تفسير عبد الرزاق سُورَةُ الْمُجَادَلَةِ وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(3/290)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3165 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ
فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] قَالَ: أُنْزِلَتْ فِي امْرَأَةٍ
اسْمُهَا خُوَيْلَةُ , قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ عِكْرِمَةُ:
اسْمُهَا خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ وَزَوْجُهَا أَوْسُ بْنُ
الصَّامِتِ , فَقَالَ: جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَهَا جَعَلَهَا
عَلَيْهِ كَظَهْرِ أُمِّهِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَرَاكِ إِلَّا وَقَدْ حُرِّمْتِ
عَلَيْهِ , وَهُوَ حِينَئِذٍ يَغْسِلُ رَأْسَهُ» فَقَالَتِ:
انْظُرْ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ,
فقَالَ: «مَا أَرَاكِ إِلَّا قَدْ حُرِّمْتِ عَلَيْهِ»
قَالَتِ: انْظُرْ فِي شَأْنِي , فَجَعَلَتْ تُجَادِلُهُ ,
ثُمَّ حَوَّلَ شِقَّ رَأْسِهِ الْآخَرِ لِيَغْسِلَهُ
فَتَحَوَّلَتْ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ , فَقَالَتِ: انْظُرْ
جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ , فَقَالَتِ
الْغَاسِلَةُ: " أَقْصِرِي مِنْ حَدِيثِكِ , وَمُجَادَلَتِكِ
يَا خُوَيْلَةُ , أَمَا تَرَيْنَ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَدْ تَرَبَّدَ لِيُوحَى
إِلَيْهِ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهَ قَوْلَ
الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ}
[المجادلة: 1] حَتَّى بَلَغَ {ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا}
[المجادلة: 3] قَالَ قَتَادَةُ: حَرَّمَهَا , ثُمَّ يُرِيدُ
أَنْ يَعُودَ لَهَا يَطَؤُهَا {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ
قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} [المجادلة: 3] حَتَّى بَلَغَ {بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: 3]
(3/290)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3166 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ أَيُّوبَ , أَحْسَبُهُ ذَكَرَهُ ,
عَنْ عِكْرِمَةَ , أَنَّ الرَّجُلَ قَالَ: وَاللَّهِ يَا
نَبِيَّ اللَّهِ , مَا أَجِدُ رَقَبَةً , فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنَا بِزَائِدِكَ»
فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ
مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} [المجادلة: 4]
فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ , مَا أُطِيقُ
الصَّوْمَ , إِنِّي إِذًا لَمْ آكُلْ فِي الْيَوْمِ كَذَا
وَكَذَا أَكْلَةٍ وَلَقِيتُ , فَجَعَلَ يَشْكُو إِلَيْهِ ,
فَقَالَ: " مَا أَنَا بِزَائِدِكَ فَنَزَلَتْ {فَمَنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} [المجادلة: 4]
(3/291)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3167 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} [المجادلة: 2]
قَالَ: " الزُّورُ: الْكَذِبُ "
(3/291)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3168 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ:
{ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} [المجادلة: 3] قَالَ:
الْوَطْءُ "
(3/291)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3169 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ
يَتَمَاسَّا} [المجادلة: 3] قَالَ: «يُجْزِئُ هَاهُنَا
الطِّفْلُ»
(3/291)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3170 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ}
[المجادلة: 8] قَالَ: «كَانَتِ الْيَهُودُ يَقُولُونَ سَامٌ
عَلَيْكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
(3/292)
3171 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ
, عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّ رَهْطًا , مِنَ
الْيَهُودِ دَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالُوا: " السَّامُ عَلَيْكَ , فَقَالَتْ
عَائِشَةُ: فَفَطِنْتُ إِلَى قَوْلِهِمْ فَقُلْتُ: عَلَيْكُمُ
السَّامُ وَاللَّعْنَةُ , فَقَالَ لَهَا: «مَهْلًا يَا
عَائِشَةُ , فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأُمُورِ
كُلِّهَا» فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ
مَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: " أَمَا تَسْمَعِينَ أَرُدُّ ذَلِكَ
عَلَيْهِمْ فَأَقُولُ: عَلَيْكُمْ "
(3/292)
3172 - عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
