الإصابة - حرف الخاء المعجمة
القسم الأول
الخاء بعدها الألف
خارج بن خويلد الكعبي ذكره بن سعد في ترجمة خالد بن الوليد
قال: ولما ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ثنية
أذاخر نظر إلى البارقة فقال: " ما هذا؟ ألم أنه عن القتال
" فقيل يا رسول الله خالد بن الوليد قوتل فقاتل فقال: "
قضاء الله خير " قال: وجعل خالد بن الوليد يتمثل وهو يقاتل
بقول خارج بن خويلد الخزاعي الكعبي:
إذا ما رسول الله فينا رأيتنا ... كلجة بحر مال فيها
سريرها
إذا ما ارتديناها فإن محمداً ... لها ناصر عزت وعز نصيرها
قال بن سعد: قال محمد بن عمر: أنشدناها حزام بن هشام
الكعبي عن أبيه.
خارجة بن جزء بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة ويقال
بكسر الزاي وتحتانية خفيفة العذري.
ذكره بن السكن وغيره وأخرج حديثه هو وابن منده والبيهقي في
الشعب والخطيب في المؤتلف من طريق سعيد بن سنان عن ربيعة
بن يزيد حدثني خارجة بن جزء العذري سمعت رجلًا يقول يوم
تبوك: يا رسول الله أيباعل أهل الجنة؟ الحديث في إسناده
ضعف وفي رواية الخطيب عن ربيعة الجرشي: حدثني حارثة سمعت
رجلاً بتبوك قال: يا رسول الله فذكره وزاد أبو عمر في
الرواة عن خارجة جبير بن نفير.
خارجة بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن
عويج بفتح أوله وآخره جيم بن عدي بن كعب بن لؤي أمه فاطمة
بنت عمرو بن بجرة العدوية وكان أحد الفرسان قيل: كان يعد
بألف فارس وهو من مسلمة الفتح وأمد به عمر عمرو بن العاص
فشهد معه فتح مصر واختط بها وكان على شرطة عمرو بن العاص
فيقال: إن عمرو بن العاص استخلفه على الصلاة ليلة قتل علي
بن أبي طالب فقتله الخارجي الذي انتدب لقتل عمرو بن العاص
وقال: أردت عمراً وأراد الله خارجه.
له حديث واحد في الوتر وروى المصريون من طريق عبد الرحمن
بن جبير قال: رأيت خارجه بن حذافة صاحب رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم توضأ ومسح على الخفين.
قال محمد بن الربيع: لم يرو عنه غير المصريين.
خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر أخو عيينة بن حصن وهو والد
أسماء بن خارجة الذي كان بالكوفة له وفادة.
ذكر بن شاهين من طريق المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن
رومان قال: قدم خارجه بن حصن وجماعة إلى النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فشكوا الجدب والجهد وقالوا: اشفع لنا إلى
ربك فقال: " اللهم اسقنا... " الحديث. وفيه: فأسلموا
ورجعوا.
وذكر الواقدي في الردة أنه كان ممن منع صدقة قومه وأورد
للحطيئة في ذلك شعراً مدحه به وأنه لقي نوفل بن معاوية
الدئلي فاستعاد منه الصدقة فردها على من أخذها منهم قال:
ثم تاب خارجة بعد ذلك.
وروى الواقدي أنه قدم على أبي بكر حين فرغ خالد بن الوليد
من قتال بني أسد فقال أبو بكر: اختاروا إما سلماً مخزية
وإما حرباً مجلية فقال له خارجة بن حصن: هذه الحرب قد
عرفناها فما السلم؟ ففسرها له فقال: رضيت يا خليفة رسول
الله.
وقال المرزباني: هو مخضرم وأنشد له أبياتاً قالها في
الجاهلية يفتخر بها على الطائيين يوم عوارض وذكر أن زيد
الخيل أجابه عنها.
خارجة بن الحمير ويقال حارثة وهو الأصح تقدم في الحاء
المهملة.
خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك
الأنصاري الخزرجي.
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب ومحمد بن إسحاق وغير واحد
فيمن شهد بدراً قال قتل يوم أحد وهو صهر أبي بكر الصديق
تزوج أبو بكر ابنته ومات عنها وهي حامل ويقال: إن النبي
صلى الله عليه وآله ولمآخي بينه وبين أبي بكر.
أخرجه البغوي في ترجمة أبي بكر عن زهير بن محمد عن صدقة بن سابق عن
محمد بن إسحاق وهو والد زيد بن خارجة الذي تكلم بعد الموت.
خارجة بن زيد جاء أنه تكلم بعد الموت وسيأتي بيان ذلك في زيد بن خارجة
إن شاء الله تعالى.
خارجة بن عبد المنذر الأنصاري يقال هو اسم أبي لبابة.
ذكره بن أبي داود وروى عن العطاردي حدثنا بن فضيل عن عمرو بن ثابت عن
بن عقيل عن عبد الرحمن بن يزيد عن خارجة بن عبد المنذر قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " سيد الأيام يوم الجمعة... " الحديث.
رواه غير عن بن فضيل فقال: عن أبي لبابة كذا قال غير واحد عن عمرو بن
ثابت وهو المشهور.
وقد ذكر عبدان عن بعض أصحابه أن اسم أبي لبابة خارجة بن المنذر ذكره
أبو موسى وقوله: بن المنذر غلط وإنما هو ابن عبد المنذر باتفاق.
والمشهور في اسم أبي لبابة رفاعة بن عبد المنذر.
خارجة بن عقفان الثقفي قال بن أبي حاتم: حدثنا بن مرزوق عن أم دهيم بنت
مهدي بن عبد الله بن جميع عن خارجة بن عقفان عن أبيها عن أجدادها حتى
بلغت خارجة بن عقفان أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما مرض
فجعل يعرق فقالت فاطمة: واكرب أبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا
كرب على أبيك بعد اليوم " .
وروى بن منده من طريق بن مرزوق عن أم سعيد بنت أعين حدثتني أم فليحة
بنت وراد عن أبيها عن عقفان بن سعيم أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله
وسلم هو وابناه خارجة ومرداس فدعا لهم. وله ذكر في ترجمة مرداس بن
عقفان أيضاً.
خارجة بن عمرو الأنصاري ويقال بن عامر. ذكر بن أبي حاتم عن أبيه أنه
كان ممن ولي يوم أحد.
خارجة بن عمرو الجمحي روى الطبراني من طريق عبد الملك بن قدامة الجمحي
عن أبيه عن خارجة بن عمرو الجمحي - أن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم قال يوم الفتح: " ليس لوارث وصية... " الحديث.
قال أبو موسى: هذا الحديث يعرف لعمرو بن خارجة يعني فلعله قلب.
قلت: حديث عمرو بن خارجة أخرجه أحمد وأصحاب السنن ومخرجه مغاير لمخرج
حديث خارجة بن عمرو فالظاهر أنه آخر وقد روى المتن أيضاً أبو أمامة
وأنس وابن عباس ومعقل بن يسار.
خارجة بن عمرو حليف آل أبي سفيان روى بن منده من طريق عبد الحميد بن
جعفر كذا فيه. والصواب بن بهرام عن شهر بن حوشب حدثني خارجة بن عمرو
وكان حليفاً لأبي سفيان في الجاهلية - سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وهو بين شعبتي الرحل: " إن الصدقة لا تحل لي ولا لأحد من أهل
بيتي " .
قال بن منده: وهم فيه الفريابي عن عبد الحميد فقال: خارجة بن عمرو
وإنما هو عمرو بن خارجة. قلت: تابعه جنادة بن المغلس عن عبد الحميد بن
بهرام فقال: خارجة بن عمرو.
خاضر بمعجمتين وآخره راء تقدم ذكره في ترجمة الأرقم الجني وأنه أحد جن
نصيبين.
ذكر من اسمه خالد
خالد بن إساف الجهني قال بن شاهين: سمعت بن أبي داود يقول شهد فتح مكة
وقال العدوي: شهد أحداً وقتل بالقادسية.
وزعم بنو الحارث بن الخزرج أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد.
خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي أخو عتاب.
قال هشام بن الكلبي: أسلم يوم الفتح وأقام بمكة وكان فيه تيه شديد وكان
من المؤلفة.
وقال بن دريد: كان جزاراً وقال السراج عنعبد العزيز بن معاوية: مات
خالد قبل فتح مكة وروى بن منده من طريق يحيى بن جعدة عن عبد الرحمن بن
خالد بن أسيد عن أبيه - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهل حين راح
إلى منى قال: لا يعرف إلا بهذا الإسناد.
قلت: وفيه أبو الربيع السمان وغيره من الضعفاء. وذكر أبو حسان الزيادي
أنه فقد يوم اليمامة. وذكر سيف في الفتوح أن أخاه عتابا وجهه أميراً
على البعث الذي أرسله إلى قتال أهل الردة.
وروى عبدان من طريق بشر بن تيم في المؤلفة خالد بن أسيد هذا لكنه سمى
جده أبا المغلس وهو تصحيف.
وحكى البلاذري أنه صلى الله عليه وآله وسلم دعا على آل خالد بن أسيد أن
يحرموا النصر ففي ذلك تقول آمنة بنت عمر بن عبد العزيز زوج عبد الواحد
بن سليمان بن عبد الملك لما فر من أبي حمزة الخارجي:
ترك القتال وما به من علة ... إلا الوهون وعرقه من خالد
خالد بن إياس قال بن منده: ذكره بن عقدة وقال روى عنه أبو إسحاق قال:
ولا يعرف له حديث.
خالد بن بجير أبو عقرب يأتي في خويلد بن خالد وتأتي ترجمة أبي عقرب في
الكنى.
خالد بن البرصاء تقدم ذكر أخيه الحارث بن البرصاء وأن اسم أبيه مالك
وذكرت هناك نسبه إلى بني ليث.
قال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن سلام حدثني يزيد بن عياض قال:
استعمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على النفل يوم حنين أبا جهم بن
حذيفة العدوي فجاء خالد بن البرصاء فتناول زماماً من شعر فمنعه أبو جهم
فقال: إن نصيبي فيه أكثر فتدافعا فعلاه أبو جهم فشجه منقلة فقضى فيها
النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس عشرة فريضة.
ورواه الزبير من وجه آخر موصولاً ولم يسم خالداً.
وأخرجه أبو داود والنسائي من طريق معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث أبا جهم بن حذيفة مصدقاً فلاحاه رجل
فضربه أبو جهم فشجه فذكر الحديث بمعناه ولم يسم خالداً أيضاً.
خالد بن بكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن بكر بن ليث بن
عبد مناة الليثي حليف بني عدي بن كعب.
مشهور من السابقين وشهد بدراً وهو أحد الإخوة وقد تقدم منهم إياس.
ويأتي ذكر عامر وغافل: واستشهد يوم الرجيع وهو ابن أربع وثلاثين سنة.
ذكره بن إسحاق وغيره وهو الذي أراد حسان بن ثابت بقوله:
فدافعت عن حبي خبيب وعاصم ... وكان شفاءً لو تداركت خالدا
وروى بن منده من طريق الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال بعث النبي صلى
الله عليه وآله وسلم خالد بن البكير مع عبد الله بن جحش في طلب عير
قريش... الحديث.
خالد بن ثابت بن طاعن بن العجلان بن عبد الله بن صبح الفهمي جد عبد
الرحمن بن خالد بن مسافر بن خالد بن ثابت أمير مصر شيخ الليث.
ذكر بن يونس أنه شهد فتح مصر وروى الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن عمر بن
الخطاب بعث خالد بن ثابت الفهمي على جيش وعمر بن الخطاب بالجابية فذكر
قصة أخرجها أبو عبيد. وقال بن يونس: ولي خالد بن ثابت بحر مصر سنة إحدى
وخمسين. وقال خليفة بن خياط: أغزاه مسلمة بن مخلد إفريقية سنة أربع
وخمسين.
قلت: وذكرته في هذا القسم اعتماداً على ما مضى أنهم ما كانوا لا يؤمرون
في الفتوح إلا الصحابة.
خالد بن ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر الأنصاري
الظفري.
ذكر العدوي أنه استشهد يوم بئر معونة واستدركه أبو علي الجياني.
خالد بن ثابت الأنصاري الأوسي قال بن عساكر: ذكر بن دريد أنه قتل يوم
مؤتة قال: ولم أر له ذكراً في المغازي.
خالد بن جبل بفتح الجيم والموحدة ووقع في رواية البخاري وابن البرقي
جيل بكسر الجيم بعدها تحتانية ساكنة ورجح بن ماكولا الأول والخطيب
الثاني - العدواني بفتح المهملتين الطائفي.
قال بن السكن: سكن الطائف وله حديث واحد ويقال: إنه بايع تحت الشجرة
أخرجه أحمد وابن أبي شيبة وابن خزيمة في صحيحه والطبراني وابن شاهين من
طريق عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد الرحمن بن خالد بن أبي جبل
العدواني عن أبيه - أنه أبصر النبي صلى الله عليه وآله وسلمفي مشرق
ثقيف وهو قائم على قوس أو عصا حين أتاهم يبتغي عندهم النصر قال: فسمعته
يقرأ: " والسماء والطارق " الطارق 1 حتى ختمها قال: فوعيتها في
الجاهلية ثم قرأتها في الإسلام. وفي رواية بن شاهين عن عبد الرحمن بن
خالد بن أبي جبل.
وفرق بن حبان بين خالد بن جبل العدواني وخالد بن أبي جبل الثقفي ووهم.
خالد بن الحارث النصري بالنون - يأتي ذكره في خالد بن غلاب إن شاء الله
تعالى.
خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي أخو
حكيم بن حزام.
ذكره البلاذري وابن منده من طريق المنذر بن عبد الله عن هشام بن عروة
عن أبيه قال: هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة فنهشته حية فمات في
الطريق فنزل فيه: " ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله... "
النساء 99 الآية.
قال البلاذري: ليس بمتفق عليه ولم يذكره بن إسحاق - يعني في مهاجرة
الحبشة.
وأخرجه بن أبي حاتم من هذا الوجه موصولاً ولفظه: عن هشام بن عروة عن
أبيه عن الزبير بن العوام فذكره وزاد: قال الزبير: وكنت أتوقع خروجه
وأنتظر قدومه وأنا بأرض الحبشة فما أحزنني شيء كما أحزنني لوفاته حين
بلغتني: لأنه كان من بني أسد بن عبد العزى ولم يكن بقي معي أحد منهم
بأرض الحبشة.
وقال الزبير بن بكار في كتاب النسب: حدثني عمي مصعب عن غير واحد من آل
حزام عن الواقدي وعن المغيرة بن عبد الله الحزامي أن خالد بن حزام خرج
من مكة مهاجراً وبلغ الزبير خبره فسر بذلك فمات خالد في الطريق فنزلت
فيه الآية.
قلت: المشهور أن الذي نزلت فيه هذه الآية جندب بن ضمرة كما تقدم.
وقال الطبري: انفرد الواقدي بقوله: إنه هاجر إلى أرض الحبشة الله جرة
الثانية فنهش في الطريق فمات قبل أن يدخل الحبشة. كذا قال وفيه نظر
لرواية الزبير عن مصعب بموافقة الواقدي.
خالد بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أخي الذي قبله.
قال هشام بن الكلبي: أسلم يوم الفتح وذكره بن السكن في ترجمة أبيه قال:
كان له من الولد خالد وهشام ويحيى أسلموا.
وقال الطبراني: كان لحكيم من الولد: عبد الله وخالد ويحيى وهشام أدركوا
كلهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأسلموا يوم الفتح.
وذكره أبو عمر فقال: حديثه عند بكير بن الأشج عن الضحاك بن عثمان عنه.
قلت: وحديثه بهذا الإسناد إنما هو عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم وبذلك ذكره البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه ولهذا ذكره بن حبان
وغيره في التابعين لكن ساق له بن أبي عاصم والبغوي وغيرهما حديثاً
معلولاً مداره على بن عيينة عن عمرو بن دينار أخبرني أبو نجيح عن خالد
بن حكيم بن حزام قال: كان أبو عبيدة أميراً بالشام فتناول بعض أهل
الأرض فقام إليه خالد فكلمه فقالوا: أغضبت الأمير فقال: أما إني لم أرد
أن أغضبه ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن أشد
الناس عذاباً يوم القيامة أشدهم عذاباً للناس في الدنياً - لفظ البغوي.
قلت: توهم من أورد له هذا الحديث أن المراد بقوله فقام إليه خالد فكلمه
أنه خالد بن حكيم صاحب الترجمة وبذلك صرح الطبراني في روايته وهو وهم
وإنما هو خالد بن الوليد وهو الذي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قال بين ذلك أحمد في مسنده عن بن عيينة والبخاري في تاريخه
والطبراني من طريق أخرى في ترجمة خالد بن الوليد.
وأخرج هذا الحديث بن شاهين من طريق حماد بن سلمة فوقع فيه وهم أيضاً -
قال فيه: عن عمرو بن دينار عن أبي نجيح - أن خالد بن حكيم بن حزام مر
بأبي عبيدة وهو يعذب ناساً فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يقول.... فذكر الحديث بعينه.
وهذا وقع فيه حذف اقتضى هذا الوهم وذلك أن الباوردي أخرجه من وجه آخر
عن حماد بن سلمة فزاد فيه وهو يعذب الناس في الجزية فقال له: أما سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول... فذكر الحديث.
وقد وقع لأخيه هشام بن حكيم شيء من هذا كما سيذكر في ترجمته.
خالد بن الحواري الحبشي قال بن أبي خيثمة والبغوي ومطين جميعاً: أخبرنا
إسماعيل بن إبراهيم الترجماني حدثنا إسحاق بن الحارث قال: رأيت خالد بن
الحواري رجلاً من الحبشة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى
أهله فحضرته الوفاة فقال: اغسلوني غسلين: غسل للجنابة وغسل للموت.
وأخرجه الطبراني من هذا الوجه.
خالد بن أبي خالد الأنصاري ذكره ضرار بن صرد بسنده عن عبيد الله بن أبي
رافع فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة. وأخرجه الطبراني وغيره من
طريقه.
خالد بن خلاد الأنصاري له حديث.
قال المحاملي في الجزء الخامس من الأمالي رواية الأصبهانيين عنه حدثنا
عبد الله بن شبيب حدثنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان - هو ابن بلال -
عن موسى بن عبيد عن عبد الله بن دينار عن خالد بن خلاد عن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم أنه قال: " من أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه
لعنة الله وغضبه إلى يوم القيامة لا يقبل منه صرف ولا عدل " .
هكذا وقع والمعروف برواية هذا المتن السائب بن خلاد الأنصاري وموسى بن
عبيدة ضعيف.
خالد بن أبي دجانة الأنصاري ذكره ضرار أيضاً فيمن شهد صفين من الصحابة.
خالد بن رافع ذكره البخاري فقال: يروي عن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم وعنه مالك بن عبد. وذكره بن حبان في التابعين فقال: يروي
المراسيل.
وأخرج حديثه بن منده من طريق سعيد بن أبي مريم عن نافع بن يزيد المصري
عن عياش بن عباس عن عبد من مالك المعافري - أن جعفر بن عبد الله بن
الحكم حدثه عن خالد بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
لابن مسعود: " لا تكثر همك ما يقدر يكن وما ترزق يأتك " .
قال سعيد: وحدثنا يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عباس عن مالك عن عبد قال
بن منده: وقال غيره عن عباس عن جعفر عن مالك مثله.
ورواه البغوي من رواية سعيد عن نافع وقال: لا أدري له صحبة أم لا.
وأخرجه بن أبي عاصم من طريق سعيد بن أيوب عن عياش بن عباس عن جعفر بن
عبد الله بن الحكم عن مالك بن عبد الله المعافري - أن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قال لعبد الله بن مسعود... فذكر الحديث ولم يذكر خالد
بن رافع والاضطراب فيه من عياش بن عباس فإنه ضعيف.
خالد بن رباح الحبشي أخو بلال المؤذن يكنى أبا رويحة.
قال بن سعد: أخبرنا عارم حدثنا عبد الواحد بن زياد وحدثنا عمرو بن
ميمون حدثني أبي أن أخاً لبلال خطب امرأة من العرب فقالوا: إن حضر بلال
زوجناك فذكر الحديث.
وأخرجه من طريق الشعبي قال: خطب بلال وأخوه إلى أهل بيت باليمن.
وروى بن منده من طريق سليمان بن بلال بن أبي الدرداء عن أم الدرداء عن
أبي الدرداء قال: قال بلال لعمر: أقر أخي أبا رويحة الذي آخى رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم بيني وبينه بالشام فنزلا دارياً في خولان.
قلت: وهذا يدل على أن أبا رويحة أخو بلال في الإسلام لا في النسب فينظر
في اسم جده. وقال أبو عبيد في المواعظ: حدثنا أبو النضر حدثنا شيبان عن
آدم بن علي سمعت أخا بلال المؤذن يقول: الناس ثلاثة: سالم وغانم وشاجب.
خالد بن ربعي النهشلي ويقال خالد بن مالك بن ربعي وسيأتي.
خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار أبو
أيوب الأنصاري معروف باسمه وكنيته. وأمه هند بنت سعيد بن عمرو من بني
الحارث بن الخزرج من السابقين. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وعن أبي بن كعب.
روى عنه البراء بن عازب وزيد بن خالد والمقدام بن معد يكرب وابن عباس
وجابر بن سمرة وأنس وغيرهم من الصحابة وجماعة من التابعين.
شهد العقبة وبدراً وما بعدها ونزل عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم
لما قدم المدينة فأقام عنده حتى بنى بيوته ومسجده وآخى بينه وبين مصعب
بن عمير.
وشهد الفتوح وداوم الغزو واستخلفه علي على المدينة لما خرج إلى العراق
ثم لحق به بعد وشهد معه قتال الخوارج قال ذلك الحكم بن عيينة.
وروى عن سعيد بن المسيب أن أبا أيوب أخذ من لحية رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم شيئاً فقال له: " لا يصيبك السوء يا أبا أيوب " .
وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عاصم من طريق أبي الخير عن أبي رهم
- أن أبا أيوب حدثهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزل في بيته
وكنت في الغرفة فهريق ماء في الغرفة فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا
نتتبع الماء شفقاً أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فنزلت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا مشفق فسألته فانتقل
إلى الغرفة قلت: يا رسول الله كنت ترسل إلي بالطعام فأنظر فأضع أصابعي
حيث أرى أثر أصابعك حتى كان هذا الطعام قال: " أجل إن فيه بصلاً فكرهت
أن آكل من أجل الملك وأما أنتم فكلوا " .
وروى أحمد من طريق جبير بن نفير عن أبي أيوب قال: لما قدم النبي صلى
الله عليه وآله وسلم المدينة اقترعت الأنصار أيهم يؤويه؟ فقرعهم أبو
أيوب... الحديث.
وقال بن سعد: أخبرنا بن علية عن أيوب عن محمد: شهد أبو أيوب بدراً ثم
لم يتخلف عن غزاة للمسلمين إلا وهو في أخرى إلا عاماً واحداً استعمل
على الجيش شاب فقعد فتلهف بعد ذلك فقال ما ضرني من استعمل علي فمرض
وعلى الجيش يزيد بن معاوية فأتاه يعوده فقال ما حاجتك؟ قال: حاجتي إذا
أنا مت فاركب بي ما وجدت مساغاً في أرض العدو فإذا لم تجد فادفني ثم
ارجع. ففعل.
ورواه أبو إسحاق الفزاري عن هشام عن محمد وسمى الشاب عبد الملك بن
مروان.
ولزم أبو أيوب الجهاد بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلمإلى أن توفي في
غزاة القسطنطينية سنة خمسين. وقيل إحدى وقيل اثنتين وخمسين وهو أكثر.
وقال أبو زرعة الدمشقي عن دحيم عن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز قال:
أغزى معاوية ابنه يزيد سنة خمس وخمسين في جماعة من الصحابة في البر
والبحر حتى أجاز القسطنطينية وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها.
خالد بن زيد الأنصاري قال أبو موسى ذكر بعض أصحابنا أنه غير أبي أيوب
ثم أورد ما أخرجه حميد بن زنجويه في كتاب الترغيب له من طريق حسين بن
أبي زينب عن أبيه عن خالد بن زيد رفعه: " من قرأ: قل هو الله أحد عشرين
مرة بنى الله له قصراً في الجنة " ... الحديث.
قلت: وذكر الثعالبي في تفسيره عن بن عباس قال: خرج الحارث بن عمرو
غازياً مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلف على أهله خالد بن
زيد فتحرج أن يأكل من طعامه وكان مجهوداً فنزلت: " ليس على الأعمى
حرج... " النور 61 الآية. فلعله صاحب الترجمة.
خالد بن زيد بن حارثة ويقال بن يزيد بن حارثة الأنصاري.
روى أبو يعلى والطبراني من طريق مجمع بن يحيى بن زيد بن حارثة سمعت عمي
خالد بن زيد بن حارثة الأنصاري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " بريء من الشح من آتى الزكاة وقري الضيف وأعطى في النائبة " .
إسناده حسن لكن ذكره البخاري وابن حبان في التابعين.
خالد بن زيد المزني.
ذكره خليفة بن خياط فيمن نزل البصرة من الصحابة وروى أبو نعيم بإسناد
واه جداً من طريق معاذ الجهني عن خالد بن يزيد المدني - وكانت له صحبة
- أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ما من أهل بيت يروح
عليهم تالد من الغنم إلا صلت عليهم الملائكة " .
قلت: وقع فيه بن يزيد بزيادة ياء والمدني بدال وأظنه الذي ذكره خليفة
فالله أعلم.
وروى بن أبي شيبة من طريق أبي يحيى أن خالد بن زيد - وكانت عينه أصيبت
بالسوس قال: حاصرنا مدينة السوس فلقينا جهداً وأميرنا أبو موسى... فذكر
قصة.
خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي أبو سعيد أمه أم خالد
بنت حباب الثقفية من السابقين الأولين قيل: كان رابعاً أو خامساً وكان
سبب إسلامه رؤيا رآها أنه على شعب نار فأراد أبوه أن يرميه فيها فإذا
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أخذ بحجزته فأصبح فأتى أبا بكر فقال:
أتبع محمداً فإنه رسول الله فجاء فأسلم فبلغ أباه فعاقبه ومنعه القوت
ومنع إخوته من كلامه فتغيب حتى خرج بعد ذلك إلى الحبشة فكان ممن هاجر
إلى أرض الحبشة وولد له هناك بنته أم خالد.
قال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو غسان أن إسحاق بن سعيد حدثه قال: أخبرني
سعيد بن عمرو بن سعيد وأخواي عن أم خالد بنت خالد - وكان أبوها من
مهاجرة الحبشة وولدت ثم.
وروى بن سعد من طريق سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن عمه خالد بن
سعيد أن سعيد بن العاص بن أمية مرض فقال: لئن رفعني الله من مرضي لا
يعبد الله بن أبي كبشة ببطن مكة فقال خالد بن سعيد: اللهم لا نرفعه.
وبه إلى خالد بن سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثه إلى
ملك الحبشة في رهط من قريش ومع خالد امرأته فقدموا فولدت له هناك جارية
وتحركت هناك وتكلمت.
وروى بن أبي داود في المصاحف من طريق إبراهيم بن عقبة عن أم خالد بنت
خالد قالت: أبي أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم.
وروى الدارقطني في الأفراد من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه
موسى بن عقبة سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد تقول: أبي أول من أسلم
وذلك لرؤيا رآها... الحديث.
قال: تفرد به إسماعيل ولم يروه عنه غير محمد بن أبي شملة وهو الواقدي.
وروى عمر بن شبة عن مسلمة بن محارب قال: قال خالد بن سعيد: أسلمت قبل
علي لكن كنت أفرق أبا أحيحة يعني والده سعيد بن العاص وكان لا يفرق أبا
طالب.
وقال ضمرة بن ربيعة: كان إسلامه مع إسلام أبي بكر.
وعن أم خالد قالت: كان أبي خامساً سبقه أبو بكر وعلي وزيد بن حارثة
وسعد بن أبي وقاص. وقدم خالد وأخوه عمرو على النبي صلى الله عليه وآله
وسلم مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة وشهد عمرة القضية وما بعدها
واستعمله النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صدقات مذحج.
وروى يعقوب بن سفيان من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب وغيره أن الله
جرة الأولى إلى الحبشة هاجر فيها جعفر بن أبي طالب بامرأته أسماء بنت
عميس وعثمان بن عفان برقية بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخالد بن
سعيد بن العاص بامرأته وكذا قال بن إسحاق وسماها أمية بنت خالد بن أسعد
بن عامر من خزاعة.
وسيأتي لخالد ذكر في ترجمة فروة بن مسيك. وذكر سيف في الفتوح عن سهل بن
يوسف عن القاسم بن محمد أن أبا بكر أمره على مشارف الشام في الردة وثبت
في ديوان عمرو بن معد يكرب أنه مدح خالد بن سعيد بن العاصي لما بعثه
النبي صلى الله عليه وآله وسلم مصدقاً عليهم بقصيدة يقول فيها:
فقلت لباغي الخير إن تأت خالدا ... تسر وترجع ناعم البال حامدا
وقال بن إسحاق وخليفة والزبير بن بكار: استشهد خالد يوم مرج الصفر وكذا
قال إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة. وقال محمد بن
فليح عن موسى بن عقبة استشهد يوم أجنادين كذا قال أبو الأسود عن عروة
وقد اختلف أهل التاريخ أيهما كان قبل والله أعلم.
خالد بن سلمة استدركه بن الأمين وعزاه للدارقطني.
وروى بن قانع في معجمه من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة عن خالد بن
سلمة - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعتق غلاماً فقال: " ولاؤه لك
" .
وأخرجه بن قانع عن عمرو بن الحسن الأشناني وهو أحد الضعفاء.
خالد بن سنان بن أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن عبد ود بن ثعلبة الأوسي.
قال العدوي: شهد أحداً واستشهد يوم الجسر.
خالد بن سيار بن عبد عوف بن معشر بن بدر الغفاري.
قال بن الكلبي: كان سائق بدن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وحسان
الأسلمي ذكره بن شاهين والطبري.
خالد بن الطفيل بن مدرك الغفاري قال بن منده: ذكره بن بنت منيع في
الصحابة وفيه نظر. قلت: لم أره في كتاب بن بنت منيع وإنما أورد حديثه
في ترجمة جده مدرك فأخرج من طريق سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن خالد
بن الطفيل بن مدرك الغفاري - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث جده
مدركاً يأتي بابنته من مكة قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم إذا سجد وركع قال: " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك " . الحديث.
فهذا الحديث لا تصريح فيه بصحة خالد إلا أنه على الاحتمال.
خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي قتل أبوه يوم بدر. قال بن
سعد وابن حبان: أسلم يوم الفتح وأقام بمكة.
وأورد الطبراني وابن قانع في ترجمته من رواية حماد بن سلمة عن عكرمة بن
خالد عن أبيه عن جده - حديثاً في الطاعون وهو عجيب فإن جد عكرمة هو
العاص بن هشام وقد اغتر بظاهره الطبراني فأورد العاص بن هشام في
الصحابة وهو غلط فاحش كما سنبينه في حرف العين إن شاء الله تعالى.
وأبين هناك أن خالداً والد عكرمة نسب إلى جده وأنه عكرمة بن خالد بن
سعيد بن العاص فالصحبة لسعيد لا للعاص وخالد بن العاص صاحب هذه الترجمة
عم خالد والد عكرمة والله أعلم.
يقال إن عمر استعمل خالد بن العاص هذا على مكة بعد نافع بن عبد الحارث
الخزاعي وكذلك استعمله عليها عثمان بن عفان.
وفي صحيح مسلم من طريق ثابت مولى عمر بن عبد العزيز قال: لما كان بين
عنبسة بن أبي سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص ما كان وتيسروا للقتال
- يعني في خلافة معاوية حيث أراد عنبسة أخذ شيء من مال عبد الله بن
عمرو بالطائف قال: فركب خالد بن العاص إلى عبد الله بن عمرو فوعظه فقال
عبد الله بن عمرو: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" من قتل دون ماله فهو شهيد " .
وهذا يدل على أن خالد بن العاص تأخر إلى خلافة معاوية.
خالد بن عبادة الغفاري قال أبو عمر: هو الذي دلاه رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم بعمامته في البئر يوم الحديبية لما عطشوا وقيل غيره.
قلت: سيأتي في ترجمة ناجية بن الأعجم الأسلمي وفي ترجمة ناجية بن جندب
الأسلمي وقيل: إن الذي نزل بريدة بن الحصيب وقيل البراء بن عازب ويحتمل
التعدد والله أعلم.
خالد بن عبد الله بن حرملة المدلجي يقال له ولأبيه ولجده صحبة وقال
البغوي: لا أدري له صحبة أم لا.
وقال بن منده: لا تصح صحبته وذكره بن أبي عاصم وجماعة وأورد له من طريق
سحبل بن محمد الأسلمي حدثني أبي عن خالد بن عبد الله بن حرملة المدلجي
قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعسفان فقال له رجل: هل
لك في عقائل النساء وأدم الإبل من بني مدلج؟ وفي القوم رجل من بني مدلج
فعرف ذلك في وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم المدافع
عن قومه ما لم يأثم " .
كذا في رواية بن عاصم من طريق بن أبي عاصم عن سحبل.
