجَنْدِيّ طلب
الحافظ عَبْد الغنيّ، وأراد هلاكه، فاختفى الحافظ.
وسمعت مُحَمَّد بْن سلامة الحَرَّانيّ قال: ما أخرجنا الحافظ من
أصبهان إلّا فِي إزار. وذلك أنّ بيت الخُجَنْدِيّ، أشاعِرة
يتعصّبون لأبي نُعَيْم، وكانوا رؤساء أصبهان.
سمعت الحافظ يقول: كنّا بالمَوْصِل نسمع «الْجَرْح والتّعديل»
للعُقَيْليّ، فأخذني أَهْل الموصل وحبسوني، وأرادوا قتلي من أجل
ذِكر أَبِي حنيفة فِيهِ.
قال: فجاءني رجلٌ طويل معه سيف، فقلت: لعلّه يقتلني وأستريح.
قال: فلم يصنع شيئا. ثُمَّ أُطلِقت.
وكان يسمع هُوَ وابن البرنيّ، فأخذ ابن البرنيّ الكرّاس الّتي فيها
ذِكر أَبِي حنيفة، ففتّشوا الكتاب، فلم يجدوا شيئا، فهذا كان سبب
خلاصه.
__________
[1] كان أبوه راهبا، وهو نصرانيّ، أسلم. وهو من «جبّة بشريّ» من
أعمال طرابلس الشام.
والصواب في نسبته: «الجبّيّ» . توفي سنة 605 هـ. انظر عنه في
كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- القسم
الثاني- ج 2/ 239- 249 رقم 586، وقد حشدت فيه مصادر ترجمته.
وستأتي ترجمته في الطبقة التالية من هذا الكتاب.
(42/452)
قلت: سمعت عَبْد الحميد بْن خَوْلان: سمعتُ
الضّياء يقول: كان الحافظ يقرأ الحديث بدمشق، ويجتمع الخلْق عليه،
فحُسِد، وشرعوا يعملون لهم وقتا فِي الجامع، ويقرأ عليهم الحديث،
ويجمعون النّاس، فهذا ينام، وهذا قلْبه غير حاضر، فلم يشف قلوبهم،
فشرعوا في مكيدةٍ، فأمروا النّاصح بْن الحنبليّ بأنْ يعِظ بعد
الجمعة تحت النَّسْر، وقت جلوس الحافظ، فأخّر الحافظ ميعادَه إِلَى
العصر. فلمّا كان فِي بعض الأيّام، والنّاصحُ قد فرغ، وقد ذكر
الْإِمَام، فدسّوا إليه رجلا ناقص العقل من بيت ابن عساكر، فقال
للنّاصح: ما معناه أنّك تقول الكذِبَ على المِنْبر؟ فضُرِب الرجل
وهرب، وخبّيء فِي الكلّاسة، ومشوا إِلَى الوالي، وقالوا له: هؤلاء
الحنابلة ما قصْدهم إلّا الفِتْنة. وهُمْ وهُمْ واعتقادهم. ثمّ
جمعوا كُبَرَاءهم، ومضوا إِلَى القلعة، وقالوا للوالي: نشتهي أنْ
تُحْضِر الحافظ.
وسمع مشايخنا، فانحدروا إِلَى المدينة، خالي الموفَّق، وأخي الشّمس
البخاريّ، والفقهاء، وقالوا: نَحْنُ نُنَاظِرهم. وقالوا للحافظ:
اقعد أنت لا تجيء، فإنّك حادّ، ونحن نكفيك.
فاتّفق أنّهم أرسلوا إِلَى الحافظ فأخذوه، ولم يعلم أصحابنا،
فناظروه وكان أجهلهم يُغْري به، فاحتدّ. وكانوا قد كتبوا شيئا من
اعتقادهم، وكتبوا خطوطهم فِيهِ، وقالوا له: اكتب خطَّك. فلم يفعل.
فقالوا للوالي: قد اتّفق الفُقهاء كلّهم، وهذا يخالفهم. واستأذنوه
فِي رفع مِنْبره. فأرسلوا الأسرى، فرفعوا ما فِي جامع دمشق من
مِنْبرٍ وخزانة وقالوا: نريد أن لا نجعل فِي الجامع إلّا صلاة
الشّافعيَّة، وكسروا منبر الحافظ، ومنعوه من الجلوس، ومنعوا
أصحابنا من الصّلاة فِي مكانهم، ففاتهم الظُّهْر.
ثمّ إنّ النّاصح جَمَع البَنَويَّة وغيرهم، وقالوا: إنْ لم
يُخَلُّونا نصلّي صلّينا بغير اختيارهم. فبلغ ذلك القاضي، وهو كان
صاحب الفتنة، فإذِن لهم، وخاف أن يُصلّوا بغير إذنه.
(42/453)
وكان الحنفيَّة حَمَوْا مقصوراتهم بجماعةٍ
من الْجُنْد.
ثُمَّ إنّ الحافظ ضاق صدره، ومضى إِلَى بَعْلَبَكّ، فأقام بها
مدَّة، وتوجَّه إِلَى مصر، فبقي بنابلس مدَّةً يقرأ الحديث وكنتُ
أَنَا فِي ذلك الوقت بمصر فجاء شابٌّ من دمشق بفتاوى إلى الملك
عثمان الْعَزِيز، ومعه كتب أنّ الحنابلة يقولون كذا وكذا. وكان
بنواحي الإسكندريَّة، فقال: إذا رجعنا من بلادنا مَن يقول بهذه
المقالة؟
فاتّفق أنّه لم يرجع، وشَبَّ به فَرَسُه. وأقاموا ولده موضعه.
ثُمَّ أرسلوا إِلَى الأفضل، وكان بصَرْخَد، فجاء وأخذ مصر. ثُمَّ
انحرف إِلَى دمشق فاتّفق أنّه لقي الحافظ فِي الطّريق، ففرح به
وأكرمه. ونفّذ يوصي به بمصر، فلمّا وصل الحافظ إِلَى مصر تُلُقِّيَ
بالبِشْر والإكرام، وأقام بها يُسمع الحديث بمواضع ويجلس. وقد كان
بمصر كثيرٌ من المخالفين، لكنْ كَانَتْ رائحة السّلطان تمنعهم.
ثُمَّ إنّ الأفضل حاصر دمشق، وردَّ عَنْهَا بعد أن أشرف على
أخْذها، ورجع إِلَى مصر، فجاء العادل خلْفه فأخذ مصر. وبقي بمصر.
وأكثَر المخالفون على الحافظ، حتّى استُدعيَ، ولم يحصل لهم بحمد
اللَّه ما أرادوا.
وأكرمه العادل، وسافر إِلَى دمشق. وبقي الحافظ بمصر، وهم لا يتركون
الكلام فِيهِ، فلمّا أكثروا عَزَم الكامل على إخراجه من مصر.
ثمّ إنّ الحافظ اعتُقِل فِي دارِ سبعَ ليالٍ فَسَمعت التّقيّ
أَحْمَد بْن العزّ مُحَمَّد بْن عَبْد الغنيّ: حدَّثني الشّجاع بْن
أَبِي زكريّ الأمير قال: قال: لي الكامل: هاهنا رجلٌ فقيه قَالُوا
إنّه كافر. قلت: لا أعرفه. قال: بلى، هُوَ محدِّث.
فقلت: لعلّه الحافظ عَبْد الغنيّ؟ قال: نعم هُوَ هُوَ. فقلت: أيّها
الملك، العلماء أحدهم يطلب الآخرة، والآخر يطلب الدّنيا. وأنت
هاهنا باب الدّنيا، فهذا الرجل جاء إليك، أو أرسل إليك رُقعة؟ قال:
لا. قلت: والله هؤلاء
(42/454)
يحسدونه. فهل فِي هَذِهِ البلاد أرفع منك؟
قال: لا. فقلت: هَذَا الرجل أرفع العلماء. فقال: جزاك اللَّه خيرا
كما عرَّفْتني هَذَا.
وقال أبو المظفّر بْن الجوزيّ فِي تاريخه [1] : اجتمع قاضي دمشق
محيي الدّين والخطيب ضياء الدين وجماعة، وصعدوا إِلَى مُتَولّي
القلعة أنّ عَبْد الغنيّ قد أضلّ الناسَ ويقول بالتّشبيه، فعقدوا
له مجلسا وأحضروه، فناظرهم، وأخذوا عليه مواضع، منها قوله: لا
أُنَزِّهه تنزيها ينفي حقيقة النّزول ومنها:
كان اللَّه ولا مكان، وليس هُوَ اليوم على ما كان. ومنها مسألة
الحرف والصَّوت.
فقالوا: إذا لم يكن على ما كان، فقد أثبت له المكان. وَإِذَا لم
تنزّه تنزيها ينفي عَنْهُ حقيقة النّزول، فقد أجزت عليه حقيقة
الانتقال. وأمّا الحرف والصّوت فإنّه لم يصحّ عن إمامك فِيهِ شيء
وإنّما المنقول عَنْهُ أنّه كلام اللَّه لا غير.
وارتفعت الأصوات، فقال له صارم الدّين بزغش والي القلعة: كلّ هؤلاء
على ضلالة، وأنت على الحقّ؟ قال: نعم. فأمر الأسارى، فنزلوا فكسروا
مِنْبره، ومنعوا الحنابلة من الصّلاة، ففاتتهم صلاة الظُّهْر.
وقال أبو المظفّر [2] فِي مكانٍ آخر: اجتمع الشّافعيَّة،
والحنفيَّة، والمالكيّة. بالملك المعظّم بدار العدل، وكان يجلس بها
هُوَ والصّارم بزغش، فكان ما اشتهر من أمر عَبْد الغنيّ الحافظ،
وإصراره على ما ظهر من اعتقاده، وإجماع الفقهاء على الفُتْيا
بتكفيره، وأنّه مبتدِع لا يجوز أن يُترك بين المسلمين، فسأل أنْ
يُمهل ثلاثة أيّام لينفصل عن البلد، فأجيب.
قلت: قوله وإجماع الفقهاء على الفُتيا بتكفيره كلامٌ ناقص، وهو
كذِبٌ صريح، وإنّما أفتى بِذَلِك بعض الشّافعيَّة الّذين تعصّبوا
عليه، وأمّا الشّيخ
__________
[1] مرآة الزمان 8/ 520.
[2] في مرآة الزمان 8/ 521.
(42/455)
الموفّق وأبو اليُمْن الكِنْديّ شيخا
الحنفيَّة والحنابلة فكانا معه. ولكنْ نعوذ باللَّه من الظُّلْم
والْجَهْل.
قال أبو المظفّر [1] : وسافر عَبْد الغنيّ إِلَى مصر، فنزل عند
الطّحّانين، وصار يقرأ الحديث، فأفتى فقهاء مصر بإباحة دمه، فكتبوا
إِلَى ابن شُكر الوزير يقولون: قد أفسد عقائدَ النّاسِ، ويذكر
التّجسيم على رءوس الأَشْهاد. فكتب إِلَى والي مصر بنفْيه، فمات
قبل وصول الكتاب رحمه اللَّه تعالى بمسجد المصنع.
قال: وكان يُصلّي كلّ يومٍ وليلة ثلاثمائة ركعة ورد الإمام أحمد.
وكان يقوم اللّيل عامَّةَ دهره، ويحمل ما أمكنه إِلَى بيوت الأرامل
واليتامى سرّا.
وكان أوحد زمانه فِي عِلم الحديث.
وقال الضّياء: سمعت بعض أصحابنا يقول: إنّ الحافظ أُمِرَ أنْ يكتب
اعتقاده، فكتب: أقول كذا لقول اللَّه تعالى كذا، وأقول كذا لقول
النّبيّ صلى الله عليه وسلّم كذا. حتّى فرغ من المسائل الّتي
يخالفونه فيها، فلمّا وقف عليها الملك الكامل قال: أيش أقول فِي
هَذَا؟ يقولُ بقولِ اللَّه وقول رسول اللَّه؟ فخلّى عَنْهُ.
فصل قال: وسمعت أَبَا مُوسَى بْن عَبْد الغنيّ قال: كنت مع والدي
بمصر وهو يذكر فضائل سُفْيان الثَّوريُّ. فقلت فِي نفسي: إنّ والدي
مثله.
قال: فالتفت إليّ وقال: أَيْنَ نَحْنُ من أولئك؟.
