تفسير ابن أبي
حاتم محققا إِذَا الشَّمْسُ
كُوِّرَتْ (1)
سُورَةُ التَّكْوِيرُ
81
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ
19139 - مِنْ طَرِيق عَلِيٍّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
قَوْلِهِ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قَالَ أَظْلَمَتْ وَإِذَا
النجوم انكدرت قال: تغيرت وإذا الموؤدة سُئِلَتْ يَقوُلُ:
سَأَلَتْ «1» .
19140 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي
قَوْلِهِ: كُوِّرَتْ قَالَ: غُوِّرَتْ قَالَ يَعْقُوبُ: وَهِيَ
بِالْفَارِسِيَّةِ كور يهود «2» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ
19141 - عَنْ أَبِي مَرْيَمَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي قَوْلِهِ: إِذَا الشَّمْسُ
كُوِّرَتْ قَالَ: كُوِّرَتْ فِي جَهَنَّمَ وَإِذَا النُّجُومُ
انْكَدَرَتْ قَالَ: انْكَدَرَتْ فِي جَهَنَّمَ، وَكُلُّ مَا
عُبِدَ دَوْنَ اللَّهِ فَهُوَ فِي جَهَنَّمَ إِلا مَا كَانَ من
عيسى بن مريم وأمه ولو رضيا أن يعبدا لدخلاها «3» .
19142 - عن ابن عباس رضي الله عنهما في قَوْلِهِ: إِذَا
الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قَالَ: يُكَوِّرُ اللَّهُ الشمس والقمر
والنجوم يوم الْقِيَامَةِ فِي الْبَحْرِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ
رِيحًا دَبُورًا فَتَنْفُخُهُ حَتَّى يَرْجِعَ نارا «4» .
قوله تعالى: إذا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ
19143 - عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: سِتُّ آيَاتٍ قَبْلَ
يَوْمِ الْقِيَامَةِ، بَيْنَمَا النَّاسُ فِي أَسْوَاقِهِمْ
إِذَا ذَهَبَ ضَوْءُ الشَّمْسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ
إِذْ وَقَعَتِ الْجِبَالُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ
فَتَحَرَّكَتْ وَاضْطَرَبَتْ وَاخْتَلَطَتْ، فَفَزِعَتِ
الْجِنُّ إِلَى الْإِنْسِ وَالْإِنْسُ إِلَى الْجِنِّ،
وَاخْتَلَطَتِ الدَّوَابُّ وَالطَّيْرُ وَالْوَحْشُ، فَمَاجُوا
بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قَالَ:
اخْتَلَطَتْ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ أَهْمَلَهَا أهلها
وإذا البحار سجرت
__________
(1) الدر 7/ 425.
(2) الدر 7/ 425.
(3) الدر 7/ 425.
(4) الدر 8/ 425.
