تفسير الإمام
الشافعي سورة النمل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال الله عزَّ وجلَّ: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)
الأم: كتاب (إبطال الاستحسان) :
قال الشَّافِعِي رحمه الله: وجاء النبيَّ - صلى الله عليه وسلم
- رجلٌ في امرأة رجل رماها بالزنا، فقال له: يرجع، فأوحى
اللَّه إليه آية اللعان، فلاعن بينهما، وقال اللَّه تعالى:
(قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) الآية.
الرسالة: القياس:
قال الشَّافِعِي رحمه الله: قلنا (أي: للمحاور) : فلست تراني
كُلِّفتُ الحق من
وجهين:
أحدهما: حق بإحاطة في الظاهر والباطن.
والآخر: حق بالظاهر دون الباطن؟
قال: بلى، ولكن هل تجد في هذا قوة بكتاب أو سنة؟
قلت: نعم، ما وصفت لك مما كلفت في القبلة، وفي نفسي، وفي
غيري،. ..
وقال اللَّه: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) الآية.
(3/1165)
فالناس متعبدون بأن يقولوا ويفعلوا ما
أمروا به، وينتهوا إليه، لا
يجاوزونه؛ لأنهم لم يعطوا أنفسهم شيئاً، إنما هو عطاء اللَّه،
فتسأل اللَّه عطاءً مؤدياً لحقه، موجباً مزيده - آمين -.
(3/1166)
|