وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ
وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32)
أخرج عبد بن حميد عن قتادة { وأنكحوا الأيامى منكم } قال : قد أمركم الله - كما
تسمعون أن تنكحوهن ، فإنه أغض لأبصارهم ، واحفظ لفروجهم .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن أنه قال : وانكحوا الصالحين من عبيدكم
وامائكم .
وأخرج ابن مردويه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انكحوا
الصالحين والصالحات فما تبعهم بعد ذلك فهو حسن .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { وانكحوا الأيامى منكم
} الآية . قال : أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه ، وأمرهم أن يتزوجوا
أحرارهم وعبيدهم ، ووعدهم في ذلك الغنى فقال { إن يكونوا فقراء يغنهم الله من
فضله }
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الصديق قال : أطيعوا الله فيما أمركم به من
النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى قال تعالى { إن يكونوا فقراء يغنهم الله من
فضله } .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الصديق . قال : أطيعوا الله فيما أمركم به من
النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى قال تعالى { إن يكونوا فقراء يغنهم الله من
فضله } .
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد عن قتادة قال : ذكر لنا أن عمر بن
الخطاب قال : ما رأيت كرجل لم يلتمس الغنى في الباءة وقد وعده الله فيها ما
وعده فقال { إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله } .
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة معاً في المصنف عن عمر بن الخطاب قال : ابتغوا
الغنى في الباءة .
وفي لفظ اطلبوا الفضل في الباءة وتلا { إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله } .
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال : التمسوا الغنى في النكاح . يقول الله { إن
يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله } .
وأخرج الديلمي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « التمسوا الرزق
بالنكاح » .
وأخرج البزار وابن مردويه والديلمي من طريق عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم « انكحوا النساء فإنهن يأتينكم بالمال » وأخرجه ابن أبي
شيبة وأبو داود في مراسيله عن عروة مرفوعاً مرسلاً .
وأخرج عبد الرزاق وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم
وصححه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «
ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف ، والمكاتب يريد الأداء ، والغازي
في سبيل الله » .
وأخرج الخطيب في تاريخه عن جابر قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
يشكو إليه الفاقة فأمره أن يتزوج .
وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ
مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى
الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ
غَفُورٌ رَحِيمٌ (33)
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { وليستعفف الذين
لا يجدون نكاحاً } قال : هو الرجل يرى المرأة فكأنه يشتهي ، فإن كانت له امرأة
فليذهب إليها فليقض حاجته منها ، وإن لم تكن له امرأة فلينظر في ملكوت السموات
والأرض حتى يغنيه الله من فضله .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي روق { وليستعفف } يقو : عما حرم الله عليهم حتى
يرزقهم الله .
وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله { وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً
} الآية قال : ليتزوج من لا يجد فإن الله سيغنيه .
وأخرج ابن السكن في معرفة الصحابة عن عبد الله بن صبيح عن أبيه قال : كنت
مملوكاً لحويطب بن عبد العزى . فسألته الكتاب فأبى ، فنزلت { والذين يبتغون
الكتاب . . . } .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { والذين يبتغون الكتاب } يعني الذين
يطلبون المكاتبة من المملوكين .
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله { فكاتبوهم } قال : هذا تعليم ورخصة وليست
بعزيمة .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عامر الشعبي { فكاتبوهم } قال : إن شاء كاتب
وإن شاء لم يكاتب .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن أنس بن مالك قال : سألني سيرين
المكاتبة ، فأبيت عليه ، فأتى عمر بن الخطاب ، فأقبل عليَّ بالدرة وقال : كاتبه
وتلا { فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً } فكاتبته .
وأخرج أبو داود في المراسيل والبيهقي في سننه عن يحيى بن أبي كثير قال : « قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم { فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً } قال : » إن
علمتم فيهم حرفة ولا ترسلوهم كلا على الناس « .
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن
عباس في قوله { إن علمتم فيهم خيراً } قال : المال .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد مثله .
