قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ
يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
أخرج أحمد والبخاري في تاريخه والترمذي وابن جرير وابن خزيمة وابن أبي حاتم في
السنة والبغوي في معجمه وابن المنذر في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في
الأسماء والصفات عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن المشركين قالوا للنبي صلى الله
عليه وسلم : يا محمد أنسب لنا ربك ، فأنزل الله { قل هو الله أحد الله الصمد لم
يلد ولم يولد } لأنه ليس يولد شيء إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا سيورث ، وإن
الله لا يموت ولا يورث { ولم يكن له كفواً أحد } ليس له شيبة ولا عدل وليس
كمثله شيء .
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه أن المشركين قالوا يا رسول الله : أخبرنا
عن ربك ، صف لنا ربك ما هو؟ ومن أي شيء هو؟ فأنزل الله { قل هو الله أحد الله
الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } .
وأخرج ابن الضريس وابن جرير عن أبي العالية رضي الله عنه قال قالوا : انسب لنا
ربك ، فأتاه جبريل بهذه السورة { قل هو الله أحد الله الصمد } .
وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية
والبيهقي بسند حسن عن جابر رضي الله عنه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال : أنسب لنا ربك ، فأنزل الله { قل هو الله أحد الله الصمد لم
يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } .
وأخرج الطبراني وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قالت
قريش ، يا رسول الله : أنسب لنا ربك ، فأنزل الله { قل هو الله أحد } .
وأخرج أبو الشيخ في العظمة وأبو بكر السمرقندي في فضائل { قل هو الله أحد } عن
أنس رضي الله عنه قال : جاءت يهود خيبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا :
يا أبا القاسم خلق الله الملائكة من نور الحجاب وآدم من حمإ مسنون وإبليس من
لهب النار ، والسماء من دخان ، والأرض من زبد الماء ، فأخبرنا عن ربك فلم يجبهم
النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتاه جبريل بهذه السورة { قل هو الله أحد } ليس له
عروق تتشعب { الله الصمد } ليس بالأجوف لا يأكل ولا يشرب { لم يلد ولم يولد }
ليس له والد ولا ولد ينسب إليه { ولم يكن له كفواً أحد } ليس من خلقه شيء يعدل
مكانه يمسك السموات إن زالتا ، هذه السورة ليس فيها ذكر جنة ولا نار ، ولا دنيا
ولا آخرة ولا حلال ولا حرام انتسب الله إليها فهي له خالصة ، من قرأها ثلاث
مرات عدل بقراءة الوحي كله ، ومن قرأها ثلاثين مرة لم يفضله أحد من أهل الدنيا
يومئذ إلا من زاد على ما قال ، ومن قرأها مائتي مرة أسكن من الفودوس سكناً
يرضاه ، ومن قرأها حين يدخل منزله ثلاث مرات نفت عن الفقر ونفعت الجار ، وكان
رجل يقرأها في كل صلاة فكأنهم هزئوا به وعابوا ذلك عليه فقالوا لرسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال : وما حملك على ذلك؟ قال يا رسول الله : إني أحبها .
قال : حبها أدخلك الجنة . قال : وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها
ويرددها حتى أصبح .
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية من طريق محمد بن حمزة بن
يوسف بن عبدالله بن سلام أن عبدالله بن سلام رضي الله عنه قال لأحبار اليهود :
إني أردت أن أحدث بمسجد أبينا إبراهيم عهداً ، فانطلق إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو بمكة ، فوافاه بمنى ، والناس حوله ، فقام مع الناس ، فلما نظر
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : أنت عبدالله بن سلام؟ قال : نعم ،
قال : أدن ، فدنا منه ، فقال : أنشدك بالله أما تجدني في التوراة رسول الله؟
فقال له : أنعت لنا ربك ، فجاء جبريل فقال { قل هو الله أحد } إلى آخر السورة .
فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ابن سلام : أشهد أن لا إله إلا
الله واشهد أنك رسول الله ، ثم انصرف إلى المدينة وكتم إسلامه .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن عدي والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله
عنهما أن اليهود جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم منهم كعب بن الأشرف وحيي بن
أخطب فقالوا يا محمد : صف لنا ربك الذي بعثك ، فأنزل الله { قل هو الله أحد
الله الصمد لم يلد } فيخرج منه الولد { ولم يولد } فيخرج من شيء .
وأخرج الطبراني في السنة عن الضحاك قال : قالت اليهود يا محمد صف لنا ربك ،
فأنزل الله { قل هو الله أحد الله الصمد } فقالوا : أما الأحد فقد عرفناه ، فما
الصمد؟ قال : الذي لا جوف له .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : أتى رهط من اليهود النبي صلى
الله عليه وسلم فقالوا له : يا محمد هذا الله خلق الخلق فمن خلقه؟ فغضب النبي
صلى الله عليه وسلم حتى انتقع لونه ، ثم ساورهم غضباً لربه ، فجاءه جبريل فسكنه
وقال : اخفض عليك جناحك ، وجاءه من الله جواب ما سألوه عنه { قل هو الله أحد
الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } فلما تلاها عليهم قالوا :
صف لنا ربك كيف خلقه وكيف عضده وكيف ذراعه ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم أشد
من غضبه الأول وساورهم غضباً فأتاه جبريل فقال له مثل مقالته وأتاه جواب ما
سألوه عنه
{
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات
بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } [ الزمر : 67 ] .
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : جاء ناس
من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : أنسب لنا ربك ، وفي لفظ : صف
لنا ربك ، فلم يدر ما يرد عليهم فنزلت { قل هو الله أحد } حتى ختم السورة .
وأخرج أبو عبيد وأحمد في فضائله والنسائي في اليوم والليلة وابن منيع ومحمد بن
نصر وابن مردويه والضياء في المختارة عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قرأ { قل هو الله أحد } فكأنهما قرأ ثلث
القرآن » .
وأخرج ابن الضريس والبزار وسمويه في فوائده والبيهقي في شعب الإِيمان عن أنس أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من قرأ { قل هو الله احد } مائتي مرة غفر له
ذنوب مائتي سنة » .
وأخرج أحمد والترمذي وابن الضريس والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال : «
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أحب هذه السورة { قل هو
الله أحد } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » حبك إياها أدخلك الجنة « » .
وأخرج ابن الضريس وأبو يعلى وابن الأنباري في المصاحف عن أنس رضي الله عنه قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أما يستطيع أحدكم أن يقرأ { قل هو
الله أحد } ثلاث مرات في ليلة ، فإنها تعدل ثلث القرآن » .
وأخرج أبو يعلى ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم : « من قرأ { قل هو الله أحد } خمسين مرة غفر له ذنوب خمسين سنة » .
وأخرج الترمذي وأبو يعلى ومحمد بن نصر وابن عدي والبيهقي في الشعب ، واللفظ له
، عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قرأ كل
يوم مائتي مرة { قل هو الله أحد } كتب الله له ألفاً وخمسمائة حسنة ، ومحا عنه
ذنوب خمسين سنة ، إلا أن يكون عليه دين » .
وأخرج الترمذي وابن عدي والبيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : « من أراد أن ينام على فراشه من الليل نام على يمينه
فقرأ { قل هو الله أحد } مائة مرة ، فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب : يا
عبدي ادخل على يمينك الجنة » .
وأخرج ابن سعد وابن الضريس وأبو يعلى والبيهقي في الدلائل عن أنس رضي الله عنه
قال : « كان النبي صلى الله عليه وسلم بالشام ، فهبط عليه جبريل فقال : يا محمد
إن معاوية بن معاوية المزني هلك ، أفتحب أن تصلي عليه؟ قال : نعم ، فضرب بجناحه
الأرض فتضعضع له كل شيء ولزق بالأرض ورفع له سريره فصلى عليه ، فقال النبي صلى
الله عليه وسلم من أي شيء أتى معاوية هذا الفضل؟ صلى عليه صفان من الملائكة في
كل صف ستمائة ألف ملك . قال : بقراءة { قل هو الله أحد } كان يقرؤها قائماً
وقاعداً وجالساً وذاهباً ونائماً » .
