وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ
يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ
لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
(54)
أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { فظنوا أنهم
مواقعوها } قال : علموا .
وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن حبان والحاكم وصححه ابن مردويه ، عن أبي
سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ينصب الكافر يوم
القيامة مقدار خمسين ألف سنة كما لم يعمل في الدنيا ، وأن الكافر ليرى جهنم
ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة والله أعلم » .
وأخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن علي رضي الله عنه : أن
النبي - صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة ليلاً فقال : « » ألا تصليان « فقلت :
يا رسول الله ، إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا . وانصرف حين قلت
ذلك ولم يرجع إلي شيئاً ، ثم سمعته بضرب فخذه ويقول : { وكان الإنسان أكثر شيء
جدلاً } » .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : { وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً }
قال : الجدل الخصومة ، خصومة القوم لآنبيائهم ، وردهم عليهم ما جاؤوا به ، وكل
شيء في القرآن من ذكر الجدل ، فهو من ذلك الوجه ، فيما يخاصمونهم من دينهم ،
يردون عليهم ما جاؤوا به ، والله أعلم .
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى
وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ
أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ
إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا
أُنْذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ
فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى
قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ
تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) وَرَبُّكَ
الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ
لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا
(58) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا
لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)
أخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { إلا أن تأتيهم سنة الأوّلين } قال :
عقوبة الأولين .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد أنه قرأ { أو يأتيهم العذاب قبلاً }
قال : قبائل .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { أو
يأتيهم العذاب قبلاً } قال : فجأة .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة أنه قرأ { أو يأتيهم العذاب قبلاً } أي عياناً .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الأعمش في قوله : { قبلاً } قال : جهاراً .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : { أو يأتيهم العذاب قبلاً } قال :
مقابلهم فينظرون إليه .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { ونسي ما قدمت يداه } أي نسي ما سلف
من الذنوب الكثيرة .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { بما كسبوا } يقول : بما علموا .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : { بل لهم موعد } قال : الموعد يوم
القيامة .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي ، عن ابن عباس في قوله : { لن
يجدوا من دونه موئلاً } قال : ملجأ .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله { لن يجدوا
من دونه موئلاً } قال : مجوزاً . وفي قوله : { وجعلنا لمهلكهم موعداً } قال :
أجلاً .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن العباس بن عزوان أسنده في قوله : { وتلك القرى
أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً } قال : قضى الله العقوبة حين عصي ،
ثم أخرها حتى جاء أجلها ، ثم أرسلها .
( معلومات الكتاب ) |