النجم - تفسير الدرر المنثور

وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47)

أخرج الدارقطني في الأفراد والبغوي في تفسيره عن أُبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { وأن إلى ربك المنتهى } قال : لا فكرة في الرب ، وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن سفيان الثوري في قوله { وأن إلى ربك المنتهى } قال : لا فكرة في الرب .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يتفكرون في الله فقال : « تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق فإنكم لن تقدرونه » .
وأخرج أبو الشيخ عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا » .
وأخرج أبو الشيخ عن يونس بن مسيرة قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يذكرون عظمة الله تعالى ، فقال : » ما كنتم تذكرون «؟ قالوا : كنا نتفكر في عظمة الله تعالى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » ألا في الله فلا تفكروا ثلاثاً ألا فتفكروا في عظم ما خلق ، ثلاثاً « » .
وأخرج أبو الشيخ عن أبي أمية مولى شبرمة واسمه الحكم عن بعض أئمة الكوفة قال : « قال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصد نحوهم فسكتوا ، فقال : » ما كنتم تقولون «؟ قالوا : نظرنا إلى الشمس فتفكرنا فيها من أين تجيء ومن أين تذهب ، وتفكرنا في خلق الله ، فقال : » كذلك فافعلوا تفكروا في خلق الله ، ولا تفكروا في الله فإن لله تعالى وراء المغرب أرضاً بيضاء بياضها ونورها مسيرة الشمس أربعين يوماً فيها خلق من خلق الله لم يعصوا الله طرفة عين « قيل : يا رسول الله من ولد آدم هم؟ قال : » ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق « قيل : يا نبي الله فأين إبليس عنهم؟ قال : » لا يدرون خلق إبليس أم لم يخلق « » .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال : « دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد حلق حلق ، فقال لنا : فيم أنتم؟ قلنا : نتفكر في الشمس كيف طلعت ، وكيف غربت؟ قال : » أحسنتم كونوا هكذا تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق فإن الله خلق ما شاء لما شاء وتعجبون من ذلك إن من وراء ( ق ) سبع بحار كل بحر خمسمائة عام ، ومن وراء ذلك سبع أرضين يضيء نورها لأهلها ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا على أمثال الطير هو وفرخه في الهواء ، لا يفترون عن تسبيحة واحدة ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا من ريح ، فطعامهم ريح ، وشرابهم ريح ، وثيابهم من ريح ، وآنيتهم من ريح ، ودوابهم من ريح ، لا تستقرحوا فردوا بهم إلى الأرض إلى قيام الساعة ، أعينهم في صدروهم ينام أحدهم نومة واحدة ، ينتبه وعند رأسه رزقه ، ومن وراء ذلك ظل العرش ، وفي ظل العرش سبعون ألف أمة ما يعلمون أن الله خلق آدم ولا ولد آدم ولا إبليس ولا ولد إبليس ، وهو قوله تعالى { ويخلق ما لا تعلمون } [ النحل : 8 ] « » .


وأخرج ابن مردوية عن عائشة قالت : « مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يضحكون فقال : » لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً ، فنزل عليه جبريل ، فقال : إن الله { وأنه هو أضحك وأبكى } فرجع إليهم فقال : ما خطوت أربعين خطوة حتى أتاني جبريل ، فقال : ائت هؤلاء فقل لهم : « إن الله أضحك وأبكى » « .
وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردوية عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : » هبط آدم من الجنة بياقوتة بيضاء تمسح بها دموعه ، قال : وبكى آدم على الجنة أربعين عاماً ، فقال له جبريل : يا آدم ما يبكيك إن الله بعثني إليك معزياً ، فضحك آدم ، فذلك قول الله { هو أضحك وأبكى } فضحك آدم ، وضحكت ذريته وبكى آدم وبكت ذريته « .
وأخرج ابن أبي شيبة عن جبار الطائي قال : شهدت جنازة أم مصعب بن الزبير وفيها ابن عباس ، فسمعنا أصوات نوائح فقلت : عباس يصنع هذا وأنت ههنا؟ فقال : دعنا عنك يا جبار فإن الله أضحك وأبكى .


وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55) هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56) أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ (57) لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وأنه هو أغنى وأقنى } قال : أعطى وأرضى .
وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { أغنى } قال : أكثر { وأقنى } قال : قنع .
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { أغنى وأقنى } قال : أغنى من الفقر وأقنى من الغنى فقنع به ، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم . أما سمعت قول عنترة العبسي :
فأقنى حياءك لا أبالك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال : أغنى أرضى وأقنى موّن .
وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح في قوله { أغنى وأقنى } قال : غنى بالمال وأقنى من القنية .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة والضحاك مثله .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحضرمي في قوله { وأنه هو أغنى وأقنى } قال : أغنى نفسه وأفقر الخلائق إليه .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { وأنه هو رب الشعرى } قال : هو الكوكب الذي يدعى الشعرى .
وأخرج الفاكهي عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في خزاعة ، وكانوا يعبدون الشعرى وهو الكوكب الذي يتبع الجوزاء .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد قال : الشعرى الكوكب الذي خلف الجوزاء كانوا يعبدونه .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال : كان ناس في الجاهلية يعبدون هذا النجم الذي يقال له : الشعرى فنزلت .
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { وأنه أهلك عاداً الأولى } قال : كانت الآخرة بحضرموت .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله { وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى } قال : لم يكن قبيل من الناس هم أظلم وأطغى من قوم نوح ، دعاهم نوح ألف سنة إلا خمسين عاماً كلما هلك قرن ونشأ قرن دعاهم ، حتى لقد ذكر لنا أن الرجل كان يأخذ بيد أخيه أو ابنه فيمشي إليه فيقول : يا بني إن أبي قد مشى بي إلى هذا وأنا مثلك يومئذ . تتابعاً في الضلالة وتكذيباً بأمر الله عز وجل .
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ وابن جرير عن مجاهد في قوله { والمؤتفكة أهوى } قال : أهوى بها جبريل بعد أن رفعها إلى السماء .
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله { والمؤتفكة أهوى } قال : قوم لوط ائتفكت بهم الأرض بعد أن رفعها الله إلى السماء ، فالأرض تجلجل بها إلى يوم القيامة .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله { والمؤتفكة أهوى } قال : قرى قوم لوط { فغشاها ما غشى } قال : الحجارة { فبأي آلاء ربك } قال : فبأي نعم ربك .


وأخرج ابن جرير عن أبي مالك الغفاري في قوله { أن لا تزر وازرة وزر أخرى } إلى قوله { هذا نذير من النذر الأولى } قال : محمد صلى الله عليه وسلم أنذر ما أنذر الأولون .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله { هذا نذير من النذر الأولى } قال : إنما بعث محمد بما بعث به الرسل قبله ، وفي قوله { أزفت الآزفة } قال : الساعة { ليس لها من دون الله كاشفة } أي رادة .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الآزفة من أسماء يوم القيامة .
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { أزفت الآزفة } قال : اقتربت الساعة .
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { أزفت الآزفة } قال : اقتربت الساعة { ليس لها من دون الله كاشفة } قال : لا يكشف عنها إلا هو .
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال : ليس لها من دون الله من آلهتهم كاشفة .


أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)

أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله { أفمن هذا الحديث } قال : القرآن .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن صالح أبي الخليل قال : لما نزلت هذه الآية { أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون } فما ضحك النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا أن يتبسم ولفظ عبد بن حميد فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم ضاحكاً ولا متبسماً حتى ذهب من الدنيا .
وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم { أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون } فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها ضاحكاً حتى ذهب من الدنيا .
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة قال : لما نزلت { أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون } بكى أصحاب الصَّفَّة حتى جرت دموعهم على خدودهم ، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينهم بكى ، فبكينا ببكائه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يلج النار من بكى من خشية الله ، ولا يدخل الجنة مصر على معصية الله ، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم » .
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { سامدون } قال : لاهون معرضون عنه .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { وأنتم سامدون } قال : غافلون .
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله { وأنتم سامدون } قال : الغناء باليمانية كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا .
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة في قوله { سامدون } قال : هو الغناء بالحميرية .
وأخرج الفريابي وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { سامدون } قال : كانوا يمرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي شامخين ، ألم تر إلى البعير كيف يخطر شامخاً .
وأخرج الطستي في مسائله والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { سامدون } قال : السمود اللهو والباطل ، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم أما سمعت قول هزيلة بنت بكر وهي تبكي قوم عاد :
ليت عاداً قبلوا الحق ... ولم يبدوا حجوداً
قيل قم فانظر إليهم ... ثم دع عنك السمودا
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله { سامدون } قال : غضاب مبرطمون .


وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق منصور عن إبراهيم قال : كانوا يكرهون أن يقوم القوم ينتظرون الإِمام وكان يقال ذاك من السمود أو هو السمود ، وقال منصور : حين يقوم المؤذن فيقومون ينتظرون .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن أبي معشر عن النخعي أنه كان يكره أن يقوم إذا أقيمت الصلاة حتى يجيء الإِمام ويقرأ هذه الآية { وأنتم سامدون } قال سعيد : وكان قتادة يكره أن يقوم حتى يجيء الإِمام ولا يفسر هذه الآية على ذا .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن أبي خالد الوالبي قال : خرج علي بن أبي طالب علينا وقد أقيمت الصلاة ونحن قيام ننتظره ليتقدم ، فقال : ما لكم سامدون لا أنتم في صلاة ولا أنتم جلوس منتظرون؟ .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله { فاسجدوا لله واعبدوا } قال : أعنتوا هذه الوجوه لله وعفروها في طاعة الله .
وأخرج البخاري والترمذي وابن مردويه عن ابن عباس قال : سجد النبي صلى الله عليه وسلم في النجم ، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإِنس .
وأخرج أحمد والنسائي وابن مردوية عن المطلب بن أبي وداعة قال : قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بمكة { والنجم } فسجد وسجد من معه .
وأخرج سعيد بن منصور عن سبرة قال : صلى بنا عمر بن الخطاب الفجر فقرأ في الركعة الأولى سورة يوسف ، ثم قرأ في الثانية النجم ، فسجد ثم قام فقرأ إذا زلزلت ثم ركع .


اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3)

أخرج النحاس عن ابن عباس قال : نزلت سورة القمر بمكة .
وأخرج ابن الضريس وابن مردوية والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : نزلت بمكة سورة { اقتربت الساعة } .
وأخرج ابن مردوية عن ابن الزبير مثله .
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس قال : قارىء اقتربت تدعى في التوراة المبيضة تبيض وجه صاحبها يوم تبيضّ الوجوه قال البيهقي : منكر .
وأخرج الديلمي عن عائشة مرفوعاً من قرأ ب ( الم تنزيل ) و ( يس ) و { اقتربت الساعة } و { تبارك الذي بيده الملك } كن له نوراً وحرزاً من الشيطان والشرك ، ورفع له في الدرجات يوم القيامة .
وأخرج ابن الضريس عن إسحق بن عبد الله بن أبي فروة رفعه من قرأ { اقتربت الساعة وانشق القمر } في كل ليلتين بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر .
وأخرج ابن الضريس عن ليث عن معن عن شيخ من همدان رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من قرأ { اقتربت الساعة } غبا ليلة وليلة حتى يموت لقي الله تعالى ووجهه كالقمر ليلة البدر » .
وأخرج أحمد عن بريدة أن معاذاً بن جبل صلى بأصحابه صلاة العشاء فقرأ فيها { اقتربت الساعة } فقام رجل من قبل أن يفرغ فصلى وذهب ، فقال له معاذ قولاً شديداً فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فاعتذر إليه فقال : إني كنت أعمل في نخل وخفت على الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « صلي بالشمس وضحاها ونحوها من السور » .
وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وابن جرير وابن المنذر والترمذي وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس قال : سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر بمكة فرقتين فنزلت { اقتربت الساعة وانشق القمر } إلى قوله { سحر مستمر } أي ذاهب .
وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير عن أنس أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما .
وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود قال : رأيت القمر منشقّاً شقتين بمكة قبل أن يخرج النبي صلى الله عليه وسلم شقة على أبي قبيس وشقة على السويداء ، فقالوا : سحر القمر ، فنزلت { اقتربت الساعة وانشق القمر } قال مجاهد : يقول كما رأيتم القمر منشقاً فإن الذي أخبركم عن { اقتربت الساعة } حق .
وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه من طريق أبي معمر « عن ابن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين ، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » اشهدوا « » .


وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق الأسود عن عبد الله قال : رأيت القمر على الجبل وقد انشق فأبصرت الجبل من بين فرجتي القمر .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل من طريق مسروق عن ابن مسعود قال : انشق القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت قريش : هذا سحر ابن أبي كبشة ، فقالوا : انتظروا ما يأتيكم به السفار فإن محمداً لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم ، فجاء السفار فسألوهم فقالوا : نعم قد رأيناه فأنزل الله { اقتربت الساعة وانشق القمر } .
وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : انشق القمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق علقمة عن ابن مسعود قال : « كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى فانشق القمر حتى صار فرقتين ، فتوارت فرقة خلف الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم : » اشهدوا « » .
وأخرج مسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم والبيهقي وأبو نعيم في الدلائل من طريق مجاهد « عن ابن عمر في قوله { اقتربت الساعة وانشق القمر } قال : كان ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم انشق فرقتين فرقة من دون الجبل وفرقة خلفه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : » اللهم اشهد « » .
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير والحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن جبير بن مطعم في قوله { وانشق القمر } قال : انشق القمر ونحن بمكة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار فرقتين ، فرقة على هذا الجبل ، وفرقة على هذا الجبل ، فقال الناس : سحرنا محمد ، فقال رجل : إن كان سحركم فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم .
وأخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله { اقتربت الساعة وانشق القمر } قال : قد مضى ذلك قبل الهجرة انشق القمر حتى رأوا شقيه .
وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : كسف القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : سحر القمر ، فنزلت { اقتربت الساعة وانشق القمر } إلى قوله { مستمر } .
وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس في قوله { اقتربت الساعة وانشق القمر } قال : « اجتمع المشركون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاصي بن وائل والعاصي بن هشام والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب وزمعة بن الأسود والنضر بن الحرث ، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن كنت صادقاً فشق لنا القمر فرقتين نصفاً على أبي قبيس ونصفاً على قعيقعان ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : » إن فعلت تؤمنوا؟ قالوا : نعم ، وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما سألوا فأمسى القمر قد مثل نصفاً على أبي قبيس ونصفاً على قعيقعان ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي يا أبا سلمة ، بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم اشهدوا « » .


وأخرج أبو نعيم من طريق عطاء عن ابن عباس قال : انتهى أهل مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : هل من آية نعرف بها أنك رسول الله؟ فهبط جبريل ، فقال : يا محمد قل : يا أهل مكة إن تختلفوا هذه الليلة فسترون آية فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالة جبريل ، فخرجوا ليلة أربع عشرة ، فانشق القمر نصفين نصفاً على الصفا ونصفاً على المروة ، فنظروا ثم مالوا بأبصارهم فمسحوها ثم أعادوا النظر فنظروا ، ثم مسحوا أعينهم ، ثم نظروا ، فقالوا : يا محمد ما هذا إلا سحر ذاهب ، فأنزل الله { اقتربت الساعة وانشق القمر } .
وأخرج أبو نعيم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال : جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : أرنا آية حتى نؤمن فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يريه آية فأراهم القمر قد انشق فصار قمرين أحدهما على الصفا والآخر على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه ، ثم غاب القمر ، فقالوا : هذا { سحر مستمر } .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : خطبنا حذيفة بن اليمان بالمدائن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال { اقتربت الساعة وانشق القمر } ألا وإن الساعة قد اقتربت ، ألا وإن القمر قد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم الضمار وغداً السباق .
وأخرج ابن المنذر عن حذيفة أنه قرأ [ اقتربت الساعة وقد انشق القمر ] .
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال : كان انشقاق القمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل أن يهاجر ، فقالوا : هذا سحر أسحر السحرة فاقلعوا كما فعل المشركون إذا كسف القمر ضربوا بطساسهم وعما اصفر أحبارهم ، وقالوا : هذا فعل السحر وذلك قوله { وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر } .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : ثلاث ذكرهن الله في القرآن قد مضين { اقتربت الساعة وانشق القمر } قد انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين حتى رآه الناس { سيهزم الجمع ويولون الدبر } [ القمر : 45 ] وقد { فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد } [ المؤمنون : 77 ] .
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { اقتربت الساعة وانشق القمر } قال : رأوه منشقاً فقالوا : هذا سحر ذاهب .
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد { وكل أمر مستقر } قال : يوم القيامة .
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج { وكل أمر مستقر } قال : بأهله .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير عن قتادة { وكل أمر مستقر } قال : مستقر بأهل الخير الخير وبأهل الشر الشر .


( معلومات الكتاب )