وأخرجه الطبراني وغيره من وجوه أخرى ليس فيها رأيت وأخرجه البيهقي في
الشعب من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم عن سحبل فقال فيه: عن خالد بن
عبد الله عن أبيه قال حسين القباني أحد رواته: لا أعلم أحداً قال فيه
عن أبيه غير أبي سعيد انتهى.
ومن طريق أبي سعيد أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده مختصراً وأخرجه مطين
في الوحدان من طريق أنس بن عياض عن سحبل قال العسكري: حديث خالد مرسل
ولم يلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكره في التابعين البخاري وأبو
حاتم الرازي وابن حبان وآخرون.
خالد بن عبد الله الخزاعي وقيل الأسلمي.
ذكره أبو عمر فقال: حديثه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجع يوم
حنين بالسبي حتى قسمه بالجعرانة ولا يقوم بإسناد حديثه حجة.
خالد بن عبد الله القناني - بالقاف والنون الخفيفة وبعد الألف نون من
بني الحارث بن كعب. وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاله جماعة.
خالد بن عبد الله العدوي وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاله
بن حبان.
خالد بن عبد العزى بن سلامة بن مرة بن جعونة بن حبتر بن عدي بن سلول بن
كعب الخزاعي أبا خناس وكناه النسائي أبا محرش وهو قوي فإن أبا خناس
كنية ابنه مسعود.
قال بن حبان: له صحبة وقال يعقوب بن سفيان في نسخته: حدثنا سليمان بن
عثمان بن الوليد حدثني عمي أبو مصرف سعيد بن الوليد بن عبد الله بن
مسعود بن خالد بن عبد العزى حدثني أبي عن أبيه عن خالد بن عبد العزى
أنه أجزر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاة وكان عيال خالد كثيراً
فأكل منها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعض أصحابه فأعطى فضلة
خالداً فأكلوا منها وأفضلوا.
أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده والنسائي في الكنى له عن يعقوب به
مطولاً وفيه قصة العمرة وفي آخره قال سليمان: قلت لأبي مصرف: أدركت
خالداً؟ قال: نعم والمحدث لي مسعود.
وله طريق أخرى أخرجها الطبراني عن محمد بن علي الصائغ حدثنا أبو مالك
بن أبي فارة الخزاعي حدثني أبي عن أبيه عن جده مسعود بن خالد عن خالد
بن عبد العزى بن سلامة ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل
عليه بالجعرانة فأجزره وظل عنده... الحديث.
وفيه: أنه بدت له العمرة فبعث معه رجلاً من أصحابه يقال له محرش بن عبد
الله فسلك به طريقاً حتى دخل مكة فقضى نسكه ثم أصبحا عند خالد.
وستأتي ترجمة ابنه مسعود بن خالد إن شاء الله تعالى.
خالد بن عبيد الله بن الحجاج السلمي قال بن أبي حاتم: له صحبة روى بن
السكن والطبراني من طريق إسماعيل بن عياش حدثني عقيل بن مدرك السلمي عن
الحارث بن خالد بن عبد الله السلمي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قال: " إن الله أعطاكم ثلث أموالكم عند وفاتكم زيادة في
أعمالكم " . قال بن منده: مشهور عن إسماعيل.
وأخرج حديثاً آخر من طريق بن عائذ حدثني خالد بن عبيد الله بن الحجاج
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو فيقول: " اللهم إني
أعوذ بك أن أظلم أو أظلم... " الحديث. قال: غريب.
خالد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس يقال: هو اسم أبي هاشم وسيأتي في
الكنى.
خالد بن عدي الجهني يعد في أهل المدينة وكان ينزل الأشعر.
وروى حديثه أحمد وابن أبي شيبة والحارث وأبو يعلى والطبراني من طريق
بشر بن سعيد عن خالد بن عدي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يقول: " من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف ولا مسألة فليقبله
ولا يرده فإنما هو رزق ساقه الله تعالى إليه " إسناده صحيح السياق لأبي
يعلى.
خالد بن عرفطة بضم المهملة والفاء بينهما راء ساكنة - بن أبرهة - بفتح
الله مزة والراء بينهما موحدة ساكنة - بن سنان الليثي ويقال العذري وهو
الصحيح.
قال عمر بن شبة في أخبار مكة: هو خالد بن عرفطة بن صعير بن حزاز بن
كاهل بن عبد بن عذرة وقدم صغيراً مكة فحالف بني زهرة فهو حليف بني
زهرة.
ويقال: إنه بن أخي ثعلبة بن صعير العذري وابن عم عبد الله بن ثعلبة.
وشذ بن منده فقال: هو خزاعي ونسب بن الكلبي جده سنان فقال: بن صيفي بن
الهائلة بن عبد الله بن غيلان بن أسلم بن حزاز بن كاهل بن عذرة قال:
وهو حليف بني زهرة وولاه سعد القتال يوم القادسية.
أخرج حديثه الترمذي بإسناد صحيح روى عنه أبو عثمان النهدي وعبد الله بن
يسار ومسلم مولاه وأبو إسحاق السبيعي وغيرهم.
وكان خالد مع سعد بن أبي وقاص في فتوح العراق وكتب إليه عمر يأمره أن
يؤمره واستخلفه سعد على الكوفة ولما بايع الناس لمعاوية ودخل الكوفة
خرج عليه عبد الله بن أبي الحوساء بالنخيلة فوجه إليه خالد بن عرفطة
هذا فحاربه حتى قتله.
وعاش خالد إلى سنة ستين وقيل مات سنة إحدى وستين.
وذكر بن المعلم المعروف بالشيخ المفيد الرافضي في مناقب علي من طريق
ثابت الثمالي عن أبي إسحاق عن سويد بن غفلة قال: جاء رجل إلى علي فقال:
إني مررت بوادي القرى فرأيت خالد بن عرفطة بها مات فاستغفر له فقال:
إنه لم يمت ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة ويكون صاحب لوائه حبيب بن حمار
فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين إني لك محب وأنا حبيب بن حمار فقال:
لتحملنها وتدخل بها من هذا الباب وأشار إلى باب المقبل فاتفق أن بن
زياد بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي فجعل خالداً على مقدمته وحبيب
بن حمار صاحب رايته فدخل بها المسجد من باب المقبل.
وعند أحمد من رواية أبي إسحاق: مات رجل صالح فتلقانا خالد بن عرفطة
وسليمان بن صرد وكلاهما كانت له صحبة.
خالد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس الأموي أخو
الوليد.
كان من مسلمة الفتح ونزل الرقة وبها عقبة وذكره صاحب تاريخها فيمن
نزلها من الصحابة. وله أثر في حصار عثمان يوم الدار وإليه يشير أزهر بن
سيحان بقوله:
يلومونني أن جلت في الدار حاسراً ... وقد فر منها خالد وهو دارع
خالد بن عقبة قال أبو عمر:هو الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فقال: اقرأ علي القرآن فقرأ: " إن الله يأمر بالعدل والإحسان... "
النحل 90 الآية. فقال: والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله
لمغدق وإن أعلاه لمثمر وما هذا بقول بشر.
قال أبو عمر: لا أدري هو ابن أبي معيط أم لا وظني أنه غيره.
قلت: لم يذكر إسناده ولا من خرجه والمشهور في مغازي بن إسحاق نحو هذا
للوليد بن المغيرة ومع ذلك فلا دلالة في السياق على إسلام صاحب هذه
القصة.
خالد بن عمرو بن عدي بن نابي - بنون وموحدة مكسورة - بن عمرو بن سواد
بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي.
شهد العقبة الثانية وقال هشام بن الكلبي: شهد بدراً.
خالد بن عمرو بن أبي كعب الأنصاري ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة وجوز
بن إسحاق أن يكون هو الذي قبله وأن يكون كنية عدي أبا كعب.
خالد بن عمير العبدي قال الحسن بن سفيان في مسنده حدثنا معلى بن مهدي
حدثنا بشر بن المفضل حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن خالد بن عمير قال:
أتيت مكة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم بها فبعته رجل سراويل فوزن لي
وأرجح.
رجاله ثقات إلا أنه اختلف فيه على شعبة وعلى سماك والمشهور أنه عن
مخرمة العبدي أما خالد بن عمير السدوسي الذي روى عن عتبة بن غزوان
فمخضرم ويأتي ذكره في القسم الثالث.
خالد بن العنبس ذكره سعيد بن عفير في أهل مصر وقال: إنه شهد بيعة
الرضوان.
وحكى بن الأثير عن أبي الربيع الجيزي أنه ذكره في الصحابة وتعقبه
مغلطاي بأنه ليس في كتاب أبي الربيع وإنما الذي ذكره هو ابن يونس وقال:
إن له صحبة.
خالد بن غلاب بفتح المعجمة وتخفيف اللام وآخره موحدة وهو جد محمد بن
زكريا الغلابي له وفادة ثم نزل البصرة وولي أصبهان لعثمان.
روى بن منده من طريق الأحوص بن المفضل بن غسان عن عمه محمد بن غسان عن
جده خالد بن عمرو عن أبيه عمرو بن معاوية عن أبيه عمرو بن خالد بن غلاب
قال: لما حضر عثمان خرج أبي يريد نصره وكان يتولى أصبهان فاتصل به
قتله. فانصرف إلى منزله بالطائف وقدمت في ثقل أبي فصادفت وقعة الجمل
فدخلت على علي فقال: من هذا؟ قيل عمرو بن خالد قال: بن غلاب قالوا: نعم
قال: أشهد أني رأيت أباه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وذكر الفتن فقال: يا رسول الله ادع الله أن يكفيني الفتن فقال: " اللهم
اكفه الفتن ما ظهر منها وما بطن " .
قال بن منده: غريب تفرد به أولاده وغلاب اسم امرأة قال أبو نعيم - في
تاريخ أصبهان وزاد: وهو خالد بن الحارث بن أوس بن النابغة بن عمرو بن
حبيب بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن هوازن.
وقال المرزباني: كان على بيت المال لعمر وقد ولي بعض عمل أصبهان وفيه
يقول أبو المختار يزيد بن قيس الكلابي في قصيدته التي شكا فيها العمال
إلى عمر بن الخطاب يقول فيها:
إذا التاجر الله ندي جاء بفأرة ... من المسك أضحت في سوالفهم تجري
ويقول فيها:
ولا تنسين النافعين كلاهما ... ولا ابن غلاب من سراة بني نصر
وهي قصيدة طويلة ستأتي بتمامها في ترجمة قائلها يزيد بن قيس في القسم
الثالث فأجابه خالد هذا بقوله:
أبلغ أبا المختار عني رسالة ... فقد كنت ذا قرني لديك وذا سمر
وما كان لي يوماً إليك جناية ... فتجعلني ممن يؤلف في الشعر
أنشدهما دعبل في طبقات الشعراء.
خالد بن قيس بن مالك بن العجلان بن مالك بن عامر بن بياضة الأنصاري
الخزرجي البياضي.
ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة وبدراً وأحداً وقال بن حبان: كان ممن
صدق القتال ببدر ولم يذكره موسى بن عقبة ولا أبو معشر فيمن شهد العقبة.
خالد بن قيس السهمي ذكره في المؤلفة قلوبهم وسيأتي الخبر بذلك في ترجمة
عبد الرحمن بن يربوع.
خالد بن قيس بن النعمان يأتي ذكره في خليد - بالتصغير.
خالد بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار
الأنصاري المازني. قتل يوم بئر معونة ذكره بن الكلبي والعدوي.
خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن
حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي النهشلي.
وقع ذكره في تفسير مقاتل أنه كان في الوفد الذين نزلت فيهم: " إن الذين
ينادونك من وراء الحجرات... " الحجرات 3 الآية.
وقرأت في كتاب النصوص لصاعد الربعي بإسناد له عن أبي عبيدة معمر بن
المثنى قال: كان القعقاع بن معبد بن زرارة حليماً يشبه بعمه حاجب بن
زرارة فبينا حاجب جالس وإبله تورد عليه إذ أقبل خالد بن مالك النهشلي
على فرس وفي يده رمح فقال: يا حاجب والله لترقصن أو لأطعننك فقال: تنح
عني أيها السفيه فأبى فقام الشيخ فأقبل وأدبر فبلغ ذلك شيبان بن علقمة
بن زرارة فقال: أيتهكم خالد بعمي والله لأنافرنه فكلمت بنو تميم حاجباً
فنهاه فتنافر القعقاع بن معبد وخالد بن مالك إلى ربيعة بن حذار الأسدي
فذكر قصة طويلة وفيها ثم أدركا الإسلام فوفدا على النبي صلى الله عليه
وآله وسلم فقال أبو بكر: يا رسول الله لو بعثت هذا وقال عمر: يا رسول
الله لو بعثت هذا فقال: " لولا أنكما اختلفتما لأخذت برأيكما " فرجعا
ولم يولهما شيئاً.
وذكر أبو أحمد العسكري هذه القصة في الصحابة أيضاً.
وقال بن الأثير: لم يذكر بن الكلبي بعد أن نسبه أن له صحبة ولم أر من
ذكر له صحبة إلا العسكري.
قلت: وقد ذكره بن عبد البر إلا أنه نسبه لجده فقال خالد بن ربعي وذكره
أيضاً من قدمت ذكره.
وقال أبو عمر عن بن المنكدر: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال
للقعقاع ولخالد: " قد عرفتكما " وأراد أن يستعمل أحدهما على بني تميم
فاختلف أبو بكر وعمر فذكره فأنزلت: " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا
بين يدي الله ورسوله... " الآية. انتهى.
وهذه القصة في اختلاف أبي بكر وعمر وقعت عند البخاري من طريق بن أبي
مليكة عن أبي الزبير لكن فيها القعقاع المذكور والأقرع بن حابس بدل
خالد بن مالك.
تنبيه: حذار والد ربيعة - بكسر المهملة بعدها معجمة خفيفة وضبطه بن عبد
البر بالجيم ثم بالمهملة فوهم.
خالد بن مغيث بالغين المعجمة والمثلثة.
روى بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن شيبة بن نصاح عن
خالد بن مغيث - هو من الصحابة - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" رأيت قزمان متلفعاً في خميلة من النار " . يريد الذي غل يوم خيبر
أخرجه بن أبي عاصم وغيره من حديث بن وهب وأما بن أبي حاتم فقال: روى عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً. روى عنه شيبة بن نصاح.
قلت: شيبة لم يلحق أحداً من الصحابة فيكون الانقطاع في روايته عن خالد
وأما خالد فثبت في نفس الإسناد أنه من الصحابة والله أعلم.
خالد بن نافع الخزاعي يأتي قريباً آخر من اسمه خالد.
خالد بن نضلة الأسلمي قيل هو اسم أبي برزة سماه الهيثم بن عدي والمشهور
أنه نضلة بن عبيدة.
خالد بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن
مالك بن الأوس الأنصاري الظفري. ذكر بن عساكر أنه شهد مؤتة واستشهد
بها.
خالد بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي
أخو أبي جهل.
ذكره عبدان بإسناده عن بشر بن تميم في المؤلفة وذكر بن الكلبي أنه أسر
يوم بدر كافراً ولم يذكر أنه أسلم وأنشد له الزبير بن بكار في الكلام
على البطحاء رجزاً أوله: إما تريني أشمط العشيات فالله أعلم.
خالد بن هوذة بن ربيعة البكائي ويقال القشيري جاء ذكره في حديث ابنه
العداء فروى الباوردي من طريق عبد المجيد أبي عمرو عن العداء بن خالد
قال: خرجت مع أبي فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب.
وقال الأصمعي: عن أبي عمرو بن العلاء: أسلم العداء وأخوه حرملة وأبوهما
وكانا سيدي قومهما وبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلمإلى خزاعة يبشرهم
بإسلامهما.
وذكرهما بن الكلبي في المؤلفة وقال في الجمهرة: وفد خالد وحرملة ابنا
هوذة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: وخالد هو الذي قتل أبا
عقيل جد الحجاج بن يوسف الثقفي.
خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن محزوم القرشي
المخزومي سيف الله أبو سليمان أمه لبابة الصغرى بنت الحارث بن حرب
الهلالية وهي أخت لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب وهما أختا
ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
كان أحد أشراف قريش في الجاهلية وكان إليه أعنة الخيل في الجاهلية وشهد
مع كفار قريش الحروب إلى عمرة الحديبية كما ثبت في الصحيح أنه كان على
خيل قريش طليعة ثم أسلم في سنة سبع بعد خيبر وقيل قبلها ووهم من زعم
أنه أسلم سنة خمس.
قال بن إسحاق: حدثني يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس عن
حبيب حدثني عمرو بن العاص من فيه قال: خرجت عامداً لرسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبل الفتح وهو مقبل من مكة
فقلت: أين تريد أبا سليمان؟ قال: أذهب والله أسلم فحتى متى؟ قلت: وما
جئت إلا لأسلم فقدمنا جميعاً فتقدم خالد فأسلم وبايع ثم دنوت فبايعت ثم
انصرفت ثم شهد غزوة مؤتة مع زيد بن حارثة فلما استشهد الأمير الثالث
أخذ الراية فانحاز بالناس وخطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأعلم
الناس بذلك كما ثبت في الصحيح.
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتح مكة فأبلى فيها وجرى له
مع نبي خزيمة ما جرى ثم شهد حنيناً والطائف في هدم العزى.
وله رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلمفي الصحيحين وغيرهما روى
عنه بن عباس وجابر والمقدام بن معد يكرب وقيس بن أبي حازم وعلقمة بن
قيس وآخرون.
وأخرج الترمذي عن أبي هريرة قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم منزلاً فجعل الناس يمرون فيقول رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " من هذا؟ " فأقول: فلان حتى مر خالد فقال: " من هذا؟ " قلت:
خالد بن الوليد فقال: " نعم عبد الله هذا سيف من سيوف الله " رجاله
ثقات. وأرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلمإلى أكيدر دومة فأسره.
ومن طريق أبي إسحاق عن عاصم عن أنس وعن عمرو بن أبي سلمة أن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم بعث خالد إلى أكيدر دومة فأخذوه فأتوا به فحقن له
دمه وصالحه على الجزية وأرسله أبو بكر إلى قتال أهل الردة فأبلى في
قتالهم بلاء عظيماً ثم ولاه حرب فارس والروم فأثر فيهم تأثيراً شديداً
وفتح دمشق.
وروى يعقوب بن سفيان من طريق أبي الأسود عن عروة قال: لما فرغ خالد من
اليمامة أمره أبو بكر بالمسير إلى الشام فسلك عين التمر فسبى ابنة
الجودي من دومة الجندل ومضى إلى الشام فهزم عدو الله.
واستخلفه أبو بكر على الشام إلى أن عزله عمر فروى البخاري في تاريخه من
طريق ناشرة بن سمي قال: خطب عمر واعتذر من عزل خالد فقال أبو عمرو بن
حفص بن المغيرة: عزلت عاملاً استعمله رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ووضعت لما رفعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنك قريب
القرابة حديث السن مغضب لابن عمك.
وقال بن أبي الدنيا: حدثني أبي حدثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين
عن قتادة قال: بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد إلى
العزى فهدمها.
وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثني علي بن عباس حدثنا الوليد حدثني وحشي عن
أبيه عن جده - أن أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة
فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " نعم عبد
الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على
الكفار " .
وقال أحمد: حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير قال:
استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد فقال خالد: بعث
عليكم أمين هذه الأمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوله
فقال أبو عبيدة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " خالد
سيف من سيوف الله نعم فتى العشيرة " .
وروى أبو يعلى من طريق الشعبي عن بن أبي أوفى - رفعه: " لا تؤذوا
خالداً فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار " .
ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أخبرت عن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم مثله.
وقال سعيد بن منصور: حدثنا هشيم حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أن
خالد بن الوليد فقد قلنسوته يوم اليرموك فقال: اطلبوها فلم يجدوها فلم
يزل حتى وجدوها فإذا هي خلفه فسئل عن ذلك فقال: اعتمر النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس شعره فسبقتهم إلى ناصية فجعلتها
في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا تبين لي النصر.
ورواه أبو يعلى عن شريج بن يونس عن هشيم مختصراً وقال في آخره فما وجهت
في وجه إلا فتح لي.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة في قصة الصدقة فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: " إن خالداً احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله " .
وفي البخاري عن قيس بن أبي حازم عن خالد بن الوليد قال: لقد اندق في
يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما صبرت معي إلا صفيحة يمانية.
وقال يونس بن أبي إسحاق عن أبي السفر: لما قدم خالد بن الوليد الحرة
أتى بسم فوضعه في راحته ثم سمى وشربه فلم يضره رواه أبو يعلى ورواه بن
سعد من وجهين آخرين.
وروى بن أبي الدنيا بإسناد صحيح عن خيثمة قال: أتى خالد بن الوليد رجل
معه زق خمر فقال: اللهم اجعله عسلاً فصار عسلاً. وفي رواية له من هذا
الوجه مر رجل بخالد ومعه زق خمر فقال: ما هذا؟ قال: خل قال: جعله الله
خلاً فنظروا فإذا هو خل وقد كان خمراً.
وقال بن سعد: أخبرنا محمد بن عبيد الله حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن
زياد مولى آل خالد قال:قال خالد عند موته: ما كان في الأرض من ليلة أحب
إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم العدو فعليكم
بالجهاد.
وروى أبو يعلى من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: قال خالد: ما
ليلة يهدى إلي فيها عروس أنا لها محب وأبشر فيها بغلام أحب إلي من ليلة
شديدة الجليد فذكر نحوه.
ومن هذا الوجه عن خالد لقد شغلني الجهاد عن تعلم كثير من القرآن.
وكان سبب عزل عمر خالداً ما ذكره الزبير بن بكار قال: كان خالد إذا صار
إليه المال قسمه في أهل الغنائم ولم يرفع إلى أبي بكر حساباً وكان فيه
تقدم على أبي بكر يفعل أشياء لا يراها أبو بكر: أقدم على قتل مالك بن
نويرة ونكح امرأته فكره ذلك أبو بكر وعرض الدية على متمم بن نويرة وأمر
خالداً بطلاق امرأة مالك ولم ير أن يعزله وكان عمر ينكر هذا وشبهه على
خالد.
وكان أميراً عند أبي بكر بعثه إلى طليحة فهزم طليحة ومن معه ثم مضى إلى
مسيلمة فقتل الله مسيلمة.
قال الزبير: وحدثني محمد بن مسلم عن مالك بن أنس قال: قال عمر لأبي
بكر: اكتب إلى خالد لا يعطي شيئاً إلا بأمرك فكتب إليه بذلك فأجابه
خالد إما أن تدعني وعملي وإلا فشأنك بعملك فأشار عليه عمر بعزله فقال
أبو بكر: فمن يجزي عني جزاء خالد؟ قال عمر: أنا قال: فأنت. فتجهز عمر
حتى أنيخ الظهر في الدار فمشى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلمإلى
أبي بكر فقالوا: ما شأن عمر يخرج وأنت محتاج إليه وما لك عزلت خالداً
وقد كفاك قال: فما أصنع؟ قالوا: تعزم على عمر فيقيم وتكتب إلى خالد
فيقيم على عمله ففعل.
فلما قبل عمر كتب إلى خالد ألا تعطي شاة ولا بعيراً إلا بأمري فكتب
إليه خالد بمثل ما كتب إلى أبي بكر فقال عمر: ما صدقت الله إن كنت أشرت
على أبي بكر بأمر فلم أنفذه فعزله.
ثم كان يدعوه إلى أن يعمل فيأبى إلا أن يخليه يفعل ما شاء فيأبى عمر.
قال مالك: وكان عمر يشبه خالداً فذكر القصة التي ستأتي في ترجمة علقمة
بن علاثة.
قال الزبير: ولما حضرت خالداً الوفاة أوصى إلى عمر فتولى عمر وصيته
وسمع راجزاً يذكر خالداً. فقال رحم الله خالداً فقال له طليحة بن عبيد
الله:
لا أعرفنك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادي
فقال عمر: إني ما عتبت على خالد إلا في تقدمه وما كان يصنع في المال.
مات خالد بن الوليد بمدينة حمص سنة إحدى وعشرين وقيل: توفي بالمدينة
النبوية وقال بن المبارك في كتاب الجهاد عن حماد بن زيد حدثنا عبد الله
بن المختار عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل - ثم شك حماد في أبي وائل
قال: لما حضرت خالداً الوفاة قال: لقد طلبت القتل مظانة فلم يقدر لي
إلا أن أموت على فراشي وما من عملي شيء أرجى عندي بعد أن لا الله إلا
الله من ليلة بتها وأنا متترس والسماء تهلني تمطر إلى صبح حتى نغير على
الكفار ثم قال: إذا أنا مت فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل
الله.
فلما توفي خرج عمر إلى جنازته فقال: ما على نساء آل الوليد أن يسفحن
على خالد دموعهن ما لم يكن نقعاً أو لقلقة.
قلت: فهذا يدل على أنه مات بالمدينة وسيأتي في ترجمة أمه لبابة الصغرى
بنت الحارث ما يشيده ولكن الأكثر على أنه مات بحمص والله أعلم.
خالد بن الوليد الأنصاري ذكره بن الكلبي وغيره فيمن شهد صفين من
الصحابة وكان ممن أبلى فيها قال أبو عمر: لا أقف له على نسبة.
خالد بن يزيد بن حارثة تقدم في خالد بن زيد بن حارثة.
خالد بن يزيد المدني تقدم في خالد بن زيد المزني.
خالد الأحدب الحارثي روى عبدان من طريق ثابت عن عمارة عن خالد الأحدب -
وكانت له صحبة - قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
يا رسول الله كان لي أخوان فذكر حديثاً.
خالد الأزرق الغاضري - بمعجمتين قال بن السكن والباوردي: نزل حمص
وأخرجا من طريق بن عائذ عن أبي راشد الحبراني حدثني خالد الأزرق
الغاضري قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على راحلة ومتاع
فلم أزل أسايره فذكر الحديث قال: وجاء رجل مقصر شعره بمنى فقال: صل علي
يا رسول الله قال: " صلى الله على المحلقين " .
خالد الأشعر والد حبيش بن خالد الخزاعي.
تقدم ذكر والده حبيش وذكر الواقدي أن خالداً قتل مع كرز بن خالد في
طريق مكة والمشهور أن الذي قتل بمكة هو حبيش بن خالد فالله أعلم.
خالد الأنصاري بن عم أوس بن ثابت تقدم في أوس بن ثابت.
خالد الخزاعي والد نافع وزعم بن منده أن اسم والد خالد نافع.
قال بن السكن: كان من أصحاب الشجرة وحديثه في الكوفيين.
روى الحسن بن سفيان وأبو يعلى والطبراني والطبري في تفسيره وغيرهم من
طريق أبي مالك الأشجعي حدثنا نافع بن خالد الخزاعي عن أبيه وكانت له
صحبة وكان ممن بايع تحت الشجرة - قال: جلس رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يوماً فذكر الحديث وفيه: " سألت الله ثلاثاً فأعطاني اثنتين
ومنعني واحدة " رجاله ثقات.
الخاء بعدها الباء
خباب بن الأرت - بتشديد المثناة - بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن
سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي ويقال الخزاعي أبو عبد الله.
سبي في الجاهلية فنبيع بمكة فكان مولى أم أنمار الخزاعية وقيل غير ذلك
ثم حالف بني زهرة وكان من السابقين الأولين.
وقال بن سعد: بيع بمكة ثم حالف بني زهرة وأسلم قديماً وكان من
المستضعفين روى الباوردي أنه أسلم سادس ستة وهو أول من أظهر إسلامه
وعذب عذاباً شديداُ لأجل ذلك.
وقال الطبري: إنما انتسب في بني زهرة لأن آل سباع حلفاء عمرو بن عبد
عوف بن الحارث بن زهرة وآل سباع منهم سباع بن أم أنمار الخزاعية ثم شهد
المشاهد كلها وآخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين جبر بن
عتيك.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم روى عنه أبو أمامه وابنه عبد
الله بن خباب وأبو معمر وقيس بن أبي حازم ومسروق وآخرون.
وروى الطبراني من طريق زيد بن وهب قال: لما رجع علي من صفين مر بقبر
خباب فقال: رحم الله خباباً أسلم راغباً وهاجر طائعاً وعاش مجاهداً
وابتلى في جسمه أحوالاً ولن يضيع الله أجره.
وشهد خباب بدراً وما بعدها ونزل الكوفة ومات بها سنة سبع وثلاثين زاد
بن حبان منصرف علي من صفين وصلى عليه علي وقيل: مات سنة تسع عشرة
والأول أصح.
وكان يعمل السيوف في الجاهلية ثبت ذلك في الصحيحين وثبت فيهما أيضاً
أنه تمول وأنه مرض شديداً حتى كاد أن يتمنى الموت.
روى مسلم من طريق قيس بن أبي حازم قال: دخلنا على خباب وقد اكتوى فقال:
لولا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت
به.
ويقال: إنه أول من دفن بظهر الكوفة ذكر ذلك الطبري بسند له إلى علقمة
بن قيس النخعي عن بن الخباب قال: وعاش ثلاثا وستين سنة.
خباب أبو عرفطة بن خبيب أو جبير بن عبد مناف الأسدي حليف الأنصار تقدم
في المهملة. قال بن فتحون: ذكره أبو عمر بضم المهملة وتخفيف الموحدة
وكذا قيده الدارقطني قال ورأيته مضبوطاً في الطبري خباب بالمعجمة
المفتوحة والتشديد. قلت: وكذا رأيته في الذيل للطبري.
خباب بن عمرو بن حممة الدوسي أخو جندب ذكر سيف في الفتوح أن خالد بن
الوليد أمره على بعض الكراديس يوم اليرموك.
قلت: وقد قدمت غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة.
خباب الخزاعي والد إبراهيم فرق الطبراني وأبو نعيم بينه وبين خباب بن
الأرت روى الطبراني من طريق قيس بن الربيع عن مجزأة بن ثور عن إبراهيم
بن خباب عن أبيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "
اللهم استر عورتي وآمن روعتي واقض عني ديني " . واستدركه أبو موسى ولم
أره في التجريد ولا أصله.
خباب والد السائب روى بن منده من طريق عبد العزيز بن عمران عن عبد الله
بن السائب عن أبيه عن جده قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
متكئاً على سرير يأكل قديداً ثم يشرب من فخارة فقال: هذا حديث غريب لا
نعرفه إلا من هذا الوجه.
قال أبو نعيم: يقال عن عبد العزيز عن أبي عبد الله بن السائب يعني
فيكون من مسند السائب. وكلام البخاري يقتضي أن يكون هو مولى فاطمة بنت
عتبة الآني ذكره فإنه قال السائب بن خباب أبو مسلم صاحب المقصورة ويقال
مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة وعلى ذلك اعتمد بن الأثير فلم يفرد لمولى
فاطمة ترجمة.
خباب مولى عتبة بن غزوان يكنى أبا يحيى ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدراً
من حلفاء بني نوفل بن عبد مناف.
قال أبو نعيم: لا عقب له ولا رواية ومات في خلافة عمر سنة تسع عشرة
وصلى عليه عمر. قلت: وهم بن منده فذكر في ترجمة خباب بن الأرت أنه مولى
عتبة بن غزوان وقد فرق بينهما بن إسحاق فذكرهما في البدريين وهو
الصواب.
خباب مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة أبو مسلم صاحب المقصورة أدرك
الجاهلية واختلف في صحبته.
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا وضوء إلا من صوت أو ريح "
روى عنه بنوه أصحاب المقصورة ومنهم السائب بن خباب ولد مسلم قاله أبو
عمر.
قلت: الحديث المذكور عند بن ماجة من رواية السائب بن خباب قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وروى مسلم من طريق عامر بن سعيد بن
أبي وقاص عن خباب صاحب المقصورة عن عائشة وأبي هريرة في اتباع الجنائز.
خباب والد عطاء روى بن منده من طريق عبد الله بن مسلم عن محمد بن عبد
الله بن عطاء بن خباب عن أبيه عن جده قال: كنت جالساً عند أبي بكر
الصديق فرأى طائراً فقال: طوبى لهذا فقلت: أتقول هذا وأنت صديق رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم الحديث قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا
من هذا الوجه.
قلت: ليس فيه ما يدل على صحبته نعم فيه دلالة على إدراكه ويحتمل أن
يكون أحد من قبله.
خباب الزبيدي ذكره البزار في المقلين وساق من رواية مالك بن إسماعيل عن
شريك عن جابر وهو الجعفي عن معقل الزبيدي عن عباد أبي الأخضر وهو ابن
أخضر عن خباب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إذا أخذت مضجعك
فاقرأ: قل يا أيها الكافرون " وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله
وسلم يفعله.
وهذا الحديث قد أخرجه البغوي وغيره من رواية يحيى الحماني عن شريك فلم
يذكروا فوق عباد بن أخضر رواياً وسيأتي في عباد.
خبيب بالتصغير بن إساف بهمزة مكسورة وقد تبدل تحتانية بن عنبة بكسر
المهملة وفتح النون بعدها موحدة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن
الحارث بن الخزرج بن الأوس الأنصاري والأوسي. ذكره بن إسحاق وموسى بن
عقبة فيمن شهد بدراً.
وقال الواقدي كان تأخر إسلامه إلى أن خرج النبي صلى الله عليه وآله
وسلمإلى بدر فلحقه في الطريق فأسلم وشهدها وما بعدها ومات في خلافة
عمر.
وقال بن إسحاق عن مكحول عن سعيد بن المسيب قال: بعث عمر بن الخطاب خبيب
بن إساف أحد بني الحارث بن الخزرج على بعض العمل وكان بدرياً.