سمعتُ الزّاهد إِبْرَاهِيم بْن محمود البَعْلَبَكّيّ [2] يقول:
كنتُ يوما عند الشّيخ العماد، وقد جاء تجّار، فحدّثوه أنّهم رأوا،
أو قال يُرى، النّور على قبر الحافظ عَبْد الغنيّ كلّ ليلة، أو كلّ
جمعة. شكّ إبراهيم.
__________
[1] في مرآة الزمان 8/ 521.
[2] هو: أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن جوهر البعلبكي الدمشقيّ،
المقرئ الحنبلي، عرف بالبطائحي. انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- القسم 2 ج 1/ 253 رقم 54.
(42/456)
سمعت الإمام أبا العباس أحمد بن محمد بْن
عَبْد الغنيّ قال: رأيتُ البارحة الكمال عبد الرّحيم، يعني أخي،
وعليه ثوب أبيض. فقلت: أَيْنَ أنت؟
قال: فِي جنَّةِ عدْن. فقلت: أيّما أفضل الحافظ عَبْد الغنيّ، أو
الشّيخ أبو عُمَر؟
قال: ما أدري، وأمّا الحافظ فكلّ ليلة جمعة يُنْصَب له كرسيّ تحت
العرش، ويقرأ عليه الحديث، ويُنثر عليه الدّرّ، وهذا نصيبي منه.
وكان فِي كُمّه شيء، وقد أمسك بيده على رأس الكُمّ.
وسمعتُ عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد الكرديّ. بحرّان
قال: رَأَيْت الحافظ فِي المنام، فقلتُ له: يا سيّدي، أليس قد
مُتّ؟ فقال: إنّ اللَّه أبقى [1] عليّ وِرْدي من الصّلاة. أو نحو
هَذَا.
وسمعتُ القاضي أَبَا حَفْص عُمَر بْن عليّ الهكّاريّ بنابلس يقول:
رَأَيْت الحافظ عَبْد الغنيّ فِي النّوم كأنّه قد جاء إِلَى بيت
المقدس، فقلت: جئت غير رَاكب؟ فقال: أَنَا حملني النّبيّ صلى الله
عليه وسلم.
سمعت الحافظ أَبَا مُوسَى قال: حدَّثني رجلٌ من أصحابنا قال:
رَأَيْت الحافظ فِي النّوم، وكان يمشي مستعجلا، فقلت: إِلَى
أَيْنَ؟ قال: أزور النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقلت: وأين هُوَ؟
قال فِي المسجد الأقصى. فإذا النّبيّ صلى الله عليه وسلم وعنده
أصحابه. فَلَمَّا رَأَى الحافظ قامَ صلى الله عليه وسلم له وأجلسه
إِلَى جانبه.
قال: فبقي الحافظ يشكو إليه ما لقي، ويبكي ويقول: يا رسول اللَّه
كذّبت في الحديث الفلانيّ، والحديث الفلانيّ، وَرَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
صدقتَ يا عَبْد الغنيّ، صدقتَ يا عَبْد الغنيّ.
سمعتُ أَبَا مُوسَى قال: مرض والدي مَرَضًا شديدا منعه من الكلام
والقيام ستَّة عشر يوما. وكنتُ كثيرا ما أسأله: ما تشتهي؟ فيقول:
أشتهي الجنَّة، أشتهي رحمة [2] الله. ولا يزيد على ذلك.
__________
[1] في الأصل: «بقي» .
[2] في الأصل: «رحمت» .
(42/457)
فلمّا كان يوم الإثنين جئتُ إليه، وكان
عادتي أبعث كلّ يوم مَن يأتي بماءٍ من الحمّام بكرة يغسل به
أطرافه. فلمّا جئنا بالماء مدَّ يده، فعرفت أنّه يريد الوضوء،
فوضّأته وقت صلاة الصُّبح، فلمّا توضّأ قال: يا عبد الله قم فصلّ
بنا وخفِّف.
فقمت وصلّيت بالجماعة، وصلّى معنا جالسا، فلمّا انصرفَ النّاس،
جئتُ وقد استقبل القِبلة فقال: اقرأ عند رأسي «يس» . فقرأتُها،
فجعل يدعو وأنا أؤمّن. فقلت له: هاهنا دواء قد عملناه، تشربه قال:
يا بُنَيّ، ما بقي إلّا الموت.
فقلت: ما تشتهي شيئا؟ قال: أشتهي النَّظَر إِلَى وجه اللَّه سبحانه
وتعالى. فقلت: ما أنت عنّي راضٍ؟ قال: بلى والله، أَنَا راضٍ عنك
وعن إخوتك، وقد أجزتُ لك ولإخوتك، ولابن أخيك إبراهيم.
فقلت: ما توصي بشيء. قال: ما لي على أحد شيء، ولا لأحد عليّ شيء.
قلت: تُوصيني بوصيَّة. قال: يا بُنَيّ أُوصيك بتقوى اللَّه،
والمحافظة على طاعته.
فجاء جماعة يعودونه، فسلّموا، فردّ عليهم، وجعلوا يتحدّثون ففتح
عينيه وقال: ما هَذَا الحديث؟ اذكروا اللَّه، قولوا لا إله إلّا
اللَّه. فقالوا، ثُمَّ قاموا، وجعل هو يذكر الله ويحرّك شفتيه،
ويشير بعينيه. فدخل دِرع النّابلسيّ.
فسلَّم عليه وقال: ما تعرفني؟ قال: بلى.
فقمتُ لأناوله كتابا من جانب المسجد، فرجعت وقد خَرَجَتْ روحُه.
وذلك يوم الإثنين الثّالث والعشرين من ربيع الأوّل. وبقي ليلة
الثّلاثاء فِي المسجد، واجتمع الخلْقُ الغد، خلْق كثير من الأئمَّة
والأمراء، وما لا يحصيهم إلّا اللَّه. ودفنّاه بالقرافة مقابل قبر
أَبِي عَمْرو بْن مرزوق، فِي مكانٍ ذكر لي خادمه عَبْد المنعم أنّه
كان يزور ذلك المكان، ويبكي فِيهِ إِلَى أن يبلّ الحصَى، ويقول:
قلبي يرتاحُ إِلَى هَذَا المكان. فرحمه اللَّه ورضي عَنْهُ.
(42/458)
قال الضّياء: وتزوَّج ببنت خاله رابعة
بِنْت أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُدامة، فولدت له مُحَمَّد، وعبد
الرَّحْمَن، وفاطمة، وعاشوا حتّى كبروا. وتسرَّى بجاريةٍ فِي مصر،
فلم توافقْه، ثُمَّ بأخرى، فولدت له بنتين ماتتا ولم تكبرا.
سمعت عَبْد الحميد بْن خَوْلان أنّ الضّياء أخبرهم قال: لمّا دخلنا
أصبهان كنّا سبعة، أحدنا الْإِمَام أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن
الحافظ، وكان طفلا، فسمعنا على المشايخ. وكان شيخنا مؤيَّد الدّين
ابن الإخوة عنده جملة حَسَنَة من المسموعات، فسمعنا عليه قطعة،
وكان يتشدّد علينا. ثُمَّ إنّه تُوُفّي، فضاق صدري لموته كثيرا،
لأنّه كَانَتْ عنده مسموعات لم تكن عند غيره. وأكثر ما ضاق صدري
لأجل ثلاثة كُتُب: «مُسْنَد العَدنيّ» ، و «مُعْجَم ابن
الْمُقْرِئ» ، و «مُعْجم أَبِي يَعْلَى» . وكنت قد سمعت عليه فِي
السَّفْرة الأولى «مُسْنَد العَدَنيّ» ولكن لأجل رفقتي، فرأيت فِي
النّوم كأنّ الحافظ عَبْد الغنيّ رحمه اللَّه قد أمسك رجلا، وهو
يقول لي: أمّ هَذَا، أمّ هَذَا. والرجل الّذي أشار إليه هُوَ ابن
عَائِشَة بِنْت عُمَر.
فلمّا استيقظت قلتُ فِي نفسي: ما قال هَذَا إلّا لأجل شيء. فوقع
فِي قلبي أنّه يريد الحديث، فمضيت إِلَى دار بني مَعْمر وفتَّشْت
الكُتب، فوجدتُ «مُسْنَد العَدَنيّ» سماع عَائِشَة مثل ابن الإخوة،
فلمّا سمعناه عليها قال لي بعض الحاضرين: إنْ لها سماعا بمُعْجَم
ابن الْمُقْرِئ. قلت: أَيْنَ هُوَ؟ قال: عند فلان الخبّاز. فأخذناه
وسمعناه منها. وبعد أيّام ناولني بعض الإخوان «مُعْجَم أَبِي
يَعْلَى» سماعها. فسمعناه.
أنشدنا ابن خَوْلان: أنشدنا أبو عَبْد اللَّه الحافظ سنة ستٍّ
وعشرين وستّمائة: أنشدنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سعْد بْن
عَبْد اللَّه لنفسه يرثي الحافظ:
هذا الّذي كنت يوم البين أحتسب ... فلْيَقْض دمعُك عنّي بعض ما
يجبُ
لم يُبْقِ فيَّ الأَسَى والسّقْمِ جارحةٍ ... نفسٌ تذوبُ وقلبٌ بعد
ذا يجبُ
تا اللَّهِ لا رُمْتُ صبرا عنهمُ أَبدًا ... وَفِي الحياة فَمَا لي
دونهم أربُ
(42/459)
لا تَعْجَبَنّ لوفاتي بعدهُم أَسَفًا ...
وإنّما فِي حياتي بعدهُم عَجَبُ
سَقْيًا ورَعْيًا لأيّام لنا سَلَفَتْ ... والشّمْل مجتمعٌ
والأُنْس منتسبٌ
والعَيْشُ غَضٌّ وعين الدَّهر راقدةٌ ... والبَيْنُ رَثٌّ وأثواب
الهَوَى قُشُبُ
والدّارُ ما نزحَتْ والوُرْقُ ما صَدَحَتْ ... وحبَّذا بكم الأجراع
والكُتُبُ
إنْ تُمسِ دارُهُم عنّي مُباعِدةً ... فإنّ مسكنَهُمْ فِي القلبِ
مُقْتَربٌ
يا سائرين إِلَى مصرَ سألتُكُم ... رِفْقًا عليَّ فإنّ الأمرَ
مُكتسبُ
قولوا لساكنها: حُيِّيتَ من سَكَنٍ ... يا مُنْية النَّفسِ ماذا
الصَّدُّ والغضبُ
بالشّام قومٌ وَفِي بغدادَ قد أسِفُوا ... لا البُعدُ أخلقَ
بَلْواهُم ولا الحقبُ
منها:
لولاك مادَ عمُود الدّين وانهدمَتْ ... قواعدُ الحقّ واغتالَ
الهُدَى عَطَبُ
فاليومَ بعدَكَ جمرُ الغَيّ مُضْطَرِمُ ... بادي الشّرار ورُكْن
الرُّشْد مضطّربُ
فليبكينّك رسولُ اللهِ ما هَتَفَتْ ... وُرْقُ الحَمَام وتبكي
العُجْم والعربُ
لم يفترقْ بكما حالٌ فموتُكُما ... نفي الشَّهْر واليوم هَذَا
الفَخْرُ والحَسَبُ
أَحْيَيْتَ سُنّتَه من بعد ما دُفِنَتْ ... وشُدْتَها وقد انهدّتْ
لها رُتبُ
يا شامِتين وفينا ما يسؤهُم ... مسْتَبْشرينَ وهذا الدَّهرُ محتسبُ
ليس الفناء بمقصورٍ على سببٍ ... ولا البقاءُ بممدودٍ له سببُ
مَن لم يعِظْه بياضُ الشَّعْر أيْقَظَهُ ... سوادُ عَيْشٍ فلا
لَهْوٌ ولا طربُ
الصَّبرُ أهْوَنُ ما تُمطى غَوارِبُهُ ... والأجر أعذب ما يجنى
وتحتلب
إن تحسبوه كريه الطّعم أيسره ... سم مذاف ففي أعقابه الضّربُ
ما ماتُ من كان عزّ الدّين يَعقُبُه ... وإنّما الميت منكم مَن له
عقِبُ
ولا تَقَوَّض بيتُ كان يَعْهَدُهُ ... مثل العماد ولا أودى له طنب
على العلى بجمال الدّين بعدكما ... يحيي العلوم بمحيي الدّين
والقربُ
مثل الدّراري والسّواري شمْلُها أبدا ... نجمٌ يغور وتبقى بعده
شُهُب
مِن مَعشَرٍ هجروا الأوطانَ وانتهكوا ... حِمَى الخُطُوبِ وأبكار
العُلا خطبوا
شُمُّ العَرانين يلحُّ لو سألتَهُمْ ... بذلَ النُّفُوسِ لَمَا
هابوا بأنْ يهبوا
بِيضٌ مَفَارقُهم سودٌ عواتِقُهُم ... يُمْسي مُسابِقُهُم من حظّه
التّعب
(42/460)
نورٌ إذا سألوا، نارٌ إذا حملوا، ... سحبٌ
إذا نزلوا، أُسْدٌ إذا ركبوا
هَذَا الفَخَارُ، فإنْ تجزع فلا جَزَعٌ ... على المحبّ، وإنْ تصبرْ
فلا عجبُ
الموقدون، ونارُ الخيرِ خامدةٌ ... والمقدمون، ونار الحرب تلتهبُ
كملت.
