تفسير الجلالين = 26 سُورَة الشُّعَرَاء
مَكِّيَّة إلَّا آيَة 197 و 224 إلَى آخِر السُّورَة
فَمَدَنِيَّة وَآيَاتهَا 227 آيَة نزلت بعد الواقعة بسم الله
الرحمن الرحيم
(1/479)
طسم (1)
{طسم} اللَّه أَعْلَم بِمُرَادِهِ بِذَلِكَ
(1/479)
تِلْكَ آيَاتُ
الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)
{تِلْكَ} أَيْ هَذِهِ الْآيَات {آيَات
الْكِتَاب} الْقُرْآن وَالْإِضَافَة بِمَعْنَى مِنْ
{الْمُبِين} الْمُظْهِر الْحَقّ مِنْ الْبَاطِل
(1/479)
لَعَلَّكَ بَاخِعٌ
نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)
{لَعَلَّك} يَا مُحَمَّد {بَاخِع نَفْسك}
قَاتِلْهَا غَمًّا مِنْ أَجْل {أَلَّا يَكُونُوا} أَيْ أَهْل
مَكَّة {مُؤْمِنِينَ} وَلَعَلَّ هُنَا لِلْإِشْفَاقِ أَيْ
أَشْفَقَ عَلَيْهَا بِتَخْفِيفِ هَذَا الْغَمّ
(1/479)
إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ
عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ
لَهَا خَاضِعِينَ (4)
{إنْ نَشَأْ نُنَزِّل عَلَيْهِمْ مِنْ
السَّمَاء آيَة فَظَلَّتْ} بِمَعْنَى الْمُضَارِع أَيْ تَظَلّ
أَيْ تَدُوم {أَعْنَاقهمْ لَهَا خَاضِعِينَ} فَيُؤْمِنُونَ
وَلِمَا وَصَفَتْ الْأَعْنَاق بِالْخُضُوعِ الَّذِي هُوَ
لِأَرْبَابِهَا جُمِعَتْ الصِّفَة مِنْهُ جمع العقلاء
(1/480)
وَمَا يَأْتِيهِمْ
مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ
مُعْرِضِينَ (5)
{وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْر} قُرْآن
{مِنْ الرَّحْمَن محدث} صفة كاشفة {إلا كانوا عنه معرضين}
(1/480)
فَقَدْ كَذَّبُوا
فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
(6)
{فقد كذبوا} به {فسيأتيهم أنباء} عواقب {ما
كانوا به يستهزءون}
(1/480)
أَوَلَمْ يَرَوْا
إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ
كَرِيمٍ (7)
{أَوَلَمْ يَرَوْا} يَنْظُرُوا {إلَى
الْأَرْض كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا} أَيْ كَثِيرًا {مِنْ كُلّ
زَوْج كَرِيم} نوع حسن
(1/480)
إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8)
{إنَّ فِي ذَلِك لَآيَة} دَلَالَة عَلَى
كَمَال قُدْرَته تَعَالَى {وَمَا كَانَ أَكْثَرهمْ
مُؤْمِنِينَ} فِي عِلْم اللَّه وَكَانَ قَالَ سِيبَوَيْهِ
زَائِدَة
(1/480)
وَإِنَّ رَبَّكَ
لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)
{وَإِنَّ رَبّك لَهُوَ الْعَزِيز} ذُو
الْعِزَّة يَنْتَقِم من الكافرين {الرحيم} يرحم المؤمنين
1 -
(1/480)
وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ
مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)
{و} اذكر يا محمد لقومك {إذْ نَادَى رَبّك
مُوسَى} لَيْلَة رَأَى النَّار وَالشَّجَرَة {أَنْ} أَيْ
بِأَنْ {ائْتِ الْقَوْم الظَّالِمِينَ} رسولا
1 -
(1/480)
قَوْمَ فِرْعَوْنَ
أَلَا يَتَّقُونَ (11)
{قَوْم فِرْعَوْن} مَعَهُ ظَلَمُوا
أَنْفُسهمْ بِالْكُفْرِ بِاَللَّهِ وَبَنِي إسْرَائِيل
بِاسْتِعْبَادِهِمْ {أَلَا} الْهَمْزَة لِلِاسْتِفْهَامِ
الْإِنْكَارِيّ {يتقون} الله بطاعته فيوحدونه
1 -
(1/480)
قَالَ رَبِّ إِنِّي
أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12)
{قال} موسى {رب إني أخاف أن يكذبون}
1 -
(1/480)
وَيَضِيقُ صَدْرِي
وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13)
{وَيَضِيق صَدْرِي} مِنْ تَكْذِيبهمْ لِي
{وَلَا يَنْطَلِق لِسَانِي} بِأَدَاءِ الرِّسَالَة
لِلْعُقْدَةِ الَّتِي فِيهِ {فَأَرْسِلْ إلَى} أَخِي
{هَارُونَ} مَعِي
1 -
(1/480)
وَلَهُمْ عَلَيَّ
ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)
{وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْب} بِقَتْلِ
الْقِبْطِيّ مِنْهُمْ {فَأَخَاف أن يقتلون} به
1 -
(1/480)
قَالَ كَلَّا
فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15)
{قَالَ} تَعَالَى {كَلَّا} لَا
يَقْتُلُونَك {فَاذْهَبَا} أَيْ أَنْتَ وَأَخُوك فَفِيهِ
تَغْلِيب الْحَاضِر عَلَى الْغَائِب {بِآيَاتِنَا إنَّا
مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} مَا تَقُولُونَ وَمَا يُقَال لَكُمْ
أُجْرِيَا مَجْرَى الْجَمَاعَة
(1/480)
1 -
(1/481)
فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ
فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16)
{فَأْتِيَا فِرْعَوْن فَقُولَا إنَّا}
كُلًّا مِنَّا {رَسُول رَبّ الْعَالَمِينَ} إلَيْك
1 -
(1/481)
أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ (17)
{أَنْ} أَيْ بِأَنْ {أَرْسِلْ مَعَنَا}
إلَى الشَّام {بَنِي إسْرَائِيل} فَأْتِيَاهُ فَقَالَا لَهُ
مَا ذُكِرَ
1 -
(1/481)
قَالَ أَلَمْ
نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ
سِنِينَ (18)
{قَالَ} فِرْعَوْن لِمُوسَى {أَلَمْ
نُرَبِّك فِينَا} فِي مَنَازِلنَا {وَلِيدًا} صَغِيرًا
قَرِيبًا مِنْ الْوِلَادَة بَعْد فِطَامه {وَلَبِثْت فِينَا
مِنْ عُمُرك سِنِينَ} ثَلَاثِينَ سَنَة يَلْبَس مِنْ مَلَابِس
فِرْعَوْن وَيَرْكَب مِنْ مَرَاكِبه وَكَانَ يُسَمَّى ابْنه
1 -
(1/481)
وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ
الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19)
{وَفَعَلْت فَعْلَتَك الَّتِي فَعَلْت}
هِيَ قَتْله الْقِبْطِيّ {وَأَنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ}
الْجَاحِدِينَ لِنِعْمَتِي عَلَيْك بِالتَّرْبِيَةِ وعدم
الاستعباد
2 -
(1/481)
قَالَ فَعَلْتُهَا
إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)
{قَالَ} مُوسَى {فَعَلْتهَا إذًا} أَيْ
حِينَئِذٍ {وَأَنَا مِنْ الضَّالِّينَ} عَمًّا آتَانِي اللَّه
بَعْدهَا مِنْ العلم والرسالة
2 -
(1/481)
فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ
لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي
مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)
{فَفَرَرْت مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ
فَوَهَبَ لِي رَبِّي حكما} علما {وجعلني من المرسلين}
2 -
(1/481)
وَتِلْكَ نِعْمَةٌ
تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)
{وَتِلْكَ نِعْمَة تَمُنّهَا عَلَيَّ}
أَصْله تَمُنّ بِهَا عَلَيَّ {أَنْ عَبَّدْت بَنِي إسْرَائِيل}
بَيَان لِتِلْكَ أَيْ اتَّخَذْتهمْ عَبِيدًا وَلَمْ
تَسْتَعْبِدنِي لَا نِعْمَة لَك بِذَلِكَ لِظُلْمِك
بِاسْتِعْبَادِهِمْ وَقَدَّرَ بَعْضهمْ أَوَّل الْكَلَام
هَمْزَة اسْتِفْهَام لِلْإِنْكَارِ
2 -
(1/481)
قَالَ فِرْعَوْنُ
وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)