وروى أحمد والبخاري في تاريخه من طريق المسلم بن سعيد عن خبيب بن عبد
الرحمن عن أبيه عن جده قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهو يريد غزواً أنا ورجل من قومي ولم نسلم فقلنا إنا نستحي أن يشهد
قومنا مشهداً لا نشهده معهم قال: " فإنا لا نستعين بالمشركين على
المشركين " قال: فأسلمنا وشهدنا معه.
رواه أحمد بن منيع فقال في روايته: عن خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب.
وقال بن إسحاق: حدثني خبيب بن عبد الرحمن قال: ضرب خبيب جدي يوم بدر
فمال سيفه فتفل عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورده ولأمه.
وذكر الواقدي أن الذي ضربه هو أمية بن خلف ويقال إنه هو الذي قتل أمية.
قلت: وفي حديثه المذكور عند أحمد أنه قال: ضربني رجل من المشركين على
عاتقي فقتلته ثم تزوجت ابنته فكانت تقول لي لا عدمت رجلًا وشحك هذا
الوشاح فأقول لا عدمت رجلاً عجله إلى النار.
خبيب بن الأسود الأنصاري مولاهم قال عبدان عن أبي نميلة عن بن إسحاق:
هو من أهل الحجاز من بني النجار مولى لهم.
وقال سلمة بن المفضل وزياد البكائي عن بن إسحاق: خبيب بن الأسود حليف
للأنصار.
خبيب بن خباشة تقدم في الحاء المهملة.
خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبي بن عوف بن كلفة بن عوف
بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. شهد بدراً واستشهد
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الصحيح عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عشرة رهط عيناً وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح فذكر الحديث
وفيه: " فانطلقوا - أي المشركون - بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة حتى
باعوهما بمكة فاشترى بنو الحارث بن عامر بن نوفل خبيباً وكان هو الذي
قتل الحارث بن عامر يوم بدر فذكر الحديث بطوله وفيه قصة قتله وقوله:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً ... على أي جنب كان في الله مصرعي
وروى البخاري أيضاً عن جابر قال: قتل خبيباً أبو سروعة. قلت: اختلف في
أبي سروعة هل هو عقبة بن الحارث أو أخوه.
قال بن الأثير: كذا في رواية أبي هريرة أن بني الحارث بن عامر ابتاعوا
حبيباً.
وذكر بن إسحاق أن الذي ابتاعه حجير بن أبي إهاب التميمي حليف لهم وكان
حجير أخا الحارث بن عامر لأمه فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه
قال: وقيل اشترك في ابتياعه أبو إهاب وعكرمة بن أبي جهل والأخنس من
شريق وعبيدة بن حكيم بن الأوقص وأمية بن أبي عتبة وبنو الحضرمي وصفوان
بن أمية وهم أبناء من قتل من المشركين يوم بدر.
قال بن إسحاق: حدثني بن أبي نجيح عن ماوية بنت حجير بن أبي إهاب وكانت
قد أسلمت قالت: حبس خبيب في بيتي فلقد أطلعت عليه من صير الباب وإن في
يده لقطفاً من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه وما أعلم في الأرض من عنب
يؤكل.
وأخرج البخاري قصة العنب من غير هذا الوجه.
وروى بن أبي شيبة من طريق جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه - أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أرسل المقداد والزبير في إنزال خبيب بعثه وحده
عيناً إلى قريش قال: فجئت إلى خشبة خبيب فحللته فوقع إلى الأرض وانتبذت
غير بعيد ثم التفت فلم أره كأنما ابتلعته الأرض. وذكر أبو يوسف في كتاب
اللطائف عن الضحاك - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل المقداد
والزبير في إنزال خبيب عن خشبته فوصلا إلى التنعيم فوجدا حوله أربعين
رجلاً نشاوى فأنزلاه فحمله الزبير على فرسه وهو رطب لم يتغير منه شيء
فنذر بهم المشركون فلما لحقوهم قذفه الزبير فابتلعته الأرض فسمي بليع
الأرض.
وذكر القيرواني في حلى العلى أن خبيباً لما قتل جعلوا وجهه إلى غير
القبلة فوجدوه مستقبل القبلة فأداروه مراراً ثم عجزوا فتركوه.
خبيب الجهني جد معاذ بن عبد الله بن خبيب.
ذكره بن السكن وابن شاهين وغيرهما في الصحابة فأخرج بن السكن من طريق
بن وهب عن بن أبي ذئب عن أسيد بن أبي أسيد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب
عن أبيه عن خبيب الجهني قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
قل " فسكت ثم قال: " قل " فلم أدر ما أقول ثم قال لي الثالثة: " قل "
فقلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ قال: " قل: قل هو الله أحد وقل أعوذ برب
الفلق وقل أعوذ برب الناس - ثلاث مرات حين تصبح وحين تمسي تكفيك من كل
شيء.
قال بن السكن: أظن قوله عن خبيب زيادة وهذا الحديث مختلف فيه.
قلت: وأخرجه بن منده من طريق أبي مسعود عن بن أبي فديك عن بن أبي ذئب
فقال: أراه عن جده وقال: هكذا حدث به أبو مسعود ورواه غيره فلم يقل عن
جده.
قلت: كذلك أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي والطبراني وعبد بن حميد
وغيرهم لم يقولوا عن جده.
وأخرج بن شاهين من طريق أبي عاصم وعبدان من طريق بن عمارة كلاهما عن بن
أبي ذئب فقالا فيه: عن معاذ بن خبيب عن أبيه زاد بن عمارة خبيب الجهني
وكأنه نسب إلى جده فجرى بن عمارة على الظاهر وذكره في الصحابة أيضاً بن
قانع والطبراني وغيرهما.
الخاء بعدها الثاء والدال
خثيم السلمي له ذكر في ترجمة هوذة السلمي في القسم الثالث منه.
خداش بن بشير ويقال بن حصين بن الأصم بن عامر بن رواحة بن حجر بن عبد
بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري. وقيل هو خراش براء بدل الدال.
قال بن الكلبي: له صحبة وهو الذي زعم بنو عامر أنه قتل مسيلمة الكذاب
وكذا قال الدارقطني وأخرجه بن عبد البر في خداش بن بشير وخداش بن حصين
وهو واحد.
خداش بن أبي خداش المكي قال أبو عامر العقدي عن داود بن أبي هند عن
أيوب بن ثابت عن صفية بنت بحرية قالت: استوهب عمي خداش من النبي صلى
الله عليه وآله وسلم صحفة. ذكره بن منده وقال بن السكن: ليس بمشهور.
روى عنه حديث في إسناده نظر ثم أخرجه من وجه آخر عن أيوب بن ثابت عن
بحرية كذا قال: إن عمها خداشاً رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأكل
في صحفة فاستوهبها منه قال: فكانت إذا قدم علينا عمر قال: أئتوني بصحفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال بن السكن: وقد قيل في هذا الحديث عن بحرية عن عمها خراش ولم يثبت.
قلت: كذلك أخرجه أبو موسى من طريق محمد بن معمر عن أبي عامر لكن قال:
عن يحيى بن ثابت عن صفية وقال فيه: خراش وزاد في آخره: فنخرجها له
فيملؤها من ماء زمزم فيشرب منها وينضح على وجهه فلعل لأبي عامر فيه
إسنادين والظاهر أنه واحد وأن أحد الأسمين مصحف من الآخر والذي يترجح
أنه خداش والله اعلم.
خداش بن سلامة ويقال بن أبي سلامة وهو الذي عند بن السكن ويقال بن أبي
مسلمة ويقال أبو سلمة السلمي ويقال السلامي.
يعد في الكوفيين أخرج حديثه أحمد وابن ماجة والطبراني في الأوسط وتفرد
بحديثه منصور بن المعتمر عن عبد الله بن علي بن عرفطة ويقال عن عرفطة
عنه.
قال البخاري: لم يثبت سماعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال بن
السكن: مختلف في إسناده وقال بن قانع: رواه زائدة عن منصور فقال خراش -
يعني بالراء قلت: ذكره بن حبان في الموضعين.
وقال أبو عمر: قد وهم فيه بعض من جمع الأسماء فقال: هو من ولد حبيب
السلمي والد أبي عبد الرحمن فلم يصنع شيئاً فالله أعلم.
خداش بن عياش الأنصاري العجلاني ذكره بن إسحاق استشهد باليمامة
واستدركه بن فتحون.
خداش بن قتادة بن ربيعة بن مطرف بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد
الأنصاري الأوسي. قال هشام بن الكلبي وأبو عبيدة شهد بدرا واستشهد يوم
أحد.
خديج بن رافع بن عدي الأنصاري الأوسي الحارثي والد رافع.
ذكره البغوي ومن تبعه في الصحابة وأوردوا له حديثاً فيه وهم وروى
الطبراني من طريق عاصم بن علي عن شعبة عن يحيى بن أبي سليم سمعت عباية
بن رفاعة عن جده أنه ترك حين مات جارية ناضحاً وعبداً حجاماً وأرضاً
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلمفي الجارية: " نهي عن كسبها " وقال
في الحجام: " ما أصاب فأعلفه الناضح " وقال في الأرض: " ازرعها أو دعها
" .
ومن طريق هشيم عن أبي بلج عن عباية - أن جده مات فذكره.
فظهر بهذه الرواية أن قوله في الرواية الأولى: عن جده أي قصة جده ولم
يقصد الرواية عنه وجد عباية الحقيقي هو رافع بن رافع بن خديج ولم يمت
في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل عاش بعده دهرا فكأنه أراد
بقوله: عن جده الأعلى وهو خديج.
ووقع في مسند مسدد عن أبي عوانة عن أبي بلج عن عباية بن رفاعة قال مات
رفاعة في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وترك عبداً - الحديث فهذا
اختلاف آخر على عباية.
ورواه الطبراني من طريق حصين بن نمير عن أبي بلج فقال عن عباية بن
رفاعة عن أبيه قال: مات أبي وترك أرضاً - فهذا اختلاف رابع ووالد رفاعة
هو رافع بن خديج ولم يمت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمكما
تقدم فلعله أراد بقوله: أبي جده المذكور فإن الجد أب. وروى البغوي من
طريق سعيد بن زيد عن ليث بن أبي سليم قال: قدم علينا الكوفة رفاعة بن
رافع بن خديج فحدث عن جده أنهم اقتسموا غنائم بذي الحليفة فند منها
بعير فاتبعه رجل من المسلمين على فرسه... الحديث - وفيه: إن لهذه الإبل
أوابد.
قال البغوي رواه حماد بن سلمة عن ليث عن عباية عن جده وهو الصواب.
قلت: ورواه عبد الوارث عن ليث عن عباية عن أبيه عن جده فالاضطراب فيه
من ليث فإنه اختلط. والحديث حديث رافع بن خديج كما في رواية حماد بن
سلمة.
وهو في الصحيحين من وجه آخر عن عباية ووقع في الأطراف لابن عساكر
مسنداً خديج بن رافع والد رافع على ما قيل: حدثت أن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم نهى عن كراء الأرض. والنسائي في المزارعة عن علي بن حجر
عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد: أخذت بيد طاوس
حتى أدخلته على رافع بن خديج فحدثه عن أبيه فذكره قال: كذا قال عبد
الكريم والصواب فأدخلته على بن رافع: كذا حدث به عمرو بن دينار عن طاوس
ومجاهد. قال المزي الذي في الأصول الصحيحة من النسائي فأدخلته على بن
رافع: فلعل بن سقط من نسخة بن عساكر والله أعلم وذكري لخديج هذا على
الاحتمال.
خديج بن سلامة بن أوس بن عمرو بن كعب بن القراقر البلوي حليف بني حرام
ويقال بن سالم بن أوس بن عمرو ويقال بن أوس بن سالم بن عمرو الأنصاري
يكنى أبا شباث - بمعجمة ثم موحدة خفيفة وفي آخره مثلثة.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد العقبة الثانية وكذا ذكره الطبري وغيره
قال: ولم يشهد بدراً ولا أحداً. وجعله أبو موسى اثنين بحسب الاختلاف في
اسم أبيه وهو في ذلك تابع لابن ماكولا فإنه قال: خديج بن سلامة ثم قال:
خديج بن سالم.
الخاء بعدها الذال
خذام والد خنساء يقال هو ابن وديعة وقيل بن خالد وقال أبو نعيم: يكنى
أبا وديعة.
وروي في الموطأ والبخاري من طريق خنساء بنت خذام أن أباها زوجها وهي
ثيب فكرهت ذلك. الحديث. ومداره على عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عن
أبيه.
وأخرجه المستغفري من طريق ربيعة عن القاسم فقال: أنكح وديعة بن خذام
ابنته فكأنه مقلوب.
الخاء بعدها الزاء
خراش بن أمية بن ربيعة بن الفضل بن منقذ بن عفيف بن كليب بن حبشية بن
سلول الخزاعي ثم الكليبي - بموحدة مصغراً.
نسبه بن الكلبي وقال: يكنى أبا نضلة وهو حليف بني مخزم شهد المريسيع
والحديبية وحلق رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ أو في العمرة
التي تليها.
وقال بن السكن: روى عنه حديث واحد من طريق محمد بن سليمان مسمول عن
حرام بن هشام عن أمية عن خراش بن أمية قال: أنا حلقت رأس رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم عند المروة في عمرة القضية.
وقال أبو عمر: خراش بن أمية بن الفضل الكعبي فذكر ترجمته وفيها شهد
الحديبية وخيبر وما بعدهما وبعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمإلى
مكة وحمله على جمل يقال له الثعلب فآذته قريش وعقرت جمله وأرادوا قتله
فمنعته الأحابيش فعاد فبعث حينئذ عثمان ثم قال خراش الكلبي ثم السلولي
مذكور في الصحابة لا أعرفه بغير ذلك.
قلت: ظنه آخر لكونه لم يسق نسب الأول وهو واحد بلا ريب.
وذكر بن الكلبي أنه كان حجاماً وأنه رمى بنفسه على عامر بن أبي ضرار
الخزاعي يوم المريسيع مخافة أن يقتله الأنصار.
خراش بن حارثة أخو أسماء تقدم ذكره في ترجمة أخيه حمران.
خراش بن الصمة بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب الأنصاري
السلمي.
ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدراً وذكره كذلك بن الكلبي وأبو عبيد وقالا
كان معه يوم بدر فرسان وجرح يوم أحد عشر جراحات وكان من الرماة
المذكورين.
خراش بن مالك روى حديثه علي بن سعيد العسكري من طريق محمد بن إسحاق:
حدثني عبد الله بن بجرة الأسلمي عن خراش بن مالك قال: احتجم النبي صلى
الله عليه وآله وسلم فلما فرغ قال: لقد عظمت أمانة رجل قام عن أوداج
رسول الله بحديدة قال في التجريد: ولعله تابعي.
خرافة العذري الذي يضرب به المثل فيقال: حديث خرافة لم أر من ذكره في
الصحابة إلا أنني وجدت ما يدل على ذلك فإنني قرأت في كتاب الأمثال
للمفضل الضي قال: ذكر إسماعيل بن أبان الوراق عن زياد البكائي عن عبد
الرحمن بن القاسم عن أبيه القاسم بن عبد الرحمن قال: سألت أبي - يعني
عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن حديث خرافة فقال: بلغني عن عائشة
أنها قالت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حدثني بحديث خرافة فقال: "
رحم الله خرافة إنه كان رجلاً صالحاً وإنه أخبرني أنه خرج ليلة لبعض
حاجته فلقيه ثلاثة من الجن فأسروه فقال واحد: نستعبده وقال آخر: نعتقه
فمر بهم رجل. " فذكر قصة طويلة.
وقد روى الترمذي من طريق مسروق عن عائشة قالت: حدث النبي صلى الله عليه
وآله وسلم نساءه بحديث فقالت امرأة منهن: كأنه حديث خرافة فقال: "
أتدرين ما خرافة إن خرافة كان رجلاً من عذرة أسرته الجن فمكث دهراً ثم
رجع فكان يحدث بما رأى منهم من الأعاجيب فقال الناس: حديث خرافة " .
وروى بن أبي الدنيا في كتاب ذم البغي له من طريق ثابت عن أنس قال:
اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجعل يقول الكلمة كما يقول
الرجل عند أهله فقالت إحداهن: كأن هذا حديث خرافة فقال: " أتدرين ما
خرافة إنه كان رجلاً من بني عذرة أصابته الجن فكان فيهم حيناً فرجع
فجعل يحدث بأحاديث لا تكون في الإنس فحدث أن رجلاً من الجن كانت له أم
فأمرته أن يتزوج... " فذكر قصة طويلة.
ورجاله ثقات إلا الراوي له عن ثابت وهو سحيم بن معاوية يروي عنه عاصم
بن علي ما عرفته فليحرر رجاله.
الخرباق السلمي ثبت ذكره في صحيح مسلم من حديث عمران بن حصين أن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم سلم في ثلاث ركعات ثم دخل منزله فقام
إليه رجل يقال له الخرباق. وروى العقيلي في الضعفاء والطبراني من طريق
سعيد بن بشير عن قتادة عن محمد بن سيرين عن الخرباق السلمي.. فذكر حديث
السهو.
وقال بن حبان هو غير ذي اليدين وقيل هو هو.
خرشة بفتحات بن الحارث أو بن الحر المحاربي.
وروى أحمد والبغوي والطبراني وآخرون من طريق أبي كثير المحاربي: سمعت
خرشة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " ستكون بعدي
فتنة.. " الحديث.
ووقع في رواية الطبراني خرشة المحاربي وفي رواية أحمد خرشة بن الحر وفي
رواية الآخرين خرشة بن الحارث وهو الراجح.
وقال بن سعد: خرشة بن الحارث الأسدي له صحبة نزل حمص له حديث واحد ثم
أورد هذا. وقال أبو حاتم: خرشة شامي له صحبة وروى عنه أبو كثير
المحاربي وتعقبه بن عبد البر وزعم أن الصواب أنه هو خرشة بن الحر يعني
الذي بعد هذا ولم يصب في ذلك والحق أنهما اثنان. وقد فرق بينهما
البخاري فذكر خرشة بن الحر في التابعين وذكر هذا في الصحابة وكذلك صنع
بن حبان.
وذكر الحاكم أبو أحمد في ترجمة أبي كثير في الكنى قول من قال عن أبي
كثير عن خرشة بن الحر ووهاه وصوب أنه خرشة بن الحارث.
خرشة بن الحارث المرادي من بني زبيد وفد على النبي صلى الله عليه وآله
وسلم وشهد فتح مصر ومن ولده أبو خرشة عبد الله بن الحارث بن ربيعة بن
خرشة قاله بن يونس.
وروى أحمد والطبراني من طريق بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن خرشة بن
الحارث صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم - أن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قال: " لا يشهد أحدكم قتيلاً يقتل صبراً فعسى أن يقتل
مظلوماً فتنزل السخطة عليهم فتصيبه معهم " .
خرشة بن الحر الفزاري كان يتيماً في حجر عمر تقدم ذكره في الذي قبله.
وقال الآجري عن أبي داود: له صحبة ولأخته سلامة بنت الحر صحبة وذكره بن
حبان والعجلي في ثقات التابعين وروايته عن الصحابة في الصحيحين.
قال بن سعد: مات في ولاية بشر على العراق وقال خليفة مات سنة أربع
وسبعين.
خرشة بن مالك بن جري بن الحارث بن مالك بن ثعلبة بن ربيعة بن مالك بن
أود الأودي. قال بن الكلبي: وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وشهد مع علي مشاهده ذكره الرشاطي.
خرشة الثقفي ذكره السهيلي في الروض وقال: إنه وفد فأسلم.
الخريت بن راشد الناجي ذكره سيف بن عمر في الفتوح وأخرج عن زيد بن أسلم
قال: لقي الخريت بن راشد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمبين مكة
والمدينة في وفد بني سامة بن لؤي فاستمع لهم وقال لقريش: هؤلاء قوم لد.
قال سيف: وكان الخريت على مضر كلها يوم الجمل واستعمله عبد الله بن
عامر على كورة من كور فارس. وروى سيف أيضاً عن القاسم بن محمد أنه كان
على بني ناجية في حروب الردة وكان أحد الأمراء حينئذ.
وقال الزبير بن بكار: كان مع علي حتى حكم الحكمين ففارقه إلى بلاد فارس
مخالفاً فأرسل علي إليه معقل بن قيس وجهز معه جيشاً فحشد الخريت من قدر
عليه من العرب والنصارى فأمر العرب بمنع الصدقة والنصارى بمنع الجزية
وارتد كثير ممن كان أسلم من النصارى فقاتلهم معقل ونصب راية ونادى: من
لحق بها فهو آمن فانصرف إليها كثير من أصحاب الخريت فانهزم الخريت
فقتل.
خريم بن أوس بن حارثة بن لام الطائي.
روى بن أبي خيثمة والبزار وابن شاهين من طريق حميد بن منهب قال: قال
خريم بن أوس: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له العباس:
يا رسول الله إني أريد أن أمدحك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "
هات لا يفضض الله فاك " فذكر الشعر.
وروى الطبراني من هذا الوجه قال خريم: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يقول: " هذه الحيرة وقد رفعت لي وهذه الشيماء بنت نقيلة
الأزدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود... " فذكر الحديث بطوله
وفيه: فقلت: يا رسول الله إن نحن دخلنا الحيرة فوجدتها كما هي فهي لي
قال: " هي لك " قال: فشهدت الحيرة مع خالد بن الوليد فكان أول من
تلقانا الشيماء فتعلقت بها فسلمها لي خالد... الحديث.
وفي بعض طرق حديثه أنه وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم منصرفه
من تبوك. وسيأتي لحديثه طريق في ترجمة محمد بن بشر.
خريم بن فاتك بن الأخرم ويقال خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك
الأزدي أبو أيمن ويقال أبو يحيى.
قال مسلم والبخاري والدارقظني وغيرهم: له صحبة وزاد البخاري في
التاريخ: شهد بدراً. وكأنه أشار إلى الحديث الآتي. وقال بن سعد: كان
الشعبي يروي عن أيمن بن خريم قال: إن أبي وعمي شهدا بدراً وعهدا ألا
أقاتل مسلماً.
قال محمد بن عمر: هذا لا يعرف وإنما أسلما حين أسلم بنو أسد بعد الفتح
فتحولا إلى الكوفة فنزلاها وقيل: نزلا الرقة وماتا بها في عهد معاوية.
والحديث المشار إليه أخرجه من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي وقد
رواه بن منده في غرائب شعبة وابن عساكر من طرق إلى الشعبي وفيه: شهد
الحديبية وهو الصواب وقيل: إنما أسلم خريم بن فاتك ومعه ابنه أيمن يوم
الفتح وجزم بن سعد بذلك. و سيأتي في ترجمة بن مالك الجهني.
الخاء بعدها الزاي
خزاعي بن أسود تقدم في أسود بن خزاعي وهو بلفظ النسبة.
خزاعي بن عبد نهم - بنون - بن عفيف بن سحيم - بمهملتين مصغراً - بن
ربيعة بن عدي - بكسر أوله والقصر على ما قال الطبري وقال الدارقطني
بالتشديد - بن ذؤيب المزني ويقال خزاعي بن عثمان بن عبد نهم.
وقال بن الكلبي: هو أخو عبد الله ذي النجادين لأبويه وعم عبد الله بن
مغفل بن عبد نهم. وروى بن شاهين من طريق بن الكلبي: حدثنا أبو مسكين
وغيره عن أشياخ لمزينة قالوا: كان لمزينة صنم يقال له نهم وكان الذي
يحجبه خزاعي بن عبد نهم المزني فكسر الصنم ولحق بالنبي صلى الله عليه
وآله وسلم وهو يقول:
ذهبت إلى نهم لأذبح عنده ... عتيرة نسك كالذي كنت أفعل
وقلت لنفسي حين راجعت حزمها ... أهذا الله أبكم ليس يعقل
أبيت فديني اليوم دين محمد ... إله السماء الماجد المتفضل
قال: فبايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبايعه عمي مزينة قال: وقدم
معه عشرة من قومه منهم عبد الله بن ذرة وأبو أسماء والنعمان بن مقرن.
وروى قاسم في الدلائل من طريق محمد بن سلام الجمحي عن بن دأب قال: وفد
خزاعي بن أسود فأسلم ووعد أن يأتي بقومه فأبطأ فأمر النبي صلى الله
عليه وآله وسلم حسان بن ثابت فقال فيه:
ألا أبلغ خزاعياً رسولاً ... فإن الغدر يغسله الوفاء
فإنك خير عثمان بن عمرو ... وأسناها إذا ذكر السناء
وبايعت النبي فكان خيراً ... إلى خير وأداك الثراء
فما يعجزك أو مالا تطقه ... من الأشياء لا تعجز عداء
يعني قبيلته. قال: فلما سمع ذلك أقبل إلى النبي صلى الله عليه وآله
وسلموهم معه فأسلموا.
وقوله: خزاعي بن أسود غلط وإنما هو خزاعي بن عبد نهم.
قال بن سعد في الطبقات: أخبرنا هشام بن الكلبي أخبرنا أبو مسكين وأبو
عبد الرحمن العجلاني قالا: قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
نفر من مزينة منهم خزاعي بن عبد نهم فبايعه على قومه مزينة ومعه عشرة
فذكر القصة والشعر وزاد فيهم بلال بن الحارث وبشر بن المحتفز وزاد فقام
خزاعي بن عبد نهم فقال: يا قوم قد خصكم شاعر الرجل فأنشدكم الله
فأطاعوه وأسلموا وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
وأعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لواء مزينة يوم الفتح لخزاعى
هذا وكانوا يومئذ ألف رجل.
قال بن سعد: وزاد غيره فيهم دكين بن سعد وذكر المرزباني هذه القصة
مطولة ودل شعر حسان على أن عدي هذا يمد فالله أعلم.
خزرج الأنصاري غير منسوب.
روى بن شاهين في الجنائز من طريق عمرو بن شمر عن جعفر بن محمد عن أبيه:
سمعت الحارث بن الخزرج الأنصاري يقول حدثني أبي أنه سمع النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ونظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال: " يا
ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن فقال له: يا محمد طب نفساً وقرعيناً
فإني بكل مؤمن رفيق.. " الحديث بطوله.
وأورده بن منده من هذا الوجه مختصراً وأخرجه البزار وابن أبي عاصم
والطبراني وابن قانع وعمرو بن شمر متروك الحديث.
خزيمة بن أوس بن يزيد - بالتحتانية المفتوحة من فوق وزاي - بن أصرم
الأنصاري النجاري. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً وذكره سلمة بن
المفضل عن بن إسحاق فيمن استشهد يوم الجسر.
خزيمة بن ثابت بن الفاكه - بالفاء وكسر الكاف - بن ثعلبة بن ساعدة بن
عامر بن غيان - بالمعجمة والتحتانية وقيل بالمهملة والنون - بن عامر بن
خطمة - بفتح المعجمة وسكون المهملة - واسمه عبد الله بن جشم - بضم
الجيم وفتح المعجمة - بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الخطمي.
وأمه كبشة بنت أوس الساعدية أو عمارة من السابقين الأولين شهد بدراً
وما بعدها. وقيل: أول مشاهده أحد وكان يكسر أصنام بني خطمة وكانت راية
خطمة بيده يوم الفتح.
وروى أبو داود من طريق الزهري عن عمارة بن خزيمة بن ثابت أن عمه حدثه
وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم ابتاع فرساً من أعرابي... الحديث وفيه: فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: " من شهد له خزيمة فحسبه " .
وروى الدارقطني من طريق أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن أبي عبد الله
الجدلي عن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل شهادته
شهادة رجلين.
وفي البخاري من حديث زيد بن ثابت قال: فوجدتها مع خزيمة بن ثابت الذي
جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم شهادته بشهادتين.
وروى أبو يعلى عن أنس قال: افتخر الحيان: الأوس والخزرج فقال الأوس
ومنا من جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شهادته بشهادة رجلين.
الحديث.
وعند أحمد عن عبد الرزاق بن معمر عن الزهري - أن خزيمة استشهد بصفين.
وروى أحمد من طريق أبي معشر عن محمد بن عمارة بن خزيمة قال: ما زال جدي
كافاً سلاحه حتى قتل عمار بصفين فسل سيفه وقاتل حتى قتل ورواه يعقوب بن
شيبة من طريق أبي إسحاق نحوه.
وقال الواقدي: حدثني عبد الله بن الحارث عن أبيه عن عمارة بن خزيمة بن
ثابت قال شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفاً وشهد صفين وقال أنا
لا أقاتل أبداً حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يقول: " تقتله الفئة الباغية " .
فلما قتل عمار قال: قد بانت لي الضلالة ثم اقترب فقاتل حتى قتل. قال
الطبراني: كان له أخوان: وحوح وعبد الله. وقال المرزباني: قتل مع علي
بصفين وهو القائل:
إذا نحن بايعنا علياً فحسبنا ... أبو حسن مما نخاف من الفتن
وفيه الذي فيهم من الخير كله ... وما فيهم بعض الذي فيه من حسن
وقال بن سعد: شهد بدراً وقتل بصفين.
خزيمة بن ثابت الأنصاري آخر.
روى بن عساكر في تاريخه من طريق الحكم بن عتيبة أنه قيل له: أشهد خزيمة
بن ثابت ذو الشهادتين الجمل فقال: لا ذاك خزيمة بن ثابت آخر ومات ذو
الشهادتين في زمن عثمان.
هكذا أورده من طريق سيف صاحب الفتوح عن محمد بن عبيد الله عن الحكم.
وقد وهاه الخطيب في الموضح وقال: أجمع علماء السير أن ذا الشهادتين قتل
بصفين مع علي وليس سيف بحجة إذا خالف.
قلت: لا ذنب لسيف بل الآفة من شيخه وهو العرزمي نعم أخرج سيف أيضاً في
قصة الجمل عن محمد بن طلحة أن علياً خطب بالمدينة لما أراد الخروج إلى
العراق.... فذكر الخطبة - قال فأجابه رجلان من أعلام الأنصار: أبو
الهيثم بن التيهان وهو بدري وخزيمة بن ثابت وليس بذي الشهادتين ومات ذو
الشهادتين في زمن عثمان.
وجزم الخطيب بأنه ليس في الصحابة من يسمى خزيمة واسم أبيه ثابت سوى ذي
الشهادتين. كذا قال.
خزيمة بن ثاتب السلمي يأتي في خزيمة بن حكيم.
خزيمة بن جزي بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها ياء - السلمي.
له حديث في أكل الضب والضبع وغير ذلك أخرجه الترمذي وابن ماجة
والباوردي وابن السكن وقال: لم يثبت حديثه ورويناه في الغيلانيات
مطولاً ومداره على أبي أمية بن أبي المخارق أحد الضعفاء.
خزيمة بن جزي بن شهاب العبدي. ذكره أبو عمر فقال: يعد في أهل البصرة
قال: وله حديث في الضب. انتهى. وإنما روى حديث الضب الذي قبله.
خزيمة بن جهم بن عبد بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن
قصي العبدري. ذكر الزبير بن بكار أنه هاجر إلى الحبشة مع أبيه وأخيه
عمرو وأخرجه أبو عمر. ووقع في كتاب بن أبي حاتم خزيمة بن جهم بن عبد
قيس بن عبد شمس قال: وكان ممن بعثه النجاشي مع عمرو بن أمية. كذا قال:
والنفس إلى ما قاله الزبير أميل.
ورأيت في كتاب الفردوس حديث " النفث في القلب متعلق بالنياط والنياط
عرق... " الحديث ورواه خزيمة بن جهم ولم يخرج ولده سنده بل بيض له.
خزيمة بن الحارث مصري له صحبة حديثه عند بن لهيعة عن يزيد. يعني بن أبي
حبيب هكذا ذكره أبو عمر مختصراً وأظنه وهماً نشأ عن تصحيف فقد تقدم
خرشة بن الحارث ولو أن أبا عمر ذكر حديثه لبان لنا الصواب.
خزيمة بن حكيم السلمي البهزي ويقال بن ثابت.
ذكره بن شاهين وغيره وذكر بن منده أنه كان صهر خديجة أم المؤمنين.
وروى بن مردويه في التفسير من طريق أبي عمران الجوني عن بن جريج عن
عطاء عن جابر أن خزيمة بن ثابت - وليس بالأنصاري - سأل النبي صلى الله
عليه وآله وسلم عن البلد الأمين فقال: " مكة " .
ورواه الطبراني في الأوسط من هذا الوجه مطولاً جداً وأوله أنه كان في
عير لخديجة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: يا محمد إني أرى
فيك خصالاً وأشهد أنك النبي الذي يخرج بتهامة وقد آمنت بك فإذا سمعت
بخروجك أتيتك فأبطأ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلمإلى يوم الفتح
فأتاه فلما رآه قال: " مرحبا بالمهاجر الأول... " الحديث وقال: لم يروه
عن بن جريج إلا أبو عمران. قال أبو موسى: رواه أبو معشر وعبيد بن حكيم
عن بن جريج عن الزهري مرسلاً لكن قال خزيمة بن حكيم السلمي.
وكذا سماه بن شاهين من طريق يزيد بن عياض عن الزهري قال: كان خزيمة بن
حكيم يأتي خديجة في كل عام وكانت بينهما قرابة فأتاها فبعثته مع النبي
صلى الله عليه وسلم... فذكره مطولاً في ورقتين وفي غريب كثير وإسناده
ضعيف جداً مع انقطاعه.