592- عَبْد القادر بْن خَلَف بْن أَبِي البركات يحيى بْن فضلان [1]
.
أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ، الأَزَجيّ، المشاهر، المؤدّب.
سمع من: أَبِيهِ، وابن ناصر، وأبي بكر بن الزاغوني، وأبي الفتح
الكَرُّوخيّ، وأبي الوقت السِّجْزيّ.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، والضّياء، وآخرون.
وأجاز للفخر عليّ.
تُوُفّي فِي ذي الحجَّة.
593- عَبْد الملك بْن عُثْمَان بْن عَبْد اللَّه بْن سعْد.
أبو مُحَمَّد المقدسيّ.
قُتِلَ بقرية الهامة فِي شوّال.
وهو والد الزّين أَحْمَد، والجمال عَبْد اللَّه.
594- عَبْد الملك بْن مظفّر بْن عَبْد اللَّه [2] .
أبو غالب الحربيّ، شيخ صالح.
سمع: أَحْمَد بْن أبي غالب الزّاهد، وسعيد بن البنّاء، وجماعة.
روى عَنْهُ: الحافظ الضّياء، والشَّرَف عَبْد اللَّه بْن أَبِي
عُمَر، وابن عمّه المجد عيسى، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (عبد القادر بن خلف) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 47،
48 رقم 843، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 178، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 81 رقم 901.
[2] انظر عن (عبد الملك بن مظفّر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 41
رقم 827، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 139، وذيل تاريخ
بغداد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 23، والمختصر المحتاج إليه 3/
33، 34 رقم 798.
(42/461)
وأجاز للفخر عليّ، والكمال عَبْد الرحيم
بْن عَبْد الملك.
وتُوُفّي فِي شوّال.
595- عَبْد الملك بْن مواهب بْن مُسلّم بْن الرَّبِيع [1] .
أبو مُحَمَّد، وأبو القاسم السُّلَميّ، الْبَغْدَادِيّ،
النَّصْريّ، الورّاق، الشّيخ الصّالح الّذي كان يذكر أنّه رَأَى
الخَضِر.
روى عن: القاضي أَبِي بَكْر الأنصاريّ.
قال الدُّبيثيّ: كان صالحا، حَسَن الطّريقة. تُوُفّي فِي تاسع ربيع
الآخر.
روى عَنْهُ: هُوَ، وابن خليل، والنّجيب بْن الصَّيْقل.
وقرأت بخطّ شيخنا ابن الظّاهريّ قال: كان صالحا مستجابَ الدّعوة،
يأكل من كسب يده، وكان يزعم أنّه يرى الخضر عليه السّلام.
قلت: أجاز للفخر عليّ، ولجماعة رحمه اللَّه.
596- عَبْد الملك بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن
[2] .
أبو عليّ المؤذّن، الدّار قزّي، المعروف بابن القُشُوريّ.
ذكر أنّه سمع من: أَبِي القاسم بْن الحُصَيْن، وقاضي المَرِسْتان.
وحدَّث عن: أَبِي غالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أسد
العُكْبَرِيّ، شيخ روى عن أَبِي الفتح بْن عِمْرَانَ.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ وقال: تُوُفّي في صفر، وابن النّجار وقال:
صدوق.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن مواهب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 21
رقم 783، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 139، وذيل تاريخ
بغداد لابن البخاري (الظاهرية) ورقة 23، والجامع المختصر 9/ 128،
وسير أعلام النبلاء 21/ 415 دون ترجمة، والمختصر المحتاج إليه 3/
33 رقم 797، وتوضيح المشتبه 1/ 550 و 3/ 247، وتاج العروس (خضر) 3/
183.
[2] انظر عن (عبد الملك بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
11 رقم 771، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 139، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 33 رقم 796، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام، لابن
النجار (الظاهرية) ورقة 19.
(42/462)
597- عَبْد المنعم بْن الفقيه أَبِي نصر
هبة الكريم بْن خَلَف بْن الْمُبَارَك بْن البَطِر [1] .
أبو الفضل الْبَغْدَادِيّ، البيّع، المعروف بابن الحنبليّ.
حدَّث عن: أَبِي الفضل الأَرْمَوِيّ.
وكان أَبُوهُ يروي عن قرابته أَبِي الخطّاب نصر بْن البَطِر.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
598- عَبْد المنعم بْن يَحْيَى بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه [2]
.
الأَزَجيّ، البيّع.
حدَّث عن: ابن ناصر، وأبي الوقت.
ومات أيضا فِي ذي القعدة رحمه اللَّه تعالى.
599- عَبْد الواحد بْن سعْد بْن يحيى [3] .
أبو الفتح الْبَغْدَادِيّ، الصّفّار.
من أَهْل نهر القلّايين.
سمع: أَبَا بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وهبة اللَّه بْن الطّبر،
وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الجبّار بْن أَحْمَد بْن
تَوْبة الأَسَديّ، وعبد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القزّاز، وجماعة.
وكان شيخا صالحا. عاش اثنتين وثمانين سنة.
__________
[1] انظر عن (عبد المنعم بن هبة الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة
2/ 46 رقم 840، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 186،
والتاريخ المجدّد لمدينة السلام لابن النجار، ورقة 31، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 902 رقم 924.
[2] انظر عن (عبد المنعم بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
44، 45 رقم 836، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 186،
والتاريخ المجدّد لمدينة السلام لابن النجار (الظاهرية) ورقة 31.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن سعد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 6
رقم 760، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 172، 173، وذيل
تاريخ بغداد لابن النجار، ورقة 42، والمختصر المحتاج إليه 3/ 75
رقم 183.
(42/463)
ومات فِي رابع المحرَّم.
ذكره الحافظ زكيّ الدّين وقال: لنا منه إجازة.
600- عتيق بْن عليّ بْن سعَيد بْن عَبْد الملك بْن رزين [1] .
أبو بَكْر العَبْدريّ، الطّرْطُوشيّ، القاضي المعروف بابن العقّار.
ذكره ابن الأَبّار وقال: أصله من طرطُوشَة، ونشأ بمَيُورْقَة،
واستوطن بَلَنْسِية.
وقرأ على: أَبِي الْحُسَيْن بْن هُذَيْل، وابن النّعمة، وأبي بَكْر
بْن نَمَارة.
وسمع منهم، ومن غيرهم.
وأجاز له أبو طاهر السِّلَفيّ، وجماعة.
وقعد للتّعليم بالقرآن، وكان من أَهْل التّجويد والتّحقيق
والتّقدُّم فِي الإقراء، مع الفِقْه والبَصَر بالشُّرُوط.
وُلّي قضاء بَلَنْسِيَة وخَطَابتها وقْتًا. وكانت فِي أحكامه
شدَّة، وَفِي أخلاقه حدَّة.
أَخَذَ النّاس عَنْهُ القراءات والحديث.
وُلِد سنة ثلاثٍ وثلاثين وخمسمائة.
وتُوُفّي فِي ذي الحجَّة [2] .
601- العراقيّ بْن مُحَمَّد بن العراقيّ [3] .
__________
[1] انظر عن (عتيق بن علي) في: صلة الصلة لابن الزبير 57، وتكملة
الصلة لابن الأبّار، رقم 1938، والذيل والتكملة لكتابي الموصول
والصلة 5/ 124، 125 رقم 239.
[2] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان مقرئا مجوّدا، متحقّقا
بالأداء، متقدّما في صناعة الإقراء، قعد لذلك مدة طويلة، وكان
فاضلا ديّنا، فقيها، حافظا، ذاكرا للمسائل، بصيرا بعقد الشروط، حسن
الخط، جيد الضبط، خطب بجامع بلنسية وشوور بها، واستقضي.
[3] انظر عن (العراقي بن محمد) في: التدوين في أخبار قزوين 3/ 308،
ووفيات الأعيان 2/ 421، والعبر 4/ 313، والإعلام بوفيات الأعلام
247، وسير أعلام النبلاء 21/ 353 رقم 183، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 5/ 146، ومرآة الجنان 3/ 498، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/
176- 178 رقم 793، والبداية والنهاية 13/ 40، وطبقات الشافعية
(42/464)
العلّامة ركن الدّين، أبو الفضل القزوينيّ،
الطّاووسيّ، صاحب الطّريقة.
كان إماما كبيرا، مناظِرًا، محْجاجًا، قيّما بعِلم الخلاف، مفحِمًا
للخصوم. أَخَذَ ذلك عن الشّيخ رضيّ الدّين النّيسابوريّ الحنفيّ
صاحب الطّريقة، فَبَرع فِي الفنّ، وصنَّف ثلاث تعاليق. وازدحم عليه
الطّلبة بَهَمَذان، ورحلوا إليه من النّواحي، واشتهر اسمه.
ومن أصحابه نجم الدّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف المقدسيّ،
اشتغل عليه حتّى صار مُعِيده.
تُوُفّي رُكْن الدّين فِي رابع عشر جُمادى الآخرة بهَمَذَان [1] .
602- عزيزة بِنْت عليّ بْن أَبِي مُحَمَّد يحيى بْن عليّ بْن
الطّرّاح المُدِير [2] .
أخت ستّ الكَتَبَة.
حَدّثت عن: جدّها.
روى عَنْهَا: الحافظ الضّياء، والنّجيب الحرّانيّ، وغيرهما.
__________
[ () ] لابن قاضي شهبة 2/ 365، 366 رقم 332، وديوان الإسلام 3/
230، 231 رقم 1362، وشذرات الذهب 4/ 346، وهدية العارفين 1/ 662،
ومعجم المؤلفين 6/ 275.
واسمه: «عزيز بن محمد» .
[1] وقال الرافعي القزويني: تفقّه بقزوين، ثم بهمذان، ثم بخراسان،
وما وراء النهر، وبرع في علم النظر واشتهر به، وله طريقة فيه جيدة،
وأقبلت عليه الطلبة، وتخرّج به جماعة، وسكن بعد رجوعه من ما وراء
النهر همدان يدرّس بها، وبها كانت وفاته. وكان سهل الأخلاق، ليّن
الجانب، سليم الصدر، وسمع صحيح مسلم من أبي القاسم عبد الله بن
حيدر سنة إحدى وستين وخمسمائة، والخائفين من الذنوب لابن أبي زكريا
من أبي سليمان الزبيدي، سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
سمع والدي الأربعين المشتمل كل حديث منه على ذكر الأربعين من جمعه
سنة سبع وخمسين وخمسمائة. (التدوين) .
[2] انظر عن (عزيزة بنت علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 34 رقم
816، والمشتبه 2/ 457 و 581، وتوضيح المشتبه 8/ 99، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 267، 268 رقم 1421.
(42/465)
وأجازت للفخر عليّ، وللشّيخ شمس الدين،
ولإسماعيل العسقلانيّ.
وماتت فِي نصف شعبان.
603- عليّ بْن الأجلّ أَبِي طاهر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد
اللَّه بْن أيّوب [1] .
أبو الْحَسَن الكَرْخيّ، الكاتب.
وُلِد سنة ثلاثٍ وعشرين، وسمع: أَبَا بَكْر الأنصاريّ، وأبا
مَنْصُور ابن زُرَيْق القزّاز.
روى عنه: الدبيثي، والضياء، والنجيب عبد اللطيف.
وتُوُفّي فِي سَلْخِ ربيع الأوّل.
604- عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن بْن طاهر [2] .
أبو حَفْص بْن الحصْنيّ، الحَمَويّ، ثُمَّ الدَّمشقيّ.
سمع من: عليّ بْن الْحُسَيْن بْن اشليها، ونصر اللَّه بْن مُحَمَّد
المصّيصيّ، وأبي يَعْلَى حَمْزَة بْن الحُبُوبيّ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، والشّهاب القُوصيّ.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير.