وأخرج البيهقي عن ابن عباس في قوله { إن علمتم فيهم خيراً } قال : أمانة ووفاء
.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس في قوله { فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً } إن علمت
إن مكاتبك يقضيك .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن ابن جريج قال : قلت
لعطاء ما قوله { فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً } الخير المال أم الصلاح أم كل
ذلك؟ قال ما أراه إلا المال كقوله { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك
خيراً } الخير . المال .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبيدة السلماني {
إن علمتم فيهم خيراً } قال : إن علمتم عندهم أمانة .
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وإبراهيم وأبي صالح . مثله .
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والبيهقي عن نافع قال : كان ابن عمر يكره أن
يكاتب عبده إذا لم يكن له حرفة ويقول : يطعمني من أوساخ الناس .
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن مجاهد
وطاوس في قوله { إن علمتم فيهم خيراً } قال : مالاً وأمانة .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الحسن . مثله .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله { إن
علمتم فيهم خيراً } قال : إن علمتم لهم حيلة ولا تلقوا مؤنتهم على المسلمين {
وآتوهم من مال الله الذي آتاكم } يعني ضعوا عنهم من مكاتبتهم .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والروياني في مسنده
والضياء المقدسي في المختارة عن بريدة { وآتوهم من مال الله } قال : حث الناس
عليه أن يعطوه .
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن { وآتوهم من مال الله } قال : حث الناس عليه مولى
وغيره .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال : يترك
للمكاتب طائفة من كتابته .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : قال ابن عباس في { وآتوهم من مال
الله } أمر الله المؤمنين أن يعينوا في الرقاب قال علي بن أبي طالب : أمر الله
السيد أن لا يدع للمكاتب . الربع من ثمنه ، وهذا تعليم من الله ليس بفريضة ولكن
فيه أجر .
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن
مردويه والبيهقي من طريق أبي عبد الرحمن السلمي أن علي بن أبي طالب قال في قوله
{ إن علمتم فيهم خيراً } قال : مالاً . { وآتوهم من مال الله الذي آتاكم } قال
: يترك للمكاتب الربع .
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والديلمي وابن المنذر والبيهقي
وابن مردويه من طرق عن عبد الله بن حبيب عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في
قوله { وآتوهم من مال الله الذي آتاكم } قال : يترك للمكاتب الربع .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال : يترك له العشر من كتابته .
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم والبيهقي عن عمر أنه كاتب عبداً له يكنى أبا
أمية ، فجاء بنجمه حين حل قال : يا أبا أمية اذهب فاستغن به في مكاتبتك قال :
يا أمير المؤمنين لو تركت حتى يكون من آخر نجم قال : أخاف أن لا أدرك ذلك ، ثم
قرأ { وآتوهم من مال الله الذي آتاكم } .
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : كان ابن عمر إذا
كان له مكاتب لم يضع عنه شيئاً من أول نجومه مخافة أن يعجز فترجع إليه صدقته ،
ولكنه إذا كان في آخر مكاتبته وضع عنه ما أحب .
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم { وآتوهم من مال الله } قال : ذلك على
الولاة . يعطوهم من الزكاة يقول الله { وفي الرقاب } [ التوبة : 60 ] .
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وسعيد بن منصور والبزار والدارقطني وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال :
كان عبد الله بن أبي يقول لجارية له : اذهبي فابغينا شيئاً وكانت كارهة ، فأنزل
الله { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً لتبتغوا عرض الحياة
الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم } هكذا كان يقرأها .
وأخرج مسلم من هذا الطريق عن جابر : أن جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة
. وأخرى يقال لها أميمة . فكان يريدهما على الزنا ، فشكيا ذلك إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فأنزل الله { ولا تكرهوا فتياتكم . . . } .
وأخرج النسائي والحاكم وصححه وابن جرير وابن مردويه من طريق أبي الزبير عن جابر
قال : كانت مسيكة لبعض الأنصار فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن
سيدي يكرهني على البغاء ، فنزلت { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } .
وأخرج البزار وابن مردويه عن أنس قال : كانت جارية لعبد الله بن أبي يقال لها
معاذة . يكرهها على الزنا ، فلما جاء الإِسلام نزلت { ولا تكرهوا فتياتكم على
البغاء } .
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة . مثله .
وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب في قوله { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء
} قال : كان أهل الجاهلية يبغين اماؤهم ، فنهوا عن ذلك في الإِسلام .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كانوا في الجاهلية يكرهون إماءهم على الزنا
، يأخذون أجورهم فنزلت الآية .