(10/3402)
قَالَ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ: نَحْنُ
نَأْتِيكُمْ بِالْخَبَرِ، فَانْطَلَقُوا إِلَى الْبَحْرِ،
فَإِذَا هِيَ نَارٌ تُأَجِّجُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إذِ
انْصَدَعَتِ الْأَرْضُ صَدْعَةً وَاحِدَةً إِلَى الْأَرْضِ
السَّابِعَةِ وَإِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَبَيْنَمَا
هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَتْهُمْ رِيحٌ فَأَمَاتَتْهُمْ «1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ
19144 - عَنْ قَتَادَةَ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا الشَّمْسُ
كُوِّرَتْ قَالَ: ذَهَبَ ضَوْءُهَا وَإِذَا النُّجُومُ
انْكَدَرَتْ قَالَ: تَسَاقَطَتْ وَتَهَافَتَتْ وَإِذَا
الْعِشَارُ عُطِّلَتْ قَالَ سَيَّبَهَا أَهْلُوهَا أَتَاهُمْ
مَا شَغَلَهُمْ عَنْهَا فَلَمْ تُصَرْ وَلَمْ تُحْلَبْ وَلَمْ
يَكُنْ فِي الدُّنْيَا مَالٌ أَعْجَبَ إِلَيْهِمْ مِنْهَا
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْخَلائِقَ
مُوَافِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقْضِي اللَّهُ فِيهَا مَا
يَشَاءُ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ قَالَ: ذَهَبَ مَاؤُهَا
وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا قَطْرَةٌ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ
قَالَ: أُلْحَقَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِشَيْعَتِهِ الْيَهُودُ
بِالْيَهُودِ والنصراني بالنصراني وإذا الموؤدة سُئِلَتْ
قَالَ: هِيَ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَةِ سَأَلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ
قُتِلَتْ قَالَ: لَا بِذَنْبٍ، وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ
يَقْتُلُ أَحَدُهُمُ ابْنَتَهُ وَيَغْذُو كَلْبَهُ، فَعَابَ
اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ قَالَ:
صَحِيفَتُكَ يَا ابْنَ آدَمَ يُمَلَّى مَا فِيهَا، ثُمَّ
تُطْوَى ثُمَّ تُنْشَرُ عَلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
فَيَنْظُرُ الرَّجُلُ مَا يَلِي فِي صَحِيفَتِهِ وَإِذَا
الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ قَالَ: أُوقِدَتْ وَإِذَا الْجَنَّةُ
أُزْلِفَتْ قَالَ: قُرِّبَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ
مِنْ عَمَلٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى
هَاهُنَا آخِرُ الْحَدِيثِ «2» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وإذا الموؤدة سُئِلَتْ
19145 - وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ قَالَ: هِيَ الْإِبِلُ
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قَالَ: حَشْرُهَا مَوْتُهَا
وَإِذَا النفوس قَالَ: هِيَ الْإِبِلُ وَإِذَا الْوُحُوشُ
حُشِرَتْ قَالَ:
حَشْرُهَا مَوْتُهَا وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قَالَ:
تَرْجِعُ الأرواح إلى أجسادها وإذا الموؤدة سئلت قَالَ:
أَطْفَالُ الْمُشْرِكِينَ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْمَوْءُودَةُ هِيَ الْمَدْفُونَةُ،
كَانَتِ الْمَرْأَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا هِيَ حَمَلَتْ
فَكَانَ أَوَانُ وِلادِهَا حَفَرَتْ حُفْرَةً فَتَمَخْضَتْ
عَلَى رَأْسِ تِلْكَ الْحُفْرَةِ فَإِنْ وَلَدَتْ جَارِيَةً
رَمَتْ بِهَا فِي تِلْكَ الْحُفْرَةِ، وَإِنْ ولدت غلاما
حبسته.
__________
(1) الدر 8/ 226.
(2) الدر 7/ 427- 429.
(10/3403)
فَلَا أُقْسِمُ
بِالْخُنَّسِ (15)
قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ رضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا: فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ فِي النَّارِ فَقَدْ
كَذَبَ بَلْ هُمْ فِي الْجَنَّةِ «1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ
19146 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ
الخطاب رضي الله عنه أنه سئل عَنْ قَوْلِهِ: وَإِذَا
النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قَالَ: يُقْرَنُ بَيْنَ الرَّجُلِ
الصَّالِحِ مَعَ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ وَيُقْرَنُ بَيْنَ
الرَّجُلِ السُّوءِ فِي النَّارِ، فَذَلِكَ تَزْوِيجُ
الْأَنْفُسُ «2» .
19147 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:
يَسِيلُ وَادٍ مِنْ أَصْلِ الْعَرْشِ من ماء فيما بين الصبحتين
ومقدار ما بينهما أربعون عاما، فينبت منه كُلُّ خَلْقٍ بَلَى
مِنَ الْإِنْسَانِ أَوْ طَيْرٍ أَوْ دَابَّةٍ، وَلَوْ مَرَّ
عَلَيْهِمْ مَارٌّ قَدْ عَرَفَهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ لَعَرَفَهُمْ
عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ قَدْ نَبَتُوا ثُمَّ تُرْسَلُ
الْأَرْوَاحُ فَتُزَوَّجُ الْأَجْسَادُ فَذَلِكَ قَوْلُ
اللَّهِ: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ «3» .