605- عُمَر بْن عليّ بْن مُحَمَّد [3] .
أبو حَفْص الحربيّ، الإسكاف.
سَمِع: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
روى عنه: يوسف بن خليل.
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 19 رقم
779، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 214، وذيل تاريخ بغداد
لابن النجار (الظاهرية) ورقة 156، والمختصر المحتاج إليه 3/ 116
رقم 978.
[2] انظر عن (عمر بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 35 رقم
818.
[3] انظر عن (عمر بن علي بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 20
رقم 782، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام (باريس) ورقة 114، 115.
(42/466)
وأجاز لابن أَبِي الخير.
606- عُمَر بْن عليّ بْن المظفَّر [1] .
أبو حَفْص الأشْتَريّ، الصُّوفيّ، نفيس الدّين، الخادم بخانقاه
سَعِيد السُّعداء بالقاهرة.
سمع: سَعِيد بْن سهل الفَلَكيّ، وأبا طاهر السِّلَفيّ.
وحدَّث.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
607- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه [2] .
الأَزَجيّ، القطّان، المعروف بحُريرة. شيخ مُسْنِد مشهور.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم بْن الحُصَيْن، وأبي غالب محمد بن الحسن
الماورديّ، وأبي بكر الأنصاريّ.
روى عنه: الدّبيثيّ، والضّياء، والنجيب عبد اللطيف.
وأجاز لابن أبي الخير، وللفخر بن البخاريّ.
وتوفّي في السابع والعشرين من جمادى الآخرة.
608- عمر بن الإمام أبي المحاسن يوسف بن عبد الله بن بندار [3] .
الفقيه أبو حفص الدّمشقيّ.
تفقّه على والده ببغداد.
__________
[1] انظر عن (عمر بن عليّ بن المظفّر) في: التكملة لوفيات النقلة
2/ 16، 17 رقم 775.
[2] انظر عن (عمر بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 27 رقم
798، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 201، وذيل تاريخ بغداد
لابن النجار (باريس) ورقة 130، والمختصر المحتاج إليه 3/ 106، رقم
952، والعبر 4/ 314، والمعين في طبقات المحدّثين 184 رقم 1956
وفيه: «عمر بن محمد بن الحسان» ، والألقاب للسخاوي، ورقة 20، وتاج
العروس 3/ 97.
[3] انظر عن (عمر بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 10 رقم
769، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 125.
(42/467)
وسمع من: أبي الوقت، وأبي زرعة المقدسيّ.
وقدم مصر وحدَّث بها وناظر.
وهو أخو قاضي القاهرة زين الدّين عليّ.
تُوُفّي فِي ثامن عشر صَفَر.
609- عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عُقاب [1] .
أبو الأصْبَغ الغافقيّ، القُرطُبيّ، الْمُقْرِئ.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِيهِ، وأبي القاسم بْن رضا، وغيرهما.
وسمع من: أَبِي الْوَلِيد بْن الدّبّاغ، وجماعة.
وحدّث وأقرأ القرآن.
وتوفّي في المحرّم عن أربعٍ وسبعين سنة رحمه اللَّه.
- حرف الغين-
610- غالب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن خَلَف [2] .
أبو بَكْر الشّرّاط، الْأَنْصَارِيّ، الأندلسيّ، الْمُقْرِئ.
أَخَذَ القراءات عن: أَبِيهِ. وعن: أَبِي بَكْر بْن خير.
وسمع الكثير من ابن بَشْكُوال.
وسمع من: أَبِي العبّاس بْن مضاء، وأبي الْحَسَن عَبْد الرَّحْمَن
بْن بَقِيّ، وجماعة.
قال الأبّار: أقرأ، ودرّس، وحدَّث، وعلّم العربيَّة، وكان من أهل
العلم والعمل، محبّبا إلى الخاصّة والعامّة، بصيرا بالقراءات،
والعربيّة، واللّغة.
توفّي في ربيع الآخر كهلا.
__________
[1] انظر عن (عيسى بن محمد) في: غاية النهاية 1/ 614 رقم 2501.
[2] انظر عن (غالب بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
(42/468)
- حرف الفاء-
611- فتح بْن مُحَمَّد بْن فتح.
أبو نصر بن الفصّال القرطبيّ.
أحد من أكثر عن: أَبِي القاسم بْن بَشْكُوال، وأبي بَكْر بْن خير.
612- فاطمة بِنْت أَبِي الْحَسَن سعد الخير بْن مُحَمَّد بْن سهْل
الأنصاريّ البَلَنْسِيّ [1] .
أخت عَبْد الكريم.
وُلِدت بأصبهان فِي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وسمعت حضورا، ولها سنتان وشيءٌ، من فاطمة بِنْت عَبْد اللَّه
الْجُوزدانيَّة. وقدِم بها أبوها بغداد فِي سنة خمسٍ وعشرين
فسمّعها حضورا من: أَبِي القاسم بْن الحُصَيْن، وزاهر بْن طاهر،
وأحمد بن الحسين بن البنّاء، وأسمعها من: نفسه، ومن: هبة اللَّه
بْن أَحْمَد بْن الطّبر، ويحيى بْن حُبَيْش الفارقيّ، ويحيى بن
البنّاء، وأبي المكارم أَحْمَد بْن عَبْد الباقي، وأبي مَنْصُور
بْن زُرَيْق القزّاز، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، والقاضي
أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن القاسم الشَّهْرَزُورِيّ، وطائفة كبيرة.
وأجاز لها خلْق. وحدَّثت بدمشق، والقاهرة.
تزوّج بها ابن نجا الواعظ، وأقدمها معه إِلَى دمشق، ثُمَّ سكن بها
بمصر، فأكثر عنها المصريّون وعني بها والدُها أتمّ عناية.
روى عَنْهَا: أبو مُوسَى بْن الحافظ عَبْد الغنيّ، والمحدّث عَبْد
الرحمن بن
__________
[1] انظر عن (فاطمة بنت سعد الخير) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
14، 15 رقم 773، وتكملة إكمال الإكمال 338، والمختصر المحتاج إليه
3/ 269 رقم 1426، والعبر 4/ 314، والإعلام بوفيات الأعلام 247،
وسير أعلام النبلاء 21/ 412، 413 رقم 209، والمعين في طبقات
المحدّثين 184 رقم 1963، والإشارة إلى وفيات الأعيان 313، 314،
وتذكرة الحفاظ 4/ 1369 دون ترجمة، والعسجد المسبوك 2/ 290، والنجوم
الزاهرة 6/ 186، وشذرات الذهب 4/ 347.
(42/469)
مقرّب التّجيبيّ، والفقيه أَبُو عَبْد
اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الوزّان، وأبو عَبْد اللَّه
مُحَمَّد ابن الْمُقْرِئ الشّاطبيّ، والضّياء، وخطيب مردا، وعبد
اللَّه بْن علّاق، وخلْق كثير.
وبالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير، والحافظ زكيّ الدّين عَبْد
العظيم [1] وقال: توفّيت فِي ثامن ربيع الأوّل.
613- فضل اللَّه بْن الحافظ أَبِي سَعِيد مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2]
.
الْإِمَام أبو المكارم النُّوقانيّ، الفقيه، الشّافعيّ.
ونُوقان هِيَ مدينة طوس.
مولده في سنة أربع عشرة وخمسمائة. وبادر أَبُوهُ فأخذ له الإجازة
من مُحيي السُّنَّة أَبِي مُحَمَّد البَغَويّ.
وسمع من عَبْد الجبّار بْن مُحَمَّد الحواري «أربعين البَيْهقي
الصُّغْري» .
وسمع من أَبِيهِ «مُسْنَد الشّافعيّ» .
وكان بارعا فِي مذهبه. تفقّه مدَّة بمحمد بْن يحيى. وكان مُفْتيًا،
مَهِيبًا، مدرّسا.
سمع منه: أبو رشيد الغزال، وغيره.
وأجاز للشّيخ شمس الدّين بْن أَبِي عُمَر، وللفخر عليّ بْن
البخاريّ.
مرِض بنيسابور، فحُمِل إِلَى نُوقان فمات بها فِي سنة ستّمائة.
ورّخه أبو العلاء الفَرَضيّ.
وقيل: ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. فنحنُ نروي تصانيف مُحيي
السُّنَّة «شرح السُّنَّة» ، و «معالم التّنزيل» ، و «المصابيح» ،
و «التّهذيب» ،
__________
[1] في التكملة 2/ 14.
[2] انظر عن (فضل الله بن أبي سعيد) في: سير أعلام النبلاء 21/
413، 414 رقم 210، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 146 (8/ 348،
349) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 500، وطبقات الشافعية لابن
كثير، ورقة 149 أ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 366، 367 رقم
333.
(42/470)
والأربعين حديثا بالإجازة العالية، من ابن
أَبِي عُمَر، والفخر عليّ، بإجازتهما منه، بإجازته من المؤلّف.
- حرف القاف-
614- القاسم بْن الحافظ الكبير أبي القاسم علي بْن الْحَسَن بْن
هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحُسَيْن [1] .
الحافظ، المفيد، المُسْنِد، الورع، بهاء الدّين أبو مُحَمَّد
الدَّمشقيّ، المعروف بابن عساكر. مولده فِي نصف جمادى الأولى سنة
سبع وعشرين وخمسمائة.
وسمع: أَبَاهُ، وعمّه الصّائن هبة اللَّه، وجدّ أبويه القاضي أَبَا
المفضل يحيى بْن عليّ الْقُرَشِيّ، وابنه القاضي أَبَا المعالي
مُحَمَّد بْن يحيى، وجمال الْإِسْلَام أَبَا الْحَسَن عليّ بْن
المسلَّم، وأبا طَالِب عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن الصُّوري، ويحيى
بْن بطريق الطَّرَسُوسيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد الهاشميّ، الّذي روى
عن السُّمَيْساطيّ، وأبا الفتح نصر اللَّه بْن مُحَمَّد المصّيصيّ،
وهبة الله بن طاوس،
__________
[1] انظر عن (القاسم بن عساكر) في: من حديث خيثمة الأطرابلسي،
(بتحقيقنا) 173، 174، والتقييد لابن نقطة 432 رقم 579، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 8، 9 رقم 767، والتاريخ المظفّري لابن أبي الدم،
ورقة 230، ووفيات الأعيان 3/ 311 (في ترجمة أبيه) ، وذيل الروضتين
47، والجامع المختصر 9/ 128، والعبر 4/ 314، ودول الإسلام 2/ 80،
وتذكرة الحفاظ 4/ 1368، والإعلام بوفيات الأعلام 247، وسير أعلام
النبلاء 21/ 405- 411 رقم 207، والمعين في طبقات الحفاظ 184 رقم
1966، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 5/ 148 (8/ 352، 353) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 218،
219، رقم 840، والبداية والنهاية 13/ 38، وطبقات الشافعية لابن
كثير، ورقة 149 أ، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 163، وذيل
التقييد 2/ 268 رقم 1598، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 367،
368 رقم 335، والنجوم الزاهرة 6/ 186، وطبقات الحفاظ 486، وديوان
الإسلام 3/ 136، 137 رقم 1512، وكشف الظنون 294، وشذرات الذهب 4/
347، وإيضاح المكنون 1/ 358، وهدية العارفين 1/ 828، والرسالة
المستطرفة 48، والأعلام 6/ 12، ومعجم المؤلفين 8/ 106، ومعجم طبقات
الحفاظ والمفسرين 142 رقم 1075، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي- القسم الثاني- ج 3/ 150، 151 رقم 850.
(42/471)
وأبا الدُّرّ ياقوت بْن عَبْد اللَّه
الروميّ، والخضِر بْن الْحُسَيْن بْن عَبْدان، وعبد الرَّحْمَن بْن
عَبْد اللَّه بْن أَبِي الحديد، ونصر بن أحمد بن مقاتل، وأبا
القاسم بن البُنّ، وأبا الْحَسَن المُرَاديّ، وأبا سعْد بْن
السَّمْعانيّ، وخلْقًا كثيرا.
وأجاز له عامَّة مشايخ خُراسان الّذين لقِيهم أَبُوهُ فِي سنة
ثلاثين. منهم:
أبو عَبْد اللَّه الفُرَاويّ، وزاهر الشّحّاميّ، والحسين بْن عَبْد
الملك الخلّال، وهبة اللَّه السّيّديّ.
وأجاز له القاضي أبو بَكْر الأنصاريّ، وجماعة من بغداد.