ورويناه في تاريخ بن عساكر من طريق عبيد بن حكيم عن بن جريج مطولاً
كذلك وروى عن منصور بن المعتمر عن قبيصة عن خزيمة بن حكيم أيضاً.
خزيمة بن خزمة - بمعجمتين مفتوحتين - بن عدي بن أبي عثمان بن قوقل بن
عوف الأنصاري الخزرجي من القواقلة. ذكر بن سعد أنه شهد أحداً وما
بعدها.
خزيمة بن عاصم بن قطن - بفتح القاف والمهملة - بن عبد الله بن عبادة بن
سعد بن عوف العكلي - بضم المهملة وسكون الكاف. نسبه بن الكلبي.
وذكره بن قانع وغيره وأخرج بن شاهين من طريق سيف بن عمر عن البختري بن
حكيم العكلي أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأسلم فمسح
النبي صلى الله عليه وآله وسلم فما زال جديداً حتى مات وكتب له كتاباً.
وروى بن قانع من طريق سيف بن عمر أيضاً عن المستنير بن عبد الله بن عدس
أن عدساً وخزيمة وفدا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فولى خزيمة
على الأحلاف وكتب له " بسم الله الرحمن الرحيم " من محمد رسول الله
لخزيمة بن عاصم إني بعثتك ساعياً على قومك فلا يضاموا ولا يظلموا " .
ذكره الرشاطي في العكلي وقال: أهمله أبو عمر.
خزيمة بن عبد عمرو العصري بفتح المهملتين - العبدي. ذكر بن شاهين أنه
أحد الوفد من عبد القيس وسيأتي ذكره في ترجمة صحار بن العباس وأنه وفد
مع الأشج فأسلم.
خزيمة بن عمرو العصري ذكره الرشاطي عن أبي عبيدة وقد تقدم في جزيمة -
بالجيم. خزيمة بن معمر الخطمي ذكره البخاري وغيره في الصحابة وقال
البغوي: لا أدري له صحبة أم لا. وقال بن السكن: في حديثه نظر.
وروى هو وابن شاهين وغيرهما من طريق المنكدر بن محمد المنكدر عن أبيه
عن خزيمة بن معمر الأنصاري قال: رجمت امرأة في عهد النبي صلى الله عليه
وآله وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هو كفارة لذنوبها " قال بن
السكن: تفرد به المنكدر وهو ضعيف.
قلت: وقد خالفه أسامة بن زيد فرواه عن بن المنكدر عن بن خزيمة بن ثابت
عن أبيه وهذا أشبه وفيه اختلاف آخر.
خزيمة أو أبو خزيمة في حديث زيد بن ثابت في الصحيح وسيأتي بسط ذلك في
أبي خزيمة.
الخاء بعدها الشين
الخشخاش بمعجمات: بن الحارث - وقيل بن مالك بن الحارث بن أحنف - بمهملة
ونون وقيل بمعجمة وتحتانية - وقيل خلف بن كعب بن العنبر بن عمرو بن
تميم وقيل: هو الخشخاش بن جناب - بجيم ونون وقيل بمهملة مضمومة
ومثناتين.
له صحبة وهو جد معاذ بن معاذ قاضي البصرة.
روى حديثه أحمد وابن ماجة بإسناد لا بأس به قال: أتيت النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ومعي ابن لي فقال: " ابنك هذا " ؟ قلت: نعم قال: " لا
يجني عليك ولا تجني عليه " ويقال إن اسم ولده مالك.
الخشاش بضم أوله وتخفيف المعجمة وأخره معجمة - بن المفضل بن عائد
الحنظلي.
روى حديثه خالد بن هياج عن حسان بن قتيبة بن الخشخاش بن عيسى بن المفضل
بن عائذ الحنظلي وهو خاله حدثني أبي عن أبيه عن جده عيسى عن أبيه
الخشخاش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس أحد منكم إلا
وله منزلان أحدهما في الجنة والآخر في النار.. " الحديث. نقلته من خط
المنذري عمن نقله من خط السلفي بإسناده إلى خالد بن هياج أحد الضعفاء.
خشرم بمعجمتين وزن أحمد بن الحباب - بضم المهملة وموحدتين الأولى خفيفة
- بن المنذر بن الجموح بن زيد بن الحارث بن حرام بن كعب الأنصاري
السلمي.
ذكر بن الكلبي أنه بايع تحت الشجرة وقال بن دريد: شهد المشاهد بعد بدر
وقال الطبري: كان حارس النبي صلى الله عليه وسلم.
الخاء بعدها الصاد
خصفة بفتح المعجمة ثم المهملة - ذكره بن منده في الصحابة وروى هو
والبيهقي والخطيب في المتفق من طريق شعبة عن يزيد بن حصفة عن المغيرة
بن عبد الله الجعفي قال: كنت جالساً إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله
عليه وآله وسلم يقال له خصفة أو بن خصفة فقال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يقول: " إن الشديد كل الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
" الحديث.
وفيه ذكر الرقوب والصعلوك أورده الخطيب من طريقين في إحداهما خصفة وفي
الأخرى خصيفة - بالتصغير.
خصفة التيمي ذكره الطبري فيمن أمره العلاء بن الحضرمي في زمن الردة وقد
ذكرنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في ذلك إلا الصحابة.
الخاء بعدها الضاد
الخضر صاحب موسى عليه السلام اختلف في نسبه وفي كونه نبياً وفي طول
عمره وبقاء حياته وعلى تقدير بقائه إلى زمن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم وحياته بعده فهو داخل في تعريف الصحابي على أحد الأقوال ولم أر من
ذكره فيهم من القدماء مع ذهاب الأكثر إلى الأخذ بما ورد من أخباره في
تعميره وبقائه وقد جمعت من أخباره ما انتهى إلى علمه مع بيان ما يصح من
ذلك وما لا يصح:
باب نسبه
قيل: هو ابن آدم لصلبه وهذا قول رواه الدارقطني في الأفراد من طريق
رواد بن الجراح عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن بن عباس ورواد ضعيف
ومقاتل متروك والضحاك لم يسمع من ابن عباس.
القول الثاني: أنه بن قابيل بن آدم وذكره أبو حاتم السجستاني في كتاب
المعمرين قال: حدثنا مشيختنا منهم أبو عبيدة فذكروه وقالوا: هو أطول
الناس عمراً وهذا معضل.
وحكى صاحب هذه المقالة أن اسمه خضرون وهو الخضر وقيل اسمه عامر وذكره
أبو الخطاب بن دحية عن بن حبيب البغدادي.
القول الثالث: جاء عن وهب بن منبه أنه بليا بن ملكان بن فالغ بن شالخ
بن عامر بن أرفخشد بن نوح وبهذا قال بن قتيبة. وحكاه النووي وزاد: وقيل
كلمان بدل ملكان.
القول الرابع: جاء عن إسماعيل بن أبي أويس أنه المعمر بن مالك بن عبد
الله بن نصر بن الأزد.
القول الخامس: هو ابن عمائيل بن النوار بن العيص بن إسحاق حكاه بن
قتيبة أيضاً وكذا سمى أباه عمائيل مقاتل.
القول السادس: أنه من سبط هارون أخي موسى روى عن الكلبي عن أبي صالح عن
أبي هريرة عن بن عباس وهو بعيد.
وأعجب منه قول بن إسحاق أنه أرميا بن خلفيا وقد رد ذلك أبو جعفر بن
جرير.
القول السابع: أنه ابن بنت فرعون حكاه محمد بن أيوب عن بن لهيعة وقيل
بن فرعون لصلبه حكاه النقاش.
القول الثامن: أنه اليسع حكى عن مقاتل أيضاً وهو بعيد أيضاً.
القول التاسع: أنه من ولد فارس جاء ذلك عن بن شوذب أخرجه الطبري بسند
جيد من رواية ضمرة بن ربيعة عن بن شوذب.
القول العاشر: أنه من ولد بعض من كان آمن بإبراهيم وهاجر معه من أرض
بابل حكاه بن جرير الطبري في تاريخه.
وقيل كان أبوه فارسياً وأمه رومية.
وقيل كان أبوه رومياً وأمه فارسية.
وثبت في الصحيحين أن سبب تسميته الخضر أنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي
تهتز تحته خضراء هذا لفظ أحمد من رواية بن المبارك عن معمر عن همام عن
أبي هريرة. والفروة الأرض اليابسة.
وقال أحمد: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة - رفعه
- " إنما سمي الخضر خضراً لأنه جلس على فروة فاهتزت تحته خضراء "
والفروة: الحشيش الأبيض.
قال عبد الله بن أحمد: أظنه تفسير عبد الرزاق وفي الباب عن بن عباس من
طريق قتادة عن عبد الله بن الحارث ومن طريق منصور عن مجاهد قال النووي:
كنيته أبو العباس وهذا متفق عليه.
باب ما ورد في كونه نبياً
قال الله تعالى في خبره مع موسى حكاية عنه: " وما فعلته عن أمري " وهذا
ظاهره أنه فعله بأمر الله والأصل عدم الواسطة.
ويحتمل أن يكون بواسطة نبي آخر لم يذكر وهو بعيد ولا سبيل إلى القوم
بأنه الهام لأن ذلك لا يكون من غير النبي وحياً حتى يعمل به من قتل
النفس وتعريض الأنفس للغرق.
فإن قلنا إنه نبي فلا إنكار في ذلك وأيضاً فكيف يكون غير النبي أعلم من
النبي وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح أن
الله قال لموسى: " بلى عبدنا خضر " وأيضاً فكيف يكون النبي تابعاً لغير
نبي؟.
وقد قال الثعلبي: هو نبي في سائر الأقوال وكان بعض أكابر العلماء يقول:
أول عقد يحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبياً لأن الزنادقة يتذرعون
بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي كما قال قائلهم:
مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي
ثم اختلف من قال إنه كان نبياً هل كان مرسلاً فجاء عن بن عباس ووهب بن
منبه أنه كان نبياً غير مرسل.
وجاء عن إسماعيل بن أبي زياد ومحمد بن إسحاق وبعض أهل الكتاب أنه أرسل
إلى قومه فاستجابوا له. ونصر هذا القول أبو الحسن الرماني ثم بن
الجوزي.
وقال الثعلبي: هو نبي على جميع الأقوال معمر محجوب عن الأبصار.
وقال أبو حيان في تفسيره: والجمهور على أنه نبي وكان علمه معرفة بواطن
أوحيت إليه وعلم موسى الحكم بالظاهر وذهب إلى أنه كان ولياً جماعة من
الصوفية وقال به أبو علي بن أبي موسى من الحنابلة وأبو بكر بن الأنباري
في كتابه الزاهر بعد أن حكى عن العلماء قولين هل كان نبياً أو ولياً.
وقال أبو القاسم القشيري في رسالته: لم يكن الخضر نبياً وإنما كان
ولياً.
وحكى الماوردي قولا ثالثاً: إنه ملك من الملائكة يتصور في صورة
الآدميين.
وقال أبو الخطاب بن دحية: لا ندري هل هو ملك أو نبي أو عبد صالح.
وجاء من طريق أبي صالح كاتب الليث عن يحيى بن أيوب عن خالد بن يزيد أن
كعب الأحبار قال: إن الخضر بن عاميل ركب في نفر من أصحابه حتى بلغ بحر
الله ند وهو بحر الصين فقال: يا أصحابي دلوني فدلوه في البحر أياماً
وليالي ثم صعد فقالوا له: يا خضر ما رأيت فلقد أكرمك الله وحفظ لك نفسك
في لجة هذا البحر فقال: استقبلني ملك من الملائكة فقال لي: أيها الآدمي
الخطاء إلى أين ومن أين؟ فقلت: أردت أن أنظر عمق هذا البحر فقال لي:
كيف وقد هوى رجل من زمان داود النبي عليه السلام ولم يبلغ ثلث قعره حتى
الساعة وذلك منذ ثلاثمائة سنة؟. أخرجه أبو نعيم في ترجمة كعب من
الحلية.
وقال أبو جعفر بن جرير في تاريخه: كان الخضر ممن كان في أيام أفريدون
الملك في قول عامة أهل الكتاب الأول وقيل: أنه كان على مقدمة ذي
القرنين الأكبر الذي كان أيام إبراهيم الخليل وإنه بلغ مع ذي القرنين
الذي ذكر أن الخضر كان في مقدمته نهر الحياة فشرب من مائه وهو لا يعلم
ولا يعلم ذو القرنين ومن معه فخلد وهو عندهم حي إلى الآن قال بن جرير:
وذكر بن إسحاق أن الله استخلف على بني إسرائيل رجلاً منهم وبعث الخضر
معه نبياً قال بن جرير: بين هذا الوقت وبين أفريدون أزيد من ألف عام
قال: وقول من قال إنه كان في أيام أفريدون أشبه إلا أن يحمل على أنه
يبعث نبياً إلا في زمان ذلك الملك.
قلت: بل يحتمل أن يكون قوله: " وبعث معه الخضر نبياً " أي أيده به إلا
أن يكون ذلك الوقت وقت إنشاء نبوته فلا يمتنع أن يكون نبياً قبل ذلك ثم
أرسل مع ذلك الملك وإنما قلت ذلك لأن غالب أخباره مع موسى هي الدالة
على تصحيح قول من قال إنه كان نبياً.
وقصته مع ذي القرنين ذكرها جماعة منهم خيثمة بن سليمان من طريق جعفر
الصادق عن أبيه أن ذا القرنين كان له صديق من الملائكة فطلب منه أن
يدله على شيء يطول به عمره فدله على عين الحياة وهي داخل الظلمات فسار
إليها والخضر على مقدمته فظفر بها الخضر دونه.
ومما يستدل به على نبوته ما أخرجه عبد بن حميد من طريق الربيع بن أنس
قال: قال موسى لما لقي الخضر: " السلام عليك يا خضر " فقال: " وعليك
السلام يا موسى " قال: " وما يدريك أني موسى " قال: " أدراني بك الذي
أدراك بي " .
وقال وهب بن منبه في المبتدأ: قال الله تعالى للخضر: " لقد أحببتك قبل
أن أخلقك ولقد قدستك حين خلقتك ولقد أحببتك بعدما خلقتك " .
وكان نبياً مبعوثاً إلى بني إسرائيل بتجديد عهد موسى فلما عظمت الأحداث
في بني إسرائيل وسلط عليهم بختنصر ساح الخضر في الأرض مع الوحش وأحر
الله عمره إلى ما شاء فهو الذي يراه الناس.
باب ما ورد في تعميره والسبب في ذلك روى الدارقطني بالإسناد الماضي عن
بن عباس قال: نسىء للخضر في أجله حتى يكذب الدجال.
وذكر بن إسحاق في المبتدأ قال: حدثنا أصحابنا أن آدم لما حضره الموت
جمع بنيه وقال: إن الله تعالى منزل على أهل الأرض عذاباً فليكن جسدي
معكم في المغارة حتى تدفنوني بأرض الشام. فلما وقع الطوفان قال نوح
لبنيه: إن آدم دعا الله أن يطيل عمر الذي يدفنه إلى يوم القيامة فلم
يزل جسد آدم حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه وأنجز الله له ما وعده
فهو يحيا إلى ما شاء الله أن يحيا.
وقال أبو مخنف لوط بن يحيى في أول كتاب المعمرين له أجمع أهل العلم
بالأحاديث والجمع لها أن الخضر أطول آدمى عمراً وأنه خضرون بن قابيل بن
آدم.
وروى بن عساكر في ترجمة ذي القرنين من طريق خيثمة بن سليمان حدثنا أبو
عبيدة بن أخي هناد حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا أبي حدثنا معتمر بن
سليمان عن أبي جعفر عن أبيه - أنه سئل عن ذي القرنين فقال: كان عبداً
من عباد الله صالحاً وكان من الله بمنزل ضخم وكان قد ملك ما بين المشرق
والمغرب وكان له خليل من الملائكة يقال له رفائيل وكان يزوره فبينما
هما يتحدثان إذ قال له: حدثني كيف عبادتكم في السماء فبكى وقال: وما
عبادتكم عند عبادتنا إن في السماء لملائكة قياماً لا يجلسون أبداً
وسجوداً لا يرفعون أبداً وركعاً لا يقومون أبداً يقولون ربنا ما عبدناك
حق عبادتك. فبكى ذو القرنين ثم قال: يا رفائيل إني أحب أن أعمر حتى
أبلغ عبادة ربي حق طاعته قال: وتحب ذلك قال: نعم قال: فإن لله عينا
تسمى عين الحياة من شرب منها شربة لم يمت أبداً حتى يكون هو الذي يسأل
ربه الموت.
قال ذو القرنين: فهل تعلم موضعها قال: لا غير أنا نتحدث في السماء أن
لله ظلمة في الأرض لم يطأها إنس ولا جان فنحن نظن أن تلك العين في تلك
الظلمة.
فجمع ذو القرنين علماء الأرض فسألهم عن عين الحياة فقالوا: لا نعرفها
قال: فهل وجدتم في علمكم أن لله ظلمة فقال عالم منهم: لم تسأل عن هذا
فأخبره فقال: إني قرأت في وصية آدم ذكر هذه الظلمة وأنها عند قرن
الشمس.
فتجهز ذو القرنين وسار اثنتي عشرة سنة إلى أن بلغ طرف الظلمة فإذا هي
ليست بليل. وهي تفور مثل الدخان فجمع العساكر وقال: إني أريد أن أسلكها
فمنعوه فسأله العلماء الذين معه أن يكف عن ذلك لئلا يسخط الله عليهم
فأبى فانتخب من عسكره ستة آلاف رجل على ستة آلاف فرس أنثى بكر وعقد
للخضر على مقدمته في ألفي رجل فسار الخضر بين يديه وقد عرف ما يطلب
وكان ذو القرنين يكتمه ذلك فبينما هو يسير إذ عارضه واد فظن أن العين
في ذلك الوادي فلما أتى شفير الوادي استوقف أصحابه وتوجه فإذا هو على
حافة عين من ماء فنزع ثيابه فإذا ماء أشد بياضاً من اللبن وأحلى من
الشهد فشرب منه وتوضأ واغتسل ثم خرج فلبس ثيابه وتوجه ومر ذو القرنين
فأخطأ الظلمة وذكر بقية الحديث.
ويروى عن سليمان الأشج صاحب كعب الأحبار عن كعب الأحبار أن الخضر كان
وزير ذي القرنين وأنه وقف معه على جبل الله ند فرأى ورقة فيها: " بسم
الله الرحمن الرحيم من آدم أبي البشر إلى ذريته أوصيكم بتقوى الله
وأحذركم كيد عدوي وعدوكم إبليس فإنه أنزلني هنا " قال: فنزل ذو القرنين
فمسح جلوس آدم فكان مائة وثلاثين ميلاً.
ويروى عن الحسن البصري قال: وكل إلياس بالفيافي ووكل الخضر بالبحور وقد
أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الأولى وأنهما يجتمعان في موسم كل
عام.
قال الحارث بن أبي أسامة في مسنده حدثنا عبد الرحيم بن واقد حدثني محمد
بن بهرام حدثنا أبان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
إن الخضر في البحر واليسع في البر يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه
ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج ويحجان ويعتمران كل عام
ويشربان من زمزمكم شربة تكفيهما إلى قابل " . قلت: وعبد الرحيم وأبان
متروكان.
وقال عبد الله بن المغيرة عن ثور عن خالد بن معدان عن كعب قال: الخضر
على منبر من نور بين البحر الأعلى والبحر الأسفل وقد أمرت دواب البحر
أن تسمع له وتطيع وتعرض عليه الأرواح غدوة وعشية ذكره العقيلي.
وقال: عبد الله بن المغيرة يحدث بما لا أصل له.
وقال بن يونس: إنه منكر الحديث.
وروى بن شاهين بسند ضعيف إلى خصيف قال: أربعة من الأنبياء أحياء: اثنان
في السماء عيسى وإدريس واثنان في الأرض: الخضر وإلياس فأما الخضر فإنه
في البحر وأما صاحبه فإنه في البر وسيأتي في الباب الأخير أشياء من هذا
الجنس كثيرة.
وقال الثعلبي: يقال إن الخضر لا يموت إلا في آخر الزمان عند رفع
القرآن.
وقال النووي في تهذيبه: قال الأكثرون من العلماء هو حي موجود بين
أظهرنا وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة وحكايتهم في
رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه ووجوده في المواضع
الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن تحصى وأشهر من أن تذكر.
وقال أبو عمرو بن الصلاح في فتاويه: هو حي عند جماهير العلماء الصالحين
والعامة منهم قال: وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين.
قلت: اعتنى بعض المتأخرين بجمع الحكايات المأثورة عن الصالحين وغيرهم
ممن بعد الثلاثمائة وبعد العشرين مع ما في أسانيد بعضها ممن يضعف لكثرة
أغلاطه أو اتهامه بالكذب كأبي عبد الرحمن السلمي وأبي الحسن بن جهضم
ولا يقال يستفاد من هذه الأخبار التواتر المعنوي لأن التواتر لا يشترط
ثقة رجاله ولا عدالتهم وإنما العمدة على ورود الخبر بعدد يستحيل في
العادة تواطؤهم على الكذب فإن اتفقت ألفاظه فذاك وإن اختلفت فمهما
اجتمعت فيه فهو التواتر المعنوي.
وهذه الحكاية تجتمع في أن الخضر حي لكن بطرق حكاية القطع بحياته قول
بعضهم: إن لكل زمان خضراً وإنه نقيب الأولياء وكلما مات نقيب أقيم نقيب
بعده مكانه ويسمى الخضر.
وهذا قول تداولته جماعة من الصوفية من غير نكير بينهم ولا يقطع مع هذا
بأن الذي ينقل عنه أنه الخضر هو صاحب موسى بل هو خضر ذلك الزمان.
ويؤيده اختلافهم في صفته فمنهم من يراه شيخاً أو كهلاً أو شاباً وهو
محمول على تغاير المرئي وزمانه والله أعلم.
وقال السهيلي في كتاب التعريف والأعلام اسم الخضر مختلف فيه فذكر بعض
ما تقدم وذكر في قول من قال: إنه بن عاميل بن سماطين أرما بن خلفا بن
عيصو بن إسحاق وأن أباه كان ملكاً وأمه كانت فارسية اسمها الله ا وأنها
ولدته في مغارة وأنه وجد هناك شاة ترضعه في كل يوم من غنم رجل من
القرية فأخذه الرجل ورباه فلما شب طلب الملك كاتباً يكتب له الصحف التي
أنزلت على إبراهيم فجمع أهل المعرفة والنبالة فكان فيمن أقدم عليه ابنه
الخضر وهو لا يعرفه فلما استحسن خطه ومعرفته بحث عن جلية أمره حتى عرف
أنه ابنه فضمه إلى نفسه وولاه أمر الناس.
ثم إن الخضر فر من الملك لأسباب يطول ذكرها إلى أن وجد عين الحياة فشرب
منها فهو حي إلى أن يخرج الدجال فإنه الرجل الذي يقتله الدجال ثم يحييه
قال: وقيل إنه لم يدرك زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا لا يصح
قال: وقال البخاري وطائفة من أهل الحديث مات الخضر قبل انقضاء مائة سنة
من الهجرة وقال: ونصر شيخنا أبو بكر بن العربي هذا لقوله صلى الله عليه
وسلم: " على رأس مائة سنة لا يبقى على الأرض ممن هو عليها أحد " يريد
ممن كان حياً حين هذه المقالة قال: وأما اجتماعه مع النبي صلى الله
عليه وآله وسلم وتعزيته لأهل البيت وهم مجتمعون لغسله صلى الله عليه
وآله وسلم فروي من طرق صحاح منها:ما ذكره ابن عبد البر في التمهيد وكان
إمام أهل الحديث في وقته فذكر الحديث في تعزية الصحابة بالنبي صلى الله
عليه وآله وسلم يسمعون القول ولا يرون القائل فقال لهم علي: هو الخضر
قال: وقد ذكر بن أبي الدنيا من طريق مكحول عن أنس اجتماع إلياس النبي
بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا جاز بقاء إلياس إلى العهد النبوي
جاز بقاء الخضر انتهى ملخصاً.
وتعقبه أبو الخطاب بن دحية بأن الطرق التي أشار إليها لم يصح منها شيء
ولا يثبت اجتماع الخضر مع أحد من الأنبياء إلا مع موسى كما قصه الله من
خبره.
قال: وجميع ما ورد في حياته لا يصح منه شيء باتفاق أهل النقل وإنما
يذكر ذلك من يروي الخبر ولا يذكر علته إما لكونه لا يعرفها وإما
لوضوحها عند أهل الحديث قال: وأما ما جاء عن المشايخ فهو مما ينقم منه
كيف يجوز لعاقل أن يلقى شخصاً لا يعرفه فيقول له: أنا فلان فيصدقه؟.
قال: وأما حديث التعزية الذي ذكره أبو عمر فهو موضوع.
رواه عبد الله بن المحرر عن يزيد بن الأصم عن علي وابن محرر متروك وهو
الذي قال بن المبارك في حقه كما أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه: فلما رأيته
كانت بعرة أحب إلي منه ففضل رؤية النجاسة على رؤيته.
قلت: قد جاء ذكر التعزية المذكورة من غير رواية عبد الله بن محرر كما
سأذكره بعد وأما حديث مكحول عن أنس فموضوع ثم نقل تكذيبه عن أحمد ويحيى
وإسحاق وأبي زرعة قال: وسياق المتن ظاهر النكارة وأنه من الخرافات
انتهى كلامه ملخصاً.
وسأذكر حديث أنس بطوله وأن له طريقاً غير التي أشار إليها السهيلي
وتمسك من قال بتعميره بقصة عين الحياة واستندوا إلى ما وقع من ذكرها في
صحيح البخاري وجامع الترمذي لكن لم يثبت ذلك مرفوعاً فليحرر ذكر شيء من
أخبار الخضر قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
قد قص الله تعالى في كتابه ما جرى لموسى عليه السلام وأخرجه الشيخان من
طرق عن أبي بن كعب وفي سياق القصة زيادات في غير الصحيح قد أتيت عليها
في فتح الباري.
وثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " وددت أن
موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما " وهذا مما استدل به من زعم أنه لم
يكن حالة هذه المقالة موجوداً إذ لو كان موجوداً لأمكن أن يصحبه بعض
أكابر الصحابة فيرى منه نحواً مما رأى موسى.
وقد أجاب عن هذا من ادعى بقاءه بأن التمني إنما كان لما يقع بينه وبين
موسى عليه السلام وغير موسى لا يقوم مقامه.
ومن أخباره مع غير موسى ما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير من وجهين
عن بقية بن الوليد عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة الباهلي أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه: " ألا أحدثكم عن الخضر
" قالوا: بلى يا رسول الله قال: " بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني
إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال: تصدق علي بارك الله فيك قال الخضر: آمنت
بالله ما شاء الله من أمر يكن ما عندي من شيء أعطيكه فقال المسكين:
أسألك بوجه الله لما تصدقت علي فإني نظرت السماحة في وجهك ورجوت البركة
عندك فقال الخضر: آمنت بالله ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني
فقال المسكين: وهل يستقيم هذا فقال: نعم الحق أقول لقد سألتني بأمر
عظيم أما إني لا أخيبك بوجه ربي بعني قال: فقدمه إلى السوق فباعه
بأربعمائة درهم فمكث عند المشتري زماناً لا يستعمله في شيء فقال له:
إنك إنما اشتريتني التماس خير عندي فأوصني بعمل قال: أكره أن أشق عليك
إنك شيخ كبير ضعيف قال: ليس يشق علي قال: فقم فانقل هذه الحجارة وكان
لا ينقلها دون ستة نفر في يوم فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل
الحجارة في ساعة فقال: أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه قال: ثم عرض
للرجل سفر فقال: إني أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة قال: نعم
وأوصني بعمل قال: إني أكره أن أشق عليك قال: ليس يشق علي قال: فاضرب من
اللبن لبيتي حتى أقدم عليك قال: ومر الرجل لسفره تم رجع وقد شيد بناءه
فقال: أسألك بوجه الله ما سبيلك وما أمرك قال: سألتني بوجه الله ووجه
الله أوقعني في العبوديه فقال الخضر: سأخبرك من أنا؟ أنا الخضر الذي
سمعت به سألني مسكين صدقه فلم يكن عندي شيء أعطيه فسألني بوجه الله
فمكنته من رقبتي فباعني وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو
يقدر وقف يوم القيامة وليس على وجهه جلد ولا لحم ولا عظم يتقعقع. "
فقال الرجل: آمنت بالله شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم قال: لا بأس
أحسنت وأبقيت فقال الرجل: بأبي وأمي يا نبي الله احكم في أهلي ومالي
بما شئت أو اختر فأخلي سبيلك قال: أحب أن تخلي سبيلي فأعبد ربي قال:
فخلى سبيله فقال الخضر: الحمد لله الذي أوثقني في العبودية ثم نجاني
منها " .
قلت: وسند هذا الحديث حسن لولا عنعنة بقية ولو ثبت لكان نصاً أن الخضر
نبي لحكاية النبي صلى الله عليه وآله وسلم قول الرجل: يا نبي الله
وتقريره على ذلك.
ذكر من ذهب إلى أن الخضر مات
نقل أبو بكر النقاش في تفسيره عن علي بن موسى الرضا وعن محمد بن
إسماعيل البخاري أن الخضر مات وأن البخاري سئل عن حياة الخضر فأنكر ذلك
واستدل بالحديث: أن على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو
عليها أحد وهذا أخرجه هو في الصحيح عن بن عمر وهو عمدة من تمسك بأنه
مات وأنكر أن يكون باقياً.
وقال أبو حيان في تفسيره: الجمهور على أنه مات ونقل عن بن أبي الفضل
المرسي أن الخضر صاحب موسى مات لأنه لو كان حياً لزمه المجيء إلى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم والإيمان به واتباعه.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لو كان موسى حياً ما
وسعه إلا إتباعي " وأشار إلى أن الخضر هو غير صاحب موسى.
وقال غيره لكل زمان خضر وهي دعوى لا دليل عليها ونقل أبو الحسين بن
المنادي في كتابه الذي جمعه في ترجمة الخضر عن إبراهيم الحربي أن الخضر
مات وبذلك جزم بن المنادى المذكور.
ونقل أيضاً عن علي بن موسى الرضا عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه
قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في
آخر حياته فلما سلم قال: " أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة لا
يبقى على وجه الأرض أحد " .
وأخرجه مسلم من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قبل موته بشهر: " تسألوني الساعة وإنما علمها عند الله أقسم بالله ما
على الأرض نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة " هذه رواية أبي الزبير عنه.
وفي رواية أبي نضرة عنه قال قبل موته بقليل أو بشهر: " ما من نفس...
وزاد في آخره: " وهي يومئذ حية " .
وأخرجه الترمذي من طريق أبي سفيان عن جابر نحو رواية أبي الزبير.
وذكر بن الجوزي في جزئه الذي جمعه في ذلك عن أبي يعلى بن الفراء
الحنبلي قال: سئل بعض أصحابنا عن الخضر هل مات؟ فقال: نعم قال: وبلغني
مثل هذا عن أبي طاهر بن العبادي وكان يحتج بأنه لو كان حياً لجاء إلى
النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: ومنهم أبو الفضل بن ناصر والقاضي أبو بكر بن العربي وأبو بكر بن
محمد بن الحسين النقاش واستدل بن الجوزي بأنه لو كان حياً مع ما ثبت
أنه كان في زمن موسى وقبل ذلك لكان قدر جسده مناسباً لأجساد أولئك ثم
ساق بسند له إلى أبي عمران الجوني قال: كان أنف دانيال ذراعاً ولما كشف
عنه في زمن أبي موسى قام رجل إلى جنبه فكانت ركبة دانيال محاذية لرأسه
قال: والذين يدعون رؤية الخضر ليس في سائر أخبارهم ما يدل على أن جسده
نظير أجسادهم ثم استدل بما أخرجه أحمد من طريق مجاهد عن الشعبي عن جابر
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " والذي نفسي بيده لو أن
موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني " .
قال: فإذا كان هذا في حق موسى فكيف لم يتبعه الخضر إذ لو كان حياً
فيصلي معه الجمعة والجماعة ويجاهد تحت رايته كما ثبت أن عيسى يصلي خلف
إمام هذه الأمة واستدل أيضاً بقوله تعالى: " وإذ أخذ الله ميثاق
النبيين... " آل عمران 11 الآية.
قال بن عباس: ما بعث الله نبياً إلا أحذ عليه الميثاق إن بعث محمد وهو
حي ليؤمنن به ولينصر به فلو كان الخضر موجوداً في عهد النبي صلى الله
عليه وآله وسلم لجاء إليه ونصره بيده ولسانه وقاتل تحت رايته وكان من
أعظم الأسباب في إيمان معظم أهل الكتاب الذي يعرفون قصته مع موسى.
وقال أبو الحسين بن المنادي: بحثت عن تعمير الخضر وهل هو باق أم لا
فإذا أكثر المغفلين مغترون بأنه باق من أجل ما روى في ذلك قال:
والأحاديث المرفوعة في ذلك واهية والسند إلى أهل الكتاب ساقط لعدم
ثقتهم وخبر مسلمة بن مصقله كالخرافة وخبر رياح كالريح قال: وما عدا ذلك
كله من الأخبار كلها واهية الصدور والأعجاز لا يخلو حالها من أحد أمرين
إما أن تكون أدخلت على الثقات استغفالاً أو يكون بعضهم تعمد ذلك وقد
قال الله تعالى: " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد " الأنبياء 34. قال:
وأهل الحديث يقولون: إن حديث أنس منكر السند سقيم المتن وإن الخضر لم
يراسل نبياً ولم يلقه قال: ولو كان الخضر حياً لما وسعه التخلف عن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم والهجرة إليه قال: وقد أخبرني بعض
أصحابنا أن إبراهيم الحربي سئل عن تعمير الخضر فأنكر ذلك وقال: هو
متقادم الموت قال: وروجع غيره في تعميره فقال: من أحال على غائب حي أو
مفقود ميت لم ينتصف منه وما ألقى هذا بين الناس إلا الشيطان. انتهى.
