وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ
وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ
بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ
بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)
أخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله
{ ومنهم من لم نقصص عليك } قال : بعث الله عبداً حبشياً نبياً ، فهو ممن لم
يقصص على محمد صلى الله عليه وسلم .
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا
تَأْكُلُونَ (79) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً
فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) وَيُرِيكُمْ
آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي
الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا
أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ
رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ
بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا
قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ
مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا
بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ
هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ولتبلغوا عليها
حاجة في صدوركم } قال : أسفاركم لحاجتكم ما كانت . وفي قوله { وآثاراً في الأرض
} قال : المشي فيها بأرجلهم . وفي قوله { فرحوا بما عندهم من العلم } قال :
قولهم نحن أعلم منهم ولن نعذب ، وفي قوله { وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون }
قال : ما جاءت به رسلهم من الحق .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ولتبلغوا عليها
حاجة في صدوركم } قال : من بلد إلى بلد . وفي قوله { سنت الله التي قد خلت في
عباده } قال : سننه أنهم كانوا إذا رأوا بأسنا آمنوا فلم ينفعهم إيمانهم عند
ذلك .
( معلومات الكتاب ) |