وأخرج الطيالسي والبزار وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن ابن
عباس أن جارية لعبد الله بن أبي كانت تزني في الجاهلية ، فولدت له أولاداً من
الزنا ، فلما حرم الله الزنا قال لها : ما لك لا تزنين؟ قالت : لا والله لا
أزني أبداً ، فضربها ، فأنزل الله { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } .
وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة أن عبد الله بن
أبي كانت له أمتان : مسيكه ، ومعاذة ، وكان يكرههما على الزنا فقالت إحداهما :
إن كان خيراً فقد استكثرت منه ، وإن كان غير ذلك فإنه ينبغي أَن أدعه . فأنزل
الله { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } .
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أبي مالك في قوله { ولا تكرهوا فتياتكم
على البغاء } قال : نزلت في عبد الله بن أبي وكانت له جارية تكسب عليه ، فأسلمت
وحسن إسلامها ، فأرادها ، أن تفعل كما كانت تفعل ، فأبت عليه .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : كان لعبد الله بن أبي جارية تدعى معاذة ،
فكان إذا نزل به ضيف أرسلها إليه ليواقعها إرادة الثواب منه والكرامة له ،
فأقبلت الجارية إلى أبي بكر ، فشكت ذلك إليه ، فذكره أبو بكر للنبي صلى الله
عليه وسلم فأمره بقبضها ، فصاح عبد الله بن أبي : من يعذرنا من محمد يغلبنا على
مماليكنا؟ فنزلت الآية .
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الزهري أن رجلاً من
قريش أسر يوم بدر ، وكان عبد الله بن أبي أسيراً ، وكانت لعبد الله بن أبي
جارية يقال لها معاذة ، وكان القرشي الأسير يريدها على نفسها ، وكانت مسلمة ،
فكانت تمتنع منه لإِسلامها ، وكان عبد الله بن أبي يكرهها على ذلك ويضربها رجاء
أن تحمل للقرشي فيطلب فداء ولد ، فأنزل الله { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء }
.
وأخرج الخطيب في رواة مالك من طريق مالك عن ابن شهاب أن عمر بن ثابت أخا بني
الحرث بن الخزرج حدثه : أن هذه الآية في سورة النور { ولا تكرهوا فتياتكم على
البغاء } نزلت في معاذة جارية عبد الله بن أبي سلول ، وذلك أن عباس بن عبد
المطلب كان عندهم أسيراً ، فكان عبد الله بن أبي يضربها على أن تمكن عباساً من
نفسها رجاء أن تحمل منه فيأخذ ولده فداء ، فكانت تأبى عليه وقال : ذلك الغرض
الذي كان ابن أُبي يبتغي .
وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد قال : كانوا
يأمرون ولائدهم أن يباغوا ، فكن يفعلن ذلك ، ويصبن فيأتين بكسبهن قال : وكان
لعبد الله بن أبي جارية ، فكانت تباغي ، وكرهت ذلك وحلفت أن لا تفعله ، فأكرهها
، فأنزل الله الآية .
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال : بلغنا - والله أعلم - أن هذه الآية
نزلت في رجلين كانا يكرهان أمتين لهما إحداهما اسمها مسيكة وكانت للأنصاري ،
والأخرى أميمة أم مسيكة لعبد الله بن أبي ، وكانت معاذة ، وأروى بتلك المنزلة ،
فأتت مسيكة وأمها النبي صلى الله عليه وسلم فذكرتا ذلك له ، فأنزل الله في ذلك
{ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } يعني الزنا .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عن ابن عباس { ولا تكرهوا
فتياتكم على البغاء } قال : لا تكرهوا إماءكم على الزنا ، فإن فعلتم فإن الله
لهن غفور رحيم ، وإثمهن على من يكرههن .
وأخرج ابن أبي شيبة عن رافع بن خديج أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « كسب
الحجام خبيث ، ومهر البغي خبيث » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جحيفة قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
مهر البغي .