وقد ذكرت الأخبار التي أشار إليها وأضفت إليها أشياء كثيرة من جنسها
وغالبها لا يخلو طريقه من علة والله المستعان.
وفي تفسير الأصبهاني روى عن الحسن أنه كان يذهب إلى أن الخضر مات.
وروى عن البخاري أنه سئل عن الخضر وإلياس هل هما في الأحياء فقال: كيف
يكون ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلمفي آخر عمره: " أرأيتكم
ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو اليوم
عليها أحد " .
واحتج بن الجوزي أيضاً بما ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قال يوم بدر: " اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض
" ولم يكن الخضر فيهم ولو كان يومئذ حياً لورد على هذا العموم فإنه كان
ممن يعبد الله قطعاً.
واستدل غيره بقوله صلى الله عليه وسلم: " لا نبي بعدي " ونسب إلى بن
دحية القول في ذلك وهو معترض بعيسى بن مريم فإنه نبي قطعاً وثبت أنه
ينزل إلى الأرض في آخر الزمان ويحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فوجب حمل النفي على إنشاء النبوة لأحد من الناس لا على نفي وجود
نبي كان قد نبىء قبل ذلك.
ذكر الأخبار التي وردت أن الخضر كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ثم بعده إلى الآن روى بن عدي في الكامل من طريق عبد الله بن نافع
عن كثير بن عبد الله بن عمر بن عوف عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم كان في المسجد فسمع كلاماً من ورائه فإذا هو بقائل
يقول: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم حين سمع ذلك: " ألا تضم إليها أختها؟ " فقال الرجل:
اللهم ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه فقال النبي صلى الله
عليه وآله وسلم لأنس بن مالك: " اذهب يا أنس إليه فقل له: يقول لك رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم تستغفر لي " فجاءه أنس فبلغه فقال الرجل:
يا أنس أنت رسول رسول الله إلي فارجع فاستثبته فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: " قل له نعم " فقال له: اذهب فقل له: إن الله فضلك على
الأنبياء مثل ما فضل به رمضان على الشهور وفضل أمتك على الأمم مثل ما
فضل يوم الجمعة على سائر الأيام فذهب ينظر إليه فإذا هو الخضر.
كثير بن عبد الله ضعفه الأئمة لكن جاء من غير روايته قال أبو الحسين بن
المنادي أخبرني أبو جعفر أحمد بن النضر العسكري أن محمد بن سلام
المنبجي حدثهم وأخرج بن عساكر من طريق محمد بن الفضل بن جابر عن محمد
بن سلام المنبجي حدثنا وضاح بن عباد الكوفي حدثنا عاصم بن سليمان
الأحول حدثني أنس بن مالك قال: خرجت ليلة من الليالي أحمل مع النبي صلى
الله عليه وآله وسلم الطهور فسمع منادياً ينادي فقال لي: " يا أنس صه
قال: فسكت فاستمع فإذا هو يقول: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني
منه قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو قال أختها معها "
فكأن الرجل لقن ما أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: وارزقني
شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا
أنس ضع الطهور وائت هذا المنادي فقل له: ادع لرسول الله أن يعينه الله
على ما ابتعثه به وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق " قال:
فأتيته فقلت: رحمك الله ادع الله لرسول الله أن يعينه على ما ابتعثه به
وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق فقال لي: ومن أرسلك
فكرهت أن أخبره ولم استأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت له:
رحمك الله ما يضرك من أرسلني ادع بما نقلت لك فقال: لا أو تخبرني بمن
أرسلك قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت له: يا
رسول الله أبى أن يدعو لك بما قلت له حتى أخبره بمن أرسلني فقال: "
ارجع إليه فقل له أنا رسول رسول الله " .
فرجعت إليه فقلت له: فقال لي: مرحباً برسول رسول الله أنا كنت أحق أن
آتيه اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مني السلام وقل له يا
رسول الله الخضر يقرأ عليك السلام ورحمة الله ويقول لك: يا رسول الله
إن الله فضلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور وفضل أمتك
على الأمم كما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام.
قال: فلما وليت سمعته يقول: اللهم اجعلني من هذه الأمة المرشدة
المرحومة.
وأخرجه الطبراني في الأوسط عن بشر بن علي بن بشر العمي عن محمد بن سلام
وقال: لم يروه عن أنس إلا عاصم ولا عنه إلا وضاح تفرد به محمد بن سلام.
قلت: وقد جاء من وجهين آخرين عن أنس.
وقال أبو الحسين بن المنادي: هذا حديث واه بالوضاح وغيره وهو منكر
الإسناد سقيم المتن ولم يراسل الخضر نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ولم
يلقه.
واستبعد ابن الجوزي إمكان لقيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجتماعه
معه ثم لا يجيء إليه. وأخرج بن عساكر من طريق أبي خالد مؤذن مسجد
مسيلمة: حدثنا أبو داود عن أنس فذكر نحوه.
وقال بن شاهين: حدثنا موسى بن أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن
موسى بن أنس بن مالك حدثنا أبي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا
حاتم بن أبي رواد عن معاذ بن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أنس قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة لحاجة فخرجت خلفه
فسمعنا قائلاً يقول: اللهم إني أسألك شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا لها دعوة لو أضاف إليها أختها
" فسمعنا القائل وهو يقول: اللهم إني أسألك أن تعينني بما ينجيني مما
خوفتني منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وجبت ورب الكعبة يا
أنس ائت الرجل فاسأله أن يدعو لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن
يرزقه الله القبول من أمته والمعونة على ما جاء به من الحق والتصديق "
.
قال أنس: فأتيت الرجل فقلت: يا عبد الله ادع لرسول الله فقال لي: ومن
أنت فكرهت أن أخبره ولم أستأذن وأبى أن يدعو حتى أخبره فرجعت إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته فقال لي: أخبره فرجعت فقلت له:
أنا رسول رسول الله إليك فقال: مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله فدعا
له وقال: أقرأه مني السلام وقل له: أنا أخوك الخضر وأنا كنت أحق أن
آتيك قال: فلما وليت سمعته يقول: اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة
المتاب عليها.
قال الدارقطني في الأفراد: حدثنا أحمد بن العباس البغوي حدثنا أنس بن
خالد حدثني محمد بن عبد الله به نحوه ومحمد بن عبد الله هذا هو أبو
سلمة الأنصاري وهو واهي الحديث جداً وليس هو شيخ البخاري قاضي البصرة
ذاك ثقة وهو أقدم من أبي سلمة.
وروينا في فوائد أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي تخريج الدارقطني
قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن أحمد بن زيد حدثنا
عمرو بن عاصم حدثنا الحسن بن رزين عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس - لا
أعلمه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم - قال: يلتقي الخضر
وإلياس في كل عام في الموسم فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن
هؤلاء الكلمات: " بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله بسم
الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله بسم الله ما شاء الله ما كان
من نعمة فمن الله بسم الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله " .
قال الدارقطني في الأفراد: لم يحدث به عن بن جريج غير الحسن بن رزين.
وقال أبو جعفر العقيلي: لم يتابع عليه وهو مجهول وحديثه غير محفوظ.
وقال أبو الحسين بن المنادي: هو حديث واه بالحسن المذكور انتهى.
وقد جاء من غير طريقه لكن من وجه واه جداً أخرجه بن الجوزي من طريق
أحمد بن عمار: حدثنا محمد بن مهدي حدثنا مهدي بن هلال حدثني بن جريج
فذكره بلفظ: يجتمع البري والبحري إلياس والخضر كل عام بمكة.
قال ابن عباس: بلغنا أنه يحلق أحدهما رأس صاحبه ويقول أحدهما للآخر: قل
بسم الله... الخ. وزاد: قال بن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " ما من عبد قالها في كل يوم إلا أمن من الحرق والغرق والسرق وكل
شيء يكرهه حتى يمسي وكذلك قال حين يصبح " . قال بن الجوزي: أحمد بن
عمار متروك عند الدارقطني ومهدي بن هلال مثله.
وقال بن حبان: مهدي بن هلال يروي الموضوعات.
ومن طريق عبيد بن إسحاق العطار حدثنا محمد بن ميسر عن عبد الله بن
الحسن عن أبيه عن جده عن علي قال: يجتمع في كل يوم عرفة جبرائيل
وميكائيل وإسرافيل والخضر فيقول جبرائيل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله
فيرد عليه ميكائيل: ما شاء الله كل نعمة فمن الله فيرد عليها إسرافيل:
ما شاء الله الخير كله بيد الله فيرد عليهم الخضر: ما شاء الله لا يدفع
السوء إلا الله ثم يتفرقون ولا يجتمعون إلى قابل في مثل ذلك اليوم.
وعبيد بن إسحاق متروك الحديث.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد كتاب الزهد لأبيه عن الحسن بن عبد
العزيز عن السري بن يحيى عنعبد العزيز بن أبي رواد قال: يجتمع الخضر
وإلياس ببيت المقدس في شهر رمضان من أوله إلى آخره ويفطران على الكرفس
وإقبال الموسم كل عام وهذا معضل. وروينا في فوائد أبي علي أحمد بن محمد
بن علي الباشاني: حدثنا عبد الرحيم بن حبيب الفريابي حدثنا صالح عن أسد
بن سعيد عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي قال كنت عند النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فذكر عنده الأدهان فقال: " وفضل دهن البنفسج على سائر
الأدهان كفضلنا أهل البيت على سائر الخلق " .
قال: وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدهن به ويستعط فذكر حديثاً
طويلاً فيه: الكراث والباذروج الجرجير والهندباء والكمأة والكرفس
واللحم والحيتان.
وفيه: " الكمأة من الجنة ماؤها شفاء للعين وفيها شفاء من السم وهما
طعام إلياس واليسع يجتمعان كل عام بالموسم يشربان شربة من ماء زمزم
فيكتفيان بها إلى قابل فيرد الله شبابهما في كل مائة عام مرة وطعامهما
الكمأة والكرفس " .
قال بن الجوزي: لا شك في أن هذا الحديث موضوع والمتهم به عبد الرحيم بن
حبيب فقال بن حبان: إنه كان يضع الحيث وقد تقدم عن مقاتل أن اليسع هو
الخضر.
وقال بن شاهين: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز الحراني حدثنا أبو
طاهر خير بن عرفة حدثنا هانئ بن المتوكل حدثنا بقية عن الأوزاعي عن
مكحول سمعت واثلة بن الأسقع قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم غزوة تبوك حتى إذا كنا ببلاد جذام وقد كان أصابنا عطش فإذا
بين أيدينا آثار غيت فسرنا ميلاً فإذا بغدير حتى إذا ذهب ثلث الليل إذا
نحن بمناد ينادي بصوت حزين: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور
لها المستجاب لها والمبارك عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
يا حذيفة ويا أنس ادخلا إلى هذا الشعب فانظرا ما هذا الصوت " قال:
فدخلنا فإذا نحن برجل عليه ثياب بيض أشد بياضاً من الثلج وإذا وجهه
ولحيته كذلك وإذا هو أعلى جسماً منا بذراعين أو ثلاثة فسلمنا عليه فرد
علينا السلام ثم قال: مرحباً أنتما رسولا رسول الله فقلنا: نعم من أنت
يرحمك الله قال: أنا إلياس النبي خرجت أريد مكة فرأيت عسكركم فقال لي
جند من الملائكة على مقدمتهم جبرائيل وعلى ساقتهم ميكائيل: هذا أخوك
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسلم عليه والقه ارجعا إليه فاقرأه
عني السلام وقولا له لم يمنعني من الدخول إلى عسكركم إلا أني تخوفت أن
تذعر الإبل ويفزع المسلمون من طولي فإن خلقي ليس كخلقكم قولا له صلى
الله عليه وآله وسلم يأتيني.
قال حذيفة وأنس: فصافحناه فقال لأنس: يا خادم رسول الله من هذا قال:
هذا حذيفة صاحب سر رسول الله فرحب به ثم قال: والله إنه لفي السماء
أشهر منه في الأرض يسميه أهل السماء صاحب سر رسول الله قال حذيفة: هل
تلقى الملائكة قال: ما من يوم إلا وأنا ألقاهم يسلمون علي وأسلم عليهم.
فأتينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخرج معنا حتى أتينا الشعب فإذا
ضوء وجه إلياس وثيابه كالشمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " على
رسلكم " فتقدمنا قدر خمسين ذراعاً فعانقه ملياً ثم قعدا فرأينا شيئاً
يشبه الطير العظام قد أحدقت بهما وهي بيض وقد نشرت أجنحتها فحالت بيننا
وبينهما ثم صرخ بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " يا
حذيفة ويا أنس تقدما " فإذا بين أيديهما مائدة خضراء لم أر شيئاً قط
أحسن منها قد غلبت خضرتها بياضنا فصارت وجوهنا خضراء وثيابنا خضراء
وإذا عليها جبن وتمر ورمان وموز وعنب ورطب وبقل ما خلا الكراث فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: " كلوا بسم الله " فقلنا يا رسول الله أين
طعام الدنيا هذا قال: " لا " قال لنا: هذا رزقي ولي في كل أربعين يوماً
وليلة أكلة تأتيني بها الملائكة فكان هذا تمام الأربعين وهو شيء يقول
الله له: كن فيكون فقلنا: من أين وجهك قال: من خلف رومية كنت في جيش من
الملائكة مع جيش من مسلمي الجن غزونا أمة من الكفار قلنا: فكم مسافة
ذلك الموضع الذي كنت فيه قال: أربعة أشهر: وفارقتهم أنا منذ عشرة أيام
وأنا أريد مكة أشرب منها في كل سنة شربة وهي ريي وعصمتي إلى تمام
الموسم من قابل قلنا: وأي المواطن أكثر مثواك قال: الشام وبيت المقدس
والمغرب واليمن وليس من مسجد من مساجد محمد إلا وأنا أدخله صغيراً أو
كبيراً فقلنا متى عهدك بالخضر قال: منذ سنة كنت قد التقيت أنا وهو
بالموسم وأنا ألقاه بالموسم وقد كان قال لي: إنك ستلقى محمداً قبلي
فاقرأه مني السلام وعانقه وبكى وعانقنا وبكى وبكينا فنظرنا إليه حين
هوى في السماء كأنه حمل حملاً فقلنا: يا رسول الله لقد رأينا عجباً إذ
هوى إلى السماء قال: يكون بين جناحي ملك حتى ينتهي به حيث أراد.
قال بن الجوزي: لعل بقية سمع هذا من كذاب فدلسه عن الأوزاعي قال: وخير
بن عرفة لا يدري من هو.
قلت: هو محدث مصري مشهور واسم جده عبد الله بن كامل يكنى أبا الطاهر
روى عنه أبو طالب الحافظ به شيخ الدارقطني وغيره ومات سنة وقد رواه غير
بقية عن الأوزاعي على صفة أخرى قال بن أبي الدنيا: حدثني إبراهيم بن
سعيد الجوهري حدثنا يزيد بن يزيد الموصلي التيمي مولى لهم حدثنا أبو
إسحاق الجرشي عن الأوزاعي عن مكحول عن أنس قال: غزونا مع رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم حتى إذا كنا بفج الناقة بهذا الحجر إذا نحن بصوت
يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور لها المتاب عليها
المستجاب منها فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أنس انظر ما
هذا الصوت " قال: فدخلت الجبل فإذا رجل أبيض الرأس واللحية عليه ثياب
بيض طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع فلما نظر إلي قال: أنت رسول رسول الله
قلت: نعم قال: ارجع إليه فاقرأ عليه مني السلام وقل له: هذا أخوك إلياس
يريد يلقاك فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا معه حتى إذا كنت
قريباً منه تقدم وتأخرت فتحدثا طويلاً فنزل عليهما شيء من السماء شبيه
السفرة فدعواني فأكلت معهما فإذا فيها كمأة ورمان وكرفس فلما أكلت قمت
فتنحيت وجاءت سحابة فاحتملته أنظر إلي بياض ثيابه فيها تهوى به قبل
الشام فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم: بأبي أنت وأمي هذا الطعام الذي
أكلنا من السماء نزل عليك قال: سألته عنه فقال: لي أتاني به جبريل لي
كل أربعين يوماً أكلة وفي كل حول شربة من ماء زمزم وربما رأيته على
الجب يمسك بالدلو فيشرب وربما سقاني.
قال بن الجوزي: يزيد وإسحاق لا يعرفان وقد خالف هذا الذي قبله في طول
إلياس.
وأخرج بن عساكر من طريق علي بن الحسين بن الدوري عن هشام بن خالد عن
الحسن بن يحيى الخشني عن بن أبي رواد قال: الحضر وإلياس يصومان ببيت
المقدس ويحجان في كل سنة ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من
قابل.
ثم وجدت في زيادات الزهد لعبد الله بن أحمد بن حنبل قال: وجدت في كتاب
أبي بخطه حدثنا مهدي بن جعفر حدثني ضمرة عن السري بن يحيى عن بن أبي
رواد قال: إلياس والخضر يصومان شهر رمضان ببيت المقدس ويوافيان الموسم
في كل عام قال عبد الله: وحدثني الحسن - هو ابن رافع عن ضمرة عن السري
عنعبد العزيز بن أبي رواد مثله. وقال بن جرير في تاريخه: حدثنا عبد
الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري حدثنا محمد بن المتوكل حدثنا
ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شوذب قال: الخضر من ولد فارس وإلياس من
بني إسرائيل يلتقيان في كل عام بالموسم.
باب ما جاء في بقاء الخضر بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن نقل
عنه أنه رآه وكلمه قال الفاكهي في كتاب مكة: حدثنا الزبير بن بكار
حدثني حمزة بن عتبة حدثني محمد بن عمران عن جعفر بن محمد بن علي هو
الصادق بن الباقر قال: كنت مع أبي بمكة في ليالي العشر وأبي قائم يصلي
في الحجر فدخل عليه رجل أبيض الرأس واللحية شثن الآراب فجلس إلى جنب
أبي فخفف فقال: إني جئتك يرحمك الله تخبرني عن أول خلق هذا البيت قال:
ومن أنت قال: أنا رجل من أهل هذا المغرب قال: إن أول خلق هذا البيت أن
الله لما رد عليه الملائكة حيث قالوا: " أتجعل فيها من يفسد فيها "
البقرة 30 غضب فطافوا بعرشه فاعتذروا فرضي عنهم وقال: اجعلوا لي في
الأرض بيتاً يطوف به من عبادي من غضبت عليه فأرضى عنه كما رضيت عنكم.
فقال له الرجل: إي يرحمك الله ما بقي من أهل زمانك أعلم منك ثم ولى
فقال لي أبي: أدرك الرجل فرده علي قال: فخرجت وأنا أنظر إليه فلما بلغ
باب الصفا مثل فكأنه لم يك شيئاً فأخبرت أبي فقال: تدري من هذا قلت: لا
قال: هذا الخضر.
وهكذا ذكره الزبير في كتاب النسب بهذا السند وفي روايته: أبيض الرأس
واللحية جليل العظام بعيد ما بين المنكبين عريض الصدر عليه ثوبان
غليظان في هيئة المحرم فجلس إلى جنبه فعلم أنه يريد أن يخفف فخفف
الصلاة فسلم ثم أقبل عليه فقال له الرجل: يا أبا جعفر. وأخرج ابن عساكر
من طريق إبراهيم بن عبد الله بن المغيرة عن أبيه: حدثني أبي أن قوام
المسجد قالوا للوليد بن عبد الملك: إن الخضر كل ليلة يصلي في المسجد.
وقال إسحاق بن إبراهيم الجبلي في كتاب الديباج له: حدثنا عثمان بن سعيد
الأنطاكي حدثنا علي بن الهيثم المصيصي عن عبد الحميد بن بحر عن سلام
الطويل عن داود بن عون الطفاوي عن رجل كان مرابطاً في بيت المقدس
وبعسقلان قال: بينا أنا أسير في وادي الأردن إذا أنا برجل في ناحية
الوادي قائم يصلي فإذا سحابة تظله من الشمس فوقع في قلبي انه إلياس
النبي فأتيته فسلمت عليه فانفتل من صلاته فرد على السلام فقلت له من
أنت يرحمك الله فلم يرد على شيئاً فاعدت عليه القول مرتين.
فقال: أنا إلياس النبي فأخذتني رعدة شديدة خشيت على عقلي أن يذهب فقلت
له:إن رأيت يرحمك الله أن تدعو لي أن يذهب الله عني ما أجد حتى أفهم
حديثك قال: فدعا لي بثمان دعوات فقال: يا بر يا رحيم يا حي يا قيوم يا
حنان يا منان يا هياشر اهيا فذهب عني ما كنت أجد فقلت له: إلى من بعثت
قال: إلى أهل بعلبك قلت: فهل يوحي إليك اليوم فقال: أما بعد بعث محمد
خاتم النبيين فلا قلت: فكم من الأنبياء في الحياة قال: أربعة أنا
والخضر في الأرض وإدريس وعيسى في السماء قلت: فهل تلتقي أنت والخضر
قال: نعم في كل عام بعرفات قلت فما حديثكما قال: يأخذ من شعري وآخذ من
شعره قلت: فكم الأبدال قال: هم ستون رجلاً خمسون ما بين عريش مصر إلى
شاطئ الفرات ورجلان بالمصيصة ورجل بأنطاكية وسبعة في سائر الأمصار بهم
تسقون الغيث وبهم تنصرون على العدو وبهم يقيم الله أمر الدنيا حتى إذا
أراد أن يهلك الدنيا أماتهم جميعاً.
وفي إسناده جهالة ومتروكون.
وقال بن أبي حاتم في التفسير: حدثنا أبي أخبرنا عبد العزيز الأوسي
حدثنا علي بن أبي علي الهاشمي عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن
أبيه أن علي بن أبي طالب قال لما توفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وجاءت التعزية فجاءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم
أهل البيت ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم
يوم القيامة إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ودركاً من
كل ما فات فبالله فثقوا وإياه فأرجو فإن المصاب من حرم الثواب.
قال جعفر: أخبرني أبي أن علي بن أبي طالب قال: تدرون من هذا هذا الخضر.
ورواه محمد بن منصور الجزار عن محمد بن جعفر بن محمد وعبد الله بن
ميمون القداح جميعاً عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين سمعت
أبي يقول: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم: جاءت التعزية يسمعون
حسه ولا يرون شخصه: السلام عليكم ورحمة الله أهل البيت إن في الله عزاء
من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ودركاً من كل ما فات فبالله فثقوا وإباه
فأرجوا فإن المحروم من حرم الثواب فقال علي: تدرون من هذا هذا الخضر.
قال بن الجوزي: تابعه محمد بن صالح عن محمد بن جعفر ومحمد بن صالح
ضعيف.
قلت: ورواه الواقدي وهو كذاب قال: ورواه محمد بن أبي عمر عن محمد بن
جعفر وابن أبي عمر مجهول.
قلت: وهذا الإطلاق ضعيف فإن بن أبي عمر أشهر من أن يقال فيه هذا هو شيخ
مسلم وغيره من الأئمة وهو ثقة حافظ صاحب مسند مشهور مروى وهذا الحديث
فيه أخبرني به شيخنا حافظ العصر أبو الفضل بن الحسين رحمه الله قال:
أخبرني أبو محمد بن القيم أخبرنا أبو الحسن بن البخاري عن محمد بن معمر
أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء أخبرنا أحمد بن محمد بن النعمان أخبرنا أبو
بكر بن المقرى أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي حدثنا محمد بن يحيى بن أبي
عمر العدني حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال: كان أبي - هو جعفر بن محمد
الصادق - يذكر عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب أنه دخل عليهم نفر من
قريش فقال: ألا أحدثكم عن أبي قاسم قالوا: بلى فذكر الحديث بطوله في
وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلموني آخره: فقال جبرائيل: " يا أحمد
عليك السلام هذا آخر وطئي الأرض إنما كنت أنت حاجتي من الدنيا " .
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجاءت التعزية جاء آت
يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله إن
في الله عزاء من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ودركاً من كل فائت فبالله
فثقوا وإياه فارجوا فإن المحروم من حرم الثواب وإن المصاب من حرم
الثواب والسلام عليكم.
فقال علي: هل تدرون من هذا هذا الخضر انتهى.
ومحمد بن جعفر هذا هو أخو موسى الكاظم حدث عن أبيه وغيره.
وروى عنه إبراهيم بن المنذر وغيره وكان قد دعا لنفسه بالمدينة ومكة وحج
بالناس سنة مائتين وبايعوه بالخلافة فحج المعتصم فظفر به فحمله إلى
أخيه المأمون بخراسان فمات بجرجان سنة ثلاث ومائتين.
وذكر الخطيب في ترجمته أنه لما ظفر به صعد المنبر فقال: أيها الناس إني
قد كنت حدثتكم بأحاديث زورتها فشق الناس الكتب التي سمعوها منه وعاش
سبعين سنة.
قال البخاري: أخوه إسحاق أوثق منه وأخرج له الحاكم حديثاً قال الذهبي:
إنه ظاهر النكارة في ذكر سلمان بن داود عليهما السلام.
وأخرج البيهقي في الدلائل قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو
جعفر البغدادي حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الصنعاني حدثنا أبو الوليد
المخزومي حدثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد
الله قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عزتهم الملائكة
يسمعون الحس ولا يرون الشخص فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن
في الله عزاء من كل مصيبة وخلفاً من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فأرجوا
فإنما المحروم من حرم الثواب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقال البيهقي أيضاً: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي
حدثنا الحسن بن حميد بن الربيع اللخمي حدثنا عبد الله بن أبي زياد
حدثنا سيار بن أبي حاتم حدثنا عبد الواحد بن سليمان الحارثي حدثنا
الحسن بن علي عن محمد بن علي - هو ابن الحسين بن علي قال: لما كان قبل
وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هبط إليه جبرائيل فذكر قصة
الوفاة مطولة وفيه: فأتاهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال: السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته... فذكر مثله في التعزية.
وأخرج سيف بن عمر التميمي في كتاب لردة له عن سعيد بن عبد الله عن بن
عمر قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء أبو بكر حتى
دخل عليه فلما رآه مسحى قال: " إنا لله وإنا إليه راجعون " البقرة 156
ثم صلى عليه فرفع أهل البيت عجيجاً سمعه أهل المصلى فلما سكن ما بهم
سمعوا تسليم رجل على الباب صيت جليد يقول: السلام عليكم بأهل البيت كل
نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ألا وإن في الله خلفاً
من كل أحد ونجاة من كل مخافة والله فأرجوا وبه فثقوا فإن المصاب من حرم
الثواب.
فاستمعوا له وقطعوا البكاء ثم اطلعوا فلم يروا أحداً فعادوا لبكائهم
فناداهم مناد آخر: يأهل البيت اذكروا الله واحمدوه على كل حال تكونوا
من المخلصين إن في الله عزاء من كل مصيبة وعوضاً من كل هلكة فبالله
فثقوا وإياه فأطيعوا فإن المصاب من حرم الثواب.
فقال أبو بكر: هذا الخضر وإلياس قد حضرا وفاة رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
وسنده فيه مقال وشيخه لا يعرف.
وقال بن أبي الدنيا: حدثنا كامل بن طلحة حدثنا عباد بن عبد الصمد عن
أنس بن مالك قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اجتمع
أصحابه حوله يبكون فدخل عليهم رجل أشعر طويل المنكبين في إزار ورداء
يتخطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أخذ بعضادتي باب
البيت فبكى ثم أقبل على أصحابه فقال: إن في الله عزاء من كل مصيبة
وعوضاً من كل ما فات وخلفاً من كل هالك فإلى الله فأنيبوا وبنظره إليكم
في البلاء فانظروا فإنما المصاب من لم يحز الثواب ثم ذهب الرجل.
فقال أبو بكر: علي بالرجل فنظروا يميناً وشمالاً فلم يروا أحداً فقال
أبو بكر: لعل هذا الخضر أخو نبينا جاء يعزينا عليه صلى الله عليه وسلم.
وعباد ضعفه البخاري والعقيلي.
وقد أخرجه الطبراني في الأوسط عن موسى بن أبي هارون عن كامل وقال: تفرد
به عباد عن أنس.
وقال الزبير بن بكار في كتاب النسب: حدثني حمزة بن عتبه اللهبي حدثنا
محمد بن عمران عن جعفر بن محمد - هو الصادق قال: كنت مع أبي محمد بن
علي بمكة في ليالي العشر قبل التروية بيوم أو يومين وأبي قائم يصلي في
الحجر وأنا جالس وراءه فجاءه رجل أبيض الرأس واللحية جليل العظام بعيد
ما بين المنكبين عريض الصدر عليه ثوبان غليظان في هيئة المحرم فجلس إلى
جنبه فعلم أبي أنه يريد أن يخفف فخفف الصلاة فسلم ثم أقبل عليه فقال له
الرجل: يا أبا جعفر أخبرني عن بدء خلق هذا البيت كيف كان فقال له أبو
جعفر: فمن أنت يرحمك الله قال: رجل من أهل الشام فقال: بدء خلق هذا
البيت أن الله تبارك وتعالى قال للملائكة: " إني جاعل في الأرض خليفة
قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها... " البقرة 30 الآية وغضب عليهم فعاذوا
بالعرش فطافوا حوله سبعة أطواف يسترضون ربهم فرضي عنهم وقال لهم: ابنوا
لي في الأرض بيتاً يتعوذ به من سخطت عليه من بني آدم ويطاف حوله كما
طفتم بعرشي فأرضي عنهم فبنوا له هذا البيت.
فقال له الرجل: يا أبا جعفر فما يدخل هذا الركن فذكر القصة.
قال جعفر: فقام الرجل فذهب فأمرني أبي أن أرده عليه فخرجت في أثره وأنا
أرى أن الزحام يحول بيني وبينه حتى دخل نحو الصفا فتبصرته على الصفا
فلم أره ثم ذهبت إلى المروة فلم أره عليها فجئت إلى أبي فأخبرته فقال
لي أبي: لم تكن لتجده ذلك الخضر.
وقال ابن شاهين في كتاب الجنائز له: حدثنا بن أبي داود حدثنا أحمد بن
عمرو بن السراج حدثنا بن وهب عمن حدثه عن محمد بن عجلان عن محمد بن
المنكدر قال: بينما عمر بن الخطاب يصلي على جنازة إذا هاتف يهتف من
خلفه: ألا لا تسبقنا بالصلاة يرحمك الله فانتظره حتى لحق بالصف فكبر
فقال: إن تعذبه فقد عصاك وإن تغفر له فإنه فقير إلى رحمتك فنظر عمر
وأصحابه إلى الرجل فلما دفن الميت سوى الرجل عليه من تراب القبر ثم
قال: طوبى لك يا صاحب القبر إن لم تكن عريفاً أو خائناً أو خازناً أو
كاتباً أو شرطياً.
فقال عمر: خذوا لي هذا الرجل تسأله عن صلاته وعن كلامه فتولى الرجل
عنهم فإذا أثر ذراع فقال عمر: هذا هو والله الخضر الذي حدثنا عنه النبي
صلى الله عليه وسلم.
قال بن الجوزي: فيه مجهول وانقطاع بين بن المنكدر وعمر.
وقال بن أبي الدنيا: حدثنا أبي حدثنا علي بن شقيق حدثنا بن المبارك
أخبرنا عمر بن محمد بن المنكدر قال: بينما رجل يمشي يبيع شيئاً ويحلف
قام عليه شيخ فقال: يا هذا بع ولا تحلف فعاد يحلف فقال: بع ولا تحلف
فقال: أقبل على ما يعنيك قال: هذا ما يعنيني ثم قال: آثر الصدق على ما
يضرك على الكذب فيما ينفعك وتكلم فإذا انقطع علمك فاسكت واتهم الكاذب
فيما يحدثك به غيرك فقال: أكتبني هذا الكلام فقال: إن يقدر شيء يكن ثم
لم يره فكانوا يرون أنه الخضر.
قال بن الجوزي: فكأن هذا أصل الحديث وقد رواه أبو عمرو بن السماك في
فوائده عن يحيى بن أبي طالب عن علي بن عاصم عن عبد الله بن عبيد الله
قال: كان بن عمر قاعداً ورجل قد أقام سلعته يريد بيعها فجعل يكرر
الأيمان إذ مر به رجل فقال: اتق الله ولا تحلف به كاذباً عليك بالصدق
فيما يضرك وإياك والكذب فيما ينفعك ولا تزيدن في حديث غيرك فقال بن عمر
لرجل: اتبعه فقل له: أكتبني هذه الكلمات فتبعه فقال: ما يقضى من شيء
يكن ثم فقده فرجع فأخبر بن عمر فقال بن عمر: ذاك الخضر.
قال بن الجوزي: علي بن عاصم ضعيف سيء الحفظ ولعله أراد أن يقول عمر بن
محمد بن المنكدر فقال بن عمر قال: وقد رواه أحمد بن محمد بن مصعب أحد
الوضاعين عن جماعة مجاهيل عن عطاء عن بن عطاء عن بن عمر.
