الزخرف - تفسير الدرر المنثور

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا } قال : القرآن .
وأخرج أبو نعيم في الدلائل وابن عساكر ، عن علي رضي الله عنه ، قال : « قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : هل عبدت وثناً قط؟ قال : لا قالوا : فهل شربت خمراً قط؟ قال : لا وما زلت أعرف الذي هم عليه كفر ، ( وما كنت أدري ما الكتاب ولا الإِيمان ) وبذلك نزل القرآن { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإِيمان } » .
وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : { وإنك لتهدي } قال : لتدعو .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير ، عن قتادة رضي الله عنه { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } قال : قال الله { ولكل قوم هاد } [ يوسف : 7 ] . قال : داع يدعو إلى الله تعالى .
وأخرج ابن جرير ، عن قتادة رضي الله عنه { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } قال : تدعو .


حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)

أخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت بمكة سورة { حم} الزخرف .
أما قوله تعالى : { إنا جعلناه قرآناً عربياً } .
أخرج ابن مردويه ، عن طاوس رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى ابن عباس من حضرموت ، فقال له : يا ابن عباس ، اخبرني عن القرآن أكلام من كلام الله أم خلق من خلق الله؟ قال : بل كلام من كلام الله . أو ما سمعت الله يقول : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } [ التوبة : 6 ] فقال له الرجل : أفرأيت قوله؟ : { إنا جعلناه قرآناً عربياً } قال : كتبه الله في اللوح المحفوظ بالعربية . أما سمعت الله يقول؟ : { بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ } [ البروج : 22 ] : المجيد هو العزيز ، أي كتبه الله في اللوح المحفوظ .
وأخرج ابن أبي شيبة ، عن مقاتل بن حيان رضي الله عنه ، قال : كلام أهل السماء العربية . ثم قرأ { حموالكتاب المبين } { إنا جعلناه قرآناً عربياً } الآيتين .


وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن أول ما خلق الله من شيء القلم ، فأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، والكتاب عنده ، ثم قرأ { وإنه في أم الكتاب لدينا لعليّ حكيم } .
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { وإنه في أم الكتاب } قال : في أصل الكتاب وجملته .
وأخرج ابن المنذر ، عن الحسن رضي الله عنه { وإنه في أم الكتاب } قال : القرآن عند الله { في أم الكتاب } .
وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : { وإنه في أم الكتاب لدينا } قال : الذكر الحكيم ، فيه كل شيء كان ، وكل شيء يكون ، وما نزل من كتاب ، فمنه .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة ، عن ابن سابط رضي الله عنه في قوله : { وإنه في أم الكتاب } ما هو كائن إلى يوم القيامة ، وكل ثلاثة من الملائكة يحفظون ، فوكل جبريل عليه السلام بالوحي ، ينزل به إلى الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وبالهلاك إذا أراد أن يهلك قوماً كان صاحب ذلك ، ووكل أيضاً بالنصر في الحروب إذا أراد الله أن ينصر ، ووكل ميكائيل عليه السلام بالقطر أن يحفظه ، ووكل ملك الموت عليه السلام بقبض الأنفس ، فإذا ذهبت الدنيا جمع بين حفظهم وحفظ أهل الكتاب فوجده سواء .


( معلومات الكتاب )