فاطر - تفسير الدرر المنثور

وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13)

أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي جعفر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب الماء قال : « الحمد لله الذي جعله عذباً فراتاً برحمته ، ولم يجعله ملحاً أجاجاً بذنوبنا » .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وما يستوي البحران هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج } قال : الأجاج المر { ومن كل تأكلون لحماً طرياً } أي منهما جميعاً { وتستخرجون حلية تلبسونها } هذا اللؤلؤ { وترى الفلك فيه مواخر } قال : السفن مقبلة ومدبرة تجري بريح واحدة { يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل } قال : نقصان الليل في زيادة النهار ، ونقصان النهار في زيادة الليل { وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى } قال : أجل معلوم ، وحد لا يتعداه ولا يقصر دونه { ذلكم الله ربكم } يقول : هو الذي سخر لكم هذا .
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي حاتم عن سنان بن سلمة أنه سأل ابن عباس عن ماء البحر فقال : بحران لا يضرك من أيهما توضأت . ماء البحر ، وماء الفرات .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { ومن كل تأكلون لحماً طرياً } قال : السمك { وتستخرجون حلية تلبسونها } قال : اللؤلؤ من البحر الأجاج .
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ما يملكون من قطمير } قال : القطمير القشر ، وفي لفظ الجلد الذي يكون على ظهر النواة .
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { من قطمير } قال : الجلدة البيضاء التي على النواة قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول :
لم أنل منهم بسطاً ولا زبداً ... ولا فوفة ولا قطميرا
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال : القطمير الذي بين النواة والتمرة ، القشر الأبيض .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { قطمير } قال : لفافة النواة كسحاة البصلة .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله { من قطمير } قال : رأس التمرة يعني القمع .


إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17)

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم } أي ما قبلوا ذلك منكم { ويوم القيامة يكفرون بشرككم } قال : لا يرضون ، ولا يقرون به { ولا ينبئك مثل خبير } والله هو الخبير أنه سيكون هذا من أمرهم يوم القيامة .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم } قال : هي الآلهة . لا تسمع دعاء من دعاها وعبدها من دون الله تعالى { ولو سمعوا ما استجابوا لكم } قال : ولو سمعت الآلهة دعاءكم ما استجابوا لكم بشيء من الخير { ويوم القيامة يكفرون بشرككم } قال : بعبادتكم إياهم .


( معلومات الكتاب )