قلت: وجدت له طريقاً جيدة غير هذه عن بن عمر قال البيهقي في دلائل
النبوة: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق حدثنا أحمد بن سليمان الفقيه
حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا عبد الله بن بكر - هو السهمي حدثنا الحجاج
بن فرافصه أن رجلين كانا يتبايعان عند عبد الله بن عمر فكان أحدهما
يكثر الحلف فبينما هو كذلك إذ سمعهما رجل فقام عليهما فقال للذي يكثر
الحلف: يا عبد الله اتق الله ولا تكثر الحلف فإنه لا يزيد في رزقك ولا
ينقص من رزقك إن لم تحلف قال: امض لما يعنيك قال إن هذا مما يعنيني -
قالها ثلاث مرات ورد عليه قوله فلما أراد أن ينصرف عنهما قال: اعلم أن
من الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك ولا يكن في
قولك فضل على فعلك ثم انصرف.
فقال عبد الله بن عمر: الحقه فاستكتبه هؤلاء الكلمات فقال: يا عبد الله
أكتبني هذه الكلمات يرحمك الله فقال الرجل: ما يقدر الله يكن وأعادهن
عليه حتى حفظهن ثم مشى حتى وضع إحدى رجليه في المسجد فما أدرى أرض تحته
أم سماء قال: كأنهم كانوا يرون أنه الخضر أو إلياس.
وقال بن أبي الدنيا: حدثنا يعقوب بن يوسف حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا
صالح بن أبي الأسود عن محفوظ بن عبد الله عن شيخ من حضرموت عن محمد بن
يحيى قال: قال علي بن أبي طالب: بينما أنا أطوف بالبيت إذا أنا برجل
معلق بالأستار وهو يقول: يا من لا يشغله شيء عن سمع يا من لا يغلظه
السائلون يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك.
قال: قلت: دعاؤك عافاك الله أعده قال: وقد سمعته قلت: نعم قال: فادع به
دبر كل صلاة.
فوالذي نفس الخضر بيده لو أن عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وحصى
الأرض لغفر الله لك أسرع من طرفة عين وأخرجه الدينوري في المجالسة من
هذا الوجه.
وقد روى أحمد بن حرب النيسابوري عن محمد بن معاذ الله روي عن سفيان
الثوري عن عبد الله بن محرر عن يزيد بن الأصم عن علي بن أبي طالب فذكر
نحوه لكن قال: فقلت: يا عبد الله أعد الكلام قال: وسمعته قلت: نعم.
قال: والذي نفس الخضر بيده - وكان الخضر يقولهن عند دبر الصلاة
المكتوبة - لا يقولها أحد دبر الصلاة المكتوبة إلا غفرت ذنوبه وإن كانت
مثل رمل عالج وعدد القطر وورق الشجر.
ورواه محمد بن معاذ الله روي عن أبي عبيد الله المخزومي عن عبد الله بن
الوليد عن محمد بن حميد عن سفيان الثوري نحوه.
وروى سيف في الفتوح أن جماعة كانوا مع سعد بن أبي وقاص فرأوا أبا محجن
وهو يقاتل فذكر أبي محجن بطولها وأنهم قالوا - وهم لا يعرفونه: ما هو
إلا الخضر.
وهذا يقتضي أنهم كانوا جازمين بوجود الخضر في ذلك الوقت.
وقال أبو عبد الله بن بطة العكبري الحنبلي: حدثنا شعيب بن أحمد حدثنا
أحمد بن أبي العوام حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد الواسطي
حدثنا أبين بن سفيان عن غالب بن عبد الله العقيلي عن الحسن البصري قال:
اختلف رجل من أهل السنة وغيلان القدري في شيء من القدر فتراضيا بينهما
على أول رجل يطلع عليهما من ناحية ذكراها فطلع عليهما أعرابي قد طوى
عباءته فجعلها على كتفه فقالا: له رضيناك حكماً فيما بيننا فطوى كساءه
ثم جلس عليه ثم قال: اجلسا فجلسا بين يديه فحكم على غيلان قال الحسن:
ذاك الخضر.
في إسناده أبين بن سفيان متروك الحديث.
وقال حماد بن عمر النصيبي أحد المتروكين: حدثنا السري بن خالد عن جعفر
بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين أن مولى لهم ركب في البحر فكسر
به فبينما هو يسير على ساحله إذ نظر إلى رجل على شاطئ البحر ونظر إلى
مائدة نزلت من السماء فوضعت بين يديه فأكل منها ثم رفعت فقال له: بالذي
وفقك لما أرى أي عباد الله أنت قال: الخضر الذي تسمع به قال: بماذا
جاءك هذا الطعام والشراب فقال: بأسماء الله العظام.
وأخرج أحمد في كتاب الزهد له عن حماد بن أسامة حدثنا مسعر عن معن بن
عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن عون بن عبد الله بن عتبة قال:
بينما رجل في بستان بمصر في فتنة بن الزبير مهموماً مكباً ينكث في
الأرض بشيء إذ رفع رأسه فإذا بفتى صاحب مسحاة قد سنح له قائماً بين
يديه فرفع رأسه فكأنه ازدراه فقال له: مالي أراك مهموماً قال: لا شيء
قال: أما الدنيا فإن الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر وإن الآخرة
أجل صادق يحكم فيه ملك قادر حتى ذكر أن لها مفصلاً كمفاصل اللحم من
أخطأ شيئاً منها أخطأ الحق.
قال: فلما سمع ذلك منه أعجبه فقال: اهتمامي بما فيه المسلمون قال: فإن
الله سينجيك بشفقتك على المسلمين وسأل من ذا الذي سأل الله فلم يعطه أو
دعاه فلم يجبه أو توكل عليه فلم يكفه أو وثق به فلم ينجه قال فطفقت
أقول: اللهم سلمني وسلم مني قال: فتجلت ولم يصب فيها بشيء.
قال مسعر: يرون أنه الخضر.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية في ترجمة عون بن عبد الله من طريق أبي أسامة
وهو حماد بن أسامة وقال بعده ورواه بن عيينة عن أبي مسعر.
وقال إبراهيم بن محمد بن سفيان الراوي عن مسلم عقب روايته عن مسلم
لحديث أبي سعيد فيه قصته الذي يقتله الدجال يقال إن هذا الرجل الخضر.
وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة عن أبي سعيد في قصة الدجال الحديث بطوله وفيه قصة الذي يقتله وفي
آخره قال معمر: بلغني أنه يجعل على حلقه صفيحة من نحاس وبلغني أنه
الخضر وهذا عزاه النووي لمسند معمر فأوهم أن له فيه سنداً وإنما هو من
قول معمر.
وقال أبو نعيم في الحلية: فيما أنبأنا إبراهيم بن داود شفاهاً: أخبرنا
إبراهيم بن علي بن سنان أخبرنا أبو الفرج الحراني عن أبي المكارم
التيمي أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم في الحلية حدثنا عبد
الله بن محمد - هو أبو الشيخ حدثنا محمد بن يحيى - هو ابن منده حدثنا
أحمد بن منصور المروزي حدثنا أحمد بن حميد قال: قال سفيان بن عيينة:
بينما أنا أطوف بالبيت إذ أنا برجل مشرف على الناس حسن الشيبة فقلنا
بعضنا لبعض: ما أشبه هذا الرجل أن يكون من أهل العلم قال فاتبعناه حتى
قضى طوافه فسار إلى المقام فصلى ركعتين فلما سلم أقبل على القبلة فدعا
بدعوات ثم التفت إلينا فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم قلنا: وما قال
ربنا قال: قال ربكم: أنا الملك أدعوكم إلى أن تكونوا ملوكاً ثم أقبل
على القبلة فدعا بدعوات ثم التفت إلينا فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم
قلنا له: وماذا قال ربنا حدثنا يرحمك الله قال: قال ربكم: أنا الحي
الذي لا يموت أدعوكم إلى أن تكونوا أحياء لا تموتون ثم أقبل على القبلة
فدعا بدعوات ثم التفت إلينا فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم قلنا: ماذا
قال ربنا حدثنا يرحمك الله قال: قال ربكم: أنا الذي إذا أردت شيئاً كان
أدعوكم إلى أن تكونوا بحال إذا أردتم شيئاً كان لكم.
قال بن عيينة: ثم ذهب فلم نره قال: فلقيت سفيان الثوري فأخبرته بذلك
فقال: ما أشبه أن يكون هذا الخضر أو بعض هؤلاء الأبدال تابعه محرز بن
أبي جدعة عن سفيان ورواها زياد بن أبي الأصبغ عن سفيان أيضاً وروى محمد
بن الحسن بن الأزهر عن العباس بن يزيد عن سفيان نحوها.
وروى أبو سعيد في شرف المصطفى من طريق أحمد بن محمد بن أبي برزة حدثنا
محمد بن الفرات عن ميسرة بن سعيد عن أبيه: بينما الحسن في مجلس والناس
حوله إذا أقبل رجل مخضرة عيناه فقال له الحسن: أهكذا ولدتك أمك أم هي
بلية قال: أو ما تعرفني يا أبا سعيد قال: من أنت فانتسب له فلم يبق في
المجلس أحد إلا عرفه فقال: يا هذا ما قصتك قال: يا أبا سعيد عمدت إلى
جميع مالي فألقيته في مركب فخرجت أريد الصين فعصفت علينا ريح فغرقت
فخرجت إلى بعض السواحل على لوح فأقمت أتردد نحوا من أربعة أشهر آكل ما
أصيب من الشجر والعشب وأشرب من ماء العيون ثم قلت لأمضين على وجهي إما
أن أهلك وإما أن ألحق الجواء فسرت فرفع لي قصر كأنه بناء فضة فدفعت
مصراعه فإذا داخله أروقة في كل طاق منها صندوق من لؤلؤ وعليها أقفال
مفاتيحها رأى العين ففتحت بعضها فخرجت من جوفه رائحة طيبة وإذا فيه
رجال مدرجون في ألوان الحرير فحركت بعضهم فإذا هو ميت في صفة حي فأطبقت
الصندوق وخرجت وأغلقت باب القصر ومضيت فإذا أنا بفارسين لم أر مثلهما
جمالاً على فرسين أغرين محجلين فسألاني عن قصتي فأخبرتهما فقالا: تقدم
أمامك فإنك تصل إلى شجرة تحتها روضة هنالك شيخ حسن الهيئة على دكان
يصلي فأخبره خبرك فإنه سيرشدك إلى الطريق.
فمضيت فإذا أنا بالشيخ فسلمت فرد علي وسألني عن قصتي فأخبرته بخبري كله
ففزع لما أخبرته بخبر القصر ثم قال: ما صنعت قلت: أطبقت الصناديق
وأغلقت الأبواب فسكن وقال: اجلس فمرت به سحابة فقالت: السلام عليك يا
ولي الله فقال: أين تريدين قالت: أريد بلد كذا وكذا فلم تزل تمر به
سحابة بعد سحابة حتى أقبلت سحابة فقال: أين تريدين قالت: البصرة قال:
انزلي فنزلت فصارت بين يديه فقال: احملي هذا حتى ترديه إلى منزله
سالماً.
فلما صرت على متن السحابة قلت: أسألك بالذي أكرمك إلا أخبرتني عن القصر
وعن الفارسين وعنك قال: أما القصر فقد أكرم الله به شهداء البحر ووكل
بهم ملائكة يلقطونهم من البحر فيصيرونهم في تلك الصناديق مدرجين في
أكفان الحرير والفارسان ملكان يغدوان ويروحان عليهم بالسلام من الله
وأما أنا فالخضر وقد سألت ربي أن يحشرني مع أمة نبيكم.
قال الرجل: فلما صرت على السحابة أصابني من الفزع هول عظيم حتى صرت إلى
ما ترى فقال الحسن: لقد عاينت عظيماً.
وروى الطبراني في كتاب الدعاء له قال: حدثنا يحيى بن محمد الحنائي
حدثنا المعلى بن حرمي عن محمد بن المهاجر البصري حدثني أبو عبد الله بن
التوأم الرقاشي أن سليمان بن عبد الملك أخاف رجلا وطلبه ليقتله فهرب
الرجل فجعلت رسله تختلف إلى منزل ذلك الرجل يطلبونه فلم يظفروا به فجعل
الرجل لا يأتي بلدة إلا قيل له: قد كنت تطلب ها هنا فلما طال عليه
الأمر عزم أن يأتي بلدة لا حكم لسليمان عليها فذكر قصة طويلة فيها:
فبينا هو في صحراء ليس فيها شجر ولا ماء إذ هو برجل يصلي قال: فخفته ثم
رجعت إلى نفسي فقلت: والله ما معي راحلة ولا دابة قال: فقصدت نحوه فركع
وسجد ثم التفت إلي فقال: لعل هذا الطاغي أخافك قلت: أجل قال: فما يمنعك
من السبع قلت: يرحمك الله وما السبع قال: قل سبحان الواحد الذي ليس
غيره الله سبحان القديم الذي لا بادىء له سبحان الدائم الذي لا نفاد له
سبحان الذي كل يوم هو في شأن سبحان الذي يحيي ويميت سبحان الذي خلق ما
نرى وما لا نرى سبحان الذي علم كل شيء بغير تعليم ثم قال: قلها فقلتها
وحفظتها والتفت فلم أر الرجل. قال: وألقى الله في قلبي الأمن ورجعت
راجعاً من طريقي أريد أهلي فقلت: لآتين باب سليمان بن عبد الملك فأتيت
بابه فإذا هو يوم إذنه وهو يأذن للناس فدخلت وإنه لعلي فراشه فما عدا
أن رآني فاستوى على فراشه ثم أومأ إلي فما زال يدنيني حتى قعدت معه على
الفراش ثم قال: سحرتني وساحر أيضاً مع ما بلغني عنك فقلت: يا أمير
المؤمنين ما أنا بساحر ولا أعرف السحر ولا سحرتك قال: فكيف فما ظننت أن
يتم ملكي إلا بقتلك فلما رأيتك لم أستقر حتى دعوتك فأقعدتك معي على
فراشي ثم قال: أصدقني أمرك فأخبرته.
قال: يقول سليمان: الخضر والله الذي لا الله إلا هو علمكها اكتبوا له
أماناً وأحسنوا جائزته واحملوه إلى أهله.
وأخرج أبو نعيم في الحلية في ترجمة رجاء بن حيوة من تاريخ السراج ثم من
رواية محمد بن ذكوان عن رجاء بن حيوة قال: إني لواقف مع سليمان بن عبد
الملك وكانت لي منه منزلة إذ جاء رجل ذكر رجاء من حسن هيئته قال: فسلم
فقال: يا رجاء إنك قد ابتليت بهذا الرجل وفي قربه الزيغ يا رجاء عليك
بالمعروف وعون الضعيف واعلم يا رجاء أنه من كانت له منزلة من السلطان
فرفع حاجة إنسان ضعيف وهو لا يستطيع رفعها لقي الله يوم القيامة وقد
ثبت قدميه للحساب.
واعلم أنه من كان في حاجة أخيه المسلم كان الله في حاجته واعلم يا رجاء
أن من أحب الأعمال إلى الله فرجا أدخلته على مسلم ثم فقده وكان يرى أنه
الخضر عليه السلام.
وذكر الزبير بن بكار في الموفقيات قال: أخبرني السري بن الحارث
الأنصاري من ولد الحارث بن الصمة عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن
الزبير وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ويصوم الدهر قال: بت ليلة
في المسجد فلما خرج الناس إذا رجل قد جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فسلم ثم أسند ظهره إلى الجدار ثم قال: اللهم إنك تعلم أني كنت
أمسي صائماً ثم أمسيت فلم أفطر على شيء وظللت اليوم صائماً ثم أمسيت
فلم أفطر على شيء اللهم وإني أمسيت أشتهي الثريد فأطعمنيها من عندك
قال: فنظرت إلي وصيف داخل من خوخة المنارة ليس في خلقه صفة الناس معه
قصعة فأهوى بها إلى الرجل فوضعها بين يديه وجلس الرجل يأكل وحصبني
فقال: هلم فجئت وظننت أنها من الجنة فأحببت أن آكل منها فأكلت منها
لقمة فإذا طعام لا يشبه طعام أهل الدنيا ثم احتشمت فقمت فرجعت إلى
مكاني فلما فرغ من أكله أخذ الوصيف القصعة ثم أهوى راجعا من حيث جاء ثم
قام الرجل منصرفا فاتبعته لأعرفه فمثل فلا أدري أين سلك فظننته الخضر.
وقال أبو الحسين بن المنادي في الجزء المذكور: حدثني أحمد بن ملاعب
حدثنا يحيى بن سعيد السعيدي أخبرني أبو جعفر الكوفي حدثني أبو عمر
النصيبي قال: خرجت أطلب مسلمة بن مصقلة بالشام وكان يقال إنه من
الأبدال فلقيته بوادي الأردن فقال لي: ألا أخبرك بشيء رايته اليوم في
هذا الوادي قال: قلت: بلى قال: دخلت اليوم هذا الوادي فإذا أنا بشيخ
يصلي إلى شجرة فألقى في روعي أنه إلياس النبي فدنوت منه فسلمت عليه
فركع فلما جلس سلم عن يمينه وعن شماله ثم أقبل علي فقال وعليك السلام
فقلت: من أنت يرحمك الله قال: أنا إلياس النبي قال: فأخذتني رعدة شديدة
حتى خررت على قفاي قال: فدنا مني فوضع يده بين يدي فوجدت بردها بين
كتفي فقلت: يا نبي الله ادع الله أن يذهب عني ما أجد حتى أفهم كلامك
عنك فدعا لي بثمانية أسماء: خمسة منها بالعربية وثلاثة بالسريانية
فقال: يا واحد يا أحد يا صمد يا فرد يا وتر ودعا بالثلاثة الأسماء
الأخر فلم أعرفها ثم أخذ بيدي فأجلسني فذهب عني ما كنت أجد.
فقلت: يا نبي الله ألم تر إلى هذا الرجل ما يصنع يعني مروان بن محمد
وهو يومئذ يحاصر أهل حمص فقال لي: مالك وماله جبار عات على الله فقلت:
يا نبي الله أما إني قد مررت به قال: فأعرض عني فقلت: يا نبي الله أما
إني وإن كنت قد مررت بهم فإني لم أهو أحداً من الفريقين وأنا أستغفر
الله وأتوب إليه قال: فأقبل علي بوجهه ثم قال لي: قد أحسنت هكذا فقل ثم
لا تعد.
قلت: يا نبي الله هل في الأرض اليوم من الأبدال أحد قال: نعم هم ستون
رجلاً منهم خمسون فيما بين العريش إلى الفرات ومنهم ثلاثة بالمصيصة
وواحد بأنطاكية وسائر العشرة في سائر أمصار العرب.
قلت: يا نبي الله هل تلتقي أنت والخضر قال: نعم نلتقي في كل موسم بمنى.
قلت: فما يكون من حديثكما قال: يأخذ من شعري وآخذ من شعره قلت: يا نبي
الله إني رجل خلو ليست لي زوجة ولا ولد فإن رأيت أن تأذن لي فأصحبك
وأكون معك قال: إنك لن تستطيع ذلك وإنك لا تقدر على ذلك.
قال: فبينما هو يحدثني إذ رأيت مائدة قد خرجت من أصل الشجرة فوضعت بين
يديه ولم أر من وضعها عليها ثلاثة أرغفة فمد يده ليأكل وقال لي: كل وسم
وكل مما يليك فمددت يدي فأكلت أنا وهو رغيفاً ونصفاً ثم إن المائدة
رفعت ولم أر أحداً رفعها وأتى إناء فيه شراب فوضع في يده لم أر أحداً
وضعه فشرب ثم ناولني فقال: اشرب فشربت أحلى من العسل وأشد بياضاً من
اللبن ثم وضعت الإناء فرفع فلم أر أحداً رفعه ثم نظر إلى أسفل الوادي
فإذا دابة قد أقبلت فوق الحمار ودون البغل عليه رحالة فلما انتهى إليه
نزل فقام ليركب ودرت به لآخذ بغرز الرحالة فركب ثم سار ومشيت إلى جنبه
وأنا أقول: يا نبي الله إن رأيت أن تأذن لي فأصحبك وأكون معك قال: ألم
أقل لك لن تستطيع ذلك فقلت له: فكيف لي بلقائك قال: إني إذا رأيتك
رأيتني قلت: على ذلك قال: نعم لعلك تلقاني في رمضان معتكفا ببيت المقدس
واستقبلته شجرة فأخذ من ناحية ودرت من الجانب الآخر استقبله فلم أر
شيئا.
قال بن الجوزي: مسلمة والراوي عنه وأبو جعفر الكوفي لا يعرفون.
وروى داود بن مهران عن شيخ عن حبيب أبي محمد أنه رأى رجلًا فقال له: من
أنت قال: أنا الخضر.
وعن محمد بن عمران عن جعفر الصادق أنه كان مع أبيه فجاءه رجل فسأله عن
مسائل قال: فأمرني أن أرد الرجل فلم أجده فقال: ذاك الخضر.
وعن أبي جعفر المنصور أنه سمع رجلاً يقول في الطواف: أشكو إليك ظهور
البغي والفساد فدعاه فوعظه وبالغ ثم خرج فقال: اطلبوه فلم يجدوه فقال:
ذاك الخضر.
وأخرج بن عساكر من طريق عمر بن فروخ عن عبد الرحمن بن حبيب عن سعد بن
سعيد بن أبي ظبية عن كرز بن وبرة قال: أتاني أخ لي من الشام: فأهدى إلي
هدية فقلت: من أهداها إليك قال: إبراهيم التيمي قلت: ومن أهداها إلى
إبراهيم التيمي قال: كنت جالسا في فناء الكعبة فأتاني رجل فقال: أنا
الخضر وأهداها إلي وذكر لي تسبيحات ودعوات.
وذكر أبو الحسين بن المنادي من طريق مسلمة بن عبد الملك عن عمر بن عبد
العزيز أنه لقي الخضر ح.
وفي المجالسة لأبي بكر الدينوري من طريق إبراهيم بن خالد عن عمر بن عبد
العزيز قال: رأيت الخضر وهو يمشي مشياً سريعاً وهو يقول: صبراً يا نفس
صبراً لأيام تنفذ لتلك أيام الأبد صبراً لأيام قصار لتلك الأيام
الطوال.
وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه: حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي:
حدثنا ضمرة هو ابن ربيعة عن السري بن يجيى عن رياح بن عبيدة قال رأيت
رجلاً يماشي عمر بن عبد العزيز معتمداً على يده فقلت في نفسي: إن هذا
الرجل جاف فلما صلى قلت يا أبا حفص من الرجل الذي كان معك معتمداً على
يدك آنفاً قال: وقد رأيته يا رياح قلت: نعم قال: إني لأراك رجلاً
صالحاً ذاك أخي الخضر بشرني أني سألي فأعدل.
قلت: هذا أصلح إسناد وقفت عليه في هذا الباب وقد أخرجه أبو عروبة
الحراني في تاريخه عن أيوب بن محمد الوراق عن ضمرة أيضاً.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية عن بن المقري عن أبي عروبة في ترجمة عمر بن
عبد العزيز.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي في تصنيفه: سمعت محمد بن عبد الله الرازي
يقول: سمعت بلالاً الخواص يقول: كنت في تيه بني إسرائيل فإذا رجل
يماشيني فتعجبت ثم الله مت أنه الخضر فقلت: بحق الحق من أنت قال: أنا
أخوك الخضر فقلت: ما تقول في الشافعي قال: من الأبدال قلت: فأحمد بن
حنبل قال: صديق قلت: فبشر بن الحارث قال: لم يخلف بعده مثله قلت: بأي
وسيلة رأيتك قال: ببرك لأمك.
وقال أبو نعيم في الحلية: حدثنا ظفر بن محمد حدثنا عبد الله بن إبراهيم
الحريري قال: قال أبو جعفر محمد بن صالح بن دريج قال بلال الخواص: رأيت
الخضر في النوم فقلت له: ما تقول في بشر قال: لم يخلف بعده مثله قلت:
ما تقول في أحمد بن حنبل قال: صديق.
وقال أبو الحسن بن جهضم: حدثنا محمد بن داود حدثنا محمد بن الصلت عن
بشر الحافي قال: كانت لي حجرة وكنت أغلقها إذا خرجت ومعي المفتاح فجئت
ذات يوم وفتحت الباب ودخلت فإذا شخص قائم يصلي فراعني فقال: يا بشر لا
ترع أنا أخوك أبو العباس الخضر قال بشر: فقلت له: علمني شيئاً فقال: قل
أستغفر الله من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه وأسأله التوبة وأستغفر الله
من كل عقد عقدته على نفسي ففسخته ولم أف به.
وذكر عبد المغيث من حديث بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال: " ما يمنعكم أن تكفروا ذنوبكم بكلمات أخي الخضر " فذكر نحو
الكلمات المذكورة في حكاية بشر.
وروى أبو نعيم عن أبي الحسن بن مقسم عن أبي محمد الحريري: سمعت أبا
إسحاق المرستاني يقول: رأيت الخضر فعلمني عشر كلمات وأحصاها بيده:
اللهم إني أسألك الإقبال عليك والإصغاء إليك والفهم عنك والبصيرة في
أمرك والنفاذ في طاعتك والمواظبة على إرادتك والمبادرة إلى خدمتك وحسن
الأدب في معاملتك والتسليم والتفويض إليك.
وقال أبو الحسن بن جهضم: حدثنا الخلدي حدثنا بن مسروق حدثنا أبو عمران
الخياط قال: قال لي الخضر: ما كنت أظن أن لله ولياً إلا وقد عرفته فكنت
بصنعاء اليمن في المسجد والناس حول عبد الرزاق يسمعون منه الحديث وشاب
جالس ناحية المسجد.
فقال لي: ما شأن هؤلاء قلت: يسمعون من عبد الرزاق قال: عمن قلت: عن
فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هلا سمعوا عن
الله عز وجل قلت: فأنت تسمع عن الله عز وجل قال: نعم قلت: من أنت قال:
الخضر قال: فعلمت أن لله أولياء ما عرفتهم.
ابن جهضم معروف بالكذب.
وعن الحسن بن غالب قال: حججت فسبقت الناس وانقطع بي فلقيت شاباً فأخذ
بيدي فالحقني بهم فلما قدمت قال لي أهلي: إننا سمعنا أنك هلكت فرحنا
إلى أبي الحسن القزويني فذكرنا ذلك له وقلنا: ادع الله له فقال: ما هلك
وقد رأى الخضر قال: فلما قدمت جئت إليه فقال لي: ما فعل صاحبك قال
الحسن بن غالب وكنت في مسجدي فدخل علي رجل فقال: غداً تأتيك هدية فلا
تقبلها وبعدها بأيام تأتيك هدية فاقبلها قال: فبلغني أن أبا الحسن
القزويني قال عني: قد رأى الخضر مرتين.
قال بن الجوزي: الحسن بن غالب كذبوه.
وأخرج بن عساكر في ترجمة أبي زرعة الرازي بسند صحيح إلى أبي زرعة أنه
لما كان شاباً لقي رجلاً مخضوباً بالحناء فقال له: لا تغش أبواب
الأمراء قال: ثم لقيته بعد أن كبرت وهو على حالته فقال لي: ألم أنهك عن
غشيان أبواب الأمراء قال: ثم التفت فلم أره فكأن الأرض انشقت فدخل فيها
فخيل لي أنه الخضر فرجعت فلم أزر أميراً ولا غشيت بابه ولا سألته حاجة.
وذكر بن أبي حاتم في الجرح والتعديل عبد الله بن عمر روى كلاماً في
الزهد عن رجل تراءى له ثم غاب عنه فلم يدر كيف ذهب فكان يرى أنه الخضر.
روى نعيم بن ميسرة عن رجل من يحصب عنه وروينا في الجزء الأول من فوائد
الحافظ أبي عبد الله محمد بن مسلم بن وارة الرازي حدثني الليث بن خالد
أبو عمرو وكان ثقة حدثنا المسيب أبو يحيى وكان من أصحاب مقاتل بن حيان
عن مقاتل بن حيان قال: وفدت على عمر بن عبد العزيز فإذا أنا برجل أو
شيخ يحدثه أو قال متكئ عليه قال: ثم لم أره فقلت: يا أمير المؤمنين
رأيت رجلاً يحدثك قال: ورأيته قلت: نعم قال: ذاك أخي الخضر يأتيني
فيوفقني ويسددني.
وروينا في أخبار إبراهيم بن أدهم: قال إبراهيم بن بشار خادم إبراهيم بن
أدهم: صحبته بالشام فقلت: يا أبا إسحاق أخبرني عن بدء أمرك قال: كنت
شاباً قد حببت إلى الصيد فخرجت يوماً فأثرت أرنباً أو ثعلباً فبينا أنا
أطرده إذ هتف بي هاتف لا أراه يا إبراهيم الله ذا خلقت أبهذا أمرت
ففزعت ووقفت ثم تعوذت وركضت الدابة ففعل ذلك مراراً ثم هتف بي هاتف من
قربوس السرج والله ما لهذا خلقت ولا بهذا أمرت قال: فنزلت فصادفت
راعياً لأبي يرعي الغنم فأخذت جبة الصوف فلبستها ودفعت إليه الفرس وما
كان معي وتوجهت إلى مكة فبينا أنا في البادية إذا أنا برجل يسير ليس
معه إناء ولا زاد فلما أمسى وصلى المغرب حرك شفتيه بكلام لم أفهمه فإذا
أنا بإناء فيه طعام وإناء فيه شراب فأكلت معه وشربت وكنت على هذا
أياماً وعلمني اسم الله الأعظم ثم غاب عني وبقيت وحدي فبينا أنا ذات
يوم مستوحش من الوحدة دعوت الله فإذا شخص آخذ بحجزتي فقال لي: سل تعطه
فراعني قوله فقال لي: لا روع عليك أنا أخوك الخضر.
وذكر عبد المغيث بن زهير الحربي الحنبلي في جزء جمعه في أخبار الخضر عن
أحمد بن حنبل قال: كنت ببيت المقدس فرأيت الخضر وإلياس.
وعن أحمد قال: كنت نائماً فجاءني الخضر فقال: قل لأحمد: إن ساكني
السماء والملائكة راضون عنك.
وعن أحمد بن حنبل أنه أخرج إلى مكة فصحب رجلاً: قال: فوقع في نفسي أنه
الخضر.
قال بن الجوزي في نقض ما جمعه عبد المغيث: لا يثبت هذا عن أحمد.
قال: وذكر فيه عن معروف الكرخي أنه قال: حدثني الخضر قال: ومن أين يصح
هذا عن معروف؟ وقال أبو حيان في تفسيره: أولع كثير ممن ينتمي إلى
الصلاح أن بعضهم يرى الخضر وكان الإمام أبو الفتح القشيري يذكر عن شيخ
له أنه رأى الخضر وحدثه فقيل له: من أعلمه أنه الخضر أم كيف عرف ذلك
فسكت قال: ويزعم بعضهم أن الخضرية يتولاها بعض الصالحين على قدم الخضر
ومنه قول بعضهم لكل زمان خضر.
قلت: وهذا فيه بعد تسليم أن الخضر المشهور مات.
قال أبو حيان: وكان بعض شيوخنا في الحديث وهو عبد الواحد العباسي
الحنبلي يعتقد أصحابه فيه أنه يجتمع بالخضر.
قلت: وذكر لي الحافظ أبو الفضل العراقي بن الحسين شيخنا أن الشيخ عبد
الله بن أسعد اليافعي كان يعتقد أن الخضر حي قال: فذكرت له ما نقل عن
البخاري والحربي وغيرهما من إنكار ذلك فغضب وقال: من قال إنه مات غضبت
عليه قال: فقلنا رجعنا عن اعتقاد موته انتهى.
وأدركنا بعض من كان يدعى أنه يجتمع بالخضر منهم القاضي علم الدين
البساطي الذي ولي قضاء المالكية في زمن الظاهر برقوق والله تعالى أعلم
وبغيبه أحكم.
الخاء بعدها الطاء
الخطل العرجي الكناني يأتي ذكره في ترجمة ولده سلمة بن الخطل إن شاء
الله تعالى.
الخاء بعدها الفاء
خفاف بضم أوله وتخفيف الفاء بن إيماء - بكسر الله مزة وسكون التحتانية
- بن رخصة بفتح الراء المهملة ثم معجمة الغفاري.
مشهور وله ولأبيه صحبة وقد تقدم له ذكر في ترجمة والده.
كان إمام بني غفار وخطيبهم وشهد الحديبية كما ثبت ذلك في صحيح البخاري
من رواية أسلم مولى عمر عن حمراء بنت خفاف أنها قالت ذلك لعمر فلم ينكر
عليها وكان ينزل غيقة بفتح المعجمة والقاف بينهما تحتانية ساكنة -
ويقدم المدينة كثيراً.
وروى عنه ابنه الحارث قال البغوي: بلغني أنه مات في زمن عمر.
قلت: وفي قصة ابنته إشارة إلى أنه مات في خلافة عمر أو قبل ذلك.
خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن
امرئ القيس بن بهثة بن سليم وهو المعروف بابن ندبة بنون وهي أمه.
قال بن الكلبي: شهد الفتح وكان معه لواء بني سليم وكان شاعراً مشهوراً.
وقال الأصمعي: شهد حنيناً وثبت على إسلامه في الردة وبقي إلى زمن عمر.