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : في قراءة ابن مسعود {
فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم } قال : للمكرهات على الزنا .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة { إن أردن تحصناً } أي
عفة وإسلاماً .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { لتبتغوا عرض الحياة الدنيا } يعني كسبهن
وأولادهن من الزنا .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { فإن الله
من بعد إكراههن غفور رحيم } قال : للمكرهات على الزنا .
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم } قال : لهن
وليست لهم .
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ ( فإن الله من بعد إكراههن غفور
رحيم ) .
وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ
الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)
أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل { ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات } يعني ما فرض
عليهم في هذه السورة .
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا
مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ
دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا
غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ
عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ
الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)
أخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن
عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تهجد في الليل يدعو « اللهم
لك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد ، أنت نور السموات والأرض
ومن فيهن ولك الحمد ، أنت قيام السموات والأرض ومن فيهن أنت الحق ، وقولك حق ،
ووعدك حق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت ،
وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت فاغفر لي ما
قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت إلهي لا إله إلا أنت » .
وأخرج أبو داود والنسائي والبيهقي عن زيد بن أرقم قال سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول في دبر صلاة الغداة وفي دبر الصلاة « اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد
بأنك أنت الرب وحدك لا شريك لك ، اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن محمداً
عبدك ورسولك ، اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة ، اللهم
ربنا ورب كل شيء إجعلني مخلصاً لك وأهلي في كل ساعة في الدنيا والآخرة ، ذا
الجلال والإِكرام اسمع واستجب ، الله أكبر الله أكبر نور السموات والأرض ، الله
أكبر الله أكبر حسبي الله ونعم الوكيل ، الله أكبر الله أكبر » .
وأخرج الطبراني عن سعيد بن جبير قال : كان ابن عباس يقول : اللهم إني أسألك
بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض أن تجعلني في حرزك وحفظك وجوارك وتحت
كنفك .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { الله نور السماوات والأرض } يدبر الأمر
فيهما . نجومهما ، وشمسهما ، وقمرهما .
وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله { الله نور السماوات والأرض مثل نوره }
الذي أعطاه المؤمن { كمشكاة } مثل الكوّة { فيها مصباح المصباح في زجاجة
الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية } في
سفح جبل لا تصيبها الشمس إذا طلعت ولا إذا غربت { يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه
نار نور على نور } فذلك مثل قلب المؤمن نور على نور { والذين كفروا أعمالهم
كسراب بقيعة } قال : أعمال الكفار إذا جاؤوا رأوها مثل السراب إذا أتاه الرجل
قد احتاج إلى الماء فأتاه فلم يجد شيئاً . فذلك مثل عمل الكافر يرى أن له
ثواباً وليس له ثواب { أو كظلمات في بحر لجي } إلى قوله { لم يكد يراها } فذلك
مثل قلب الكافر ظلمة فوق ظلمة .
وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن الشعبي قال : في قراءة أبي بن
كعب { مثل نور المؤمن كمشكاة } .
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله { الله نور السماوات
والأرض } يقول : مثل نور من آمن بالله كمشكاة قال : وهي النقرة يعني الكوّة .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { مثل نوره } قال : هي خطأ من الكاتب . هو أعظم
من أن يكون نوره مثل نور المشكاة قال : مثل نور المؤمن كمشكاة .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق
علي عن ابن عباس { الله نور السماوات والأرض } قال : ( هادي أهل السموات وأهل
الأرض ) { مثل نوره } مثل هداه في قلب المؤمن { كمشكاة } يقول : موضع الفتيلة
يقول : كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار إذا مسته النار ازداد
ضوأً على ضوئه ، كذلك يكون قلب المؤمن يعمل بالهدى قبل أن يأتيه العلم ، فإذا
أتاه العلم ازداد على هدى ونوراً على نور .