وكان إماما، محدّثا، ثقة، حَسَن المعرفة، كريم النّفس، مكرِمًا
للغرباء، ذا أُنْسَة بما يُقرأ عليه، وخطّه وحش، لكنّه كتب الكثير،
وصنّف، وخرّج، وعُني بالكتابة والمطالعة، فبالغ إِلَى الغاية. وكان
ظريفا، كثير المزاح.
قال العزّ النّسابة: كان أحبّ ما إليه المزاح.
وقال ابن نُقْطَة [1] : هُوَ ثقة إلّا أنّ خطّه لا يشبِه خطّ أَهْل
الضَّبْط.
وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن المقرّب الإسكندريّ: حدَّثني المحدّث
نَدى الحنفيّ قال: قرأتُ على أَبِي مُحَمَّد بْن عساكر، ثنا ابن
لهيعَة فقال: لُهَيْعَة بالضّمّ فراجعته فلم يرجع.
وقال الحافظ عَبْد العظيم [2] : قلت للحافظ أَبِي الْحَسَن
المقدسيّ: أقول ثنا القاسم بْن عليّ الحافِظِ بالكسر نسبة إِلَى
والده؟ فقال: بالضّمّ، فإنّي اجتمعت به بالمدينة فأملى عليَّ
أحاديثَ من حِفْظِه، ثمّ سيّر إليّ الأصول فقابلتها فوجدتها كما
أملاها. وَفِي بعض هَذَا يطلق عليه الحفظ [3] .
__________
[1] في التقييد 432.
[2] قول عبد العظيم ليس في التكملة.
[3] قال عبد العظيم المنذري: ولنا منه إجازة، وحدّث بمكة،
والمدينة، والبيت المقدّس، ودمشق، مصر، وغيرها، وكان أحد الفضلاء
المذكورين والحفّاظ المشهورين. ولقيه شيخنا الحافظ أبو الحسن
المقدسي بالحجاز، وكان يذكره بالحفظ، وكان القاسم أيضا يثني علي
شيخنا. (التكملة 2/ 9) .
(42/472)
قلت: وليس هَذَا هُوَ الحفظ العُرْفيّ. وقد
صنَّف كتاب «المستقصى فِي فضل المسجد الأقصى» ، وكتاب «الجهاد» .
وأملى مجالس. وكان يتعصّب لمذهب الأشعريّ، ويبالغ من غير أن
يحقّقه.
وقد ولي مشيخة دار الحديث النُّوريَّة بعد والده إِلَى أن مات. ولم
يتناول من معلومه شيئا. بل جعله مُرْصدًا لمن يرد عليه من
الطَّلَبَة.
وقيل إنّه لم يشرب من مائها، ولا توضّأ منه.
وقد سمع منه خلْق. وحدَّث بمصر، والشّام.
روى عَنْهُ: أَبُو المواهب بْن صَصْرَى، وأبو جَعْفَر القُرْطُبي،
وأبو الْحَسَن بْن المفضّل، وأبو مُحَمَّد عَبْد القادر الرهاويّ،
ويوسف بْن خليل، والتّقيّ اليَلْدانيّ، والكمال مُحَمَّد بْن
القاضي صدر الدّين عَبْد الملك بْن درباس، والمفتي عز الدين عَبْد
الْعَزِيز بْن عَبْد السلام، والتّاج عَبْد الوهّاب ابن زين
الأُمَناء، وعبد الغنيّ بْن بنين القبّانيّ، والخطيب عماد الدّين
عَبْد الكريم بْن الحَرَسْتانيّ، والمحدّث زين الدّين خَالِد،
والنّجيب فِراس العَسْقلانيّ، والمجد مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن
عساكر، والتّقيّ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي اليُسْر، والكمال عَبْد
الْعَزِيز بْن عبدٍ، وأبو بكرٍ مُحَمَّد بْن عليّ النّشبيّ.
وأجاز لابن أَبِي الخير الحدّاد، ولأبي الغنائم المسلَّم بْن
علّان.
وتُوُفّي فِي تاسع صَفَر.
- حرف الكاف-
615- كامل بْن عَبْد الجليل بْن أَبِي تمّام [1] .
الرئيس الشّريف أبو الفضائل الهاشميّ، البغداديّ، الحريميّ،
المعروف بابن الشّنكاتيّ [2] .
__________
[1] انظر عن (كامل بن عبد الجليل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 29
رقم 803، والمختصر المحتاج إليه 3/ 162 رقم 1110، والمشتبه 2/ 403،
وتوضيح المشتبه 5/ 370.
[2] الشنكاتي: بكسر الشين المعجمة، وسكون النون وفتح الكاف، وبعدها
ألف، ثم تاء مثنّاة
(42/473)
سَمِعَ: أَبَا مَنْصُور عَبْد الرَّحْمَن
بْن مُحَمَّد القزّاز.
روى عَنْهُ: الدُّبيثيّ، والنّجيب عَبْد اللّطيف.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
- حرف اللام-
616- اللَّيثُ بْن عليّ بْن مُحَمَّد [1] .
أبو الفتح بْن البورانيّ، البغداديّ.
شيخ معمّر، ولد بعد الخمسمائة بيسير، ولو سمع على مقتضى سِنِّه
لَسَمِع مِن أَبِي القاسم بْن بيان، وطبقته. ولكنّه سمع فِي كِبَره
من: القاضي أَبِي بَكْر.
ومن: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أسد.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ، وغيره.
وروى عَنْهُ بالإجازة أبو الْحَسَن بْن الْبُخَارِيّ.
وتُوُفّي فِي ثاني ربيع الأوّل.
- حرف الميم-
617- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن
بْن إِسْمَاعِيل بْن مَنْصُور.
الجمال أبو بَكْر المقدسيّ، وهو مشهور بكنيته.
قال الضّياء: وُلِد سنة ثلاثٍ وستّين، وتُوُفّي بنابلس لأنّه مضى
ليزور القدس بعد حَجّته. وكان فقيها زاهدا، ورِعًا، كثير الخوف مِن
اللَّه تعالى.
كان يُعرف بالزّاهد.
__________
[ () ] بنقطتين، وياء.
[1] انظر عن (الليث بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 11، 12
رقم 772، والمختصر المحتاج إليه 3/ 165 رقم 1113، وتلخيص مجمع
الآداب 4 ق 4/ 821.
(42/474)
رحل مع أَخِيهِ البهاء عَبْد الرَّحْمَن
إِلَى بغداد، وسمع الكثير بها وبدمشق.
وكان يتنضَّف ويُبالغ فِي الوضوء. ثُمَّ رجع وتزوَّج. ثُمَّ سافر
إِلَى بغداد، وأقام بها مدَّة وحصَّل فنونا وعاد. وكان يؤمّ بمسجد
دار البِطِّيخ بدمشق.
وتزوّج بمريم بِنْت خَلَف بْن راجح، فولدت له أَحْمَد، وعبد
الرَّحْمَن، وصفيَّة.
أخبرنا أبو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد
الْجَبَّار بقراءتي، أَنَا أبو بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم
بحرّان سنة أربعٍ وثمانين، أَنَا ابن شاتيل، أنبا ابن بيان، فذكر
حديثين.
618- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عليّ بْن الهادي بْن القاسم بْن
ناصر الحقّ [1] .
الشّريف النّقيب نقيب السّادة بمصر أبو الفضل المعروف بابي
الدّلالات.
العَلَويّ، الحسينيّ، الطّبريّ.
توفّي في جمادى الأولى.
وحدَّث عن الوزير أَبِي المظفَّر الفَلَكيّ.
619- مُحَمَّد بْن صافي بْن عَبْد اللَّه [2] .
أبو المعالي الْبَغْدَادِيّ، النّقّاش.
وُلَد سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي بَكْر المَزْرَفيّ، ويحيى بْن الحسن بن البنّاء،
وأبي البركات يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارقيّ، وأبي القاسم بن
السّمرقنديّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 25 رقم
794.
[2] انظر عن (محمد بن صافي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 24 رقم
790، وتاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870) ورقة 48، وتكملة إكمال
الإكمال 279، 280، والمختصر المحتاج إليه 1/ 54، وسير أعلام
النبلاء 21/ 415 دون ترجمة، وشذرات الذهب 4/ 347.
(42/475)
وأجاز للشّيخ شمس الدّين، وللشيخ الفخر
المقدسيّين.
وتُوُفّي فِي ربيع الآخر وله اثنتان وثمانون سنة [1] .
620- مُحَمَّد بْن الْإِمَام موفَّق الدّين أَبِي [2] مُحَمَّد بْن
قُدَامة.
أبو الفضل.
وُلِد فِي ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وسبعين.
وتُوُفّي فِي جُمادى الأولى، وقد استكمل ستّا وعشرين سنة.
قال الضّياء: مات بهَمَذَان. وكان شابّا ظريفا، فقيها، تفقّه على
والده، وسافر إِلَى بغداد، واشتغل بالخلاف على الفخر إِسْمَاعِيل
غلام ابن المُنَى وسمع الحديث.
621- مُحَمَّد بْن الشيخ عَبْد القادر بْن أَبِي صالح الجيليّ [3]
.
أبو الفضل.
سمع من: والده، وسعيد بْن البنّاء، وأبي الوقت.
وحدَّث.
وتُوُفّي فِي ذي القعدة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه بْن النجّار وقال: كان من ذوي
الثّروة، وكان طحّانا، فكثُرت أمواله وتنعّم فقابل النّعمة
بالكُفْر، حتّى سمعت من جماعةٍ أنّه كان يأخذ الذَّهَب ويرمي به
نحو السّماء ويقول: كم تُعطيني ذَهَبًا وقد شبعت.
ثُمَّ ما زال فِي انحطاطٍ حتّى افتقر، ولبس بالفقيريّ، ولزمِ
رباطهم.
ثُمَّ سافر إِلَى دمشق ليطلب شيئا، ثُمَّ عاد إِلَى بغداد. ولم تكن
طريقته.
__________
[1] ويقال إنه توفي سنة 608 هـ. انظر: التكملة لوفيات النقلة 2/
224 رقم 1192، وتكملة إكمال الإكمال 280.
[2] في الأصل «أبو» .
[3] انظر عن (محمد بن عبد القادر) في: ذيل تاريخ مدينة السلام
بغداد 2/ 69 رقم 279، والمختصر المحتاج إليه 1/ 77، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 46 رقم 839، وقلائد العقيان للتادفي 44.
(42/476)
مَرْضِيَّة، وكان خاليا من العِلم [1] .
عاش ثمانيا وخمسين سنة.
622- مُحَمَّد بْن عَبْد المُلْك بْن مُحَمَّد.
أَبُو عَبْد اللَّه الأزْديّ، العَتَكيّ، من أَهْل الجزيرة
الخضراء.
عُمّر وعاش ستّا وثمانين سنة.
وسمع من: أَبِي العبّاس بْن زرقون فَقط.
وولي قضاء بلده.
حدَّث عَنْهُ: أبو مُحَمَّد بْن حَوْط اللَّه، وأبو عَبْد اللَّه
بْن هشام.
623- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد [2] بْن الخازن [3] .
أبو المعالي البزّاز، المعروف بابن قشيلة، بقاف مضمومة، وشين
مُعْجَمة.
سَمِع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي القاضي، وأبا
الوقْت.
وإنّما ظهر سماعُه بعد موته [4] .
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
624- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن عليّ [5] .
__________
[1] وقال ابن الدبيثي: وحدّث بشيء بسير ولقيته وما كتبت عنه شيئا.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن محمد) في: ذيل تاريخ مدينة السلام
بغداد لابن الدبيثي 2/ 141، 142 رقم 375، والمختصر المحتاج إليه 1/
98، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 128، والتكملة لوفيات النقلة
2/ 20 رقم 781.
[3] في التكملة 2/ 20 «الخادم» .
[4] وقال ابن الدبيثي: ذكر لي أنه سمع من القاضي أَبِي بَكْر
مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي بن صهر هبة، وغيره. ولم أظفر بشيء من
مسموعاته في حياته. ووقفت له بعد وفاته على سماع من أبي الوقت
السجزيّ، وما سمع أحد منه شيئا.
سَأَلْتُهُ عن مولده فقال: فِي سنة خمسٍ عشرة وخمس مائة.
[5] انظر عن (محمد بن علي الموصلي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
15، 16 رقم 774، 1122، والوافي بالوفيات 4/ 171 رقم 1708، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 2/ 443، 444 رقم والعقد المذهب، ورقة 164، ومعجم
المؤلفين 11/ 59.
(42/477)
القاضي أبو البركات الْأَنْصَارِيّ،
المَوْصِليّ، الشّافعيّ.