19148 - عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما: وإذا الوحوش حشرت
قَالَ:
يُحْشَرُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى إِنَّ الذُّبَابَ ليحشر «4» .
قوله تعالى: وإذا البحار سجرت
19149 - عن السدى رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَإِذَا الْبِحَارُ
سُجِّرَتْ قَالَ: فُتِحَتْ وَسُيِّرَتْ «5» .
19150 - مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قَالَ
عُمَرُ: لَمَّا بَلَغَ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ قَالَ:
لِهَذَا أُجْرِيَ الْحَدِيثُ «6» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: بِالْخُنَّسِ
19152 - مِنْ طُرِقٍ عَنْ عَلِيٍّ فِي قَوْلِهِ: فَلا أُقْسِمُ
بِالْخُنَّسِ قَالَ: هِيَ الْكَوَاكِبُ، تَكْنِسُ بِاللَّيْلِ
وَتَخْنَسُ بِالنَّهَارِ فَلا تُرَى «7» .
19153 - مِنْ طَرِيقِ عِكْرَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
الْخُنَّسُ نُجُومٌ تَجْرِي يَقْطَعْنَ الْمَجَرَّةَ كَمَا
يَقْطَعُ الْفَرَسُ «8» .
__________
(1) الدر 7/ 427- 429. [.....]
(2) الدر 7/ 427- 429.
(3) الدر 8/ 429- 431.
(4) الدر 8/ 429- 431.
(5) الدر 8/ 429- 431.
(6) الدر 8/ 429- 431.
(7) الدر 8/ 429- 431.
(8) الدر 8/ 429- 431.
(10/3404)
الْجَوَارِ الْكُنَّسِ
(16)
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْجَوَارِ الْكُنَّسِ
19154 - مِنْ طُرِقٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ:
بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ قَالَ: هِيَ بَقَرُ
الْوَحْشِ.
19155 - مِنْ طَرِيق سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ قَالَ الْبَقَرُ تَكْنِسُ
إِلَى الظِّلِّ «1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ
19156 - مِنْ طُرِقٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ:
وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ قَالَ: إِذَا أَدْبَرَ وَالصُّبْحِ
إِذَا تَنَفَّسَ قَالَ: إِذَا بَدَا النَّهَارُ حِينَ طُلُوعِ
الْفَجْرِ «2» .
19157 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ وَعَمْرُو بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ
مُجَالِدٍ عَنْ شَيْخٍ من بجيلة عن ابن عَبَّاسٍ: إِذَا
الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قَالَ: يُكَوِّرُ اللَّهُ الشمس والقمر
والنجوم يوم الْقِيَامَةِ فِي الْبَحْرِ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ
رِيحًا دَبُورًا فَتُضْرِمُهَا نَارًا «3» .
19158 - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي
مَرْيَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: إِذَا الشَّمْسُ
كُوِّرَتْ، قَالَ: «كُوِّرَتْ فِي جَهَنَّمَ» «4» .
19159 - وَقَالَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ أَيْ:
تَغَيَّرَتْ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ
قَالَ: «انْكَدَرَتْ فِي جَهَنَّمَ وَكُلُّ مَنْ عُبِدَ ما دون
الله فهو في جهنم إلا ما كَانَ مِنْ عِيسَى وَأُمِّهِ وَلَوْ
رَضِيَا أَنْ يُعْبَدَا لَدَخَلاهَا» قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
يُحْشَرُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الذُّبَابُ «5» .
19160 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجُنَيْدُ،
حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ
بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو سُلَيْمَانَ النَّفَّاطُ شَيْخُ
صَالِحٍ يُشْبِهُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةِ بْنِ
سعيد
__________
(1) الدر 7/ 431.
(2) الدر 7/ 431.
(3) ابن كثير 8/ 352- 353.