{قَالَ فِرْعَوْن} لِمُوسَى {وَمَا رَبّ
الْعَالَمِينَ} الَّذِي قُلْت إنَّك رَسُوله أَيْ أَيْ شَيْء
هُوَ وَلَمَّا لَمْ يَكُنْ سَبِيل لِلْخَلْقِ إلَى مَعْرِفَة
حَقِيقَته تَعَالَى وَإِنَّمَا يَعْرِفُونَهُ بِصِفَاتِهِ
أَجَابَهُ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِبَعْضِهَا
2 -
(1/481)
قَالَ رَبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ
مُوقِنِينَ (24)
{قَالَ رَبّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا
بَيْنهمَا} أَيْ خَالِق ذَلِكَ {إنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ}
بِأَنَّهُ تَعَالَى خَالِقه فَآمِنُوا بِهِ وَحْده
2 -
(1/481)
قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ
أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25)
{قَالَ} فِرْعَوْن {لِمَنْ حَوْله} مِنْ
أَشْرَاف قَوْمه {أَلَا تَسْتَمِعُونَ} جَوَابه الَّذِي لَمْ
يُطَابِق السُّؤَال
2 -
(1/481)
قَالَ رَبُّكُمْ
وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)
{قَالَ} مُوسَى {رَبّكُمْ وَرَبّ
آبَائِكُمْ الْأَوَّلِينَ} وَهَذَا وَإِنْ كَانَ دَاخِلًا
فِيمَا قَبْله يَغِيظ فِرْعَوْن ولذلك
(1/481)
2 -
(1/482)
قَالَ إِنَّ
رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)
{قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون}
2 -
(1/482)
قَالَ رَبُّ
الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ
تَعْقِلُونَ (28)
{قَالَ} مُوسَى {رَبّ الْمَشْرِق
وَالْمَغْرِب وَمَا بَيْنهمَا إنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}
أَنَّهُ كَذَلِكَ فَآمِنُوا بِهِ وحده
2 -
(1/482)
قَالَ لَئِنِ
اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ
الْمَسْجُونِينَ (29)
{قَالَ} فِرْعَوْن لِمُوسَى {لَئِنْ
اتَّخَذْت إلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنك مِنْ الْمَسْجُونِينَ}
كَانَ سِجْنه شَدِيدًا يَحْبِس الشَّخْص فِي مَكَان تَحْت
الْأَرْض وَحْده لَا يُبْصِر وَلَا يَسْمَع فِيهِ أَحَدًا
3 -
(1/482)
قَالَ أَوَلَوْ
جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30)
{قَالَ} لَهُ مُوسَى {أَوَلَوْ} أَيْ
أَتَفْعَلُ ذَلِك وَلَوْ {جِئْتُك بِشَيْءٍ مُبِين} بُرْهَان
بَيِّن عَلَى رسالتي
3 -
(1/482)
قَالَ فَأْتِ بِهِ
إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31)
{قَالَ} فِرْعَوْن لَهُ {فَأْتِ بِهِ إنْ
كُنْت مِنْ الصَّادِقِينَ} فِيهِ
3 -
(1/482)
فَأَلْقَى عَصَاهُ
فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32)
{فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَان
مُبِين} حَيَّة عظيمة
3 -
(1/482)
وَنَزَعَ يَدَهُ
فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)
{وَنَزَعَ يَده} أَخْرَجَهَا مِنْ جَيْبه
{فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء} ذَات شُعَاع {لِلنَّاظِرِينَ} خِلَاف
مَا كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْأَدْمَة
3 -
(1/482)
قَالَ لِلْمَلَإِ
حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34)
{قَالَ} فِرْعَوْن {لِلْمَلَإِ حَوْله إنَّ
هَذَا لَسَاحِر عَلِيم} فَائِق فِي عِلْم السحر
3 -
(1/482)
يُرِيدُ أَنْ
يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
(35)
{يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا
تأمرون}
3 -
(1/482)
قَالُوا أَرْجِهْ
وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36)
{قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ} أَخِّرْ
أَمْرهمَا {وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِن حَاشِرِينَ} جَامِعِينَ
3 -
(1/482)
يَأْتُوكَ بِكُلِّ
سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)
{يَأْتُوك بِكُلِّ سَحَّار عَلِيم} يَفْضُل
مُوسَى فِي عِلْم السِّحْر
3 -
(1/482)
فَجُمِعَ السَّحَرَةُ
لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)
{فَجُمِعَ السَّحَرَة لِمِيقَاتِ يَوْم
مَعْلُوم} وَهُوَ وَقْت الضُّحَى مِنْ يَوْم الزِّينَة
3 -
(1/482)
وَقِيلَ لِلنَّاسِ
هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39)
{وقيل للناس هل أنتم مجتمعون}
4 -
(1/482)
لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ
السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40)
{لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين}
الِاسْتِفْهَام لِلْحَثِّ عَلَى الِاجْتِمَاع وَالتَّرَجِّي
عَلَى تَقْدِير غَلَبَتهمْ لِيَسْتَمِرُّوا عَلَى دِينهمْ
فَلَا يَتْبَعُوا مُوسَى
4 -
(1/482)
فَلَمَّا جَاءَ
السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا
إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41)
{فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن}
بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَتَيْنِ وَتَسْهِيل الثَّانِيَة
وَإِدْخَال أَلِف بَيْنهمَا على الوجهين {لنا لأجرا إن كنا نحن
الغالبين
(1/482)
4 -
(1/483)
قَالَ نَعَمْ
وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)
{قال نعم وإنكم إذا} أي حينئذ {لمن
المقربين}
4 -
(1/483)
قَالَ لَهُمْ مُوسَى
أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)
{قَالَ لَهُمْ مُوسَى} بَعْد مَا قَالُوا
لَهُ {إمَّا أَنْ تُلْقِي وَإِمَّا أَنْ نَكُون نَحْنُ
الْمُلْقِينَ} {أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ} فالأمر فيه
للإذن بتقديم إلقائهم إلى إظهار الحق
4 -
(1/483)
فَأَلْقَوْا
حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ
إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)
{فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون
إنا لنحن الغالبون}
4 -
(1/483)
فَأَلْقَى مُوسَى
عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45)
{فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ
تَلْقَف} بِحَذْفِ إحْدَى التَّاءَيْنِ مِنْ الْأَصْل
تَبْتَلِع {مَا يَأْفِكُونَ} يَقْلِبُونَهُ بِتَمْوِيهِهِمْ
فَيُخَيِّلُونَ حِبَالهمْ وَعِصِيّهمْ أَنَّهَا حَيَّات تسعى
4 -
(1/483)
فَأُلْقِيَ
السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46)
{فألقى السحرة ساجدين}
4 -
(1/483)
قَالُوا آمَنَّا
بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47)
{قالوا آمنا برب العالمين}
4 -
(1/483)
رَبِّ مُوسَى
وَهَارُونَ (48)
{رَبّ مُوسَى وَهَارُونَ} لِعِلْمِهِمْ