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن أبي العالية قال : هي في قراءة أبي بن كعب مثل
نور من آمن به . أو قال مثل من آمن به .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم
وصححه عن أُبي بن كعب { الله نور السماوات والأرض مثل نوره } قال : هو المؤمن
الذي جعل الإِيمان والقرآن في صدره ، فضرب الله مثله فقال { الله نور السماوات
والأرض } فبدأ بنور نفسه ثم ذكر نور المؤمن فقال : مثل نور من آمن به فكان أُبي
بن كعب يقرؤها : مثل نور من آمن به فهو المؤمن جعل الإِيمان والقرآن في صدره {
كمشكاة } قال : فصدر المؤمن المشكاة { فيها مصباح } والمصباح : النور ، وهو
القرآن ، والإِيمان الذي جعل في صدره { في زجاجة } والزجاجة : قلبه . { كأنها
كوكب دري } فقلبه مما استنار فيه القرآن والإِيمان كأنه كوكب دري يقول : كوكب
مضيء . { توقد من شجرة مباركة } والشجرة المباركة : أصل المبارك الإِخلاص لله
وحده . وعبادته لا شريك له . { زيتونة لا شرقية ولا غربية } قال : فمثله كمثل
شجرة التف بها الشجر ، فهي خضراء ناعمة لا تصيبها الشمس على أي حالة كانت ، لا
إذا طلعت ، ولا إذا غربت ، فكذلك هذا المؤمن قد أجير من أن يصله شيء من الفتن ،
وقد ابتلي بها فثبته الله فيها ، فهو بين اربع خلال . إن قال صدق ، وإن حكم عدل
، وأن أعطى شكر ، وإن ابتلى صبر . فهو في سائر الناس كالرجل الحي ، يمشي بين
قبور الأموات { نور على نور } فهو يتقلب في خمسة من النور . فكلامه نور ، وعمله
نور ، ومدخله نور ، ومخرجه نور ، ومصيره إلى نور يوم القيامة إلى الجنة . ثم
ضرب مثل الكافر فقال { والذين كفروا أعمالهم كسراب . . . } قال : وكذلك الكافر
يجيء يوم القيامة وهو يحسب أن له عند الله خيراً فلا يجده ، ويدخله الله النار
قال : وضرب مثلاً آخر للكافر فقال { أو كظلمات في بحر لجي } فهو يتقلب في خمس
من الظلم : فكلامه ظلمة ، وعمله ظلمة ، ومخرجه ظلمة ، ومدخله ظلمة ، ومصيره يوم
القيامة إلى الظلمات إلى النار .
فكذلك ميت الأحياء يمشي في الناس لا يدري ماذا له وماذا عليه .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن
اليهود قالوا لمحمد : كيف يخلص نور الله من دون السماء؟ فضرب الله مثل ذلك
لنوره فقال { الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة } والمشكاة : كوة البيت
. { فيها مصباح } وهو السراج يكون في الزجاجة . وهو مثل ضربه الله لطاعته ،
فسمى طاعته نوراً ، ثم سماها أنواعاً شتى { لا شرقية ولا غربية } قال : هي وسط
الشجرة لا تنالها الشمس إذا طلعت ولا إذا غربت وذلك لوجود الزيت { يكاد زيتها
يضيء } يقول : بغير نار { نور على نور } يعني بذلك إيمان العبد وعمله { يهدي
الله لنوره من يشاء } هو مثل المؤمن .
وأخرج الطبراني وابن عدي وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنه في
قوله { كمشكاة فيها مصباح } قال : المشكاة : جوف محمد صلى الله عليه وسلم .
والزجاجة : قلبه . والمصباح : النور الذي في قلبه . { توقد من شجرة مباركة }
الشجرة : إبراهيم . { زيتونة لا شرقية ولا غربية } لا يهودية ولا نصرانية ثم
قرأ { ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من
المشركين } [ آل عمران : 67 ] .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن شمر بن
عطية قال : جاء ابن عباس رضي الله عنهما إلى كعب الأحبار فقال : حدثني عن قول
الله { الله نور السماوات والأرض مثل نوره } قال : مثل نور محمد صلى الله عليه
وسلم كمشكاة قال : المشكاة الكوة : ضربها مثلاً لفمه { فيها مصباح } والمصباح :
قلبه . { في زجاجة } والزجاجة : صدره . { كأنها كوكب دري } شبه صدر محمد صلى
الله عليه وسلم بالكوكب الدري ، ثم رجع إلى المصباح . إلى قلبه فقال : توقد من
شجرة مباركة زيتونة يكاد زيتها يضيء قال : يكاد محمد صلى الله عليه وسلم يبين
للناس ولو لم يتكلم أنه نبي ، كما يكاد ذلك الزيت أنه يضيء ولو لم تمسسه نار .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { الله نور السماوات والأرض } قال
: الله هادي أهل السموات والأرض { مثل نوره } يا محمد في قلبك كمثل هذا المصباح
في هذه المشكاة ، فكما هذا المصباح في هذه المشكاة كذلك فؤادك في قلبك . وشبه
قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكوكب الدري الذي لا يخبو { توقد من شجرة
مباركة زيتونة } تأخذ دينك عن إبراهيم عليه السلام . وهي الزيتونة { لا شرقية
ولا غربية } ليس بنصراني فيصلي نحو المشرق ، ولا يهودي فيصلي نحو المغرب { يكاد
زيتها يضيء } فيقول : يكاد محمد ينطق بالحكمة قبل أن يوحى إليه بالنور الذي جعل
الله في قلبه .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { مثل نوره } قال : محمد صلى
الله عليه وسلم { يكاد زيتها يضيء } قال : يكاد من رأى محمداً صلى الله عليه
وسلم يعلم أنه رسول الله وإن لم يتكلم .