(4) ابن كثير 8/ 352- 353.
(5) ابن كثير 8/ 352- 353.
(10/3405)
وَإِذَا النُّفُوسُ
زُوِّجَتْ (7)
قَالَ: إِنَّ هَذَا الْبَحْرَ بَرَكَةٌ
يَعْنِي بَحْرَ الرُّومِ وَسَطَ الْأَرْضِ وَالْأَنْهَارُ
كُلُّهَا تَصَبُّ فِيهِ وَالْبَحْرُ الْكَبِيرُ يَصُبُّ فِيهِ،
وَأَسْفَلُهُ آبَارٌ مُطْبَقَةٌ بِالنُّحَاسِ فَإِذَا كَانَ
يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُسْجِرَ «1» .
19161 - عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ
بَشِيرٍ أن عمر خطب الناس فقرأ إذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ
فَقَالَ: تَزَوُّجُهَا أَنْ تُؤَلَّفَ كُلُّ شِيعَةٍ إِلَى
شِيعَتِهِمْ وَفِي رِوَايَةٍ:
هُمَا الرَّجُلانِ يَعْمَلانِ الْعَمَلَ فَيَدْخُلانِ بِهِ
الْجَنَّةَ أَوِ النَّارَ «2» .
19162 - عَنِ النُّعْمَانِ قَالَ: سُئِلَ عُمَرُ عَنْ قَوْلِهِ
تَعَالَى: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ فَقَالَ: يُقْرَنُ
بَيْنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ مَعَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ،
وَيُقْرَنُ بَيْنَ الرَّجُلِ السُّوءِ مَعَ الرَّجُلِ السُّوءِ
فِي النَّارِ، فَذَلِكَ تَزْوِيجُ الْأَنْفُسِ «3» .
19163 - عَنِ النُّعْمَانِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِلنَّاسِ: مَا
تَقُولُونَ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ:
وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ؟ فَسَكَتُوا قَالَ: وَلَكِنْ
هُوَ الرَّجُلُ يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
وَالرَّجُلُ يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ
قَرَأَ: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ «4» .
19164 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ
الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ جَعْفَرٍ
عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
يَسِيلُ وَادٍ مِنْ أَصْلِ الْعَرْشِ مِنْ مَاءٍ فِيمَا بين
الصحيحتين، ومقدار ما بينهما أربعون عاما، فينبت منه كُلُّ
خَلْقٍ بَلَى مِنَ الْإِنْسَانِ أَوْ طَيْرٍ أَوْ دَابَّةٍ،
وَلَوْ مَرَّ عَلَيْهِمْ مَارٌّ قَدْ عَرَفَهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ
لَعَرَفَهُمْ عَلَى الْأَرْضِ قَدْ نَبَتُوا، ثُمَّ تُرْسَلُ
الْأَرْوَاحُ فَتُزَوَّجُ الْأَجْسَادُ، فَذَلِكَ قَوْلُ
اللَّهِ تَعَالَى: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ «5» .
19165 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ
يَقُولُ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ فِي الْجَنَّةِ؟
قَالَ: الْمَوْءُودَةُ فِي الْجَنَّةِ» «6» .
19166 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الظِّهْرَانِيُّ،
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا
الْحَكِيمُ بْنُ أَبَانٍ عَنْ عِكْرَمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ: أَطْفَالُ الْمُشْرِكِينَ فِي الْجَنَّةِ فَمَنْ
زَعَمَ أَنَّهُمْ فِي النَّارِ فَقَدْ كَذَبَ. يَقُولُ اللَّهُ
عَزَّ وجل: وإذا الموؤدة سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هي المدفونة «7» .
__________
(1) ابن كثير 8/ 354- 355.
(2) ابن كثير 8/ 354- 355. [.....]
(3) ابن كثير 8/ 354- 355.
(4) ابن كثير 8/ 354- 355.
(5) ابن كثير 8/ 355.
(6) ابن كثير 8/ 355.
(7) ابن كثير 8/ 355.