بِأَنَّ مَا شَاهَدُوهُ مِنْ الْعَصَا لَا يَتَأَتَّى
بِالسِّحْرِ
4 -
(1/483)
قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ
قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي
عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ
أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ
وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)
{قال} فرعون {أآمنتم} بِتَحْقِيقِ
الْهَمْزَتَيْنِ وَإِبْدَال الثَّانِيَة أَلِفًا {لَهُ}
لِمُوسَى {قَبْل أَنْ آذَن} أَنَا {لَكُمْ إنَّهُ لَكَبِيركُمْ
الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْر} فَعَلَّمَكُمْ شَيْئًا مِنْهُ
وَغَلَبَكُمْ بِآخَر {فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} مَا يَنَالكُمْ
مِنِّي {لَأُقَطِّعَن أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلكُمْ مِنْ خِلَاف}
أَيْ يَد كُلّ وَاحِد الْيُمْنَى ورجله اليسرى {ولأصلبنكم
أجمعين}
5 -
(1/483)
قَالُوا لَا ضَيْرَ
إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50)
{قَالُوا لَا ضَيْر} لَا ضَرَر عَلَيْنَا
فِي ذَلِكَ {إنَّا إلَى رَبّنَا} بَعْد مَوْتنَا بِأَيِّ وَجْه
كَانَ {مُنْقَلِبُونَ} رَاجِعُونَ فِي الْآخِرَة
5 -
(1/483)
إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ
يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ
الْمُؤْمِنِينَ (51)
{إنَّا نَطْمَع} نَرْجُو {أَنْ يَغْفِر
لَنَا رَبّنَا خَطَايَانَا أَنْ} أَيْ بِأَنْ {كُنَّا أَوَّل
الْمُؤْمِنِينَ} في زماننا
5 -
(1/483)
وَأَوْحَيْنَا إِلَى
مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52)
{وَأَوْحَيْنَا إلَى مُوسَى} بَعْد سِنِينَ
أَقَامَهَا بَيْنهمْ يَدْعُوهُمْ بِآيَاتِ اللَّه إلَى الْحَقّ
فَلَمْ يَزِيدُوا إلَّا عُتُوًّا {أَنْ أَسِرْ بِعِبَادِي}
بَنِي إسْرَائِيل وَفِي قِرَاءَة بِكَسْرِ النُّون وَوَصْل
هَمْزَة أَسْرِ مِنْ سَرَى لُغَة فِي أَسْرَى أَيْ سِرْ بِهِمْ
لَيْلًا إلَى الْبَحْر {إنَّكُمْ مُتَّبِعُونَ} يَتْبَعكُمْ
فِرْعَوْن وَجُنُوده فَيَلِجُونَ وَرَاءَكُمْ الْبَحْر
فَأُنْجِيكُمْ وَأُغْرِقهُمْ
(1/483)
5 -
(1/484)
فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ
فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53)
{فَأَرْسَلَ فِرْعَوْن} حِين أَخْبَرَ
بِسَيْرِهِمْ {فِي الْمَدَائِن} قِيلَ كَانَ لَهُ أَلْف
مَدِينَة وَاثْنَا عَشَر أَلْف قَرْيَة {حَاشِرِينَ}
جَامِعِينَ الْجَيْش قَائِلًا
5 -
(1/484)
إِنَّ هَؤُلَاءِ
لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54)
{إنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَة} طَائِفَة
{قَلِيلُونَ} قِيلَ كَانُوا سِتّمِائَةِ أَلْف وَسَبْعِينَ
أَلْفًا وَمُقَدَّمَة جَيْشه سَبْعمِائَةِ أَلْف فَقَلَّلَهُمْ
بِالنَّظَرِ إلَى كَثْرَة جَيْشه
5 -
(1/484)
وَإِنَّهُمْ لَنَا
لَغَائِظُونَ (55)
{وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ}
فَاعِلُونَ مَا يَغِيظنَا
5 -
(1/484)
وَإِنَّا لَجَمِيعٌ
حَاذِرُونَ (56)
{وَإِنَّا لجميع حذرون} مستعدون وفي قراءة
حاذرون متيقظون
5 -
(1/484)
فَأَخْرَجْنَاهُمْ
مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57)
قال تعالى {فَأَخْرَجْنَاهُمْ} أَيْ
فِرْعَوْن وَقَوْمه مِنْ مِصْر لِيَلْحَقُوا مُوسَى وَقَوْمه
{مِنْ جَنَّات} بَسَاتِين كَانَتْ عَلَى جَانِبَيْ النِّيل
{وَعُيُون} أَنْهَار جَارِيَة فِي الدُّور من النيل
5 -
(1/484)
وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ
كَرِيمٍ (58)
{وَكُنُوز} أَمْوَال ظَاهِرَة مِنْ
الذَّهَب وَالْفِضَّة وَسُمِّيَتْ كُنُوزًا لِأَنَّهُ لَمْ
يُعْطِ حَقّ اللَّه تَعَالَى مِنْهَا {وَمَقَام كَرِيم}
مَجْلِس حَسَن لِلْأُمَرَاءِ وَالْوُزَرَاء يحفه أتباعهم
5 -
(1/484)
كَذَلِكَ
وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59)
{كَذَلِكَ} أَيْ إخْرَاجنَا كَمَا
وَصَفْنَا {وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إسْرَائِيل} بَعْد إغْرَاق
فِرْعَوْن وَقَوْمه
6 -
(1/484)
فَأَتْبَعُوهُمْ
مُشْرِقِينَ (60)
{فَأَتْبَعُوهُمْ} لَحِقُوهُمْ
{مُشْرِقِينَ} وَقْت شُرُوق الشَّمْس
6 -
(1/484)
فَلَمَّا تَرَاءَى
الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ
(61)
{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} رَأَى
كُلّ مِنْهُمَا الْآخَر {قَالَ أَصْحَاب مُوسَى إنَّا
لَمُدْرَكُونَ} يُدْرِكنَا جَمْع فِرْعَوْن وَلَا طَاقَة لَنَا
بِهِ
6 -
(1/484)
قَالَ كَلَّا إِنَّ
مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)
{قَالَ} مُوسَى {كَلَّا} أَيْ لَنْ
يُدْرِكُونَا {إنَّ معي ربي} بنصره {سيهدين} طريق النجاة
6 -
(1/484)
فَأَوْحَيْنَا إِلَى
مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ
كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)
قال تعالى {فَأَوْحَيْنَا إلَى مُوسَى أَنْ
اضْرِبْ بِعَصَاك الْبَحْر} فَضَرَبَهُ {فَانْفَلَقَ}
فَانْشَقَّ اثْنَيْ عَشَر فِرَقًا {فَكَانَ كُلّ فِرْق
كَالطَّوْدِ الْعَظِيم} الْجَبَل الضَّخْم بَيْنهمَا مَسَالِك
سَلَكُوهَا لَمْ يَبْتَلّ مِنْهَا سُرُج الرَّاكِب ولا لبده
6 -
(1/484)
وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ
الْآخَرِينَ (64)
{وَأَزْلَفْنَا} قَرَّبْنَا {ثَمَّ}
هُنَاكَ {الْآخِرِينَ} فِرْعَوْن وَقَوْمه حَتَّى سَلَكُوا
مَسَالِكهمْ
6 -
(1/484)
وَأَنْجَيْنَا مُوسَى
وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65)
{وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ
أَجْمَعِينَ} بِإِخْرَاجِهِمْ مِنْ الْبَحْر عَلَى هَيْئَته
الْمَذْكُورَة
(1/484)
6 -
(1/485)
ثُمَّ أَغْرَقْنَا
الْآخَرِينَ (66)
{ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ} فِرْعَوْن
وَقَوْمه بِإِطْبَاقِ الْبَحْر عَلَيْهِمْ لَمَّا تَمَّ
دُخُولهمْ فِي الْبَحْر وَخُرُوج بَنِي إسْرَائِيل مِنْهُ
6 -
(1/485)
إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)
{إنَّ فِي ذَلِكَ} إغْرَاق فِرْعَوْن
وَقَوْمه {لَآيَة} عِبْرَة لِمَنْ بَعْدهمْ {وَمَا كَانَ
أَكْثَرهمْ مُؤْمِنِينَ} بِاَللَّهِ لَمْ يُؤْمِن مِنْهُمْ
غَيْر آسِيَة امْرَأَة فِرْعَوْن وحزقيل مُؤْمِن آل فِرْعَوْن
وَمَرْيَم بِنْت ناموصي الَّتِي دَلَّتْ عَلَى عِظَام يُوسُف
عَلَيْهِ السلام
6 -
(1/485)
وَإِنَّ رَبَّكَ
لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)