وقال أبو عبيدة: أغار الحارث بن الشريد - يعني جد خفاف هذا - على بني
الحارث بن كعب فسبي ندبة فوهبها لابنه عمير فولدت له خفافاً فنسب
إليها.
قال المرزباني: هي ندبة بنت أبان بن شيطان بن قنان بن سلمة واسم جده
الأعلى الشريد عمرو وهو مخضرم أدرك الجاهلية ثم أسلم وثبت في الردة
ومدح أبا بكر وبقي إلى أيام عمر وهو أحد فرسان قيس وشعرائها المذكورين.
قال الأصمعي: هو دريد أشعر الفرسان وكنيته أبو خراشة - بضم المعجمة
وشين معجمة - وله يقول العباس بن مرداس من أبيات
أبا خراشة أما أنت ذا نفر ... فإن قومي لم تأكلهم الضبع
وأنشد له المبرد في الكامل شعراً يمدح به أبا بكر الصديق وكأنه الذي
أشار إليه المرزباني وهو قائل البيت المشهور:
أقول له والرمح يأطر متنه ... تأمل خفاقاً إنني أنا ذلكا
وقبله:
فإن تك خيلي قد أصيب صميمها ... فعمداً على عيني تيممت مالكا
قال المرزباني: قوله يأطر أي يثنى والمتن: الظهر أي متنه لما طعنه
وقوله: أنا ذلكا: أي الذي سمعت به.
خفاف بن نضلة بن عمرو بن بهدلة الثقفي - له وفادة وروى عنه ذابل بن
الطفيل بن عمرو الدوسي وسيأتي حديثه في ترجمة ذابل أورده بن منده
مختصراً.
وقال المرزباني في معجم الشعراء: وفد خفاف بن نضلة على النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فأنشده من أبيات:
إني أتاني في المنام مخبر ... من جن وجرة في الأمور موات
يدعو إليك ليالياً وليالياً ... ثم احزأل وقال لست بآت
فركبت ناجية أضر بمتنها ... جمر تخب به على الأكمات
حتى وردت إلى المدينة جاهداً ... كيما أراك فتفرج الكربات
ويروى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استحسنها وقال: " إن من البيان
لسحراً وإن من الشعر كالحكم " .
وقال المرزباني: هذا لفظ هذا الحديث.
قلت: وأخرجه أبو سعيد النيسابوري في شرف المصطفى والبيهقي في الدلائل
وسيأتي التنبيه عليه في حرف الذال المعجمة.
خفشيش الكندي تقدم في الجيم.
الخاء بعدها اللام
خلاد بن رافع بن مالك الخزرجي أخو رفاعة يكنى أبا يحيى.
ذكرهما بن إسحاق وغيره في البدريين.
وروى البزار والباوردي وابن السكن والطبراني من طريق عبد العزيز بن
عمران عن رفاعة بن يحيى عن معاذ بن رفاعة عن أبيه رفاعة بن رافع قال:
خرجت أنا وأخي خلاد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمإلى بدر على
بعير أعجف حتى إذا كنا خلف الروحاء برك بنا بعيرنا فذكر الحديث وفيه
دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهما وتفله على البعير وغيره.
وقد ذكر بن الكلبي أن خلاداً قتل ببدر ولم يذكره في شهداء البدريين
غيره قال أبو عمر: يقولون: إن له رواية.
قلت: وقيل إنه المسىء صلاته فقد روى أبو موسى من طريق سفيان بن وكيع عن
أبيه وكيع عن بن عيينة عن بن عجلان عن يحيى بن عبد الله بن خلاد عن
أبيه عن جده أنه دخل المسجد فصلى ثم إنه أتى النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فقال: " اذهب فصل فإنك لم تصل " .
ورواه سعيد بن منصور وعبد الله بن محمد الزهري عن بن عيينة عن بن عجلان
عن علي بن يحيى بن عبد الله بن خلاد عن أبيه عن جده به.
قلت: ذكر عبد الله في نسب علي بن يحيى زيادة لا حاجة إليها وقول بن
عيينة: عن جده وهم فقد رواه إسحاق بن أبي طلحة ومحمد بن إسحاق وغيرهما
عن علي بن يحيى عن أبيه عن عمه - هو رفاعة والحديث حديثه وهو مشهور به.
وكذا رواه إسماعيل بن جعفر عن يحيى بن علي بن يحيى المذكور عن أبيه عن
جده عن رفاعة فهذه الطرق هي وغيرها في السنن.
وقد رواه أحمد وابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو عن علي بن يحيى فقال
رفاعة: إن خلاداً دخل المسجد - الحديث.
وكذا أخرجه الطحاوي من طريق شريك بن أبي نمر علي بن يحيى وهو الصواب.
فخرج من هذا أن خلاداً هو المسيء صلاته وأن رفاعة أخاه هو الذي روى
الحديث فإن كان خلاد استشهد ببدر فالقصة كانت قبل بدر فنقلها رفاعة
والله أعلم.
خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ
القيس الأنصاري الخزرجي.
قال بن السكن: له صحبة وقال غيره: له ولأبيه كذا وقع في رواية مسلم بن
أبي مريم عن عطاء بن يسار عن خلاد بن السائب وكانت له ولأبيه صحبة فذكر
حديثاً أخرجه أبو نعيم. وروى الحسن بن سفيان والطبراني من طريق أسامة
بن زيد عن محمد بن كعب أخبرني خلاد بن السائب قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " ما من شيء يصيب من زرع أحدكم ولا ثمره من طير ولا
سبع إلا كان له فيه أجر " إسناده حسن.
وروى بن السكن من طريق بن وهب عن داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن يحيى
المازني عن خلاد بن السائب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج
إلى الحرة فمر به رجل فقال: " أين يذهب هذا العاجز وحده؟ " ثم مر به
اثنان فقال: " أين يذهب هذان العاجزان؟ " ثم مر به ثلاثة فدعا لهم
واستصحب. وله حديث آخر في السنن لكن عن أبيه.
خلاد بن سويد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي جد الذي قبله.
قال بن الكلبي: شهد بدراً وولى ابنه السائب بن خلاد اليمن لمعاوية ولم
يذكر خلاد بن السائب. وقال أبو أحمد العسكري: خلاد بن سويد ويقال خلاد
بن السائب بن ثعلبة جعلهما واحداً واختلف في اسم أبيه وقال في ترجمته:
إنه شهد العقبة وبدراً واستشهد يوم قريظة.
قلت: وقد ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما في البدريين وأنه استشهد
بقريظة طرحت عليه امرأة منهم رحى فشدخته فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: " فإن له أجر شهيدين " روى أبو نعيم في ترجمة حديث إبراهيم بن
خلاد بن سويد عن أبيه قال: جاء جبرائيل إلى النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فقال: " يا محمد كن عجاجاً ثجاجاً " ولبيان علة هذا الحديث مكان
غير هذا.
خلاد بن عمرو بن الجموح الأنصاري السلمي - يأتي نسبه في ترجمة أبيه.
ذكره بن إسحاق وغيره في البدريين قال أبو عمر: لا يختلفون في ذلك
واستشهد بأحد.
وذكر الواقدي أن أمه هند بنت عمرو عمة جابر بن عبد الله وأنها حملت
ابنها وزوجها وأخاها بعد قتلهم على بعير ثم أمرت بهم فردوا إلى أحد
فدفنوا هناك.
خلاد بن النعمان الأنصاري ذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره أنه سأل النبي
صلى الله عليه وآله وسلم عن عدة التي لا تحيض فنزلت: " واللائي يئسن من
المحيض.. " الطلاق 4 الآية استدركه بن فتحون ورأيته في تفسير مقاتل لكن
لم أر فيه تسمية أبيه.
خلاد غير منسوب.
قال الحارث في مسنده: حدثنا عبد العزيز بن أبان حدثنا الوليد بن عبد
الله بن جميع عن عبد الرحمن بن خلاد عن أبيه - أن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم أذن لأم ورقة أن تؤم أهل دارها كذا قال عبد العزيز وهو
ضعيف.
والحديث موقوف من رواية عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة كذلك أخرجه أبو
داود وغيره فإن كان محفوظاً يحتمل أن يكون بالوجهين.
خلاد غير منسوب.
روى أبو يعلى من طريق عبد الخبير بن قيس بن ثابت بن قيس بن شماس عن
أبيه عن جده قال: استشهد شاب من الأنصار يوم قريظة يقال له خلاد فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: " أما إن له أجر شهيدين " قالوا: لم يا رسول
الله قال: " لأن أهل الكتاب قتلوه " .
قال بن منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قلت: زعم بن الأثير أن خلاداً هذا هو خلاد بن سويد المتقدم ذكره وعاب
على من أفرده بترجمة فلم يصب لأن الحديث ناطق بأن هذا شاب وخلاد بن
سويد له ولد يقال له السائب صحابي معروف وابن ابنه خلاد بن السائب
صحابي أيضاً كما تقدم ولا يلزم من كون خلاد بن السائب قتل يوم قريظة
بيد المرأة وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن له أجرين " ألا يقتل
آخر فيها فيقال ذلك.
خلاد الزرقي أورده أبو موسى في الذيل وأخرج من طريق عبد الله بن جعفر
عن عبد الله بن دينار عن خلاد الزرقي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قال: " من أخاف أهل المدينة أخافه الله " الحديث.
قلت: وعبد الله بن جعفر هو المديني ضعيف والحديث معروف بالسائب بن خلاد
أو خلاد بن السائب فالله أعلم.
خلدة الأنصاري الزرقي روى بن عبد البر من طريق عمر بن عبد الله بن خلدة
الزرقي عن أبيه عن جده خلدة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
" يا خلدة ادع لي إنساناً يحلب ناقتي هذه " فجاءه برجل فقال: " ما اسمك
" قال: حرب قال: " اذهب " فجاءه آخر فقال: " ما اسمك " قال: يعيش قال:
" احلب " الحديث.
وله شاهد في الموطأ عن يحيى بن سعيد مرسل أو معضل.
خليد بن المنذر بن ساوي العبدي.
ذكر الطبري أن العلاء بن الحضرمي أمره على جماعة ووجهه في البحر إلى
فارس سنة سبع عشرة وكان أبوه قد مات إثر موت النبي صلى الله عليه وآله
وسلم.
قلت: وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة فدل على أن لخليد
وفادة والله أعلم.
خليد قيل هو اسم أبي ريحانة حكاه بن قانع والمشهور شمعون كما سيأتي في
الشين المعجمة.
خليد أو خليدة بالتصغير بن قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن
غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً وأحداً وسماه بن إسحاق والواقدي خليد
بن قيس ولم يقولا: خليدة.
خلف بن مالك بن عبد الله الغفاري المعروف بأبي اللحم تقدم في الألف.
خليفة بن أمية الجذامي.
ذكره الإسماعيلي في الصحابة وأسند من طريق داود بن عمران بن عائذ بن
مالك بن خليفة بن أمية عن أبيه عمران عن أبيه عائذ عن أبيه مالك عن
أبيه خليفة قال: خرجت أنا وجبارة من مكة في فداء سبي سبي لنا حتى أتينا
المدينة فأسلمنا وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما جئنا له
فقال: " أرسل معكما جيشاً " قلنا: يا رسول الله نصدق ونفي أو نغدر قال:
" بل أصدقا " فذهبنا إليهم بالفداء واستقنا ما أخذ لنا إلى المدينة
فضربتني اللقوة فأتينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمسح وجهي بيمينه
فبرأت وزودنا تمراً فأتينا إلى قومنا فأراد قومنا قتلنا لأنا أسلمنا
ففررنا منهم فأويت إلى أختي أم سلمى امرأة رفاعة بن زيد فأقمت حتى جاء
زيد بن حارثة بالجيش وخرج رفاعه بن زيد مع قومه فأقمت عند أختي بكراع
حتى جاءوا بالسبي فخرجت معهم يعني إلى المدينة.
خليفة ويقال عليفة بالمهملة بدل الخاء المعجمة بن عدي بن عمرو بن مالك
بن عامر بن بياضة البياضي.
ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدراً وذكره ضرار بن صرد بإسناده
إلى عبد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة أخرجه
الطبراني.
الخاء بعدها الميم
خمخام بن الحارث بن خالد الذهلي - واسمه مالك.
روى أبو موسى من طريق منصور بن عبد الله الخالدي حدثنا أبي حدثنا جدي
خالد بن حماد حدثنا أبي حماد بن عمرو حدثنا أبي حدثنا جدي مجالد بن
خمخام - واسم خمخام مالك بن الحارث بن خالد قال: هاجر أبي خمخام إلى
النبي صلى الله عليه وآله وسلمفي وفد بني بكر بن وائل مع أربعة من سدوس
وهم بشير بن الخصاصية وفرات بن حيان وعبد الله بن أسود ويزيد بن
ظبيان... فذكر الحديث.
وأخرج بن منده عن محمد بن أحمد السلمي عن عبد الرحمن بن محمد بن حبيب
عن محمد بن عمر الذهلي قال: ذكر بن عمي أحمد بن خالد بن حماد بن عمرو
بن مجالد بن الخمخام وكان الخمخام وفد على النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فيمن وفد فذكره منقطعاً.
ومنصور الخالدي مشهور بالضعف وكان من حفاظ الحديث المكثرين.
خميصة بن أبان الحداني بضم المهملة وتشديد الدال.
ذكره وثيمة في الردة وأنه قدم من المدينة إلى عمان بوفاة النبي صلى
الله عليه وآله وسلم فنعاه وقال لهم: تركت الناس بالمدينة يغلون غليان
القدر وذكر قصة طويلة وفيها: فقال عمرو بن العاص في ذلك:
صدع القلوب مقالة الحداني ... ونعى النبي خميصة بن أبان
ذكره بن فتحون في الذيل وابن الأثير ولم ينسبه لوثيمة.
خميصة بن الحكم السلمي أحد الأخوة.
ذكره الواقدي في الردة وأنه كان ممن ارتد بعد النبي صلى الله عليه وآله
وسلم وقتل قبيصة السلمي قال الواقدي: فحدثني عبد الله بن الحارث بن
فضيل عن أبيه عن سفيان بن أبي العوجاء قال: قدم معاوية بن الحكم السلمي
بأخيه خميصة على أبي بكر فقال له أبو بكر: لأقتلنك بقبيصة فقال له
معاوية إنه قتله وهو مرتد وقد تاب الآن وراجع الإسلام فقال له أبو بكر:
فأخرج ديته فنعم الرجل كان قبيصة وسيأتي له ذكر في ترجمة قبيصة إن شاء
الله تعالى. الخاء بعدها النون خنيس بالتصغير بن حذافة بن قيس بن عدي
بن سعد بن سهم القرشي السهمي أخو عبد الله. كان من السابقين وهاجر إلى
الحبشة ثم رجع فهاجر إلى المدينة وشهد بدراً وأصابته جراحة يوم أحد
فمات منها وكان زوج حفصة بنت عمر فتزوجها النبي صلى الله عليه وآله
وسلم بعده.
ثبت ذكره في الصحيح من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده
قال: تأيمت حفصة من خنيس بن حذافة... فذكر الحديث وفيه: وكان قد شهد
بدراً وتوفي بالمدينة.
قال الحميدي: وقع في رواية معمر حبيش بمهملة وموحدة وشين معجمة مصغراً
- وهو تصحيف.
خنيس بن خالد الأشعري الخزاعي أبو صخر - كذا يقول إبراهيم بن سعد وسلمة
بن الفضل عن أبي إسحاق وقال غيرهما: بالمهملة والموحدة ثم المعج وهو
الصواب وقد مضى.
خنيس بن أبي السائب بن عبادة بن مالك بن أصلع بن عيينة الأنصاري الأوسي
من بني جحجبي شهد بيعة الرضوان وما بعدها ثم فتوح العراق.
ذكره يحيى بن منده مستدركاً على جده واستدركه أبو موسى.
خنيس الغفاري ويقال أبو خنيس يأتي في الكنى.
الخاء بعدها الواو
خوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن
عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري أبو عبد الله وأبو صالح.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في البدريين وقالوا إنه أصابه في
ساقه حجر فرد من الصفراء وضرب له بسهمه وأجره.
ذكر الواقدي وغيره وقالوا شهد أحداً والمشاهد بعدها فروى البغوي
والطبراني من طريق جرير بن حازم عن زيد بن أسلم أن خوات بن جبير قال:
نزلت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمر الظهران قال: فخرجت من
خبائي فإذا نسوة يتحدثن فأعجبنني فرجعت فأخذت حلتي فلبستها وجلست إليهن
وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلممن قبته فلما رأيته هبته فقلت:
يا رسول الله جمل لي شرد فأنا أبتغي له قيداً... الحديث بطوله في قوله
ما فعل شراد جملك. وروى الطبراني وابن شاهين من طريق عبد الله بن إسحاق
بن الفضل بن العباس حدثنا أبي حدثنا صالح بن خوات بن صالح بن خوات بن
جبير عن أبيه عن جده عن خوات - مرفوعاً: " ما أسكر كثيرة فقليله حرام "
.
وروى بن منده من طريق أبي أويس عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات بن
جبير عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " صلاة
الخوف في غزوة ذات الرقاع.. " الحديث.
وهو عند مالك عن يزيد بن رومان عن صالح عمن شهد ولم يسمه ولم يقل عن
أبيه.
وقد رواه العمري عن القاسم بن محمد عن صالح عن أبيه وخاله عبد الرحمن
بن القاسم عن القاسم بن محمد فقال: عن أبيه عن صالح بن خوات عن سهل بن
أبي خثمة قال: كان أبو أويس حفظه فلعل صالحاً سمعه من اثنين.
وروى السراج في تاريخه من طريق ضمرة بن سعيد عن قيس بن أبي حذيفة عن
خوات بن جبير قال: خرجنا حجاجاً مع عمر فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن
الجراح وعبد الرحمن بن عوف فقال القوم غننا من شعر ضرار فقال عمر: دعوا
أبا عبد الله فليغن من بنيات فؤاده فما زلت أغنيهم حتى كان السحر فقال
عمر: ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا.
وروى الباوردي من طريق ثابت بن عبيد عن خوات بن جبير - وكان من الصحابة
قال: نوم أول النهار خرق وأوسطه حلق وآخره حمق.
وقال موسى بن عقبة عن بن شهاب: خوات بن جبير هو صاحب ذات النحيين بكسر
النون وسكون المهملة تثنية نحى وهو ظرف السمن فقد ذكر بن أبي خيثمة
القصة من طريق بن سيرين قال: كانت امرأة تبيع سمناً في الجاهلية فدخل
رجل فوجدها خالية فراودها فأبت فخرج فتنكر ورجع فقال: هل عندك من سمن
طيب قالت: نعم فحلت زقا فذاقه فقال: أريد أطيب منه فأمسكته وحلت آخر
فقال أمسكيه فقد انفلت بعيري قالت: اصبر حتى أوثق الأول قال: لا وإلا
تركته من يدي يهراق فإني أخاف ألا أجد بعيري فأمسكته بيدها الأخرى
فانقض عليها فلما قضى حاجته قالت له: لا هناك.
قال الواقدي: عاش خوات إلى سنة أربعين فمات فيها وهو ابن أربع وسبعين
سنة بالمدينة وكان ربعة من الرجال.
وقال المرزباني: مات سنة اثنتين وأربعين.
خوط بن عبد العزى تقدم في المهملة.
خولي بن أبي خولي بن عمرو بن زهير بن خيثمة بن أبي حمران الحارث بن
معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف الجعفي ويقال العجلي ويقال اسم أبي
خولي عمر حليف بني عدي بن كعب نسبه بن الكلبي وقال: حالف الخطاب والد
عمر.
وقال موسى بن عقبة وابن إسحاق: شهد بدراً.
قال الهيثم بن عدي: هاجر خولي وأخواه هلال وعبد الله إلى الحبشة في
المرة الثانية.
وقال البلاذري: ليس ذلك بثبت والثبت أنه هو وإخوته شهدوا بدراً.
قال الطبري: مات في خلافة عمر وزعم بن منده أنه شهد دفن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم وأقره أبو نعيم وهو وهم والذي شهد الدفن الكريم هو أوس
بن خولي قلبه بعض الرواة كما سيأتي وسيأتي أيضاً بيان وهم من زعم أن له
حديثاً في سكنى الشام.
خولي غير منسوب.
فرق بن أبي حاتم بينه وبين الذي قبله وجمعهما بن منده فتردد بن عبد
البر.
قال بن أبي حاتم في ترجمة هذا: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
روى عنه الضحاك بن مخمر وساق بن منده حديثه وهو أن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم: " قال يا أبا هريرة أطب الكلام وأطعم الطعام... " الحديث.
وأخرجه بقي بن مخلد في مسنده من طريق عبد الله بن عبد الجبار الحمصي عن
أنيس بن الضحاك بن مخمر عن أبيه به.
خويلد بن خالد بن بجير بالجيم مصغراً بن عمرو بن حماس - بكسر أوله
والتخفيف والإهمال - الكناني أبو عقرب جد أبي نوفل بن أبي عمرو بن أبي
عقرب - وقيل: ليس بين أبي نوفل وأبي عقرب أحد.
ذكره الطبراني وابن شاهين وابن حبان في الصحابة وسيأتي بقية خبره في
الكنى.
وقيل هو خالد بن بجير كما تقدم.
خويلد بن خالد بن منقذ بن ربيعة الخزاعي أخو أم معبد مذكور في ترجمتها
ذكره أبو عمر. خويلد الضمري قال بن منده: روى عبد العزيز بن أبي ثابت
عن عثمان بن سعيد الضمري عن أبيه عن خويلد في قصة غير أبي سفيان في
بدر.
خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العزى أبو شريح الخزاعي يأتي في الكنى
وقيل في اسمه غير ذلك.
خويلد بن عمرو الأنصاري السلمي.
ذكره محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد صفين مع علي من
أهل بدر. وأخرجه الطبراني وغيره.
الخاء بعدها الياء
خيبري بموحدة بلفظ النسب بن النعمان الطائي.
ذكره أبو أحمد العسكري وأورد من طريق عمرو بن شمر عن جابر بن نويرة بن
الحارث الطائي عن جده عن أبيه عن الخيبري بن النعمان قال: نظر النبي
صلى الله عليه وآله وسلمإلى جبلنا وهو أجأ فقال: يا لأهل أجا جوعاً
لأهل أجأ لقد حصن الله جبلهم فما فارقنا الجوع بعد وأعطياه السلم
وأدينا إليه الزكاة وانصرف عنا راضياً ولم نمنع زكاة بعد ذلك.
وذكر الزبير في الموقفيات أن الخيبري بن النعمان هذا نزل على حاتم
الطائي بعد أن مات وطلب منه القرى فرآه في المنام وأنشده أبياتاً
والقصة مشهورة.
خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط - بنون ومهملتين - بن غنم
الأنصاري.
قال بن الكلبي: هو والد سعد بن خيثمة استشهد يوم أحد قتله هبيرة بن أبي
وهب المخزومي وسيأتي ذكره في ترجمة ولده سعد بن خيثمة إن شاء الله
تعالى.
زخير مولى عامر بن الحضرمي.
يأتي ذكره في ترجمة عامر بن الحضرمي ويقال هو بجيم ثم موحدة كما تقدمت
الإشارة إليه في حرف الجيم.
القسم الثاني
الخاء بعدها الألف
خالد بن عجير بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف لأبيه
صحبة كما سيأتي.
وذكر بن الكلبي أن عمر بن الخطاب جلد خالداً هذا في الشراب.
قلت: ولا يتأنى أن يجلد عمر أحداً إلا أن يبلغ ومتى كان بالغاً في عهده
استلزم أن يكون في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم موجوداً فأقل
أحواله أن يكون من هذا القسم.
وله أخ اسمه نافع يأتي ذكره في النون.
الخاء بعدها اللام
خليفة بن بشر.
ذكره يحيى بن منده فيمن استدركه على جده واستأنس بحديث أورده جده من
طريق فاطمة بنت مسلم عن خليفة بن بشر عن أبيه - أنه أسلم فرد عليه
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ماله وولده... الحديث...
القسم الثالث
الخاء بعدها الألف
خارجة بن الصلت البرجمي بضم الموحدة والجيم بينهما راء ساكنة له إدراك.
وذكره بن حبان في ثقات التابعين وكان يسكن الكوفة.
وقال بن المبارك عن زكريا عن الشعبي عن خارجة بن الصلت قال: انطلق عمي
إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم رجع إلينا فمر بأعرابي مجنون
موثق بالحديد... فذكر الحديث.
وقد أخرجه أبو داود والنسائي من طريق زكريا فقال: عن خارجة عن عمه وليس
فيه: ثم رجع إلينا واسم عم خارجة علاقة.
خارجة بن عقال الرعيني ثم الزيادي له إدراك وكان ممن شهد فتح مصر مع
عمرو بن العاص وتقدم في ثمامة.
خالد بن خويلد الله ذلي أبو ذؤيب.
حكاه المرزباني والمشهور خويلد بن خالد ويأتي.
خالد بن ربيعة بن مر بن حارثة بن ناصرة الجدلي ويقال خالد بن معبد
والصواب خالد أبو معبد.
له إدراك قال إبراهيم بن المنذر عمن ذكره عن معبد بن خالد عن أبي سريحة
قال: أبي وأبوك لأول المسلمين وقف على باب مدينة العذراء بالشام.
أخرجه بن منده ورواه بن وهب عن إسحاق بن يحيى التيمي عن معبد بن خالد
فذكره مطولاً وقال المرزباني: كان حميداً بليغاً اجتمعت عليه ربيعة بعد
موت علي لما حلف معاوية أن يسبي ربيعة ويبيع ذراريهم لمسارعتهم إلى علي
فقال خالد:
تمنى بن حرب حلقة في نسائنا ... ودون الذي ينوي سيوف قواضب
سيوف نطاق والقناة فتستقي ... سوى بعلها بعلاً وتبكي القرائب
فإن كنت لا تغضي على الحنث فاعترف ... بحرب شجي بين اللها والشوارب
وقال فيه أيضاً وقد ذكر له علياً:
معاوي لا تجهل علينا فإننا ... يد لك في اليوم العصيب معاويا
ودع عنك شيخاً قد مضى لسبيله ... على أي حاليه مصيباً وخاطيا
خالد بن زهير بن محرث الله ذلي بن أخت أبي ذؤيب الشاعر المشهور.
قدم أبو ذؤيب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسلماً فدخل المدينة
حين مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يدفن وكان خالد بن عم
أبي ذؤيب.
قال بن الكلبي: وسمى جده محرثاً وكان هو الذي ربى خالداً فاتفق أنه عشق
في الجاهلية امرأة من قومه يقال لزوجها مالك بن عويمر فغلب مالكاً
عليها وكان يرسل بن أخته خالداً إليها من قبل أن تتحول إليه وكان خالد
مقيماً عند خاله يخدمه وكان جميلاً فعلقته المرأة فاطلع أبو ذؤيب على
شيء من ذلك فأتاها وأنشدها أبياتاً منها:
تريدين كيما تجميعي وخالداً ... وهل يجمع السيفان ويحك في غمد
وقال يذم خالداً
رعى خالداً سري ليالي نفسه ... توالى على قصد السبيل أمورها
فبلغ ذلك خالداً فضمها إليه وأجاب خاله بقوله:
فلا يبعدن الله لبك إذ غزا ... فسافر والأحلام جم عثورها
ألم تنتقذها من يد ابن عويمر ... وأنت صفي نفسه وسميرها
فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها ... فأول راض سيرة من يسيرها
خالد بن سطيح الغساني: قال بن منده: أدرك النبي صلى الله عليه وآله
وسلموني إسناد حديثه نظر.
خالد بن عروة بن الورد العبسي.
له إدراك وذلك أن أباه مات قبل البعثة ولهذا ولد يقال له يزيد بن خالد
ذكره المرزباني في معجم الشعراء وأنشد له:
وكان أخي إذا ما عد مالي ... وكنت عياله دون العيال
فإني لا أجازيه بوفري ... لنسل أصبحوا في قل مالي
خالد بن عمير العدوي البصري.
ذكره بن عبد البر وقال: أدرك الجاهلية وشهد خطبة عتبة بن غزوان
بالبصرة.
وذكره بن حبان في ثقات التابعين ونقل أبو موسى عن عبدان أنه قال: لا
أدري الله رواية أم لا؟.
خالد بن معبد هو ابن ربيعة.
خالد بن المعمر بن سليمان بن الحارث بن شجاع بن الحارث بن سدوس
السدوسي.
له إدراك قال أبو أحمد العسكري: كان رئيس بكر بن وائل في عهد عمر.
وذكر الجاحظ في كتاب البيان أن أبا موسى في عهد عمر جعل رياسة بكر
لخالد هذا بعد أن استشهد مجزأة بن ثور فجعلها عثمان بعد ذلك لشقيق بن
مجزأة ثم صيرها علي لحصين بن المنذر وكان خالد مع علي يوم الجمل وصفين
من أمرائه قاله يعقوب بن سفيان وفيه يقول الشاعر يخاطب معاوية:
معاوي أمر خالد بن معمر ... فإنك لولا خالد لم تؤمرا
وروى يعقوب بن شيبة من طريق شبيل بن عزرة أن بني الحارث وثبوا مع خالد
بن المعمر يوم صفين على شقيق بن ثور فانتزعوا الراية منه.
وروى يعقوب بن سفيان من طريق مضارب العجلي قال: تفاخر رجلان من بكر بن
وائل فتحا كما إلى رجل من همدان فقال: أيكما خالد بن المعمر الذي
بايعته ربيعة يوم صفين على الموت فذكر القصة وذكر بن ماكولا أن معاوية
أمره على أرمينية فوصل إلى نصيبين فمات بها.
خالد بن هلال ذكره الطبري فيمن استشهد مع المثنى بن حارثة في الفتوح في
صدر خلافة عمر واستدركه بن فتحون.
خالد بن الوليد السكسكي ذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال: أدرك
الجاهلية وروى المراسيل روى عنه يحيى بن الضحاك.
الخاء بعدها الباء
خباب الحدلي هو ابن ربيعة - تقدم.
خباب والد عطاء له إدراك وقد تقدم في الأول.
الخاء بعدها الثاء
خثيم بمثلثة مصغراً المكي القاري من القارة له إدراك وسمع من عمر روى
عنه بن أبي حبيبة.
ذكره البخاري وابن حبان في التابعين وروى يحيى بن سعيد عن أبيه عنه.
وقال عمر بن شبه في كتاب مكة: حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سعيد بن
حسان عن عياض بن وهب حدثني خثيم رجل من القارة قال: أتيت عمر بن الخطاب
وهو يقطع الناس عند المروة فقلت أقطعني لي ولعقبي فأعرض عني وقال: هو
حرم الله سواء العاكف فيه والبادي قال: خثيم فأدركت الذين أقطعوا باع
بائعهم وورث مورثهم ومنعت أنا لأني قلت: لي ولعقبي.
الخاء بعدها الدال والراء
خداش بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
العامري. شهد حنيناً مع المشركين وله في ذلك شعر يقول فيه:
يا شدة ما شددنا غير كاذبة ... على سخينة لولا الليل والحرم
ثم أسلم خداش بعد ذلك بزمان ووفد ولده سعساع على عبد الملك يتنازعون في
العرافة فنظر إليه عبد الملك فقال: قد وليتك العرافة فقام قومه وهم
يقولون ملح بن خداش فسمعهم عبد الملك فقال: كلا والله لا يهجونا أبوك
في الجاهلية ونسودك في الإسلام وذكر البيت المتقدم.
والمراد بقوله سخينة قريش.
وذكر المرزباني أنه جاهلي وأن البيت الذي قاله في قريش كان في حرب
الفجار وهذا أصوب.
الخاء بعدها الراء
خراش بن أبي خراش الله ذلي.
واسم أبيه خويلد بن مرة وسيأتي ذكره. أدرك الجاهلية وغزا في عهد عمر.
قال أبو عبيدة وغيره: أسر بنو فهم عروة أخا أبي خراش فمضى إليهم أبو
خراش بابنه خراش فرهنه عندهم وأطلق أخاه ثم أحضر الفداء وأطلق ابنه
وقال في ذلك شعراً.
وروى أبو الفرج الأصبهاني من طريق بن أخي الأصمعي عن الأصمعي قال: هاجر
خراش بن أبي خراش في عهد عمر وغزا فأوغل في بلاد العدو فقدم أبو خراش
المدينة فجلس بين يدي عمر وشكا إليه شوقه إلى خراش وأنه انقرض أهله
وقتل إخوته ولم يبق له غيره وأنشده:
ألا من مبلغ عني خراشا ... وقد يأتيك بالنبأ البعيد
الأبيات. قال: فكتب عمر بأن يقفل خراش وألا يغزو من كان له أب شيخ إلا
بعد أن يأذن له. خراش والد عبد الله له إدراك.
روى الروياني في مسنده من طريق يعلى بن عطاء عن عبد الله بن خراش عن
أبيه قال: نزل عمر بن الخطاب الجابية فمر معاذ بن جبل فذكر قصة وفيها
قال: فأخبرني أبي أنه سمع عمر يدعو: اللهم ثبتنا على أمرك واعصمنا
بحبلك وارزقنا من فضلك.
خرزاد بن بزرج الفارسي الصنعاني أحد من قتل الأسود الذي تنبأ باليمن في
حياة النبي صلى الله عليه رضي الله عنها وآله وسلم.
يأتي ذكره وذكر الذي بعده في داذويه إن شاء الله تعالى.
خرخست الفارسي يأتي ذكره مع الذي بعده وقد مضى التنبيه عليه في حنيش
الديلمي.