بُرْقَانَ الْجَزَرِيِّ , أَنَّهُ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ
, إِلَّا أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ قَوْلِهِ: «مَهْلًا يَا
عَائِشَةُ , فَإِنَّ الْفُحْشَ لَوْ كَانَ رَجُلًا كَانَ
رَجُلَ سُوءٍ»
(3/292)
3173 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ ,
قَالَ: " كَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا رَأَوَا الْمُنَافِقِينَ
خَلَوْا مُتَنَاجِينَ شَقَّ عَلَيْهِمْ , فَنَزَلَتْ {إِنَّمَا
النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}
[المجادلة: 10] الْآيَةَ
(3/292)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3174 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ} [المجادلة: 11]
قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَتَنَافَسُونَ فِي مَجْلِسِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقِيلَ لَهُمْ: {إِذَا
قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا
يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ: انْشُزُوا
فَانْشُزُوا} [المجادلة: 11] , يَقُولُ: «إِذَا دُعِيتُمْ
إِلَى خَيْرٍ فَأَجِيبُوا»
(3/293)
3175 - قَالَ مَعْمَرُ , قَالَ الْحَسَنُ:
«هَذَا كُلُّهُ فِي الْغَزْوِ»
(3/293)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3176 - عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ
, عَنْ مُجَاهِدٍ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَقَدِّمُوا
بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12] قَالَ: "
أُمِرُوا أَن لَّا يُنَاجِي أَحَدٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِتى يَتَصَدَّقُ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ ,
فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ يتَصَدَّقَ بَيْنَ يدي ذَلِكَ عَلِيُّ
بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَنَاجَاهُ , فلَمْ يُنَاجِهِ أَحَدٌ
غَيْرُهُ , ثُمَّ نَزَلَتِ الرُّخْصَةُ {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ
تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ. . . . .} [المجادلة:
13] الْآيَةَ
(3/293)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3177 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ مُجَاهِدٍ , فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا
بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ} [المجادلة: 12] قَالَ عَلِيٌّ: "
مَا عَمِلَ بِهَذِهِ أَحَدٌ غَيْرِي حَتَّى نُسِخَتْ , قَالَ:
أَحْسَبُهُ قَالَ: وَمَا كَانَتْ إِلَّا سَاعَةً "
(3/293)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3178 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الْكَلْبِيِّ , وَقَتَادَةَ , فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ
فَقَدِّمُوا} [المجادلة: 12] إِنَّهَا مَنْسُوخَةٌ , قَالَ:
«مَا كَانَتْ إِلَّا سَاعَةً مِنَ نَهَارٍ»
(3/295)
3179 - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ
مَعْمَرٌ , وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: جَاءَ عَلِيُّ بِدِينَارٍ
فَتَصَدَّقَ بِهِ وَكَلَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَأَمْسَكَ النَّاسُ عَنْ كَلَامِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ نَزَلَ التَّخْفِيفُ
فَقَالَ: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ
نَجْوَاكُمْ} [المجادلة: 13] حَتَّى بَلَغَ {خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ} [المجادلة: 13]
(3/295)
3180 - مَعْمَرٌ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ} [الممتحنة: 13] قَالَ: " هُمُ الْيَهُودُ
تَوَلَّاهُمُ: الْمُنَافِقُونَ "
(3/295)
3181 - مَعْمَرٌ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا
فَيَحْلِفُونَ لَهُ} [المجادلة: 18] قَالَ: «الْمُنَافِقُ
يَحْلِفُ لِلَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , كَمَا حَلَفَ
لِأَوْلِيَائِهِ فِي الدُّنْيَا»
(3/295)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3182 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 20]
قَالَ: «يُعَادُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ»
(3/295)
سُورَةُ الْحَشْرِ وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(3/296)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3183 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {مِنْ دِيَارِهِمْ لَأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: 2]