{وَإِنَّ رَبّك لَهُوَ الْعَزِيز}
فَانْتَقَمَ مِنْ الْكَافِرِينَ بِإِغْرَاقِهِمْ {الرَّحِيم}
بِالْمُؤْمِنِينَ فَأَنْجَاهُمْ مِنْ الْغَرَق
6 -
(1/485)
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ
نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ} أَيْ كُفَّار مَكَّة
{نَبَأ} خَبَر {إبراهيم} ويبدل منه
7 -
(1/485)
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ
وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70)
{إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون}
7 -
(1/485)
قَالُوا نَعْبُدُ
أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)
{قَالُوا نَعْبُد أَصْنَامًا} صَرَّحُوا
بِالْفِعْلِ لِيَعْطِفُوا عَلَيْهِ {فَنَظَلّ لَهَا
عَاكِفِينَ}
نُقِيم نَهَارًا عَلَى عِبَادَتهَا زَادُوهُ فِي الْجَوَاب
افْتِخَارًا بِهِ
7 -
(1/485)
قَالَ هَلْ
يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72)
{قال هل يسمعونكم إذ} حين {تدعون}
7 -
(1/485)
أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ
أَوْ يَضُرُّونَ (73)
{أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ} إنْ
عَبَدْتُمُوهُمْ {أَوْ يَضُرُّونَ} كُمْ إنْ لَمْ
تَعْبُدُوهُمْ
7 -
(1/485)
قَالُوا بَلْ
وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)
{قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا
كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} أَيْ مثل فعلنا
7 -
(1/485)
قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ
مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75)
{قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون}
7 -
(1/485)
أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ
الْأَقْدَمُونَ (76)
{أنتم ؤاباؤكم الأقدمون}
7 -
(1/485)
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ
لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)
{فَإِنَّهُمْ عَدُوّ لِي} لَا أَعْبُدهُمْ
{إلَّا} لَكِنْ {رَبّ الْعَالَمِينَ} فَإِنِّي أَعْبُدهُ
7 -
(1/485)
الَّذِي خَلَقَنِي
فَهُوَ يَهْدِينِ (78)
{الذي خلقني فهو يهدين} إلى الدين
7 -
(1/485)
وَالَّذِي هُوَ
يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)
{والذي هو يطعمني ويسقين}
8 -
(1/485)
وَإِذَا مَرِضْتُ
فَهُوَ يَشْفِينِ (80)
{وإذا مرضت فهو يشفين}
8 -
(1/485)
وَالَّذِي يُمِيتُنِي
ثُمَّ يُحْيِينِ (81)
{والذي يميتني ثم يحيين}
8 -
(1/485)
وَالَّذِي أَطْمَعُ
أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)
{وَاَلَّذِي أَطْمَع} أَرْجُو {أَنْ
يَغْفِر لِي خَطِيئَتِي يَوْم الدِّين} الْجَزَاء
8 -
(1/485)
رَبِّ هَبْ لِي
حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)
{رَبّ هَبْ لِي حُكْمًا} عِلْمًا
{وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} النبيين
8 -
(1/485)
وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ
صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84)
{وَاجْعَلْ لِي لِسَان صِدْق} ثَنَاء
حَسَنًا {فِي الْآخِرِينَ} الَّذِينَ يَأْتُونَ بَعْدِي إلَى
يَوْم الْقِيَامَة
(1/485)
8 -
(1/486)
وَاجْعَلْنِي مِنْ
وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)
{وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَة جَنَّة
النَّعِيم} مِمَّنْ يُعْطَاهَا
8 -
(1/486)
وَاغْفِرْ لِأَبِي
إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86)
{وَاغْفِرْ لِأَبِي إنَّهُ كَانَ مِنْ
الضَّالِّينَ} بِأَنْ تَتُوب عَلَيْهِ فَتَغْفِر لَهُ وَهَذَا
قَبْل أَنْ يَتَبَيَّن لَهُ أَنَّهُ عَدُوّ لِلَّهِ كَمَا
ذُكِرَ فِي سُورَة بَرَاءَة
8 -
(1/486)
وَلَا تُخْزِنِي
يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)
{وَلَا تُخْزِنِي} تَفْضَحنِي {يَوْم
يُبْعَثُونَ} النَّاس
8 -
(1/486)
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ
مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)
قَالَ تَعَالَى فِيهِ {يَوْم لَا يَنْفَع
مَال وَلَا بنون} أحدا
8 -
(1/486)
إِلَّا مَنْ أَتَى
اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)
{إلَّا} لَكِنْ {مَنْ أَتَى اللَّه
بِقَلْبٍ سَلِيم} مِنْ الشِّرْك وَالنِّفَاق وَهُوَ قَلْب
الْمُؤْمِن فَإِنَّهُ ينفعه ذلك
9 -
(1/486)
وَأُزْلِفَتِ
الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90)
{وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّة} قُرِّبَتْ
{لِلْمُتَّقِينَ} فَيَرَوْنَهَا
9 -
(1/486)
وَبُرِّزَتِ
الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91)
{وبرزت الجحيم} أظهرت {للغاوين} الكافرين
9 -
(1/486)
وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ
مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92)
{وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون}
9 -
(1/486)
مِنْ دُونِ اللَّهِ
هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93)
{مِنْ دُون اللَّه} أَيْ غَيْره مِنْ
الْأَصْنَام {هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ} بِدَفْعِ الْعَذَاب
عَنْكُمْ {أَوْ يَنْتَصِرُونَ} بدفعه عن أنفسهم لا
9 -
(1/486)
فَكُبْكِبُوا فِيهَا
هُمْ وَالْغَاوُونَ (94)
{فكبكبوا} ألقوا {فيها هم والغاوون}
9 -
(1/486)
وَجُنُودُ إِبْلِيسَ
أَجْمَعُونَ (95)
{وَجُنُود إبْلِيس} أَتْبَاعه وَمَنْ
أَطَاعَهُ مِنْ الْجِنّ والإنس {أجمعون}
9 -
(1/486)
قَالُوا وَهُمْ فِيهَا
يَخْتَصِمُونَ (96)
{قَالُوا} أَيْ الْغَاوُونَ {وَهُمْ فِيهَا
يَخْتَصِمُونَ} مَعَ معبوديهم
9 -
(1/486)
تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا
لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97)
{تَاللَّهِ إنْ} مُخَفَّفَة مِنْ
الثَّقِيلَة وَاسْمهَا مَحْذُوف أَيْ إنَّهُ {كُنَّا لَفِي
ضَلَال مُبِين} بَيِّن
9 -
(1/486)
إِذْ نُسَوِّيكُمْ
بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98)
{إذْ} حَيْثُ {نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ
الْعَالَمِينَ} فِي الْعِبَادَة
9 -
(1/486)
وَمَا أَضَلَّنَا
إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99)
{وَمَا أَضَلَّنَا} عَنْ الْهُدَى {إلَّا
الْمُجْرِمُونَ} أَيْ الشَّيَاطِين أَوْ أَوَّلُونَا الَّذِينَ
اقْتَدَيْنَا بِهِمْ
10 -
(1/486)
فَمَا لَنَا مِنْ
شَافِعِينَ (100)
{فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ} كَمَا
لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْمَلَائِكَة وَالنَّبِيِّينَ
وَالْمُؤْمِنِينَ
10 -
(1/486)
وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ
(101)
{وَلَا صَدِيق حَمِيم} يُهِمّهُ أَمْرنَا
(1/486)
10 -
(1/487)
فَلَوْ أَنَّ لَنَا
كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102)
{فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّة} رَجْعَة إلَى
الدُّنْيَا {فَنَكُون مِنْ الْمُؤْمِنِينَ} لَوْ هُنَا
لِلتَّمَنِّي وَنَكُون جوابه
10 -
(1/487)
إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103)
{إنَّ فِي ذَلِكَ} الْمَذْكُور مِنْ قِصَّة
إبْرَاهِيم وقومه {لآية وما كان أكثرهم مؤمنين}
10 -
(1/487)
وَإِنَّ رَبَّكَ
لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}
10 -
(1/487)
كَذَّبَتْ قَوْمُ
نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105)
{كَذَّبَتْ قَوْم نُوح الْمُرْسَلِينَ}
بِتَكْذِيبِهِمْ لَهُ لِاشْتِرَاكِهِمْ فِي الْمَجِيء
بِالتَّوْحِيدِ أَوْ لِأَنَّهُ لِطُولِ لُبْثه فِيهِمْ
كَأَنَّهُ رُسُل وَتَأْنِيث قَوْم بِاعْتِبَارِ مَعْنَاهُ
وَتَذْكِيره بِاعْتِبَارِ لَفْظه
10 -
(1/487)
إِذْ قَالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106)
{إذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ} نَسَبًا
{نُوح أَلَا تتقون} الله
10 -
(1/487)
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ
أَمِينٌ (107)
{إنِّي لَكُمْ رَسُول أَمِين} عَلَى
تَبْلِيغ مَا أرسلت به
10 -
(1/487)
فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (108)
{فَاتَّقُوا اللَّه وَأَطِيعُونِ} فِيمَا
آمُركُمْ بِهِ مِنْ تَوْحِيد اللَّه وَطَاعَته
10 -
(1/487)
وَمَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ (109)
{وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ} عَلَى
تَبْلِيغه {مِنْ أَجْر إن} ما {أجري} أي ثوابي {إلا على رب
العالمين}
11 -
(1/487)
فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (110)
{فَاتَّقُوا اللَّه وَأَطِيعُونِ}
كَرَّرَهُ تَأْكِيدًا
11 -
(1/487)
قَالُوا أَنُؤْمِنُ
لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)
{قَالُوا أَنُؤْمِنُ} نُصَدِّق {لَك}
لِقَوْلِك {وَاتَّبَعَك} وَفِي قِرَاءَة وَأَتْبَاعك جَمْع
تَابِع مُبْتَدَأ {الْأَرْذَلُونَ} السَّفَلَة كالحاكة
والأساكفة
11 -
(1/487)
قَالَ وَمَا عِلْمِي
بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112)
{قال وما علمي} أي علم لي {بما كانوا
يعملون}
11 -
(1/487)
إِنْ حِسَابُهُمْ
إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113)
{إنْ} مَا {حِسَابهمْ إلَّا عَلَى رَبِّي}
فَيُجَازِيهِمْ {لو تشعرون} تعلمون ذلك ما عبدتموهم
11 -
(1/487)
وَمَا أَنَا بِطَارِدِ
الْمُؤْمِنِينَ (114)
{وما أنا بطارد المؤمنين}
11 -
(1/487)
إِنْ أَنَا إِلَّا
نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)
{إنْ} مَا {أَنَا إلَّا نَذِير مُبِين}
بَيِّن الإنذار
11 -
(1/487)
قَالُوا لَئِنْ لَمْ
تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)
{قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوح}
عَمَّا تَقُول لَنَا {لَتَكُونَن مِنْ الْمَرْجُومِينَ}
بِالْحِجَارَةِ أَوْ بالشتم
11 -
(1/487)
قَالَ رَبِّ إِنَّ
قَوْمِي كَذَّبُونِ (117)
{قال} نوح {رب إن قومي كذبون}
11 -
(1/487)
فَافْتَحْ بَيْنِي
وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ (118)
{فافتح بيني وبينهم فتحا} أي احكم {ونجني
ومن معي من المؤمنين
(1/487)
11 -
(1/488)
فَأَنْجَيْنَاهُ
وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119)
قال تعالى {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ
فِي الْفُلْك الْمَشْحُون} الْمَمْلُوء مِنْ النَّاس
وَالْحَيَوَان وَالطَّيْر
12 -
(1/488)
ثُمَّ أَغْرَقْنَا
بَعْدُ الْبَاقِينَ (120)
{ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْد} بَعْد
إنْجَائِهِمْ {الْبَاقِينَ} مِنْ قومه
12 -
(1/488)
إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121)
{إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين}
12 -
(1/488)
وَإِنَّ رَبَّكَ
لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}
12 -
(1/488)
كَذَّبَتْ عَادٌ
الْمُرْسَلِينَ (123)
{كذبت عاد المرسلين}
12 -
(1/488)
إِذْ قَالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124)
{إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون}
12 -
(1/488)
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ
أَمِينٌ (125)
{إني لكم رسول أمين}
12 -
(1/488)
فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (126)
{فاتقوا الله وأطيعون}
12 -
(1/488)
وَمَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ (127)
{وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر
إنْ} مَا {أجري إلا على رب العالمين}
12 -
(1/488)
أَتَبْنُونَ بِكُلِّ
رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128)
{أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيع} مَكَان
مُرْتَفِع {آيَة} بِنَاء عَلَمًا لِلْمَارَّةِ {تَعْبَثُونَ}
بِمَنْ يَمُرّ بِكُمْ وَتَسْخَرُونَ منهم والجملة حال من ضمير
تبنون
12 -
(1/488)
وَتَتَّخِذُونَ
مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)
{وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِع} لِلْمَاءِ تَحْت
الْأَرْض {لَعَلَّكُمْ} كَأَنَّكُمْ {تَخْلُدُونَ} فِيهَا لَا
تَمُوتُونَ
13 -
(1/488)
وَإِذَا بَطَشْتُمْ
بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)
{وَإِذَا بَطَشْتُمْ} بِضَرْبٍ أَوْ قَتْل
{بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} مِنْ غَيْر رَأْفَة
13 -
(1/488)
فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (131)
{فَاتَّقُوا اللَّه} فِي ذَلِكَ
{وَأَطِيعُونِ} فِيمَا أَمَرْتُكُمْ به
13 -
(1/488)
وَاتَّقُوا الَّذِي
أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132)
{واتقوا الذي أمدكم} أنعم عليكم {بما
تعلمون}
13 -
(1/488)
أَمَدَّكُمْ
بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133)
{أمدكم بأنعام وبنين}
13 -
(1/488)
وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
(134)
{وَجَنَّات} بَسَاتِين {وَعُيُون} أَنْهَار
13 -
(1/488)
إِنِّي أَخَافُ
عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)
{إنِّي أَخَاف عَلَيْكُمْ عَذَاب يَوْم
عَظِيم} فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة إنْ عَصَيْتُمُونِي
13 -
(1/488)
قَالُوا سَوَاءٌ
عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ
(136)
{قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا} مُسْتَوٍ
عِنْدنَا {أَوَعَظْت أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْوَاعِظِينَ}
أَصْلًا أَيْ لَا نرعوي لوعظك
13 -
(1/488)
إِنْ هَذَا إِلَّا
خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137)
{إنْ} مَا {هَذَا} الَّذِي خَوَّفْتنَا
بِهِ {إلَّا خلق الأولين} اختلافهم وَكَذِبهمْ وَفِي قِرَاءَة
بِضَمِّ الْخَاء وَاللَّام أَيْ مَا هَذَا الَّذِي نَحْنُ
عَلَيْهِ مِنْ إنْكَار البعث إلا خلق الأولين أي طبيعتهم
وعادتهم
13 -
(1/488)
وَمَا نَحْنُ
بِمُعَذَّبِينَ (138)
{وما نحن بمعذبين
(1/488)
13 -
(1/489)
فَكَذَّبُوهُ
فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ
أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139)
{فكذبوه} بالعذاب {فأهلكناهم} في الدنيا
بالريح {إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين}
14 -
(1/489)
وَإِنَّ رَبَّكَ
لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}
14 -
(1/489)
كَذَّبَتْ ثَمُودُ
الْمُرْسَلِينَ (141)
{كذبت ثمود المرسلين}
14 -
(1/489)
إِذْ قَالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142)
{إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون}
143 - {إني لكم رسول أمين}
144 - {فاتقوا الله وأطيعون}
14 -
(1/489)
وَمَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ (145)
{وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر
إنْ} مَا {أجري إلا على رب العالمين}
14 -
(1/489)
أَتُتْرَكُونَ فِي مَا
هَاهُنَا آمِنِينَ (146)
{أتتركون في ما ها هنا} من الخيرات {آمنين}
14 -
(1/489)
فِي جَنَّاتٍ
وَعُيُونٍ (147)
{في جنات وعيون}
14 -
(1/489)
وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ
طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148)
{وَزُرُوع وَنَخْل طَلْعهَا هَضِيم} لَطِيف
لَيِّن
14 -
(1/489)
وَتَنْحِتُونَ مِنَ
الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149)
{وَتَنْحِتُونَ من الجبال بيوتا فرهين}
بَطِرِينَ وَفِي قِرَاءَة فَارِهِينَ حَاذِقِينَ
15 -
(1/489)
فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (150)
{فاتقوا الله وأطيعون} فيما أمرتكم به
15 -
(1/489)
وَلَا تُطِيعُوا
أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151)
{ولا تطيعوا أمر المسرفين}
15 -
(1/489)
الَّذِينَ يُفْسِدُونَ
فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152)
{الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض}
بِالْمَعَاصِي {وَلَا يُصْلِحُونَ} بطاعة الله
15 -
(1/489)
قَالُوا إِنَّمَا
أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153)
{قَالُوا إنَّمَا أَنْتَ مِنْ
الْمُسَحَّرِينَ} الَّذِينَ سَحَرُوا كَثِيرًا حَتَّى غَلَبَ
عَلَى عَقْلهمْ
15 -
(1/489)
مَا أَنْتَ إِلَّا
بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ
الصَّادِقِينَ (154)
{مَا أَنْتَ} أَيْضًا {إلَّا بَشَر
مِثْلنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إنْ كُنْت مِنْ الصَّادِقِينَ} فِي
رِسَالَتك
15 -
(1/489)
قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ
لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155)
{قَالَ هَذِهِ نَاقَة لَهَا شِرْب} نَصِيب
مِنْ الماء {ولكم شرب يوم معلوم}
15 -
(1/489)
وَلَا تَمَسُّوهَا
بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)
{وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذكُمْ
عَذَاب يَوْم عَظِيم} بعظم العذاب
15 -
(1/489)
فَعَقَرُوهَا
فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157)
{فَعَقَرُوهَا} عَقَرَهَا بَعْضهمْ
بِرِضَاهُمْ {فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ} عَلَى عقرها
15 -
(1/489)
فَأَخَذَهُمُ
الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ
مُؤْمِنِينَ (158)
{فأخذهم العذاب} الموعود به فهلكوا {إن في
ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين}
15 -
(1/489)
وَإِنَّ رَبَّكَ
لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}
16 -
(1/489)
كَذَّبَتْ قَوْمُ
لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160)
{كذبت قوم لوط المرسلين}
16 -
(1/489)
إِذْ قَالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161)
{إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون}
16 -
(1/489)
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ
أَمِينٌ (143)
{إني لكم رسول أمين}
16 -
(1/489)
فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (163)
{فاتقوا الله وأطيعون
(1/489)
16 -
(1/490)
وَمَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ (164)
{وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر
إنْ} مَا {أجري إلا على رب العالمين}
16 -
(1/490)
أَتَأْتُونَ
الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165)
{أتأتون الذكران من العالمين} الناس
16 -
(1/490)
وَتَذَرُونَ مَا
خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ
قَوْمٌ عَادُونَ (166)
{وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبّكُمْ
مِنْ أَزْوَاجكُمْ أَقْبَالهنَّ {بَلْ أَنْتُمْ قَوْم
عَادُونَ} مُتَجَاوِزُونَ الْحَلَال إلى الحرام
16 -
(1/490)
قَالُوا لَئِنْ لَمْ
تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)
{قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوط}
عَنْ إنْكَارك عَلَيْنَا {لَتَكُونَن مِنْ الْمُخْرَجِينَ}
مِنْ بَلْدَتنَا
16 -
(1/490)
قَالَ إِنِّي
لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168)
{قَالَ} لُوط {إنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنْ
الْقَالِينَ} الْمُبْغَضِينَ
16 -
(1/490)
رَبِّ نَجِّنِي
وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169)
{رَبّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا
يَعْمَلُونَ} أَيْ مِنْ عذابه
17 -
(1/490)
فَنَجَّيْنَاهُ
وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170)
{فنجيناه وأهله أجمعين}
17 -
(1/490)