وُلِد سنة ثلاثين وخمسمائة بالموصل.
وسمع من: القاضي أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن القاسم
الشَّهْرَزُورِيّ.
وببغداد من: ابن ناصر، والنّقيب أَحْمَد بْن عليّ العَلويّ، وأبي
الوقت.
وذكر وفاة أَبِي البركات هَذَا الحافظ عَبْد العظيم [1] فقال:
تُوُفّي فِي ثاني ربيع الأوّل بأسْيُوط، ودُفن عند مُصلّى العيد،
وقد ولي القضاء بها زيادة على عشرين سنة.
قال: وذكر أنّه تولّى الحُكم بحماه ثمان سِنين فِي زمان نور
الدّين، وجمع كتابا سمّاه «عيون الأخبار وغُرر الحكايات والأشعار»
[2] . وجمع أربعين حديثا عن أربعين شيخا فِي أربعين مدينة. وجمع
«مُعْجم النّساء» .
وذكر فِي هَذِهِ الكتب أنّه سمع بالموصل من الشَّهْرَزُورِيّ،
ويحيى بْن سعدون، وببغداد من ابن ناصر، وبالبصرة من فلان [3] ،
وبهَمَذَان من أَبِي العلاء، وبحلب من ابن عصرون، وبدمشق من ابن
عساكر، وبمصر من أَبِي الفتح المحموديّ، وبأسيوط، ودِمياط، وقُوص،
وأسوان، ومُدُنًا كثيرة.
سمع منه: خطيب أسْيوط أبو الرضا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، والحسن
بْن عبد الباقي الصّقليّ.
ونبا عَنْهُ أبو الْحَسَن بْن أَبِي الجود الفتحيّ.
ووقع فِي كتابه «عيون الأخبار» مواضع وهْمها ظاهِرٌ جدّا.
625- مُحَمَّد بْن أَبِي نصر مُحَمَّد بن ياسين بن عبد الملك [4] .
__________
[1] في التكملة 2/ 15.
[2] زاد في التكملة: «المستخرجة من سائر الأصقاع والأمصار» .
[3] هكذا في الأصل. وفي تكملة المنذري 2/ 15 «من أبي العباس أحمد
بن عبد الله المعروف بابن الموصلي» .
[4] انظر عن (محمد بن أبي نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 39،
40 رقم 824، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 128، والجامع
المختصر 9/ 134، 135، والمختصر
(42/478)
أبو البركات التّاجر الْبَغْدَادِيّ.
وُلِد سنة أربعٍ وثلاثين، وعرض القرآن على أَبِي الْحَسَن عليّ بن
أحمد اليزديّ.
وسمع: أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، وجماعة.
وحدَّث عَنْهُ: ابن الدُّبيثيّ.
626- مُحَمَّد بْن المهنّا بْن مُحَمَّد [1] .
الأديب أبو عَبْد اللَّه البُنانيّ، الْبَغْدَادِيّ، الشّاعر
المشهور.
ولد في محرّم سنة تسع وخمسمائة، ومدح الخلفاء والوزراء، وطال عمره.
روى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدُّبيثيّ فِي تاريخه من شِعْره
وقال: تُوُفّي فِي رابع شوّال.
وروى عَنْهُ أيضا ابن النّجّار [2] .
تزوَّج بتسعين امْرَأَة.
__________
[ () ] المحتاج إليه 1/ 124، 125.
[1] انظر عن (محمد بن المهنّا) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 40
رقم 825، وتاريخ ابن الدبيثي، ورقة 149، والجامع المختصر 137،
والوافي بالوفيات 5/ 82، 83 رقم 2082، والبداية والنهاية 13/ 40،
وتوضيح المشتبه 1/ 606.
[2] وهو قال: كتبت عنه شيئا من شعره، وكان شيخا فاضلا طيّب
الأخلاق، كيّسا. قال:
أنشدني لنفسه:
أينام عذّالي وأسهر ... والأم في النادي وأزجر
ويروم منّي عاذلي ... ما في شروط الحبّ ينكر
هيهات أن يغتالني ... أو بالملام عليّ ينصر
وأنا المتيّم أشتكي ... ككثيّر وجدا وأكثر
ومسامعي عن عذله ... موقورة والظهر موقر
ومهفهف حلو الشمائل ... أسحم الصّدغين أحور
يشكو إليه نهوضه ... ظلم المؤزّر، للمزيّر
قمر شقائق وجنتيه ... تقول للعذّال مجهر
قسما بلام عذاره ... إنّ المتيّم فيه يعذر
(42/479)
627- مُحَمَّد بْن يحيى بْن صباح [1] .
أخو أَبِي صادق الْحَسَن الْقُرَشِيّ، المخزوميّ.
سمع: عَبْد اللَّه بْن رفاعة. وحدَّث عَنْهُ بدمشق، وبها تُوُفّي
وله اثنتان أو ثلاثٌ وخمسون سنة.
تُوُفّي فِي شوّال.
628- مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن متوكّل [2] .
أبو بَكْر ابن الحذّاء التّميميّ، الإشبيليّ، الشّاهد.
قال الأَبّار: روى فيما أحسب عن أَبِي مُحَمَّد بْن عتّاب.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو عليّ الشّلوبين.
وتوفّي سنة ستّمائة أو إحدى وستّمائة عن نيّفٍ وتسعين سنة.
629- مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد [3] .
أبو بَكْر الْجُذّاميّ، النّيّار، الإشبيليّ، الشّاهد.
سمع من: شريح بن محمد «صحيح البخاري» ، ومن: أَبِي بَكْر بْن طاهر
«الموطّأ» .
وحدَّث.
تُوُفّي فيها تقريبا.
630- مُحَمَّد بْن يوسف بْن مفرّج بْن سعادة [4] .
أبو بَكْر وأبو عَبْد اللَّه الإشبيليّ، المقرئ، نزيل تلمسان.
قال الأَبّار: أَخَذَ القراءات عن: أَبِي الْحَسَن شُرَيْح بْن
مُحَمَّد، وأبي الْعَبَّاس بْن حرب.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن صباح) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
43 رقم 833، والمقفى الكبير 7/ 429 رقم 3516، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 243.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[3] انظر عن (محمد بن يحيى بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[4] انظر عن (محمد بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 569،
ومعرفة القراء الكبار 2/ 580 قم 538، وغاية النهاية 2/ 288.
(42/480)
وسمع منهما، ومن: القاضي أَبِي بَكْر بْن
العربيّ، وأبي بَكْر بْن مُدير.
ولم يسمع من شُرَيْح إلّا «الموطّأ» و «صحيح الْبُخَارِيّ» .
وكان مقرئا فاضلا، ومحدّثا ضابطا. أَخَذَ النّاسُ عَنْهُ، وعُمّر
وأسنّ.
وحكى أبو العبّاس بْن المزيّن أنّه لقِيه بتِلِمسان، وأنّه أجاز له
فِي ربيع الآخر سنة ستّمائة. وفيها تُوُفّي رحمه اللَّه.
631- مُحَمَّد بْن يوسف بْن أَبِي بَكْر [1] .
الشّيخ ضياء الدّين أبو بَكْر الآمليّ، الطَّبريّ، الْمُقْرِئ،
الفقيه، إمام السّلطان صلاح الدّين.
سمع بأصبهان من: مَسْعُود الثَّقفيّ، وأبي الخير الباغبان.
وبَهَمَذَان من:
الحافظ أَبِي العلاء العطّار. وبشِيراز من: عَبْد الْعَزِيز بْن
مُحَمَّد الأدميّ، وغيرهم.
وحدَّث بمصر، ودمشق، والمدينة.
روى عَنْهُ: علاء الدّين عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن
القلانِسيّ، وتقيّ الدّين اليَلْدانيّ، وشمس الدّين ابن خليل،
وشهاب الدّين القُوصيّ، وجماعة.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير، وأبي الغنائم بْن علّان.
وتُوُفّي فِي العشرين من ربيع الآخر.
وكان قد اعتنى بكُتُب القراءات نسْخًا وسَمَاعًا. ويُعرف بخواجا
إمام رحمه اللَّه تعالى.
632- الْمُبَارَك بن إبراهيم بن مختار بن تغلب [2] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف الآمليّ) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
24 رقم 789، وذيل الروضتين 47، 48، والوافي بالوفيات 5/ 251 رقم
2328، وغاية النهاية 2/ 284 رقم 3552، والمقفى الكبير 7/ 494، 495
رقم 3584.
وذكره المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 21/ 415 دون أن
يترجم له.
[2] انظر عن (المبارك بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
41، 42 رقم 828، وإكمال
(42/481)
الشّيخ الصّالح أبو مُحَمَّد الأَزَجيّ،
الطّحّان المعروف بابن السِّيبيّ.
سَمِع: أَبَا القاسم بْن الحُصَيْن، وأبا البركات بْن حُبَيْش
الفارقيّ.
وتغلب: بغَيْن معجمة.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والدّبيثيّ، والضّياء محمد، والتّقيّ،
اليلدانيّ، وابن عبد الدّائم، وعبد اللّطيف الحرّانيّ، وآخرون.
وكان خيّرا حافظا للقرآن.
تُوُفّي فِي شوّال وله ثلاثٌ وثمانون سنة.
وابنه عُبَيْد اللَّه يروي عن ابن البطّيّ.
633- الْمُبَارَك بْن طاهر بْن الْمُبَارَك [1] .
أبو المظفَّر الخُزَاعيّ، الْبَغْدَادِيّ، الصُّوفيّ. شيخ صالح
عارف.
نزل إربل وحدَّث بها، وبالمَوْصل عن: نُوشْتِكِين الرضْوانيّ، وابن
ناصر.
وتُوُفّي فِي جُمادى الآخرة.
سمع منه: المطهَّر بْن سديد.
وأقام بإربل دهرا.
634- مريم بنت أَبِي الفائز مظفَّر بْن دَاوُد الأَزَجيّ [2] .
سمعَتْ أَبَا الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر الأُرْمَوِيّ.
وتُوُفّيت في ربيع الأوّل.
__________
[ () ] الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 65، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 168 رقم 1122، والعبر 4/ 315، وشذرات الذهب 4/ 348.
[1] انظر عن (المبارك بن طاهر) في: تاريخ إربل لابن المستوفي 1/
41- 47 رقم 3، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 29 رقم 803، وبغية الوعاة
1/ 182، والمختصر المحتاج إليه 3/ 170 رقم 1130.
[2] انظر عن (مريم بنت أبي الفائز) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
19، 20 رقم 780 وفيه:
«مريم بنت فائز» ، وإكمال الإكمال (الظاهرية) ورقة 47، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 272 رقم 1435، وتوضيح المشتبه 1/ 323.
(42/482)
يُقَالُ لأبيها البازبازيّ [1] ، بزايَيْن
بينهما ياء آخر الحروف.
- حرف النون-
635- نصر بْن عليّ بْن مَنْصُور [2] .
أبو الفُتُوح الحليّ، النَّحْوي، المعروف بابن الخازن، تلميذ أَبِي
مُحَمَّد الْحَسَن بْن عليّ بْن عُبَيْدة فِي العربيَّة.
وقد سمع من ابن كُلَيب، وطبقته.
وكان أديبا فاضلا، كثير الكتب.
توفّي بالحلَّة المَزْيَدِيَّة، ودُفن بكربلاء بالمشهد فِي جُمادى
الأولى.
636- نصر بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن جَهير [3] .
الرئيس الأَجَلّ أبو الفَرَج.
ولي الوزارة من بيته غير واحد، وحدَّث عن: سعيد بن البنّاء، ومحمد
بْن عُبَيد اللَّه الرُّطَبيّ.
- حرف الهاء-
637- هبة اللَّه بْن أَبِي المعمّر الْحُسَيْن بْن الْحَسَن [4]
بْن عليّ بْن البَلّ [5] .
أبو المعالي بْن أَبِي الأسود الْبَغْدَادِيّ، البيّع.
شيخ صالح معمّر من أبناء التّسعين.
__________
[1] البازبازي: بالباء الموحّدة المكرّرة، والزاي المكسورة
المكرّرة، ويشبه أن يكون نسبة إلى البازي وتعهّده وحفظه.
[2] انظر عن (نصر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 26 رقم
796، وإنباه الرواة 3/ 346، والجامع المختصر 9/ 128، وتلخيص ابن
مكتوم، ورقة 263، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة
257، 258.
[3] انظر عن (نصر بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 33
رقم 812.