(10/3406)
19167 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ سِمَاك عن النعمان ابن
بَشِيرٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قَالَ:
الضُّرَبَاءُ، كُلُّ رَجُلٍ مَعَ كُلِّ قَوْمٍ كَانُوا
يَعْمَلُونَ عَمَلَهُ وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
يَقُولُ: وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً فَأَصْحَابُ
الْمَيْمَنَةِ مَا أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب
المشئمة وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ قَالَ: هُمُ
الضُّرْبَاءُ «1» .
19168 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنِ الأَغَرِّ
بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَدِمَ
قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي
وَأَدْتُ اثْنَتَى عَشْرَةَ ابْنَةً لِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ
أَوْ ثَلاثَ عَشْرَةَ قَالَ: «اعْتِقْ عَدَدَهُمْ نَسَمًا»
قَالَ: فَأَعْتَقْ عَدَدَهُنَّ نَسَمًا، فَلَمَّا كَانَ فِي
الْعَامِ الْمُقْبِلِ جَاءَ بِمِائَةِ نَاقَةٍ، فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ صَدَقَةُ قَوْمِي عَلَى أَثَرِ مَا
صَنَعَتْ بِالْمُسْلِمِينَ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ:
فَكُنَّا نُرِيحُهَا وَنُسَمِّيهَا الْقَيْسِيَّةُ «2» .
19169 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَطَرِّفٍ
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا
نَزَلَتْ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قَالَ عُمَرُ: لَمَّا
بَلَغَ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ قَالَ: لِهَذَا
أُجْرِيَ الْحَدِيثُ «3» .
19170 - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُرَادٍ عَنْ
عَلِيٍّ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ
قَالَ: هِيَ النُّجُومُ تَخْنِسُ بِالنَّهْرِ وَتَظْهَرُ
بِاللَّيْلِ «4» .
19171 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ
إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ:
هي النجوم «5» .
__________
(1) ابن كثير 8/ 355.
(2) ابن كثير 8/ 359.
(3) ابن كثير 8/ 359.
(4) ابن كثير 8/ 359.
(5) ابن كثير 8/ 359.
(10/3407)
وَإِذَا الْبِحَارُ
فُجِّرَتْ (3)
سُورَةُ الِانْفِطَارِ
82
قَوْلُهُ تَعَالَي: وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ قَوْلُهُ:
وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ
19172 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ
قَالَ: بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ
قَالَ: بُحِثَتْ «1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ
19173 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: عَلِمَتْ نَفْسٌ
مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ قَالَ:
مَا قَدَّمَتْ مِنْ خَيْرٍ وَأُخِّرَتْ مِنْ سنة صالحة يعلم
بِهَا بَعْدَهُ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا
مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، أَوْ
سُنَّةٍ سَيِّئَةٍ يُعْمَلُ بِهَا بَعْدَهُ، فَإِنَّ عَلَيْهِ
مِثْلَ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلا يَنْقُصُ مِنْ
أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا «2» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ
بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
19174 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ
الْآيَةَ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ
الْكَرِيمِ فَقَالَ: غَرَّهُ وَاللَّهِ جَهْلُهُ.
وَأَخْرَجَ ابن الْمُنْذِرِ «3» [19175] عَنْ عِكْرَمَةَ يَا
أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غرك قل: أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ «4» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ
19176 - حَدَّثَنَا مُطَهَّرُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ
جَدِّي أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ لَهُ: «مَا وُلِدَ لَكَ» ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
مَا عَسَى أَنْ يُوْلَدَ لِي؟ إِمَّا غُلامٌ وَإِمَّا
جَارِيَةٌ. قَالَ: «فَمَنْ يُشْبِهُ» قَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ مَنْ عَسَى أَنْ يُشْبِهُ؟ إِمَّا أَبَاهُ وَإِمَّا
أُمَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عِنْدَهَا: «مَهْ. لَا تَقُولَنَّ هَكَذَا، إِنَّ
النُّطْفَةَ إِذَا اسْتَقَرَّتْ فِي الرَّحِمِ أَحْضَرَهَا
اللَّهُ كُلَّ نَسَبٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ آدَمَ؟
أَمَا قَرَأْتَ هَذِهِ الْآيَةَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي أَيِّ
صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ قَالَ: سَلَكَكَ «5» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا
كَاتِبِينَ
19177 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد
الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
وَمِسْعَرٌ، عَنْ عِلْقَمَةَ ابن مَرْثَدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَكْرِمُوا الْكِرَامُ الْكَاتِبِينَ الَّذِينَ
لَا يُفَارِقُونَكُمْ إِلا عِنْدَ إِحْدَى حَالَتَيْنِ:
الْجَنَابَةِ وَالْغَائِطِ. فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ
فَلْيَسْتَتِرْ بِجَرْمِ حائط أو ببعيره، أو ليستره أخوه» «6»
.
