الرعد - تفسير الدرر المنثور

وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6)

أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة } قال : بالعقوبة قبل العافية { وقد خلت من قبلهم المثلات } قال : وقائع الله في الأمم فيمن خلا قبلهم .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال { المثلات } ما أصاب القرون الماضية من العذاب .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { وقد خلت من قبلهم المثلات } قال : الأمثال .
وأخرج ابن جرير عن الشعبي - رضي الله عنه - في قوله { وقد خلت من قبلهم المثلات } قال : القردة والخنازير ، هي المثلات . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما { وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب } قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لولا عفو الله وتجاوزه ، ما هنأ لأحد العيش ، ولولا وعيده ، وعقابه ، لاتَّكَلَ كُلُّ أحد » .


وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)

أخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه } قال : هذا قول مشركي العرب { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد } لكل قوم داع يدعوهم إلى الله .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { ولكل قوم هاد } قال : داع .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد } قال : المنذر ، محمد صلى الله عليه وسلم { ولكل قوم هاد } نبي يدعوهم إلى الله .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد } قال : محمد المنذر ، والهادي الله عز وجل .
وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد } قال : المنذر ، محمد صلى الله عليه وسلم ، والله عز وجل ، هادي كل قوم . وفي لفظ؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المنذر وهو الهادي .
وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - وأبي الضحى في قوله { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد } وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال : « أنا المنذر ، وأومأ بيده على منكب علي - رضي الله عنه - فقال : أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون من بعدي » .
وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « { إنما أنت منذر } ووضع يده على صدر نفسه ثم وضعها على صدر علي ويقول : » لكل قوم هاد « » .
وأخرج ابن مردوية والضياء في المختارة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « المنذر أنا والهادي علي بن أبي طالب رضي الله عنه » .
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط ، والحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد } قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر ، وانا الهادي . وفي لفظ ، والهادي : رجل من بني هاشم . يعني نفسه .


اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8)

أخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - { الله يعلم ما تحمل كل أنثى } قال : يعلم ذكر هو أو أنثى { وما تغيض الأرحام } قال : هي المرأة ترى الدم في حملها .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { وما تغيض الأرحام } قال خروج الدم { وما تزداد } قال : استمساكه .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وما تغيض الأرحام } قال : أن ترى الدم في حملها { وما تزداد } قال : في التسعة أشهر .
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك - رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وما تغيض الأرحام وما تزداد } قال : ما تزداد على التسعة ، وما تنقص من التسعة . قال الضحاك - رضي الله عنه - : وضعتني أمي وقد حملتني في بطنها سنتين ، وولدتني قد خرجت ثنيتي .
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وما تغيض الأرحام } قال : ما دون تسعة أشهر ، وما تزداد فوق التسعة .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام } يعني السقط { وما تزداد } يقول : ما زادت في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تماماً ، وذلك أن من النساء من تحمل عشرة أشهر ، ومنهن من تحمل تسعة أشهر ، ومنهن من تزيد في الحمل ، ومنهن من تنقص . فذلك الغيض والزيادة التي ذكر الله تعالى ، وكل ذلك بعلمه تعالى .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن الضحاك - رضي الله عنه - قال : ما دون التسعة أشهر فهو غيض ، وما فوقها فهو زيادة .
وأخرج ابن جرير عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : لا يكون الحمل أكثر من سنتين ، قدرٌ ما يتحول فلكة مغْزَل .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن عكرمة - رضي الله عنه - قال : ما غاضت الرحم بالدم يوماً ، إلا زاد في الحمل يوماً حتى تستكمل تسعة أشهر طاهراً .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله { وما تغيض الأرحام } قال : السقط .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في الآية قال : إذا رأت الدم ، هش الولد . وإذا لم تر الدم ، عظم الولد .
وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول - رضي الله عنه - قال : الجنين في بطن أمه لا يطلب ولا يحزن ولا يغتم ، وإنما يأتيه رزقه في بطن أمه من دم حيضتها ، فمن ثم لا تحيض الحامل ، فإذا وقع إلى الأرض استهل .


واستهلاله استنكار لمكانه ، فإذا قطعت سرته حول الله رزقه إلى ثدي أمه ، حتى لا يطلب ولا يغتم ولا يحزن ، ثم يصير طفلاً يتناول الشيء بكفه فيأكله ، فإذا بلغ قال : أنى لي بالرزق ، يا ويحك ، غَذَّاكَ وأنت في بطن أمك وأنت طفل صغير ، حتى إذا اشتددت وعقلت قلت : أنى لي بالرزق؟! ثم قرأ مكحول - رضي الله عنه - { يعلم ما تحمل كل أنثى . . . . } الآية .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله { وكل شيء عنده بمقدار } أي بأجل ، حفظ أرزاق خلقه وآجالهم ، وجعل لذلك أجلاً معلوماً .


عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10)

أخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { عالم الغيب والشهادة } قال : السر والعلانية .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { سواء منكم من أسر القول ومن جهر به } قال : من أسره وأعلنه عنده سواء { ومن هو مستخف بالليل } راكب رأسه في المعاصي { وسارب بالنهار } قال : ظاهر بالنهار بالمعاصي .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - { سواء منكم من أسر القول ومن جهر به } قال : كل ذلك عنده سواء ، السر عنده علانية والظلمة عنده ضوء .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال : يعلم من السر ما يعلم من العلانية ، ويعلم من العلانية ما يعلم من السر ، ويعلم من الليل ما يعلم من النهار ، ويعلم من النهار ما يعلم من الليل .
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وسارب بالنهار } قال : الظاهر .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار } قال : هو صاحب ريبة { مستخف بالليل } وإذا خرج بالنهار ، أرى الناس أنه بريء من الإِثم .


لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير ، وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل ، من طريق عطاء بن يسار - رضي الله عنه - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - « أن أربد بن قيس وعامر بن الطفيل ، قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانتهيا إليه وهو جالس ، فجلسا بين يديه فقال عامر : ما تجعل لي إن أسلمت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم . قال : أتجعل لي إن أسلمت ، الأمر من بعدك؟ قال : ليس لك ولا لقومك ، ولكن لك أعنة الخيل . قال : فاجعل لي الوبر ولك المدر . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا . فلما قفى من عنده قال لأمَلأَنَّها عليك خيلاً ورجالاً . قال النبي صلى الله عليه وسلم : يمنعك الله » فلما خرج أربد وعامر ، قال عامر : يا أربد ، إني سألهي محمداً عنك بالحديث ، فاضربه بالسيف ، فإن الناس إذا قتلت محمداً لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب ، فسنعطيهم الدية . فقال أربد : أفعل . فأقبلا راجعين فقال عامر : يا محمد ، قم معي أكلمك . فقام معه فخليا إلى الجدار ، ووقف معه عامر يكلمه وسل أربد السيف ، فلما وضع يده على سيفه يبست على قائم السيف ، فلا يستطيع سل سيفه . وأبطأ أربد على عامر بالضرب ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع فانصرف عنهما . وقال عامر لأربد : ما لك حشمت؟ قال وضعت يدي على قائم السيف فيبست ، فلما خرج عامر واربد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كانا بحرة واقم ، نزلا . فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فقال : اشخصا يا عدوَّي الله ، لعنكما الله ، ووقع بهما . فقال عامر : من هذا يا سعد؟ فقال سعد : هذا أسيد بن حضير الكتائب ، قال : اما والله ان كان حضير صديقاً لي ، حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته ، وخرج عامر حتى إذا كان بالخريب أرسل الله عليه قرحة فأدركه الموت فيها : فأنزل الله { الله يعلم ما تحمل كل أنثى . . . . } إلى قوله { . . . له معقبات من بين يديه } قال : المعقبات من أمر الله ، يحفظون محمداً صلى الله عليه وسلم . ثم ذكر أربد وما قتله ، فقال { هو الذي يريكم البرق . . . } إلى قوله { . . . وهو شديد المحال } .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردوية عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه } قال : هذه للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة .


وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { يحفظونه من أمر الله } قال : عن أمر الله ، يحفظونه من بين يديه ومن خلفه .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { يحفظونه من أمر الله } قال : ذلك الحفظ من أمر الله بأمر الله .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { له معقبات } قال : الملائكة { يحفظونه من أمر الله } قال : باذن الله .
وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله { له معقبات } قال : الملائكة .
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { له معقبات . . . } الآية قال : الملائكة من أمر الله .
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله { له معقبات } قال : الملائكة { يحفظونه من أمر الله } قال : حفظهم إياه بأمر الله .
وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { يحفظونه من أمر الله } قال : بأمر الله . قال : وفي بعض القراءة [ يحفظونه بأمر الله ] .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { له معقبات } الآية . يعني ولي السلطان ، يكون عليه الحراس يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، يقول الله « يحفظونه من أمري؟! . . فإني إذا أردت بقوم سوءاً فلا مرد له » .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { له معقبات } الآية . قال : الملوك يتخذون الحرس يحفظونه من أمامه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله يحفظونه من القتل . ألم تسمع أن الله تعالى يقول { وإذا أراد الله بقوم سوءاً } لم يغن الحرس عنه شيئاً .
وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله { له معقبات } قال : هؤلاء الأمراء .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { له معقبات } قال : هم الملائكة ، تعقب بالليل والنهار وتكتب على بني آدم .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { له معقبات } قال : الحفظة .
وأخرج ابن المنذر من وجه آخر ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { له معقبات } قال : الملائكة تعقب الليل والنهار ، تكتب على ابن آدم . وبلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يجتمعون فيكم عند صلاة الصبح وصلاة العصر من بين يديه » مثله قوله { عن اليمين وعن الشمال } [ ق : 17 ] الحسنات من بين يديه ، والسيئات من خلفه . الذي على يمينه يكتب الحسنات ، والذي على يساره لا يكتب إلا بشهادة الذي على يمينه ، فإذا مشى كان أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه { يحفظونه من أمر الله } قال : يحفظون عليه .