خريت بن راشد الشامي له إدراك وكان رئيس قومه شهد مع علي حروبه ثم
فارقه لما وقع التحكيم ثم أرسل إليه علي معقلاً الرياحي أحد بني يربوع
فأوقع بهم ذكر ذلك الزبير بن بكار.
الخاء بعدها الزاي
خزيمة بن عداس المزني.
ذكره المرادي في الزمني من الأشراف وروى من طريق الهيثم بن عدي عن أبيه
عن أبي إياس قال: خرج خزيمة بن عداس المزني وكان قد ذهب بصره ويقال:
إنه أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر قصة.
الخاء بعدها السين
خسر خسرة الفارسي رسول باذان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
تقدم ذكره في الباء الموحدة في بأبويه.
خسيس بمعجمة مصغراً الكندي.
أنشد له أبو حذيفة البخاري في الفتوح شعراً قاله في طاعون عمواس ذكره
بن عساكر في تاريخه يقول فيه:
فصبرنا لهم كما حكم الله ... وكنا في الموت أهل تأسي
قلت: وهذا غير خسيس الكندي الآتي في الأخير.
الخاء بعدها الطاء
خطيل بن أوس العبسي أخو الحطيئة الشاعر.
أدرك الجاهلية وله شعر في زمن الردة ذكره سيف.
الخاء بعدها الفاء
خفاف بن مالك بن عبد يغوث بن علي بن ربيعة المازني - مازن بني تيم.
قال الآمدي: شاعر فارس أدرك الجاهلية والإسلام وهو القائل:
ولا عزنا يعدي على ظلم غيرنا ... وليس علينا للظلامة مذهب
خليفة بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة العبسي والد القعقاع.
مات أبوه في الجاهلية وكان القعقاع رجلاً في زمن عبد الملك بن مروان
وأقطعه أرضاً نسبت إليه ذكر ذلك البلاذري.
وكانت ولادة بنت العباس بن جزء المذكور عند عبد الملك فولدت له ولديه:
الوليد وسليمان. خليفة بن عبد الله بن الحرث بن المستلم بن قيس بن
معاوية الجعفي.
له إدراك وتزوج الحسن بن علي ابنته عائشة ولها معه قصة لما مات علي
فدخلت عليه تهنئه بالخلافة فطلقها ذكر ذلك بن الكلبي.
خليفة المنقري جد أبي سوية أو أبو سوية وهو جد العلاء بن الفضل بن عبد
الملك بن أبي سوية المنقري.
قال بن منده: له إدراك ولا يعرف له صحبة.
قلت: سيأتي ذكره مبيناً في ترجمة محمد بن عدي بن ربيعة.
الخاء بعدها النون
خنابة بن كعب العبسي.
أحد المعمرين أدرك الجاهلية والإسلام وذكر أبو حاتم السجستاني في كتاب
المعمرين عن العمري حدثني عطاء بن مصعب عن الزبرقان قال عطاء: دخل
خنابة بن كعب العبشمي على معاوية حين اتسق له الأمر ببيعة يزيد وقد أتت
لخنابة يومئذ مائة وأربعون سنة فقال له معاوية: يا خنابة كيف نفسك
اليوم؟ فقال يا أمير المؤمنين:
علي لسان صارم إن هزرته ... وركني ضعيف والفؤاد موقر
كبرت وأفنى الدهر حولي وقوتي ... فلم يبق إلا منطق ليس يهدر
قال وهو القائل:
فما أنا إن أخنستما بي وحلتما ... عن العهد بالفتى الصغير فأخدع
حويت من الغايات تسعين حجة ... وخمسين حتى قيل أنت المقزع
خنافر بن التوأم الحميري كان كاهناً من حمير ثم أسلم على يد معاذ بن
جبل وله خبر حسن من أعلام النبوة في إسناده مقال ذكره أبو عمر.
قلت: وذكره الأزدي وقال: إسناد خبره ضعيف انتهى.
ووجدت خبره في الأخبار المنثورة لابن دريد قال: أخبرني عمي عن أبيه عن
بن الكلبي عن أبيه قال: كان خنافر بن التوأم كاهناً وكان قد أوتي بسطة
في الجسم وسعة في المال وكان عاتياً فلما وفدت وفود اليمن على النبي
صلى الله عليه وآله وسلم وظهر الإسلام أغار على إبل لمراد فاكتسحها
وخرج بماله وأهله فلحق بالشحر فحالف جودان بن يحيى القرضمي وكان سيداً
منيعاً فنزل وادياً مخصباً وكان له رئي في الجاهلية ففقده في الإسلام
قال: فبينا أنا ليلة بذلك الوادي إذ هوى على هوى العقاب فقال: خنافر
فقلت: شصار فقال: اسمع أقل قلت: قل أسمع قال: عه تغنم لكل ذي أمد نهاية
وكل ذي ابتداء له غاية قلت: أجل قال: كل دولة إلى أجل ثم يتاح لها حول
وقد انتسخت النحل ورجعت إلى حقائقها الملل إني آنست بالشام نفراً من آل
العذام حكاماً على الحكام يذبرون ذا رونق من الكلام ليس بالشعر المؤلف
ولا السجع المتكلف فأصغيت فزجرت فعاودت فظلفت فقلت: بم تهينمون وإلام
تعتزون فقالوا: خطاب كبار جاء من عند الملك الجبار فاسمع يا شصار لأصدق
الأخبار واسلك أوضح الآثار تنج من أوار النار.
فقلت: وما هذا الكلام قالوا: فرقان بين الكفر والإيمان أتى به رسول من
مضر ثم من أهل المدر ابتعث فظهر فجاء بقول قد نهر وأوضح نهجاً قد دثر
فيه مواعظ لمن اعتبر.
قلت: ومن هذا المبعوث بالآي الكبر قال: أحمد خير البشر فإن آمنت أعطيت
الشبر وإن خالقت أصليت سقر فآمنت يا خنافر وأقبلت إليك أبادر فجانب كل
نجس كافر وشايع كل مؤمن طاهر وإلا فهو الفراق.
قال: فاحتملت بأهلي فرددت الإبل إلى أهلها ثم أقبلت إلى معاذ بن جبل
بصنعاء فبايعته على الإسلام وعلمني سوراً من القرآن وفي ذلك أقول:
ألم تر أن الله عاد بفضله ... وأنقذ من لفح الزخيخ خنافرا
دعاني شصار للتي لو رفضتها ... لأصليت جمراً من لظى الهوب واهرا
الخاء بعدها الواو
خويلد بن خالد بن محرث أحد بني مازن بن معاوية بن تميم بن عمرو بن سعد
بن هذيل أبو ذؤيب الله ذلي.
مشهور بكنيته يأتي في الكنى.
خويلد بن ربيعة العقيلي أبو حرب.
ذكره وثيمة في الردة وأنه خطب قومه بني عامر وأمرهم بالثبات على
الإسلام قال: وكان فارس بني عامر ومن شعره في ذلك:
أراكم أناساً مجمعين على الكفر ... وأنتم غداً نهب لخيل أبي بكر
بني عامر إن تأمنوا اليوم خالداً ... يصبكم غداً منه بقارعة الدهر
خويلد بن مرة الله ذلي أبو خراش الشاعر الفارس المشهور.
قال المرزباني: أدرك الإسلام شيخاً كبيراً ووفد على عمر وقد أسلم وله
معه أخبار وقتل أخوه عروة قتلته ثمالة من الأزد وأسروا ابنه خراشاً
فدعا الذي أسره رجلاً للمنادمة فرأى خراشاً موثقاً في القيد فألقى عليه
رداءه فأجاره فلما أطلق قدم على أبيه فقال له: من أجارك؟ قال: لا أدري
والله.
وقال أبو الفرج الأصبهاني كان أحد الفصحاء أدرك الجاهلية والإسلام ومات
في أيام عمر ثم روى من طريق الأصمعي قال: دخل أبو خراش الله ذلي مكة في
الجاهلية وللوليد بن المغيرة فرسان يريد أن يرسلهما في الحلبة فقال: ما
تجعل لي إن سبقتهما عدواً قال: إن فعلت فهما لك فسبقهما.
وأنشد له لما هدم خالد بن الوليد العزى شعراً يبكيها ويرثي سادنها دبية
السلمي وأنشد له شعراً قاله في زهير بن العجوة يرثيه لما قتل يوم الفتح
وقيل في حنين وهو القائل لما قتل ابنه عروة في الجاهلية وسلم خراش الذي
تقدم ذكره:
حمدت الله ي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض
ولم أدر من ألقى عليه رداءه ... ولكنه قد سل عن ماجد محض
وقد ذكر المبرد في الكامل القصة وملخصها ما ذكر.
ويقال: إنه لا يعرف من مدح من لا يعرف غير أبي خراش.
وقال بن الكلبي والأصمعي وغيرهما: مر علي أبي خراش وكان قد أسلم فحسن
إسلامه نفر من اليمن وكانوا حجاجاً فنزلوا عليه فقال: ما أمسى عندي ماء
ولكن هذه برمة وشاة وقربة فردوا الماء فإنه غير بعيد ثم اطبخوا الشاة
وذروا البرمة والقربة عند الماء حتى نأخذها فامتنعوا وقالوا: لا نبرح
فأخذ أبو خراش القربة وسعى نحو الماء تحت الليل فاستقى ثم أقبل فنهشته
حية فأقبل مسرعاً حتى أعطاهم الماء ولم يعلمهم ما أصابه فباتوا يأكلون
فلما أصبحوا وجدوه في الموت فأقاموا حتى دفنوه فبلغ عمر خبره فقال:
والله لولا أن يكون سنة لأمرت ألا يضاف يماني بعدها ثم كتب إلى عامله
أن يأخذ النفر الذين نزلوا بأبي خراش فيغرمهم ديته. وأنشد له المرزباني
في أخيه عروة المذكور:
تقول أراه بعد عروة لاهياً ... وذلك رزء ما عملت جليل
فلا تحسبي أني تناسيت عهده ... ولكن صبري يا أميم جميل
الخاء بعدها الياء
خيار بن أوفى أو بن أوفى النهدي له إدراك.
روى الدينوري في المجالسة من طريق النضر عن عمر بن الحسن عن أبيه قال:
دخل بن أبي أوفى النهدي على معاوية وكان كبير السن فقال له معاوية: لقد
غيرك الدهر فذكر قصة. وقال بن أبي الدنيا: حدثنا العباس بن بكار عن
عيسى بن يزيد قال: دخل خيار بن أبي أوفى في النهدي على معاوية فقال له
ما صنع بك الدهر؟ قال: ضعضع قناتي وجرأ على عداتي وأنشد شعراً قاله في
الزجر عن شرب الخمر.
خيار بن مرثد التجيبي ثم الأبذوي.
له إدراك قال بن يونس: شهد فتح مصر وكان رئيساً فيهم.
القسم الرابع
الخاء بعدها الألف
خارجة بن جبلة ذكره بن حبان وغير واحد في الصحابة وهو وهم نشأ عن تصحيف
وانقلاب فأخرجوا من طريق شريك عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن خارجة
بن جبلة في قراءة: " قل هو الله أحد " الإخلاص 1 هكذا قال بشر بن
الوليد عن شريك وقال سعيد بن سليمان عن شريك بن جبلة بن خارجة وهو
الصواب وهكذا قال أصحاب أبي إسحاق قال الباوردي: أخاف أن يكون شريك
أخطأ فيه لما حدث به بشراً أو أخطأ فيه بشر على شريك.
خارجة بن زيد الخزرجي الذي تكلم بعد الموت.
كذا سماه أبو نعيم وانقلب عليه والصواب زيد بن خارجة وسيأتي في الزاي.
خارجة بن المنذر ذكره أبو موسى عن عبدان والصواب خارجة بن عبد المنذر
كما تقدم.
خارجة بن النعمان ذكره أبو موسى عن علي بن سعيد العسكري وهو خطأ نشأ عن
تصحيف وسقط والصواب أم هشام بنت حارثة بن النعمان والواهم فيه محمد بن
حبيب شيخ العسكري فروى من طريق شعبة عن حبيب بن عبد الرحمن عن معن بن
عبد الله أو عبد الله بن معن عن خارجة بن النعمان قال: لقد رأيتنا وإن
تنورنا وتنور رسول الله لواحد. الحديث.
وهذا مشهور من رواية شعبة عن حبيب عن عبد الله بن محمد بن معن عن أم
هشام بنت حارثة بن النعمان والحديث عند مسلم وأبي داود وغيرهما ووهم
الذهبي فذكر هنا أن الحديث لحارثة وليس كذلك بل هو لابنته.
خالد بن أسيد بن أبي المغلس.
ذكره عبدان فصحفه والصواب بن أبي العيص كما تقدم على الصواب.
خالد بن أيمن المعافري تابعي أرسل حديثاً فذكره بن عبد البر في الصحابة
ثم أنكر على بن أبي حاتم إيراده ولا إنكار عليه فإنه بين أمره فقال
خالد بن أيمن: إن أهل العوالي كانوا يصلون مع النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فنهاهم أن يصلوا في يوم مرتين.
وروى عنه عمرو بن شعيب وهكذا أورده البخاري من طريق عمرو بن شعيب وقال
في آخره: فذكرته لسعيد بن المسيب فقال: صدق.
قال أبو عمر: لا يعرف في الصحابة ولا ذكره غيره أي بن أبي حاتم وإنما
يعرف هذا عن عمرو بن شعيب عن سليمان بن يسار عن بن عمر كذا قال وقد
ذكره البخاري كما ترى.
خالد بن سعد ذكره عبدان وهو خطأ نشأ عن تصحيف وسقط قال عبدان: حدثنا
يحيى بن حكيم حدثنا مكي عن هاشم بن هاشم عن عامر عن خالد بن سعد أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من تصبح بسبع تمرات... "
الحديث.
قال وقد أخرجه أحمد في مسنده عن مكي بن إبراهيم عن هاشم فقال: عن عامر
بن سعد عن أبيه: لا ذكر لخالد فيه.
وهكذا أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي من طرق عن هاشم بن هاشم.
خالد بن سنان العبسي ذكره أبو موسى عن عبدان وقال: ليست له صحبة ولا
أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكره النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فقال: " نبي ضيعه قومه " .
ووفدت ابنته على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت وقد سمعته يقرأ:
" قل هو الله أحد " كان أبي يقول هذا.
قال بن الأثير: لا أدري لم ذكره مع اعترافه بأن لا صحبة له.
قلت: ولو كان كل من يذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكون صحابياً
لاستدركنا عليه خلقاً كثيراً.
وقد نسب بن الكلبي خالداً هذا فقال خالد بن سنان بن غيث بن مريطة بن
مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي.
وذكر المسعودي في مروج الذهب من طريق سعيد بن كثير بن عفير المصري عن
أبيه عن جده عن عكرمة عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: " إن الله خلق طائراً في الزمن الأول يقال له العنقاء فكثر
نسله في بلاد الحجاز فكانت تخطف الصبيان فشكوا ذلك لخالد بن سنان وهو
نبي ظهر بعد عيسى من بني عبس فدعا عليها أن يقطع نسلها فبقيت صورتها في
البسط " .
وبه قال بن عباس: وكان خالد بن سنان بعث مبشراً بمحمد صلى الله عليه
وآله وسلم فلما حضرته الوفاة قال: إذا أنا مت فادفنوني في حقف من هذه
الأحقاف فذكر نحو ما تقدم.
وبه إلى بن عباس قال: ووردت ابنة له عجوز على النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فتلقاها بخير وأكرمها وقال لها: " مرحباً بابنة نبي ضيعه قومه "
فأسلمت وفي ذلك يقول شاعر من بني عبس فذكر شعراً.
وأصح ما وقفت عليه في ذلك مع إرساله ما قرأت على أبي المعالي الأزهري
عن زينب بنت أحمد المقدسية عن إبراهيم بن محمود قال: قرأ على خديجة بنت
النهرواني ونحن نسمع عن الحسين بن أحمد بن طلحة سماعاً أنبأنا أبو
الحسين بن بشران في الجزء الثاني من الرابع من أمالي عبد الرزاق عن
إسماعيل الصفار سماعاً أنبأنا عبد الرزاق إملاء حدثنا سفيان عن سالم
الأفطس عن سعيد بن جبير قال جاءت ابنة خالد بن سنان العبسي إلى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " مرحباً بابنة نبي ضيعه قومه " .
ورجاله ثقات إلا أنه مرسل.
وقال الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن بن عباس: دخلت ابنة خالد بن سنان
على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " مرحبا بابنة نبي ضيعه قومه
" .
قال الفضل بن موسى الشيباني: دخلت على أبي حمزة السكري فحدثته بهذا عن
الكلبي فقال: استغفر الله استغفر الله أخرجه الحاكم في تاريخ نيسابور.
ورواه أبو محمد بن زبر عن الخضر بن أبان عن عمرو بن محمد عن سفيان
الثوري عن سالم نحوه.
وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب الأرجاء والجماجم خالد بن سنان
أحد بني مخزوم بن مالك العبسي لم يكن في بني إسماعيل نبي غيره قبل محمد
صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي أطفأ نار الحرة وكانت حرة ببلاد بني
عبس يستضاء بنارها من مسيرة ثلاثة أيام وربما سطعت منها عنق فاشتعلت في
البلاد فلا تمر على شيء إلا أهلكته فإذا كان النهار فإنما هي دخان يفور
فبعث الله خالد بن سنان العبسي فاحتفر لها سرباً ثم أدخلها فيه والناس
ينظرون ثم اقتحم فيها حتى غيبها فسمع بعض القوم وهو يقول: هلك الرجل
فقال خالد بن سنان: كذب بن راعية المعزى وخرج يرشح جبينه عرقاً وهو
يقول: عودي بدا كل شيء يؤدى لأخرجن منها وجسدي يندى فلما حضرته الوفاة
قال لقومه: إذا أنا مت فاحفروا قبري بعد ثلاث فإنكم ترون عيراً يطوف
بقبري وإذا رأيتم ذلك فإني أخبركم بما هو كائن إلى يوم القيامة.
فاجتمعوا فلما رأوا العير أرادوا نبشه فقال ابنه عبد الله بن خالد بن
سنان: لا تنبشوه ولا أدعى بن المنبوش أبدا فافترقوا فرقتين فتركوه.
وقدمت ابنته على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبسط لها رداءه وأجسلها
عليه وقال: " ابنة نبي ضيعه قومه " .
وقال القاضي عياض في الشفاء في سياق من اختلف في نبوته: وخالد بن سنان
المذكور يقال إنه نبي أهل الرس.
وقد روى الحاكم وأبو يعلى والطبراني من طريق معلى بن مهدي عن أبي عوانة
عن أبي يونس عن عكرمة عن بن عباس أن رجلاً من بني عبس يقال له خالد بن
سنان قال لقومه: إني أطفىء عنكم نار الحدثان فقال له عمارة بن زياد -
رجل من قومه: والله ما قلت لنا يا خالد قط إلا حقاً فما شأنك وشأن نار
الحدثان تزعم أنك تطفئها.
قال: انطلق فانطلق معه عمارة في ثلاثين من قومه حتى أتوها وهي تخرج من
شق جبل من حرة يقال لها حرة أشجع فخط لهم خالد خطة فأجسلهم فيها وقال:
إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي قال: فخرجت كأنها جبل سعر يتبع بعضها
بعضاً واستقبلها خالد فضربها بعصاه حتى دخل معها الشق وهو يقول: بدا
بدا بدا كل هدى بؤدى زعم بن راعية المعزي أني لا أخرج منها وثيابي تندى
حتى دخل معها الشق قال: فأبطأ عليهم فقال عمارة بن زياد: والله لو كان
صاحبكم حياً لقد خرج منها فقالوا: إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه قال:
فدعوه باسمه فخرج إليهم وقد أخذ برأسه فقال: ألم أنهكم أن تدعوني باسمي
قد والله قتلتموني فإذا مت فادفنوني فإذا مرت بكم عانة حمر فانبشوني
فإنكم ستجدونني حياً فأخبركم بما يكون.
فدفنوه فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقالوا: انبشوه فإنه قد أمرنا أن
ننبشه فقال لهم عمارة بن زياد تحدث مضر أنا ننبش موتانا والله لا
تنبشوه أبداً وقد كان خالد أخبرهم أن في عكن امرأته لوحين فإذا أشكل
عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم سترون ما تسألون عنه وقال: لا تمسهما
حائض.
فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض فذهب ما كان
فيهما من علم. قال أبو يونس: قال سماك بن حرب: سئل عنه النبي صلى الله
عليه وسلم فقال: " ذاك نبي ضيعه قومه " وإن ابنته أتت النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فقال: " مرحباً بابنة أخي " .
قال الحاكم: هذا حديث صحيح فإن أبا يونس هو حاتم بن أبي صغيرة.
قلت: لكن معلى بن مهدي ضعفه أبو حاتم الرازي قال الحاكم: قد سمعت أبا
الأصبع عبد الملك بن نصر وغيره يذكرون أن بينهم وبين القيروان بحراً في
وسط جبل لا يصعده أحد وإن طريقها في البحر على الجبل وإنهم رأوا في
أعلى الجبل في غار هناك رجلا عليه صوف أبيض وهو مختب في صوف أبيض ورأسه
على يديه كأنه نائم لم يتغير منه شيء وإن جماعة أهل تلك الناحية يشهدون
أنه خالد بن سنان.
قلت: وشهادة أهل تلك الناحية بذلك مردودة فأين بلاد بني عبس من جبال
المغرب.
وأخرجه البزار والطبراني من طريق قيس بن الربيع عن سالم موصولاً بذكر
بن عباس قال: ذكر خالد بن سنان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فقال: " ذاك نبي ضيعه قومه " .
وزاد الطبراني: وجاءت بنت خالد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فسألها قومه... الحديث.
وقيس ضعيف من قبل حفظه وسيأتي له ذكر في ترجمة سباع بن زيد العبسي.
وذكر المسعودي في مروج الذهب من طريق محمد بن عمر: حدثني علي بن مسلم
الليثي عن المقبري عن أبي هريرة قال: قدم ثلاثة نفر من بني عبس على
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: إنه قدم قراؤنا وأخبرونا
أنه لا إسلام لمن لا هجرة له ولنا أموال ومواش هي معاشنا فإن كان لا
إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا فقال: " اتقوا الله حيث كنتم فلن
يليتكم من أعمالكم شيئاً ولو كنتم بصدر جازان " وسألهم عن خالد بن سنان
فقالوا: لا عقب له فقال: " نبي ضيعه قومه " ثم أنشأ يحدث أصحابه حديث
خالد بن سنان.
وأخرج بن شاهين في الصحابة من طريق الحسين بن محمد حدثنا عائذ بن حبيب
عن أبيه حدثني مشيخة من بني عبس عن سباع بن زيد أنهم وفدوا على رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكروا له قصة خالد بن سنان فقال: " ذاك
نبي ضيعه قومه " .
خالد بن سويد ويقال خلاد بن سويد وهو الأشهر.
قلت: من قال فيه خالد فقد صحف.
خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي جد والد محمد
بن إبراهيم بن الحارث بن خالد الفقيه.
ذكره عبدان وأخرج من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد
بن صخر وكان خالد بن صخر من مهاجرة الحبشة عن أبيه عن خالد بن عبد الله
قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قباء فذكر حديثاً.
قال عبدان: لم أجد لخالد بن صخر ذكراً إلا في هذا الحديث.
قلت الصواب: وكان الحارث بن خالد من مهاجرة الحبشة وقد ذكرنا في موضعه
قال بن الأثير: والصحبة والهجرة للحارث لا لخالد وولد للحارث ابنه
إبراهيم بالحبشة وقد تقدم ذكره أيضاً.
خالد بن الطفيل بن مدرك الغفاري.
قال بن منده: ذكره بن منيع في الصحابة وفيه نظر.
وروي من طريق سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن خالد بن الطفيل بن مدرك
الغفاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث جده مدركاً إلى مكة
ليأتي بابنته قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سجد
وركع قال: " أعوذ برضاك من سخطك... الحديث.
قلت: لم يورده بن منيع إلا في ترجمة مدرك وكلام بن منده يوهم أنه ذكر
خالداً في الصحابة وليس كذلك.
خالد بن فضاء.
تابعي أرسل حديثاً فذكره على بن سعيد العسكري من طريق حماد بن زيد عن
هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن خالد بن فضاء قال: سئل النبي صلى
الله عليه وآله وسلم أي الناس أحسن قراءة؟ قال: " الذي إذا سمعت قراءته
رأيت أنه يخشى الله تعالى. " خالد بن كثير قال بن أبي حاتم: سألت أبي
عنه فقال: ليست له صحبة فقلت: إن أحمد بن يسار أدخله في المسند فقال:
إنما يروى عن أبي إسحاق ونحوه.
قلت: وذكره بن حبان في تابعي التابعين.
خالد بن اللجلاج قال أبو عمر في صحبته نظر وله حديث حسن رواه بن عجلان
عن زرعة بن إبراهيم عنه ولا أعرفه في الصحابة انتهى.
وما عرفت من هو الذي ذكره في الصحابة قبله وهو تابعي مشهور.
قال أبو حاتم: روايته عن عمر مرسلة نعم لأبيه صحبة.
وأما خالد فذكره بن سميع في الطبقة الرابعة وخليفة في الأولى من
الشاميين.
والبخاري وابن أبي خيثمة وابن حبان في التابعين وقال بن إسحاق: قال لي
مكحول: كان خالد ذا سن وصلاح رواه البخاري في تاريخه.
خالد بن يزيد بن معاوية ذكره عبدان وأخرج من طريق سعيد بن أبي هلال عن
علي بن خالد - أن أبا أمامة مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن
كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... فذكر الحديث " ألا
كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله. " قلت: ظن
أن الضمير يعود على خالد وليس كذلك بل إنما يعود على المشار إليه وهو
أبو أمامة والحديث حديثه وليست لخالد بل ولا لأبيه صحبة.
خالد أبو نافع الخزاعي.
كان ممن بايع تحت الشجرة ثم ذكره أبو عمر مفرقاً بينه وبين خالد
الخزاعي المتقدم ذكره فوهم نبه عليه بن الأثير.
خالد الجهني قال الذهبي في الميزان: روى عبد الله بن مصعب بن خالد
الجهني عن أبيه عن جده فرفع خطبة منكرة وفيهم جهالة.
قلت: تلقف ذلك من بن القطان فإنه ذكر الحديث الذي سأذكره ثم قال: عبد
الله وأبوه لا يعرفان في هذا أو نحوه ولم يتعرض لخالد فأصاب لأن في
سياقه: تلقفت هذه الخطبة من في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بتبوك فسمعته يقول: " والخمر جماع الإثم. "
هكذا أخرجه الدارقطني في السنن من طريق الزبير بن بكار عن عبد الله بن
نافع عن عبد الله بن مصعب بن خالد بن زيد بن خالد الجهني عن أبيه عن
زيد بن خالد قال: تلقفت وخالد بن زيد الذي حاول الذهبي تجهيله لا رواية
له أصلاً في هذا الحديث ولا في غيره فإن مقتضى سياق الدارقطني أن يكون
الضمير في قوله عن جده لمصعب وجده هو زيد بن خالد الصحابي المشهور وكذا
أخرج الترمذي الحكيم هذا الحديث في نوادر الأصول وصرح بأن الخطبة
طويلة.
ثم أخرجه أيضاً من رواية عبد الله بن نافع بهذا السند ولفظه استلقفت
هذه الخطبة فذكر مثله ولكن اقتصر من المتن على قوله صلى الله عليه وآله
وسلم: " خير ما ألقي في القلب اليقين " .
وقد وقعت لنا هذه الخطبة مطولة من وجه آخر أخرجها أبو أحمد العسكري في
الأمثال والديلمي في مسند الفردوس من طريقه بسند له إلى عبد الله بن
مصعب بن منظور عن حميد بن سيار عن أبيه عن عقبة بن عامر قال: خرجنا في
غزوة تبوك.
فذكر الحديث بطوله وأوله: " يؤمهم عن صلاة الفجر. " وفيه: فحمد الله
وأثنى عليه ثم قال: " أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله... " فذكره
بطوله وفيه: " وخير ما ألقي في القلب اليقين. " وعبد الله بن مصعب هذا
غير صاحب الترجمة وهو أيضاً كذا.
الخاء بعدها الباء
خباب بن قيظي تقدم القول في القسم الأول من الحاء المهملة.
خباب بن المنذر بن عمرو بن الجموح الأنصاري.
استدركه أبو موسى وعزاه لموسى بن عقبة في البدريين.
قلت: وهو تصحيف شنيع وإنما هو الحباب بضم المهملة وتخفيف الموحدة.
خبيب بن الحارث ذكره أبو موسى عن بن شاهين ونبه على أنه صحفه وإنما هو
بالجيم. خبيب جد معاذ بن عبد الله.
ذكره أبو موسى عن عبدان وتعقبه بن الأثير بأن بن منده ذكره كما تقدم في
القسم الأول وهو الجهني.
الخاء بعدها الدال
خداش بن حصين بن الأصم أو خراش.
فرق أبو عمر بينه وبين خراش بن بشير وتعقبه بن الأثير بأنهما واحد وهو
كما قال.
خدع الأنصاري قال أبو موسى: ذكره علي العسكري وأبو الفتح الأزدي في
الخاء المعجمة والصواب بالجيم كما تقدم.
الخاء بعدها الراء
خراش بن جحش بن عمرو بن عبد الله بن بجاد العبسي.
ذكره بن بشكوال وقال: كتب إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فحرق
كتابه.
قلت: وهذا يدل على أن لا صحبة له ثم قد صحفه وإنما هو بالمهملة أوله
وهو والد ربعي وأخيه الربيع.
خراش الكلبي السلولي تقدم التنبيه على وهم أبي عمر فيه في خراش بن أمية
في الأول. خرشة شامي له صحبة ذكره بن عبد البر وعزاه لأبي حاتم وفرق
بينه وبين خرشة بن الحارث المحاربي وخرشة بن الحر الفزاري ثم زعم بن
عبد البر أن الشامي هو الفزاري فوهم وإنما هو المحاربي والله أعلم.
خريم فرق الباوردي بينه وبين بن فاتك فوهم وهما واحد.
خزامة بن يعمر الليثي ذكره أبو موسى وكذا وقع في ثاني القطعيات والصواب
أبو خزامة كما سيأتي في الكنى إن شاء الله تعالى.
الخاء بعدها السين
خسيس الكندي استدركه بن فتحون وساق بسنده إليه أنه قال: يا رسول الله
أنتم منا... الحديث. وهذا حديث معروف بخسيس الكندي وقد ذكر في
الاستيعاب وأنه يقال فيه بالجيم والخاء والحاء جميعاً.
خشخاش الأزدي ذكره عبدان في المعجمة والصواب بالمهملة وقد مضى.
الخاء بعدها الطاء
خطاب بن الحارث الجمحي ذكره بن منده في الخاء المعجمة فصحفه وإنما هو
بالحاء المهملة.
خطيم الحداني تقدم في الحاء المهملة.
الخاء بعدها اللام
خلاد بن يزيد بن معاوية.
قال إسحاق في مسنده أخبرنا بقية عن مسلم بن زياد عن خلاد بن يزيد بن
معاوية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر حديثاً قال البخاري في
تاريخه: هو مرسل.
خلف بن عبد يغوث الزهري.
ذكره أبو موسى عن عبدان وروى من طريق بن خثيم عن محمد بن الأسود بن خلف
عن أبيه عن جده - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذ حسناً فقبله.
قال أبو موسى: قوله عن جده وهم والصواب إسقاطه.
قلت: وهو الذي في مصنف عبد الرزاق وكذا أخرجه البغوي عن بن زنجويه عن
عبد الرزاق.
الخاء بعدها النون
خنيس المصري.
ذكره الباوردي وعبدان في الصحابة وهو غلط نشأ عن تصحيف وسقط فإنهما
أخرجا من طريق حماد بن سلمة عن حميد عن بكر بن عبد الله - أن رجلاً من
أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقال له خليد من أهل مصر كان يجعل
الرجال من وراء النساء ويجعل النساء مما يلي الإمام - يعني في الجنائز.
والمحفوظ عن حميد عن بكر بن عبد الله بن سلمة بن مخلد.
خنيس بن الأشعر - ذكره الطبري في الذيل بالمعجمة والنون وغلطوه وصوبوا
أنه بالحاء والموحدة كما تقدم في الحاء المهملة.
الخاء بعدها الواو
خوط الأنصاري.
ذكر بن منده من طريق عبد الحميد الأنصاري عن أبيه عن جده خوط أنه أسلم
وأبت امرأته أن تسلم فجاء بن لهما صغير فخيره النبي صلى الله عليه وآله
وسلم قال بن منده: كذا قال أبو مسعود عن عبد الرزاق عن سفيان عن عثمان
الليثي عن عبد الحميد وعبد الحميد هذا هو ابن جعفر بن عبد الله بن
الحكم بن رافع بن سنان ورافع هو صاحب القصة.
وقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه فلم يقل في إسناد خوط وهو الصواب وكذا
رواه يزيد بن زريع وحماد بن زيد وعيسى بن يونس وأبو عاصم وغيرهم عن عبد
الحميد عن أبيه عن جده رافع.
الخاء بعدها الياء
خير بسكون التحتانية.
ذكره بن منده والصواب عبد خير وهو مخضرم كما سيأتي والعجب أن الحديث
الذي ذكره بن منده جاء فيه عن عبد خير على الصواب. |