وأخرج ابن سعد وابن الضريس والبيهقي في الدلائل والشعب من وجه آخر عن أنس رضي
الله عنه قال : « كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك فطلعت الشمس ذات
يوم بضياء وشعاع ونور لم نرها قبل ذلك فيما مضى ، فجعل رسول الله صلى الله عليه
وسلم يعجب من ضيائها ونورها ، إذ أتاه جبريل فسأل جبريل : ما للشمس طلعت لها
نور وضياء وشعاع لم أرها طلعت فيما مضى؟ قال : ذاك أن معاوية بن معاوية الليثي
مات بالمدينة اليوم ، فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه . قال : بم ذاك
يا جبريل؟ قال : كان يكثر { قل هو الله أحد } قائماً وقاعداً وماشياً وآناء
الليل والنهار استكثر منها فإنها نسبة ربكم ، ومن قرأها خمسين مرة رفع الله له
خمسين ألف درجة ، وحط عنه خمسين ألف سيئة ، وكتب له خمسين ألف حسنة ، ومن زاد
زاد الله له . قال جبريل : فهل لك أن أقبض الأرض فتصلي عليه! قال : نعم . فصلى
عليه » .
وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : « من قرأ { قل هو الله أحد } مائتي مرة غفر له خطيئة خمسين سنة
إذا اجتنب أربع خصال الدماء والأموال والفروج والأشربة » .
وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : « من قرأ { قل هو الله أحد } على طهارة مائة مرة كطهارة الصلاة يبدأ
بفاتحة الكتاب كتب الله له بكل حرف عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، ورفع له
عشر درجات ، وبنى له مائة قصر في الجنة وكأنما قرأ القرآن ثلاثاً وثلاثين مرة ،
وهي براءة من الشرك ، ومحضرة للملائكة ، ومنفرة للشياطين ، ولها دويّ حول العرش
تذكر بصاحبها حتى ينظر الله إليه ، وإذا نظر إليه لم يعذبه أبداً » .
وأخرج أبو يعلى عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
ثلاث من جاء بهن مع الإِيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء ، وزوج من الحور العين
حيث شاء ، من عفا عن قاتله ، وأدى ديناً خفياً ، وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة
عشر مرات { قل هو الله أحد } فقال أبو بكر : أو إحداهن يا رسول الله؟ قال : »
أو إحداهن « » .
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند فيه مجهول عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : « من قرأ { قل هو الله أحد } في كل يوم خمسين مرة
نودي يوم القيامة من قبره : قم مادح الله ، فأدخل الجنة » .
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
من نسي أن يسمي على طعامه فليقرأ { قل هو الله أحد } إذا فرغ » .
وأخرج الطبراني عن جرير البجلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من
قرأ { قل هو الله أحد } حين يدخل منزله نفت الفقر من أهل ذلك المنزل والجيران »
.
وأخرج البزار والطبراني في الصغير عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : « من قرأ { قل هو الله أحد } فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأ
{ قل يا أيها الكافرون } [ الكافرون : 1 ] فكأنما قرأ ربع القرآن » .
وأخرج الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية بسند ضعيف عن عبدالله بن الشخير
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قرأ { قل هو الله أحد } في مرضه
الذي يموت فيه لم يفتن في قبره ، وامن من فتنه القبر ، وحملته الملائكة يوم
القيامة بأكفها حتى تجيزه الصراط إلى الجنة » .
وأخرج أبو عبيد في فضائله عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : « { قل هو الله أحد } ثلث القرآن » .
وأخرج ابن الضريس والطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن عمر قال : « صلى بنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في سفر ، فقرأ في الركعة الأولى { قل هو
الله أحد } وفي الثانية { قل يا أيها الكافرون } فلما سلم قال : قرأت بكم ثلث
القرآن وربعه » .
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل وهو
بتبوك فقال : يا محمد اشهد جنازة معاوية بن معاوية المزني ، فخرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم ونزل جبريل في سبعين ألفاً من الملائكة ، فوضع جناحه الأيمن على
الجبال ، فتواضعت ووضع جناحه الأيسر على الأرضين فتواضعت حتى نظر إلى مكة
والمدينة فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل والملائكة فلما فرغ
قال : يا جبريل : ما بلغ معاوية بن معاوية المزني هذه المنزلة؟ قال : بقراءته {
قل هو الله أحد } قائماً وقاعداً وراكباً وماشياً .
وأخرج ابن الضريس عن سعيد بن المسيب قال : « كان رجل من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقال له معاوية ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
تبوك ، وهو مريض ثقيل ، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أيام ثم لقيه
جبريل فقال : إن معاوية بن معاوية توفي ، فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : أيسرك أن أريك قبره؟ قال : نعم ، فضرب بجناحه الأرض ، فلم يبق جبل إلا
انخفض حتى أبدى الله قبره فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل عن يمينه
وصفوف الملائكة سبعين ألفاً حتى إذا فرغ من صلاته قال : يا جبريل بم نزل معاوية
بن معاوية من الله بهذه المنزلة؟ قال : ب { قل هو الله أحد } كان يقرأها قائماً
وقاعداً وماشياً ونائماً ، ولقد كنت أخاف على أمتك حتى نزلت هذه السورة فيها »
.
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من
قرأ آية الكرسي و { قل هو الله أحد } دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول
الجنة إلا الموت » .
وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد من طريق مجاشع بن عمرو أحد الكذابين عن يزيد
الرقاشي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « جاءني جبريل في أحسن صورة
ضاحكاً مستبشراً فقال : يا محمد العلي الأعلى يقرؤك السلام ، ويقول : إن لكل
شيء نسباً ونسبتي { قل هو الله أحد } فمن أتاني من أمتك قارئاً ب { قل هو الله
أحد } ألف مرة من دهره ألزمه داري واقامة عرشي وشفعته في سبعين ممن وجبت عقوبته
، ولولا أني آليت على نفسي ، كل نفس ذائقة الموت ، لما قبضت روحه » .
وأخرج ابن النجار في تاريخه عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من
أراد سفراً فأخذ بعضادتي منزله فقرأ إحدى عشرة مرة { قل هو الله أحد } كان الله
له حارساً حتى يرجع » .
وأخرج ابن النجار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صلى
بعد المغرب ركعتين قبل أن ينطق مع أحد يقرأ في الأولى بالحمد و { قل يا أيها
الكافرون } وفي الركعة الثانية بالحمد و { قل هو الله أحد } خرج من ذنوبه كما
تخرج الحية من سلخها » .
وأخرج ابن السني في عمل اليوم والليلة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : « من قرأ بعد صلاة الجمعة { قل هو الله أحد } و { قل أعوذ برب
الفلق } [ الفلق ] و { قل أعوذ برب الناس } [ الناس ] سبع مرات أعاذه الله بها
من السوء إلى الجمعة الأخرى » .
وأخرج الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي في فضائل { قل هو الله أحد } عن
اسحق بن عبدالله بن أبي فروة قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
:
«
» من قرأ { قل هو الله أحد } فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها عشر مرات بنى
الله له قصرا في الجنة « فقال أبو بكر إذن نستكثر يا رسول الله ، فقال : » الله
أكثر وأطيب « رددها مرتين .
وأخرج أيضاً عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » من قرأ {
قل هو الله أحد } فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأ { قل هو الله أحد } مرتين
فكأنما قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأ { قل هو الله أحد } ثلاث مرات فكأنما قرأ
جميع ما أنزل الله « .
وأخرج أيضاً عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » من قرأ { قل هو
الله أحد } مرة بورك عليه ، ومن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهل بيته ، ومن
قرأها ثلاث مرات بورك عليه وعلى أهل بيته وجيرانه ، ومن قرأها اثنتي عشرة مرة
بنى الله له في الجنة اثني عشر قصراً . ومن قرأها عشرين مرة كان مع النبيين
هكذا وضم الوسطى والتي تليها الابهام ، ومن قرأها عشرين مرة كان مع النبيين
هكذا وضم الوسطى والتي تليها الابهام ، ومن قرأها مائة مرة غفر الله له ذنوب
خمس وعشرين سنة إلا الدين والدم ، ومن قرأها مائتي مرة غفرت له ذنوب خمسين سنة
، ومن قرأها أربعمائة مرة كان له أجر أربعمائة شهيد كل عقر جواده وأهريق دمه ،
ومن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له « .
وأخرج أيضاً عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » من
قرأ { قل هو الله أحد } مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين فكأنما
قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاثاً فكأنما قرأ القرآن ارتجالاً « .
وأخرج أيضاً عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : » من قرأ { قل هو الله
أحد } ألف مرة كانت أحب إلى الله من ألف ملجمة مسرجة في سبيل الله « .