قَالَ: هُمْ بَنُو النَّضِيرِ قَاتَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حَتَّى صَالَحَهُمْ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , عَلَى الْجَلَاءِ
فَأَجْلَاهُمْ إِلَى الشَّامِ , عَلَى أَنَّ لَهُمْ مَا
أَقَلَّتِ الْإِبِلُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الْحَلْقَةَ ,
وَالْحَلْقَةُ السِّلَاحُ , وَكَانُوا مِنْ سَبْطٍ لَمْ
يُصِبْهُمْ جَلَاءٌ فِيمَا خَلَا , وَكَانَ اللَّهُ قَدْ
كَتَبَ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ , وَلَوْلَا ذَلِكَ
لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالسَّبْيِ ,
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: 2]
فَكَانَ جَلَاؤُهُمْ ذَلِكَ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ فِي
الدُّنْيَا إِلَى الشَّامِ "
(3/296)
3184 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ ,
قَالَ: «تَجِيءُ نَارٌ مِنْ مُشْرِقِ الْأَرْضِ تَحْشُرُ
النَّاسَ إِلَى مَغْرِبِهَا تَسُوقُهُمْ سَوْقَ الْبَرْقِ
الْكَسِيرِ , تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا , وَتَقِيلُ
مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا , وَتَأْكُلُ مَنْ تَخَلَّفَ مِنْهُمْ»
(3/296)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3185 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ} [الحشر: 2]
قَالَ: «لَمَّا صَالَحُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , كَانَ لَا يُعْجِبُهُمْ خَشَبَةٌ إِلَّا
أَخَذُوهَا وَكَانَ ذَلِكَ تَخْرِبَتَهُمْ»
(3/297)
3186 - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَقَالَ
مَعْمَرٌ: قَالَ قَتَادَةُ: «كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُخْرِبُونَ
مَا يَلِيهِمْ مِنْ ظَاهِرِهَا , لِيُدْخِلُوهَا عَلَيْهِمْ
وَيُخْرِبُهَا الْيَهُودُ مِنْ دَاخِلِهَا»
(3/297)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3187 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} [الحشر: 5] قَالَ:
«اللِّينَةُ أَلْوَانُ النَّخْلِ كُلُّهَا إِلَّا الْعَجْوَةَ»
(3/297)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3188 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا
رِكَابٍ} [الحشر: 6] قَالَ: صَالِحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَهْلَ فَدَكٍ , قُرًى سَمَّاهَا لَا
أَحْفَظُهَا وَهُوَ مُحَاصِرٌ قَوْمًا آخَرِينَ , فَأَرْسَلُوا
إِلَيْهِ بِالصُّلْحِ فَأَفَاءَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ
غَيْرِ قِتَالٍ , لَمْ يُوجِفُوا عَلَيْهَا خَيْلًا وَلَا
رِكَابًا , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَمَا أَوْجَفْتُمْ
عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ , وَلَا رِكَابٍ} [الحشر: 6] يَقُولُ:
«بِغَيْرِ قِتَالٍ»
(3/297)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3189 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ: «كَانَتْ
بَنُو النَّضِيرِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
, خَالِصًا لَمْ يَفْتَتِحُوهَا عَنْوَةً , افْتَتَحُوهَا
عَلَى صُلْحٍ فَقَسَمَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ , وَلَمْ يُعْطِ
الْأَنْصَارَ مِنْهَا شَيْئًا , إِلَّا رَجُلَيْنِ كَانَتْ
لَهُمَا حَاجَةٌ»
(3/298)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3190 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ
خَالِدٍ , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ , أَنَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , قَالَ: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ
لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة: 60] حَتَّى بَلَغَ
{عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60] ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ
لِهَؤُلَاءِ , ثُمَّ قَرَأَ {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ
مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}
[الأنفال: 41] ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ لِهَوُلَاءِ , ثُمَّ قَرَأَ
{مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى}
[الحشر: 7] حَتَّى بَلَغَ {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ
بَعْدِهِمْ} ثُمَّ قَالَ: «هَذِهِ اسْتَوْعَبَتِ
الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً , فَلَئِنْ عِشْتُ لَيَأْتِيَنَّ
الرَّاعِيَ وَهُوَ بِسَرْوِ حِمْيَرَ نَصِيبَهُ مِنْهَا , لَمْ
يَعْرَقْ مِنْهَا جَبِينُهُ»