__________
(1) الدر 8/ 211.
(2) الدر 8/ 438- 439.
(3) الدر 8/ 438- 439.
(4) الدر 8/ 438- 439. [.....]
(5) ابن كثير 8/ 365.
(6) ابن كثير 8/ 365.
(10/3408)
وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ (1)
سُورَةُ الْمطففين
83
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ
19178 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ حَمَّادٍ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ،
عَنْ هِلالِ بْنِ طَلْقٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ
ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ: مَنْ أَحْسَنُ النَّاسِ هَيْئَةً
وَأَوْفَاهُ كَيْلًا؟ أَهْلُ مَكَّةَ أَوِ الْمَدِينَةِ؟
قَالَ: حُقَّ لَهُمْ، أَمَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقُولُ: وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ «1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ
19179 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:
سِجِّينٌ أَسْفَلُ الْأَرَضِينَ «2» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: بَلْ رَانَ على قلوبهم ما كانوا يكسبون
19180 - عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قَتَلَ
مُؤْمِنًا إِسْوَدَّ سُدُسُ قَلْبِهِ، وَإِنْ قَتَلَ اثْنَيْنِ
إِسْوَدَّ ثُلْثُ قَلْبِهِ، وَإِنْ قَتَلَ ثَلاثَةً رَانَ
عَلَى قَلْبِهِ فَلَمْ يُبَالِ مَا قَتَلَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:
بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ «3» .
19181 - عَنْ حُذَيْفَةَ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
الْقَلْبُ هَكَذَا مِثْلُ الْكَفِّ فَيُذْنِبُ الذَّنْبَ
فَيَنْقَبِضُ مِنْهُ، ثُمَّ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيَنْقَبِضُ
مِنْهُ، حَتَّى يُخْتَمَ عَلَيْهِ، فَيَسْمَعُ الْخَيْرَ فَلا
يَجِدُ لَهُ مَسَاغًا يَجْمَعُ، فَإِذَا أَجْتَمَعَ طَبَعَ
عَلَيْهِ، فَإِذَا سَمِعَ خَيْرًا دَخَلَ فِي أُذُنَيْهِ
حَتَّى يَأْتِيَ الْقَلْبَ فَلا يَجِدُ فِيهِ مُدْخَلًا
فَذَلِكَ قَوْلُهُ: بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم الْآيَةَ «4»
.
19182 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي
قَوْلِهِ: رَانَ قَالَ: طَبَعَ «5» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَفِي عِلِّيِّينَ
19183 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: لَفِي عِلِّيِّينَ
قَالَ: الْجَنَّةُ، وَفِي قَوْلِهِ:
يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ قَالَ: كُلُّ أَهْلِ سماء «6» .
__________
(1) ابن كثير 8/ 369.
(2) الدر 8/ 444.
(3) الدر 8/ 446- 450
(4) الدر 8/ 446- 450
(5) الدر 8/ 446- 450
(6) الدر 8/ 446- 450
(10/3409)
يُسْقَوْنَ مِنْ
رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25)
قَوْلُهُ تَعَالَى: يُسْقَوْنَ مِنْ
رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ
فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ
19184 - عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ
مَخْتُومٍ قَالَ: الْخَمْرُ خِتَامُهُ مِسْكٌ قَالَ: طِينُهُ
مِسْكٌ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ قَالَ: تَسْنِيمٌ
عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِ دُورِهِمْ «1» .