وأخرج أبو الشيخ عن عطاء - رضي الله عنه - { له معقبات } قال : هم الكرام الكاتبون ، حفظة من الله على ابن آدم أمروا به .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن إبراهيم - رضي الله عنه - في قوله { يحفظونه من أمر الله } قال : من الجن
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { له معقبات } قال : ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، فإذا جاء قدره خلوا عنه .
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : ما من عبد إلا به ملك موكل يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام . فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال وراءك . إلا شيئاً يأذن الله فيه فيصيبه .
وأخرج ابن جرير عن كعب الأحبار - رضي الله عنه - قال : لو تجلى لابن آدم كل سهل وحزن ، لرأى على كل شيء من ذلك شياطين ، لولا أن الله وكل بكم ملائكة يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم ، إذاً لَتَخَطَّفَتْكُم .
وأخرج ابن جرير ، عن أبي مجلز - رضي الله عنه - قال : جاء رجل من مراد إلى علي رضي الله عنه - وهو يصلي فقال : احترس؛ فإن ناساً من مراد يريدون قتلك . فقال : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر! فإذا جاء القدر ، خليا بينه وبينه ، وأن الأجل جنة حصينة .
وأخرج ابن جرير عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : ما من آدمي إلا ومعه ملك يذود عنه ، حتى يسلمه للذي قدر له .
وأخرج أبو الشيخ عن السدي - رضي الله عنه - في الآية قال : ليس من عبد إلا له معقبات من الملائكة ، ملكان يكونان معه في النهار ، فإذا جاء الليل صعدا وأعقبهما ملكان ، فكانا معه ليله حتى يصبح يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، ولا يصيبه شيء لم يكتب عليه ، إذا غشي من ذلك شيء دفعاه عنه . ألم تره يمر بالحائط فإذا جاز سقط؟ فإذا جاء الكتاب خلوا بينه وبين ما كتب له . وهم { من أمر الله } أمرهم أن يحفظوه .
وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - قال : في قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه [ له معقبات من بين يديه ورقيب من خلفه يحفظونه من أمر الله ] .
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقرأ [ له معقبات من بين يديه ورقباء من خلفه من أمر الله يحفظونه ] .


وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم ، عن الجارود بن أبي سبرة - رضي الله عنه - قال : سمعني ابن عباس - رضي الله عنهما - اقرأ { له معقبات من بين يديه ومن خلفه } فقال : ليست هناك ، ولكن [ له معقبات من بين يديه ورقيب من خلفه ] .
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن علي - رضي الله عنه - { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } قال : ليس من عبد إلا ومعه ملائكة يحفظونه من أن يقع عليه حائط ، أو يتردى في بئر ، أو يأكله سبع ، أو غرق أو حرق ، فإذا جاء القدر ، خلوا بينه وبين القدر .
وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان ، والطبراني والصابوني في المائتين ، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « وكل بالمؤمن ثلثمائة وستون ملكاً ، يدفعون عنه ما لم يقدر عليه من ذلك » للبصر سبعة أملاك يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل من الذباب في اليوم الصائف ، وما لو بدا لكم لرأيتموه على كل سهل وجبل ، كلهم باسط يديه فاغر فاه ، وما لو وكل العبد فيه إلى نفسه طرفة عين ، لاختطفته الشياطين .
وأخرج أبو داود في القدر ، وابن أبي الدنيا وابن عساكر ، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : لكل عبد حفظة يحفظونه ، لا يخر عليه حائط أو يتردى في بئر أو تصيبه دابة ، حتى إذا جاء القدر الذي قدّر له ، خلت عنه الحفظة فأصابه ما شاء الله أن يصيبه . وفي لفظ لأبي داود : وليس من الناس أحد إلا وقد وكل به ملك ، فلا تريده دابة ولا شيء إلا قال اتقه اتقه ، فإذا جاء القدر خلى عنه .
وأخرج ابن جرير عن كنانة العدوي - رضي الله عنه - قال : دخل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « يا رسول الله ، أخبرني عن العبد ، كم معه من ملك؟ فقال : ملك عن يمينك على حسناتك ، وهو أمين على الذي على الشمال ، إذا عملت حسنة كتبت عشراً ، فإذا عملت سيئة ، قال الذي على الشمال للذي على اليمين : اكتب؟ قال : لا ، لعله يستغفر الله ويتوب ، فإذا قال ثلاثاً قال : نعم اكتبه ، أراحنا الله منه فبئس القرين ، ما أقل مراقبته لله وأقل استحياءه منه؟! يقول الله { وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } [ ق : 18 ] وملكان من بين يديك ومن خلفك ، يقول الله { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } وملك قابض على ناصيتك ، فإذا تواضعت لله رفعك ، وإذا تجبرت على الله قصمك ، وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وملك قائم على فيك لا يدع أن تدخل الحية في فيك ، وملكان على يمينك ، فهؤلاء عشرة أملاك على كل بني آدم ، ينزل ملائكة الليل على ملائكة النهار ، لأن ملائكة الليل سوى ملائكة النهار ، فهؤلاء عشرون ملكاً على كل آدمي ، وإبليس بالنهار وولده بالليل » .


وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } لا يغير ما بهم من النعمة حتى يعملوا بالمعاصي ، فيرفع الله عنهم النعم .
وأخرج ابن أبي شيبة في كتاب العرش ، وأبو الشيخ وابن مردويه ، عن علي - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله « وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي ، ما من أهل قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية ، كانوا على ما كرهته من معصيتي ، ثم تحوّلوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي ، إلا تحوّلت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي؛ وما من أهل بيت ولا قرية ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي ، ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتي ، إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون من غضبي » .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن ابن زيد - رضي الله عنه - قال : أتى عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له عامر : « ما تجعل لي إن اتبعتك؟ قال : أنت فارس ، أعطيك أعنة الخيل . قال : فقط؟ قال : فما تبغي؟ قال : لي الشرق ولك الغرب ، ولي الوبر ولك المدر . قال : لا . قال : لأملأنها إذاً عليك خيلاً ورجالاً . قال : يمنعك الله ذلك » وأتيا قبيلة تدعى الأوس والخزرج ، فخرجا ، فقال عامر لأربد : إن كان الرجل لنا يمكنا لو قتلناه ما انتطحت فيه عنزان ، ولرضوا بأن نعقله لهم ، وأحبوا السلم وكرهوا الحرب إذا رأوا أمراً قد وقع ، فقال الآخر : إن شئت . فتشاورا وقال : أرجع ، أنا أشغله عنك بالمجادلة ، وكن وراءه فاضربه بالسيف ضربة واحدة ، فكانا كذلك ، واحد وراء النبي صلى الله عليه وسلم ، والآخر قال : أقصص عليّ قصصك . قال : ما تقول؟ قال : قرأتك ، فجعل يجادله ويستبطئه ، حتى قال له ما لك ، أحشمت؟ قال : وضعت يدي على قائم السيف فيبست ، فما قدرت على أن أحلي ولا أمري ، فجعل يحركها ولا تتحرك ، فخرجا ، فلما كانا بالحرة سمع بذلك سعد بن معاذ وأسيد بن خضير ، فخرجا إليه على كل واحد منهما لأمته ورمحه بيده ، وهو متقلد سيفه ، فقال أسيد لعامر بن الطفيل : يا أعور الخبيث ، أنت الذي تشترط على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! لولا أنك في أمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما رمت المنزل حتى ضربت عنقك .