[4] انظر عن (هبة الله بن أبي المعمر) في: التكملة لوفيات النقلة
2/ 32 رقم 809، وإكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 41،
وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 530، والمشتبه 1/ 300، وتوضيح المشتبه
2/ 55 و 4/ 103.
[5] البلّ: بفتح الباء الموحّدة وتشديد اللام.
(42/483)
روى عَنْهُ: أَبِي بَكْر الأنصاريّ، وأبي
الفتح عَبْد اللَّه بْن البَيْضاويّ، وجماعة.
وعنه: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء، والنّجيب عَبْد اللّطيف.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
وتُوُفّي فِي رجب.
638- هبة اللَّه بْن يحيى بْن علي بْن أَبِي المكارم حَيْدرة [1] .
القاضي الأجلّ، صنيعة [2] المُلْك أبو مُحَمَّد القَيْسرانيّ
الأصل، المصريّ، المعدّل ويُعرف بابن ميسّر.
ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وروى «السّيرة» عن عَبْد اللَّه بْن
رفاعة السَّعْديّ.
وروى عن: أَبِي العبّاس بْن الحُطَيْئَة.
روى عَنْهُ: أبو الْحَسَن السَّخَاويّ، والضّياء مُحَمَّد، وخطيب
مردا، وجماعة.
ذكر الحافظ المنذريّ [3] وفاته فِي سابع عشر ذي الحجَّة وأثنى عليه
فقال: كان عالي الهمَّة، نزها، صالحا، كثير البِرّ والمعروف.
وجدّه عليّ هو الّذي قدم مصر من قَيْساريَّة.
وعُرِف بابن مُيَسَّر لأنّ قاضي القضاة ابن ميسّر ربّى والده أبا
الحسين للمصاهرة الّتي بينهما.
639- هُذَيْل بْن مُحَمَّد بْن هذيل.
الأنصاريّ، أبو المجد الإشبيليّ.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 48،
49 رقم 846، والعقد المذهب، ورقة 232، وسير أعلام النبلاء 21/ 415
دون ترجمة.
[2] في: سير أعلام النبلاء: «صنعة» .
[3] في التكملة 2/ 48، 49.
(42/484)
أَخَذَ القراءات عن أَبِي الأَصْبَغ
السّمانيّ، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن مُعَاذ، وجماعة.
وتصدّر للإقراء ولتعليم العربيَّة.
أَخَذَ عَنْهُ ابن الطَّيْلَسان.
وكان حيّا فِي هَذِهِ السّنة.
- حرف الواو-
640- واثق بْن الْمُبَارَك بْن أحمد [1] .
أبو مَنْصُور بْن قيداس الحريميّ.
سمع من أحمد بْن عليّ بن الأشقر.
وحدّث.
ومات في شوّال.
641- لا حق بْن أَبِي الفضل بْن عليّ [2] .
الشّيخ أبو طاهر الحريميّ، الخبّاز، الصُّوفيّ، برباط الخليفة،
المعروف بابن قَنْدَرَة [3] .
روى «المُسْنَد» كلّه عن ابن الحُصَيْن. وكان صحيح السّماع،
مُسِنًّا، معمّرا.
وُلِد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
وعنه: الدُّبيثيّ، وابن خليل، والضّياء واليَلْدانيّ، وجماعة.
وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير، والفخر عليّ.
توفّي ثامن المحرّم.
__________
[1] انظر عن (واثق بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 42
رقم 829.
[2] انظر عن (لاحق بن أبي الفضل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 6،
7 رقم 762، والجامع المختصر 9/ 126، والعبر 4/ 315، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 330 رقم 1307، وشذرات الذهب 4/ 348.
[3] تصحّف في (شذرات الذهب) إلى: «حيدرة» .
(42/485)
- حرف الياء-
642- يحيى بْن سَعِيد بْن مَسْعُود [1] .
أبو زكريّا الأندلسيّ، الْمُقْرِئ، النَّحْوي، نزيل تلمِسان،
ويُعرف بالقِلّنيّ. وقِلّنة من بلاد الثّغر الشّرقيّ من الأندلس.
قال الأَبّار: كان مقرئا، نحْويًّا، لُغَويًا، حافظا، شاعرا. تصدّر
للإقراء، وله شِعر كثير مُعظَمه فِي الزُّهد والوعظ.
روى عَنْهُ: التّجيبيّ، وأبو الْعَبَّاس ابن المزيّن وقال: أجاز لي
في جمادى الأولى عام ستّمائة.
قلت: ولم يؤرّخ الأَبّار له وفاة.
643- يحيى بْن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي [2] .
أبو زكريا أصغر الإخوة.
وُلِد سنة خمسين.
وحدَّث عن ابن البطّيّ.
وتُوُفّي ببغداد كهلا.
644- يحيى بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن طوق [3] .
أبو الفتح الموصليّ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ، الملقّب بالسّديد.
حدث عن: أبي الوقت.
وتوفي في رمضان.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن سعيد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، وبغية
الوعاة 2/ 334 رقم 2118.
[2] انظر عن (يحيى بن عبد القادر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 34
رقم 815، وقلائد الجواهر للتادفي 44.
[3] انظر عن (يحيى بن محمد السديد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
38 رقم 819.
(42/486)
645- يحيى بْن مُحَمَّد بْن عليّ [1] .
أبو الْحُسَيْن ابن الصّائغ الْأَنْصَارِيّ، السّبتيّ، المغربيّ.
قال الأبّار: سمع من أَبِي مروان بْن قزمان، وأخذ عَنْهُ كتاب
«التّقصّي» لابن عَبْد البَرّ.
وسَمِعَ من: أَبِي عَبْد اللَّه بن زَرْقون، وأبي القاسم بْن
بَشْكُوال، وجماعة.
وكان نسيج وحده فِي الورع، والزُّهْد، والنّسك، والتّقلُّل من
الدّنيا، والإيثار.
وله أخبار بديعة فِي ذلك.
روى عَنْهُ: التّجيبيّ وهو أكبر منه، وأبو عَبْد اللَّه بْن هشام،
وأبو الْحَسَن الشّاري. وأثنى عليه أبو الْحَسَن وقال: لم أرَ أزهد
منه.
وتُوُفّي بسَبْتَة فِي رمضان.
646- يعيش بْن نجم بْن عَبْد اللَّه [2] .
أبو البقاء الْبَغْدَادِيّ، المأمونيّ، الفَرَضيّ، الحاسب، الواعظ،
الوكيل.
عاش إحدى وسبعين سنة.
وسمع: سعيد بن البنّاء، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن يوسف.
ويُقال إنّه سمع من قاضي المَرِسْتان. وكان عارفا بالفرائض وعقْد
الوثائق.
مات فِي شوّال.
647- يوسف بْن سَعِيد بْن مسافر بْن جميل [3] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد السبتي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[2] انظر عن (يعيش بن نجم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 40، 41
رقم 826، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 801، والمختصر المحتاج إليه 3/
255 رقم 1377.
[3] انظر عن (يوسف بن سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 49 رقم
848، والجامع
(42/487)
الأزجيّ، المقرئ، البنّاء، القطّان، أبو
مُحَمَّد.
وُلِد سنة ستٍّ وأربعين، وسمع الكثير من: أَبِي الفتح بْن البطّيّ،
والنّاس بعده.
وتُوُفّي فِي سلْخ ذي الحجَّة.
قال الدُّبيثيّ: وكان فِيهِ تخليط سامحه اللَّه.
وكتب الكثير إِلَى أن مات.
الكنى
648- أبو القاسم بْن شَدْقينيّ [1] .
تقدَّم فِي الشين، والأصح أنّ اسمه كنيته.
وفيها وُلِد:
الشّيخ شمس الدّين أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَير
الخابوريّ خطيب حلب، وشيخ الطّبّ عزّ الدّين إِبْرَاهِيم بْن
مُحَمَّد السُّوَيْديّ فِي ذي القعدة، والمحدّث مَكِين الدّين أبو
الْحَسَن بْن عَبْد العظيم الحُصَيْن، والعلّامة البرهان
النَّسَفيّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الحنفيّ صاحب
الجست.
__________
[ () ] المختصر 9/ 140.
[1] هو: شجاع بن معالي، وقد تقدّمت ترجمته برقم (578) .
(42/488)
ومن المتوفين تقريبا
وتخمينا
- حرف الألف-
649- إِبْرَاهِيم بن علي بن أحمد بن محمد بن حَمَك [1] .
المُغِيثيّ [2] ، النَّيْسابوريّ، القاضي المعمَّر، أبو الفضل،
قاضي القضاة.
مولده فِي ذي الحجَّة سنة ثمان وخمسمائة. قرأته بخطّه.
وسمع منه العلّامة جمال الدّين محمود بْن الحُصْريّ «موطّأ» أَبِي
مُصْعَب، بروايته عن هبة اللَّه السّيّديّ سماعا.
وأجاز للفخر ابن البخاريّ مَرْوياته.
وسماع الحُصْريّ منه فِي رجب سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
650- أَحْمَد بْن عَبْد السّلام [3] .
أبو العبّاس الكُوَّرَائيّ [4] ، ويقال فِيهِ الْجَرَاويّ، وهو
بِذَلِك أشهر.
الشّاعر البربريّ. وكُوَّرايا قبيلةٌ من البربر مَنازلهم بقرب فاس.
كان آية زمانه فِي النَّظْم وحِفْظ الأشعار القديمة والحديثة.
__________
[1] حمك: بفتح الحاء المهملة، والميم، وفي آخره كاف.
[2] المغيثي: بضم الميم، وكسر الغين المعجمة، وياء، وثاء مثلّثة.
نسبة إلى مغيثة، قرية صغيرة برستاق بيهق.
[3] انظر عن (أحمد بن عبد السلام) في: وفيات الأعيان 7/ 12 و 136،
137، والتكملة لابن الأبّار 128، والمشتبه 2/ 555، والوافي
بالوفيات 7/ 61 رقم 2996، وتوضيح المشتبه 7/ 344، والغصون اليانعة
98، والروض المعطار 127، 128، 163، 201.
[4] الكوّرائي: بضم الكاف، وتشديد الواو المفتوحة، وراء مفتوحة
أيضا، وألف، ثم همزة.
(42/489)
جَالسَ عَبْد المؤمن وأولادَه من بعده،
وطالت أيّامه وجمع حماسة كبيرة مشهورة بالمشرق والمغرب [1] ،
أحسَنَ فيها التّرتيب.
وكان ظريفا صاحب نوادر.
ومن شِعْره فِي المنصور أَبِي يعقوب صاحب المغرب:
إنّ الْإِمَام هُوَ الطّبيبُ وقد شَفَى [2] ... عِلَلَ البريَّة
ظاهرا ودخيلا
حَمَل البسيطَةَ وهي تحملُ شخْصَهُ ... كالرّوح يوجد حاملا محمولا
[3]
وله:
مشى اللَّوْمُ فِي الدّنيا طريدا مشرّدا ... يجوبُ بلادَ اللَّه
شرقا ومَغْرِبا
فلمّا أتى فاسا تلقّاه أهلُها ... وقالوا له: أهلا وسهلا ومرحَبَا
[4]
وله مدائح فِي السّلطان عَبْد المؤمن وبنيه.
توفّي سنة بضع وتسعين وخمسمائة وقد جاوز الثّمانين [5] .
قال تاج الدّين بْن حَمُّوَيْه: أدركته فرأيت شيخا حَسَنًا، قد زاد
على العُمْرَيْن، وخضْرم حيث أدرك العَصْرين، وحلبَ من الدّهر
الشّطْرين، مدح الكبار، وحصّل أموالا.
__________
[1] سمّاه ابن خلّكان: «صفوة الأدب وديوان العرب» . (وفيات الأعيان
7/ 12) .
[2] ففي الأصل: «شفا» .
[3] وفيات الأعيان 7/ 137.
[4] وفيات الأعيان 7/ 137.
[5] وقال الحميري: يقال إنه مدح عبد المؤمن وولده يوسف وولده يعقوب
وولده محمدا الناصر ومات عام العقاب، وهو عام تسعة وستمائة.
واستوطن مدينة فاس وقرأ بها، وكان لا يسلم أحد من لسانه، وكان
مسلّطا على بني الملجوم أعيان فاس واستطرد بهجاء قومه وبلده إليهم
فقال:
يا ابن السبيل إذا مررت بتادلي ... لا تنزلنّ على بني غفجوم
قوم طووا طلب السماحة بينهم ... لكنّهم نشروا لواء اللوم
يا ليتني من غيرهم ولو أنني ... من أهل فاس من بين الملجوم
(الروض المعطار 127، 128، وانظر 163) .