وأخرج أيضاً عن كعب الأحبار قال : ثلاثة ينزلون من الجنة حيث شاؤوا : الشهيد
ورجل قرأ في كل يوم { قل هو الله أحد } مائتي مرة .
وأخرج أيضاً عن كعب الأحبار قال : من واظب على قراءة { قل هو الله أحد } وآية
الكرسي عشر مرات من ليل أو نهار استوجب رضوان الله الأكبر ، وكان مع أنبيائه ،
وعصم من الشيطان .
وأخرج أيضاً من طريق دينار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم » من
قرأ { قل هو الله أحد } ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله وهو من خاصة الله « .
وأخرج أيضاً من طريق نعيم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
«
من قرأ { قل هو الله أحد } ثلاثين مرة كتب الله له براءة من النار وأماناً من
العذاب ، والأمان يوم الفزع الأكبر » .
وأخرج أيضاً عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أتى
منزله فقرأ { الحمد لله } [ سورة الفاتحة ] و { قل هو الله أحد } نفى الله عنه
الفقر ، وكثر خير بيته حتى يفيض على جيرانه » .
وأخرج الطبراني أيضاً من طريق أبي بكر البردعي : حدثنا أبو زرعة وأبو حاتم قالا
: حدثنا عيسى بن أبي فاطمة ، رازي ثقة ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : إذا نقر
في الناقور اشتد غضب الرحمن فتنزل الملائكة فيأخذون بأقطار الأرض ، فلا يزالون
يقرؤون { قل هو الله أحد } حتى يسكن غضبه .
وأخرج إبراهيم بن محمد الخيارجي في فوائده عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : « من قرأ { قل هو الله أحد } ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله
» .
وأخرج ابن النجار في تاريخه عن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : « من قرأ في ليلة أو يوم { قل هو الله أحد } ثلاث مرات كان مقدار القرآن
» .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « » من
قرأ { قل هو الله أحد } إحدى عشرة مرة بنى الله له قصراً في الجنة « فقال عمر :
والله يا رسول الله إذن نستكثر من القصور ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: » فالله أمن وأفضل « أو قال : » أمن وأوسع « » .
وأخرج البخاري ومسلم والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة « أن النبي
صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية ، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم :
ب { قل هو الله أحد } فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
: » سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ « فسألوه فقال : لأنها صفة الرحمن ، فانا أحب أن
أقرأها . فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه فقال : » أخبروه أن الله
تعالى يحبه « » .
وأخرج ابن الضريس عن الربيع بن خيثم قال : سورة من كتاب الله يراها الناس قصيرة
وأراها عظيمة طويلة يحب الله محبها ليس لها خلط ، فأيكم قرأها فلا يجمعن إليها
شيئاً استقلالاً بها فإنها تجزئه .
وأخرج ابن الضريس عن أنس قال : « قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن
لي أخاً قد حبب إليه قراءة { قل هو الله أحد } فقال : » بشر أخاك بالجنة « » .
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن ماجة وابن الضريس عن بريدة قال : « دخلت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ويدي في يده ، فإذا رجل يصلي يقول :
اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد
ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » لقد
دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب « » .
وأخرج ابن الضريس عن الحسن قال : من قرأ { قل هو الله أحد } مائتي مرة كان له
من الأجر عبادة خمسمائة سنة .
وأخرج الدارقطني في الأفراد والخطيب في تاريخه عن أنس أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه ب { قل هو الله أحد } .
وأخرج ابن النجار في تاريخه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : « من قرأ { قل هو الله أحد } دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات أوجب الله له
رضوانه ومغفرته » .
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي غالب مولى خالد بن عبدالله قال : قال عمر ذات
ليلة قبيل الصبح يا أبا غالب ألا تقوم فتصلي ، ولو تقرأ بثلث القرآن ، فقلت :
قد دنا الصبح فكيف أقرأ بثلث القرآن فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : « إن سورة الإِخلاص { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن » .
وأخرج العقيلي عن رجاء الغنوي قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من
قرأ { قل هو الله أحد } ثلاث مرار فكأنما قرأ القرآن أجمع » .
وأخرج ابن عساكر عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صلى
صلاة الغداة ثم لم يتكلم حتى قرأ { قل هو الله أحد } عشر مرات لم يدركه ذلك
اليوم ذنب وأجير من الشيطان » .
وأخرج الديلمي بسند واه عن البراء بن عازب مرفوعاً : « من قرأ { قل هو الله أحد
} مائة بعد صلاة الغداة قبل أن يكلم أحداً رفع له ذلك اليوم عمل خمسين صديقاً »
.
وأخرج ابن عساكر عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين زوجه فاطمة دعا بماء
فمجه ثم أدخله معه فرشه في جيبه وبين كتفيه وعوذه ب { قل هو الله أحد }
والمعوّذتين .
وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال : من صلى ركعتين فقرأ فيهما { قل هو
الله أحد } ثلاثين مرة بنى الله له ألف قصر من ذهب في الجنة ، ومن قرأها في غير
صلاة بنى الله له مائة قصر في الجنة ، ومن قرأها في صلاة كان أفضل من ذلك ، ومن
قرأها إذا دخل إلى أهله أصاب أهله وجيرانه منها خير .
وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو « أن أبا أيوب كان في مجلس وهو يقول : ألا
يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة؟ قالوا : وهل يستطيع ذلك أحد؟ قال :
فإن { قل هو الله أحد } ثلث القرآن ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع
أبا أيوب فقال : صدق أبو أيوب » .
وأخرج ابن الضريس والبزار ومحمد بن نصر والطبراني بسند صحيح عن ابن مسعود قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أيعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلة ثلث القرآن؟
قالوا : ومن يطيق ذلك؟ قال : بلى { قل هو الله أحد } تعدل بثلث القرآن » .
وأخرج أحمد والطبراني وابن السني بسند ضعيف عن معاذ بن أنس الجهني عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : « من قرأ { قل هو الله أحد } حتى يختمها عشر مرات بنى
الله له قصر في الجنة فقال له عمر : إذاً نستكثر يا رسول الله . قال : » الله
أكثر وأطيب « » .
وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن معاذ بن جبل قال : « غزونا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم تبوك فلما كان ببعض المنازل صلى بنا صلاة الفجر فقرأ في أول
ركعة بفاتحة الكتاب و { قل هو الله أحد } وفي الثانية ب { قل أعوذ برب الفلق }
فلما سلم قال : ما قرأ رجل في صلاة بسورتين أبلغ منهما ولا أفضل » .
وأخرج محمد بن نصر والطبراني بسند جيد عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : « { قل هو الله أحد } تعدل بثلث القرآن » .
وأخرج أبو عبيد وأحمد والبخاري في التاريخ والترمذي وحسنه والنسائي وابن الضريس
والبيهقي في الشعب عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «
أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فلما رأى أنه قد شق عليهم قال : من
قرأ { قل هو الله أحد الله الصمد } في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن » .
وأخرج أحمد والطبراني عن أبي أمامة قال : « مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
برجل يقرأ { قل هو الله أحد } فقال : أوجب لهذا الجنة » .
وأخرج أبو عبيد وأحمد ومسلم وابن الضريس والنسائي عن أبي الدرداء أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : « أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن؟ قالوا :
نحن أضعف من ذاك . وأعجز ، قال : فإن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فقال : { قل
هو الله أحد } ثلث القرآن » .
وأخرج مالك وأحمد والبخاري وأبو داود والنسائي وابن الضريس والبيهقي في سننه «
عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رجلاً يقرأ { قل هو الله أحد } يرددها ، فلما أصبح
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : » والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن « » .
وأخرج أحمد والبخاري وابن الضريس عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لأصحابه : « أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ، فشق ذلك
عليهم وقالوا : أينا يطيق ذلك؟ فقال : الله الواحد الصمد ثلث القرآن » .
وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري قال : « بات قتادة بن النعمان يقرأ الليل كله ب
{ قل هو الله أحد } فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : » والذي نفسي
بيده إنها لتعدل نصف القرآن أو ثلثه « » .
وأخرج البيهقي في سننه من طريق أبي سعيد الخدري قال : « أخبرني قتادة بن
النعمان أن رجلاً قام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ { قل هو الله أحد }
السورة كلها ، يرددها لا يزيد عليها ، فلما أصبحنا أخبر رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال : » إنها لتعدل ثلث القرآن « » .
وأخرج أحمد وأبو عبيد والنسائي وابن ماجة وابن الضريس عن ابن مسعود قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : « { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن » .
وأخرج الطبراني في الصغير والبيهقي في الشعب بسند ضعيف عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قرأ { قل هو الله أحد } بعد صلاة الصبح
اثني عشرة مرة فكأنما قرأ القرآن أربع مرات ، وكان أفضل أهل الأرض يومئذ إذا
اتقى » .
وأخرج أحمد وابن الضريس والنسائي والطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب بسند
صحيح عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط : « أن رسول الله سئل عن { قل هو الله
أحد } قال : ثلث القرآن أو تعدله » .
وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن المنكدر قال : « سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم رجلاً يقرأ { قل هو الله أحد } ويرتل فقال له : سل تعط » .
وأخرج سعيد بن منصور وابن الضريس عن علي قال : من قرأ { قل هو الله أحد } عشر
مرار بعد الفجر وفي لفظ ، في دبر الغداة لم يلحق به ذلك اليوم ذنب ، وإن جهد
الشيطان .
وأخرج سعيد بن منصور وابن الضريس عن ابن عباس قال : من صلى ركعتين بعد العشاء
فقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وخمس عشرة مرة { قل هو الله أحد } بنى الله له
قصرين في الجنة يتراآهما أهل الجنة .
وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من
صلى ركعتين بعد عشاء الآخرة يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وعشرين مرة { قل هو
الله أحد } بنى الله له قصرين في الجنة يتراآهما أهل الجنة » .
وأخرج سعيد بن منصور وابن الضريس عن ابن عباس قال : من قرأ { قل هو الله أحد }
مائتي مرة في أربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة غفر الله له ذنوب مائة سنة خمسين
مستقبلة وخمسين متأخرة .
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث
فيهما فقرأ فيهما { قل هو الله أحد } و { قل أعوذ برب الفلق } [ سورة الفلق ] و
{ قل أعوذ برب الناس } [ سورة الناس ] ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده . يبدأ
بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات .
وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وعبد الله بن
أحمد في زوائد الزهد والطبراني عن عبد الله بن حبيب أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال له : « اقرأ { قل هو الله أحد } والمعوّذتين حين تصبح وحين تمسي
ثلاثاً يكفيك من كل شيء » .
وأخرج أحمد عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يا عقبة بن
عامر ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والإِنجيل والزبور والفرقان
العظيم؟ قلت بلى جعلني الله فداءك ، قال : فأقرأني { قل هو الله أحد } و { قل
أعوذ برب الفلق } و { قل أعود برب الناس } ثم قال : يا عقبة لا تنساهن ولا تبت
ليلة حتى تقرأهن » .
وأخرج النسائي وابن مردويه والبزار بسند صحيح « عن عبد الله بن أنيس الأسلمي أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره ثم قال له : » قل ، فلم أدر ما
أقول ، ثم قال : { قل هو الله أحد } ثم قال لي : قل { أعوذ برب الفلق من شر ما
خلق } حتى فرغت منها ، ثم قال لي : { قل أعوذ برب الناس } حتى فرغت منها فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : هكذا فتعوّذ فما تعوّذ المتعوّذون بمثلهن قط «
» .
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الشعب عن علي قال : « بينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ذات ليلة يصلي فوضع يده على الأرض لدغته عقرب فتناولها رسول الله صلى
الله عليه وسلم بنعله فقتلها ، فلما انصرف قال : » لعن الله العقرب ما تدع
مصلياً ولا غيره أو نبياً أو غيره « ثم دعا بملح وماء فجعله في إناء ، ثم جعل
يصبه على إصبعه حيث لدغته ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين ، وفي لفظ فجعل يمسح
عليها ويقرأ { قل هو الله أحد } و { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس
} » .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء
والصفات من طريق علي عن ابن عباس قال : الصمد السيد الذي قد كمل في سؤدده ،
والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد
كمل في حلمه ، والغني الذي قد كمل في غناه ، والجبار الذي قد كمل في جبروته ،
والعالم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل
في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله سبحانه هذه صفته لا تنبغي إلا له ، ليس كفو
، وليس كمثله شيء .
وأخرج ابن الضريس وأبو الشيخ في العظمة وابن جرير عن كعب قال : إن الله تعالى
ذكره أسس السموات السبع والأرضين السبع على هذه السورة { قل هو الله أحد الله
الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } وإن الله لم يكافئه أحد من خلقه
.
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ
غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود
أنه كان يحك المعوّذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه ،
إنهما ليستا من كتاب الله ، إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوّذ بهما
، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما . قال البزار : لم يتابع ابن مسعود أحد من
الصحابة ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا
في المصحف .
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود : « أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن هاتين
السورتين فقال : قيل لي فقلت فقولوا كما قلت » .
وأخرج أحمد والبخاري والنسائي وابن الضريس وابن الأنباري وابن حبان وابن مردويه
عن زر بن حبيش قال : أتيت المدينة فلقيت أبيّ بن كعب فقلت : يا أبا المنذر إني
رأيت ابن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه ، فقال : أما والذي بعث محمداً
بالحق قد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما وما سألني عنهما أحد منذ
سألته غيرك . قال : قيل لي قل فقلت فقولوا ، فنحن نقول كما قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم .
وأخرج مسدد وابن مردويه عن حنظلة السدوسي قال : لعكرمة : إني أصلي بقوم فأقرأ ب
{ قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } فقال : اقرأ بهما فإنهما من
القرآن .
وأخرج أحمد وابن الضريس بسند صحيح عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير
قال : « قال رجل : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، والناس
يعتقبون ، وفي الظهر قلة ، فجاءت نزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلتي
فلحقني فضرب منكبي فقال : { قل أعوذ برب الفلق } فقلت { أعوذ برب الفلق }
فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه ، ثم قال : { قل أعوذ برب
الناس } فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه . قال : إذا أنت صليت
فاقرأ بهما » .
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : « لقد أنزل عليَّ آيات لم ينزل علي مثلهن المعوّذتين » .
وأخرج مسلم والترمذي والنسائي وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف وابن
مردويه عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أنزلت علي
الليلة آيات لم أر مثلهن قط { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } » .
وأخرج ابن الضريس وابن الأنباري والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب
عن عقبة بن عامر قال : « بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما
بين الجحفة والأبواء إذ غشينا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتعوّذ ب { أعوذ برب الفلق } و { أعوذ برب الناس } ويقول : » يا عقبة
تعوّذ بهما فما تعوذ متعوّذ بمثلهما «
قال : وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة .
وأخرج ابن سعد والنسائي والبغوي والبيهقي عن أبي حابس الجهني أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال له : « يا أبا حابس ألا أخبرك بأفضل ما تعوّذ به
المتعوّذون؟ قال : بلى يا رسول الله . قال : { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ
برب الناس } هما المعوّذتان » .
وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان ومن عين الإِنس فلما نزلت
سورة المعوّذتين أخذ بهما وترك ما سوى ذلك .
وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه عن ابن مسعود أن نبي الله صلى الله عليه
وسلم كان يكره عشر خصال : الصفرة يعني الخلوق ، وتغيير الشيب ، وجر الإِزار ،
والتختم بالذهب ، وعقد التمائم والرقى إلا بالمعوذات والضرب بالكعاب ، والتبرج
بالزينة لغير بعلها ، وعزل الماء لغير حله ، وفساد الصبي غير محرمه .
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود قال : كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يكره الرقى إلا بالمعوذات .
وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «
إقرؤوا بالمعوذات في دبر كل صلاة » .
وأخرج ابن أ بي شيبة وابن مردويه عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : « ما سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما يعني المعوذتين » .
وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« يا عقبة اقرأ ب { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } فإنك لن تقرأ
أبلغ منهما » .
وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من
أحب السور إلى الله { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } » .
وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل قال : « كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سفر فصلى الغداة فقرأ فيها بالمعوذتين ، ثم قال : يا معاذ هل سمعت؟ قلت :
نعم . قال : ما قرأ الناس بمثلهن » .
وأخرج النسائي وابن الضريس وابن الأنباري وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال
: « أخذ منكبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اقرأ قلت : ما أقرأ؟ بأبي
أنت وأمي قال : { قل أعوذ برب الفلق } ثم قال : اقرأ قلت : بأبي أنت وأمي ما
أقرأ : قال : { قل أعوذ برب الناس } ولن تقرأ بمثلهما » .
