إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ
رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ
فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ
إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا
اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ
تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ
إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ
وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ
لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا
يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96)
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { إنما السبيل على الذين
يستأذنونك } قال : هي وما بعدها إلى قوله { إن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين
} في المنافقين .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { قد نبأنا الله من أخباركم }
قال : أخبرنا أنكم لو خرجتم ما زدتمونا إلا خبالاً وفي قوله { فأعرضوا عنهم
إنهم رجس } قال : لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم قال « لا تكلموهم ولا
تجالسوهم ، فأعرضوا عنهم كما أمر الله » .
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله { لتعرضوا عنهم } لتتجاوزوا .
الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ
مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97)
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { الأعراب أشد كفراً
ونفاقاً } ثم استثنى منهم فقال { من الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر } [
التوبة : 99 ] الآية .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { وأجدر أَلاَّ
يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله } قال : هم أقل علماً بالسنن .
وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي قال : كان زيد بن صوحان يحدث
فقال اعرابي : إن حديثك ليعجبني وأن يدك لتريبني . فقال : أما تراها الشمال؟
فقال الأعرابي : والله ما أدري اليمين يقطعون أم الشمال؟ قال زيد : صدق الله {
الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألاَّ يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله } .
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله { الأعراب أشد كفراً ونفاقاً } قال : من
منافقي المدينة { وأجدر ألاَّ يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله } يعني
الفرائض وما أمر به من الجهاد .
وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي في الآية : أنها أنزلت في أسد وغطفان .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن سيرين قال : إذا تلا أحدكم هذه الآية { الأعراب أشد
كفراً ونفاقاً } فليتل الآية الأخرى ولا يسكت { ومن الأعراب من يؤمن بالله
واليوم الآخر } [ التوبة : 99 ] .
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي في الشعب عن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من سكن البادية جفا ، ومن اتبع الصيد غفل
، ومن أتى السلطان افتتن » .
وأخرج أبو داود والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« من بدا جفا ، ومن اتبع الصيد غفل ، ومن أتى أبواب السلطان افتتن ، وما ازداد
من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعداً » .
وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ
بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(98)
أخرج أبو الشيخ عن الضحاك { ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرماً } يعني أنه لا
يرجو له ثواباً عند الله ولا مجازاة ، وإنما يعطي ما يعطي من صدقات ماله كرهاً
{ ويتربص بكم الدوائر } الهلكات .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرماً }
قال : هؤلاء المنافقون من الأعراب ، الذين إنما ينفقون رياء اتقاء على أن يغزوا
ويحاربوا ويقاتلوا ، ويرون نفقاتهم مغرماً .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرماً }
يعد ما ينفق في سبيل الله غرامة يغرمها { ويتربص } بمحمد صلى الله عليه وسلم
الهلاك .
وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ
وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ
أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99)
أخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد { ومن
الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر } قال : هم بنو مقرن من مزينة ، وهم الذين
قال الله { ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم } [ التوبة : 92 ] الآية .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {
وصلوات الرسول } يعني استغفار النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { ومن الأعراب من
يؤمن بالله } قال : هذه ثنية الله من الأعراب ، وفي قوله { وصلوات الرسول } قال
: دعاء الرسول .
( معلومات الكتاب ) |