(42/490)
وقيل إنّ يوسف بْن عَبْد المؤمن سألَ: من
بالباب؟ فقالوا: أَحْمَد الكُوَّرَائيّ وسعيد الغماريّ. فقال: مِن
عجائب الدّنيا، شاعرٌ من كُوَّرايا، وحكيم من غمارة.
فبلغ ذلك أَحْمَد فقال: وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ
36: 78 [1] ، أعجب منهما خليفة من كومية. فقال الخليفة يوسف لمّا
بلغه ذلك: أُعاقبه بالحلْم والعفْو عَنْهُ، ففيه تكذيبه [2] .
وللكُوَّرائيّ فِي عَبْد المؤمن:
أبرَّ على الملوك فَمَا يُبَارى ... همامٌ قد أعاد الحربَ دارا
له الأقدار أنصارٌ، فمهما ... أراد الغزوَ يبتدرُ ابتِدارا
يقدّم للعقاب مقدّمات ... من الإنذار تمنع الاعتذارا
ومضى في القصيدة.
ومن أخرى فِي يوسف بْن عَبْد المؤمن له:
مِن قَيْس عَيْلانَ الّذين سيوفُهُم ... أبدا تصولُ ظباؤها وتصونُ
وغيوثُ حرْبٍ والنّوالُ سَحَائب ... ولُيُوثُ حرْبٍ والكفاح عرينُ
ضمِنَتْ لهم أسيافُهُم ورِماحُهُم ... أنْ يكثر المضروبُ والمطعونُ
قد أصْحَروا للنّازلات فَمَا لهُمْ ... إلّا ظهوُر السّابقات
حُصونُ
ملكٌ إذا اضطرب الزَّمانُ مخافة ... لم يُغْنِهِ التّسكينُ
والتّأمينُ
أشْفَى على الدّنيا فَعفَّ، وغيره ... بَدلالِها وجمَالِها مفتونُ
عُذْرًا أَبَا يعقوب إنّ عُلاكُم ... قد أفنتِ المِدَحات وهي فنونُ
وله يصف الموحّدين:
وَسَادة كأسُودِ الغابِ فَتْكُهُم ... قَصْدٌ إذا اغتال فِي
الهيجاء مُغتالُ
تشوقهم للطّعان الخيلُ إنْ صَهَلَتْ ... كما يشوقُ العميد الصَّبَّ
أطلال
__________
[1] سورة يس، الآية 78.
[2] وفيات الأعيان 7/ 137.
(42/491)
إن سابَقُوا سَبَقُوا، أو حاربوا غَلَبُوا،
... أو يمَّموا وصَلوا، أو أُمِّلوا نالوا
جادوا، وَصَالوا، وضاؤوا، واحتبوا، فهم ... مُزْنٌ، وأُسْدٌ،
وأقمارٌ، وأجبالُ
قال تاج الدّين: وتُوُفّي فِي أواخر أيّام السيّد يعقوب عن حالةٍ
مَرْضية، وإنابةٍ وزهادةٍ، وإقبال على العبادة. وتناهَى به العُمر
إِلَى غاية الهَرَم، وهو على جودة الذّهن، وحُسْن الشِّيَم.
قلت: وقيل إنّه تُوُفّي سنة تسعٍ وستّمائة بإشبيليّة. وسأعيده هناك
مختَصَرًا.
- حرف الحاء-
651- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أبو مُحَمَّد [2] الْجُوَيْنيّ النّاسخ.
كان بديع الوِراقة، كتب بخطّه ما لا يوصف حتّى أنّ من جملة ما كتب
مائتين وستَّة وثلاثين ختمة، منها ربعات. وأقام بحلب مدَّة، ثُمَّ
سكن مصر وبها مات بعد التّسعين [3] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي) في: خريدة القصر (قسم العراق) ج 3 ق 2/
58- 63، ومعجم الأدباء 3/ 156، ووفيات الأعيان 2/ 131، والتكملة
لوفيات النقلة 1/ 79 رقم 34 (في وفيات 584 هـ.) ، وبغية الطلب 5/
258 رقم 660 وفيه: «الحسن بن إبراهيم» ، وسير أعلام النبلاء 21/
233، 234 رقم 119.
[2] في المصادر: «أبو علي» .
[3] هكذا هنا. وفي سير أعلام النبلاء 21/ 234: «مات سنة ست وثمانين
وخمس مائة» .
وجاء في «معجم الأدباء» أن وفاته لعشر خلون من صفر سنة 586 وفي
وفيات الأعيان:
وذكر أنه توفي سنة 584 أو 586.
وذكره المنذري في وفيات سنة 584 هـ. وقيل إنه توفي سنة 586 هـ.
وسبق أن ذكره المؤلّف- رحمه الله- في وفيات سنة 582 هـ. وقد سمّاه:
«الحسن بن إبراهيم بن علي» ، ثمّ ذكره في وفيات سنة 584 هـ.
وقد ذكر المحققان للجزء (21) من سير أعلام النبلاء في حاشية الصفحة
233 أن المؤلّف الذهبي- رحمه الله- ذكر صاحب الترجمة مرتين في
السنتين المذكورتين، وفاتهما أن يذكرا أنه أورده هنا في المتوفين
تقريبا.
(42/492)
وكان فِيهِ تشيُّع.
وصنَّف كتاب «حِيَل الملوك» ، وكتاب «مدائح الملك النّاصر صلاح
الدّين بْن أيّوب» ، وكتابا فِي مدائح أَهْل البيت عليهم السّلام
[1] .
- حرف الميم-
652- محمود بْن عليّ بْن الْحَسَن [2] .
الشيخ سديد الدّين أبو الثّناء الرّازيّ، المتكلّم، المعروف
بالحِمِّصي.
شيخ شيعيّ، فاضل، بارع فِي الأُصُولَيْن والنَّظَر. له عدَّة
مصنّفات عُمِّر نَحْوًا من مائة سنة. وقرأ عليه الفخر بْن الخطيب.
وورد العراق فِي هَذِهِ الحدود. وأخذوا عَنْهُ. وتَعَصَّبَ له
ورّامُ بْن أَبِي فِراس، وحصَّل له ألف دينار. ودخل الحِلَّة،
وقرَّر لهم نفْي المعدوم.
وأملى «التّعليق العراقيّ» . وله تعليق أَهْل الرّيّ. وله كتاب
«المنقذ من التّقليد» [3] ، وكتاب «المصادر فِي أُصُول الفقه» ،
وكتاب «التّحسين والتّقبيح» [4] وغير ذلك.
وكان فِي ابتدائه يبيع الحِمّص المسلوق [5] بالرّيّ، ثُمَّ اشتغل
على كِبَرٍ ونَبُلَ، وصار آية فِي عِلم الكلام والمنطق.
وكان درْسه يبلغ ألف سطر، وما يتروّى ولا يستريح، كأنّما يقرأ من
__________
[1] لم يذكر الأستاذ عمر رضا كحّالة صاحب هذه الترجمة في معجمة عن
المؤلّفين مع أنه من شرطه.
[2] انظر عن (محمود بن علي) في: الفوائد الرضوية 660، 661، وروضات
الجنات 663- 665، وكشف الظنون 1266، وهدية العارفين 2/ 408، ومعجم
المؤلفين 2/ 181، 182، وطبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس
القرون) 265، وأعيان الشيعة (الطبعة الجديدة) 10/ 105، 106.
[3] «المنقذ من التقليد والمرشد إلى التوحيد» .
[4] «التبيين والتنقيح في التحسين والتقبيح» .
[5] في الأصل: «المصلوق» .
(42/493)
كتاب. وكان بصيرا باللّغة العربيَّة،
والشِّعر، والأخبار، وأيّام النّاس.
وكان صاحب صلاةٍ وتعبُّد وبُكاء وخشية.
ذكره يحيى بن أبي طيِّئ فِي «تاريخه» . وبالَغ فِي وصفه، فاللَّه
أعلم.
- حرف الهاء-
653- هبة اللَّه بْن زين بْن حسن بْن إفرائيم بْن يعقوب بْن جُمَيع
[1] .
الإسرائيليّ اليهوديّ، لا رحم اللَّه فِيهِ مَغْرَز إبرة. وهو
الموفّق، شمس الرئاسة، أبو العشائر المصريّ.
قرأ الطّبّ وبرع فِيهِ، وصار فاضل الدّيار المصريَّة فِيهِ. وخدم
السّلطان صلاح الدّين، وحظي عنده.
وكان له حلقة اشتغال وتلامذة.
أحكَم الطّبّ على الموفّق عدنان بْن العين زربيّ، ولازَمَه مدَّة،
ونظر فِي العربيَّة واللّغة. وقد رثاه بعض تلامذته بقصيدةٍ مونّقة.
وله كتاب «الإرشاد في الطّبّ» ، وكتاب «تنقيح القانون» ، ورسالة
فِي طبع الإسكندريَّة، ومقالة فِي اللّيمون، ومقالة في الرّاوند،
ومقالة فِي علاج القولنْج، ومقالة فِي الحَدبة، وغير ذلك.
لم تؤرَّخ وفاته.
- حرف الياء-
654- يزيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مخلد
[2] .
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن زين) في: عيون الأنباء 2/ 112- 115،
والوافي بالوفيات 27/ 113، 114، وفيه «هبة الله بن زيد» ، وإيضاح
المكنون 1/ 563، وهدية العارفين 2/ 506، والأعلام 9/ 58، ومعجم
المؤلفين 13/ 137، 138.
[2] ذكر المؤلّف- رحمه الله- ابنه (أبا القاسم أحمد بن يزيد) في:
المشتبه 2/ 648، وتابعه ابن ناصر الدين في: توضيح المشتبه 9/ 120.
(42/494)
أبو الْوَلِيد البَقويّ [1] القُرْطُبي،
الفقيه.
والد القاضي أَبِي القاسم بْن بَقِيّ.
روى عن: جدّه أَبِي القاسم أَحْمَد، وشُرَيْح، وأبي بَكْر بْن
العربيّ، وأبي القاسم بْن رضا.
أَخَذَ عَنْهُ: ابنه، وأَبُو سُلَيْمَان بْن حَوْط اللَّه، وأَبُو
زَيْد الفازازيّ [2] .
ولي قضاء بعض النّواحي.
تُوُفّي سنة نيّف وثمانين وخمسمائة.
655- يوسف بْن سُلَيْمَان بْن يوسف بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن
حَمْزَة [3] .
الْمُقْرِئ أبو الحَجّاج البَلَنْسِيّ.
أَخَذَ القراءات فِي ختْمةٍ جَمْعًا عن أَبِي عَبْد اللَّه بْن
غلام الفَرَس [4] ، وأخذها عن أَبِي الأَصْبَغ بْن فُتُوح
الهاشميّ، وكان ثقة خيِّرًا.
صحِبَه أبو الْحَسَن بْن خيرة مدَّةً.
قال الأَبّار: مات قبل السّتّمائة.
آخر المجلد السابع عشر من تاريخ الْإِسْلَام وعلّقه من خط مؤلّفه
الحافظ شمس الدّين الذهبي رحمه اللَّه الفقير إِلَى اللَّه تعالى
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد البشتكي رحمه اللَّه وغفر
له آمين
__________
[1] البقوي: بموحّدة مفتوحة وواو، ثم ياء آخر الحروف.
[2] لم أجد هذه النسبة.
[3] انظر عن (يوسف بن سليمان) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، وغاية
النهاية 2/ 396 رقم 3921.
[4] في سنة 537 هـ.
(42/495)
(بعون الله تعالى وتوفيقه، تم تحقيق هذه
الطبقة من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» لمؤرّخ
الإسلام الحافظ الثقة شمسُ الدين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن عثمان
بن قايماز الذهبي، المتوفى سنة 748 هـ. وقد ضبط نصّها، وعلّق
عليها، وأحال إلى مصادرها، وخرّج أحاديثها وأشعارها. ووضع فهارسها،
الحاج الأستاذ الدكتور أبو غازي عمر عبد السلام تدمري، أستاذ
التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، ممثّل لبنان في الهيئة
العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرّخين
العرب، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفي مذهبا، وتم إنجاز ذلك بحمده
تعالى في مساء يوم الخميس، الخامس من شهر ذو الحجّة 1416 هـ.
الموافق للرابع من أيار (مايو) 1995 م. بمنزله بساحة النجمة من
مدينة طرابلس الشام المحروسة، والله الموفق) .
(42/496)