فقال : من هذا؟ قالوا : أسيد ابن حضير . قال : لو كان أبوه حياً لم يفعل بي هذا ، ثم قال عامر لأربد : أخرج أنت يا أربد إلى ناحية عذبة ، وأخرج أنا إلى محمد فأجمع الرجال فنلتقي عليه ، فخرج أربد حتى إذا كان بالرقم ، بعث الله سحابة من الصيف فيها صاعقة فأحرقته ، وخرج عامر حتى إذا كان بوادي الحريد ، أرسل الله عليه الطاعون ، فجعل يصيح : يا آل عامر ، اغدة كغدة البعير تقتلني ، وموت أيضاً في بيت سلولية ، وهي امرأة من قيس ، فذلك قول الله { سواء منكم من أسر القول ومن جهر به . . . } إلى قوله { له معقبات من ببين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } هذا مقدم ومؤخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، تلك المعقبات من أمر الله { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . . . } حتى بلغ { وما دعاء الكافرين إلا في ضلال } وقال لبيد في أخيه أربد وهو يبكيه :
أخشى على أربد الحتوف ولا ... أرهب نوء السماء والأسد
فجعتني الرعد والصواعق بالفا ... رس يوم الكريهة النجد
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } قال : إنما يجيء التغيير من الناس ، والتيسير من الله ، فلا تغيروا ما بكم من نعم الله .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن إبراهيم - رضي الله عنه - قال : أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل ، أن قل لقومك أنه ليس من أهل قرية ولا من أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحوّلون إلى معصية الله ، إلا تحوّل الله مما يحبون إلى ما يكرهون ، ثم قال : إن تصديق ذلك في كتاب الله تعالى { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } .
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن أبي هلال - رضي الله عنه - قال : بلغني أن نبياً من الأنبياء عليهم السلام ، لما أسرع قومه في المعاصي قال لهم : اجتمعوا إلي لأبلغكم رسالة ربي ، فاجتمعوا إليه وفي يده فخارة فقال : إن الله تبارك وتعالى يقول لكم إنكم قد عملتم ذنوباً قد بلغت السماء ، وإنكم لا تتوبون منها وتنزعون عنها إلا إن كسرتم كما تكسر هذه . فألقاها فانكسرت وتفرقت ، ثم قال : وأفرقكم حتى لا ينتفع بكم ، ثم أبعث عليكم من لا حظ له فينتقم لي منكم ، ثم أكون الذي أنتقم لنفسي بعد .
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - قال : إن الحجاج عقوبة ، فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف ، ولكن استقبلوها بتوبة وتضرع واستكانة .
وأخرج أبو الشيخ ، عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - قال : كلما أحدثتم ذنباً ، أحدث الله لكم من سلطانكم عقوبة .
وأخرج أبو الشيخ ، عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - قال : قرأت في بعض الكتب : « إني أنا الله مالك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فلا تشغلوا قلوبكم بسبب الملوك ، وادعوني أعطفهم عليكم » .
وأخرج أبو الشيخ عن السدي - رضي الله عنه - { وما لهم من دونه من وال } قال : هو الذي تولاهم فينصرهم ويلجئهم إليه .


هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12)

أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً } قال : خوفاً للمسافر ، يخاف أذاه ومشقته { وطمعاً } للمقيم ، يطمع في رزق الله ويرجو بركة المطر ومنفعته .
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله { يريكم البرق خوفاً وطمعاً } قال { خوفاً } لأهل البحر { وطمعاً } لأهل البر .
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله { يريكم البرق خوفاً وطمعاً } قال : الخوف : ما يخاف من الصواعق ، والطمع : الغيث .
وأخرج ابن جرير ، عن أبي جهضم موسى بن سالم مولى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن البرق فقال : البرق : الماء .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله { يريكم البرق } قال : شعيب الجياني في كتاب الله : الملائكة ، حملة العرش أسماؤهم في كتاب الله الحيات ، لكل ملك وجه إنسان واسد ونسر ، فإذا حركوا أجنحتهم فهو البرق . قال أمية بن أبي الصلت :
رجل وثور تحت رجل يمينه ... والنسر للأخرى وليث مرصد
وأخرج ابن المنذر ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { يريكم البرق } قال : ملائكة تمصع بأجنحتها ، فذلك البرق . زعموا أنها تدعى الحيات .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن محمد بن مسلم - رضي الله عنه - قال : بلغنا أن البرق له أربعة وجوه : وجه إنسان ، ووجه ثور ، ووجه نسر ، ووجه أسد ، فإذا مصع بذنبه فذلك البرق .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : البرق مصع ملك ، يسوق السحاب .
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : البرق ملك يترايا .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والخرائطي في مكارم الأخلاق ، والبيهقي في سننه من طرق ، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : البرق مخاريق من نار بأيدي ملائكة السحاب ، يزجرون به السحاب .
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : البرق مخاريق يسوق به الرعد السحاب .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : البرق اصطفاق البرد .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في كتاب العظمة ، عن كعب - رضي الله عنه - قال : البرق تصفيق الملك البرد ، ولو ظهر لأهل الأرض لصعقوا .
وأخرج الشافعي عن عروة بن الزبير - رضي الله عنه - قال : إذا رأى أحدكم البرق أو الودق ، فلا يشر إليه وليصف ولينعت .


وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { وينشئ السحاب الثقال } قال : الذي فيه الماء .
وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب المطر ، وأبو الشيخ في العظمة ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الله ينشئ السحاب فينطق أحسن النطق ، ويضحك أحسن الضحك » قال إبراهيم بن سعد : النطق ، الرعد . والضحك ، البرق .
وأخرج العقيلي وضعفه وابن مردويه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ينشئ الله السحاب ، ثم ينزل فيه الماء . فلا شيء أحسن من ضحكه؛ ولا شيء أحسن من منطقه ، ومنطقه الرعد ، وضحكه البرق » .
وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن بجاد الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اسم السحاب عند الله ، العنان ، والرعد ، ملك يزجر السحاب . والبرق ، طرف ملك يقال له روقيل » .
وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن خزيمة بن ثابت - وليس بالأنصاري - رضي الله عنه ، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن منشأ السحاب فقال : « إن ملكاً موكل بالسحاب يلم القاصية ويلحم الدانية ، في يده مخراق ، فإذا رفع برقت ، وإذا زجر رعدت ، وإذا ضرب صعقت » .


وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13)

أخرج أحمد والترمذي وصححه ، والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة ، وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل ، و الضياء في المختارة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقالوا : « يا أبا القاسم ، إنا نسألك عن خمسة أشياء ، فإن أنباتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك . فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه ، إذ قال { والله على ما نقول وكيل } [ القصص : 28 ] قال : هاتوا . قالوا : أخبرنا عن علامة النبي . قال : تنام عيناه ولا ينام قلبه . قالوا : أخبرنا ، كيف تؤنث المرأة ، وكيف تذكر؟ قال : يلتقي الماءان ، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة ، اذكرت . وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل ، أنثت . قالوا : أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه ، فقال : كان يشتكي عرق النسا ، فلم يجد شيئاً يلائمه إلا ألبان كذا وكذا - يعني الإِبل - فحرم لحومها . قالوا : صدقت ، قالوا : أخبرنا ، ما هذا الرعد؟ قال : ملك من ملائكة الله موكل السحاب ، بيديه مخراق من نار ، يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله ، قالوا : فماذا الصوت الذي نسمع؟ قال : صوته . قالوا : صدقت إنما بقيت واحدة ، وهي التي نتابعك إن أخبرتنا أنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر ، فأخبرنا من صاحبك؟ قال : جبريل . قالوا : جبريل! . . . ذلك ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدوّنا ، لو قلت ميكائيل ، الذي ينزل بالرحمة والنبات والمطر لكان . فأنزل الله { قل من كان عدوّاً لجبريل . . . } [ البقرة : 97 ] إلى آخر الآية .
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر ، وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه ، والخرائطي في مكارم الأخلاق ، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : الرعد ، ملك . والبرق ، ضربه السحاب بمخراق من حديد .
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والخرائطي ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : الرعد ، ملك يسوق السحاب بالتسبيح ، كما يسوق الحادي الإِبل بحدائه .
وأخرج البخاري في الأدب المفرد ، وابن أبي الدنيا في المطر ، وابن جرير ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال : سبحان الذي سبحت له ، وقال : إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه .
وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : الرعد ملك من الملائكة ، اسمه الرعد ، وهو الذي تسمعون صوته ، والبرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب .
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : الرعد ملك اسمه الرعد ، وصوته هذا تسبيحه ، فإذا اشتد زجره ، احتك السحاب واصطدم من خوفه فتخرج الصواعق من بينه .


وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : الرعد ملك يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ما خلق الله شيئاً أشد سَوْقاً من السحاب ، ملك يسوقه . والرعد ، صوت الملك يزجر به ، والمخاريق يسوقه بها .
وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو ، أنه سئل عن الرعد فقال : ملك وكله الله بسياق السحاب ، فإذا أراد الله أن يسوقه إلى بلد ، أمره فساقه ، فإذا تفرق عليه زجره بصوته حتى يجتمع ، كما يرد أحدكم ركانه ، ثم تلا هذه الآية { ويسبح الرعد بحمده } .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : الرعد ، ملك ينشئ السحاب ، ودوّيه صوته .
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ ، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله { ويسبح الرعد بحمده } قال : هو ملك يسمى الرعد ، وذلك الصوت تسبيحه .
وأخرج ابن جرير والخرائطي وأبو الشيخ ، عن أبي صالح - رضي الله عنه - { ويسبح الرعد بحمده } قال : ملك من الملائكة .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه ، عن عكرمة - رضي الله عنه - قال : إن الرعد ملك من الملائكة ، وكل بالسحاب يسوقها كما يسوق الراعي الإِبل .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابو الشيخ في العظمة ، عن شهر بن حوشب - رضي الله عنه - قال : إن الرعد ملك يزجر السحاب كما يحث الراعي الإِبل ، فإذا شذت سحابة ضمها ، فإذا اشتد غضبه طار من فيه النار ، فهي الصواعق .
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ، أن رجلاً سأله عن الرعد فقال : ملك يسبح بحمده .
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : الرعد الملك ، والبرق الماء .
وأخرج الخرائطي عن عكرمة - رضي الله عنه - قال : الرعد ، ملك يزجر السحاب بصوته .
وأخرج الخرائطي عن مجاهد - رضي الله عنه - مثله .
وأخرج أبو الشيخ في العظمة ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن الثقة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « هذا سحاب ينشئ الله عز وجل فينزل الله منه الماء ، فما من منطق أحسن من منطقه ، ولا من ضحك أحسن من ضحكه » وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « منطقه الرعد وضحكه البرق » . وأخرج أحمد والحاكم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن ربكم يقول : لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل ، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ، ولم أسمعهم صوت الرعد » .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب ، والترمذي والنسائي وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة ، والحاكم وابن مردويه والخرائطي في مكارم الأخلاق ، عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال :


« اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك » .
وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - يرفع الحديث ، أنه كان إذا سمع الرعد قال : سبحان من يسبح الرعد بحمده .
وأخرج ابن مردويه وابن جرير عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا هبت الريح أو سمع صوت الرعد تغير لونه ، حتى عرف ذلك في وجهه ، ثم يقول للرعد : « سبحان من سبحت له » ويقول للريح : « اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً » .
وأخرج الشافعي عن المطلب بن حنطب - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا برقت السماء أو رعدت ، عرف ذلك في وجهه ، فإذا أمطرت سري عنه .
وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله ، فإنه لا يصيب ذاكراً » .
وأخرج أبو داود في مراسيله ، عن عبيد الله بن أبي جعفر - رضي الله عنه - أن قوماً سمعوا الرعد فكبروا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا سمعتم الرعد فسبحوا ولا تكبروا » .
وأخرج ابن أبي شيبة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان إذا سمع الرعد قال : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم .
وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال : سبحان من سبحت له .
وأخرج مالك وابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد ، والبخاري في الأدب ، وابن المنذر والخرائطي ، وأبو الشيخ في العظمة ، عن عبد الله بن الزبير : أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال : سبحان الذي يسبح الرعد بحمده ، والملائكة من خيفته ، ثم يقول : إن هذا الوعيد لأهل الأرض شديد .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن علي بن الحسين - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنما الرعد وعيد من الله ، فإذا سمعتموه فأمسكوا عن الحديث » .
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال : من سمع صوت الرعد فقال : سبحان من يسبح الرعد بحمده ، والملائكة من خيفته ، وهو على كل شيء قدير ، فإن أصابته صاعقة فعليّ ديته .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ ، عن عبد الله بن أبي زكريا - رضي الله عنه - قال : بلغني أن من سمع صوت الرعد فقال : سبحان الله وبحمده ، لم تصبه صاعقة .


وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق ، عن أحمد بن داود - رضي الله عنه - قال : بينما سليمان بن داود عليه السلام يمشي مع أبويه وهو غلام ، إذ سمع صوت الرعد ، فخر فلصق بفخذ أبيه ، فقال : يا بني ، هذا صوت مقدمات رحمته ، فكيف لو سمعت صوت مقدمات غضبه؟
وأخرج أبو الشيخ في العظمة ، عن كعب - رضي الله عنه - قال : من قال حين يسمع الرعد : سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثاً ، عوفي مما يكون في ذلك الرعد .
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : « كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع الرعد فقال : » أتدرون ما يقول؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه يقول : موعدك لمدينة كذا « .
وأخرج مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » بينما رجل في فلاة من الأرض ، فسمع صوتاً في سحابة : اسق حديقة فلان ، فتنحى ذلك السحاب ، فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ، فتتبع الماء ، فإذا هو رجل قائم في حديقة يحوّل الماء بمسحاته ، فقال له : يا عبد الله ، ما اسمك؟ فقال : فلان - للإسم الذي سمع في السحابة - فقال له : لم سألتني عن اسمي؟! قال : سمعت في السحاب الذي هذا ماؤه ، اسق حديقة فلان لإِسمك بما تصنع فيها . قال : أما إذ قلت هذا ، فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه ، وآكل أنا وعيالي ثلثاً ، وأرد فيه ثلثه « .
وأخرج النسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني في الأوسط ، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : » بعث رجلاً من أصحابه إلى رأس من رؤساء المشركين يدعوه إلى الله ، فقال المشرك : هذا الإِله الذي تدعوني إليه ، أمن ذهب هو أم من فضة ، أم من نحاس؟ فتعاظم مقالته ، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : ارجع إليه ، فرجع إليه ، فأعاد عليه القول الأول ، فرجع فأعاده الثالثة ، فبينما هما يتراجعان الكلام بينهما ، إذ بعث الله سحابة حيال رأسه فرعدت وأرقت ، ووقع منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه ، فأنزل الله تعالى { ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء . . . } الآية .
وأخرج ابن جرير والخرائطي في مكارم الأخلاق ، عن عبد الرحمن بن صحار العبدي ، أنه بلغه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى جبار يدعوه فقال : أرأيتم ربكم ، أذهب هو ، أم فضة هو ، أم لؤلؤ هو ، قال : فبينما هو يجادلهم إذ بعث الله سحابة فرعدت ، فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه .


فأنزل الله هذه الآية { ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال } .
وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني عن ربك ، من ذهب هو ، أم من لؤلؤ ، أم ياقوت؟ فجاءه صاعقة فأخذته ، فأنزل الله { ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء . . . } الآية .
وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد حدثني عن إلهك هذا الذي تدعو إليه أياقوت هو؟ أذهب هو؟ أم ما هو؟ . . . فنزلت على السائل صاعقة فأحرقته . فأنزل الله تعالى { ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء . . . } .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي كعب المكي - رضي الله عنه - قال : قال خبيث من خبثاء قريش : أخبرونا عن ربكم ، من ذهب هو ، أم من فضة ، أم من نحاس؟ فقعقعت السماء قعقعة ، فإذا قحف رأسه ساقطٌ بين يديه ، فأنزل الله تعالى { ويرسل الصواعق . . . } الآية .
وأخرج ابن جرير والخرائطي ، عن قتادة - رضي الله عنه - ذكر لنا أن رجلاً أنكر القرآن ، وكذب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرسل الله عليه صاعقة فأهلكته ، فأنزل الله تعالى فيه { وهم يجادلون في الله . . . } الآية .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله { ويرسل الصواعق } قال : نزلت في عامر بن الطفيل وفي أربد بن قيس ، أقبل عامر فقال : إن لي حاجة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « اقترب ، فاقترب حتى جثا على النبي صلى الله عليه وسلم ، وسل أربد بعض سيفه ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم بريقه ، تعوّذ بآية من القرآن كان يتعوّذ بها ، فأيبس الله يد أربد على السيف ، وأرسل عليه صاعقة فاحترق » فذلك قول أخيه :
أخشى على أربد الحتوف ولا ... أرهب نوء السماك والأسد
فجعني البرق بالفا ... رس يوم الكريهة النجد
وأخرج ابن أبي حاتم والخرائطي وأبو الشيخ في العظمة ، عن أبي عمران الجوني قال : إن بحوراً من النار دون العرش يكون فيها الصواعق .
وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال : الصواعق نار .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سفيان - رضي الله عنه - قال : الصواعق من نار السموم ، وهذا صوت الحجب التي بحرها ما بيننا وبينه من الحجاب ، يسوق السحاب .
وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن دينار - رضي الله عنه - قال : لم أسمع أحداً ذهب البرق ببصره ، لقول الله تعالى


{ يكاد البرق يخطف أبصارهم } [ سورة البقرة : 120 ] والصواعق تحرق لقول الله تعالى { ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء } .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن أبي نجيح - رضي الله عنه - قال : رأيت صاعقة أصابت نخلتين بعرفة ، فأحرقتهما .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن أبي جعفر - رضي الله عنه - قال : الصاعقة تصيب المؤمن والكافر ، ولا تصيب ذاكر الله .
وأخرج أبو الشيخ عن نصر بن عاصم الثقفي - رضي الله عنه - قال : من قال : سبحان الله شديد المحال ، لم تصبه عقوبة .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وهو شديد المحال } قال : شديد القوة .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { وهو شديد المحال } قال : شديد المكر ، شديد القوّة .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { وهو شديد المحال } قال : شديد الحول .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنه - { وهو شديد المحال } قال : شديد الأخذ .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - { وهو شديد المحال } قال : شديد الانتقام .
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة - رضي الله عنه - { وهو شديد المحال } قال : شديد الحقد .
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - { وهو شديد المحال } قال : شديد القوّة والحيلة .
وأخرج أبو الشيخ عن السدي ، رضي الله عنه - { وهو شديد المحال } قال : شديد الحول والقوّة .


( معلومات الكتاب )