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه { الله نور السماوات والأرض مثل نوره
} قال : مثل نور المؤمن .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه { مثل نوره } قال : مثل هذا
القرآن في القلب { كمشكاة } قال : ككوة .
وأخرج ابن جرير عن أنس رضي الله عنه قال : إن إلهي يقول « إن نوري هداي » .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله { كمشكاة
} قال : هي موضع الفتيلة من القنديل .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { كمشكاة } قال :
ككوة .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنه قال { كمشكاة } الكوة .
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : { المشكاة } بلسان الحبشة
. الكوة .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : {
المشكاة } الكوة بلغة الحبشة .
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن عياض { كمشكاة } قال : ككوة بلسان الحبشة .
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير { كمشكاة } قال : الكوة التي ليست بنافذة .
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك . مثله .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قال { المشكاة } الكوة التي ليس لها منفذ {
والمصباح } السراج .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه { مثل نوره }
قال : مثل نور الله في قلب المؤمن { كمشكاة } قال : الكوة { كأنها كوكب دري }
قال : منير يضيء { زيتونة لا شرقية ولا غربية } قال : لا يفي عليها ظل شرقي ولا
غربي كنا نتحدث انها صاحبة الشمس . وهو أصفى الزيت ، وأطيبه ، وأعذبه ، هذا مثل
ضربه الله للقرآن أي قد جاءكم من الله نور وهدى متظاهر أن المؤمن يسمع كتاب
الله . فوعاه ، وحفظه ، وانتفع بما فيه ، وعمل به ، فهذا مثل المؤمن .
وأخرج عبد بن الحميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه { كمشكاة } قال : الصفر
الذي في جوف القنديل { فيها مصباح } قال : السراج { في زجاجة } قال : القنديل {
لا شرقية ولا غربية } قال : هي الشمس من حين تطلع إلى أن تغرب ليس لها ظل ،
وذلك أضوأ لزيتها ، وأحسن له ، وأنور له { نور على نور } قال : النار على الزيت
جاورته .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك { كأنها كوكب دري } قال : يعني
الزهرة .
ضرب الله مثل المؤمن مثل ذلك النور يقول : قلبه نور ، وجوفه نور ، ويمشي في نور
.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { كوكب دري } قال : ضخم .
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في
قوله { زيتونة لا شرقية ولا غربية } قال : قلب إبراهيم لا يهودي ولا نصراني .
وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { لا شرقية
ولا غربية } قال : شجرة لا يظلها كهف ولا جبل ، ولا يواريها شيء ، وهو ، أجود
لزيتها .
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والضحاك رضي الله عنه ومحمد بن سيرين . مثله .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { لا شرقية ولا غربية }
قال : ليست شرقية ليس فيها غرب ، ولا غربية ليس فيها شرق ، ولكنها شرقية غربية
.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه في قوله { لا شرقية ولا غربية } قال : هي في وسط الشجر لا تصيبها
الشمس في شرق ولا غرب ، وهي من وجوه الشجر .
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك ومحمد بن كعب . مثله .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن
رضي الله عنه قال : لو كانت هذه الشجرة في الأرض لكانت شرقية أو غربية . ولكنه
مثل ضربه الله لنوره .
