قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ
خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12)
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { قال
أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين } قال : حسد عدو الله إبليس آدم على
ما أعطاه الله من الكرامة ، وقال : أنا ناري وهذا طيني ، فكان بدء الذنوب الكبر
، استكبر عدو الله أن يسجد لآدم فأهلكه الله بكبره وحسده .
وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح قال : خلق إبليس من نار العزة ، وخلقت الملائكة من
نور العزة .
وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله { خلقتني من نار وخلقته من طين } قال : قاس
إبليس وهو أول من قاس .
وأخرج أبو نعيم في الحلية والديلمي عن جعفر بن محمد عن جده « أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : قال أو من قاس أمر الدين برأيه إبليس . قال الله له :
اسجد لآدم . فقال { أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين } قال جفعر : فمن
قاس أمر الدين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس لأنه اتبعه بالقياس »
.
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ
إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
(14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15)
أخرج أبو الشيخ عن السدي { فما يكون لك أن تتكبر فيها } يعني فما ينبغي لك أن
تتكبر فيها .
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
(16)
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم واللالكائي في السنة عن ابن عباس {
فبما أغويتني } قال : أضللتني .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق بقية عن
أرطاة عن رجل من أهل الطائف في قوله { فبما أغويتني } قال : عرف إبليس أن
الغواية جاءته من قبل الله فآمن بالقدر .
وأخرج ابن شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { لأقعدن
لهم صراطك المستقيم } قال : الحق .
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله { لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم } قال
طريق مكة .
وأخرج عبد بي حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن عون بن عبد الله { لأقعدنَّ لهم
صراطك المستقيم } قال طريق مكة .
وأخرج أبو الشيخ من طريق عون عن ابن مسعود . مثله .
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : ما من رفقة تخرج إلى مكة إلا جهز إبليس معهم
بمثل عدتهم .
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في الآية يقول : أقعد لهم فأصدهم عن سبيلك .
وأخرج أحمد والنسائي وابن حبان والطبراني والبيهقي في شعب الإِيمان عن سبرة ابن
الفاكه « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الشيطان قعد لابن آدم في
طرقه ، فقعد له بطريق الإِسلام فقال : تسلم وتذر دينك ودين آبائك؟ فعصاه فأسلم
، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال له : أتهاجر وتذر أرضك وسماءك وإنما مثل المهاجر
كالفرس في طوله؟ فعصاه فهاجر ، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال : هو جهد النفس
والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال؟ فعصاه فجاهد . قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك منهم فمات أو وقصته دابته فمات كان حقاً على
الله أن يدخله الجنة » .
ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ
أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس { ثم لآتينهم
من بين أيديهم } قال : أشككهم في آخرتهم { ومن خلفهم } فأرغبهم في دنياهم { وعن
أيمانهم } أشبه عليهم أمر دينهم { وعن شمائلهم } استن لهم المعاصي وأخف عليهم
الباطل { ولا تجد أكثرهم شاكرين } قال : موحدين .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { ثم لآتينهم من بين أيديهم } من قبل الدنيا {
ومن خلفهم } من قبل الآخره { وعن أيمانهم } من قبل حسناتهم { وعن شمائلهم } من
قبل سيئاتهم .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {
ثم لآيتنَّهم من بين أيديهم } قال لهم : أن لا بعث ولا جنة ولا نار ومن خلفهم
من أمر الدنيا فزينها لهم ودعاهم إليها { وعن أيمانهم } من قبل حسناتهم ابطأهم
عنها { وعن شمائلهم } زين لهم السيئات والمعاصي ودعاهم إليها وأمرهم بها ، أتاك
يا ابن آدم من قبل وجهك غير أنه لم يأتك من فوقك ، لا يستطيع أن يكون بينك وبين
رحمة الله .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير واللالكائي في السنة عن ابن عباس في الآية قال :
لم يستطع أن يقول : من فوقهم . علم أن الله فوقهم . وفي لفظ : لأن الرحمة تنزل
من فوقهم .
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة قال : يأتيك يا ابن آدم من كل جهة غير أنه لا يستطيع
أن يحول بينك وبين رحمة الله ، إنما تأتيك الرحمة من فوقك .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال : قال إبليس : لآتينَّهم من بين أيديهم ومن
خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم . قال الله : أنزل عليهم الرحمة من فوقهم .
وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح في قوله { ثم لآتينهم من بين أيديهم } من سبل الحق
{ ومن خلفهم } من سبل الباطل { وعن أيمانهم } من أمر الآخره { وعن شمائلهم } من
الدنيا .
وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم عن ابن عمر قال :
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو هذه الدعوات حين يصبح وحين يمسي «
اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك
أن أغتال من تحتي » .
قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ
لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ
أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا
هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19)
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { قال أخرج منها مذءوماً } قال : ملوماً
{ مدحوراً } قال : مقيتاً .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { مذءوماً } قال : مذموماً { مدحوراً }
قال : منفياً .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {
مذءوماً } قال : منفياً { مدحوراً } قال : مطروداً .
وأخرج ابن المنذر وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { مذءوماً } قال
: معيباً { مدحوراً } قال : منفياً .
( معلومات الكتاب ) |