وأخرج ابن سعد عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس « أن ثابت بن قيس اشتكى
فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض فرقاه بالمعوّذات ونفث عليه ،
وقال : » اللهم رب الناس اكشف الباس عن ثابت بن قيس بن شماس « ثم أخذ تراباً من
واديهم ذلك يعني بطحان فألقاه في ماء فسقاه » .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس عن عقبة بن عامر الجهني قال : « كنت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما طلع الفجر أذن وأقام ثم أقامني عن يمينه
ثم قرأ بالمعوذتين ، فلما انصرف قال : كيف رأيت؟ قلت : قد رأيت يا رسول الله .
قال : » فاقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت « » .
وأخرج ابن الأنباري عن قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقبة بن
عامر : « اقرأ ب { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } فإنهما من أحب
القرآن إلى الله » .
وأخرج الحاكم عن عقبة بن عامر قال : « كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم
راحلته في السفر فقال : يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا؟ قلت : بلى . قال :
{ قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } فلما نزل صلى بهما صلاة الغداة
، ثم قال له : كيف ترى يا عقبة » .
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب بغلة فحادت
به فحبسها وأمر رجلاً أن يقرأ عليها { قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق } فسكنت
ومضت .
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : « أهدى النجاشي إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بغلة شهباء فكان فيها صعوبة فقال للزبير : اركبها وذللها فكأن الزبير
اتقى فقال له : أركبها واقرأ القرآن . قال : ما أقرأ؟ قال : اقرأ { قل أعوذ برب
الفلق } فوالذي نفسي بيده ما قمت تصلي بمثلها » .
وأخرج ابن الأنباري عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى
قرأ على نفسه المعوذتين وتفل أو نفث .
وأخرج ابن الأنباري عن ابن عمر قال : إذا قرأت { قل أعوذ برب الفلق } فقل أعوذ
برب الفلق ، وإذا قرأت ب { قل أعوذ برب الناس } فقل : أعوذ برب الناس .
وأخرج محمد بن نصر عن أبي ضمرة عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقرأ في الركعة الثانية التي يوتر بها ب { قل هو الله أحد } والمعوذتين .
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود أنه رأى في عنق امرأة من أهله سيراً فيه تمائم
فقطعه ، وقال : إن آل عبد الله أغنياء عن الشرك ، ثم قال : التولة والتمائم
والرقى من الشرك ، فقالت امرأة : إن إحدانا لتشتكي رأسها فتسترقى ، فإذا استرقت
ظنت أن ذلك قد نفعها ، فقال عبد الله إن الشيطان يأتي أحداكن فينخس في رأسها
فإذا استرقت حبس ، فإذا لم تسترق نحر فلو أن إحداكن تدعو بماء فتنضحه على رأسها
ووجهها ثم تقول : بسم الله الرحمن الرحيم ثم تقرأ { قل هو الله أحد } و { قل
أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } نفعها ذلك إن شاء الله .
وأخرج عبد بن حميد في مسنده عن زيد بن أسلم قال : سحر النبي صلى الله عليه وسلم
رجل من اليهود فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وقال : إن رجلاً من
اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان ، فأرسل علياً فجاء به فأمره أن يحل العقد
ويقرأ آية فجعل يقرأ ويحل حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال
.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت : « كان لرسول الله صلى
الله عليه وسلم غلام يهودي يخدمه يقال له لبيد بن أعصم ، فلم تزل به يهود حتى
سحر النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذوب ولا يدري
ما وجعه ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نائم إذا أتاه ملكان
فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه :
ما وجعه؟ قال : مطبوب . قال : من طبه؟ قال : لبيد بن أعصم . قال : بم طبه؟ قال
: بمشط وماشطة وجف طلعة ذكر بذي أروان وهي تحت راعوفة البئر . فلما أصبح رسول
الله صلى الله عليه وسلم غدا ومعه أصحابه إلى البئر فنزل رجل فاستخرج جف طلعة
من تحت الراعوفة ، فإذا فيها مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن مشاطة رأسه
، وإذا تمثال من شمع تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا فيها أبر
مغروزة ، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة ، فأتاه جبريل بالمعوّذتين فقال : يا
محمد { قل أعوذ برب الفلق } وحل عقدة { من شر ما خلق } وحل عقده حتى فرغ منها
وحل العقد كلها وجعل لا ينزع إبرة إلا يجد لها ألماً ثم يجد بعد ذلك راحة ،
فقيل : يا رسول الله لو قتلت اليهودي فقال : قد عافاني الله وما وراءه من عذاب
الله أشد فأخرجه » .
وأخرج ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن لبيد بن الأعصم
اليهودي سحر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل فيه تمثالاً فيه إحدى عشرة عقدة ،
فأصابه من ذلك وجع شديد ، فأتاه جبريل وميكائيل يعوذانه فقال ميكائيل يا جبريل
إن صاحبك شاك . قال أجل . قال : أصابه لبيد بن الأعصم اليهودي وهو في بئر ميمون
في كدية تحت صخرة الماء .
قال : فما وراء ذلك؟ قال : تنزح البئر ثم تقلب الصخرة فتأخذ الكدية فيها تمثال
فيه إحدى عشرة عقدة فتحرق فإنه يبرأ بإذن الله ، فأرسل إلى رهط فيهم عمار بن
ياسر فنزح الماء فوجدوه قد صار كأنه ماء الحناء ، ثم قلبت الصخرة إذا كدية فيها
صخرة فيها تمثال فيها إحدى عشرة عقدة ، فأنزل الله يا محمد { قل أعوذ برب الفلق
} الصبح فانحلت عقدة { من شر ما خلق } من الجن والإِنس فانحلت عقدة { ومن شر
غاسق إذا وقب } الليل وما يجيء به الليل { ومن شر النفاثات في العقد } السحارات
المؤذيات فانحلت { ومن شر حاسد إذا حسد } .
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : صنعت اليهود بالنبي صلى
الله عليه وسلم شيئاً فأصابه منه وجع شديد ، فدخل عليه أصحابه فخرجوا من عنده
وهم يرون أنه ألم به فأتاه جبريل بالمعوّذتين فعوّذه بهما ثم قال : بسم الله
أرقيك من كل شر يؤذيك ومن كل عين ونفس حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك « .
أخرج ابن مردويه عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال : » صلى بنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقرأ { قل أعوذ برب الفلق } فقال : « يا ابن عبسه أتدري ما
الفلق؟ قلت الله ورسوله أعلم . قال : بئر في جهنم إذا سعرت جهنم فمنه تسعر ،
وإنها لتتأذى به كما يتأذى بنو آدم من جهنم » « .
وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم : » أقرأ { قل أعوذ بر الفلق } هل تدري ما الفلق؟ باب في النار
إذا فتح سعرت جهنم « .
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنه قال : »
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله : { قل أعوذ برب الفلق } قال :
هو سجن في جهنم يحبس فيه الجبارون والمتكبرون ، وإن جهنم لتعوذ بالله منه « .
وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : »
الفلق جب في جهنم مغطى « .
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن علي عن آبائه قال : الفلق جب في قعر جهنم عليه
غطاء ، فإذا كشف عنه خرجت منه نار تصيح منه جهنم من شدة حر ما يخرج منه .
وأخرج ابن جريرعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الفلق الصبح .
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن
قوله تعالى { قل أعوذ برب الفلق } قال : أعوذ برب الصبح إذا انفلق عن ظلمة
الليل . قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم أما سمعت زهير بن أبي سلمى يقول :
الفارج الهمّ مسدولاً عساكره ... كما يفرج غم الظلمة الفلق
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
الفلق الخلق .
وأخرج أحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه
وابن مردويه عن عائشة قالت : « نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً إلى
القمر لما طلع فقال يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فإن هذا الغاسق إذا وقب »
.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة « عن النبي صلى الله عليه
وسلم في قوله : { ومن شر غاسق إذا وقب } قال : النجم هو الغاسق ، وهو الثريا »
.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله : { ومن شر غاسق إذا وقب } قال :
كانت العرب تقول الغاسق سقوط الثريا ، وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها
وترتفع عند طلوعها .
وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا
ارتفعت النجوم رفعت العاهة عن كل بلد » .
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية { ومن شر غاسق إذا وقب } قال : الليل إذا ذهب .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب رضي الله عنه قال : الغاسق سقوط الثريا ،
والغاسق إذا وقب الشمس إذا غربت .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { ومن شر غاسق إذا وقب
} قال : الليل إذا أقبل .