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما { توقد من شجرة
مباركة } قال : رجل صالح { لا شرقية ولا غربية } قال : لا يهودي ولا نصراني .
وأخرج عبد بن حميد في مسنده والترمذي وابن ماجة عن عمر رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : « ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة
مباركة » .
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي أسيد عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : « كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة » .
وأخرج البيهقي في الشعب عن عائشة رضي الله عنها « أنها ذكر عندها الزيت فقالت :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أن يؤكل ، ويدهن ، ويستعط به ، ويقول »
إنه من شجرة مباركة « » .
وأخرج الطبراني عن شريك بن سلمة قال : ضفت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة ،
فأطعمني كسوراً من رأس بعير بارد ، وأطعمنا زيتاً . وقال : هذا الزيت المبارك
الذي قال الله لنبيه .
وأخرج عبد بن الحميد عن عكرمة { يكاد زيتها يضيء } يقول : من شدة النور .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال الضوء إشراق الزيت .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه { نور على نور } قال : نور النار
ونور الزيت حين اجتمعا أضاءا . وكذلك نور القرآن ونور الإِيمان .
وأخرج ابن مردويه عن أبي العالية { نور على نور } قال : أتى نور الله تعالى على
نور محمد .
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ
لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36)
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما { في بيوت أذن الله أن
ترفع } قال : هي المساجد تكرم ، ونهى عن اللغو فيها ، { ويذكر فيها اسمه } ،
يتلى فيها كتابه ، يسبح : يصلي له فيها ، بالغدوة : صلاة الغداة ، والآصال :
صلاة العصر ، وهما أول ما فرض الله من الصلاة ، وأحب أن يذكرهما ويذكرهما عباده
.
وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : « يجمع الناس في صعيد واحد ، ينفذهم البصر ، ويسمعهم الداعي ،
فينادي مناد : سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم ثلاث مرات ثم يقول : أين الذين
كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع : ثم يقول : أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا
بيع عن ذكر الله؟ ثم يقول : أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم؟ » .
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { في بيوت أذن الله أن ترفع } قال : هي المساجد .
أذن الله في بنيانها ورفعها ، وأمر بعمارتها وبطهورها .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد { في بيوت أذن الله أن ترفع } قال : في
مساجد أن تبنى .
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الحسن في قوله { أذن الله أن ترفع } يقول : أن
تعظم بذكره { يسبح } يصلي له فيها .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد { في بيوت أذن الله أن ترفع } قال : إنما هي
أربع مساجد لم يُبْنِهُنَّ إلا نبي . الكعبة بناها إبراهيم واسمعيل ، وبيت
المقدس بناه داود وسليمان ، ومسجد المدينة بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ومسجد قباء أسس على التقوى بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة قال : « قرأ رسول الله صلى الله عليه
وسلم هذه الآية { في بيوت أذن الله أن ترفع } فقام إليه رجل فقال : أي بيوت هذه
يا رسول الله؟ قال : بيوت الأنبياء . فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله
هذا البيت منها؟ البيت علي وفاطمة قال : نعم . من أفاضلها » .
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن ابن بريدة « أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول : من دعا إلى الجمل الأحمر في
المسجد فقال : » لا وجدته ثلاثاً إنما بنيت هذه المساجد للذي بنيت له « » وقال
أبو سنان الشيباني في قوله { في بيوت أذن الله أن ترفع } قال : تعظم .
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن عائشة قالت : أمر رسول الله صلى
الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور ، وأن تنظف وتطيب .
وأخرج أحمد عن عروة بن الزبير عمن حدثه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصنع المساجد في دورنا ،
وأن نصلح صنعتها ، ونطهرها .
وأخرج ابن أبي شيبة ، وأبو يعلى عن ابن عمر . أن عمر كان يجمر المسجد في كل
جمعة .
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « التفل في
المسجد خطيئة وكفارته أن يواريه » .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم « البزاق في المسجد خطيئة ودفنه حسنة » .
وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« البزاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه » .
وأخرج البزار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « البزاق في
المسجد خطيئة وكفارته دفنه » .