19185 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: يُسْقَوْنَ مِنْ
رَحِيقٍ مَخْتُومٍ قَالَ: الرَّحِيقُ الْخَمْرُ،
وَالْمَخْتُومُ يَجِدُونَ عَاقِبَتَهَا طَعْمَ الْمِسْكِ «2» .
19186 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ قَالَ:
ختم بالمسك «3» .
19187 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ تَسْنِيمٍ أَشْرَفُ شَرَابِ
أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَهُوَ صِرْفٌ لِلمُقَرَّبِينَ وَيُمْزَجُ
لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ «4» .
19188 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: وَمِزَاجُهُ مِنْ
تَسْنِيمٍ قَالَ: عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ تُمْزَجُ لِأَصْحَابِ
الْيَمِينِ وَيَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا «5» .
19189 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَوْنٍ
الزِّيَادِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَجْلانَ
سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ الْمَدَنِيَّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِبَشِيرٍ الْغِفَارِيِّ: «كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ فِي يَوْمٍ
يَقُومُ النَّاسُ فِيهِ ثَلاثَمِائَةٍ سَنَةٍ لِرَبِّ
الْعَالِمِينَ، مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا لَا يَأْتِيهِمْ
فِيهِ خَيْرٌ مِنَ السَّمَاءِ وَلا يُؤْمَرَ فِيهِ بِأَمْرٍ؟»
قَالَ بَشِيرٌ: الْمُسْتَعَانُ اللَّهُ قَالَ: «فَإِذَا
أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ كَرْبِ
يوم القيامة وسوء الحساب» «6» .
__________
(1) الدر 8/ 446- 450.
(2) الدر 8/ 446- 450.
(3) الدر 8/ 446- 450.
(4) الدر 8/ 446- 450.
(5) الدر 8/ 446- 450.
(6) ابن كثير 8/ 370. [.....]
(10/3410)
إِذَا السَّمَاءُ
انْشَقَّتْ (1)
سُورَةُ الِانْشِقَاقِ
84
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ
لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
19190 - عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: تَنْشَقُّ السَّمَاءُ مِنَ
الْمَجَرَّةِ «1» .
19191 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَأَذِنَتْ قَالَ:
أَطَاعَتْ وَحُقَّتْ قَالَ:
حَقَّقَتْ بِالطَّاعَةِ «2» .
قوله تعالى: إِنَّهُ ظَنَّ أن لن يحور
19192 - عن ابن عَبَّاس فِي قَوْلُهُ: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ
يَحُورَ قَالَ: لَنْ يُبْعَثَ «3» .
19193 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ لَنْ يَحُورَ قَالَ: أَنْ
لَنْ يَرْجِعَ «4» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ
19194 - عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ هُوَ النَّهَارُ كُلُّهُ وَفِي
رِوَايَةٍ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ: الشَّفَقُ الشَّمْسُ
«5» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ
19195 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ قَالَ:
وَمَا دَخَلَ فِيهِ «6» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ
19196 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ
قَالَ: إِذَا اسْتَوَى «7» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ
19197 - عَنِ الشَّعْبِيِّ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ
يَا مُحَمَّدُ حَالًا بَعْدَ حَالٍ «8» .
19198 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: لَتَرْكَبُنَّ
طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ قَالَ: يَعْنِي السَّمَاءُ تَنْفَطِرُ
ثُمَّ تَنْشَقُّ ثُمَّ تحمر «9» .
__________
(1) الدر 8/ 455- 457.
(2) الدر 8/ 455- 457.
(3) الدر 8/ 455- 457.
(4) الدر 8/ 455- 457.
(5) الدر 8/ 455- 457.
(6) الدر 8/ 458- 459.
(7) الدر 8/ 458- 459.