إِلَّا عَجُوزًا فِي
الْغَابِرِينَ (171)
{إلَّا عَجُوزًا} امْرَأَته {فِي
الْغَابِرِينَ} الْبَاقِينَ أَهْلَكْنَاهَا
17 -
(1/490)
ثُمَّ دَمَّرْنَا
الْآخَرِينَ (172)
{ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ}
أَهْلَكْنَاهُمْ
17 -
(1/490)
وَأَمْطَرْنَا
عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173)
{وأمطرنا عليهم مطرا} حجارة من جملة الإ
هلاك {فساء مطر المنذرين} مطرهم
17 -
(1/490)
إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174)
{إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين}
17 -
(1/490)
وَإِنَّ رَبَّكَ
لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}
17 -
(1/490)
كَذَّبَ أَصْحَابُ
الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176)
{كَذَّبَ أَصْحَاب الْأَيْكَة} وَفِي
قِرَاءَة بِحَذْفِ الْهَمْزَة وَإِلْقَاء حَرَكَتهَا عَلَى
اللَّام وَفَتْح الْهَاء هِيَ غيضة شجر قرب مدين {المرسلين}
17 -
(1/490)
إِذْ قَالَ لَهُمْ
شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177)
{إذ قال لهم شعيب} لم يقل لهم أخوهم لأنه
لم يكن منهم {ألا تتقون}
17 -
(1/490)
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ
أَمِينٌ (178)
{إني لكم رسول أمين}
17 -
(1/490)
فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (179)
{فاتقوا الله وأطيعون}
18 -
(1/490)
وَمَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ (164)
{وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر
إنْ} مَا {أجري إلا على رب العالمين}
18 -
(1/490)
أَوْفُوا الْكَيْلَ
وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181)
{أَوْفُوا الْكَيْل} أَتِمُّوهُ {وَلَا
تَكُونُوا مِنْ الْمُخْسِرِينَ} الناقصين
18 -
(1/490)
وَزِنُوا
بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182)
{وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيم}
الْمِيزَان السَّوِيّ
(1/490)
18 -
(1/491)
وَلَا تَبْخَسُوا
النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ
مُفْسِدِينَ (183)
{وَلَا تَبْخَسُوا النَّاس أَشْيَاءَهُمْ}
لَا تُنْقِصُوهُمْ مِنْ حَقّهمْ شَيْئًا {وَلَا تَعْثَوْا فِي
الْأَرْض مُفْسِدِينَ} بِالْقَتْلِ وَغَيْره مِنْ عَثِيَ
بِكَسْرِ الْمُثَلَّثَة أَفْسَدَ وَمُفْسِدِينَ حَال
مُؤَكِّدَة لِمَعْنَى عَامِلهَا
18 -
(1/491)
وَاتَّقُوا الَّذِي
خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184)
{واتقوا الذي خلقكم والجبلة} الخليقة
{الأولين}
18 -
(1/491)
قَالُوا إِنَّمَا
أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185)
{قالوا إنما أنت من المسحرين}
18 -
(1/491)
وَمَا أَنْتَ إِلَّا
بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186)
{وَمَا أَنْتَ إلَّا بَشَر مِثْلنَا
وَإِنْ} مُخَفَّفَة مِنْ الثَّقِيلَة وَاسْمهَا مَحْذُوف أَيْ
أَنَّهُ {نظنك لمن الكاذبين}
18 -
(1/491)
فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا
كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)
{فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا} بِسُكُونِ
السِّين وَفَتْحهَا قِطَعًا {مِنْ السَّمَاء إنْ كُنْت مِنْ
الصَّادِقِينَ} فِي رسالتك
18 -
(1/491)
قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ
بِمَا تَعْمَلُونَ (188)
{قَالَ رَبِّي أَعْلَم بِمَا تَعْمَلُونَ}
فَيُجَازِيكُمْ بِهِ
18 -
(1/491)
فَكَذَّبُوهُ
فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ
يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)
{فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَاب يَوْم
الظُّلَّة} هِيَ سَحَابَة أَظَلَّتْهُمْ بَعْد حَرّ شَدِيد
أَصَابَهُمْ فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ نارا فاحترقوا {إنه كان
عذاب يوم عظيم}
19 -
(1/491)
إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190)
{إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين}
19 -
(1/491)
وَإِنَّ رَبَّكَ
لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}
19 -
(1/491)
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ
رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)
{وإنه} أي القرآن {لتنزيل رب العالمين}
19 -
(1/491)
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ
الْأَمِينُ (193)
{نزل به الروح الأمين} جبريل
19 -
(1/491)
عَلَى قَلْبِكَ
لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)
{على قلبك لتكون من المنذرين}
19 -
(1/491)
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ
مُبِينٍ (195)
{بِلِسَانٍ عَرَبِيّ مُبِين} بَيِّن وَفِي
قِرَاءَة بِتَشْدِيدِ نَزَلَ وَنَصْب الرُّوح وَالْفَاعِل
اللَّه
19 -
(1/491)
وَإِنَّهُ لَفِي
زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)
{وَإِنَّهُ} ذِكْر الْقُرْآن الْمُنَزَّل
عَلَى مُحَمَّد {لَفِي زبر} كتب {الأولين} كالتوراة والإنجيل
19 -
(1/491)
أَوَلَمْ يَكُنْ
لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
(197)
{أو لم يَكُنْ لَهُمْ} لِكُفَّارِ مَكَّة
{آيَة} عَلَى ذَلِكَ {أَنْ يَعْلَمهُ عُلَمَاء بَنِي
إسْرَائِيل} كَعَبْدِ اللَّه بن سلام وأصحابه من الذين آمنوا
فإنهم يخبرون بذلك وَيَكُنْ بالتحتانية وَنَصْب آيَة
وبالفوقانية وَرَفْع آيَة
19 -
(1/491)
وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ
عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198)
{وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْض
الْأَعْجَمِينَ} جَمْع أَعْجَم
19 -
(1/491)
فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ
مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)
{فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ} كُفَّار مَكَّة
{مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ} أَنَفَة مِنْ اتِّبَاعه
(1/491)
20 -
(1/492)
كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ
فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200)
{كَذَلِكَ} أَيْ مِثْل إدْخَالنَا
التَّكْذِيب بِهِ بِقِرَاءَةِ الْأَعْجَمِيّ {سَلَكْنَاهُ}
أَدْخَلْنَا التَّكْذِيب بِهِ {فِي قُلُوب المجرمين} كفار مكة
بقراءة النبي
20 -
(1/492)
لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ
حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201)
{لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم}
20 -
(1/492)
فَيَأْتِيَهُمْ
بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202)
{فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون}
20 -
(1/492)
فَيَقُولُوا هَلْ
نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)
{فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ}
لِنُؤْمِن فَيُقَال لَهُمْ لا فقالوا متى هذا العذاب قال تعالى
20 -
(1/492)
أَفَبِعَذَابِنَا
يَسْتَعْجِلُونَ (204)
{أفبعذابنا يستعجلون}
20 -
(1/492)
أَفَرَأَيْتَ إِنْ
مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205)
{أفرأيت} أخبرني {إن متعناهم سنين}
20 -
(1/492)
ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا
كَانُوا يُوعَدُونَ (206)
{ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ}
من العذاب
20 -
(1/492)
مَا أَغْنَى عَنْهُمْ
مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)
{مَا} اسْتِفْهَامِيَّة بِمَعْنَى أَيّ
شَيْء {أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} فِي دَفْع
الْعَذَاب أَوْ تَخْفِيفه أَيْ لَمْ يُغْنِ
20 -
(1/492)
وَمَا أَهْلَكْنَا
مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208)
{وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَة إلَّا
لَهَا مُنْذِرُونَ} رُسُل تُنْذِر أَهْلهَا
20 -
(1/492)
ذِكْرَى وَمَا كُنَّا
ظَالِمِينَ (209)
{ذِكْرَى} عِظَة لَهُمْ {وَمَا كُنَّا
ظَالِمِينَ} فِي إهْلَاكهمْ بَعْد إنْذَارهمْ وَنَزَلَ رَدًّا
لِقَوْلِ الْمُشْرِكِينَ
21 -
(1/492)
وَمَا تَنَزَّلَتْ
بِهِ الشَّيَاطِينُ (210)
{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ} بِالْقُرْآنِ
{الشَّيَاطِين}
21 -
(1/492)
وَمَا يَنْبَغِي
لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211)
{وَمَا يَنْبَغِي} يَصْلُح {لَهُمْ} أَنْ
يَنْزِلُوا بِهِ {وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} ذَلِكَ
21 -
(1/492)
إِنَّهُمْ عَنِ
السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)
{إنَّهُمْ عَنْ السَّمْع} لِكَلَامِ
الْمَلَائِكَة {لَمَعْزُولُونَ} بِالشُّهُبِ
21 -
(1/492)
فَلَا تَدْعُ مَعَ
اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)
{فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّه إلَهًا آخَر
فَتَكُون مِنْ الْمُعَذَّبِينَ} إنْ فَعَلْت ذَلِكَ الَّذِي
دَعَوْك إليه
21 -
(1/492)
وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)
{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتك الْأَقْرَبِينَ}
وَهُمْ بَنُو هَاشِم وَبَنُو الْمُطَّلِب وَقَدْ أَنْذَرَهُمْ
جَهَارًا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم
21 -
(1/492)
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ
لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)
{وَاخْفِضْ جَنَاحك} أَلِنْ جَانِبك
{لِمَنْ اتَّبَعَك مِنْ المؤمنين} الموحدين
21 -
(1/492)
فَإِنْ عَصَوْكَ
فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216)
{فإن عصوك} عشيرك {فَقُلْ} لَهُمْ {إنِّي
بَرِيء مِمَّا تَعْمَلُونَ} } مِنْ عِبَادَة غَيْر اللَّه
21 -
(1/492)
وَتَوَكَّلْ عَلَى
الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217)
{وَتَوَكَّلْ} بِالْوَاوِ وَالْفَاء {عَلَى
الْعَزِيز الرَّحِيم} اللَّه أَيْ فَوَّضَ إلَيْهِ جَمِيع
أُمُورك
(1/492)
21 -
(1/493)
الَّذِي يَرَاكَ حِينَ
تَقُومُ (218)
{الَّذِي يَرَاك حِين تَقُوم} إلَى
الصَّلَاة
21 -
(1/493)
وَتَقَلُّبَكَ فِي
السَّاجِدِينَ (219)
{وَتَقَلُّبك} فِي أَرْكَان الصَّلَاة
قَائِمًا وَقَاعِدًا وَرَاكِعًا وَسَاجِدًا {في الساجدين}
المصلين
22 -
(1/493)
إِنَّهُ هُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)
{إنه هو السميع العليم}
22 -
(1/493)
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ
عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221)
{هَلْ أُنَبِّئكُمْ} يَا كُفَّار مَكَّة
{عَلَى مَنْ تَنَزَّل الشَّيَاطِين} بِحَذْفِ إحْدَى
التَّاءَيْنِ مِنْ الْأَصْل
22 -
(1/493)
تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ
أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)
{تَنَزَّل عَلَى كُلّ أَفَّاك} كَذَّاب
{أَثِيم} فَاجِر مِثْل مُسَيْلِمَة وَغَيْره مِنْ الْكَهَنَة
22 -
(1/493)
يُلْقُونَ السَّمْعَ
وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)
{يُلْقُونَ} الشَّيَاطِين {السَّمْع} مَا
سَمِعُوهُ مِنْ الْمَلَائِكَة إلَى الْكَهَنَة {وَأَكْثَرهمْ
كَاذِبُونَ} يَضُمُّونَ إلَى الْمَسْمُوع كَذِبًا كَثِيرًا
وَكَانَ هَذَا قَبْل أَنْ حُجِبَتْ الشَّيَاطِين عَنْ
السَّمَاء
22 -
(1/493)
وَالشُّعَرَاءُ
يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)
{وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعهُمْ الْغَاوُونَ}
فِي شِعْرهمْ فَيَقُولُونَ بِهِ وَيَرْوُونَهُ عَنْهُمْ فَهُمْ
مَذْمُومُونَ
22 -
(1/493)
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ
فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)
{أَلَمْ تَرَ} تَعْلَم {أَنَّهُمْ فِي كُلّ
وَادٍ} مِنْ أَوْدِيَة الْكَلَام وَفُنُونه {يَهِيمُونَ}
يَمْضُونَ فَيُجَاوِزُونَ الْحَدّ مَدْحًا وَهِجَاء
22 -
(1/493)
وَأَنَّهُمْ
يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)
{وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ} فَعَلْنَا {مَا
لَا يَفْعَلُونَ} يَكْذِبُونَ
(1/493)
22 -
(1/494)
إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا
وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)
{إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات} مِنْ
الشُّعَرَاء {وَذَكَرُوا اللَّه كَثِيرًا} لَمْ يَشْغَلهُمْ
الشِّعْر عَنْ الذِّكْر {وَانْتَصَرُوا} بِهَجْوِهِمْ
الْكُفَّار {مِنْ بَعْد مَا ظُلِمُوا} بِهَجْوِ الْكُفَّار
لَهُمْ فِي جُمْلَة الْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسُوا مَذْمُومِينَ
قَالَ اللَّه تَعَالَى {لَا يُحِبّ اللَّه الْجَهْر بِالسُّوءِ
مِنْ الْقَوْل إلَّا مَنْ ظُلِمَ} وَقَالَ تَعَالَى {فَمَنْ
اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا
اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا} مِنْ
الشُّعَرَاء وَغَيْرهمْ {أَيّ مُنْقَلَب} مَرْجِع
{يَنْقَلِبُونَ} يَرْجِعُونَ بَعْد الْمَوْت |