وأخرج البزار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « تبعث
النخامة يوم القيامة في القبلة وهي في وجه صاحبها » .
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « من بزق في قبلة
ولم يوارها جاءت يوم القيامة أحمى ما تكون حتى تقع بين عينيه » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال « من صلى فبزق تجاه القبلة جاءت البزقة يوم
القيامة في وجهه » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال « إذا بزق في القبلة جاءت أحمى ما تكون يوم
القيامة حتى تقع بين عينيه » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : إن المسجد لينزوي من المخاط أو النخامة
كما تنزوي الجلدة من النار .
وأخرج ابن أبي شيبة عن العباس بن عبد الرحمن الهاشمي قال : « أول ما خلقت
المساجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المسجد نخامة ، فحكها ثم أمر
بخلوق فلطخ مكانها قال » فخلق الناس المساجد « » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في قبلة
المسجد نخامة ، فقام إليها فحكها بيده ، ثم دعا بخلوق فقال الشعبي : هو سنة .
وأخرج ابن أبي شيبة عن يعقوب بن زيد؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتبع
غبار المسجد بجريدة .
وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم قال : كان المسجد يرش ويقم على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن رجل من الأنصار قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم « إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليصرها في ثوبه حتى يخرجها » .
وأخرج ابن ماجة عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « خصال لا
ينبغين في المسجد : لا يتخذ طريقاً ، ولا يشهر فيه سلاح ، ولا يقبض فيه بقوس ،
ولا يتخذ سوقاً » .
وأخرج ابن ماجة عن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم « جنبوا
مساجدكم صبيانكم ، ومجانينكم ، وشراركم ، وبيعكم ، وخصوماتكم ، واقامة حدودكم ،
وسل سيوفكم ، واتخذوا على أبوابها المطاهر ، وبخروها في الجمع » .
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة عن أبي موسى قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا مر أحدكم بالنبل في المسجد فليمسك على
نصولها » .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيع والشراء
في المسجد ، وعن تناشد الأشعار ، ولفظ ابن أبي شيبة عن انشاد الضوال .
وأخرج الطبراني عن ثوبان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « من
رأيتموه ينشد شعراً في المسجد فقولوا له فض الله فاك ثلاث مرات ، ومن رأيتموه
ينشد ضالة في المسجد فقولوا لا وجدتها ثلاث مرات ، ومن رأيتموه يبيع أو يبتاع
في المسجد فقولوا : لا أربح الله تجارتك » .
وأخرج الطبراني عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا
تسل السيوف ، ولا تنثر النبل في المساجد ، ولا يحلف بالله في المساجد ، ولا
تمنع القائلة في المساجد مقيماً ولا مضيفاً ، ولا تبنى التصاوير ، ولا تزين
بالقوارير ، فإنما بنيت بالأمانة ، وشرفت بالكرامة » .
وأخرج الطبراني عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا
تقام الحدود في المساجد » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس أنه قال لرجل أخرج حصاة من المسجد : ردها وإلا
خاصمتك يوم القيامة .
وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال : إن الحصاة إذا أخرجت من المسجد تناشد صاحبها .
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : إذا خرجت الحصاة من المسجد صاحت أو سبحت .
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال : الحصاة تسب وتلعن من يخرجها من
المسجد .
وأخرج ابن أبي شيبة عن سليمان بن يسار قال : الحصاة إذا خرجت من المسجد تصيح
حتى ترد إلى موضعها .
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجة عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد يقول : « بسم
الله والسلام على رسول الله . اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك » .
وإذا خرج قال : « بسم الله والسلام على رسول الله . اللهم اغفر لي ذنوبي ،
وافتح لي أبواب فضلك » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اعطوا
المساجد حقها قيل : وما حقها؟ قال : ركعتان قبل أن تجلس » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : من أشراط الساعة أن تتخذ المساجد طرقاً
. والله أعلم .
أما قوله تعالى : { يسبح له فيها بالغدوّ والآصال } .
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ( يسبح ) بنصب الباء .
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس قال : إن صلاة الضحى
لفي القرآن ، وما يغوص عليها الأغواص . في قوله { في بيوت أذن الله أن ترفع
ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدوّ والآصال } .
( معلومات الكتاب ) |