باهر البرهان فى
معانى مشكلات القرآن سورة العنكبوت
(الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون) أي:
بالأوامر والنواهي.
وقيل: في أموالهم وأنفسهم.
و"أن" الأولى في موضع النصب، لوقوع الحسبان عليه.
والثانية: في محل الخفض، أي: لأن يقولوا.
(فليعلمن الله)
فليظهرن الله لرسوله.
وقيل: فليميزن الله.
وقيل: يعلمه كائناً واقعاً.
(2/1094)
وقيل: يعلمه كائناً غير واقع.
(أن يسبقونا)
أن يفوتونا.
(جعل فتنة الناس كعذاب الله)
في قوم من مكة أسلموا، فلما فتنوا وأوذوا ارتدوا.
(ولنحمل خطاياكم)
لفظه أمر، ومعناه الجزاء.
أي: اكفروا فإن كان عليكم شيء فهو علينا.
(وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم)
أي: أثقال إضلالهم مع أثقال ضلالهم.
وقيل: إنها أوزار السنن الجائرة.
(ألف سنة إلا خمسين عاماً)
(2/1095)
هذا أفخم في اللفظ، وأحسن في النظم من
القول: "تسع مئة وخمسين عاماً".
(ينشئ النشأة)
مصدر من غير صدره، وتقديره:
ثم الله ينشئ الخلق فينشؤون النشأة الآخرة.
(يعذب من يشاء)
قيل: بالانقطاع إلى الدنيا.
وقيل: بسوء الخلق.
(وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء)
أي: ولا في السماء لو كنتم فيها.
وقيل: معناه أنه لا يعجزه أهل الأرض في الأرض، ولا أهل السماء
في السماء، إلا أنه لم يظهر الضمير.
(2/1096)
(مودة بينكم)
يتوادون بها في الدنيا، ويتبرؤون منها يوم القيامة، فيتم
الكلام عند قوله:
(إنما اتخذتم من دون الله أوثانا)
ثم تكون (مودة بينكم) مبتدأ، والخبر: (في الحياة الدنيا)، أي:
مودة بينكم كائنة في الدنيا، ثم ينقطع يوم القيامة.
وقيل: بأن الكلام [متصل] بأوله على وجهين:
-أن "ما" في "إنما" اسم، وهو مع الفعل بمعنى المصدر، أي: إن
اتخاذكم من دون الله أوثاناً مودة بينكم.
-والثاني: أن يكون ["ما"] بمعنى "الذي" أي: إن الذي اتخذتم من
دون الله أوثاناً مودة بينكم، أي: ذوو مودة بينكم.
(وقال إني مهاجر)
(2/1097)
قاله إبراهيم، أي: مهاجر للظالمين، وهاجر
إلى حران.
(وتقطعون السبيل)
هو قطع سبيل الولد برفض النساء.
(وكانوا مستبصرين)
أي: عقلاء، ذوي بصائر.
وعن قتادة: مستبصرين في ضلالتهم، معجبين بها.
(وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت)
إذ ليس في جميع البيوت لجميع الحيوان، ما لا [يكن] من حر أو
برد، ولا يحصن عن طالب، إلا بيت العنكبوت. قال الفرزدق:
(2/1098)
934 - ضربت عليك العنكبوت بنسجها ... وقضى
عليك به الكتاب المنزل.
(ولذكر الله أكبر)
أي: ذكر الله لكم بالرحمة، أكبر من ذكركم له بالطاعة.
(إلا بالتي هي أحسن)
أي: في إيراد الحجة من غير سباب واضطراب.
(إلا الذين ظلموا منهم)
أي: منع الجزية وقاتل.
وقيل: هم الذين أقاموا على الكفر بعد أن حجوا وألزموا.
(ومن هؤلاء من يؤمن)
أي: أهل مكة، أو العرب.
(2/1099)
(بل هو ءايات بينات في صدور الذين أوتوا
العلم)
أي: حفظ القرآن وحفظ الكتاب بتمامه لهذه الأمة.
وفي الحديث "أنا جيلهم في صدورهم وقربانهم من نفوسهم"، أي:
الجهاد.
(وكأين من دابة)
لما أمروا بالهجرة، قالوا: ليس لنا بالمدينة منازل ولا أموال.
(لا تحمل رزقها)
أي: لا تدخر.
(وإن الدار الآخرة لهي الحيوان)
(2/1100)
أي: الحياة، أو دار الحيوان.
وإن كانت الدار حياة، فما ظنكم بأهل الدار.
(ليكفروا بما ءاتيناهم وليتمتعوا)
جرى على الوعيد، لا الرخصة، كقوله: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء
فليكفر).
[تمت سورة العنكبوت]
(2/1101)
|