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : عز وجل
{ ومن شر غاسق إذا وقب } قال : الغاسق الظلمة والوقب شدة سواده إذا دخل في كل
شيء قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم أما سمعت زهيراً يقول :
ظلت تجوب يداها وهي لاهية ... حتى إذا جنح الإِظلام والغسق
وقال في الوقب :
وقب العذاب عليهم فكأنهم ... لحقتهم نار السماء فأخمدوا
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه { غاسق إذا وقب } قال :
الليل إذا دخل .
أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { ومن شر النفاثات } قال :
الساحرات .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما { النفاثات في العقد } قال : ما
خالط السحر من الرقى .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه { النفاثات } قال : السواحر .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه { النفاثات في العقد } قال
: الرقى في عقد الخيط .
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
« من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ، ومن سحر فقد أشرك » .
وأخرج الحاكم وابن مردويه « عن أبي هريرة رضي الله عنه : » أن النبي صلى الله
عليه وسلم جاءه يعوده فقال : ألا أرقيك برقية رقاني بها جبريل؟ قلت بلى ، بأبي
أنت وأمي . قال : بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك { من شر النفاثات
في العقد ومن شر حاسد إذا حسد } فرقى بها ثلاث مرات « » .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنه : « أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد
وجعاً في رأسه فأبطأ على أصحابه ثم خرج إليهم فقال له عمر : ما الذي بطأ بك
عنا؟ فقال : وجع وجدته في رأس فهبط عليّ جبريل ، فوضع يده على رأسي ثم قال :
بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك أو يصيبك ومن شر كل ذي شر معلن أو مسر ، ومن شر
الجن والإِنس { ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد } قال : فبرأت »
.
أخرج ابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الإِيمان عن الحسن في قوله : { ومن شر
حاسد إذا حسد } قال : هو أول ذنب كان في السماء .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه { ومن شر حاسد إذا حسد } يعني اليهود
هم حسدة الإِسلام .
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { ومن شر حاسد إذا حسد } قال :
نفس ابن آدم وعينه .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه { ومن شر حاسد } قال : من شر
عينه ونفسه .
وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن جبريل أتاه وهو يوعك فقال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من حسد
حاسد ، وكل عين ، اسم الله يشفيك .
وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله أو عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى فأتاه جبريل فقال : بسم الله أرقيك من كل شيء
يؤذيك ، من كل كاهن وحاسد ، والله يشفيك .
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : « إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب » .
وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : « لا يحل الدرجات العلى اللعان ولا منان ولا بخيل ولا باغ ولا حسود
» .
وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه قال : « كنا عند النبي صلى الله
عليه وسلم جلوساً فقال : يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة ، فطلع
رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه في يده الشمال فسلم ، فلما
كان من الغد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع الرجل مثل مرته
الأولى ، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته فطلع
ذلك الرجل على مثل حاله الأول ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد
الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال : إني لاحيت أبي فاقسمت أن لا أدخل
عليه ثلاثاً فإن رأيت أن تأويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت قال : نعم . قال أنس
: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره يقوم إلا لصلاة الفجر ،
وإذا تقلب على فراشه ذكر الله وكبره ، ولا يقول إلا خيراً . فلما مضى الثلاث
ليال وكدت احتقر عمله قلت يا عبد الله : لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة ،
ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يطلع الآن عليكم رجل من أهل
الجنة فطلعت أنت الثلاث مرات ، فأردت أن آوي إليك فأنظر ما عملك فلم أرك تعمل
كثير عمل ، فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي
غشاً على أحد من المسلمين ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه . قال عبد الله :
فهذه التي بلغت بك وهي التي لا تطاق » .
وأخرج البيهقي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «
الصلاة نور ، والصيام جنة ، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار ،
والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب » .
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم « كاد الفقر أن يكون كفراً ، وكاد الحسد أن يغلب القدر » .
وأخرج البيهقي في الشعب عن الأصمعي رضي الله عنه قال : بلغني أن الله عز وجل
يقول : الحاسد عدو نعمتي ، متسخط لقضائي ، غير راض بقسمتي التي قسمت بين عبادي
.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : « إن الحسد ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب » .
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3)
مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ
النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال : أنزل بالمدينة { قل
أعوذ برب الناس } .
وأخرج ابن مردويه عن الحكم بن عمير الثمالي رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : « الحذر أيها الناس ، وإياكم والوسواس الخناس ، فإنما يبلوكم
أيكم أحسن عملاً » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال : أول ما يبدأ الوسواس
من الوضوء .
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مغفل قال : البول في المغتسل يأخذ منه
الوسواس .
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مرة رضي الله عنه قال : ما وسوسة بأولع ممن
يراها تعمل فيه .
وأخرج أبو بكر بن أبي داود في كتاب ذم الوسوسة عن معاوية بن أبي طلحة قال : كان
من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم : « اعمر قلبي من وسواس ذكرك واطرد عني
وسواس الشيطان » .
وأخرج ابن أبي داود في كتاب ذم الوسوسة عن معاوية في قوله : { الوسواس الخناس }
قال : مثل الشيطان كمثل ابن عرس واضع فمه على فم القلب فيوسوس إليه فإذا ذكر
الله خنس ، وإن سكت عاد إليه فهو { الوسواس الخناس } .
وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وأبو يعلى وابن شاهين في الترغيب في
الذكر والبيهقي في شعب الإِيمان عن أنس عن النبي قال : « إن الشيطان واضع خطمه
على قلب ابن آدم ، فإن ذكر الله خنس ، وإن نسي التقم قلبه فذلك { الوسواس
الخناس } » .
وأخرج ابن شاهين عن أنس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن
للوسواس خطماً كخطم الطائر فإذا غفل ابن آدم وضع ذلك المنقار في أذن القلب
يوسوس ، فإن ابن آدم ذكر الله نكص وخنس فلذلك سمي { الوسواس الخناس } » .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { الوسواس
الخناس } قال : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس ، وإذا ذكر
الله خنس .
وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه
والبيهقي والضياء في المختارة عن ابن عباس قال : ما من مولود يولد إلا على قلبه
الوسواس فإذا ذكر الله خنس ، وإذا غفل وسوس ، فلذلك قوله : { الوسواس الخناس }
.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : الخناس الذي يوسوس مرة ويخنس مرة من الجن
والإِنس ، وكان يقال شيطان الإِنس أشد على الناس من شيطان الجن ، شيطان الجن
يوسوس ولا تراه وهذا يعاينك معاينة .
وأخرج ابن أبي الدنيا عن يحيى بن أبي كثير قال : إن الوسواس له باب في صدر ابن
آدم يوسوس منه .
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا وابن المنذر عن عروة بن رويم أن عيسى ابن
مريم عليهما السلام دعا ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم فجلى له فإذا رأسه
مثل رأس الحية واضعاً رأسه على ثمرة القلب ، فإذا ذكر الله خنس ، وإذا لم يذكره
وضع رأسه على ثمرة قلبه فحدثه .
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال : الوسواس محله على فؤاد الإِنسان وفي عينه وفي
ذكره ومحله من المرأة في عينها وفي فرجها إذا أقبلت ، وفي دبرها إذا أدبرت هذه
مجالسه .
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { من الجنة والناس } قال : هما وسواسان
فوسواس من الجنة وهو الجن ، ووسواس نفس الإِنسان فهو قوله { والناس } .
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله : { من الجنة والناس } قال : إن
من الناس شياطين فنعوذ بالله من شياطين الإِنس والجن .
ذكر ما ورد في سورة الخلع وسورة الحفد
قال ابن الضريس في فضائله : أخبرنا موسى بن اسمعيل ، أنبأنا حماد قال : قرأنا
في مصحف أبي بن كعب : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك
، ونخلع ونترك من يفجرك قال حماد : هذه الآن سورة ، وأحسبه قال : اللهم إياك
نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نخشى عذابك ، ونرجو رحمتك ، إن
عذابك بالكفار ملحق .
وأخرج ابن الضريس عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال : صليت خلف عمر بن
الخطاب فلما فرغ من السورة الثانية قال : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ، ونثني
عليك الخير كله ، ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي
ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكفار ملحق .
وفي مصحف ابن عباس قراءة أبيّ وأبي موسى : بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا
نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك . وفي
مصحف حجر : اللهم إنا نستعينك ، وفي مصحف ابن عباس قراءة أبيّ وأبي موسى :
اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ، نخشى عذابك ونرجو رحمتك ،
إن عذابك بالكفار ملحق .