(8) الدر 8/ 458- 459.
(9) الدر 8/ 458- 459.
(10/3411)
وَاللَّهُ أَعْلَمُ
بِمَا يُوعُونَ (23)
19199 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ
الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
عَنِ الشَّعْبِيِّ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ قَالَ:
لَتَرْكَبُنَّ يَا مُحَمَّدُ سَمَاءٌ بَعْدَ سَمَاءٍ
، هَكَذَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَمَسْرُوقٍ وَأَبِي
الْعَالِيَةِ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ: سَمَاءٌ بَعْدَ سَمَاءٍ «1»
.
19200 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا هشام بْنُ عَمَّارٍ،
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ: أَنَّهُ
سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: لَتَرْكَبُنَّ
طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ قَالَ: فِي كُلِّ عِشْرِينَ سَنَةً
تُحْدِثُونَ أَمْرًا لَمْ تَكُونُوا عَلَيْهِ «2» .
19201 - عَنْ مَكْحُولٍ فِي قَوْلِهِ: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا
عَنْ طَبَقٍ قَالَ: فِي كُلِّ عِشْرِينَ عَامًا تُحْدِثُونَ
أَمْرًا لَمْ تَكُونُوا عَلَيْهِ «3» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ
19202 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ
بِمَا يُوعُونَ قَالَ: يُسِرُّونَ «4» .
19203 - ذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاهِرٍ: حَدَّثَنِي
أَبِي عَنْ عَمْرِو بْنِ شَمِرٍ، عَنْ جَابِرٍ هُوَ
الْجُعْفِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ ابْنَ آدَمَ لَفِي
غَفْلَةٍ مِمَّا خُلِقَ لَهُ، إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ
خَلْقَهُ قَالَ لِلْمَلَكِ: أُكْتُبْ رِزْقَهُ، أُكْتُبْ
أَجَلَهُ، أُكْتُبْ أثره، أُكْتُبْ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا،
ثُمَّ يَرْتَفِعُ ذَلِكَ الْمَلَكُ وَيَبْعَثُ اللَّهُ
إِلَيْهِ مَلَكًا فَيَحْفَظُهُ حَتَّى يُدْرَكَ، ثُمَّ
يَرْتَفِعُ ذَلِكَ الْمَلَكُ ثُمَّ يُوَكِّلُ الله به ملكين
يكتبان حسناته وسيئاته، فإذا حَضَرَهُ الْمَوْتُ ارْتَفَعَ
ذَلِكَ الْمَلَكَانِ، وَجَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَبَضَ
رُوحَهُ، فَإِذَا دَخَلَ قَبْرَهُ رَدَّ الرُّوحَ فِي
جَسَدِهِ، ثُمَّ ارْتَفَعَ مَلَكُ الْمَوْتِ وَجَاءَهُ مَلَكَا
الْقَبْرِ فَامْتَحَنَاهُ ثُمَّ يَرْتَفِعَانِ، فَإِذَا
قَامَتِ السَّاعَةُ انْحَطَّ عَلَيْهِ مَلَكُ الْحَسَنَاتِ
وَمَلَكُ السَّيِّئَاتِ فَانْتَشَطَا كِتَابًا مَعْقُودًا فِي
عُنُقِهِ، ثُمَّ حَضَرَا مَعَهُ: وَاحِدٌ سَائِقًا وَآخَرُ
شَهِيدًا ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَقَدْ كُنْتَ
فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ قَالَ:
«حَالًا بَعْدَ حَالٍ» ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ قدامكم لأمرا عَظِيمًا لَا
تَقْدِرُونَهُ فَاسْتَعِينُوا بِاللَّهِ الْعَظِيمِ» هَذَا
حديث منكر «5» .
__________
(1) الدر 8/ 458- 459.
(2) ابن كثير 8/ 379
(3) ابن كثير 380
(4) الدر 8/ 360
(5) ابن كثير 8/ 382 وقال: حديث منكر ولكن معناه صحيح. [.....]
(10/3412)
|