(3/298)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3191 - عَنْ مَعْمَرٍ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا أَفَاءَ
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [الحشر: 7]
قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّهَا الْجِزْيَةُ , وَالْخَرَاجُ
خَرَاجُ أَهْلِ الْقُرَى , يَعْنِي الْقُرَى الَّتِي تُؤَدِّي
الْخَرَاجَ»
(3/299)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3192 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ} [الحشر: 15] قَالَ:
«هُمْ بَنُو النَّضِيرِ»
(3/299)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3193 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ ,
قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ , وَكَانَ
عَابِدًا وَكَانَ رُبَّمَا دَاوَى الْمَجَانِينَ , وَكَانَتِ
امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ أَخَذَهَا الْجُنُونُ فَجِيءَ بِهَا
إِلَيْهِ فَتُرِكَتْ عِنْدَهُ فَأَعْجَبَتْهُ فَوَقَعَ
عَلَيْهَا , فَحَمَلَتْ فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنْ
عُلِمَ بِهَذَا افْتُضِحْتَ فَاقْتُلْهَا وَأَرْقِدْهَا فِي
بَيْتِكَ , فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا , فَجَاءَ أَهْلُهَا
بَعْدَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ يَسْأَلُونَهُ عَنْهَا , فَقَالَ:
مَاتَتْ فَلَمْ يَتَّهِمُوهُ لِصَلَاحِهِ فِيهِمْ وَرِضَاهُ ,
فَجَاءَهُمُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنَّهَا لَمْ تَمُتْ
وَلَكِنَّهُ وَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ فَقَتَلَهَا
وَدَفَنَهَا , وَهِيَ فِي بَيْتِهِ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا
, فَجَاءَ أَهْلُهَا فَقَالُوا: مَا نَتَّهِمُكَ وَلَكِنْ
أَخْبِرْنَا أَيْنَ دَفَنْتَهَا , وَمَنْ كَانَ مَعَكَ؟
فَفَتَّشُوا بَيْتَهُ فَوَجَدُوهَا حَيْثُ دَفَنَهَا فَأُخِذَ
فَسُجِنَ فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ , [ص:300] فَقَالَ: إِنْ
كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ أُخَلِّصَكَ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ ,
وَتَخْرُجُ مِنْهُ , فَاكْفُرْ بِاللَّهِ , فَأَطَاعَ
الشَّيْطَانَ وَكَفَرَ فَأُخِذَ فَقُتِلَ فَتَبَرَّأَ مِنْهُ
الشَّيْطَانُ حِينَئِذٍ , قَالَ طَاوُسٌ: " فَمَا أَعْلَمُ
إِلَّا بِهَذِهِ الْآيَةِ أُنْزِلَتْ فِيهِ {كَمَثَلِ
الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا
كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ
رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 16]
(3/299)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3194 - عَنِ الثَّوْرِيِّ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ
نَهِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلُولِيِّ , عَنْ عَلِيٍّ ,
أَنَّ رَجُلًا: " كَانَ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَتِهِ ,
وَأَنَّ امْرَأَةً كَانَ لَهَا إِخْوَةٌ فَعَرَضَ لَهَا شَيْءٌ
فَأَتَوْهُ بِهَا , فَزَيَّنَتْ لَهُ نَفْسُهُ فَوَقَعَ
عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ له:
اقْتُلْهَا فَإِنَّهُمْ إِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ افْتُضِحْتَ
فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا , فَجَاءُوهُ فَأَخَذُوهُ فَذَهَبُوا
بِهِ , فَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ إِذْ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ
, فَقَالَ له: أَنَا الَّذِي زَيَّنْتُ لَكَ فَاسْجُدْ لِي
سَجْدَةً أُنَجِّكَ , قَالَ: " فَسَجَدَ لَهُ فَذَلِكَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ
لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ} [الحشر: 16] الْآيَةَ
(3/300)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3195 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18] قَالَ:
«لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ»
(3/301)
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
3196 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {السَّلَامُ} [الحشر: 23] قَالَ: " اللَّهُ هو
السَّلَامُ {الْمُؤْمِنُ} [الحشر: 23] قَالَ: آمَنُ لِقَوْلِهِ
, وَهُوَ {الْمُهَيْمِنُ} [الحشر: 23] قَالَ: الشَّهِيدُ
عَلَيْهِ , {الْعَزِيزُ} [الحشر: 23] فِي نِقْمَتِهِ إِذَا
انْتَقَمَ {الْجَبَّارُ} [الحشر: 23] جَبَرَ خَلْقَهُ عَلَى
مَا شَاءَ {الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: 23] تَكَبَّرَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ "
(3/301)
|