وأخرج أبو الحسن القطان في المطوّلات عن أبان بن أبي عياش قال : سألت أنس بن
مالك عن الكلام في القنوت فقال : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير
ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونترك من يفجرك ، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك
نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجدّ إن عذابك بالكفار ملحق . قال أنس :
والله إن أنزلتا إلا من السماء .
وأخرج محمد بن نصر والطحاوي عن ابن عباس إن عمر بن الخطاب كان يقنت بالسورتين :
اللهم إياك نعبد ، واللهم إنا نستعينك .
وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبزى قال : قنت عمر رضي الله عنه بالسورتين
.
وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عمر قنت بهاتين السورتين :
اللهم إنا نستعينك ، واللهم إياك نعبد .
وأخرج البيهقي عن خالد بن أبي عمران قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدعو على مضر إذ جاءه جبريل فأومأ إليه أن اسكت فسكت ، فقال يا محمد : إن الله
لم يبعثك سباباً ولا لعاناً ، وإنما بعثك رحمة للعالمين ، ولم يبعثك عذاباً ،
ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ، ثم علمه هذا
القنوت : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع ونترك من يفجرك ،
اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، إليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك
، إن عذابك الجد بالكفار ملحق .
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ومحمد بن نصر والبيهقي في سننه عن عبيد بن عمير
أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم إنا
نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك ، بسم الله
الرحمن الرحيم ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، ولك نسعى ونحفد ، نرجو
رحمتك ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكفار ملحق . وزعم عبيد أنه بلغه أنهما سورتان
من القرآن في مصحف ابن مسعود .
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الملك بن سويد الكاهلي أن علياً قنت في الفجر بهاتين
السورتين : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ، ونثني عليك ولا نكفرك ، ونخلع ونترك
من يفجرك . اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك
ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكفار ملحق .
وأخرج ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر عن ميمون بن مهران قال : في قراءة أبيّ بن كعب
: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ، ونثني عليك ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك ،
اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك ،
إن عذابك بالكفار ملحق .
وأخرج محمد بن نصر عن ابن إسحق قال : قرأت في مصحف أبيّ بن كعب بالكتاب الأول
العتيق : بسم الله الرحمن الرحيم { قل هو الله أحد } إلى آخرها بسم الله الرحمن
الرحيم { قل أعوذ برب الفلق } إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم { قل أعوذ برب
الناس } إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ،
ونثني عليك الخير ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك . بسم الله الرحمن الرحيم :
اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك
، إن عذابك بالكفار ملحق بسم الله الرحمن الرحيم : اللهم لا تنزع ما تعطي ولا
ينفع ذا الجد منك الجد ، سبحانك وغفرانك وحنانيك إله الحق .
وأخرج محمد بن نصر عن يزيد بن حبيب قال : بعث عبد العزيز بن مروان إلى عبد الله
بن رزين الغافقي فقال له : والله إني لأراك جافياً ، ما أراك تقرأ القرآن؟ قال
: بلى ، والله إني لأقرأ القرآن ، وأقرأ منه ما لا تقرأ به .
فقال له عبد العزيز : وما الذي لا أقرأ به من القرآن؟ قال : القنوت . حدثني علي
بن أبي طالب أنه من القرآن .
وأخرج محمد بن نصر عن عطاء بن السائب قال : كان أبو عبد الرحمن يقرئنا : اللهم
إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخلع ونترك من
يفجرك اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى
عذابك الجد ، إن عذابك بالكفار ملحق . وزعم أبو عبد الرحمن أن ابن مسعود كان
يقرئهم إياها ، ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم إياها .
وأخرج محمد بن نصر عن الشعبي قال : قرأت ، أو حدثني من قرأ في بعض مصاحف أبيّ
بن كعب هاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك . والأخرى بينهما بسم الله الرحمن
الرحيم قبلهما سورتان من المفصل وبعدهما سور من المفصل .
وأخرج محمد بن نصر عن سفيان قال : كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر هاتين
السورتين : اللهم إنا نستعينك ، واللهم إياك نعبد .
وأخرج محمد بن نصر عن إبراهيم قال : يقرأ في الوتر السورتين اللهم إياك نعبد ،
اللهم إنا نستعينك ونستغفرك .
وأخرج محمد بن نصر عن خصيف قال : سألت عطاء بن أبي رباح أي شيء أقول في القنوت
قال : هاتين السورتين اللتين في قراءة أبيّ : اللهم إنا نستعينك واللهم إياك
نعبد .
وأخرج محمد بن نصر عن الحسن قال : نبدأ في القنوت بالسورتين ، ثم ندعو على
الكفار ، ثم ندعو للمؤمنين والمؤمنات .
وأخرج البخاري في تاريخه عن الحارث بن معاقب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
في صلاة من الصلوات : « بسم الله الرحمن الرحيم غفار غفر الله لها ، واسلم
سالمها الله ، وشيء من جهينة وشيء من مزينة وعصية عصت الله ورسوله ، ورعل
وذكوان ما أنا قلته الله قاله » قال الحارث فاختصم ناس من أسلم وغفار فقال
الأسلميون بدأ باسلم ، وقال غفار بدأ بغفار قال الحارث : فسألت أبا هريرة فقال
بدأ بغفار .
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن خفاف بن ايماء بن رحضة الغفاري قال : صلى بنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم الفجر فلما رفع رأسه من الركعة الآخرة قال : « لعن
الله لحياناً ورعلاً وذكوان وعصية عصت الله ورسوله أسلم سالمها الله ، غفار غفر
الله لها ، ثم خر ساجداً . فلما قضى الصلاة أقبل على الناس بوجهه فقال : أيها
الناس إني لست قلت هذا ، ولكن الله قاله » .
ذكر دعاء ختم القرآن
أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ختم
القرآن دعا قائماً .
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من قرأ
القرآن وحمد الرب وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم واستغفر ربه فقد طلب الخير
مكانه » .
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن أبي جعفر قال : كان علي بن حسين يذكر عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا ختم القرآن حمد الله بمحامده وهو قائم ،
ثم يقول : « الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الذي خلق السموات والأرض ، وجعل
الظلمات والنور ، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ، لا إله إلا الله ، وكذب
العادلون بالله ، وضلوا ضلالاً بعيداً ، لا إله إلا الله ، وكذب المشركون بالله
من العرب والمجوس واليهود والنصارى والصابئين ومن دعا لله ولداً أو صاحبة أو
نداً أو شبيهاً أو مثلاً أو سمياً أو عدلاً ، فأنت ربنا أعظم من أن تتخذ شريكاً
فيما خلقت ، والحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ، ولم يكن له شريك في
الملك ، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً الله الله الله أكبر كبيراً ،
والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً والحمد لله الذي أنزل على عبده
الكتاب إلى قوله إلا كذباً . الحمد الله الذي له ما في السموات وما في الأرض
الآيتين : الحمد لله فاطر السموات والأرض الآيتين ، الحمد لله وسلام على عباده
الذين اصطفى ، آلله خير أما يشركون بل الله خير وأبقى وأحكم وأكرم وأعظم مما
يشركون ، فالحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ، صدق الله وبلغت رسله ، وأنا على ذلك
من الشاهدين ، اللهم صلّ على جميع الملائكة والمرسلين وارحم عبادك المؤمنين من
أهل السموات والأرضين ، واختم لنا بخير ، وافتح لنا بخير ، وبارك لنا في القرآن
العظيم ، وانفعنا بالآيات والذكر الحكيم . ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
» .
وأخرج ابن الضريس عن عبد الله بن مسعود قال : من ختم القرآن فله دعوة مستجابة .
وأخرج ابن مردويه عن عطاء الخراساني عن ابن عباس قال : جميع سور القرآن مائة
وثلاث عشرة سورة المكية خمس وثمانون سورة ، والمدنية ثمانية وعشرون سورة ،
وجميع آي القرآن ستة آلاف آية وست عشرة آية ، وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف
حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وأحد وسبعون حرفاً .
وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف ، فمن قرأه صابراً محتسباً فله بكل
حرف زوجة من الحور العين » قال بعض العلماء هذا العدد باعتبار ما كان قرآناً
ونسخ رسمه ، وإلا فالموجود الآن لا يبلغ هذه العدة . قال الحافظ ابن حجر رضي
الله عنه في أول كتابه أسباب النزول وسماه العجاب في بيان الأسباب : الذين
اعتنوا بجمع التفسير المسند من طبقة الأئمة الستة أبو جعفر محمد بن جرير الطبري
، ويليه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري ، وأبو محمد عبد الرحمن
بن أبي حاتم بن إدريس الرازي ، ومن طبقة شيوخهم عبد بن حميد بن نصر الكشي ،
فهذه التفاسير الأربعة قل أن يشذ عنها شيء من التفسير المرفوع والموقوف على
الصحابة والمقطوع عن التابعين ، وقد أضاف الطبري إلى النقل المستوعب أشياء لم
يشاركوه فيها كاستيعاب القراءات والإِعراب والكلام في أكثر الآيات على المعاني
والتصدي لترجيح بعض الأقوال على بعض ، وكل من صنف بعده لم يجتمع له ما اجتمع
فيه لأنه في هذه الأمور في مرتبة متقاربة وغيره يغلب عليه فن من الفنون فيمتاز
فيه ويقصر فى غيره ، والذين اشتهر عنهم القول في ذلك من التابعين أصحاب ابن
عباس رضي الله عنهما وفيهم ثقات وضعفاء .
فمن الثقات مجاهد وابن جبير ، ويروى التفسير عنه من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد
رضي الله عنه ، والطريق إلى ابن أبي نجيح قوية ، ومنهم عكرمة ويروي التفسير عنه
من طريق الحسن بن واقد عن يزيد النحوي عنه ، ومن طريق محمد بن إسحق عن محمد بن
أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، هكذا بالشك ، ولا يضر
لكونه عن ثقة ، ومن طريق معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وعلي
صدوق ، ولم يلق ابن عباس لكنه إنما جمل عن ثقات أصحابه ، فلذلك كان البخاري
وأبو حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة ، ومن طريق ابن جريج رضي الله عنه عن
عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس لكن فيما يتعلق بالبقرة وآل عمران وما عدا ذلك
يكون عطاء رضي الله عنه هو الخراساني ، وهو لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنهما
فيكون منقطعاً إلا أن صرح ابن جريج بأنه عطاء بن أبي رباح ومن روايات الضعفاء
عن ابن عباس رضي الله عنهما التفسير المنسوب لأبي النصر محمد بن السائب الكلبي
فإنه يرويه عن أبي صالح ، وهو مولى أم هانىء عن ابن عباس ، والكلبي اتهموه
بالكذب ، وقد مرض فقال لأصحابه في مرضه : كل شيء حدثتكم عن أبي صالح كذب ، ومع
ضعف الكلبي قد روي عنه تفسير مثله أو أشد ضعفاً وهو محمد بن مروان السدي الصغير
، ورواه عن محمد بن مروان مثله ، أو أشد ضعفاً وهو صالح بن محمد الترمذي ، وممن
روى التفسير عن الكلبي من الثقات سفيان الثوري ومحمد بن فضيل بن غزوان . ومن
الضعفاء من قبل الحفظ جبان بكسر المهملة وتثقيل الموحدة وهو ابن علي العنزي
بفتح المهملة والنون بعدها زاي منقوطة ، ومنهم جويبر بن سعيد وهو واه روى
التفسير عن الضحاك بن مزاحم وهو صدوق عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ولم يسمع
منه شيئاً .
وممن روى التفسير عن الضحاك علي بن الحكم وهو ثقة ، وعلي بن سليمان وهو صدوق ،
وأبو روق عطية بن الحرث وهو لا بأس به . ومنهم عثمان بن عطاء الخراساني رضي
الله عنه يروي التفسير عن أبيه عن ابن عباس . ولم يسمع أبوه من ابن عباس .
ومنهم إسمعيل بن عبد الرحمن السدي بضم المهملة وتشديد الدال ، وهو كوفي صدوق ،
ولكنه جمع التفسير من طرق منها عن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة بن شراحيل عن
ابن مسعود وعن ناس من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم وخلط روايات الجميع فلم
تتميز روايات الثقة من الضعيف . ولم يلق السدي من الصحابة إلا أنس بن مالك
وربما التبس بالسدي الصغير الذي تقدم ذكره . ومنهم إبراهيم بن الحكم بن أبان
العدني وهو ضعيف يروي التفسير عن أبيه عن عكرمة ، وإنما ضعفوه لأنه وصل كثيراً
من الأحاديث بذكر ابن عباس ، وقد روى عنه تفسيره عبد بن حميد . ومنهم إسمعيل بن
أبي زياد الشامي وهو ضعيف جمع تفسيراً كثيراً فيه الصحيح والسقيم ، وهو في عصر
أتباع التابعين . ومنهم عطاء بن دينار رضي الله عنه وفيه لين يروي التفسير عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما تفسير رواه عنه ابن لهيعة وهو ضعيف .
ومن تفاسير التابعين ما يروى عن قتادة رضي الله عنه وهو من طرق منها رواية عبد
الرزاق عن معمر عنه ورواية آدم بن أبي إياس وغيره عن شيبان عنه ، ورواية يزيد
بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة ، ومن تفاسيرهم تفسير الربيع بن أنس عن أبي
العالية واسمه رفيع بالتصغير الرياحي بالمثناة التحتية والحاء المهملة وبعضه لا
يسمى الربيع فوقه أحداً وهو يروي من طرق منها رواية أبي عبيد الله بن أبي جعفر
الرازي عن أبيه عنه ، ومنها تفاسير مقاتل بن حيان من طريق محمد بن مزاحم بن
بكير بن معروف عنه ، ومقاتل هذا صدوق ، وهو غير مقاتل بن سليمان الآتي ذكره ،
ومن تفاسير ضعفاء التابعين فمن بعدهم تفسير زيد بن أسلم من رواية ابنه عبد
الرحمن عنه ، وهي نسخة كبيرة يرويها ابن وهب وغيره عن عبد الرحمن عن أبيه وعن
غير أبيه ، وفيه أشياء كثيرة لا يسندها لأحد وعبد الرحمن من الضعفاء وأبوه من
الثقات ، ومنها تفسير مقاتل بن سليمان وقد نسبوه إلى الكذب . وقال الشافعي رضي
الله عنه : مقاتل قاتله الله تعالى . وإنما قال الشافعي رضي الله عنه فيه ذلك
لأنه اشتهر عنه القول بالتجسيم ، وروى تفسير مقاتل هذا عنه أبو عصمة نوح بن أبي
مريم الجامع وقد نسبوه إلى الكذب ، ورواه أيضاً عن مقاتل الحكم بن هذيل وهو
ضعيف ، لكنه أصلح حالاً من أبي عصمة ومنها تفسير يحيى بن سلام المغربي وهو كبير
في نحو ستة أسفار أكثر فيه النقل عن التابعين وغيرهم ، وهو لين الحديث ، وفيما
يرويه مناكير كثيرة ، وشيوخه مثل سعيد بن أبي عروبة ومالك والثوري ، ويقرب منه
تفسير سنيد بمهملة ونون مصغر واسمه الحسين بن داود ، وهو من طبقة شيوخ الأئمة
الستة ، يروي عن ججاج بن محمد المصيصي كثيراً وعن انظاره ، وفيه لين ، وتفسيره
نحو تفسير يحيى بن سلام ، وقد أكثر ابن جريج التخريج منه ومن التفاسير الواهية
لوهاء رواتها التفسير الذي جمعه موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني ، وهو قدر
مجلدين يسنده إلى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما .
وقد نسب ابن حبان موسى هذا إلى وضع الحديث ورواه عن موسى عبد الغني بن سعيد
الثقفي وهو ضعيف ، وقد يوجد كثير من أسباب النزول في كتب المغازي ، فما كان
منها من رواية معتمر بن سليمان عن أبيه أو من رواية اسمعيل بن إبراهيم بن عقبة
عن عمه موسى بن عقبة ، فهو أصلح مما فيها من كتاب محمد بن إسحق ، وما كان من
رواية ابن إسحق أمثل مما فيها من رواية الواقدي انتهى . قال مؤلفه رضي الله عنه
وتقبل الله منه صنيعه : فرغت من تبييضه يوم عيد الفطر سنة ثمان وتسعين
وثمانمائة ، والحمد لله وحده ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم .
بعونه تعالى تم المجلد السادس وبتمامه تم كتاب الدر المنثور في التفسير المأثور
للإِمام السيوطي رحمه الله
( معلومات الكتاب ) |